الفصل الثامن عشر: التوبة
وستعرفون الحق والحق يحرركم
الفصل الثامن عشر: التوبة
التوبة مهنة الرجال القديّسين من أمثال أفرام ويوحنا فمّ الذهب وسمعان اللاهوتي الجديد ومريم المصريّة وإندراوس الدمشقي أسقف تكريت، والذين ألّفوا الصلوات: المطالبسي وقانون يسوع، هؤلاء متواضعون. أفرام بحرٌ من التواضع ورجل عظيم جداً جداً، ومع ذلك فهو نموذج الرجال التائبين وأقواله خير الأقوال في التوبة، صلواته الرائعة في التوبة، ما ترجَمَهُ له سيّدنا أفرام كرياكوس والدكتور عدنان الطرابلسي آيةً من آيات أقوال التوبة، فليس من السهل أن يعترف المرء بذنوبه وعيوبه ونقائصه وشروره وجرائمه وكلّ ما هو فيه.
الإنسان أناني منذ البداية، منذ طفولته الباكرة أناني متمركز على نفسه حسود غيور عدواني معجب بنفسه مُتكبّر متعجرف معتزّ بذاته منفوخ يزهو بنفسه، عاتٍ متغطرف، في النتيجة هو طاووس كما نقول في اللغة العامة. المسألة مرتبطة بطفولته، يشعر بضعفه فيريد أن يصير كبيراً ولذلك هو معقّد منذ طفولته ليرى نفسه كبيراً مثل سواه ويفتخر بذاته. وفي التحليل النفسي نعرف أنّ هذه الأمور تعود الى الطفولة الباكرة للمرحلة التي يستوليها المحلّلون الساديّة الشرجيّة وفي اللغة العامية لفظة تعبّر تماماً عن هذا الوضع، لا أريد أن أستعملها في الكتاب. فالطفل يزهو ويُعجب بنفسه لأبسط عملٍ يقوم به، ويزهو أمام أمّه شاعراً بأنّه قام بمعجزات كبيرة، وما هذه المعجزات في السنة الأولى أو الثانية من العمر؟ فالتباهي من طبيعة الإنسان أيضاً. والإنسان يُوهم نفسه ليقوّي إعتباره بنفسه وحريصاً منذ طفولته على إعتبار الاخرين له وتدليلهم إيّاه، ويفرط الأهل أحياناً في التدليل والتعظيم فيتوهّم المرء أنّه وحيد دهره وفريد عصره.
كان أهلٌ يقولون لطفلهم يا ملك يا ملك فهدموا حياته، لا يتصرف إلا كالأمراء وهو فقير مُدْقَع، فقلت مرّة لصديق سَلْ صديقك فلان هل كان أهله يقولون له يا أمير سأله بلباقة فقال له كانوا يقولون لي يا ملك. وهذا نموذج عن أخطاء يرتكبها الأهل في تعظيم أبنائهم إلى حدود غير معقولة، الولد يحتاج الى التشجيع ولكن لا إلى هذا النفخ البعيد المدى الذي يُخربط حياة الإنسان كلّها. هناك إنسانٌ خربط أهله حياته بهذه المنافخيّات فعاش متسكعاً ورديئاً ولا يتكلم إلا بمنافخيّاته ويتّخذ مظاهر العظمة والأمراء وهو صعلوكٌ. أنا لا أحتقر الناس ولكن أنا أحلّل نفسياً. الآن يرتكبون أخطاء فاحشة، المطلوب هو تمتين شخصية الولد دون كبرياء وعجرفة وتشجيعه في الحياة، فما من طفل إلا حسود غيّور يريد أن يصير كبيراً، وإن وضعناه على الكتف أمام المرآة ورأى نفسه أطول منا هلّل بأنه صار أطول منّا، ما العمل؟ هذا هو واقع الإنسان المرّ، وفي الإنسان توق دائم إلى العُلى، ما نوع هذه العُلى؟ تختلف من إنسان إلى إنسان، إنساناً يريد العلى في القداسة وناس يريدونها في العلم وناس يريدونها في الغنى وناس يريدونها في المناصب والتناحر على المناصب وعلى الرئاسات وعلى السلطات وعلى النفوذ وعلى التباهي وعلى حبّ الظهور وعلى الصبايا المزهوات، كم هن حريصات على إعجاب الناس بهن.
