لنتوقف عن رؤية خطايا الآخرين
من كتاب نصائح أبوية
للقديس فيلوثيوس زرفاكوس
يا ولدي المحبوب إن زمن الحياة الحاضرة قصيرة جدا والأيام شريرة ساعة الموت غير معلومة والحياة بعد الموت أبدية كذلك ملكوت السماء والجحيم أبديان ولانهائيان يوصينا الرسول بولس : لا تكونوا حمقى بل حكماء لاتصيرو عادمي الإحساس بل افهموا ما مشيئة الرب .
إن الإنسان الأحمق والعادم الحكمة والإحساس هو الذي لايفكر بخطاياه ولايشعر بها في الوقت القليل المتبقى له ليمحوها بالتوبة والاعتراف بالدموع وبالاستعداد لكنه بالحري مهمل عادم الإحساس وفضولي تجاه خطايا الآخرين إذ يدينهم وينتقدهم ويحكم عليهم كما لو كان هو الديان إنه غبي في تهديده لله وأمره لاتدن كي لاتدان لاتشجب كي لاتشجب.
بما ان نهايتنا تأزف وبعد الموت لاتوجد توبة فدعونا نتوقف عن الانشغال في خطايا الآخرين إذ شاهدنا أحدهم يقترف خطيئة ما علنا فيمكننا بأسلوب لطيف أن نقول له على انفراد لا أمام الآخرين ياأخي أنا خاطىء أكثر منك ومن أي إنسان أتوسل إليك ألا ترتكب تللك الخطيئة فإذا أصغى إليك فقد ربحت أخاك أما إذا لم يستمع إليك بل سخر منك
أو لعنك فاشكره من أجل اللعنات إذا استمر في الخطيئة فانصحه مرة ثانية ثم اطلب من الكهنة أن يقوموه إذا لم يصغ إليهم أيضا فأنت غير مسؤول وهو سيرى عاقبته بنفسه لكي تريح نفسك وتكافئها عليك أن تحبه وتصلي لعودته وخلاص نفسه
فكر بأنك أسوء من الكل واطلب من الله بقلب منسحق أن يغفر لك خطاياك ويسامح جميع الخطأة وأن ينير الكل ليتمكنوا من معرفة الحق
تب عن كل ماخطئت به طوعا أو كرها بمعرفة أو بغير معرفة بالفكر أو بالعقل ومن الآن فصاعدا اطرد من ذهنك أفكار الكبرياء والدنس والتجديف حد عن الشر واصنع الخير صلّ واستدع الله دوما تذكر الموت المجيء الثاني الفردوس والجحيم كلما أخطأت كإنسان تب للحال وراجع الطبيب الروحي أي الأب المعرف
إذا أصغيت لمشورتي الأبوية ونفذّت كل ما أخبرتك به فستخلص
فطوبى للذين يسمعون كلمة الله وينفذونها لا للذين يسمعونها فقط
No Result
View All Result
Discussion about this post