قاموس الكتاب المقدس
حرف ط
طابَح
اسم عبري معناه “ذبح” بكر ناحور من سرّيته رَؤومة (تك 23: 24). والقبيلة المنحدرة منه.
طابيثا
← اللغة الإنجليزية: Tabitha – اللغة اليونانية: Ταβιθά أو Δορκάδα.
اسم أرامي معناه “غزالة” تلميذة مسيحية في يافا أحبها الشعب لسبب أعمالها الحسنة وبعد موتها وتكفينها أقامها الله على يد بطرس (أع 9: 36 – 40). ومزارها في مدينة يافا.
وكان اسمها اسم إعزاز وتدليل عند اليهود واليونانيين.. كانت ممتلئة أعمالًا صالحة وإحسانات، مرضت وماتت، فغسلوها ووضعوها في علية، وأرسلوا إلى الرسول بطرس، الذي كان في تلك الأثناء في “لدة” التي لم تكن تبعد عن يافا إلا نحو عشرة أميال. وعندما جاء بطرس أخرج الجميع خارجًا كما فعل الرب يسوع من قبل (مت 9: 25)، وجثا على ركبتيه وصلى، وعندما قال: “يا طابيثا قومي”، فتحت عينيها وجلست، فناولها يده وأقامها، “فصار ذلك معلومًا في يافا كلها، فآمن كثيرون بالرب” (أع 9: 36 – 43)، وكانت هذه أول مرة يقيم فيها أحد رسل الرب ميتًا (انظر مت 10: 8، أع 20: 9 و10)، ولم تستعمل كلمة “تلميذة” في صيغة المؤنث، في الكتاب المقدس، في غير هذا الموضع.
ولا نعلم شيئا عن طابيثا أكثر مما جاء في الأصحاح التاسع من سفر أعمال الرسل، وقد أثَّرت إحساناتها في حياة كثيرين ممن كانوا حولها، ولذلك عم الحزن الكثيرين أيضًا. وعندما جاء بطرس “وقفت لديه جميع الأرامل يبكين ويرين أقمصة وثيابًا مما كانت تعمل غزالة، وهى معهن” (أع 9: 39)، وأصبحت على مدى العصور مثالًا في عمل الخير وخدمة الآخرين.
طأطأ
طأطأ من الشئ: خفض من شأنه. وطأطأ الشئ خفضه وحطه. ويقول داود في نشيده في اليوم الذي أنقذه فيه الرب من أيدي كل أعدائه: “الرب صخرتي وحصني ومنقذي.. طأطأ السموات ونزل وضباب تحت رجليه” (2 صم 22: 10، مز 18: 9).
طافة زوجة أبيناداب
اسم عبري معناه “قطرة” ابنة سليمان تزوجت بابن أبيناداب (1 مل 4: 11).
طالَم البواب
بواب في الهيكل وأحد الذين طلب إليهم عزرا أن ينفصلوا عن نسائهم الأجنبيات (عز 10: 24).
مدينة طَلايِم | طالم
اسم عبري معناه “حِملان صغار” وهو موضع كان يقع في جنوبي أرض يهوذا جمع فيه شاول جيشه لمحاربة العمالقة [(1 صم 15: 4) قابل (1 صم 27: 8) في بعض مخطوطات السبعينية]. وربما كان طالم تلك المذكورة في (يش 15: 24).
طَبَاعُوت
اسم عبري معناه “حلقات” وهو رئيس عشيرة من النثينيم ممن عادوا مع زَرُبَّابِل من سبي بابل [عددهم الإجمالي مع جَمِيعُ النَّثِينِيمِ وَبَنِي عَبِيدِ سُلَيْمَانَ: 392] (عز 2: 43 ونح 7: 46).
طَبْئِيل | طَبَئِيل أبو شخص حاولوا إقامته على عرش داود
اسم أرامي معناه “الله طيبٌ” وهو:
أبو إنسان حاول رصين ملك دمشق وفقح بن رمليا أو يقيماه على عرش داود صنيعة لهما في يهوذا (اش 7: 6).
طَبْئِيل | طَبَئِيل حاكم السامرة
اسم أرامي معناه “الله طيبٌ” وهو:
حاكم صغير في السامرة وأغلب الظن أنه من أصل سوري، شكا إلى الملك أَرْتَحْشَسْتَا أن اليهود أخذوا ببناء سور أورشليم من جديد (عز 4: 7).
طبُّ | طبيب | أطبّاء
تعلم العبرانيون شيئًا من الطب في مصر لأن هذا الفن كان زاهيًا في تلك البلاد. ومن الأسباب التي جعلت المصريون يبرعون في فن الطب تحنيط الموتى لأنهم كانوا يشرّحون الجثث فلذلك عرفوا كل أجزاء الجسم، الباطنة كالظاهرة. واشتهروا في الطب والجراحة فكانوا يحنطون (تك 50: 2) وكانت النساء قوابل (خر 1: 15). وبرع المصريون في تطبيب الأسنان كما يظهر من الموميات. وكانت عندهم عقاقير كثيرة (ار 46: 11). وقد حدد حمورابي ملك بابل أجور الأطباء التي كانت تختلف حسب مكانة المريض الاجتماعية.
ولابد أن موسى تعلم من المصرين مبادئ طبية ويشهد بذلك ما رسم العبرانيين بأمر إلهي من قوانين الصحة الموافقة للأقاليم التي سكنها بنو إسرائيل. ونرى نتيجة القوانين الصحية في عدم إصابة بني إسرائيل بكثير من الأمراض الوافدة وغيرها التي كان يصاب بها جيرانهم. ومع أن علم التشريح لم يكن مألوفًا عند العبرانيين لاشمئزازهم من ملامسة الجيف فقد كان بين اليهود قوابل وأطباء وجراحون. وجاء في أحكام الشريعة الموسوية أن من آذى غيره فعليه أن يعوض عليه عطله وينفق على شفائه – أي يغرم أجرة تطبيبه (خر 21: 19). وفي أيام الملوك كثر عدد الأطباء (2 أخبار 16: 12 وار 8: 22). وهكذا في أيان المسيح (مر 5: 26) وكان في الهيكل طبيب خاص وفي كل مقاطعة طبيب وجراح.
