اليوم الثالث
تذكار البابا ايسيدوروس أسقف إشبيلية
(السنكسار الماروني)
ولد ايسيدوروس في إسبانيا سنة 560. كان أبوه ساويريانوس والياً. درس العلوم على أخيه الأكبر لياندروس أسقف إشبيلية وكان متكاسلاً مستصعباً الدرس. ورأى يوماً أثر الحبل في حجر على بئر فقال في نفسه: إن كانت المداومة قد أثرت في الحجر الصلب، فلا بد من أن المواظبة على الدرس تؤثر بعقلي. فعاد إلى أخيه. وعكف على الدرس. فأتقن اللغات اللاتينية واليونانية والعبرانية. وتضلع من العلوم، حتى فاق أهل عصره.
وكان أكبر المساعدين لأخيه لياندروس أسقف إشبيلية في رد الآريوسيين إلى الإيمان الكاثوليكي. وقد تحمل مشاق كثيرة في هذا السبيل. اعتزل في دير أنشأه ليتفرغ لاأمال الإماتة ودرس الكتب المقدسة. ولما توفي أخيه لياندروس أسقف إشبيلية، أجمع الإكليروس والشعب على انتخاب ايسيدوروس أسقفاً سنة 600. فقام يسوس رعيته بغيرة وقداسة. فاستأصل بدعة آريوس من أبرشيته. وأنشأ معهداً للغكليركيين. وكان هو يعلّم اللاهوت. وبنى أدياراً كثيرة. ترأس مجمع إشبيلية الثاني. وفي سنة 623 ترأس أيضاً مجمع تُوليد الرابع. وقد اشتهر هذا القديس بتآليفه، حتى لقبه الإسبانيون: بمعلن الكنيسة الكاثوليكية وملفانها العظيم.
وأعلمه الله بدنو أجله. فدخل الكنيسة، ونزع عنه ثياب الحبرية، وطلب من الإكليريكيين أن يوشحوه بثوب التوبة. فألبسوه مسحاً. وأخذ يذر الرماد على رأسه. واستغفر من الحاضرين. ثم تناول القربان الأقدس ورقد بالرب سنة 636. وله عدة تآليف هامة، تدل على سمو مداركه وغزارة معارفه. صلاته معنا. آمين.
Discussion about this post