شفاء المخلع
يسوع المسيح طبيب النفوس والأجساد
إنجيل القديس مرقس 2/1-12
نستطيع القول أن آية شفاء المخلع هي بمثابة ” إنجيل الانسان”، الخبر المفرح لكل إنسان، لكونه درب المسيح الذي يلتقيه ويشفيه نفساً وجسداً: ” مغفورة لك خطاياك قم احمل سريرك وامشِ”، والذي يعتلن انه فادي الإنسان. ما جرى للمقعد من رحمة يسوع وبفضل الرجال الأربعة الذين حملوه يؤكد ان آية شفائه هي حقاً ” إنجيل حب الله للانسان، وإنجيل الكرامة البشرية، وإنجيل الحياة. لكنها كلها إنجيل واحد لا يتجزّأ “( فادي الانسان (فقرة 14).
إن الجمع المزدحم لسماع كلمة الله في البيت والرجال الأربعة الذين، بهدي الكلمة التي ولّدت فيهم الإيمان بيسوع، حملوا المخلع وحفروا السطح ودلّوه مع فراشه وطرحوه أمام يسوع، كلهم يمثلونالكنيسة، هذه الجماعة المؤمنة بالمسيح التي تجتمع وتسمع الكلمة وتعمل بها وتتشفع. من كل هذا يتبين أن المسيح يسلّم الإنسان إلى عناية الكنيسة. فالإنسان الحي هو للكنيسة دربها الوحيد وطريقها الأساسي ” ( فادي الانسان، 14). إنها تردد الدعوة الموجهة إلى كل فرد باسم الله أن “احترمْ الحياة البشرية وصُنْها واحببْها واخدمْها”. وتلتزم بهذه الدعوة في رسالتها ، فتعطي صوتاً لمن لا صوت له، وتستعيد دوماً صرخة الإنجيل في الدفاع عن بؤساء هذا العالم وعن المهددين والمحتقرين والمحرومين من حقوقهم الإنسانية (انظر انجيل الحياة، 5).
1- شفاء المقعد استعادة لبهاء الشخص البشري
” مغفورة لك خطاياك ..قم احمل سريرك وامشِ ” ( مر2/5و11).
مبادرة يسوع المزدوجة، بشفاء النفس اولاً من خطاياها ثم الجسد من شلله، هي إعادة المخلع إلى بهائه الأول. وتبيّن أن يسوع طبيب النفوس والأجساد ،عنه تنبأ اشعيا: يأتي زمن يغفر فيه الرب كل خطيئة ويشفي كل مرض (اشعيا 33/24). والله عينه خاطب شعبه بلسان موسى : ” أنا الرب الذي هو طبيبك ” (خروج 15/26). إلى هذا الرب الطبيب نصلي في المزمور السادس: “ارحمني يا رب فلا قوة لي ، واشفني فإن عظامي قد تزعزعت ونفسي اضطربت كثيراً . عدْ يا رب ونجّ نفسي ولأجل رحمتك خلّصني . قد تعبت من تنهدي، وفي كل ليلة بدموعي ابلّل فراشي”. هذه صلاة المريض والمعاق، صلاة الحزين والمظلوم ، صلاة السجين والمتروك في عزلته ، صلاة التائب عن خطاياه وشروره. بل هذه صلاة كل إنسان، لأن لا أحداً إلاّ ومريض في جسده أو نفسه أو روحه .
في الأساس ، كان كل ما خلقه الله حسناً جداً (تكوين1/31)، وتكوّن الإنسان على صورة الله ومثاله (تكوين1/27)، كاملاً في جمال جسده ونفسه، كما يصفه المزمور8: “ما الإنسان حتى تذكره، وابن آدم حتى تفتقده ؟ وضعته قليلاً دون الإله، بالمجد والكرامة كللته. على صنع يديك سلطتَه، وكلَّ شيء تحت قدميه جعلتَه”. كل هذه الكرامة هي أن الإنسان وحده ، دون سواه من بين الخلائق المنظورة، قادر على أن يعرف الله ويحبه، ومدعو للمشاركة في حياة الله. لقد خُلق لهذه الغاية، وهذا هو السبب الأساسي لكرامته. تتجلى كرامته في كونه شخصاً قادراً أن يعرف نفسه، ويضبطها، ويبذل ذاته باختياره، ويدخل في شركة مع غيره من الأشخاص، على أساس من الحقيقة والعدل والخير، فتتألف معاً وحدة أساسها أصل مشترك، ويقوم نظام من التضامن البشري والمحبة (انظر التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية 355-361).
