كتاب امجاد مريم البتول
القديس ألفونس دي ليكوري
الحزن الثالث: في فقدان إبنها يسوع في أورشليم حينما كان له من العمر اثنتا عشرة سنة
فقد كتب القديس يعقوب الرسول أن كمالنا يتوقف على فضيلة الصبر بقوله: يا إخوتي احتسبوا كل فرحٍ إذا سقطتم في محنٍ متلونة. عالمين أن مختبر إيمانكم يفعل صبراً. والصبر فليكن له عملٌ كاملٌ، لتكونوا كاملين وتامين غير ناقصين في شيءٍ: (يعقوب جامعه ص1ع2) فمن حيث أن الله قد أعطانا مريم البتول نموذجاً للكمال. فلزم أنه يملأها من التألم ليمكننا أن نتأمل صبرها العظيم ونقتدي به. ففيما بين أعظم الأحزان والأوجاع التي تكبدتها هذه السيدة في مدة حياتها هو التألم الذي الآن نأخذ بالتكلم عنه. أي حينما أضاعت هي ابنها في هيكل أورشليم. فأمرٌ معلومٌ هو أن الإنسان الذي يولد من بطن أمه أعمى. فيشعر قليلاً بالغم على كونه فاقداً مشاهدة نور النهار. وأما ذاك الذي بعد اختباره مشاهدة النور قد فقد بصره، فهذا يتكبد بالحقيقة حزناً عظيماً على خسرانه إياه. فعلى هذه الصورة أن الأنفس التعيسة اللواتي هن كفيفات البصر روحياً من قبل وحل خيرات هذه الأرض، وقليلاً عرفن الله. فقليلاً أيضاً يحزنهن عدم وجودهن إياه. ولكن بضد ذلك أن من يكون استنار ذهنه بالضياء السموي. وباستحضاره أمام عينيه الخير الأعظم. فأواه كم يحصل عنده من الحزن والتألم عندما يرى ذاته معدوماً هذه المشاهدة الكلية اللذة. فلنتأمل الآن كم كان لدى مريم البتول قاسياً هذا السهم. أي سيف الحزن الثالث الذي جرح فؤادها، حينما فقدت يسوع في مدينة أورشليم مدة ثلاثة أيام. بعد أنها كانت اعتادت أن تشاهده دائماً. وتتمتع بلذة النظر إليه الشهي في الغاية.*
فالقديس لوقا الإنجيلي يخبرنا في العدد الحادي والأربعين وما يتلوه من الأصحاح الثاني من بشارته عن هذا الحادث قائلاً: وكانت مريم ويوسف يمضيان في كل سنةٍ إلى أورشليم في عيد الفصح. فلما تمت ليسوع أثنتا عشرة سنةً صعدا إلى أورشليم كعادة العيد. فلما كملت الأيام ليعودوا تخلف عنهم يسوع الصبي في أورشليم. ولم يعلم يوسف وأمه. وكانا يظنان أنه مع السائرين في الطريق، فجاءا مسيرة يومٍ وكانا يطلبانه بين الأقرباء والمعارف، ولما لم يجداه رجعا إلى أورشليم يطلبانه. فكان بعد ثلاثة أيامٍ وجداه في الهيكل جالساً في وسط العلماء يسمع منهم ويسألهم، وكان كل من يسمعه يبهت من فهمه وأجوبته. فلما أبصراه بهتا، فقالت له أمه يا ابني ما هذا الذي صنعت بنا هكذا، ها أبوك وأنا كنا نطلبك متوجعين. فلنتأمل إذاً في كم كان شديداً الحزن والتوجع اللذان اختبرت مفعولهما في ذاتها هذه الأم المكتئبة، في مدة تلك الثلاثة الأيام التي فيها كانت تجول في كل موضعٍ مفتشةً على ابنها الحبيب. هاتفةً مع عروسة النشيد: أرأيتم من أحبته نفسي: (نشيد ص3ع3) لأنها كانت تفحص عنه عند كل أحدٍ من دون أن تعلم عنه خبراً ما. أواه بكم