واشتهر سليمان الحكيم بفن الطب وفي مؤلفاته عدة إشارات طبية (ام 3: 8 و6: 15 و12: 18 و17: 22 و20: 30 و29: 1). وقد نسب إليه التلموديون كتاب علاجات إلا أن يوسيفوس يقول أنه كان يستعمل الطلاسم والحروز كما جرت العادة بين القدماء.
وكانت بعض المعرفة الطبية مطلوبة من الكهنة وهم الذين كانوا يعتنون بحفظ صحة الشعب (2 مل 20: 7). غير أن الطب كان مهنة قائمة بذاتها. وفي أيام العهد الجديد كانت من الآراء الطبية كلها يونانية قديمة اقتطفها اليونان من المصريين ثم تقدموا فبرعوا فيها.
وكان لوقا طبيبًا (كو 4: 14) ويقول التقليد انه مارس الطب في إنطاكية قبل ما دعي إلى الكنيسة المسيحية.
وبين الأمراض وبين الأمراض المذكورة في الكتاب المقدس ضعف البصر (تك 29: 17)، والعمى (2 مل 6: 18)، والعقم (تك 20: 18) وكانوا يستعملون لذلك اللقاح (تك 30: 14 – 16).. والاحديداب والكشم وبياض العين والجرب والكلف والرض (لا 21: 19)، والكسر والبثور (لا 22: 22)، وقرحة مصر والبواسير والحكة والجنون (تث 28: 27 و28)، والقرحة الخبيثة (تث 28: 35)، والبرص والفالج والحمى والصرع وضربة الشمس (2 مل 4: 19). غ العلاجات المستعملة إذ ذاك العصائب (اش 1: 6) والزيت، والزيت الممزوج خمرًا، والاستحمام بالزيت (اش 1: 6 ولو 10: 34 ويع 5: 14)، والدهون والمراهم واللصق (2 مل 20: 7 وار 8: 22). وأصول النبات والأوراق (حز 47: 12) والخمر (1 تي 5: 23).
طَبّاة
موضع هرب إليه جيش المديانيين من جِدعُون (قض 7: 22) وهي رأس أبو طابات.
طِبْحَة
اسم أرامي معناه “ذبح” وهي مدينة في أرام صوبا (1 أخبار 18: 8).
طَبخ | يطبخ | طبخًا
(تك 25: 29 وخر 12: 9 و16: 23). لم تكن الطباخة متقنة بين اليهود لأن اللحم لم يكن جزءًا من طعامهم اليومي. وكانت صاحبة البيت غالبًا تطبخ لعائلتها بقطع النظر عن حالتها ورتبتها (تك 18: 6). إلا أنهم كانوا يستخدمون طباخين وطباخات في بعض البيوت (1 صم 8: 3 و91: 23). ويستدل من عجلتهم في ترويج الطعام أنهم كانوا يطبخون الحيوانات حالًا بعد ذبحها. وكانوا يشوون اللحم في النار أو يخبزونه في الفرن أو في حفرة يحفرونها في الأرض ويشعل فيها الحطب ثم يطمر اللحم في الرماد الحامي. وكانوا غالبًا يسلقون اللحم من لحم الذبائح واللحوم المطبوخة في البيوت إلا خروف الفصح. وطريقتهم أنهم كانوا يفصلون اللحم عن العظام فيفرمونه ثم يكسرون العظام ويلقون الجميع في القدر (حز 24: 4 و5). ويسلقونها على نار حطب ويضيفون إليها ملحًا وبهارًا. وكانوا يقدمون كلًا من المرق واللحم على حدته (قض 6: 19). وكانوا يغمسون الخبز في المرق وأما الخضراوات فكانوا يسلقونها (2 مل 4: 38). وأما السمك فكانوا يشوونه (لو 24: 42).
طَبْريمُون
اسم أرامي معناه “الإله رمون طيب” وهو أبو بنهدد الأول ملك سورية معاصر لآسا ملك يهوذا (1 مل 15: 18).
مدينة طَبَرِية
مدينة من الجليل على شاطئ بحر الجليل الغربي ويقال له أيضًا بحر طبرية (يو 6: 1 و21: 1). لم تذكر مدينة طبرية إلا مرة في الإنجيل (يو 6: 23). ومع أنها كانت مدينة ذات شأن في أيام المسيح فلا يقال أنه زارها. وكانت في ذلك الوقت مدينة جديدة بناها هيرودس انتيباس سنة 26 ب. م. وسماها على اسم الإمبراطور الحاكم آنذاك طيباروس قيصر. ويقول يوسيفوس، الذي ذكر المدينة مرارًا عديدة: إن هيرودس بناها على موقع كثرت فيه القبور القديمة الباقية من مدينة قديمة منسية فلذلك كانت نجسة في عيني اليهود فأسكنها لذلك هيرودس غرباء وأجانب وعبيدًا وبنى فيها ميدانًا وحمامات وهياكل وأبنية أخرى ثمينة، وجلب إليها الماء في قناة طولها 9 أميال. وبعد خراب أورشليم وإقصاء اليهود عن اليهودية بعد العصيان الذي قاده باركوكبا صارت طبرية تعتبر عاصمة الأمة اليهودية. وعثرت على نقود للمدينة تحمل أسماء طيباريوس وكلوديوس وطرايانوس وادريانوس وانطونينوس بيوس. ونقل غليها السنهدريم عند منتصف القرن الثاني فأمست مركز التعليم اليهودي.. وأنشأت فيها مدرسة شهيرة أنتجت الناموس التقليدي المدعو “المشنة” وذلك حول السنة 190 للميلاد والـ 220. وأما ذيله “الجمارة” فقد جمع قسم كبير منه أيضًا في تلك المدينة في القرن الرابع وقد ظهرت إلى حد كبير في طبرية الماسورة – وهي مجموعة من التقاليد التي انتقلت بها إلينا تفاصيل النص العبري للعهد القديم وضبط فيها لفظة بواسطة تحريك الحروف. وكان اليهود ينظرون إلى طبرية كمدينة من المدن المقدسة الأربع. والباقية هي أورشليم وحبرون وصفد حيث يجب أن تقام فيها الصلاة التي لا تنقطع. ولا تزال المدينة قائمة إلى اليوم على الضفة الغربية من بحر الجليل على بعد 11 ميلًا ونصف من مدخل الأردن، وستة من مخرجه. في هذا الموضع لا يتصل الجبل الوعر بالبحيرة اتصالًا وثيقًا بل يدع مجالًا لطريدة من الأرض المتموجة على طرفها الشمالي وهناك تقوم طبرية. وهي تمتد زهاء نصف ميل طوال الشاطئ. ويحميها من جهة البر سور وأبراج وحصن. وبقربها الينابيع الحارة الشهيرة التي تتراوح درجة حرارتها بين 131 و141 ف. وهناك أقيمت حمامات طبرية والمقبرة اليهودية التي قبر فيها بعض مشاهير علماء التلمود واقعة على تل نحو ميل غربي المدينة.
