أحد القيامة وأسبوع الحواريِّين
الإنجيل الأسبوعي – زمن القيامة المجيدة
أحد القيامة نصف الليل: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بولس الرَسول إلى أَهلِ فيلبّي، وبارِكْ يا سيِّد (فل 2/ 1-11) (نصف الليل)
يا إِخوتي، إِنْ كَانَ لَكُم تَشْجِيعٌ في الْمَسِيح، أَو تَعزِيَةٌ في الْمَحبَّة، أَو شَرِكَةٌ فـي الرُوح، أَو حَنَانٌ أَو رَحْمَة، فأَتِمُّوا فَرَحِي بِأَنْ تَكُونُوا على رَأْيٍ واحِد، ومحَبَّةٍ واحِدَة، ونَفْسٍ واحِدَة، وفِكْرٍ واحِد. لا تَفْعَلُوا شَيْئًا عن خِصَامٍ ولا بِعُجْبٍ، بَلْ باتِّضَاع، وَلْيَحْسَبْ كُلُّ واحِدٍ مِنْكُم غَيْرَهُ أَفْضَلَ مِنْهُ. ولا تَنْظُرُوا كُلُّ واحِدٍ إِلى ما هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ بالـحَرِيِّ إِلى مَا هُوَ لِغَيْرِهِ. لِيَكُنْ فيكُم منَ الأَفْكارِ مَا هُوَ في الـمَسِيحِ يَسُوع. فَهُوَ، معَ كَونِهِ في صُورَةِ الله، لَمْ يَحْسَبْ مُسَاوَاتَهُ للهِ غَنِيمَة، بَلْ أَخْلَى ذَاتَهُ، مُتَّخِذًا صُورَةَ العَبْد، صَائِرًا في شِبْهِ البَشَر. ولَمَّا ظَهَرَ في هَيْئَةِ إِنْسَان، واضَعَ ذَاتَهُ، وصَارَ مُطِيعًا حَتَّى الـمَوْت، الـمَوْتِ على الصَّلِيب. فَلِذلِكَ رَفَعَهُ اللهُ جِدًّا، ووَهَبَهُ الاسْمَ الَّذي يَعْلُو كُلَّ اسْمٍ، لِكَي تَجْثُوَ باِسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَة، في السَّمَاءِ وعَلى الأَرْضِ وتَحْتَ الأَرْض، ويَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الـمَسِيحَ هُوَ الرَبّ لِمَجْدِ اللهِ الآب.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
أَحد القيامة نصف الليل: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ متَّى الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (متَّى 28/ 1-10) (نصف الليل)
قالَ متَّى الرَسُول: لَمَّا انْقَضَى الـسَّبْتُ وطَلَعَ فَجْرُ الأَحَد، جَاءَ تْ مَرْيَمُ الـمَجْدَلِيَّةُ ومَرْيَمُ الأُخْرَى تُعَايِنَانِ القَبْر، وإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ، لأَنَّ مَلاكَ الرَبّ نَـزَلَ مِنَ السَمَاء، ودَنَا فَدَحْرَجَ الـحَجَر، وجَلَسَ عَلَيْه. وكَانَ مَنْظَرُهُ كَالبَرْق، ولِبَاسُهُ أَبْيَضَ كَالثَّلْج. فَارْتَعَدَ الـحُرَّاسُ خَوْفًا مِنْهُ، وصَارُوا كَالأَمْوَات. فأَجَابَ الـمَلاكُ وقَالَ لِلمَرْأَتَين: “أَنْتُمَا، لا تَخَافَا! أَنَا أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبانِ يَسُوعَ الـمَصْلُوب. فَهُوَ لَيْسَ هُنَا، لأَنَّهُ قَامَ مِثْلَمَا قَال. تَعَالَيَا وَانْظُرَا الـمَكَانَ الَّذي كَانَ مَوْضُوعًا فِيه. وَاذْهَبَا حَالاً إِلى تَلامِيذِهِ وقُولا لَهُم: إِنَّهُ قَدْ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات! وهَا هُوَ يَسْبِقُكُم إِلى الـجَليل، وهُنَاكَ تَرَوْنَهُ. هَا أَنَا قَدْ قُلْتُ لَكُمَا”. فغَادَرَتَا القَبْرَ مُسْرِعَتَين، وهُمَا في خَوْفٍ وفَرَحٍ عَظِيم، تَرْكُضَانِ حَامِلَتَينِ البُشْرَى إِلى التَّلامِيذ، فَـإِذَا يَسُوعُ يُلاقِيْهِمَا ويَقُول: “أَلسَّلامُ لَكُمَا!”. فَتَقَدَّمَتَا وأَمْسَكَتا بِقَدَمَيْهِ سَاجِدَتَينِ لَهُ. حِينَئِذٍ قَالَ لَهُمَا يَسُوع: “لا تَخَافَا! إِذْهَبَا وبَشِّرَا إِخْوَتي لِيَذْهَبُوا إِلى الـجَلِيْل، وهُنَاكَ يَرَونَنِي”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
