مجمل خلافاتنا مع البروتستانت
البابا شنودة الثالث
الخلافات كثيرة: بعضها فى العقيدة والايمان، وبعضها فى الطقوس، والبعض الثالث في النظام الكنسي، وفي أمور العبادة…
وأهم الخلافات بيننا وبين البروتستانتية ما يلي:
1- اعتقادهم بالطبيعتين والمشيئتين في السيد المسيح:
بينما تؤمن الكنيسة القبطية، أن طبيعة السيد المسيح اللاهوتية وطبيعته الناسوتية، متحدتان معًا في طبيعة واحدة، هي طبيعة الكلمة المتجسد. ونحن نؤمن أن السيد المسيح كامل في لاهوته، وكامل في ناسوته، وأن لاهوته لم يفارق ناسوته، لحظة واحدة ولا طرفة عين، لذلك لا نتكلم مطلقًا عن طبيعتين بعد الاتحاد، هذا التعبير الذي بسببه رفضنا مجمع خلقيدونية سنة 451 م
2- انبثاق الروح القدس
يعتقد البروتستانت مثل الكاثوليك بإنبثاق الروح القدس من الآب والابن، وهذا مخالف لعقيدة كنيستنا، التي تؤمن بإنبثاق الروح القدس من الآب وحده، حسبما ورد في (إنجيل يوحنا 26:15).
3- عدم إيمانهم بأسرار الكنيسة السبعة
وإن وجد عندهم شيء من ذلك، لا يسمونه سرًا. مثال ذلك: يوجد زواج عند البروتستانت، ولكنه مجرد رابطة أو عقد بين اثنين، وليس سرًا كنسيًا. كذلك توجد عندهم معمودية، ولكنها ليست سرًا كنسيًا بكل فاعليته… ويسمونها فريضة.
4- لا يؤمنون بالتقليد Tradition أو التسليم الرسولي
فهم لا يؤمنون إلا بالكتاب المقدس فقط، ولا يقبلون كل القوانين الكنسية، ولا المجامع المقدسة وقراراتها، ولا يلتزمون بتعاليم الآباء. وبالتالى لا يقبلون كل ما قدمه التقليد من نظم كنسية.
5- لا يقبلون الكهنوت
فهم إما ينادون بكاهن واحد في السماء وعلى الأرض، هو يسوع المسيح، دون أى كهنوت للبشر، وإما أن يقولوا إننا جميعًا كهنة، ولا فارق في ذلك بين إنسان وآخر، ومن يدعى (قسًا) من الطوائف البروتستانتية، لا يقصد به أنه كاهن، إنما هذا لقب يعنى عندهم أنه خادم أو راع، أو معلم، وليس كاهنًا يمارس الأسرار الكنسية.
وإن كانوا لا يؤمنون بالكهنوت، فمن باب أولى لا يؤمنون برئاسة الكهنوت، ويرون أن الكنيسة هى جسد واحد، له رأس واحد هو يسوع المسيح، ولا توجد رئاسة كهنوت من البشر، بحيث يرون رئاسة المسيح للكنيسة لا تسمح بوجود رئاسات بشرية. ونتيجة لهذا لا يؤمنون طبعًا بسلطان كنسي أيا كان…
نستثنى من كل هؤلاء الانجليكان أو الأسقفيين، الذين توجد في كنيستهم، درجات الأسقف و القس و الشماس، ولهم أيضًا رؤساء أساقفة، مثل رئيس أساقفة كانتربري Canterbury، ورئيس أساقفة يورك وغيرهما. ولكنهم يعتقدون بموضوع زواج الأساقفة، وقد رسموا حاليًا قسوسًا من النساء، وأسقفًا إمرأة، وقد وضع قداسة البابا شنودة الثالث كتابًا خاصًا عن الكهنوت يمكن الرجوع إليه.
6- خلافات كثيرة في موضوع الخلاص
من أهمها التركيز فقط على الإيمان، وعدم الاهتمام بكل ما عداه، وهنا يعتمدون على عبارة “آمن بالرب يسوع فتخلص…” (أعمال الرسل 31:1) ويرون أنه بمجرد إيمان الإنسان يخلص، في نفس لحظة إيمانه، وكأنهم بهذا ينكرون الأسرار اللازمة للخلاص، مثل المعمودية والتوبة، وينكرون دور الكنيسة في موضوع الخلاص، الذي يعتبرونه مجرد علاقة مباشرة مع الله.
ومن ضمن الموضوعات التي هي مجال خلاف: مدى إمكانية هلاك المؤمن إذا ارتد، فيرون أن المؤمن لا يمكن أن يهلك مهما سقط.
