|
|||
تلميذا عمّاوس |
|||
من اليأس إلى الرجاء |
|||
لا نعرف سوى اسم أحد هذين التلميذين وهو قلاوبا. أمّا عنهما، فمن المحتمل أنّهما من تلاميذ يسوع الـ 72. وأنّهما عاشراه وعرفاه، وعقدا الآمال عليه. فما يرويانه عن يسوع يبيّن أنّهما على علمٍ لا بالأحداث العامّة الّتي يعرفها أيّ ساكنٍ في أورشليم، بل الخاصّة، ويتكلّمان وكأنّهما من خاصّة يسوع: «إلاّ أنّ نسوة منّا قد حيّرننا … وذهب بعض أصحابنا إلى القبر فوجدوا الحال على ما قالته النسوة لنا» (لو 24/22-24).
|
|||
الموقف الأوّل : |
|||
كانا عائدان إلى قريتهما عمّاوس، وقد صدمهما موت يسوع. فابتعدا عن جماعة أورشليم (الكنيسة) حزينين، حائرين. كانا يأملان عملاً معيّناً يؤدّيه يسوع، وهو تحرير شعبه من حكم الرومان. كانا يعتبرانه قائد ثورةٍ سياسيّ. ولكنّه مات، ففقدا الرجاء.
ما أكثر المستائين من الكنيسة، والّذين يبتعدون عنها خائبين. إنّها لا تحقّق رجاءاتهم، ولا آمالهم. وهم لا يؤمنون بأنّ المسيح هو الّذي يقودها لا البشر الّذين أوكل إليهم إدارتها. وفي يأسهم هذا وابتعادهم، تعمى عيونهم عن رؤيته، وعن فهم سرّ حضوره في كنيسته. وكلّ علامات القيامة الّتي يرونها لا تعني لهم شيئاً جديداً، لأنّ المسيح الّذي يفتّشون عنه هو المصلوب الميّت. إنّهم يرون الكوارث، «أما هو فلا يرونه». |
|||
الموقف الثاني : |
|||
المخرج الوحيد الّذي قادهم المسيح القائم من بين الأموات إليه هو الكتاب المقدّس. كان التلميذان يعرفان الكتب والأنبياء. وسمعا شرحاً لها، لكنّهما لم يعيدا النظر في هذا الشرح في ضوء القيامة، في ضوء المسيح. وفي أثناء الشرح الجديد والتفسير، انفتح قلبيهما على النعمة. وبلغ هذا الانفتاح ذروته في الإفخارستيّا، علامة الشراكة بين أعضاء الكنيسة المشتّتين |
لا يستطيع الإنسان أن يكون شاهداً حقيقيّاً للقيامة إلاّ بالتعرّف إلى الكتاب المقدّس والتعمّق فيه، والصلاة من خلاله بإيمان، واكتشاف سرّ الله من خلاله، ومعرفة إرادته الخلاصيّة. وإلى جانب هذا، هناك الالتزام بالكنيسة. «لا خلاص خارج الكنيسة» كما يقول الآباء. فالروح يعمل في الكنيسة ويعلّم ويفتح العيون والأذهان لاستيعاب سرّ الله الخلاصيّ
Discussion about this post