أحد القيامة: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بولس الرَسول الأولى إلى أَهلِ قورنتس، وبارِكْ يا سيِّد (1 قور 15/ 12-26) (الصباح)
يا إِخوتي، إِنْ كَانَ الـمَسِيحُ يُبَشَّرُ بِهِ أَنَّهُ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، فَكَيْفَ يَقُولُ بَعْضٌ مِنْكُم أَنْ لا قِيَامَةَ لِلأَمْوَات؟ فَإِنْ كَانَ لا قِيَامَةَ لِلأَمْوَات، فَالـمَسِيحُ أَيْضًا لَمْ يَقُمْ! وَإِنْ كَانَ الـمَسِيحُ لَمْ يَقُمْ، فَتَبْشِيرُنا فَارِغ، وفارِغٌ إِيمانُكم، ونَكُونُ نَحْنُ شُهُودَ زُورٍ على الله، لأَنَّنَا شَهِدْنَا على اللهِ أَنَّهُ أَقَامَ الـمَسِيح، وهُوَ مَا أَقَامَهُ، إِنْ صَحَّ أَنَّ الأَمْوَاتَ لا يَقُومُون. فَإِنْ كَانَ الأَمْوَاتُ لا يَقُومُون، فَالـمَسِيحُ أَيْضًا لَمْ يَقُمْ! وَإِنْ كَانَ الـمَسِيحُ لَمْ يَقُمْ، فَباطِلٌ إِيمانُكُم، وتَكُونُونَ بَعْدُ في خَطَاياكُم. إِذًا فَالَّذينَ رَقَدُوا في الـمَسِيحِ قَدْ هَلَكُوا. إِنْ كُنَّا نَرْجُو الـمَسِيحَ في هـذِهِ الـحَيَاةِ وحَسْبُ، فَنَحْنُ أَشْقَى النَّاسِ أَجْمَعِين! وَالـحَالُ أَنَّ الـمَسِيحَ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، وهُوَ بَاكُورَةُ الرَّاقِدِين. فَبِمَا أَنَّ الـمَوْتَ كَانَ بِوَاسِطَةِ إِنْسَان، فَبِوَاسِطَةِ إِنْسَانٍ أَيْضًا تَكُونُ قِيَامَةُ الأَمْوَات. فَكَمَا أَنَّهُ في آدَمَ يَمُوتُ الـجمِيع، كَذلِكَ في الـمَسِيحِ سيَحْيَا الـجَمِيع، كُلُّ وَاحِدٍ في رُتْبَتِه: الـمَسِيحُ أَوَّلاً، لأَنَّهُ البَاكُورَة، ثُمَّ الَّذِينَ هُمْ لِلمَسِيح، عِنْدَ مَجِيئِهِ. وَبَعْدَ ذلِكَ تَكُونُ النِّهَايَة، حِيْنَ يُسَلِّمُ الـمَسِيحُ الـمُلْكَ إِلى اللهِ الآب، بَعْدَ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَبْطَلَ كُلَّ رِئَاسَةٍ وكُلَّ سُلْطَانٍ وَقُوَّة، لأَنَّهُ لا بُدَّ لِلمَسِيحِ أَنْ يَمْلِك، إِلى أَنْ يَجْعَلَ اللهُ جَمِيعَ أَعْدَائِهِ تَحْتَ قَدَمَيه. وآخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ هُوَ الـمَوْت.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
أَحد القيامة: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ متَّى الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (مر 16 / 1-8) (الصباح)
قالَ مَرقُسُ البَشِير: لَمَّا انْقَضَى السَّبْت، اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّة، ومَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوب، وسَالُومَة، طُيُوبًا لِيَأْتِينَ وَيُطَيِّبْنَ جَسَدَ يَسُوع. وفي يَوْمِ الأَحَدِ بَاكِرًا جِدًّا، أَتَيْنَ إِلى القَبْرِ مَعَ طُلُوعِ الشَّمْس. وكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ: “مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الـحَجَرَ عَنْ بَابِ القَبْر؟”