أحد شفاء المخلع
((ورجَعَ يَسوعُ بَعدَ أيّامِ إلى كَفْرَناحومَ، فسَمِعَ النـاسُ أنَّهُ في البَيتِ. 2فتجَمَّعَ مِنهُم عددٌ كبـيرٌ ملأَ المكانَ حتى عِندَ البابِ، فوَعظَهُم بِكلامِ الله. 3وجاءَ إليهِ أربعةُ رِجالٍ يَحمِلونَ كسيحًا. 4فلمَّا عَجِزوا عَن الوُصولِ بِه إليهِ لِكثرَةِ الزِّحامِ، نقَبُوا السَّقفَ وكشَفوا فوقَ المكانِ الذي كانَ فيهِ يَسوعُ ودلُّوا الكسيحَ وهوَ على فراشِهِ. 5فلمَّا رأى يَسوعُ إيمانَهُم قالَ للكسيحِ: «يا اَبني، مَغفورَةِ لكَ خَطاياكَ» 6وكانَ بَينَ الحُضورِ بعضُ مُعَلِّمي الشَّريعةِ، فقالوا في أنفُسِهِم: 7»كيفَ يتكَلَّمُ هذا الرَّجُلُ كلامًا كهذا؟ فهوَ يُجدِّفُ! مَنْ يَقدِرُ أن يَغفِرَ الخطايا إلاَّ الله وَحدَهُ؟» 8وعرَفَ يَسوعُ في سِرِّه أفكارَهُم، قالَ لهُم: «ما هذِهِ الأفكارُ في قلوبِكُم؟ 9أيُّما أسهَلُ: أنْ يُقالَ لِهذا الكسيح: مَغفورَةِ لكَ خَطاياكَ، أمْ أنْ يُقالَ لَه: قُمْ واَحمِلْ فِراشَكَ واَمشِ؟ 10سأُريكُم أنَّ اَبنَ الإنسانِ لَه سُلطانِ على الأرضِ ليَغفِرَ الخَطايا«. وقالَ لِلكسيح: 11»أقولُ لكَ: قُمْ واَحْمِلْ فِراشَكَ واَذهبْ إلى بَيتِكَ!« 12فقامَ الرَّجُلُ وحمَلَ فِراشَهُ في الحالِ وخرَجَ بِمَشْهدٍ مِنَ الحاضِرينَ. فتَعجَّبوا كُلُّهُم ومَجَّدوا الله وقالوا: «ما رأينا مِثلَ هذا في حَياتِنا!)) مرقس 2 :1ـ12
في هذا الأحد المبارك من زمن الصوم تدعونا الكنيسة المقدسة للتامل في شفاء المخلع عندما كان يسوع يكرز في أحد البيوت في كفرناحوم .
نظر يسوع إلى إيمان الرجال الأربعة، إيمان يتخطى الحواجز ولايتوقف عند أي عقبة أو مانع. إيمان يأخذ طريقاً لايفكر به الأشخاص العاديون. إن إيمانهم القوي يستطيع أن ينقب السقف لكي يصلوا الى يسوع.
أمام هذا الإيمان لن يقف يسوع مكتوف اليدين بل سيتحرك ويتجاوب ويبارك هذا الإيمان بالغفران والشفاء، “يا ابني مغفورة لك خطاياك“.
يقول القديس امبروسيوس (( كم هو مدهش الرب بفضل البعض يغفر للبعض الآخر، إنه يستطيب دعاء الأولين فيغفر آثام الآخرين)).
أراد يسوع أولاً أن يغفر خطايا المخلع ،لأن هذه الخطايا تطال الإنسان في عمق ضميره وكيانه فما منفعة شفاء الجسد إذا لم يشف الروح؟
ويسوع لم يأتي من أجل القيام بأشفية زمنية عابرة ولكن ليشفي الإنسان من الخطيئة التي تستبعد كيانه إلى الأبد.
لقد أعلن يسوع أمام الجميع أن له القدرة على مغفرة الخطايا ، اي أنه يتمتع بما يحق لله وحده ، مبرهنا بذلك عن لاهوته .
” قم احمل سريرك واذهب إلى بيتك “ أي استيقظ وكان المخلع كان نائماً ، والنوم كالموت هو غياب كلي عن الله مصدر الحياة.
يسوع إذاً يدعو المخلع لينهض من رقاد طويل ، يغفر خطيئته يشفي جسده ويعيده إلى الحياة .
يقول لنا النص اندهش الجميع بمن فيهم الكتبة ومجدوا الله معترفين أن قدرة يسوع هي شيء جديد مطلق.
” ما رأينا مثل هذا قط “ . إنه الزمن المسيحاني :” البرص يطهرون والعرج يمشون والموتى يقومون……… “ هذا هو زمن الكنيسة زمن الشفاء من أمراض الجسد والروح .
اليوم كم نحن بحاجة إلى إيمان الرجال الأربعة أي إيمان الجماعة المصلية المتعاونه على الخير والسلام لكي تحمل العالم الذي أصبح مخلع بسبب الإباحية والأنانية واللامبالاة …….. وتوصله إلى الكنيسة حيث هناك الدفئ والمحبة والشفاء والحياة مع يسوع المسيح .
آمــــيـــــــــــن
No Result
View All Result
Discussion about this post