الأسبوع الثالث بعد القيامة
الإنجيل الأسبوعي – زمن القيامة المجيد
(ظهور يسوع لتلميذيّ عمَّاوس)
الأحد: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بولس الرَسول الثانية إلى تلميذه طيموتاوس، وبارِكْ يا سيِّد (2 طيم 2/ 8-13)
يا إخوتي، أَنْتَ يا ابْنِي، تَذَكَّرْ يَسُوعَ المَسِيحَ الَّذي قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، وهُوَ مِنْ نَسْلِ دَاوُد، بِحَسَبِ إِنْجيِلي، الَّذي فِيهِ أَحْتَمِلُ المَشَقَّاتِ حَتَّى القُيودَ كَمُجْرِم، لكِنَّ كَلِمَةَ اللهِ لا تُقَيِّد. لِذَلِكَ أَصْبِرُ على كُلِّ شَيءٍ مِنْ أَجْلِ المُخْتَارين، لِيَحْصُلُوا هُم أَيضًا على الخَلاصِ في المَسِيحِ يَسُوعَ مَعَ المَجْدِ الأَبَدِيّ. صَادِقَةٌ هِيَ الكَلِمَة: إِنْ مُتْنَا مَعَهُ، وإِنْ صَبَرْنَا نَمْلِكْ مَعَهُ، وإِنْ أَنْكَرْنَاهُ يُنْكِرْنَا، وإِنْ كُنَّا غَيرَ أُمَنَاءَ فَهُوَ يَبْقَى أَمِينًا، لأَنَّهُ لا يَقْدِرُ أَنْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ !
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الأحد: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (لو 24/ 13-35)
قالَ لُوقَا البَشِير: في اليَوْمِ عَينِهِ، كانَ اثْنَانِ مِنَ التَّلاميذِ ذَاهِبَيْنِ إِلَى قَرْيَةٍ تُدْعَى عِمَّاوُس، تَبْعُدُ نَحْوَ سَبْعَةِ أَمْيَالٍ عَنْ أُورَشَلِيم. وَكانَا يَتَحَادَثَانِ بِكُلِّ تِلْكَ الأُمُورِ الَّتِي حَدَثَتْ. وفيمَا هُمَا يَتَحَادَثَانِ وَيَتَسَاءَ لان، إِذَا يَسُوعُ نَفْسُهُ قَدِ اقْتَرَبَ مِنْهُمَا، وَرَاحَ يَسِيرُ مَعَهُمَا. ولـكِنَّ أَعْيُنَهُمَا أُمْسِكَتْ عَنْ مَعْرِفَتِهِ. أَمَّا هُوَ فَقَالَ لَهُمَا: “مَا هـذَا الكَلامُ الَّذي تَتَحَادَثَانِ بِهِ، وَأَنْتُمَا تَسِيرَان؟”. فَوَقَفَا عَابِسَين. وَأَجَابَ أَحَدُهُمَا، واسْمُهُ كِلْيُوبَاس، فَقَالَ لَهُ: “هَلْ أَنْتَ وَحْدَكَ غَرِيبٌ عَنْ أُورَشَلِيم، فَلا تَعْلَمَ مَا حَدَثَ فِيهَا هـذِهِ الأَيَّام؟”. فَقَالَ لَهُمَا: “ومَا هِيَ؟”. فَقَالا لَهُ: “مَا يَتَعَلَّقُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيّ، الَّذي كَانَ رَجُلاً نَبِيًّا قَوِيًّا بِالقَوْلِ وَالفِعْل، قُدَّامَ اللهِ وَالشَّعْبِ كُلِّهِ. وكَيْفَ أَسْلَمَهُ أَحْبَارُنا وَرُؤَسَاؤُنَا لِيُحْكَمَ عَلَيْهِ بِالـمَوْت، وَكَيْفَ صَلَبُوه! وكُنَّا نَحْنُ نَرْجُو أَنْ يَكُونَ هُوَ الَّذي سَيَفْدِي إِسْرَائِيل. وَلـكِنْ مَعَ هـذَا كُلِّهِ، فَهـذَا هُوَ اليَوْمُ الثَّالِثُ بَعْدَ تِلْكَ الأَحْدَاث. لـكِنَّ بَعْضَ النِّسَاءِ مِنْ جَمَاعَتِنَا أَدْهَشْنَنَا، لأَنَّهُنَّ ذَهَبْنَ إِلَى القَبْرِ عِنْدَ الفَجْر، وَلَمْ يَجِدْنَ جَسَدَ يَسُوع، فَرَجَعْنَ وَقُلْنَ إِنَّهُنَّ شَاهَدْنَ مَلائِكَةً تَرَاءَ وْا لَهُنَّ وَقَالُوا إِنَّهُ حَيّ! ومَضَى قَوْمٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَنَا إِلى القَبْر، فَوَجَدُوهُ هـكذَا كَمَا قَالَتِ النِّسَاء، وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمْ يَرَوْه”. فقَالَ لَهُمَا يَسُوع: “يَا عَدِيـمَيِ الفَهْم، وَبَطِيئَيِ القَلْبِ في الإِيْمَانِ بِكُلِّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاء! أَمَا كَانَ يَجِبُ عَلَى الـمَسِيحِ أَنْ يُعَانِيَ تِلْكَ الآلام، ثُمَّ يَدْخُلَ في مَجْدِهِ؟”