أنت وحدك الممجد
للقديس أغسطينوس
عظيم أنت ياربي قوي وقدير خلقت فأبدعت.
بنسمة منك صار التراب نفسا حية.
رحيم على خليقتك عادل في مجازاتك.
خدعتني نفسي وقالت أنت غني عن إلهي بك.
وتجاهلت أني مسكين ، أعمى ، عريان ، بائس بلا حنو ولا شفقة.
وغررت بي نفسي فادعيت الحكمة.
وحاولت كبح شهواتي لجمحت.
ملكني كبريائي.
وتشامخت فابتعدت عنك.
وسرت في طريقي وحدي فسقطت.
حينئذ أدركت ضعفي واعترفت بتفاهتي.
وصرخت..! فمددت لي يدك وانتشلتني.
الخير من طبيعتك .
أما الشر فمن صنع البشر.
كل ما أعطيتني من مواهب فهي من إحساناتك فلا أجعلها تمجدني بل تمجدك.
فبأي شئ يتمجد الإنسان؟!
أ بالشر الذي يفعله؟!
أم بالخير الذي لم يصنعه!
إلهي.. لك وحد ينبغي المجد والكرامة .
من يقبل تمجيدا من إنسان فلن يسانده أمام العادل الديان.
لا تدعني أتمجد فالمجد لك وحدك.
ألهي.. امتدت رحمتك ومحبتك إلى كل الأرض. أفلا تترفق على ما جبلته يداك؟
أشركتنا في أمجادك وأفضت علينا من نعمك وإحساناتك.
أشبعت الفراء من غنى محبتك.
ها نحن المعوزين من أولادك.
خراف قطيعك الصغير.
إفتح لنا أبوابك ليدخل الفقراء الذين أحببتهم ليروا ظمأهم من ينابيع مائدتك ويمجدونك.
من يفتقر إلى غناك تغنيه.
من يتعالى عليك بعد الخيرات .
إلهي.. أعترف لك بأني فساد.
ظل الموت
ظلام داكن.
أرض الجحود والنكران.
تربة لا تنبت إلا الخزي والعار.
ثمارها الخطية والموت.
إلهي.. أغضبتك وعفوت.
أخطأت إليك وغفرت.
تعديت وصاياك وتسامحت.
كنت على حافة الهاوية ولنجدتي أسرعت.
كم من مرة حطمت شباك الخطاة .
وقضيت على أسباب الخطية وبواعثها!
ولولا سهرك ورعايتك لأهلكتني شروري.
أحاطت بي سهام الشر وكنت الدرع الواقي فارقتد كل سهم وانكسر:
كل من يسير في النور لا يتعثر.
Discussion about this post