الأسبوع الخامس عشر بعد العنصرة
الإنجيل الأسبوعي
قبول الكلمة (توبة المرأة الخاطئة)
الأحد:فصل من رسالة القدِّيس بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي، وبارك يا سيِّد (1 تسا 1/ 1-10)
يا إِخوتي: مِنْ بُولُسَ وسِلْوانُسَ وطِيمُوتَاوُسَ إِلى كنِيسَةِ التَّسَالُونِيكيِّينَ الَّتِي في اللهِ الآبِ والرَبّ يَسُوعَ الـمَسيح: أَلنِّعْمَةُ لَكُم والسَّلام! نَشْكُرُ اللهَ دائِمًا مِنْ أَجْلِكُم جَمِيعًا، ونَذْكُرُكُم في صَلَواتِنَا بِغَيْرِ انْقِطاع. ونتَذَكَّرُ في حَضْرةِ إِلـهِنَا وأَبِينَا عَمَلَ إِيْمَانِكُم، وتَعَبَ مَحَبَّتِكُم، وثَبَاتَ رَجَائِكُم، كَمَا في رَبِّنَا يَسُوعَ الـمَسِيح. ونَعْلَم، أَيُّهَا الإِخْوَة، أَحِبَّاءُ الله، أَنَّ اللهَ اخْتَارَكُم؛ لأَنَّ إِنْجِيلَنَا لَمْ يَصِرْ إِلَيْكُم بِالكَلامِ وحَسْب، بَلْ أَيضًا بِالقُوَّةِ وبِالرُّوحِ القُدُسِ وَبِمِلْءِ اليَقِين، وأَنتُم تَعْلَمُونَ كَيْفَ كُنَّا بَيْنَكُم مِن أَجْلِكُم. فَقَدْ صِرْتُم تَقْتَدُونَ بِنَا وبِالرَبّ، إِذ قَبِلْتُمُ الكَلِمَة، في وَسَطِ ضِيقَاتٍ كَثِيرة، بِفَرَحِ الرُّوحِ القُدُس، حَتَّى صِرْتُم مِثَالاً لِجَمِيعِ الـمُؤْمِنينَ في مَقْدُونِيَةَ وأَخَائِيَة؛ لأَنَّهَا مِنْكُم ذَاعَتْ كَلِمَةُ الرَبّ، لا في مَقْدُونِيَةَ وأَخَائِيَةَ وحَسْب، بَلْ في كُلِّ مَكَانٍ انتَشَر إِيْمَانُكُم بِالله، حتَّى لَمْ يَعُدْ بِنَا حَاجَةٌ إِلى أَنْ نَقُولَ في ذلِكَ شَيْئًا. فَهُم أَنْفُسُهُم يُخْبِرُونَ عَنَّا كَيْفَ كَانَ دُخُولُنَا إِلَيْكُم، وكَيْفَ رَجَعْتُم عَنِ الأَوْثَانِ إِلى الله، لِكَي تَعْبُدُوا اللهَ الـحَيَّ الـحَقّ، وتَنْتَظِرُوا مِنَ السَّمَاواتِ ابْنَهُ، الَّذي أَقَامَهُ مِنْ بَينِ الأَمْوَات، يَسُوع، مُنَجِّينَا مِنَ الغَضَبِ الآتي.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
قبول الكلمة (توبة المرأة الخاطئة)
الأحد: مِن إِنجيلِ ربِّنا يسوعَ الْمَسيحِ للقدِّيس لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلنُصْغِ إِلى بِشَارَةِ الْحَياةِ والْخَلاصِ لنفُوسِنَا (لو 7/ 36-50)
قالَ لُوقَا البَشِير: سَأَلَ وَاحِدٌ مِنَ الفَرِّيسيِّينَ يَسُوعَ أَنْ يَتَناوَلَ الطَّعَامَ مَعَهُ، فَدَخَلَ بَيْتَ الفَرِّيسيِّ واتَّكَأ. وإِذا امرَأَةٌ، وَهِي الَّتِي كانَتْ في الْمَدينَةِ خَاطِئَة، عَلِمَتْ أَنَّ يَسوعَ مُتَّكِئٌ في بَيْتِ الفَرِّيسيّ، فَجَاءَتْ تَحْمِلُ قَارُورَةَ طِيب. وَوَقَفَتْ بَاكِيةً وَراءَ يَسُوع، عِنْدَ قَدَمَيْه، وَبَدَأَتْ تَبُلُّ قَدَمَيهِ بِالدُّمُوع، وتُنَشِّفُهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا، وتُقبِّلُ قَدَمَيْه، وَتَدْهُنُهُمَا بِالطِّيب. وَرأَى