. وَفَسَّرَ لَهُمَا مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ في كُلِّ الكُتُبِ الـمُقَدَّسَة، مُبْتَدِئًا بِمُوسَى وَجَمِيعِ الأَنْبِيَاء. واقْتَرَبَا مِنَ القَرْيَةِ الَّتي كَانَا ذَاهِبَيْنِ إِلَيْهَا، فتَظَاهَرَ يَسُوعُ بِأَنَّهُ ذَاهِبٌ إِلى مَكَانٍ أَبْعَد. فَتَمَسَّكَا بِهِ قَائِلَين: “أُمْكُثْ مَعَنَا، فَقَدْ حَانَ الـمَسَاء، وَمَالَ النَّهَار”. فَدَخَلَ لِيَمْكُثَ مَعَهُمَا. وفِيمَا كَانَ مُتَّكِئًا مَعَهُمَا، أَخَذَ الـخُبْزَ، وبَارَكَ، وَكَسَرَ، ونَاوَلَهُمَا. فانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا، وَعَرَفَاهُ، فَإِذَا هُوَ قَدْ تَوَارَى عَنْهُمَا. فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلآخَر: “أَمَا كَانَ قَلْبُنَا مُضْطَرِمًا فِينَا، حِينَ كَانَ يُكَلِّمُنَا في الطَّرِيق، وَيَشْرَحُ لَنَا الكُتُب؟”. وقَامَا في تِلْكَ السَّاعَةِ عَيْنِهَا، وَرَجَعَا إِلَى أُورَشَلِيم، فَوَجَدَا الأَحَدَ عَشَرَ وَالَّذِينَ مَعَهُم مُجْتَمِعِين، وَهُم يَقُولُون: “حَقًّا إِنَّ الرَبّ قَام، وتَرَاءَ ى لِسِمْعَان!”. أَمَّا هُمَا فَكانَا يُخْبِرانِ بِمَا حَدَثَ في الطَّرِيق، وَكَيْفَ عَرَفَا يَسُوعَ عِنْدَ كَسْرِ الـخُبْز.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الإثنين: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بطرس الأولى، وبارِكْ يا سيِّد (1 بط 2/ 18-25)
يا إخوتي، أَيُّها الخُدَّام، إِخْضَعُوا بِكُلِّ مَخَافَةٍ لأَسيَادِكُم، لا للصَالِحِينَ مِنهُم والْحُلَمَاءِ فَحَسْب، بَلْ لِلْقُسَاةِ أَيْضًا. فَإنَّها لَنِعْمَةٌ أَنْ يَحْتَمِلَ الإِنْسَانُ الأَحْزانَ حينَ يَتَأَلَّمُ مَظْلُومًا، بيَقِينِ مَنْ يَعْمَلُ لأَجْلِ الله. فَأَيُّ مَفْخَرَةٍ لَكُم إِنْ كُنْتُمْ تَصْبِرونَ على اللَّطْمِ وأَنْتُم مُذْنِبُون؟ ولكِنْ إِنْ كُنْتُمْ تَصْبِرُونَ على الأَلَمِ وَأَنْتُم فَاعِلُو خَيْر، فإِنَّهَا لَنِعْمَةٌ عِنْدَ الله. فَإلى هذَا دُعِيتُم، لأَنَّ المَسِيحَ أَيضًا تَأَلَّمَ مِنْ أَجْلِكُم، تَارِكًا لَكُم مِثَالاً لِتَسِيرُوا عَلى خُطَاه. وهُوَ الَّذي مَا فَعَلَ خَطِيئَة، ولا كَانَ في فَمِهِ مَكْر؛ وهُوَ الَّذي كانَ يُشْتَمُ ولا يَـرُدُّ الشَتْم، ويَتَأَلَّمُ ولا يُهَدِّد، بَلْ يُسَلِّمُ نَفْسَهُ للهِ الَّذي يَحْكُمُ بِالعَدْل؛ وهُوَ الَّذي حَمَلَ خَطايانَا في جَسَدِهِ على الخَشَبَة، لكَي نَمُوتَ عنِ الخَطايا فَنَحْيَا لِلبِرّ؛ وهُوَ الَّذي بِجُرْحِهِ شُفِيتُم. فقَد كُنْتُم ضَالِّينَ كَالغَنَم، لكِنَّكُم رَجَعْتُمُ الآنَ إِلى رَاعِي نُفُوسِكُم وَحارِسِها.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الإثنين: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (لو 24/ 44-49)
