غريغوريوس السادس عشر
برتلوميو ألبرتو كابيلاري 1831 – 1846
ولد في 18 أيلول سنة 1765، في بللونو من أب كان قاضياً. أصبح راهباً كاملدوليا وهو بعمر ثماني عشرة سنة في مورانو؛ قرب البندقية، ثم رئيساً لدير مار غريغوريوس في جبل سيليوس فرئيساً عاماً على الكاملدوليين، ومستشاراً، لبيوس السابع ولاون الثاني عشر، في المسائل الهامة، وعينه لاون الثاني عشر سنة 1825 كردينالاً لكنيسة القديس كاليست.
إن ثورة سنة 1830 التي عزلت، في فرنسا، شارل العاشر ووضعت مكانه لويس فيليب على العرش، قد تخمرّت أيضاً، في الدولة الباباوية، فكان هذا، في زمن شيعة الفحامين الذين أضرموا نار الثورة وخاصة في روما، يساعدهم في ذلك بعض من أقارب نابوليون. أخوه، لويس بونابرت، ملك هولاندة، وابنه لويس نابليون الذي سيصبح نابوليون الثالث. اشتعلت نار الثورة، في اليوم الثاني لانتخاب غريغوريوس، بقيادة سيرومينوتي في مينوتي، وامتدت هذه الثورة إلى مدن أخرى. أضحت روما مهددة من قبل جيوش الثورة. فاقترح الأمير نابوليون على البابا التنازل عن السلطة الزمنية. استنجد غريغوريوس بالنمسا، فاحتلت هذه بارم ومودن وبولونيا وسحقت الثورة، التي عادت واندلعت نيرانها بعد رحيل النمسويين، الذين عادوا سنة 1838، فيما كانت فرنسا تحتل انكون، ولم تترك الجيوش الدولة الباباوية إلا في سنة 1838.
لم يتباطأ غريغوريوس عن السير في المجرى الانعكاسي الذي اتخذه لاون الثاني عشر، كان عدواً لكل تقدّم سياسي وحرية شعبية. فالضغينة، ضد الامتيازات التي تعترف بها الدولة الباباوية، إذ أرغمت بفضل مؤامرات ميترنيخ، وعلى تعيين الكردينال لمبرتشيني كأمين سر للدولة، الذي كان يرى كل إصلاح في الحياة السياسية هو جريمة، فكان لدى لمبرتشيني: المؤتمرات العلمية، الإنارة بالغاز، والجسور المعلقة وغيرها، تعني الثورة.
وبالرغم من كل البراهين الدالة على إرادة البابا الحسنة، بقي محيطه على جموده ذاته بكل ما فيه ما إساءة استعمال السلطة، وعلى فسادها وعدالتها التحكميمية المزاجية. وقعت الدولة الباباوية سنة 1846 تحت دين عمومي قدره مئة وستة وعشرون مليون سكودي، ولم يكن حول البابا سوى جيش من المتآمرين والمستغلّين، و لم يبرز أحد من هؤلاء، في تلك الحقبة، كشخصية متكاملة شاملة مثل الكردينال كونسالفي.
إن الإصلاحات التي تقدمت بها السلطات الكبرى بالمذكرة الإصلاحية الصادرة في 10 أيار قد رفضت، أما الأوساط المثقفة فقد ابتعدت عن البابا، مع عدد كبير من الاكليروس قد انضم إلى هؤلاء جميع المنفيين واجتمعوا في الخارج حول مازيني الذي نشر سنة 1846 كتيباً مفصلاً بعنوان: البابا والمسألة والإيطالية. كانت السجون ملأى، وأمين سر الدولة، كان يرى في كل طلب محق وإصلاحي حسب نشرة ريمني مجرماً، كطلب إبطال حكم الإعدام الاعتباطي الذي كانت المحاكم العليا المتنقلة تطلقه هكذا بدون أي اعتبار أو نظر في القضية.
شجع غريغوريوس بكل نشاط العلوم والفنون، والمجموعات الفاتيكانية تدين له في المتحف الاتروري المتحف المصري. وقد أخذ تحت حمايته أيضاً مشاهير المعلمين في المدرسة الناصرية في روما مثل أوفربيك، كرنيليوس وفيت، وفي زمن حبريته، أنشأ السفير البروسي فون بونسن المؤسسة الألمانية لعلم الآثار، كان لها أهميتها في التبادل الثقافي الألماني الروماني.
وفي سنة 1838 عيّن البابا كردينالاً الرجل الشهير والمتعدد اللغات في كل زمن ميزومانتي، وفي سنة 1831 طوّب القديس الفونس ليغوري.
لم يأسف أحد بإخلاص لوفاة غريغوريوس بالسرطان سنة 1846، كان مستقيماً، له غالباً، براءة الأطفال ومحباً جداً، وصل البابا إلى التاج المثلث كراهب ناسك، كان يحذر حتى من ذاته، متشبث بأفكاره الاكليريكية، كما أنه في ممارسته مهامه يحمل ضميراً ضيقاً في سلطاته الملكية يذكر بالعصور الوسطى. تنكره للعالم تحوّل إلى هرب ورعب من العالم، وكل ما فيه من نتائج هدامة. لم يدرك أبداً أنه في عصر التحولات والتطورات الدينية والاجتماعية والثقافية. لم يعارضه أحد نظراً لعناده وتشبثه. استقبل بعطف أبوي لامونه ومونتالمبرت، إذ كان انفصالهما بسبب بعض أساقفة رفضا التحدث معهم عن السبب الذي لأجله سافرا إلى روما. نشر البابا، في 15 آب سنة 1832، رسالته “النظر الثاقب” والتي فيها يشجب ويدين الميول التي كان يشجعها لامونه ومدرسته.
رفض غريغوريوس السادس عشر كل محسوبية، ومع ذلك، كان عنده رجل ثقة هو حلاّقه موروني الرجل الذكي، ورجل الأعمال، الذي كتب، بمعاونة آخرين، وخاصة مع غريغوريوس نفسه، تاريخ الباباوات والكرادلة، وأحداث بيوس السابع إلى غريغوريوس، وهو كناية عن تلفيقات وثرثرة في أكثر من مئة مجلد.
غريغوريوس الذي رسم له صورته دي لاروش، أنشأ أوسمة: فرسان القديس سيلفسترس والقديس غريغوريوس، وعينهما على ثلاث درجات. إنه مدفون في كنيسة بطرس. على عهده توسعت وانتشرت الرسالات توسعاً عظيماً بفضل التنظيم الذي وضعه لها.
Discussion about this post