الأسبوع الخامس من الصوم
شفاء المخلّع
الإنجيل الأسبوعي – زمن الصوم
الأحد: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بولس الرَسول الأولى إلى تلميذه طيموتاوس، وبارِكْ يا سيِّد (1 طيم 5/ 24-6/ 5)
يا إِخوتي، مِنَ الـنَاسِ مَنْ تَكُونُ خَطَايَاهُم وَاضِحَةً قَبْلَ الـحُكمِ فِيهَا، ومِنهُم مَنْ لا تَكُونُ واضِحَةً إِلاَّ بَعْدَهُ. كذلِكَ فَإِنَّ الأَعْمَالَ الصَالِحَةَ هِيَ أَيضًا وَاضِحَة، والَّتي هيَ غَيرُ واضِحَةٍ فَلا يُمْكِنُ أَنْ تَبْقَى خَفِيَّة. على جَمِيعِ الَّذِينَ تَحْتَ نِيرِ العُبُودِيَّةِ أَنْ يَحْسَبُوا أَسْيَادَهُم أَهْلاً لِكُلِّ كَرَامَة، لِئَلاَّ يُجَدَّفَ عَلى اسْمِ اللهِ وتَعْلِيمِهِ. أَمَّا الَّذِينَ لَهُم أَسْيَادٌ مُؤْمِنُونَ فلا يَسْتَهِينُوا بِهِم، لأَنَّهُم إِخْوَة، بَلْ بِالأَحْـرَى فَلْيَخْدُمُوهُم، لأَنَّ الـمُسْتَفِيدِينَ مِن خَدْمَتِهِم الطَيِّبَةِ هُم مُؤْمِنُونَ وأَحِبَّاء، ذلِكَ مَا يَجِبُ أَنْ تُعَلِّمَهُ وتَعِظَ بِهِ. فَـإِنْ كَانَ أَحدٌ يُعَلِّمُ تَعْلِيمًا مُخَالِفًا، ولا يَتَمَسَّكُ بالكَلامِ الصَحِيح، كَلامِ ربِّنَا يَسُوعَ الـمَسِيح، وبِالتَعْلِيمِ الـمُوَافِقِ للتَقْوى، فهُوَ إِنسَانٌ أَعْمَتْهُ الكِبْرِيَاء، لا يَفْهَمُ شَيْئًا، بَلْ مُصَابٌ بَمَرَضِ الـمُجادلاتِ والـمُمَاحَكَات، الَّتي يَنْشَأُ عَنْهَا الـحَسَدُ والـخِصَامُ والتَجْدِيفُ وسُوءُ الظَنّ، والـمُشَاجَرَاتُ بينَ أُنَاسٍ فَاسِدِي العَقْل، زَائِفِينَ عَنِ الـحَقّ، يَظُنُّونَ أَنَّ التَقْوى وَسيلَةٌ لِلرِبْح.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الأحد: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ مرقس الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (مر 2/ 1-12)
قالَ مَرقُسُ البَشير: عَادَ يَسُوعُ إِلى كَفَرْنَاحُوم. وسَمِعَ النَّاسُ أَنَّهُ في البَيْت. فتَجَمَّعَ عَدَدٌ كَبيرٌ مِنْهُم حَتَّى غَصَّ بِهِمِ الـمَكَان، ولَمْ يَبْقَ مَوْضِعٌ لأَحَدٍ ولا عِنْدَ البَاب. وكانَ يُخَاطِبُهُم بِكَلِمَةِ الله. فأَتَوْهُ بِمُخَلَّعٍ يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةُ رِجَال. وبِسَبَبِ الـجَمْعِ لَمْ يَسْتَطِيعُوا الوُصُولَ بِهِ إِلى يَسُوع، فكَشَفُوا السَّقْفَ فَوْقَ يَسُوع، ونَبَشُوه، ودَلَّوا الفِرَاشَ الَّذي كانَ الـمُخَلَّعُ مَطْرُوحًا عَلَيْه. ورَأَى يَسُوعُ إِيْمَانَهُم، فقَالَ لِلْمُخَلَّع: “يَا ابْني، مَغْفُورَةٌ لَكَ خطَايَاك!”. وكانَ بَعْضُ الكَتَبَةِ جَالِسِينَ هُنَاكَ يُفَكِّرُونَ في قُلُوبِهِم: “لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هـذَا الرَّجُلُ هـكَذَا؟ إِنَّهُ يُجَدِّف! مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ الـخَطَايَا إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ؟”