الاقتداء بمريم 4/ 9: عن الاستغاثة بمريم

كتاب 

الإقتداء بمريم

لمؤلف مجهول

الكتاب الرابع:

الفصل التاسع

عن الاستغاثة بمريم

مريم

يابني: أندبني في كل الظروف التعيسة التي توجد فيها لأتشفع بك. إنني مستعدة لأن أستجيبك في كل ما تشتاقه طالما لا يكون منافياً لإرادة الله وخلاصك. غير أنه لا يجب أن تطلب مني إلا الرغبة الصادقة في أن تكمل إرادته القدوسة، وكل صلاة ترفعها إلي بهذه الطريقة تكون يانعة الثمار. من المسيحيين من يسألني أن أنال له ماهو مقتنع بعدم موافقته لإرادته تعالى، ومنهم من لا يتشفع بي إلا لأجل الخيرات الدنيوية حين يكون عديم المبالاة بما يخص خيرات النعمة. أفهل لمثل هؤلاء أن يؤملوا استجابة لطلبهم؟ فحين أتشفع لأمثال هؤلاء لا أطلب لهم ما يتمنون لأنه مضر لهم، بل ما لا يفكرون به أبداً وهوالمفيد لهم. إنني أستمد لهم أحزاناً تجعلهم يفكرون بالسماء بعد أن تكون هذه الأحزان قد جردتهم عن الأرضيات. أطلب لهم نعمة التوبة والخلاص، ونعم التقدم بالفضائل والاستحقاق. هذا ما يجب أن يطلبوه مني قبل كل شيئ، وسأستجيب دائماً لكذا طلبات. ولا أطلب الخيرات الأرضية للذين يستغيثون بي إلا بقدر ما تكون هذه الخيرات مفيدة لهم فائدة راسخة. إن ربح قضية أوغزارة محصولات قد تكون أحياناً جالبة الوبال على من يطلبها مني، إذ قلما يفكر الإنسان بالأبدية حين يكون في رفاه! كثيراً ما يطلب مني المرضى نعمة الشفاء وأنا لا أطلب لهم من الرب إلا النعم الضرورية لهم أثناء مرضهم. إنني لست من عداد تلك الأمهات اللواتي يعميهن حنانهن فيصدهن عن تقديم الخير الحقيقي لأولادهن. فحناني لك يا بني لن يخدعني بخصوص فوائدك. لذلك فلن أطلب لك من يسوع إلا ما قد يكون مفيداً لك في الدنيا وفي الآخرة. فلذ واثقاً بحمايتي وأنت مقتنع بهذه الحقائق، وأرجع إليها في كل صعوباتك مهما كان نوعها. وحيث أن هذه الصعوبات كثيرة فليكن أسمي دائماً على شفتيك بعد اسم يسوع، وليطبع على قلبك عميقاً بعد ذاك الاسم الحلو.

العبد

يامريم! يا اسماً مقدساً! يا اسماً محبوباً! يا اسما ً لا نتلفظ به بثقة إلا ونشعر بغزير الفائدة من ندبنا إياه! سعداً للذي يتلفظ به بمحبة، ويسلم عليه بعبادة، ويحترمه بصدق، ويستنجد به بتواتر. من بعد اسم يسوع، الذي فوق كل اسم، لا نجد اسماً أكثر قدراً وحلاوة  وأسمى عزاً من اسم مريم! فلدى التلفظ بهذا الاسم يمتلىء الخاطئ ثقة بمراحم الرب، ويزداد البار في المحبة، ويحوز المجرب بالنصر على تجاربه، ويفور الحزين بالصبر والسلوان. لذا فسيكون لي هذا الاسم، بعد اسم يسوع، ملجائي في الأحزان ومشورتي في التردد وعوني في الكفاح ودليلي في كل خطواتي.