قاموس الكتاب المقدس
حرف ق
قاب
من المكاييل في الكتاب المقدس، وهو يساوي:
في المواد الجافة: 1,2 لترًا = 1 / 19 إيفة.
في المواد السائلة = 1,2 لترا = 1 / 19 بث.
قَادَشَ بَرْنِيع
اسم سامي معناه “مقدس” وهو اسم:
وكانت تُدْعَى عين مشفاط (تك 14: 7). وقد دُعِيَت عيون الماء المجاورة لها باسم ماء مريبة قادش (عد 27: 14 وتث 32: 51) ودعاها النبي حزقيال مياه مريبة قادش (حز 47: 19 و48: 28) كما دعيت بالاختصار ماء مريبة (عد 20: 13 و14) أي ماء المخاصمة لأنه هناك تذمر بنو إسرائيل من اجل الماء واصموا موسى. فأمره الله أن يكلم الصخرة كلامًا فتخرج لهم ماء ليشربوا. ولكن موسى لم يكلم الصخرة كما أمره الرب بل ضربها بالعصا كما كان قد فعل سابقًا في رفيديم فأجرى الله له العجيبة وتفجر الماء من الصخور ولكن الله قاصص موسى لأنه لم يطع تمامًا ليعطي مجدًا أحرى للرب. وكان الحكم على موسى أنه لن يدخل أرض كنعان. وما جاء في مز 106: 32 يشير إلى هذا. أما ما جاء في (تث 33: 8 ومز 81: 7 و95: 8) فيصدق على رفيديم وقادش.
وإذا استثنينا جبل سيناء لا نجد بقعة اشتهرت في تاريخ بني إسرائيل كما اشتهرت قادش برنيع. فقد تمركز فيها بنو إسرائيل مدة 38 سنة من سني تيههم الأربعين (عد 20: 1 و16). ولكن يظهر من (تث 2: 14) أنهم قضوا معظم تلك المدة خارج قادش فيسوغ لنا أن نستنتج من هذا أن خيمة الاجتماع وتابوت العهد ظلا فيها كما سكن موسى ورؤساء الشعب فكانت مركزًا عامًا يرجع إليه الشعب لأجل العبادة والقضاء وحلَ المشاكل الكبرى لأنه لا يمكن لشعب كبير متبدّ أن يسكن مع مواشيه في بقعة محدودة كهذه. وفي قادش ماتت مريم أخت هارون وموسى (عد 20: 1) وفيها حصل تمرد قورح وجماعته (عد 16: 1 – 40). ومنها أرسل موسى الجواسيس الاثني عشر ولما عادوا من تجسسهم تذمر الشعب على موسى والله فحرم الرب كل ذلك الجيل من دخول الأرض المقدسة وقضى عليهم أن يفنوا في البرية ما عدا كالب بن يفنة ويشوع بن نون (عد 13 و14). وبمقابلة آيات مختلفة من الكتاب المقدس نستطيع تحديد موقع قادش بوجه تقريبي. (). فقد كانت عند طرف برية صين (عد 20: 1) إلى الجهة الغربية من وادي العربة، قرب التخم الجنوبي لأرض سبط يهوذا أو الحد الجنوبي لبني إسرائيل (عد 34: 4). وهي على مسيرة أحد عشر يومًا من حوريب (جبل سيناء) بسرعة سفر بني إسرائيل في تلك الأيام وفي اتجاه جبل سعير وعلى طريقه. ولم تكن بعيدة عن تخم ادوم وجبل هور. ومنها أرسل موسى رسلًا إلى ملك ادوم يستأذنه في عبور أرضه إلى بلاد موآب (عد 20: 14 – 21). ويرّجح أنها عين قديس على مسافة خمسين ميلًا من بئر سبع إلى الجنوب. وبالقرب من عين قديس تقع عين قضيرات – وهي أكبر ويظن بعضهم أنها قادش.
مدينة قِشْيُون | قادش
اسم عبري معناه “صلابة” أو “قساوة”، وهي مدينة أعطيت ليساكر ثم أعطيت للاويين من عشيرة (عائلة) جرشون (يش 19: 20 و21: 28) وتسمى أيضًا قادش (1 أخبار 6: 72). وربما كانت تل أبي قديس جنوبي شرقي تل المتسلم بميلين ونصف الميل (مجدو).
مدينة قادَش نفتالي في الجليل
اسم سامي معناه “مقدس” وهو اسم:
مدينة محصنة لنفتالي في الجليل أعطيت أيضًا للاويين من عشيرة جرشون (يش 20: 7 و21: 32 و1 أخبار 6: 76). وصارت مدينة ملجأ (يش 20: 7) وكانت مسكن باراق (قض 4: 6) وفيها جمعت دبورة سبطي زبولون ونفتالي (قض 4: 10 و11) وأخذها تغلث فلاسر في ملك فقح (2 مل 15: 29). وقربها حدثت معركة بين يوناثان مكابيوس وديمتريوس (1مك 11: 63) وهي الآن قرية قديس على بعد عشرة أميال شمالي صفد وأربعة أميال إلى الشمال الغربي من الحولة. وموقعها جميل يشرف على جنوبي مرج عيون والحولة حولها خرب عديدة ونواويس.
مدينة قادَش على تخم يهوذا
اسم سامي معناه “مقدس” وهو اسم:
ذكرت مدينة باسم قادش على تخم يهوذا الجنوبي في (يش 15: 23) ربما كانت هي قادش برنيع.
قاريح
اسم عبري معناه “اقرع” وهو أبو يوحانان ويوناثان اللذين عاصرا النبي ارميا وكانا من حاشية جدليا. وكان يوحانان ابنه من رؤساء الجيوش اليهودية البارزين (2 مل 25: 23 وار 40: 8 إلخ. 42: 1 – 8 و43: 3 – 5).
قامون
موضع في جلعاد دفن فيه يائير (قض 10: 5) وربما كانت قم.
قانا الجليل
← اللغة القبطية: ` `Txana `nte: galile`a.
وقانا اسم عبري معناه “مكان القصب” وهي مدينة شهيرة صنع المسيح أعجوبته الأولى فيها وهي تحويل الماء على خمر (يو 2: 1 – 11). وبعد ذلك صنع عجيبة ثانية فيها شفاء ابن خادم الملك (يو 4: 46 – 54) وكانت وطن نثنائيل (يو 21: 2). وكل ما نعرفه من الإنجيل أن موقعها هو أنها في الجليل بمكان عال بالنسبة إلى كفرناحوم إذ يقول يوحنا في إنجيله (يو 2: 12) “وبعد هذا انحدر إلى كفرناحوم” وخادم الملك الآتي من كفرناحوم إلى قانا حيث كان يسوع طلب منه أن “ينزل ليشفي ابنه” (يو 4: 46 و47). ويرّجح أنها خربة قانا شمالي الناصرة بثمانية أميال. وهناك عيون ماء ومستنقعات وكثيرة القصب. يوسيبوس وجيروم يؤيدان هذا الراي بقولهما أن قانا الجليل تقع بالقرب من صيداء. ويقول بعضهم أنها كفركنّا التي تقع شمال شرقي الناصرة بأربعة أميال. وفي كنيسة الروم الأرثوذكس في كفركنَّا جرّة يعرضونها على السياح ويزعمون أنها استعملت في عجيبة تحويل الماء خمرًا. ولكن اسم “كنَّا” ليس بالقاف.
مدينة قانة
اسم عبري معناه “موضع القلب” وهو اسم:
مدينة في أشير (يش 19: 28) غير قانا الجليل المار ذكرها. والمرّجح أنها هي القرية الكبيرة المسماة اليوم باسم قانا الواقعة على بعد نحو 6 أميال إلى الجنوب الشرقي من صور. ويوجد بقربها فينيقي كبير يسمونه قبر حيرام.
وادي قانة
اسم عبري معناه “موضع القلب” وهو اسم:
واد بين افرايم ومنسى (يش 16: 8 و17: 9) ويسمى الآن أيضًا وادي قانا يبدأ من عند عين تفوح على بعد 6 أميال إلى الجنوب الشرقي من نابلس ويتصل بنهر العوجة. ويظن البعض أنه وادي القصب الذي يبتدئ بقرب نابلس في عين القصب ثم يسمى وادي الشعير ويقع شمالي الوادي المذكور آنفًا وينحدر إلى البحر.
القانوي
وهو لقب عبري معناه “غيور” (مت 10: 4 ولو 6: 15).
قاين
اسم سامي معناه “حداد أو رمح” (عد 24: 21).
القاين
مدينة لسبط يهوذا في جبال حبرون (يش 15: 57) يرّجح أنها خربة يقين الواقعة على رأس تل صغير. وهي تطل على البرية. وقد سكن القينيون حولها في تلك البقعة. وهناك قبر يدعون انه قبر قايين.
قايين القاتل
← اللغة الإنجليزية: Cain – اللغة العبرية: קַיִן – اللغة القبطية: Kain.
اسم سامي معناه “حداد” وهو بكر آدم Adam وحواء Eve (تك 4: 1) اشتغل لما كبر بالزراعة وصار “عاملًا في الأرض” (تك 4: 2) وقدّم قربانًا لله من أثمار الأرض (تك 4: 3) بينما قدّم أخوه هابيل من أبكار غنمه وسمانها. فقبل الرب قربان هابيل Abel ورفض قربان قايين فاغتاظ قايين جدًا (تك 4: 4 و5). أما سبب رفض قربان قايين وقبول قربان هابيل فيرجعه رسول العبرانيين (عب 11: 4) إلى الإيمان إذ يقول “بالإيمان قدّم هابيل ذبيحة أفضل من قايين”.
لما اغتاظ قايين وأضمر الشر لأخيه حذرّه الله من الخطيئة (تك 4: 6 و7) فلم يرعوِا. بل يقول الكتاب: “وكلّم قايين أخاه. وحدث إذ كانا في الحقل أن قايين قام على هابيل وقتله” وهنا سؤال بماذا كلّم قايين أخاه؟ في التوراة السامرية والسريانية والترجمة السبعينية واللاتينية وبالطبع في الترجمة اليسوعية المأخوذة عنها تزاد هذه العبارة “وقال قايين لهابيل لنخرج إلى الصحراء” ولما خرجا قتله. ولكن هذه العبارة غير موجودة في النسخة العبرانية.
ولما سأل الرب قايين عن أخيه هابيل جرّب أن يخفي جريمته (تك 4: 9 و10). ولكن الله سدّ في وجهه باب النكران إذ قال له: “إن صوت دم أخيك صارخ إليّ من الأرض” ولعن قايين من الأرض التي فتحت فاها لتقبل دم أخيه ويكون تائهًا وهاربًا فيها. (). فأقرّ قايين بعظم جريمته وشكا إلى الله خوفه من أن يقتله أحد. فجعل له الرب علامة تقية من انتقام الناس منه. فخرج إلى بلاد نود. وهناك إذ كان يبني مدينة ولُد له دعاه حنوك وسمَّى المدينة باسمه (تك 4: 17). ومن نسله كان توبال قايين الحداد.
واسمه كتب الإسلام: “قابيل”.
امرأة قايين | أم حنوك | زوجة قايين
Cain’s Wife عاش آدم 930 سنة، وربما عاشت وحواء فترة طويلة كذلك، وإن كان كِلاهما قادرين على الإنجاب فترة طويلة من هذا الوقت، لذا كانوا مع لأولادهم ولأحفادهم وأحفاد ألوف الألوف.. وإذ لم يكن هناك بشر آخرين، ولم تكن هناك شريعة موسى بعد، فلم يوجد مانع من تزاوج الأخوة والأقارب.. فربما يكون قايين قد تزوج من أحد أخواته، أو لم يتزوج قبل انقضاء مائة عام مثلًا من قدرته على الإنجاب، فيكون قد تزوج من أحد أبناء أو أحفاد أي من أخوته..
وقد دُعِيَ ابنهما الأول “حنوك”، ودعا قايين المدينة التي بناها كاسم ابنه “حنوك” (تك 4: 17).
مُقببات
أقبية في الجب الذي أنزل إليه ارميا ويستدل من ذكرها أن ارميا وضع داخل السجن القبيح (ار 37: 16).
القَبَر | يَقْبر | القبور | المقابر
جرت العادة بين اليهود وبقية القدماء كما في أيامنا هذه أن يغمض الأقارب عيني الميت (تك 46: 4) وأن يولولوا ويبكوا عليه (يو 11: 19 و31 و33) ويستمروا على ذلك أيامًا كثيرة بعد الدفن. وكانوا أيضًا يغسلون الجثة (أع 9: 37) ويلفونها بأكفان من كتان ويربطون الرأس بمنديل (يو 20: 7) بل كثيرًا ما كانوا يربطون كلًا من أطرافه على حدة (يو 11: 44). وكان اليهود يدهنون الجثة ويلفونها بالأطياب (مر 16: 1 ولو 24: 1 ويو 19: 40). وبالنظر إلى حرارة الطقس وإلى الشريعة الموسوية التي جعلت لمس الميت أو الدخول إلى الغرفة التي وضعت الجثة فيها منجسًا جرت العادة بأن يدفن الميت بعد الموت بساعات قليلة. وأما جثة يعقوب فلما كانت محنطة حسب الطريقة المصرية أصعدها معهم العبرانيون فأخذت إلى مكفيلة ودفنوها هناك (تك 50: 2 و7 و13). وكذلك حنطت جثة يوسف (تك 50: 26) فأصعدها العبرانيون معهم من أرض مصر عند خروجهم منها ثم دفنوها بعد افتتاحهم أرض كنعان في شكيم في قطعة الحقل التي اشتراها يعقوب من بني حمور (يش 24: 32) وكان جميع الأصحاب يتبعون الأقارب وراء النعش (2 صم 3: 31 ولو 7: 12) ومعهم النادبات المستأجرات يندبن (جا 12: 5 وار 9: 17 وعا 5: 16 ومت 9: 23).
ويظهر أنه في العهد الجديد على الأقل جرت العادة أن يقوم جماعة من الشبان بالتحضيرات للدفن وحمل الميت ودفنه كما تفعل جمعيات دفن الموتى اليوم (أع 5: 6 و10). وقد ذكر تأسيس المؤرخ الروماني في تاريخه أن اليهود يفضلون دفن الموتى على حرقهم ولكن رجال يابيش جلعاد أحرقوا جثث شاول وأولاده ودفنوهم مؤقتًا في يابيش (1 صم 31: 12 و13) حتى أخذ داود عظامهم ودفنها في قبر قيس أبي شاول في صليع (2 صم 21: 12 – 14).
وقد أشار عاموس إلى عادة حرق الموتى لم تكلم عن كثرة الموتى بسبب الوباء (عا 6: 10). وكانوا يحملون الميت إلى القبر في نعش وهو مثل سرير بلا غطاء (2 صم 3: 31 ولو 7: 14) أما التابوت (وهو مثل صندوق له غطاء يطابقه) فلم يذكر استعماله للموتى إلا ليوسف (تك 50: 26) الذي حنطوه ووضعوه في تابوت حسب عادة المصريين.
وكان العبرانيون يتوخون دفن أفراد العائلة في قبر واحد. ففي مغارة المكفيلة دفن إبراهيم وسارة وإسحق ويعقوب وليئة (تك 25: 10 و49: 31 و50: 13). وشذّ عن هذه القاعدة راحيل التي دفنها يعقوب في افراته (بيت لحم) حيث توفيت (تك 35: 19) ويوسف الذي دفن في شكيم في قطعة الحقل التي اشتراها أبوه يعقوب من بني حمور (يش 24: 32). وفضلًا عن هذه القبور العائلية الخاصة كانت لهم مقابر عامة (2 مل 23: 6 وار 26: 23). أما القبور الخاصة فكانت تنشأ في البساتين (2 مل 21: 18 ويو 19: 41) أو في الحقول (تك 23: 11) أو في المغاور في الجبال (2 مل 23: 16 و17) أو تنحت في الصخور (اش 22: 16 و17).
وكان ترك الجثث بدون دفن يعد عارًا عظيمًا (1 صم 17: 44 – 46 و2 مل 9: 10 وار 22: 19). وكذلك إخراج عظام الموتى من قبورهم (ار 8: 1 و2). وسمّى أيوب القبر بيت ميعاد كل حي (اي 30: 23) وسمَّاه سليمان البيت الأبدي (جا 12: 5). وإذ كانت القبور غالبًا في مواضع خلاء خارج أسوار المدينة كان المجانين يأوون إليها (مت 8: 28) غير أن بعض الملوك والأنبياء كانوا يقبرون داخل الأسوار (1 صم 25: 1 و28: 3 و2 مل 21: 18 و2 أخبار 16: 14 و24: 16 و32: 20 ونح 3: 16). وكانت أحيانًا محاطة بشجر (تك 23: 17 و1 صم 31: 13). والقبور المنحوتة في الصخور كثيرة في فلسطين ومن أشهرها قبر الخليل في حبرون، وقبر يوسف بقرب نابلس وقبور الملوك وقبور القضاة بقرب أورشليم والقبر الذي يقال له قبر المسيح في أورشليم وقبر راحيل بقرب بيت لحم. ولم يكونوا يقدمون القرابين من أجل الموتى بل يظهر أن الشريعة الموسوية تنكر تقديم القرابين عن الموتى (تث 26: 14). ولكن في عصر المكابيين نرى أن يهوذا المكابي بجمع ألفي (2000) درهم فضة ويرسلوها إلى أورشليم ليقدموا بها ذبيحة تكفيرًا عن خطيئة بعض شهداء اليهود (2 مك 12: 38 – 46).
أصناف القبور:
بفضل الدراسات الأثرية الحديثة صار يمكننا أن نصنف القبور القديمة في فلسطين فمنها:
(1) القبور المنحوتة في الصخر. وهي أكثر عددًا من غيرها وأقدم عهدًا ويوجد منها أشكال عديدة. أبسطها وأقدمها كان في الأصل مغارات.
ومن تلك المدافن ما تألف من غرفة على كل من جانبيها صف من القبور يدعى باسم “كوكيم” (جمع كوك باللغة العبرانية) وهو عبارة عن قبر منحوت ضيق على قدر جسم الميت.
(2) القبور المبنية. وعددها قليل في فلسطين وهي أحدث عهدًا من القبور المنحوتة في الصخر.
(3) النواويس. استعمل الفينيقيون النواويس. أما العبرانيون فلم يستعملوا النواويس التي اقتبسوها عن الفينيقيين إلا قليلًا جدًا.
وفي عصر الحكم اليوناني وضعوا الأنصاب وشيدوا الأبراج على القبور. من ذلك ما جاء في سفر المكابيين من ذكر القبر بناء سمعان المكابي لأخيه يوناثان. (1 مك 13: 25 – 30).
وفي العهد الجديد يوجد وصف لبعض القبور. وفي مت 23: 27 يشبّه المسيح الفريسيين بالقبور المبيضَّة. أي المدهونة بالكلس أو المجصصة كما جاء في الترجمة اليسوعية. ويذكر في ذات الإصحاح (4: 29) القبور التي كانوا يبنونها ومدافن الصديقين التي كانوا يزينونها.
وفي (لو 11: 44) ذكر للقبور المختفية ويرجح أنها قبور الفقراء التي كانت تحفر في الأرض حفرًا فيدفن الميت فيها وتغطّى بقطع حجارة، ويردّ التراب عليها فلا تظهر أنها قبور. وقبر المسيح كان خارج باب أورشليم (عب 13: 12) في بستان (يو 19: 41). وكان منحوتًا في الصخرة، وداخل القبر وُجد مكان (غالبًا مثل مصطبة) وضعوا فيه الجثة (مر 16: 6).
قُبرس | قبرص
جزيرة كبيرة في شرقي البحر المتوسط تقع على مسافة 40 ميلًا جنوبي كيليكيا. وهي شبيهه بمثلث طولها 150 ميلًا. وكان فيها قديمًا مدينتان كبيرتان: سلاميس عند طرفها الشرقي، وبافوس عند طرفها الغربي (أع 13: 5 و6) ونحو 17 مدينة أخرى.
ومما ذكر عنها في الكتاب المقدس أن برنابا وبار يشوع الساحر كانا من أهاليها، وأن سرجون بولس كان الوالي الروماني عليها. وهو أول حاكم ذكر عنه أنه آمن مندهشًا من تعليم الرب (أع 4: 36 و13: 4 – 12 و15: 39).
كان أهم حاصلاتها في العصور القديمة النحاس ويظن أن اسم النحاس باللغة اللاتينية Cyprium مأخوذ من اسم الجزيرة لأنهم أول ما عرفوا النحاس كان يأتيهم منها.
تاريخ قبرس:
عرفت منذ بدء العصر البرنزي وأخذت تصدر حاصلاتها إلى سوريا (حز 27: 6) وكيليكيا ومصر وآسيا الصغرى وأواسط أوربا. وكانت للقبرسيين فنون وحضارة خاصة راقية وقد ظهر تأثير فنهم في صناعة الفخار بسوريا وبالأكثر في أسيا الصغرى. كما وجدت مصنوعات فخارية قبرسية نفسية في مصر وجنوب فلسطين وأثينا.
ويظهر أن اليونان والفينيقيين أقاموا في الجزيرة معًا وانتشروا فيها من قديم. وقد فتحها المصريون ثم الصوريون ثم الآشوريون ثم الفرس.
ودخلت سنة 294 تحت سلطة البطالسة. وفي عصر البطالسة ظهرت جاليات يهودية في الجزيرة (1 مك 15: 23). وسنة 58 ق. م. ألحقت الجزيرة بروما. وسمع سرجيوس، الحاكم على قبرس، الإنجيل من بولس الرسول (أع 13: 7 – 12).
اليهود والمسيحيون في قبرس:
بدأ اليهود يستوطنون قبرس بأعداد كبيرة في عصر البطالسة وزاد عددهم في بداية عهد الإمبراطورية الرومانية ويظهر أنه كان لهم في سلاميس أكثر من مجمع واحد (أع 13: 5). أما المسيحيون فقد زادت هجرتهم إليها على أثر استشهاد استفانوس (أع 11: 19) وقد ذهب مبشرون من قبرس إلى إنطاكية وأخذوا يبشرون اليهود بالرب يسوع فآمن عدد كثير على يدهم (أع 11: 20 و21).
وقد اشتهر من المسيحيين القبرسيين مناسبون (أع 21: 16) وبرنابا (أع 4: 36). (). وبشر برنابا في قبرس مع بولس (أع 13: 4 – 12) ومع مرقس (أع 15: 39) ومر بقبرس بولس الرسول مرتين في سفينة (أع 21: 3 و27: 4).
وفي سنة 117 ثار اليهود على الوثنيين وطردهم هدريان من الجزيرة.
وأما الكنيسة المسيحية فقد انقسمت إلى ثلاث عشرة أبرشية. وفي القرن الرابع أدعوا أنهم اكتشفوا في قبر برنابا في سلاميس إنجيل متى فاعتبروه النسخة الأصلية للإنجيل. وقد انعقد في قبرس مجمع بدعوة من ثيوفيلوس البطريرك الاسكندري لأجل تحريم مؤلفات اوريجنس سنة 401 م.
ولم يرد اسم قبرس في العهد القديم بل دعيت كتيم (تك 10: 4) على اسم مدينة فيها هي كيتيون. وربما كان الاسم أليشة (تك 10: 4) يشير إلى انكومي في شرق قبرس.
قِبْروت هتَّأوة
اسم عبري معناه “قبور الشهوة” وهي محلة لبني إسرائيل في برية التيه على بعد 15 ميلًا شمالي شرقي سيناء. وقد أتت “ريح من قبل الرب وساقت سلوى من البحر وألقتها نحو مسيرة يوم من هنا ومسيرة يوم من هناك حوالي المحلة ونحو ذراعين فوق وجه الأرض”. فأكل الشعب منها شهرًا إلى أن أصابهم وبأ، فمات عدد غفير منهم (عد ص 11 و33: 16 و17 وتث 9: 22).
مدينة قَبْصايم
اسم عبري معناه “كومتان” وهي مدينة لافرايم أعطيت للاويين القهاتين (يش 21: 22) وتسمى أيضًا يقمعام (1 أخبار 6: 68) وهي بالقرب من آبل محولة.
قَبْصئيل | قبصيئيل | يقبصئيل
اسم عبري معناه “مجموع من الله” وسميت بعد السبي يقبصئيل بعد أن بنيت ثانية (نح 11: 25) وهي مدينة على تخم يهوذا (يش 15: 21) الجنوبي وكانت مسقط رأس بنايا (بناياهو) بن يهوياداع (2 صم 23: و1 أخبار 11: 22) ولم يتحقق موقعها بعد. ويرجح أنها خربة حورا.
قابِلة
يظهر أن القابلات وجدت عند العبرانيين منذ زمان بعيد فقد ذكرت القابلة في الكتاب المقدس يوم ولدت راحيل بنيامين (تك 35: 16 – 20)، ولما ولدت ثامار توأما (تك 38: 28).
ولكن يظهر إن الكثيرات من العبرانيات كن يلدن بسهولة وبدون حاجة إلى قابلات وهكذا اعتذرت قابلتا العبرانيات لفرعون (خر 1: 19). ولعل هذا اهو السبب في وجود قابلتين فقط للعبرانيات مع أن الشعب العبراني كان كثير العدد ولا يمكن أن يكتفي بقابلتين إذا كانت النساء كلهن يعتمدن على القابلات في الولادة. أما إذا كانت الكثيرات منهن يلدن بدون قابلة فيمكن الاكتفاء بقابلتين. ولعلهما كانتا للعبرانيين الساكنين في جوار المدينة فقط. وقد فسّر بعضهم وجود قابلتين فقط بقولهم أن القابلتين إنما كانتا رئيسيتين لغرفتين من القابلات.
وكانتا قابلتا العبرانيات تستعملان كراسي تجلس عليها النساء أثناء الولادة (خر 1: 16). ولعل هذه العادة مأخوذة عن المصريين في ذلك العصر. كما أن المصرين اليوم يستعملون كرسيًا خاصًا للولادة يسمونه كرسي الولادة. وأمّا القابلتان شفرة وفوعة فقول الكتاب المقدس عنهما (خر 1: 21) إن الله “صنع لهم بيوتًا” يدل على مكافأة الله لهما بأن أكثر نسلهما وبارك بيتهما.
قَبَّل | قُبْلة
القبلة علامة للتعبير عن المحبة أو الاحترام وهي تطبع على الشفتين أو الوجنتين أو اللحية أو اليد أو الثوب أو الأرض التي يدوس عليه الشخص المقصود إذا كان احترامه عظيمًا جدًا عند المقبل. والقبلة كانت تستعمل في السلام والوداع كما تستعمل اليوم وهي من حيث أشخاصها خمسة أنواع هي:
1 – القبلة كتعبير عن المحبة العائلية وهي على ثلاث درجات:
(أ) تقبيل الأكبر للأصغر وهذا غالبًا عند اللقاء أو الفراق أن يبدأ الكبير بتقبيل الصغير كالأب لأبنه أو ابنتيه أو لأحفاده (تك 31: 28 و55 و48: 10) أو الحماة لكنتها (را 1: 9) والخال لابن أخته (تك 29: 13) أو العم لأبن أخيه وما أشبه.
(ب) قبلة المتساوين بين الأقارب مثل الأخ أو أخته والأخت للأخت (تك 33: 4 ونش 8: 1) أو أولاد العمومة والخؤولة كقبلة يعقوب لراحيل أول ما شاهدها.
(ج) قبلة الأصغر للأكبر بطلب من الأكبر عادة. اسحاق طلب من ابنه أن يأتي ويقبله (تك 27: 26) ويوسف وقع على وجه أبيه الميت وقبله (تك 50: 1). ومن هذا النوع قبلة عرفة لحماتها لما أرادت أن تفارقها (را 1: 14).
2 – قبلة أصحاب المقامات العالية لمن دونهم. كتقبيل أبشالوم لأبناء الشعب (2 صم 15: 5) الذي ظهر منه كتواضع ولطف أكسبه قلوب الناس ومن هذا النوع قبلة داود لبرزلاي (2 صم 19: 30).
3 – قبلة الصداقة بين المتساوين على مبدأ الصداقة أو التعارف مثل قبلة يوناثان وداود (1 صم 20: 41) وفي (لو 7: 45) إشارة إلى تقبيل الأصدقاء الزائرين وفي (أع 20: 37) نرى كيف ودّع أبناء كنيسة أفسس بولس بالبكاء والتقبيل.
4 – قبلة الاحترام. كتقبيل المرأة لقدمي يسوع في بيت سمعان الفريسي (لو 7: 38 و45). وكانوا يعبرون عن تعظيم الملوك بالسجود ولحس التراب أو غبار القدمين (مز 72: 9 واش 49: 23 ومي 7: 17). وكان الوثنيون يقبلون أصنامهم (1 مل 19: 18) والذين كانوا يعبدون الأجرام السماوية كانوا يمدون يدهم نحوها ثم يقبلون اليد (اي 31: 26 و27) بالنيابة عنها.
5 – قبلة العُشَّاق. ويندر ذكرها في العهد القديم ولا ذكر لها في الجديد (نش 1: 2 وام 7: 13).
6 – قبلة الأخوة المسيحية وقد دعيت بالقبلة المقدسة وقبلة المحبة (رو 16: 16 و1 كو 16: 20 و2 كو 13: 12 و1 تس 5: 26 و1 بط 5: 14).
قتل | يقتل | قاتل | مقتلة
إن جريمة القتل من حيث علاقتها بمن تنسب إليه ومقدار مسؤولية تنقسم إلى أربعة أقسام:
(1) القتل عن غير تعمد كما لو دفع إنسان إنسانًا آخر بلا عداوة فوقع ومات أو إذا ألقى أداة بلا تعمد أو اسقط عليه حجرًا بلا رؤية وهو ليس عدوًا له وطالبًا أذيته (عد 35: 22 و23).
كان للقاتل في مثل هذه الأحول أن يهرب من أمام ولي الدم إلى إحدى مدن الملجأ ثم عند محاكمته وتبرئته من التعمد كان المجلس يحكم بردّه إلى مدينة الملجأ وأن يقطن فيها إلى أن يموت الكاهن العظيم. غير أنه إذا لحقه وليّ الدم قبل وصوله إلى مدينة الملجأ أو إذا خرج القاتل من مدينة الملجأ قبل الوقت المشار إليه فقتله وليّ الدم خارج حدودها ذهب دمه هدرًا. وقد أضافت الشريعة إلى هذا الباب من ضرب صاحبه بغير علم وهو غير مبغض له منذ أمس وما قبله. ومن ذهب مع صاحبه ليحتطب حطبًا فاندفعت يده بالفأس ليقطع الحطب وأفلت الحديد من الخشب وأصاب صاحبه فمات فهو له الحق أن يهرب إلى مدن الملجأ فيحيا (تث 19: 4 و5).
(2) القتل تعمدًا وحكمه أن يقتل القاتل من دون استثناء. ويعتبر القتل أنه تعمّد إذا ضرب القاتل إنسانًا بأداة حديد أو بحجر مما يقتل به أو ضربه بأداة حديد أو بحجر مما يقتل به أو ضربه بأداة من خشب مما يقتل به فمات أو دفعه مبغضه أو ألقى عليه شيئًا بتعمد فمات (عد 35: 16 – 20) فإن قاتلًا كهذا لا يحمى ولو احتمى بمذبح الرب (خر 21: 14) ولا يثبت جرم القتل عمدًا إلا على فم شاهدين أو أكثر. ولا يحكم بالموت على شهادة شاهد واحد (عد 35: 30). وحرمت الشريعة افتداء القاتل المستحق القتل بالمال لأن دم القتيل يدنس الأرض ولا يكفر عنها إلاّ بسفك دم القاتل المستحق القتل (عد 35: 31 – 34).
(3) القتل بصورة غير مباشرة كما لو نطح ثور إنسانًا فمات وكان الثور معروفًا أنه نطّاح من قبل عدّ صاحبه قاتلًا فيقتل مع الثور (خر 21: 28 و29). أما إذا لم يعرف عن الثور أنه نطّاح من قبل فإن الثور يقتل ولا يؤكل لحمه وأما صاحب الثور فيكون بريئًا.
وإذا أهمل إنسان أن يبني حائطًا لسطح بيته وسقط إنسان عن السطح فمات عدّ صاحب البيت مسئولًا كقاتل (تث 22: 8).
(4) القتل الجائز ويكون القتل حلالًا أو واجبًا في الحالات الآتية كما ذُكِر من أحداث الكتاب:
أ – قتل من حُكِمَ عليه بالموت لأنه قتل أو عمل ذنبًا آخر يستحق الإعدام مما ذكر في خر 21: 15 – 17 أو في لا 20: 10 و24: 14 – 16 و23 وغير ذلك (راجع مادة قصاص).
ب – إذا أدرك وليّ القتيل قاتله خارج مدن الملجأ وقبل أن يموت الكاهن العظيم الذي حدثت الجريمة في عهده. وتمنع الشريعة افتدائه (عد 35: 32).
ج – وتقضي الشريعة بقتل الأعداء في الحرب لبلا هوادة. وقد أوصى بعض الأنبياء بتحريم بعض أعداء الله الأردياء أي أوصى بإبادتهم هم ومواشيهم (1 صم 15: 3 وقض 5: 22 – 31).
وقد نهت الشريعة عن ذلك، فقد جاء في الوصية السادسة من الوصايا العشر: “لا تقتل” (خر 20: 13، تث 5: 17). ويقول الرسول يوحنا: كل من يبغض أخاه فهو قاتل نفس “(1يو 3: 15).
وتميز الشريعة بين بضع حالات لهذه الجريمة:
(1) – القتل عمدًا: أي عن ترصد وسبق إصرار. وكانت عقوبة ذلك الإعدام، حسب الأمر الإلهي: “من ضرب إنسانًا فمات، يُقتل قتلًا” (خر 21: 12، انظر أيضًا لا 24: 17 و24). ولو احتمى “بمذبح الرب”، إذ أمر الرب: “من عند مذبحي تأخذه للموت” (خر 21: 14، انظر 1مل 2: 28 – 35). وكان الله قد سبق أن قال لنوح: “من يد الإنسان أطلب نفس الإنسان. من الإنسان أخيه. سافك دم الإنسان، بالإنسان يُسفك دمه، لأن الله على صورته عمل الإنسان” (تك 9: 5 و6). فمن يقتل إنسانًا عمدًا فإنه يقتل صورة الله فيه.
وكان القتل العمد يشمل الضرب بآلة قاتلة مثل الضرب بحجر أو بأداة يد من خشب مما يُقتل به فهو قاتل، أو إن دفعه ببغضة أو ألقى عليه شيئًا بتعمد فمات، أو ضربه بيده بعداوة فمات “(عد 35: 16 – 21).
ولم يكن يُحكم على القاتل بالإعدام إلا على فم شاهدين على الأقل، فلا يُحكم عليه بالموت على فم شاهد واحد (تث 17: 6، 19: 15). كما لم يكن يجوز أخذ فدية عن نفس القاتل المذنب، أي من تثبت إدانته “لأن دم القتيل يدنس الأرض، وعن الأرض لا يكفَّر لأجل الدم الذي سفك فيها إلا بدم سافكه” (عد 35: 30 – 33). وكان من حق “ولي الدم” أن “يقتل القاتل” حين يصادفه يقتله “(عد 35: 19).
(2) القتل سهوًا أو خطأ: أي عن غير عمد أو بدون تدبير مسبق، كأن “دفعه بغتة بدون عداوة. أو ألقى عليه أداة ما بلا تعمد. أو حجرًا ما مما يُقتل به بلا روية، أسقطه عليه فمات، وهو ليس عدوًا له ولا طالبًا أذيته (عد 35: 22 – 24)،” ومن ضرب صاحبه بغير علم وهو غير مبغض له منذ أمس وما قبله، ومن ذهب مع صاحبه في الوعر ليحتطب حطبًا، فاندفعت يده بالفأس… وأفلت الحديد… وأصاب صاحبه فمات “(تث 19: 4 و5). فلم يكن على مثل هذا حكم الموت، بل كان له الحق في أن يهرب إلى اقرب مدينة إليه من مدن الملجأ قبل أن يلحق به ولي الدم (تث 19: 6). فيقيم بها – بعد ثبوت عدم تعمده القتل – إلى موت الكاهن العظيم في تلك الأيام.” ولكن إن خرج القاتل من حدود مدينة ملجئه التي هرب إليها، ووجده ولي الدم خارج حدود مدينة ملجئه، وقتل ولي الدم القاتل، فليس له دم… أما بعد موت الكاهن العظيم، فيرجع القاتل إلى أرض ملكه “(عد 35: 26 – 28).
(3) – القتل بطريقة غير مباشرة: (أ) – إذا كان لرجل ثور نطَّاح من قبل، وأشهد على صاحبه ولم يضبطه، فقتل رجلًا أو امرأة، فالثور يرجم وصاحبه أيضًا يقتل، أو يدفع الفدية التي توضع عليه. أما إذا لم يكن معروفًا عن الثور من قبل أنه نطاح، فكان الثور يُقتل ولا يؤكل لحمه، أما صاحب الثور فيكون بريئًا (خر 21: 28 – 30).
(ب) – إذا بنى أحدهم بيتًا جديدًا دون أن يعمل حائطًا (سورًا) بسطحه، فسقط عنه ساقط، فإنه يجلب دمًا على بيته (تث 22: 8).
(4) القتل دفاعًا عن النفس أو الأملاك:
(أ) – إن وجد السارق وهو ينقب، فضرب فمات، فليس له دم. ولكن إن أشرقت عليه الشمس فله دم. إنه يعوض “(خر 22: 2).
(ب) – إن ضرب إنسان عبده أو أمته بالعصا فمات تحت يده، ينتقم منه. لكن إن بقي يومًا أو يومين لا ينتقم منه لأنه ماله “(خر 21: 20) ولم يحدد هنا نوع الانتقام.
وقد كان ليسياس أمير الكتيبة الرومانية التي كانت تعسكر في أورشليم، أن الرسول بولس هو الرجل المصري الذي صنع فتنة وأخرج إلى البرية أربعة الآلاف الرجل من القتلة “(أع 21: 38).
و “المقتلة” هي المذبحة التي يُقتل فيها عدد كبير من الناس (انظر 2صم 18: 7، إش 30: 25).
القُثّاء | مقثأة
القثاء ثمر نبات معروف من الفصيلة القرعية، وكان القثاء أحد الأطعمة التي تذكرها بنو إسرائيل واشتهوها في البرية قائلين: “قد تذكرنا السمك الذي كنا نأكله في مصر مجاناً والقثاء والبطيخ والكرات والبصل والثوم” (عد 11: 5).
والقثاء فاكهة محبوبة وبخاصة في فصل الصيف لأنها مرطبة وتستخدم في عمل “السلاطة”، وتكوّن مع الجبن طعاماً شهياً وبخاصة للفقراء.
وهو نوعان أحدهما يعرف باسم المقثة باللاتينية “كوكميس تشات” Cucmis Chate (وهو المعروف “بالفقوس” أو “العجور”. وهو مستطيل الشكل وأقل عصيراً من “الخيار” وملمسه أخشن من ملمس الخيار). والثاني باسم الخيار “كوكومبس ساتيفس” Cumumis Sativus (وأصل موطنه شمال غربي الهند، وهو ناعم الملمس لذيذ المذاق، ويحتاج إلى وفرة من المياه لزراعته.)، والاثنان معروفان في الشرق العربي. والأرجح أن القثاء هي المقصودة في (عد 11: 5) لا الخيار، وهو الذي اشتهاه بنو إسرائيل حيث تجود زراعته في مصر. القثاء تطول وتعوّج ويكون قطرها 3 أو 4 سنتيمترات وطولها أكثر من ربع متر غالبًا. والفرق بين زراعة الخيار والقثاء أن الخيار يحتاج إلى ريّ عدة مرات بخلاف القثاء.
و “المقثأة” هي بستان أو مزرعة القثاء. والخيمة في المقثأة المذكورة في (اش 1: 8) هي خيمة تصنع للناطور وتكون قائمة على أربعة أعمدة من خشب بارتفاع نحو مترين عن الأرض، وتنسج الخيمة من عيدان الشجر والأغصان المورقة. والإشارة إليها في (اش 1: 8) هي للدلالة على عدم إتقان بنائها أو عدم دوامها؛ حيث يشبِّه إشعياء النبي أورشليم بأنها “كمظلة في كرم، كخيمة في مقثأة” إنذاراً بخرابها القريب، مثل الخيمة المذكورة في أي 27: 18، فقد كانت تقام في بساتين القثاء في موسم نضجها، مظلات مؤقتة فوق قوائم مرتفعة، لينم بها الحارس لحماية البستان من الطيور والحيوانات واللصوص. وعندما يتم جمع المحصول، تُهدم هذه المظلات.
كما يُشبِّه إرميا النبي الأصنام التي يعبدها الأمم “كاللعين في مقثأة فلا تتكلم. تُحمل حملاً لأنها لا تمشي” (إرميا 10: 5) أي أنها “كالخيال” الذي ينصب في المقثأة لإخافة الطيور والحيوانات.
. قثاء بري
عندما رجع أليشع النبي إلى الجلجال، و “كان جوع في الأرض… خرج واحد إلى الحقل ليلتقط بقولاً فوجد يقطيناً برياً فالتقط منه قثاء برياً… وقطعه في قدر السليقة… وصبوا للقوم ليأكلوا. وفيما هم يأكلون من السليقة صرخوا وقالوا في القدر موت يا رجل الله، ولم يستطيعوا أن يأكلوا (2مل 4: 38 – 41). والأرجح أن المقصود” بالقثاء البري هو “الحنظل”، وثمرته في حجم البرتقالة ولونها، ولبها شديد المرارة والسمية.
وكان خشب الأرز في هيكل سليمان، منقوراً من الداخل “على شكل قثاء وبراعم وزهور” (1مل 6: 18)، وكذلك كان البحر النحاسي المسبوك، فقد كان “تحت شفته قثاء مستديراً تحيط به… القثاء قد سبكت بسبكه” (1مل 7: 24). وكلمة “قثاء” المستخدمة هنا في العبرية، هي نفسها المترجمة “قثاء بري” (2مل 4: 39).
القحص
قحص: مرَّ مرَّاً سريعاً، والمقصود أنه هرب أو فرَّ. ولما أرسل داود غلمانه إلى نابال الكرملي عندما كان يجز غنمه في الكرمل، ليرسل لهم ما يجود به، فقال نابال: “مَنْ هو داود ومن هو ابن يسى قد كثر اليوم العبيد الذين يقحصون كل واحد من أمام سيده” (1صم 35: 2 – 10).
القحط
القحط: احتباس المطر ويبس الأرض وفي الأصحاح الرابع عشر من نبوة إرميا، وصف رائع للقحط، حيث يقول: “أتوا إلى الأجباب (الآبار) فلم يجدوا ماء. رجعوا بآنيتهم فارغة… الأرض قد تشققت لأنه لم يكن مطر على الأرض… الفِراء وقفت على الهضاب تستنشق الريح مثل بنات أوي. كلت عيونها لأنه ليس عشب” (إرميا 14: 1 – 6). أما الرجل الذي يتوكل على الرب: “فإنه كشجرة مغروسة على مياه، وعلى نهر تمد أصولها ولا ترى إذا جاء الحر، ويكون ورقها أخضر، وفي سنة القحط لا تخاف ولا تكف عن الإثمار” (إرميا 17: 7 و8).
ويقول أيوب: “القحط والقيظ يذهبان بمياه الثلج. كذا الهاوية بالذين أخطأوا” (أي 24: 19).
قدح
قَدَحُ النار من الزند: أشعلها بقدح الزند بالحجر. ويقول داود: “صوت الرب يقدح لهيب نار”. لأن كلمة الرب “كنار يقول الرب وكمطرقة تحطم الصخر” (إرميا 23: 29). ويقول الرب على فم إشعياء النبي: “يا هؤلاء جميعكم القادحين ناراً، المتنطقين بشرار، اسلكوا بنور ناركم، وبالشرار الذي أوقدتموه” (إش 50: 11)، أي أنهم يحترقون بالنار التي أوقدوها، “لأن من يحفر حفرة يسقط فيها، ومن يدحرج حجراً يرجع عليه” (أم 26: 27، انظر أيضاً جا 10: 8).
القدح
القدح: إناء يُشرب به الماء أو نحوه. وكان يصنع أحياناً من الذهب أو الفضة (انظر 1أخ 28: 17). وعند العودة من السبي البابلي، “أخرج كورش ملك فارس، أنية الهيكل التي كان قد أخذها نبوخذنصر ملك بابل، وكان من بينها ثلاثون قدحاً من ذهب وأقداح فضة… أربع مئة وعشرة” وسلمها لشيشبصر رئيس يهوذا (عز 1: 7 – 10). كما قدم الملك أرتحشستا ومشيروه تقدمة لبيت الرب، على يد عزرا الكاهن، كان من بينها: عشرون قدحاً من الذهب ألف درهم “(عز 8: 27).