. وفي الـحَالِ عَرَفَ يَسُوعُ بِرُوحِهِ أَنَّهُم يُفَكِّرُونَ هـكَذَا في أَنْفُسِهِم فَقَالَ لَهُم: “لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِهـذَا في قُلُوبِكُم ؟ ما هُوَ الأَسْهَل؟ أَنْ يُقَالَ لِلْمُخَلَّع: مَغْفُورَةٌ لَكَ خطَايَاك؟ أَمْ أَنْ يُقَال: قُمْ وَاحْمِلْ فِرَاشَكَ وَامْشِ؟ ولِكَي تَعْلَمُوا أَنَّ لابْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا أَنْ يَغْفِرَ الـخَطَايَا عَلَى الأَرْض”، قالَ لِلْمُخَلَّع: “لَكَ أَقُول: قُم، إِحْمِلْ فِرَاشَكَ، واذْهَبْ إِلى بَيْتِكَ!”. فقَامَ في الـحَالِ وحَمَلَ فِرَاشَهُ، وخَرَجَ أَمامَ الـجَمِيع، حَتَّى دَهِشُوا كُلُّهُم ومَجَّدُوا اللهَ قَائِلين: “مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هـذَا البَتَّة!”.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
الإثنين: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بولس الرَسول إلى أَهلِ أفسس، وبارِكْ يا سيِّد (اف 5/ 3-13)
يا إِخوتي، أَمَّا الفُجُورُ وكُلُّ نَجَاسَة، أَوِ الـجَشَع، فلا يُذْكَرْ حتَّى اسْمُهَا بَيْنَكُم، كَمَا يَلِيقُ بِالقِدِّيسِين؛ ولا البَذَاءَ ةُ ولا الكلامُ السَفِيه، أَوِ السُخْرِيَّة، كُلُّ هـذِهِ لا تَلِيق، بَلْ بِالأَحْرَى الشُّكْرَان. إِعْلَمُوا هـذَا جَيِّدًا: إِنَّ كُلَّ زَانٍ، أَو نَجِس، أَو جَشِعٍ عَابِدِ أَوثَان، لا مِيرَاثَ لَهُ في مَلَكُوتِ الـمَسِيحِ والله. لا يَخْدَعَنَّكُم أَحَدٌ بِكلامٍ بَاطِل، فبِهـذَا يَنْصَبُّ غَضَبُ اللهِ على أَبْنَاءِ العُصْيَان. فلا تَكُونُوا لَهُم شُرَكَاء. لَقَدْ كُنْتُم مِنْ قَبْلُ ظَلامًا، أَمَّا الآنَ فأَنْتُم نُورٌ في الرَبّ: فَاسْلُكُوا كأَوْلادِ النُّور. فثَمَرُ النُورِ هُوَ في كُلِّ صلاحٍ وَبِرٍّ وحَقّ. ومَيِّزُوا مَا هُوَ مَرْضِيٌّ لِلرَبّ. ولا تُشَارِكُوا في أَعْمَالِ الظَلامِ العَقِيمَة، بَلْ بِالأَحْرَى وَبِّخُوا عَلَيْهَا؛ لأَنَّ مَا يَفعَلُونَهُ في الـخُفيَةِ يَقْبُحُ حتَّى ذِكْرُهُ. وكُلُّ مَا يُوَبَّخُ عَلَيْهِ يُظْهِرُهُ النُّور.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الإثنين: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ مرقس الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (مر 5/ 1-20)
قالَ مَرقُسُ البَشير: وَصَلَ يَسُوعُ وتَلامِيذُهُ إِلى الضَّفَّةِ الأُخْرَى مِنَ البُحَيْرَة، إِلى بَلَدِ الـجِراسِيِّين. ومَا إِنْ نَزَلَ يَسُوعُ مِنَ السَّفينَةِ حَتَّى لاقَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِ القُبُورِ فِيهِ رُوحٌ نَجِس. كانَ يَسْكُنُ في القُبُور، ومَا كانَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يُكَبِّلَهُ حَتَّى بِسِلْسِلَة. وكَثيرًا ما كَبَّلُوهُ بِقُيُودٍ وسَلاسِل، فكَانَ يَقْطَعُ السَّلاسِل، ويَكْسِرُ القُيُود، ومَا كانَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَضْبِطَهُ. وكانَ عَلَى الدَّوَام، لَيْلاً ونَهَارًا، في القُبُورِ وفي الـجِبَال، يَصْرُخُ ويُهَشِّمُ جَسَدَهُ بِالـحِجَارَة. ورَأَى يَسُوعَ مِنْ بَعِيدٍ فَأَسْرَعَ إِلَيْهِ وسَجَدَ لَهُ. وصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وقَال: “مَا لي ولَكَ يا يَسُوعُ ابْنَ اللهِ العَلِيّ؟ أَسْتَحْلِفُكَ بِالله! لا تُعَذِّبْني!”؛ لأَنَّ يَسُوعَ كانَ يَقُولُ لَهُ: “أُخْرُجْ مِنَ الرَّجُل، أَيُّهَا الرُّوحُ النَّجِس!”. وسأَلَهُ: “مَا اسْمُكَ؟”. فقَالَ لَهُ: “إِسْمي فِرْقَة، لأَنَّنَا كَثِيرُون!”. وكانَ يَتَوَسَّلُ إِلَيْهِ كَثِيرًا أَنْ لا يَطْرُدَهُم مِنْ ذلِكَ البَلَد. وكانَ هُنَاكَ قَطِيعٌ كَبيرٌ مِنَ الـخَنَازيرِ يَرْعَى قُرْبَ الـجَبَل. فتَوَسَّلَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ إِلى يَسُوعَ قَائِلَة: “أَرْسِلْنَا إِلى الـخَنَازِيرِ فَنَدْخُلَ فِيها!”. وأَذِنَ لَهَا فَخَرَجَتْ، ودَخَلَتْ في الـخَنَازِير، فَإِذَا بِالقَطِيعِ – وعَدَدُهُ نَحْوُ أَلْفَيْن – قَدْ وَثَبَ مِنْ عَلَى الـمُنْحَدَرِ الوَعْر، وغَرِقَ في البُحَيْرَة. وهَرَبَ رُعَاةُ الـخَنَازِير، وأَذاعُوا الـخَبَرَ في الـمَدِينَةِ والقُرَى، فذَهَبَ النَّاسُ لِيَرَوا ما جَرَى. فلَمَّا وصَلُوا إِلى يَسُوعَ شَاهَدُوا الـمَمْسُوس، الَّذي كانَ فِيهِ فِرْقَةُ شيَاطِين، جَالِسًا، لابِسًا، سَلِيمَ العَقْل، فخَافُوا. والَّذين رَأَوا أَخْبَرُوهُم بِمَا جَرَى لِلْمَمْسُوسِ وَلِلْخَنَازِير، فبَدَأُوا يَتَوَسَّلُونَ إِلى يَسُوعَ أَنْ يَرْحَلَ عَنْ دِيَارِهِم. وفِيمَا هُوَ صَاعِدٌ إِلى السَّفينَة، تَوَسَّلَ إِلَيْهِ ذَاكَ الَّذي كانَ مَمْسُوسًا أَنْ يَكُونَ مَعَهُ. فلَمْ يَسْمَحْ لَهُ يَسُوع، بَلْ قَالَ لَهُ: “إِذْهَبْ إِلى بَيْتِكَ، إِلى أَهْلِكَ، وَأَخْبِرْهُم بِكُلِّ ما صَنَعَ الرَبّ إِلَيْك، وَبِرَحْمَتِهِ لَكَ”. فذَهَبَ وبَدَأَ يُنَادي في الـمُدُنِ العَشْرِ بِكُلِّ مَا صَنَعَ إِلَيْهِ يَسُوع، وكانَ الـجَمْيعُ يَتَعَجَّبُون.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
الثلاثاء: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بولس الرَسول الأولى إلـى تلميذه طيموتاوس، وبارِكْ يا سيِّد (1 طيم 1/ 1-8)
يا إِخوتي، مِنْ بولُسَ رَسُولِ الـمَسِيحِ يَسُوع، بِأَمْرِ اللهِ مُخَلِّصِنَا، والـمَسِيحِ يَسُوعَ رَجَائِنَا، إِلى طِيمُوتَاوُسَ الابْنِ الـحَقِيقِيِّ في الإِيْمَان: أَلنِعْمَةُ والرَحْمَةُ والسَلامُ مِنَ اللهِ الآب، والـمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا! نَاشَدْتُكَ، وأَنَا مُنْطَلِقٌ إِلى مَقْدُونِيَة، أَنْ تُقِيمَ في أَفَسُس، لِتُوصِيَ بَعضًا مِنَ الـنَاس أَلاَّ يُعَلِّمُوا تَعْلِيْمًا مُخَالِفًا، ولا يُصْغُوا إِلى خُرَافَاتٍ وأَنْسَابٍ لا آخِرَ لَهَا، تُثِيرُ الـمُجَادَلاتِ أَكْثَرَ مِمَّا تَخْدُمُ تَدْبِيرَ اللهِ في الإِيْمَان. أَمَّا غَايَةُ هـذِهِ الوَصِيَّةِ فإِنَّمَا هِيَ الـمَحَبَّةُ بقَلْبٍ طَاهِر، وضَمِيرٍ صَالِح، إِيْمَانٍ لا رِيَاءَ فيه. وقَد زَاغَ عَنْهَا بَعضُهُم، فَانْحَرَفُوا إِلى الكَلامِ البَاطِل، وأَرادُوا أَنْ يَكُونُوا مُعَلِّمِي الشَرِيعَة، وهُم لا يُدْرِكُونَ ما يَقُولُونَ ولا مَا يُؤَكِّدُون. ونَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ الشَرِيعَةَ صَالِحَةٌ لِمَنْ يَعْمَلُ بِمُقْتَضَاهَا.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الثلاثاء: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ مرقس الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (مر 6/ 47-56)
قالَ مَرقُسُ البَشير: لَمَّا كانَ الـمَسَاء، كانَتِ السَّفِينَةُ في وَسَطِ البُحَيْرَة، ويَسُوعُ وَحْدَهُ عَلى اليَابِسَة. ورَأَى التَّلامِيذَ مَنْهُوكِينَ مِنَ التَّجْذِيف، لأَنَّ الرِّيحَ كانَتْ مُخَالِفةً لَهُم، فجَاءَ إِلَيْهِم في آخِرِ اللَّيْلِ مَاشِيًا عَلَى البُحَيْرَة، وكانَ يُريدُ أَنْ يَتخَطَّاهُم. ولَمَّا رَآهُ التَّلامِيذُ مَاشِيًا عَلَى البُحَيْرَة، ظَنُّوهُ شَبَحًا فصَرَخُوا، لأَنَّهُم رأَوْهُ كُلُّهُم واضْطَرَبُوا. وفي الـحَالِ كَلَّمَهُم يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: “ثِقُوا! أَنَا هُوَ، لا تَخَافُوا!”. وصَعِدَ إِلَيْهِم، إِلى السَّفِينَة، فسَكَنَتِ الرِّيح. ودَهِشُوا في أَنْفُسِهِم غَايَةَ الدَّهَش، لأَنَّهُم لَمْ يَفْهَمُوا مُعْجِزَةَ الأَرْغِفَةِ لِقَسَاوَةِ قُلُوبِهِم. ولَمَّا عَبَرُوا جَاؤُوا إِلى أَرْضِ جِنَّاشَر، وأَرْسَوا هُنَاك. ولَمَّا خَرَجُوا مِنَ السَّفِينَةِ عَرَفَهُ النَّاسُ حَالاً. وطَافُوا تِلْكَ النَّاحِيَةَ كُلَّها، وبَدَأُوا يَحْمِلُونَ مَنْ بِهِم سُوءٌ إِلى حَيْثُ كَانُوا يَسْمَعُونَ أَنَّهُ مَوْجُود. وحَيْثُما كانَ يَدْخُلُ قُرًى أَوْ مُدُنًا أَو ضِياعًا، كَانُوا يَضَعُونَ الـمَرْضَى في السَّاحَات، ويَتَوَسَّلُونَ إِلَيْهِ أَنْ يَلْمُسُوا وَلَو طَرَفَ رِدَائِهِ. وجَمِيعُ الَّذِينَ لَمَسُوهُ كانُوا يُشْفَون.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
الأربعاء: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بولس الرَسول إلى أَهلِ أفسس، وبارِكْ يا سيِّد (اف 6/ 1-9)