. وتَفَرَّسْنَ فشَاهَدْنَ الـحَجَرَ قَـ دْ دُحْرِج، وكَانَ كَبِيرًا جِدًّا. ودَخَلْنَ القَبْر، فَرَأَيْنَ شَابًّا جَالِسًا عَنِ اليَمِين، مُتَوَشِّحًا حُلَّةً بَيْضَاء، فَانْذَهَلْنَ. فَقَالَ لَهُنَّ: “لا تَنْذَهِلْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ الـمَصْلُوب. إِنَّهُ قَام، وَهُوَ لَيْسَ هُنَا. وهَا هُوَ الـمَكَانُ الَّذي وَضَعُوهُ فِيه. أَلا اذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلامِيذِهِ وَلِبُطْرُس: إِنَّهُ يَسْبِقُكُم إِلى الـجَلِيل. وهُنَاكَ تَرَوْنَهُ، كَمَا قَالَ لَكُم”. فَخَرَجْنَ مِنَ القَبْرِ وَهَرَبْنَ مِنْ شِدَّةِ الرِّعْدَةِ والذُّهُول. وَمِنْ خَوْفِهِنَّ لَمْ يَقُلْنَ لأَحَدٍ شَيْئًا…
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الإثنين: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بولس الرَسول الأولى إلى أَهلِ قورنتس، وبارِكْ يا سيِّد (1 قور 15/ 1-11)
يا إِخوتي، أُذَكِّرُكُم بِالإِنْجِيلِ الَّذي بَشَّرْتَكُم بِهِ، وَقَبِلْتُمُوه، ومَا زِلْتُم فِيهِ ثَابِتِين، وبِهِ أَيْضًا أَنْتُم تَخْلُصُون، إِذَا بَقِيتُم مُتَمَسِّكِينَ بِالكَلِمَةِ الَّتي بَشَّرْتُكُم بِهَا، إِلاَّ إِذَا كُنْتُم قَدْ آمَنْتُم بَاطِلاً! فإِنِّي قَدْ سَلَّمْتُ إِلَيْكُم أَوَّلاً مَا أَنَا تَسَلَّمْتُهُ، وهوَ أَنَّ الـمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا، كَما جَاءَ في الكُتُب؛ وأَنَّهُ قُبِر؛ وأَنَّهُ أُقِيمَ في اليَوْمِ الثَّالِث، كَمَا جَاءَ في الكُتُب؛ وأَنَّهُ ظَهَرَ لِكِيفَا، ثُمَّ لِلاِثْنَيْ عَشَر. وبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِ مِئَةِ أَخٍ مَعًا، وأَكْثَرُهُم بَاقٍ حَتَّى الآن، وبَعْضُهُم رَقَدُوا. بَعْدَ ذـلِكَ ظَهَرَ لِيَعْقُوب، ثُـمَّ لِجَمِيعِ الرُّسُل. وآخِرَ الـجَمِيعِ ظَهَرَ لي أَيْضًا أَنَا السِّقْطُ! فإِنِّي أَنَا أَصْغَرُ الرُّسُل، ولَسْتُ أَهْلاً أَنْ أُدْعَى رَسُولاً، لأَنِّي اضْطَهَدْتُ كَنِيسَةَ الله، لـكِنِّي بِنِعْمَةِ اللهِ صِرْتُ مَا أَنَا عَلَيْه، وَنِعْمَتُهُ عَلَيَّ لَمْ تَكُنْ بَاطِلَة، بَلْ تَعِبْتُ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِهِم، لا أَنَا بَلْ نِعْمَةُ اللهِ الَّتي هِيَ مَعِي. أَكُنْتُ أَنَا أَمْ كَانُوا هُم، فَهـكَذَا نُبَشِّرُ وهكَذَا آمَنْتُم.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الإثنين: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ مرقس الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (مر 16/ 9-14)
قالَ مَرقُسُ البَشِير: فَجْرَ الأَحَد، قَامَ يَسُوعُ فَتَرَاءَى أَوَّلاً لِمَرْيَمَ الْمَجْدَلِيَّة ، تِلْكَ الَّتي أَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِين. وهـذِهِ انْطَلَقَتْ وَبَشَّرَتْ أُولـئِكَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ، وكَانُوا يَنُوحُونَ وَيَبْكُون. وَهـؤُلاءِ لَمَّا سَمِعُوا أَنَّهُ حَيّ، وَأَنَّهَا أَبْصَرَتْهُ، لَـمْ يُؤْمِنُوا. وبَعْدَ ذلِكَ تَرَاءَ ى بِشَكْلٍ آخَر، لاثْنَينِ مِنْهُم كَانَا ذَاهِبَينِ إِلى القَرْيَة. وهـذَانِ رَجَعَا وبَشَّرَا البَاقِين، ولا بِشَهَادَةِ هـذَيْنِ آمَنُوا. وأَخِيرًا تَرَاءَى لِلأَحَدَ عَشَر، وَهُم يَتَنَاوَلُونَ الطَّعَام، فَبَكَّتَهُم عَلى عَدَمِ إِيْمَانِهم، وقَسَاوَةِ قُلُوبِهِم، لأَنَّهُم لَمْ يُؤْمِنُوا بِشَهَادَةِ الَّذينَ أَبْصَرُوهُ بَعْدَ أَنْ قَام.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الثلاثاء: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بولس الرَسول إلى أَهلِ روما، وبارِكْ يا سيِّد (روم 6/ 3-11)