قَالَ يَسُوعُ لِتَلاميذِهِ: “هـذَا هُوَ كَلامِي الَّذي كَلَّمْتُكُم بِهِ، وَأَنا بَعْدُ مَعَكُم. كانَ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ كُلُّ مَا كُتِبَ عَنِّي في تَوْرَاةِ مُوسَى، وَالأَنْبِيَاءِ وَالـمَزَامِير”. حِينَئِذٍ فَتَحَ أَذْهَانَهُم لِيَفْهَمُوا الكُتُب. ثُمَّ قالَ لَهُم: “هـكذَا مَكْتُوبٌ أَنَّ الـمَسِيحَ يَتَأَلَّم، وَيَقُومُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ في اليَوْمِ الثَّالِث. وبِاسْمِهِ يُكْرَزُ بِالتَّوْبَةِ لِمَغْفِرةِ الـخَطَايَا، في جَمِيعِ الأُمَم، إِبْتِدَاءً مِنْ أُورَشَلِيم. وأَنْتُم شُهُودٌ عَلى ذلِكَ. وهاءَ نَذَا أُرسِلُ إليكُم ما وَعَدَ بِهِ أبـي. فامْكُثُوا أَنتُم في المَدِينَةِ إلى أَن تُلْبَسُوا قُوَّةً من العُلَى”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الثلاثاء: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بطرس الأولى، وبارِكْ يا سيِّد (1 بط 3/ 1-12)
يا إخوتي، أَنْتُنَّ، أَيَّتُها النِسَاء، إِخْضَعْنَ لأَزْوَاجِكُنَّ، حَتَّى وإِنْ كَانَ بَعضُهُم لا يُطِيعُونَ كَلامَ الله، يُرْبَحُونَ، بِدُونِ كلام، بِفَضْلِ سِيرَةِ نِسَائِهِم، وذلِكَ عِنْدَما يُلاحِظُونَ ما في سِيرَتِكُنَّ مِنْ عَفَافٍ واحْتِرَام. لا تَكُنْ زِينَتُكُنَّ في الظَاهِر، بِجَدْلِ الشَعر، والتَحَلِّي بِالذَهَب، أَو لِبْسِ الثِيابِ الفَاخِرَة، بَلْ في الإِنْسانِ الخَفِيِّ، في القَلْب، بِزينَةِ الرُوحِ الوَدِيعِ الهَادِئ، الَّتي لا تَبْلى: ذَاكَ هُوَ الثَمِينُ في نَظَرِ الله ! هَكَذا كَانَتْ تَتَزَيَّنُ قَدِيمًا النِسَاءُ الرَاجِياتُ لله، وهُنَّ خاضِعَاتٌ لأَزْوَاجِهِنَّ، مِثْلَ سَارَةَ الَّتي أَطَاعَتْ إِبرَاهيمَ فَدَعَتْهُ سيِّدَهَا. وقَد صِرْتُنَّ لَهَا بَناتٍ يَعْمَلْنَ الخَير، بِغَيرِ خَوفٍ ولا ارْتِيَاع. كَذَلِكَ أَنْتُم، أَيُّها الرِجَال، سَاكِنُوا نِسَاءَ كُم بِتَفَهُّم، لأَنَّهُنَّ أَضْعَفُ مِنْكُم جَبْلَةً، وأَكْرِمُوهُنَّ لأَنَّهُنَّ وَارِثاتٌ مَعَكُم نِعْمَةَ الحَيَاة، لِئلاَّ يُعِيقَ صَلَواتِكُم شَيء. وأَخِيرًا كُونُوا جَميعًا على رَأْيٍ وَاحِد، مُتَعَاطِفين، مُحِبِّينَ للإِخْوَة، رُحَمَاء، مُتَواضِعين. لا تَرُدُّوا الشَرَّ بالشَرِّ أَوِ الشَتِيمَةَ بالشَتِيمَة، بَلْ بالعَكْسِ بَارِكُوا، لأَنَّكُم لِهَذَا دُعِيتُم، لِتَرِثُوا الَبرَكَة؛ لأَنَّ الكِتَابَ يَقُول:”مَنْ أَرَادَ أَنْ يُحِبَّ الحَيَاة، وَيرى أَيَّامًا صَالِحَة، فَليَصُنْ لِسَانَهُ عَنِ الشرّ، ولا تَنْطِقْ شَفَتَاهُ بِالمَكْر، وَليَتَجَنَّبِ الشَرَّ وَيَصْنَعِ الخَير، ويَطلُبِ السَلامَ ويَتَّبِعْهُ. لأَنَّ عَينَيِ الرَبِّ إِلى الأَبْرَارِ وأُذُنَيْهِ إِلى دُعَائِهِم، أَمَّا وَجْهُ الرَبِّ فَعلى فَاعِلِي الشُرُور”.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الثلاثاء: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 6/ 28-33)