ومن الخلافات البارزة في موضوع الخلاص، مسألة الإيمان والأعمال. ففي تركيزهم على الإيمان يغفلون جانب الأعمال، وفي اهتماهم بعمل النعمة، ينكرون لزوم الجهاد، وأكثر هؤلاء بعدًا عن التطرف من يقولون أن الإيمان ينبغي أن يكون إيمانًا عاملًا بالمحبة (غلاطيه 6:5)
7- ينكرون الطقوس
البروتستانتية ضد الطقوس، وبالتالي لا يعترفون بأية ليتورجيات (صلوات طقسية)، لا يستخدمون ما عندنا من كتب طقسية، مثل: القطمارس، والابصلمودية، وصلوات اللقان، وطقس السجدة، و طقوس البصخة و الشعانين، والطقوس التي تصاحب كل سر من أسرار الكنيسة، وما إلى ذلك.
8- خلافات في المعمودية
لعل من أهمها لزوم المعمودية للخلاص، كذلك لزوم المعمودية للأطفال، ولا يؤمنون بكل فاعلية المعمودية، ولا علاقة المعمودية بالولادة الجديدة، وبالتبرير وغفران الخطايا، وهكذا تتحول المعمودية في البروتستانتية إلى اسم بلا مفعول، لأن كل ما ننسبه إلى المعمودية من فاعلية، ينسبونه كله إلى الإيمان، وكأنها أصبحت مجرد علامة أو مجرد طقس، بينما هم لا يؤمنون بالطقوس… ومع ذلك ليس كل البروتستانت إيمان واحد في المعمودية، فمنهم من يوافق على معمودية الأطفال، ومنهم من يوافق أن المعمودية بالتغطيس.. مع خلافات أخرى.
9- لا يؤمنون بالاعتراف
ونقصد عدم إيمانهم بالاعتراف على الآباء الكهنة من جهة، لأنهم لا يؤمنون أصلًا بكهنوت البشر، ومن جهة أخرى، لأنهم يرون الاعتراف على الله مباشرة، ويتبع هذا طبعًا، أنهم لا يؤمنون بالتحليل الذي يقرأه الكاهن على رأس المعترف، ولا يؤمنون بسلطان الحل والربط جملة.
10- لا يؤمنون بسر الأفخارستيا
في البروتستانتية لا توجد قداسات، ولا ذبيحة إلهية، ولا يؤمنون بإستحالة الخبز والخمر، إلى الجسد والدم الأقدسين، وهكذا لا يوجد تناول من هذه الأسرار المقدسة، وكل ما يفعلونه لتنفيذ وصية الرب (أنجيل لوقا 22: 19) هو احتفال في بعض المواسم، فيه كسر الخبز، لمجرد الذكرى، ويدعون ذلك فريضة وليس سرًا كنسيًا. وهكذا فإنه لا يوجد مذبح في الكنائس البروتستانتية، لأنه لا توجد ذبيحة… يستثنى من ذلك الانجليكان (الأسقفيين)، فعندهم مذابح وقداسات، ويؤمنون بإستحالة الخبز والخمر إلى الجسد والدم…
11- خلافات بالنسبة إلى الكتاب المقدس
على الرغم من اهتمام البروتستانت بالكتاب اهتمامًا كبيرًا، على الرغم من كلامهم عن (الحق الكتابي)، إلا أننا نأخذ عليهم هنا أمرين هامين:
أ- عدم إيمانهم ببعض أسفار الكتاب مثل طوبيا، يهوديت، يشوع بن سيراخ، باروخ، سفر الحكمة، المكابيين الأول والمكابيين الثاني، وبعض أجزاء أخرى من الكتاب… واعتبارهم إنها أبوكريفا، وعدم ضمها إلى الكتاب، مثلما تضم في ترجمة الكاثوليك للكتاب…
ب- لا يتعاملون مع العهد القديم بالاحترام اللائق لكل تعاليمه، كما لو كان السيد المسيح قد نقض الناموس أو الأنبياء، أو اعتبار أشياء جوهرية فى العهد القديم، وكأنها كانت مجرد رموز، وانتهت في العهد الجديد! فإذا أثبتنا عقيدة بآيات من العهد القديم، لا يقبلون ذلك على اعتبار أنه من العهد القديم! وعلى هذا فإن الخط الذي يفصل بين الرمز والحقيقة الثابتة في العهد القديم، غير واضح أمامهم أو نختلف نحن معهم فيه…
12- لا يؤمنون بأصوام الكنيسة
قد يقبلون الصوم كعمل فردي في أي وقت، ولكنهم لا يوافقون على أصوام محددة في مواعيد معينة يصومها كل الشعب، فهم لا يصومون الأربعاء والجمعة، ولا أسبوع الآلام، ولا الصوم الكبير، ولا صوم الميلاد، ولا صوم العذراء، ولا صوم الرسل، ولا باقى الأصوام، كما لا يؤمنون بالصوم النباتي. لا يقبلون قيدًا على الإنسان في أكله وشربه بأية صورة…
13- لا رهبنة في البروتستانتية
لا يوجد نظام الرهبنة، إلا عند الأرثوذكس و الكاثوليك، أما الرهبنة فلا وجود لها في البروتستانتية، وكل رتب الخدام متزوجون. حتى في الكنيسة الأسقفية، التي هي في وضع متوسط بين الكاثوليكية والبروتستانتية، وتؤمن ببعض أسرار الكنيسة، كالكهنوت والأفخارستيا، لا يوجد فيها رهبنة، ولا تبتل، فالأساقفة ورؤساء الأساقفة، متزوجون أيضًا…سمعنا أخيرًا عن وجود رهبنة عند بعض الألمان البروتستانت…
14- لا يؤمنون بالصلاة على الموتى
فلا يطلبون الرحمة لنفس الميت، ولا النياح له، كل ما يحدث أن يدخل جثمان الميت إلى الكنيسة، لتقرأ بعض الفصول وتلقى العظة، لمجرد تعزية أسرة المتوفى، أو للإستفادة من الموت، ولكن لا يصلون مطلقًا من أجل الميت، ولا يطلبون مغفرة، ولا يسألون الله من أجل أبدية هذا الذي انتقل.