الفَرِّيسِيّ، الَّذي دَعَا يَسُوع، مَا جَرَى، فَقَالَ في نَفْسِهِ: “لَوْ كانَ هـذَا نَبِيًّا لَعَلِمَ أَيَّ امرَأَةٍ هِيَ تِلْكَ الَّتي تَلْمُسُهُ! إِنَّهَا خَاطِئَة”. فَأَجَابَ يَسوعُ وَقَالَ لَهُ: “يا سِمْعَان، عِنْدِي شَيءٌ أَقُولُهُ لَكَ”. قالَ الفَرِّيسِيّ: “قُلْ، يَا مُعَلِّم”. قالَ يَسُوع: “كانَ لِدَائِنٍ مَدْيُونَان، أَحَدُهُمَا مَدْيُونٌ بِخَمْسِمِئَةِ دِينَار، والآخَرُ بِخَمْسِين. وإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا ما يُوفِيَان، سَامَحَهُمَا كِلَيْهِمَا. فأَيُّهُما يَكُونُ أَكْثَرَ حُبًّا لَهُ؟”. أَجَابَ سِمْعَانُ وَقَال: “أَظُنُّ، ذَاكَ الَّذِي سَامَحَهُ بِالأَكْثَر”. فَقَال لَهُ يَسُوع: “حَكَمْتَ بِالصَّوَاب”. ثُمَّ التَفَتَ إِلى الْمَرْأَةِ وَقالَ لِسِمْعَان: “هَلْ تَرَى هـذِهِ الْمَرْأَة؟ أَنَا دَخَلْتُ بَيْتَكَ فَمَا سَكَبْتَ عَلى قَدَمَيَّ مَاء، أَمَّا هِيَ فَقَدْ بَلَّتْ قَدَمَيَّ بِالدُّمُوع، وَنشَّفَتْهُما بِشَعْرِها. أَنْتَ لَمْ تُقَبِّلْنِي، أَمَّا هِيَ فَمُنْذُ دَخَلْتُ لَمْ تَكُفَّ عَنْ تَقْبِيلِ قَدَمَيَّ. أَنْتَ مَا دَهَنْتَ رَأْسِي بِزَيْت، أَمَّا هِيَ فَدَهَنَتْ بِالطِّيبِ قَدَمَيَّ. لِذلِكَ أَقُولُ لَكَ: خَطايَاهَا الكَثيرةُ مَغْفُورَةٌ لَهَا، لأَنَّها أَحَبَّتْ كَثيرًا. أَمَّا الَّذي يُغْفَرُ لَهُ قَليلٌ فَيُحِبُّ قَلِيلاً”. ثُمَّ قَالَ لِلْمَرْأَة: “مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطايَاكِ!”. فَبَدَأَ الْمُتَّكِئُونَ مَعَهُ يَقُولُونَ في أَنْفُسِهِم: “مَنْ هُوَ هـذَا الَّذي يَغْفِرُ الْخَطايَا أَيْضًا؟”. فَقالَ يَسُوعُ لِلْمَرْأَة: “إِيْمَانُكِ خَلَّصَكِ! إِذْهَبِي بِسَلام!”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الإثنين: فصل من رسالة القدِّيس يعقوب، وبارك يا سيِّد (يع 1/1-8)
يا إِخوتي: مِنْ يَعْقُوب، عَبْدِ اللهِ والرَبّ يَسُوعَ الْمَسِيح، إِلى الأَسْباطِ الاثنَي عَشَرَ الَّذِينَ في الشَّتَات: سَلام! يا إِخْوَتِي، حينَ تَقَعُونَ في مِحَنٍ مُتَنَوِّعَة، إِعْتَبِرُوا ذلِكَ مِن دوَاعِي الفَرَحِ الكامِل. واعْلَمُوا أَنَّ امْتِحَانَ إِيْمَانِكُم يُنْشِئُ الثَّبَات. وَلْيَكُنِ الثَّباتُ حافِزًا لَكُم على العَمَلِ الكامِل، حتَّى تَكُونُوا كامِلِين، مُتَمَّمِين، غَيرَ نَاقِصِينَ في شَيء. وإِنْ كانَ أَحَدٌ مِنْكُم تَنْقُصُهُ الـحِكْمَة، فَلْيَطْلُبْهَا منَ اللهِ الَّذي يُعْطِي الـجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وبِغَيْرِ مِنَّة، فتُعْطَى لَهُ! وَلْيَطْلُبْهَا بإِيْمَانٍ غَيرَ مُرْتَابٍ البَتَّة، لأَنَّ الـمُرْتَابَ يُشْبِهُ مَوْجَ البَحْرِ حِينَ تَضْرِبُهُ الرِّيحُ وتُهَيِّجُهُ. فلا يَحْسَبَنَّ ذلِكَ الإِنْسَانُ أَنَّهُ سَيَأْخُذُ مِنَ الرَبّ شَيْئًا. إِنَّهُ إِنْسَانٌ ذُو نَفْسَيْنِ مُتَقَلِّبٌ في جَمِيعِ طُرُقِهِ.