قالَ يُوحنَّا الرَسُول: قَالَ الْجَمْعُ ليَسُوعُ: “مَاذَا نَصْنَعُ لِنَعْمَلَ أَعْمَالَ الله؟”. أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: “هـذَا هُوَ عَمَلُ الله، أَنْ تُؤْمِنُوا بِمَنْ أَرْسَلَهُ الله”. فَقَالُوا لَهُ: “أَيَّ آيَةٍ إِذًا تَصْنَع، لِنَرَى ونُؤْمِنَ بِكَ؟ مَاذَا تَعْمَل؟ آبَاؤُنَا أَكَلُوا الـمَنَّ في البَرِّيَّة، كَمَا هُوَ مَكْتُوب: أَعْطَاهُم خُبْزًا مِنَ السَّمَاءِ لِيَأْكُلُوا”. فَقَالَ لَهُم يَسُوع: “أَلـحَقَّ الـحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَيْسَ مُوسَى مَنْ أَعْطَاكُم خُبْزًا مِنَ السَّمَاء، بَلْ أَبِي هُوَ الَّذِي يُعْطِيكُم مِنَ السَّمَاءِ الـخُبْزَ الـحَقِيقِيّ. فَخُبْزُ اللهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاء، والـمُعْطِي الـحَيَاةَ لِلْعَالَم”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الأربعاء: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بطرس الأولى، وبارِكْ يا سيِّد (1 بط 3/ 13-22)
يا إخوتي، مَنْ ذَا يَضُرُّكُم إِنْ كُنتُم غَيارَى على الخَير ؟ لكِنْ إِنْ تَأَلَّمْتُم مِنْ أَجْلِ البِرّ، فَطُوبى لَكُم ! لا تَخَافُوا تَهْدِيدَهُم ولا تَضْطَرِبُوا، بَلْ قَدِّسُوا الرَبَّ المَسِيحَ في قُلُوبِكُم، وكُونُوا دَوْمًا مُسْتَعِدِّينَ لِلدِّفَاعِ تُجَاهَ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُم عَنْ سَبَبِ الرَجاءِ الَّذي فِيكُم، ولَكِنْ بودَاعَةٍ واحْتِرَام، وبضَميرٍ صَالِح، حتَّى إِنَّ المُتَجَنِّينَ على سِيرَتِكُمُ الصَالِحَةِ في المَسِيحِ يُخْزَونَ بِمَا يَفْتَرُونَ بِهِ عَلَيكُم. فمِنَ الأَفْضَلِ أَنْ تَتَأَلَّمُوا وأَنتُم تَفعَلُونَ الخَير، إِنْ كانَتْ تِلْكَ مَشِيئَةُ الله، مِن أَنْ تَتَأَلَّمُوا وأَنتُم تَفعَلونَ الشَرَّ. فَالْمَسِيحُ نَفْسُهُ ماتَ مَرَّةً واحِدَةً عَنِ الخَطايَا، وهُوَ البَارّ، ماتَ مِن أَجلِ الأَثَمَة، لِيُقَرِّبَكُم إلى الله، وقَد أُسْلِمَ بالجَسَدِ للمَوت، لكِنَّهُ بالرُوحِ أُعِيدَ إلى الحَيَاة. وبِهَذَا الرُوحِ عَيْنِهِ، انطَلَقَ فَبَشَّرَ أَيْضًا الأَرْواحَ الَّذينَ في السِجْن. وقَد كَانُوا مِنْ قَبْلُ عَاصِين، عِندَمَا كانَ اللهُ يَتأَنَّى صَابِرًا طَوَالَ المُدَّةِ الَّتي كانَ نُوحٌ يَبنِي فيهَا السَفِينَة، وبِهَا نَجَا مِنَ المَاءِ عَدَدٌ قَليل، أَي ثَمانيةُ أَشْخاص. وهذَا المَاءُ هُوَ رَمْزٌ للمَعْمُودِيَّةِ الَّتي تُنَجِّيكُم الآنَ أَنتُم أَيضًا، وهِيَ لَيسَتْ إِزالةً لأَقْذارِ الجَسَد، بَلْ تعَهُّدُ ضَمِيرٍ صَالِحٍ أَمَامَ اللهِ، بِفَضْلِ قِيَامَةِ يَسُوعَ المَسِيح، الَّذي انطَلَقَ إلى السَمَاء، وهُوَ عَنْ يَمِينِ الله، وقَدْ أُخْضِعَتْ لَهُ المَلائِكَةُ والسَلاطينُ والقُوَّات.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الأربعاء: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 6/ 34-40)
