رؤيا القديس متاؤس الفاخوري
رأيت الأنبا انطونيوس والأنبا مكاريوس والأنبا باخوميوس والأنبا شنودة رئيس المتوحدين ينادون ويقولون لي:
تعال إلينا, فقمت ومشيت معهم إلى أن وصلت إلى مكان ودخلت فيه معهم, ووجدت جمعا كثيرا مهيب المنظر جدا, وقد أتوا ليسلموا علي, ولما سلموا علي قالوا لي: مرحبا بقدومك إلينا, هوذا اليوم تجئ وتسكن عندنا في فردوس الأبرار,
ثم رأيت حصنا عظيما منيعا وبابه عاليا جدا وهو مُرصع بالجواهر الكريمة والذهب, فلما وصلت للباب سمعت صوتا يقول: افتحوا باب الدار ليدخل متاؤس.
أما أنا فلما سمعت هذا الكلام تخوفت, ثم دخلت وأنا بخوف شديد ورعدة عظيمة, فرأيت ساحات عظيمة حتى ظننت أن كل ساحة تساوي ميلين أو ثلاثة في الطول, ثم رأيت كراسي متلاصقة بعضها ببعض وجماعة عظيمة من الرهبان جالسين عليها وهم منيرون جدا, أما أنا فقلت للذين يسيرون معي: يا ساداتي من هم الجالسون على هذه الكراسي العظيمة؟
فقالوا لي: هؤلاء الذين تراهم هم آباء الاسكيم المقدس وآباء الرهبان, كل واحد منهم جالسا وسط أولاده اللابسين إسكيم الرهبنة الملائكي,
ثم قالوا لي:
انظر إلى هؤلاء الأربعة النورانيين, إنهم القديس انطونيوس أب جميع الرهبان, والقديس مكاريوس الكبير أب جبل شيهيت, والقديس الأنبا باخوميوس أب الشركة, والرابع هو القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين.
بعد ذلك أخذوني وأقاموني قدامهم بخوف عظيم, فتقدمت وسجدت قدامهم, فقال لي واحد منهم وكان بيده منشور: يا متاؤس,
فقلت:نعم يا أبي وسيدي, فقال لي: قم مسرعا وامض إلى ديرك لأنهم سوف يسألونك عنه وعن أولادك الرهبان الذين في الدير وعن كل أفعالهم وعن صلواتهم التي يقدمونها لله,
وبالأكثر عن الصدقة التي يوزعونها علي باب الدير, لأن عندهم في ذلك توان وكسل, واعلم لأن هذا مطلوب منك في اليوم السابع من شهر كيهك, وكانت هذه الرؤيا في اليوم الثالث منه.
أما أنا يا أولادي فلما استيقظت من الرؤيا جمعتكم غلى هنا لأقص عليكم ما رأيت
والآن يا أولادي الأحباء عيشوا مع بعضكم في محبة لأني ماض إلى الله وأقرئكم السلام باسم يسوع المسيح لأني بعد ثلاثة أيام انتقل من هذا العالم الزائل وإني استودعكم بسلام الرب الإله صاحب كنوز الرحمة
واسأله أن يحفظكم بملائكته من تجارب العدو أنتم وكل المجمع المقدس الطاهر وأوصيكم بالمحبة بعضكم لبعض
وواظبوا على الصدقة والرحمة على المتضايقين وكونوا ساهرين في الطلبة إلى الله عن إخوتكم المؤمنين الذين في العالم
وكونوا مهتمين أن ترضوا الرب كل حين أرجو من الرب أن يسامحني .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+ الرؤيا والكلمات هي آخر ما قاله القديس قبل انتقاله الي فردوس الأبرار
+ شكر خاص لراهب من دير السيدة العذراء السريان علي النص
Discussion about this post