هل تناول يهوذا؟
تكلمنا فى المقال السابق عن واجب الأب الكاهن فى أن يكون حريصاً فى مناولة القربان المقدس. وأشرنا إلى يهوذا الإسخريوطى وكيف أنه خرج من العلية بعد الإحتفال بفصح العهد القديم وقبل أن يقيم السيد المسيح سر العشاء الربانى. الأمر الذى أكّده مراراً قداسة البابا شنودة الثالث.
ونتناول بالشرح ما ورد فى الأناجيل المقدسة حول هذا الموضوع الهام لتأكيد أن السيد المسيح لم يسمح ليهوذا التلميذ الخائن أن يتناول من جسده ودمه الأقدسين، لأن السيد المسيح كان يعلم بخيانته، وما أضمر فى قلبه بكل تصميم أن يفعله.
أولاً : إنجيل القديس متى
يقول معلمنا متى الإنجيلى : “ففعل التلاميذ كما أمرهم يسوع وأعدوا الفصح. ولما كان المساء إتكأ مع الإثنى عشر. وفيما هم يأكلون قال الحق أقول لكم أن واحداً منكم يسلّمنى. فحزنوا جداً وإبتدأ كل واحد منهم يقول له هل أنا هو يارب؟ فأجاب وقال الذى يغمس يده معى فى الصحفة هو يسلمنى. إن إبن الإنسان ماضٍ كما هو مكتوب عنه.
ولكن ويل لذلك الرجل الذى به يسلّم إبن الإنسان. كان خيراً لذلك الرجل لو لم يولد. فأجاب يهوذا مسلّمه وقال هل أنا هو يا سيدى؟ قال له أنت قلت” (مت26: 19-25).
يتضح من هذا الفصل من الإنجيل أن السيد المسيح قد أعلن خيانة أحد التلاميذ له (الذى هو يهوذا) أثناء أكل الفصح الخاص بالعهد القديم بدليل قول السيد “الذى يغمس يده معى فى الصحفة” وقول الإنجيل “وفيما هم يأكلون” ويقصد بذلك الفصح الذى أعدوه.
ولم يشأ السيد المسيح أن يفضح يهوذا علانية أمام زملاؤه من الرسل ولكنه قال ليهوذا أنه هو الذى يسلمه، كما أنه أنبأ يوحنا وبطرس الرسولين بطريقة خفية عندما سأله يوحنا الرسول عن هذا الأمر (وهذا ما سنوضحه فيما بعد عند حديثنا عن إنجيل يوحنا).
ويستطرد القديس متى بعد الفقرة السابقة ويقول فى سرد إنجيله “وفيما هم يأكلون، أخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطى التلاميذ وقال خذوا كلوا هذا هو جسدى. وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلاً إشربوا منها كلكم. لأن هذا هو دمى الذى للعهد الجديد الذى يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا. وأقول لكم إنى من الآن لا أشرب من نتاج الكرمة هذا إلى ذلك اليوم حينما أشربه معكم جديداً فى ملكوت أبى. ثم سبحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون” (مت26: 26-30).
يتضح أيضاً من هذه الفقرة من الإنجيل أن العشاء الربانى قد أقيم بعد الحديث عن خيانة يهوذا وبعد الحديث عن يهوذا نفسه.
وأن السيد المسيح لم يتكلم شيئاً عن هذا الأمر بعد أن أعطى جسده ودمه للتلاميذ، بل سبحوا مباشرة وخرجوا إلى جبل الزيتون.
هذا التسبيح كان جزءاً من العبادة، وقد جاء مباشرة بعد الفترة المقدسة التى قضاها السيد المسيح مع تلاميذه حول مائدة العشاء الربانى ودار فيها الحديث عن المحبة بين التلاميذ وعن الروح القدس (أنظر يو14-16).
وفى الطريق إلى جبل الزيتون تحدث السيد المسيح عن شك التلاميذ وعن إنكار بطرس حتى وصلوا إلى جثسيمانى
(مت26: 31-36).
