أحد الشعانين
إنجيل ملكوت الله وبناء مدينة الأرض
فيليبي 1/1-13
يوحنا 12/12-22
بعد أربعين يوماً من الصوم والتصدق، رمّمنا بها العلاقات مع الذات والله والأخوة، نبلغ مع عيد الشعانين إلى يوم ملاقاة الرب يسوع الذي يدخل مدينة الأرض، أورشليم، ليبني فيها مدينة الله، المعروفة بملكوت الله الذي هو الكنيسة. هذا ما تمّ إعلانه في هذا الدخول الملوكي، والذي سيتم بسرّ المسيح الفصحي، الموت والقيامة.
رسالة القديس بولس لأحد الشعانين تدعونا إلى الالتزام بإعلان انجيل المسيح، إنجيل ملكوت الله في مدينة الأرض. والإنجيل يدعونا إلى المشاركة في ملوكية المسيح القائمة على الحقيقة والعدالة، على المحبة والحرية، وإلى إعلان إنجيل السلام.
أولاً، يوبيل القديس بولس الرسول وشرح نصيّ الرسالة والإنجيل
1- رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل فيليبي:1/1-13
مِنْ بُولُسَ وطِيمُوتَاوُس، عَبْدَي الـمَسيحِ يَسُوع، إِلى جَميعِ القِدِّيسِينَ في الـمَسِيحِ يَسُوع، الَّذِينَ في فِيلِبِّي، مع الأَساقِفَةِ والشَّمامِسَة: أَلنِّعْمَةُ لَكُم، والسَّلامُ منَ اللهِ أَبينَا والرَّبِّ يَسُوعَ الـمَسِيح! أَشْكُرُ إِلـهِي، كُلَّمَا ذَكَرْتُكُم، ضَارِعًا بِفَرَحٍ على الدَّوَامِ في كُلِّ صَلَواتِي مِنْ أَجْلِكُم جَمِيعًا، لِمُشَارَكَتِكُم في الإِنْجِيلِ مُنْذُ أَوَّلِ يَومٍ إِلى الآن. وإِنِّي لَوَاثِقٌ أَنَّ الَّذي بَدأَ فِيكُم هـذَا العَمَلَ الصَّالِحَ سَيُكَمِّلُهُ حتَّى يَومِ الـمَسِيحِ يَسُوع. فَإِنَّهُ مِنَ العَدْلِ أَنْ يَكُونَ لي هـذَا الشُّعُورُ نَحْوَكُم جَمِيعًا، لأَنِّي أَحْمِلُكُم في قَلبي، أَنْتُم جَميعًا شُرَكائِي في نِعْمَتِي، سَواءً في قُيُودِي أَو في دِفَاعِي عَنِ الإِنْجِيلِ وتَثْبِيتِهِ، فَإِنَّ اللهَ شَاهِدٌ لي كَمْ أَتَشَوَّقُ إِلَيكُم جـَمِيعًا في أَحْشَاءِ الـمَسِيحِ يَسُوع. وهـذِهِ صَلاتي أَنْ تَزْدَادَ مَحَبَّتُكُم أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ في كُلِّ فَهْمٍ ومَعْرِفَة، لِتُمَيِّزُوا مَا هُوَ الأَفْضَل، فتَكُونوا أَنْقِيَاءَ وبِغَيْرِ عِثَارٍ إِلى يَوْمِ الـمَسِيح، مُمْتَلِئِينَ مِن ثَمَر البِرِّ بِيَسُوعَ الـمَسِيحِ لِمَجْدِ اللهِ ومَدْحِهِ. أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا، أَيُّهَا الإِخْوَة، أَنَّ مَا حَدَثَ لي قَد أَدَّى بِالـحَرِيِّ إِلى نَجَاحِ الإِنْجِيل، حتَّى إِنَّ قُيُودِي مِن أَجْلِ الـمَسِيحِ صَارَتْ مَشْهُورَةً في دَارِ الوِلايَةِ كُلِّهَا، وفي كُلِّ مَكَانٍ آخَر.
