من عيد الدِنْح إلى الأحد الأوَّل
(إعتلان سرّ المسيح)
الإنجيل الأسبوعي – زمن الدنح
(6 كانون الثاني – عيد الدنح)
فصلٌ منَ رِسَالَةِ القدِّيس بولس الرَسول إلى تلميذه طيطس، وبارِكْ يا سيِّد (طي 2/ 11-3/ 7)
يا إِخوَتي، إِنَّ نِعْمَةَ اللهِ قَدْ ظَهَرَتْ خَلاصًا لِجَمِيعِ النَّاس، وهِيَ تُؤَدِّبُنَا لِنَحْيَا في الدَّهْرِ الـحَاضِرِ بِرَزَانَةٍ وبِرٍّ وتَقْوَى، نَابِذِينَ الكُفْرَ والشَّهَوَاتِ العَالَمِيَّة، مُنْتَظِرِينَ الرَّجَاءَ السَّعِيد، وظُهُورَ مَجْدِ إِلـهِنَا ومُخَلِّصِنَا العَظِيمِ يَسُوعَ الـمَسِيح، الَّذي بَذَلَ نَفْسَهُ عَنَّا، لِيَفْتَدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْم، ويُطَهِّرَنَا لِنَفْسِهِ شَعْبًا خَاصًّا، غَيُورًا على الأَعْمَالِ الصَّالِحَة. تَكَلَّمْ بِهـذِهِ الأُمُورِ وَعِظْ بِهَا، ووَبِّخْ بِكُلِّ سُلْطَان. ولا يَسْتَهِنْ بِكَ أَحَد. ذَكِّرْهُم أَنْ يَخْضَعُوا لِلرِّئَاسَاتِ والسَّلاطِين، ويُطِيعُوهُم، ويَـكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِح، ولا يُجَدِّفُوا على أَحَد، ويَكُونُوا غَيْرَ مُمَاحِكِين، حُلَمَاء، مُظْهِرِينَ كُلَّ ودَاعَةٍ لِجَميعِ النَّاس. فَنَحْنُ أَيْضًا كُنَّا مِنْ قَبْلُ أَغبِيَاء، عَاقِّين، ضَالِّين، مُسْتَعْبَدِينَ لِشَهَواتٍ ولَذَّاتٍ شَتَّى، سَالِكِينَ في الشَّرِّ والـحَسَد، مَمْقُوتِين، مُبْغِضِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا. ولـكِنْ لـَمَّا تَجَلَّى لُطْفُ اللهِ مُخَلِّصِنَا، ومَحَبَّتُهُ لِلبَشَر، خَلَّصَنَا، لا بِأَعْمَالِ بِرٍّ عَمِلْنَاهَا، بَلْ وَفْقَ رَحْمَتِهِ، بِغَسْلِ الـمِيلادِ الثَّاني، وتَجْدِيدِ الرُّوحِ القُدُس، الَّذي أَفَاضَهُ اللهُ عَلينَا بِغَزَارَة، بِيَسُوعَ الـمَسِيحِ مُخَلِّصِنَا. فإِذا تَبَرَّرْنَا بِنِعْمَتِهِ، نَصِيرُ وَارِثِينَ وَفْقًا لِرَجَاءِ الـحَياةِ الأَبَدِيَّة.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
(6 كانون الثاني – عيد الدنح)
مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (لو 3/ 15-22)
قالَ لُوقا البَشير: فيمَا كانَ الشَّعْبُ يَنتَظِر، والـجَمِيعُ يَتَسَاءَ لُونَ في قُلُوبِهِم عَنْ يُوحَنَّا لَعَلَّهُ هُوَ الـمَسِيح، أَجَابَ يُوحَنَّا قَائِلاً لَهُم أَجْمَعِين: “أَنَا أُعَمِّدُكُم بِالـمَاء، ويَأْتي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، مَنْ لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ. هُوَ يُعَمِّدُكُم بِالرُّوحِ القُدُسِ والنَّار. في يَدِهِ الـمِذْرَى يُنَقِّي بِهَا بَيْدَرَهُ، فيَجْمَعُ القَمْحَ في أَهْرَائِهِ، وأَمَّـا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لا تُطْفَأ”. وبِأَقْوَالٍ أُخْرَى كَثيرَةٍ كانَ يُوحَنَّا يَعِظُ الشَّعْبَ ويُبَشِّرُهُم. لـكِنَّ هِيرُودُسَ رئِيسَ الرُّبْع، وقَد كانَ يُوحَنَّا يُوَبِّخُهُ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا امْرَأَةِ أَخِيه، ومِنْ أَجْلِ كُلِّ الشُّرُورِ الَّتي صَنَعَها، زَادَ على تِلْكَ الشُّرُورِ كُلِّهَا أَنَّهُ أَلقَى يُوحَنَّا في السِّجْن. ولـمَّا اعْتَمَدَ الشَّعْبُ كُلُّهُ، واعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضًا، وكانَ يُصَلِّي، انفَتَحَتِ السَّمَاء، ونَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ القُدُسُ في صُورَةٍ جَسَديَّةٍ مِثْلِ حَمَامَة، وجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: “أَنْتَ هُوَ ابْنِي الـحَبِيب، بِكَ رَضِيت”.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
(7 كانون الثاني- مديح المعمدان)
فصلٌ منَ رِسَالَةِ القدِّيس بولس الرَسول إلى أهلِ قولسّي، وبارِكْ يا سيِّد (قول 1/ 24-29)
يا إِخوَتي، إِنِّي أَفْرَحُ الآنَ بِالآلامِ الَّتي أُعَانِيهَا مِنْ أَجْلِكُم، وأُتِمُّ في جَسَدِي مَا نَقَصَ مِن مَضَايِقِ الـمَسِيح، مِن أَجْلِ جَسَدِهِ الَّذي هُوَ الكَنِيسَة، وقَدْ صِرْتُ أَنَا خَادِمًا لَهَا، وَفْقَ تَدْبِيرِ اللهِ الَّذي وُهِبَ لي مِن أَجْلِكُم، لِكَي أُتِمَّ التَّبْشِيرَ بِكَلِمَةِ الله، ذاكَ السِّرِّ الـمَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ والأَجْيَال، ولـكِنَّهُ كُشِفَ الآنَ لِقِدِّيسِيه، الَّذِينَ شَاءَ اللهُ أَنْ يُعَرِّفَهُم مَا هُوَ غِنَى مَجْدِ هـذَا السِّرِّ في الأُمَم: إِنَّهُ الـمَسِيحُ فيكُم، وهُوَ رَجَاءُ الـمَجد! وبِهِ نَحْنُ نُبَشِّرُ وَاعِظِينَ كُلَّ إِنْسَان، ومُعَلِّمِينَ كُلَّ إِنْسَانٍ في كُلِّ حِكْمَة، لِكَي نَجْعَلَ كُلَّ إِنْسَانٍ كَامِلاً في الـمَسِيح. ولأَجْلِ ذلِكَ، فإِنِّي أَتْعَبُ وأُجَاهِدُ بِحَسَبِ قُدْرَتِهِ العَامِلَةِ فيَّ بِقُوَّة.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
(7 كانون الثاني- مديح المعمدان)
مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (لو 7/ 18-30)
قالَ لوقا البشير: دَعَا يُوحَنَّا اثنَينِ مِنْ تَلامِيذِهِ، وَأَرْسَلَهُما إِلى الرَبّ يَقُول: “أَنْتَ هُوَ الآتِي، أَمْ نَنْتَظِرُ آخَر؟”. فَأَقْبَلَ الرَّجُلانِ إِلَيهِ وَقَالا: “يُوحَنَّا الـمَعْمَدانُ أَرْسَلَنا إِلَيْكَ قَائِلاً: أَنْتَ هُوَ الآتِي، أَمْ نَنْتَظِرُ آخَر؟”. في تِلْكَ السَّاعَة، شَفَى يَسُوعُ كَثِيرِينَ مِنْ أَمْرَاضٍ وَعاهَاتٍ وَأَرْوَاحٍ شِرِّيرَة، وَوَهَبَ البَصَرَ لِعُمْيانٍ كَثِيرِين. ثُمَّ أَجابَ وقالَ لِلرَّجُلَين: “إِذْهَبَا وَأَخْبِرا يُوحَنَّا بِمَا رَأَيْتُما وَسَمِعْتُما: أَلعُمْيَانُ يُبْصِرُون، وَالعُرْجُ يَمْشُون، وَالبُرْصُ يَطْهُرُون، والصُّمُّ يَسْمَعُون، والـمَوتَى يَقُومُون، والـمَسَاكِينُ يُبَشَّرُون، وَطُوبَى لِمَنْ لا يَشُكُّ فِيَّ”. وانْصَرَفَ رَسولاَ يُوحَنَّا فَبَدَأَ يَسُوعُ يَقُولُ لِلجُمُوعِ في شَأْنِ يُوحَنَّا: “مَاذا خَرَجْتُم إِلَى البَرِّيَّةِ تَنْظُرُون؟ أَقَصَبَةً تُحَرِّكُها الرِّيح؟ أَوْ مَاذا خَرَجْتُم تَرَون؟ أَرَجُلاً في ثِيَابٍ نَاعِمَة؟ هَا إِنَّ الَّذِينَ يَلْبَسُونَ الـمَلابِسَ الفَاخِرَة، وَيَعِيشُونَ في التَّرَف، هُمْ في قُصُورِ الـمُلُوك. أَوْ مَاذا خَرَجْتُم تَرَون؟ أَنَبِيًّا؟ أَقُولُ لَكُم: نَعَم! بَلْ أَكْثَرَ مِنْ نَبِيّ! هـذَا هُوَ الَّذي كُتِبَ عَنْهُ: هَا أَنَا مُرسِلٌ مَلاكِي أَمَامَ وَجْهِكَ لِيُمَهِّدَ الطَّرِيقَ أَمَامَكَ. أَقُولُ لَكُم: لَيْسَ في مَوالِيدِ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا، وَلـكِنَّ الأَصْغَرَ في مَلَكُوتِ اللهِ أَعْظَمُ مِنْهُ”. وَلَمَّا سَمِعَ الشَّعْبُ كُلُّهُ والعَشَّارُون، الَّذِينَ اعْتَمَدُوا بِمَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا، إِعْتَرَفُوا بِبِرِّ الله. أَمَّا الفَرِّيسِيُّونَ وَعُلَمَاءُ التَّوْرَاة، الَّذِينَ لَمْ يَعْتَمِدُوا، فَرَفَضُوا مَشِيئَةَ الله.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
(8 كانون الثاني)
فصلٌ منَ رِسَالَةِ القدِّيس بولس الرَسول إلى أهلِ قولسّي، وبارِكْ يا سيِّد (قول 2/ 1-7)
يا إِخوَتي، أُريدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَيَّ جِهَادٍ أُعَاني مِن أَجْلِكُم، ومِن أَجْلِ الَّذِينَ في لَوْدِقِيَّة، وكُلِّ الَّذِينَ لَم يَرَوا بأُمِّ العَينِ وَجْهي، لِكَي تَتَعَزَّى قُلُوبُهُم، ويَلْتَئِمُوا في الـمَحَبَّة، فيَبْلُغُوا إِلى كُلِّ الغِنَى الَّذي في مِلْءِ اليَقِينِ والفَهْم، ويَعْرِفُوا سِرَّ اللهِ أَيِ الـمَسِيح، الَّذي تَكْمُنُ فيهِ كُلُّ كُنُوزِ الـحِكْمَةِ والـمَعْرِفَة. أَقُولُ هـذَا لِئَلاَّ يَغُرَّكُم أَحَدٌ بِكَلامٍ مُمَوَّه! فإِنِّي وإِنْ كُنْتُ غَائِبًا بِالـجَسَد، فأَنَا بالرُّوحِ حَاضِرٌ مَعَكُم، وأَفْرَحُ إِذْ أَرى حُسْنَ نِظَامِكُم ورُسُوخَ إِيْمَانِكُم بِالـمَسِيح. فكَما تَقَبَّلتُم المَسِيحَ يَسُوعَ الرَبّ، اسْلُكُوا فيه، مُتَأَصِّلينَ وَمَبْنِيِّينَ فيه، وراسِخِينَ على الإِيمان، وَفْقَ ما تَعَلَّمْتُم، وفائِضِينَ بالشُكْرَان.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
(8 كانون الثاني)
مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ متَّى الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (متَّى 3/ 13-17)
قال متَّى الرَّسُول: حِينَئِذٍ جَاءَ يَسُوعُ مِنَ الـجَلِيلِ إِلى الأُرْدُنّ، إِلى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ عَلى يَدِهِ. وكَانَ يُوحَنَّا يُمَانِعُهُ قَائِلاً: “أَنَا الـمُحْتَاجُ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ، وأَنْتَ تَأْتِي إِليَّ ؟”. فَأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ:”دَعْنِي الآنَ، فَهـكَذَا يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُتِمَّ كُلَّ بِرّ!”. حِينَئِذٍ تَرَكَهُ يَعْتَمِد. ولَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ حَالاً مِنَ الـمَاء، وإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ، ورَأَى رُوحَ اللهِ يَنْزِلُ مِثْلَ حَمَامَة، ويَحِلُّ عَلَيْه. وإِذَا صَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ يَقُول: “هـذَا هُوَ ابْنِي الـحَبِيبُ الَّذي بِهِ رَضِيت”.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