بحر طبرية
← اللغة الإنجليزية: Sea of Galilee, Kinneret, Lake of Gennesaret, Lake Tiberias – اللغة العبرية: יָם כִּנֶּרֶת, – اللغة اليونانية: Θάλασσα της Γαλιλαίας – اللغة السريانية: ܝܡܬܐ ܕܓܠܝܠܐ.
بحيرة عذبة تستمد مياهها من نهر الأردن واسم بحر الجليل القديم بحر كنّارة (عدد 34: 11) ثم بحيرة جنيسارت (لوقا 5: 1) وبحر الجليل أو بحرية طبرية (يوحنا 6: 1 و21: 1) وهو الاسم المشهور به بين العرب. ولهذا البحر شأن عظيم في الأناجيل من حيث نسبته إلى تاريخ حياة المخلص في بدء حياته فإن كفرناحوم التي كثيرًا ما وطئتها أقدام المسيح تقع على شاطئه. ومنها اختار أربعة من تلاميذه الصيادين الذين جعلهم صيادي الناس. وبعد صلب المسيح تفرق شمل تلاميذه غير أنه بعد قيامته اجتمع بهم على شاطئ ذلك البحر لأنهم كانوا قد رجعوا إلى هناك يشتغلون بحرفتهم القديمة. وكان الصيد مهنة مريحة (مرقس 1: 20) ويعد بعض السياح 22 نوعًا من السمك هناك من الأنواع الصغيرة والكبيرة الشهية الطعم ويشبهها ما في الأردن وفروعه. وهذا البحر محاط بتلال وهضاب إلا في سهول البطيحة من الشمال والغوير وطبرية الغوير من الجنوب حيث يلتقي به نهر الأردن في دخوله وخروجه وتلك الهضاب من الغرب كلسية بركانية وأما من الشرق فبركانية ويبلغ علوها أكثر من 1000 قدم.
أما طول البحر من الشمال إلى الجنوب فيبلغ نحو اثني عشر ميلًا ونصف وطرفه العريض المقابل لقرية المجدل يبلغ سبعة أميال ونصف سطحه يقل ارتفاعًا بنحو 682 قدمًا عن سطح البحر الأبيض المتوسط. وبسبب انخفاض سطحه فمناخه نصف حار. وبالقرب منه جبل حرمون المتوج بالثلوج ولذلك كثيرًا ما تثور الأرياح وتعصف الأنواء بغتةً مارةً بمنحدر الجبل وتنتهي في سطح البحر. وقد جاء في الإنجيل أن زوبعة من هذا النوع فاجأت السفينة التي كانت تتقل التلاميذ دون سيدهم وإن يسوع جاء إليهم ماشيًا على تلك الأمواج العجاجة ولما دنا من السفينة نزل بطرس لملاقاته على الماء ولم يصب بأدنى أذى (مت 14: 24 – 36).. وورد أيضًا في الأناجيل أن النوء هاج على السفينة بينما كان نائمًا فيها فارتعب التلاميذ من شدته فذهبوا وأيقظوه فقام وانتهر الريح فسكنت (مت 8: 23 – 27).
طبيعة | طبيعي
هناك كلمتان في اليونانية في العهد الجديد، تترجمان إلى “طبيعة” ومشتقاتها:
(1) “سيكيكوس” (psychikos) ومعناها طبيعي، جسداني، حيواني، فهي نفس الكلمة المترجمة إلى “حيواني” (1 كو 15: 44 و46) وترادف “اللحم والدم” في العدد الخمسين من نفس الأصحاح.
(2) “فيزيز” (physis) أي “طبيعة”، والصفة منها “طبيعي (physikos – رو 11: 21 و24). فبعض الناس هم يهود بالطبيعة، أي يهود بالمولد (غل 2: 15) كما يقول الرسول بولس إن” إناثهم استبدلن الاستعمال الطبيعي بالذي على خلاف الطبيعة. وكذلك الذكور أيضاً تاركين استعمال الأنثى الطبيعي، اشتعلوا بشهواتهم بعضهم لبعض.. نائلين في أنفسهم جزاء ضلالهم المحق “(رو 1: 26 و27). وهو ما نطلق عليه الآن تعبير” الشذوذ الجنسي “لأنه خروج عن الطبيعة.
ويستخدم الرسول بطرس ويهوذا (2 بط 2: 12، يهوذا 10) الكلمة نفسها للدلالة على التصرف الشبيه بالحيوانات. ويقول الرسول بولس إن “الأمم الذين ليس عنهدهم الناموس، متى فعلوا بالطبيعة ما هو في الناموس، فهؤلاء – إذ ليس لهم الناموس – هم ناموس لأنفسهم” (رو 2: 14) فقد اكتسب الإنسان – عند السقوط – معرفة الخير والشر وكل الناس “بالطبيعة أبناء الغضب” لأنهم بطبيعتهم “أبناء المعصية” (أف 2: 2 و3). ولكننا في المسيح نصير “شركاء الطبيعة الإلهية” (2 بط 1: 4) ونتحرر من العبودية “للذين ليسوا بالطبيعة آلهة” (غل 4: 4).
ويقول الرسول يعقوب: لأن كل طبع للوحوش والطيور والزحافات والبحريات بذلك وقد تذلل للطبع البشري “(يع 3: 7) فقد استطاع الإنسان أن يستأنس الكثير من الحيوانات ويسخرها لخدمته.
طَبَق
(عد 7: 13) صحفة أو قصعة وربما كان الطبق (مت 14: 8 و11) صينية أو صحفة مصفحة من الخزف ومن الأطباق، الأطباق الفضية التي قدمها رؤساء الأسباط لتدشين المذبح ويزن الواحد منها ثلاثون شاقلًا (عد 7: 13). ومن الأطباق الصحاف الذهبية التي كانت موضوعة على مائدة الوجوه (خر 25: 29 و30 وعد 4: 7).