ثانياً : إنجيل القديس مرقس
سرد معلمنا مرقس الإنجيلى سعى يهوذا لتسليم السيد المسيح فقال :
“ثم أن يهوذا الإسخريوطى واحداً من الإثنى عشر مضى إلى رؤساء الكهنة ليسلّمه إليهم ولما سمعوا فرحوا ووعدوه أن يعطوه فضة وكان يطلب كيف يسلّمه فى فرصة موافقة” (مر14: 10-11). وهذا تقريباً هو نفس ما ذكره القديس متى الإنجيلى عن هذا الأمر.
وقد جاء سرد القديس مرقس لأحداث الفصح مطابقاً لما سرده القديس متى فى إنجيله فى كل التفاصيل إبتداءاً من إعلان خيانة أحد التلاميذ أثناء أكل فصح العهد القديم إلى تأسيس سر العشاء الربانى وخروجهم إلى جبل الزيتون والحديث عن شك التلاميذ وإنكار بطرس.
وبهذا تتأكد نفس الحقائق التى شرحناها فى الحديث عن إنجيل متى.
ثالثاً : إنجيل القديس يوحنا
وقد أوردنا هنا الحديث عن إنجيل القديس يوحنا قبل الحديث عن إنجيل القديس لوقا وذلك لأن ما ورد فى إنحيل القديس لوقا له مبحث خاص.
كتب القديس يوحنا إنجيله فى وقت متأخر عن باقى الأناجيل الثلاثة. أى بعد كتابتها جميعاً بحوالى ثلاثين عاماً. وكان العشاء الربانى وطقس القداس الإلهى قد إنتشر بين الكنائس متضمناً ما قاله السيد المسيح فى ليلة آلامه على مائدة العشاء الربانى.
ولهذا فقد أورد القديس يوحنا كلام السيد المسيح عن التناول من جسده ودمه فى الإصحاح السادس أى فى بداية إنجيله أثناء حوار السيد المسيح مع اليهود بعد معجزة إشباع الجموع من الخبز والسمك.
وقتها قال السيد المسيح لليهود. “أنا هو الخبز الحى الذى نزل من السماء. إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد. والخبز الذى أنا أعطى هو جسدى الذى أبذله من أجل حياة العالم” (يو6: 51).
وهنا ربط السيد المسيح بين جسده المبذول على الصليب وبين جسده الممنوح فى سر القربان المقدس، أنه نفس الجسد.
وحينما تعجب اليهود من هذا الكلام قال لهم السيد “من يأكل جسدى ويشرب دمى فله حياة أبدية وأنا أقيمه فى اليوم الأخير. لأن جسدى مأكل حق ودمى مشرب حق. من يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت فىّ وأنا فيه ” (يو6: 54-56).
وكما رأينا سابقاً فيما ورد فى إنحيل القديس متى، فإن السيد المسيح قد أكد لتلاميذه فى العشاء الأخير ما سبق أن قاله لليهود عن إعطائه لجسده المكسور ودمه المسفوك. إذ قال “خذوا كلوا هذا هو جسدى… إشربوا منها كلكم لأن هذا هو دمى الذى للعهد الجديد الذى يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا” وهذا هو الإرتباط بين سر العشاء الربانى وبين عملية الفداء على الصليب نفس الجسد المبذول، ونفس الدم المسفوك مأكل حق ومشرب حق لغفران الخطايا، وللثبات فى المسيح، وللحياة الأبدية (يعطى عنا خلاصاً، وغفراناً للخطايا، وحياة أبدية لمن يتناول منه)
(القداس الإلهى)
وقد أورد القديس يوحنا فى إنجيله فقط ما لم تورده باقى الأناجيل عن جسد الرب ودمه وعن العشاء الأخير من خدمة غسل الأرجل إلى بعض فقرات من حديث الرب مع يهوذا الإسخريوطى
ولم يورد ما يقال فى صلاة القداس الإلهى من كلمات السيد المذكورة فى باقى الأناجيل مثل قوله خذوا كلوا… خذوا إشربوا منها كلكم… ألخ.