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الإِثنين: مِن إِنجيلِ ربِّنا يسوعَ الْمَسيحِ للقدِّيس لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلنُصْغِ إِلى بِشَارَةِ الْحَياةِ والْخَلاصِ لنفُوسِنَا (لو 17/ 5-10)
قالَ لُوقَا البَشِير: قالَ الرُّسُلُ لِلرَّبّ: “زِدْنَا إِيْمَانًا!”. فقَالَ الرَّبّ: “لَوْ كانَ فِيكُم مِنَ الإِيْمَانِ مِقْدارُ حَبَّةِ خَرْدَل، لَكُنْتُم تَقُولُونَ لِهـذِهِ التُّوتَة: إِنْقَلِعِي، وانْغَرِسِي في البَحْر، فَتُطِيعُكُم! وَمَنْ مِنْكُم لَهُ عَبْدٌ يَفْلَحُ الأَرْضَ أَوْ يَرْعَى القَطِيع، إِذا عَادَ مِنَ الْحَقْل، يَقُولُ لَهُ: أَسْرِعْ واجْلِسْ لِلطَّعَام؟ أَلا يَقُولُ لَهُ بِالأَحْرَى: أَعِدَّ لي شَيْئًا لأَتَعَشَّى، وَشُدَّ وَسْطَكَ واخْدُمْني حَتَّى آكُلَ وَأَشْرَب، وَبَعْدَ ذـلِكَ تَأْكُلُ أَنْتَ وَتَشْرَب. هَلْ عَلَيهِ أَنْ يَشْكُرَ العَبْدَ لأَنَّهُ فَعَلَ ما أُمِرَ بِهِ؟ وَهـكذَا أَنْتُم إِذَا فَعَلْتُم كُلَّ ما أُمِرْتُمْ بِهِ فَقُولُوا: إِنَّنَا عَبِيدٌ لا نَفْعَ مِنَّا، فَقَد فَعَلْنا مَا كانَ يَجِبُ عَلَينا أَنْ نَفْعَل”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الثلاثاء: فصل من رسالة القدِّيس يعقوب، وبارك يا سيِّد (يع 1/ 9-18)
يا إِخوتي: لِيَفْتَخِرِ الأَخُ الوَضِيعُ برِفْعَتِهِ. والغَنِيُّ بِضَعَتِهِ، لأَنَّهُ كَزَهْرِ العُشْبِ يَزُول: طَلَعَتِ الشَّمْسُ بِحَرِّهَا، فأَيْبَسَتِ العُشْب، وسَقَطَ زَهْرُهُ، وذَهَبَ جَمَالُ مَنظَرِهِ، هـكَذَا يَذْبُلُ الغَنِيُّ في مَسَاعِيه. طُوبَى للرَّجُلِ الَّذي يَثْبُتُ في الـمِحْنَة، لأَنَّهُ بَعْدَ أَنْ يَكُونَ قَدِ امْتُحِن، يَأْخُذُ إِكِليلَ الـحَياة، الَّذي وَعَدَ بِهِ اللهُ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُ. إِذَا جُرِّبَ أَحَدٌ فَلا يَقُلْ: “إِنَّ اللهَ يُجَرِّبُنِي”! لأَنَّ اللهَ لا يُمْكِنُ أَنْ يُجَرِّبَهُ الشَّرّ، وهُوَ لا يُجَرِّبُ بِهِ أَحَدًا. بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ بِشَهْوَتِهِ يُجَرَّب، حِينَ تَجْتَذِبُهُ وتَسْتَغْوِيه. والشَّهْوَةُ مَتَى حَبِلَتْ تَلِدُ الـخَطِيئَة، والـخَطِيئَةُ مَتَى اكْتَمَلَتْ تُوَلِّدُ الـمَوت. لا تَضِلُّوا، يا إِخْوَتِي الأَحِبَّاء. إِنَّ كُلَّ عَطِيَّةٍ صَالِحَة، وكُلَّ هِبَةٍ كامِلَةٍ هِيَ مِنْ عَلُ، تَنْزِلُ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَار، الَّذي لا تَحْوِيلَ فيهِ ولا ظِلَّ تَبْدِيل. لقَد شَاءَ فَوَلَدَنَا بِكَلِمَةِ الـحَقّ، لِنَكُونَ بَاكُورَةً مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الثلاثاء: مِن إِنجيلِ ربِّنا يسوعَ الْمَسيحِ للقدِّيس لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلنُصْغِ إِلى بِشَارَةِ الْحَياةِ والْخَلاصِ لنفُوسِنَا (لو 17/ 11-19)
