من هم الأدفنتست السبتيون ؟
والرد على عقائدهم الخاطئة
بقلم الأنبا بيشوى
مطران دمياط وكفر الشيخ والبرارى ودير القديسة دميانة
تقديم
طائفة الأدفنتست (السبتيون) ليست مسيحية رغم أنهم يدعون غير ذلك، وهى إمتداد لهرطقة قديمة حاربها الآباء الرسل بضراوة، وكانت تدعى “هرطقة التهود”، ويظهر ذلك جلياً فى كتابات معلمنا بولس الرسول: “لا يحكم عليكم أحد في أكل أو شرب، أو من جهة عيد أو هلال أو سبت، التي هي ظل الأمور العتيدة” (كو2: 16،17)، فالسبت كان ظلاً للأحد، وذبائح العهد القديم كانت ظلاً لذبيحة السيد المسيح على الصليب، ولقد كتب معلمنا بولس رسالة كاملة إلى العبرانيين (اليهود المتنصرين)، ليوضح لهم أن مجد المسيحية أكبر كثيراً من المجد اليهودي، سواء من جهة: الذبيحة أو الهيكل أو العهد أو الكهنوت.. إلخ.
ويكفي أن السبتيين يعتقدون أن السيد المسيح شابهنا في كل شئ حتى فى الخطية الجدية، وفي إمكانية الخطأ والخطيئة!! وهكذا نسفوا عقيدة الفداء نهائياً، الأمر الذي يهدد كل من يعتقد في هذه الهرطقة بالهلاك الأبدي.
لذلك أشكر نيافة الأنبا بيشوى من أجل هذا الكتيب المختصر، الذى يناسب القارئ العادي، والذي كشف لنا فيه الأساسات الواهية لهذه البدعة الخطيرة، والأخطاء القاتلة التى تحتويها.
وكان قداسة البابا قد حذرنا منها فى مقالات وعظات سابقة، وهو بصدد إصدار كتاب خاص يدحض هذه الهرطقة.
إننا ندعو قادة هذه البدعة، وكل تابعيها، أن يسرعوا إلى التوبة، قبل فوات الأوان، حتى لا تنطبق عليهم الآية: “وإن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء، بغير ما بشرناكم، فليكن أناثيما (محروماً)” (غل1: 8).
الرب يبارك هذه الصفحات لقارئيها بصلوات راعينا الحبيب قداسة البابا شنودة الثالث.
ونعمة الرب تشملنا جميعاًً.
الأنبا موسى
الأسقف العام
مقدمة تمهيدية
كثير من شعبنا حتى الآن لا يعرفون من هم الأدفنتست السبتيون، ولهم في مصر طائفة مسجلة رسمياً. ومعنى كلمة عبارة “الأدفنتست السبتيين” هى “مجيئيو اليوم السابع”. فكلمة “أدفنت” Advent تعنى مجيء وبالتالي فإن أدفنتست Adventists تعني “مجيئيون” ولذلك فاسمهم الرسمي “مجيئيو اليوم السابع” Seventh –Day Adventists.
وقد بدأت هذه الطائفة فى الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1831م وتم تسجيلها رسمياً هناك سنة 1861م. وقد دخلوا إلى مصر سنة 1932م على أنهم مسيحيون (وهم ليسوا كذلك) يقدمون المعونات للمحتاجين وينشئون الملاجئ والمدارس والمستشفيات.
وقد ساعد فى الماضى على إنتشارهم المحدود داخل مصر قلة وعي الشعب القبطى فى ذلك الحين بمبادئ هذه الجماعة. فقد استطاعوا إشهار جمعياتهم، ومن ثم أصبح نشاطهم قانونياً. وقد تلاحظ أنهم قد نشطوا فى مصر في الآونة الأخيرة، في محاولة مكثفة مدعمة مالياً، لتحويل أكبر عدد ممكن من شعبنا القبطى الأرثوذكسي إلى عقيدتهم الخاطئة التي تشبه عقيدة طائفة الصدوقيين اليهودية.
وحالياً يقوم القس هلال دوس بقيادة هذه الطائفة كما أصبح الأستاذ جلال فيليب دوس من قياداتهم النشطة جداً؛ فهو رئيس مجلس إدارة شركة “فاميلى فودز” Family Foods للأطعمة (شركة نيوتريشن سابقاً)، وكذلك هو رئيس مجلس إدارة شركة “آفون” لأدوات التجميل.
ويعمل في الشركة الأولى ألف فرد مسيحي، وفي الشركة الثانية 446 فرد مسيحي. وللشركتين مصانع في مدينة العاشر من رمضان وكذلك عدة فروع كمراكز للبيع مثل فروع شركة “آفون” فى الأسكندرية، وأغاخان، وميرى لاند، والمعادى، وجاردن سيتى.
ويعقد الأستاذ جلال دوس إجتماعات منتظمة يومياً لمجموعات من العاملين بهذه الشركات. يلقى على كل مجموعة 35 محاضرة أغلبها طعن في الإيمان المسيحى والعقيدة الأرثوذكسية. وبعد إنتهاء المحاضرات السابقة يسأل علناً فى كل مجموعة: “من أصبح سبتياً؟”. ومن اقتنع بفكره يحضر كمية أخرى من المحاضرات فيها تثبيت لعقيدة السبتيين المنحرفة. ويعقد اجتماعاً آخر فى منزله الخاص بمساكن شيراتون كل يوم سبت، ويرسل عربات خاصة لنقل الذين يرغبون فى الحضور من أماكن بعيدة. كما أنه ينظم افتقاد مستمر بالتليفونات والزيارات المنزلية مع الإلحاح والإحراج. ويقوم بتوزيع عدد من الكتب غير الأرثوذكسية لطائفة السبتيين الأدفنتست، وشرائط الكاسيت، وكل ذلك بالمجان. ويقوم بتسهيل مصاريف العلاج على نفقة الشركة للذين يحضرون الاجتماعات. كما يقوم بتسهيل إدخال أولاد الموظفين بالشركة مدارس الأدفنتست للغات مع التوصية (علماً بأن السبتيين يمنعون دخول إمتحانات وزارة التربية والتعليم يوم السبت، وبذلك لا يمكنهم النجاح فى مادة اللغة العربية. وينتج عن ذلك مشاكل لمن يتبعون عقيدتهم فى تقديس يوم السبت وليس يوم الأحد، مع الحرفية التامة فى تطبيق حفظ اليوم السابع من الأسبوع).
