حكمة كاهن
ذات يوم وبينما كنت جالسا بمنزلي. اذ بالباب يطرق. وكان الطارق هو كاهن رعيتي وهو اب وقور من بلدتنا أعرفه جيدا ويعرفني. جاء ليفتقدني ويسألني عن السبب الذي لأجله لم أعد أذهب للكنيسة؟ وحثني على ذلك، لكني أجبته باجابة مقتضبة، ولكنه فهم بأن هناك شيئا في داخلي تجاه الكنيسة بالنعمة المعطاة له من الله فظل يحاصرني بلطفه المعهود حتى بحت له بما في قلبي تجاه طبقة الاكليروس من انكار واستخفاف وازددت في كلامي عن الأباء والشمامسة والخدام وانتظرت منه عندئذ أن يغضب مني وينصرف ويضمني لطبقة الخارجين عن الكنيسة الذين لا أمل فيهم. لكنه لم يفعل !! بل ابتسم ابتسامة خفيفة كمن يعرف الداء ويعرف علاجه فبادرني بالقول:
– هل تعرف الساقية؟ أجبته:
– بالطبع كان لدينا واحدة عند مسقط رأسي، فسألني:
– وكيف تدار؟ أجبته:
– بواسطة ثور. فقال:
– واذ كان الثور أجرب فهل يؤثر ذلك على المياه التي نستخرجها؟ أجبت:
– بالطبع لا. فلا علاقة للثور بالماء. فأجاب كمن أصاب هدفه:
– اشرب اذا وارتوي يا بني من الماء!! ثم أشار على نفسه واكمل قائلا:
– ولا علاقة لك بالثور. أنت تأخذ العطية من يد الله. من خلال الأب الروحي وعليّ أن أكون نقيا. وإن لم أكن. فالعطية لا تتغير.
قارئي العزيز: كم مرة يحاربنا الشيطان بحروب شديدة تجاه ثقتنا في أب الاعترف خاصة والأسرار عامة. فاعلم جيدا أنك تأخذ العطية من يد الله شخصيا عن طريق الأب الكاهن. ولا علاقة تماما للعطية بحالة الأب الكاهن. لذلك لا شأن لنا أن نسمع أو ندين. فقط ارتوي من النعمة فسواقي الله ملآنة ماء، ولا تنسى دوماً بان يسوع هو فقط العطية. يعطينا ذاته.
Discussion about this post