ويقول إرميا النبي إنه جعل “أمام بني بيت الركابيين طاسات ملآنة خمراً وأقداحاً، وقلت لهم اشربوا خمراً، فقالوا: لا نشرب خمراً لأن يوناداب بن ركاب أبانا أوصانا قائلاً لا تشربوا خمراً أنتم ولا بنوكم إلى الأبد” (إرميا 35: 1 – 6).
قحم | اقتحام | اقتحامًا
اقتحم المكان: دخله عنوة، واقتحم الأمر: رمى بنفسه فيه فجأة بغير روية. ويطلب كاتب مدينة أفسس من الأفسسين قائلاً: “ينبغي أن تكونوا هادئين ولا تفعلوا شيئاً اقتحاماً” (أع 19: 36) وهي حكمة نافعة على الدوام.
ويقول الرب لشعبه القديم على لسان حبقوق النبي: “فهأنذا مقيم الكلدانيين، الأمة المرة القاحمة… خيلها أسرع من النمور، وأحد من ذئاب المساء، وفرسانها يأتون من بعيد ويطيرون كالنسر المسرع إلى الأكل” (حب 1: 6 – 8)، تصويراً لسرعة زحفهم مقتحمين كل العقبات عنوة، فلا يقف في طريقهم عائق.
وقد أمر الرب موسى أن يحذر الشعب “لئلا يقتحموا إلى الرب لينظروا فيسقط منهم كثيرون… أما الكهنة والشعب فلا يقتحموا ليصعدوا إلى الرب لئلا يبطش بهم” (خر 19: 21 – 24).
ويترنم داود مشيداً بمعونة الرب له حتى انتصر على أعدائه، بالقول: “قد اقتحم الرب أعدائي أمامي كاقتحام الماء” (2صم 5: 20، 1أخ 14: 11)، كما يقول للرب: “لأني بك اقتحمت جيشاً” (2صم 22: 20، مز 18: 29).
كما يقول المرنم إن بني إسرائيل أغاظوا الرب “بأعمالهم فاقتحمهم الوبأ” (مز 106: 29).
ويقول عاموس النبي: “اطلبوا الرب فتحيوا لئلا يقتحم بيت يوسف كنار تحرق، ولا يكون من يطفئها” (عا 5: 6). ويقول المرنم للرب: “تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار جلالك وبهاءك. وبجلالك اقتحم. اركب من أجل الحق والدعة والبر، فتريك يمينك مخاوف” (مز 45: 3 و4).
قدَّ
قدَّ الشيء: شقه طولاً عند صنع رداء رئيس الكهنة من ذهب وأسمانجوني وأرجوان وقرمز وبوص مبروم، مدوا “الذهب صفائح وقدّوها خيوطاً ليصنعوها في وسط الأسمانجوني والأرجوان والقرمز والبوص صنعة الموشى… كما أمر الرب موسى” (خر 39: 2 – 5). ولما كانت ثياب رئيس الكهنة ترمز إلى صفات وكمالات الرب يسوع. ولما كان الذهب يرمز لصفاته الإلهية وكذلك الإسمانجوني، فإن نسج الذهب والأسمانجوني خيوطاً في الرداء يرمز إلى أن المسيح لا ينفصل لاهوته عن ناسوته، بل صارا نسيجاً واحداً.
القدر | القدور
وهناك عدد من الكلمات العبرية للدلالة على أنواع الأواني مختلفة الأشكال والحجوم. التي كانت تستخدم في العبادات وفي الشئون المنزلية لمختلف الأغراض. وكانت تصنع من الخزف (الفخار المحروق) أو من الأحجار المنحوتة (إرميا 18: 1 – 4، يو 2: 6). كما كانت تصنع من المعادن مثل النحاس (حز 24: 3 و11).
وادي قِدرون
اسم عبري ربما كان معناه “أسود” وأسمه الحالي وادي ستّي مريم وهو وادٍ يبتدئ على بعد ميل ونصف إلى الشمال الغربي من أورشليم ويسير إلى الجنوب الشرقي إلى أن يصل إلى زاوية السور الشمالية الشرقية ثم ينحدر شرقي المدينة وهو بين سورها من الجانب الغربي وجبل الزيتون وتل المعصية من الجانب الشرقي ينحدر إلى مار سابا حيث يسّمى وادي الراهب ومن ثم يمتد إلى بحر لوط وهناك يسمّى وادي النار.
ويوسيبيوس في كتابة انوماستكون يدعو هذا الوادي “وادي يهوشافاط” ثم اقترح جيروم في تفسيره لنبؤة يوئيل الوادي المذكور في (يو 3: 2 و12) باسم وادي يهوشافاط لأن معنى يهوشافاط يهوه يقضي.
والآن يعتقد السكان في فلسطين من مسيحيين ومسلمين ويهود أن الدينونة الأخيرة ستكون في وادي يهوشافاط الذي يقصدون به وادي قدرون.
وفي وادي قدرون أربعة قبور قديمة اسم أحدها قبر يهوشافاط ولكننا نعلم من (1 مل 22: 50 و2 أخبار 21: 1) أن يهوشفاط لم يدفن هناك بل في مدينة داود.
وقد اشتهر وادي قدرون بالحوادث الآتية:
فيه أحرقت تماثيل معكة (1 مل 15: 13) وطرحت جميع أدوات العبادة التي تنجَّس بها الهيكل (2 أخبار 29: 16 و2 مل 23: 4 و6 و12). وقد عبر هذا الوادي داود لما هرب من وجه أبشالوم (2 صم 15: 23 و30)، وكذلك المسيح لما ذهب إلى جثسيماني (يو 18: 1).
حصن قِدرون
ذكر في عهد المكابيين أن الملك انطيوخوس السابع أمر قائده كندباؤس أن يعيد بناء قدرون ويحصنها. فحصنها ولجأ إليها عند حاجته (1 مك 15: 39 و41 و16: 9). ويظن أنها هي قرية قطرة المجاورة لقرية يبنة وأنها هي المدينة المدعوة جديروت في (يش 15: 41 و2 أخبار 28: 18).
عنوان قدّس | يقدّس | تقديسًا.
(1) جعله قديسًا بتغير القلب (2 تس 2: 13 و1 بط 1: 2). وبالتقديس تُطهر النفس من دنس الخطيئة ومن سلطتها وتتزين بالنعم الروحية التي تعدها للأفراح السماوية (عب 12: 14). ويحصل التقديس بالاتحاد بالمسيح بالإيمان بحيث يقبل المؤمنون الحق فيسكن فيهم (يو 17: 17) ومن التقديس تنتج كل العمال الصالحة (تي 2: 11 – 14).
(2) تكريس الشيء أو الشخص للاستعمال المقدس (عد 7: 1 و2 صم 8: 11 و1 مل 8: 64). وكانوا يقدسون المدن والأبواب والبيوت وسمّي ذلك أيضًا تدشينًا (نح 12: 27). وعلى ذلك قال المسيح أنه يقدس ذاته (يو 17: 19).
قداسة
صفة من صفات الله تعالى (خر 15: 11) وهي الخلّو من الخطيئة والطهارة التامة. وهي اخص صفات الله وتمّيزه بنوع كلي من جميع آلهة الوثنيين وتجعله يكره المعصية ويعاقب الخاطئ. وقد خلق الله الإنسان على صورته وشبهه (تك 1: 26) أي في البر والقداسة على أن آدم فقد قداسته (رو 5: 12) وأدخل الخطيئة إلى العالم فجاز الموت إلى جميع الناس إذا أخطأ الجميع.
أما قداسة الإنسان فهي صفة يكتسبها بالتمثل بيسوع وباكتساب شيء من صفاته بشدة التصاقه به (عب 12: 10) وهي مقرونة بالبر والتبرير (رو 6: 19 و1 كو 1: 30) ويتقدم فيها المؤمن (2 كو 7: 1). ومع أن الله يرفق بضعفنا متذكرًا بأننا تراب (مز 103: 14) يريد قداستنا (اش 4: 3) وهو يقدسنا إذا كنا أولاده.
قُدْسٌ
والمعنى الأول للكلمة في الأصل هو “منفصل (أو منعزل) عن الاستعمال العادي ومخصص لله”.
(1) صفة من صفاته تعالى فيقال ذراع قدسه بمعنى “ذراعه القدوس” (مز 98: 1 واش 52: 1) وكذلك كلمة قدسه (مز 105: 42) وكلام قدسه (ار 23: 9) ويوم قدسي (اش 58: 13) وروح قدسه (اش 63: 10 و11) واسم قدسي (عا 2: 7) وذكر قدسه (مز 30: 4 و97: 12) وحلفت بقدسي (مز 98: 35) (اطلب “قداسة”).
(2) مسكن الله في السماء (مز 102: 19 واش 63: 15 قابل مز 20: 6).
(3) مسكن الله الأرضي أو موضع ظهور مجده لشعبه (خر 15: 13). وقد ترد لفظة القدس وحدها (مز 63: 2) أو مضافة إلى غيرها كمسكن كما تقدم أو جبل (مز 2: 6) أو هيكل (مز 5: 7) أو موضع (مز 24: 3) أو محراب (مز 28: 2) أو كرسي (مز 47: 8) أو تخوم وحينئذ تعم أرض الميعاد (مز 78: 54) أو مدن (اش 64: 10) أو بيت (اش 64: 11) وتسمى الخيمة والهيكل قدسًا عالميًا (عب 9: 1) دلالة على عدم ثبوتها وكونها رمزًا إلى القدس السماوي.
القدس | قدس الأقداس
كلمة قدس الأقداس بالإنجليزية: Holy of Holies – العبرية: קֹדֶשׁ הַקֳּדָשִׁים (تيبيريان).
1 – القسم الخارجي والداخلي من المسكن (خر 26: 33) وكان في القدس مائدة خبز الوجوه والمنارة (خر 26: 35) ومذبح البخور (خر 30: 6) وقد يسمى المحراب قدسًا (لا 4: 6) على أنه يسمى غالبًا قدس الأقداس (1 مل 6: 16 و1 أخبار 6: 49) وقد تطلق لفظتا قدس الأقداس على ما يجاور موضع العبادة (حز 43: 12).
2 – أثاث الخيمة أو الهيكل (حز 42: 13).
3 – يسمى ما يكرّس لله من شخص أو شيء قدس أقداس (خر 30: 10 إلخ.).
مقدس
(1) معبد من المعابد التي يسجدون فيها للرب بأرض فلسطين غير الهيكل وخيمة الاجتماع.
مثل بيت ايل 0عا 7: 13) التي دعاها عاموس مقدس الملك وبيت الملك. ومن أشهر تلك المعابد معبد الجلجال (عا 4: 4 وهو 4: 15 إلخ.) وبئر سبع (عا 5: 5 و8: 14) وجبعون (1 مل 3: 4 إلخ.) الذي دعي بالمرتفعة العظيمة حيث قرّب سليمان محرقة. والمعبد الذي اشتهر في حكم القضاة كان معبد شيلوه الذي خدم الرب فيه عالي الكاهن وأولاده وكان يعيد في شيلوه عيد عظيم للرب (قض 21: 19 و1 صم 1: 3 و21) لأن شيلوه كانت مقرًا لتابوت العهد وخيمة الاجتماع من أيام يشوع (يش 18: 1 و8: – 10) إلى أيام صموئيل.
وكانوا يأتون إلى تلك المعابد بالنذور والذبائح إلى أن قام حزقيا ويوشيا (2 أخبار 31 و34 و35) فأبطلا العبادة في المرتفعات وحصراها في هيكل أورشليم.
(2) وجاءت كلمة مقدس بمعنى القدس أي موضع مذبح البخور (2 أخبار 26: 18).
(3) وبمعنى أثاث الخيمة (عد 10: 21).
(4) وبمعنى كل الخيمة أو الهيكل (خر 15: 17 ويش 24: 26 و2 أخبار 20: 8) ويسميه دانيال بالمقدس الحصين (دا 11: 31) لأن قوة الله تحل هناك.
(5) ملجأ لشعب الله (حز 11: 16) وذلك لأن المقدس كان ملجأ للهاربين إليه.
(6) أطلقت على أرض يهوذا بجملتها (مز 114: 2).
(7) استعملت كلمة مقدس مرة أحد للدلالة على موضع عبادة الأوثان (عا 7: 13).
قُدس | مَقْدس | مقادس
القدس أو المقدس هو المكان المخصص لعبادة الله (جميع مواضع عبادة الله (مز 73: 17))، باعتباره مركز وجوده بين شعبه، مثلما كانت خيمة الشهادة في البرية (خر 25: 8، لا 16: 23). وهيكل سليمان في أورشليم (1أخ 22: 19، مز 74: 7، إش 63: 18). وتستخدم نفس هذه الكلمات للدلالة على المعابد والمرتفعات الوثنية (إش 16: 12، حز 28: 18، عا 7: 9).
وقد أسفر التنقيب في أرض فلسطين عن الكثير من المقادس الكنعانية، كما حدث في مجدو وعاي وحاصور ولخيش وشكيم وبيت شان.
وتطلق عبارة “مقادس الرب” على الأماكن التي ظهر فيها الرب فقدسها، مثل أورشليم وصهيون وشيلوه، وتطلق بخاصة على السماء، فهي “مسكن قدسه” (يونان 2: 4 و7، ميخا 1: 2، حب 2: 20)، و “علو قدسه” (مز 102: 19)، و “سماء قدسه” (مز 20: 6)، و “كرسي قدسه” (مز 47: 8)، و “قدسه” فقط (مز 150: 1).
وقد أخبر الله بني إسرائيل بكل ما يتعلق ببناء خيمة الشهادة (خر 25 – 27). موصياً إياهم باحترامها (لا 19: 30)، فلا يدنسونها (لا 21: 12 و23). وكانت طقوس الشريعة – في ناحية منها – درساً توضيحياً ليعلم الشعب شيئاً عن قداسة الله، وانفصاله الكامل عن كل خطية ونجاسة، وعندما ارتد بنو إسرائيل، ونجس كهنتهم الهيكل (صف 3: 4)، أعلن لهم الله عن طريق أنبيائه، أن أعداءهم سيدنسون المقدس (إش 63: 18، إرميا 51: 51، دانيال 8: 11 – 14). لأنه قد رفضه أن يكون مسكناً له.
وفي أثناء السبي، أعلن الله – في رحمته – لشعبه القديم، بأنه وإن كان قد بددهم في الأراضي، فإنه سيكون “لهم مقدِساً صغيراً في الأراضي التي يأتون إليها” (حز 11: 16، انظر أيضاً إش 8: 14). كما أنه وعدهم بأنه سيقطع معهم عهد سلام، فيكون معهم عهداً مؤبداً، وأقرهم وأكثرهم وأجعل مقدسي في وسطهم إلى الأبد “(حز 37: 26 – 28). ويصف حزقيال في الأصحاحات الأخيرة (40 – 48) هذا الهيكل الذي سيكون مقدساً له في وسطهم، وينهي نبواته برؤياه عن المياه الخارجة من تحت عتبة البيت (الهيكل)، وكيف ستتحول إلى نهر جارف، يصب في البحر (الميت)، فتشفى مياهه، لأن مياه النهر” خارجة من المقدس “(حز 47: 12)، حيث سيسكن المسيا، فتسمى” المدينة من ذلك اليوم يهوه شمة “أي” الرب هناك “(حز 48: 21 و35).
ويعلمنا العهد الجديد أن جسد المؤمن هو “هيكل الله، وروح الله يسكن فيه” وأن “هيكل الله مقدس” (1كو 3: 16 و17، 2كو 6: 16)، ومازالت السماء هي عرش الله حيث صعد المسيح “وجلس في يمين العظمة في الأعالي” (عب 1: 3). “في يمين عرش العظمة في السموات، خادماً للأقداس والمسكن الحقيقي الذي نصبه الرب لا إنسان (عب 8: 1 و2).
قدوس
← اللغة الإنجليزية: Holy – اللغة العبرية: Kedushah: קדושה – اللغة اليونانية: άγιος – اللغة القبطية: agioc.
ذو القداسة يقال عنه تعالى أنه وحده قدوس أي ذو القداسة الأصلية وتستعمل هذه اللفظة غالبًا للدلالة على الله تعالى وأحيانًا على يسوع المسيح (أع 2: 27 وعب 7: 26) ويسمى قدوس القدوسين (دا 9: 24) وقد تستعمل أحيانًا للملائكة (دا 4: 13: و8: 13). وأما تكرار اللفظة ثلاث مرات (اش 6: 3 ورؤ 4: 8) فربما كان يشير إلى الثالوث الأقدس والقداسة الكاملة. وقد تستعمل كلمة قدوس بمعنى مكّرس (لو 2: 23) وجاءت نعتًا للآلهة في كلام نبوخذنصر (دا 4: 8 و18) وكذا في دا 5: 11 وجاءت بمعنى قديسين (دا 4: 17 و9: 24).
القدّيس | القدّيسون
(1) ولم ترد بصورة المفرد إلا مرتين (مر 6: 20 وفي 4: 21) وهي تطلق على الذين حصلوا من البشر على شيء من القداسة (لا 11: 45 ومز 34: 9 ولو 1: 70 واع 9: 13 ورؤ 1: 7 واف 1: 4 و3: 5 و1 بط 1: 15). ويظهر من هذه الآيات أن جميع المؤمنين بالمسيح “قديسون” بمعنى أنهم قد نالوا الخلاص وقد امتلأوا بالروح القدس.
(2) المقدسون في السماء ويظن أن المقصود بهم الملائكة في الآيات الآتية: (تث 33: 3 واي 5: 1 ومز 89: 5 و7 واي 15: 15 وزك 14: 5 ويه 14 و1 تس 3: 13). ولا طائل لدعوى من يدعي أن بعض الذين وصلوا إلى السماء من الاتقياء ممتازون عن غيرهم بحيث يلقبون قديسين دون غيرهم فإن جميع المؤمنين في السماء قديسون.
القدم
← اللغة الإنجليزية: Foot – اللغة العبرية: כף רגל – اللغة الأمهرية: እግር – اللغة السريانية: ܥܩܠܐ.
القدم هي ما يطأ الأرض من رجل الإنسان، وهي في العبرية “رِجْل”.
موطئ القدم
كان من يجلس على عرش أو كرسي مرتفع، يضع تحت قدميه كرسيًا قليل الارتفاع، موطئًا لقدميه. وقد استخدمت هذه العبارة في الكتاب المقدس بمعناها الحرفي مرتين: مرة في العهد القديم، حيث نقرأ عن كرسي الملك سليمان الذي كان مصنوعًا من عاج ومغشى بذهب خالص، أنه كان له “موطئ” من ذهب (2أخ 9: 18). ومرة في العهد الجديد، حيث يحذر الرسول يعقوب المؤمنين من الاستهانة بالفقير، فيقولون له: “قف أنت هناك أو اجلس هنا تحت موطئ قدمي” (يع 2: 3).
أما في باقي المرات التي تستخدم فيها هذه العبارة، فإنها تستخدم مجازيًا في إشارة إلى عظمة الله وجلاله. والإشارات إلى ذلك في العهد الجديد جميعها مقتبسة من العهد القديم. وتشير إلى:
(1) الأرض، فيقول الرب: السموات كرسي والأرض موطئ قدمي (إش 66: 1، انظر أيضًا مت 5: 35، أع 7: 39).
(2) تابوت العهد في خيمة الشهادة (1أخ 28: 2).
(3) الهيكل (مز 99: 5، 132: 7، مراثي 2: 1).
(4) أعداء المسيا الذين هزمهم وأخضعهم له، فسيجعلهم موطئًا لقدميه (مز 110: 1، مت 22: 44، مرقس 12: 26، لو 20: 43، أع 2: 35، عب 1: 13، 10: 13).
القادمة | القوادم
في أحجية حزقيال النبي، يمثل ملك بابل “بنسر عظيم كبير الجناحين طويل القوادم واسع المناكب ذو تهاويل” (أي متعدد الألوان – حز 17: 3). و “القوادم” جمع “قادمة” وهي إحدى الريشات التي في مقدم جناح الطائر، وهي كبار الريش، و “الخوافي” هي الريش الصغير المخفي تحت القوادم (انظر مز 91: 4).
المِقدام
عندما وقف ترتلس الخطيب يقدم شكوى اليهود ضد بولس أمام الوالي الروماني، قال له: “وجدنا هذا الرجل مفسدًا ومهيج فتنة بين جميع اليهود الذين في المسكونة ومقدام شيمة الناصريين” (أع 24: 5). و “المقدام” هو الكثير الإقدام أو المتقدم أو الذي “يتزعم” جماعة (انظر كتاب الحياة – ترجمة تفسيرية) – أو “الإمام” (كما جاءت في الترجمة الكاثوليكية).
قدّم | التقدمة | التقدمات
ترجع عادة تقديم الذبائح لله إلى فجر التاريخ البشري، فنجد في العهد القديم إشارات إلى مثل هذه الذبائح كطريقة للتقدم إلى الله (تك 8: 20 وخر 10: 25 ولا 4: 23 و5: 7 و17: 11)، وقد وجدت طقوس متنوعة بخصوص الذبائح في بابل ومصر وسغير هما قبل أيام موسى بكثير.
أما المسيحيون الآن ففي غنى عن هذه الذبائح لأن المسيح رُفع على الصليب ذبيحة طاهرة كاملة لأجلهم (عب 13: 11 و12) إلا أنهم يقدمون ذبائح من صنف آخر تدل على شركتهم في المسيح، كالتسبيح وفعل الخير والتوزيع (عب 13: 15 و16) (انظر “قربان”).
أولًا تعريف الذبيحة:
الذبيح أو الذبيحة ما يذبح ليقدم قربانًا للإله، وقد يكون ذلك لتكوين علاقة مودة مع الإله أو لاستعادة هذه العلاقة أو للحفاظ عليها أو للاحتفال بها، فهي الناحية العملية في الديانة، بل كانت في العصور الموغلة في القدم، تعتبر هي كل الديانة، وعمل مصاحب لكل العبادات وكانت هناك دوافع كثيرة وراء تقديمها، فكانت أحيانا لاسترضاء الإله أو للتكفير عن خطأ، أو تقديم طعام للإله (انظر قصة “بعل والتنين” في تتمة سفر دانيال)، أو رشوة للإله، أو تعبيرًا عن الاتكال عليه أو الالتزام نحوه أو تقديم الشكر له، أو للتعبير عن التوبة أو الإيمان أو التعبد، أو عنها كلها مجتمعة. وكانت تعتبر الوسيلة الوحيدة للاقتراب إلى الإله، ومن هنا جاءت كلمة “قربان”. كما أنها كانت تعبر عن الإكرام والإقرار بالمعروف والحاجة إلى الإله.
ثانيًا: أصل وطبيعة الذبيحة:
إن أصل نشأة تقديم الذبائح أمر يلفه الغموض وتحوطه الأسرار لأنه يرجع إلى عصور ما قبل التاريخ. ويسجل لنا سفر التكوين حقيقة تقديم الذبائح، ولكنه لا يذكر شيئًا عن كيف بدأت. كما أننا نقرأ عنها في عصور الآباء، ثم نجد شريعة موسى تقرها وتقننها.
لقد كان تقديم الذبائح أمرًا شائعًا عند كل الشعوب منذ أقدم العصور، فالفيدا الهندية لها طقوسها المحكمة في ذلك، كما أن بعض الشعوب السامية واليونان والرومان والإفريقيين والهنود في المكسيك، كانوا يقدمون ذبائح بشرية، وإن كان ذلك لم يعرف عند سكان أستراليا الأصليين، ومع ذلك فإنهم يقدمون شيئًا شبيهًا بذلك، فبعضهم يقدم بعضًا من عسل أو حصاة أو حربة للإله.
وقد افترض العلماء الكثير من النظريات بعيدًا عن الكتاب المقدس لتبرير شيوع هذا الأمر بين كل الشعوب. وتتلخص هذه النظريات في الآتي:
(1) يظن بعض العلماء أنها من ابتكار الإنسان كما سبق القول لتكوين علاقة مودة مع الإله أو لإكرامه أو لاسترضائه، أو لمشاركته الطعام للدخول في عهد أوثق معه.
(2) يظن البعض أيضاَ أنها من بقايا العبادات الطموطية التي تعتقد بوجود روح الإله في حيوان ما، وإذ يأكل العبد من الذبيحة فهو “يأكل الإله” ويكتسب في نفسه كل الصفات الجسمانية والعقلية والأدبية التي للذبيحة. في بعض الحالات كان العابد يشرب الدم وبذلك يمتص الحياة. كما كانوا في بعض الأحيان ينهشون لحم الحيوان قبل أن يموت تمامًا أي وهو مازال ينبض بالحياة.
(3) أما علماء الكتاب المقدس فيقولون إن تقديم الذبائح أمر وضعه الله للإنسان منذ البداية، ويبنون ذلك على أساس ما جاء في الأصحاح الرابع من سفر التكوين، حيث نقرأ: “أن قايين قدم من أثمار الأرض قربانًا للرب، وقدم هابيل أيضًا من أبكار غنمه ومن سمانها. فنظر الرب إلى هابيل وقربانه. ولكن إلى قايين وقربانه لم ينظر” (تك 4: 3 و4). ويقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين: “بالإيمان قدم هابيل لله ذبيحة أفضل من قايين” (عب 11: 4)، ويقول “فابر” (Faber): حيث إن الإيمان هو الذي جعل الذبيحة مقبولة أمام الله، فلابد أن هذا الإيمان كان على أساس وصية محددة من الله أمر بها من قبل، فبدون هذه الوصية الإلهية المحددة لضمان فاعلية الذبيحة، لا يكون ثمة معنى لإيمان هابيل. وبعبارة أخرى: لكي يكون للإيمان أساس ثابت وتوجه صحيح، لابد أن يكون هذا الأساس بإعلان من الله، يعبر عن إرادة الله بكل دقة ووضوح، بل يذهب “فيربرن” (Fairburn) في كتابه “رموز الكتاب” إلى أبعد من ذلك فيؤكد أن الجلود التي ألبسها الله لآدم وحواء ليستر عيريهما، كانت جلود ذبائح قُدمت عنهما، وليس هناك ما ينفي ذلك.
ثالثًا: الذبائح قبل عصر موسى:
(1) أول مرة نقرأ عن الذبائح هو ما جاء عن هابيل، وقبول الله لذبيحة. ويرى كثيرون أن سبب رفض الله لقربان قايين هو خلو قربانه من الدم، وإن كان الكتاب لا يذكر هذا صراحة.
(2) ثم نقرأ عن نوح عقب خروجه من الفلك: “وبني نوح مذبحًا للرب وأخذ من كل البهائم الطاهرة ومن كل الطيور الطاهرة وأصعد محرقات على المذبح، فتنسم الرب رائحة الرضا” (تك 8: 20 و21). وكان ذلك تعبيرًا عن شكره وتعبده لله، وهكذا “صار وارثًا للبر الذي حسب الإيمان” (عب11: 7).
(3) ولا نقرأ عن إبراهيم أنه قدم ذبائح في أور الكلدانيين أو في حاران، ولكن عندما وصل إلى شكيم “بني هناك مذبحًا للرب الذي ظهر له” (تك 12: 7). وعندما انتقل إلى بيت إيل “بني هناك مذبحًا للرب ودعا باسم الرب” (تك 12: 8). ولما عاد إلى “مكان المذبح الذي عمله هناك أولًا دعا هناك باسم الرب” (تك 13: 4) ثم عندما نقل خيامه “وأتى وأقام عند بلوطات ممرا التي في حبرون، بني هناك مذبحًا للرب” (تك 13: 18). يأمره الرب أن يأخذ “عجلة ثلاثية وعنزة ثلاثية وكبشًا ثلاثيًا ويمامة وحمامة”. “فأخذها وقدمها ذبيحة للرب” حيث قطع الرب مع ابرام ميثاقًا “(تك 15: 9 و10 و18). وأقام إبراهيم في بئر سبع ودعا هناك باسم الرب الإله السرمدي (تك21: 33).
ونقرأ في الأصحاح الثاني والعشرين من سفر التكوين عن كيف أوشك إبراهيم أن يقدم ابنه إسحق محرقة، وكان ذلك امتحانًا لقوة إيمانه وتعبده لله، و “هناك ناداه ملاك الرب من السماء… لا تمد يدك إلى الغلام… فرفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا كبش وراؤه ممسكا في الغابة بقرنيه. فذهب إبراهيم وأخذ الكبش وأصعده محرقة عوضًا عن ابنه” (تك11: 22 13). ويقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين: “بالإيمان قدم إبراهيم إسحق.. الذي قبل المواعيد وحيده.. إذ حسب أن الله قادر على الإقامة من الأموات أيضًا، الذين منهم أخذه أيضًا في مثال” (عب17: 11 19). فكان ذلك مثالًا لعمل الفداء العظيم حين قدم ابن الله نفسه كفارة عن كل العالم (1يو2: 2).
(4) أيوب: والأرجح أنه عاش في زمن الآباء، وكان يقدم باستمرار ذبائح عن أولاده لأنه قال: “ربما أخطأ بني وجدفوا على الله في قلوبهم. هكذا كان أيوب يفعل كل الأيام” (أيوب 5: 1). فكان غرضه هو التكفير عن أي خطية محتملة. وهكذا قدم أصدقاؤه محرقات بناء على أمر الرب (أيوب 7: 42 9).
(5) إسحق: يبدو انه كان لإسحق مذبح دائم في بير سبع، كان يقدم عليه ذبائح بانتظام تعبيرًا عن شكره وتعبده لله، وتكفيرًا عن نفسه وقومه (تك25: 26).
(6) يعقوب: عندما ظهر الله له في حلم ووعده بالبركة له ولنسله، “بكر في الصباح وأخذ الحجر الذي وضعه تحت رأسه وأقامه عمودًا وصب زيتًا على رأسه” (تك18: 28) وبعد أن قطع عهد سلام مع خاله لابان: “ذبح ذبيحة” ودعا إخوته ليأكلوا طعامًا (تك 54: 31). كما أقام مذبحًا في شكيم (20: 33). وعندما عاد إلى بيت إيل “بنى هناك مذبحًا” (7: 35). وعندما وصل إلى بير سبع، في طريقه إلى مصر، “ذبح ذبائح لإله أبيه إسحق” (1: 46).
(7) بنو إسرائيل في مصر: لا شك في أن بني اسرائيل شاهدوا المصريين يقدمون الذبائح لآلهتهم، فعندما طلب موسى من فرعون أن يطلق الشعب ليعيدوا في البرية “ونذبح للرب إلهنا” (خر 1: 5 3، 16: 7) لم يندهش فرعون، بل سأله من هم الذين يذهبون؟ “(8: 10). ولما أراد فرعون أن تبقى الغنم والبقر، قال له موسى:” لا يبقى ظلف. لأننا منها نأخذ لعبادة الرب إلهنا “(خر26: 10).
وبعد ذلك ذبحوا الفصح ورشوا الدم على القائمتين والعتبة العليا، فعبر الملاك المهلك عنهم حسب وعد الرب: “فأرى الدم وأعبر عنكم” (خر13: 12).
(8) يثرون: كاهن مديان وحمو موسى، فعندما قابل موسى وسمع عن كل ما عمله الله مع شعبه أخذ يثرون “محرقة وذبائح لله” (خر12: 18).
والخلاصة هي أنه من الواضح أن الذبائح كانت الجزء الأساسي في العبادة في كل العالم القديم، فكان دخان الذبائح يتصاعد باستمرار من المرتفعات والمعابد.
رابعًا: الذبائح في عهد موسى:
(1) ذبيحة العهد: كانت خدمة موسى الأساسية هي إقامة العهد بين إسرائيل والله. وقد تم هذا عند جبل سيناء. وكان أساس هذا العهد هو الطاعة. وجاءت الشرائع للذبائح بعد ذلك، فلا قيمة للذبائح بدون طاعة (انظر 1صم22: 15)، لذلك يقول الرب لهم على فم إرميا النبي: “لأني لم أكلم آباءكم ولا أوصيتهم يوم أخرجتهم من أرض مصر من جهة محرقة وذبيحة، بل إنما أوصيتهم بهذا الأمر قائلًا:” اسمعوا صوتي فأكون لكم إلهًا وأنتم تكونون لي شعبًا “(إرميا 21: 7 و22).
وحالما حدَّث موسى الشعب بجميع أقوال الله وأحكامه، وافق عليها جميع الشعب بصوت واحد، فكتب موسى جميع الأقوال، “وبكر في الصباح وبنى مذبحًا في أسفل الجبل…. فأصعدوا محرقات وذبحوا ذبائح سلامة للرب من الثيران. فأخذ موسى نصف الدم ووضعه في الطسوس، ونصف الدم رشه على المذبح. وأخذ كتاب العهد وقرأ في مسامع الشعب. فقالوا:” كل ما تكلم به الرب نفعل ونسمع له. وأخذ موسى الدم ورش على الشعب وقال: هو ذا دم العهد الذي قطعه الرب معكم على جميع هذه الأقوال “(خر 3: 24 – 8). والموضوع البارز هنا هو رش الدم، للتكفير والتكريس. فالدم حياة قُدمت لله للتكفير عن المذبح وعن الشعب، فأصبح الشعب مقبولًا عند الله، يستطيع الاقتراب إليه. وليس ثمة إشارة إلى شرب الله للدم، وهي العقيدة التي كانت شائعة في عبادة الساميين.
(2) الذبائح في خيمة الشهادة: أمر الرب موسى بإقامة خيمة الشهادة في البرية لتكون مركز العبادة لكل الشعب. وبعد أن أقيمت الخيمة في اليوم الأول من الشهر الأول من السنة الثانية لخروج بني إسرائيل من مصر، حسب كل ما أمر به الرب موسى، “وضع مذبح المحرقة عند باب خيمة الاجتماع واصعد عليه المحرقة والتقدمة، كما أمر الرب موسى… ثم غطت السحابة خيمة الاجتماع وملأ بهاء الرب المسكن” (خر29: 40 34). و “دعا الرب موسى وكلمه من خيمة الاجتماع” (لا1: 1) وأعطاه التعليمات بخصوص الذبائح المختلفة التي يجب تقديمها للرب في الخيمة. وكانت جميعها للتكفير عن نفوسهم إذ يقول لهم بكل جلاء: “لآن نفس الجسد هي في الدم، فأنا أعطيتكم إياه على المذبح للتكفير عن نفوسكم. لأن الدم يكفر عن النفس” (لا 11: 17). والذبائح الرئيسية التي أمر بها الرب موسى هي بحسب ترتيبها الإلهي، تبدأ بما يختص بمجد الله وتنتهي بما يختص بحاجة الإنسان، فتبدأ بذبيحة المحرقة وتنتهي بذبيحة الإثم (لا1: 1 7: 6).
قِدْمَةُ | قَيْدَمَةُ
اسم عبري معناه “شرقي” وهو ابن إسماعيل الأخير (تك 25: 15 و1 أخبار 1: 31). وقد سكن شرقي الأردن (تك 25: 18).
. الشعب القَدْمُوِني | القدمونيون
اسم عبري معناه “شرقي” وهو شعب في أرض كنعان في أيام إبراهيم (تك 15: 19). ويظن بعضهم أن القدمونيين هم “بنو قدم” أي بنو المشرق (تك 29: 1 وقض 7: 12 و1 مل 4: 30 واي 1: 3 واش 11: 14 وار 49: 28 وحز 25: 4 و10) وكانوا يسكنون شرقي الأردن.
قَدْمِيئيل، لاوي عائد من السبي مع عائلته
اسم عبري معناه “الله في الأمام” وهو اسم:
رجل لاوي عاد من السبي هو وأولاده مع زربابل [عددهم: 74 مع بَنُو قَدْمِيئِيلَ] (عز 2: 40 ونح 7: 43 و12: 8 و24). وكان من ضمن المشرفين على بناء الهيكل (عز 3: 9).
قَدْمِيئيل اللاوي
اسم عبري معناه “الله في الأمام” وهو اسم:
لاوي اشترك في توبة الجماعة (نح 9: 4 و5) وفي ختم العهد (نح 10: 9).
قَديموت
اسم عبري معناه “أماكن شرقية” وهي مدينة في المقاطعة الواقعة شرقي بحر لوط في مجرى وادي ارنون الأعلى. كانت أولًا لسبط رأوبين (يش 13: 18) ثم أعطيت للاويين عشيرة مراري (يش 21: 37 و1 أخبار 6: 79). وقد احتل موسى البرية التي حول المدينة قبل ما مرّ في بلاد الاموريين (تث 2: 26). وأرسل منها الرسل إلى الملك سيحون. ولا يعرف موقع هذه المدينة بالتحقيق. وقد ارتأى بعضهم أنها قصر الزعفران التي تقع شمالي غربي المُدَيَنة بميلين ونصف ميل.
القَريب | الأقرباء
تأتي بمعنى النسيب أو الجار وقد نشأت أهمية القريب من حياة القبيلة أو الحياة الاجتماعية في القرى الزراعية البسيطة والتعاون في حماية القبيلة أو القرية من الاعتداءات الخارجية. ولذلك اعتبروا القريب وجعلوا حقه ثانيًا لحق الأخ وأفراد العائلة الواحدة. وقد قال سليمان الحكيم في أمثاله: “الجار القريب خير من الأخ البعيد” (ام 27: 10).
وقد جاءت وصيتان من الوصايا العشر تحامي عن القريب هما التاسعة والعاشرة “لا تشهد على قريبك شهادة زور” و “لا تشته بيت قريبك لا تشته امرأته” (خر 20: 16 و17). كما أوصت الشريعة بمحبة القريب كالنفس (لا 19: 18). ومن نص هذه الآية “لا تنتقم ولا تحقد على أبناء شعبك بل تحب قريبك كنفسك” نرى كلمة “قريبك” جاءت مرادفة لكلمة “أحد أبناء شعبك” وضدها كلمة أجنبي وغريب. (). وقد حللت الشريعة أخذ الربا من الأجنبي وحرّمته من القريب (خر 22: 25 وتث 23: 19 و20).
وقد تعصّب اليهود لحصر معنى القرابة في أبناء الأمة اليهودية حتى أنهم فسَّروا الآية (خر 23: 5) “إذا رأيت حمار مبغضك واقعًا تحت حمله فلا تعدل عن حله بل لا بد أن تحل معه” بأنه إذا كان مبغضك من بني إسرائيل فلست ملزمًا بحله معه.
وقد جاء المسيح ليوسّع نطاق المحبة ويعلمهم عن القرابة الإنسانية العامة فعلمهم مثل السامري الصالح (لو 10: 25 – 36). فبيّن به أن الإنسان قريب الإنسان وإن اختلفا في الجنس والمذهب حتى وإن سادت بينهما عداوة تاريخية. وإن كل من يقع في ضيق أو كربة يجب أن نشعر معه بعطف القرابة الأخوية بقطع النظر عن كل اعتبار آخر.
قارب
كان الإسرائيليون في أيام داود يعبرون الأردن في بعض المواضع بواسطة القوارب (2 صم 19: 18). وكانوا يعملونها أحيانًا من البردى (اش 18: 2). وهي خفيفة جدًا فكانت مناسبة للسفر في الأنهار. وكانت القوارب تسير بواسطة المجاذيف (اش 33: 21). وكانت السفن تحمل قاربًا أو أكثر (أع 27: 16 و30 و32).
قُرْبان
كان القربان جزءًا هامًا من عبادة العبرانيين بل رافق عبادتهم منذ أول نشأتها. وأول عبادة ذكرت في التوراة هي عبادة قايين وهابيل وكانت بالقرابين (تك 4: 3) ثم عبادة نوح الذي خرج من الفلك وبنى مذبحًا للرب وأصعد عليه محرقات من كل البهائم ومن كل الطيور الطاهرة (تك 8: 20). وكان رب العائلة يقوم بتقديم الذبيحة والمحرقة عنه وعن عائلته مثل إبراهيم وأيوب الذي كان يصعد محرقات على عدد أولاده (اي 1: 5). ولكن لما قام موسى وضع نظامًا دقيقًا ومفصلًا للقرابين وحصر تقديم الذبائح في الكهنة يعاونهم اللاويون في بعض الأمور. وكانوا يعبّرون بالقرابين ع التوبة والاعتراف والكفارة والتكريس والشكر على السلامة أو النجاح وغير ذلك.
مادة القرابين
كانت القرابين تقدم من الحيوانات المستأنسة الطاهرة والحبوب وبعض السوائل الزراعية (خر 22: 29). أما الحيوانات الطاهرة التي تصلح للذبائح فتشمل من البقر الثيران الفتية والكبيرة. ومن الغنم أي من الضأن والماعز ما كان حوليًا أي ابن سنة في الغالب (خر 12: 5 وعد 28 و29). ولكن في بعض المناسبات لا تحدد الشْريعة السن كما في حالة تقديم ذبيحة السلامة التي يجوز فيها أن تكون ذكرًا أو أنثى من بقر أو غنم (لا 3: 1 و6). وكانوا يقدمون من الطيور اليمام والحمام فقط (لا 1: 14). وكان الفقراء يقومون بتقديم زوج يمام أو فرخي حمام عندما يولد لهم ولد ذكر كما قدّم يوسف ومريم عن يسوع (لو 2: 24) أما غير الفقراء فكانوا يقدمون خروفًا حوليًا مع طائر واحد (لا 12: 6 – 8) فتقدمة يوسف ومريم تدل على كونهما من الفقراء لا من الأغنياء ولم تسمح الشريعة الموسوية بالذبائح البشرية وقد منع الله إبراهيم من تقديم ابنه (تك 22: 9 – 14) وفي لا 18: 21 و20: 2 تحذير من تقديم الأولاد ضحايا لمولك. إله العمونيين، فقد كانوا يقدمون له ذبائح بشرية لاسيما من الأطفال. ولم تكن وحوش البرية أو الأسماك مقبولة كقرابين خلافًا لشريعة بابل التي جوزتها.
أما القرابين من الحبوب فكانت تقدم كدقيق من الزيت واللبان أو بعد أن تخبز أقراصًا ملتوية بزيت أو رقاقًا مدهونة بزيت (لا 2: 4 – 6).
أما خبز الوجوه الذي كان يصنع أقراصًا سميكة توضع على مائدة الرب في كل سبت فلم تكن ملتوتة بالزيت بل كان يوضع لها بعض اللبان (لا 24: 5 – 8). (). أما باكورات الحبوب فقد كانت تقدم بشكل فريك مشوي وجريش (لا 2: 16). وكان الزيت يعد من التقدمات الفاخرة والمحترمة (تك 28: 18 ومي 6: 7). والخمر كان من السوائل الزراعية التي تقدم للرب مع القرابين الأخرى.
وكان للقرطاجنيين نظام قرابين يشبه النظام الموسوي في كل شيء إلا من جهة جواز تقديم الذبائح البشرية وتقديم أنواع أخرى من الطيور مع اللبن الذي كان ممنوعًا عند العبرانيين.
كيفية تقديم الذبائح:
كان مقرب الذبيحة يضع يده على رأسها ويعترف بالخطيئة (لا 1: 4 و4: 4) ثم يذبحها هو أو الكاهن (لا 1: 5 و2 أخبار 29: 24). وإذا لم يكن عدد الكهنة كافيًا كان اللاويون يساعدونهم على سلخ الحيوانات (2 أخبار 29: 34) وبعد سلخ الذبيحة يقطعونها (لا 1: 6 و8) ويحرقون ما أمر بحرقه على المذبح وأحيانًا كانت ترفع القطع أو تردد أمام الرب.
قسمة القرابين
كانت القرابين على نوعين: الأول ما يقدم كله للرب. والثاني ما يخصص قسم منه للرب والقسم الآخر للكهنة أو لهم وللعابدين الذين يقدمونها احتفالًا بالعيد. النوع الأول يشمل المحرقات (لا 1: 12 و17) وتقدمات الكهنة من الدقيق (لا 6: 22 و23). أما التقدمات العامة من الدقيق الملتوت بالزيت واللبان فيأخذ الكاهن ملء قبضته فيوقده تذكارًا على مذبح الرب “وقود رائحة سرور للرب” والباقي يكون طعامًا للكهنة (لا 2: 7 – 10 و14 – 16). أما الذبائح التي كان يقدمها الناس الذين يحتفلن بالعيد كذبيحة السلامة (1 صم 11: 15) فإن الكاهن يأخذ منها الصدر فيردده أمام الرب والساق اليمنى التي تسمى ساق الرفيعة (لا 7: 30 – 34). وما تبقى من الذبيحة يأكله المعيدون أصحاب الذبيحة وقد كانت لهم أعياد سنوية تصطلح عليها كل عائلة أو عشيرة فيجتمع أفرادها المتفرقون فيذبحون ويعيدون معًا (1 صم 20: 6).
أنواع الذبائح والقرابين
(1) المحرقات:
وكانت للتكفير عن الخطيئة (عب 10: 1 – 3) وكانت تقدم كل يوم وهي المحرقة الدائمة (خر 29: 38 – 42) ويزاد عليها محرقة يوم السبت (عد 28: 9 و10) ويوم التكفير (لا 16: 3 – 34) والأعياد الثلاثة الكبرى (عد 28: 11 – 13 وص 29).