الشخص البشري كائن جسدي وروحاني معاً. هكذا تصوره بكلام رمزي رواية خلقه: ” جَبَلَ الله الانسان تراباً من الأرض ونفخ في أنفه نسمة حياة ، فصار الإنسان نفساً حية (تكوين2/7). الإنسان بكامله مرادٌ من الله. يشترك جسده في كرامة صورة الله، بفضل النفس الروحانية التي فيه، ويُعدّ للقيامة في اليوم الأخير .
كان الإنسان في حالة برارة أصلية، كاملاً ومنظَّماً، محرراً من الشهوات الثلاث: شهوة العين التي هي الخضوع لمتعة الحواس، وشهوة الجسد وهي الخضوع للجشع في الخيرات الأرضية، وكبرياء الغني الساعي إلى إثبات الذات في وجه أوامر الله (1يو2/16).
بالخطيئة فقد الإنسان حالة البرارة الأصلية، وهدم التناغم الذي كان فيه مع الذات ومع الغير ومع الخلق: تحطمت سيطرة قوى النفس على الجسد (تك3/7)، وأصبحت علاقة الرجل بالمرأة تحت تأثير المشادات موسومة بطابع الشهوة والسيطرة (تك3/11-16)؛ ونُقض التناغم مع الخلقية كلها: فأصبحت الخليقة المنظورة بنظر الإنسان غريبة ومعادية له (تك3/17و19)، واُخضعت لعبودية الفساد (روم8/20)، ودخل الموت في تاريخ البشرية (روم5/12).
لهذا السبب بدأ الرب يسوع بشفاء نفس المخلع من شللها كأساس، ثم الجسد من شلله كمجرد علامة. ذلك أن النفس عندما تشفى وتتقدس، يتقدس بها الجسد كله في أمراضه وعاهاته لتتخذ هذه قيمة فداء، وتتواصل بواسطتها ألام الفادي الإلهي.
2. الإنسان درب الكنيسة من أجل الفداء
” لكي تعلموا ان ابن الإنسان له سلطان أن يغفر الخطايا في الأرض ، قال للمقعد : قمْ فاحمل فراشك واذهب إلى بيتك “(مر2/10).
الفداء غفران وشفاء : غفران الخطايا بداية الشفاء؛ والمرض طريق إلى التوبة والرجوع إلى الله: حمل الرجال الأربعة ذاك المقعد إلى يسوع، ” ارجعوه ” إليه ، فغفر له وشفاه. فبات باستطاعته أن يصلي صلاة حزقيا ملك يهوذا حين شفاه الرب من مرضه : ” ها إن مرارتي تحولّت إلى هناء ، لأنك نجيّت نفسي من هوّة الهلاك ونبذت جميع خطاياي وراء ظهرك “(اشعيا38/17). لقد خلقه من جديد: شدّد أوصاله وأحيا أعضاء جسده، ونقّى نفسه، ماحياً خطاياه وباعثاً فيه حياة جديدة. فاستبق بهذه المبادرة عمل الفداء وثماره في الإنسان. الفداء خلق جديد للإنسان، بعد الخلق الأول، يعيد إليه بهاء صورة الله. لكن يسوع هو أيقونة الفداء باتخاذه الطبيعة البشرية التي رفعها إلى مقام عظيم ، دون أن يذيبها فيه. علمت الكنيسة أن ” ابن الله الذي بتجسده انضمَّ نوعاً ما إلى كل إنسان : فاشتغل بيدي إنسان، وفكرّ بعقل إنسان ، وعمل بإرادة إنسان ، واحب بقلب إنسان، وولد من عذراء وصار حقاً واحداً منا، مشابهاً لنا في كل شيء ما عدا الخطيئة. وهكذا كشف بجلاء الإنسان للإنسان، وأبان له سمو دعوته. ولذلك لا يتضح سرّ الإنسان إلاّ في سرّ الكلمة المتأنس” ( الكنيسة في عالم اليوم 22). والسيدة العذراء مريم ، الكلية القداسة، هي تحفة الفداء فتسمّى: ” مرآة العدل ونجمة الصبح”. إننا نكرم أيقونتها لهذه الغاية، كما نكرم أيقونات القديسين الذين تمت فيهم هم أيضاً تحفة الفداء.