يا إخوتي، هَلْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا نَحْنُ الَّذينَ تَعَمَّدْنَا جَميعًا في الـمَسِيحِ يَسُوع، في مَوْتِهِ قَدْ تَعَمَّدْنَا؟ إِذًا فَنَحْنُ بِالـمَعْمُودِيَّةِ دُفِنَّا مَعَهُ في الـمَوْت، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الـمَسِيحُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ لِمَجْدِ الآب، كَذلِكَ نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا في الـحَيَاةِ الـجَديدَة. فإِذَا صِرْنَا وَإِيَّاهُ وَاحِدًا في مَوْتٍ يُشْبِهُ مَوْتَهُ، هـكَذَا نَكُونُ أَيْضًا في قِيَامَةٍ تُشْبِهُ قِيَامَتَهُ. ونَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ إِنْسَانَنَا العَتيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ، لِكَي يُبْطَلَ جَسَدُ الـخَطِيئَة، فَلا نَبْقَى مِنْ بَعْدُ عَبيدًا لِلخَطيئَة؛ لأَنَّ مَنْ مَاتَ قَدْ تَحَرَّرَ مِنَ الـخَطِيئَة. فإِذَا مُتْنَا مَعَ الـمَسِيحِ نُؤْمِنُ أَنَّنَا سَنَحْيَا مَعَهُ. ونَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ الـمَسِيح، بَعْدَمَا أُقيمَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، لَنْ يَمُوتَ مِنْ بَعْد، ولَنْ يَتَسَلَّطَ عَلَيْهِ الـمَوْتُ أَبَدًا. فَهُوَ بِمَوْتِهِ مَاتَ عَنِ الـخَطِيئَةِ مَرَّةً وَاحِدَة، وَبِحَيَاتِهِ يَحْيَا لله. كَذلِكَ أَنْتُم أَيْضًا احْسَبُوا أَنْفُسَكُم أَمْوَاتًا عَنِ الـخَطِيئَة، أَحْيَاءً للهِ في الـمَسِيحِ يَسُوع.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الثلاثاء: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 21/ 1-14)
قالَ يُوحنَّا الرَسُول: بَعْدَ ذلِك، ظَهَرَ يَسُوعُ لِتَلامِيذِهِ مَرَّةً أُخْرَى عَلى بُحَيْرَةِ طَبَرَيَّة، وهـكَذَا ظَهَر: كَانَ سِمْعَانُ بُطْرُس، وتُومَا الـمُلَقَّبُ بِالتَّوْأَم، ونَتَنَائِيلُ الَّذي مِنْ قَانَا الـجَلِيل، وابْنَا زَبَدَى، وتِلْمِيذَانِ آخَرَانِ مِنْ تَلامِيذِ يَسُوع، مُجْتَمِعِينَ مَعًا. قَالَ لَهُم سِمْعَانُ بُطْرُس: “أَنَا ذَاهِبٌ أَصْطَادُ سَمَكًا”. قَالُوا لَهُ: “ونَحْنُ أَيْضًا نَأْتِي مَعَكَ”. فَخَرَجُوا وَرَكِبُوا السَّفِينَة، فَمَا أَصَابُوا في تِلْكَ اللَّيْلَةِ شَيْئًا. ولَمَّا طَلَعَ الفَجْر، وَقَفَ يَسُوعُ عَلى الشَّاطِئ، ولـكِنَّ التَّلامِيذَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ يَسُوع. فَقَالَ لَهُم يَسُوع: “يَا فِتْيَان، أَمَا عِنْدَكُم شَيْءٌ يُـؤْكَل ؟”. أَجَابُوه: “لا!”