محور هذه الرسالة هو إنجيل المسيح، إنجيل النعمة والسلام.
فالإنجيل هو سرّ المسيح، هذا الخبر السار الخلاصي لجميع الشعوب. وقد أعلنه الشعب والأطفال بعفوية يوم دخول يسوع الملوكي إلى أورشليم، بهتافات: “هوشعنا! يا رب خلص! مبارك الآتي باسم الرب”. وتممه المسيح بسرّ فصحه. هذا الإنجيل التزم بإعلانه الرسل والكنيسة من بعدهم إلى العالم كله. وأخذه بولس على عاتقه بامتياز، وأطلق على نفسه وعلى تيموتاوس تلميذه ومعاونه لقب ” عبد يسوع المسيح” ( الآية الأولى)، للتعبير عن جهوزيته المطلقة لخدمة الإنجيل، عملاً بالإرسال الإلهي: ” اذهبوا في العالم كله، وغعلنوا بشارة الإنجيل إلى الخلق أجمعين. فمن آمن واعتمد يخلص. ومن لم يؤمن يدان” (مر16/15-16).
إنه إنجيل النعمة التي أتت للعالم كله من سرّ المسيح الفصحي. فبموته حررنا جميعاً من الخطيئة، وبقيامته فتح لنا الطريق إلى الحياة الجديدة. وبذلك بررنا عابراً بنا من حالة الخطيئة والموت الى حالة النعمة والحياة. وجعلنا أبناء لله بالتبني، فأصبح جميع الناس، على اختلاف ألوانهم، إخوة المسيح المشاركين في الحياة الأبدية. هذا أعلنه الرب يوم قيامته: ” اذهبوا وقولوا لإخوتي” (متى28/10؛ يو20/17). وأصبح فينا ينبوع القيامة العتيدة، ساكناً في قلوب المؤمنين، ليحقق فيهم حالة القيامة: ” فلا يعيشوا بعد الآن لنفوسهم، بل للذي من أجلهم مات وقام” (2كور 5/15)[25].
وهو إنجيل السلام النابع من السّر الفصحي. علّم بولس الرسول أن “المسيح بدم صليبه قتل العداوة بشخصه (افسس 2/16)، وصالح البشر مع الله، وجعل كنيسته سرّ وحدة الجنس البشري واتحاده مع الله”. ” فالمسيح سلامنا” (افسس 2/14). لفظة سلام تعني كل الخيور السماوية التي أغدقها المسيح ويغدقها على العالم بأسره. أعلن الطوباوي البابا يوحنا الثالث والعشرون أن إنجيل السلام قائم على أربعة:
احترام الحقيقة التي تقرّ بكرامة كل شخص بشري وتحميها وتعززها؛ ضمانة العدالة التي توفّر الحقوق الأساسية للأفراد والامم؛ عيش المحبة التي تخلق مجتمعاً أكثر تضامناً في توزيع خيرات الدنيا والمشاركة في بناء مدينة الأرض؛ تأمين الحرية التي تمكّن الشخص البشري من إجراء خياراته الواعية، وتحمّل المسؤولية من دون أي ضغط في مختلف حالات حياته وأوضاعه[26].
2- بناء مدينة الأرض على قيم الملكوت: يوحنا 12/12-22.
دخل الرب يسوع أورشليم، دخولاً ملوكياً، ليجعلها مدينة الله الجديدة (مز87/3)، ملكوت الله السماوي الذي أراد أن يبنيه في مدينة الأرض، فكانت الكنيسة السّر والشركة والرسالة. هذه الكنيسة، أورشليم الجديدة، تتداخل مع مدينة الأرض وتتخالط معها في البداية والنمو والآخرة.
كتب القديس اغسطينوس عن ” مدينة الله”[27]، التي هي الكنيسة وملكوت الله. إنها ” تتابع حجّها على وجه الأرض، وتعيش إيمانها بين الأمم، بين اضطهادات العالم وتعزيات الله، وتتوق بصبر إلى الاستقرار في الأبدية، من بعد أن تصبح واحدة مع مدينة الأرض”.