من الحزن والندب والغم كانت حاصلةً هذه السيدة المتعوبة من الجري ههنا وهناك ومن الفحص والتفتيش على حبيبها ولم تجده. وبكم من التوجع الأعظم والأمر والأشد مما أحاق بروبيل بكر يعقوب، عندما رجع إلى الجب ولم يرى فيه أخاه يوسف، ومن ثم خرق ثيابه ومضى إلى إخوتهن قائلاً لهم: الصبي ليس هو في الجب، وأنا إلى أين أذهب: (سفر التكوين ص37ع30) فكانت هي تندب ذاتها قائلةً: أن ابني يسوع هو فاقد ولا أعلم أين هو، ولا عدت أعرف ماذا أصنع لأجده. ولكن إلى أين أذهب أنا من دون أن يكون معي كنزي: ولهذا كانت هي تبكي في مدة تلك الثلاثة الأيام مكررةً كلمات النبي والملك داود بقولها: صارت لي دموعي خبزاً النهار والليل إذ قيل لي كل يومٍ أين إلهكِ: (مزمور 42ع3) ولهذا كتب بالصواب بالبارتوس بقوله: أن هذه الأم الحزينة لم تذق لذة الوسن في تلك الثلاث الليالي، ولم تعرف ما هو النوم، بل كانت دائماً تنوح باكيةً وتصلي لله متضرعةً في أن يجعلها أن تجد ابنها الحبيب المفقود منها: ومراتٍ مترادفةً كانت تكرر نحو هذا الابن هتاف عروسة النشيد قائلةً: أخبرني يا من أحبته نفسي أين ترعى أين تضجع في وقت الظهيرة. لكيلا أطوف جايلةً وراء قطعان أصحابك: (نشيد ص1ع7) فخبرني يا ابني أين أنت حتى لا عدت أجول تائهةً في كل مكانٍ أطلبك من دون فائدةٍ:*
ثم أنه وجد من قال أن هذا الحزن الذي تكبدته مريم العذراء ليس فقط يلزم أن يحصى في عدد أحزانها الشديدة التي هي ذاقت مرائرها في مدة حياتها. بل أيضاً ينبغي أن يعتبر أنه هو الحزن الأعظم والأمر من سائر أحزانها الأخرى. وهذا القول ليس هو خالياً من البراهين وهي:
أولاً: أن هذه الأم الإلهية في أحزانها الأخرى كانت حاصلةً على يسوع رفيقاً لها. فأي نعم أنها تألمت عند سماعها من سمعان الشيخ في الهيكل نبؤته عن سيف الحزن المزمع أن يحوز في نفسها. وكذلك تألمت في هربها الى مصر. ولكن دائماً كان يسوع معها. وأما في هذا الحزن فكانت تتألم بعيدةً عن هذا الابن الحبيب. غير عارفةٍ أين كان موجوداً. هاتفةً بدموعٍ: أن نور عيني لم يبقى معي: (مزمور 38ع10) أواه أن حبيبي يسوع نور مقلتي يعيش بعيداً مني ولا أعلم أين هو: فالمعلم أوريجانوس يقول: أنه لأجل شدة الحب الذي به كان قلب هذه الأم القديسة مغرماً بمحبة ابنها. قد تكبدت آلاماً عظيمةً في مدة فقدانها إياه. أمر وأشد وأعظم من الآلام التي تكبدها أحد الشهداء مهما كان حين انفصال نفسه من جسده: فترى كم كانت تظهر لدى هذه البتول مستطيلةً مدة تلك الثلاثة الأيام. كأنها ثلاثة أجيال. مملوءةً من المرائر من دون أن يقدر أحدٌ أن يعزيها، لأنها كانت تهتف مع النبي أرميا قائلةً: لذلك أنا باكيةٌ وعيني تنبع المياه لأن المعزي ابتعد مني: (مراثي ص1ع16) وكذلك كانت تكرر كلمات طوبيا البار بقولها: من أين يكون لي الفرح وأنا قاعدة في الظلام وما أبصر ضوء السماء (طوبيا ص5ع11).
