شفاء الأعمى وسبت العازر
الإنجيل الأسبوعي – زمن الصوم
الأحد: فصْلٌ مِنْ رِسَالَةِ القدِّيس بُولُسَ الرَسُول الثانية إلى أَهلِ قُورِنْتُس، (٢قور١٠/ ١-٧)
يا إِخوتي، أَنَا بُولُسُ نَفْسي أُنَاشِدُكُم بِوَدَاعَةِ المَسِيحِ وَحِلْمِهِ، أَنَا المُتَواضِعُ بَيْنَكُم عِنْدَمَا أَكُونُ حَاضِرًا، والجَريءُ عَلَيْكُم عِنْدَما أَكُونُ غَائِبًا. وأَرْجُو أَلاَّ أُجْبَرَ عِنْدَ حُضُورِي أَنْ أَكُونَ جَريئًا، بِالثِقَةِ الَّتي لي بِكُم، والَّتي أَنْوِي أَنْ أَجْرُؤَ بِهَا عَلى الَّذينَ يَحْسَبُونَ أَنَّنا نَسْلُكُ كَأُنَاسٍ جَسَدِيِّين. أَجَل، إِنَّنا نَحْيَا في الجَسَد، ولكِنَّنا لا نُحَارِبُ كَأُنَاسٍ جَسَدِيِّين؛ لأَنَّ أَسْلِحَةَ جِهَادِنا لَيْسَتْ جَسَدِيَّة، بَلْ هيَ قَادِرَةٌ بِاللهِ عَلى هَدْمِ الحُصُونِ المَنِيعَة؛ فإِنَّنا نَهْدِمُ الأَفْكَارَ الخَاطِئَة، وكُلَّ شُمُوخٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ الله، ونَأْسُرُ كُلَّ فِكْرٍ لِطَاعَةِ المَسِيح. ونَحْنُ مُسْتَعِدُّونَ أَنْ نُعَاقِبَ كُلَّ عُصْيَان، مَتى كَمُلَتْ طَاعَتُكُم. إِنَّكُم تَحْكُمُونَ عَلى المَظَاهِر! إِنْ كَانَ أَحَدٌ وَاثِقًا بِنَفْسِهِ أَنَّهُ لِلمَسيح، فَلْيُفَكِّرْ في نَفْسِهِ أَنَّهُ كَمَا هوَ لِلمَسيحِ كَذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الأحد: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ مَرْقُس الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (مر ١٠ / ٤٦ – ٥٢)
قالَ مَرقُسُ البَشير: بَيْنَمَا يَسُوعُ خَارِجٌ مِنْ أَرِيحا، هُوَ وتَلامِيذُهُ وجَمْعٌ غَفِير، كَانَ بَرْطِيمَا، أَي ابْنُ طِيمَا، وهُوَ شَحَّاذٌ أَعْمَى، جَالِسًا عَلَى جَانِبِ الطَريق. فلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ يَسُوعُ النَاصِرِيّ، بَدَأَ يَصْرُخُ ويَقُول: «يَا يَسُوعُ ابْنَ دَاوُدَ ارْحَمْنِي!». فَانْتَهَرَهُ أُنَاسٌ كَثِيرُونَ لِيَسْكُت، إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ يَزْدَادُ صُرَاخًا: «يَا ابْنَ دَاوُدَ ارْحَمْنِي!». فوَقَفَ يَسُوعُ وقَال: «أُدْعُوه!». فَدَعَوا الأَعْمَى قَائِلِين لَهُ: «ثِقْ وانْهَضْ! إِنَّهُ يَدْعُوك». فطَرَحَ الأَعْمَى رِدَاءَهُ، ووَثَبَ وجَاءَ إِلى يَسُوع. فقَالَ لَهُ يَسُوع: «مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَصْنَعَ لَكَ؟». قالَ لَهُ الأَعْمَى: «رَابُّونِي، أَنْ أُبْصِر!». فقَالَ لَهُ يَسُوع: «إِذْهَبْ! إِيْمَانُكَ خَلَّصَكَ».