ويقوم السبتيون بعمل ندوات يعلن عنها فى الجرائد الرسمية بدعاية كبيرة لاجتذاب البسطاء مثل دعوة أحد الوعاظ الأجانب لإلقاء محاضرة بعنوان “كيف يمكنك التخلص من عادة التدخين” والدعوة للجميع.
لهذا بات من الضروري تعريف شعبنا بكل مستوياتهم، الأخطاء العقائدية لهذه الطائفة، التي اعتبرها مجمع كنيستنا المقدس طائفة غير مسيحية. وقد نشر قداسة البابا شنودة الثالث عدة مقالات فى مجلة الكرازة لشرح عقائد الأدفنتست السبتيون وما فيها من مخاطر وأخطاء. ومن أمثلة ذلك ما ورد فى عدد 20 نوفمبر 1992م فى مجلة الكرازة بقلم قداسة البابا:
[ الأدفنتست هم بدعة خطيرة تشترك مع شهود يهوه في كثير من الأخطاء الخطرة. ومن أشهر بدعهم:
1- يؤمنون أن السيد المسيح هو الملاك ميخائيل.
2- يؤمنون أن السيد المسيح قد ولد بالخطية الأصلية.
3- يلقبون الروح القدس “نائب رئيس جند الرب”.
4- يؤمنون بأن السبت هو يوم الرب بدلاً من الأحد.
5- لا يؤمنون بخلود النفس.
6- يؤمنون بثلاثة مجيئات للسيد المسيح.
7- يؤمنون بالملكوت الأرضي وأن السماء سوف لا تكون للبشر.
8- يؤمنون بفناء الأشرار لا بعذابهم.
9- لا يؤمنون بالكهنوت، ولا بالشفاعة، ولا بكثير من الأسرار الكنسية.
10- ولهم بدع أخرى كثيرة سنتعرض لها فيما بعد إن شاء الله.]
وقد شرح قداسة البابا هذه الأمور فى المقال المذكور وفى عدة مقالات بالمجلة، كما ألقى العديد من المحاضرات حول هذا الموضوع بالكلية الإكليريكية بالقاهرة والأسكندرية وهي مسجلة على شرائط كاسيت يمكن الحصول عليها من إدارة مجلة الكرازة بمطبعة الأنبا رويس بالقاهرة.
وسوف نبدأ أولاً بمقدمة تاريخية عن بدعة الأدفنتست السبتيين ومؤسسها “وليم ميللر”، ثم نتكلم عن نبية ورسولة الأدفنتست المزعومة السيدة “إيلين هوايت” وتاريخ حياتها ورؤاها المزعومة وكتاباتها. ثم نعرض موجزاً لبعض أخطاء الأدفنتست العقائدية والرد عليها.. إلى أن يصدر كتاب شامل عن “بدعة الأدفنتست السبتيين”.
وقد أوردنا فى نهاية هذا الكتيب قرار المجمع المقدس لكنيستنا بشأن هذه الطائفة، وفقرة من بيان الآباء البطاركة رؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية فى الشرق الأوسط بهذا الشأن.
وأود أن أشكر قداسة البابا شنودة الثالث، وأعضاء المجمع المقدس لكنيستنا، ونيافة الأنبا موسى الأسقف العام للشباب، وأعضاء اللجنة المجمعية للإيمان والتعليم والتشريع، ونيافة الأنبا روفائيل الأسقف العام، ونيافة الأنبا ياكوبوس أسقف الزقازيق، والقمص باخوم عبد الملاك والقمص بنيامين جرجس من كهنة إيبارشية الزقازيق، والقس ميصائيل زكرى بكنيسة العذراء بالمطرية لاهتمامهم بمقاومة نشاط الأدفنتست، وكل العاملين بأسقفية الشباب لاهتمامهم بطبع هذا الكتاب وتوزيعه.
24 سبتمبر 2000م بيشوى
تذكار القديس أغاثون العامودى مطران دمياط وكفر الشيخ
وتذكار إعادة الحياة الرهبانية فى دير القديسة دميانة ورئيس دير القديسة دميانة بالبرارى
على يد قداسة البابا سنة 1987م وسكرتير المجمع المقدس
أولاً: تاريخ بدعة الأدفنتست السبتيين :
1- وليم ميللر William Miller:
مؤسس هذه البدعة هو وليم ميللر William Miller الذى ولد فى الولايات المتحدة الأمريكية فى 15 فبراير سنة 1782م فى ولاية مساتشوسيتس. وكان قد عكف على دراسة الكتاب المقدس مدة عامين 1816-1818م، خرج منها بقوله أن نهاية العالم سوف تكون فى عام 1843م. وهذه الدراسة مؤسسة على ما ورد فى نبوات دانيال النبى (دا 8: 14، 9: 24-27).
فقد إعتبر أن الأسابيع المذكورة فى سفر دانيال فى الأصحاح التاسع هي أسابيع سنين (وهذا ما يعتقد به أيضاً كثير من المفسرين)، بمعنى بدلاً من أن يكون الأسبوع سبعة أيام يكون سبع سنوات. وبذلك يكون من خروج الأمر لتجديد أورشليم سنة 457 ق.م إلى هذه الأحداث المذكورة أربع مائة وتسعون عاماً.