(2) التقدمة:
وكانت من الدقيق مع زيت ولبان (لا 2: 1 و4 – 13) يؤخذ قليل من الدقيق والزيت المقدمين مع كل اللبان ويوقد على المذبح. أو يعمل منه قطائف على الصاج. وأما البقية فكانت للكهنة. وكانت التقدمة خالية من الخمير أو العسل لكنها تمزج بقليل من الملح (لا 2: 11 و13). (). وكانوا يقدمون مع هذه التقدمات سكبيًا من الخمر (خر 29: 40). وكانت التقدمات تقدم كل يوم مع المحرقة (خر 29: 40 و41).
(3) خبز الترديد وحزمة الترديد:
أما حزمة الترديد فكانت من أولى باكورات الأرض ويقدمونها في عيد الفصح (لا 23: 10 – 14). وأما خبز التردد فيقدمونه في عيد الخميسين (لا 23: 17 – 20).
(4) الرفيعة:
وهي من الغلال بعد الحصاد (عد 15: 20 و21).
(5) ذبائح السلامة:
وكانت للشكر أو للتكريس للرب (لا ص 3 و7: 11 – 13). وكانت من الحيوانات التي يتساهل في أمرها من جهة الجنس والسن ومن أثمار الأرض.
(6) ذبائح الخطيئة:
وكانت تقدم للتكفير عن الخطايا. وقد وردت الشرائع الخاصة بهذه الذبائح في سفر اللاويين في الإصحاحين الرابع والخامس وكان لا يسمح لمقدمي هذه الذبائح أن يأكلوا أي جزء منها، بخلاف ذبائح السلامة، لن مقدم هذه الذبائح كان يتقدم إلى الله في عدم استحقاقات للشركة معه. فإن هذه الذبائح كانت تقدم للتكفير عن الخطيئة كما سبقت الإشارة إلى ذلك. وقد أشار النبي حزقيال إلى ذبائح الخطيئة في نبواته (حز 43: 19 إلخ. و44: 26 و27 و45: 17 – 19 و45: 22 و23).
وتتميز هذه الذبيحة من الجهة الطقسية عن غيرها برش الدم على قوائم البيت وعلى زوايا المذبح الأربع وعلى قوائم باب الدار الداخلية وعلى قرون المذبح الأربعة وحرق الجثة خارج المحلة عندما يكون السبب وقوع الجماعة في خطيئة. وغفلة الجماعة كلها عن تلك الخطيئة (لا 4: 13 – 12). وتسمى هذه الذبيحة بذبيحة خطيئة الجماعة كلها.
وفي يوم التكفير (يوم الكفارة) يأخذ الكاهن من دم ذبيحة الخطيئة وينضح بإصبعه على وجه الغطاء الذي على الشهادة، إلى الشرق وقدّام الغطاء ينضح سبع مرات من الدم بإصبعه (لا 16: 2 – 34).
(7) ذبائح الإثم:
وتقدم غالبًا عن الخطايا الشخصية والتي تحدث سهوًا (لا 5: 15 و6: 1 إلخ.) وتكون الذبيحة غالبًا كبشًا (لا 5: 18). وطريقة تقديمه كطريقة تقديم ذبيحة الخطيئة (لا 7: 7).
تطور معنى القرابين في العهد القديم
أخذ الكهنة وعامة الناس ينظرون إلى الذبائح من الناحية الطقسية ويظنون أن الدين مجرد طقوس. ولما أهملوا الواجبات الأدبية قام الأنبياء ينددون بهذا النقص. فأكد صموئيل لشاول أن الطاعة أفضل من الذبيحة (1 صم 15: 22) وقال اشعياء: “لماذا لي كثرة ذبائحكم يقول الرب… بدم عجول وخرفان وتيوس ما أسرّ… تعلموا فعل الخير واطلبوا الحق انصفوا المظلم. إلخ.” (اش 1: 10 – 20). وهوشع بين لهم أن الله يريد رحمة لا ذبيحة (6: 6) راجع أيضًا (عا 5: 21 – 23 ومي 6: 6 – 8 ومز 51: 16 و17). ولو أنه لا انتقاد على الذبائح التي كان يقدمها السالكون بالعدل والرحمة وطاعة الله ولكن الانتقاد على الذبائح التي يقدمها الأشرار كما جاء في الأمثال “ذبيحة الأشرار مكرهة الرب وصلاة المستقيمين مرضاته” (ام 15: 8).
معنى القرابين في العهد الجديد: إن القرابين وجدت لكي تذكر شعب إسرائيل بخطاياهم وبقداسة الله التي تطلب التكفير وترمز إلى التكفير بدم يسوع المسيح (عب 10: 1 – 10) وهو حمل الله الرافع خطايا العالم.
القرابين في التقليد اليهودي: أضاف التقليد معنى ثانيًا إلى كلمة قربان وهو جعلها تدل على النذر الذي ينذر للهيكل فيحرم على غيره. فإذا وضع إنسان يده على شيء أو أشار إليه وقال قربان قصد أن يقول “نذرًا على”. فإذا قال الابن العقوق لأبيه “قربان هو الذي تنتفع به مني”. (مت 15: 5) أصبح من غير الممكن لأبيه أن ينتفع منه بشيء. (). وبذلك يتخلص من واجب النفقة على أبيه على أن يدفع بعض المال للهيكل. وقد بيّن المسيح لهم أنهم بهذا التقليد ينقضون وصية الله وهي الوصية الخامسة. “أكرم أباك وأمك”.
القربة
(تك 21: 14) هي وعاء مصنوع من جلد حيوان وغالبًا من جلد معزى. وهي للماء كما أن الزق للخمر والزيت. (مز 119: 83 ومت 9: 17).
قَرْتان
اسم عبري معناه “قرية” وهو اسم مدينة في نفتالي أعطيت للاويين الجرشونيين (يش 21: 32) وتدعى قريتايم (1 أخبار 6: 76). وموقعها الآن خربة القرية شمالي عين ابل.
قَرْتَة
اسم عبري معناه “مدينة” وهي مدينة في زبلون أعطيت للاويين المراريين (يش 21: 34) وهي نفس عثليت التي تقع جنوبي جبل الكرمل بتسعة أميال.
قرحة | قرح | قروح
القرح هو الجرح أو البثرة في الجلد إذا دب فيها الفساد. والكلمة العبرية هي “شكين”. وقد ترجمت إلى “قرح” أو “قرحة” (تث 28: 27 و35؛ أي 2: 7) كما ترجمت نفس الكلمة إلى دملة أو دمامل (خر 9: 9 و10 و11، لا 13: 18 و19 و20 و23) وإلى “دَبْل” (2مل 20: 7، إش 38: 21).
كما نقرأ عن “لعازر” الذي كان مطروحًا عند باب الغني “مضروبًا بالقروح” (لو 16: 20 و21، انظر أيضًا رؤ 2: 16). والكلمة اليونانية هي “هلكوماي” (Helkoomai أو Helkos) وتعني “جروحًا ملتهبة”.
قرحة مصر
(تث 28: 27) وهي قرحة كثر وجودها في مصر فدعيت بهذا الاسم. وقد ظن بعضهم أنها الجذام. وظن آخرون أنها القرحة المذكورة في (تث 28: 35) التي تصيب الركبتين والساقين. وقد وجدت كتابة في بعض المخطوطات المصرية القديمة عن قرحة يظن أنها هي قرحة مصر.
القرد| القُرود | القردة
(1مل 10: 22) يراد بها في الكتاب المقدس أنواع الميامين وقد أتي بالقرود من أوفير في مراكب سليمان. وربما استوردت هذه القرود من أفريقيا وفي هذه الحال تكون بدون أذناب أو ربما أنها استوردت من الهند وفي هذه الحال تكون ذات أذناب.
حيث لا تُذْكَر “القرود” في الكتاب المقدس إلا ضمن الواردات التي كانت تأتي بها سفن سليمان “حاملة” ذهباً وفضة وعاجاً وقروداً وطواويس “(1 مل 10: 22، 2أخ 9: 21). وليس من الهٌين الجزم بالمكان الذي كانت تستورد منه هذه الحيوانات، فيرى البعض لذكر القرود مع العاج أن مصدرها كان شرق أفريقية، وأنها كانت قروداً ضخمة عديمة الذيول أو قصيرتها من نوع” البابون “التي كانت معروفة جيداً في مصر، وكانت تمثل الإله” توت “والتي كانوا يستوردونها من بلاد البُنت وقد ترجمتها السبعينية – فعلاً – إلى” قرود بلا ذيول “.
ويرى البعض الآخر أن الكلمة العبرية المترجمة “قرودَّا” وهي “كُف” مشتقة من الكلمة السنسكريتية كافي التي تطلق على القرود الأقل ضخامة، من ذوات الذيل الطويل.
والأمر يتوقف على المقصود بـ “أوفير”، وهل هي: الهند أم “الصومال” على الشاطئ الشرقي لأفريقية، أو مكان ما على الخليج الفارسي، ويرى الأكثرون أن الأرجح أن سفن سليمان جاءته بأنواع مختلفة من عدة أماكن.
قَرار
هي ترجمة للكلمة العبرية “شمنيت” وتعني الثامنة ولا يعرف تمامًا المقصود بها غير أن البعض ظنوا أنها تشير إلى آلة موسيقية ذات أوتار. وظن غيرهم أنها تشير إلى خفض الصوت في السلم الموسيقي (1 أخبار 15: 21 وفي عنوان مز 6 و12).
قارورة
(مت 26: 7) وعاء على هيئة قنينة، وكان القدماء يصنعون القوارير من الزجاج ومن الفخار ومن نوع من المرمر الأبيض اللين المعروف بالالباستر Alabaster وهو نصف شفاف وقابل للصقل.
والألباستر نوعان: أحدهما تركيبه الكيماوي يحوي الجص أي كبريتات الكلس، والآخر كالزجاج يحوي كربونات الكلس وهو على الغالب مخطط بأحمر وسنجابي واسم الألباستر مشتق من الألباسترون وهو موضع في مصر وجد فيه هذا الحجر وهناك كانوا يصنعون منه القوارير للعطور.
وقد وجدت قوارير من الالباستر في مصر وفي فلسطين وفي نينوى والعراق. وكانوا يستعملونها لحفظ المراهم والعطور ولا يزال العطارون في بعض الأماكن يستعملون قوارير من الألباستر لهذه الغاية. وإذا نظرنا إلى هيئة القوارير في الشكل أعلاه فهمنا لماذا كسرت المرأة قارورة الطيب (مر 14: 3). لأنه يرجح أن عنقها كان ضيقاَ فلم يمكنها استخراج الطيب إلا بعد كسر الوعاء. وإذ كان كل من الطيب والقارورة ذا ثمن غال كانت تقدمتها ذات قيمة عظيمة.
قرص زبيب
(2 صم 6: 19 و1 أخبار 16: 3 ونش 2: 5) كان الزبيب يحفظ على هيئة أقراص وعناقيد ويرجح أن الأقراص هي عناقيد ضغطت وجعلت بشكل أقراص وكانوا أحيانًا يقدمون هذه الأقراص للآلهة (هو 3: 1) ونرى من (نش 2: 5) أن الزبيب كان يعد من المقويات أو المنعشات والرجل المصري الذي كان على وشك الموت جوعًا أطعمه داود قرصًا من التين وعنقودين من الزبيب فعادت روحه إليه (1 صم 30: 12).
قَرِيص | قريس
نبات معروف أوراقه مجهزة بحسك سام إذا دخل الجلد أحدث لذعًا وانتفاخًا. وهو يكثر في الحقول والكروم المهجورة (ام 24: 31 واش 34: 13 وهو 9: 6 وصف 2: 9).
وقد جاءت كلمة قريص كترجمة لكلمتين عبرانيتين مختلفتين:
الأولى “حارول” (صف 2: 9) وقد ترجمت نفس الكلمة بعوسج (اي 30: 7 وام 24: 31) “وبالعضاة” في بعض الترجمات الأخرى.
والثانية “قموش” (ام 24: 31 واش 34: 13 وهو 9: 2) وتشير هذه الكلمات في الأصل إلى بعض الحشائش البرية بما فيها العوسج أو العضاة.
القرص | الأقراص
القرص: قطعة مبسوطة مستديرة، وهناك “قرص من الخبز” (خر 23: 29) “وأقراص فطير” (لا 4: 2)، و “قرص تين” (1 صم 25: 18، 30: 12، 2 صم 16: 1). وقد استخدم قرص التين لعلاج الدبل الذي كان في الملك حزقيا (2مل 20، 7، إش 38: 21). “وقرص زبيب” (2صم 6: 19، 1 أخ 16: 3) وكان يستخدم للتقوية والإنعاش (1 صم0 3: 12، نش 2: 5). كما كانت أقراص الزبيب تقدم قربانًا للأوثان (هو 1: 3).
ويقول أليهو بن برخئيل البوزي لأيوب: “ها أنذا حسب قولك عوضًا عن الله. أنا أيضًا من الطين تقرصت” (أي 6: 33) أي أنه صُنع أو جُبل من الطين.
قَرض | يقرِض
للفنان إدوارد فريدريك عام 1844لا ذكر في التوراة إلى القروض الناشئة عن الفقر ومّحَلِ المواسم. ولم تكن عندهم قروض لمشاريع تجارية مع أنها كانت موجودة عند البابليين والفينيقيين. أما تجارة العبرانيين في عصر المملكة فكان أكثرها بيد الفينيقيين. وكانت القروض العبرانية لأجل قصيرة الأمد وكانت الشريعة الموسوية تفرض على العبراني أن يقرض أخاه الفقير بدون ربا (خر 22: 25 ولا 25: 35 – 37 وتث 15: 7 – 10). أما الأجنبي فكان يباح لهم أخذ الربا منه (تث 23: 19 و20). وكذلك كان عليهم أن يبرئوا أخاهم من دينه في آخر السنة السابعة أما الأجنبي فلا (تث 15: 3). ولم يؤذن لهم أن يأخذوا رهنًا إلا بشروط معلومة منها أن لا يدخل المرتهن بيت المديون (تث 24: 10 و11). وأن لا يكون المرهون ثوبًا لأرملة (تث 24: 17). ولا رحى ولا مرداتها (أي الحجر الأعلى منها) (تث 24: 6). (). وان لا يبقى رهن الفقير بعد غروب الشمس (تث 24: 12 و13) ولم يؤذن لهم باستبعاد المديون إلا إلى سنة اليوبيل (لا 25: 39 و40). وأمروا أن لا يمتنعوا من أن يقرضوا أخاهم الفقير وأن قربت السنة السابعة التي كان عليهم أن يبرئوا فيها الفقير من ديونه (تث 15: 1 – 3 و7 – 10). على أن العبرانيين لم يحفظوا هذه القوانين مدة طويلة لأنه في أيام الملوك كانوا يبيعون أخوتهم بالدين (2 مل 4: 1) ويأخذون الربا (نح 5: 1 – 13). وأما في أيام المسيح فكانت عوائد اليهود مثل عوائد الأمم من هذا القبيل (مت 25: 27 ولو 19: 13). حيث التزم السيد المسيح أن يوصيهم بالرجوع إلى الناموس (مت 5: 42 ولو 6: 35).
قُرْط | أقراط
كان القدماء يعلقون الأقراط في آذانهم (تك 35: 4 وحز 16: 12). ولم تختص هذه العادة بالنساء فقط (خر 32: 2) بل تناولت البنين والبنات أيضًا. وكثرت الأقراط وبقية أنواع الحلي عند الإسماعيليين (قض 8: 24 – 26). وكانوا ينقشون على هذه الأقراط كتابة ويصوغونها على هيئات مختلفة كالخنافس ورؤوس الحيات والعيون والحيوانات والطيور وغير ذلك كما ترى في الشكل السابق.
قَرع الباب | يقرع
كان القدماء يقرعون الباب طلبًا لفتحه (قض 19: 22 ونش 5: 2 واع 12: 13).
ولا ذكر للمدقات التي تقرع بها الأبواب مع أنها كانت موجودة عند اليونان والرومان. والظاهر أنهم كانوا يقرعون الباب ويدعون أصحابه لفتحه بصوت عال (لو 13: 25 ورؤ 3: 20). وقد استعمل القرع لمعنى اللجاجة (مت 7: 7 و8 ولو 13: 25) وللدلالة على مجيء الرب (لو 12: 36 ورؤ 3: 20).
قُرْعة | إلقاء قرعة
استعملت القرعة في العهد القديم كطريقة لتعين النصيب أو للبتّ في الأمور الهامة التي لم يشاءوا تحكيم الفرد فيها. كالكاهن أو النبي أو الشيخ أو القاضي بل تحكيم القرعة بنا تدل عليه ظنًا منهم أنها تعّبر عن إرادة الله. وكانت القرعة إحدى الطرق لاستشارة الله التي كانت تستعمل عند العبرانيين والشعوب الأخرى القديمة. وكان من جملة الاستشارة الإلهية عند العبرانيين استعمال الأوريم والتميم والافود. وكانت الشريعة تتساهل في استعمال هذه الطرق الثلاث. وكانت هناك طرق أخرى تعد غير شرعية بل محرمة مثل الاستشارة بالعصا (هو 4: 12) أو السهام (حز 21: 21). والعرب كانوا يستعملون ازلام الميسر للتقسيم بوحي القرعة والازلام سهام بلا نصل. توضع في جراب فتجال ويسحب منها سهم على اسم شخص كاليانصيب في أيامنا (راجع المعاجم المطولة في مادة زلم).
ومما يدل على إيمانهم بأن الرب هو الذي يعّين بواسطة القرعة ما جاء في (يش 18: 6 و8) عن توزيع الأراضي بالقرعة، ومما جاء بأكثر وضوح عن الوحي بالقرعة قوله في (ام 16: 23) “القرعة تلقى في الحضن ومن الرب كل حكمها.”.
أما الغايات التي تستعمل القرعة من أجلها فهي كما يلي:
1 – معرفة الجاني أو المذنب وبها عرفوا عخان (يش 7: 16 و18) ويوناثان (1 صم 14: 41 و42) ويونان (يو 1: 7). ومن الشاهد الأخير نرى أن الاعتماد على القرعة كان شائعًا عند البحارة الفينيقيين كما كان شائعًا عند العبرانيين.
2 – التعين لوظيفة أو منصب كيوم تعين أول ملك لبني إسرائيل حيث ألقى النبي صموئيل قرعة (1 صم 10: 20 إلخ.). وبالقرعة انتخب متياس (أع 1: 26). وبها تم تقسيم خدمات العبادة في الهيكل بين أولاد اليعازار وإيثامار (1 أخبار 24: 4 – 19) وبالقرعة تعينت خدمة زكريا (لو 1: 9) وتم توزيع الوظائف على المغنيين والموسيقيين في الهيكل (1 أخبار 25: 8 – 13). (). وفي أيام نحميا ألقوا قرعة على الذين يقدمون الحطب للهيكل (نح 10: 34 و35).
3 – تقسيم الأملاك والأشياء. وكان أهمها تقسيم كنعان على الأسباط (عد 26: 55 إلخ. و33: 54 و34: 13 و26: 2 ويش 13: 6 و14: 2 و16: 1). وقد استعير هذا المعنى للتعبير عن حظ الإنسان الذي يقدره له الله (مز 16: 5 واش 17: 14 و34: 17 وار 13: 25 ودا 12: 13) أو الذي يرجوه من الله.
وقسموا بالقرعة غنائم الحرب وأمتعة المحكوم عليهم بالسجن أو الموت (يوئيل 3: 3 ونا 3: 10 وعو 11 ومز 22: 18 ومت 27: 35 ويو 19: 24).
4 – وكانت القرعة تلقى يوم التكفير على تيس الرب وتيس عزازيل (راجع يوم الكفارة). وفي تقاليد المشنا أن الأداة التي يلقونها قرعة كانت مصنوعة من خشب صلب ثم صنعت من ذهب، وكانت توضع في وعاء خاص تخض به وتلقى أو تسحب منه لمعرفة أي التيسين للرب.
5 – وجاء في سفر استير (3: 7) أنهم كانوا يلقون قرعة أمام هامان للاستعلام عن الوقت المناسب لإتمام مقاصده الشريرة.
وقد ألقى الجنود الرومانيون قرعة على ثياب يسوع عند صلبه لكي يقتسموها بينهم (مت 27: 35).
وفي كنيستنا القبطية الأرثوذكسية مازال هذا الأمر مُتبعًا فيما يُعرف باسم: “القرعة الهيكلية”، والتي بها يتم اختيار بطريرك الكنيسة القبطية، واحدًا من أعلى ثلاثة حصلوا على أصوات الناخبين.
مقال آخر عن القرعة:
كان استخدام القرعة للوصول إلى قرار، عادة واسعة الانتشار في العالم القديم، وبخاصة بين اليهود لمعرفة إرادة الله أو لضمان الحياد وعدم الانحياز. ولا ندري – على وجه اليقين – الوسائل التي كانوا يستخدمونها في هذا الصدد. والأرجح أنهم كانوا يستخدمون بعض الأحجار التي تحمل علامات خاصة، أو كانوا يستخدمون عصياً أو سهاماً (حز 22: 21 هو 12: 4). وكان بنو إسرائيل يستندون في إلقاء القرعة، على أساس هيمنة الله على كل شيء، “لأن القرعة تُلقى في الحضن، ومن الرب كل حكمها” (أم 33: 16). وكانت القرعة تبطل الخصومات “(أم 18: 18).
والقُرعة هي النصيب (انظر مز 16، 5، إش 34: 17، 57: 6، إرميا 13: 25، أع 8: 21) وقد استخدمت القرعة في: -.
1 – اختيار أحد التيسين في يوم الكفارة ليكون أحدهما ذبيحة خطية (لا 8: 16).
2 – تقسيم ارض كنعان بين الأسباط (عدد 26: 55 و56، 23: 54، يش 13: 6.. إلي قض 3: 1، أع 13: 19).
3 – اختيار أفراد الجيش من أسباط إسرائيل لمحاربة سبط بنيامين (قض 3: 20).
4 – تقسيم البلاد على بني هرون (1 أخ54: 6 – 61).
5 – تقسيم داود لفرق الكهنة واللاويين (1 أخ 5: 54 و7، انظر أيضاً لو 9: 1).
6 – تقسيم حراسة المقادس (1أخ25: 8 و9) والبوابين (1أخ26: 13 و14).
7 – ألقى النوتية في السفينة التي كان فيها يونان، قرعة لمعرفة السبب في الكارثة (يونان 7: 1).
8 – ألقى هامان بن همداثا الأجاجي “فوراً” أي قرعة لتحديد اليوم المناسب لإهلاك اليهود (أس 7: 3، 24: 9).
9 – في أيام نحميا بعد العودة من السبي، ألقوا قرعا على قربان الحطب لمعرفة من يقدمه (أع 34: 10). كما ألقوا قرعاً ليأتوا بواحد من كل عشرة من العائدين من السبي للسكنى في أورشليم (نح 1: 11).
10 – اقتسم الجنود الرومان ثياب الرب عند الصليب بالقرعة (مز 22: 18، مت 27: 35، مرقس 15: 24، لو 23: 24، يو 19: 24).
11 – يقول الرسول بولس إنه عندما كان المؤمنون بالرب يسوع يقتلون، ألقى هو قرعة “بذلك” (أع 10: 26) أي أبدى موافقته على قتلهم.
12 – عند اختيار التلاميذ لمن يحل محل يهوذا الإسخريوطي، ألقوا قرعة بين تلميذين وصلوا، فوقعت القرعة على متياس (أع 24: 1 – 26).
ولا نجد ذِكرًا بعد ذلك في العهد الجديد، لاستخدام القرعة.
عيد القرعة
اسم عبري معناه “قُرَعٌ” وهو عيد يهودي أنشئ تذكارًا لخلاص اليهود المسبيين في بلاد فارس من مجزرة شاملة أعدّها لهم هامان بن همداثا الأجاجي الوزير الأول لأحشويرس ملك فارس. وكان قد ألقى “فورا” أي “قرعة” ليتأكد من اليوم المناسب لتنفيذ خطته الجهنمية لإهلاك اليهود في كل بلاد الإمبراطورية الفارسية (إش 3: 7، 9: 24 – 28). وكان اليهود يعيدون في الرابع عشر والخامس عشر من آذار (مارس) تقريبًا (أس 9: 20 – 32). وفي (سفر المكابيين الثاني 15: 37) يدعى العيد “يوم مردخاي” (يوم مردكاي).
وكان عندما انقلبت الأمور على هامان بعد أن أخبرت أستير الملكة أحشويرش بمؤامرة هامان ضد شعبها وضدها، ورد الرب تدبير هامان الرديء على رأسه (أس 9: 25)، أمرت أستير الملكة ومردخاي الذي حل محل هامان في بلاط الملك أحشويرش، أن يُعيد اليهود “في اليوم الرابع عشر من شهر أذار، واليوم الخامس عشر منه في كل سنة. حسب الأيام التي استراح فيها اليهود من أعدائهم، والشهر الذي تحول عندهم من حزن إلى فرح، ومن يوم نوح إلى يوم طيب، ليجعلوها أيام شرب وفرح وإرسال أنصبة من كل واحد إلى صاحبه وعطايا للفقراء (أس 9: 19 – 22، 26 – 32).
ومنذ إنشائه شاع الاحتفال به بين اليهود بطريقة معينة ثابتة. فاليوم الثالث عشر كان صومًا (صوم أستير). وفي المساء (ويعتبر عندهم أول اليوم الرابع عشر) كانوا يجتمعون في المجمع. وبعد خدمة الصلاة المسائية كان يبدأ بقراءة سفر أستير، وعند ذِكر اسم هامان كان جمهور المصلين يصرخون “ليمح اسمه” أو “سيبلى اسم الشرير”، بينما يخشخش الأحداث بالخشخيشات. وكانت أسماء أبناء هامان تُتْلَى بسرعة وعلى نَفس واحد إشارة إلى أنهم صلبوا في وقت واحد. وفي اليوم التالي كان الشعب يعود إلى المجمع لإتمام فرائض العيد الدينية. ثم يصرفون النهار بالابتهاج والأفراح أمام الرب. وكان الأغنياء يقدمون الهدايا للفقراء. وهذا العيد يثبت صحة سفر أستير.
قَرْعة | أقرع
كَان حلق شعر الرأس عند العبرانيين من علائم الحزن (اش 3: 24) أو الخجل (حز 7: 18) وإتمام نذر (عد 6: 19).
والظاهر أن النبي اليشع كان أقرع لأن الصبيان عيروه بالقرع (2 مل 2: 23) خلافًا لسلفه إيليا الذي كان أشعر (2 مل 1: 8).
والقرع الناشئ عن البرص يحسب نجسًا ما دام البرص فيه (لا 13: 42). والقرع يحدث للرجال أكثر من النساء ويعد عيبًا فيهن أكثر مما في الرجال. ولما قصد النبي اشعياء أن يعبر عن عظم نكبة أورشليم قال: “فيكون عوض الطيب عفونة وعوض المنطقة حبل وعوض الجدائل قرع” (اش 3: 24). وقد حسب القرع عارًا أيضًا في الرجال. ولما كان خلو الرأس من الشعر يعد عيبًا لم يؤدن للكهنة أن يحلقوا رؤوسهم أو لحاهم أو حواجبهم (لا 21: 5 وحز 44: 20).
الجبل الأقرع | جبل حلاق
أي “الجبل الأملس” اسم جبل هو الحد لفتوحات يشوع من جهة الجنوب (يش 11: 17 و12: 7). وهو الجبل الذي يقع شمالي عبدة في وادي مرّة.
قِرْفة
القشرة الداخلي (اللحاء الداخلي) لشجرة القرفة (شجرة من الفصيلة الغارية) تعلو نحو 25 – 30 قدمًا وتسمى باللاتينية Cinnamomum Zeylanicum (سينامومم زيلانيكم) تنبت في سيلان وجزائر الهند الشرقية والصين. تقشر وتشيط فتلتف على الهيئة المعروفة وربما كانت تزرع في بستان الملك سليمان (نش 4: 14). وإلا فالكلام هناك على سبيل المجاز. وكانت القرفة جزءًا من الدهن المقدس (خر 30: 23)، ومن بضائع بابل القديمة أيضًا (رؤ 18: 13). واستعملوها لتطيب رائحة الفراش (ام 7: 17).
وتستخدم لرائحتها الذكية في صنع الأطياب، كما تستخدم لنكهتها الشهية في تتبيل الأطعمة وشجرة القرفة من العائلة الغارية (نسبة إلى شجرة الغار). لحاؤها أملس رمادي اللون، وفروعها منتشرة، وأزهارها بيضاء وأوراقها مشرقة دائمة الاخضرار معرفة، ويبلغ طول الورقة تسع بوصات، وعرضها بوصتين. وتؤخذ أجود أنواع القرفة من الفروع الغضة، بعمل شقوق طولية على جانبي الفرع، بسلاح حاد، ثم ينزع اللحاء الداخلي على شكل أسطوانة مجوفة، وتجمع هذه الأسطوانات الصغيرة على شكل حزم. وموطنها الأصلي جزيرتا سيلان وجاوة، ولكنها تنمو أيضًا في كثير من الجهات المدارية.
وكانت القرفة إحدى مكونات دهن المسحة التي أمر الرب موسى بتركيبها لمسح خيمة الشهادة وأمتعتها، ومسح الكهنة عن تقديسهم للخدمة (خر 22: 30 – 33). كما كانت تعطر بها الفراش (أم 17: 7).
وفي وصف عريس النشيد لعروسه، يقول لها: “أغراسك فردوس رمان مع أثمار نفيسة.. قصب الذريرة وقرفة مع كل عود اللبان. مرّ وعود مع كل أنفس الأطياب” (نش 13: 4 و14).
وتذكر القرفة في سفر الرؤيا بين البضائع الكثيرة في تجارة “بابل” الرمزية (رؤ 13: 18).
ومن الجدير بالذِّكر أن هذا النبات يُسْتَخْدَم في عمل زيت الميرون المقدس في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
قَرْقر | قَرقُور
اسم سامي معناه “سطح مستو” وهو الموضع الذي شتت فيه جدعون زبح وصلمناع (قض 8: 10) ويقع شرقي الأردن في أرض ساكني الخيام. وربما كان موقعه في وادي سرحان.
قَرقع
اسم عبري معناه “قاع” وهو موضع في تخم يهوذا (يش 15: 30) يرجح أنه في هضبة التيه.
قِرْمِز
scarlet القرمز صبغ لونه أحمر قانٍ في لون الدم، لذلك فهو رمز له، ويستخرج القرمز من الأجسام المجففة للإناث من حشرة القرمز التي تعيش على أشجار البلوط، ويستخدم في صباغة الخيوط والأنسجة. وكان للمنسوجات المصبوغة بهذا اللون قيمة كبيرة في العالم القديم (انظر 2صم 1: 24، إرميا 4: 30، مراثي 4: 5، رؤ 17: 4، 18: 12).
وقد ربطت القابلة التي أشرفت على ولادة ثامار (كنة يهوذا بن يعقوب) على يد “زارح” قرمزًا علامة على أنه البكر (تك 28: 38 و30).
وقد استخدم القرمز بكثرة في خيمة الشهادة (خر 25: 4، 35: 6 و23 و25 و35)، في صناعة الشقق للمسكن (خر 1: 26، 8: 36) وفي صناعة ثياب هرون وبنيه (خر 28: 5 – 8، 39: 1) وفي صدرة القضاء (خر 28: 15، 39: 8) وفي الحجاب (خر 35: 36) وفي سجف باب المسكن (خر 37: 36)، وسجف باب الدار (خر 18: 38)، وفي زنار شد الرداء (خر 5: 39)، ورمانات أذيال الجبة (خر 24: 39)، وفي صناعة المنطقة (خر 29: 39). كما استخدم القرمز في هيكل سليمان (2 أخ 7: 2، 14: 3).
وكان الكاهن يستخدم القرمز في طقوس تطهير الأبرص (لا 4: 14)، وفي تطهير البيت المصاب بالبرص (لا 14: 49 –52 انظر أيضًا عب 9: 19). وفي تغطية مائدة خبز الوجوه عند الارتحال (عد 8: 4). كما كان يطرح القرمز مع خشب أرز وزوفا في وسط حريق البقرة الحمراء (عد 6: 19).
وقد طلب الجاسوسان اللذان أرسلهما يشوع إلى أريحا، من راحاب أن تربط حبلًا من القرمز في الكوة التي أنزلتهما منها، ليكون علامة لحمايتها، وهي وكل من يكون معها في البيت (يش 18: 2 و21).
ويصف العريس في نشيد الأنشاد، شفتي عروسه بأنهما “كسلكة” من القرمز “(تش 3: 4)، أي كأنهما مصبوغتان بلون القرمز.
ويدعو الرب الشعب الخاطئ أن يغتسلوا ويتنقوا ويعزلوا شر أفعالهم، ثم يقول لهم: “هلم نتحاجج يقول الرب، إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج، وإن كانت حمراء كالدودي، تصير كالصوف” (إش 16: 1 – 19) أي أنه سيغفرها ويمحوها لأن الله “يكثر الغفران” لمن يتوب (إش 7: 55). ().
ويصف ناحوم النبي رجال الجيش بأنهم “قرمزيون” (ناحوم 3: 2) أي أنهم كانوا يرتدون ثيابًا قرمزية.
وقد عرى العسكر الرب يسوع قبل الصلب، “وألبسوه رداء قرمزيًا باعتباره ملكًا للسخرية منه وبعدما استهزأوا به، نزعوا عنه الرداء وألبسوه ثيابه، ومضوا به للصلب” (مت 28: 27 – 31).
ويقول الرائي إنه رأى: “امرأة جالسة على وحش قرمزي مملوء أسماء تجديف.. والمرأة كانت متسربلة بأرجوان وقرمز ومتحلية بذهب وحجارة كريمة ولؤلؤ.. وعلى جبهتها اسم مكتوب:” سر بابل العظيمة أم الزواني ورجاسات الأرض “(رؤ 3: 17 – 6). ويرى الكثيرون في ذلك صورة للكنيسة الاسمية المرتدة قبيل مجئ الرب ثانية رغم مظهر العظمة والغني (انظر أيضًا رؤ 18: 11 و12) التي ترمز لها كنيسة لاودكية (رؤ 17: 3 و18).
قرْن
القرن مادة صلبة ناتئة بجوار الأذن في رؤوس البقر والغنم ونحوها. وفي كل رأس قرنان غالباً (فوحيد القرن – الكركدن – له قرن واحد). ولأن القرن مجوف ومن السهل صقله، فهو يستخدم في الكتاب المقدس حرفياً ومجازياً. (والكلمة في العبرية هي “قِرن”، أشبه بها في العربية). فيستخدم حرفياً للدلالة على:
(1) قرون الحيوانات، فنقرأ مثلاً أن إبراهيم رفع “عينيه ونظر وإذا كبش وراءه مُمْسَك في الغابة بقرنيه” (تك 22: 13، انظر أيضاً تث 33: 17).
(2) استخدامه كإناء لحفظ السوائل والدهن والطيب (أوعية للسوائل ولاسيما الزيوت والعطور). فنقرأ أن الرب قال لصموئيل النبي عندما أرسله لمسح داود بن يسي: “املأ قرنك دهناً وتعال أرسلك إلى يسي البيتلحمي”، “فأخذ صموئيل قرن الدهن ومسحه في وسط إخوته (1 صم 1: 16 و13). وكذلك عندما أخذ” صادوق الكاهن قرن الدهن من الخيمة ومسح سليمان “(1 مل 39: 1). ويبدو أنها كانت أحياناً تُطعم بالعاج والأبنوس (حز15: 27).
(3) كان لمذبح المحرقة النحاسي في فناء خيمة الاجتماع أربعة قرون كان يرش عليها دم الذبائح أو تمس به (خر 27: 2، 29: 12، 30: 3 و10، 37: 25 و26، 38: 2، لا 8: 15، 9: 9، 16: 8 انظر أيضاً حز 43: 15 و20)، كما يبدو أنها كانت تربط بها الذبيحة (انظر مز 118: 27) وعندما هرب أدونيا من وجه سليمان عندما ملك، دخل إلى الخيمة “وتمسك بقرون المذبح” (1 مل 50: 1) ولكنه وإن كان قد نجا مؤقتا من الموت فإنه قُتل أخيراً (1 مل 25: 2) وكذلك هرب يوآب إلى خيمة الرب وتمسك بقرون المذبح ولكن لم يعفه ذلك من الموت إذ دخل إليه بناياهو بن يهو ياداع وبطش به كأمر الملك سليمان (1 مل 34: 2)، تنفيذاً لأمر الشريعة (خر 14: 21).
(4) كذلك كان لمذبح البخور – المذبح الذهبي داخل القدس – أربعة قرون كانت تمسح بدم الذبائح (خر 30: 3 و20، 37: 25 و26، لا 4: 7، رؤ 9: 13).
(5) كانت القرون تستخدم أبواقاً للهتاف (يش 5: 6، 1 أخ 5: 25). إلا أن بعض الأبواق الموسيقية كان يصنع من الفضة أو غيرها من المعادن.
وكانت القرون تستخدم مجازياً للدلالة على: -.
1) القوة والعظمة والمجد، فيقول موسى في بركته ليوسف: “قرناه قرنا رئم” (تث 17: 33) وذلك لأن قرون الحيوان هي سلاحه للدفاع عن نفسه وللهجوم أيضاً، ومن هنا جاءت عبارات مثل يقول داود: “الرب إله صخرتي به أحتمى، ترسي وقرن خلاصي” (2 صم 3: 22، مز 2: 18). وتقول العذراء المطوبة: “أقام لنا قرن خلاص” (لو 69: 1)، فالرب يسوع المسيح هو وحده “قرن الخلاص”. كما أن عبارات مثل “ارتفع قرني بالرب”، “يرفع قرن مسيحه” (1 صم 10: 2 و10)، “وانتصب قرنه” أو “نصب قرني” (مز 89: 17 و24، 92: 10، 112: 9، 148: 14، مراثي 2: 3 و17، عا 6: 13، ميخا 4: 13) تعني أن الرب هو الذي يعطي الغلبة والانتصار.
وقد عمل صدقيا بن كنعنة – النبي الكذاب – “لنفسه قرني حديد، وقال لأخآب الملك،” بهذه تنطح الأراميين حتى يفنوا “(1 مل 22: 11، 2 أخ 18: 10).
ويقول أيوب: “دسست في التراب قرني. احمر وجهي من البكاء” (أي 15: 16) أي وضعت رمز قوتي في التراب تعبيراً عن التواضع والتذلل أمام الرب.
2) الكبرياء والتفاخر: فيقول المرنم: “لا ترفعوا قرناً، لا ترفعوا إلى العلي قرنكم. لا تتكلموا بعنق متصلب” (مز 4: 75 و5) أي لا تتكبروا ولا تفتخروا لأن “كل قرون الأشرار أعضب. قرون الصديق تنتصب” (مز 10: 75).
3) يقول الرب: “هناك أنبت قرناً لداود. رتبت سراجاً لمسيحي” (مز 132: 17 انظر أيضاً حز 29: 21) أي أن الرب سيقيم من نسل داود من يجلس على العرش، وهي وإن كانت تشير إلى الملوك من نسل داود، الذين جلسوا على العرش فعلا، فإنها تشير في مرماها البعيد إلى الملك الحقيقي (المسيا) الذي سيجلس على عرشه إلى الأبد.
4) تستخدم القرون في أسفار دانيال وزكريا ورؤيا يوحنا (دانيال 7: 7 – 24، 8: 3 – 21، زك 1: 18 – 21، رؤ 12: 3، 13: 1 و11، 17: 3 – 16) إشارة إلى ممالك أو ملوك (مملكة أو مُلْك) (انظر رؤ 12: 17).
5) عصر من الزمان (اي 8: 8).
قرنايم
(عشتاروت ذات القرنين) مدينة هاجمها كدرلعومر وحلفاؤه وخربوها. وكان يسكنها الرفائيون (تك 14: 5) وهي في باشان. وربما كانت هي نفسها قرنايم، أو أنها بالقرب من قرنايم، أو أنها هي نفسها تل عشيرة، وربما كان لتمثال عشتاروت في هذه المدينة قرنان.
قرون المذبح
وقد صنعوا أربعة قرون لزوايا مذبح الرب الأربع وهي، منه أي متصلة بالمذبح قطعة واحدة بلا فاصل أو وصل بالغراء أو المسامير (خر 27: 2). وقد استعمل الوثنيون القرون لمذابحهم. وربما كانت في بادئ الأمر تصنع لزينة المذبح ثم اعتبرت ضرورية كأوتاد لربط الذبيحة بها (مز 118: 27). وكان المذنبون الهاربون والخائفون الذين يلجأون إلى الهيكل ليحتموا به يتمسكون بقرون المذبح (1 مل 1: 50 و2: 28). وكان يوضع عليها دم الأثم للاستغفار (خر 29: 12 ولا 8: 15 و9: 9 إلخ.).
قَرِن هفّوك
اسم عبري معناه “قرن الكحل” وهو اسم لابنة أيوب الثالثة ممن ولدت له بعد أن ثابت إليه صحته وعاد غناه وتخلص من محنته (اي 42: 14).
مدينة قِرْبة
اسم عبري معناه “مدينة” وقد ذكرت هذه المدينة مع جبعة بين المدن التابعة لسبط بنيامين (يش 18: 28). ويظن أنها هي قرية يعاريم.
قِرْية أربع | قرية أرباع
اسم كنعاني معناه “مدينة أربع” وهي مدينة كانت لرجل اسمه أربع. واسمها المشهور حبرون (تك 23: 19 و35: 27 ويش 14: 15). ويرى البعض أن معنى كلمة حبرون يدل على التحالف وأنها كانت أربعة أقسام. كل قسم لعشيرة وقد تحالفت تلك العشائر وأقامت فيها فدعيت بقرية أربع وباسم حبرون. وفي القديم كان كلما ذكر اسم قرية أربع يذكر معه أنها هي حبرون إلا في موضع واحد هو (نح 11: 25).
قِرْية بعل
اسم عبري معناه “مدينة بعل” (يش 15: 60 و18: 14) هي قرية يعاريم.
قِرْية حصوت
اسم موآبي معناه “مدينة أزقّة” وهي مدينة في موآب (عد 22: 39) لا يعرف موقعها الآن.
قِرْية سِفْر
اسم كنعاني معناه (مدينة كتب) وكانت تسمى أيضًا قرية سنّة ودعيت بعد دخول العبرانيين دبير (يش 15: 15 و49 وقض 1: 11).
قِرْية سنّة
اسم كنعاني معناه “مدينة النخل”.
قِرْية عاريم
اسم كنعاني معناه “مدينة الغابات” وهي إحدى مدن الجبعونيين الأربع (يش 9: 17) وعلى تخم يهوذا وبنيامين (يش 15: و10 و18: 14 و15) وتدعى هنا بعل أو بعلة يهوذا أو قرية بعل (يش 15: 60 و18: 14). وكانت ليهوذا (قض 18: 2) وأُتي إليها بالتابوت من بيت شمس (1 صم 6: 21 و7: 1 و2) فبقي هناك إلى أن نقله داود إلى بيدر كيدون وبنيت عوبيد ادوم الجتّي (2 صم 6: 6 – 10 و1 أخبار 13: 5 – 13 و2 أخبار 1: 4). ويظن أنها هي المدينة المذكورة في كتابات تل العمارنة باسم “بيتوبيلو” أي بيت بعل. وقد ولد فيها النبي اوريا الذي اماته الملك يهوياكين (ار 26: 20). وعاد إليها 743 من نسل الذين سبوا منها إلى بابل [عددهم: 743] (نح 7: 29).
وعن موقعها يقول الكتاب المقدس أنه قريب من محلة دان (قض 18: 12) التي كانت بين صرعة واشتأول. وأن محلة دان وراء يعاريم أي إلى الغرب منها. ويظهر أنها كانت قريب من بيت شمس (1 صم 6: 21) القريبة من صرعة. ويظن أنها هي المدينة الواقعة وراء حدود بنيامين التي لاقى فيها شاول صموئيل النبي (1 صم 9: 5 و6). ويرّجح أنها قرية العنب التي تسمّى أيضًا اباغوش وهي على مسافة 9 أميال غربي القدس.
قِريتايم
اسم عبري معناه “قريتان أو مدينتان” وهي اسم:
مدينة قريتايم للإيميين.
مدينة قريتايم في نفتالي.
مدينة قِريتايم للإيميين
اسم عبري معناه “قريتان أو مدينتان” وهي اسم:
مدينة للإيميين خربها كدرلعومر وغزاها (تك 14: 5). ويذكر في عد 32: 37 أن بني رأوبين بنوها مع حشبون والعالة. ولعل المقصود هنا أن بني رأوبين جددوا بناءها أو زادوا كثيرًا فيها. وقد ذكرت في قائمة المدن التابعة لسبط رأوبين (يش 13: 15 – 21). ولكن يظهر من كلام ارميا (48: 23) وحزقيال (25: 9) أنها تحولت إلى مملكة موآب. وذكرت في الكتابة على حجر ميشا (وهو نصب وضع للملك ميشا ملك موآب سنة 850 ق. م.) في السطر العاشر منه باسم قرياتين. وهي خربة القريات التي تقع شمالي نهر ارنون على مسافة ميلين ونصف الميل شرقي عطاروت.
