كتاب
الإقتداء بمريم
لمؤلف مجهول
الكتاب الرابع:
الفصل السادس
عن الغيرة التي يجب أن تفعم قلب ابن مريم في ما يخص العذراء أمه ومجدها
مريم
يا بني: أني أمك ولا زلت اقدم لك عن ذلك البراهين المتواصلة بواسطة إحساني إليك.أنك أبني، وبصفتك هذه تقدم لي الأكرام. أنك تستنجد بي في وسط تجاربك والآمك، وترجوكثيراً من قدرتي بالقرب من يسوع. الا أنك يابني تهمل كثيراً إحدى الوسائل القوية التي في وسعك أن تستخدمها لأظهار محبتك لي.
العبد
تنازلي أيتها الأم المحبوبة وأفهميني هذه الواسطة، لأني أريد أن أقوم نحوك بكل واجباتي.
مريم
إنك لاتهتم بالكفاية بالسعي في سبيل إكرامي وتمجيدي بين الآخر، بل ويظهر أحياناً إنك تستصعب إعلان ذاتك بجانبي أمام من يهاجمني. لتكن غيرتك في سبيل المدافعة عن مصالحي وتمجيدي وإكرامي ومحبتك لي شبيهة بغيرتي عليك. ولايكفي أبداً أن منحني قلبك بعد يسوع إذا لا تسفيد من الفرص التي تتاح لك لكسب قلوب أخرى لي. أنظر يابني المساعي التي قامت بها الأضاليل ولازالت تقوم بها يومياً لمحو عبادتي وإضعافها. فعليك أنت أن تعوض عن هذه الإهانات بقدر المستطاع.
العبد
وبالحقيقة إن الجحيم قد شنت دائماً غاراتها عليك أيتها البتول القديسة، واسم مريم المحبوب والحلو على قلب كل المؤمنين هو اسم تبغضه الجحيم وتمقته. إنك أنت تلك المرأة التي ذكرها الرب في بدء الخليقة والتي أعطي لها أن تسحق رأس الحية. هذا هو سبب البغضة التي تحملها لك الشياطين. فهو إذ يسعون في هلاك البشر لا يروق لهم التجاء أحدهم إليك. ويودون لو أمكنهم أن يمحوا من عقولنا الفكرة السامية التي لنا عنك وعنن قدرتك الخاصة بالقرب من السيد المطلق. إنه لممجد لمريم حقاً ألا يثور ضدها إلا الهراطقة، وألا يكون لها عدواً إلا من كان عدو للمسيح! يابرج داؤد التي يتعلق بها ألف ترس، إن أسلحة أعدائك المقهورين تكون هالة لك ونصراً. إن الرب يقيم دائماً من يدافع عن مجدك بغيرة، وأبواب الجحيم لن تقوعليك. كم يجب أن أشكر ربي على أنه خلقني في أحضان الكنيسة الحقيقية حيث حصلت على شرف معرفتك ومحبتك. حيث أن حبي البنوي لك يتطلب مني أن أدافع عن حقوقك وأنتهز كل قصة لتمجيدك فسأجتهد في المستقبل لأزيد عدد عبيدك بقدر الإمكان. سأحرض في الوقت المناسب أقاربي وأصدقائي ومعارفي على الممارسات التقوية إكراماً لك، وسأجعل سروري في التحدث معهم عنك. وإذا لا أقدر أن أضرم نار محبتك في القلوب بواسطة كلامي فسأسعى بأن أعوض عن ذلك بمثلي الصالح. لن أتحمل من الآن فصاعداً أن يهاجمك أحد في حضوري، والذي لا يعرفك لا يستحق أن أعرفه ولا أريد لي صديقاً لا يحبك. إني أدعو ربي ليفيض نعمه على قلوب كل البشر كي يتوصل الجميع إلى معرفة ومحبة يسوع، وبهذا يتوصلون أيضاَ إلى معرفة ومحبة أمهم مريم. وهل ياترى يبقى البشر عديمي العاطفة نحو من كانت منذ الأزل موضوع سرور الله ذاته؟
No Result
View All Result
Discussion about this post