اليوم العاشر
تذكار الشهيدتين ابولونيا ودوروتيا
(السنكسار الماروني)
ولدت ابولونيا في مدينة الاسكندرية من أسرة مسيحية شريفة. ولما ثار الاضطهاد على المسيحيين في الاسكندرية، ثبتت ابولونيا راسخة في إيمانها، راغبة أن تموت لأجل المسيح. فقبض عليها لوسيانوس الوالي وبعد أن أذاقها مرَّ العذاب، أضرم ناراً وتهددها بالحريق إن لم تجحد إيمانها وتضحِّ للأوثان. عندئذ اضطرم قلبها بنار محبة الله فاندفعت بشجاعة الأبطال إلى القاء ذاتها في النار تشكر الله على نيلها إكليل الشهادة سنة 249.
قال القديس اوغسطينوس معلقاً على طريقة استشهادها إنه كان بإلهام الروح وإلاَّ لعدّ انتحاراً. وبهذا الغلهام سار كثيرات من الشهيدات نظيرها حفاظاً على طهارتنّ.
أمّا القديسة دوروتيا فكانت من قيصارية الكبادوك، قدوة للجميع بفضائلها مشهورة بذكاء عقلها وبديع جمالها. فألقى القبض عليها سابريسيوس والي المدينة وأمرها بأن تضحّي للأوثان، فرفضت بتشدد، فحنق الوالي وأحضر لها آلة العذاب وأخذ يتهددها فأجابت: إنَّ الرب قال: لا تخافوا ممّن يقتل الجسد وليس له أن يفعل أكثر (متى 10: 28). فبسطوها على آلة العذاب وجذبوها بقساوة بربرية وهي ثابتة صابرة تشكر الله. ثم سلَّمها الوالي إلى امرأتين جاحدتين. تسمّى الواحدة مسيحية والأخرى كاليستا، فوعظتهما القديسة فتأثّرتا وتابتا معترفتين بإيمانهما بالمسيح ونالتا إكليل الشهادة حريقاً في مرجل يغلي، فاستحضر الوالي دوروتيا وأجرى عليها عذابات أشدّ من الأولى فاستمرّت راسخة القدم في إيمانها، عندئذ أمر بقطع رأسها وبه نالت إكليل الشهادة سنة 304. صلاة الشهيدتَين معنا. آمين.
Discussion about this post