اليوم السابع عشر
تذكار الفتية الثلاثة القديسين حننيا وعزريا وميشائيل
(السنكسار الماروني)
لما أخذ اورشليم نبوكدنصَّر ملك بابل، سبى الشعب اليهودي والملك يوياقيم وساقهم إلى بابل، كان بينهم هؤلاء الفتيان الثلاثة حننيا وعزريا وميشائيل. اختارهم الملك ليكونوا معدِّين للوقوف أمامه. “ووظف لهم رزق كل يوم من طعام الملك ومن خمرة شرابه” ( دانيال 1: 5). فأبوا أن يخالفوا شريعة آبائهم ويتنجَّسوا بتلك المآكل، وطلبوا أن يأكلوا الحبوب فقط.
وحلم الملك حلماً أزعجه، ولم يقدر أحدٌ من السحرة والعلماء أن يفسره له. فامر بقتلهم عن آخرهم. فتقدم دانيال وصلى مع الفتيان الثلاثة، وبوحي من الله تمكَّن من تفسير ذلك الحلم وكشف ما فيه من غوامض. عندها خرَّ الملك سجد لدانيال واعترف بالإله الذي أعطاه تلك الحكمة. وولَّى الفتيان الثلاثة على إقليم بابل. ثم أن الملك صنع تمثالاً واحتفل بتدشينه، آمراً الجميع أن يسجدوا له. فأبى اولئك الفتيان الثلاثة أن يعملوا بأمر الملك، فاستشاط غيظاً وأمر بإلقائهم في أتون النار. لكن الله أرسل ملاكه اليهم ولجم ألسنة النار عنهم فلم تمسَّهم بأذىً، بل ظلوا يتمشَّون وسط اللهب يترنمون بتسبحتهم المشهورة التي تتلى بفرضنا الكنسي، قائلين:” مباركٌ أنت أيها الرب الإله آبائنا”. ورأى الملك نبوكدنصَّر الملاك بينهم. فتعجب وخاف وأمر بإخراجهم حالاً، فوجدهم سالمين، حتى ثيابهم لم تمسَّها النار، فلم يتمالك من الهتاف قائلاً:” تبارك إله حننيا وعزريا وميشائيل الذي أرسل ملاكه وأنقذ عبيده” (دانيال 3: 95). ثم أصدر أمراً إلى جميع مملكته، بألاَّ يجدف احدٌ على إله حننيا وعزريا وميشائيل.
وزاد الملك في إكرامهم وترقيتهم في إقليم بابل. وعاشوا بالبرِّ والقداسة إلى أن رقدوا بالرب سنة 628 قبل مجيء المسيح. صلاتهم معنا. آمين.
Discussion about this post