يا إِخوتي، أَيُّهَا الأَوْلاد، أَطِيعُوا في الرَبِّ وَالِدِيكُم، فَإِنَّ ذَلِكَ لَعَدْلٌ.”أَكْرِمْ أَبَاكَ وأُمَّك”، تِلْكَ أَوَّلُ وَصِيَّةٍ مُرْتَبِطَةٍ بِوَعْد: “لِتَنَالَ خَيْرًا، ويَطُولَ عُمْرُكَ فـي الأَرْض”. ويَـا أَيُّهَا الآبَاء، لا تُغْضِبُوا أَوْلادَكُم، بَلْ رَبُّوهُم بِتَأْدِيبِ الرَبِّ ونُصْحِهِ. أَيُّهَا العَبِيد، أَطِيعُوا أَسْيَادَكُم بِحَسَبَ الـجَسَد، بِخَوفٍ ورِعْدَة، وَبِبَسَاطَةِ قَلْبِكُم، كَمَا تُطِيعُونَ الْمَسِيح، لا حِينَ يُراقِبُونَكُم كَمَنْ يُرْضِي النَاس، بَلْ كَخُدَّامٍ لِلمَسِيح، عَامِلِينَ بِمَشِيئَةِ اللهِ مِنْ صَمِيمِ قُلُوبِكُم، خَادِمِينَ بِنِيَّةٍ طَيِّبَةٍ خِدْمَتَكُم لِلرَبِّ لا لِلنَاس، عَالِمِينَ أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ، مَهْمَا يَعْمَلُ مِنْ صَلاح، فَمِنَ الرَبِّ يَنَالُ الـمُكافَأَة، عَبْدًا كَانَ أَم حُرًّا. ويَا أَيُّهَا الأَسْيَاد، عَامِلُوا عَبِيدَكُم بالـمِثْل، مُتَجَنِّبينَ التَهْدِيد، عَالِمِينَ أَنَّ رَبَّهُم ورَبَّكُم هُوَ في السَمَاوَات، ولَيْسَ عِنْدَهُ مُحابَاةٌ لِلوُجُوه.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الأربعاء: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (لو 7/ 11-17)
قالَ لُوقَا البَشِير: ذَهَبَ يَسُوعُ إِلى مَدينَةٍ تُدْعَى نَائِين، وَذَهَبَ مَعَهُ تَلاميذُهُ وَجَمْعٌ كَثِير. وَاقْتَرَبَ مِنْ بَابِ الـمَدِينَة، فإِذَا مَيْتٌ مَحْمُول، وَهوَ ابْنٌ وَحِيدٌ لأُمِّهِ الَّتِي كانَتْ أَرْمَلَة، وَكانَ مَعَها جَمْعٌ كَبيرٌ مِنَ الـمَدِينَة. وَرَآها الرَبّ فَتَحَنَّنَ عَلَيها، وَقَالَ لَهَا: “لا تَبْكِي!”. ثُمَّ دَنَا وَلَمَسَ النَعْش، فَوَقَفَ حَامِلُوه، فَقَال: “أَيُّهَا الشَاب، لَكَ أَقُولُ: قُمْ!”. فَجَلَسَ الـمَيْتُ وَبَدَأَ يَتَكَلَّم، فَسَلَّمَهُ يَسُوعُ إِلى أُمِّهِ. واسْتَولى الـخَوفُ عَلَى الْجَميع، فَأَخَذُوا يُمَجِّدُونَ اللهَ وَيَقولون: “لَقَد قَامَ فِينا نَبِيٌّ عَظِيم، وَتَفَقَّدَ اللهُ شَعْبَهُ!”. وَذَاعَتْ هَذِهِ الكَلِمَةُ عَنْهُ في اليَهُودِيَّةِ كُلِّهَا، وفي كُلِّ الـجِوَار.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
الخميس: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بولس الرَسول الثانية إلى تلميذه طيموتاوس، وبارِكْ يا سيِّد (2 طيم 1/ 6-14)
يا إِخوتي، لِذلِكَ أُذَكِّرُكَ أَنْ تُذَكِّيَ مَوهِبَةَ اللهِ الـَّتي فِيكَ بِوَضْعِ يَدَيَّ. فَإِنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الـخَوْف، بَلْ رُوحَ القُوَّةِ والـمَحَبَّةِ والاعْتِدَال. فلا تَسْتَحْيِ بِشَهَادَةِ رَبِّنَا، ولا بِي أَنَا أَسِيرَهُ، بَلْ شَارِكْنِي في احْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ مِنْ أَجْلِ الإِنْجِيل، مُتَقَوِّيًا بِالله، الَّذي خَلَّصَنَا ودَعَانَا دَعْوَةً مُقَدَّسَة، لا وَفْقًا لأَعْمَالِنَا بَلْ وَفْقًا لِقَصْدِهِِ هُوَ ونِعْمَتِهِ، الَّتي وُهِبَتْ لَنَا في الـمَسِيحِ يَسُوع، قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الدَّهْرِيَّة. لـكِنَّهَا أُعْلِنَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا الْمَسِيحِ يَسُوع، الَّذي أَبْطَلَ الْمَوْت، فأَنَارَ الـحَيَاةَ وعَدَمَ الفَسَادِ بَوَاسِطَةِ الإِنْجِيل، الَّذي جُعِلْتُ أَنَا لَهُ مُبَشِّرًا ورَسُولاً ومُعَلِّمًا. ولِذلِكَ أَحْتَمِلُ هـذِهِ الْمَشَقَّاتِ أَيْضًا، لـكِنِّي لا أَسْتَحْيِي، لأَنِّي عَالِمٌ بِمَنْ آمَنْتُ ووَاثِقٌ أَنَّهُ قَدِيرٌ أَنْ يَحفَظَ لي وَدِيعَتِي إِلى ذلِكَ اليَوم. لِيَكُنِ الكَلامُ الصَّحِيحُ الَّذي سَمِعْتَهُ مِنِّي مِثَالاً لَكَ في الإِيْمَانِ والـمَحَبَّةِ الَّتي في الـمَسِيحِ يَسُوع. إِحْفَظِ الوَدِيعَةَ الصَالِحَةَ بالرُوح القُدُسِ الحالِّ فينا.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الخميس: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ مرقس الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (مر 4/ 33-41)
قالَ مَرقُسُ البَشير: كانَ يَسُوعُ يُخَاطِبُ الجُمُوعَ بِكَلِمَةِ الله، في أَمْثَالٍ كَثِيرَةٍ كَهـذِهِ، عَلَى قَدْرِ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَسْمَعُوا. وبِدُونِ مَثَلٍ لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُهُم. لـكِنَّهُ كانَ يُفَسِّرُ كُلَّ شَيءٍ لِتَلامِيذِهِ عَلَى انْفِرَاد. وفي مَسَاءِ ذلِكَ اليَوْم، قالَ يَسُوعُ لِتَلامِيذِهِ: “لِنَعْبُرْ إِلى الضَّفَّةِ الأُخْرَى”. فتَرَكَ التَّلامِيذُ الـجَمْعَ، وأَخَذُوا يَسُوعَ مَعَهُم في السَّفِينَة، وكَانَتْ سُفُنٌ أُخْرَى تَتْبَعُهُ. وهَبَّتْ عَاصِفَةُ ريحٍ شَدِيدَة، فانْدَفَعَتِ الأَمْواجُ عَلى السَّفينَة، حَتَّى أَوْشَكَتِ السَّفِينَةُ أَنْ تَمْتَلِئ. وكانَ يَسُوعُ نَائِمًا عَلى الوِسَادَةِ في مُؤَخَّرِ السَّفينَة، فَأَيْقَظُوهُ وقَالُوا لَهُ: “يا مُعَلِّم، أَلا تُبَالي؟ فنَحْنُ نَهْلِك!”. فقَامَ وزَجَرَ الرِّيحَ وقَالَ لِلْبَحْر: “أُسْكُتْ! إِهْدَأْ!”. فسَكَنَتِ الرِّيحُ، وحَدَثَ هُدُوءٌ عَظِيم. ثُمَّ قالَ لِتَلاميذِهِ: “لِمَاذَا أَنْتُم خائِفُونَ هـكَذا؟ كَيْفَ لا تُؤْمِنُون؟”. فخَافُوا خَوْفًا عظيمًا، وقَالُوا بَعْضُهُم لِبَعْض: “مَنْ هُوَ هـذا، حَتَّى يُطِيعَهُ البَحْرُ نَفْسُهُ والرِّيح؟”.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
الجمعة: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بولس الرَسول إلى أَهلِ فيلِبِّي، وبارِكْ يا سيِّد (فل 2/ 12-19)