طابق | طبقة | طباق | طبقات
الطابق أو الطبقة هو الدور في البيت أو المبنى، وجمعه طوابق وطباق وطبقات. وقد بنى الملك سليمان “مع حائط البيت طباقاً حواليه.. فالطبقة السفلى عرضها خمس أذرع، والوسطى عرضها ست أذرع، والثالثة عرضها سبع أذرع، لأنه جعل للبيت حواليه من خارج أخصاماً” (زوايا بارزة – 1مل 6: 5 و6، انظر أيضاً حز 41: 16).
وعندما كان الرسول بولس في ترواس – وهو في طريق العودة إلى أورشليم – تحدث في أول الأسبوع إلى التلاميذ الذين كانوا “مجتمعين ليكسروا خبزاً.. وأطال الكلام إلى نصف الليل … كان شاب اسمه أفتيخوس جالساً في الطاقة مثقلاً بنوم عميق.. فسقط من الطبقة الثالثة إلى أسفل وحُمل ميتاً فنزل بولس ووقع عليه واعتنقه.. وأتوا بالفتى حياً وتعزوا تعزية ليست بقليلة” (أع 20: 7 – 11).
طَبَليْا
اسم عبري معناه “يهوه يطهر” وهو ابن حُوسَة الثالث (1 أخبار 26: 11). وكان حوسة من نسل مَراري.
وكان أحد الذين أفرزهم داود الملك ليكونوا بوابين في بيت الله، قد وقعت القرعة لحوسة وبنيه إلى الغرب مع باب شّلكهَ (1 أخ 26: 11 و26).
أطْباء
الطبي هو حلمة الضرع للحيوان، أو الضرع نفسه، وجمعها أطباء. ويقول إرميا النبي في مراثيه لأورشليم: “بنات آوى أيضاً أخرجت أطباءها، أرضعت أجراءها. أما بنت شعبي فجافيه كالنعام في البرية. لصق لسان الراضع بحنكه من العطش” (مراثي 4: 3 و4).
طجن | طاجن
الطاجن صحفة من صحاف الطعام، مستديرة عالية الجوانب تتخذ من الفخار وتستخدم لإنضاج الطعام في الفرن. وجاء في سفر اللاويين عن تقدمة الدقيق: “إن كان قربانك تقدمة من طاجن فمن دقيق بزيت تعمله” (لا 2: 7).
طَحن | يَطحن | مطحنة
الآلة التي كانت مستعملة في فلسطين والبلاد المجاورة.
رحى اليد:
وهي مؤلفة من حجرين مستديرين قطرهما نحو نصف ذراع فما فوق وسمك كل منهما نحو 3 قراريط فأكثر. وقد يسمى الحجر السفلي منها الرحى والعلوي المرداة وينتو من منتصف الرحى أو الحجر السفلي محور يدخل في ثقب مركز المرداة. وتسكب الحبوب في هذا الثقب فتطحن ويخرج دقيقها من بين الحجرين عند محيط دائرتيهما. وتدار المرداة بواسطة مسكة من خشب مثبتة في وجهها العلوي بقرب محيطه. وكان بنو إسرائيل يستعملون أرحية في البرية لطحن المن (عد 11: 8). ويظهر أنه كان لسارة رحى إذ عملت دقيقًا سميذا (تك 18: 6) وحجر الرحى صلب جدًا (اي 41: 24). ورمت امرأة قطعة رحى على رأس أبيمالك فشجت جمجمته (قض 9: 53). وكان الطحن عمل النساء (جا 12: 3 ومت 24: 41) والجواري (خر 11: 5 واش 47: 2)، والسجناء (قض 16: 21). ومع ذلك لم يكن من الأعمال المذلة للنساء. في البيوت اليهودية كانت المرأة تطحن كل صباح ما يكفي البيت يومًا واحدًا إذا بكرت جدًا على الأقل في الشتاء. وإذا أخذت الرحى تبقى العائلة دون طحين حتى تعاد، ولذا جاء في الشريعة “لا سترهن أحد رحى أو مرداتها لأنه إنما يسترهن حياة” (ت 24: 6). وزوال صوت الأرحية رمز لخراب البلاد وموت سكانها (ار 25: 10 ورو 18: 22).
وكانوا يستعملون أيضًا رحى أعظم مبنية على المبدأ نفسه ولكن يديرها حمار (مت 18: 6).
الطَواحن
يُشار بها إلى الأضراس. والطاحنة ضرس من اثني عشر ضرساً تلي الضواحك، وهي في كل شدق ثلاثة من فوق، وثلاثة من تحت، وجمعها “طواحن”، وسُمِّيَت كذلك لأنها تطحن الطعام ليصبح صالحًا لعمليات الهضم. ويقول الجامعة في وصف الشيخوخة: “فِي يَوْمٍ يَتَزَعْزَعُ فِيهِ حَفَظَةُ الْبَيْتِ، وَتَتَلَوَّى رِجَالُ الْقُوَّةِ، وَتَبْطُلُ الطَّوَاحِنُ لأَنَّهَا قَلَّتْ، وَتُظْلِمُ النَّوَاظِرُ مِنَ الشَّبَابِيكِ” (سفر الجامعة 12: 3)، أي أن الأضراس تكف عن العمل لأن غالبيتها قد سقطت ولم يبق منها سوى القليل.
كما يقول: “حِينَ يَنْخَفِضُ صَوْتُ الْمِطْحَنَةِ، وَيَقُومُ لِصَوْتِ الْعُصْفُورِ، وَتُحَطُّ كُلُّ بَنَاتِ الْغِنَاءِ” (سفر الجامعة 12: 4)، وذلك لأن الأذان أيضاً قد ضعفت ولم تعد بقادرة على سماع صوت المطحنة بوضوح.
الطخاء
الطخاء هو السحاب المرتفع. ويقول الرب لأيوب في بيان عظمة الله: “مَنْ وضع في الطخاء حِكْمَةً أو مَنْ أظهر في الشهب فطنة؟” (أى 38: 36).
