كلمات السيد المسيح على الصليب
السيد المسيح لم يتكلم أثناء المحاكمات ولا أثناء التعذيب إلا نادراً.
كلمات السيد المسيح على الصليب تأخذ كلها عنصر العطاء فقد أعطى:
أعطى لصاليبه المغفرة.
أعطى للص اليمين الفردوس.
أعطى السيدة العذراء مريم أبناً روحياً واهتمام .
أعطى يوحنا الحبيب بركة السيدة العذراء في بيته .
أعطى للبشرية الفداء و غفراناً كاملاً للزلات و الخطايا .
أعطانا اطمئناناً على الخلاص .
أعطى الآب السماوي وفاءًا لديوننا.
أعطته البشريه خلاً !!!
السيد المسيح تكلم سبع كلمات علي الصليب , السيد المسيح في هذه الكلمات أثبت لاهوته ” ياابتاه ” , وأثبت ناسوته “ياإلهي”
وبذلك اثبت انه الاله المتجسد , السيد المسيح قال كلماته بترتيب عجيب .
أولا: طلب المغفرة للناس
ثانيا: ذكر أعداؤه قبل أحباؤه
الكلمتين الأخيرتين فيهما هتاف النصر و الفرح
نبدأ الآن نتكلم عن كل كلمه من كلماتته المقدسه:
1 – “ياابتاه اغفر لهم لأنهم لايعلمون ماذا يفعلون” (لوقا34:23)
السيد المسيح وهو في عمق الألم كان منشغلا بغيره اكثر من نفسه اول من فكر في انقاذهم هم صاليبيه. وأنت ماذا تستفيد أن لم تغفر لغيرك؟ فهؤلاء لايدرون ماذا يفعلون
أ- القديس لونجينوس الذي طعن المسيح بالحربه آمن بالمسيح ثم بشر في ولايه كبادوكيه واستشهد علي يد طيباريوس قيصر وتعيد له الكنيسه مرتين.
ب- القديس اريانوس والي انصنا سفك دم عشرات الآلآف وقتلهم في وحشيه ثم آمن واستشهد علي يد الامبراطور دقلديانوس وكتب اسمه في السنكسار.
ت- شاول الطرسوسي آمن بالسيد المسيح وأصبح من أعظم الرسل.
ياأبتاه اغفر لهم : للذين يؤمنون ويتوبون
“هكذا احب الله العالم حتي بذت ابنه الوحيد لكي لايهلك كل من يؤمن به”
اليهود الحاليين لم يؤمنوا بالمخلص الذي ولد من 2009 سنه ولذلك لم ينالوا الغفران في هذه العباره يعلن أنه ابن الله “لاهوته ” وبذلك رد على الذين يقولون له ان كنت ابن الله أنزل من على الصليب
2- الحق أقول لك أنك اليوم تكون معي في الفردوس (لوقا. 43:23)
أول إنسان خاطبه السيد المسيح هو هذا اللص .السيد المسيح لم يرد على كثيرين طوال مده المحاكمه “لم يفتح فاه كشاة تساق إلى الذبح ” اللص اليمين فكر في أبديته واللص الشمال فكر في إنقاذ جسده . نحن لا نعرف المختارون , فمن كان يظن أن هذا اللص سيصير واحدا منهم. !
لقد كان هذا اللص عجيبا: اعترف بالسيد المسيح رباً ” اذكرني يارب “
واعترف به ملكاً ” متى جئت في ملكوتك”
واعترف به مخلصاً قادر ان ينقله الى الفردوس
واعترف بخطاياه ولاستحقاقه الموت فقال لزميله ” أما نحن فبعدل جوزينا لأننا ننال استحقاق ما فعلناه ” وانتهر زميله وقال له ”
أولا تخاف الله إذ أنت تحت الحكم بعينه ” وبذلك يكون اعترف ببر السيد المسيح و خلوه من كل الخطايا وبالتالي يكون السيد المسيح صلب بسبب خطايا غيره وليس خطاياه .
عجيب هذا اللص فهو الوحيد الذي دافع عن السيد السيح وسط هذه الآلاف ولم يقل كلمه إساءه توجه إليه بعكستلاميذه الذين هربوا . فهذا اللص تعرف على إلهه من خلال ساعات قليله قضاها معه في عمق فأدرك أنه هو الله فالمهم هو العمق في العلاقه مع الله .
السيد المسيح المعلم الصالح رد علي اللص بتعليم جميل أنك الآن تكون معي في الفردوس مكان الانتظار إلى أن تأتي القيامة الثانيه وتكون عن يميني وندخل معا الملكوت
3 -هوذا ابنك …..هوذا أمك ( يوحنا 27 – 26:19)
السيد المسيح وهو في وسط الآلآم كان يهتم بالآخرين أكثر من اهتمامه بنفسه اهتم بصالبيه واهتم باللص ثم عهد بأمه البتول القديسه مريم إلى القديس البتول يوحنا الحبيب. وقد اهتم الرب يسوع بأمه في ثلاث نقاط
أ- الحديث معها .