15- لا شفاعة في البروتستانتية
لا يؤمنون بشفاعة الملائكة، ولا العذراء، ولا القديسين، ولا شفاعة الموتى في الأحياء، ولا الأحياء في الموتى، لا وساطة إطلاقًا بين الله والناس. وهذا يقود إلى نقطة أخرى، أو تتسبب عنها، وهى:
16- عدم إكرام القديسين
لا إكرام للملائكة ولا للقديسين، فلا يحتفلون بأعياد القديسين، كما نفعل نحن، ولا يقرأون في الكنيسة سنكسارًا يشمل سير القديسين، ولا توجد عندهم تماجيد للقديسين، ولا ذكصولوجيات، ولا تذاكيات، ولا صلاة مجمع، ولا إكرام لعظام القديسين، ورفات أجسادهم. وهذه النقطة تقود إلى نقطة أخرى وهى:
17- لا أيقونات ولا صور في البروتستانتية
وقد أخذت (حرب الأيقونات)، دورًا هامًا في التاريخ، بينهم وبين الكاثوليك. فلا يؤمنون بوجود صور وأيقونات في الكنيسة، ولا بإيقاد شمعة أمام صورة أحد القديسين، ولا بنذر ينذر على اسمه، فهذا نوع من طلب شفاعة، وهم لا يؤمنون بالشفاعة. وتتعلق بهذا الموضوع نقطة أخرى وهي:
18- عدم بناء الكنائس على أسماء القديسين
فلا تبنى كنيسة على اسم ملاك، أو شهيد، أو قديس، ولا تتسمى بإسمه، إنما قد تتسمى الكنيسة، باسم المدينة أو الحي، مثل: الكنيسة الإنجيلية بشبرا، أو الكنيسة الانجيلية بأسيوط… أو قد تتسمى الكنيسة باسم فضيلة، مثل: كنيسة الرجاء… ولكنها لا تحمل اسم قديس… أما الأسقفيون فتوجد عندهم كنائسبأسماء القديسين، مثل: كاتدرائية جميع القديسين في القاهرة مثلًا، أو كاتدرائية سان بول بلندن..
19- الكنيسة كبناء
البعض يتطرف فينكر الكنيسة كبناء، على اعتبار أن الله مالئ السماء والأرض، لا يسكن مكانًا، ولكن عمومًا توجد كنائس للبروتستانت، ولكنها بلا هياكل، ولا حجاب، ولا تتقيد بمنارات أو قباب، وبلا أيقونات. كل ما فيها، منبر للوعظ ومقاعد، كالجمعيات التي تتخصص في الوعظ عندنا.
20- لا اتجاه إلى الشرق
كنائس البروتستانت لا تتجه إلى الشرق، مثل كنائسنا، كذلك إذا وقفوا للصلاة، لا يتجهون إلى الشرق، بل في أي اتجاه، حسب موضع كل منهم.
21- لا بخور ولا شموع
لا يستخدم البخور في الكنائس البروتستانتية، ولا يوجد طقس رفع بخور عشية، ولا طقس رفع بخور باكر، ولا تصحب الصلوات ببخور، والمبخرة غير موجودة في الكنيسة إطلاقًا، كذلك لا توجد شموع، ولا يصحبون قراءة الإنجيل، بإضاءة شموع.
22- لا توجد صلاة قنديل
(أى صلاة مسحة المرضى)، سواء اعتبرت سرًا من أسرار الكنيسة أم لا، هم لا يؤمنون بالأسرار، أو بأية صلاة طقسية، ولا بالصلاة على المرضى، كسر كنسى، فيه تقديس الزيت والدهن به.