وقد أوضح القديس يوحنا فى إنجيله بصورة لا تدع مجالاً للشك أن يهوذا الإسخريوطى قد خرج من العلية أثناء الفصح اليهودى قبل إقامة العشاء الربانى. ولكن كان حاضراً عند غسل السيد المسيح لأرجل تلاميذه.
لهذا قال السيد المسيح لبطرس وللتلاميذ “الذى قد إغتسل ليس له حاجة إلاّ إلى غسل رجليه بل هو طاهر كله. وأنتم طاهرون ولكن ليس كلكم. لأنه عرف مسلّمه لذلك قال لستم كلكم طاهرين” (يو13: 10-11).
وبعد أن سرد القديس يوحنا قصة غسل الأرجل أثناء الفصح اليهودى، إستطرد يقول “ولما قال يسوع هذا إضطرب بالروح وشهد وقال الحق الحق أقول لكم أن واحداً منكم سيسلمنى. فكان التلاميذ ينظرون بعضهم إلى بعض وهم محتارون فيمن قال عنه.
وكان متكئاً فى حضن يسوع واحد من تلاميذه كان يسوع يحبه. فأومأ إليه سمعان بطرس أن يسأل من عسى أن يكون الذى قال عنه فإتكأ ذاك على صدر يسوع وقال له يا سيد من هو. أجاب يسوع هو ذاك الذى أغمس أنا اللقمة وأعطيه فغمس اللقمة وأعطاها ليهوذا سمعان الإسخريوطى. فبعد اللقمة دخله الشيطان. فقال له يسوع ما أنت تعمله فأعمله بأكثر سرعة. وأما هذا فلم يفهم أحد من المتكئين لماذا كلّمه به. لأن قوماً إذ كان الصندوق مع يهوذا ظنوا أن يسوع قال له إشتر ما نحتاج إليه للعيد.
أو أن يعطى شئ للفقراء. فذاك لما أخذ اللقمه خرج للوقت وكان ليلاً. فلما خرج قال يسوع الآن تمجد إبن الإنسان وتمجّد الله فيه. إن كان الله قد تمجّد فيه؛ فإن الله سيمجّده فى ذاته ويمجده سريعاً” (يو13: 21-32).
الذى أغمس أنا اللقمة وأعطيه
يتضح من سرد القديس يوحنا وهو ما يتفق تماماً مع سرد إنجيل متى وإنجيل مرقس- إن السيد المسيح قد تكلّم عن خيانة يهوذا أثناء أكل الفصح اليهودى، بدليل أنه غمس اللقمة وأعطاها ليهوذا وهو ما يختلف عن تناول الجسد والدم الذى أعطاه لهم كلٍ على حده.
ولم يغمس الجسد فى الدم بل قال “خذوا كلوا هذا هو جسدى، خذوا إشربوا هذا هو دمى… وقد أعطاهم الدم فى الكأس قائلاً “إشربوا منها كلكم” (مت26: 27). ولم يغمس الجسد فى الدم إطلاقاً… وأوضح القديس يوحنا أن يهوذا بمجرد أن أخذ لقمة الفصح اليهودى المغموسة فى المرق “خرج للوقت” أى أنه لم يبق إلى إقامة العشاء الربانى. بل لما خرج قال يسوع “الآن تمجّد إبن الإنسان” أى أن السيد المسيح فى تلك اللحظة قد دخل فى دائرة الموت بإرادته حينما قَبِل أن يذهب يهوذا إلى المتآمرين على تسليمه.
