حب الفضة والرجاء بالله
للقديس ديمتريوس روستوف
ماذا سيكون شعورنا عندما يقول لنا أحد الآباء أن ربنا في الإنجيل يقول لا تطلبوا سوى ملكوت الله وبره , ينزل الكلام على مسامعنا ومعه الملايين من إشارات الإستفهام ؟؟؟ ويتقبله كل شخص يطريقته
المتواضع يشعر أنه فعلأ شخص أناني وأنه بعيد عن القداسة وعن ملكوت الله الكثير من الأميال ويهرع إلى كاهن ليتخذه أباً ويقول له أرشدني يا أبت إلى طريق الملكوت ؟؟؟
أما نفس المتكبر تتمحور حول أناها وتقول ألا يحق لي العيش بهناء وراحة ؟؟؟
لماذا خلق الرب لي حواسي وعقلي وذكائي هل كي ألغيها أو لا أنتفع بها وحدي ؟؟
هل سأعطي تعبي ومواهبي لأشخاص أقل شأنا ً مني؟؟؟؟
لا نحزن فكل ما قد نفكر فيه لحظتها ليس خطيئة وليس عار علينا . .
لإن الرب قال “اطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم “ نعم أراد الله منننا أن نطلب وهو عارف ما نحتاجه ويريد لنا الفرح والسلام . ولكن العار الحقيقي عندما نعيش حول أنفسنا ونعمنا التي وهبها الله لنا دون نفع الآخرين منها .
لا تخف من العطاء بكل أنواعه بل كن واثقاً أن الرب سيعيد ملء الجرار الفارغة وسيعيد ترميم النفوس المنهزمة أمام الأحزان.
الرب سيقدر لك ما شاركت الآخرين به ويعوض لك ليس مالاً بمال ولا عطاء بمثيل أنما يمنحك رحمة ونجاة وأعاجيب ستدركها في وقتها وتمجد وتسبح اسمه في كل لحظة وكل حين “إن زاد الغنى فلا تضعوا عليه قلباً ” (مزمور 61:11) .
لا تذهل من الغنى بل اذهل من مجد الله وقدرته الكلية والق عليه كل رجاءك. لا تعط قلبك للذهب ، أعط قلبك للرب ولا تخشى هذه الحياة ولا على الحياة الأخرى، البخل وحب المال يدلان على قلة الإيمان وعلى الكبرياء .
فالإنسان المؤمن والمتواضع رحيم دائماً .
ويعرف أن الله غني وغناه لا نهاية له أبداً وأنه صالح ويمنح الكل أجره . لذلك ليس من المعقول أن يتخلى عنه ” كنتُ فتى وقد شخت ولم أرَ صديقاً تُتخلي عنه ولا ذرية له تلتمس خبزاً” (مزمور 36: 11) .
هذا ما يؤكده كاتب المزامير والرب نفسه شدد على هذا ” انظروا طيور السماء إنها لا تزرع لا تحصد ولا تجمع إلى مخازن وأبوكم السماوي يقوتها . ألستم أنتم بالحري أفضل منها ؟ .. فلا تهتموا قائلين ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس ، فإن هذه كلها تطلبها الأمم لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها ،لكن اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم ” متى ( 6 : 26 ، 31_33)
رجل الله قنوع وزاهد ، غناه نعمة الروح القدس التي تظلله . وكنزه حضور الرب الحي حوله وداخله الذي وهبه السلام الذي “يفوق كل عقل” . خطواتك اليومية هي قول المزمور: ” شريعة فمك ( فم الرب ) خير لي من ألوف ذهب وفضة ” ( مزمور 118:72) .
” القليل الذي للصديق خير من ثروة أشرار كثيرين ،لأن سواعد الأشرار تكسر وعاضد الصديقين هو الرب” ( مز 36: 16_17 ).
لا ترتبط بالأموال كي لا تنقطع نهائياً عن محبة الله. لا تكن محباً للمال كي لا تسقط في الإلحاد والضلال.” محبة المال أصل لكل الشرور الذي إذا ابتغاه قوم ضلوا في الإيمان وطعنوا انفسهم بأوجاع كثيرة ” ( 1 تيموثاوس 6 : 10)
لا تمتنع عن مساعدة المحتاجين للمساعدة لكيلا يمتنع الله عن مساعدتك عندما تحتاج.
لا تغلق بابك تجاه فقير لئلا يغلق دونك باب رحمته. ” طوبى للذي ينظر المسكين في يوم الشر ينجيه الرب “
من كتاب الأبجدية الروحية للقديس ديمتريوس روستوف
No Result
View All Result
Discussion about this post