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
الإثنين: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بولس الرَسول إلى أَهلِ روما، وبارِكْ يا سيِّد (روم 15/ 25-33)
يا إِخوتي، أَنا الآنَ ذَاهِبٌ إِلى أُورَشَليمَ لأَخْدُمَ القِدِّيسِين. فَإِنَّ الـمُؤْمِنينَ في مَقْدُونِيَةَ وَأَخَائِيَةَ أَحَبُّوا أَنْ يُشَارِكُوا في إِعَانَةِ الفُقَرَاءِ القِدِّيسِينَ الَّذينَ في أُورَشَليم. أَحَبُّوا ذلِك، وهوَ دَيْنٌ عَلَيْهِم: لأَنَّهُ إِذَا كَانَ الأُمَمُ قَدْ شَارَكُوهُم في خَيْرَاتِهِمِ الرُوحيَّة، فَعَلى الأُمَمِ أَيْضًا أَنْ يَخْدُمُوهُم في الـخَيْرَاتِ الـمَادِّيَّة. فَإِذَا أَنْهَيْتُ هـذَا الأَمْرَ في أُورَشَليم، وسَلَّمْتُ شَخْصِيًّا تِلْكَ الإِعَانَاتِ إِلى القِدِّيسِين، سَأَمُرُّ بِكُم ذَاهِبًا إِلى إِسْبَانِيا. وأَعْلَمُ أَنِّي، إِذَا أَتَيْتُكُم، سآتِيكُم بِمِلْءِ بَرَكَةِ الـمَسِيح. وأُنَاشِدُكُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، بِرَبِّنَا يَسُوعَ الـمَسِيح، وبِمَحَبَّةِ الرُوح، أَنْ تُجَاهِدُوا مَعِي في صَلَوَاتِكُم إِلى اللهِ مِنْ أَجْلِي، لِكَي أَنْجُوَ في اليَهُودِيَّةِ مِنَ الكَافِرِين، وتَكُونَ خِدْمَتِي في أُورَشَليمَ مَقْبُولَةً لَدَى القِدِّيسِين، فآتِيَ إِلَيْكُم مَسْرُورًا، إِنْ شَاءَ الله، وأَسْتَرِيحَ مَعَكُم. وإِلـهُ السَّلامِ يَكُونُ مَعَكُم أَجْمَعِين! آمِين.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الإثنين: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 7/ 32-36)
قالَ يُوحنَّا الرَسول: سَمِعَ الفَرِّيسَيُّونَ مَا كَانَ يَتَهَامَسُ بِهِ الـجَمْعُ في شَأْنِ يَسُوع، فَأَرْسَلُوا هُمْ والأَحْبَارُ حَرَسًا لِيَقْبِضُوا عَلَيْه. فَقَالَ لَهُم يَسُوع: “أَنَا مَعَكُم بَعْدُ زَمَنًا قَلِيلاً، ثُمَّ أَمْضِي إِلى مَنْ أَرْسَلَنِي. سَتَطْلُبُونَنِي فَلا تَجِدُونَنِي، وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا”. فَقَالَ اليَهُودُ بَعْضُهُم لِبَعْض: “إِلى أَيْنَ يَنْوِي هـذَا أَنْ يَذْهَب، فلا نَجِدَهُ نَحْنُ؟ هَلْ يَنْوِي الذَّهَابَ إِلى اليَهُودِ الـمُشَتَّتِينَ بِيْنَ اليُونَانيِّينَ، ويُعَلِّمُ اليُونَانيِّين؟ مَا هـذِهِ الكَلِمَةُ الَّتِي قَالَهَا: سَتَطْلُبُونَنِي فَلا تَجِدُونَنِي، وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا ؟”.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
الثلاثاء: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بولس الرَسول إلى أَهلِ روما، وبارِكْ يا سيِّد (روم 8/ 12-18)
