كبريانوس إلى الشهداء والمعترفين،
سلامٌ أبدي في الله الآب
إني أرتكض فَرِحاً أيها الإخوة البواسل المغبوطون، عندما أكتب لكم مُهنئاً إيَّاكم من أجل أمانتكم وشجاعتكم.
إن الكنيسة أُمكم لفخورة بكم. كيف أمتدحكم أيها الإخوة المتسربلون بالبأس؟
قوة عزيمتكم، ثبات أمانتكم، وأيُّ مديحٍ يكفي؟
أنتم الذين تحملتم أقسى العذابات حتى نهاية المجد، إلاَّ أنكم لم تخضعوا للعذابات بل العذابات هي التي خضعت لكم!
إن العذابات والآلامات التي تحمَّلتموها حتى نهاية المجد لم تحقِّق لهم (أي للمضطهِدين) شيئاً مما كانوا يَصْبون إليه، ومعاملات الجلاَّدين الفظَّة القاسية لم تقدر أن تزحزحكم قط عن أمانتكم. وكل ما عَمِلته أنها فقط استعجلتكم لنيل الأكاليل والذهاب بأقصى سرعة إلى الله.
إن لفيف المتفرجين كانوا يُشاهدون بإعجاب تلك المعركة الروحية التي كانت بمثابة سباق نحو المسيح، وكانوا يرون خدَّامه كيف يُصارعون دون أن يُغْلَبوا أبداً، معترفين بإيمانهم بصوتٍ عالٍ لا يكف!
ممتلئين بالحيوية والشجاعة التي تفوق قدرة البشر، عُزلاً من أسلحة هذا الدهر؛ إنما متوشِّحين بأسلحة الإيمان.
المتحمِّلون العذابات كانوا يُرَون قياماً أكثر قوة من الذين كانوا يُعذِّبونهم، المجالد ذات الأمشاط الحديدية شبعت من الضرب والتمزيق إلاَّ أن الأعضاء المضروبة والممزقة انتصرت عليها.
آه، ما أبهى هذا العيد الذي أعطاه لنا الرب، ما أسماه وما أجلّه في عيني الله من أجل وفاء جنوده بالعهد وتفانيهم (في حب فاديهم)!
لقد كُتب في سفر المزامير حيث يُحدِّثنا الروح القدس معزِّياً لنا: «عزيزٌ في عيني الرب موت أتقيائه» (مز 116: 15)].
Discussion about this post