قالَ يُوحنَّا الرَسُول: قَالَ الْجَمْعُ ليَسُوع: “يَا سَيِّد، أَعْطِنَا هـذَا الـخُبْزَ كُلَّ حَين”. قَالَ لَهُم يَسُوع: “أَنَا هُوَ خُبْزُ الـحَيَاة. مَنْ يَأْتِي إِليَّ فَلَنْ يَجُوع، ومَنْ يُؤْمِنُ بِي فَلَنْ يَعْطَشَ أَبَدًا. لـكِنِّي قُلْتُ لَكُم: إِنَّكُم رَأَيْتُمُونِي، ولا تُؤْمِنُون. كُلُّ مَنْ يُعْطِينِي إِيَّاهُ الآبُ يَأْتِي إِليَّ، ومَنْ يَأْتِي إِليَّ فَلَنْ أَطْرُدَهُ خَارِجًا، لأَنِّي قَدْ نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاء، لا لأَعْمَلَ مَشِيئَتِي، بَلْ مَشِيئَةَ مَنْ أَرْسَلَنِي. وهـذِهِ مَشِيئَةُ مَنْ أَرْسَلَنِي، أَلاَّ أَفْقِدَ أَحَدًا مِنَ الَّذينَ أَعْطَانِي إيَّاهُم، بَلْ أَنْ أُقِيمَهُ في اليَومِ الأَخِير. أَجَل، هـذِهِ مَشِيئَةُ أَبِي، أَنَّ كُلَّ مَنْ يُشَاهِدُ الابْنَ ويُؤْمِنُ بِهِ، يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، وأَنَا أُقِيمُهُ في اليَومِ الأَخِير”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الخميس: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بطرس الأولى، وبارِكْ يا سيِّد (1 بط 4/ 1-11)
يا إخوتي، بِما أنَّ المَسِيحَ قَدْ تَأَلَّمَ في الجَسَد، تَسَلَّحُوا أَنتُم أَيضًا بِهذِهِ الفِكْرَةِ عَينِها، وهِيَ أَنَّ مَنْ تأَلَّمَ في الجَسَدِ انقَطَعَ عنِ الخَطيئَة، لِكَي يَحْيَا مَا بَقِيَ لَهُ مِنَ الزَمَانِ في الجَسَد، لا لِشَهَواتِ النَاسِ بَل لِمَشِيئَةِ الله. فكَفَاكُم مَا قَضَيتُم مِنَ الزَمَنِ المَاضِي في العَمَلِ بِمَشيئَةِ الوَثَنِيِّين، سَالِكِينَ في العِهْرِ والشَهَوَاتِ والسُكْرِ والقُصُوفِ والشُرْبِ وعِبادَةِ الأَوثَانِ المُحَرَّمَة. وهُمُ الآنَ يَستَغْرِبُونَ مِنْكُم كَيفَ لا تُجَارونَهُم في غَمْرِ طَيْشِهِم هذا، ويُجَدِّفُونَ عَلَيْكُم. لكِنَّهُم سَيُؤَدُّونَ حِسَابًا للهِ المُزْمِعِ أَنْ يَدِينَ الأَحْياءَ والأَمْوَات. فَلِهَذَا أُعْلِنَتِ البُشْرَى لِلأَمْوَاتِ أَيْضًا، حتَّى وإِنْ حُكِمَ عَلَيْهِم بِالْمَوتِ في الجَسَدِ وَفقَ النَاس، يَحْيَونَ في الرُوحِ وَفْقَ الله. لقَدِ اقْتَرَبَتِ نِهايَةُ كُلِّ شَيء، فَتَعَقَّلُوا واصْحُوا لِلْقِيَامِ بالصَلَوات. وقَبْلَ كُلِّ شيءٍ أَحِبُّوا بَعْضُكُم يَعْضًا مَحبَّةً ثَابِتَة، لأَنَّ المَحَبَّةَ تَسْتُرُ جَمًّا مِنَ الخَطايا. أَحْسِنُوا الضِيَافَةَ بَعْضُكُم لِبَعْضٍ بِلا تَذَمُّر. أُخْدُمُوا بَعْضُكُم بَعْضًا، كُلُّ واحِدٍ بِما نَالَ مِن مَوهِبَة، كَمَا يَجْدُرُ بِالوُكَلاءِ الصَالِحينَ على نِعمَةِ اللهِ المُتَنَوِّعَة. وإِذَا تَكَلَّمَ أَحَد، فَلْيَكُنْ كَلامُهُ كَلامَ الله. وإِذَا قَامَ أَحَدٌ بِخِدْمَة، فَلْتَكُنْ خِدْمَتُهُ بِالقُوَّةِ الَّتي يَمْنَحُهَا الله، حَتَّى يُمَجَّدَ اللهُ فـي كُلِّ شَيءٍ بيَسُوعَ المَسِيح، الَّذي لَهُ المَجْدُ والقُدْرَةُ إلى أَبَدِ الآبِدِين.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الخميس: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 6/ 41-47)