يا إِخوتي، لا دَيْنَ عَلَيْنَا لِلجَسَد، فنَعِيشَ كأُنَاسٍ جَسَدِيِّين؛ لأَنَّكُم إِنْ عِشْتُم كأُنَاسٍ جَسَدِيِّينَ تَمُوتُون، أَمَّا إِنْ أَمَتُّم بِالرُوح أَعْمَالَ الْجَسَدِ فَتَحْيَون؛ لأَنَّ الَّذينَ يَنْقَادُونَ لِرُوحِ اللهِ هُم أَبْنَاءُ الله. وأَنْتُم لَمْ تَنَالُوا رُوحَ البُنُوَّةِ لِتَعُودُوا إِلى الـخَوف، بَلْ أَخَذْتُم رُوحَ التَّبَنِّي الَّذي بِهِ نَصْرُخُ: أَبَّا، أَيُّهَا الآب! وهـذَا الرُوحُ عَيْنُهُ يَشْهَدُ مَعَ أَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَولادُ الله. فإِنْ كُنَّا أَوْلادَ اللهِ فَنَحْنُ أَيْضًا وَارِثُون: وارِثُونَ للهِ وَمُشَارِكُونَ للمَسِيحِ في الـمِيراث؛ لأَنَّنَا إِنْ شَارَكْنَاهُ حَقًّا في آلامِهِ، نَشَارِكُهُ أَيْضًا في مَجْدِهِ. وإِنِّي أَحْسَبُ أَنَّ آلامَ الوَقْتِ الـحَاضِرِ لا تُوَازِي الـمَجْدَ الَّذي سَوْفَ يتَجَلَّى فينَا.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الثلاثاء: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحنّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 7/ 1-13)
قالَ يُوحنَّا الرَسول: كَانَ يَسُوعُ، بَعْدَ ذلِك، يَتَجَوَّلُ في الـجَلِيل، ولا يَشَاءُ التَّجَوُّلَ في اليَهُودِيَّة، لأَنَّ اليَهُودَ كَانُوا يَطْلُبُونَ قَتْلَهُ. وكَانَ عِيدُ اليَهُود، عِيدُ الـمَظَالِّ، قَريبًا. فقَالَ لَهُ إِخْوَتُهُ: “إِنتَقِلْ مِنْ هُنَا، وَاذْهَبْ إِلى اليَهُودِيَّة، لِكَي يُشَاهِدَ تَلامِيذُكَ أَيْضًا الأَعْمَالَ الَّتِي تَصْنَعُهَا. فَلا أَحَدَ يَعْمَلُ شَيْئًا في الـخَفَاء، وهُوَ يَبْتَغِي الظُّهُور. إِنْ كُنْتَ تَصْنَعُ هـذِهِ الأَعْمَال، فَأَظْهِرْ نَفْسَكَ لِلْعَالَم”، لأَنَّ إِخْوتَهُ أَنْفُسَهُم مَا كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ. فَقَالَ لَهُم يَسُوع: “مَا حَانَ وَقْتِي بَعْد، أَمَّا وَقْتُكُم فَهُوَ حَاضِرٌ فِي كُلِّ حِين. لا يَقْدِرُ العَالَمُ أَنْ يُبْغِضَكُم، لـكِنَّهُ يُبْغِضُنِي، لأَنِّي أَشْهَدُ عَلَيْهِ أَنَّ أَعْمَالَهُ شِرِّيرَة. إِصْعَدُوا أَنْتُم إِلى العِيد، وأَنَا لا أَصْعَدُ إِلى هـذَا العِيد، لأَنَّ وَقتِي مَا تَمَّ بَعْد”. قَالَ لَهُم هـذَا، وبَقِيَ في الـجَلِيل. وبَعْدَمَا صَعِدَ إِخْوَتُهُ إِلى العِيد، صَعِدَ هُوَ أَيْضًا، لا ظَاهِرًا بَلْ في الـخَفَاء. فَكَانَ اليَهُودُ يَطْلُبُونَهُ في العِيد، ويَقُولُون : “أَيْنَ هُوَ ذَاك؟”. وكَانَ في الـجَمْعِ تَهَامُسٌ كَثِيرٌ في شَأْنِهِ. كَانَ بَعْضُهُم يَقُول :”إِنَّهُ صَالِح”، وآخَرُونَ يَقُولُون :”لا، بَلْ هُوَ يُضَلِّلُ الـجَمْع”. ومَا كَانَ أَحَدٌ يَتَكَلَّمُ عَنْهُ عَلَنًا، خَوْفًا مِنَ اليَهُود.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