والمعروف أن السيد المسيح صُلب سنة 33. وقد قيل “إلى ألفين وثلاث مئة صباحاً ومساءً فيتبرأ القدس” (دا 8: 14) واعتبر أن هذه 2300 سنة فحذف 490 سنة من 2300 ليحصل على1810 ثم أضاف 33 سنة (عمر السيد المسيح عندما صُلب) فكانت النتيجة 1843 فاعتبر أن هذا هو توقيت السنة التى سيأتى فيها السيد المسيح. وإقتنع بهذه الفكرة وتناقش بها مع المحيطين به إلى أن أقنعه أحد أصدقاؤه أن يعلن ويجاهر بهذا التعليم. وفعلاً جاهر به سنة 1831م واعتبر أن هذا التوقيت هو بداية تكوين طائفة المجيئيين.
فلما نادى بهذا التعليم أراد الكثيرون سماع وجهة نظره فتفرغ للوعظ وأصبح واعظاً معمدانياً متفرغاً فى الولايات المتحدة الأمريكية وبدأ يجوب فى الولايات الأمريكية. وفعلاً ذهب فى الفترة من 1840-1842م فى مدينة بورتلاند بأمريكا وضمن من استمع إليه كانت عائلة هارمون Robert Gould Harmon والد إيلين هوايت فانضموا لهذا الفكر وهذه الجماعة.
واستمر ميللر ينشر فكره حتى إنتهت سنة 1843م ولم يأت السيد المسيح بنهاية العالم.
2- صموئيل سنو Samuel Snow
وهو أحد أتباع وليم ميللر وقد استنتج فى أغسطس 1844م أن المسيح بالحساب الأدق سوف يأتي فى يوم الكفارة العظيم فى الشهر السابع اليهودي، والموافق بالتحديد يوم 22 أكتوبر 1844م. فباع أتباع هذه الفكرة ممتلكاتهم واستقالوا من وظائفهم ولبسوا ملابس بيضاء وخرجوا إلى الجبال يرنمون فى استقبال السيد المسيح. ولما لم يتحقق أيضاً مجيئ السيد المسيح فى ذلك التاريخ أصيبت حركة وليم ميللر بالإحباط الشديد حتى أنهم أطلقوا على ذلك اليوم يوم الإحباط العظيم The Great Disappointment وفى ذلك الوقت انفصل كثير من اتباع وليم ميللر المجيئيون عنه، وترك أغلب أتباعه هذه الطائفة فكان عدد الذين استمروا فى تبعيتهم أقل من عدد من ترك. [1]
v ثم إدعت إيلين هوايت فى يناير 1845م أن الرب قد أراها في حلم أن السيد المسيح سوف يأتي فى المستقبل الفوري وكان عمرها وقتذاك سبعة عشرة سنة. ولما لم يتحقق هذا الأمر أوجد أحد قيادات الحركة ويدعى هيرمان إدسون Hirman Edson مخرجاً لذلك بقوله أن المسيح فى 22 اكتوبر 1844م قد إنتقل من القدس السماوي إلى قدس الأقداس وبهذا بدأ الكفارة النهائية للخطاة. وهنا تبرز هذه العقيدة الغريبة الخاصة بفكرة الكفارة النهائية.
3- جوزيف باتس وتقديس السبت :
في الفترة من 1840-1850م دخل تعليم تقديس يوم السبت إلى هذه الجماعة، حيث أدخل هذا التعليم جوزيف باتس Joseph Bates وأقنع الجماعة به. كان باتس منتمياً إلى جماعة معمدانيو اليوم السابع Seventh Day Baptists من قبل. وبعض المعمدانيون لا يؤمنون بتقديس يوم الأحد، فيقدسون السبت، وقد سبقوا السبتيون في هذه العقيدة. دخل جوزيف باتس مع السبتيين وأحضر معه ميراثاً من طائفة Seventh Day Baptists.
4- إيلين هوايت :
وقد لعبت السيدة إيلين هوايت دوراً كبيراً فى تاريخ جماعة السبتيين. ولدت إيلين جولد هارمون Ellen Gould Harmon فى 26 نوفمبر سنة 1827م من أسرة تنتمى إلى جماعة المثوديست. وكانت أسرتها قد انضمت إلى حركة المجيئيين نتيجة للتعليم الذى نادى به وليم ميللر فى الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد أصيبت إيلين برمية حجر أثناء وجودها فى المدرسة فى الجانب الأيسر من جبهتها كاد يودي بحياتها، وأصاب مخها بتدمير سيئ حتى أنها لم تتمكن من إستكمال دراستها الرسمية بالمدرسة.
وقد إدعت إيلين هوايت Ellen White التي تزوجت بجيمز هوايت James White أنها قد رأت حلماً يؤكد حتمية حفظ السبت اليهودي بالنسبة للمسيحيين. وفي هذا الحلم إدعت أنها رأت الوصية الرابعة وهي تضيء بنور باهر بين الوصايا العشر على لوحي الحجر ونص هذه الوصية “اذكر يوم السبت لتقدسه” (خر20: 8).
اعتبرت جماعة وليم ميللر أن إيلين هوايت هي رسولة من الله ونبية ورائية وأن كل ما رأته هو رسائل إلهية لهذه الجماعة.
وتوفيت السيدة إيلين هوايت سنة 1915م عن عمر87 عام ولكنها لم تحضر أبداً المجيئ الثاني للسيد المسيح. ومع ذلك فهي مكرمة بطريقة عالية جداً فى جماعة السبتين. وكانت إيلين هوايت قد استبدلت الأحلام بإدعاء زيارات في الثالثة صباحاً لملائكة كانوا يخبرونها بما ينبغي أن تكتبه.
