اليوم الثالث
تذكار سمعان الشيخ وحنه النبية
(السنكسار الماروني)
إن سمعان الشيخ الذي وصفه لوقا البشير بالصدّيق التقي كانت قد أشكلت عليه آية أشعيا النبي القائل:” ها إن العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمَّانوئيل” (اشعيا 7: 14). لذلك خطر له أن يغّير كلمة “عذراء” بكلمة “صبيّة”. لكن، سرعان ما كان اندهاشه في الغد، إذ رأى كلمة “صبيّة” ممحاة ومكانها لفظة “عذراء” كما كانت قبلا. فأيقن عندئذ أن ليس على الله أمر عسير. وأوحي إليه بالروح القدس أنه لا يموت قبل أن يعاين مسيح الرب. ولذلك بات ملازماً الهيكل، مثابراً على الصوم والصلاة، إلى أن رأى الأعجوبة رأي العين، فحمل الطفل على ذراعيه بإيمان راسخ وقلب طافح بالمحبة والرجاء، وهتف:” ربِّ، أطلق الآن عبدك بسلام!”.
وكانت حنه النبية بنت فنوئيل لا تفارق الهيكل، متعّبدة بالأصوام والصلوات ليلاً ونهاراً. ولشدة ما كان فيها من الشوق إلى رؤية المخلص، منَّ الله عليها بأن تراه بعين الجسد بعد أن رأته بالإيمان، ففي تلك الساعة حضرت تعترف للرب وتحدّث عنه كل من كان ينتظر فداء اسرائيل (لوقا2: 36-38). هكذا استطاعت أن تكون في طليعة المبشرين بالمسيح. صلاتهما معنا. آمين!