ما أنت تعمله فاعمله بأكثر سرعة
كان السيد يحاول أن يثنى يهوذا عن الخيانة إشفاقاً عليه، ولكنه فى نفس الوقت كان ينتظر توبته وعدوله، وقام مراراً بتحذيره حتى أنه أظهر له معرفته بأنه هو الذى سيسلّمه. ولكن يهوذا حينما أخذ اللقمة ولم يرجع عن قصده الشرير دخله الشيطان لأنه رفض نصيحة السيد وتحذيره وبعدها قال له السيد المسيح
“ما أنت تعمله فإعمله بأكثر سرعة” (يو13: 27). أى إن كنت مصمماً على الخيانة فلا تبق هنا على المائدة التى لن يتناول منها إلا الطاهرون الذين إغتسلوا بالتوبة.
وإن كنت تنوى أن تتوب فليكن ذلك بسرعة قبل إقامة العشاء الربانى الذى كان الوقت قد حان لبدايته. وبالفعل خرج يهوذا مسرعاً منقاداً بفعل الشيطان الذى ملك على قلبه.
علاقة يهوذا بالشيطان
ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى عمل الشيطان فى قلب يهوذا، بل يقول القديس يوحنا الإنجيلى فى بداية حديثه عن العشاء الأخير، وعن غسل أرجل التلاميذ “وأما يسوع قبل عيد الفصح وهو عالم أن ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم إلى الآب إذ كان قد أحب خاصته الذين فى العالم أحبهم إلى المنتهى.
فحين كان العشاء وقد ألقى الشيطان فى قلب يهوذا سمعان الإسخريوطى أن يسلّمه. يسوع وهو عالم أن الآب قد دفع كل شئ إلى يديه وأنه من عند الله خرج وإلى الله يمضى. قام عن العشاء وخلع ثيابه وأخذ منشفة وإتزر بها…” (يو13: 1-4).
فمن الواضح هنا أن الشيطان كان يعمل بسلطان عجيب فى قلب يهوذا، حتى أنه لم يتأثر بغسل السيد المسيح لرجليه بإتضاع لا يوصف.
كذلك أورد القديس لوقا فى إنجيله أن الشيطان قد دخل فى يهوذا الإسخريوطى قبل ذلك إذ قال “فدخل الشيطان فى يهوذا الذى يدعى الإسخريوطى وهو من جملة الإثنى عشر. فمضى وتكلم مع رؤساء الكهنة وقواد الجند كيف يسلمه إليهم. ففرحوا وعاهدوه أن يعطوه فضة. فواعدهم وكان يطلب فرصة ليسلّمه إليهم خلواً من جمع” (لو22: 3-6).
إذن تدرج الشيطان فى عمله فى قلب يهوذا. ألقى فى قلبه أن يسلمه..، دخل الشيطان فى يهوذا فمضى وتكلّم مع رؤساء الكهنة..، فبعد اللقمة دخله الشيطان…
فى كل مرة كانت درجة تأثير الشيطان على يهوذا أقوى من سابقتها فمن درجة التفكير، إلى درجة التآمر، إلى درجة الخروج للتنفيذ، إلى درجة التنفيذ والخيانة الفعلية…
وهكذا حتى وصل به إلى درجة اليأس من مراحم الرب فقتل نفسه وهلك هلاكاً أبدياً لا أمل بعده فى الخلاص على الإطلاق وكان خيراً لذلك الرجل لو لم يولد.
رابعاً : إنجيل القديس لوقا
طريقة القديس لوقا الإنجيلى فى ترتيبه لسرد الأحداث تلتزم بالموضوع أكثر مما تلتزم بالترتيب الزمنى للأحداث.
وهذا واضح من سرده لواقعة عماد السيد المسيح من يوحنا المعمدان.
فبعد أن أورد قصة يوحنا المعمدان ووعظه وكرازته بمعمودية التوبة، وتعميده للجموع فى نهر الأردن. أورد أيضاً ما حدث من هيرودس الملك حينما قبض على يوحنا وألقاه فى السجن لسبب توبيخه له على زواجه من هيروديا إمرأة أخيه فيلبس.
