عندما أصبحت أماً
عندما أصبحت اماً:
– اكتشفت أنها أصعب وظيفة يمكن أن يتحملها كائن حي. انها وظيفة بدوام كامل ٢٤ ساعة لا انقطاع ولا امتناع. لا إجازات ولا اعتذارات !
– لا يمكنني أن أمرض، لا يمكن أن أؤجل أمومتي كما أجلت امتحاني يوما.
– كيف أكون حازمة ومرنة في نفس الوقت. وكيف لا بد من تبديل أولوياتي وخصوصياتي وانشغالاتي.
– وكيف اتخلى عن ملابسي المفضلة. وعن أظافري التي لطالما اهتممتِ بشكلها وجمالها. وشعر ربما اخترت له قصة قصيرة، وزوج ينام قبلي الف مرة وانا ابكين مرة واضحك مرة كلما استيقظ رضيعي منتصف الليل!
– لم يكن سهلاً التخلي قليلا عن هواياتي، قراءاتي وتطلعاتي. لم يكن سهلاً أن اكون خبيرة في التنظيف ومكافحة الأتربة وإعداد الوجبات وابتكار الأنشطة.
– أن اكون مربية وممرضة ومرضعة وقارئة قصص ومدربة إن استلزم الأمر. أن اكون عدة أشياء ليكون كل شيء في حياة أبنائي مثالياً. ولكنه دائما لا شيء مثالي. أليس كذلك؟!
قارئي العزيز: لا أدري أي فطرة وضعها الله داخل الأم لتكون بالحكمة والحماقة معاً لكي تحب كل هذا ! وتظل بنفس الحماس لتصنعه كل يوم في حياتها. لا أدري أي فطرة دفعها الله داخل الأم فتحب هذا الكائن المزعج بل وتتمنى فقط إرضاءه وسعادته ورؤية الابتسامة على وجهه. أو الشعور الذي يُخلّفه قُبلة هذا المخلوق الذي يتغذى عليها ومنها وبها. فكم انت عظيمة يا ايتها الأم.
Discussion about this post