يسوع المسيح، طبيب نفوسنا وأجسادنا ، الذي أعاد إلى المخلع صحة النفس بغفران الخطايا، وصحة الجسد بشفاء مرضه، أراد أن تواصل الكنيسة بقوة الروح القدس وخدمة الكهنوت، عمل الخلاص والشفاء لجميع الناس. فاسس لهذه الغاية سرّي الشفاء: التوبة ومسحة المرضى. يمثل الرجال الأربعة الجماعة المصلية، والكاهن، ممارس هذين السرّين، يمثل الرب المسيح ويعمل بشخصه. اأا الذي يغفر الخطايا ويشفي من المرض فهو الله، أعني محبة الآب الرحوم، ونعمة الابن الفادي، وقوة الروح القدس المحيي.
أجل، الله وحده يغفر الخطايا، ويسوع المسيح ابن الله يقول عن نفسه: ” ابن الإنسان له السلطان أن يغفر الخطايا على الأرض “ ومارس هذا السلطان الإلهي: “مغفورة لك خطاياك”! أعطاه للأساقفة والكهنة، ليمارسوه باسمه: ” خذوا الروح القدس ، من غفرتم خطاياهم تُغفر لهم ، ومن أمسكتم عليهم الغفران يُمسك عليهم ” (يوحنا20/23). فلا غفران من دون خدمتهم، فإنهم ” وكلاء أسرار الله” (1كور4/1).
والله وحده طبيب الأجساد، فتحنن ابن الله المتأنس على المرضى وشفاهم من جميع عاهاتهم، أعطى رسله وكهنة العهد الجديد هذا السلطان: “اشفوا المرضى” (متى10/8). وأرسلهم مشركاً إياهم بخدمة الرحمة والشفاء. فمضوا ومسحوا بالزيت الكثيرين من المرضى وشفوهم (مرقس 6/12-13). ثم جدّد لهم هذا الإرسال بعد قيامته: ” اذهبوا في العالم كله، وأعلنوا البشارة إلى الخلق أجمعين. والذين يؤمنون تصحبهم هذه الآيات: باسمي يضعون ايديهم على المرضى فيشفون “(مر16/15-18). بهذا السلطان والإيمان راحت الكنيسة تمارس سرّ شفاء المرضى، المعروف أيضاً بالمسحة الأخيرة، عندما تصبح حياة المؤمنين في خطر الموت، عملاً بوصية يعقوب الرسول: ” إن كان أحدكم مريضاً، فليدع كهنة الكنيسة، فيصلوا عليه، ويمسحوه بالزيت باسم ربنا. فإن صلاة الإيمان تشفي المريض، وربنا يقيمه. وإن كان عليه خطايا، فتُغفر له” ( يعقوب،5/13-15).
كتب البابا يوحنا بولس الثاني: “الإنسان هو بمثابة الطريق الأول الذي يجب على الكنيسة أن تسلكه لدى قيامها برسالتها . إنه طريق الكنيسة الرئيسي الذي شقه السيد المسيح، وهو الطريق الذي يمرّ دائماً عبر سرّ التجسد والفداء.لذلك على الكنيسة أن تتنبّه لما يهدد الإنسان من أخطار، وأن تعرف ايضاً كل ما يعرقل حياته الحقة ” ( فادي الانسان،14).
وفي رسالته العامة “إنجيل الحياة “، أكدّ: “بقوة سرّ كلمة الله المتجسّد، كل إنسان أصبح موكولاً الى الكنيسة وإلى محبتها الوالدية . فكل ما يهدد كرامة الغنسان وحياته لا يمكن إلاّ أن يمسّها في صميم فؤادها ، ويصيبها في عمق إيمانها بابن الله المتجسد والفادي ، وبرسالتها القائمة على نشر إنجيل الحياة في العالم كله ولكل خلق “. وعدد الجرائم المتنوعة والانتهاكات التي تستهدف الحياة البشرية: كل ما يتصدى للحياة ذاتها : كالقتل على أنواعه والإجهاض والانتحار؛ وكل ما هو انتهاك لحصانة الانسان: كالتعذيب الجسدي والنفسي؛ وكل ما يهين كرامة الإنسان : كالدعارة والمتجارة بالنساء والأطفال ، وظروف الحياة المنحطة ، والاعتقالات الاعتباطية ، والنفي ، وظروف العمل المشينة ( انجيل الحياة،3).