(9 كانون الثاني)
فصلٌ منَ رِسَالَةِ القدِّيس بولس الرَسول إلى أهلِ غلاطية، وبارِكْ يا سيِّد (غل 5/ 2-15)
يا إِخوَتي، هَا أَنَا بُولُسَ أَقُولُ لَكُم: إِذَا اخْتَتَنْتُم، فَالـمِسِيحُ لَنْ يُفِيدَكُم شَيْئًا! وأَعُودُ أَشْهَدُ لِكُلِّ إِنْسَانٍ يَخْتَتِن، أَنَّهُ مُلْزَمٌ أَنْ يَعْمَلَ بأَحْكَامِ الشَّرِيعَةِ كُلِّهَا. لَقَدْ فُصِلْتُم عَنِ الـمَسِيح، أَنتُمُ الَّذِينَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَتَبَرَّرُوا بِالشَّرِيعَة، وسَقَطْتُمْ عَنِ النِّعْمَة. أَمَّا نَحْنُ فَبِالرُّوحِ نَنْتَظِرُ ونَرْجُو التَّبْرِيرَ بِالإِيْمَان. ففِي الـمَسِيحِ يَسُوع، لا الـخِتَانَةُ ولا عَدَمُ الـخِتَانَةِ يَنْفَعُ شَيْئًا، بَلِ الإِيْمَانُ العَامِلُ بِالـمَحَبَّة. كُنْتُم تَجْرُونَ جَرْيًا جَيِّدًا، فَمَنْ أَعَاقَكُم عَنِ الطَّاعَةِ لِلْحَقّ؟ ومَا أَقْنَعُوكُم بِهِ لَيْسَ مِنَ اللهِ الَّذي يَدْعُوكُم. إِنَّ قَلِيلاً مِن الـخَمِيرِ يُخَمِّرُ العَجْنَةَ كُلَّهَا. أَنَا وَاثِقٌ بِكُم في الرَبّ أَنَّكُم لَنْ تَرْتَأُوا أَيَّ رَأْيٍ آخَر، أَمَّا الَّذي يُبَلْبِلُكُم فإِنَّهُ سيُعَانِي الدَّيْنُونَة، كَائِنًا مَنْ كَان. وَأَنَا، أَيُّهَا الإِخْوَة، إِنْ كُنْتُ أُنَادِي إِلى الآنَ بالـخِتَانَة، فَلِمَاذَا أُضْطَهَدُ بَعْد؟ إِذًا فقَدْ أُبْطِلَ عِثَارُ الصَّلِيب! يـا لَيْتَ الَّـذِينَ يُبَلبِلُونَكُم يَبْتُرُونَ أَعْضَاءَ هُم! فأَنْتُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، إِنَّمَا دُعِيتُم إِلى الْحُرِّيَّة. ولـكِن لا تَجْعَلُوا هـذِهِ الـحُرِّيَّةَ ذَرِيعَةً لإِرْضَاءِ الـجَسَد، بَلِ اخْدُمُوا بَعضُكُم بَعْضًا بِالـمَحَبَّة. فَإِنَّ الشَّريعَةَ كُلَّهَا تَكْتَمِلُ في كَلِمَةٍ وَاحِدَة، وهِيَ أَنْ تُحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. فإِنْ كُنْتُم تَنْهَشُونَ وتَأْكُلُونَ بَعْضُكُم بَعْضًا، فَاحْذَرُوا أَنْ تُفْنُوا بَعضُكُم بَعْضًا.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
(9 كانون الثاني)
مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحَنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 5/ 31-38)