مدينة قِريتايم في نفتالي
اسم عبري معناه “قريتان أو مدينتان” وهي اسم:
مدينة في نفتالي أعطيت للاويين الجرشونيين (1 أخبار 6: 76) وفي الآية المقابلة من سفر يشوع (21: 32) ذكرت باسم قرتان.
مدينة قَريوت جنوب يهوذا
اسم عبري معناه “المدن” وهو اسم:
مدينة في جنوب يهوذا (يش 15: 25) وظن بعضهم أن يهوذا الاسخريوطي كان منها فيكون اسمه من “ايش” العبرانية بمعنى رجل “وقريوتي” نسبة لقريوت. وربما كانت هي خربة القريتين التي تقع جنوبي تل ماعين بأربعة أميال ونصف الميل.
مدينة قَريوت في موآب
اسم عبري معناه “المدن” وهو اسم:
مدينة حصينة في موآب (ار 48: 24 وعا 2: 2). وقد ذكرت في كتابة الملك ميشا على الحجر الموآبي في السطر 13. ويظن أنها نفس عار التي كانت عاصمة موآب، وهي خربة الربة التي تقع على مسافة 14 ميلًا جنوبي نهر ارنون.
القَسَم | حلف | يحلف
هو حلف اليمين لأجل التثبيت (عب 6: 16). وكان معناه في الأصل يتضمن الوقوع تحت اللعنة لكل من لم يبّر بوعده أو لمن يكذب في إقراره حتى أن كلمة حلف استعملت لمعنى اللعنة والانتقام كما جاء في ارميا 29: 18 “وأجعلهم قلقًا لكل ممالك الأرض حلفًا ودهشًا وصفيرًا وعارًا” انظر أيضًا (ار 42: 18 و4: 12) وقابل (أع 23: 12 و14 و21) وفي عد 5: 11 – 28 شرح لتحليف المرأة المتهمة بالزنا حلفًا يدعى بحلف اللعنة.
والقسم القديم جدًا عند العبرانيين والشعوب السامية (تك 21: 23). وكانت العهود والاتفاقات الفردية والجماعية تعقد بواسطة قسم (تك 26: 28 إلخ. و50: 25 ويش 2: 12 إلخ. و9: 15 و18). ومن العادات القديمة في الأقسام العظيمة أن تقدم ذبائح وضحايا.
وكانت توجد بين الساميين في القديم عادة شق الذبيحة إلى نصفين يفصلانها ويمرّ المتعاقدون بين القسمين بعد أن يأكلا شيئًا من لحمها، بمعنى أن كل واحد منهما يدعوا على نفسه بأن يشق إلى نصفين كتلك الذبيحة إن أخلّ بالعهد. ولعل كلمة القسم في اللغة العربية مأخوذة من هذه العادة القديمة.
واصطلحوا على طرق ابسط من الذبائح لتأكيد اليمين أثناء التحليف والحلف. كوضع اليد تحت الفخذ (تك 24: 2 و47: 29). وكانوا يقسمون بالله كأنهم يشهدونه عليهم ليقتص منهم إذا كذبوا.
لما خدع الجبعونيون من بني إسرائيل (يش 9) صدقوهم فقطعوا لهم عهدًا.
وقد اقسم يوسف بحياة فرعون (تك 42: 15).
وفي أيام المسيح كانوا يحلفون بكرسي الله وبأورشليم وبالأرض (مت 5: 34 إلخ.)، وبالهيكل وبذهب الهيكل وبالمذبح وبالقربان وبالسماء وبالرأس (مت 23: 16 – 22). وأقسم يعقوب بهيبة أبيه اسحق (تك 31: 53). وقد فسروها أنه اقسم بمن كان أبوه يهابه أي الله. وكان القسم مختلف العبارة كحي هو الرب (1 صم 14: 39) وحية هي نفسك (2 مل 2: 2). وهكذا يفعل الله وهكذا يزيد (1 صم 3: 17 و14: 44 و20: 13 و2 صم 19: 13 و1 مل 2: 23).
وكان الملوك والحكام يقسمون بأنهم يتممون العهود (2 مل 25: 24 ومت 14: 7). وكان الشعب يقسم للملك أو الحاكم (جا 8: 2). وكان الحاكم يستحلف الكاهن (نح 5: 12) والحاكم شعبه (تك 50: 25). وقد أقسم الله بذاته (تك 26: 3 وتث 29: 12 واع 2: 30 وعب 4: 3 إلخ.).
كما أن الرب نهى في الوصايا العشر عن القسم باطلًا (خر 20: 7).
وطن بعضهم أن وصية المسيح (مت 5: 34) تنهي كل أنواع الحلف حتى أمام المجالس غير أنه يقصد منع الحلف في التكلم الاعتيادي. وقد حلف يشوع بخصوص بناء أريحا ثانية (يش 6: 26). واستحلف رئيس الكهنة يسوع (مت 26: 63). وحلّف شاول العبرانيين أن لا يأكلوا إلى المساء (1 صم 14: 24) واستحلف اخاب ميخا (1 مل 22: 16).
القسم الثاني:
(2 مل 22: 14) يرّجح أن المراد بذلك هو قسم أورشليم الغربي والشمالي الغربي.
القسط | القسيطة
(1) قسط – يقسط – قسطا: عَدَل، فالقسط هو العدل، ويقول الحكيم: أمل أذنك وأسمع لأعلمك قسط كلام الحق “(أم17: 22 و21)، أي” لأعلمك قول الحق اليقين “(كما جاءت في ترجمات أخرى) أو” حقيقية أقوال الحق “(كما جاءت في الترجمة الكاثوليكية) وجاءت في الترجمة الانجليزية المعتمدة لأعلّمك يقينية أقوال الحق”.
(2) قسيطة: وهي بذات اللفظ في العبرية (تك 19: 33، يش 24: 22، أي 42: 11). وهي قطعة من النقود لا يُعلم الآن مقدارها. ويرى بعض العلماء أنها مشتقة من “قسَّط” العربية، بمعنى قسم إلى أقسام متساوية، أي أنها كانت قطعة محددة من الفضة لا يعلم وزنها الآن، ويقول البعض إنه كان مرسوما عليها صورة نعجة لأنها كانت تعادل ثمن “نعجة”. ولذلك تُرجمت “بنعجة” في المواضع الثلاثة في الترجمة الكاثوليكية.
القش | قشيشًا
قشَّ الشئ قشًا: جمعه من هنا وهناك.
والقشيش والقشاش: هو ما يُلتقط من هنا وهناك. ويقول الرب على فم إشعياء النبي “تحبلون بحشيش تلدون قشيشًا، نَفَسكم نار تأكلكم” (إش 11: 33)، أي لا جدوى من كل ما تبذلون من جهد لأنه كالحشيش أو التبن الذي يصبح طعمه للنيران بل أن أنفاسكم صارت نارًا تلتهمكم.
قَصَب | قصبة
يشار بها إلى أنواع كثيرة من الفصيلة النجيلية – كالقصب الفارسي (Arundo Donax) والغزار (Saccharum Aegyptiacum) والحلفا (Eragrostis Cynosuroides) والبابير أي البردي (Cyperus papyrus).
أما كلمة قصب في التوراة فتطلق خاصة على:
(1) القصب الفارسي الذي يكون ارتفاعه ما بين 15 و20 قدمًا. وساقه يلوح في الهواء ويتمايل. وقد ضرب المثل بالقصبة التي تحركها الريح (مت 11: 7). وتوجد اجام كثيفة منه حول البحر الميت وبحيرة الحولة ووادي الأردن وعلى ضفاف السواقي والجداولة.
(2) القصب الغزار الذي يكون ارتفاعه من 10 – 15 قدمًا. وينبت في المستنقعات (أي 40: 21) ويسكن في آجامه الوحش (مز 78: 30) الذي يظن بعضهم أنه التمساح أو فرس البحر.
(3) وجاءت كلمة قصبة مضافة إلى الذراع بمعنى عظم. قال أيوب: “ولتنكسر ذراعي من قصبتها” (اي 31: 22).
(4) وجاءت بمعنى قصب السكر في (اش 43: 24). وبعضهم فسرها بقصب الذريرة الآتي ذكره إلا أن ترجمتها الحرفية هي القصب الحلو.
(5) قَصَبُ الذَّريرَة (نش 4: 14 وحز 27: 19) وهو نوع من العطريات يسمى في عرف النبات Calamus aromaticus ويسمى أيضًا قصب الطيب. وكان يدخل في تركيب الدهن المقدس لمسح خيمة الاجتماع وآنيتها والكهنة (خر 30: 23). ولم يكن من نباتات سوريا وفلسطين لأن ارميا يذكر (ار 6: 20) أنه يأتي من بلاد بعيدة. ولكن المؤرخ بليني الروماني الذي عاش في القرن الأول للميلاد يذكر أن قصب الذريرة ينبت في بلاد العرب والهند وسوريا.
(6) وتعني القصبة مقياس طول (حز 40: 5).
(7) المعاني المجازية للقصب كان يرمز به إلى الضعف (2 مل 18: 21 واش 36: 6 و42: 3 وحز 29: 6 ومت 12: 20) وإلى قلة الثبات والتردد (1 مل 14: 15).
قَصيدة
توجد في عنوان ثلاثة عشر مزمورًا (مز 32 و42 و44 و45 و52 – 55 و74 و78 و88 و142). والكلمة الأصلية “مسكيل” وربما تعني قصيدة تأملية أو نوعًا خاصًا من الموسيقى.
معدن القَصدير
معدن معروف كانوا يستعملونه منذ القديم (عد 31: 22). وكانوا الصوريون يجلبونه من ترشيش (حز 27: 12). وكان القدماء ينزعون القصدير عن الفضة للتنقية (اش 1: 25) لأن حزقيال يعتبر القصدير والنحاس والحديد والرصاص من الشوائب التي تفسد الفضة فتنقى بالكور (حز 22: 18) وكان القصدير يُمْزَج بالحديد لعمل البرونز.
قَصر
يشير القصر أحيانًا إلى كل الأبنية التي يسكنها الملك وحاشيته (دا 1: 4 و4: 4) أو إلى قسم منها (1 مل 16: 18 و2 مل 15: 25). وقد ورد في 1 مل 7: 1 – 12 وصف لقصر سليمان.
ولكن ذلك الوصف لا يكفي لأنه لا يعطي صورة واضحة مفصلة عن جميع الغرف والقاعات والأجزاء التي تم بناؤها في 13 سنة بينما تمّ يناء الهيكل في 7 سنين وكان مؤلفًا من ثلاثة بيوت ورواقين. وهو مجاور للهيكل إلى جهة الجنوب على الأكمة الشرقية المسماة صهيون أو موريا. والبناء الأول هو بيت الملك الخاص.
والثاني بيت لأجل الإدارة السياسية والأسلحة. ودعي باسم وعر لبنان. والثالث بيت ابنة فرعون أو بيت النساء، ورواق الأعمدة (ع 6) وله رواق آخر قدامه، ثم رواق الكرسي (ع 7). وقد ذكرت بعض تفاصيل عن بيت وعر لبنان هكذا، طوله 100 ذراع وعرضه 50 وسمكه (ارتفاعه) 30 وكان له أربعة صفوف من أعمدة أرز ولكننا لم نعرف كم عمودًا في كل صف. وكانت غرف في كل صف مبنية على ثلاث جهات كغرف الهيكل غير أن غرف الهيكل كانت خارجة عن حيطانه لاصقة بها وأما غرف بيت وعر لبنان فكانت داخلًا راكزة على الأعمدة. وكان على كل من الجانبين الطويلين ست غرف وعلى الجانب الثالث ثلاث فكان المجموع 15 غرفة في كل طبقة. (). والبيت عبارة عن ثلاث طبقات أو 45 غرفة. والكوى في الطبقات الثلاث مرتّبة العليا فوق السفلى تمامًا. وهي مشرفة على الدار الداخلية (ع 5). أما رواق الأعمدة فقد كان مسقوفًا والسقف راكزًا على الأعمدة بلا حيطان. ورواق الكرسي كان يجلس فيه الملك للقضاء كما كان الملوك القدماء يجلسون ويقضون في باب المدينة. وكان كرسي الملك محاطًا بحيطان مغشاة بأرز من الأرض إلى السقف. وكان بيت النساء بجوار بيت الملك. وقد ورد في سفر استير بعض الوصف لقصر الملك الفارسي في شوشن (اس 1: 5 و6 و9 و2: 3 و14 و5: 1 و2 و7: 7).
القَصّار
يفيد أصل هذه الكلمة العبراني معنى الدوس، لأن القصّار كان يدوس القماش مع الصابون حتى ينظف. وكان العبرانيون الأقدمون يغسلون ثيابهم في بيوتهم (خر 19: 10). وقد استخدم القصَّارون في صناعتهم المستعملة للتبييض النطرون (ام 25: 20 وار 2: 22) والإشنان (اي 9: 30 وار 2: 22 ومل 3: 2). وكانوا أيضًا يستعملون الطباشير. ولسبب الروائح التي تنبعث من هذه المهنة كان موضع القصّارين خارج المدن فكان حقل القصّار بقرب بركة جيحون العُليا (2 مل 18: 17 واش 7: 3 و36: 2). وكان لهم موضِع عند بركة روجل أيضًا. أما عملية القصر في تلك الأيام فلا نعرف شيئًا عنها إلا من التحليل اللغوي للفظة، أو من الصور في الآثار المصرية. وقد كانت الثياب تُنْقَع وتُخْبَط بمخباط أو تدلك وتُدَاس وتُنْشَر في الشمس لكي تجف. وكان القصَّار ينظف الثياب ويبيضّها بياضًا ناصعًا. وإذ أصبحت ثياب المسيح تلمع على جبل التجلي وُصِفَت بأنها “لاَ يَقْدِرُ قَصَّارٌ عَلَى الأَرْضِ أَنْ يُبَيِّضَ” مِثْلَها (إنجيل مرقس 9: 3).
القَصاص
كان للقصاص الموسوي مبدآن:
(1) الوقاية من نتائج الذنوب.
(2) إقامة العدل بمجازاة المذنبين حسب أفعالهم وكان المبدأ الثاني أكثر اعتبارًا من الأول وانقسم القصاص إلى نوعين: “القصاص بالموت وبما هو دون الموت”.
(1) القصاص بالموت وهو أنواع:
(أ) الرجم وكان يشترك في ذلك جميع الشعب (خر 17: 4 ويش 7: 25 ولو 20: 6 واع 14: 5) وقد ذكر قصاص الرجم قبل خروج العبرانيين من مصر (خر 8: 26). وكان هذا القصاص ينفّذ في الحيوانات أيضًا (خر 19: 13 و21: 28 و29 و32). أما الذين يقتلون رجمًا فهم كل من جلب نكبة وتكديرًا للشعب (يش 7: 25). والفتاة التي تزني قبل الزواج (تث 22: 21 و24) ومن جدّف (لا 24: 14 و16). وقتل قتل زورًا بتهمة التجديف كلمن نابوت اليزرعيلي واستفانوس (1 مل 21: 10 واع 7: 58). وقد حاول اليهود مرة أن يلصقوا هذه التهمة بيسوع المسيح لكي يرجموه (يو 10: 31). وحكموا بالرجم أيضًا على من استخدم العرافة لأنهم عدوها زنًا روحيًا (لا 20: 6 و27)، ومن عبد الأوثان (تث 13: 10)، ومن كسر شريعة السبت أو كدّر والديه أو تنبأ كاذبًا (تث 13: 5 و10).
وكان الشهود على المجرم هم أول من يأخذ حجرًا أو يضربه. وحسب تقليد الشيوخ يرمي الشاهد الحجر الأول على صدر المذنب. وقد نفّذ قديمًا قصاص الرجم في أدورام وزكريا (1 مل 12: 18 و2 أخبار 24: 21).
(ب) التعليق (عد 25: 4) وكان ينفّذونه بعد القتل لأجل التشهير (2 صم 4: 12). والذي يعلّق هكذا يعتبر ملعونًا من الله (تث 21: 23 وغل 3: 13). ولذا كان لا يجوز أن تبقى الجثة معلقة إلى ما بعد الغروب (يش 8: 29 و10: 26). وفي أمر داريوس في أيام عزرا تهديد بالتعليق على خشبة واحدة تسحب من سقف بيت المتمرد (عز 6: 11). وقد علقوا جثتيّ شاول ويوناثان (1 صم 31: 10 و2 صم 21: 12 و13). واختلفوا من جهة تعليق رئيس الخبازين هل كان ذلك شنقًا في العنق أم من نوع التعليق بعد الإعدام لأجل التشهير. وقد ذكر بعد اسبي التعليق بالأيدي (مراثي 5: 12). وفي عصر الحكم الفارسي استعملوا لقصاص الخونة التعليق (استير 2: 23 و7: 9 و10 و9: 14) حيث تم صلب بني هامان العشرة على صلبان.
(ج) والحرق والكيّ: يرجح أن كلمة الحرق في بعض المواضع يقصد بها مجرد الكي على الجبهة، علامة العار. ولكن عندما يراد صرامة القصاص كانوا يميتون المذنب حرقًا بالنار. فثامار هددت بالموت حرقًا (لا 21: 9). وكذا على من يزني مع حماته (20: 14). وقد خرجت نار من عند الله وحرقت ناداب وابيهو (لا 10: 1 – 3). ويظهر أن الفلسطينيين كانوا يعاقبون بالحرق. وكذا فعل الآشوريون والكلدانيون (ار 29: 22). (). وقد ألقوا شدرخ ورفيقيه في النار (دا 3). وجاء في (2 مك 7: 5) أن الملك اليوناني في أيام المكابيين قد قلى أحد الشهداء على النار في طاجن. وفي التقليد اليهودي أن نمرود طرح إبراهيم في أتون نار لأنه رفض السجود للآلهة الكلدانيين. وقد وردت هذه القصة في القرآن سورة الأنبياء الآية 58 – 70.
(د) الرمي بسهم أو بحربة أو القتل بالسيف: استعملت أدوات الحرب هذه في حالة الفتن وزيغان الشعب عن عبادة الله وطاعته. فكان كل من اقتحم الجبل يوم نزول الشريعة يرمى بسهم سواء أكان إنسانًا أم بهيمة (عب 12: 20 وخر 19: 13). وقتل فينحاس بالرمح صاحب المرأة المديانية مع المرأة نفسها (عد 25: 7 و8) ليرفع الوبأ عن إسرائيل. واستعمل اللاويون السيف لتأديب عبدة العجل (خر 32: 27) كما أوصت الشريعة بإبادة كل مدينة تعبد آلهة غريبة بحد السيف (تث 13: 13 – 15). وبالسيف أباد إيليا جميع أنبياء البعل (1 مل 19: 1).
(هـ) التغريق: وقد ذكرت هذه الطريقة في الإنجيل (مت 18: 6 ومر 9: 42). ولم تكن هذه العادة عند اليهود في الأصل. ولكنها كانت عند البابليين الذين حكمت شريعتهم بتغريق المرأة المتمردة على زوجها.
(و) النشر والتمزيق بالنوارج: يذكر رسول العبرانيين قتل بعض الشهداء نشرًا (عب 11: 37). ويذكر عاموس (عا 1: 3) القتل دوسًا بنوارج من حديد. وفي الأمثال (ام 20: 26) يقول: “الملك الحكيم يشتت الأشرار ويمر عليهم النوارج” والشريعة لا تنص على القصاص بهذه الطريقة. ويقول أحد الأسفار غير القانونية وهو “شهادة اشعياء” أن هذا النبي قُتل منشورًا بالمنشار.
(ز) الطرح من شاهق (لو 4: 29) وهذا القصاص غير موجود بالشريعة ولكنه استعمل في العهد القديم للأعداء. فإن اميصا قتل عشر آلاف ادومي بتلك الطريقة (2 أخبار 25: 12) وكان الرومان يستعملونها بعض الأحيان.
(ح) الصلب:
(2) القصاص بما هو دون القتل: وكان مبنيًا على مبدأ المجازاة بالمثل (خر 21: 23 – 25 ولا 24: 18 – 22 وتث 19: 19 و21). وكان يجري ذلك في الضرر الحاصل من غير تعمد (خر 22: 6) لكن لم يكن للمجني عليه أن يقتصّ من الجاني بل كان ذلك للحاكم وبعد الفحص الشرعي. وكثيرًا ما كان القصاص بالتعويض أربعة أضعاف إلى خمسة (خر 22: 1). وأحيانًا كان يعوّض على المحكوم له بعطلته وقوته مع دفع أجرة الطبيب وثمن الدواء وما شابه ذلك (خر 21: 18 – 36). ولم يكن التعويض في بعض الأحيان كما في الوشاية مثلًا كان يحكم على المذنب بالضرب، غير أنه لم يكن يجوز أن يتجاوز القصاص أربعين جلدة (تث 25: 3). ولذلك كانت عادة اليهود أن يجلدوا تسعًا وثلاثين جلدة فقط (2 كو 11: 24).
وكثيرًا ما كانوا يستعملون لذلك سوطًا ذا ثلاثة أذناب يضربون به ثلاث عشر مرة (طلب سوط) ولم يكن في الشريعة الموسوية ذكر للسجون إلا أنها استحدثت في أيام الملوك (2 أخبار 16: 10 وار 37: 15). لما جدف ابن شلومية بنت دبري أتوا به إلى موسى فوضعه في المحرس (لا السجن) ليعلن لهم عن فم الرب وبعد استشارة الرب رجموه (لا 24: 12 – 14). وهكذا فعل بالرجل الذي احتطب يوم السبت (عد 15: 34). ولكن السجن كان معروفًا عند المصريين من قديم (تك 39: 20 و21). وأول من سجن من العبرانيين يوسف. والفلسطينيون سجنوا شمشون وفرضوا عليه نوعًا من الأشغال الشاقة هو الظحن (قض 16: 21). وكان السجن أحيانًا بديلًا من قصاص آخر أو غرامة (عز 7: 26). وكان القاتل والمديون يسلمان أحيانًا للسجن والتعذيب (مت 18: 30). ولما سجن اخاب النبي ميخا أمر بإطعامه خبز الضيق وماء الضيق (1 مل 22: 27). وممن سجن من رجال الله العظام يوحنا المعمدان (مت 4: 12).
وكان للسجون الكبيرة أقسام داخلية ومقبيات وأحيانًا حفرة أو جب فيه ماء أو لا ماء فيه (ار 37: 16 و38: 6) راجع أيضًا (زك 9: 11). وقد وضع بولس وسيلا في السجن الداخلي وضبطت أرجلهما في المقطرة في مدينة فيلبي (أع 16: 24).
وقد ذكر أسفار موسى الخمسة نحو 35 حادثة “قطع من الشعب” ولا يعرف تمامًا معنى تلك العبارة. وظن بعضهم أنها تفيد معنى الإعدام وغيرهم أنها تشير إلى الإخراج من الجماعة. وكان الحاكم أحيانًا ينفي الإنسان ومن وجهة ويحبسه في بيته (2 صم 14: 24 و1 مل 2: 26 و36 و37).
وقد ورد في الكتاب المقدس قصاصات أخرى منها ما كان نادرًا ومنها قصاصات استعملها الأمم. أما العبرانيون فقد استعملوا نتف الشعر (نح 13: 25 واش 50: 6) واستعمل العمونيون حلق نصف اللحية (2 صم 10: 4). وقد ورد أيضًا القصاص لقطع الاباهم (قض 1: 6 و7) والبصق (اي 30: 10 ومت 27: 30). واستعملت الأمم الطرح للوحوش (دا 6) وفقء العينين (قض 16: 21 و2 مل 25: 7 وار 52: 11) والتقطيع إربًا إربًا (دا 2: 5 و3: 29). وقد ذكر المسيح هذا القصاص في أحد أمثاله (مت 24: 51 ولو 12: 46) وفي سفر المكابيين الثاني من الكتاب المقدس (7: 10 – 40) ذكرت صنوف قاسية من العذاب انزلها أنطيوخس أبيفانيس بالأخوة السبعة الذين رضوا أن يموتوا في سبيل شريعة الله.
قُصم
اسم عبري ربما كان معناه “متفائل” وهو أحد أجداد المسيح (لو 3: 28).
وادي قَصِيص | عمق قصيص
اسم عبري معناه “الوادي المنقطع” أو “الوادي المنشق” وهو اسم مدينة على تخم بنيامين الشرقي (يش 18: 21) يظهر أنها كانت قريبة من أريحا في وادي الأردن. ولا يعرف موقعها بالتدقيق.
قَصيعة
اسم سامي معناه “سنا” (وهو نبات كالحناء) وهو اسم ابنة أيوب الثانية المولودة له بعد شفائه (اي 42: 14).
القَضيب | يقضب
ساق نبات أو غصن شجرة (ار 1: 11). ويستعمل مجازًا للإشارة غلى المسيح (اش 11: 1) وعن بني إسرائيل (ار 10: 16).
قضبة قضبًا: قطعة. وقضب الكرم: قطع أغصانه أيام الربيع، ويقول الرب لشعبه القديم: “ست سنين تزرع حقلك، وست سنيت تقضب كرمك” (لا 25: 3) أي تشدَّب الأغصان (انظر إش 5: 6، 10: 33، دانيال 4: 14).
عصا الملوك أو الصولجان يحملها الملوك وهي من الذهب المرصع بالحجارة الكريمة وقد وردت في سفر أستير باسم قضيب الذهب (اش 4: 11). وقد استعمل القضاة القضيب كعلامة للرئاسة والقيادة مثل عصا المارشالية اليوم (قض 5: 14) ودعي “بقضيب القائد”. ولعل هذا هو المعنى المقصود بقول “لا يزول قضيب من يهوذا أو مشترع من بين رجليه حتى يأتي شيلون” (تك 49: 10). وفي (حز 19: 14) دعي باسم “قضيب تسلط”. وفي (عا 1: 5 و8). يذكر ماسك القضيب بمعنى القائد أو الرئيس (راجع أيضًا عد 24: 17 ومز 45: 6 وحز 19: 11) وقول زكريا (زك 10: 11) “يزول قضيب مصر” معناه يزول سلطانها. وفي الآيات الآتية (2 صم 7: 14 واي 9: 34 و21: 9 ومز 2: 9 واش 11: 4) تأتي الكلمة “قضيب” أو “عصا” بمعنى القوة والسلطة والقصاص والإصلاح والتأديب.
ويقول عريش النشيد لعروسه: “قومي يا حبيبتي يا جميلتي وتعالي، لأن الشتاء قد مضى والمطر مر وزال، الزهور ظهرت في الأرض، بلغ أوان القضب، وصوت اليمامة سمع في أرضنا” (نش 2: 10 – 12) أي أنه قد آن أوان تشذيب الكروم، ولكن الكلمة العبرية المستخدمة هنا قد تكون مشتقة من أصل يعني أيضًا “يغني” أو “يغرد” أو “يصدح”. ومن هنا جاءت في معظم الترجمات الإنجليزية “حلَّ موسم التغريد”.
قضاء | قاض | قضاة
(1) من أيام إبراهيم إلى أيام موسى لم يكن نظام للقضاء بل كان رب العائلة هو قاضي العائلة وكاهنها ورئيسها. ولما تنمو العائلة وتصير عشيرة يصبح للعشيرة رئيس يرجع إليه في حلّ المشاكل التي يتعذّر على رب العائلة حلها لاسيما المشاكل التي تحدث بين عائلة وأخرى.
ولما قام موسى وقاد بني إسرائيل جذبت شخصيته وحكمته الناس إليه فكانوا يقصدونه لحل المشاكل. فيجلس للقضاء من الصباح إلى المساء كل يوم. فلما رآه حموه على تلك الحال أشار عليه بانتخاب قضاة من رؤساء الأسباط والعشائر ممن عندهم الأمانة وخوف الله وبأن يعلمهم الفرائض والشرائع ويقيم منهم رؤساء ألوف ورؤساء مئات ورؤساء خماسين ورؤساء عشرات فيقضون للشعب كل حين. ويكون أن الدعاوي الكبيرة فقط يجيئون بها إلى موسى (خر 18: 13 – 27). وسن لهم موسى شريعة للقضاء كتبها لهم ووضعها أمامهم (خر 21: 1 وص 24) فكانت أول شريعة قضائية مكتوبة تستعمل عند بني إسرائيل. وكان موسى يرجع إلى الرب في كل مشكلة صعبة (خر 18: 15 ولا 24: 12 وعد 15: 34). فالله نفسه أصدر الحكم على مريم (عد 12: 9 – 16) وعلى داثان وأبيرام (عد 16). وعاخان حكم عليه بالرجم بعد أن كشف الله للقضاة عن جرمه (يش 7) وظلوا يعولون على استشارة الله كل عصر القضاة.
ولما توطن العبرانيين أرض كنعان وتركوا حياة البداوة حلّ شيوخ المدينة محل رؤساء العشائر (قض 8: 16 و11: 7). وقد قام رؤساء للشعب بعد موسى من أبطالهم الغيورين للرب وللشعب لقبوا بالقضاة لأنهم كانوا يقضون للناس. ولكن الله كان مرجعهم الأخير.
فكان الملك هو القاضي العظيم وشيوخ المدينة يقضون تحت يديه. وكان يسمح لأحقر شخص أن يصل إلى الملك ليرفع إليه شكواه وليستأنف دعواه فكانوا يأتون إلى داود من سائر الأسباط (2 صم 15: 2). وكان على الملك أو القاضي الحاكم أن يستشير النبي أو الكاهن العظيم (عد 27: 21 و1 صم 22: 15). وذكر أنه كان تحت يد داود ستة آلاف عريف وقاض (1 أخبار 23: 4) ومن إصلاحات يهوشافاط أنه عيّن قضاة (2 أخبار 19: 5 – 11). وجعل لهم مجلسًا ورئيسًا من الكهنة في كل أمور الرب ورئيسًا علمانيًا في ما للملك. وأوصى القضاة بالاستقامة وعدم قبول الرشوة (تث 16: 19 ومز 82 وام 24: 23).
وقد انتشرت عادة الرشوة والظلم في عصر الملوك لدرجة هيجت أنبياء العدل مثل عاموس (عا 5: 12) وميخا (7: 3) وصفنا (3: 3) فنددوا بالظلم والرشوة بشدة وحرارة.
وفي مدة الحكم الفارسي أخذ العبرانيون حرية لتطبيق شريعتهم القضائية والدينية (عز 7: 25 و26).
أما الاختلافات التي كانت تحدث بينهم وبين الأمم المجاورة فكانوا يرفعونها إلى البلاط الفارسي.. ومارسوا قضاءهم في مدة الحكم اليوناني والروماني في أغلب الأحوال. ويرّجح أنه قد تمّ في العهد اليوناني تنظيم مجلس السنهدريم في أورشليم لتكون محكمة عًليا لهم (مجمع)، وكانت لهم مجامع أخرى في المدن والقرى خاضعة لمجمع السنهدريم يكون عدد أعضاؤها من 7 – 23 عضوًا. وقد أشير إلى هذه المجامع في (مت 5: 21 و22 ومر 13: 9).
(2) القضاة العبرانيون:
وهم المذكورون في سفر القضاة وفي سفر صموئيل الأول كانوا حكامًا ذوي سلطة مطلقة وقوادًا للعسكر. وقد حكموا من موت يشوع إلى أيام صموئيل النبي (أع 13: 20).
جدول القضاة ومدة خدمة كل منهم.
اسم القاضي.
خلص الشعب من هؤلاء.
مدة قضائه واستراحة الأرض.
عثنيئيل.
كوشان رعشتايم ملك ارام النهرين.
40 سنة.
أهود.
عجلون ملك موآب.
80 سنة.
شمجر.
الفلسطينيين.
غير معروفة.
دبورة وباراق.
يابين ملك كنعان وسيسرا.
40 سنة.
جدعون.
زبح وصلمناع وملكي المديانيين.
40 سنة.
ابيمالك.
3 سنوات.
تولع.
24 سنة.
يائير.
22 سنة.
يفتاح.
بني عمون.
6 سنين.
ابصان.
7 سنين.
ايلون.
10 سنين.
عبدون.
8 سنين.
شمشون.
الفلسطينيين.
20 سنة.
عالي الكاهن.
الفلسطينيين.
40 سنة.
صموئيل النبي.
الفلسطينيين.
12 سنة.
ولم يرد في الكتاب المقدس جمع لمدد هؤلاء القضاة وكذلك ربما كان بعض منهم معاصرًا للبعض الآخر في أجزاء أخرى من البلاد.
وكانت بين القضاة بعض المدد التي فيها استعبدت الأمم المجاورة بني إسرائيل فتسلّط عليهم عجلون 18 سنة، والفلسطينيون مدة غير معلومة قبلما خلصهم شمجر. ثم تسلط عليهم يابين 20 سنة فخلصتهم دبورة وباراق، ومديان سبع سنين فخلصهم جدعون، والعمونيون 18 سنة فخلصهم يفتاح، والفلسطينيون 40 سنة فخلصهم شمشون.
سفر القضاة
← اللغة الإنجليزية: Book of Judges – اللغة العبرية: ספר שופטים (سفر شوفتيم) – اللغة اليونانية: Κριτές (βιβλίο).
سفر يبحث عن تاريخ بني إسرائيل من قبل موت يشوع بقليل إلى آخر أيام شمشون. وينقسم السفر إلى ثلاثة أقسام:
(أ) فاتحة (ص 1: 1 – 3: 4) عن كيفية تقدم أسباط بني إسرائيل المختلفة لاحتلال أقسام من أرض كنعان لم يكن يشوع قد احتلها. وتتضمن الأخطاء التي ارتكبوها في مسايرة الكنعانيين حتى تمثلوا بهم وعبدوا البعل.
(ب) تضايق الشعب بسبب تخلي الله عنهم لفسادهم. وأخيرًا أرسل الله لهم قادة هم القضاة. وكانت يد الرب مع القاضي لتخليصهم من يد أعدائهم. وعند موت القاضي كانوا يرجعون ويفسدون (3: 5 – 16: 31).
(ج) قصتان توضحان الابتعاد عن الله والعبادة الوثنية وكذلك الفساد الذي كان سائدًا: (1) افتتاح الدانيين للايش و(2) قصة ميخا والكاهن (17: 1 – 18: 31). خطيئة البنيامينيين الشنيعة في جبعة والعقاب الذي حلّ بهم (19: 1 – 21: 25).
زمن كتابة سفر القضاة:
اجمع علماء الكتاب المقدس على أن ترنيمة دبورة ترجع إلى زمن حدوث هذه الحرب المذكورة فيها، أما القول الوارد في قض 17: 6 وغيرها والذي يقول: “وفي تلك الأيام لم يكن ملك في إسرائيل” يدل على أن السفر كتب بعد ارتقاء شاول العرش. ثم في قضاة 1: 21 يقول “مسكن اليبوسيون مع بني بنيامين في أورشليم إلى هذا اليوم”، يدل على أن السفر كان موجودًا قبل ملك داود (انظر 2 صموئيل 5: 6 و7). وفي قض 1: 29 يقول: وافرايم لم يطرد الكنعانيين الساكنين في جازر وهذا يدل على أن السفر كتب قبل عصر سليمان. فيظهر من هذه الإشارات أن السفر كتب في عصر شاول الملك.
كاتب سفر القضاة:
أما كاتب السفر فلا يذكر السفر نفسه اسم كاتبه ولكن قد ورد في التلمود أن الكاتب هو صموئيل النبي.
أما التعليم الذي يستفاد من السفر فهو أن هذا السفر يظهر قضاء الله كما يظهر رحمته وخلاصه وأن الله يتداخل بعناية في تاريخ البشر. ويمكن أن نجد في السفر هذه الحلقة سبع مرات، وهي تبدأ بذكر خطيئة الشعب وابتعاد عن الله ثم العقاب الذي يوقعه الله على الشعب بما في صورة ظلم الشعب يقع عليه من بعض أعدائه، ثم صراخ الشعب وتضرعه إلى الرب لإنقاذه، وتوبته ثم إنقاذ الله للشعب على يدي قاض من القضاة.
وينبغي أن نفهم أن الله هو الذي اختار هؤلاء القضاة وأقامهم وأرشدهم في مهمتهم بروحه القدوس (6 / 34 وغيره) وقد ورد اسم القضاة بين أبطال الإيمان (عب 11: 32).
وادي القضاء
(يؤ 3: 14) ويظن كثيرون أنه وادي يهوشافاط (يؤ 3: 2 و12) وربما كان وادي قدرون.
الشيخان القاضيان الفاسدان في قصة سوسنة
كان في بابل رجلان قاضيان، ذو سمعة طيبة وكلمة مسموعة من الجميع (دا 13: 41). وكانا يجتمعان للقضاء في حديقة منزل يواقيم زوج سوسنة، وهو أكثر وجهاء المدينة حينها (1). “وَكَانَ قَدِ أُقِيمَ شَيْخَانِ مِنَ الشَّعْبِ لِلْقَضَاءِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ، وَهُمَا مِنَ الَّذِينَ قَالَ الرَّبُّ فِيهِمْ إِنَّ الإِثْمَ قَدْ صَدَرَ مِنْ بَابِلَ مِنْ شُيُوخٍ قُضَاةٍ يُحْسَبُونَ مُدَبِّرِي الشَّعْبِ” (دا 13: 5)، وكان عندما يخرج الجميع عند الظهر تخرج سوسنة تتمشَّى في الحديقة، فولعا بها كلٍ على حدى (دا 13: 10). وفي أحد الأيام “أَحَدَهُمَا قَالَ لِلآخَرِ لِنَنْصَرِفْ إِلَى بُيُوتِنَا فَإِنَّهَا سَاعَةُ الْغَدَاءِ. فَخَرَجَا وَتَفَارَقَا. ثُمَّ انْقَلَبَا وَرَجَعَا إِلَى الْمَوْضِعِ. فَسَأَلَ بَعْضُهُمَا بَعْضًا عَنْ سَبَبِ رُجُوعِهِ، فَاعْتَرَفَا بِهَوَاهُمَا، وَحِينَئِذٍ اتَّفَقَا مَعًا عَلَى وَقْتٍ يُمْكِنُهُمَا فِيهِ أَنْ يَخْلُوَا بِهَا” (دا 13: 13 – 14). ثم لاحقًا عند دخول سوسنة مع جاريتاها لتستحم، طلبت منهما بعض الأشياء، وعندما خرجتا لإحضار تك الأشياء هجما عليها الشيخان، وهدَّداها قائلين: “هَا إِنَّ أَبْوَابَ الْحَدِيقَةِ مُغْلَقَةٌ وَلاَ يَرَانَا أَحَدٌ، وَنَحْنُ كَلِفَانِ بِهَوَاكِ فَوَافِقِينَا وَكُونِي مَعَنَا. وَإِلاَّ فَنَشْهَدُ عَلَيْكِ أَنَّهُ كَانَ مَعَكِ شَابٌّ وَلِذلِكَ صَرَفْتِ الْجَارِيَتَيْنِ عَنْكِ” (دا 13: 20 – 21). ولما رفضت سوسنة وصرخت، صرخا عليها هما كذلك لإحضار الجميع، “وَأَسْرَعَ أَحَدُهُمَا وَفَتَحَ أَبْوَابَ الْحَدِيقَةِ. فَلَمَّا سَمِعَ أَهْلُ الْبَيْتِ الصُّرَاخَ فِي الْحَدِيقَةِ، وَثَبُوا إِلَيْهَا مِنْ بَابِ السِّرِّ لِيَرَوْا مَا وَقَعَ لَهَا. وَلَمَّا تَكَلَّمَ الشَّيْخَانِ بِكَلاَمِهِمَا خَجِلَ الْعَبِيدُ جِدًّا لأَنَّهُ لَمْ يُقَلْ قَطُّ هذَا الْقَوْلِ عَلَى سُوسَنَّةَ” (دا 13: 25 – 27).
وفي اليوم التالي حضر المجمع والشعب للمحاكمة،. وطلب الشيخان إحضار سوسنة، “فَأَتَتْ هِيَ وَوَالِدَاهَا وَبَنُوهَا وَجَمِيعُ ذَوِي قَرَابَتِهَا” (دا 13: 28 – 30). فقاما “وَوَضَعَا أَيْدِيَهُمَا عَلَى رَأْسِهَا” [حسب العادة قبل الرجم (لا 24: 14)] وشهدا عليها زورًا بأنها كانت تزني مع أحد الشباب، ولكنه هرب. “فَصَدَّقَهُمَا الْمَجْمَعُ لأَنَّهُمَا شَيْخَانِ وَقَاضِيَانِ فِي الشَّعْبِ، وَحَكَمُوا عَلَيْهَا بِالْمَوْتِ” (دا 13: 41). فصلت سوسنة، فألهم الله دانيال النبي بطريقة كشف الحقيقة. وحينما خافا.
حيث طلب من كل من الشيخان على حدا إخبار الجميع أين رأى سوسنة والشباب في الحديقة، قال أحدهم “تَحْتَ الضِّرْوَةِ”، وقال الآخر: “تَحْتَ السِّنْدِيَانَةِ” (دا 13: 42 – 59). “فَصَرَخَ الْمَجْمَعُ كُلُّهُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَبَارَكُوا اللهَ مُخَلِّصَ الَّذِينَ يَرْجُونَهُ. وَقَامُوا عَلَى الشَّيْخَيْنِ، وَقَدْ أَثْبَتَ دَانِيآلُ مِنْ نُطْقِهِمَا أَنَّهُمَا شَهِدَا بِالزُّورِ، وَصَنَعُوا بِهِمَا كَمَا نَوَيَا أَنْ يَصْنَعَا بِالْقَرِيبِ عَمَلًا بِمَا فِي شَرِيعَةِ مُوسَى، فَقَتَلُوهُمَا وَخُلِّصَ الدَّمُ الزَّكِيُّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ” (دا 13: 60 – 62).
مِقْطرة
Stocks آلة لضبط الأسرى وتعذيبهم (اي 13: 27 و33: 11). وهي مؤلفة من قطعة خشب يوضع حرفها الواحد على الأرض وحرفها الآخر مفروض فرضين على هيئة نصف دائرة وقطعة أخرى مثلها. فإذا وضع فرضًا القطعة الثانية فوق الأولى تكون ثقبان قطرهما كقطر ساق إنسان. فيجلس الأسير أمام القطعة السفلى وتوضع ساقاه في فرضيها. ثم توضع القطعة العليا عليها بحيث تضبط الساقين وتثبت بالسفلى. وكانوا أحيانًا يبعدون الثقبين فتبتعد ساقا المنكود الحظ فيزداد عذابه. ومن الذين عذبوا بالمقطرة إرميا (ار 20: 20) وبولس وسيلا في السجن من خلال سجان فيلبي (أع 16: 24).
قِطرون
مدينة لزبولون لم يُطرد منها الكنعانيون (قض 1: 30). وربما كانت تل الفار جنوبي حيفا بسبعة أميال.
قَطَّة
مدينة لزبولون (يش 19: 15). وربما كانت نفس قطرون.
قَطَع
كلمة تحقير استعملها بولس (في 3: 2) للتهكم على الذين زعموا أن الختان لازم للدخلاء من الأمم (قابل غل 5: 12).
مقاطعات
(1 مل 20: 14 ز 15 و17) يراد بها الأسباط أو أراضيها. وربما كان المقصود برؤساء المقاطعات الاثني عشر الوكلاء الذين أقامهم سليمان على أقسام المملكة الاثني عشر لكي يمتازوا للملك وبيته. وكان على الواحد أن يختار شهرًا في السنة (1 مل 4: 7) أو ولاة الأرض المذكورين في 1 مل 10: 15.
قطيع | قطعان
إحدى الحيوانات الأليفة التي دجنها الإنسان منذ أقدم العصور، بل إنها أول حيوان داجن ذكره الكتاب (تك 4: 4) وعرف الشرق بكثرة أغنامه منذ القرون السحيقة السابقة للميلاد، إذ كانت الأغنام عماد الحياة البشرية، لما فيها من خيرات للإنسان، بلحمها وصوفها وجلدها ولبنها، ولقلة تكاليفها، ولوفرة الماء والعشب في مناطق كثيرة من الشرق، ولا تزال الأغنام، حتى اليوم، عماد هذه الحياة (تث 32: 14 وحز 25: 5 و1 صم 25: 18 و1 مل 1: 19 و4: 23 ومز 44: 11 وعب 11: 37)، وقد ذكر الكتاب الغنم مئات المرات بأسماء متعددة (غنم، خراف، حملان، قطيع). ونحن نستمد من الكتاب معلومات قيمة عن الغنم. فنعرف أنها كانت من النوع الذي له أهمية في مؤخرته (مثل أغنام الشرق في هذه الأيام) (خر 29: 22 ولا 3: 9).