ثانياً: أن البتول مريم كانت في حصولها بالأحزان الأخرى عارفةً أسبابها وغاياتها. أي عمل افتداء الجنس البشري، ومراسيم المشيئة الإلهية. وأما في هذا الحادث فلم تكن تعلم سبب فقدانها ابنها وابتعاده عنها. فيقول المعلم لاسبارجيوس، أن هذه الأم المحزونة كانت حينئذٍ تتوجع بمشادهتها أن يسوع كان منفصلاً عنها بعيدا، لأجل أن فضيلة اتضاعها العميق كان يجعلها أن تظن ذاتها غير مستحقةٍ أن توجد بعد قريبةً من ابنها لكي تخدمه في هذه الأرض، وتهتم في حفظ كنزٍ بهذا المقدار فائق على كل ثمنٍ”. وربما كانت تفتكر في قلبها قائلةً باطناً. من يعلم أن ذلك حل بي من قبيل أني لم أكن لحد الآن خدمته تعالى حسناً وبالنوع المتوجب عليَّ. أو ربما أنه أهملني تاركاً إياي لأجل تكاسلٍ ما صدر مني في خدمته. فالمعلم أوريجانوس كتب عنهما أي عن مريم ويوسف: أنهما طلباه لخوفهما من أنه يكون اهملهما: فأمرٌ حقيقي هو أنه لا يوجد للنفس المحبة لله تألمٌ أعظم، من الخوف الذي يشتملها من أن تكون أغاظت الله. وهذا السبب الذي من أجله مريم لم تشك في حزنٍ ما من أحزانها سوى في هذا الحزن الذي به عاتبت ابنها الحبيب بعذوبةٍ بعد أن وجدته قائلةً: يا ابني ما هذا الذي صنعت بنا هكذا. ها أبوك وأنا كنا نطلبك متوجعين: (لوقا ص2ع48) فبهذه الكلمات لم تقصد هي أن توبخ يسوع، كما جدف بعض الأراتقة، بل أرادت هذا الشيء فقط وهو أن تبين له التألم الذي هي تكبدته في ذاتها من قبل ابتعاده عنها، لشدة الحب الذي هي كانت تحبه به. ولذلك يقول الطوباوي ديونيسيوس كارتوزيانوس: أن كلماتها هذه لم تكن ذات تأنيبٍ وتوبيخٍ بل ذات معاتبةٍ ناجمةٍ عن عظم الحب:*
وبالإجمال أن سيف هذا الحزن قد كان جارحاً مؤلماً لقلب البتول المجيدة بمقدارٍ كذا عظيمٍ. حتى أن الطوباوية بانافانوتا إذ كانت يوماً ما متشوقةً لأن ترافق هذه الأم المحزونة مشتركةً بحزنها هذا الثالث. وملتمسةً بتضرعاتٍ أن تنال منها هذه النعمة. فعندما فازت هي بأن تظهر لها والدة الإله جملةً مع طفلها الإلهي الفائق في الجمال. وكانت هي أي بانافانوتا متمتعةً بالنظر إلى هذا الطفل الكلي جماله فعلى الفور غاب عنها وفقدت النظر إليه. فمن ثم شعرت هي بحزنٍ هكذا فعالٍ حتى أنها ألتجأت إلى الأم الإلهية متوسلةً بزفراتٍ وافرةٍ بألا تدعها أن تموت من شدة التألم. فالبتول القديسة ظهرت لها ثانيةً بعد ثلاثة أيامٍ وقالت لها: اعلمي يا أبنتي أن حزنكِ وتوجع قلبكِ هذا لم يكن سوى شيءٍ جزئيٍ جداً بالنسبة إلى ما تألمت أنا به حينما ضاع مني ابني.*