طرابلس
اسم يوناني معناه “المدينة المثلثة”، إذ كانت مقسَّمة بأسوار إلى ثلاثة أحياء تسكنها جاليات من صور وصيدون وأرواد، كل جالية في قسم منها. والأرجح أنها بُنيت في القرن السابع قبل الميلاد. وكانت إحدى مدن الحلف الفينيقي، وكانت مقراً للمجلس الاتحادي، وكان لها أهمية تجارية كبيرة إذا، كان يحيط بها البحر من ثلاث جهات.
وعندما هرب ديمتريوس بن سلوقس من روما في 162 ق. م، حيث كان رهينة هناك من 176 ق. م جمع جيشاً كثيفاً وأسطولاً واستولى على طرابلس ومنها استولى على سائر البلاد بعد أن قتل ابن عمه انطيوكس الخامس (أوباطور) وليسياس وكيله (2 مك 14: 1 و2).
ولا يُذكر اسمها في سفر المكابيين الأول، ولكنها توصَف “بمدينة بالساحل” (1 مك 7: 1) وقد اهتم الملوك السلوقيون والرومان بتجميل المدينة. وشيد فيها هيرودس الكبير ساحة كبيرة للألعاب الرياضية.
واستولى العرب عليها في 638 م، ودخلها الصليبيون في 1109 م. واستعادها منهم قلاوون سلطان مصر في 1289 م بعد أن تعرَّضت المدينة لتدمير واسع النطاق.
وتعرَّض الميناء للكثير من الهجمات والغزوات، مما جعل الأهالي يهاجرون إلى الداخل، إلى منطقة تبعد ميلين عن البحر، حيث أسسوا طرابلس الحالية في 1366 م. على شواطئ نهر القادشية، على بعد نحو سبعين ميلاً إلى الشمال من بيروت، وأصبحت طرابلس القديمة التي تسمى “الميناء” مرفأً بحرياً لطرابلس الحديثة. واستولى عليها الإنجليز في الحرب العالمية الأولي في 1918 م، ثم ضُمت إلى لبنان، وأصبحت جزءاً من الجمهورية اللبنانية في 1941 م. وتشتهر بتجارة الصابون والتبغ والأسفنج والفاكهة.
طَرّاز
صناعة التطريز هي تزين النسيج الأصلي برسوم ناتئة مصنوعة بالإبرة واستعملت فيها خيوط الحرير أو الذهب أو الفضة أو مادة أخرى تختلف عن النسيج الأصلي. وكان بصلئيل واهولياب يتعاطيان فنونًا، منها التطريز بالاسمانجوني والأرجوان والقرمز والبوص (خر 35: 30 – 35 و38: 23). وكان سجف مدخل الخيمة وباب الدار (ص 26: 36 و27: 16) ومنطقة الكاهن الأعظم (ص 28: 4 – 39 و39: 27 – 29)، مطرزة. وكثيرًا ما كان الأغنياء يرتدون ثيابًا مطرزة (قض 5: 30 ومز 45: 14).
طرز | مطرزة
طرز الثوب وشاَّه وزخرفه، وكانت الملابس الثمينة توشي، بخيوط الحرير أو بأسلاك الذهب والفضة. وكان بصلئيل بن حوري وأهوليآب بن أخيساماك حاذقين في الحياكة والتوشية والتطريز (خر 35: 35، 38: 22 و23)، وقد وهبهما الله هذه الحكمة والمهارة للعمل في خيمة الاجتماع. فكان سجف مدخل الخيمة “من أسمانجونى وأرجوان وقرمز وبوص مبروم صنعة الطراز” (خر 26: 36، 36: 37). وكذلك كان سجف باب الدار “من أسمانجوني وأرجوان وقرمز وبوص مبروم صنعة الطراز” (خر 27: 16، 38: 18) كما أمر الرب بخصوص ثياب هرون، أن “تخرَّم القميص من بوص، وتصنع العمامة من بوص، والمنطقة تصنعها صنعة الطراز” (خر 28: 39، 39: 29). كما كانت صدرة القضاء logion موشاة بأسلاك من الذهب (خر 28: 15، 39: 2).
وكانت الثياب المطرزة تعتبر من أثمن الغنائم في الحروب، فتقول دبورة في نشيدها الانتصاري، إن امرأة سيسرا كانت تنتظر “غنيمة ثياب مصبوغة مطرزة، ثياب مصبوغة مطرزة الوجهين” (قض 5: 20).
ويصف المرنم عروس الملك بالقول: “كلها مجد ابنة الملك في خدرها، منسوجة بذهب ملابسها، بملابس مطرزة تحضر إلى الملك” (مز 45: 13 و14).
ويقول الله للشعب القديم كيف كانت حالته ميئوساً منها كوليدة طرحت على وجه الحقل بكراهة نفسها، ولكنه أشفق عليها وغمرها بإحسانه، وألبسها مطرزة ونعلها بالتخس.. فتحلَّت بالذهب والفضة ولبست الكتان والبز، وجملَّت جدَّاً صَت صارت تصلح لمملكة (خر 16: 5 – 14).
ويصف حزقيال النبي نبوخذنصر ملك بابل، وصفاً مجازياً، بأنه “نسر عظيم كبير الجناحين، طويل القوادم واسع المناكب ذو تهاويل” (حز 17: 3)، و “ذو تهاويل” هي نفسه الكلمة العبرية المترجمة “مطرزة”، أي أن مناكبه كانت واسعة منقوشة وكأنها مطرزة.
كما يتنبا حزقيال عن سقوط صور، وحزن رجال البحر عليها: “فتنزل جميع روساء البحر عن كراسيهم ويخلعون جببهم، وينزعون ثيابهم المطرزة” خر 26: 16)، ويصف عظمة صور بالقول: “كتان مطرز من مصر شراعك ليكون لك راية” (حز 27: 7).
وكانت أرام – وغيرها من الأمم – تأتي إلى أسواق صور “بالبهرمان والأرجوان والمطرز والبوص والمرجان والياقوت.. هؤلاء تجارك بنفائس بأردية أسمانجونية ومطرزة..” (حز 27: 16 و24).
ويقول الرب ليهوشع الكاهن العظيم: “قد أذهبت عنك إثمك وألبسك ثياباً مزخرفة (” مطرزة “- فهي نفس الكلمة العبرية المترجمة” مطرزة “في غيرها من المواضع – زك 3: 4).
