مرتينوس الخامس
اودّون كولونّا 1417 – 1431
أودّون كولون ـ آخر بابا من عائلته ـ ولد في جنيزانو سنة 1368 قرب روما، كان ساعة انتخابه برتبة كردينال شماس لكنيسة القديس جاورجيوس في فيلابر. تجددت بشخصه وحدة الرئاسة الباباوية، إذ قد تعب الناس من الانقسام، وأن مصير “سلفائه” لم يحدث المشاكل.
تسمى غريغوريوس الثاني عشر كردينالاً (1417) و”يوحنا الثالث والعشرون” أيضاً (1419). أما بخصوص “بندكتوس الثالث عشر” اللائذ بحمى قلعة حصينة من قلاع الشاطئ الآرغوني، أصرّ بعناد على رفضه التنازل، ولم يتخلّ عن عظمته وكبريائه. لكنّ هذه الكبرياء تحولت مهزلة مضحكة عندما فكر “بندكتوس الثالث عشر”، قبيل موته، بتسمية بعضاً من المحيطين به كرادلة والذين جعلوا له خليفة “اكليمنضوس الثامن” ثم آخر باسم “بندكتوس الرابع عشر”؛ ولحسن الحظ لم تشكل هذه “الكنيسة الصغيرة” والتي هي كناية عن جماعة قليلة من المؤمنين، أيّ خطر على الوحدة المسيحية.
وضع مرتينوس الخامس منهجاً مكثفاً لعمله: الصراع ضد الهرطقة والإصلاح الذي أصبح مأساة يطلب التعجيل. لكن مع الأسف، إن عبقريته ونزاهته لم يجعلاه على قدر المسؤولية، فرفض دائماً أن يترك للمجمع إصلاح المجلس الباباوي (الكوريا)، وهذا هو المفروض، وراح يهتم بمشكلة واحدة وهي: سلطة البابا على المجمع.
أقام البابا في مانتو حتى مطلع سنة 1419، ثم لمدة سنة واحدة أقام في فلورنسا، وأخيراً في روما. نجح في وضع السلام مع نابولي، بعد أن انقرض بيت انجو بشخص الملكة حنة الثانية. أعاد قليلاً من النظام في الدولة الباباوية؛ وعمل على ترميم وتحسين روما. ترقيته للكرادلة كانت، بوجه عام، حسنةً رغم تورطه بتوظيف أقاربه. ومما يجب ذكره بالمديح، رغم كل ما عمله ليوطد سلطة كولونّا ويعمل على إغنائها، هو أنه أصلح بين عائلته وعائلة اورسيني.
إن مرتينوس الخامس، والحق يقال، هو بابا سلام، حتى ولو لم يملأ كلّ ما كان مفروضاً أن يملأه، كما أنه لم يقم بالإصلاح الداخلي في الكنيسة، كما يجب، مع أنه قرر أن يدعو لعقد مجمع إصلاحي كبير في بال بتاريخ أول كانون الثاني سنة 1431. كان مقتصداً جداً لحد البخل، كان يعيش بكل تواضع، وبدون أي فخفخة، في قصر الرسل القديسين، وحكم بعدل مدينة روما المضطربة إذ هدّأ فيها أخيراً ذلك الاضطراب. وضريحه الفخم، الذي نحته له سيمون غيني تلميذ دوناتيللو، موجود في ساحة اللاتران وعلى بلاط ضريحه مكتوب: “مرتينوس سعادة عهده”؛ وقد أقيم له تمثال ضخم إلى الجدار الجنوبي لخورس كاتدرائية ميلان حيث كان قد كرّس المذبح الكبير.
Discussion about this post