سنة مضت … سنة أتت!
سنة مضت، ودماء أهل الأرض سالت في القِفارْ…
سنة أتت، ورجاء أهل الأرض كلّلها بغارْ…
وأنا على باب جديد أو حديد بانتظارْ…
والمبسمُ الدّامي بدمع أو دماء أين صارْ؟
هل هذه الأبواب من دفءٍ أتت أو من جليدْ؟
بات الجمود يلفّها، جلمود صخر فجر عيدْ!
والناس سكرى في “أناهم” لا يحرّكهم جديدْ!
حربٌ أتتْ، حرب تلتْ، والناس يضحكهم وعيد!
يستيقظون وهم نيامٌ في الصّحاري، في العراءْ!
هل من أمانٍ خطّطوا ليحقّقوا نُبلَ الإباءْ؟
هم يدّعون البحث عن سبل السّلام، وفي الرّياءْ
يأتون حربًا في ظلام اللّيل، في عبث الهراءْ!
حربًا لأجل السّلم خاضوا، سلم رعبٍ يبتغونْ!
كذبًا على كلّ الورى شاعوا وباعوا، والعيون
يقظى تراقب كلّ ما يأتون من سمّ المنون!
هيّا أخي استيقظْ ترَ الفيضَ السّلاميَّ المَصونْ!…
أين المحبّة والسّلام على وجوه باحثات
عن نور حبّك في حنايا الكون حين النّور بات
متألّقًا في الكائنات، وفي عيون النّاس مات
سرّ الحقيقة عندما هجروا ينابيع الحياة!
لا ترتوي عيني سوى من نبع حبّ في الحياة
يعطي السّعادة والحقيقة، في حناياها النّجاةْ!
فغذاء هذي العين نورٌ والضّياء أتى وبات
يعطي الحقيقة من حنايا ثوبه الدّافي صلاةْ.
فالعين لا تبغي عطاءَ سوى السّعادة والحياةْ.
سنة تخبّئ في خفاياها أحاجٍ من فُتاتْ…
متساقط عن طاولات من سلاح أو صلاةْ،
يأتي ليملأ شوق عقل جوّفته دُمى الرّفاتْ!
هيّا سلام الربّ هيّا واملأ الدّنيا حضورْ،
في بيت لحمَ ينام طفلٌ منه فاض الحبّ نورْ،
والنّور منه يصير شمسًا تملأ الدّنيا حبورْ،
وسلام أهل الأرض منه يفيض حبًّا من عطورْ.
يا سيّدي الطفل الجميل تعال واملأ حدقتيكْ
مما تبادله الورى، ومن الهدايا في يديكْ…
فهديّة السنة القديمة بات صاروخًا إليكْ
أو مدفعًا… قدّمت قلبك فالحرابُ هوت عليكْ!
يا ربّ أنت الطّفل، نحن الناس سكرى لا نريدْ
من فيض ما قدّمت ذاك اليوم إلاّ ما يعيدْ
نهمًا يعمّق ليلنا في عرس موت يوم عيدْ
فتفتّقت كلّ الحناجر بالأغاني كي تشيدْ
بفناء مجدٍ ذابل كالمال أو شّهوات نارْ،
أو كالكراسي عندما تأتي أساطيل الدّمارْ!
سنة مضت والعمر ولّى، والحنين على الدّيارْ
زحفًا يسير يغلّ في أحلام طفلٍ في اندثارْ!
يا صاحبي مرّت بك سنة فقل ماذا جنيتْ؟
عام مضى راجع حسابًا يا أخي عمّا بنيتْ!
أخسرتَ أم ربحتْ جهودك ما هدفتَ وما حييتْ؟
سنة على الباب “ارتكت” هلاّ تقرّر ما ابتغيتْ؟
قرّر ونفّذ والتزم! هيّا التّحدّي في انتظارْ
واجه صلابة مقلة لا ترتدي ثوب العثارْ
لن تركع الحيرى ولن تحني بهامات كبارْ !
فتمرّدت والنّورَ تبغي، غلّ فيها سهم نارْ…
عبرت وسارت صوب مجد الحبّ تأبى الإنكسارْ
قرعت على باب السّعادة والمنية في القفارْ
حيرى تعارك ظلّها والبعث يغويه الحوارْ
بين السّعادة والحياة إلى خلود المجد طارْ.
مع كلّ تمنّياتي بسنة ٢٠٢٣ جديدة حاملة في طيّاتها
تحقيق ذاتٍ أجمل وسلامٍ أشمل ومحبّةٍ أكمل!
المطران الياس سليمان
المرشد العام لعائلة قلب يسوع الأقدس- سوريا
Discussion about this post