23- لا صلوات أجبية
لا يؤمنون بالصلوات السبع التي للكنيسة، لا بمواعيدها ولا بمحتوياتها. ولا يلزمون بمبدأ الصلوات المحفوظة عمومًا. يصلى كل إنسان متى يشاء، وكيفما يشاء.
وهذا يقود إلى نقطة أخرى، وهي صلاة (أبانا الذي في السموات)، لا يستخدمونها في بدء الصلاة، ولا في نهايتها، ولا يلتزمون بها إطلاقًا، كما لا يلتزمون مطلقًا بصلاة المزامير، ولا مانع في بعض الإجتماعات، من أن تردد الصلاة الربانية، باعتبار أنه لا خطأ في ذلك، ولكن بغير إلتزام.
24- الحكم الألفي
ويؤمنون أن السيد المسيح، سيأتي في آخر الزمان، ويحكم ألف سنة على الأرض، يكون فيها الشيطان مقيدًا. ويسود فيها السلام، ويرعى فيها الحمل مع الأسد…ولكن توجد اختلافات بين البروتستانت في تفاصيل الحكم الألفي.
25- لا يؤمنون بدوام بتولية العذراء
بل يعتقدون أنها تزوجت بيوسف النجار، وأنجبت منه بنين، عرفوا باسم “إخوة يسوع” (آنجيل متى 13: 55، 56). ولا يكرمون العذراء، وكثيرًا ما يلقبونها باسم “أم يسوع”، ولا يوافقون على عبارة “الممتلئة نعمة” (لوقا 28:1)، بل يترجمونها “المنعم عليها”، وينكرون صعود جسد العذراء إلى السماء، الأمر الذي يعتقد به الكاثوليك والأرثوذكس، ولا يحتفلون بأي عيد من أعياد السيدة العذراء، وبعضهم يقول عن العذراء إنها “أختنا”!!
26- يؤمنون بحرية العقيدة وتنوعها
فكل إنسان له الحق في أن يعتقد ما يشاء، ويعلم بما يشاء، وينشر ما يشاء من معتقدات، دون سلطة كنسية تمنعه، فهم لا يؤمنون بالسلطة الكنسية، ومن هنا نشأت عشرات المذاهب البروتستانتية، تختلف فيما بينها في كثير من العقائد، وإن كان يضمها إطار عام في بعض النقاط. ويقولون أن هذا لون من التعدد Plurality ، يثرى فكر الكنيسة! وكأنه لا يلزم، أن يكون للكل إيمان واحد (رسالة أفسس 5:4).
27- مواهب الروح القدس
كثير من المذاهب البروتستانتية، تؤمن باستمرار موهبة الألسنة، ويعتبرونها دليلًا على الملء بالروح، أو دليلًا على قبول الإنسان للروح القدس، والبعض يقبل وجودها، وانتشارها، ولزومها، ولكن ليس للكل. ولعل هذا واضح جدًا في طائفة الخمسينيين، وفي جماعات الكرزماتيك Chrismatic.
28- ينكرون الأبوة الروحية
فلا يدعون أحدًا أبًا، ولا قسًا، ولا أسقفًا، معتمدين على فهم خاطئ لقول السيد المسيح للآباء الرسل: “لا تدعوا لكم أبًا على الأرض” (متى 9:23). وقد أجبنا على هذه النقطة بتوسع في كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنوده…
29- لا يستخدمون رشم الصليب
مع أهمية الصليب في البروتستانتية كوسيلة الرب لفداء البشر، إلا أنهم لا يكرمون الصليب، كما يكرمه الأرثوذكس. لا يوجد عندهم عيد للصليب، كما يوجد عندنا، ولا يبدأون الصلاة برشم الصليب، وباسم الآب والإبن والروح القدس، كما نفعل نحن. ولا ينهونها كذلك. ولا يمسك رعاتهم صلبانًا في أيديهم، لأنه للرشم وللبركة، وهم لا يؤمنون باستخدام الصليب للبركة، ولا بصدور بركة عن الآباء الكهنة، ولا بطريق الرشم. ونشكر الله أن كثيرًا منهم يعلقون حاليًا صلبانًا على الكنائس، وما كانوا يفعلون ذلك من قبل.
30- عقيدة الإختيار
وفيها يؤمنون بعقيدة هي: اختيار الله البعض للخلاص، منذ الأزل، وعلى مبدأ النعمة المطلقة، وعلى مبدأ سلطان الله المطلق. وكما يقولون: “أن الله بمجرد مسرته قد اختار منذ الأزل بعضًا للحياة الأبدية… فرز الله لبعض من الناس، وتعينهم بالقضاء الإلهي للحياة الأبدية”.
Discussion about this post