. فَقَالَ لَهُم: “أَلْقُوا الشَّبَكةَ إِلى يَمِينِ السَّفِينَةِ تَجِدُوا”. وأَلقَوْهَا، فَمَا قَدِرُوا عَلى اجْتِذَابِهَا مِنْ كَثْرَةِ السَّمَك. فَقَالَ ذلِكَ التِّلْمِيذُ الَّذي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ لِبُطْرُس: “إِنَّهُ الرَبّ”. فَلَمَّا سَمِعَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنَّهُ الرَبّ، إِتَّزَرَ بِثَوْبِهِ، لأَنَّهُ كَانَ عُرْيَانًا، وأَلْقَى بِنَفْسِهِ في البُحَيْرَة. أَمَّا التَّلامِيذُ الآخَرُونَ فَجَاؤُوا بِالسَّفِينَة، وهُمْ يَسْحَبُونَ الشَّبَكَةَ الـمَمْلُوءَ ةَ سَمَكًا، ومَـا كَانُوا بَعِيدِينَ عَنِ البَرِّ إِلاَّ نَحْوَ مِئَتَي ذِرَاع. ولَمَّا نَـزَلُوا إِلى البَرّ، رَأَوا جَمْرًا، وسَمَكًا عَلى الـجَمْر، وخُبْزًا. قَالَ لَهُم يَسُوع: “هَاتُوا مِنَ السَّمَكِ الَّذي أَصَبْتُمُوهُ الآن”. فَصَعِدَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ إِلى السَّفِينَة، وجَذَبَ الشَّبَكَةَ إِلى البَرّ، وهِيَ مَمْلُوءَ ةٌ سَمَكًا كَبِيرًا، مِئَةً وثَلاثًا وخَمْسِين. ومَعَ هـذِهِ الكَثْرَةِ لَمْ تَتَمَزَّقِ الشَّبَكَة. قَالَ لَهُم يَسُوع: “هَلُمُّوا تَغَدَّوا”. ولَمْ يَجْرُؤْ أَحَدٌ مِنَ التَّلامِيذِ أَنْ يَسْأَلَهُ: “مَنْ أَنْت؟”، لأَنَّهُم عَلِمُوا أَنَّهُ الرَبّ. وتَقَدَّمَ يَسُوعُ وأَخَذَ الـخُبْزَ ونَاوَلَهُم. ثُمَّ فَعَلَ كَذلِكَ بِالسَّمَك. هـذِهِ مَرَّةٌ ثَالِثَةٌ ظَهَرَ فيهَا يَسُوعُ لِلتَّلامِيذِ بَعْدَ أَنْ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الأربعاء: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بولس الرَسول إلى أَهلِ قولُسّي، وبارِكْ يا سيِّد (قول 3/ 1-11)
يا إخوتي، إِنْ كُنْتُم قَدْ قُمْتُم مَعَ الـمَسِيح، فَاطْلُبُوا مَا هُوَ فَوق، حَيْثُ الـمَسِيحُ جَالِسٌ إِلى يَمِينِ الله. إِهْتَمُّوا بِمَا هُوَ فَوق، لا بِمَا هُوَ عَلى الأَرْض، فإِنَّكُم قَدْ مُتُّم، وحَيَاتُكُم مُسْتَتِرَةٌ معَ الـمَسِيحِ في الله. وعِنْدَمَا يَظْهَرُ الـمَسِيح، الَّذي هُوَ حَياتُنَا، فأَنْتُم أَيْضًا سَتَظْهَرُونَ مَعَهُ في الـمَجْد. فأَمِيتُوا إِذًا أَعْضَاءَ كُمُ الأَرْضِيَّةَ السَّالِكَةَ في الفُجُور، والنَّجَاسَة، والأَهْوَاء، والشَّهْوَةِ الـخَبِيثَة، والـجَشَعِ الَّذي هُوَ عِبَادَةُ أَوْثَان، فَبِهَا يَنْصَبُّ غَضَبُ اللهِ على أَبْنَاءِ العُصْيَان؛ ومِنْهُم أَنتُم أَيْضًا قَدْ سَلَكْتُم مِنْ قَبْلُ، يَومَ كُنْتُم تَعِيشُونَ فِيهَا. أَمَّا الآنَ فانْبِذُوا أَنْتُم أَيْضًا تِلْكَ الأُمُورَ كُلَّهَا: أَلغَضَب، والسُّخْط، والسُّوء، والتَّجْدِيف، والكَلامَ البَذِيءَ مِن أَفْوَاهِكُم. لا تَكْذِبُوا بَعضُكُم على بَعْض، لأَنَّكُم خَلَعْتُمُ الإِنْسَانَ العَتِيقَ وأَعْمَالَهُ، ولَبِسْتُمُ الإِنْسَانَ الـجَديدَ الَّذي يتَجَدَّدُ لِيَبْلُغَ إِلى تَمَامِ الـمَعْرِفَةِ على صُورَةِ خَالِقِهِ. فلا يُونَانِيٌّ بَعْدُ ولا يَهُودِيّ، لا خِتَانَةٌ ولا عَدَمَ خِتَانَة، لا أَعْجَمِيٌّ ولا إِسْكُوتِيّ، لا عَبْدٌ ولا حُرّ، بَلِ الْمَسِيحُ هُوَ الكُلُّ وفي الكُلّ.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الأربعاء: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 21/ 15-25)