قالَ الرَبّ يَسُوع: “لَوْ كُنْتُ أَنَا أَشْهَدُ لِنَفْسِي لَمَا كَانَتْ شَهَادَتِي مَقْبُولَة. ولـكِنَّ آخَرَ يَشْهَدُ لِي، وأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ الشَّهَادَةَ الَّتِي يَشْهَدُهَا لِي صَادِقَة. أَنْتُم أَرْسَلْتُم إِلى يُوحَنَّا فَشَهِدَ لِلحَقّ. وأَنَا لا أَسْتَمِدُّ الشَّهَادَةَ مِنْ إِنْسَان، ولـكِنْ مِنْ أَجْلِ خَلاصِكُم أَقُولُ هـذَا: كَانَ يُوحَنَّا السِّرَاجَ الـمُوقَدَ السَّاطِع، وأَنْتُم شِئْتُم أَنْ تَبْتَهِجُوا بِنُورِهِ سَاعَة. أَمَّا أَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ شَهَادَةِ يُوحَنَّا: أَلأَعْمَالُ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ أَنْ أُتَمِّمَهَا، تِلْكَ الأَعْمَالُ نَفْسُهَا الَّتِي أَعْمَلُهَا، تَشْهَدُ أَنَّ الآبَ أَرْسَلَنِي. والآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ شَهِدَ لِـي. وأَنْتُم مَا سَمِعْتُم يَومًا صَوتَهُ، ولا رَأَيْتُم مُحَيَّاه، ولا جَعَلْتُم كَلِمَتَهُ رَاسِخَةً فِيكُم، لأَنَّكُم لا تُؤمِنُونَ بِمَنْ أَرْسَلَهُ الآب”.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
(10 كانون الثاني)
فصلٌ منَ رِسَالَةِ القدِّيس بولس الرَسول إلى أهلِ غلاطية، وبـارِكْ يا سيِّد (غل 5/ 16-26)
يا إِخوَتي، أُسْلُكُوا بِالرُوح، ولا تُتِمُّوا شَهْوَةَ الـجَسَد. لأَنَّ الإِنْسَانَ الـجَسَدِيَّ يَشْتَهِي مَا هُوَ ضِدُّ الرُوح، والرُوحَ يَشْتَهِي مَا هُوَ ضِدُّ الإِنْسَانِ الـجَسَدِيّ. فكُلٌّ مِنْهُمَا يُضَادُّ الآخَر، حتَّى إِنَّكُم تَعْمَلُونَ مَا لا تُرِيدُون. ولـكِن إِنْ كُنْتُم تَنْقَادُونَ لِلْرُوحِ فلا تَكُونُونَ في حُكْمِ الشَرِيعَة. أَمَّا أَعْمَالُ الإِنْسَانِ الـجَسَدِيِّ فوَاضِحَة، وهِيَ: الفُجُور، والنَجَاسَة، والعِهْر، وعِبَادَةُ الأَوْثَان، والسِحْر، والعَدَاوات، والـخِصَام، والغَيْرَة، والغَضَب، والـمُنَازَعات، والانْقِسَامَات، والبِدَع، والـحَسَد، والسِكْر، والقُصُوف، ومَا أَشْبَهَ ذلِكَ. وأُنَبِّهُكُمُ الآنَ كَمَا نَبَّهْتُكُم مِنْ قَبْلُ: إِنَّ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ مِثْلَ هـذِهِ الأَعْمَال، لَنْ يَرِثُوا مَلَكُوتَ الله! أَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ الـمَحَبَّة، والفَرَح، والسَّلام، والأَنَاة، واللُّطْف، والصَّلاح، والأَمَانَة، والوَدَاعَة، والعَفَاف. ومَا مِنْ شَرِيعَةٍ تَنْهَى عَنْ مِثْلِ هـذِهِ الفَضَائِل. إِنَّ الَّذِينَ هُم لِلمَسِيحِ يَسُوعَ قَد صَلَبُوا الإِنْسَانَ الـجَسَدِيَّ وأَهْوَاءَهُ وشَهَواتِهِ. وإِذَا كُنَّا نَحْيَا بِالرُّوح، فَلْنَسْلُكْ أَيْضًا بِالرُّوح. فلا نَكُنْ سَاعِينَ إِلى الـمَجْدِ البَاطِل، بِالتَحَدِّي بَعْضُنَا لِبَعْض، وبِالـحَسَدِ بَعْضُنَا لِبَعْض.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
(10 كانون الثاني)
مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحَنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 5/ 39-47)