قَالَ لُوقَا البَشِير: فِيمَا كانَ يَسُوعُ ذَاهِبًا إِلى أُورَشَلِيم، اجْتَازَ ما بَيْنَ السَّامِرَةِ والْجَلِيل. وفِيمَا هُوَ يَدْخُلُ إِحْدَى القُرَى، لَقِيَهُ عَشَرَةُ رِجَالٍ بُرْص، فَوَقَفُوا مِنْ بَعِيد، وَرَفَعُوا أَصْواتَهُم قَائِلين: “يا يَسُوع، يَا مُعَلِّم، إِرْحَمْنا!”. وَرَآهُم يَسُوعُ فَقالَ لَهُم: “إِذْهَبُوا وأَرُوا أَنْفُسَكُم لِلْكَهَنَة”. وفيمَا هُمْ ذَاهِبُونَ طَهُرُوا. فَلَمَّا رَأَى وَاحِدٌ مِنْهُم أَنَّهُ قَدْ شُفِيَ، عَادَ وَهوَ يُمَجِّدُ اللهَ بِصَوتٍ عَظِيم. وارْتَمَى عَلَى وَجْهِهِ عِنْدَ قَدَمَي يَسُوعَ يَشْكُرُه، وكانَ سَامِرِيًّا. فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقال: “أَمَا طَهُرَ العَشَرَة؟ فَأَيْنَ التِّسعَة؟ أَمَا وُجِدَ فِيهِم مَنْ يَعُودُ لِيُمَجِّدَ اللهَ سِوَى هـذَا الغَريب؟!”. ثُمَّ قالَ لَهُ: “قُمْ واذْهَبْ، إِيْمَانُكَ خَلَّصَكَ!”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الأربعاء: فصل من رسالة القدِّيس يعقوب، وبارك يا سيِّد (يع 1/ 19-27)
يا إِخوتي: فَلْيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ سَرِيعًا إِلى السَّمَاع، بَطِيْئًا إِلى الكَلام، بَطِيئًا إِلى الغَضَب؛ لأَنَّ غَضَبَ الرَّجُلِ لا يَعْمَلُ بِبِرِّ الله. لِذـلِكَ أَلْقُوا عَنْكُم كُلَّ نَجَاسَة، وكُلَّ طُغْيَانِ شَرّ، واقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الكَلِمَةَ الـمَغْرُوسَةَ فيكُم، والقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُم. كُونُوا عَامِلِينَ بالكَلِمَة، لا سَامِعِينَ فَحَسْب، وإِلاَّ كُنْتُم تَغُشُّونَ أَنْفُسَكُم؛ لأَنَّ مَنْ يَسْمَعُ الكَلِمَة، ولا يَعْمَلُ بِهَا، يُشْبِهُ رَجُلاً يَنْظُرُ صُورَةَ وَجْهِهِ في مِرْآة: ومَا إِنْ رَأَى نَفْسَهُ ومَضى، حَتَّى نَسِيَ في الـحَالِ كَيْفَ كَان. أَمَّا الَّذي أَكَبَّ عَلى الشَّرِيعَةِ الكَامِلَة، شَرِيعَةِ الْحُرِّيَّة، وداوَمَ عَلَيْهَا، لا شَأْنَ مَنْ يَسْمَعُ ويَنْسَى، بَلْ شَأْنَ مَنْ يَعْمَل، فهـذَا يَكُونُ سَعِيدًا في عَمَلِهِ. مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ مُتَدَيِّن، وهُوَ لا يَلْجُمُ لِسَانَهُ، بَلْ يَخْدَعُ قَلْبَهُ، فإِنَّ تَدَيُّنَهُ بَاطِل. إِنَّ التَّدَيُّنَ الطَّاهِرَ النَّقِيَّ عِنْدَ اللهِ الآبِ هُوَ هـذَا: إِفْتِقَادُ اليَتَامَى والأَرامِلِ في ضِيقِهِم، وصَوْنُ النَّفْسِ بلا وَصْمَةٍ مِنَ العَالَم.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الأربعاء: مِن إِنجيلِ ربِّنا يسوعَ الْمَسيحِ للقدِّيس لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلنُصْغِ إِلى بِشَارَةِ الْحَياةِ والْخَلاصِ لنفُوسِنَا (لو 17/ 20-25)