قال شوقي: خدعونا بقولهم حسناء والغواني يغرّ عند الثناء. وهناك الخجل أيضاً الذي يمنعنا من الإعتراف بخطايانا. وهناك أنانيون مطلقون لا يرتوون من المدائح والتبخير، هم بحاجة طوال الليل والنهار إلى من يُبخّرهم ويعظّمهم ويمدحهم، ويبقون عِطاش للمدائح. الإنسان ضعيف، بعض الأنانيين لا يستطيع المرء أن يتحمّل أنانيتهم وعجرفتهم وعُنجهيتهم، ويصيرون أحياناً أكبر كذّابين لأنهم بحاجة دوماً إلى المدائح وفيهم توقٌ شديد لا يرتوي إلى حبّ الظهور، هم دائماّ الذروة وفي الواقع يكونون ثقلاء غير قريبين إلى القلب. فالبشر كلهم ينزعجون من الأناني والمتكبّر والمتعجرف والعنجهي.
لذلك التربية الروحية عملية شاقة لتوجيه الطفل بلباقة وحكمة وحنكة إلى الصراحة المطلقة والوضوح الكامل والشفافية الكاملة والإعتراف دائماً بذنوبه وأخطائه وعيوبه، فالمسألة شاقة جداً: أن نرسخ في ضمير الطفل حاجته الماسة دوماً إلى تقويم أخطائه وتقويم نفسه حسب الأصول ورؤية عيوبه بوضوح دون كبت دون خجل.
هذه التربية الروحية تحتاج الى أمهات وآباء مدرّبين جيداً. ولذلك يبقى هناك نقصٌ كبير في ضمير الناس لجهة التواضع الكبير والإعتراف بالنواقص والذنوب والعيوب والجرائم. قد يتوب مجرمٌ كبير ويعترف بخطاياه بتدللٍ كبير وخشوعٍ كبير وإنسحاقٍ مطلق ولكن قد لا نعثر أبداً على مثله بين الناس العاديين. الناس العاديون يغلّفون نفوسهم بنوع من الكبرياء وشوفة الحال كما نقول باللغة العاميّة، والحرص على حُسن إعتبارهم فيخسرون التوبة الحقيقية.
وهناك الحسّاسون الذين لا يتحمّلون الملاحظات ولا النقد ولا التعرّض لهم فينهارون. وإن كانت النساء حسّاسات أكثر من الرجال إلاّ أنهن أصرح من الرجال في الإعتراف بالذنوب والمصارحة. الرجال متكبّرون بينما ضمير النساء ينخسهم إجمالاً ويدفعهم إلى الإعتراف بالذنب ليرتاحوا من توبيخ الضمير. توبيخ الضمير عند النساء ما ليس عند جميع النساء، عند النساء غالباً يؤثر جداً في دفعهنّ إلى الذهاب الى الكهنة والإعتراف بالذنوب وفتح صدرهنَ للكهنة، وهنّ أكثر إستعداداً للذهاب إلى الأطباء النفسيين وفتح صدرهنّ لهن أيضاً. إجمالاً بصورة مطلقة ضمير النساء ينخسهنّ، وبسبب الرقة والحساسية والعطف والحنان يكون النخس مؤلماً عندهن. ولذلك يجد الإنسان بين النساء تائبات.