فتوجع مريم العذراء هذا يلزم أن يستخدم بالوجه الأول نموذج شجاعةً وتقويةٍ لجميع الأنفس الحاصلة في حال اليبس الروحي، عادماتٍ تلك التعزية واللذة التي كن وقتاً ما تمتعن بها بعذوبة حضور الرب معهن. فأي نعم أن هؤلاء الأنام يبكون على فقدهم تعزيةً هذه صفتها. ولكن بكاهم يكون بسلام قلبٍ وبهدوء ضميرٍ، كما كانت تبكي مريم البتول لبعد ابنها عنها. وعلى هذه الصورة ينبغي لهم أن يتشجعوا ولا يخافوا من أنهم بذلك يكونون فقدوا النعمة الإلهية. على أن الرب قد أوحى للقديسة تريزيا قائلاً: أنه لا يمكن لأحدٍ أن يمضي هالكاً من دون أن يعرف علة هلاكه. ولا يدخل على أحدٍ الغش أو الخداع ما لم يرد هو أن يغش أو يخدع: فإذا أتفق أن الرب يغيب من أمام عيني أحدى الأنفس التي تحبه تعالى، فليس لأجل ذلك يكون هو عز وجل أبتعد عن قلبها، اذ أنه جلت حكمته يختفي بعض الأحيان عن هذه النفس، لكي تفتش هي عليه بأوفر نشاطٍ وبأشد حرارةٍ في الحب. لأن من يريد أن يجد يسوع فيلزمه أن يطلبه باجتهادٍ. ولكن لا فيما بين تنعمات العالم ومسراته بل فيما بين الصلبان والإماتات، نظير ما طلبته مريم البتول مفتشةً عليه. كما قالت له: ها أبوك وأنا كنا نطلبك متوجعين: فعلى هذه الصورة يلزمنا أن نطلب يسوع. كما كتب المعلم أوريجانوس.*
وما عدا ذلك أنه يلزمنا أن لا نسعى في طلب خيرٍ آخر في هذا العالم خارجاً عن يسوع. على أن أيوب البار لم يكن تعيساً حينما فقد في هذه الأرض كل ما كان له، من المال، والموجودات، والأولاد، والكرامات، وصحة الجسم. حتى أنه اتصل إلى أن ينحدر عن كرسيه إلى مزبلةٍ جالساً تحت الجو. ولكن من حيث أنه كان لم يزل حاصلاً على الله معه. فكان هو في تلك الحال عينها سعيداً. ولهذا إذ يتكلم عنه القديس أوغوسطينوس فيقول: أن أيوب قد خسر ما قد كان الله أعطاه إياه، ولكنه في الوقت نفسه كان حاصلاً على الله عينه معه: غير أنهن تعيساتٌ بالحقيقة وشقياتٌ تلك الأنفس اللواتي خسرن الله بالذات، فإن كانت العذراء المجيدة قد بكت مدة ثلاثة أيامٍ على ابتعاد يسوع عنها، فبكم من الأزمنة المستطيلة يلزم الخطأة أن يبكوا على خسرانهم النعمة الإلهية. وعنهم قال الله: لا أنتم شعبي ولا أنا لكم: (هوشع ص1ع9) لأن الأثيم يفصل ذاته بالخطيئة عن الله. كقوله تعالى: إن آثامكم فرقت بينكم وبين إلهكم وخطاياكم أخفت وجهه عنكم لكيلا يسمع: (أشعيا ص59ع2) ومن هذا القبيل يصدر أنهم أي الخطأة إذا كانوا ممتلكين خيرات الأرض كلها، في الوقت الذي هم فيه فاقدون الله، وفي عينه تضحى لديهم الأشياء بأسرها على الأرض أيضاً دخاناً وعذاباتٍ، كما أعترف بذلك سليمان الحكيم بقوله: أنني عرفت في جميع الصنائع المصنوعة تحت