قَالَ لُوقَا البَشِير: سَأَلَ الفَرِّيسيُّونَ يَسُوع: “مَتَى يَأْتِي مَلَكُوتُ الله؟”. فَأَجَابَهُم وَقَال: “مَلكُوتُ اللهِ لا يَأْتِي بِالْمُرَاقَبَة. وَلَنْ يُقال: هَا هُوَ هُنا، أَوْ هُنَاك! فَهَا إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ في دَاخِلِكُم!”. وقَالَ لِلْتَلامِيذ: “سَتَأْتِي أَيَّامٌ تَشْتَهُونَ فِيها أَنْ تَرَوا يَوْمًا وَاحِدًا مِنْ أَيَّامِ ابْنِ الإِنْسَان، وَلَنْ تَرَوا. وَسَيُقالُ لَكُم: هَا هُوَ هُنَاك! هَا هُوَ هُنَا! فَلا تَذْهَبُوا، وَلا تَهْرَعُوا. فَكَمَا يُومِضُ البَرْقُ في أُفُق، وَيَلْمَعُ في آخَر، هـكذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ في يَوْمِ مَجِيئِهِ. وَلـكِنْ لا بُدَّ لَهُ أَوَّلاً مِنْ أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا، وَيَرْذُلَهُ هـذَا الْجِيل!”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الخميس: فصل من رسالة القدِّيس يعقوب، وبارك يا سيِّد (يع 2/ 1-13)
يا إِخوتي: لا يَكُنْ في إِيْمَانِكُم بِرَبِّنَا يَسُوعَ الـمَسِيح، رَبِّ الـمَجْد، مُحابَاةٌ لِلوُجُوه. فَإِنْ دَخَلَ مَجْمَعَكُم رَجُلٌ في إِصْبَعِهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَب، وعَلَيهِ ثِيَابٌ فَاخِرَة، ثُمَّ دَخَلَ فَقِيرٌ علَيهِ ثِيابٌ رَثَّة، فَالْتَفَتُّم إِلى لابِسِ الثِّيَابِ الفَاخِرَةِ وقُلْتُم لَهُ: “إِجْلِس أَنْتَ هُنَا في صَدْرِ الـمَكَان”، وقُلْتُم لِلفَقِير:” قِفْ أَنْتَ هُنَاك”، أَو :”إِجْلِسْ عِندَ مَوطِئِ قَدَمَيَّ”، أَفَلا تَكُونُونَ قَد مَيَّزْتُم في أَنْفُسِكُم، وصِرْتُم قُضَاةً ذَوِي أَفْكارٍ شِرِّيرَة؟ إِسْمَعُوا، يا إِخْوتِي الأَحِبَّاء: أَمَا اخْتَارَ اللهُ الفُقَراءَ في نَظَرِ العَالَم لِيَجْعَلَهُم أَغْنِياءَ بالإِيْمَان، ووَارِثِينَ لِلمَلَكُوتِ الَّذي وَعَدَ بِهِ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُ؟ وأَنتُمُ احْتَقَرْتُمُ الفَقِير! أَلَيْسَ الأَغْنِيَاءُ هُمُ الَّذِينَ يَقْهَرُونَكُم، وهُمُ الَّذِينَ يَجُرُّونَكُم إِلى الـمَحَاكِم؟ أَلَيْسُوا هُمُ الَّذِينَ يُجَدِّفُونَ على الاسْمِ الـحَسَنِ الَّذي دُعِيَ عَلَيْكُم؟ فَإِنْ كُنْتُم تُتِمُّونَ الشَّرِيعَةَ الـمُلُوكِيَّةَ الَّتي نَصَّ عَلَيْهَا الكِتاب، وهِيَ: “أَحْبِبْ قَرِيبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ”، فَحَسَنًا تَفْعَلُون. ولـكِنْ إنْ كُنْتُم تُحابُونَ الوُجُوه، فإِنَّكُم تَرْتَكِبُونَ خَطِيئَة، والشَّرِيعَةُ تُوَبِّخُكُم بِاعْتِبَارِكُم مُخَالِفِين. فَمَن حَفِظَ الشَّرِيعَةَ كُلَّهَا، وزَلَّ بِوَصِيَّةٍ وَاحِدَةٍ مِنْها، صارَ مُذنِبًا في الوَصَايَا كُلِّهَا. فالَّذي قَال: “لا تَزْنِ”، قالَ أَيْضًا: “لا تَقْتُلْ”. فَإِنْ كُنْتَ لا تَزْنِي، ولـكِنَّكَ تَقْتُل، فَقَد صِرْتَ مُخَالِفًا لِلشَّرِيعَة. هـكَذا تَكَلَّمُوا، وهـكَذَا اعْمَلُوا، كأُنَاسٍ سَيُدَانُونَ بِشَرِيعةِ الـحُرِّيَّة؛ لأَنَّ الدَّينُونَةَ لا تَرْحَمُ مَنْ لا يَرْحَم. والرَّحْمَةُ تَغْلِبُ الدَّينُونَة.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الخميس: مِن إِنجيلِ ربِّنا يسوعَ الْمَسيحِ للقدِّيس لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلنُصْغِ إِلى بِشَارَةِ الْحَياةِ والْخَلاصِ لنفُوسِنَا (لو 17/ 26-30)
قَالَ الرَبُّ يَسُوع: “كمَا كانَ في أَيَّامِ نُوح، هـكذَا يَكُونُ في أَيَّامِ ابْنِ الإِنْسَان: كانَ النَّاسُ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُون، وَيَتَزَوَّجُونَ وَيُزَوِّجُون، إِلى يَوْمَ دَخَلَ نُوحٌ السَّفِينَة. فَجَاءَ الطُّوفَانُ وأَهْلَكَهُم أَجْمَعِين. وكَمَا كانَ أَيْضًا في أَيَّامِ لُوط: كانَ النَّاسُ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُون، وَيَشْتَرُونَ وَيَبيعُون، وَيَغْرِسُونَ وَيَبْنُون. ولـكِنْ يَوْمَ خَرَجَ لُوطٌ مِنْ سَدُوم، أَمْطَرَ اللهُ نَارًا وَكِبْرِيتًا مِنَ السَّمَاءِ فَأَهْلَكَهُم أَجْمَعين. هـكَذَا يَكُونُ يَوْمَ يَظْهَرُ ابْنُ الإِنْسَان”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الجمعة: فصل من رسالة القدِّيس يعقوب، وبارك يا سيِّد (يع 2/ 14-26)
يا إِخوتي: مَا النَّفْعُ، يا إِخْوتِي، إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيْمَانًا ولا أَعْمَالَ لَهُ؟ أَلَعَلَّ الإِيْمَانَ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟ إِذَا كانَ أَخٌ أَو أُخْتٌ عُرْيَانَيْن، يُعْوِزُهُمَا القُوتُ اليَّومِيّ، ووَاحِدٌ مْنكُم قَالَ لَهُمَا: “إِذْهَبَا بِسَلام، واسْتَدْفِئَا واشْبَعَا”، وأَنْتُم لَمْ تُعْطُوهُمَا حَاجَاتِ الـجَسَد، فَأَيُّ نَفْعٍ في ذلِكَ؟ كذلِكَ الإِيْمَانُ أَيْضًا، إِنْ لَمْ يَقْتَرِنْ بالأَعْمَال، فهوَ مَيْتٌ في ذَاتِهِ. ورُبَّ قَائِلٍ يَقُول: “أَنْـتَ لَكَ الإِيْمَان، وأَنا ليَ الأَعْمَال”، فأَقُولُ لَهُ: أَرِنِي إِيْمانَكَ بِدُونِ الأَعْمَال، وأَنَا أُرِيكَ بِالأَعْمَالِ إِيْمَانِي. أَتُؤمِنُ أَنْتَ أَنَّ اللهَ وَاحِد؟ حَسَنًا تَفْعَل! والشَّياطِينُ أَيْضًا تُؤْمِنُ وتَرتَعِد! أَتُرِيدُ أَنْ تَعْرِف، أَيُّهَا الإِنْسَانُ البَاطِلُ الرَّأْي، أَنَّ الإِيْمَانَ بِدُونِ الأَعْمالِ عَقِيم؟ أَمَا تَبَرَّرَ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَال، لَمَّا قَرَّبَ إِسْحـقَ ابْنَهُ على الـمَذْبَح؟ فأَنْتَ تَرَى أَنَّ الإِيْمَانَ كانَ يُعَاوِنُ أَعْمَالَهُ، وبِالأَعْمَالِ صَار إِيْمَانُهُ كامِلاً. فتَمَّ الكِتَابُ القائِل: “آمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِالله، فَحُسِبَ لَهُ ذلِكَ بِرًّا”، ودُعِيَ خَلِيلَ الله. تَرَوْنَ إِذًا أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالأَعْمَالِ لا بِالإِيْمَانِ وَحْدَهُ. كذلِكَ رَاحَابُ البَغِيّ: أَمَا تَبَرَّرَتْ بِالأَعْمَال، لأَنَّهَا اسْتَضَافَتِ الرَّجُلَينِ الـمُرسَلَيْن، وصَرَفَتْهُمَا بِطَرِيقٍ آخَر؟ فَكَما أَنَّ الـجَسَدَ بِدُونِ الرُّوحِ مَيْت، كَذلِكَ الإِيْمَانُ بِدُونِ الأَعْمَالِ مَيْت.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الجمعة: مِن إِنجيلِ ربِّنا يسوعَ الْمَسيحِ للقدِّيس لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلنُصْغِ إِلى بِشَارَةِ الْحَياةِ والْخَلاصِ لنفُوسِنَا (لو 17/ 31-37)
قالَ الرَبُّ يَسُوع: “في ذلِكَ اليَوْم، مَنْ كانَ عَلَى السَّطْحِ وَأَمْتِعَتُهُ في البَيْت، فَلا يَنْزِلْ لِيَأْخُذَهَا. وَمَنْ كانَ في الْحَقْل، فَكَذلِكَ لا يَرْجِعْ إِلى الوَرَاء. تَذَكَّرُوا امْرَأَةَ لُوط! مَنْ يَسْعَى لِكَي يَحْفَظَ نَفْسَهُ يَفْقِدُها، وَمَنْ يَفْقِدُ نَفْسَهُ يَحْفَظُهَا حَيَّةً. أَقُولُ لَكُم: في تِلْكَ اللَّيْلَة، يَكُونُ اثْنَانِ عَلَى سَرِيرٍ وَاحِد، فَيُؤْخَذُ الوَاحِدُ وَيُتْرَكُ الآخَر. واثْنَتَانِ تَطْحَنَانِ مَعًا، فَتُؤْخَذُ الوَاحِدَةُ وَتُتْرَكُ الأُخْرَى”. فأَجَابُوا وَقَالُوا لَهُ: “إِلَى أَيْنَ يا رَبّ ؟”. فَقالَ لَهُم: “حَيْثُ تَكُونُ الـجُثَّة، فَهُنَاكَ تَجْتَمِعُ النُّسُور”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
السبت: فصل من رسالة القدِّيس يعقوب، وبارك يا سيِّد (يع 3/ 1-12)
يا إِخوتي: لا يَكُنِ الـمُعلِّمُونَ بَينَكُم كَثِيرِين، فأَنتُم تَعرِفُونَ أَنَّنَا نَحْنُ الـمُعَلِّمِينَ سَنَلقَى دَينُونَةً أَعظَم. ومَا أَكْثَرَ مَا نَزِلُّ جَمِيعُنَا. مَنْ لا يَزِلُّ في الكَلامِ فَهُوَ رَجُلٌ كامِل، قادِرٌ أَيْضًا أَنْ يَلْجُمَ الـجَسَدَ كُلَّهُ. إِذَا جَعَلْنَا اللُّجُمَ في أَفْواهِ الـخَيْل، لِكَي تَنْقَادَ لنَا، فإِنَّنَا نَقُودُ أَيْضًا جَسَدَهَا كُلَّهُ. وها إِنَّ السُّفُن، مَهْمَا كانَتْ ضَخْمَة، والرِّيَاحُ الشَّدِيدَةُ تَدْفَعُهَا، فإِنَّ دَفَّةً صَغِيرَةً جِدًّا تَقُودُهَا