الأربعاء: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بولس الرَسول الأولى إلى أَهلِ تسالونيكي، وبـارِكْ يا سيِّد (1تس 4/ 1-9)
يا إِخوتي، لَقَدْ تَعَلَّمْتُم مِنَّا كَيفَ يَجِبُ أَنْ تَسْلُكُوا وتُرْضُوا اللهَ، وهـكَذا أَنْتُم سَالِكُون، لِذلِكَ نَسْأَلُكُم ونُنَاشِدُكُم في الرَبِّ يَسُوعَ أَنْ تَسْتَزِيدُوا أَكْثَرَ فأَكْثَر. فإِنَّكُم تَعْلَمُونَ أَيَّ وَصَايَا اسْتَودَعْنَاكُم بِالرَبِّ يَسُوع. إِنَّ مشيئَةَ اللهِ هِيَ تَقْدِيسُكُم، أَيْ أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الفُجُور؛ وأَنْ يَعْرِفَ كُلُّ واحِدٍ مِنْكُم كَيْفَ يَصُونُ جَسَدَهُ في القَدَاسَةِ والكَرَامَة، لا في أَهْوَاءِ الشَهْوَة، كَمَا يَفْعَلُ الأُمَمُ الَّذِينَ لا يَعْرِفُونَ الله؛ وأَلاَّ يتَعَدَّى أَحَدٌ عَلى أَخِيهِ ويَسْتَغِلَّهُ في هـذَا الأَمْر، لأَنَّ الرَبَّ يُعَاقِبُ عَلى كُلِّ هـذِهِ الأُمُور، كَمَا سَبَقَ فَقُلْنَا لَكُم وَأَنْذَرْنَاكُم. فاللهُ مَا دعَانَا إِلى النَجاسَة، بَلْ إِلى القَدَاسَة. إِذًا فَمَنْ يَحْتَقِرُ أَخَاهُ لا يَحْتَقِرُ إِنْسَانًا، بَلْ يَحْتَقِرُ اللهَ الَّذي يَمْنَحُكُم رُوحَهُ القُدُّوس. أَمَّا الـمَحَبَّةُ الأَخَوِيَّةُ فلا حَاجَةَ بِكُم إِلى أَنْ نَكْتُبَ إِلَيْكُم في شَأْنِهَا، فأَنْتُم أَنْفُسُكُم تَعَلَّمْتُم مِنَ اللهِ أَنْ تُحِبُّوا بِعْضُكُم بَعْضًا.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الأربعاء: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (لو 11/ 37-48)
قالَ لُوقَا البَشير: فيمَا يَسُوعُ يَتَكَلَّم، سَأَلَهُ فَرِّيسيٌّ أَنْ يَتَغَدَّى عِنْدَهُ. فَدَخَلَ وَاتَّكأ. وَرَأَى الفَرِّيسِيُّ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَغْتَسِلْ قَبْلَ الغَدَاء، فَتَعَجَّب. فَقَالَ لَهُ الرَبّ: “أَنْتُمُ الآن، أيُّها الفَرِّيسِيُّون، تُطَهِّرُونَ خَارِجَ الكَأْسِ وَالوِعَاء، ودَاخِلُكُم مَمْلُوءٌ نَهْبًا وَشَرًّا. أَيُّها الـجُهَّال، أَلَيْسَ الَّذي صَنَعَ الـخَارِجَ قَدْ صَنَعَ الدَّاخِلَ أَيْضًا؟ أَلا تَصَدَّقُوا بِمَا في دَاخِلِ الكَأْسِ وَالوِعَاء، فَيَكُونَ لَكُم كُلُّ شَيءٍ طَاهِرًا. لَكِنِ الوَيْلُ لَكُم، أَيُّها الفَرِّيسِيُّون! لأَنَّكُم تُؤَدُّونَ عُشُورَ النَّعْنَعِ وَالسَّذَابِ وَكُلِّ البُقُول، وَتُهْمِلُونَ العَدْلَ وَمَحَبَّةَ الله. وَكانَ عَلَيْكُم أَنْ تَعْمَلُوا بِهـذِهِ وَلا تُهْمِلُوا تِلْكَ. أَلوَيْلُ لَكُم، أَيُّهَا الفَرِّيسِيُّون! يَا مَنْ تُحِبُّونَ صُدُورَ الـمَجَالِسِ في الـمَجَامِع، وَالتَّحِيَّاتِ في السَّاحَات. أَلوَيْلُ لَكُم، لأَنَّكُم مِثْلُ القُبُورِ الـمَخْفِيَّة، وَالنَّاسُ يَمْشُونَ عَلَيْها وَلا يَعْلَمُون”. فَأَجَابَ وَاحِدٌ مِنْ عُلَمَاءِ التَّوْرَاةِ وَقَالَ لَهُ: “يا مُعَلِّم، بِقَوْلِكَ هـذَا، تَشْتُمُنا نَحْنُ أَيْضًا”. فَقَال: “أَلوَيْلُ لَكُم، أَنْتُم أَيْضًا، يا عُلَمَاءَ التَّوْرَاة! لأَنَّكُم تُحَمِّلُونَ النَّاسَ أَحْمَالاً مُرهِقَة، وَأَنْتُم لا تَمَسُّونَ هـذِهِ الأَحْمَالَ بِإِحْدَى أَصَابِعِكُم. أَلوَيْلُ لَكُم! لأَنَّكُم تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاء، وَآبَاؤُكُم هُمُ الَّذِينَ قَتَلُوهُم. فَأَنْتُم إِذًا شُهُود! وَتُوَافِقُونَ عَلَى أَعْمَالِ آبَائِكُم، لأَنَّهُم هُمْ قَتَلُوهُم وَأَنْتُم تَبْنُونَ قُبُورَهُم.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
الخميس: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بولس الرَسول إلى تلميذه طيطس، وبارِكْ يا سيِّد (طي 2/ 1-8)
يا إِخوتي، أَمَّا أَنْتَ فَتَكَلَّمْ بِمَا يَلِيقُ بِالتَعْلِيمِ الصَحِيح: لِيَكُنِ العَجَزَةُ يَقِظِين، ذَوِي رَصَانَةٍ ورَزَانَة، أَصِحَّاءَ في الإِيْمَانِ والْمَحَبَّةِ والثَّبَات. كذلِكَ العَجَائِزُ فَلْتَكُنْ سِيرَتُهُنَّ على مَا يَلِيقُ بِالقِدِّيسَات، غَيرَ مُفْتِنَات، ولا مُسْتَعْبَدَاتٍ للإِكْثَارِ مِنَ الـخَمْر، بَلْ مُعَلِّمَاتٍ لِمَا هُوَ صَالِح، فَيُنَبِّهْنَ النِسَاءَ الفَتِيَّاتِ أَنْ يَكُنَّ مُحِبَّاتٍ لِرِجَالِهِنَّ، ومُحِبَّاتٍ لأَولادِهِنَّ، رَزِينَات، عَفِيفَات، مُعْتَنِيَاتٍ بِبُيُوتِهِنَّ، صَالِحَات، خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِهِنَّ، لِئَلاَّ يُجَدَّفَ على كَلِمَةِ الله. كذلِكَ عِظِ الشُبَّانَ أَنْ يَكُونُوا مُتَعَقِّلِين. وَاجْعَلْ نَفْسَكَ في كُلِّ شَيءٍ مِثَالاً لِلأَعْمَالِ الصَالِحَة، مُخْلِصًا في التَّعْلِيم، رَزِينًا، مُتَكَلِّمًا كَلامًا صَحِيحًا مُنَزَّهًا عَنْ كُلِّ لَوْم، حَتَّى يَخْزَى مَنْ يُخَاصِمُنَا، حينَ لا يَجِدُ أَيَّ سُوءٍ يَقُولُهُ عَلَيْنَا.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الخميس: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (لو 18/ 31-34)