يا إِخوتي، إِعْمَلُوا لِخَلاصِكُم بِخَوْفٍ ورِعْدَة، كَمَا أَطَعْتُمْ دَائِمًا، لا في حُضُورِي فَحَسْب، بَلْ بِالأَحرى وبِالأَكْثَرِ الآنَ في غِيَابِي. فَاللهُ هُوَ الَّذي يَجْعَلُكُم تُرِيدُونَ وتَعْمَلُونَ بِحَسَبِ مَرْضَاتِهِ. إِفْعَلُوا كُلَّ شَيءٍ بِغَيْرِ تَذَمُّرٍ وَجِدَال، لِكَي تَصِيرُوا بُسَطَاءَ لا لَومَ عَلَيْكُم، وأَبْنَاءً للهِ لا عَيْبَ فيكُم، وَسْطَ جِيْلٍ مُعْوَجٍّ ومُنْحَرِف، تُضِيئُونَ فيهِ كالنَّيِّراتِ في العَالَـم، مُتَمَسِّكِينَ بِكَلِمَةِ الـحَيَاة، لافْتِخَارِي في يَومِ الـمَسِيح، بِأَنِّي مَا سَعَيْتُ ولا تَعِبْتُ بَاطِلاً. لو أَنَّ دَمِي يُرَاقُ على ذَبِيحَةِ إِيْمانِكُم وخِدْمَتِهِ، لَكُنْتُ أَفْرَحُ وأَبْتَهِجُ مَعَكُم جَمِيعًا. فَافْرَحُوا أَنْتُم أَيْضًا وابْتَهِجُوا مَعِي. وأَرجُو في الرَّبِّ يَسُوعَ أَنْ أُرْسِلَ إِلَيكُم طِيمُوتَاوُسَ عاجِلاً، لِتَطِيبَ نَفْسِي أَنَا أَيْضًا، مَتَى اطَّلَعْتُ على أَحْوالِكُم.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الجمعة: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (لو 4/ 31-44)
قالَ لُوقَا البَشير: نَزَلَ يَسُوعُ إِلىكَفَرْنَاحُوم، وهيَ مَدِينَةٌ في الـجَليل، وكَانَ يُعلِّمُهُم في السُّبُوت. فبُهِتُوا مِنْ تَعْلِيمِهِ، لأَنَّهُ كانَ يَتَكَلَّمُ بِسُلْطَان. وكانَ في الـمَجْمَعِ رَجُلٌ بِهِ رُوحُ شَيْطَانٍ نَجِس، فَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيم: “آه! مَـا لَنَا ولَكَ يَا يَسُوعُ النَّاصِرِيّ ؟ هَلْ أَتَيْتَ لِتُهْلِكَنا؟ أَنَا أَعْلَمُ مَنْ أَنْت: أَنْتَ قُدُّوسُ الله!”. فزَجَرَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: “إِخْرَسْ! واخْرُجْ مِنْ هـذَا الرَّجُل!”. فطَرَحَهُ الشَّيْطَانُ في الوَسَطِ، وخَرَجَ مِنْهُ، ولَمْ يُؤْذِهِ بِشَيء. فتَعَجَّبُوا جَمِيعُهُم وأَخَذُوا يُخَاطِبُونَ بَعْضُهُم بَعْضًا قائِلين: “ما هـذا الكَلام؟ فَإنَّهُ بِسُلْطَانٍ وقُوَّةٍ يَأْمُرُ الأَرْوَاحَ النَّجِسَةَ فَتَخْرُج”. وذَاعَ خَبَرُهُ في كُلِّ مَكَانٍ مِنْ تِلْكَ النَّاحِيَة. وقَامَ يَسُوعُ مِنَ الـمَجْمَعِ فَدَخَلَ بَيْتَ سِمْعَان. وكَانَتْ حَمَاةُ سِمْعَانَ مُصَابَةً بِحُمَّى شَدِيدَة، فَسَأَلُوهُ مِنْ أَجْلِهَا. فانْحَنَى عَلَيْها، وزَجَرَ الـحُمَّى فَتَرَكَتْهَا. وفَجْأَةً قَامَتْ وصَارَتْ تَخْدُمُهُم. وعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْس، كانَ جَمِيعُ النَّاسِ يَأْتُونَ إِلَيْهِ بِكُلِّ مَا لَدَيْهِم مِن مَرْضَى مُصَابِينَ بأَمْرَاضٍ مُخْتَلِفَة. فكَانَ يَضَعُ يَدَيهِ على كُلِّ واحِدٍ مِنْهُم ويَشْفِيهِم. وكَانَتْ أَيْضًا شَياطينُ تَخْرُجُ مِنْ مَرْضَى كَثِيرِين، وهيَ تَصْرُخُ وتَقُول: “أَنْتَ هُوَ ابْنُ الله!”. فكَانَ يَزْجُرُهُم ولا يَدَعُهُم يَتَكَلَّمُون، لأَنَّهُم عَلِمُوا أَنَّهُ هُوَ الـمَسِيح. وعِنْدَ الصَّبَاح، خَرَجَ يَسُوعُ ومَضَى إِلى مَكَانٍ قَفْر، وكَانَ الـجُمُوعُ يَطْلُبُونَهُ، فأَتَوا إِلَيْهِ وَحَاوَلُوا أَنْ يُمْسِكُوا بِه ِ لِئَلاَّ يَبْتَعِدَ عَنْهُم. فقَالَ لَهُم: “عَلَيَّ أَنْ أُبَشِّرَ سَائِرَ الـمُدُنِ أَيْضًا بِمَلَكُوتِ الله، فإِنِّي لِهـذَا أُرْسِلْتُ “. وكَانَ يُبَشِّرُ في مَـجَامِعِ اليَهُودِيَّة.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
