اليوم الرابع من شهر كانون الأول
تذكار مار يوحنا الدمشقي
(السنكسار الماروني)
ولد يوحنا في مدينة دمشق الشام، في أواخر القرن السابع، وكان أبوه سرجيوس ابن منصور حاكماً على المدينة، مشهوراً بالفضل والتُّقى، فاهتم بتربية ابنه وتثقيفه ثقافة عالية.
وبعد وفاة أبيه سرجيوس، أسندت إليه وظيفته. وكان الخليفة يجلُّه ويعتبره جداً فقرَّبه منه وجعله نجيَّ سرِّه.
وفي تلك الأثناء، أشهر الملك لاون الايصوري الحرب على الصور والأيقونات مُهدِّداً بالعذاب والموت كل من يُقدم على تكريمها.
فقام يوحنا يناهض تلك البدعة ويدافع بقلمه ولسانه عن تكريم الأيقونات وعن تقليد الكنيسة وعن معتقدها الصحيح، بأن إكرامها للأيقونات موَّجه إلى أشخاصٍ مَن تمثلهم، طلباً لشفاعتهم، وليس للمادة التي تمثل الأشخاص، كما كانت عبادة الوثنيين لأوثانهم.
فكان ذلك سبباً لإثارة غضب الملك… فزوَّر رسالة تقلَّد بها خط يوحنا وضمَّنها الشكوى من سوء معملة المسلمين للمسيحين، وأنه يطلب إرسال جيش لمحاصرة دمشق وهو يفتح له ابوابها. وأرسل الملك تلك الرسالة المزوَّرة إلى الخليفة. فاستشاط غيظاً، وعلى الفور، استحضر يوحنا وكاد يفتك به، دون أن يحاكمه أو يسمع له.
ولكن الخليفة تأكد براءة يوحنا ورداءة خصمه لاون، فأعاده إلى وظيفته. أما هو فقد عاف الدنيا، وترك وظيفته وباع أملاكه ووزع ثمنها على الفقراء والأيتام، وذهب إلى فلسطين ودخل دير القديس سابا، حيث انكبَّ على ممارسة الحياة الرهبانية بكل دقة ونشاط، منعكفاً على التآليف ومطالعة الكتب المقدسة. وامتاز بفضلتي الطاعة والتواضع وقد زاره البطريرك يوحنا الأورشليمي ووكل إليه الوعظ والإرشاد في كنيسة القيامة.
ولم يتخلف عن الذهاب الى القسطنطينية للدفاع عن المعتقد الكاثوليكي، ضد محاربي الأيقونات، بما أوتيه من جرأة وفصاحة نادرة.
ثم عاد إلى ديره في فلسطين، حيث قضى سنيّه الاخيرة في الصلاة وتأليف الكتب ونظم الأناشيد الكنسية البديعة، ورقد بالرب نحو سنة 756. صلاته معنا. آمين.
Discussion about this post