قالَ يُوحنَّا الرَسُول: أَخَذَ اليَهُودُ يَتَذَمَّرُونَ عَلى يَسُوع، لأَنَّهُ قَال: “أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاء”. وكَانُوا يَقُولُون: “أَلَيْسَ هـذَا يَسُوعَ بْنَ يُوسُف، ونَحْنُ نَعْرِفُ أَبَاهُ وأُمَّهُ؟ فَكَيْفَ يَقُولُ الآن: إِنِّي نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاء؟”. أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم:”لا تَتَذَمَّرُوا في ما بَيْنَكُم. لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ إِليَّ، مَا لَمْ يَجْتَذِبْهُ الآبُ الَّذي أَرْسَلَنِي، وأَنَا أُقِيمُهُ في اليَومِ الأَخِير. جَاءَ في كُتُبِ الأَنْبِيَاء: ويَكُونُونَ جَمِيعُهُم مُتَعَلِّمِينَ مِنَ الله. كُلُّ مَنْ سَمِعَ مِنَ الآبِ وتَعَلَّم، يَأْتِي إِليَّ. مَا مِنْ أَحَدٍ رَأَى الآبَ إِلاَّ الَّذي هُوَ مِنْ لَدُنِ الله. فَهـذَا قَدْ رَأَى الآب. أَلـحَقَّ الـحَقَّ أَقُولُ لَكُم: أَلـمُؤْمِنُ يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الجمعة: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بطرس الأولى، وبارِكْ يا سيِّد (1 بط 4/ 12-19 )
يا إخوتي، أَيُّها الأَحِبَّاءُ، لا تَتَعَجَّبُوا مِنْ نَارِ الاضْطِهادِ المُشْتَعِلَةِ عِنْدَكُم لامْتِحَانِكُم، كَأَنَّهُ أَمرٌ غَرِيبٌ يَحْدُثُ لَكُم. بَلِ افْرَحُوا بِمِقْدَارِ مَا تَشْتَرِكُونَ في آلامِ المَسِيح، حَتَّى إِذَا ظَهَرَ مجْدُهُ تَفْرُحُونَ أَيْضًا وتَبتَهِجُون. وإِنْ عَيَّروكُم باسْمِ المَسِيح، فَطُوبَى لَكُم، لأَنَّ رُوحَ المَجْد، رُوحَ الله، يَستَقِرُّ فيكُم. فَلا يَكُونَنَّ فِيكُم مَنْ يَتَأَلَّمُ لأَنَّهُ قَاتِلٌ أَو سَارِقٌ أَو فَاعِلٌ شرٍّ أَو مُتَطَفِّلٌ عَلى الغَير. ولَكِنْ إِنْ تَأَلَّمَ أَحَدُكُم لأَنَّهُ مسِيحِيّ، فلا يَخجَلْ ! بَلْ فَلْيُمَجَّدِ الله بِهَذَا الاسْم؛ لأَنَّ الوَقْتَ قَدْ حَانَ ليَبْتَدِئَ القَضاءُ بأَهلِ بَيْتِ الله. وإِنْ كانَ بَدْؤُهُ بِنَا، فَمَا تَكُونُ نِهايَةُ الَّذِينَ لا يُطِيعُونَ إِنْجيلَ الله ؟ “وَإِنْ كَانَ البَارُّ بالجَهْدِ يَخْلُص، فمَا حَالُ الكَافِرِ والخَاطِئ ؟”. لِذَلِكَ فَالَّذينَ يتأَلَّمُونَ وَفْقَ مَشِيئَةِ الله، فَلْيَسْتَودِعُوا الخَالِقَ الأَمِينَ نُفُوسَهُم، وهُم مَوَاظِبُونَ على عَمَلِ الخَير.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الجمعة: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 6/ 48-59)