قالَ يُوحنَّا الرَسُول: بَعْدَ الغَدَاء، قَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ بُطْرُس: “يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِمَّا يُحِبُّنِي هـؤُلاء؟”. قَالَ لَهُ: “نَعَم، يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ”. قَالَ لَهُ يَسُوع: “إِرْعَ حُمْلانِي”. قَالَ لَهُ مَرَّةً ثَانِيَةً: “يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟”. قَالَ لَهُ: “نَعَمْ يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ”. قَالَ لَهُ يَسُوع: “إِرْعَ نِعَاجِي!”. قَالَ لَهُ مَرَّةً ثَالِثَة: “يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟”. فَحَزِنَ بُطْرُس، لأَنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ ثَلاثَ مَـرَّات: أَتُحِبُّنِي؟ فَقَالَ لَـهُ: “يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيء، وَأَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ”. قَالَ لَهُ يَسُوع: “إِرْعَ خِرَافِي! أَلـحَقَّ الـحَقَّ أَقُولُ لَكَ: حِينَ كُنْتَ شَابًّا، كُنْتَ تَشُدُّ حِزَامَكَ بِيَدَيْكَ وتَسِيرُ إِلى حَيْثُ تُرِيد. ولـكِنْ حِينَ تَشِيخ، سَتَبْسُطُ يَدَيْكَ وآخَرُ يَشُدُّ لَكَ حِزامَكَ، ويَذْهَبُ بِكَ إِلى حَيْثُ لا تُرِيد”. قَالَ يَسُوعُ ذلِكَ مُشيرًا إِلى الـمِيتَةِ الَّتِي سَيُمَجِّدُ بِهَا بُطْرُسُ الله. ثُمَّ قَالَ لَهُ: “إِتْبَعْنِي!”. شَاعَتْ بَيْنَ الإِخْوَةِ هذِهِ الكَلِمَة، وهِيَ أَنَّ ذلِكَ التِّلْمِيذَ لا يَمُوت. لكنَّ يَسُوعَ لَمْ يَقُلْ إِنَّهُ لا يَمُوت، بَلْ: إِنْ شِئْتُ أَنْ يَبْقَى حَتَّى أَجِيء، فَمَاذَا لَكَ. هذَا التِّلْمِيذُ هُوَ الشَّاهِدُ عَلى هذِهِ الأُمُور، وهُوَ الَّذي دَوَّنَهَا، ونَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ حَقّ. وصَنَعَ يَسُوعُ أُمُورًا أُخْرَى كَثِيْرَة، لَوْ كُتِبَتْ وَاحِدًا فَوَاحِدًا، لَمَا أَظُنُّ أَنَّ العَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُهَا أَسْفَارًا مَكْتُوبَة.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الخميس: فصْلٌ مِـنْ رِسالَةِ القدّيس بولس الرَسول إلـى أَهلِ أفسس، وبارِكْ يا سيِّد (أفسس 2/ 1-10)
يا إخوتي، قَدْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِزَلاَّتِكُم وخَطَايَاكُم، الَّتي سَلَكْتُم فيهَا مِنْ قَبْلُ بِحَسَبِ إِلـهِ هـذَا العَالَم، بِحَسَبِ رَئِيسِ سُلْطَانِ الـجَوّ، أَي الرُّوحِ الَّذي يَعْمَلُ الآنَ في أَبْنَاءِ العُصْيَان؛ ومِنْهُم نَحْنُ أَيْضًا جَمِيعُنَا قَدْ سَلَكْنَا مِنْ قَبْلُ في شَهَواتِ إِنْسَانِنَا الـجَسَدِيّ، عَامِلِينَ بِرَغَبَاتِهِ وأَفكَارِهِ، وكُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَولادَ الغَضَبِ كَالبَاقِين؛ لـكِنَّ الله، وهُوَ الغنِيُّ بِرَحْمَتِهِ، فَلِكَثْرَةِ مَحَبَّتِهِ الَّتي أَحَبَّنَا بِهَا، وقَدْ كُنَّا نَحْنُ أَيْضًا أَمْوَاتًا بِزَلاَّتِنَا، أَحْيَانَا معَ الـمَسِيح، وبِالنِّعْمَةِ أَنْتُم مُخَلَّصُون؛ ومَعَهُ أَقَامَنَا وَأَجْلَسَنَا في السَّمَاوَاتِ في الـمَسِيحِ يَسُوع، لِيُظْهِرَ في الأَجْيَالِ الآتِيَةِ غِنَى نِعْمَتِهِ الفَائِقَة، بِلُطْفِهِ لَنَا في الـمَسِيحِ يَسُوع. فَبِالنِّعمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ بِواسِطَةِ الإِيْمَان: وهـذَا لَيْسَ مِنْكُم، إِنَّهُ عَطِيَّةُ الله. ولا هُوَ مِنَ الأَعْمَال، لِئَلاَّ يَفْتَخِرَ أَحَد؛ لأَنَّنَا نَحْنُ صُنْعُهُ، قَدْ خُلِقْنَا في الـمَسِيحِ يَسُوعَ لِلأَعْمَالِ الصَّالِحَة، الَّتي سَبَقَ اللهُ فأَعَدَّهَا لِكَي نَسْلُكَ فيهَا.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الخميس: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ مرقس الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (مر 16/ 15-18)