تعليق شهود العيان على رؤى إيلين هوايت :
فى كتاب “نبية الأيام الأخيرة” الذى أخرجه الأدفنتست، يصفون حالتها أثناء الرؤى، فتقول السيدة مرثا أمادون التى حضرت عدة مرات تلك الرؤى : “أنا ممن راقبوها كثيراً وهي فى الرؤية وأعرف المجموعة التى تحضر معها في العادة وجميعهم ذو قوة ملاحظة وإيمان بما تقوم به. وكنت أتساءل كثيراً لماذا لم يعط وصف أكثر حيوية للمناظر التي حدثت. كانت عيناها مفتوحتين فى الرؤية. لم يكن هناك نفس لكن حركات كتفيها وذراعيها ويديها كانت رشيقة تعبر عما كانت تراه. كان مستحيلاً على أى شخص آخر أن يحرك يديها أو ذراعيها وكثيراً ما كانت تنطق بالكلمات فرادى وأحياناً بجمل تعبر لمن حولها عن طبيعة المنظر الذي تراه سواء سماوي أو أرضي”. [2]
5- جورج باتلر:
من أتباع هذه الطائفة وقد شاهدها فى مناسبات عديدة فى سنة 1874م فيقول : “أعطيت إيلين هوايت هذه الرؤى طيلة 30 سنة تقريباً، وكانت تكثر تارة وتقل تارة أخرى، وشاهدها الكثيرون. وفي الغالب كان الحاضرون من المؤمنين بها وغير المؤمنين على السواء. وهي تحدث عامة ولكن ليس دائماً، فى مواسم الاهتمام الديني الجادة حيث يكون روح الله حاضراً بشكل خاص”. [3]
وقال أيضاً فى وصفه : “يتراوح الوقت الذي تقضيه السيدة هوايت على هذا الحال بين خمسة عشر دقيقة إلى مائة وثمانين (ثلاث ساعات). وأثناء هذا الوقت يستمر القلب والنبض، وتكون العينان مفتوحتين عن آخرهما، ويبدوان محملقتين في شئ على مسافة بعيدة، ولا تلتفتان إلى شخص أو شئ بعينه فى الحجرة، بل يكون إتجاهها دائماً إلى أعلى.. وقد تُقرَّب أشد أضواء إلى عينيها أو يتظاهر (أحد) بدفع شئ فيهما، ومع ذلك لا ترمش أو تغير وجهها… يتوقف تنفسها تماماً وهي فى الرؤية، ولا يفلت من منخارها أو شفتيها أي نفس وهي على هذه الحال”.
وقال أيضاً: “كثيراً ما تفقد قوتها مؤقتاً فتتكئ أو تجلس ولكن في ماعدا ذلك تكون واقفة. إنها تحرك ذراعيها برشاقة”. [4]
وزوجها جيمز هوايت يعلق على رؤاها قائلاً : “عند خروجها من الرؤية سواء بالنهار أو الليل فى غرفة جيدة الإنارة، يكون كل شئ حالك الظلمة بالنسبة لها، ثم تعود قدرتها على تميز حتى ألمع الأشياء بالتدريج مهما كان قريباً من عينيها. ويقدر عدد الرؤى التى تلقتها أثناء ثلاث وعشرون عاماً خلت بما يتراوح بين مائة ومائتى رؤية وقد أعطيت هذه الرؤى فى مختلف الظروف تقريباً ومع ذلك تحتفظ بتماثل عجيب”. [5]
أراد دكتور بوردو أيضاً أن يتأكد من الأمر بنفسه فذهب لرؤية إيلين هوايت وهي تدَّعى أنها فى حالة رؤية وكانت هذه الحادثة فى بكس بريدج Buck’s Bridge فى نيويورك سنة 1857م فيقول : “في يوم 28 يونيو 1857م رأيت الأخت إيلين هوايت في رؤية لأول مرة وكنت آنذاك غير مؤمن بالرؤى، ولكن موقفاً من المواقف الكثيرة التى يمكن أن أذكرها أقنعنى بأن رؤاها من الله. فلكي أرضي عقلي بشأن عدم تنفسها وهي فى الرؤية أولاً وضعت يدي على صدرها مدة كافية، فتأكدت من عدم تنهد رئتيها تماماً، كما لو كانت جثة هامدة، ثم أخذت يدي ووضعتها على فمها، وضغطت منخاريها بين إبهامي وسببابتي بحيث يستحيل عليها الشهيق أو الزفير، حتى ولو أرادت هى ذلك، فأمسكت بها هكذا بيدي قرابة العشر دقائق، وهذا يكفي لخنقها لو كانت فى حالتها الطبيعية لكنها لم تتأثر بهذا على الإطلاق. ومنذ مشاهدتي هذه الظاهرة العجيبة لم أجنح ولو مرة واحدة بعد ذلك إلى الشك فى مصدر رؤاها الإلهي”. [6]
كتابات إيلين هوايت :
من أهم كتابات إيلين هوايت التي ترجمت إلى اللغة العربية كتاب “الصراع العظيم فى سيرة السيد المسيح” وكتاب “مشتهى الأجيال” وكتاب “الآباء والأنبياء” وكتاب “خدمة الشفاء” و”تاريخ الحياة” و”أعمال الرسل”. هذه الكتب فى حجمها الكبير كتبته من لم تستطع إكمال دراستها التعليمية. هذا ما يهبه الشيطان لأتباعه. كما أنك تجد فى كتبها تفاسير عقلية جبارة، لا يمكن أن تكون عقلية إنسانة أصيبت فى مخها ولم تستكمل دراستها. كلامها هو كلام شخص قوى فى المعرفة يريد أن يحطم الإيمان القويم، ولها تفاسير جذابة وخادغة للكتاب المقدس، من أين لها كل هذه القدرة؟!
