كتاب
الإقتداء بمريم
لمؤلف مجهول
الكتاب الأول:
الفصل السابع والعشرون
عن الصداقة الحقيقية
العبد
إن الكتاب المقدس يقول بأن الصديق الأمين كنز ثمين والذين يتقون الرب يجدونه. حقاً إن السماء قد وفقتكِ يامريم في العثور على هذا الصديق في شخص أليصابات ، ومنت به أيضاً على أليصابات حين أعطاها إياك صديقة لها. إنكما تقدمان لنا مثال أكمل وأقدس الصداقات، المثال الذي يخلومن كل الشوائب التي تفسد الصداقات البشرية. كانت تربطكما مع بعضكما وحدة العواطف الدينية. الواحدة منكما كانت تقدر في الأخرى النعمة والفضيلة، كانت تجري بينكما محادثات متواترة، وكنتما تسران إلى بعضكما أسراراً متبادلة، وتتبادلان المشورات وتتسابقان في الخدمات! إلا إن كل دلائل المحبة التي كنتما تقدمانها لبعضكما كانت موجهة نحوهدف واحد هومجده تعالى. لابد وإن أليصابات قد شعرت بقلبها يفعم بعواطف حب نحو الله منذ أن إتحد بقلبك. وكذلك أنتِ أيتها البتول القديسة قد تقدمتِ في طريق القداسة في بين نسيبتكِ مثلما قد تم لك ذلك في خلوة الناصرة. لقد فرحتما كلتاكما بإتحادكما، وإنفصلتما دون أن تبطل محبتكما لبعضكما، فإن الفضيلة المتحدة لقلبين لا يمكن أن تتعرض لعدم الاستقرار.
مريم
يابني: لا تنخدع بالإعتقاد بأنك تقدر أن تتمتع بحلاوات الصداقة البريئة إذا لم تفتش على هذه الحلاوات في الصداقة الفاضلة. ينخدع البشر غالباً في إختياراهم الأصدقاء. فلا تثق إذاً إلا بمن تثبت لدينا أمانته وأمكننا الإعتماد على تدينه. إنك تقدر أن تجد عدداً وافراً من الأصدقاء العاديين الذين يظهرون لك علائم تعلق تعلق خارجية. لاتنتظر منهم أكثر من هذا. إنهم أصدقاؤك حين يستفيدون من ثرائك ويخونونك حين يخونك الزمن. أمثال هؤلاء الأصدقاء سيهتمون بإصلاحك من الرذائل التي ينعكس عارها عليهم أيضاً. أما تلك لاتي يقاومها الدين المسيحي ويحبذها العالم فسيكونون الأولين في دفعهم إياك نحوها.
تعلم من هوالصديق الحقيقي: إنه ذاك الذي يساعد في الضيق ويسلي في الأحزان وينور في الشك ويعين في تمشية الأشغال ويقوم الخطأ أثناء الحيد عن طريق الحق ويعطي المثل في تكميل الواجب. إنه لنادر أن نجد صديقاً كهذا لأن من النادر أن يستشير الإنسان مبادئ الفضيلة في إنتقائه أصدقاءه. أحب الفضيلة أنت بذاتك وستساعدك الفضيلة في إيجاد صديق لائق بك يكون صورة لك. أغلب الصداقات تظهر في أول الأمر صادقة وحارة إلا أنها سرعان ما تضمحل لأنها لم تتحد إلا رذائل. إستخدم صداقتك ما إستطعت للتجارة بالخير، وتبادل الأمثلة الصالحة مع أصدقائك. لاتقدر في صدقاتك إلا ما يسمح الضمير بتقديره ولا تتجاوز ذلك. لاتطلب من اصدقائك إلا ماهوعادل ومعقول، وعلى الأخص لا تتملقهم عندما تراهم يتملقونك.
No Result
View All Result
Discussion about this post