قالَ الرَبُّ يَسُوع لِتَلاميذِه:”إِذْهَبُوا إِلى العَالَمِ كُلِّهِ، وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّها. فَمَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ يَخْلُص، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ فَسَوْفَ يُدَان. وهـذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنين: بِاسْمِي يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِين، ويَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ جَدِيدَة، ويُمْسِكُونَ الْحَيَّات، وَإِنْ شَرِبُوا سُمًّا مُمِيتًا فَلا يُؤْذِيهِم، ويَضَعُونَ أَيْدِيَهُم عَلى الـمَرْضَى فَيَتَعَافَوْن”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الجمعة: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بولس الرَسول إلى أَهلِ روما، وبارِكْ يا سيِّد (روم 10/ 4-12)
يا إخوتي، إِنَّ غَايَةَ الشَّرِيعَةِ إِنَّمَا هِيَ الـمَسِيح، لِكَي يَتَبَرَّرَ بِهِ كُلُّ مُؤْمِن. وقَدْ كَتَبَ مُوسَى عَنِ البِرِّ الَّذي هُوَ مِنَ الشَّرِيعَةِ فَقَال: “مَنْ يَعْمَلُ بِأَحْكَامِ الشَّرِيعَةِ يَحْيَا بِهَا”. أَمَّا عَنِ البِرِّ الَّذي هُوَ مِنَ الإِيْمَانِ فَيَقُول: “لا تَقُلْ في قَلْبِكَ: مَنْ يَصْعَدُ إِلى السَّمَاء؟”، أَيْ لِيُنْزِلَ الـمَسِيحَ مِنَ السَّمَاء. ولا تَقُلْ: “مَنْ يَهْبِطُ إِلى الـهَاوِيَة؟”، أَيْ لِيُصْعِدَ الـمَسِيحَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات. بَلْ مَاذَا يَقُول؟ “الكَلِمَةُ قَرِيبَةٌ مِنْكَ، في فَمِكَ وَقَلْبِكَ”، أَيْ كَلِمَةُ الإِيْمَان، الَّتي نُنَادِي بِهَا. فَإِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الرَبّ، وآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، تَخْلُص. فالإِيْمَانُ بِالقَلْبِ يَقُودُ إِلى البِرّ، والاعْتِرَافُ بِالفَمِ يَقُودُ إِلى الـخَلاص؛ لأَنَّ الكِتَابَ يَقُول: “كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لا يُخْزَى”. فلا فَرْقَ بَيْنَ يَهُودِيٍّ ويُونَانِيّ، لأَنَّ الرَبّ هُوَ نَفْسُهُ لِجَميعِهِم، يُفِيضُ غِنَاهُ عَلى جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَهُ.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الجمعة: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (لو 24/ 36-45)
قالَ لُوقَا البَشِير: فِيمَا الرُّسُلُ يَتَكَلَّمُونَ بِهـذَا، وَقَفَ يَسُوعُ في وَسَطِهِم، وقَالَ لَهُم: “أَلسَّلامُ لَكُم!”. فارْتَاعُوا، واسْتَوْلى عَلَيْهِمِ الـخَوْف، وكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّهُم يُشَاهِدُونَ رُوحًا. فقَالَ لَهُم يَسُوع: “مَا بَالُكُم مُضْطَرِبِين؟ وَلِمَاذَا تُخَالِجُ هـذِهِ الأَفْكَارُ قُلُوبَكُم؟ أُنْظُرُوا إِلـى يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ، فَإِنِّي أَنَا هُوَ. جُسُّونِي، وانْظُرُوا، فإِنَّ الرُّوحَ لا لَحْمَ لَهُ وَلا عِظَامَ كَمَا تَرَوْنَ لِي!”