الرجال يحتاجون إلى تربية في الطفولة وتهيئة في الطفولة، لذلك مع تجنّب الكبت الأهل يستعملون أحياناً شيئاً من العنف شيئاً من القسوة شيئاً من التسرّع شيئاً من الغضب شيئاً من المظهر الذي لا يوحي به حُسن المعاملة فيضّطر الطفل إلى الكبت إلى الخوف إلى الخجل، ليس من السهل أن نخلّص الطفل والإنسان إجمالاً من الخجل، والخجل ضروري بنسبة ما ولكن ليس من الضروري أن يصبح عقدة نفسية، متى أصبح عقدة نفسية حال دون إنفتاح الصدر ودون الصراحة والصدق. والخجل بالنسبة إلى البنات ضروري جداً كما يقول يوحنا السلّمي في كتابه “السلّم الى الله”، فلا بدّ من الخجل عند النساء، فإذا تبخّر الخجل من النساء حلّت محلّه الوقاحة وهذا لا يجوز، إجمالاً النساء متأدّبات ولا يحتمل الناس العاديون وقاحة النساء، كلّ الناس يفضلون تأدّب المرأة ووقارها.
إذاً هناك عوائق كثيرة في وجه الإنفتاح الكامل، في وجه الصراحة الكاملة، في وجه الشفافية، في وجه الخلاص من الباطنية. التبطين مرض يخرّب الإنسان، يخرّب الإنسان بقوة لأنّه إلتواء مخالف للطبيعة، ينحرف المرء ويلتوي. أمّا بالنسبة للخطايا فلا يستطيع إنسانٌ فوق الأرض أنّ يدّعي القداسة. القدّيسون هم كبار المعترفين، إن سُئلوا في لحظة الموت إلى أين تذهبون؟ إعتبروا أنفسهم ذاهبين الى جهنم، لا يثقون بخلاصهم قبل ان تأخذ الملائكة روحهم، ليسوا مريضين عقلياً أو نفسياً ولكنهم متواضعون يعرفون الحقيقة يفحصون أنفسهم فحصاً دقيقاً فيُدركون أنّهم ساقطون، يلاحظون أنفسهم بإستمرار دون إنزعاج، سرورهم هو في إكتشاف أنفسهم بينما العاديون يهربون من إكتشاف أنفسهم ولا يريدون أن يكشف الغير لهم عيوبهم، هذا الإعتدال بالذات هذا الزهو، هذه العنجهية خطر كبير على الحياة الروحية.
المتعجرف العُنجهي المتكبر هذا لا يمكن أبداً أن يكون روحانياً، هو في عالم والروحانية في عالم آخر. مَنْ ينفخ بهذا الكبرياء؟ الشيطان، التكبّر خطيئة الشيطان والتواضع فضيلة الملائكة، والإنسان منذ طفولته عاجز ويرتكب أخطاء ولديه عيوب عديدة ويقضي العمر كلّه في تحسين أحواله ليصير قديساً. إن عاش المرء مئة وخمسين سنة روحياً قضاها كلّها في التوبة والندامة والدعوة والرجوع عن الأخطاء والعيوب والنقائص والذلّات والملاهي والمآخذ، ليس من السهل أن يصير الإنسان كاملاً في القداسة، العملية شاقّة جداً، العيوب لا تُحصى. أولاً نحن موجودون في عالم والعالم ليس عالم القديسين، ثانياً هناك الشياطين وهناك عيوبنا الذاتية، جسدنا يجرّنا الى شؤون هذه الدنيا. في إنجيل الغني الذي أخصبت كورته قال يسوع في تلك الليلة: “يقول لك الله هات نفسك، تَخرج روحه وهذه الأموال التي جمعها”، لمنْ جمعها طالما ذهبت روحه؟ وأين تذهب؟ إستغنى بالمال ولم يستغني بالله. الى أين يذهب؟ يذهب مثل الغني الذي ذهب الى الجحيم وكان بلا شفقة على لعازر وقروح لعازر بينما الكلب أشفق على لعازر، هذان المثلان في إنجيل لوقا هامان جداً يظهران قساوة قلب الإنسان المتعبّد للذات وللأهواء، يصبح الكلب أكثر شفقة منه، قساوة القلب مرض روحي عُضال، وقساوة القلب تجتمع فيها الأنانية والعدوان، الإنسان ذو القلب القاسي فاقد الحنان وعدواني، قلبه حجر وهو أناني لا يحسّ بالآخرين.
