الفصل السادس عشر: وكيف الوصول؟
وستعرفون الحق والحق يحرركم
المسيحية تدعونا إلى الحياة الأبدية، والحياة الأبدية عند المسيحيين هي ما يلي: إن مات في حال النعمة إنسانٌ أتت الملائكة وأخذت روحه الى مكان نسمّيه الفردوس حيث يعيش في نور المسيح ريثما يأتي يوم القيامة لتقوم الأجساد من القبور أجساداً روحانية غير قابلة للتفكّك والإنحلال، سماوية غير قابلة للفساد، خالدة شبيهة بجسد يسوع المسيح بعد قيامته من القبر. آنذاك تكون المحاكمة العامة والمكافأة العامة، فيدخل الصالحون المجد الأبدي ويصبحون شموساً مضيئة في ملكوت الله إلى أبد الآبدين ودهر الداهرين.
هذا الإيمان أساسي ورئيسي عند المسيحيين ويعيش المسيحي على هذا الأساس. رجاءه الوحيد هو الفوز بهذه الحياة الأبدية والإنتقال من موت الخطايا والذلات إلى النور الإلهي، ورؤية يسوع المسيح للإنسان، الإنسان المنير، ورؤية يسوع المسيح المشعّ بالنور الإلهي العظيم. فإذاً المسيحي مبدئياً متجه نحو هذا الهدف العظيم، فكيف الوصول؟ الوصول يقوم على الجهاد الروحي، لا يمكن أن نربح السماوات ونحن متبرّرون في الطعام والشراب والملذات الأرضية وكسب الحرام وإشباع مطامع النفس في اللّذات والمال والعيش في العالم كأبناء العالم الساقطين. لا بدّ من جهاد روحي مرير، لذلك في المسيحية سُبُلْ الى هذا الهدف.
Discussion about this post