ب- العنايه بها .
ج- يمنحها ابنا روحيا يرعاها.
وكان يوحنا قد تبع السيد حتي الصليب وأخذ العذراء ولم يترك أورشليم حتي نياحتها والسيد المسيح هو الذي تكلم مع السيده العذراء وهي لم تتركه لحظه واحده و قالت له ” أما العالم فيفرح لقبوله الخلاص , و أما أحشائي فتلتهب بالنار عند نظري إلى صليبك و إلى من صلبوك و أنت صابر عليهم من أجل الكل يا ابني و إلهي “
وهذا دليل علي أن العذراء ليس لها أولاد آخرين كما يدعي البروتستانت .
4- “إلهي إلهي لماذا تركتني “( متى 46:27)
بهذه العبارة أثبت السيد المسيح ناسوته وتكلم كإبن الإنسان وهذه العبارة تعني أن الآب قد ترك الابن للعذاب . وهذا يعنى أن آلام السيد المسيح على الصليب كانت آلاماً حقيقية . وبهذه الكلمات يذكر الرب اليهود بالمزمور القائل ” ثقبوا يدى وقدمي، وأحصوا كل عظامي ….. وهم ينظرون ويتفرسون في . يقسمون ثيابي بينهم وعلى قميصي يقترعون ” ع 18،17.
قال السيد إلهي إلهي لأنه تألم نائباً عن البشريه . ” وضع نفسه.. آخذا صورة عبد.. وأطاع حتى الموت موت الصليب ” السيد المسيح أناب عن البشرية في:
ا- الصوم
ب- طاعة الناموس
ج- تقديم حياه طاهرة مقبولة من الاب “ليس من يعمل صلاح ولا واحد”
د- الموت والعذاب و في دفع ثمن الخطية عنا.
5 – “أنا عطشان ” يو (28:19)
من أجل خطايانا قد جف حلق الرب وذلك لأجل العرق الكثير الذي سال كقطرات دم في بستان جثيماني وفي رحلة الطويلة والمحاكمات والتعذيب. الرب كان عطشاناً من الناحية الجسدية ومن الناحية الروحية عطشاناً ليتمم الخلاص للبشر . الرب قال ” أنا عطشان ” ليطلب معونة بشرية ولكن هم قدموا له خلاٍ ممزوجاً بالمر كنوع منالمخدر لتخفيف الألم ولكنه ” لم يرد أن يشرب ” مت (34:27) ولكن لكي تتم النبوات ” وفي عطشي سقوني خلاٍ (مز 34:69). وخطايانا كل يوم هي التي تجعل حلقه المقدس يجف كل يوم.
6- قد أكمل (يو 30:19)
“العمل الذي أعطيتني لأعمل ، قد أكملته ” (يو 4:17)
أ- السيد المسيح أكمل بر الناموس ” من منكم يبكتني على خطية” (يو46:8)
ب- أكمل كل النبوات الخاصة به.
ت- أكمل عمله الكرازي.
ث- كما كملت الخطايا الموضوعة على كتفيه – كمل أيضاً العار الواقع عليه ” ملعون من علق على خشبه ” بذلت ظهري للضاربين ، وخدي للناتفين ، و وجهي لم أستره عن خزي البصاق.
ج- كمل آلامه بالجسد وكمل الغضب الواقع عليه.
“قد أكمل” هي هتاف الفرح والانتصار، هتف به الرب الذي صارع وملك ، وأستطاع ان يشترينا بثمن .
7 – ياأبتاه في يديديك أستودع روحي لو (46:23)
في يديك أنت أستودعها، وليس في يدي غيرك…
“رئيس هذا العالم يأتي، وليس له في شئ ” (يو 30:14) . لقد أشتاق رئيس هذا العالم (الشيطان) أن يحصل على هذه النفس.
يقول القديس متى الرسول أن السيد المسيح ” صرخ بصوت عظيم” (مت 50:27) . هذا الصوت دليل على أنتصار الرب لأنه بالموت داس الموت. وبالنسبة لنا طمأنينة من ناحية خلود الروح أي أنها لاتنتهي بالموت. في عبارة يا أبتاه أثبت السيد المسيح لاهوته وأنه أبن الله.
والآن نطلب منه مغفرة خطايتنا ببركة دمه المسفوك عنا على عود الصليب ولإلهنا القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين
من كتاب أسبوع الآلام لقداسة البابا شنودة الثالث
Discussion about this post