وغالباً ما كانت إيلين هوايت تؤكد برؤاها ما سبق أن بحثته الجماعة وأقرته من عقائد. ولكن كتاباتها احتوت على كثير من الأخطاء، والمغالطات اللاهوتية، والمغالطات العلمية الثابتة، والتى لا يمكن لعاقل فى الوجود أن يقبلها. ومن أمثلة ذلك أنها فى كتابها عن الهبات الروحية Spiritual Gifts ادعت أن السبب الرئيسي فى تدمير العالم بالطوفان كان التزاوج والإنجاب بين البشر والحيوانات وقالت أن الأنواع المختلطة التى نتجت عن ذلك لم يخلقها الله ولم يأخذها نوح معه إلى الفلك، لأنها خليط من البشر والحيوانات. بينما أثبت العلم استحالة التزاوج للإنجاب بين البشر والحيوانات.
v وها هو “والاس سلاتيرى” Wallace Slattery في كتابه “مجيئيو اليوم السابع هل هم أنبياء مزيفين؟” “Seventh-Day Adventist False Prophets?” يقول : “وقد سببت أخطاء إيلين هوايت التعليمية مشاكل كثيرة لجماعة السبتيين. فهل تصلح أن تكون نبية؟” هذا ما قاله وهو عضو سابق في جماعة السبتيين وإنشق عليهم وألّف هذا الكتاب الذي نشر سنة 1941م وطبع أيضاً فى سنة 1990م.
وإليك نص ما كتبته فى كتاب “الهبات الروحية” [7]:
“But if there was one sin above another which called for the destruction of the race by the flood, it was the base crime of amalgamation of man and beast which defaced the image of God and caused confusion everywhere. God purposed to destroy that powerful long-lived race that had corrupted their ways before Him.”
“إن كانت هناك خطية فوق الأخرى تسببت فى تدمير العالم بواسطة الطوفان تكون هي الجريمة الأساسية الخاصة بتلاحم الإنسان والحيوان (أو الوحوش) التى شوهت صورة الله وسببت التشويش فى كل مكان. لقد أراد الله أن يحطم هذا الجنس القوي ذو العمر الطويل، الذين أفسدوا طرقهم أمامه”.
وفي فقرة أخرى قال :
“Every species of animal which God created were preserved in the ark . The confused species which God did not create which were the result of amalgamation were destroyed by the flood. Since the flood there has been amalgamation of man and beast as may be seen in the almost endless varieties of species of animals and in certain races of men”.
“كل نوع من الحيوانات التى خلقها الله كان محفوظاً فى الفلك. أما الأجناس المشوشة والمختلطة التى لم يخلقها الله والتى كانت نتيجة التلاحم تم تحطيمها بواسطة الطوفان. ومنذ الطوفان كان هناك تلاحم بين الإنسان والحيوان يمكننا أن نراه فى هذا التنوع غير المحدود من الحيوانات وفى بعض أنواع البشر.”
مقتطفات من كتاب “الصراع العظيم” [8] كمثال بسيط لبعض كتابات إيلين هوايت :
فى صفحة 64 فى الطبعة العربية من نفس الكتاب تقول : “وقد شهدت القرون التالية إزدياد الأخطاء والضلالات الخارجة من روما والتي لم ينقطع سيلها. بل حتى قبل رسوخ قدم البابوية لاقت تعاليم الفلاسفة الوثنيين قبولاً من الناس، وكان لها تأثير على الكنيسة. وكثيرون ممن أقروا باهتدائهم إلى المسيحية ظلوا متمسكين بعقائد فلسفتهم الوثنية ولم يكتفوا بالاستمرار في دراستها بأنفسهم بل ألحوا على الآخرين بالسير على نهجهم، قائلين أن تلك الفلسفة وسيلة لانتشار نفوذهم وبسطه على الوثنيين. وهكذا أدخلت على الإيمان المسيحى ضلالات جسيمة. ومن أشهر تلك الضلالات الاعتقاد بالخلود الطبيعي للإنسان، وبوعيه في الموت. وهذه العقيدة الخاطئة كانت هي الأساس الذى بنيت عليه روما ضلالة الإبتهال إلى القديسين، وتمجيد مريم العذراء. ومن هنا أيضاً بُنيت هرطقة العذاب الأبدي لمن يموتون فى قساوة قلوبهم. تلك الهرطقة التى تسللت إلى العقيدة البابوية باكراً”. وأكملت قائلة “وأستعيض عن ممارسة فضيلة العشاء الرباني كما جاء فى الكتاب بالذبيحة الوثنية المدعوة ذبيحة القداس. فلقد أدعى كهنة البابا أنهم قادرون بواسطة شعائرهم ومراسمهم العديمة المعنى. على تحويل الخبز والخمر العاديين. إلى جسد المسيح ودمه الفعلي نفسه، وبوقاحة تجديفيه إدعوا جهاراً أنهم قادرون على أن يخلقوا الله خالق كل الأشياء”.
ثانياً: بعض أخطاء الأدفنتست العقائدية :
الخطأ الأول : الروح تموت مع الجسد
يعتقدون أن الروح تموت مع موت الجسد وأن الروح الإنسانية ليست خالدة بل هى مثل روح البهيمة أو الحيوان. مع أن السيد المسيح قال “أنا إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب ليس الله إله أموات بل إله أحياء” (مت 22: 32). قال هذا فى رده على الصدوقيون بخصوص المرأة التى كانت زوجة لسبعة إخوة فسألوه “في القيامة لمن من السبعة تكون زوجة فإنها كانت للجميع. فأجاب يسوع وقال لهم تضلون إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله. لأنهم فى القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله فى السماء. وأما من جهة قيامة الأموات أفما قرأتم ما قيل لكم من قبل الله القائل أنا إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب ليس الله إله أموات بل إله أحياء” (مت 22: 23-33).