الشمس، فإذا هي كلها باطلةٌ وعناية الروح: (جامعة ص1ع14): إلا أن المصيبة العظمى لذوي الأنفس العميى. يقول القديس أوغوسطينوس: هي أنهم إذا فقدوا بقرةً ما، فأنهم يسعون في طلبها غير متغافلين عن التفتيش عليها. وإن ضلت لهم غنمةٌ ما فلا يتركون من جهدهم جهداً في الفحص عنها ليجدوها. وإذا ضاع لهم بهيمةً فلا تحصل لهم راحةً ألم يصادفوها. ولكنهم حينما يخسرون الخير الأعظم الذي هو الله فيستمرون آكلين شاربين مرتاحين منشرحين: وهكذا لا يفتحون أعينهم إلا في جهنم.*
* نموذج *
أنه يوجد مدوناً في الرسائل السنوية المختصة بالرهبنة اليسوعية عن شابٍ ما من بلاد الهند هذا الحادث. وهو أنه إذ عزم هذا الشاب على ارتكاب خطيئة مميتة، وبالعزم المذكور أخذ بالخروج من مكان سكناه، فسمع صوتاً يقول له: قف ثابتاً حيث أنت: وإذ ألتفت إلى ورائه قد شاهد أيقونة والدة الإله المحزونة التي كانت هناك بتمثال مجسم. وإذا بها أخرجت من قلبها أحد السبعة حراب. وقالت له هكذا: خذ بيدك عاجلاً مني هذه الحربة. وأطعن بها قلبي. أحرى من أنك تجرح قلب ابني بارتكابك هذه الخطيئة: فحالما سمع الشاب هذه الكلمات انطرح على الأرض باكياً بشهيقٍ نادماً بتوجعٍ شديدٍ طالباً من الله ومن البتول القديسة غفران ذنبه. وقد نال ذلك.*
† صلاة †
أيتها العذراء المباركة لماذا تحزنين بهذا المقدار على ضيعان ابنكِ وتطلبينه بتوجعٍ هكذا شديدٍ، أفهل لأنكِ لم تكوني تعلمين أين كان موجوداً،كلا، بل كنتِ تشعرين بأنه لم يزل كائناً في قلبكِ. أما تعرفين أنه كان يرعى فيما بين السوسن والزنبق. والحال أنتِ قلتِ: أن حبيبي لي وأنا له. الذي يرعى السوسن: (نشيد ص2ع16) فأفكاركِ وعواطفكِ هذه كلها هي متواضعةٌ طاهرةٌ نقيةٌ مقدسةٌ. وهي زهور السوسن والزنبق التي تستدعي عروسكِ الإلهي ليسكن فيكِ. أواه يا مريم المجيدة أنتِ تطلبين بكل رغبةٍ أن تجدي يسوع الذي لا تحبين أحداً غيره. فأتركيني أن أطلبه أنا وغيري من الخطأة الكثير عددهم الذين لا يحبونه تعالى. وبواسطة أغاظتهم إياه قد فقدوه، فيا أمي المحبوبة جداً أن كان ابنكِ لحد الآن، لأجل ذنبي الخصوصي لم يوجد بعد في نفسي، فأنتِ اجعليني أن أجده. فأنا أعلم جيداً أنه عز وجل يوجد عند من يطلبه، لأنه مكتوبٌ: أن الرب هو طيبٌ للمتوكلين عليه للنفس التي تطلبه: (مراثي أرميا ص3ع25) ولكن أنتِ اجعليني أن أطلبه بالنوع الذي به يلزمني أن أطلبه، لأنكِ أنتِ هي الباب الذي بواسطته الجميع يجدون يسوع. فإذاً بكِ أرجو أن أجده أنا أيضاً من دون أن أفقده مرةً أخرى آمين.*
†
No Result
View All Result
Discussion about this post