طَرسوس | طَرسوسي
عاصمة كيليكيا في شرقي آسيا الصغرى وهي مبنية على ساحل متسع على بعد 12 ميلًا من كلٍ من البحر المتوسط وجبل طوروس. وكانت قديمًا قائمة على ضفتي نهر كيدنوس غير أن ذلك النهر قد تغير مجراه وكان وقتئذ عند مصب النهر مرفأ ترد إليه بضاعة كثيرة. ذكرها شلمناسر ملك أشور حول سنة 833 ق. م. ولما أنشأ الرومان إقليم كيليكيا في سنة 64 ق. م. جعلوا طرسوس مقر الحاكم. وجعلها اوغسطس مدينة رومانية وكان فيها ميدان وموضع للألعاب ومدرسة الإسكندرية الثالثة في الشهرة في كل المسكونة. وتعين للعائلة الإمبراطورية معلمون ومدربون من طرسوس. وكانت مسقط رأس بولس الرسول (أع 21: 39 و2: 3) وقد زارها على الأقل مرة بعد اهتدائه (ص 9: 30 و11: 25). ولم تزل تدعى طرسوس إلى اليوم، وهي مدينة تركية.
طَرْفِليّون
كلمة ارامية ربما كانت تشير إلى “لقب لبعض الموظفين في الإمبراطورية الفارسية” وقد ظن بعضهم سابقًا أنها تشير إلى قوم لا يعرف عنهم شيء على وجه التحقيق. إنما يرجح أنها أطلقت على فريق بعض الموظفين الفرس في السامرة (عز 4: 9).
طَريق | طرق
الطرق نوعان: الأول منها ويطلق عليه اسم طريق هو ما تسلك فيه العجلة أو المركبة والثاني وقد يطلق عله اسم السياج [(لو 14: 23) قابل “خندق” (عد 22: 24)] وهو ما لا يمشي فيه سوى إنسان أو حيوان. وكان في المشرق طرق كثيرة كما يتضح من العجلات والمركبات في مواقع كثيرة في الكتاب المقدس [(تك 45: 19 وقض 4: 13 و2 مل 10: 16 واع 8: 28) وغيرها].
طرق | المِطْرقة
(اش 44: 12) آلة من الحديد ونحوه يضرب بها الحديد ونحوه من المعادن وغيره ويحطم بها الصخر (اش 41: 7). وهي ترمز إلى القوة الساحقة..
وهي عادة قطعة من حجر صلد أو من حديد، بها ثقب في وسطها يمر به قضيب من خشب أو من حديد للإمساك بها. وتستخدم المطارق في تشكيل الصخور وتحطيمها (1 مل 6: 7)، وفي عمل الأصنام من الحديد (إش 44: 12) وغيره من المواد (إرميا 10: 4)، وفي دق أوتاد الخيام في الأرض (قض 4: 21) كما يبدو أن المطارق كانت تستخدم أدوات حرب (إرميا 51: 20).
كما تستخدم مجازيًا في التعبير عن مملكة بابل بأنها كانت “مطرقة كل الأرض” (إرميا 50: 23) ويقول الرب على لسان إرميا: “أليست هذه كلمتي كنار يقول الرب وكمطرقة تحطم الصخر؟” (إرميا 23: 29).
طست | طسوس
الطست إناء مستدير من نحاس أو نحوه. وكان دم خروف الفصح ويجمع في طست وتغمس باقة زوفا في الدم الذي في الطست، وتُمس “العتبة العليا والقائمتين بالدم الذي في الطست” (خر 12: 22). كما أخذ موسي نصف المحرقات وذبائح السلامة التي أصعدها فتيان بني إسرائيل ووضعه في الطسوس ورش على الشعب (خر 24: 6 – 28، انظر عب 9: 19 – 21).
وعندما كان داود الملك في محنايم، وهو هارب من وجه أبشالوم ابنه، جاء إليه “شوبي بن ناحاش من ربة بني عمون وماكير بن عميئيل من لودبار، وبرزلاي الجلعادي من” روجليم “و” وقدموا فرشاً وطسوساً وآنية خزف وحنطة.. “(2 صم 17: 27 و28).
وقد عمل سليمان للهيكل الذي بناه “الطسوس والمقاص والمناضح والصحون والمجامر من ذهب خالص” (1 مل 7: 50).
وعندما أصدر ملك فارس، نداءه بعودة الشعب من السبي، أخرج آنية بيت الرب التي أخذها نبوخذ نصر من أورشليم، وسلمها لشيشبصر رئيس يهوذا، وكان من بينها “ثلاثون طستاً من ذهب وألف طست من فضة” (عز 1: 7 – 9).
ونقرا أن الرب يسوع “قبل عيد الفصح، وهو عالم أن ساعته قد جاءت.. صب ماء في مغسل وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ” (يو 13: 1 – 5). والأرجح أن هذا المغسل كان نوعاً من الطسوس.
طسِّي
هو لقب سمعان الابن الثاني لمتتيا بن يوحنا بن سمعان، بني يوياريب الكاهن. وكان الابن الثالث هو يهوذا الملقب بالمكابي (1 مك 2: 3). وبعد أن حصل على الاستقلال لليهود، أصبح مؤسس الأسرة المكابية ولا يعرف معنى “طسِّي” والأرجح أن معناها “الغيور”.
الطَعام | الأطعمة
← اللغة الإنجليزية: Food – اللغة العبرية: מזון – اللغة اليونانية: Τροφή – اللغة السريانية: ܡܐܟܘܠܬܐ.
لما كان العبرانيون يحيون حياة البداوة كان طعامهم الرئيسي مؤلفًا من الخبز ومن حاصل الماشية كاللبن الرائب واللحم مصادفة (تك 18: 7 وقض 5: 25). وكان يؤكل العسل البرّي (14: 8 و9). ولما تحضروا في فلسطين أضافوا عليها ما أنتجته لهم الحدائق والكروم وبساتين الزيتون كالعدس والخيار والفول (2 صم 17: 28)، والرمان والتين والعنب (عد 13: 23 و20: 5 ومت 7: 16). وكان من طعامهم الخمر والخل وكذلك السمك والجراد والطير والبيض (1 مل 4: 23 ونح 3: 16 ومت 4: 18 ولو 11: 12). وكانت.