قالَ الرَبّ يَسُوع:” إِنَّكُم تَبْحَثُونَ في الكُتُب، لأَنَّكُم تَحْسَبُونَ لَكُم فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّة، وهِيَ الَّتي تَشْهَدُ لِي. ولا تُريدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِليَّ لِتَكُونَ لَكُمُ الـحَيَاة. أَنَا لا أَسْتَمِدُّ مَجْدًا مِنَ النَّاس. وأَنَا أَعْرِفُكُم، فَلَيْسَ فِيكُم مَحَبَّةُ الله. أَنَا بِاسْمِ أَبي أَتَيْت، ولا تَقْبَلُونَنِي. وإِنْ أَتَى آخَرُ بِاسْمِ نَفْسِهِ، فَإِيَّاهُ تَقْبَلُون. كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تُؤْمِنُوا، وأَنْتُم تَقْبَلُونَ مَجْدًا بَعْضُكُم مِنْ بَعْض، والـمَجْدَ الَّذِي مِنَ اللهِ الأَوْحَدِ لا تَطْلُبُون؟ لا تَحْسَبُوا أَنِيِّ سَأَشْكُوكُم أَنَا إِلى الآب، بَلْ لَكُم مَنْ يَشْكُوكُم، هُوَ مُوسَى الَّذي جَعَلْتُم فِيهِ رَجَاءَ كُم. فَلَو كُنْتُم تُؤْمِنُونَ بِمُوسَى لَكُنْتُم تُؤْمِنُونَ بِي، لأَنَّهُ هُوَ كَتَبَ عنِّي. فَإِنْ كُنْتُم لا تُؤْمِنُونَ بِمَا هُوَ كَتَب، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ بِكَلامِي؟”.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
(11 كانون الثاني)
فصلٌ منَ رِسَالَةِ القدِّيس بولس الرَسول إلى أهلِ غلاطية، وبـارِكْ يا سيِّد (غل 6/ 1-10)
يا إِخوَتي، إِنْ أُخِذَ إِنْسَانٌ بِزَلَّة، فأَصْلِحُوهُ أَنْتُمُ الرُّوحِيِّينَ بِرُوحِ الوَدَاعَة، واحْذَرْ أَنْتَ لِنَفْسِكَ لِئَلاَّ تُجَرَّبَ أَيْضًا. إِحْمِلُوا بَعْضُكُم أَثْقَالَ بَعْض، وهـكَذَا أَتِمُّوا شَرِيعَةَ الـمَسِيح. إِنْ ظَنَّ أَحَدٌ أَنَّهُ شَيء، وهُوَ لا شَيء، فَقَدْ خَدَعَ نَفْسَهُ. فَلْيَمْتَحِنْ كُلُّ وَاحِدٍ عَمَلَهُ، وحِينَئِذٍ يَكُونُ افْتِخَارُهُ في نَفْسِهِ فَقَطْ لا في غَيْرِهِ. فَإِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ سَيَحْمِلُ حِمْلَهُ الـخَاصّ. مَنْ يَتَعَلَّمُ كَلِمَةَ الإِيْمَان، فَلْيُشَارِكْ مُعَلِّمَهُ في جَمِيعِ الـخَيْرَات. لا تَضِلُّوا! فإِنَّ اللهَ لا يُسْتَهزَأُ بِهِ. فَكُلُّ مَا يَزْرَعُهُ الإِنْسَان، فَإِيَّاهُ يَحصُدُ أَيْضًا. فالَّذي يَزرَعُ فِي جَسَدِهِ، يَحصُدُ منَ الـجَسَدِ فَسَادًا؛ والَّذي يَزْرَعُ في الرُّوح، يَحصُدُ مِنَ الرُّوحِ حَيَاةً أَبَدِيَّة. فلا نَمَلَّ عَمَلَ الـخَيْر، ولا نَكِلَّ، لأَنَّنَا سَنَحْصُدُهُ في أَوانِهِ. إِذًا فمَا دَامَ لَنَا مُتَّسَعٌ مِنَ الوَقْت، فَلْنَصْنَعِ الـخَيْرَ إِلى جَمِيعِ النَّاس، وخُصُوصًا إِلى أَهلِ الإِيْمَان.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
(11 كانون الثاني)
مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ متَّى الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (متَّى 3/ 7-12)
