اليوم السادس والعشرون
تذكار القديس بطرس بطريرك الإسكندرية
(السنكسار الماروني)
ولد هذا القديس في مدينة الإسكندرية، وفي السنة 300 انتُخب بطريركاً على الكرسي الإسكندري، لما تحلَّى به من علم غزير وفضيلة راهنة.
وفي السنة 303 أثار ديوكلتيانوس وزميله مكسيميانوس اضطهاداً عاماً على كنيسة الشرق، فقام البطريرك بطرس يطوف أنحاء البطريركية ويشجع أبناءه على الثبات في إيمانهم، فكان لكلامه أشد تأثير في القلوب، حتى أقدم المؤمنون بالألوف على الاستشهاد بكل جرأة.
وحدث أن ملاتيوس أسقف هليوبوليس قد جحد الإيمان وقدَّم بخوراً للأوثان، مع بعض المسيحيين، خوفاً من العذاب، فحزن البطريرك جداً لهذا الحادث الأليم. وأخذ يبذل النصح الأبوي لذلك الأسقف الجاحد، فلم يرعو عن غيِّه. فعقد البطريرك مجمعاً مع بعض الأساقفة، وحرمه هو والشماس آريوس الذي كان يجدِّف على الكلمة الأزلي.
وفي السنة311، قبض الولاة عليه بأمر مكسيميانوس، وألقوه في السجن إلى الغد، فعرف المؤمنون بسجنه، فجاءوا يدافعون عنه وكان آريوس قد تظاهر بالتوبة وقصده بذلك أن يكون خليفة للبطريرك بعد وفاته. عرف البطريرك مراد آريوس وخبثهُ وطمعهُ بالبطريركية. ثم اختلى بكاهنيه الفاضلين وحذَّرهما من آريوس وشرّه. وبعد ذلك أتى الجند ليأخذوه إلى الاستشهاد، فأسلم نفسه. فجاءوا به إلى معبد صغير كان قد أعدَّه قبراً له، وبعد أن جثا يصلي إلى الله ليمنع الاضطهاد عن الكنيسة، قدَّم عنقه للسيف وفاز بإكليل الشهادة سنة 311. صلاته معنا. آمين.
Discussion about this post