الوجبة البسيطة مؤلفة من خبز وعدس (تك 25: 34)، أو خضرة أخرى (2 مل: 38)، أو خبز وخمر (تك14: 18)، أو فريك وخل (را 2: 14). وقد أكرم إبراهيم ضيوفه على غير انتظار بمائدة سخية فيها زبد ولبن وخبز ملة مصنوع من دقيق سميذ ولحم عِجل (تك 18: 3 – 8). وقد كثرت الألوان المتنوعة العديدة من الطعام علة موائد الأغنياء والعظماء. (1مل 4: 22 و23 ونح 5: 18).
وكانت شريعة الأطعمة دقيقة جدًا تفصل بين الطاهر والنجس وتنهي عن كل مخالفة (لا10) وعند تأسيس الكنيسة المسيحية اختلف المسيحيون في أمر الأطعمة دقيقة جدًا المذبوحة للأوثان، فاعتقد بعض المؤمنين بأن الوثن لا شيء وأن المخلص قد ألغى التمييز بين الأطعمة الطاهرة والنجسة فأخذوا يأكلون كل ما قدَم لهم بدون سؤال أكان مذبوحًا لوثن أم أنه مذبوح لغير وثن.. وكانوا يشترون ما يباع في الملحمة بقطع النظر عن كونه طاهرًا أو نجسًا حسب شريعة اليهود إلا أنه قد عثر غيرهم فظنوا أن كل ما ذبح لوثن يجعلهم مشتركين في الذبح للوثن.
وحدث من اختلاف الرأي هذا الشقاق حتى حكم بولس أن كل سيء طاهر للطاهرين (تي 1: 15). وأن الوثن لا شيء. وأنه يجوز للإنسان أن يأكل كل ما يباع في الملحمة وكل ما يقدم له على مائدة غير المؤمن (1 كو 10: 25 إلخ). ومع ذلك يصرح بوجوب مراعاة شريعة المحبة وبوجوب اجتناب ما يعثر به الأخ الضعيف.
ومع أن المسيحية ألغت النجاسة الشرعية والطهارة الشرعية وحررت الأمم من نير الطقوس الموسوية (أع 15: 10)، إلا أن المجمع الرسولي المنعقد في أورشليم منع الأمم من المخنوق والدم (ص 5: 20 و29) وذلك خشية اعثار اليهود المتنصرين.
يدخل تحت هذا العنوان كل المنتوجات النباتية والحيوانية التي يأكلها الإنسان للحفاظ على سلامته الجسدية وتوفير الطاقة اللازمة لمختلف أنشطته.
أولًا – الطعام في العهد القديم:
(أ) الطعام في العصور الأولى:
عندما خلق الله الإنسان، قال له الله: “إنى قد أعطيتكم كل بقل يبزر بزرًا على وجه كل الأرض وكل شجر فيه ثمر شجر يبرز بزرًا، لكم يكون طعامًا ولكل حيوان الأرض وكل طير السماء وكل دبابة على الأرض فيها نفس حية، أعطيت كل عشب أخضر طعامًا” (تك 1: 29 و30).
وعندما وضعه في جنة عدن، قال له: “من جميع شجر الجنة تأكل أكلًا” (تك 2: 16).
وبعد السقوط، قال الرب لآدم “ملعونة الأرض بسببك بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك. وشوكًا وحسكًا تنبت لك، وتأكل عشب الحقل بعرق وجهك تأكل خبزًا” (تك 3: 17 و18 و23، 4: 2 و3).
ومن هذا يبدو جيدًا أن الإنسان الأول كان نباتيًا، ويبدو أن الأمر ظل هكذا حتى أيام نوح في الفلك مع جميع الحيوانات التي كانت معه بالفلك، ولكن بعد نزوله من الفلك إلى الأرض التي انحسرت عنها مياه الطوفان قال له الرب: “كل دابة حية تكون لكم طعامًا كالعشب الأخضر. دفعت إليكم الجميع غير أن لحمًا بحياته دمه لا تاكلوه” (تك 9: 3 و4).
وعندما استقر نوح على الأرض اليابسة ابتدأ “يكون فلاحًا وغرس كرمًا وشرب من الخمر فسكر وتعرى داخل خبائه” (تك 9: 20 و21). وقيل عن نمرود – من نسل حام بن نوح – إنه “كان جبار صيد أمام الرب” (تك 10: 9).
(ب) الطعام في عصر الآباء:
كانت الحبوب التي يصنع منها الخبز، هي العنصر الأساسي في الغذاء، سواء في مصر أو في فلسطين، أو في بلاد النهرين، منذ الألف الثانية قبل الميلاد، مع منتوجات الألبان، من لبن وزبد وجبن. ولاشك في أن الآباء الذين عاشوا عيشة شبه بدوية، كانوا يعتمدون في غذائهم – أساسًا – على منتوجات الألبان من مواشيهم وعندما طرد إبراهيم هاجر وابنها، أعطاها خبزًا وقربة ماء (تك 21: 14).
وكانوا يزرعون الحبوب كما فعل اسحق (تك 26: 12)، ويعقوب أيضًا (تك 37: 7)، وعندما حدث جوع، أرسل أولاده لشراء القمح من مصر (تك 42: 2 و25 و26، 43: 2، 44: 1 و2). ولعل طبيخ العدس (الأحمر) كان وجبة مألوفة في تلك الأيام، عندما باع عيسو بكوريته لأخيه يعقوب، فأعطاه “خبزًا وطبيخ عدس” (تك 25: 29 – 33، انظر أيضًا 2 صم 17: 28).
ولكنهم كانوا يكرمون الضيوف بتقديم الذبائح لهم. فقد ذبح إبراهيم لضيوفه عجلًا رخصًا جيدًا، وأمر غلامه أن يسرع بعمله، ثم قدمه لهم مع خبز ملة وزبد ولبن (تك 18: 6 – 8).. ومع أن اللحم لم يكن طعام كل يوم، إلا أنهم كانوا يستطعمون أيضا لحوم الحيوانات البرية، فقد طلب اسحق من عيسو ابنه، أن يأخذ عدته وجعبته وقوسه ويخرج إلى البرية ويصيد له صيدًا، ويصنع له أطعمة كما يجب ليأكل منها (تك 27: 3 و4). كما فعل الرحالة المصري “سنوحي” في فلسطين قبل ذلك.