وهم يسيئون استخدام الآية التي وردت فى سفر الجامعة “لأن ما يحدث لبني البشر يحدث للبهيمة وحادثة واحدة لهم موت هذا كموت ذاك ونسمة واحدة للكل فليس للإنسان مزية على البهيمة لأن كليهما باطل” (جا 3: 19). طبعاً كاتب سفر الجامعة لم يقصد إطلاقاً أن روح الإنسان مثل روح البهيمة لأنه في الآيات السابقة لهذه الآية يقول “قلت في قلبي من جهة أمور بنى البشر أن الله يمتحنهم ليريهم أنه كما البهيمة هكذا هم” (جا 3 : 18). فالرب يمتحن الإنسان بحادثة الموت التي تحدث للإنسان والبهيمة على السواء ليرى إن كان الإنسان سوف يؤمن بالحياة الأبدية أم لا. كما أنه يقول عن موت الإنسان “فيرجع التراب إلى الأرض كما كان وترجع الروح إلى الله الذى أعطاها” (جا 12: 7). أما في الإصحاح الثالث فيقول “من يعلم روح بني البشر هل هي تصعد إلى فوق وروح البهيمة هل هي تنزل إلى أسفل إلى الأرض” (جا 3 : 21) ففى قوله “من يعلم؟” هو يمتحنهم..
وقد أورد الكتاب المقدس العديد من الآيات التى تدل على أن روح الإنسان لها مكانة عند الله، ومن أمثلة ذلك قول الكتاب عن الرب “جابل روح الإنسان في داخله” (زك 12: 1) ، وأيضاً “لكن في الناس روحاً ونسمة القدير تعقلهم” (أى 32: 8)، و“روح الله صنعني ونسمة القدير أحيتني” (أى33: 4). وفى سفر أشعياء يقول “هكذا يقول الله الرب خالق السماوات وناشرها باسط الأرض ونتائجها معطى الشعب عليها نسمة والساكنين فيها روحاً” (أش 42: 5).
كما أنهم يعتقدون أنه لا توجد دينونة أبدية للأشرار ولا قيامة لأجسادهم ولا عودة لأرواحهم بل يقيم الله الأبرار فقط ويعيد الحياة إلى أجسادهم وأرواحهم بنعمة خاصة. على الرغم من أن السيد المسيح تكلّم كثيراً جداً عن خروج الأبرار أو الصالحين للقيامة لحياة أبدية (أنظر مت25 )، وذهاب الأشرار إلى جهنم الأبدية المعدة لإبليس وملائكته “ثم يقول أيضاً للذين عن اليسار اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته” (مت25: 41).
ويعتبرون أن نفس هذه القاعدة تنطبق على الرب يسوع المسيح من ناحية إنسانيته، أي أن روحه وجسده أعيدوا إلى الحياة مرة أخرى أيضاً بنعمة خاصة إلهية. وفى هذه الحالة يصطدمون بالآية التى قالها القديس بطرس الرسول “مماتاً فى الجسد ولكن محيىً فى الروح الذي فيه أيضاً ذهب فكرز للأرواح التى فى السجن” (1بط3: 18-19). فهم يقللون من شأن القيامة وتبدو مفاهيمهم مهتزة في عمل السيد المسيح الفدائي وقيامته من الأموات.
الخطأ الثاني : يسوع المسيح هو الملاك ميخائيل
ومن يصدق هذه العقيدة إما أنه يعتبر أن السيد المسيح هو رئيس ملائكة وليس هو ابن الله الوحيد، أو يعتبر أنه لا يوجد أحد نهائياً اسمه الملاك ميخائيل وأن الملاك ميخائيل هو أحد ظهورات السيد المسيح.. فى كلتا الحالتين هذه العقيدة خطأ ويرفضها الكتاب المقدس.
إذا ناقشنا إعتقادهم أن السيد المسيح هو الملاك ميخائيل من رسالة معلمنا يهوذا الرسول “وأما ميخائيل رئيس الملائكة فلما خاصم إبليس مُحاجاً لأجل جسد موسى لم يجسر أن يورد حكم افتراء بل قال لينتهرك الرب” (يه 9) فكيف يكون الرب يسوع المسيح هو الذى يتكلم ثم يُقال عنه أنه قال لإبليس “لينتهرك الرب”. هذا هو الرب الذى ينتهر إبليس، هذا هو رب الأرباب.. “فانتهرهم ولم يدعهم ينطقون لأنهم كانوا قد عرفوا أنه هو المسيح” (لو4: 41). أما عبارة “لينتهرك الرب يا شيطان” فيقولها الملاك ميخائيل. وأيضاً عبارة “لم يجسر أن يورد حكم افتراء” هل من المعقول أن يُقال عن السيد المسيح أنه “لم يجسر”؟!! من المحال أن تُقال هذه العبارة فى خصومة بين السيد المسيح وإبليس.
الخطأ الثالث : يسوع المسيح قد ورث الميل الطبيعي للخطية
أن يسوع المسيح قد ورث الميل الطبيعى للخطية. وأن إمكانية الخضوع للخطية كان موجوداً فيه، ولكنه قاومها ولم يخطئ. بينما نحن نعتقد بناءً على تعاليم الكتب المقدسة أن السيد المسيح أخذ طبيعة بشرية شابهنا فيها فى كل شئ باستثناء الخطية لأن الجنين الذى تكوّن فى بطن العذراء هو بفعل الروح القدس مثلما قال الملاك “لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس” (مت1: 20). ولا يمكن أن يكوّن الروح القدس شيئاً فيه خطية ولا فيه ميل للخطية. ولا يمكن أن الله الكلمة نفسه الذى اتحد بهذا الناسوت أو هذه الطبيعة البشرية التى اتخذها من العذراء مريم، أن يتحد بطبيعة فيها ميل للخطية.. فإن كان هناك إمكانية للخضوع للخطية، كان من الممكن أن يكون الفداء في خطر!! فكان من الممكن أن يخطئ المخلص أو لا يخطئ! أي كان من الممكن أن يتم الفداء أو لا يتم! فيعتبر هذا تدمير كامل لعقيدة الفداء فى المسيحية.. وبصراحة يعتبر كلامهم هذا تجديف على السيد المسيح.