“أما هيرودس رئيس الربع فإذ توبّخ منه لسبب هيروديا إمراة فيلبس أخيه ولسبب جميع الشرور التى كان هيرودس يفعلها. زاد هذا أيضاً على الجميع أنه حبس يوحنا فى السجن” (لو3: 19،20). ومن المعلوم طبعاً حسبما ورد فى الأناجيل- أن السيد المسيح قد إعتمد من يوحنا فى نهر الأردن قبل إلقاء يوحنا فى السجن وإستشهاده وهو فى السجن.
ولكن القديس لوقا، بعد أن ذكر إلقاء يوحنا المعمدان فى السجن إستطرد يقول “ولما إعتمد جميع الشعب إعتمد يسوع أيضاً.
وإذا كان يصلى إنفتحت السماء ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة… (لو3: 21،22).
ومن الواضح أن القديس لوقا قصد بهذا أن يسوع قد إعتمد ضمن جموع الشعب الذين إعتمدوا من يوحنا قبل إلقائه فى السجن، ولكن أورد هذه الواقعة حينما بدأ الحديث عن خدمة السيد المسيح بعماده وخروجه إلى البرية ليجرّب من إبليس. وكان قبلها قد حكى قصة يوحنا المعمدان متضمنة ما فعله به الملك هيرودس.
وهو بهذا إلتزم بالموضوع أكثر مما بالترتيب الزمنى للأحداث. أى أنه يسرد الموضوع بكامله قبل أن ينتقل إلى سرد موضوع آخر. تتشابك الأحداث فى الموضوعين من جهة الترتيب الزمنى. وهذا شئ طبيعى ولا يتناقض إطلاقاً مع طريقة باقى الإنجيليين فى سرد حوادث الإنجيل.
العشاء الرباني
نفس الأمر تكرر عند سرد القديس لوقا للعشاء الأخير فإنه إستبقى الحديث عن خيانة يهوذا إلى ما بعد سرده لجميع أمور الفصح اليهودى والعشاء الربانى. فإستنتج البعض من هذا أن يهوذا كان حاضراً فى وقت تأسيس العشاء الربانى، ولكن لم يقل إنجيل لوقا أن يهوذا قد إشترك فى العشاء الربانى، ولا أنه كان حاضراً فيه.
كل ما فى الأمر أن القديس لوقا قد بدأ حديثه عن العشاء والفصح بما قاله السيد المسيح حينما إتكأ والإثنى عشر رسولاً معه.
“شهوة إشتهيت أن آكل هذا الفصح معكم قبل أن أتألم” (لو22: 15). وبدأ فى تناول عشاء الفصح الخاص بالعهد القديم فلم يكن من المناسب أن يخرج القديس لوقا من الحديث عن الفصح إلى سرد مسألة خيانة أحد الإثنى عشر ثم يعود إلى الحديث عن فصح العهد الجديد، لئلا يظن القارئ أن السيد المسيح قصد بكلامه فصح العهد القديم فقط. وبعد أن سرد أيضاً ما يختص بإقامة العشاء الربانى تطرق إلى الحديث عن خيانة يهوذا الإسخريوطى أحد الإثنى عشر.
فكما قلنا أن القديس لوقا فى مرات عديدة فى إنجيله، يرتب الأقوال ترتيباً موضوعياً لا ترتيباً زمنياً. فإذا درسنا الترتيب الزمنى لمسأله خروج يهوذا من علية عشاء الفصح عن طريق باقى الإناجيل الثلاثة.
يتضح لنا أن الكتاب المقدس ينفى عن يهوذا الإسخريوطى أن يكون قد نال من الأقداس الإلهية فى شركة الإفخارستيا، أى فى القربان المقدس، لأنه لم يكن مستحقاً لهذا الأمر على الإطلاق. وقد حاول السيد أن يقتاده إلى التوبة، ولكنه لم يقبل. لهذا قطعه السيد المسيح من شركة الأسرار المقدسة.
حكمة عجيبة ليتنا نتعلم منها
Discussion about this post