بندكتوس الثالث عشر
بيار فرنسوا اورسيني 1724 – 1730
عادت عائلة اورسيني بشخصه، ولآخر مرة، إلى اعتلاء العرش الباباوي. ولد في 2 شباط 1649 في غرافينا، تنازل عن ميرائه، ابن الدوق هذا، ضد إرادة أهله، ودخل سلك الرهبانية الدومينيكانية ودعي باسم فانسنزو ماريا. درس الفلسفة واللاهوت وخاصة تاريخ الكنيسة في نابولي وبولونيا والبندقية. وفي سنة 1672 ألزمه رئيس رهبانيته واكليمنضوس العاشر بقبول القبعة الحمراء، وبعد ثلاث سنوات أصبح رئيس أساقفة سيبونتو، وفي سنة 1680 على سيزينا وعلى بينيفان سنة 1686. كان ينشر في كل مكان النشاط والحركة وأعمال خيرية. أما في الفاتيكان فيقي ذلك الراهب المتواضع الذي رفض السكن في الشقق الكبيرة.
بنى قلاية في أحد المساكن الخلفية، إذ كان يرغب، قبل كل شيء أن يكون أباً روحياً، ولعدم خبريته بمجمل القضايا الزمنية ولا سيما الحكومية، جعلته يقدم على قرار مشؤوم، مضر بصيته، وهو تعيين نيقولو كوسيا كردينالاً ويجعله أسقفاً، خلفاً له، على بينيفيان، رغم معارضة عدد كبير من الكرادلة، فظهر أن نيقولو هذا، إنه راهب كرملي، ولكنه إنسان مغامر، فأعطاه البابا كل ثقته.
إن هذا الارتقاء السريع يسيء إساءة مطلقة، التصرف، ويتنكر لكل رزانة وحشمة. بعد ذلك أحاط بالبابا عصبة من جماعة هذا الوغد النصّاب الذي كان يشتري وظائفه باسم كوسيا، كما في عهود الانحطاط، ولم يعد هناك أي نوع من الفساد والانحطاط يوافقه إلا وعمله ليغتني؛ إذ في غضون سنة كان قد سحب مليوني سكودي من الخزينة. ليس هناك من أخبار أو إعلام تفتح العيون على البابا، مع أن العجز العام لا يزال يتصاعد، حتى بلغ بعد فترة قصيرة حوالي المئة والعشرين ألف سكودي.
لم تقع في عهد بنديكتوس أحداث تاريخية هامة. استمرت، في داخل الكنيسة، المجادلات الجنسانية، دون أن يحرّك البابا ساكناً، أو يضع بنداً صارماً. في سنة 1726 طوّب، فيما بين القضايا الاخر، لويس دي غونزاغا، يوحنا الصليبي ستانيسلاس كوستكا، وفي سنة 1728 طوّب مرغريت دي كروتون، جان نيبوميسان. دفن بنديكتوس في كنيسة القديسة مريم دي لا مينرفا. كانت السلطة البابابوية إعلى من مستواه. أما طبيعته فبقيت على حالها من القداسة والتواضع. قد نحت له بياترو براكشي تمثالين نصفيّين هما في قصر البندقية.
Discussion about this post