ساكن مدينة الله هو ” الإنسان الجديد” المؤمن بالمسيح، والذي صار ابن الله بالولادة من الماء والروح ( انظر يوحنا 1/12؛ 3/5) التي هي المعمودية، أكانت معمودية الماء والروح أم معمودية الشوق أم معمودية الدم من أجل الإيمان. يسكن مدينة الله كل من يبحث عن الحقيقة، ويتمم إرادة الله بالتواضع والطاعة، ويوطّد السلام بين الناس. فالروح القدس يشركه في السّر الفصحي، ويخلُص بالمسيح، ولو لم يعرف إنجيله وكنيسته[28].
كشف الرب يسوع، بطريقة دخوله أورشليم، إن الانتماء إلى مدينة الله أو كنيسة ملكوت الله يقتضي فضائل التواضع والسلام والبساطة والعفوية ومحبة الحقيقة. وشجب رذائل “مدينة الأرض”: الكبرياء والكذب والتسلّط والاعتداء بالقوة. كتب القديس اغسطينوس في مقدمة مؤلفه :” مدينة الله” تعهّدت الدفاع عن مدينة الله المجيدة بوجه أناس يفضّلون آلهتهم على مؤسسها الإلهي، مستمداً القوة من الله لإقناع أولئك المتكبرين بما للتواضع من سلطان. فالله يقاوم المتكبرين، ويهب المتواضعين نعمته، ويغفر للمنسحقين، ويحطّم المتكبرين”.
3- حدث الشعانين ومعناه التاريخي والكتابي.
صعد يسوع إلى أورشليم للمشاركة في عيد الفصح اليهودي، والنفوس مضطربة، قلقة ومشحونة: الشعب يتشوق بقلق لرؤية يسوع وقد أقام لعازر من القبر راجين تحريرهم الكامل على يده، ورؤساء اليهود مضطربون من ظاهرة يسوع الناصري، وقلوبهم مشحونة حقداً عليه، ونفوسهم خائفة على مصير مقاومتهم الاحتلال الروماني لأرضهم.
استقبال شعبي عفوي يتنظم له من الجمع الكثير: بعضهم حملوا سعف النخل، وآخرون فرشوا أرديتهم على الطريق، وآخرون قطعوا أغصان الشجر وبسطوها على الطريق، والجميع، رجالاً ونساءً وتلاميذ وأطفالاً، كانوا يهتفون: “هوشعنا! مبارك الآتي باسم الرب، ملك اسرائيل! ومباركة المملكة الآتية من أبينا داود، هوشعنا في الأعاليّ! هوشعنا لابن داود! تبارك الملك!” (انظر يو12/13؛ متى21/9؛ مر11/9-10؛ لو19/38).
رأى الشعب في يسوع الملك المنتظر الذي يخلص الشعب والمدينة بانتصاره، فعبّروا عن رؤياهم بسعف النخل التي هي علامة الانتصار سائرين في موكب انتصاري، كما صنع آباؤهم وأجدادهم في زمن سمعان عظيم الكهنة وقائد اليهود، عندما دخل أورشليم وقد استؤصل العدو اللدود من اسرائيل (1مكابيين 13/51). ورددوا الهتاف الملوكي من المزمور 118: ” هوشعنا ! يا رب ! خلّص، امنح النصر! مبارك الآتي باسم الرب! ” (مز118/25). إنه المكلَّف بالرسالة والمقلَّد قدرة الله. وقد سبق للشعب بعد معجزة تكثير الخمسة أرغفة والسمكتين وإطعام خمسة آلاف رجل، ان هتفوا: ” حقاً، هذا هو النبي الآتي إلى العالم” (يو6/14)، مدركين أن يسوع هو النبي الذي يرسله الله إلى العالم ليحرر شعبه. ولهذا ” همّوا باختطافه ليقيموه ملكاً، فانصرف من بينهم راجعاً إلى الجبل” ( يو6/15).
