يوحنا الثاني عشر
955 – 964
وجّهه أبوه، منذ نعومة أظفاره، إلى اعتناق الحالة الاكليريكية، وما عتم حتى أصبح بابا وهو بعمر عشرين سنة؛ مع ذلك لم يغيّر عادات حياته، التي تشبه، إلى حد ما، عادات اللصوص من الاقطاعيين الإيطاليين في ذلك العصر.
طلب البابا، وبنوع من السخرية، النجدة من اوتون الأول الجرماني سنة (960) لينقذه من خطر بيرانيجه ديفره وابنه ادالبير ومن المعلوم أن حملة اوتون في إيطاليا قد انتهت بتكريسه إمبراطوراً في 2 شباط سنة 962.
نتساءل عن تصرفات يوحنا الثاني عشر حيال الإمبراطورية التي بعثها مجدداً، إذ نراه، بعد تكريس اوتون، يدبر الدسائس ضده مع ادالبير ديفره. ما إن عاد الإمبراطور إلى روما في تشرين الثاني سنة 963 حتى عقد مجمع في كاتدرائية القديس بطرس، وجّه فيه إلى البابا الهارب تهمة ارتكاب جرائم ذات طابع روحي وزمني ثم عزله، وانتخب بابا جديد بشخص لاون الثامن. كان هذا علمانياً فاضلاً وقد سيم وكرّس بابا في نفس الوقت، الأمر الذي لم يكن أكثر قانونية من “انتخابه”.
ولما غادر الإمبراطور روما عاد يوحنا فاضطّر لاون للهرب وأخذ يوحنا ينتقم من أخصامه بقسوة ومات في 14 أيار سنة 964 وذلك قبل عودة الإمبراطور إلى روما. إذ قد أخضعه زوج مخدوع للتنكيل والتعذيب، انهار على أثرهما ولم يعش بعدهما سوى ثمانية أيام.
Discussion about this post