مقعد كفرناحوم صورة عن كل إنسان وشعب ومجتمع فككه الانحراف والفساد ، بسبب انهيار علاقته بالله من جراء الخطيئة . فالسلام مع الله سلام مع الخليقة كلها . هذا هو مضمون وصايا الله العشر القائمة على ركيزتين متلازمتين : حب الله ( الوصايا الثلاث الأولى ) وحب الإنسان (الوصايا السبع الباقية). الخطيئة هي في الأساس انتهاك لحب الله يؤدي إلى نوع من شلل في حياتنا الإنسانية والعائلية والاجتماعية.
الإنجيل رسالة حرية وقوة تحرير يحقق رجاء شعب الله الذي تكلم عنه الأنبياء. فالله ” يفكّ” شعبه من قيوده فيحرره، و” يفتديه” فيكسبه لنفسه (اشعيا 41/4؛ ارميا 50/34؛ احبار 25/25 و47 و49؛ راعوت 3/12؛ انظر الحرية المسيحية والتحرر، 43).
ثانياً، الخطة الراعوية
المخلع نفساً وجسداً ومعنويات، المسيح الذي شفاه بكليته يمثل كل إنسان شلّته الخطيئة والانحراف والشر، وأفسدت علاقته بنفسه وبالله وبالناس. ويمثل أيضاً كل مجتمع تعطلت فيه العلاقات الإنسانية وروح التضامن والترابط، وحكمته الأنانية والذهنية الاستهلاكية. كما يمثل كل وطن منقسم إلى دويلات طائفية ومذهبية وسياسية على حساب الولاء للوطن الواحد والوفاق الوطني والخير العام، مع استقواء بالخارج، على تنوع المصالح فتنشلّ فيه الحياة السياسية وتفسد الإدارة ويتعطل الاقتصاد، ويعمّ الفقر والبطالة ويكثر الشر، ويحكمه نفوذ النافذين لا القانون، وتسود شريعة المحسوبيات والمغانم. ويمثل المخلع أخيرأً كل أسرة يُشلها التفكك.
أشار المجمع البطريركي الماروني إلى هذا الواقع المتنوع في مختلف نصوصه. لكن الخطة الراعوية تواصل التركيز على واقع العائلة، لأن بإصلاحها مرتبط إصلاح الإنسان والمجتمع والوطن.
1-تقتضي الخطة الراعوية أن تلتقي العائلة والجماعات العائلية والجماعات الرعائية والديرية والمؤسساتية، والمنظمات الرسولية وسواها، للبحث معاً في واقع الشلل على المستويات المذكورة أعلاه، بتشخيصه أولاً ووعيه، ثّم برسم حلول له، وتالياً بالالتزام الشخصي بإصلاح في الذات وخارجها.
2- تنظر الجماعات المذكورة سابقاً في واقع العائلة من حيث تفككها:
أ- من جراء الازمة الاقتصادية الخانقة التي استباحت وسائل غير خلقية لكسب المال كالرشوة والسرقة والدعارة والمتاجرة بالمخدرات، والتي تسببت بهجرة تفرغ الوطن من قواه الحية، وبانقسام داخلي وتوتّر في العلاقات الزوجية والعائلية، ما أضعف الشركة بين أفراد العائلة، وغيّب الحوار، وعطّل مسؤولية الوالدين عن تربية أولادهم.
ب- من جراء الانحطاط الأخلاقي، فقدت عائلات كرامتها، وانتهكت قدسيتها، بسبب إباحية جنسية تمارس في المجتمع الخفي، ومساكنة حرة تتكاثر، وانحطاط في القيم وعنف في العلاقات، وغياب المثل الاعلى في صورة الأب والأم، وضعف السلطة في البيت، وانحراف عدد كبير من شبابنا وراء ما هو سهل من دون رادع خلقي أو قانوني. وأصبحت العائلة بسائر أفرادها فريسة البرامج الهدامة التي تعرضها وسائل الإعلام والاتصال المكتوبة والمسموعة والمرئية، والمحطات الفضائية الأجنبية، عبر الصحون اللاقطة والكابلات وشبكات المعلوماتية.
ج- من جراء الخلافات الزوجية تُقوّض الرابطة بين الزوجين وبينهم وبين الأولاد، فتتكاثر الحالات المؤدية إلى انحلال الرابطة الزوجية بافتراق الزوجين وإبطال الزواج بالبطلان والطلاق، ما يخلّف أضراراً روحية ومعنوية ومادية في الزوج البريء، وصدمات عاطفية ونفسية تطبع حياة الأولاد الذين يختبرون حالة اليتم، وأهلهم أحياء.
3- إن الخطة الراعوية تستعين برسالة مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك الثامنة ” العائلة مسؤولية الكنيسة والدولة”، لتجد تحليلاً مفصلاً لحالات الشلل التي تصيب العائلة، وتوجيهات وحلول عملية لها. ويوصي المجمع البطريركي الماروني بمساعدة العائلة للخروج من أزماتها، واستعادة كرامتها، ومسؤوليتها في المجتمع والكنيسة (النص العاشر: في العائلة، 63-66).
أ– ففي عالم راح يفقد جوهر الإيمان الحقيقي، وباتت فضيلة الديانة مجرد ممارسة خارجية أو أصولية أو عادة بالية، لا بد من تنشئة للإيمان وتربية جديدة له، وهو هبة من الله الذي يوحي، وجواب من الإنسان الذي يقبل الحقيقة الموحاة. ما يمكّن العائلة من المشاركة في وظيفة الكنيسة النبوية عبر حياة زوجية وعائلية تتقدس بأفرادها وتقدس مجتمعها (النص 64،10).
ب- وفي عالم غاب عنه الرجاء، ويتخبّط في يأس وضياع ولا مبالاة، لا بد من إيجاد أسباب للرجاء في العائلة، يشع في البيت والمحيط العائلي، بحيث يكون كل فرد من أفرادها رجاء للآخر. من أسباب الرجاء الأساسية أن العائلة، التي باركتها يمين الله وغرستها خلية اساسية للمجتمع والكنيسة والدولة، هي بين يدي الله الآب الامين لمواعيده، والحاضر خاصة في اوقات الضيق (النص 10،65).
ج- وفي عالم غابت عنه المحبة الحقيقية، وباتت الأخطار من الداخل والخارج تهدد العائلة بالتفكك وفقدان كرامتها وقدسيتها، لا بد من مساعدتها لتكون ” جماعة حياة وحب”، كما أرادها الله وزوّدها بنعمته لهذه الغاية. من الضرورة أن تصان المحبة في العائلة، والتربية عليها، لأن ” المحبة أم جميع الفضائل”: الصداقة والتفاني والمغفرة والخدمة والصبر والعطاء من دون مقابل، والتقاسم والانفتاح على الغير، ومحبة الفقير، وتكريم الغريب، ومجانية السخاء، واحترام الآخر ( النص10/66).
صلاة
أيها الرب يسوع، طبيب الأجساد والأرواح، الذي انعطفتَ في حياتك التاريخية على المرضى وشفيتهم بلمس يدك القديرة، ساعد الذين دعوتهم لممارسة شفاء الأجساد من خلال فنّ الطب، وشفاء النفوس بخدمة الكهنوت، لكي يجدوا فيك العون والقدوة. وجّه أنت قلوبهم وأيديهم ليدركوا أنهم معاونون لك وأداة رحمتك في الدفاع عن الحياة والنعمة، وفي نمو الخلائق البشرية. أنر عقولهم بنور المعرفة لكي يحسنوا تشخيص الأمراض الجسدية والنفسية، وإيجاد الدواء الملائم والشافي الذي توفرّه عنايتك. أعطهم أن يستحقوا يوماً، بمسلكهم المسيحي وبحسن ممارسة المهنة والخدمة، سماع صوتك القائل: ” تعالوا، يا مباركي أبي، رثوا الملك المهيأ لكم”. لك المجد إلى الأبد، آمين ( صلاة البابا بيوس الثاني عشر).
البطريرك بشارة الراعي
Discussion about this post