رأوا فيه تحقيق انتظارهم الطويل: فظنوه المسيح الآتي الذي يحرّر أرضهم من المحتل الروماني الوثني ويعيد بناء مملكة اسرائيل. فالرومان كانوا قد احتلوا فلسطين سنة 66 قبل المسيح. وقام صراع شديد بين التيوقراطية اليهودية والتيوقراطية الوثنية سنة 27 قبل المسيح بسبب تعليق شعائر الامبراطورية الوثنية على جدران أورشليم والتطواف بصور آلهة روما في شوارع المدينة المقدسة، لأنها تشكل إساءة للإله الوحيد، يهوه ولأرض الميعاد التي وعدهم بها، وكانوا قد رجعوا إليها بعد سبعين سنة من النفي في بابل. وكانوا في هاجس التساؤل حول كيفية هذا التحرير ومداه. وعندما أعلن يوحنا المعمدان أن “الأزمنة قد اكتملت” ظنوه هو المسيح، ولما نفى ذلك انصبت أنظارهم على يسوع. حتى الرسل الأحد عشر، بعد القيامة وقبيل صعود الرب الى السماء، وجّهوا إليه السؤال الأخير: ” يا رب، أفي هذا الزمان تُعيد الملك إلى اسرائيل؟ ” (اعمال1/6). هذا الرجاء اليهودي عبَّر عنه الأنبياء: “: اجمع يا رب كل أسباط يعقوب، وأرد لها ميراثها كما في البدء. أيها الرب ارحم الشعب الذي دُعي باسمك واسرائيل الذي أنزلته منزلة بكرك. اعطِ الذين ينتظرونك الثواب، وليتبيّن صدق أنبيائك” (سيراخ36/10 و11 و15).
ارتضى يسوع هذا الاستقبال والهتاف
” بملوكيته”. لكنه صحح انتظاراتهم الخاطئة بالمسلك: فدخل المدينة راكباً جحشاً، لا حصاناً مثل الفاتحين المقاتلين، ليبيّن أنه أمير السلام الذي يضع حداً لكل حرب، ويرسي أساسات مملكته السلمية، محققاً نبؤة زكريا النبي: ” ابتهجي جداً يا بنت صهيون، واهتفي يا بنت أورشليم، هوذا ملكك آتياً إليك، باراً مخلصاً وضيعاً راكباً على حمار وعلى جحش ابن أتان. فيُستأصل الخيل من أورشليم وقوس القتال، ويُكلم الأمم بالسلام. ويكون سلطانه من البحر إلى البحر، ومن النهر إلى اقاصي الأرض” (زكريا9/9-10).
وفيما بعد، لدى محاكمته، صحح يسوع الانتظارات اليهودية أمام بيلاطس الذي سأله: ” أأنت ملك اليهود ؟ إن أمّتك وعظماء الكهنة أسلموك إليّ”. فأجاب: “ليست مملكتي من هذا العالم. لو كانت من هذا العالم لدافع عني حرسي. ولكن مملكتي ليست من هنا. إني ملك. أنا ما ولدت وأتيت إلى العالم إلاّ لأشهد للحق. فكل من كان من الحق يصغي إلى صوتي”( يو18/33-37).
ينتهي الاستقبال الملوكي بقرار الفريسيين العمل على قتل يسوع، “لأن العالم كله قد تبعه” بدون جدوى لجهة التحرير من الوثني الروماني المحتل. هم فهموا أنه ليس المسيح الملك القومي المحرر لشعب اسرائيل ومعيد الملك له. فكان لا بد من استعادة الشعب منه، وقد سبق وعقدوا مع عظماء الكهنة مجلساً وقالوا: ” ماذا نعمل؟ فإن هذا الرجل يأتي بآيات كثيرة. فإذا تركناه وشأنه، آمنوا به جميعاً، فيأتي الرومانيون فيدمرون أورشليم وهيكلنا وأمّتنا”. فقال قيافا عظيم الكهنة: ” خير لكم أن يموت رجل واحد عن الشعب، ولا تهلك الأمّة بأسرها” (يو11/46-50). فوشوا بيسوع إلى الملك الروماني الوثني المحتل إنه يعلن نفسه “ملك اليهود”، وبالتالي عدواً مناوئاً للقيصر. في الواقع، عندما كتب بيلاطس علة صلبه: ” يسوع الناصري ملك اليهود”، اعترضوا خلاقاً لقناعاتهم وسعيهم إلى الإطاحة بالقيصر، وعلى سؤاله” أأصلب ملككم ؟” أجابوا :“لا ملك علينا إلاّ قيصر” (يو19/15).
