اليوم السادس عشر
تذكار مار متى الإنجيلي الرسول
(السنكسار الماروني)
كان متى من قانا الجليل ويسَّمى لاوي بن حلفى وكان عشَّاراً أي جابياً العشور. ولما مرَّ يسوع بمكان الجباية، على طريق كفرناحوم دعاه، فلساعته لبَّى الدعوة وترك وظيفته وسار مع السيد المسيح منضمّاً إلى الاثني عشر رسولاً.
دعا يسوع إلى بيته وصنع له وليمة عظيمة. هناك قال يسوع راداً على اعتراض الفريسيين:” لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب، لكن ذوو الأسقام” (متى 9: 10 – 13).
ولزم متى العشار معلمه الإلهي نظير سائر الرسل، واقفاً حياته كلَّها على خدمته. فسمع تعاليمه الإلهية واغتبط بمشاهدة عجائبه وقيامته المجيدة وصعوده إلى السماء. وبعد حلول الروح القدس يوم العنصرة، أخذ يبشر باسم يسوع في أورشليم واليهودية.
وهو أول من كتب إنجيل الرب، في السنة الثامنة بعد صعوده إلى السماء وهي الحادي والأربعون للمسيح. وكان ذلك قبل مغادرته أورشليم.
وكتب إنجيله باللغة الآرامية أي السريانية، ثم نُقل إلى اللغة اليونانية، وبه يُثبت أن يسوع هو المسيح المنتظر الذي تمَّت به النبوءات. ولمَّا توزَّع الرسل للبشارة، قام متى يطوف بلاد الله الواسعة. فذهب إلى مصر، حيث آمن على يده كثيرون.
ومن هناك استأنف سيره إلى بلاد الحبشة. فهدى الناس إلى الإيمان بالمسيح. وأيَّده الله بصنع المعجزات. فأقام من الموت ابن الملك واسمه اوفرانو، فآمن الملك ومملكته بأسرها، عند هذه الأعجوبة الباهرة. ولا سيما ابنة الملك ايفيجانيا التي رغَّبها الرسول في حفظ البتولية، واقتدى بها كثيرات من رفيقاتها.
وكان الملك الجديد هيرناس يريد الاقتران بالبتول ايفيجانيا، لأنه شغف بجمالها، فجاء يطلب من الرسول أن يقنعها بذلك، فلم يجبه على طلبه، فحنق عليه الملك وأرسل جندياً إلى الكنيسة، حيث كان القديس يقيم الذبيحة الإلهية، فطعنه بحربةٍ فأسلم الروح.
ودامت بشارته في بلاد الحبش ثلاثاً وعشرين سنة، هدم فيها هياكل الأصنام وأقام الكنائس ورسم الأساقفة والكهنة والشمامسة. وكانت وفاته نحو السنة التسعين للميلاد. صلاته معنا. آمين.
Discussion about this post