السبت: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بولس الرَسول إلى أَهلِ قولُسِّي، وبارِكْ يا سيِّد (قول 3/ 23-4/ 7)
يا إِخوتي، مَهْمَا فَعَلْتُم فَاعْمَلُوهُ مِن صَمِيمِ قُلُوبِكُم، كَمَا لِلرَبِّ لا لِلنَاس، عَالِمِينَ أَنَّكُم سَتَنَالُونَ مِنَ الرَبِّ جَزاءَ الـمِيرَاث، فإِنَّكُم تَخدُمُونَ الرَبَّ الـمَسِيح؛ لأَنَّ الظَالِمَ سَيَنَالُ جَزَاءَ ظُلْمِهِ، ولا محَابَاةَ لِلوُجُوه! أَيُّهَا الأَسْيَاد، قَدِّمُوا لِعَبيدِكُمُ العَدْلَ والـمُسَاوَاة، وَاعْلَمُوا أَنَّ لَكُم أَنْتُم أَيْضًا رَبًّا في السَمَاء. وَاظِبُوا عَلى الصَلاة، واسْهَرُوا فيهَا شَاكِرِين. وصَلُّوا مَعًا مِن أَجْلِنَا أَيْضًا، لِيَفْتَحَ لنَا اللهُ بَابًا لِلكَلِمَة، فَنَنْطِقَ بِسِرِّ الـمَسِيح، الَّذي مِن أَجْلِهِ صِرْتُ أَنَا أَسِيرًا، لِكَي أُعْلِنَهُ كَمَا يَجِبُ علَيَّ أَنْ أَنْطِقَ بِهِ. أُسْلُكُوا بِحِكْمَةٍ أَمَامَ الَّذِينَ هُم في خَارِجِ الـجَمَاعَة، مُفْتَدِينَ الوَقت. لِيَكُنْ كلامُكُم مَقرُونًا بِالنِعمَةِ على الدَوَام، مُطَيَّبًا بِالـمِلْح، لِكَي تَعْلَمُوا كيفَ يَنبَغي أَنْ تُجِيبُوا كُلَّ إِنْسَان. سَيُطْلِعُكُم على جَمِيعِ أَحوَالي طِيخِيكُسُ الأَخُ الـحَبِيب، والـخَادمُ الأَمِين، ورَفيقُنَا الـحَبيبُ في الـخِدْمَة.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
السبت: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ مرقس الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (مر 7/ 31-37)
قالَ مَرقُسُ البَشير: خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ نَوَاحِي صُورَ ومَرَّ بِصَيْدَا، وأَتَى إِلى بَحْرِ الـجَلِيلِ عَابِرًا في وَسَطِ الـمُدُنِ العَشْر. وحَمَلُوا إِلَيْهِ أَصَمَّ أَخْرَسَ وتَوَسَّلُوا إِلَيْهِ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَيْه. فأَخَذَهُ عَلَى انْفِرَادٍ بَعِيدًا عَنِ الـجَمْع، ووَضَعَ إِصْبَعَيهِ في أُذُنَيْه، وتَفَلَ ولَمَسَ لِسَانَهُ. ورَفَعَ نَظَرَهُ إِلى السَمَاء، وتَنَهَّدَ، وقَالَ لهُ: “إفَّتَحْ، أَيْ إِنْفَتِحْ!”. وفي الـحَالِ انْفَتَحَتْ أُذُنَاه، وَانْحَلَّتْ عُقْدَةُ لِسَانِهِ، وأَخَذَ يَتَكَلَّمُ بِطَريقَةٍ سَلِيمَة. وأَوْصَاهُم يَسُوعُ أَلاَّ يُخْبِرُوا أَحدًا بِذَلِكَ. وَلَكِنْ بِقَدْرِ مَا كانَ يُوصِيهِم، كَانُوا هُم يُذِيعُونَ الـخبَرَ أَكْثَرَ فَأَكْثَر. وَبُهِتُوا جِدًّا وقَالُوا: “لَقَدْ أَحْسَنَ في كُلِّ ما صَنَع! فَإِنَّهُ يَجْعَلُ الصُمَّ يَسْمَعُون، والـخُرْسَ يَتَكَلَّمُون!”.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
Discussion about this post