قالَ لُوقَا البَشير: أَخَذَ يَسُوعُ الاثْنَي عَشَرَ وقَالَ لَهُم: “هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورَشَلِيم، وَسَيتِمُّ كُلُّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ في الأَنْبِيَاءِ عَنِ ابْنِ الإِنْسَان. فإِنَّهُ سَيُسْلَمُ إِلى الوَثَنِيِّين، فَيَسْخَرُونَ مِنْهُ وَيَشْتُمُونَهُ، وَيَبْصُقُونَ عَلَيْه، وَيَجْلِدُونَهُ وَيَقْتُلُونَهُ، وفي اليَومِ الثَّالِثِ يَقُوم”. وَلـكِنَّهُم لَمْ يَفْهَمُوا شَيئًا مِنْ ذلِكَ، بَلْ كانَ هـذَا الكَلامُ خَفِيًّا عَنْهُم، وَمَا كَانُوا يُدْرِكُونَ مَا يُقَالُ لَهُم.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
الجمعة: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بولس الرَسول الثانية إلى أَهلِ تسالونيكي، وبارِكْ يا سيِّد (2 تس 3/ 6-18)
يا إِخوتي، نُوصِيكُم، بِاسْمِ الرَبِّ يَسُوعَ الـمَسِيح، أَنْ تَتَجَنَّبُوا كُلَّ أَخٍ يَسْلُكُ سُلُوكًا مُقْلِقًا، مُخَالِفًا لِلتَّقْليدِ الَّذي تَلَقَّيْتُمُوهُ مِنَّا. فَأَنْتُم أَنْفُسُكُم تَعْلَمُونَ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ تَقْتَدُوا بِنَا، لأَنَّنَا لَمْ نَكُنْ بيْنَكُم مُقْلِقِين، ولا أَكَلْنَا الـخُبْزَ مَجَّانًا مِنْ أَحَد، بَلْ كُنَّا نَعْمَلُ بِتَعَبٍ وكَدّ، لَيْلَ نَهَار، لِئَلاَّ نُثَقِّلَ عَلى أَحدٍ مِنْكُم، لا لأَنَّهُ لَيْسَ لنا سُلْطَان، بَلْ لِكَي نُعْطِيَكُم أَنْفُسَنَا مِثَالاً لِتَقْتَدُوا بِنَا. فإِنَّنَا، لَمَّا كُنَّا عِنْدَكُم، كُنَّا نُوصِيكُم بِهـذَا: إِذا كَانَ أَحدٌ لا يُرِيدُ أَنْ يَعْمَل، فعَلَيْهِ أَيْضًا أَنْ لا يَأْكُل! وقَدْ سَمِعْنَا أَنَّ بَعضًا مِنُكم يَسْلُكُونَ سُلُوكًا مُقْلِقًا، ولا يَعْمَلُونَ شَيئًا، لـكِنَّهُم يَعْمَلُونَ مَا لا يَعْنِيهِم. فَنُوصِي أَمثَالَ هـؤُلاء، ونُنَاشِدُهُم في الرَّبِّ يَسُوعَ الـمَسِيح، أَنْ يَعْمَلُوا بِهُدُوءٍ ويَأْكُلُوا خُبْزَهُم. أَمَّا أَنْتُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، فلا تَمَلُّوا عَمَلَ الـخَير. وإِنْ كانَ أَحَدٌ لا يُطِيعُ كَلِمَتَنَا في هـذهِ الرِّسَالة، فلاحِظُوهُ ولا تُخَالِطُوه، لَعَلَّهُ يَخْجَل! لا تَحْسَبُوهُ كَعَدُوّ، بل انْصَحُوهُ كأَخ، وربُّ السَلامِ نَفْسُهُ، هُوَ يُعطيكُم السَلامَ في كُلِّ حين وفي كُلِّ حال ! ألرَبُّ معكم أجمعين ! هَذَا السَلام، أنا بولسُ كتبتُهُ بخَطِّ يَدِي، وهو عَلامةٌ في كُلِّ رسالة: هكذا أكتب: نِعمةُ ربِّنا يَسُوعَ المسيحِ معكُم أَجمَعين !