فى كتاب “Seventh Day Adventist Believe” يقولون :
“When Christ took the human nature that bore the consequences of sin, He became subject to the infirmities and weaknesses that all experience”.[9]
“حينما أخذ السيد الطبيعة البشرية الحاملة لعواقب الخطية صار خاضعاً للعجز والضعفات التى يختبرها الكل”.
“Temptation and the possibility of sinning were real to Christ. If He could not sin He would have been neither human nor our example.” [10]
“فالتجارب وإمكانية الخطية كانت حقيقية في المسيح. إن لم يكن ممكناً أن يخطئ لما كان إنساناً أو على شبهنا”.
ونفس هذا الاعتقاد نادى به نسطوريوس ولذلك فهناك تشابه بين النسطورية وعقيدة الأدفنتست فيما يخص هذا الأمر. فيقول النساطرة :
“He was a sinless man, though the possibility of sin was open to him as he was a perfect man.” [11]
“كان إنساناً بلا خطية مع أن إمكانية الخطية كانت مفتوحة بالنسبة له لأنه كان إنساناً تاماً”.
الخطأ الرابع : السبت اليهودي هو يوم الرب
أن السبت اليهودي هو يوم الرب الذي ينبغي أن يلتزم به المؤمنون بالمسيح، وفي نظرهم أن باقي الطوائف المسيحية يكسرون أهم وصية فى الكتاب المقدس وهي حفظ اليوم السابع. وأن الوصية الرابعة من الوصايا العشر في اللوح الأول كانت تضئ بنور خاص (كما رأت إيلين هوايت فى رؤية)، وأن خطية الشيطان كانت هي فى عدم حفظ يوم السبت وتقديسه، وأن كل كفاح الشيطان هو أن يدفع الإنسان لكسر وصية حفظ اليوم السابع، وأن كل من يكسر هذه الوصية هو من أجناد الشيطان. هذا هو نوع من الردة إلى التهود فى المسيحية. فالأدفنتست يتشابهون مع الصدوقيين اليهود فى إعتقاداتهم في أن يوم الرب هو يوم السبت وأيضاً في إنكارهم للقيامة.
قال القديس بولس الرسول “فلا يحكم عليكم أحد في أكل أو شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت. التى هي ظل الأمور العتيدة وأما الجسد فللمسيح” (كو2: 16، 17). لم يوافق بولس الرسول أن يتحكم أحد في موضوع السبت لأن الكنيسة اعتبرت أن يوم الرب في العهد القديم (يوم السبت) هو رمز للراحة، لكن متى استراح الرب؟ استراح بقيامته من الأموات بعد إعادة تجديد خلقة الإنسان مرة أخرى.. ولذلك نلاحظ فى سفر الأعمال أن الكنيسة اجتمعت فى يوم الأحد فى أول الأسبوع ويقول الكتاب “وفي أول الأسبوع إذ كان التلاميذ مجتمعين ليكسروا خبزاً خاطبهم بولس” (أع20: 7). ومن جهة تمسك الأدفنتست بحرفية السبت في جمع العطاء فى الكنيسة قال القديس بولس الرسول “أما من جهة الجمع لأجل القديسين فكما أوصيت كنائس غلاطية هكذا افعلوا أنتم أيضاً. فى كل أول أسبوع ليضع كل واحد منكم عنده خازناً ما تيسر حتى إذا جئت لا يكون جمع حينئذ” (1كو16: 1، 2).. إذاً كسر الخبز كان يتم في أول الأسبوع، وجمع العطاء في أول الأسبوع. فقد بدأت الكنيسة منذ العصر الرسولي الأول تمارس العبادة يوم الأحد لأن هذا هو تذكار قيامة السيد المسيح من بين الأموات. ونحن نقول بفرح [ هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنبتهج ونفرح فيه ].
الخطأ الخامس : مجيئ المسيح الثاني عام 1834م
إدعى أصحاب هذه البدعة أن السيد المسيح سوف يجيئ في مجيئه الثانى فى سنة 1843م وحينما لم يتحقق كلامهم أجلوا الميعاد إلى 22 أكتوبر سنة 1844م ولما لم يتحقق كلامهم قالوا أنه طهر المقدس السماوي في ذلك التاريخ وأسموا أنفسهم أدفنتست أي مجيئيون بمعنى أصحاب عقيدة المجيئ الثانى.
الخطأ السادس : يهاجمون عقيدة شفاعة القديسين
يهاجم الأدفنتست بعنف عقيدة شفاعة القديسين معتبرين إياها مثل السحر وتحضير الأرواح لأنهم يعتقدون أن أرواح القديسين تموت مع أجسادهم عند الوفاة (راجع الاقتباس الذى أوردناه من كتاب “الصراع العظيم” فى صفحة 10).
الخطأ السابع : يهاجمون عقيدة الإفخارستيا
يهاجمون بعنف عقيدة الإفخارستيا ويلقبونها الذبيحة الوثنية المدعوة ذبيحة القداس (راجع الاقتباس الذى أوردناه من كتاب “الصراع العظيم” فى صفحة 10).
الخطأ الثامن : يعتقدون أن إيلين هوايت هي نبية ورسولة
يعتقدون أن إيلين هوايت هى نبية ورسولة صاحبة رؤى وأحلام وإعلانات سمائية ويعتبرون أن ما إدعته من رؤى وأحلام هى إلهام وإعلان من الله لجماعة “مجيئيو اليوم السابع” Seventh Day Adventists (هذا هو لقبهم الرسمى الذى تم تسجيله فى الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1861م). فهم يعتبرونها نبية اُعطيت إعلانات سماوية وتلقّت إلهام ووحي من الروح القدس، وأنها رسولة تحسب مع رسل السيد المسيح الإثنى عشر، وأن كل ما تنبأت به وما كتبته يرقى إلى مستوى الكتب المقدسة والأسفار الإلهية، ويسمونها “نبية الأيام الأخيرة” (وهو عنوان أحد الكتب التى صدرت عن إيلين هوايت انظر صفحة 6-8).