إِلى حَيْثُ يَشَاءُ الرَبّان. وكذلِكَ اللِّسَان، معَ أَنَّهُ عُضْوٌ صَغِير، فَهُوَ يُفَاخِرُ بأُمُورٍ عَظِيمَة. وها إِنَّ شَرَارَةً صَغِيرَةً تُحْرِقُ غَابَةً كَبِيرَة! واللِّسَانُ أَيْضًا نَار، إِنَّهُ عَالَمُ الإِثْم. أَللِّسَانُ جُعِلَ بَيْنَ أَعْضَائِنَا، وهُوَ الَّذي يُلَوِّثُ الـجَسَدَ كُلَّهُ، ويُلْهِبُ عَجَلَةَ الـحيَاة، وتُلْهِبُهُ جَهَنَّم. فَكُلُّ جِنْسٍ مِنَ الوُحوش، والطُّيُور، والزَّحَافَات، والـحَيَـوانَاتِ البَحرِيَّة، يُمْكِنُ إِخْضَاعُهُ، ولقَدْ أَخْضَعَهُ الْجِنْسُ البَشَرِيّ. أَمَّا اللِّسَان، فلا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَنْ يُخْضِعَهُ. إِنَّهُ شَرٌّ لا يَنْضَبِطْ، مُمْتَلِئٌ سُمًّا مُمِيتًا. بِهِ نُبَارِكُ الرَبّ الآب، وبِهِ نَلْعَنُ النَّاسَ الَّذِينَ صُنِعُوا على مِثَالِ الله. منَ الفَمِ الوَاحِد تَخْرُجُ البرَكَةُ واللَّعْنَة. فلا يَنْبَغِي، يَا إِخْوَتي، أَنْ يَكُونَ الأَمْرُ هـكذَا. هَلْ يَفِيْضُ اليَنْبُوعُ بِالعَذْبِ والـمُرِّ مِنْ مَجْرًى وَاحِد؟ وهَلْ يُمْكِن، يا إِخْوِتِي، أَنْ تُؤْتِيَ التِّينةُ زَيْتُونًا أَوِ الكَرمَةُ تِينًا؟ كذلِك اليَنْبُوعُ الـمَالِحُ لا يُمكِنُهُ أَنْ يُؤتِيَ ماءً عَذْبًا.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
السبت: مِن إِنجيلِ ربِّنا يسوعَ الْمَسيحِ للقدِّيس لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلنُصْغِ إِلى بِشَارَةِ الْحَياةِ والْخَلاصِ لنفُوسِنَا (لو 18/ 1-8)
قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِتلاميذِهِ مَثَلاً في أَنَّهُ يَنْبَغي أَنْ يُصَلُّوا كُلَّ حِينٍ وَلا يَمَلُّوا، قَال: “كانَ في إِحْدَى الـمُدُنِ قَاضٍ لا يَخَافُ اللهَ وَلا يَهَابُ النَّاس. وَكانَ في تِلْكَ الْمَدِينَةِ أَرْمَلَةٌ تَأْتِي إِلَيْهِ قَائِلَة: أَنْصِفْني مِنْ خَصْمي! وظَلَّ يَرْفُضُ طَلَبَها مُدَّةً مِنَ الزَّمَن، ولـكِنْ بَعْدَ ذلِكَ قَالَ في نَفْسِهِ: حَتَّى ولَوكُنْتُ لا أَخَافُ اللهَ وَلا أَهَابُ النَّاس، فَلأَنَّ هـذِهِ الأَرْمَلةَ تُزْعِجُني سَأُنْصِفُها، لِئَلاَّ تَظَلَّ تَأْتِي إِلى غَيْرِ نِهَايةٍ فَتُوجِعَ رَأْسِي!”. ثُمَّ قالَ الرَّبّ: “إِسْمَعُوا مَا يَقُولُ قَاضِي الظُّلْم. أَلا يُنْصِفُ اللهُ مُخْتَارِيهِ الصَّارِخِينَ إِلَيْهِ لَيْلَ نَهَار، ولو تَمَهَّلَ في الاسْتِجَابَةِ لَهُم؟ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ سَيُنْصِفُهُم سَرِيعًا. ولـكِنْ مَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَان، أَتُراهُ يَجِدُ عَلَى الأَرْضِ إِيْمَانًا؟”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
Discussion about this post