قالَ الرَبّ يَسُوع: “أَنَا هُوَ خُبْزُ الـحَيَاة. آبَاؤُكُم أَكَلُوا الـمَنَّ في البَرِّيَّة، ومَاتُوا. هـذَا هُوَ الـخُبْزُ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاء، لِيَأْكُلَ مِنْهُ الإِنْسَانُ فلا يَمُوت. أَنَا هُوَ الـخُبْزُ الـحَيُّ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاء. مَنْ يَأْكُلْ مِنْ هـذَا الـخُبْزِ يَحْيَ إِلى الأَبَد. والـخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِيهِ هُوَ جَسَدِي، مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ العَالَم”. فَأَخَذَ اليَهُودُ يَتَجَادَلُونَ ويَقُولُون: “كَيْفَ يَقْدِرُ هـذَا أَنْ يُعْطِيَنَا جَسَدَهُ لِنَأْكُلَهُ؟”. فَقَالَ لَهُم يَسُوع: “أَلـحَقَّ الـحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ابْنِ الإِنْسَان، وتَشْرَبُوا دَمَهُ، فلا تَكُونُ لَكُم حَيَاةٌ في أَنْفُسِكُم. مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي ويَشْرَبُ دَمِي يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، وأَنَا أُقِيمُهُ في اليَوْمِ الأَخِير، لأَنَّ جَسَدِي طَعَامٌ حَقِيقِيّ، ودَمِي شَرَابٌ حَقِيقِيّ. مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي ويَشْرَبُ دَمِي يَثْبُتُ فِيَّ وأَنَا فِيه. كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ الـحَيّ، وأَنَا بِالآبِ أَحْيَا، كَذلِكَ مَنْ يَأْكُلُنِي يَحْيَا هُوَ أَيْضًا بِي. هـذَا هُوَ الـخُبْزُ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاء، لا كَمَا أَكَلَ آبَاؤُكُم ومَاتُوا. مَنْ يَأْكُلُ هـذَا الـخُبْزَ يَحْيَا إِلى الأَبَد”. هذا ما قالَهُ يَسُوعُ في المَجْمَعِ وَهوَ يُعَلِّمُ في كَفَرْنَاُحُوم.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
السبت: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بطرس الأولى، وبارِكْ يا سيِّد (1 بط 5/ 1-14)
يا إخوتي، أُنَاشِدُ الكَهَنَةَ بَينَكُم، أَنا الكَاهِنَ رَفِيقَهُم، والشَاهِدَ لآلامِ المَسِيح، والشَرِيكَ أَيضًا فـي المَجْدِ المُزْمِعِ أَنْ يُعْلَن: إِرْعَوا قَطيعَ اللهِ المَـوكُولَ إِلَيكُم، واسْهَرُوا عَلَيْهِ لا كُرْهًا بَلْ طَوْعًا، وَفْقَ مَشِيئَةِ الله، ولا سَعْيًا إِلى رِبْحٍ خَسيس، بَلْ بِكُلِّ نَشَاط. ولا تَتَصَرَّفُوا كأَسْيادٍ على مَنْ وضَعَهُمُ اللهُ أَمَانَةً بَينَ أَيْدِيكُم، بَلْ كُونُوا مِثَالاً لِلقَطِيع. وَمَتَى ظَهَرَ رَاعي الرُعاة، تُحْرِزُونَ إِكْلِيلَ المَجْدِ الَّذي لا يَذْبُل. كَذَلِكَ أَنْتُم أَيُّها الشُبَّان، إِخْضَعُوا لِكَهَنَتِكُم. إِلْبَسُوا جَمِيعُكُم ثَوْبَ التَواضُع، بَعضُكُم تُجَاهَ بَعْض، “لأَنَّ اللهَ يُقَاوِمُ المُتَكَبِّرينَ ويَهَبُ النِعْمَةَ لِلمُتَواضِعِين”. فَتَوَاضَعُوا إذًا تَحْتَ يَدِ اللهِ القَادِرَة، لِكَي يَرفَعَكُم في الوَقْتِ المُحَدَّد. أَلْقُوا عَلَيهِ هَمَّكُم كُلَّهُ، لأَنَّهُ يَعتَنِي بِكُم. أُصْحُوا واسْهَرُوا. إِنَّ خَصْمَكُم إِبْلِيسَ يَزْأَرُ ويَجُولُ كالأَسَدِ بَاحِثًا عَمَّن يَبْتَلِعُهُ. فَقَاوِمُوهُ رَاسِخِينَ في الإِيمان، عَالِمينَ أَنَّ تِلْكَ الآلامَ نَفْسَهَا تُصِيبُ أَيضًا إِخْوَتَكُم الَّذينَ في العَالَم. واللهُ، إِلَهُ كُلَّ نِعْمَة، الَّذي دَعَاكُم إِلى مَجْدِهِ الأَبَدِيِّ في الْمَسِيح، هَوَ يُعَافِيكُم، بَعْدَمَا تَأَلَّمتُم وقتًا قَلِيلاً، ويُرَسِّخُكُم، ويُؤَيِّدُكُم، ويُثَبِّتُكُم، لَهُ القُدْرَةُ للدُهُورِ. آمين. كَتَبْتُ إِلَيْكُم وأَوْجَزتُ، بِيَدِ سِلْوَانُسَ الأَخِ الَّذي أَعْتَبِرُهُ الأَخَ الأَمِين، لأُشَجِّعَكُم وأَشْهَدَ أَنَّ هذِهِ هِيَ نِعْمَةُ اللهِ الحَقَّة، فَاثْبُتُوا فِيها ! تُسَلِّمُ عَلَيْكُم الكَنِيسَةُ الَّتي في بَابِل، والَّتي هِيَ مُخْتارَةٌ مِثْلُكُم، ويُسَلِّمُ عَلَيْكُم مَرقُسُ ابنِي. سَلِّمُوا بَعْضُكُم على بَعضٍ بِقُبْلَةِ المَحَبَّة. أَلسَلامُ لَكُم جَمِيعًا أَنتُمُ الَّذينَ في المَسيح !
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
السبت: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 6/ 60-71)
قالَ يُوحنَّا الرَسُول: لَمَّا سَمِعَ كَثِيرُونَ مِنَ التَّلامِيذ، قَالُوا :”إِنَّ هـذَا الكَلامَ صَعْبٌ، مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَسْمَعَهُ؟”. وعَلِمَ يَسُوعُ في نَفْسِهِ أَنَّ تَلامِيذَهُ يَتَذَمَّرُونَ مِنْ كَلامِهِ هـذَا، فَقَالَ لَهُم: “أَهـذَا يُسَبِّبُ شَكًّا لَكُم؟ فَكَيْفَ لَو شَاهَدْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ صَاعِدًا إِلى حَيْثُ كَانَ أَوَّلاً؟ أَلرُّوحُ هُوَ الـمُحْيِي، والـجَسَدُ لا يُفيدُ شَيْئًا. والكَلامُ الَّذِي كَلَّمْتُكُم أَنَا بِهِ هُوَ رُوحٌ وهُوَ حَيَاة. لـكِنَّ بَعْضًا مِنْكُم لا يُؤْمِنُون”. قَالَ يَسُوعُ هـذَا لأَنَّهُ كَانَ مِنَ البَدْءِ يَعْلَمُ مَنِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُون، ومَنِ الَّذي سَيُسْلِمُهُ. ثُمَّ قَال: “لِهـذَا قُلْتُ لَكُم: لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ إِليَّ، مَا لَمْ يُعْطَ لَهُ ذلِكَ مِنْ لَدُنِ الآب”. مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ ارْتَدَّ عَنْ يَسُوعَ كَثِيرُونَ مِنْ تَلامِيذِهِ، ولَمْ يَعُودُوا يَتْبَعُونَهُ. فَقَالَ يَسُوعُ لِلاثْنَي عَشَر: “وَأَنْتُم، أَلا تُرِيدُونَ أَيْضًا أَنْ تَذْهَبُوا؟”. أَجَابَهُ سِمْعَانُ بُطْرُس: “يَا رَبّ، إِلى مَنْ نَذْهَب، وكَلامُ الـحَيَاةِ عِنْدَكَ؟ ونَحْنُ آمَنَّا، وعَرَفْنَا أَنَّكَ أَنْتَ قُدُّوسُ الله”. أَجابَهُم يَسُوع:”أَمَا أنا اخْتَرْتُكُم، أَنْتُمُ الاثنَي عَشَر ؟ مع ذَلِكَ فواحِدٌ منكُم شيطان !” وكان يُشيرُ إلى يَهُوذا ابنِ سِمْعان الإِسْخَريوطِيّ، الَّذي كان مُزْمِعًا أَن يُسْلِمَهُ، وهو أحدُ الاثنَي عَشَر.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
Discussion about this post