ولابد للأغنام من راع. فهي من الحيوانات التي لا يمكن أن تقود نفسها بنفسها. والرعي هي أقدم مهنة عرفها الإنسان، إذ هي المهنة التي اتخذها الإنسان القديم إلى أن عرف الزراعة واستقر. ونعرف من الكتاب أن قدماء الرعاة، مثل الرعاة في أيامنا هذه، كانوا يقودون الأغنام في ذهابها للمراعي والعودة بها ويجمعونها عند تشتتها، ويدافعون عنها إن تعرضت لخطر أو هاجمها ذئب أو نزل بها مرض، ويحرصون على تمريضها وولادتها، ويضعون الكلاب الأليفة لخدمتها وحراستها ويحصونها كل يوم بطرق خاصة، منها وضع عصا ومرور الأغنام من تحتها (تك 31: 38 و39 ولو 2: 8 واي 30: 1 واش 40: 11 ويو 10: 1ـ 16 وخر 22: 12 و13 وار 33: 13 وحز 20: 37 و2 صم 12: 3). ولما كان الأغنياء يحتفظون بأعداد كبيرة من الأغنام، وكان من الصعب على الراعي الواحد أن يقود قطيعًا كبيرًا، استخدم هؤلاء عدة رعاة. وكانوا ينصبون على الرعاة رئيسًا يراقب عملهم ويشرف على الأغنام بالنيابة عن صاحبها (تك 47: 6).
وكانت كلمة راعي تستعمل في العهد القديم رمزًا لله وللمسيح ابنه (مز 80: 1 واش 53: 7)، الذي هو الملك السماوي، أو رمزًا لملوك الأرض (حز 34: 10). وقد استمر استعمال هذا الرمز إلى العهد الجديد فاعتبر المسيح راعي الخراف الذي يعنى برعيته، أي البشر (يو 10: 11 وأع 8: 32 وعب 13: 20 و1 بط 5: 4). (). ثم اتسع شمول الاسم إلى رؤساء المجامع والقسس الذين يعرفون اليوم بالرعاة، وتعرف طوائفهم بالرعيات. كما أن الكنيسة حملت اسم الخراف والحملان والأغنام في عشرات المواضع في العهدين الجديد والقديم، نكتفي بذكر بعض منها (2 صم 24: 17 ومز 74: 1 و79: 13 و95: 7 و100: 3 وحز 34 و36: 38 ومي 2: 12 ومت 15: 24 و25: 32 ويو 10: 2 و1 بط 2: 25).
وضرب الكتاب المقدس المثل بالأغنام بعدد من صفاتها التي تتميز بها: من أنها لا تعرف صوت الغريب لذلك لا تأمن له (يو 10: 5 واش 53: 6 ومت 9: 36). وتشتتها عندما لا يكون لها راع (2 أخبار 18: 16). وضلالها عند شرودها (مز 119: 176) ووداعتها وأمنها مع أعدائها (اش 11: 6) واستهدافها لأخطار الحيوانات الضارية (مي 5: 8).
وكانت الشعوب القديمة، وخاصة العبرانيين، تستعمل الأغنام أكثر مما تستعمل غيرها من الحيوانات في تقديم الذبائح إلى الله أو إلى الآلهة الوثنية والأصنام. وقد اختيرت الأغنام لذلك لنقاوتها ووداعتها ونظافتها، ولأن في تقديمها هدية لله عمل محترم يليق بالمهدي إليه. ولذلك سمي المسيح حمل الله والخروف، لأنه كان الهدية التي وهبها الله للبشر لخلاصهم (يو 1: 29 و36 ورؤ 13: 8 و22: 1). وقد تحدث الكتاب عن استعمال الأغنام في الذبائح في أمكنة كثيرة منها (تك 4: 4 و8: 20 و15: 9 وخر 20: 24 ولا 1: 10 و3: 7 و1 مل 8: 63 و2 أخبار 30: 24).
وكان العبرانيون يهتمون لموسم جزّ صوف الغنم، ويقيمون الاحتفالات والأعياد (1 صم 25: 7 و8 و12 و2 صم 13: 23) وقد وصف الجزّ في (عد 32: 16 و2 صم 7: 8 وار 23: 3 وصف 2: 6 ويو 10: 16). وسمي مكان الجزّ بيت الجزّ أو بيت العقد (2 مل 10: 12ـ 14). وكانت النساء تنسج صوف الغنم (لا 13: 47 وتث 22: 11 وام 31: 13). وكان الصوف مادة أساسية في البلاد، في التجارة، وفي تقديم الجزية (2 مل 3: 4 وحز 27: 18).
القطاني
القطاني جمع قطنية، والكلمة العبرية المستخدمة في سفر دانيال هي “زيمرويوم” ومعناها حبوب أو بذور أو خضر الصيف (دا 1: 12 و16). وهي ترجمة كلمة عبرانية بمعنى المزروعات. ويراد بالقطاني عند علماء العرب جميع الحبوب التي تطبخ كالعدس والخلد (الماش) والفول والدجر (اللوبياء) والحمص.
ووردت هذه الكلمة أيضًا في (خر 9: 32 واش 28: 25) إلا أنها ترجمة كلمة أخرى عبرانية “كصمث، قصيمة” ظن بعضهم أنها تشير إلى نوع من الحنطة اسمه العلمي Triticum spelta. غير أنها ترجمت كرسنّة (حز 4: 9).
يقطين
ترجمة كلمة “قيقايون” العبرانية الواردة في سفر يونان (يون 4: 6 – 10). وهناك ثلاثة أراء من جهة ترجمتها وهي:
(أ) رأي جيروم الوارد في ترجمة “الفلجاتا” بمعنى اللبلاب وهو نبات متعرش له كورق اللوبياء. ولكن لا دليل لغوي أو نباتي يبرر هذه الترجمة.
(ب) رأي آخر يقول أنها بمعنى خروعة وهكذا جاءت في ترجمة الآباء اليسوعيين للتوراة. ويستند أصحاب هذا الرأي إلى بعض أدلة كافية: منها أن التلمود يعتبر الخروع نوعًا من القيق. وقالوا أن “قيقايون” معناها خروعة. ولكن وصفه في سفر يونان يدل على أنه نبات متعرش امتد على المظلة وأعطى ظلًا كثيفًا ليونان. والخروع نبات غير متعرش.
(ج) الرأي القائل بأنه اليقطين والأرجح القرع وهو من فصيلة اليقطين، وكلاهما يطابق الوصف الوارد في الكتاب المقدس أكثر من أي نبات مما ذكر.
اليقطين البري
وهو المذكور في 2 مل 4: 38 – 41 فإنه يرجح أنه الحنظل. وهو نبت يمتد على الأرض كالبطيخ وثمرته بشكل بطيخة صغيرة قطرها من 7 – 9 سنتمترات وفيها بذر أملس ولبها شديد المرارة يضرب بمرارته المثل – وهو مسهل وسام. لذلك لما أكل بنو الأنبياء من طبيخه صرخوا لاليشع “في القدر موت يا رجل الله” (2 مل 4: 40).
قطورة زوجة إبراهيم
الإنجليزية: Keturah.
اسم عبري معناه “بخور” أو “عطر” أو “مقطَّرة”، وهي امرأة إبراهيم بعد موت سارة (تك 25: 1 و1 أخبار 1: 32)، أي هي الزوجة الثانية له.
ولا يذكر الكتاب المقدس شيئاً عنها سوى اسمها وأسماء أولادها، فلا نعلم أصلها أو موطنها (تك 25: 1 و4، 1 أخ 1: 32 و33) وتذكر في سفر الأخبار على أنها “سرية إبراهيم” ويبدو أن إبراهيم تزوجها بعد موت سارة (تك 23: 1 و2) بل وبعد زواج إسحق من رفقة (تك 24: 67). ولعل إبراهيم – كما يرى البعض شعر بالوحدة بعد زواج إسحق، فتزوج من قطورة للتخلص من هذا الشعور بالوحدة.
وواضح أنها لم تكن في مرتبة سارة، لذلك يذكر سفر الأخبار صراحة بأنها “سرية إبراهيم” كما نقرأ أن إبراهيم أعطى “إسحق كل ما كان له، وأما بنو السراري اللواتي كانت لإبراهيم، فأعطاهم إبراهيم عطايا وصرفهم عن إسحق ابنة شرقاً إلى أرض المشرق وهو بعد حي” (تك 25: 5 و6).
وقد ولدت قطورة لإبراهيم ستة أبناء: “زمران – يقشان – مدان – مديان – يشباق – شوحا” (تك 25: 2 و3). وأصبح هؤلاء الأبناء آباء لست قبائل عربية عاشت في جنوبي وشرقي فلسطين في شمال الجزيرة العربية، ويذكر المؤرخون العرب أنه كانت تعيش بالقرب من مكة قبيلة عربية باسم “قطورة” (أو قبيلة قطورا) ولعل بلدة الشوحي (أي 2: 11) أحد أصدقاء أيوب، كان من نسل شوحا بن إبراهيم من سريته قطورة.
كما أن ثلاث قبائل من أولاد قطورة “مديان وشبا وودان” كانت على علاقات بإسرائيل، وبخاصة “مديان” وكان المديانيون تجاراً، اشتروا يوسف وذهبوا به إلى مصر حيث باعوه لفوطيفار (تك 37: 28 – 36). كما أن يقرون حما موسى كان كاهناً لمديان (خر 2: 16، 1: 3، 1: 18) وضايق المديانيون بني إسرائيل بعد دخولهم أرض كنعان (قض 6: 8).
وقد جاءت ملكة سبً (من نسل يقشان) إلى سليمان لترى حكمته، ولتقيم علاقات تجارية بين بلاده وبلادها (1مل 10: 1 – 13).
ويتنبأ إشعياء بأنه في مُلك المسيا ستتحول ثروتهم لشعبه، قائلاً: “لأنه تتحول إليك ثروة البحر، ويأتي إليك غني الأمم، تغطيك كثرة الجمال بكران مديان وعيفة، كلها تأتي من شبا، تحمل ذهباً، ولبناً، وتبشر بتسابيح الرب” (إش 60: 5 و6).
. قعيلة الجرمي
ذكر في (1 أخبار 4: 19) أبو قعيلة الجرمي في أنساب نسل كالب ابن يفنة.
مدينة قعيلة
مدينة في سهل يهوذا بقرب تخم الفلسطينيين (يش 15: 44). وقد اشتهرت في تاريخ داود عندما غزاها الفلسطينيون ونهبوا بيادرها أتى داود فهاجم الأعداء وغلبهم ورد سبيها لأهاليها فأقام فيها مدة وجيزة، وإذ سمع شاول بوجوده فيها قصد أن يقبض عليه فيها ولكن داود استشار الرب سائلًا: هل يسلمه أهلها؟ فأتاه الوحي أنهم يسلمونه فخرج منها ونجا بنفسه (1 صم 23: 1 – 13). وقد كانت المدينة مسوّرة لها أبواب وعوارض (1 صم 23: 7). ويعد السبي كانت لها أهمية: وقد قسمت إلى رئاستين لكل منهما رئيس نصف دائرة وقد اشتغل رئيسًا نصفي الدائرتين في ترميم أسوار أورشليم (نح 3: 17 و18).
وقد ذكرت في كتابات تل العمارنة في الرسائل المرسلة إلى فرعون. واسمها الآن خربة كيلا على بعد سبعة أميال شرقي بيت جبرين. وقد ورد بعض التقاليد القديمة أن النبي حبقوق دفن فيها.
القَفْر | قِفار
يُشار بهذه اللفظة أحيانًا كثيرة إلى كل أرض غير صالحة للفلاحة والزراعة (1 اي 24: 5 و38: 26 ومز 107: 35 واش 14: 17 و35: 1 و6 و40: 3 و41: 18 و43: 19 وهلم جرا). وقد يُشار بها إلى برية تيه بني إسرائيل (خر 14: 3 و16: 3 وهلم جرّا). وقد تقرن بلفظة عظيم (تث 2: 7) وقد يُراد بها البرية العربية (1 اي 1: 19).
أما قفر بادية التيه فهو ما بين شبه جزيرة سيناء جنوبًا ووادي العربة شرقًا والبحر المتوسط غربًا وأرض فلسطين شمالًا. وفي هذه البادية عدة براري صغرت ذكرت في أبوابها، كبرية سين وفاران وشور واينان.
ولا يلزمنا الظن أن كل جماعة بني إسرائيل تاهوا كل الوقت وشردوا عن الطريق، بل أنهم سكنوا في البرية كالعرب ورحلوا من موضع إلى آخر تِبعًا لوجود الماء والمرعى إلى أن دعاهم الله ثانية إلى الدخول إلى كنعان.
ويُقال: “أقفر المكان” أي خلا من الناس، والقفر: الخلاء من الأرض، لا ماء فيه ولا ناس ولا كلأ (خر 14: 3، 16: 3، عد 14: 2 و6… إلخ.) والكلمة في العِبرية هي “مديار” وقد تُرْجِمَت في الكثير جداً من المواضع “برية” (انظر تك 14: 6، 16: 7، 21: 14 و20… الخ.) ويقول الرب عن برية سيناء: “القفر العظيم المخوف” (تث 2: 7، 8: 15).
ويقول المرنم عن قدرة الله: “يجعل الأنهار قفاراً ومجاري المياه معطشة، يجعل القفر غدير مياه، وأرضاً يبساً ينابيع مياه” (مز 107: 33 – 35 انظر أيضاً إش 14: 17، 35: 1، 41: 18).
قُفّة
ترجمة كلمة “كوفينوس” اليونانية التي وردت في قصة عجيبة إشباع 5000 رجل من خمسة أرغفة حيث يذكر أنهم جمعوا من الكسر اثني عشر قفة (مت 14: 20 ومر 6: 43 ولو 9: 17 ويو 6: 13). أما الذي فضل من الكسر في عجيبة إشباع الأربعة آلاف فقد حسب بالسلة لا بالقفة ويرّجح أنها أكبر من القفة. وقد ذكرتا معًا في مت 16: 9 و10 وفي مر 8: 19 و20. وكانت القفف تستعمل لوضع الطعام أو المحصولات الزراعية، وكان حجمها مختلفًا. ولكن القفة في بيوتنا اعتبرت مقياسًا سعته تساوي ثمانية لترات.
القُفْل
(نش 5: 5) كانت أقفال القدماء بسيطة شبيهة بما يستعمل الآن على أبواب البساتين وبيوت الفقراء مصنوعة من خشب، ومفتاحها من خشب مغروز فيه مسامير من خشب أو من حديد. وكان لأبواب المدن عوارض (1 صم 23: 7 و2 أخبار 8: 5 ومز 147: 13 وار 49: 31 و51: 30 ومراثي 2: 9). وكانت العارضة تصنع أحيانًا من نحاس (1 مل 4: 13) أو حديد (مز 107: 16).
وكانت توضع على الباب من الداخل معترضة، وتقبل الانسحاب من اليمين إلى الشمال وبالعكس. وعند إغلاق الباب تسحب بحيث يدخل طرفها في نقرة في الحائط عند حرف الباب فتضبطه بقوة. وفي أبسط الحالات يصنع من خشب صلب. وفي الترجمة اليسوعية تستعمل كلمة أغلاق ومغاليق آلة الإغلاق. أما العارضة فهي الخشبة العليا عند العتبة يدور فيها الباب. وقد تستعمل العارضة في اللغة العامية بمعنى المغلاق.
قلايا
اسم عبري ربما كان معناه “مرسل سريع من يهوه” وهو أحد اللاويين قد تزوج بامرأة من الأمم، ولكنه بعد ما أعان عزرا على تفسير الشريعة ختم على العهد وطلق امرأته الوثنية ودعي أيضًا “قليطا” (عز 10: 23 ونح 8: 7 و10: 10).
قَلب
استعملت هذه الكلمة للدلالة على ما هو داخلي أو مركزي أو عميق أو خفي. ومن ذلك “قلب البحر” (خر 15: 8) و “قلب الأرض” (مت 12: 40) وقلب الشجرة (2 صم 18: 14) أما “قلب السماء” في تث 4: 11 فقد ترجمت بكلمة “كبد السماء” لأن الكبد عند العرب ينسب إلى القلب من المعاني العاطفية وغير العاطفية. والقلب كعضو في الجسم كانت له أهمية أكثر من الدماغ والرأس. وكان القلب يعتبر مركز العواطف جسدية كانت أم روحية (اس 1: 10 ومز 62: 8 و10 ويو 14: 1 واع 16: 14). ومركزًا للعقل (خر 35: 35) والرغبة (نح 4: 6) والنية (مز 12: 2). وبحسبه تكون طبيعة الإنسان الروحية معوجة أو مستقية (مز 101: 4 واش 1: 5 ومز 119: 7) وكذا رأيه (ار 32: 39).
ولعل نسبة هذه الأمور كلها إلى القلب مبنية على اعتقادهم بأن الحياة في الدم أو هي الدم نفسه (لا 17: 11 و14). ويوصف القلب البشري بأنه ملآن من الشر والحماقة (جا 9: 3)، وأنه أخدع من كل شيء، وهو نجس (ار 17: 9) وأنه منبع الخطيئة (مت 15: 8 و19) ومقر الإيمان (رو 10: 10).
وجاء أن الرب ينظر إلى القلب (1 صم 16: 7) وأن منه مخارج الحياة (ام 4: 23) وأنه يجب مراعاة حالته (يؤ 2: 13) ويراد بالتكلم بالقلب التفكر (1صم 1: 12). (). وإذا قصد تأكيد وقوة العاطفة نسبت إلى كل القلب كما في الوصية: تحب الرب إلهك من كل قلبك (مت 22: 37). ووحدة القلب عبّر بها عن المحبة والاتحاد (أع 4: 32). أما قول التلميذين من عمواس: “الم يكن قلبنا ملتهبًا فينا إذ كان يكلمنا في الطريق” (لو 24: 32) فإن التهاب القلب هنا يقصد به الابتهاج. فقد كان قلبهما مبتهجًا لسماعهما تفسير الكتب من فم يسوع المقام.
القِلادة | القلائد
كان الملوك يضعون قلائد من ذهب على أعناقهم للدلالة على السلطة (دا 5: 16 و29). وقد أمر بيلشاصر أن يلبس دانيال الارجوان وقلادة من ذهب في عنقه ليكون متسلطًا ثالثًا في المملكة. وكان المصريون يستعملون الأطواق لهذه الغاية (تك 41: 42). واستعملت القلائد لزينة النساء (نش 1: 10 و4: 9). وكن يتزين بأكثر من قلادة واحدة ويظهر من أم 1: 9 أن الرجال كانوا يلبسون، وأحدهم أكثر من قلادة. وقد زينوا أعناق الجمال بالقلائد (قض 8: 26).
التقليد
هو ما ليس في الكتاب المقدس من فرائض وأحكام وعوائد اليهود، وإنما ما تداولوه من جيل إلى جيل (مت 15: 2). وزعم اليهود أن الله أعطى موسى فرائض كثيرة غير التي كتبت في التوراة فسلًمها إلى يشوع، ويشوع إلى الشيوخ وهم سلًموها إلى القضاة والأنبياء وغيرهم. ثم جمعت في المشنا والتلمود وقد سموا التقليد بالتوراة الشفوية أو الشريعة المنقولة بالفم تمييزًا له عن التوراة – أي الشريعة المكتوبة.
أما ادعاؤهم بأن التقليد يرجع إلى موسى فلا دليل على حجتهم. والأرجح أن بعضه يرجع إلى أيام السبي البابلي العصر الذي انشأوا فيه المجامع واخذوا يدرسون الشريعة ويفسرونها ويترجمونها للسامعين بلغة يفهمونها. وهذا التفسير أو الشرح دعي باسم مدراش أو مدرس وقد ذكر في سفر الأحبار الثاني (13: 22) مدرس النبي عدو اي كتاب التفسير للنبي عدو. وفي 2 أخبار 24: 27 يذكر مدرس سفر الملوك أي تفسيره وشرحه. وكانوا يسلكون في كتب التفسير طريقة الوعظ والتعليم والذين اشتغلوا بالتفسير يقسمون إلى عدة طبقات استمرت قرونًا وهم كما يلي:
1 – طبقة السفريم أي الكتبة وهي أقدمها عملت من أيام عزرا إلى أيام المكابيين (400 – 100 ق. م) وقد كتبوا بعض وصايا وفرائض تتعلّق بترتيب الأسفار في الكتاب المقدس وتعيين أيام خاصة في الأسبوع لقراءة الشريعة وبعض صلوات يومية يسمونها بركات. وينسب إلى هذا العصر نشوء عادة صب سكيب من الماء في عيد المظال وحمل أغصان الصفصاف والدوران بها حول المذبح.
2 – طبقة المزدوجين من عصر المكابيين إلى العصر الهيرودسي (150 – 30 ق. م.) وكان يقوم فيه في كل جيل اثنان يقودان الحركة الدينية. الأول رئيس السنهدريم، والثاني يدعى أبو بيب الدين (كلمة دين يقصد بها المحاكمة) أي رئيس المحكمة. وقد قام خمسة أزواج منهم، آخر زوج وهو الأشهر كان فيه هليل وشمالي. اهتمت هذه الطبقة بتفسير وشرح الشرائع والفرائض اللاوية وتوسعت في تأويلها.
3 – طبقة المعلمين (يبدأ عملها من سنة 10 ق. م. إلى سنة 100 ب. م.). وكان واحدهم يلقّب بلقب ربّان أي معلم. وإذ عاش المسيح في عصرهم دعي بهذا اللقب. وكان منهم المعلم غمالائيل وهو متسلسل من مدرسة هليل وقيل أنه كان ابن هليل أو حفيده. وكانت مدرسة هليل معتدلة ذات حرية تجيز الاجتهاد والتأويل خلافًا لمدرسة شماي التي كانت تحافظ بشدة على النص الحرفي وترفض التأويل في أكثر الحالات. وقد اشتهر غمالائيل بإصلاحه في التعليم كما اشتهر بموقفه الحسن من الرسل (أع 5: 34 – 39).
وكان أشهر من قام من هذه الطبقة المعلم يهودا البطريرك الذي لقبوه أيضًا بلقب “معلمنا” و “القديس” وكان له نفوذ واحترام عظيمين. وقد جمع حوله حلقة من التلاميذ المثقفين وعمل بمساعدتهم على جميع التقاليد في كتاب اسمه المشنا أي تكرار التعليم وهو يتضمن شرح الناموس بما فيه من شرائع دينية ومدنية وصحية وقد ضمّ تفسيرات الكتبة والرؤساء والمعلمين وغيرهم. ولغة المشنا هي اللغة العبرانية الحديثة التي يتخللها بعض ألفاظ يونانية ولاتينية. والمشنا تشبه كتب الحديث في الاسلام.
4 – طبقة المتكلمين (من 220 – 500 ب. م.) وكان همهم شرح المشنا ولم يكن المركز الأول لهذه الحركة أورشليم بسبب الاضطهادات التي لحقت باليهود بعد تنصر قسطنطين الملك فخمدت النهضة العلمية اليهودية ولم تبقَ لهم مدارس في فلسطين.
وقد سبقتها مدارس بابل. (). وقد شرحت المشنا في بابل وفي فلسطين أو الغرب. وجمع الشرح في كتاب التلمود. فكان لهم تلمودان: الأول التلمود الاورشليمي أو الفلسطيني. والثاني البابلي. وهما يختلفان في بعض الأمور المهمة. وقد كتب التلمود البابلي باللغة الأرامية الشرقية القريبة من السريانية بينما التلمود الفلسطيني كتب قسم منه باللغة الأرامية الغربية ويكثر فيه العنصر القصصي وهو مختصر أكثر من البابلي وأقل تعقيدًا منه. إلا أن البابلي أكثر اعتبارًا من التلمود الأورشليمي.
5 – طبقة المعلقين. قامت هذه الطبقة في بابل في القرن السادس وكتبوا بعض إيضاحات وتعليقات على التلمود البابلي.
قلع
كان اليهود أهل رعي, ولم يكونوا يركبون البحر كثيرًا, ولم يكن في بلادهم سوى ميناء واحد بناه سمعان المكابي في يافا. وفي زمن الملك هيرودس كان ميناء قيصرية عامرًا, ولكنه كان تحت إشراف الرومانيين. وقد استعار الشعراء العبرانيون صور مخاطر البحار من حياة الصوريين والمصريين, أكثر مما استعاروها من حياتهم هم.
وقد بدأ الناس يركبون البحر منذ فجر التاريخ وذلك على نهر النيل ونهر الفرات, وكانت دعائم السفن مصنوعة من خشب الصفصاف, ويعومها رجلان يحمل كل منهما عارضة خشبية يدفعان بها السفينة وكانت أكبر سفينة تحمل خمسة آلاف وزنة, وكانت السفن التي تسير على النيل مصنوعة من خشب السنط.
ولا شك في أن العبرانيين استعملوا سفن الصيد على بحر الجليل منذ زمان طويل, ولكن العهد القديم لا يذكر لنا ذلك, بينما يفيض العهد الجديد في ذكر ذلك (مثلا يوحنا 6: 22).
وكان سليمان أول من بدأ استخدام السفن التجارية بين العبرانيين, وقد حاول الملك يهوشافاط أن يحذو حذوه ولكنه لم ينجح, وقد اعتمد سليمان ويهوشافاط على البحارة الفينيقيين, لا على الإسرائيليين, وقد حمل البحارة الصيدونيون أخشاب بناء هيكل سليمان على أطواف إلى يافا (1 ملوك 5: 9) كما حملوا أخشاب بناء الهيكل الثاني كذلك (عزرا 3: 7). (). وبحارة السفينة التي حملت يونان النبي الهارب كانوا من الأجانب (يونان 1: 5).
وقد كان البحر الأبيض المتوسط مسرحًا لكثير من السفن التجارية والعسكرية (عدد 24: 24 ودانيال 11: 30). وقد كانت السفن الحربية تحمل الجنود. كما كانت تشترك في المعارك الحربية, إذ كان بعضها مجهزًا بمقدمة مسنونة تطعن بها سفن العدو فتغرقها. وكان بعضها يسير بالقلوع والبعض الآخر بالقلوع والمجاديف معًا. وكانت هناك سفن فاخرة للسفر يقدم لنا حزقيال وصف إحداها, فيقول إن ألواحها كانت من خشب السرو ذي الرائحة الجميلة, وسواريها من أرز لبنان, وشراعها من كتان مطرز, أما غطاؤها الذي يظلّل الركاب من الشمس فقد كان من الأسمانجوني والأرجوان! وكان لها قائد وبحارة ينفذون تعليماته (حزقيال 27).
وكانت هناك سفن ضخمة تحمل الكثير من المسافرين والبضائع, فقد كانت سفينة بولس المسافرة إلى مالطة تحمل 276 راكبًا عدا حمولة القمح, ويقول يوسيفوس: أنه ركب سفينة تحمل ست مئة راكب وألف طن من الحمولة. وكانت دفة السفينة صغيرة جدًا بالنسبة إلى حجمها (يعقوب 3: 4). وكانت أحيانًا مجذافًا كبيرًا يُربط بجانب السفينة وينزع عند اللزوم (أعمال 27: 40). وكانت تزين بتماثيل وعليها صور كعلامة توأمي زفس (الجوزاء) يتيمّن بها البحارة الوثنيون (أعمال 28: 11). وكان لها مراسي تشبه مراسي سفن اليوم, وفيها حبل للقياس وحبال أخرى لحزم السفينة عند اللزوم لحفظها من التفكك بفعل العواصف.
ويقدم لنا سفر الأعمال وصفًا رائعًا لسفن تلك الأيام والسفر بها, وذلك في وصف رحلات بولس التبشيرية.
القَلْعَة | القلاع
هذه الكلمة جاءت في ترجمة التوراة لفان دايك كترجمة لكلمة “ملو” العبرانية التي معناها الملء أو التكميل. أما الآباء اليسوعيون فقد ابقوا اللفظة العبرانية على حالها في ترجمتهم للتوراة فقالوا “ملو” (2 صم 5: 9 و1 مل 9: 15 و24 و11: 27 و1 أخبار 11: 8). ولا مبرر لترجمة هذه الكلمة بالقلعة سوى الاعتقاد بأن المكان كان حصينًا كقلعة. فقد احتله الملك داود وبنى فيه مساكن لجنده وسدّ ثغرة الوادي المركزي الذي كان يفصل بين قسمي المدينة. وسكن فيه هو ورجاله. والظاهر أن تحصيناته لم تكمل إلا في عهد الملك سليمان (1 مل 9: 15 و24) الذي سخر العمال في تكميل التحصينات وسدّ ما كان من ثغور من مدينة أبيه داود (1 مل 11: 27). ثم في سنة 701 أعاد حزقيا الملك تحصين القلعة ونجح في مقاومة سنحاريب. وقد ظن بعضهم أن القلعة كانت تشمل كل حصن صهيون. وظن غيرهم أنها ساحة داود من وضع أحجار وإقامة أبنية لملء الفراغ بين مدينة اليبوسيين والتل الذي أقيم عليه الهيكل. أما بيت القلعة الذي قتل فيه يوآش فيظن أنه نفس القلعة أو قسم منها (2 مل 12: 20) لأن يوآش قتل في أورشليم. أما القلعة المذكورة في قض 9: 6 و20 وقد فسر البعض الاسم “بيت ملو” بأنه اسم لبلدة بالقرب من شكيم.
قلع | مِقلاع | مقاليع
كان المقلاع أحد أسلحة الهجوم. وهو سلاح عادي مصنوع من الجلد العريض في الوسط عرضًا يكفي لوضع حجر فيه، ويمسك الشخص بطرفيّ الجلد ويطوِّح المقلاع بشدة بعد وضع الحجر إلى مرماه. وكان البنيامينيون ماهرين في الرمي بالمقلاع باليد اليسرى واليمنى على السواء (قضاة 20: 16). وكان المقلاع يستعمل في الحرب (2 ملوك 3: 25) وهو الذي قتل به داود جليات.
ويتكون المقلاع من حبل مجدول أو شريط من الجلد، عريض نوعاً في منتصفه، بحيث يكون هذا الجزء على شكل كفة يوضع فيها الحجر أو ما يراد رميه بالمقلاع. ويمسك الرامي بطرفي الحبل – بعد وضع الحجر في كفته – ويحركه بسرعة وقوة فوق رأسه، ثم يفلت أحد الطرفين، فيندفع الحجر متطوحاً بعيداً حسب قصد الرامي. ومازال الرعاة يستخدمون المقلاع لرد خروف شارد، أو لطرد الطيور – التي تأكل الحبوب – عن الحقول. ويمكن استخدام المقلاع أداة في الحرب لقتل الأعداء، كما استخدمه داود في قتل جليات الجبار الفلسطيني (1صم 17: 49 و50) وكان “أصحاب المقاليع” (2مل 3: 25) يعتبرون من المشاة الذين يحملون أسلحة خفيفة مثل رماة السهام. وقد اشتهر البنيامينيون في استخدام المقلاع، فكانوا “يرمون الحجر بالمقلاع على الشعرة ولا يخطئون” (قض 20: 16) وكان المقلاع يُستخدم أداة حرب في الجيوش المصرية والبابلية. وينذر الرب أورشليم على لسان إرميا النبي، قائلاً: “هأنذا رامٍ من مقلاع سكان الأرض هذه المرة وأضيِّق عليهم لكي يشعروا” (إرميا 10: 18، انظر أيضاً 1صم 25: 29).
. قَلَّاي
اسم عبري معناه “سريع” وهو كاهن من رؤساء الآباء في أيام يوياقيم رئيس الكهنة (نح 12: 20).
القَلم
اختلف أقلام القدماء حسب المواد التي كانوا يكتبون عليها. وأقدم ما كتبوا عليه الحجارة. ومنها آثار مصر وبابل القديمة وقد كتبت الوصايا العشر على لوحين حجريين. واستعملوا الفخار فكتبوا عليه قبل أن يشوى، وألواح الخشب والمعدن والجلود والكتان وورق البردي. فكانوا يكتبون بأقلام من حديد ذات رؤوس من الماس على صفائح معدنية أو حجرية (ار 17: 1). وذكر في الكتاب أن لوحي الشريعة كتبا بإصبع الله (خر 31: 18). ثم استعملوا القلم المعدني للكتابة على ألواح الخشب المغشاة بالشمع وكان لهذا القلم طرفان أحداهما سن محدد للكتابة، وآخر مفلطح لمحو الغلطات وتسوية سطح الشمع ثانية. وفي (3 يو 13) يذكر استعمال القلم والحبر الذي كتبوا به على الرقوق وورق البردي والكتان. واستعملوا فرشاة لرسوم الحروف ولاسيما الحروف المقدسة المصرية ومما استعمل للكتابة أقلام القصب. وقد ذكرت المبراة لبريها في ار 36: 23، مما يدل على قدم استعمال القصب والحبر.
قليطا
اسم عبري ربما كان معناه “مرسل سريع من يهوه” وهو أحد اللاويين قد تزوج بامرأة من الأمم، ولكنه بعد ما أعان عزرا على تفسير الشريعة ختم على العهد وطلق امرأته الوثنية ودعي أيضًا “قليطا” (عز 10: 23 ونح 8: 7 و10: 10).
قَمح
وهو من أهم الحبوب التي يُعمل منها الدقيق أو الحنطة لعمل الخبز والفطير والفريك والكثير من الأطعمة..
القَمر | الأقمار
← اللغة الإنجليزية: Moon – اللغة العبرية: הירח – اللغة اليونانية: Σελήνη – اللغة الأمهرية: ጨረቃ – اللغة القبطية: io\.
خلق الله القمر لحكم الليل (تك 1: 16). وكانت سنة العبرانيين قمرية ابتداؤها أول يوم من الهلال. ويسمى رأس الشهر (عد 28: 11 و14). وفي مز 104 يبين أن الله صنع القمر للمواقيت أي لمعرفة الأعياد والتواريخ.
وكان يضرب المثل بدوامة وبقائه (مز 72: 5 ومز 89: 37) وشبه به بالجمال (نش 6: 10). وفي مز 121: 6 إشارة إلى ضرر يحدثه القمر بالناس. فضربة القمر فيظهر أنهم كانوا يعتقدون بأن القمر يهيج بعض الأمراض العصبية كالجنون والصرع. وأما كلمة “الأقمار” (تث 33: 14) فربما كانت تشير إلى الشهور.
وكانت الأمم المجاورة لفلسطين يعبدون القمر وقد حذر الله العبرانيين من هذه العبادة الفاسدة (تث 4: 19 و17: 3). والأرجح أن أيوب أشار إليها في 31: 26 و27. وكان بعض العبرانيون في أزمنة حيدانهم إلى العبادة الوثنية يوقدون البخور للقمر (2 مل 23: 5) ويعبدونه (ار 8: 2).
ومن أشهر أسماء إله القمر عند البابليين والآشوريين “سن” وكان له معبد على شكل هرم في مدينة اور. وقد أدخلوه في أسماء الأشخاص كاسم سنحاريب ومعناه “سن كثر الأخوان”.
ويرى البعض أن جبل سيناء مأخوذ من اسم سن وأنها كانت مقرًا لعبادة القمر. وتروي بعض القصص عن عبادة القمر في تلك البقعة.
يذكر القمر 34 مرة على الأقل في العهد القديم، وتسع مرات في العهد الجديد، وأول مرة يذكر فيها القمر في الكتاب المقدس، هي ما جاء في قصة الخليقة في الأصحاح الأول من سفر التكوين، حيث نقرأ: وقال الله لتكن أنوار في جلد السماء لتفصل بين النهار والليل، وتكون لآيات وأوقات وأيام وسنين فعمل الله النورين العظيمين النور الأكبر (الشمس) لحكم النهار، والنور الأصغر (القمر) لحكم الليل، والنجوم (تك 1: 14 – 17) وواضح أن القمر صغير بالنسبة للشمس (تك 1: 16، إش 30: 26) وقد صنع (الله) القمر للمواقيت (مز 104: 19).
وكان التقويم العبري – كسائر تقاويم الشعوب القديمة – تقويماً قمرياً، إذ لاحظ الإنسان منذ البدء انتظام دورة أوجه القمر في دورانه حول الأرض، والكلمة العبرية المستخدمة للدلالة على الشهر مشتقة من الكلمة الدالة على القمر “يرْياه” وكان أول الشهر القمري أو “رأس الشهر” أو “يوم ظهور الهلال” يعتبر عيداً للعبادة (عد 10: 10، 28: 11 – 15، 1صم 20: 5، 2مل 4: 23، مز 81: 3، حز 46: 1 و3) ويبدو أنه كان يمتنع فيه البيع والشراء (عا 8: 5).
وللدقة في تحديد رؤوس الشهور والمواسم والأعياد، كان السنهدريم يجتمع في الصباح الباكر من اليوم الأخير من الشهر. ويرسل مراقبين لاستطلاع ظهور الهلال، وعندما يظهر الهلال يذاع الخبر بإيقاد النيران فوق جبل الزيتون، ويعلن أن اليوم التالي هو رأس الشهر الجديد، واستعيض بعد ذلك عن إيقاد النيران، بإرسال رسل إلى كل مكان، لأن السامريين زيفوا هذه العلامة بإيقاد النيران في العديد من الأماكن في أوقات مغايرة، وكان اليهود يحتفلون بعيدين من أكبر أعيادهم، هما الفصح وعيد المظال، في منتصف الشهر القمري، أي عندما يكون القمر بدراً (لا 23: 5 و6، مز 81: 3، لا 23: 34).
وكانت عبادة القمر منتشرة إلى حد ما في بلاد الشرق الأوسط قديماً (انظر أي 31: 26 و27) ولابد أنه كان لذلك أثره عند بني إسرائيل فلقد اعتبرت بعض الديانات الوثنية “القمر” إلهاً تقدم له الذبائح، وكان يسمى في “أوغاريت” الإله “يرح” ويظهر في وثائق “دولة ماري” أسماء أعلام يدخل فيها اسم “القمر” باعتباره إلهاً (كما في اسم “سنحاريب”) وكان القمر – تحت اسم “خونسو” – يحظى باحترام كل المصريين، ولعل هذا ما جعل الرب يحذر بني إسرائيل قائلاً “لئلا ترفع عينك إلى السماء وتنظر الشمس والقمر والنجوم وكل جند السماء.. فتغتر وتسجد لها وتعبدها” (تث 4: 19، انظر أيضاً 17: 3).
وكان السومريون يعبدون القمر تحت اسم الإله “نانَّا”، وكان يسمى في الأكادية “سن” وكان يعتبر في “أور” أهم آلهة المدينة، وكذلك في حاران في سورية والاعتقاد الذي كان سائداً من قبل بأن برية “سيناء” اشتقت اسمها من اسم الإله “سن” (الإله القمر) أصبح محل شك كبير، إذ لا دليل على أن اسم “سن” كان مستخدماً عند الشعوب البدوية السامية، أو عند الكنعانيين.
واسم أريحا مشتق من “يرح” أي “القمر” وقد اكتشف في حاصور في الجليل في عام 1955، في معبد كنعاني صغير يعود إلى العصر البرونزي – بين أشياء كثيرة – عمود عليه يدان مرفوعتان في ابتهال إلى “هلال”.
وقد حدث أعظم ارتداد عن وصية الله بعدم عبادة الأجرام السماوية، في أيام الملك منسي، بل وفي أيام النبي إشعياء، وكانت النسوة يتحلين “بالأهلّة” (إش 3: 18) التي يرجح أنه كان لها صلة بعبادة القمر (أرجع إلى قض 8: 21، 26).
وقد شجع الملك منسى عبادة “القمر” كأحد “جند السماء” لأنه عاد فبني المرتفعات التي أبادها حزقيال أبوه… وسجد لكل جند السماء وعبدها…. وبنى مذابح لكل جند السماء في داري بيت الرب “(2 مل 21: 3 – 5) ويبدو أن هذه العبادة انتشرت بشدة في يهوذا رغم أن” يوشيا “حفيد منسي – حاول أن يقضي عليها كجزء من النهضة التي لم تدم طويلاً (2 مل 23: 5) فإن إرميا النبي – بخاصة – أشار مراراً إلى هذه العبادة (إرميا 7: 18، 8: 2، 44: 17) ولعل هذه العبادات شملت الصورة غير المألوفة من العبادة والتبخير فوق السطوح لكل جند السماء (إرميا 19: 13، صف 1: 5).
ويبدو مما جاء في المزمور (121: 6) أنهم كانوا يعتقدون أن للقمر تأثيراً على عقل الإنسان، وكلمة “مصروعين” في اليونانية (مت 4: 24، 17: 15) تعني “من ضربهم القمر”.
أما الإشارات إلى القمر في العهد الجديد فترتبط (مثل بعض النبوات في العهد القديم) بالمستقبل، وبخاصة فيما يتعلق بمجيء الرب ثانية، فسيظلم القمر (إش 31: 10، مت 24 و29، مرقس 13: 24)، وسيتحول إلى دم (يؤ 2: 31، رؤ 6: 12)، إنذاراً بالدينونة الوشيكة.
وكان القمر يستخدم مثالاً للجمال، فيقول عريس النشيد في وصف عروسه: “مَنْ هي المشرقة مثل الصباح، جميلة كالقمر، طاهرة كالشمس، مرهبة كجيش بألوية” (نش 6: 10) ويري البعض أن المرأة “المتسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها، وعلى رأسها إكليل من اثني عشر كوكباً” (رؤ 12: 1) تشير إلى إسرائيل في المستقبل، فهي صورة أشبه بحلم يوسف (تك 37) وذلك في أثناء مُلك المسيح الألفي، حيث سيفوق مجده مجد الشمس والقمر (إش 60: 19 و20).
قَمَص
هو الجراد أول ما يخرج من بيضه. ويذكر في الكتاب المقدس مع بقية درجات نموه أيضًا أي الزحاف والغوغاء والطيار (يؤ 1: 4) أو وحده فقط (عا 4: 9) في معرض كونه عقابًا منه تعالى لليهود المتمردين. أما أصل الكلمة العبرانية “جزم” التي معناها قاطع فقد ظن بعضهم أنه يراد بها إحدى الدرجات الأخيرة من الجراد.
قمط | قماط | مقمط
قمط الشيء: شده برباط، والقماط هو الثوب الضيق وسطه أو أسفله حتى يلتصق بالجسم، أو هو الثوب يُلفُّ به المولود.
وعندما ولدت العذراء مريم الرب يسوع “قمطته وأضجعته في المذود” (لو 2: 7) لذلك قال الملاك للرعاة: “وهذه لكم العلامة. تجدون طفلًا مقمطًا مضجعًا في مذود” (لو 2: 12 – انظر أيضًا (حز 16: 4).
وعندما خرج “لعازر” من القبر بناء على دعوة الرب له: “خرج ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة، ووجهه ملفوف بمنديل” (يو 11: 24).
ويقول الرب لأيوب: “من حجز البحر بمصاريع حين اندفق فخرج من الرحم، إذ جعلت السحاب لباسه، والضباب قماطهُ؟” (أي 38: 9) أي أن الضباب يحيط به كما يحيط القماط بالمولود.
مِقْمَعة
آلة حربية على هيئة دبوس يشج بها رأس العدو (أم 25: 18) راجع أيضًا أي 41: 29.
قَموئيل ابن حور
اسم سامي معناه “مجمع الله” وقد دعي بهذا الاسم:
ابن حور وملكة الثالث وأبو أرام (تك 22: 21).
قَموئيل ابن شفطان
اسم سامي معناه “مجمع الله” وقد دعي بهذا الاسم:
ابن شفطان ورئيس افرايمي وكان أحد الاثني عشر الذين قسموا كنعان بين الأسباط (عد 34: 24).
قَموئيل أبو حشبيا رئيس لاوي
اسم سامي معناه “مجمع الله” وقد دعي بهذا الاسم:
أبو حشبيا رئيس لاوي (1 أخبار 27: 17).
مدينة قَناة
اسم سامي معناه “اقتناء” وهي مدينة في جلعاد في نصيب منسى أخذها نوبح (عد 32: 42) مع القرى المجاورة لها ودعاها باسمه. وأخذها جشور وارام (1 أخبار 2: 23) مع ستين قرية كانت تابعة لها. وقد أجمع المحققون على أنها هي قنوات الحديثة في حوران وكانت ذات شأن في زمن الرومانيين. وفيها عدة خرب مهمة وبعض البيوت القديمة التي إغلاق أبوابها وكواها من الحجارة.
قَناز ابن أليفاز
اسم سامي ربما كان معناه “صيد” وهو اسم:
ابن اليفاز بن عيسو (تك 36: 11) وقد صار أميرًا في ادوم (تك 36: 42).
قَناز أبو عثنئيل، أخو كالب
اسم سامي ربما كان معناه “صيد” وهو اسم:
أخو كالب وأبو عثنئيل (يش 15: 17).
قَناز ابن إيلة
اسم سامي ربما كان معناه “صيد” وهو اسم:
ابن ايله بن كالب (1 أخبار 4: 15) وقد ذكر هنا مع سبط يهوذا.
. قَنزّي | قنزيون
كان القنزيون أحد الشعوب الذين استوطنوا أرض كنعان في أيام إبراهيم، فقد جاء ذكرهم في وعد الرب لإبراهيم أن يعطي نسله “هذه الأرض، من نهر مصر (وادي العريش)، إلى النهر الكبير، نهر الفرات، القينيين والقنزيين والقدمونيين والحثيين والفرزيين والرفائيين والأموريين والكنعانيين والجرجاشيين واليبوسيين” (تك 15: 18 – 20) ولعلهم اندمجوا في قبيلة من الأدوميين، ومنهم أخذ أمير قناز الأدومي هذا اللقلب لأنه كان أميرًا على القنزيين (تك 36: 15 و42).
