كتاب
الإقتداء بمريم
لمؤلف مجهول
الكتاب الرابع:
الفصل الثالث عشر
عواطف الثقة بمريم لدى اقتراب الموت
يا أم المخلص الإلهي مريم: إنني في آخر ساعات حياتي! لذا أطلب عونك بإلحاح أعظم من أي وقت آخر. إني أرى ذاتي معلقاً بين السماء والجحيم! لعمري: ما عسى أن يكون نصيبي إذا لم تستخدمي قدرتك لدى يسوع بخصوصي. لقد أودع بين يديك أثمن النعم لتوزعيها على البشر. فتنازلي وأفيضيها علي ّ. إنها الآن تنفعني وهي ضرورية لي. عن قريب ستفتح الدعوى لأداء الحساب عن حياتي: فتكلمي عني قبل أن أقف أمام منبر الديان. آهاً! إن أم دياني ستنال لي حكما ً في صالحي! يانجمة البحر. كوني دليلي في وسط العواصف التي تهددني بغرق قريب، وأهديني إلى ميناء الخلاص. يانوراً سماوياً. بددي الغيوم التي يحاول روح الظلمة أن يسلطها على نفسي. سكني قليقي الذي أشعر به حين أفكر بخطايا حياتي، ونالي لي عنها ندامة حارة وصادقة. يامثال كل الفضائل: أستمدي لي نعمة الإيمان الأشد والرجاء الأقوى والمحبة الأكمل. أشكرك عن الجودة التي أبديتها لي طيلة حياتي، حتى لما كنت غير أهل للجودة. هل ترفضين عليّ اليوم عنايتك، وثقتي تزداد بازدياد احتياجاتي؟ كلا أيتها الأم الحنون، يا أحن الأمهات: إنك لن تبتعدي عن ولدك المنازع وستحضرين عنده حتى النفس الأخير.
إنني أموت بخضوع لأن موتي بأمر يسوع. وبالرغم من نفوري من الموت فإني أريد أن أموت بفرح لأنني أموت تحت حمايتك. إنني أمل أن أتمتع عن قريب برؤية عظائم وكمالات ولطافة وغلبة يسوع. ورؤية عرش مجدك البهي الزاهي. لقد اقترب نزاعي وشفتاي لن تتمكنا من الاستغاثة بك، إلا أن قلبي سيكلمك دائماً. إنني سأتلفظ آلاف المرات باسمي يسوع ومريم الأقدسين. وأسألك يايسوع أن تتقبل مسراتي كلها وحركات قلبي في نزاعي كأفعال محبة أصدرها نحوك ونحو أمك القديسة. ارحمني يارب! لا أجسر أن أقول لك: ارحمني لأني عبدك، لأنني كنت خاطئاً كبيراً، ولا أعرف فيما إذا كان لي الحظ السعيد بأن ألين عدالتك. فأرحمني إذاً لأني ابن أمتك مريم. لقد أنعمت علي ّ طيلة حياتي بثقة عظيمة بمريم. وأشكرك لأنني أرى هذه عواطف الثقة بها تزداد في خاصة في هذه ساعة حياتي الحرجة لخلاصي. يا إلهي! يا إله المراحم! إنها لنعمة جديدة تجود بها عليّ أن ترتضي بأن تخلصني بواسطة هذه البتول التي تعلمنا كنيستك المقدسة أن نندبها دائماً، وخاصة في ساعة موتنا.
No Result
View All Result
Discussion about this post