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الجمعة: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (لو 4/ 1-13) (تجارب يسوع في البرّيّة)
قالَ لُوقَا البَشير: عَادَ يَسُوعُ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئًا مِنَ الرُّوحِ القُدُس، وكانُ الرُّوحُ يَقُودُهُ في البرِّيَّة، أَربَعِينَ يَومًا، وإِبلِيسُ يُجَرِّبُهُ. ولَـمْ يأْكُلْ شَيئًا في تِلْكَ الأَيَّام. ولَمَّا تَمَّتْ جَاع. فقَالَ لَهُ إِبْلِيس: “إنْ كُنْتَ ابنَ اللهِ فَقُلْ لِهـذَا الـحَجَرِ أَنْ يَصيرَ رَغيفًا”. فأَجَابَهُ يَسُوع: “مَكتُوب: لَيْسَ بِالـخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَان”. وصَعِدَ بِهِ إِبليسُ إِلى جَبَلٍ عَالٍ، وأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الـمَسْكُونَةِ في لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَن، وقالَ لهُ: “أُعْطِيكَ هـذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ، ومَجْدَ هـذِهِ الـمَمَالِك، لأَنَّهُ سُلِّمَ إِليَّ، وأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أَشَاء. فإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ كُلُّه لَكَ”. فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: “مَكْتُوب: لِلرَّبِّ إِلـهِكَ تَسْجُد، وإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُد”. وقَادَهُ إِبليسُ إِلى أُورَشَليم، وأَقَامَهُ على جَنَاحِ الـهَيْكَل، وقَالَ لَهُ: “إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فأَلْقِ بنَفْسِكَ مِنْ هُنَا إِلى الأَسْفَل، لأَنَّهُ مَكْتُوب: يُوصِي مَلائِكتَهُ بِكَ لِيَحْفَظُوك. ومكْتُوبٌ أَيضًا: على أَيْدِيهِم يَحْمِلُونَكَ، لِئَلاَّ تَصْدِمَ بحَجَرٍ رِجلَكَ”. فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: “إِنَّهُ قِيل: لا تُجَرِّبِ الرَبّ إِلـهَكَ “. ولَـمَّا أَتَمَّ إِبليسُ كُلَّ تَجَارِبِهِ، ابتَعَدَ عَنْ يَسُوعَ إِلى حِين.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
سبت لعازر: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بولس الرَسول الأولى إلى أَهلِ تسالونيكي، وبارِكْ يا سيِّد (1 تس 2/ 17-3/ 5)
يا إِخوتي، مَا إِنْ تَيَتَّمْنَا مِنْكُم مُدَّةَ سَاعَة، بِالوَجْهِ لا بِالقَلْب، حَتَّى بَذَلْنَا جَهْدًا شَدِيدًا، وَبِشَوقٍ كَبير، لِنَرى وَجْهَكُم. لِذلِكَ أَرَدْنَا أَنْ نَأْتِيَ إِلَيكُم، أَنَا بُولُسَ على الأَخَصّ، مرَّةً وَاثْنَتَيْن، ولـكِنْ عَاقَنَا الشَّيْطَان. فَمَا هوَ رَجَاؤُنَا أَو فَرَحُنَا أَو إِكْليلُ فَخْرِنَا، في حَضْرَةِ رَبِّنَا يَسُوع، عِنْدَ مَجِيئِهِ، أَفَلَسْتُم أَنْتُم أَيْضًا؟ بَلَى! أَنْتُم مَجْدُنَا وفَخْرُنَا. لِذلِكَ، لَمَّا لَمْ نَعُدْ نُطِيقُ الانْتِظَار، إِرْتَضَيْنَا أَنْ نَبْقى وَحْدَنَا في أَثينَا، وأَرْسَلْنَا إِلَيْكُم طِيمُوتَاوُس، أَخانَا، ومُعَاوِنَ اللهِ في إِنْجِيلِ الْمَسِيح، لِيُثَبِّتَكُم في إِيْمَانِكُم ويَعِظَكُم، فلا يَتَزَعْزَعَ أَحَدٌ في هـذِهِ الضِّيقَات، وأَنْتُم أَنْفُسُكُم تَعْلَمُونَ أَنَّنَا جُعِلْنَا لِذلِكَ. ولَمَّا كُنَّا عِنْدَكُم، كُنَّا نُنْبِئُكُم أَنَّنَا سَنُعَاني الضِّيقات، وهـذَا مَا حَدَث، كَمَا تَعْلَمُون. لِذلِكَ، أَنا أَيضًا، إِذْ لَمْ أَعُدْ أُطِيقُ الانْتِظَار، أَرْسَلْتُ أَسْتَخْبِرُ عَنْ إِيْمَانِكُم، لِئَلاَّ يَكُونَ الـمُجَرِّبُ قَـدْ جَرَّبَكُم، ويَذْهَبَ تَعَبُنَا بَاطِلاً.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
سبت العازر: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ الْمَسِيح للقدِّيسِ يوحنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 11/ 55 – 12/ 11) (إحياء لعازر)
قالَ يُوحنَّا الرَسول: كَانَ فِصْحُ اليَهُودِ قَريبًا، فَصَعِدَ كَثِيرُونَ مِنَ القُرَى إِلى أُورَشَلِيمَ قَبْلَ الفِصْحِ لِيَتَطَهَّرُوا. وكَانُوا يَطْلُبُونَ يَسُوع، ويَقُولُونَ فيمَا بَيْنَهُم، وهُم قِيَامٌ في الـهَيْكَل: “مَاذَا تَظُنُّون؟ أَلا يَأْتِي إِلى العِيد؟”. وكَانَ الأَحْبَارُ والفَرِّيسِيُّونَ قَدْ أَصْدَرُوا هـذَا الأَمْر: عَلى كُلِّ مَنْ يَعْلَمُ أَيْنَ هُوَ يَسُوعُ أَنْ يُبَلِّغَ عَنْهُ، لِيَقْبِضُوا عَلَيْه. قَبْلَ الفِصْحِ بِسِتَّةِ أَيَّام، جَاءَ يَسُوعُ إِلى بَيْتَ عَنْيَا، حَيْثُ كَانَ لَعَازَرُ الَّذِي أَقَامَهُ مِنْ بَينِ الأَمْوَات. فَأَعَدُّوا لَهُ هُنَاكَ عَشَاء، وكَانَتْ مَرْتَا تَخْدُم، وكَانَ لَعَازَرُ أَحَدَ الـمُتَّكِئِينَ مَعَهُ. وأَخَذَتْ مَرْيَمُ قَارُورَةَ طِيبٍ مِنْ خَالِصِ النَاردِينِ الغَالِي الثَّمَن، فَدَهَنَتْ قَدَمَي يَسُوعَ، ونَشَّفَتْهُمَا بِشَعْرِهَا، وعَبَقَ البَيْتُ بِرَائِحَةِ الطِّيب. قَالَ يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطيّ، أَحَدُ تَلامِيذِ يَسُوع، الَّذي كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يُسْلِمَهُ: “لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هـذَا الطِّيبُ بِثَلاثِ مِئَةِ دِينَار، ويُوَزَّعْ ثَمَنُهُ على الفُقَرَاء؟”. قَالَ هـذَا، لا اهْتِمَامًا مِنْهُ بِالفُقَرَاء، بَلْ لأَنَّهُ كَانَ سَارِقًا، والصُّنْدُوقُ مَعَهُ، وكَانَ يَخْتَلِسُ مَا يُلْقَى فِيه. فَقَالَ يَسُوع: “دَعْهَا! فَقَدْ حَفِظَتْهُ إِلى يَوْمِ دَفْنِي! أَلفُقَرَاءُ مَعَكُم في كُلِّ حِين. أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ في كُلِّ حِينٍ مَعَكُم”. وعَلِمَ جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ اليَهُودِ أَنَّ يَسُوعَ هُنَاك، فَجَاؤُوا، لا مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ وَحْدَهُ، بَلْ لِيَرَوا أَيْضًا لَعَازَرَ الَّذي أَقَامَهُ مِنْ بَينِ الأَمْوَات. فَعَزَمَ الأَحْبَارُ على قَتْلِ لَعَازَرَ أَيْضًا، لأَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ اليَهُودِ كَانُوا بِسَبَبِهِ يَذْهَبُونَ ويُؤْمِنُونَ بِيَسُوع.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
Discussion about this post