ويلقب كالب بن يفنة الذي اختير ليكون واحدًا من الجواسيس الاثني عشر بـ “القنزي” (عد 13: 6). فهو “كالب بن يفنة القنزى” (عد12: 32، يش 6: 14 و14) وفي هذا ما يحمل على الظن بأن القنزيين قد انضموا إلى سبط يهوذا، وأن هذا قد حدث قبل الخروج من مصر حيث ينسب كالب وابوه يفنة إلى سبط يهوذا (عد 13: 6) كما يقال عن قريبه “عثنيئيل” انه “ابن قناز” مما يعني أن “عثنيئيل” كان من قبيلة قناز أو أن كالب كان له أخ أصغر باسم “قناز”.
وفي سلسلة الأنساب المذكورة في سفر أخبار الأيام الأول عن نسل قناز، يذكر شخص باسم “يوآب” يقال عنه “أبا وادي الصناع لأنهم كانوا صناعًا” (1أخ 4: 13 – 15)، ومع أنه لا يمكن تحديد موقع هذا الوادي، ولا نوع صناعتهم على وجه القطع، ولكن الجمع بين القنزيين والقينيين – واسمهم يعني “صناع المعادن” – يحمل على الظن بأن “يوآب” هذا اختار مكانًا بالقرب من مناجم النحاس، واتخذ من صناعة النحاس حرفة لعائلته.
فَنزيون
قبيلة في كنعان في أيام إبراهيم (تك 15: 19).
قُنفذ
الإنجليزية: hedgehog.
وهي ترجمة كلمة “قفد” العبرانية، حيوان معروف ذو شوك طويل ذكر في التوراة للتعبير عن الخراب بمعنى أن المدن العامرة تصير خربة ومأوى للحيوانات والطيور البرية. وقد ورد هذا الاسم ثلاث مرات في العهد القديم (اش 14: 23 و34: 11 وصف 2: 14). ولكن يظن بعض المحققين أن المقصود بالكلمة (قفد) ليس القنفذ بل طائر من الطيور التي تأوي إلى الأماكن المهجورة. واشتهر المدافعين عن هذا الرأي تر سترام وهاوتن وحجتهم كما يلي:
(1) أن اشيعا يقول: “واجعلها ميراثًا للقنفذ واجام مياه” (اش 14: 23). والقنفذ لا يأوي إلى اجام المياه ولكن أصحاب الرأي الأول يقولون أن قسمًا من البلاد يصير آجام مياه. والقسم الآخر مآوى للقنفذ.
(2) ويذكر اشعيا في اش 34: 11 قائمة طيور لا يناسب ذكر القنفذ معها إذ يقول: “ويرثها القوق والقنفذ والكركي والغراب”. ومع ذلك لا نقول أن هذا دليل كاف.
(3) ويذكر صفنيا “أن القوق والقنفذ يأويان إلى تيجان عمدها” فالقنفذ لا يستطيع أن يصعد إلى تاج العمود، وذكره مع القوق يرّجح كونه طائر مثله. وأصحاب الرأي الأول يقولون لا مانع من أن الأعمدة وتيجانها تكون ساقطة على الأرض.
والواقع أن أقوى حجة مع أصحاب الرأي الأول هو أن التحليل اللغوي يؤيد ترجمتها بكلمة قنفذ. قوانين حمورابي.
أولاً – تاريخها:
(1) اكتشاف القوانين: عندما نشر بروفسور “مايسنر” (Meissner) في سنة 1898 بعض أجزاء من الواح مكتوب عليها بالخط المسماري من مكتبة “أشور – بانيبال” ملك أشور (668 – 628 ق. م.) رأى أن هذه الأجزاء إنما هي أجزاء من نسخة من كتاب قديم يرجع إلى عصر الأسرة البابلية الأولى، التي كان حمورابي أحد ملوكها (نحو 2100 ق. م.).
وقد ثبتت صحة هذا الرأي بعد بضع سنوات، إذ في ديسمبر 1901 م، ويناير 1902، قامت بعثة فرنسية تحت إشراف “م. مورجان” (Mourgan) كان هدفها الرئيسي استكشاف المدينة الملكية القديمة “سوسا” (شوشن). واكتشفت هذه البعثة حجراً من الديورايت البركاني، ارتفاعه 2,25 م.، ومحيطه متران تقريباً، عليه نقش بارز لصورة وكتابة على أربعة وأربعين عموداً من الكتابة المسمارية البابلية القديمة. ولقد ادرك البروفسور “شايل” (Prof. V. Scheil) عالم الآثار الأشورية في البعثة – في الحال أن هذا الحجر منقوشة عليه مجموعة قوانين الملك حمورابي. ونشر هذا الاكتشاف الرائع في أوائل 1902م. في التقرير الرسمي الخاص بالبعثة. كما قدم – في نفس الوقت – البروفسور شايل أول ترجمة للنص، وبعد ذلك ترجم النص إلى الكثير من اللغات.
(2) وصف الحجر: الحجر على شكل عمود مقطعة العرضي قطع ناقص، وعلى الجزء العلوي من الوجه الأمامي، صورة بارزة، يرى فيها حمورابي واقفاً يتعبد أمام إله الشمس الجالس على عرشه، والذي تميزه أشعة الشمس المنبعثة من أكتافه، وحمورابي يتسلم من الإله صولجانا وخاتماً رمز العدالة.
وحيث أن حمورابي يذكر أنه استلم هذا القانون من هذا الإله، فلنا أن نفترض أن هذا النحت يمثل الملك وهو يتلقى هذه القوانين من فم الإله. ونجد تحت هذه الصورة كتابة على ستة عشر عموداً، تقرأ من أعلى إلى أسفل. كما توجد سبعة أعمدة أزيلت نقوشها في وقت لاحق، لكي تفسح المجال لتسجيل نقوش جديدة.
ويوجد على الجانب الآخر من الحجر ثمانية وعشرون عموداً من هذه القوانين.
(3) تاريخ الحجر: أقام الملك حمورابي هذا الحجر، قرب نهاية حكمه الذي بلغ نحو ثلاثٍ وأربعين سنة، في معبد “إساجيلا” في بابل عاصمة مملكته (حوالي 2100 ق. م.). ويبدو أن الملك العيلامي “شوتروك ناخونت” أخذه من بابل في القرن الثاني عشر قبل الميلاد عندما نهب بابل، ثم أقامه كنصب تذكاري لانتصاره في الحرب، في “سوسا” (عاصمة عيلام). ولعله هو الذي أمر بمحو الأعمدة السبعة من الجانب الأمامي، لكي ينقش مكانها ما يخلد به أعماله الشخصية، بيد أنه لظروف لا نعلمها لم يتحقق هذا الهدف.
وبعد اكتشاف هذا الحجر تم نقله إلى باريس، وهو الآن أحد أهم معروضات متحف اللوفر هناك.
(4) أصل القوانين – وتاريخها اللاحق: مع أن حمورابي لم يكن أول مشرع في بابل، إلا انه – على حد علمنا – أول من استخدم لغة الشعب أي اللهجة السامية في تدوين القوانين.
ومن المعروف أنه – قبل ذلك بنحو ألف عام تقريباً – نشر الملك “يوروكاجينا” قوانينه في بابل، إلا أنها فقدت ولم يعثر لها على أثر. كما يبدو أن “حمولئيل” – أحد أجداد حمورابي – قد سنَّ بعض القوانين أيضاً.
وما نستطيع استخلاصه من ممارسات الحياة الاجتماعية في بابل قديماً، هو أن ما قدمه حمورابي من تشريعات لم يكن شيئاً جديداً في جوهره، ففي زمن سابق لحمورابي، كانت هناك قوانين قائمة بالفعل على نفس أسسه ومبادئه، ولكن إليه يرجع الفضل في القيام بتجميع القوانين السارية في أيامه، وإعادة صياغتها باللغة السامية.
وقد نشرت هذه القوانين في العام الثاني لملكه، إلا أن النصب التذكاري المعروف، أقيم بعد ذلك بنحو ثلاثين سنة، بالإضافة إلى أنه قد كتبت منها أكثر من نسخة حيث أنه قد اكتشفت في “سوسا” أجزاء من نسخة أخرى من القوانين. ولا يمكننا ان نجزم بالمدة التي ظلت فيها تلك القوانين السارية.
على أي حال، ظلت تصدر نسخ من هذه القوانين حتى زمن الملك “أشور بانيبال”، بل توجد – في الواقع – نسخ منها مكتوبة باللغة البابلية الحديثة، يرجع تاريخها إلى القرن السابع قبل الميلاد. ولحسن الحظ، أن الصور الأخرى اشتملت على أجزاء عديدة مما أزيل عن العمود الأصلي، ومن ثم تمكنا – برغم مما فقد من الحجر الأصلي – أن نعرف كل محتويات هذه القوانين تقريباً.
ثانياً: محتويات مجموعة القوانين:
توجد في صدر مجموعة القوانين نفسها، مقدمة، أضيفت إليها في زمن لاحق، بعد ثلاثين عاماً من نشرها.
تقول المقدمة – أول كل شيء – إنه في العصر البدائي، عندما انتخب “مردوخ” إله بابل ملكاً على الآلهة، اختارت الآلهة حمورابي “لكي يعمل على أن يسطع العدل في جميع نواحي البلاد، وأن يسلّم المذنبين والأشرار للهلاك، وأن يعمل على ألا يستعبد القوي الضعيف”.
والواقع أن مجموعة قوانين حمورابي قد غطت كل هذه النواحي. وبالإضافة إلى ذلك، يتغنى الملك بأعماله وخدماته لمدن بابل الرئيسية ومعابدها وعباداتها. فيظهر حمورابي كخادم حقيقي للآلهة، وكحامٍ لشعبه يحسن معاملة من لم يعترفوا بسيادته في باديء الأمر.
ومن المؤكد أن هذه المقدمة لا تخلو من الغلو والغرور، إذ يصف الملك نفسه بأنه “إله الملوك” و “الإله الشمس في بابل”. بل لقد اعتبر الملك أيضاً أن الآمال في مجيء “المخلص” – الذي ذكرته تواريخ الوثنيين الأقدمين – قد تحققت في شخصه.
ويمكن تقسيم مجموعة القوانين ذاتها إلى اثني عشر قسماً، ولكنها لا تنتهج ترتيباً منطقياً محدداً، بل كثيراً ما يعوزها التسلسل المنطقي. فهي مجموعة قانونية، تجمعت على مدى الأزمان، وليست عملاً مكتملاً شاملاً. فالكثير مما نتوقع وجوده في أي مجموعة قانونية، غير موجود، بل ولا إشارة إليه في قوانين حمورابي.
(1) أسس الدعوى القانونية: تعالج الفقرات الخمس الأولي بعض مباديء الدعوي القانونية، وتعطي الأهمية الأولى للاتهامات الباطلة. أما تهمة السحر التي لا تثبت صحتها، فتعالج باهتمام خاص (مادة 2). فالمتهم في هذه القضية عليه أن يجوز اختباراً قاسياً على يدي إله النهر لمعرفة مدى صدقه، إلا أن تفاصيل هذا الاختبار غير مذكورة. فإذا ما أدانه الإله، يستولي المدعي على بيته، أما إذا حدث العكس، فيحكم على المدعي بموته، ويستولي المتهم على بيته. كما نجد القانون صارماً جداً ضد شهود الزور. وإذا كان الاتهام يعرض المتهم لعقوبة الموت، يعاقب من يشهد ضده كذباً بالموت (مادة 3).
وأخيراً يبذل الملك قصارى الجهد لكي يجعل من القضاة هيئة عادلة أمينة: “فالقاضي الذي لا ينفذ حكم القضاء على وجه سليم، يكون عرضة، ليس فقط لدفع اثني عشر ضعفاً للمبلغ موضوع القضية، بل يطرد أيضاً من وظيفته مشيعاً بالخزي والعار.
(2) السرقة والسطو والسلب: تختص المواد التالية (6 – 25) بالسرقة والسطو والسلب وغيرها من الجرائم المشابهة.
فالسرقة من قصر أو معبد أو استلام المسروقات وإخفاؤها، كانت عقوبتها الإعدام أو الغرامة الفادحة طبقاً لطبيعة الشيء المسروق (مواد 6 – 8) وحيث جرت العادة في بابل قديماً أن يتم الشراء في حضور شهود، أو بناء على صك بيع كتابي، فكان المتبع في حالات معينة، مثل عدم وجود شهود أو عدم تقديم الصك، أن يعتبر ذلك جريمة سرقة، ويتعرض المتهم للحكم عليه بالإعدام (مادة 7).
وثمة إجراء دقيق يتبع بالنسبة للقضايا المتعلقة باكتشاف بضائع مفقودة لدى شخص آخر، فمن لا يستطيع أن يثبت في التحقيق، حقه المشروع، يحكم عليه بالموت بصفته مخادعاً يحاول الإثراء بتوجيه اتهام باطل (مادة 9 وما بعدها).
أما خطف طفل حر أو خطف عبد من القصر وإخفاؤه، فعقوبته الإعدام (مادة 14 وما بعدها).
وحيث أنه كان للرق أهمية كبري في اقتصاديات بابل، كانت هناك لوائح مفصلة فيما يتعلق باعتقال العبيد الهاربين وما شابه ذلك من أمور (مادة 17 وما بعدها).
أما السطو فكانت عقوبته الإعدام كالسلب (مادة 21 وما بعدها)، فإذا لم يمسك السارق، فإن الشخص أو الجهة المسئولة عن سلامة المكان، تلزم بدفع تعويض (مادة 22 وما بعدها). ومن يحاول الإثراء عن طريق نهب مبنى في أثناء حريق كبير، فجزاؤه أن يلقى هو في النار (مادة 25).
(3) قوانين تتعلق بالوكلاء: تنظم المواد التالية (26إلى 41) أمور الوكلاء ولا سيما فيما يتعلق بالحقوق والواجبات ذات الطبيعة العسكرية. وما زلنا نجهل الكثير عن هذا الموضوع.
وتظهر هنا أيضاً عناية حمورابي التي يوليها للطبقات الدنيا، لأنه أصدر تعليمات صارمة ضد استغلال السلطة والنفوذ، ووضع عقوبات لمخالفة ذلك، تصل إلى الإعدام (مادة 34).
فقد كان للملك في كل حالة سلطة فيما يتعلق بالإقطاعيات والتي لا يمكن للوكيل أن يبيعها أو يبدلها أو ينقلها لزوجته أو بناته (36 41)، فالقاعدة هي أن الأبناء يتولون أمر الإقطاعية بعض موت الأب، ويصبح له ما كان له من حقوق، وعليهم ما كان عليه من واجبات. وينطبق نفس الشيء ما إذا اختفى الأب وهو في خدمة الملك (مادة 28). وكان للإقطاعيات الخاصة لكاهنات الشعب وضع خاص (مادة 40).
(4) الأموال الثابتة غير المنقولة: خصص حمورابي جزءاً كبيراً من قوانينه (41 وما بعده) وللموال الثابتة غير المنقولة (مثل الحقول والمنازل والحدائق) لأن الحياة الاقتصادية في بابل قديماً، كانت تعتمد أساساً على زراعة الحبوب والنخيل.
وتشرح هذه المواد العلاقات القانونية بين مستأجري الأرض شرحاً وافياً (مادة 42). فإهمال العمل لا يعفي المستأجر من التزاماته نحو صاحب الأرض. ومن جهة أخرى، فإنه في حالة الخسارة الناتجة عن أحوال الطقس، يعفي المستأجر من التزاماته المتعلقة بالإيجار الذي لم يسدد بعد. إلا انه يكون ملزماً بسداد مبلغ يتناسب مع كمية إنتاج أرضه فقط (مادة 45 وما بعدها).
كما أن صاحب الأرض الذي عليه التزامات، كان في حالة تعرض المحصولات لقحط أو غرق، تتمتع بحماية كبيرة (مادة 48).
وتنظم هذه المواد بصفة عامة المعاملات وتضبطها ضبطاً كافياً (مادة 49). ونظراً لأن الري المنتظم شرط أساسي للزراعة المربحة في أرض تفتقر إلى المطر، فلذلك سنت القوانين الصارمة في هذا الصدد، فالخسارة الناتجة عن الإهمال، لابد ان يدفع عنها تعويض. ومن كانت تحول إمكاناته دون الوفاء بهذا التعويض، كان يباع هو وعائلته في سوق الرقيق (53 وما بعدها). وهناك لوائح خاصة تحمي مالك الأرض من قيام مواشي الآخرين بالرعي في حقوله دون موافقته (مادة 57).
وتسير اللوائح المختصة بالبساتين على هذا النمط (59 66)، وتفصل المواد بدقة العلاقة بين صاحب الأرض والبستاني الملزم بغرس ورعاية الحديقة، وكذلك بالنسبة لالتزامات المالك. ولم تحفظ هذه اللوائح الخاصة بالبساتين كاملة على الحجر، لكن من النسخ الأخرى المشار إليها سابقاً أمكن معرفة تلك اللوائح بكاملها.
أما العلاقات القانونية بين ملاَّك المنازل ومستأجريها (مادة 67 وما بعدها) فليس لدينا سوى القليل عنها لأن الجزاء المتعلقة بهذا الموضوع على الحجر الأصلي، فقدت تماماً ولم يمكن أن نسترجع سوى أجزاء قليلة منها عن طريق النسخ الأخرى.
وثمة إشارة أخرى إلى أمور الوكالة (مادة 71)، كما نظمت العلاقة بين الجيران، ولكن لا نعرف تفصيلها (مادة 72 وما بعدها). كما لم يتوفر لنا على وجه الدقة إلا القليل عن حقوق المستأجر والمالك (مادة 78).
بسبب هذه الفجوات لا نستطيع تحديد نطاق اللوائح الخاصة بالأموال غير المنقولة. كما يبدو أنه كانت هناك قوانين أخرى في الفجوات تتعلق بمسئوليات العمل، ولا يمكن تحديد عدد الفقرات أو المواد المفقودة إلا على وجه التقريب، ولذلك لا يمكن أن يكون ترقيم المواد التالية صحيحاً تماماً.
(5) التاجر والوكيل: تعود النصوص لمعالجة موضوع العلاقات الشرعية بين التاجر ووكلائه (المواد 100107)، فهؤلاء الوكلاء ليسوا سوى موظفين عند التاجر، يقومون على رعاية شؤون العمل. وبينما تنظم القوانين مسئولياتهم وواجباتهم تجاه أصحاب العمل، فإنها في نفس الوقت، تعمل على حمايتهم من أصحاب الأعمال الظالمين والمخادعين.
(6) الحانات والفنادق: كانت الحانات والفنادق في بابل (108 111) في معظم الأحوال، ملجأ للمجرمين. وكانت بصفة عامة تمتلكها النسوة اللواتي كن مسئولات عما يجري داخلها (مادة 109)، وكانت الكاهنات ممنوعات من ارتياد هذه الأمكنة، وإلا تعرضن لعقوبة الموت حرقاً (مادة 110).
(7) الودائع: تعالج المواد التالية (112 126) موضوع الودائع، على الرغم من أن بعض ما ورد بها لا يرتبط بذلك إلا ارتباطا غير مباشر. فلابد أن يعاقب المخادعون (مادة 112)، كما يوفر القانون الحماية للمدين من عدوان الدائن (مادة 113). وثمة أحكام مفصلة بخصوص سجن المدين (مادة 114 وما بعدها)، وكان يجب على الدائن أن يحذر من إساءة معاملة شخص سجين (في بيته) بسبب دين. وإذا مات أحد أبناء المدين بسبب خطأ من الدائن، فلابد وأن يوقع على الدائن عقاب رادع، يتمثل في قتل أحد أبنائه (مادة 116). كما كان يجب إطلاق سراح أفراد العائلة المسجونين بسبب دين بعد مضي ثلاثة أعوام من سجنهم (مادة 117).
إذا أراد أحد أن يحفظ وديعة لدى آخر، فكان يجب أن يتم ذلك في محضر شهود أو بكتابة إقرار، وإلا فلن تسمع دعواه (مادة 122). ومن يعهد إليه بوديعة يصبح مسئولاً عنها (مادة 125). ولكن ثمة قوانين لحمايته من الادعاءات أو المطالبات الظالمة (مادة 126).
(8) الأسرة: أما المواد التي تنظم شؤون العائلة، فتتسم بالإسهاب (127 195). فلا بد أن يقوم الزواج على أساس التعاقد (مادة 128). ويفترض في الزوجة الولاء الكامل الدائم (مادة 129 وما بعدها). في حين لا يلتزم الزوج في هذا الصدد بأي نوع من الالتزامات. والزوجة الخائنة تتعرض للحكم عليها بالموت غرقاً، بيد أن شريكها في الإثم، قد يواجه أيضاً تحت ظروف معينة عقوبة الإعدام. وفي حالة غياب الزوج اضطراريا مدة طويلة، يسمح للزوجة _ التي تعجز عن إعالة نفسها بالزواج ثانية (مادة 133 وما بعدها). أما بالنسبة للزوج، فلا يوجد ما يحول دون تطليقه لزوجته طالما يقوم بتسوية كل الأمور المتعلقة بها من ناحية ممتلكاتها وتدبير ما يلزم لتربية الأطفال. وفي بعض الحالات كان يدفع لها مبلغاً من المال تعويضاً عن الطلاق (مادة 137).
وسلوك الزوجة سلوكاً معوجاً، كان سبباً كافياً لفسخ عقد الزواج. وفي هذه الحالة كان يمكن للزوج أن يسترق الزوجة ويتخذها أمة له (مادة 141). كما كان يمكن للزوجة فسخ عقد الزواج في حالة إهمال الزوج لواجباته نحوها إهمالاً جسيما (مادة 142). أما إذا طلبت الزوجة فسخ عقد الزواج لسبب غير ذلك، فكان يحكم عليها بالموت غرقاً (مادة 143).
ولم يكن القانون يسمح عادة بتعدد الزوجات. وإذا قدمت زوجة عاقر جاريتها لزوجها، فأنجبت له أطفالاً، فحينئذ لا يجوز له الزواج بأخرى (مادة 144)، أما إذا لم تنجب له الجارية، فكان يجوز له الزواج بأخرى (مادة 145). والجارية التي قدمتها الزوجة لزوجها ملزمة بأن تظهر الاحترام الواجب لسيدتها. وإذا لم تفعل هذا تفقد وضعها المتميز. بيد أنها لا تباع إذا كانت قد أنجبت ابناً للرجل (مواد 146 و147) وإذا أصيبت الزوجة بمرض عضال لا يرجى شفاؤه، يكون للزوج الحق في أن يتزوج بأخرى (148 و149).
بعد وفاة الزوج لا يكون للأطفال نصيب في الهدايا والهبات التي قدمها الزوج لزوجته، ولكن كان يجب مراعاة عدم خروج الملكية من العائلة (مادة 150). وديون أحد الزوجين قبل الزواج غير ملزمة للطرف الآخر إذا كانا قد اتفقا على ذلك (151 و152).
كما وضعت قوانين صارمة ضد الإساءة في العلاقات الجنسية، فالزوجة التي تقتل زوجها من أجل عشيقها، يحكم عليها بالموت على الخازوق (مادة 153). وتعاقب جريمة الزنا بالمحارم بالنفي أو الموت حسب مقتضيات الظروف (154 156).
وفسخ الرجل للخطوبة دون مبرر كاف، يجر عليه خسارة كل هداياه لعروسه. أما إذا فسخ والد العروس الخطوبة، فعليه أن يرد للخطيب ضعف قيمة الهدايا، وبخاصة المبلغ المدفوع مهراً لوالد العروس (مواد 159 161).
ويولي القانون عناية خاصة للأمور المتعلقة بالميراث (162). أما البائنة الخاصة بالزوجة فتؤول بعد وفاتها إلى أبنائها (162). والهدايا التي قدمت للشخص وهو حي، لا تؤخذ في الاعتبار عند تقسيم الميراث (165). وباستثناء النفقة المفروض على الأب تخصيصها لكل واحد من أبنائه حسب حالتهم، يكون الجزء الأكبر من التركة وبخاصة النقود من نصيب الزوجة (166). ويقتسم الأبناء المولودون لأمهات مختلفات ميراث الأب بالتساوي (مادة 167) ولا يسمح بحرمان الابن من الميراث إلا في حالة ارتكابه أخطاء جسيمة، وبعد إنذار مسبق (168 و169). والأبناء غير الشرعيين المولودون من إيماء، لا نصيب لهم في الميراث إلا إذا اعترف الأب اعترافاً صريحاً ببنوتهم له (مادة 170)، وإلا يصبحون أحراراً عند موت الأب (مادة 171).
والزوجة الأولى، التي لم تكن قد ضمنت لها احتياجاتها في المستقبل في أثناء وجود زوجها على قيد الحياة، يكون لها في تركة زوجها في حال وفاته نصيب مساو لكل ابن من أبنائه، إلا أنها لا تنتفع إلا بالريع فقط (مادة 172) وللأرملة أن تتزوج ثانية، بيد أنه في هذه الحالة يسقط حقها في تركة زوجها، ويؤول نصيبها إلى أولاده (172 177) . أما بالنسبة لأولادها من كلا الزوجين فيتقاسمون ممتلكاتها الخاصة بالتساوي (173 و174).
أبناء المرأة الحرة المتزوجة من عبد، يكونوا أحراراً (175)، ولسيد ذلك العبد الحق في نصف ممتلكات العبد التي اكتسبها في أثناء هذا الزواج (176 و177).
والبنات غير المتزوجات يصبحن كاهنات أو يلحقن بإحدى المؤسسات الدينية. وغالباً ما تأخذ البنت منهن نوعاً من الهبات تظل في يد اخوتها ويقتسمونها عند موتها، ما لم يكن أبوها قد منحها حرية التصرف في هذه الهبة (178 و179). أما أن لم يعطها مثل هذه الهبة، فإنها تأخذ من تركته نصيباً معادلاً لنصيب أخوتها ولكنها لا تستمتع إلا بالريع فقط. أما البنت المكرسة لخدمة إحدى الآلهات، فإنها تأخذ ثلث هذا القدر فقط (180 و181).
أمَّا كاهنات الإله “مردوخ” إله بابل، فكانت لهن امتيازات خاصة، فكانت لهن سلطة كاملة للتصرف في كل ما يحصلن عليه من ممتلكات (182).
ولا يمكن لأب أن يتخلى عن أبنائه بالتبني (185 187). وإذا قدم الوالدان ابنهما لأحد السادة ليتبناه ويعلمه حرفة، فإنهما لا يستطيعان استرداده فيما بعد (188 و189). وعصيان الأبناء بالتبني من طبقة أدنى، عقابه قطع اللسان (192) أو قلع إحدى العينين (193). وكانت المرضعة الأجيرة تتعرض لعقاب صارم إذا ثبت أنها غير أمينة (194). أما المادة الأخيرة في هذا القسم، فكانت تنص على أن عقوبة الأبناء الذين يعتدون على آبائهم بالضرب، هي قطع أيديهم (195).
(9) ما يتعلق بالجروح وغيرها: أما القسم التالي فجميع مواده (196 227). تتعلق بالجروح بأنواعها، وبخاصة بتطبيق عقوبة مماثلة للإصابة، أي: عين بعين، وسن بسن، وعظم بعظم. وكان أفراد الطبقة الاجتماعية الدنيا يقبلون عادة تعويضاً مالياً (196 198). فإذا لطم رجل حر رجلاً حراً آخر على أذنه، يدفع له ستين شاقلاً تعويضاً (203). فإذا كان الرجل المضروب نصف حر، فإنه يأخذ عشرة شواقل فقط (204). إما إذا ضرب عبد رجلاً حراً على أذنه، فكانت تقطع أذن العبد مقابل ذلك (205). والجرح غير المتعمد والذي يؤدي إلى الموت فجزاؤه الغرامة (207 208). ومن يضرب امرأة حرة حبله ويتسبب في إجهاضها وموتها، يعاقب بقتل ابنته (210). أما إذا كانت المرأة نصف حرة أو أمه، فيكتفى بتعويض مالي (212 214).
وكان الطبيب الجراح مسئولاً عن عمليات جراحية معينة، فإذا نجحت كان له الحق قانوناً في مكافأة ضخمة، إما إذا فشلت تحت ظروف معينة فقد تقطع يده (215 217). ولا شك في ا، هذا القانون كان رادعاً للدجالين وأدعياء الطب. وتأتي بعد ذلك الأحكام المنظمة لأجور الجراحين (221 223). كما كان الجراحون البيطريون مسئولين إلى حد ما عن موت الحيوان الذي في رعايته (224 225).
(10) بناء المنازل والسفن: ثم يعالج القانون موضوع بناء المنازل والسفن (228 240). فالبنَّاء مسئول عن ثبات ومتانة المنزل الذي تولى بناؤه، فإذا انهار المنزل وقتل صاحبه، فالبنَّاء يقتل، أما إذا قتل ابن صاحب المنزل تحت الأنقاض، فيقتل أحد أبناء البنَّاء (229 و230). كما كان البنَّاء مسئولاً أيضاً عن أي خسائر أخرى تقع (231 233). وكان لبناء السفن أحكام مماثلة (234 236). ومستأجر السفينة مسئول عنها أمام مالكها (236 238). وكان يجب على السفن التجارية في اجتيازها القنوات الحرص الشديد لتجنب وقوع حوادث (240).
(11) أحكام الاستئجار بصفة عامة: لقد ضمت الأقسام السابقة أحكاماً تتعلق بالتأجير والأجور، ولكن هذا القسم الحادي عشر يعالج الموضوع بأكثر تفصيل (241 277)، كما أنه يتعرض لأمور أخرى كثيرة لا ترتبط بهذا الموضوع إلا ارتباطاً يسيراً.
وتضع هذه المواد “تعريفة” لتشغيل الحيوانات (242 و243)، كما تقرر إلى أي مدى يعتبر المستأجر مسئولاً عما يلحق الحيوان من ضرر (244 246). وتعطى اهتماماً خاصاً بالثور النطاح (250 252). ويحرص القانون على ألا يفلت وكيل خائن من العقاب. وفي حالة خيانة كبرى للأمانة، فالعقاب هو أن تقطع يد الخائن أو أن تمزقه الثيران (253 255).
كما حدد القانون أجور العمال الزراعيين (257 و258). أما حالات السرقة البسيطة من أدوات الحقل، فكان السارق يعاقب بدفع غرامة مالية (259 و260). وكان أجر الراعي والتزاماته موضوع بعض المواد الأخرى (261 263).
وأخيراً تأتي الأحكام المتعلقة بالاستئجار، مثل استئجار الحيوانات لدرس الحنطة (268 270) والعربات (271) وأجور العمال (273)، والعمال اليدويين (274)، والسفن (276 و277).
(12) العبيد: ويعالج الجزء الأخير (278 282) موضوعات لم يسبق ذكرها تتعلق بالعبيد. فالبائع مسئول أمام المشتري عن سلامة العبد من مرض الصرع (278). وإن ذلك العبد ليس عليه التزامات تجاه أي شخص آخر (279). والعبيد من أصل بابلي والذين سبق شراؤهم في بلاد أجنبية، يجب أن يطلق سراحهم إذا ما جيء بهم ثانية إلى بابل وتعرف عليهم سيدهم السابق (280). أما إذا أنكر العبد سيده السابق، فيمكن أن تقطع أذنه (282).
وهنا تنتهي القوانين، وبرغم القسوة التي تبدو في بعض الأحكام، إلا أنها في مجموعها تدل على روح العدل والإنصاف، ولذلك يمتدح الملك في ختام القوانين ذاته كراعٍ ومخلِّص، وكمعين للمظلومين وكمشير للأرامل والأيتام، وبالاختصار كأب لشعبه. وفي النهاية يحث الملك الحكام الذين يأتون بعده على احترام قوانينه، ويعد من يفعل ذلك ببركات الآلهة. أما من يحاول أن يبطل هذه القوانين فيستجلب عليه حمورابي لعنات كل الآلهة العظام فرادى وجماعات.
وبهذا ينتهي العمود التذكاري.
ثالثاً أهمية قوانين حمورابي:
لقد وضحت أهمية هذه القوانين منذ اكتشافها لأنها في الحقيقة أقدم مجموعة قوانين وصلت إلينا. فهي تقدم لنا أبرز صورة للحضارة البابلية القديمة، وتضع أمامنا حقائق عن تاريخ الرق والعبودية، ووضع المرأة وأمور أخرى كثيرة. أما الفصل الواضح في كل مواد القانون بين هذه القوانين والدين فأمر يستلفت النظر بشدة ويستحق أن نوليه عناية خاصة.
(1) حمورابي وموسى: ليس مستغرباً إذن أن أثراً بمثل هذه الأهمية البالغة، يتطلب مقارنته بآثار أخرى مشابهة.
وأهم سؤال يخطر على البال، هو علاقة قوانين حمورابي بشريعة موسى، فلم يكن حمورابي ملكاً على بابل فقط بل على “أمورو” أيضاً (وهي بلاد الأموريين التي أطلق عليها فيما بعد سوريا وفلسطين). ونظراً لأن خلفاءه قد احتفظوا بسيطرتهم إلى بلاد الأموريين، فمن المحتمل جداً أن قوانين حمورابي كانت سارية فيها فترة طويلة، ولو بصورة مطورة ومعدلة.
ففي عصر إبراهيم مثلاً نجد قصة سارة وهاجر (تك 16: 1 6)، وراحيل وبلهة (تك30: 1 8). وكلتا القصتين ترويان كيف أعطت الزوجة لرجلها جارية لينجب منها نسلاً. وقد تضمنت هذه القصص نفس المباديء التشريعية التي تضمنتها قوانين حمورابي (انظر ما جاء في المواد 144 146).
كما نجد في قصص أخرى في العهد القديم، نفس التقاليد والعادات الموجودة في قوانين حمورابي، حيث أن هدايا الزواج التي قدمت لرفقة تشابه البائنة البابلية (انظر تك24: 53 مع المادة 159 من قوانين حمورابي، وكذلك تك 31: 14 و15).
وهناك نقاط اتفاق بارزة بين قوانين حمورابي وشريعة موسى (خروج 20: 22 23: 32). ونذكر هنا بعض الأمثلة:
(أ) جاء في شريعة موسى: “إذا اشتريت عبداً عبرانياً فست سنين يخدم وفي السابعة يخرج حراً مجاناً” (خر 2: 21)، وهذا شبيه بما جاء من قانون حمورابي: “إذا وقع رجل في دين، وأعطى زوجته أو ابنه أو ابنته بدلاً من الفضة، فعليهم أن يخدموا ثلاث سنوات في منزل من اشتراهم، أي سيدهم، ثم يستردون حريتهم في السنة الرابعة” (المادة 117).
(ب) “من ضرب أباه أو أمه يقتل قتلاً” (خر 15: 21)، يقابل ذلك في قوانين حمورابي: “إذا ضرب ابن أباه تقطع يده” (مادة 195).
(ج) “إذا تخاصم رجلان فضرب أحدهما الآخر بحجر أو بكلمة ولم يقتل بل سقط في الفراش، فان قام وتمشى خارجاً على عكازه يكون الضارب بريئاً إلا أنه يعوض عطلته وينفق على شفائه” (خر 18: 21 و19). ويقابل ذلك في قوانين حمورابي: “إذا ضرب رجل رجلاً آخر في شجار وجرحه، فعلى الضارب أن يحلف قائلاً:” إنني لم أضربه عمداً، ويتكفل بنفقات الطبيب “(مادة 206).
(د) “إذا تخاصم رجال وصدموا امرأة حبلى فسقط ولدها ولم تحصل أذية، يغرم كما يضع عليه زوج المرأة ويدفع عن يد القضاة” (خر 22: 21)، وهذا شبيه بما جاء في قوانين حمورابي: “إذا ضرب رجل امرأة وتسبب في إجهاضها، فعليه أن يدفع عشرة شواقل فضة تعويضاً لها” (مادة 209).
(ه) “عيناً بعين، وسناً بسن، ويداً بيد ورجلاً برجل (خر 24: 21) وجاء في قوانين حمورابي:” إذا فقأ رجل عين رجل، تفقأ عينه “(مادة 196)،” وإذا كسر عظمة لرجل حر، تكسر له عظمة “(مادة 197) وإذا كسر رجل سن رجل من نفس طبقته، تخلع له سن” (مادة 200).
(و) “إذا نطح ثور رجلاً أو امرأة فمات يرجم الثور ولا يؤكل لحمه، وأما صاحب الثور فيكون بريئاً. ولكن إذا كان ثوراً ناطحاً من قبل وقد أشهد على صاحبه ولم يضبطه فقتل رجلاً أو امرأة فالثور يرجم وصاحبه أيضاً يقتل… إن نطح الثور عبدً أو أمة. يعطى سيده ثلاثين شاقل فضة، والثور يرجم” (خر 28: 21 – 32).
ويقابل ذلك ما جاء في قوانين حمورابي: “إذا نطح ثور أثناء سيره في الشارع رجلاً فقتله، فلا وجه لتقديم مطالبات من أى نوع. أما إذا كان الثور ناطحاً من قبل، وتبينت لصاحبه هذه الحقيقة، ومع ذلك لم يكسر قرونه أو يربطه، فإذا نطح هذا الثور رجلاً حراً فقتله، فعلى صاحب الثور أن يدفع ثلاثين شاقلاً من الفضة. أما إذا نطح عبداً فيعطى سيده عشرين شاقلاً من الفضة”. (مادة 252: 250).
(ز) وهكذا نجد العديد من المشابهات في المواضيع والأحكام، بين شريعة موسى وقوانين حمورابي.
فما جاء في سفر الخروج (7: 22) يشبه مادة 124 من حمورابي، وما جاء في خروج (10: 22 – 12) سبيه بالمواد 244 – 246 و266 و276 من قوانين حمورابي.
والتشابه بين الأجزاء لأخرى من الأسفار الخمسة، ومجموعة قوانين حمورابي ليست ملفتة للنظر، كما في الحالات الواردة في سفر الخروج والتي نوهنا عنها، ومع ذلك فيمكن مقارنة:
لا 39: 25 – 41 مع المادة 5 من قوانين حمورابي.
لا 10: 20 مع المادة 129 من قوانين حمورابي.
لا 19: 24 و20 مع المواد 196 – 198 من قوانين حمورابي.
لا 39: 25 – 41 مع المادة 129 من قوانين حمورابي.
تث 16: 19 – 18 مع المادتين 3 و4 من قوانين حمورابي.
تث 1: 24 مع المواد 137 و138 و148 و149 من قوانين حمورابي.
تث 7: 24 مع المادة 14 من قوانين حمورابي.
ويمكن – بصفة خاصة – مقارنة.
تث 15: 21 – 20 مع المواد 167 – 169 من قوانين حمورابي.
ففي الحالتين نجد الانتقال من القواعد المتعلقة بتركة رجل تزوج عدة مرات إلى أحكام متعلقة بمعاقبة ابن عاق ولا شك أنه اتفاق في الترتيب ملحوظ.
ولا نستطيع الجزم بأن التوافقات التي عرضناها قد جاءت نتيجة مصادفة عشوائية، كما لا نستطيع القول بأنها منقولة مباشرة عن قوانين حمورابي، لأن شريعة موسى لها طابع خاص يحمل صبغة الثقافة الإسرائيلية، بالإضافة إلى وجود اختلافات واضحة عديدة.
وكما سبق أن ذكرنا، كانت بلاد الأموريين – لفترة طويلة – خاضعة لبابل، فلا شك أنه قد وصل إليها القانون البابلي. وعندما اتصل الإسرائيليون بالحضارة البابلية بعد دخولهم إلى أرض كنعان (وهي جزء من بلاد الأموريين القديمة)، كان من الطبيعي أن يستخدموا ما أفرزته تلك الحضارة، مما وجدوه فيها نافعاً لهم وهنا لا يستطيع أحد – تحت أي ظروف – أن يفترض وجود اقتباس مباشر، فهناك أجزاء بارزة في شريعة موسى، وبخاصة الوصايا العشر (خر 20) – لا سيما في إيجازها الواضح – لا نجد لها مثيل في قوانين حمورابي.
(1) قانون حمورابي والنظم القانونية الأخرى: لقد بذلت محاولات لإثبات وجود علاقة بين قوانين حمورابي وبين نظم قانونية أخرى. فثمة تعليمات كثيرة في التلمود تذكرنا بقوانين حمورابي وبخاصة في الباب الرابع من “المشنا” والذي عنوانه “بيزيكين” أي “الأضرار” لكن يجب ألا يغيب عن بالنا أن اليهود في فترة السبي، لم يعرفوا قوانين حمورابي بالتفصيل، وإذا تصادف وجود بعض التشابهات، فذلك راجع إلى أن الكثير من نظم وقوانين حمورابي، ظلت قائمة في التشريع البابلي اللاحق، وقد اعتمد التلمود – في بعض أجزائه – على التشريع البابلي في اقتباس القواعد التي تتفق مع أهداف التلمود، فالارتباط بينهما إذاً، لم يكن ارتباطاً مباشراً.
يجب أن نأخذ في الاعتبار بنفس الكيفية، ذلك التشابه بين بقايا القوانين العربية القديمة، وبين ما يسمى بكتب القانون السوري الروماني (من القرن الخامس الميلادي)، وذلك على الرغم من أن بعضاً من هذه التوافقات قد جاءت وليدة الصدفة وحدها.
ومن المؤكد أن التشابه بين بعض القوانين الرومانية واليونانية وبين قوانين حمورابي، قد جاءت قبيل الصدفة، وهو أمر يبدو أكثر احتمالا حيث توجد تشابهات ملحوظة بوضوح بين قوانين حمورابي وبين نظم قانونية أخرى، وذلك في بعض النقاط، حتى وإن كنا لا نستطيع أن نكتشف بينها علاقة تاريخية، ومثال ذلك مجموعة قوانين الشعوب الصالية، وقانون الفرنجة الصاليين الذي جمع في 500 م، وهو أقدم مجموعة قانونية جرمانية محفوظة.
وحتى تتوفر لنا معرفة كاملة بكل مجموعات القوانين المفقودة، مثل القوانين الأمورية القديمة والبابلية الحديثة، يجب أن نتحفظ تماماً من التسرع في استخلاص النتائج. وعلى أي حال فان الحديث عن نقل مباشر مع وجود سلسلة طويلة من الحلقات الوسيطة، لهو ضرب من التهور والشطط.
قِنّة
ضرب من الصمغ العطر يجمع من نباتات مختلفة قيل أنه إذا أحرق كان له رائحة قوية وأنها ليست عطرة بالذات لكنها تقوي رائحة غيرها. وقد ذكر في خر 30: 34 مع عدة طيور يتركب معها فتصير بخورًا عطرًا. والكلمة العبرية “قدّة” وقد ترجمت “سليخة” في حز 27: 19. وقال عنها الانطاكي: “أنها صمغ يؤخذ من أشجار القنا أو مثله. منه الأصفر وهو الأجود وأبيض خفيف. وقد يغش بدقيق الباقلاء وصمغ البطم والاشق. والفرق في الخفة واللون وهي من الصموغ التي تبقى قواها عشر سنين”. ولا ينبت نباته في سورية أو فلسطين إنما ينبت في بلاد العجم.
قَنينة | قناني
(1 صم 10: 1 و2 مل 9: 1 واش 22: 24). لا نعلم من أية مادة كانت قنينة الدهن مصنوعة وربما كانت من الالباستر أو الفخار أو البلور.
القناة | القنوات
(1) عصا الرمح (1 أخبار 20: 5).
(2) مجرى اصطناعي للماء (2 مل 18: 17 و20: 20 و2 صم 17: 20 واش 7: 3 و36: 2). وكانت القنى بشكل مجرى قليل الانحدار يقطعه مستطيل. فان حفرت في تراب يبنون جوانبها بالحجارة. وإن مرّت بصخر ينقرون مجراها فيه. وقد ينقبون الجبل لتمر فيه من جانب إلى جانب. وبعض القنوات تسقف بحجارة لأجل نظافة الماء وبرودتها. وفي فلسطين آثار قنوات كثيرة صنعت لنقل الماء وبرودتها. وفي فلسطين آثار قنوات كثيرة كثيرة صنعت لنقل الماء إلى المدن أو لري الأراضي. والذي يهمنا ذكره الآن القنوات المؤدية إلى أورشليم في العهد القديم. ومن أقدمها القناة المنقورة في الصخر، وكانت تدخل الهيكل من الشمال. والقناة التي تسير من نبع العذراء إلى بركة سلوام، وعليها كتابة فينيقية يرجح تاريخها إلى القرن الثامن قبل المسيح. وهناك آثار قناة طولها 13 ميلًا وكانت تنقل الماء من برك سليمان عند بيت لحم إلى ساحة الهيكل وتسمى القناة السفلى. وهناك تقليد محتمل ينسب عمل هذه القناة إلى سليمان الملك.