ثالثاً : رأى الكنيسة القبطية في الأدفنتست
1- قرار المجمع المقدس للكنيسة القبطية:
قرر المجمع المقدس لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية رسمياً برئاسة صاحب القداسة البابا شنودة الثالث في جلستة المنعقدة في يوم السبت 17 يونيو سنة 1989م اعتبار أن طائفتي السبتيين وشهود يهوه هم طوائف غير مسيحية، لا نعترف بهم كمسيحيين ولا نعترف بترجمات الكتاب المقدس الخاص بهم، وحذّر المجمع المقدس من حضور اجتماعاتهم، أو دخولهم إلى بيوت الأقباط الأرثوذكس مثل سائر الهراطقة والمبتدعين [12].
2- بيان الآباء البطاركة :
في اللقاء الثاني لرؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية فى الشرق الأوسط، والذى انعقد فى دير مار أفرام السريانى بمعرة صيدنايا بسورية فى المدة من 10- 12 فبراير 1999، وتحت بند الحوارات اللاهوتية للبيان المشترك الذى وقع عليه البطاركة الثلاث: قداسة البابا شنودة الثالث بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والبطريرك إغناطيوس زكا عيواص بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، والكاثوليكوس آرام الأول كاثوليكوس الأرمن لبيت كيليكيا، ذكر الآتى تحت عنوان الحوار مع الأدفنتست :
“تسلمنا إقتراحاً من الأدفنتست أن نبدأ حواراً لاهوتياً. ونحن نعتبر أنه ليس من المناسب أن نستجيب لهذه الدعوة. أولاً لأن الإيمان الذى يعتنقه الأدفنتست لا يتفق مع التعاليم الرسولية للكنيسة. وثانياً تورطهم النشط فى عملية الاستلال ( PROSELYTISM= الخطف من الكنائس)”.
3- سلسلة شرائط تبسيط الإيمان
بناء على رغبة وتشجيع لجنة الرعاية والخدمة بالمجمع المقدس لكنيستنا، فقد صدرت سلسلة شرائط تبسيط الإيمان بسعر التكلفة أو أقل. الجزء الأول منها عن عقائد التجسد والفداء والتثليث والتوحيد، والجزء الثاني عن الله الراعي المخلص، والجزء الثالث عن وحدة الكتاب المقدس واستحالة تحريفه، والجزء الرابع عن المعمودية المقدسة.
أما الجزء الخامس فقد استقر الرأي على إصداره فى مواجهة الهجوم الشرس لجماعة السبتيين الأدفنتست الذين يهاجمون عقائدنا الرسولية ويتهمونها بأنها عقائد وثنية وشيطانية. ولم يكن من الممكن الانتظار أكثر من ذلك للرد عليهم بأسلوب مبسط يناسب جميع المستويات حتى غير المثقفين.
وبمشيئة الرب نأمل فى إصدار الجزء السادس من هذه الشرائط وفيه مزيد من المعلومات عن طائفة الأدفنتست السبتيين وعن طائفة شهود يهوه التى ولدت من بطن طائفة السبتيين فى الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1876م. وزادت عليها بإنكار لاهوت السيد المسيح إنكاراً تاماً ورفض عقيدة الثالوث القدوس، وإعتبار أن الحكومات هي من الشيطان، وأن تحية علم الدولة هو عبادة وثنية، وتحريم نقل الدم، والاعتقاد بزواج الملائكة والبشر، وتحريف ترجمة الكتاب المقدس، وكثير من البدع الغريبة الأخرى!
ختاماً :
نهيب بأبناء الكنيسة أن يحذروا من هذه الطائفة المخادفة، ومن تعاليمها غير المسيحية، عملاً بوصية الرسول بولس: “إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم، فليكن اناثيما (محروماً)” (غل1: 8).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]Antony A. Hoekema, Seventh-Day Adventist – William B. Eerdmans Publishing Comp. Grand Rapids, Michigan- reprinted 1990.
[2] كتاب “نبية الأيام الأخيرة” لفانس فارل صفحة 46.
[3] نفس المرجع السابق صفحة 48
[4] نفس المرجع السابق صفحة 48، 49
[5] نفس المرجع السابق صفحة 53
[6] تصريح أدلى به د.ت. بوردو فى بتل كريك ميتشيجان بتاريخ 4 فبراير 1891م ورد فى المرجع السابق صفحة 56.
[7]Ellen White – Spiritual Gifts (Battle Greek Mich. : James White 1858) 3:64,75
[8] بقلم الن هوايت – ترجمة اسحق فرج – تنقيح انطوان عبيد دار الشرق الأوسط والنشر – بيروت – لبنان الطبعة الثالثة 1997
[9] Seventh-Day Adventists Believe a Biblical Exposition of Fundamental Doctrines – Seventh-Day Adventists, General Conference Ministerial Association – U. S. A. by the Review and Herald Publishing Association Hagerstown, Maryland, p.47.
[10]ibid.
3 ‘Was Nestorius a Nestorian’ by Mar Aprem G. Mooken Metropolitan of Trichur of the Assyrian Church of the East in India presented in the 59th Ecumenical Symposium of Pro Oriente, Vienna, 18th June 1990 published as an Annex in the book of the First Syriac Consultaion organised by Pro Oriente in Vienna June 1994 p.222..
[12] أنظر كتاب قرارات المجمع المقدس فى عهد صاحب القداسة والغبطة البابا شنودة الثالث (117) تقديم قداسة البابا وإصدار لجنة السكرتارية للمجمع المقدس طبعة سنة 1996 صفحة 58.
Discussion about this post