اينوشنسيوس الثاني عشر (زخيا الثاني عشر)
أنطوان بينياتلي 1691 – 1700
هو سليل عائلة أمراء من إيطاليا الوسطى، ولد في 13 آذار 1615، وفي عهد اسكندر السابع واكليمنضوس التاسع، كان قاصداً رسولياً في بولندة وفي فيينا، وعلى عهد اكليمنضوس العاشر، سيم مطراناً على ليكسه ومولجاً بعدة مهام، عيّنه اينوشنسيوس العاشر كردينالاً ورئيساً لأساقفة نابولي، حيث دعِي عهد بيناتلي بالعصر الذهبي. لا يزال اينوشنسيوس حياً في التاريخ كبابا للبراءة الرسولية: “الحبرية الرومانية المحترمة” التي أصدرها في 22 تموز 1692، التي فيها يمنع وإلى الأبد ممارسة توظيف الأقارب والمحسوبية. قد كانت نتيجة الحسابات، منذ بولس الخامس، أن الكرادلة أبناء الأخوة، قد نالوا من الأموال العامة، فضلاً عن مداخيلهم الوافرة، حوالي سبعة ملايين سكودي، فعلى كل بابا وعلى كل الكرادلة، من الآن وصاعداً، أن يقسموا يميناً بالمحافظة على مضمون البراءة.
عدد كبير من الوظائف قد ألغيت ومنع لا بل حرّم تجديدها. أما أفراد عائلة الباباوات فليس لهم الحق في أن يصبحوا كرادلة إل إذا استحقوا ذلك من الكنيسة، وبمعاش لا يتعدى أبداً الاثني عشر ألف سكودي. وأفراد العائلة الفقراء يعاملون كباقي المعوزين. فقوبلت هذه البراءة بحماس واستحسان عظيمين في كل العالم الكاثوليكي. وقد أخذ البابا قرارات جازمة لإنهاض الاكليروس وللتهذيب في الرهبانيات.
أما لويس الرابع عشر، الذي جعله الحلف الكبير الذي جرى سنة 1689 يحارب لأجل خلافة عرش اسبانيا، فقد كان له رأس مال، فرأى أن يعيد الحكم بطريقة فضلى وأن يتخلى عن عداوته ضد روما، التي تألم منها كثير من الباباوات، ويقوم بتنازلات هامة بخصوص الكنيسة الغليكانية، دون أن يضع لها، مع ذلك، حداً نهائياً. ورأى، بكل سرور، أن علاقات البابا مع الامبراطور أخذت تتسمم لأن الأمبراطور أظهر ميلاً نحو الحكم المطلق، وخاصة عندما أخذ يرسل سفراء متكبرين وبلا ذوق. عرف الملك كيف يربح بالمجاملة الديبلوماسية، فلفظ البابا أخيراً حكمه، بعد وفاة، شارل الثاني، آخر عاهل من آل هابسبورغ، حفيد لويس الرابع عشر وابن حفيد فيليب الرابع ملك اسبانيا، تبدأ، باسم فيليب الخامس مملكة آل بوربون.
انتهت حرب خلافة بلاتينا، في 30 أيلول 1697، ومع أن الملك خرج منها ضعيفاً عسكرياً، بقيت السافوا، رغم ذلك، إلى جانب فرنسا، هذا ما جعل للحلف الكبير نهاية. فما كان من اينوشنسيوس إلا أنه حثً جميع القوات على الصلح، وقد تمّ هذا، في 20 أيلول 1697 في رايسويك، بين لويس الرابع عشر وليوبولد الأول وغليوم الثالث دورانج وملك اسبانيا شارل الثاني، فالبابا أيّد باستحسان ووافق على حماية الكثلكة. بقي لويس الرابع عشر الرابح الحقيقي، إذ لم يتغيّر شئ في سيامته التوسعية.
انتصر الأمير أوجين، في معركة زنتا، على الأتراك، 11 أيلول 1697، وبما أنه أمن جانب فرنسا، استطاع الامبراطور أن يفرض علىالأتراك، في كانون الثاني 1699، معاهدة كارلو فيتز، التي بها استعاد هنغاريا وترنسلفانيا.
أما على الصعيد الديني فقد أبقى الحكم على مؤلف فينيلون الذي بعنوان: “حكمة القديسين” كما على أعمال الكنيسة الغليكانية (1699)، وعلى ارتداد منتخب ساكس إلى الكثلكة.
توفي البابا خلال السنة اليوبيلية، سنة 1700 كان اليوبيل الكبير، ودفن في كنيسة مار بطرس. إن حياة هذا البابا، الساهر على رعاياه، كانت كلها مكرسة لمحبة القريب وتعزية ومساعدة البؤساء.
Discussion about this post