وكانت أعظم تلك القنوات – القناة العليا التي يرجح أنها تدخل المدينة من باب يافا. ويظهر أن بانيها هو هيرودس لاستعمال الحصن والقصر اللذين بناهما على التلة الغربية، وقد اصطلح هذه القناة بيلاطس الوالي الروماني. وهي تسير من وادي الآبار حيث تمر في نفق طوله أربعة أميال تجتمع المياه فيه من ينابيع مختلفة وتخرج من النفق فتصب في بركة لترسيب ما يحمله الماء من حصى ورواسب. (). ثم يدخل الماء في نفق آخر طوله ثلث الميل وتقطع القناة الوادي الذي فيه برك سليمان في مكان أعلى من تلك البرك. وهناك ترتفع مئة وخمسين قدمًا عن القناة السفلى. ومن فنون الصنعة فيها الممص (السيفون) المصنوع من الحجر الكلسي وهو يقطع الوادي بين بيت لحم ومار الياس. ومن القنوات المذكورة في العهد القديم قناة البركة العليا التي أمر اشعياء أن يقف عندها لملاقاة آحاز (اش 7: 3). وعندها وقف رسول سنحاريب وأخذ يكلّم أهل أورشليم الذين كانوا على السوار (2 مل 18: 17 واش 36: 2). وكانت تجري فيها مياه جيحون وتدخل المدينة من جهة الغرب (2 أخبار 32: 30). وفي 7 مل 20: 20 يتكلم عن عمل حزقيا بركة سلوام والقناة التي تحمل الماء إليها (راجع أيضًا سفر يشوع ابن سيراخ 48: 19 واش 22: 9 و11).
قَهات ابن لاوي
اسم عبري ربما كان معناه “مجمع” وهو الابن الثاني للاوي وأبو قبيلة القهاتيين عاش 133 سنة ورزق أربعة بنين منهم عمرام أبو موسى، ويصهار أبو قورح الذي تمرد على ابن عمه موسى (عد 16: 1 و1 أخبار 6: 1 و16 و23: 6). وكانت له أخت اسمها يوكابد تزوجها ابنه عمرام، ومنها ولد له هارون ومريم ثم موسى النبي. فيكون عمرام قد تزوج عمته.
عشيرة القهاتيون | بني قهات
← اللغة الإنجليزية: Kohathites.
إحدى عشائر السبط اللاوي وقد انقسم القهاتيون إلى أربعة أقسام (عد 3: 27 و1 أخبار 23: 12). وكان في البرية ينصبون خيامهم جنوبي الخيمة وكان الموكلين على التابوت وأمتعة القدس والحجامة (عد 3: 29 – 31). فكانوا يحملونها على أكتافهم بعد ما يغطيها الكهنة. وكان لبني هارون القهاتيين في كنعان ثلاث عشرة مدينة في يهوذا وبنيامين وشمعون (يش 21: 4). ولبقية بني قهات عشر مدن في افرايم ودان ومنسى في غربي الأردن (يش 21: 5 و20). ومدنهم كانت أكثر من مدن الجرشونيين والمراريين. وكانوا من جملة الفرق التي رتبها داود (1 أخبار ص 25 و26). ومن الذين أعانوا على جلب التابوت إلى أورشليم (1 أخبار 15: 5). وقد حصلوا على غنى وشرف وكانوا من جملة المغنيين (2 أخبار 20: 19). ولما أحصى موسى الشعب في البرية كان عدد القهاتيين من الذكور من ابن شهر فصاعدًا 8600 (عد 3: 28). ومع أن أولاد لاوي ثلاثة كان القهاتيون أكثر من ثلث عدد اللاويين لما أحصاهم موسى لأن اللاويين كانوا 23000 (عد 26: 62). كان هارون القهاتي صاحب المركز الأول في الكهنوت واستمر التقدم في المركز للقهاتيين على الجرشونيين (عد 4 ويش 21 و1 أخبار 6 و15 و2 أخبار 29: 12). وبعد السبي لم نعد نسمح باسمهم ولكن ذكر أشخاص متسلسلون منهم برخيا بن آسيا بن القانة (1 أخبار 9: 16) الذي يرّجح أنه منهم، وبنو شلوم الذين رافقوا زربابل (عز 2: 42 قابل 1 أخبار 9: 17 و19 ونح 12: 25).
قَهَيْلاَتَة
اسم عبري معناه “مجمع” وهي محلة لبني إسرائيل مدة تيهانهم في القفر (عد 33: 22 و23). ويرّجح أنها كنتلة قرية بالقرب من بئر ماين.
القائد | قاد | القيادة
رئيس فرقة كبيرة أو صغيرة من العسكر. وكثيرًا ما تستعمل كلمة رئيس عوض قائد (يش 5: 14 و15) وجاءت بمعنى قائد وملك (1 صم 9: 16). لأن الملوك الأولين كانوا هم قادة الجيش بمجموعه. وكان يستدل على مقام القائد من عدد الرجال الذين تحت سلطته فكان قواد عشرة وقواد خمسين وقواد مئة وقواد ألوف (تث 19: 13). وكان رؤساء البيوت هم رؤساء الجند (2 أخبار 25: 5). وكان قواد الجيش من ذوي مشورة الملك (1 أخبار 13: 1). أما قائد جند الهيكل (أع 4: 1) فكان أحد الكهنة وكان يرئسه اللاويون الموكول إليهم المحافظة على الهيكل في داخله وما حوله.
قاد الدابة: سار أمامها أخذا بمقودها، وقاد الجيش: رأسه ودبر أمره ومفهوم القيادة يملأ صفحات الكتاب المقدس، فهو لا يوجد فقط في الكلمات التي تؤدي معنى القيادة ومشتقاتها، وهي ترد أكثر من 150 مرة في الكتاب المقدس، ولكنه يوجد في كلمات وعبارات أخرى عن مشيئة الله، وطريق الله والحكمة والصلاة وطرق الإنسان وسبله وخطواته، وكذلك عبارات مثل: أتى به أو جاء به أو حمله وأرشده، وهداه واراه وعلمه وغيرها.
أ – القيادة الإلهية: تؤكد كلمة الله أن الإنسان في حاجة إلى قيادة الله له. فيشهد ارميا النبي قائلا: عرفت يا رب أنه ليس للإنسان طريقه، ليس لإنسان يمشي أن يهدي خطواته (ارميا 23: 10). ويقول الحكيم: من الرب خطواته الرجل أما الإنسان فكيف يفهم طريقه (أم 24: 20). لذلك يلزم الإنسان أن يتضع، وأن يعتمد على الرب لإرشاده وتعليمه (مز 4: 25، 5، 9). والله أبونا (1 تس 11: 3) هو الذي يهدي أولاده. فقد اخرج الله شعبه القديم من مصر وقادهم في البرية، ثم إلى أرض الموعد (خر 6: 6 – 8، 13: 17 – 21، 15: 13، تث 4: 38، 39، 8: 2، 15، 11: 29: 5، إش 63: 7 – 14، عا 2: 10، عب 8: 9) وهو الذي سيأتي بهم ويجمعهم من أطراف الأرض (ارميا 7: 31 – 9). وهو الذي فكهم ورفعهم وحملهم كل الأيام القديمة (إش 8: 63، 9). وهو راعينا الذي يقودنا، وفي مراع خضر يربضنا، وإلى مياه الراحة يوردنا ويرد نفوسنا ويهدينا إلى سبل البر (مز 23، 20: 77، 52: 78، 1: 80، إش 11: 40، 10: 49)، بل ويهدينا حتى إلى الموت (مز 14: 48).
والرب يسوع المسيح، ابن الله، هو راعينا ومرشدنا، ففيه تتم مواعيد الله، فهو المسيح الرئيس (دانيال 25: 9، انظر أيضًا إش 4: 55) كما يعلن لنا العهد الجديد أنه رئيس الحياة (أع 15: 3، انظر أيضًا 31: 5)، وهو رئيس خلاصنا (عب 10: 2)، ورئيس الإيمان ومكمله (عب 2: 12) وقال عن نفسه: أن الراعي الصالح (يو 11: 10، 14) الذي يقود خرافه الخاصة ويذهب أمامها والخراف تتبعه (يو 3: 10، 4، 27، انظر أيضًا عب 20: 13، 1 بط 25: 2).
وقد دخل الرب يسوع إلى الأقداس السماوية كسابق لنا لكي يشفع فينا (عب 20: 6 انظر أيضًا 14: 4). وهو يستطيع أن يقودنا لأنه هو نور العالم (يو 12: 8)، وهو الطريق والحق والحياة (يو 6: 14)، وليس أحد يأتي إلى الآب إلا به (يو 2: 14).
كما أن الروح القدس يقود ويرشد أولاد الله (رو 14: 8). وقد رافق الروح القدس الشعب القديم لإرشادهم في تجوالهم في البرية (نح 20: 9، اش 10: 63، 11، انظر أيضًا مز 10: 143) وهو يرشدنا إلى جميع الحق، ويكشف للمؤمن معاني الإنجيل (يو 13: 16 – 15 انظر أيضًا 26: 14، 26: 15). وبالخضوع لقيادة الروح القدس، يتحرر المؤمن من نير الناموس، ويستطيع أن يتغلب على شهواته الجسدانية (غل 16: 5، 18). والروح القدس يرشد بتجديد الذهن وإنارته لمعرفة مشيئة الله (رو 2: 12، اف 23: 4، تي 5: 3، أع 29: 8) وبأقوال الأنبياء (أع 3: 13، 4 – انظر أيضًا 6: 16، 7).
ولأن الله يعرف ضعفنا البشري وجهالتنا، فإنه يقودنا لأنه رحيم بنا (رو 4: 2) وحنان علينا (إش 10: 49)، وغرضه أن يهدي قلوبنا إلى محبة الله، وإلى صبر المسيح (2 تس 5: 3)، وإلى البر (مز 8: 5، 3: 23، 8: 35 – 10) وفي طريق السلام (لو 79: 1، انظر أيضًا إش 8: 56)، وفي طريق ابدي أي طريق الحياة الأبدية والسلام (مز 24: 139، انظر أيضًا مز 11: 16، ارميا 16: 6)، وكل هذا من اجل اسمه (مز 3: 31) كما أن الروح القدس يعطي إرشاده استجابة للصلاة (تك 24: 12 – 14، 27، 48، إرميا 42: 2 – 22، انظر أيضًا لو 6: 12، 13).
ويمكن أن يقود الله بطريقة مباشرة بواسطة ملاك (خر 20: 23 – 23، إش 9: 63، أع7: 12 – 11)، أو بواسطة خدامه الأمناء (كما أرسل ناثان النبي لداود – 2 صم 12)، أو بالأحلام والرؤى (مت 1: 20، 2: 12 و13 و19 و22، أع 10: 3، 10 – 16)، أو بتوجيه من كلمة الله (يش 1: 7 و8، مز 19: 7 – 9، 11، 119: 35، 105)، أو بأن يمنح الشخص حكمة ومعرفة للحق (1مل 4: 29، أم 2: 1 – 12، 8: 20، 21، يع 1: 5، مز 25: 5، 43: 3)، أو بتنبيه وإنهاض من روح الإنسان، مثلما حدث مع الملك كورش (عز 1: 1) ومع زربابل وغيره – (حجي 14: 1)، بأن يغرس فكرة أو رغبة أو شوقا في قلب أو فكر الإنسان (انظر في 13: 2)، أو بصوت مسموع (1 صم 10: 3، اش 21: 30)، وقد يكون واضحا قويا أو هامسًا منخفضا ًخفيفًا (2 مل 12: 19).
وكثيرا ما يقود الله بطريقة غير مباشرة، كما من خلال الظروف، فمثلًا من باب الضرورة ذهبت راعوث لتلتقط ما تقتات به هي وحماتها فاتفق نصيبها في قطعة حقل لبوعز الذي من عشيرة أليمالك (راعوث 3: 2)، مما أدى في النهاية إلى زواجها الذي باركه الرب. ويمكن للمؤمن من أن يتأكد من أن هذا التوجيه له جاء من الله أو من الشيطان أو من خياله، وذلك لإحساسه بسلام الله الذي يغمر قلبه (كو 15: 3).
ومن طلب أرشاد الله والصلاة من أجل ذلك، يجب أن يكون المؤمن على استعداد كامل للتخلي عن رغباته الذاتية، وأن يتكل تماما على توجيه الله له في وقته، ويجب عليه أن ينتظر ثلاث إشارات واضحة، هي:
(1) كلمة الله (فهي المحك الموضوعي)، (2) إرشاد الروح القدس (الشاهد الباطني الذاتي)، (3) (الظروف) التي ترتبها العناية الإلهية. (فالمبدأ الكتابي هو ألا يثبت أي أمر إلا بشاهدين أو ثلاثة (تث 17: 6، 19: 15، مت 18: 28، 2كو 13: 1، 1 تي 5: 19، عب 10: 28، انظر أيضًا يو 5: 31 – 39). (). أما طلب علامة معينة فليس بالطريقة الصحيحة للحصول على الإرشاد، فقد كان هدف جدعون من استخدام الجزة، ليس معرفة مشيئة الله – لأن أمر الرب كان صريحًا – بل ليزداد يقينا منها (قض 36: 6 – 40).
وكثيرا ما يكون أرشاد الله لحياة المؤمن شرطيًا، فيشترط الاستعداد للطاعة (يو 17: 7)، لذلك كان مما يعطل إرشاد الله للمؤمن الأنانية أو عدم الرحمة (إش 10: 58، 11) والعناد (مز 8: 32، 9، ارميا 6: 11 – 8) والتذمر والعصيان (عد 14: 2 – 3 و27 و36 و39 – 45، إش 48: 17 و18)، وعدم الإخلاص أو الخداع بالرغبة فقط في الحصول على موافقة الله على طريق الإنسان الذاتية التي سبق أن صمم عليها (ارميا 42)، وعدم الصبر (حب 2: 3، 1صم 13: 8 – 14)، والتفاخر بالحكمة والاكتفاء الذاتي (أم 5: 3 – 7).
وسر الحصول علي إرشاد الله هو أخذ موقف داود: “أن أفعل مشيئتك يا إلهي، سررت وشريعتك في وسط أحشائي” (مز 40: 8)، فقد كان هذا موقف الرب يسوع المسيح (عب 10: 7، 9)، كما تعلن كلماته: “طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني واتمم عمله” (يو 4: 34، انظر أيضًا لو 22: 24).
(ب) القيادة البشرية: يذخر الكتاب المقدس بأمثلة من رجال أقامهم الله لقيادة آخرين فمن هؤلاء “موسى” (خر6: 13، 26، 27، 32: 34). “يشوع” (عدد 27: 18، 22؛ تث 34: 9؛ يش 1: 1 – 9). “داود” (مز111: 1 – 3؛ مز 78: 7، 72). وأبطال داود (1 أخ 11: 12) ورسل المسيح الاثنا عشر (مرقس 3: 13 – 19، 6 – 7 – 13، 30، 31) والرسول بولس (أع 9: 9، 10؛ 13: 1 – 3؛ 26: 16 – 18؛ أف 2: 19 – 23؛ تي 4: 12؛ تي 2: 2)، وأبفرودتس (في 2: 25، 26)، وأبفراس (1كو 1: 7، 8؛ 4: 12).
وبالإضافة إلى هؤلاء الأفراد، فان المسيح قد أعطى عددًا لا يحصى من الأفراد كعطايا للكنيسة ويتكون هؤلاء الأفراد من رسل وأنبياء ومبشرين ورعاة ومعلمين أو رعاة معلمين (أف 7: 4 – 13) فهو الذي يدعو الشخص ويقيمه (2 تي 9: 1 – 11)، ويعين له خدمته فيجعله قائدا أو صيادا للناس (مرقس 17: 1، انظر 1كو 11: 12، 18، 28). كما أن الشيوخ والشمامسة هم قادة يقيمهم الله (انظر أع28: 20) والحقيقة هي أنه حيث أن كل مؤمن عليه أن يكون شاهدا للمسيح ممثلا له أمام الآخرين، وعليه أن يتلمذهم ويعلمهم (أع 8: 1)، فهو قائد. فيجب أن يصبح كل مؤمن – نما ونضج – قائدا للشباب وللمؤمنين الجدد.
وتجب الطاعة للقائد المسيحي واحترامه، لخدمته ومسئولياته (عب 13: 7، 17، 24، 1تس 5: 12 و13، 1 تي 5: 17)، ومن الواضح أنه ليس من الخطأ أن يبتغي أحد أن يكون قائدا، إذ يكتب الرسول بولس إلى تلميذه تيموثاوس: أن ابتغى أحد الأسقفية (القيادة) فيشتهي عملًا أي خدمة ومسئولية وليست مركزًا صالحًا (1 تي 1: 3). ويجب على القائد أن يؤدي خدمته باجتهاد (رو 8: 12)، فهو الراعي الروحي) المنظور (لقطيع الرب، عليه أن يكون قدوة لهم وليس متسلطًا عليهم (1 بط 2: 5، 3). وقد عاش الرسول بولس حياة مثالية حتى استطاع أن يكتب للمؤمنين: اطلب إليكم أن تكونوا متمثلين بي (1 كو 16: 4)، وكونوا متمثلين في كما أنا أيضًا بالمسيح (1 كو 1: 11، في 17: 3)، لذلك كانت كل الصفات التي يجب أن تتوفر في الشيخ أو في الشماس، صفات تتعلق بحياتهم الشخصية (1 تي 1: 3 – 13، تي 5: 1 – 9).
والغاية من كل قيادة مسيحية هي الإتيان بكل نفس إلى علاقة حيوية وثيقة مع الله. لذلك يجب أن يكون القائد رجلا مملوءا من الإيمان (أع 3: 6 و5، 24: 11)، قادرًا على أن يعلم الآخرين معرفة المسيح معرفة اختيارية، وكيف يعبدون، وتكون لهم شركة قوية مع الله كما أن عليه أن يرشد ويتخذ القرارات (أع 2: 15، 6 – 30)، وأن يدافع عن الإيمان (تي 9: 1، يه 3، أع 28: 20 – 31)، وأن ينذر الذين بلا ترتيب، ويشجع صغار النفوس، ويسند الضعفاء (1 تس 14: 5).
ومن الجانب الآخر، يجب على القائد أن يكون خادما رغم إنه القائد والمعلم (مت 26: 20، 27)، فالقيادة المسيحية معناها الخدمة والرعاية الحبية وليست السيادة أو التسلط أو المنفعة الذاتية. فيجب أن يتعلم أن يحب الناس، وأن يعرف كل فرد في القطيع، أن يمنح كل واحد منهم اهتمامه وعنايته لبنيانهم روحيا فنرى الرسول بولس يمتدح تيموثاوس قائلا: لأن ليس أحد آخر نظير نفسي يهتم بأحوالكم بإخلاص، إذ الجميع يطلبون ما هو لأنفسهم، لا ما هو ليسوع المسيح وأما اختياره فانتم تعرفون إنه كولد مع أب خدم معي لأجل الإنجيل (في 19: 2 – 23).
ويقول عن نفسه: من يضعف وأنا لا اضعف؟ من يعثر وأنا لا التهب؟ (2 كو 29: 11) كما يقول للكنيسة في تسالونيكي: بل كنا مترفقين في وسطكم كما تربي المرضعة أولادها: هكذا إذا كنا حانين إليك، كنا نرضى أن نعطيكم لا أنجيل الله فقط بل أنفسنا أيضًا، لأنكم صرتم محبوبين إلينا.. أنتم شهود والله كيف بطهارة وبير وبلا لوم كنا بينكم أنتم المؤمنين.. كنا نعظ كل واحد منك كالأب لأولاده (1 تس 7: 2 – 11).
قائد المئة | قائد مائة
قائد المئة Centurion هو ضابط في الجيش الروماني، تحت إمرته مئة من الجنود (مئة عسكري). وكانت الكتيبة عادة تتكوَّن من نحو 600 جندي أي كان بها ستة من قادة المئات وكانت الفرقة تتكون من نحو 6,000 جندي أي من عشر كتائب. وكان في كل فرقة ستة أمراء يخضع لهم قادة المئات.
وكان لقائد المئة سلطة واسعة، إذ كان القائد المسئول عن حِفظ الأمن والنظام في المجتمع، وحفظ الضبط والربط بين جنوده المئة، وقيادتهم في الحرب، وإصدار القرارات حسب مقتضى الحال. وكثيرًا ما كان قائد المئة يرتقى من الصف لخبرته ودرايته بعمله، ولحسن تصرفاته في المواقف المختلفة. وكان يمكن أن يرتقى إلى وظائف أعلى فيصبح مثلا قائد المئة الأول في الكتيبة ثم في الفرقة.
وكان على قائد المئة العديد من الواجبات، فكان عليه الإشراف على تنفيذ العقوبات وبخاصة عقوبة الإعدام (مت 27: 54، مرقس 15: 39 – 45، لو 23: 27)، كما كان مسئولًا عن كل جنوده، سواء كانوا من الرومانيين أو من المرتزقة (غير الرومانيين). وكان مركز قائد المئة مركزًا مرموقًا يحصل منه على دخل جيد. ويذكر في العهد الجديد ستة من قادة المئات.
ومن بين قوّاد المئات المذكورين في الكتاب المقدس:
قائد المئة في كفرناحوم، الذي جاء إلى الرب يسوع يلتمس منه شفاء غلامه المطروح في البيت مفلوجًا معذبًا (مت 5: 8 – 13، لو 2: 7 – 10).
قائد المئة الذي كان يشرف على تنفيذ حكم الصلب في المسيح (مرقس 39: 15؛ لو 47: 23).
قائد مئة في قيصرية اسمه كرنيليوس، الذي اعتنق المسيحية عقب شهادة الرسول بطرس له، بعد تردده في الكرازة بالإنجيل للأمم، لولا أن الرب أعلن له الحق في رؤيا خاصة “(أع 1: 10 – 45).
قائد المئة المذكور في سفر أعمال الرسل (قائد المئة المشرف على عملية الجلد) (22: 25، 26): والذي كان سبباً في نجاة الرسول بولس من المجلد. فعندما مدّوا الرسول بولس للجلد بالسياط، وسأل الرسول بولس قائد المئة: “أيجوز لكم أن تجلدوا إنسانًا رومانيًا غير مَقْضي عليه؟” امتنع قائد المئة عن جلد الرسول، وذهب إلى الأمير واخبره بذلك، مما أدى إلى عدم جلد الرسول بولس (أع 25: 22 – 29).
قائد المئة الذي استدعاه الرسول بولس وطلب منه أن يذهب بابن أخته إلى الأمير ليخبره بأمر المكيدة التي دبرها بعض اليهود لاغتيال الرسول بولس (أع 23: 12 – 21).
اثنين من قواد المئات مع أمير كتيبة أورشليم وقت بولس.
قائد مئة من كتيبة أوغسطس اسمه يوليوس، سلموا له بولس الرسول وأسرى آخرين لكى يذهب بهم من قيصرية إلى روما للمحاكمة هناك (أع27: 1). ولما انكسرت بهم السفينة فى العاصفة، منع يوليوس هذا العسكر من أن يقتلوا الأسرى مخافة هروبهم. لأنه كان يريد أن يخلص بولس (أع 27: 42، 43).
إسماعيل ابن يهوحانان: قائد مائة في جيش يهوذا (2 أخبار 23: 1).
قائد المئة صاحب العبد المفلوج في كفرناحوم
عندما دخل يسوع كفرناحوم أتى إليه قائد مئة Centurion، يلتمس منه شفاء غلامه المطروح في البيت مفلوجًا معذبًا جدًا لأنه كان يؤمن تمامًا أن ليسوع سلطانًا على مختلف الأمراض مثلما كان له هو سلطان على جنوده (مت 5: 8 – 13، لو 2: 7 – 10). لقد كان متواضعًا رغم علوّ مركزه، فجاء إلى الرب يسوع معترفًا بعجزه، كما كان شديد الاهتمام بغلامه، حتى تعجب الرب من إيمانه وقال: الحق أقول لكم لم أجد في إسرائيل إيماناً بمقدار هذا “.
وكان هذا الرجل بشهادة المحيطين به حتى شيوخ اليهود رجلًا يحب أمة اليهود ويساعدهم: “إِنَّهُ مُسْتَحِقٌ أَنْ يُفْعَلَ لَهُ هذَا، لأَنَّهُ يُحِبُّ أُمَّتَنَا، وَهُوَ بَنَى لَنَا الْمَجْمَعَ” (مت 8: 4، 5)، لدرجة أن جاء معه آخرين إلى السيد المسيح و “طَلَبُوا إِلَيْهِ بِاجْتِهَادٍ” أن يساعد الرجل. وبالفعل تم شفاء الغلام، “وَرَجَعَ الْمُرْسَلُونَ إِلَى الْبَيْتِ، فَوَجَدُوا الْعَبْدَ الْمَرِيضَ قَدْ صَحَّ” (مت 5: 8 – 13، لو 2: 7 – 10).
الغلام المفلوج عبد قائد المئة في كفرناحوم
كان هذا العبد الغلام “عَزِيزًا عِنْدَ” قائد المئة (لو 7: 2)، فعندما عرف بدخول السيد المسيح إلى كفرناحوم، أسرع إليه ليسأله أن يشفي عبده. وكان الرجل عظيم الإيمان لدرجة أوضحها السيد المسيح، حيث قال له: “يَا سَيِّدُ، لاَ تَتْعَبْ. لأَنِّي لَسْتُ مُسْتَحِقًّا أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفِي. لِذلِكَ لَمْ أَحْسِبْ نَفْسِي أَهْلاً أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ. لكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَيَبْرَأَ غُلاَمِي” (لو 7: 6، 7). وبالفعل تم شفاء الغلام، “وَرَجَعَ الْمُرْسَلُونَ إِلَى الْبَيْتِ، فَوَجَدُوا الْعَبْدَ الْمَرِيضَ قَدْ صَحَّ” (مت 5: 8 – 13، لو 2: 7 – 10).
شيوخ اليهود الذين طلبوا من المسيح شفاء عبد قائد المائة
من ضمن الذين تشفَّعوا لدى السيد المسيح لشفاء عبد قائد المئة كان مجموعة من شيوخ اليهود، وأخبروا السيد المسيح عن قائد المائة: “إِنَّهُ مُسْتَحِقٌ أَنْ يُفْعَلَ لَهُ هذَا، لأَنَّهُ يُحِبُّ أُمَّتَنَا، وَهُوَ بَنَى لَنَا الْمَجْمَعَ” (مت 8: 4، 5)، و “طَلَبُوا إِلَيْهِ بِاجْتِهَادٍ” أن يساعد الرجل. وبالفعل تم شفاء الغلام، “وَرَجَعَ الْمُرْسَلُونَ إِلَى الْبَيْتِ، فَوَجَدُوا الْعَبْدَ الْمَرِيضَ قَدْ صَحَّ” (مت 5: 8 – 13، لو 2: 7 – 10).
المرسلون في معجزة شفاء عبد قائد المائة في كفرناحوم
بعد أن أتم السيد المسيح معجزة شفاء عبد قائد المئة (مت 5: 8 – 13، لو 2: 7 – 10)، “رَجَعَ الْمُرْسَلُونَ إِلَى الْبَيْتِ، فَوَجَدُوا الْعَبْدَ الْمَرِيضَ قَدْ صَحَّ”. وربما كانوا من خدم أو أسرة قائد المئة، عادوا ليطمأنوا على حال الغلام.
قُورَح ابن عيسو وأهوليبامة
← اللغة الإنجليزية: Korah – اللغة العبرية: קֹרַח.
اسم عبري معناه “قرع” وهو اسم:
ابن عيسو الثالث من أهوليبامة (تك 36: 5 و4 و18 و1 أخبار 1: 35).
قُورَح ابن أليفاز، حفيد عيسو
← اللغة الإنجليزية: Korah – اللغة العبرية: קֹרַח.
اسم عبري معناه “قرع” وهو اسم:
ابن اليفاز بن عيسو (تك 36: 16).
قُورَح ابن يصهار، صديق داثان وأبيرام
← اللغة الإنجليزية: Korah – اللغة العبرية: קֹרַח.
اسم عبري معناه “قرع” وهو اسم:
ابن يصهار بن قهات بن لاوي (خر 6: 18 و21 و24). وكان في مقدمة الثائرين على موسى وهارون واتحد معه داثان وأبيرام وأون من سبط رأوبين. وكانت غايتهم تحويل الرئاسة من موسى إلى سبط رأوبين.
واتحد معهم 250 من رؤساء الجماعة وتوجهوا إلى موسى وهارون واتهموهما بأنهما مترئسان جورًا على الجماعة. فاستشهد موسى الرب فأجابه الرب بأن انشقت الأرض وابتلعت جميع جماعة قورح وداثان وأبيرام وخرجت نار من عند الرب وأكلت المئتين والخمسين الذين معهم (عد ص 16 و26: 9 و27: 3). وأما نسل قورح فعاشوا واشتهروا في خدمة الهيكل (1 أخبار 6: 22 و37 و9: 19). وقد ذكر يهوذا قورح في رسالته مقرونًا مع اسم قايين وبلعام (يه 11).
قُورَح ابن حبرون
← اللغة الإنجليزية: Korah – اللغة العبرية: קֹרַח.
اسم عبري معناه “قرع” وهو اسم:
ابن حبرون من نسل يهوذا (1 أخبار 2: 43).
القُورحيّون | بني قورح | بنو قورح
(عد 26: 58) نسل قورح بن يصهار بن قهات بن لاوي وقد اشتهر بعضهم بالغناء بين زمرة القهاتيين (2 أخبار 20: 19). واسمهم في عنوان أحد عشر مزمورًا من المزامير وهي: 42 و44 – 49 و84 و85 و87 و88 كان منهم بوابون (1 أخبار 9: 17 – 19 و26: 19). وأحدهم وهو مسّلميًا وكيلًا على المطبوخات وبواب باب خيمة الاجتماع (1 أخبار 9: 31). وكان هيمان المغني وصموئيل النبي بين القورحيين (1 أخبار 6: 33 – 38).
قورح، داثان، أبيرام
قورح وداثان وأبيرام Corah, Dathan and Abiram هم شخصيات من ضمن مقاومي موسى النبي، وذُكِروا في سِفر العدد:
قُورَحُ بْنُ يِصْهَارَ بْنِ قَهَاتَ بْنِ لاَوِي.
دَاثَانُ ابْن أَلِيآبَ.
أَبِيرَامُ ابْن أَلِيآبَ.
كانت غايتهم تحويل الرئاسة من موسى إلى سبط رأوبين، واتحد معهم 250 شخصًا من رؤساء الجماعة، ثم انشقت الأرض وبلعتهم جميعًا (عد ص 16 و26: 9 و27: 3).
قُوري ابن شلوم
اسم عبري معناه “حجل” وهو اسم:
قورحي ابن شلوم ومشليما (1 أخبار 9: 19 و26: 1).
قُوري البواب اللاوي
اسم عبري معناه “حجل” وهو اسم:
بواب لاوي وهو ابن يمنة كان وكيلًا على المتبرع به لله وعلى الباب الشرقي (2 أخبار 31: 14).
القَوْس | الأقواس
السهم والقوس – وهو سلاح يمكن أن يستعمله المشاة أو راكبو الخيل، وقد صُنعت السهام أولًا من خشب خفيف، والقوس من خشب مرن أو نحاس (مزمور 18: 34) أما الوتر فكان يصنع من شعر الخيل أو الجلد وكانت القوس تخطئ أحيانًا (مزمور 78: 57) إذ تنثني إلى الوراء فتجرح صاحبها، أو أنها تضعف فلا توصل السهم إلى غايته. وكانت السهم أحيانًا مسمومة (أيوب 6: 4) كما كان بعض المقاتلين يضعون جمرًا في طرف السهم ليشعل النار في العدو (مزمور 120: 4).
قَوْس قُزَح
نصف دائرة ملونة تحدثها أشعة الشمس على نقطة الماء الساقطة وتظهر بأجلى بيان إذا كان الناظر بين الشمس من الجانب الواحد والسحاب من الجانب الآخر. وتظهر أيضًا بقرب الشلالات والنوافير بداعي ما ينعقد من غبار البخار المتكون من نقيطات الماء. ويتكون قوس قزح في الجو عند نهاية المطر ولذلك جعله الله علامة ميثاق بينه وبين الناس.
إنه لا يهلكهم بطوفان آخر (تك 9: 12 – 17) ونظرًا لبهاء قوس قزح ذكر في الكتاب المقدس أنه حول عرش المسيح في السماء (رؤ 4: 3). وقال عنه حزقيال (1: 28) “هذا منظر شبه مجد الرب”. ويشوع بن سيراخ وصفه بأنه “يمنطق السماء بمنطقة مجد” (43: 12). وفي رؤيا يوحنا (10: 1) ملاك نازل من السماء متسربل بسحابة وعلى رأسه قوس قزح.
ويسمى أيضًا: القوس الذي في السحاب وقول الرب في تك 9: 13 “وضعت قوسي في السحاب فتكون علامة ميثاق بيني وبين الأرض” فإن البعض فسروه بأن الرب خلق قوس القزح بعد الطوفان. وأنه قبل ذلك لم يكن موجودًا. والبعض الآخر يفسّرها بعكس ذلك ويقولون: انه خلق وخلقت خصائص الماء والضوء وانكساره وتحليله الذي يولد قوس قزح على أثر المطر في الأيام الستة الأولى واسترح الله من الخلق بعدها.
وإن الرب إنما اتخذ قوس السحاب كعلامة عهد بعد الطوفان. (). وإن الله قال بعد الطوفان “وضعت” قوسي في السحاب بمعنى أنه في ذلك الوقت لم يخلق القوس بل كان القوس مخلوقًا منذ بدء الخليقة إنما أعلن عهد الرب فيه في أيام نوح.
قُوشيّا | قوشايا
(1 أخبار 15: 17) أبو ايثان وهو أحد المغنين المراريين ويسمى أيضًا قيشي (1 أخبار 6: 44).
قُوص
اسم عبري معناه “شوك” وهو رجل من سبط يهوذا (1 أخبار 4: 8).
قُوع
قبيلة اشتركت مع البابليين في مهاجمة أورشليم (حز 23: 23). ويرّجح أنها القبيلة التي تسمى “قوتو” في وثائق الآشوريين وسكنت شرقي نهر الدجلة.
قُوق
اسمه العبراني “قاءث” مشتق من فعل “قاء” المشابه لفظًا للفعل العربي “قاء”.
قاعت
فكلمة قاعت معناها المتقيء. ويعد من الطيور النجسة حسب الشريعة الموسوية التي لا يؤكل لحمها (لا 11: 18 وتث 14: 17). وذكر أنه يسكن البرية ويأوي إلى أماكن الخراب في أدوم ونينوى (اش 34: 11 وصف 2: 14). ويعتقد أنه هو الطائر المعروف بالحوصل الذي يسميه أهل مصر بالبجعة واسمه العملي Pelecanus onocrotalus وهو على هيئة الوزّ غير أنه أكبر حجمًا طوله من طرف منقاره إلى طرف ذنبه من 5 إلى 6 أقدام. وطول منقاره 16 قيراطًا والمنقار السفلي مشقوق بالطول يتدلى من جانبه حوصل يخزن فيه السمك إلى أن يصل إلى وكره ثم يقذفه منه ومعنى اسمه المتقيء أو القاذف كما مر. ويسع هذا الحوصل رطلين أو ثلاثة. وعلى طرف المنقار العلوي شص أحمر. ويكثر وجوده في مستنقعات وادي الأردن ونهر العاصي في سوريا، وفي نواحي الحولة وبحيرة طبرية. وبعد ما يشبع سمكًا يطير إلى البراري والأماكن المهجورة ويجثم هناك ومنقاره مرتكز على صدره كأنه الآسف (مز 102: 6). ويشار به إلى الوحشة والدمار (اش 34: 11 وصف 2: 14).
. قُولايا البنياميني
اسم عبري ربما كان معناه “قول يهوه” وهو اسم بنياميني (نح 11: 7).
قُولايا أبو آخاب النبي الكذاب
اسم عبري ربما كان معناه “قول يهوه” وهو اسم:
أبو النبي الكذاب آخاب (ار 29: 21).
قامة
أُوصي العبرانيون أن لا يرتكبوا “جورًا في القضاة ولا في الوزن ولا في الكيل” (لا 19: 35 و36).
ويظن أن أصل جميع ذلك كان محفوظًا في المقدس وأنهم أُوصوا بأن يأخذوا عن هذا الأصل أوزانًا ومكاييل ومقاييس مضبوطة (تث 25: 13 – 15). ولما خرب الهيكل فقدت الأصول المشار إليها فالتزم الشعب أن يستعمل الأوزان والمكاييل والمقاييس الدارجة بين الشعوب استوطنوا بينهم وذلك ما يزيد صعوبة البحث فيها.
كان أصل قياس الطول بعض أعضاء الجسم غير أن العبرانيين اختلفوا عن بقية الأمم في أهم أخذوا الأقيسة من الطرف العلوي فقط ومن علوا الجسم. فاستعملوا الإصبع (ار 52: 21). وهو عرض الإصبع وطوله نحو تسعة أعشار القيراط أو ثلاثة أرباع الإنش الإنكليزي (البوصة inch) و6 و18 ميليمتر.
القيامة
← اللغة الإنجليزية: Resurrection – اللغة اللاتينية: resurrectio – onis – اللغة العبرية: תחיית המתים – اللغة اليونانية: Ανάσταση – اللغة القبطية: anactacic (أناستاسيس / أنسطاسيس) – اللغة الأمهرية: ትንሳኤ (تينيساي).
تتضمن القيامة بحسب تعليم الكتاب المقدس قيامة الأجساد وتغيير هذه الأجساد وبقاءها إلى الأبد. فيختلف هذا التعليم إذن عن عقيدة المصريين القدماء التي تقول بأن الـ “باء” أو الشخصية الهيولية للإنسان الميت كانت تقوم بزيارة جسمه المحنّط من وقت إلى آخر. ويختلف أيضًا هذا التعليم عن الرأي الذي قال به الفيلسوف اليوناني افلاطون أن النفس هي الخالدة فحسب. ويختلف أيضًا عن القيامة والعودة إلى الأرضية المألوفة كما حدث في قيامة ابن أرملة نايين (لو 7: 11 – 17). وكما حدث أيضًا في قيامة لعازر (يو 11: 1 – 44). ويمكن أن ندرس موضوع القيامة بحسب ما يأتي:
أولًا: القيامة في العهد القديم:
يظهر من الإيمان بالإثابة والجزاء الوارد في أيوب 19: 25 – 27 بأن القيامة مفهومة ضمنًا. وكذلك تذكر القيامة ضمنًا في المواضع التي يعبّر فيها عن رجاء الحياة الآتية مع الله وفي حضرته في المزامير (مثلًا 16: 9 – 11 و17: 15 و49: 15 و73: 24) ويحدثنا اشعياء 26: 19 عن قيامة المؤمنين، وكذلك يعلم دانيال 12: 2 عن قيامة البعض للحياة الأبدية وقيامة آخرين للعار والإزدراء الأبدي ويصف حزقيال في إصحاح 37 نوعًا من القيامة يرمز إلى نهوض شعب الله.
ثانيًا: القيامة في العهد الجديد:
أ. قيامة المسيح: اخبر المسيح بقيامته من بين الأموات مرّات عديدة قبل صلبه وموته ودفنه (مت 12: 38 – 40 و16: 21 و17: 9 و23 و20: 19 و27: 63 ومر 8: 31 و9: 9 و31 و10: 34 و14: 58 ولو 9: 22 و18: 33 ويو 2: 19 و21). لكن لم يدرك التلاميذ هذه الأقوال تمامًا إلاّ بعد قيامة المسيح من بين الأموات. وأصبحت قيامة المسيح إحدى الدعائم الأساسية القويمة التي بنيت عليها مناداة الرسل فكان محور تبشيرهم أن المسيح قد قام من بين الأموات (أع 2: 32 و1 كو 15: 4). وتقدّم الأناجيل وسفر أعمال الرسل ورسائل العهد الجديد براهين وحججًا للقيامة لا يمكن أن يتطرق إليها الشك وهي:
1. القبر الفارغ: تحقق لنا الأناجيل الأربعة بأن القبر الذي وضع فيه جسد يسوع بعد الصلب وُجد في فجر أحد القيامة فارغًا خاليًا خاويًا (مت 28: 6 ومر 16: 6 ولو 24: 6 ويوحنا 20: 1 و2). وإن لفائف الكتّان والأربطة التي لفّ بها جسد يسوع وربطت حول رأسه وجدت موضوعة بكيفية جعلت يوحنا يوقن بأن جسد المخلص خرج من هذه اللفائف والأربطة بطريقة معجزية من دون أن تُحَلّ اللفائف أو تفك الربط (يو 20: 5 – 8). (). وقد أوضح الملاك حقيقة القبر الفارغ بالقول “إنه قد قام” (مت 28: 6). وقد حاول بعض قادة اليهود ورؤسائهم أن يفسروا حقيقة القبر الفارغ بأن ادّعوا أن تلاميذه سرقوا الجسد (مت 28: 12 – 15).
ولكن يظهر بطلان هذه الأكذوبة في أن تلاميذ يسوع نادوا بالقيامة محققين إياها بالرغم عما جلبت عليهم هذه المناداة من السجن والموت. وقد حقق بطرس القيامة بشجاعة وقوة في أورشليم (أع 2: 32) حيث كان القبر الذي وضع فيه جسد يسوع قريبًا وكان في استطاعة أي إنسان أن يراه فارغًا.
2. ظهور المسيح بعد القيامة: ظهر المسيح بعد القيامة لشهود كثيرين في أماكن عديدة متفرقة يبعد أحدها عن الآخر مسافات شاسعة، وقد ظهر أيضًا في ظروف ومناسبات متعددة ومتباينة:
أ. فقد ظهر لمريم المجدلية (مر 16: 9).
ب. ولبعض النساء التلميذات (مت 28: 9).
ج. ولبطرس (1 كو 15: 5).
د. وللتلميذين الذين كانا ذاهبين إلى عمواس (لو 24: 15 – 31).
ه. وللرسل العشرة وفي هذه المرة لمسوا يسوع وجسوه، واكل أمامهم فأثبت لهم أنهم لا يرون رؤيا بل يرون حقًا المسيح المقام (لو 24: 36 – 43).
و. وظهر للإحدى عشر رسولًا وتوما معهم ولم يكن توما موجودًا في المرة السابقة التي ظهر فيها المسيح للرسل ولذلك شك ولم يؤمن إلا لما ظهر لهم يسوع وتوما معهم (يو 20: 21 – 28).
ز. ظهر لسبعة من التلاميذ الذين كانوا يصطادون في بحر الجليل (يو 21: 1 – 24).
ح. وظهر للأحد عشر رسولًا في الجليل (مت 28: 16 و17).
ط. وظهر لخمس مئة من المؤمنين (1 كو 15: 6). وربما تم هذا الظهور في نفس الوقت الذي ظهر فيه للأحد عشر رسولًا في الجليل.
ي. ثم ظهر ليعقوب (1 كو 15: 7).
ك. وظهر للأحد عشر رسولًا فوق جبل الزيتون عند الصعود (أع 1: 2 – 9).
ل. ثم ظهر لشاول الطرسوسي وقت أن كان عدوًا للمسيحيين وكان ذاهبًا إلى دمشق ليضطهدهم (أع 9: 1 – 5). وهذه السحابة من الشهود الكثيري العدد تؤيد من غير شك، حقيقة قيامة يسوع المسيح من بين الأموات كحقيقة تاريخية ثابتة.
3. التغير الذي حدث في حياة التلاميذ: فقبل أن رأى التلاميذ يسوع المقام وقبل أن سمعوه كانوا في حالة ذريعة من اليأس والخوف (لو 24: 17 – 21 ويو 20: 19). أما عندما رأوا المسيح المقام وعندما سمعوه، وعندما حلّ عليهم الروح القدس الذي أرسله إليهم حدث تغير عجيب معجزي في حياتهم فتحولوا من اليأس إلى الرجاء، ومن الخوف إلى الثقة والاطمئنان. وانطلقوا ينادون بالمسيح المصلوب المقام غير هيّابين ومن دون خوف أو وجل.
4. إقامة العبادة المسيحية في اليوم الأول من الأسبوع: كان يوم السبت هو العبادة عند اليهود وفقًا للوصية الرابعة (خر 20: 8 – 11). إلا أن المسيحيين الأولين وكان كثيرين منهم من أصل يهودي، كانوا يجتمعون في اليوم الأول من الأسبوع للعبادة وكسر الخبز (أع 20: 7 و1 كو 16: 2) وما حدث هذا التغيير إلا إكرامًا لقيامة المسيح التي تمت في يوم الأحد.
إن قيامة المسيح برهان قوي على أنه ابن الله (يو 20: 28 ورو 1: 4). وهي التي تحقق لنا خلاصنا من الخطيئة (1 كو 15: 17) وتبريرنا (رو 4: 25) وهي مصدر قوة الحياة المسيحية (فيلبي 3: 10). وهي أقوى ضمان للمؤمنين به على أنهم سيقومون من بين الأموات (1 كو 15: 12 – 23).