عدم الإحساس بالآخرين أنانية فاحشة، والمسيحية تعلّمنا أن نحسّ بالآخر، والفصل 12 من رسالة بولس الى رومية رائع جداً في مشاركة الآخرين، نشاركهم أفراحهم وأتراحهم، نعيش آلامهم. المسيحية خروج من الذات ليفرغ الإنسان ذاته في الآخرين وهو يعلم أنّه إنّ أفرغ ذاته في الآخرين يكون قد أفرغها في المسيح نفسه.
يوحنا الإنجيلي قال: “إن كنت لا تحبّ أخاك الذي تراه فكيف يمكنك ان تحبّ الله الذي لا تراه”. حبّ الآخر هذا ضروري جداً، الآخر هو مُنطلقنا الى الله، أحب الآخرين وإنطلق إلى حب الله، وحب الله في الآخرين، متى رأيت في الآخرين يسوع المسيح وأحببته في الآخرين أحبّك الله مباسرة. ولذلك فالإنسان ملوّث جداً ويحتاج الى تطهّرٍ متواصل وليس للتوبة زمانٌ. التوبة عملٌ متواصلٌ طوال الليل والنهار، التوبة هي مهنة الإنسان طوال الليل والنهار، في كل لحظة من لحظات عمره هو التائب النادم الذي يخضع لله ويتواضع ويتذلل وينسحق أمام الله. لا يمكن أن نتخلّص من الكبرياء إلاّ بالتواضغ والإنسحاق والتذلّل والتخشّع أمام الله. كل الذين نعموا بمشاهدات إلهية تواضع إبراهيم أيوب داوود بطرس وسواهم، إبراهيم قال الأرض رماد. الإنتفاخ إذاً هو إنتفاخٌ بالشيطان فالشيطان هو الذي ينفخنا. مطالعة القديس أفرام ضرورية لإكتساب التواضع ولمعرفة الذات بدون أن نكتشف ذواتنا إكتشافاً كبيراً جداً نعجز عن الإعتراف بذنوبنا إعترافاً كاملاً.
المسيحي الحقيقي يُراقب نفسه ليلاً ونهاراً. لم نلد كاملين من بطون أمهاتنا، وُلدنا كصفر ينطلق شيئاً فشيئاً وما دمنا نتطور بإستمرار وننتقل بإستمرار من حال الى حال. فالتوبة الحقيقية تكون هي معدن هذا الإنتقال من حال الى حال، وهذا هو جوهر التوبة في النتيجة أن تنتقل من الماضي الى المستقبل بصورة فضلة تترك في كل لحظة عيوبك لتقتني الفضائل. والحرب ضدّ الأهواء والرزائل ليست حرباً سهلة هي حرب حقيقية ولكن حرب داخلية ينتهي العمر ولا تنتهي، لا يستطيع إنسان أن يقول أنا حققت الإنتصار الكامل.
يوحنا فمّ الذهب يقول إنّ يسوع في لحظة الموت يُكَمّل مختاريه الذين يستحقون ملكوته. ولذلك ما دمنا نمشي على الأرض فنحن مغموسون في الخطايا مجبولون بالخطايا، ولا يفتخر أحد بذاته بل مَنْ إفتخر فليفتخر بالرب. ماذا صنعت يا إنسان؟ خلقك الله وأعطاك هذه الدنيا هل صنعت شيئاً من لا شيء؟ تستعمل هذا الكون وتفتخر، الكون ليس لك، الكون لله سلّطك الله عليه لتُحسن إستخدامه فلا تُسىء إستعماله، فإساءة الإستعمال أساس كلّ الخطايا، فما هي الخطيئة؟ الخطيئة هي إساءة الإستعمال، تسيء إستعمال نفسك تسيء إستعمال الآخرين تسيء إستعمال الطبيعة، متى ما أسأت الإستعمال سقطت في الخطيئة. المطلوب حُسن الإستعمال، إستعمل نفسك حسناً إستعمل الكون حسناً، ولكن يبقى الإنسان ضعيفاً يَعدُ الله بالتوبة ويفشل، الفصل السابع من رسالة بولس الى أهل رومية واضحة: “فيما أريد أنا أن أعمل الخير أرى ناموساً آخر فيّ يجذبني الى الشر وأعمل الشرّ الذي لا أريده”.