. قالَ هـذَا وَأَرَاهُم يَدَيْهِ وَرِجْلَيْه. وَإِذْ كَانُوا بَعْدُ غَيْرَ مُصَدِّقِينَ مِنَ الفَرَح، وَمُتَعَجِّبِين، قَالَ لَهُم: “هَلْ عِنْدَكُم هُنَا طَعَام؟”. فَقَدَّمُوا لَهُ قِطْعَةً مِنْ سَمَكٍ مَشْوِيّ، وَمِنْ شَهْدِ عَسَل. فَأَخَذَهَا وَأَكَلَهَا بِمَرْأًى مِنْهُم، وقَالَ لَهُم: “هـذَا هُوَ كَلامِي الَّذي كَلَّمْتُكُم بِهِ، وَأَنا بَعْدُ مَعَكُم. كانَ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ كُلُّ مَا كُتِبَ عَنِّي في تَوْرَاةِ مُوسَى، وَالأَنْبِيَاءِ وَالـمَزَامِير”. حِينَئِذٍ فَتَحَ أَذْهَانَهُم لِيَفْهَمُوا الكُتُب.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
السبت: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بولس الرَسول إلى أَهلِ قولُسّي، وبارِكْ يـا سيِّد (قول 2/ 8-15)
يا إخوتي، إِحْذَرُوا أَنْ يَخْلُبَكُم أَحَدٌ بِالفَلْسَفَة، والـخِدَاعِ البَاطِلِ وَفْقَ تَقْلِيدِ البَشَر، وَفْقَ أَركَانِ العَالَم، لاَ وَفْقَ الـمَسِيح، لأَنْ فيهِ يَسْكُنُ مِلْءُ الأُلُوهَةِ كُلُّهُ جَسَدِيًّا؛ وفيهِ أَنْتُم مُمتَلِئُون، وهُوَ رَأْسُ كُلِّ رِئَاسَةٍ وسُلْطَان؛ وفيهِ أَيضًا خُتِنْتُمْ خِتَانَةً لَمْ تَصْنَعْهَا الأَيْدي، هيَ خِتَانَةُ الْمَسِيح، بِهَا خَلَعْتُمْ عَنْكُم جَسَدَ ضُعْفِكُمُ البَشَريّ، فَدُفِنْتُمْ معَ الـمَسِيحِ في الـمَعْمُودِيَّة، وفيهَا أَيْضًا أُقِمْتُمْ مَعَهُ، لأَنَّكُم آمَنْتُم بِقُدْرَةِ اللهِ الَّذي أَقَامَهُ مِن بَينِ الأَموَات. وإِذْ كُنتُم أَمْواتًا بِزَلاَّتِكُم وَبِعَدَمِ خِتَانَةِ جَسَدِكُم، أَحْيَاكُم مَعَهُ، غَافِرًا لنَا جَمِيعَ زَلاَّتِنَا، ومَاحِيًا الصَّكَّ الـمَكتُوبَ عَلينَا وقَدْ كَانَ بِفَرائِضِهِ مُعَارِضًا لنا، فأَزالَهُ مُسَمِّرًا إِيَّاهُ على الصَّليب، وجَرَّدَ الرِّئَاسَاتِ والسَّلاطِين، وشَهَّرَهُم عَلانِيَةً، وجَرَّهُم في مَوكِبِ صَليبِهِ الظَّافِر.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
السبت: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 20/ 19-25)
قالَ يُوحنَّا الرَسُول: في مَسَاءِ ذلِكَ اليَوم، يَوْمِ الأَحَد، كَانَ التَّلامِيذُ مُجْتَمِعِين، والأَبْوَابُ مُغْلَقَةٌ خَوفًا مِنَ اليَهُود، فَجَاءَ يَسُوعُ ووَقَفَ في الوَسَطِ وقَالَ لَهُم: “أَلسَّلامُ لَكُم!”. قَالَ هـذَا وأَرَاهُم يَدَيْهِ وجَنْبَهُ. فَفَرِحَ التَّلامِيذُ حِينَ رَأَوا الرَبّ. فَقَالَ لَهُم ثَانِيَةً: “أَلسَّلامُ لَكُم! كَمَا أَرْسَلَنِي الآب، أُرْسِلُكُم أَنَا أَيْضًا”. قَالَ هـذَا ونَفَخَ فِيهِم وقَالَ لَهُم: “خُذُوا الرُّوحَ القُدُس. مَنْ غَفَرْتُم خَطَايَاهُم غُفِرَتْ لَهُم، ومَنْ أَمْسَكْتُم خَطَايَاهُم أُمْسِكَتْ عَلَيْهِم”. أَمَّا تُومَا، أَحَدُ الاثْنَي عَشَر، الـمُلَقَّبُ بِالتَّوْأَم، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُم حِينَ جَـاءَ يَسُوع. فَقَالَ لَهُ التَّلامِيذُ الآخَرُون: “لَقَدْ رَأَيْنَا الرَبّ!”. فَقَالَ لَهُم: “مَا لَمْ أَرَ أَثَرَ الـمَسامِيرِ في يَدَيْه، وأَضَعْ إِصْبَعِي في مَوْضِعِ الـمَسَامِير، وأَضَعْ يَدِي في جَنْبِهِ، لَنْ أُؤْمِن!”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
Discussion about this post