ثالثًا: القيامة العامة:
لقد علم المسيح بوضوح بأن الموتى سيقومون. ولقد نقض حجَّة الصدوقيين الذين كانوا ينكرون القيامة، من أساسها. وأوضح لنا أنه بعد القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون وأنه لا يكون بعدها موت جسدي (مت 22: 23 – 33 ومر 12: 18 – 27 ولو 20: 27 – 38). وكثيرًا ما نرى تعليم المسيح عن القيامة العامة مرتبطًا بتعليمه عن الدينونة النهائية (مت 11: 22 و24 و12: 41 و42 و25: 31 – 46 ويو 5: 28 و29).
وقد علم الرسل أيضًا عن القيامة العامة التي فيها يقوم الأبرار والخطاة (أع 24: 15) عند الدينونة الأخيرة (رؤيا 20: 12 و13). ويظن بعضهم أن “القيامة الأولى” المذكورة في رؤيا 20: 5 تشير إلى قيامة أجساد الشهداء، ويظن آخرون أن هذه العبارة تشير إلى انتقال أرواح المؤمنين إلى السماء. ويصف الكتاب المقدس جسد المؤمنين في القيامة بأنه يكون في “عدم فناء” وفي “مجد” وفي “قوة” (1 كو 15: 42 و43)، وبأنه سيتغير إلى شبه جسد المسيح المجيد (فيلبي 3: 21). ويستخدم الرسول بولس القيامة كحافز للمؤمنين ليحفظوا أجسادهم نقيّة وليتجنبوا الخطايا الجسدية (1 كو 6: 13 و14).
قَيافا رئيس كهنة اليهود
← اللغة الإنجليزية: Joseph Caiaphas – اللغة العبرية: יְהוֹסֵף בַּר קַיָפָא – اللغة اليونانية: Καϊάφας.
اسم أرامي ربما كان معناه “صخرة” وهو رئيس كهنة لليهود سنة 27 – 36 ميلادية وكان حاضرًا وقت القضاء على المسيح بالصلب (يو 11: 49 – 51) وكانت هذه الوظيفة في ابتداء أمرها تدوم مدة حياة متقلدها إلا أن الدولة الرومانية في ذلك الوقت كانت تنصب رئيس الكهنة أو تعزله حسب مشيئتها. ولما أقام المسيح لعازر من الأموات قام المجمع اليهودي ضده خوفًا من امتداد سطوته وهذا ما جعل قيافا يفكر في قتله.
وإذ ذاك نطق بنبوة لم يكن يفهم معناها (يو 11: 51 و52). وبعد القبض على المسيح أُتي به أمامه وبعدما حاول أعداؤه عبثًا أن يجدوا شهادة تكفي لإثبات حكم الموت عليه سأله قيافا: “أأنت هو المسيح ابن الله؟” فلما أجاب يسوع بالإيجاب تظاهر قيافا بالاشمئزاز من جوابه وحسبه تجديفًا وقال إنه غير محتاج إلى شهود بعد، فحكموا عليه بصوت واحد بالموت (مت 26: 65 – 68). غير أنه إذ لم يكن لهم أو لرئيسهم قوة لتنفيذ هذا الحكم أخذوا المسيح إلى بيلاطس الحاكم الروماني (يو 18: 28) لكي يأمر بصلبه. وقيافا هذا بعد القيامة كان من جملة الذين أُتي ببطرس ويوحنا أمامهم للحكم عليهم (أع 4: 6). وقد طرده الرومانيون من وظيفته سنة 36 م.
قِيثارة
(1 كو 14: 7 ورؤ 5: 8 و14: 2 و15: 2 و18: 22) هي آلة الطرب المعهودة. وهي قديمة العهد استعملها الساميون قبل المصريين لأن الآثار المصرية تبين أن الضاربين بالقيثار كانوا من المهاجرين الساميين. وأقدم أثر للآلات الموسيقية ذات الأوتار وجد في تلوح في جنوبي بابل – وهي آلة كبيرة ذات أوتار عديدة يظهر أنها من أنواع القيثارة. ووجد نماذج منها في أور وخورساباد وكيونجك ونمرود وهذه تشبه صورة الآلات التي استعملها الساميون في مصر، ولكنها ذات صندوق صوتي أكبر ومتقنة الصنع. وهذه النماذج تختلف في عدد أوتارها. ورسمت على العملة اليهودية آلات موسيقية ذات أوتار تشبه القيثارة. وربما كانت الكلمة العبرية “كنور” تشير إلى القيثارة وليس إلى العود كما ورد في بعض الترجمات (مز 43: 4 وغيره).
قِيدار | خيام قيدار
اسم سامي معناه “قدير” أو “أسود” أو “داكن البشرة” وهو اسم الابن الثاني من أبناء اسماعيل بن إبراهيم (تك 25: 13؛ 1 أخ 29: 1). وهو أب لأشهر قبائل العرب وتسمى بلادهم أيضًا قيدار (اش 21: 16 وار 49: 28). وكانوا في الغالب رعاة متبدين يعيشون في خيام سود وهم البدو (خيام قيدار tents of Kedar أو tents of Qedar نش 1: 5) إلا أن بعضهم كانوا متمدنين يسكون المدن وهم الحضر (اش 42: 11). وكانوا أصحاب مواشي كثيرة وهم بارعون في الحرب ولاسيما في الرمي بالقوس وكان يحاربهم الآشوريون. وقد نكّل بهم نبوخذنصر حين زحف بعسكره إلى بلادهم وخربها.
وقد وجد في تلّ المسخوطة في وادي طوميلات في مصر وعاء من فضة نقش عليه بالحروف الأرامية الاسم “قينو ابن جشم ملك قيدار”. ومن هنا نعلم أن جشم المذكور في نح 2: 19 و106 و2. كان ملك قيدار وأن سلطته كانت تمتّد من شرقي الأردن إلى حدود مصر.
وقيدار هو جد القبائل العربية التي يطلق عليها هذا الاسم في النبوات الكتابية من عصر سليمان إلى زمن السبي البابلي. وفي نبوة إشعياء عن بلاد العرب (إش 13: 21 – 17) تذكر “قيدار” مع الدادنيين وتيماء “وكيف أنه في مدة سنة… يفني كل مجد قيدار (إش 16: 21 – وهو ما يدل على ما بلغته من عظمة في ذلك الوقت – انظر أيضاً حز 21: 27) و” بقية عدد قسى أبطال بني قيدار (وهو ما يدل على قوتها الحربية) تقل لأن الرب إله إسرائيل قد تكلم “(عد 17).
ويذكر إرميا النبي قيدار مع ممالك حاصور التي ضربها نبوخذراصر ملك بابل (إرميا 28: 49) ومع أنه لا توجد مراجع تاريخية عن زحف نبوخذراصر ملك بابل على قيدار، إلا أن أشوربانييال ملك أشور يذكر انتصاره على قيدار، الذي لابد أنه حدث حوالي عام 650 ق. م. أي قبل الزحف البابلي بنصف قرن وقد اكتشف – في تل المسخوطة في وادي طميلات في شرقي دلتا النيل – إناء من الفضة مقدم للالهة العربية “هانيلات” منقوش عليه اسم قاين بن جشم ملك قيدار “، وثابت أنه يرجع إلى القرن الخامس قبل الميلاد، مما يحتمل معه أن يكون” جشم “هذا هو” جشم العربي “عدو نحميا (نح 19: 2، 1: 6 – 6).
والصورة التي يقدمها لنا الكتاب المقدس عن قيدار هي صورة شعب من البدو من نسل إسماعيل لم يكونوا يعبدون الرب (يهوه)، ولكن إشعياء يتنبأ بأنهم سيكونون من الشعوب التي ستستمتع في المستقبل بملكوت الله (إش 11: 42، 60: 7).
وقد جعلتهم البيئة الصحراوية أن يقتصر عملهم على رعاية الماشية ونقل المتاجر، كما أنهم كانوا ينتقلون من مكان إلى مكان سعياً وراء مصادر المياه المحدود، فلم تكن لهم بيوت ثابته، بل كانوا يعيشون في خيام ينقلونها معهم (انظر مز 5: 120 نش 5: 1) ولهذا السبب لم يعثر الأثريون على أطلال موقع باسم “قيدار” وكل ما نستطيع أن نستخلصه هو أنهم عاشوا في الصحراء السورية التي تمتد شرقي إسرائيل وإلى حد ما إلى جنوبها، في القسم الجنوبي مما يسمى الآن “شرق الأردن”، ويبدو أنهم ذابوا في القبائل العربية التي كانت تحيط بهم.
قِير
هي اسم سامي معناه “سور أو مدينة ذات سور” وهو اسم للبلاد وللشعب الذي يسكنها. والكلمة ترد في الآيات التالية:
(1) (عا 9: 7) ويظهر منه أن قير كانت موطن الأراميين الأول ومنها خرجوا إلى الشام.
(2) (2 مل 16: 9) صعد ملك آشور (تغلث فلاسر الثالث) إلى دمشق وسبى الكثير من أهاليها إلى قير. وهذا يدل أولًا على أن قير كانت بعيدة عن دمشق. وثانيًا أنها كانت تابعة لآشور ومخلصة للملك.
(3) (عا 1: 5) وفيه تهديد لشعب أرام بأن يسبوا قير.
(4) (اش 22: 6) يتنبأ عن الهجوم على أورشليم. وقد ذكرت قير وعيلام في جيش الآشوريين.
ولم يتفق العلماء على موضع هذه المنطقة. إنما يرّجح أنها كانت في العراق الشمالية.
قِير حارسة
“حصن الشقافة” (2 مل 3: 25 واش 16: 7) ودعيت أيضًا قير حارسة (اش 16: 11 وار 48: 31 و36). ويظن أنها قير موآب الآتي ذكرها.
قِير موآب
وهي عاصمة موآب قديمًا ومكانها اليوم كرك في الأردن، وتبعد حوالي إحدى عشر ميلًا شرقي الجزء الجنوبي من البحر الميت وتقع على هضبة صغيرة على ارتفاع 4400 قدم فوق سطح ذلك البحر. وقد حاصر يهوشافاط ملك يهوذا ويهورام ملك بني إسرائيل ومعهما ملك آدوم واليشع النبي هذه المدينة، وفي أثناء الحصار أخذ ميشع ملك موآب ابنه البكر وأصعده محرقة على السور (2 مل 3).
مدينة قَيْرَوان | قيريني | قيرواني | قيروانيون | شحات | قوريني | قورينا
← اللغة الإنجليزية: Cyrene – اللغة العبرية: קירנה – اللغة اليونانية: Κυρήνη.
القيروان، وهي مدينة تقع على مسافة 224 كيلو مترًا شرقي بنغازي في الجبل الأخضر. وتقع على ارتفاع يقرب من ألفي قدم فوق سطح البحر. وكانت عاصمة “كيرنيكا” واسمها الحالي هو “شحات”. واسمها القديم كورينيا وكانت مركزًا للحضارة. وكانت مستعمرة يونانية أسست سنة 631 ق. م. وفي أيام اسكندر ذي القرنين كان ربع أهاليها يهودًا دخلوا في الرعوية اليونانية. وبعد موت إسكندر ألحقت بمصر ثم صارت ولاية رومانية 75. ق. م. وكان سمعان الذي حمل صلب المسيح من هذه المدينة (قيرواني) (مت 27: 32). وكان منها أيضًا بعض اليهود في أورشليم يوم الخمسين (أع 2: 10). وكان لهم مجمع هناك (أع 6: 9). وصار بعضهم مبشرين (أع 11: 20 و13: 1). وقد خربت في القرن السابع. ولا تزال فيها آثار رائعة ترجع إلى عصور اليونانيين والرومان.
1 – موقع مدينة قيروان:
“قيروان” كلمة يونانية قد تعني “سوراً”. وكانت أهم مدن “بنتابوليس” (المدن الخمس) في ليبيا في شمالي أفريقية على خط عرض 40َ 32ْ شمالاً، وخط طول 15َ 22ْ شرقاً، إلى الغرب من مصر، ويفصلها عنها جزء من الصحراء الليبية، وهي الآن منطقة تشمل جزءاً من برقة وجزءاً من طرابلس.
وكانت مدينة القيروان تقع على هضبة ترتفع نحو ألفي قدم فوق سطح البحر، الذي كانت تبعد عنه نحو عشرة أميال، وتحيط بها من الجنوب سلسلة من الجبال العالية تبعد عن ساحل البحر بنحو تسعين ميلاً، وتحمي المنطقة الساحلية من الحر اللافح القادم من الصحراء الكبرى، وتنحدر هذه السلسلة من الجبال إلى الشمال في شكل متدرج يخلق تنوعاً في المناخ، حيث تنمو أنواع مختلفة من النباتات، فالتربة خصبة.
2 – تاريخ مدينة قيروان:
كانت القيروان أصلاً مستعمرة يونانية أسسها “باتَّوس” في عام 630 ق. م. وقد نمت المدينة بسرعة، وازدهرت اقتصادياً وسياسياً، بسبب تنوع المناخ والنباتات، علاوة على موقعها التجاري المتميز، وازدادت شهرتها بظهور بعض الشخصيات النابهة فيها، فقد خرج منها “كاليماخوس” الشاعر، و “كارنيدس” مؤسس الاكاديمية الجديدة في أثينا، و “أراتوستيني” عالم الرياضة الذي حسب طول محيط ا لكرة الأرضية، ولا يفوتنا أن نذكر الكاتب المسيحي “سينيزيوس”. لقد اكتسبت هذه المستعمرة أهمية عظيمة في غضون نصف قرن تقريباً، حتى عقد “أمازيس” الثاني فرعون مصر (من الأسرة السادسة والعشرين) حلفاً مع القيروان، وتزوج سيدة يونانية نبيلة المولد، لعلها كانت من الأسرة المالكة، وفي 331 ق. م. استسلمت القيروان للإسكندر الأكبر، ثم ضمها بطليموس الثالث في 231 ق. م. إلى مصر، وظلت المدينة – بالرغم من الكثير من القلاقل – جزءاً من الإمبراطورية المصرية إلى أن أوصى بها آخر البطالمة لروما ومن ثم أصبحت ولاية رومانية في عام 96 ق. م.
3 – أهمية قيروان الكتابية:
أصبح للقيروان أهمية في التاريخ الكتابي، بهجرة عدد كبير من يهود الشتات إليها. فقد نقل بطليموس الأول ابن لاجوس، عدداً من اليهود إلى مدينة القيروان، وغيرها من المدن الليبية كما يذكر يوسيفوس في تاريخه، ثم أخذ عددهم في الازدياد، وبذهاب أعداد من يهود الشتات في الأعياد إلى أورشليم حسب أوامر الشريعة، أصبح للقيروانيين مكان واضح في تاريخ العهد الجديد،. فبينما كان الجنود الرومان يقودون الرب يسوع في الطريق إلى الجلجثة، حاملاً صليبه، “فيما هم خارجون وجدوا إنساناً قيروانياً اسمه سمعان فسخروه ليحمل صليبه” (مت 27: 32، مرقس 21: 15، لو 23: 26).
وكان بين من سمعوا الرسول بطرس يكرز في أورشليم في يوم الخمسين، يهود من القيروان (أع 2: 10) بل بلغ من أهمية القيروانيين في أورشليم في تلك الأيام، أن كان لهم مجمع مع الليبرتيين والاسكندريين وغيرهم وقد اشتركوا في الحوار مع استفانوس (أع 6: 9).
وعندما ثار الاضطهاد علي الكنيسة بعد استشهاد استفانوس، كان من بين الذين تشتتوا لإيمانهم بالمسيح، رجال قيروانيون جاءوا مع غيرهم من المؤمنين إلى أنطاكية (سورية) “وكانوا يخاطبون اليونانيين مبشرين بالرب يسوع، وكانت يد الرب معهم فآمن عدد كبير ورجعوا إلى الرب” (أع 19: 11 – 21) وأصبح واحد منهم واحداً من الأنبياء والمعلمين في الكنيسة في أنطاكية هو “لوكيوس القيرواني” (أع 13: 1)، وهكذا تتجلى عناية الله الحكيمة في تشتت اليهود توطئة لنشر الإنجيل.
4 – آثار القيروان:
تظهر في أطلال القيروان بقايا بعض العمائر الجميلة، كما اكتشفت فيها بعض التماثيل، ولكن أعظم أثار تلك الحضارة، يتجلى في قبورها الأثرية، وبعضها مبنى، ولكن معظمها منقور ونقرأ رائعاً في الصخور الصلدة في سفح الجبل، تزينها النقوش الدورية Doric نسبة إلى شعب غزا بلاد اليونان في القرن الثاني عشر قبل الميلاد وقد خُربت المدينة في القرن السابع بعد الميلاد.
ومن الجدير بالذكر أنه بالتأكيد ليس من “القَيْرَوَان” (قيروان Kairouan) المدينة التونسية، والتي أنشأها عقبة بن نافع القائد الإسلامي عام 670 م.
قَيروانيون
← اللغة الإنجليزية: Cyrene – اللغة العبرية: קירנה – اللغة اليونانية: Κυρήνη.
القيروان، وهي مدينة تقع على مسافة 224 كيلو مترًا شرقي بنغازي في الجبل الأخضر. وتقع على ارتفاع يقرب من ألفي قدم فوق سطح البحر. وكانت عاصمة “كيرنيكا” واسمها الحالي هو “شحات”. واسمها القديم كورينيا وكانت مركزًا للحضارة. وكانت مستعمرة يونانية أسست سنة 631 ق. م. وفي أيام اسكندر ذي القرنين كان ربع أهاليها يهودًا دخلوا في الرعوية اليونانية. وبعد موت إسكندر ألحقت بمصر ثم صارت ولاية رومانية 75. ق. م. وكان سمعان الذي حمل صلب المسيح من هذه المدينة (قيرواني) (مت 27: 32). وكان منها أيضًا بعض اليهود في أورشليم يوم الخمسين (أع 2: 10). وكان لهم مجمع هناك (أع 6: 9). وصار بعضهم مبشرين (أع 11: 20 و13: 1). وقد خربت في القرن السابع. ولا تزال فيها آثار رائعة ترجع إلى عصور اليونانيين والرومان.
1 – موقع مدينة قيروان:
“قيروان” كلمة يونانية قد تعني “سوراً”. وكانت أهم مدن “بنتابوليس” (المدن الخمس) في ليبيا في شمالي أفريقية على خط عرض 40َ 32ْ شمالاً، وخط طول 15َ 22ْ شرقاً، إلى الغرب من مصر، ويفصلها عنها جزء من الصحراء الليبية، وهي الآن منطقة تشمل جزءاً من برقة وجزءاً من طرابلس.
وكانت مدينة القيروان تقع على هضبة ترتفع نحو ألفي قدم فوق سطح البحر، الذي كانت تبعد عنه نحو عشرة أميال، وتحيط بها من الجنوب سلسلة من الجبال العالية تبعد عن ساحل البحر بنحو تسعين ميلاً، وتحمي المنطقة الساحلية من الحر اللافح القادم من الصحراء الكبرى، وتنحدر هذه السلسلة من الجبال إلى الشمال في شكل متدرج يخلق تنوعاً في المناخ، حيث تنمو أنواع مختلفة من النباتات، فالتربة خصبة.
2 – تاريخ مدينة قيروان:
كانت القيروان أصلاً مستعمرة يونانية أسسها “باتَّوس” في عام 630 ق. م. وقد نمت المدينة بسرعة، وازدهرت اقتصادياً وسياسياً، بسبب تنوع المناخ والنباتات، علاوة على موقعها التجاري المتميز، وازدادت شهرتها بظهور بعض الشخصيات النابهة فيها، فقد خرج منها “كاليماخوس” الشاعر، و “كارنيدس” مؤسس الاكاديمية الجديدة في أثينا، و “أراتوستيني” عالم الرياضة الذي حسب طول محيط ا لكرة الأرضية، ولا يفوتنا أن نذكر الكاتب المسيحي “سينيزيوس”. لقد اكتسبت هذه المستعمرة أهمية عظيمة في غضون نصف قرن تقريباً، حتى عقد “أمازيس” الثاني فرعون مصر (من الأسرة السادسة والعشرين) حلفاً مع القيروان، وتزوج سيدة يونانية نبيلة المولد، لعلها كانت من الأسرة المالكة، وفي 331 ق. م. استسلمت القيروان للإسكندر الأكبر، ثم ضمها بطليموس الثالث في 231 ق. م. إلى مصر، وظلت المدينة – بالرغم من الكثير من القلاقل – جزءاً من الإمبراطورية المصرية إلى أن أوصى بها آخر البطالمة لروما ومن ثم أصبحت ولاية رومانية في عام 96 ق. م.
3 – أهمية قيروان الكتابية:
أصبح للقيروان أهمية في التاريخ الكتابي، بهجرة عدد كبير من يهود الشتات إليها. فقد نقل بطليموس الأول ابن لاجوس، عدداً من اليهود إلى مدينة القيروان، وغيرها من المدن الليبية كما يذكر يوسيفوس في تاريخه، ثم أخذ عددهم في الازدياد، وبذهاب أعداد من يهود الشتات في الأعياد إلى أورشليم حسب أوامر الشريعة، أصبح للقيروانيين مكان واضح في تاريخ العهد الجديد،. فبينما كان الجنود الرومان يقودون الرب يسوع في الطريق إلى الجلجثة، حاملاً صليبه، “فيما هم خارجون وجدوا إنساناً قيروانياً اسمه سمعان فسخروه ليحمل صليبه” (مت 27: 32، مرقس 21: 15، لو 23: 26).
وكان بين من سمعوا الرسول بطرس يكرز في أورشليم في يوم الخمسين، يهود من القيروان (أع 2: 10) بل بلغ من أهمية القيروانيين في أورشليم في تلك الأيام، أن كان لهم مجمع مع الليبرتيين والاسكندريين وغيرهم وقد اشتركوا في الحوار مع استفانوس (أع 6: 9).
وعندما ثار الاضطهاد علي الكنيسة بعد استشهاد استفانوس، كان من بين الذين تشتتوا لإيمانهم بالمسيح، رجال قيروانيون جاءوا مع غيرهم من المؤمنين إلى أنطاكية (سورية) “وكانوا يخاطبون اليونانيين مبشرين بالرب يسوع، وكانت يد الرب معهم فآمن عدد كبير ورجعوا إلى الرب” (أع 19: 11 – 21) وأصبح واحد منهم واحداً من الأنبياء والمعلمين في الكنيسة في أنطاكية هو “لوكيوس القيرواني” (أع 13: 1)، وهكذا تتجلى عناية الله الحكيمة في تشتت اليهود توطئة لنشر الإنجيل.
4 – آثار القيروان:
تظهر في أطلال القيروان بقايا بعض العمائر الجميلة، كما اكتشفت فيها بعض التماثيل، ولكن أعظم أثار تلك الحضارة، يتجلى في قبورها الأثرية، وبعضها مبنى، ولكن معظمها منقور ونقرأ رائعاً في الصخور الصلدة في سفح الجبل، تزينها النقوش الدورية Doric نسبة إلى شعب غزا بلاد اليونان في القرن الثاني عشر قبل الميلاد وقد خُربت المدينة في القرن السابع بعد الميلاد.
ومن الجدير بالذكر أنه بالتأكيد ليس من “القَيْرَوَان” (قيروان Kairouan) المدينة التونسية، والتي أنشأها عقبة بن نافع القائد الإسلامي عام 670 م.
قِيروس
أحد النثينيم، وقد عاد أولاده من السبي مع زربابل [عددهم الإجمالي مع جَمِيعُ النَّثِينِيمِ وَبَنِي عَبِيدِ سُلَيْمَانَ: 392] (عز 2: 44 ونح 7: 47).
قَيس، لاوي حفيد مراري
لاوي حفيد مراري (1 أخبار 23: 21 و24: 29).
قَيس البنياميني
بنياميني (1 أخبار 8: 30 و9: 36).
قَيس أبو شاول الملك | قيس البنياميني
أبو شاول أول ملك من بني إسرائيل (1 صم 9: 1)، وكان من سبط بنيامين، ويدعي “قَيْسُ بْنُ أَبِيئِيلَ بْنِ صَرُورَ بْنِ بَكُورَةَ بْنِ أَفِيحَ” (1 صم 9: 1)، ولكن مما جاء عنه في المواضع الأخرى، نرى أن “أبيئيل” كان جده، وأن “نير” كان أباه (1 أخ 33: 8) ولكن “نير” كان أباً لأبنير مما يعني أن أبنير وقيس كانا أخوين، ويكون معنى ذلك أن أبنير كان عمًّا لشاول.
قَيس اللاوي
لاوي في أيام حزقيا (2 أخبار 29: 12)، وهو ابن عبدي.
. قِيش أبو شمعي
أبو شمعي جد مردخاي وربما كان من سبط بنيامين لأنه يقال عنه أنه رجل يميني (أس 2: 5).
الكف
وهو أربعة أصابع أو 74 ميليمترًا وترجمة الكلمة الأصلية في (خر 25: 25) بشبر والصحيح كف أو قبضة كما في الترجمة اليسوعية.
الشِّبر
(1 مل 7: 26 وخر 37: 12 ومز 39: 5 واش 40: 12 وحز 40: 5). وهو ثلاث كفوف أو المسافة بين طرف الإبهام وطرف الخنصر إذا أبعدتا بقدر الإمكان ويعدل من ثمانية قراريط إلى أحد عشر قيراطًا.
الذرع
شبران أو المسافة من المرفق إلى طرف الوسطى وهو نحو قدم ونصف إلى قدمين تقريبًا. وأما هذه العبارات ذراع رجل (تث 3: 11). والذراع على القياس الأول (2 أخبار 3: 3) واذرع إلى المفصل (حز 41: 8) فيظهر منها أن قياس الذراع لم يكن قياسًا واحدًا بل كان يختلف أحيانًا.
القامة
(أع 27: 28) وهي أربعة اذرع أو من ستة أقدام إلى سبعة ونصف.
قصبة القياس
(حز 42: 16) ستة أذرع وتسمى قصبة تامة (حز 41: 8).
حبل قياس
(زك 2: 1) 3 و13 قصبة أو 146 قدمًا.
غَلْوَة
← اللغة القبطية: `] bw.
مقياس يوناني الأصل، يبلغ 606 أقدام إنجليزية، أي ثُمن ميل روماني. والغلوة اليونانية أقصر قليلًا من الغلوة الإنجليزية، التي تبلغ 660 قدمًا إنجليزية، أي ثمن ميل إنجليزي (145 خطوة). والغلوة عند العرب رمية سهم أبعد ما يقدر عليه (300 – 400 ذراع)، وجمعه “غلوات” أو “غلاء” ومنه المثل “جري المذكيات غلاء”.
واستعمل الكتاب الغلوة في تقدير القياسات في أربع مناسبات: فقد رأى التلاميذ يسوع في بحيرة طبريا، وهو يسير إليهم في الماء، على بعد خمس وعشرين أو ثلاثين غلوة (يو 6: 11) وكانت عمواس تبعد عن القدس مسافة ستين غلوة (لو 24: 13) وبيت عنيا خمس عشرة غلوة (يو 11: 19) وخرج الدم من المعصرة في رؤيا يوحنا، إلى مسافة ألف وستمئة غلوة (رؤ 14: 20).
ميل
(مت 5: 41) مقياس روماني وكان طوله ثماني غلوات أو أل خطوة مزدوجة. أما الميل اليهودي فكان أطول من الروماني أو أقصر منه تبعًا لطول الخطوة المختلف فيها باختلاف المواضع.
مسيرة يوم
(عد 11: 31 ولو 2: 44) لا يراد بها مسافة معينة معلومة غير أنه ربما يراد بها مسافة 20 ميلًا أي مسيرة سبع ساعات على الماشي.
نهر قيشون
اسم عبري معناه “المنحني” (مز 83: 9) نهر يسقي مرج ابن عامر تجري إليه المياه من جبل طابور وتلال الناصرة وجبل حرمون الصغير وجلبوع وأكثر مياهه من جهة الجنوب. وعلى بعد ثلاثة أميال شرقي حيفا به مياه عيون السعادية التي تنبع من سفح جبل الكرمل الشمالي عند طرف سهل عكا.
ونهر قيشون يجري في وسط سهل ابن عامر بمجرى ملتو ومعوج متجهًا إلى الشمال الغربي فيدخل سهل عكا ويصب بقرب حيفا من جهة الشمال. والعرب يسمونه “نهر المقطع”. ويجف هذا النهر في أكثر مجراه مدة الصيف ويبقى القسم الذي في سهل عكا حيث تصب فيه مياه السعادية ويجري هناك وسط أدغال ومستنقعات اشتهرت قديمًا بكونها ملجأ للتمساح.
ومما اشتهر به هذا النهر قديمًا حادثة انهزام سيسرا (قض 4: 7 و5: 21) لأن النهر جرف سيسرا وجيشه.
وعلى شاطئه قتل إيليا أنبياء البعل (1 مل 18: 40). وإذا امتلأ هذا النهر وفاض, اتسع جدًا حتى كثيرًا ما يغرق من يحاول قطعهُ (قض 5: 21).
. قَيشي
لاوي من عائلة مراري (1 أخبار 6: 44) وقد يسمّى قوشيا (1 أخبار 15: 17).
قَيصر
لقب رسمي للأباطرة الرومانيين أُخذ من اسم يوليوس قيصر الشهير وقد ورد هذا اللقب نحو 30 مرة في العهد الجديد. ويلقب به أغسطس (لو 2: 1) وطيباريوس (لو 3: 1) وكلوديوس (أع 11: 28) ونيرون (أع 25: 8). هؤلاء الأربعة ذكروا بأسمائهم في العهد الجديد وإليك جدولًا بأسماء الأباطرة الذين حكموا في القرن الأول الميلادي.
اوغسطس قيصر من سنة 31 ق. م. – 14 ب. م.
طيباريوس قيصر 14 ب. م. – 37.
غايوس ولقبه كالغولا قيصر 37 – 41.
كلوديوس قيصر 41 – 54.
نيرون قيصر 54 – 68.
غلبا 68 – 69.
اوتو 69.
قيتليوس 69.
قسباشيان 69 – 79.
تيطس 79 – 81.
دوميتيان 81 – 96.
وقد ولد المسيح في أيام اوغسطس قيصر ثم صلب في عهد طيباريوس. ومع أن المسيح لقب بملك اليهود وصرح بأنه هو المسيح لم يقاوم السلطة الرومانية ولا تدخل في السياسة (يو 18: 37 ومر 8: 29 و30 ويو 14: 25 و26).
بل قال: “اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله” (مر 12: 17 ولو 20: 25). وقال أنّ مملكته ليست في هذا العالم (يو 18: 36). ومن ثم جوّز إعطاء الجزية لقيصر طالما هو يحكم بلاد اليهودية (مر 12: 14 – 17).
وقد ذكر كلوديوس في (أع 18: 2 و3) بمناسبة اضطهاده لليهود وطرده إياهم من رومية وكان اكيلا يهودي الأصل فقد ترك رومية مع زوجته برسكلا وقدا إلى كورنثوس حيث لاقاهما بولس الرسول وأقام عندهما يعمل معهما في صناعة الخيام.. وفي أيام نيرون استأنف بولس الرسول دعواه إلى قيصر لأن اليهود الذين حصلوا على الرعوية الرومانية كان لهم الحق أن يستأنفوا الدعاوي إلى قيصر (أع 25: 11) ويظهر أن الملوك السبعة المذكورين في سفر الرؤيا (رؤ 17: 9 – 2) هم الأباطرة السبعة الأول الذين سادسهم “غلبا” ويظن بعضهم أن سفر الرؤيا كتب في أيامه.
بيت قيصر
ذكرت هذه الكلمة في سلام بولس إلى كنيسة فيليبي (في 4: 22). وهي تشمل أقارب القيصر وحاشيته. والأرجح أن المسيحيين منهم الذين أشار إليهم بولس كانوا من العبيد أو الأحرار من ذوي المناصب البسيطة في ذلك الوقت يرجح أن المؤمنين كانوا من طبقات وضيعة.
قَيصرية فلسطين الكبيرة الواقعة على البحر
Caesarea هي أم المدن في فلسطين في أيام العهد الجديد. وكانت تقع على البحر على بعد 44 ميلًا جنوبي عكا و47 ميلًا إلى الشمال الغربي من أورشليم. وكان لها مرفأ اصطناعي. واسمها الأصلي برج ستراتوا وبنى هيرودس الكبير مدينة هناك سنة 10 ق. م. سماها قيصر إكرامًا لاوغسطس قيصر وفيها مات هيرودس أغريباس (أع 12: 19 – 23) وسكنها فيلبس المبشر (أع 8: 40 و21: 8) وكرنيليوس (أع 10: 1 – 24). وزارها بولس مرارًا (أع 9: 30 و18: 22 و21: 8 و23: 33) غير مدة السنتين التي أقامها محبوسًا (أع 24: 27). وفيها كان مقام فستوس وفيلكس الرسمي. وفيها أيضًا انتخبت فسباشيان إمبراطورًا وكان فيها ملعب كبير. وكان فيها هيكل مكرس لقيصر روما، اسم يوناني معناه صارت فيما بعد مركزًا لأسقف. ومحل سكن أوريجانس ويوسابيوس الذي كان أسقفًا عليها وهي الآن خراب ولا تزال تدعى قيصرية. أما حجارتها فقد نقل جانب عظيم منها إلى مدن أخرى.
مدينة بناها هيرودس الكبير فيما بين 22 – 10 ق. م. أي أن بناءها استغرق 12 سنة وكان اسم الموقع قبلًا برج استراتو، ولكنه أطلق عليها اسم قيصرية تكريمًا لأوغسطس قيصر، وكانت المدينة تشغل نحو 8000 فدان على بعد نحو 25 ميلًا إلى الجنوب من مدية حيفا، وعلى بعد نحو ثلاثين ميلًا إلى الشمال من يافا، ونحو 65 ميلًا إلى الشمال الغربي من أورشليم، من سهل شارون الجميل، على ساحل البحر المتوسط، ولذلك تعرف باسم قيصرية البحرية، فقد وجد هيرودس أن الجزء الجنوبي من ساحل فلسطين يخلو من ميناء طبيعي، فقام بإنشاء حاجزين ضخمين، وهكذا خلق مينا صناعيًا تأوي إليه السفن من عواصف البحر المتوسط،. وجعل من قيصرية العاصمة الإدارية لليهودية طوال العهد الروماني، وقد عاش فيها ثلاثة من الولادة الرومان على فلسطين، هم “بيلاطس البنطي” الذي كان يزور أورشليم في مناسبات خاصة (يو 19) و “فيلكس” (أع24) و “فستوس” (أع 25: 1 و2 و6 و13).
وكانت قيصرية مدينة عظيمة بها الكثير من القصور والمباني العامة والفاخرة، ومعبد لروما وأوغسطسي، وميناء أطنب يوسيفوس في وصف روعته، وفي أحد قصور قيصرية جلس الملك هيرودس أغريباس على كرسي الملك، وجعل يخاطب الصوريين والصدونيين الذين جاءوا لاستعطافه، “فصرخ الشعب: هذا صوت إله لا صوت إنسان، ففي الحال ضربه ملاك الرب لأنه لم يعط المجد لله، فصار يأكله الدود ومات” (أع 20 و22: 12).
وكان سكان المدينة خليطًا من اليهود والأمم، فكانت تكثر المشاحنات بينهما، ونعلم من سفر أعمال الرسل أن منها سافر بولس الرسول – بعد اهتدائه – إلى طرسوس لينجو من مؤتمرات اليهود (أع 9: 30) وكان بها قائد مئة اسمه كرنيليوس بشره الرسول بطرس بالإنجيل، فآمن بالمسيح هو وجميع الذين كانوا في بيته يسمعون الكلمة (أع 1: 10 – 44).
وفي طريق عودة الرسول بولس من رحلته التبشيرية الثانية من أفسس، نزل في قيصرية وذهب وسلَّم على الكنيسة ثم انحدر إلى أنطاكية (أع 21 و22: 18).
وفي قيصرية كان يقيم فيلبس المبشر الذي كان واحدًا من السبعة، زميلًا لاستفانوس، وقد زاره الرسول بولس والذين كانوا معه، وهم في طريق عودتهم من أفسس إلى أورشليم (أع 6: 5، 8: 4 – 31، 26 – 40، 21: 8). ورافق عدد من المؤمنين في قيصرية الرسول بولس إلي أورشليم (أع 21: 16)،. وقد قضى الرسول بولس سنتين محبوسًا في قصر هيرودس في قيصرية بأمر من فيلكس الوالي (أع 23: 35، 24: 27). ومن قيصرية بدأ رحلته إلى رومية (أع 27: 1).
وفي 70 م. عاد القائد الروماني تيطس إلى قيصرية بعد استيلائه على أورشليم، كما فعل أيضًا القائد فلافيوس سلفًا في عام 73 م. بعد استيلائه على قلعتي مسادا وهيرودية في شرقي اليهودية.
وفي عام 1959 / 1961 قامت بعثة إيطالية بالتنقيب في موقع المدينة، فاكتشفت حجرًا من أحجار المسرح الذي كان بالمدينة، وعليه اسم “طيباريوس قيصر” وفي سطرين تاليين، اسم “بيلاطس البنطي” – الوالي العسكري، وهي أول مرة يُعثر فيها على اسم “بيلاطس” في نقش أثري (لو 3: 1).
وفي 1962 عثرت البعثات الأثرية على مجمع بقيصرية به قائمة بأسماء أربعة وعشرين كاهنًا والمدن التي كانوا يقيمون فيها.، وكان الثامن عشر من مدينة الناصرة.، كما اكتشفت في الجانب الشرقي ميدان سباق يتسع لثلاثين ألف مقعد، يبدو أنه أنشئ في القرن الثاني بعد الميلاد، ولكنه دُمَّر في أثناء الفتح العربي لها في عام 640 م. كما اكتشف مبني كانت تُحفظ به السجلات الرسمية وقد وجدت على أرضيته المغطاة بالفسيفساء جملة نقوش، بينها اقتباسان باليونانية من الرسالة إلى رومية (3: 13) وإلى الشمال الغربي من ميدان السباق وجد مسرح كبير.
وقد أسفر التنقيب في عام 1970 م. عن أول دليل على “برج استراتو” الموقع الهليني الذي بالقرب منه بني هيرودس الكبير قيصرية، كما يذكر يوسيفوس، كما أكتشف مجمع صغير إلى الشمال من حصن كبير بناه الصليبيون، وقد كشفت منطقة الميناء عن الكثير من حجرات المخازن.. وقد أعادت الحامية الرومانية في القرن الثالث استخدام إحدى هذه الحجرات وجعلت منها مبعدًا للإله الفارسي “مثرا” وهو المعتد الوحيد الذي وُجد في فلسطين لهذا الإله، ومنذ أن دمرها العرب عند استعادتها من الصليبيين في القرن الثالث عشر، لم تُبن مرة أخرى.
قيصرية فيلبس
← اللغة الإنجليزية: Philip’s Caesarea – اللغة اللاتينية: Caesarea Philippi – اللغة اليونانية: Καισάρεια του Φιλίππου – اليونانية القديمة: Καισαρεία Φιλίππεια.
هي بانياس Paneas الحديثة (باليونانية: Πανειάς) المبنية عند سفح جبل الشيخ على بعد 20 ميلًا شمالي بحر الجليل و45 ميلًا إلى الجنوب الغرب من دمشق. وكانت آخر المدن التي زارها المسيح إلى جهة الشمال في فلسطين (مت 16: 13 ومر 8: 27). ويظن البعض أنها بعل جاد القديمة (يش 11: 17). وهي جميلة الموقع جدًا على هضبة مثلثة ارتفاعها 1150 قدمًا من سطح البحر يفصلها عن جبل حرمون وادي خشبة فيها مياه غزيرة وحقول خصيبة وغابات غبياء تحيط بها ولا يضاهيها في جمال الموقع مدينة في فلسطين. وهناك حصن يدعى قلعة بانياس تكلِل التل المقابل للقرية. وكانت المدينة القديمة محاطة بسور عليه أبراج ضخمة وخندق من جهة الشرق. وإلى الشمال منها مغارة رأس النبع وإلى غربي هذا النبع معبد يدعى الخضر.
تاريخ قيصرية فيلبس:
كان اسمها القديم بعل جاد أي إله الحظ. ثم صار عند اليونان بانيون أخذا من اسم إله من آلهتهم يدعونه “بان” ومنه اطل اسم بانياس على كل تلك الناحية. وهنا هزم انتيخوس الكبير جيش البطالسة في سنة 198 ق. م. فبنى فيها معبدًا من الرخام الأبيض على اسم الإمبراطور. وكان يدعى أوغسطس في هذا الهيكل ابن الإله وفي هذا المكان أعلن بطرس إقراره العظيم بأن يسوع هو ابن الله الحي (مت 16: 16). ثم انتقلت إلى فيلبس رئيس الربع وسميت قيصرية فيلبس تمييزًا لها عن قيصرية الكبيرة التي على شاطئ البحر. ثم سماها هيرودس أغريباس، نيرونياس إكرامًا للإمبراطور نيرون. (). وبعد ذلك صارت مركز أسقفية ولا تزال فيها آثار مهمته.
قِينان أبن أنوش
← اللغة الإنجليزية: Kenan – اللغة العبرية: קֵינָן.
اسم سامي ربما كان معناه “اقتناء أو حداد” وهو اسم:
ابن أنوش وأبو مهللئيل (تك 5: 9 – 14 و1 أخبار 1: 2 ولو 3: 37). وكان السبئيون يعبدون إلهًا اسمه قينان.
بنات قينان
Cainan’s Daughters ولد قينان بنين وبنات لم تُذْكَر أسمائهم بخلاف ابنه مهللئيل (تك 5: 12 – 14).
قِينان ابن أرفكشاد
← اللغة الإنجليزية: Cainan – اللغة الأمهرية: ቃይንም.
اسم سامي ربما كان معناه “اقتناء أو حداد” وهو اسم:
ابن ارفكشاد بن سام بن نوح (لو 3: 36). ويذكر في سلسلة نسب أرفكشاد في الترجمة السبعينية (تك 10: 24). ومن هذه الترجمة نقل لوقا الإنجيلي اسمه فذكره في جدول انساب المسيح.
قِينة
اسم عبري معناه “مرثاة” وهي مدينة في القسم الجنوبي من اليهودية بقرب تخم ادوم (يش 15: 22). ويرّجح أنها كانت في وادي القيني جنوبي حبرون.
قِيني | قينيون
اسم سامي معناه “حداد” والقين باللغة العربية معناها الحداد وبنو القين قبيلة من قبائل العرب والنسبة إليها قيني ومن (تك 15: 19). نرى أن القينيين كانوا أمة مجاورة للقدمونيين والقنزيين الساكنين في أدوم. وقد تتطلع بلعام من مرتفعات بعل في موآب فرأى مساكن القينيين (عد 22: 41 و24: 21 و22) وشبه موضعهم بالعش في صخرة.
وكان يثرون حمو موسى كاهن مديان قينيا (قض 1: 16). وهذا يدل على أن القينيين كانوا يسكنون في مديان عند خليج العقبة على ما يظن. وقول بلعام “ليكن مسكنك متينًا وعشك موضوعًا في صخرة” (عد 24: 21). جعل البعض يظنون أن القينيين كانوا يسكنون في مدينة البتراء التي بيوتها منحوتة في الصخر.
وخرج أولاد حوباب ابن حمي موسى من مدينة النخل مع بني يهوذا إلى برية يهوذا التي في جنوب عراد وسكنوا هناك مع الشعب (قض 1: 16). (). وحابر القيني انفصل عن قبيلته وسكن في شمالي فلسطين قرب قادش (قض 4: 11 و17). وقد لجأ إلى خيمته سيسرا لما كان منهزمًا فاستقبلته ياعيل امرأة حابر ثم قتلته وهو نائم في بيتها (قض 4: 21). وقد أحصى القينيون مع سبط يهوذا في سفر أخبار الأيام الأول 2: 55. ولما أراد شاول أن يهاجم العمالقة أوصى للقينيين أن ينصرفوا عنهم لكي لا يلحقهم أذى الحرب فانصرفوا (1 صم 27: 10 و30: 29). وينتسب قسم من القينيين إلى حمّة أبي بيب ركاب (1 أخبار 2: 55).
ومما مرّ نرى أن القينيين كانوا من أحلاف بين إسرائيل ولاسيما سبط يهوذا. وكانت لهم علاقة بالمديانيين لأن حما موسى القيني كان مديانيًا. وكانوا بدوا يفضلون في الغالب حياة البداوة على حياة الحضر ومنهم الركابيون الذين أصروّا على سكن الخيم حتى في عصر الملكية المتأخر (ار 35: 6 – 10) محتفظين بوصية أبيهم. أما القول بأن القينيين كانوا حدادين لبني إسرائيل فهذا أمر يشك فيه لأنه يقول في (1 صم 13: 19) “ولم يوجد صانع في كل إسرائيل”.
No Result
View All Result
Discussion about this post