خلقنا الله أحراراً ولكن السقوط، فتح الباب للأهواء فتجرفنا الأهواء ضدّ إرادتنا، بالجهاد الروحي المتين نسيطر على أهوائنا وننتزع طاقاتها لنستعملها في الأعمال الصالحة، فالغضب نزعة، تستطيع أن تحوّل الغضب إلى مقاومة الرذائل، تحوّل الغضب الشرس إلى العمل اليدوي إلى نسج الفضائل إلى الرياضة إلى الصبر، الغضوب يستطيع أن يحوّل غضبه إلى الصبر وإلى إحتمال الآخرين بوداعة، الغضب هوى شرّير، ولكن إذا إستشاط الغضب إرتكب الإنسان الجرائم الفاحشة، فبدلاّ من إستعمال الغضب في الجرائم الفاحشة وإيذاء الآخرين يحوّل المرء هذه الطاقات كلّها إلى المحبة إلى الخدمة إلى العمل إلى الرياضة إلى النشاط الإجتماعي فيصير نشيطاً صبوراً يتحمل الأعباء. فتحويل الغضب مسألة مهمة جداً، يتحوّل إلى فضائل عديدة ليس فقط إلى الوداعة، يتحول إلى الصبر إلى طول الأناة إلى التحمّل إلى العمل اليدوي المفيد، ويتخلص المرء بذلك من الضجر فالغضوب يضجر كثيراً وإذا حوّل الغضب يتخلّص أيضاً من الضجر، والضجر عيبٌ كبير يلاحق الإنسان من المهد إلى اللحد فيجعله ييأس سريعاً ويتراجع سريعاً ويُهمل النشاط الروحي سريعاً.
لا مجال في فصلٍ واحد لتعداد كلّ عيوب الإنسان. هذا الإنسان لديه عيوب عديدة، كلّه عيوب وهو بحاجة دوماً إلى الإصلاح. يصلح ذاته ويستعين بغيره لمساعدته على إصلاح ذاته وليس من السهل أن نكتشف كل أعماق الإنسان، فالغوص في أعماق الإنسان مهمّة شاقة، هل نستطيع أن نغوص في أعماق الإنسان دون مساعدة الإنسان الآخر؟ والإنسان الآخر مبدئياً غير منفتح وغامض ولا يريد أن يكشف نفسه للآخرين لكي لا يخسر إحترام الآخرين له، فيعيب عليه أشياء عديدة ويظهر ضعيفاً أمامهم. المشكلة الأساسية هي أن الإنسان ساقط ونحن دينياً نريد أن نخلّصه من السقوط ونقرّبه إلى يسوع قُرباناً ذكياً حياً مرضياً الله. نفشل غالباً ولكن نبقى نشيطين لعلّ الله يتدارك نقصنا.
الإعتراف بالذنوب مفيد جداً جداً، التحليل النفسي لتطبيب المرضى النفسانيين يقوم على نوع من الإعتراف في النتيجة، يفتح المريض صدره للمطبّب فيفشي له بكل ما يخطر له من أفكار، ليست المسألة هنا دينية بل هي طبيّة ولكن المرشدون الروحيون يقومون بعمل مماثل لتطبيب الأمراض الروحية، فالأمراض الروحية تحتاج إلى أطباء والأطباء هم المرشدون الروحيون، وليس كلّ الكهنة مرشدين روحيين كما يدّعي البعض. فكما أنّ المحلل النفسي يدرس في الجامعة سنوات كذلك يجب إعداد المرشدين الروحيين إعداداً فنياً أصلياً على يدّ رهبان مشهورين مثل رهبان جبل آثوس، وهذا غير متوفر دائماً، ولذلك على الإنسان أن يهتمّ هو نفسه بنفسه ليقوّم نفسه. طبعاً الأبوان المتقنان يفيدان في هذا الباب ويستطيعان أن يفيدا إبنهما جيداً.
Discussion about this post