الخطة الراعوية لتطبيق المجمع البطريركي الماروني
تتناول الخطة الراعوية من النص 14: التعليم المسيحي وتنشئة الراشدين المسيحية المستمرة،الفصل الثالث والأخير حول: توصيات المجمع
( 29-37).
1- على المستوى الفكري (الفقرات29-33)
يوصي المجمع بما يلي:
أ- المحافظة على نقاوة الإيمان والتعليم وحمايته من تأثير الأديان الأخرى والبدع والايديولوجيات المتعددة، بالعودة إلى ينبوع الكتاب المقدس، وتعاليم الكنيسة والآباء.
ب- حماية الهوية المارونية من الانعزال والتقوقع والأصولية، بالتعمق في خصائص الموارنة الثقافية والاجتماعية والدينية.
ج- توفير ثقافة مسيحية وإنسانية أوسع وإيمان أعمق، بالإفادة من مراكز التثقيف الديني ومعاهده وكليات اللاهوت والليتورجية، مع التركيز على تقليدنا وتراثنا الماروني ولاسيما في مجالات الفنون المقدسة والليتورجيا.
د- ممارسة حقائق الإيمان في العبادة والمسلك والموقف.
2-على المستوى الراعوي (الفقرات 34-37)
يوصي المجمع بالتالي:
أ- القيام ” بتبشير جديد” يعيد شعبنا إلى إيمانه المسيحي الصافي وممارسته الدينية وروحانيته وأخلاقيته.
ب- اهتمام الكهنة بالتعليم المسيحي لجميع فئات أبناء رعاياهم، وبعظات الآحاد والأعياد التي هي المصدر الوحيد للتعليم بالنسبة إلى الأكثرية من المؤمنين، وبإعداد الأسرار وشرح مضامينها ورموزها. واهتمام الأساقفة بتعزيز نشاط لجنة التعليم المسيحي في ابرشياتهم، وتأمين التعليم في المدارس على يد معلمين كفوئين، وإرسال مرشدين إلى المستشفيات والسجون، وتأسيس مراكز تثقيف ديني في كل أبرشية.
ج- تخصيص مرشدين للمنظمات والحركات الرسولية، والسهر على اتصالها العضوي بالرعية والكنيسة، ومساعدة أعضائها على تعميق إيمانهم المسيحي، والالتزام بالحياة الاسرارية.
د- تأمين نشر الإنجيل وتعليم الكنيسة العقائدي والأخلاقي والاجتماعي من خلال برامج منظمة ومتقنة تقدمها إذاعة صوت المحبة وتلفزيون تليلوميار ونورسات وسواها من وسائل الإعلام التقنية على اختلاف أنواعها.
***
صلاة
أيها الرب يسوع، الملك السماوي، لقد جئت تبني مدينة الله في مدن الأرض، فسمّيتها ملكوت الله. وبدأته بالكنيسة، التي هي زرع هذا الملكوت. إنه ملكوت القداسة والحقيقة، ملكوت الحرية والعدالة، ملكوت الخير والمحبة. دعوتنا إلى الانخراط في هذا الملكوت بالمعمودية، وأوكلت إلينا بناءه في المجتمعات البشرية. أنرنا، يا رب، بنور الإنجيل وتعليم الكنيسة، وقدّسنا بنعمة الحياة الجديدة، وافض في قلوبنا روحك القدوس ليسكب فيها محبة الله، فنتمكن من بناء ملكوت الشركة مع الثالوث القدوس، والوحدة بين جميع الناس. فنرفع المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس الآن وإلى الأبد، آمين.
البطريرك بشارة الراعي
Discussion about this post