قالَ متَّى الرَسُول: لَمَّا رَأَى يُوحَنَّا كَثِيرينَ مِنَ الفَرِّيسيِّينَ والصَدُّوقِيِّينَ يَأْتُونَ إِلَيْهِ لِيَعْتَمِدُوا، قَالَ لَهُم: “يَا نَسْلَ الأَفَاعِي، مَنْ دَلَّكُم عَلى الـهَرَبِ مِنَ الغَضَبِ الآتـي؟ أَثْمِرُوا ثَمَرًا يَلِيقُ بِالتَوْبَة. ولا يَخْطُرْ لَكُم أَنْ تَقُولُوا في أَنْفُسِكُم: إِنَّ أَبَانَا هُوَ إِبْرَاهِيم. فَأَنَا أَقُولُ لَكُم: إِنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هـذِهِ الـحِجَارَةِ أَوْلادًا لإِبْرَاهِيم. هَا هِيَ الفَأْسُ عَلى أُصُولِ الشَجَر، فَكُلُّ شَجَرَةٍ لا تُثْمِرُ ثَمَرًا طَيِّبًا تُقْطَعُ وتُلْقَى في النَار. أَنَا أُعَمِّدُكُم بِالـمَاءِ لِلتَوبَة. أَمَّا الآتِي بَعْدِي فَهُوَ أَقْوَى مِنِّي، ولَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَ هُ. هُوَ يُعَمِّدُكُم بِالرُوحِ القُدُسِ والنَار. في يَدِهِ الـمِذْرَى يُنَقِّي بِهَا بَيْدَرَهُ، فَيَجْمَعُ قَمْحَهُ في الأَهْرَاء، وأَمَّا التِبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لا تُطْفَأ”.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
(12 كانون الثاني)
فصلٌ منَ رِسَالَةِ القدِّيس بولس الرَسول إلى أهلِ غلاطية، وبارِكْ يا سيِّد (غل 6/ 11-18)
يا إِخوَتي، أُنْظُرُوا بِأَيِّ حُرُوفٍ عَرِيضَةٍ كَتَبْتُ إِلَيْكُم بِيَدِي. كُلُّ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَيِّضُوا وُجُوهَهُم في أُمُورِ الـجَسَد، هـؤُلاءِ يُلزِمُونَكُم أَنْ تَخْتَتِنُوا. وذلِكَ فَقَط لِئَلاَّ يُضْطَهَدُوا مِنْ أَجلِ صَلِيبِ الـمَسِيح؛ لأَنَّ الـمَخْتُونِينَ أَنْفُسَهُم لا يَحْفَظُونَ الشَّرِيعَة، بَلْ يُرِيدُونَ أَنْ تَخْتَتِنُوا، لِيَفْتَخِرُوا بِجَسَدِكُم. أَمَّا أَنَا فحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ ربِّنَا يَسُوعَ الـمَسِيح، الَّذي بِهِ صُلِبَ العَالَمُ لي، وأَنَا صُلِبْتُ لِلعَالَم. فمَا الـخِتَانَةُ بِشَيء، ولا عَدَمُ الـخِتَانَة، بَلِ الـخَلِيقَةُ الـجَدِيدَة. وكُلُّ الَّذِينَ يَسْلُكُونَ هـذَا السَّبِيل، أَلسَّلامُ عَلَيْهِم والرَّحْمَة، وعلى إِسْرَائِيلِ الله. فلا يُزْعِجْنِي أَحَدٌ بَعْدَ الآن، لأَنِّي أَحْمِلُ في جَسَدِي سِمَاتِ يَسُوع. نِعْمَةُ ربِّنَا يَسُوعَ الـمَسِيحِ معَ رُوحِكُم، أَيُّهَا الإِخْوَة! آمين!
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
(12 كانون الثاني)
مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ متَّى الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (متَّى 11/ 11-15)
قالَ الرَبّ يَسُوع: “أَلـحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَمْ يَقُمْ في مَواليدِ النِسَاءِ أَعْظَمُ مِـنْ يُوحَنَّا الـمَعْمَدَان، ولـكِنَّ الأَصْغَرَ في مَلَكُوتِ السَمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. ومِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الـمَعْمَدَانِ إِلى الآن، مَلَكُوتُ السَمَاواتِ يُغْصَب، والغَاصِبُونَ يَخْطَفُونَهُ. فَالتَوْرَاةُ والأَنْبِيَاءُ كُلُّهُم تَنَبَّأُوا إِلى أَنْ أَتَى يُوحَنَّا. وإِنْ شِئْتُم أَنْ تُصَدِّقُوا، فهُوَ إِيلِيَّا الـمُزْمِعُ أَنْ يَأْتي. مَـنْ لَهُ أُذُنَانِ فَلْيَسْمَعْ!”.
حَقًّا والأَمانُ لجميعِكم.
Discussion about this post