وكانت الهدايا التي تقدم للملوك والعظماء تشتمل على العسل والفستق واللوز وما أشبه (تك 43: 11). وتذكر الألواح التي وجدت في القصر الملكي في “ماري” (على نهر الفرات)، والتي ترجع إلى القرن الثامن عشر قبل الميلاد، أن كميات كبيرة من العسل كانت تستهلك على الموائد في ذلك العصر. كما أن الملك الأشوري “أشمي – داجان” أرسل إلى أخيه حاكم “ماري” فستقًا. كما كان العسل – في مصر القديمة – يكاد يكون مقصورًا على علية القوم، وقلما كان يتناوله من هم دونهم.
وكانت المشاركة في تناول الطعام علامة على المصالحة والسلام، كما حدث بين اسحق وأبيمالك ملك جرار ورجاله (تك 26: 29 و30) وبين يعقوب وخاله لابان (تك 31: 54) ولا يذكر الكتاب أنواع الطعام التي قدمها يوسف لإخوته (تك 43: 31 – 34).
(ج) الطعام في أثناء إقامة بني إسرائيل في مصر:
رغم الظروف القاسية التي عانى منها بنو إسرائيل في أواخر أيامهم في مصر، إلا أنهم وهم في البرية تذكروا الخير الذي يأكلونه مجانًا والقثاء والبطيخ والكرات والبصل والثوم. واشتهوا أن يأكلوها مرة أخرى (عد 11: 4، 5). وهذه القائمة من المأكولات تتفق تمامًا مع ما هو معروف عن المنتوجات الزراعية في مصر قديمًا.
(د) الطعام في البرية:
عندما ارتحل الشعب من إيليم وجاءوا إلى برية سين بين إيليم وسيناء، في اليوم الخامس عشر من الشهر الثاني بعد خروجهم من مصر، تذمر الشعب إذ لم يكن لهم ما يأكلون، فأعطاهم الله “المن” في كل صباح ليكون لهم طعامًا طيلة الأربعين سنة في البرية (خر 16: 13 – 21). ولم ينقطع عنهم “المن” إلا بعد دخولهم أرض كنعان وأكلهم من غلة الأرض (يش 5: 11 و12) ويقول المرنم: “أمطر عليهم منَّا للأكل، وبُرَّ السماء أعطاهم. أكل الإنسان خبز الملائكة أرسل عليهم زادًا للشبع” (مز 78: 24 و25).
ولما اشتهى اللفيف الذي كان في وسطهم – شهوة وتذكروا ما كانوا يأكلون في مصر، أرسل الله لهما لسلوى لمدة شهر من الزمان (عد 11: 4 و5 و18). ويقول المرنم أمطر عليهم لحمًا مثل التراب، وكرمل البحر طيورًا ذوات أجنحة، وأسقطها في وسط محلتهم.. فأكلوا وشبعوا جدًا وأتاهم بشهر.. طعامهم بعد أفواههم. فصعد عليهم غضب الله وقتل من أسمنهم.. “(مز 78: 24 – 31 انظر أيضًا مز 106: 14 و15).
(ه) الطعام في أرض كنعان:
وقد وصفها الرب بأنها أرض جيدة تفيض لبنًا وعسلًا 0 خر 3: 8 و17، انظر أيضا تث 8: 7 – 9). وقد تنوعت مصادر الغذاء، فكانت تشمل:
(1) الأطعمة النباتية:
فكانت الحبوب والخمر وزيت الزيتون أهم هذه العناصر (تث 7: 13، نح 5: 11، هو 2: 8). وكان أهم الحبوب: الشعير والقمح والقطاني (انظر خر 9: 32، تث 8: 8، إش 28: 25). وكانت الحبوب تُطحن، ثم يُعجن الدقيق وتضاف غليها الخميرة، ثم يُخبز في الأفران.
وكان الخبز هو من أهم عناصر الطعام وقوام الغذاء، حتى قال الرب يسوع المسيح عن نفسه: أنا خبز الحياة “(يو 6: 35).
وكان للكرمة أهميتها، سواء كمصدر للعنب الطازج (عد 6: 3 تث23: 24) أو المجفف – وهو الزبيب. (1 صم 25: 18، 30: 12)، أو العصير الحلو أو “السلاف” (إش 49: 26، عا 9: 13، يؤ 1: 5، 3: 18)، أو الخمر نصف المختمرة أي “المسطار” (قض 9: 13، هو 4: 11، أم 3: 10.. إلخ) أو الخمر المعتقة. وكانت هذه العصائر الحمراء تسمى “دم العنب” (تك 49: 11، تث 32: 14)..
وكانت السلعة الأساسية الثالثة هو زيت الزيتون، إذ كان يستخدم طعامًا ودهنًا للطبخ. فكان مثلًا يُخلط بالدقيق لصناعة الخبز والفطائر التي كانت تُقلى في الزيت (خر 29: 2)، وكان ذلك شائعًا في مختلف البلاد، فقد ذكرت أرملة صرفة صيدا لإيليا النبي، إنها ستصنع بما عندها من ملء كف الدقيق والقليل من الزيت، كعكة لها ولابنها (1 مل 17: 12).
كما كان يستخدم العدس والفول والحمص (2 صم 17: 28، حز 4: 9). كما كانوا يستخدمون أنواعًا من الفاكهة مثل التين، الذي كانوا يصنعون منه أقراصًا يجففونها لاستعمالها وقت الحاجة ولأغراض طبية (انظر إش 38: 21). وجاء ذكر ذلك أيضًا في كتابات “أوغاريت”. وكذلك الجميز، حتى قال عاموس النبي عن نفسه إنه “راعٍ وجانى جميز” (عا 7: 14). كما كان يؤكل الرمان ويُصنع من عصيره شرابًا (نش 8: 2) وكذلك التفاح (أم 25: 11، نش 2: 3 و5، 7: 8، 8: 5، يؤ 1: 12)، والبلح (انظر خر 15: 27، 1مل 6: 29، مز 92: 12، نش 7: 7 و8 إش 9: 14، 19: 15، يؤ 1: 12).
وكانت هناك أنواع من النقل مثل اللوز (إرميا 1: 11) والفستق (تك 43: 11).
(2) الأطعمة الحيوانية:
وكانت تشمل عسل النحل والدهون واللحوم. وكان عسل النحل البري يوجد في شقوق الصخور والأشجار وغيرها. وكان واسع الانتشار والاستخدام (تث 32: 13، قض 14: 8، 1 صم 14: 25، 2 صم 17: 29). وكانوا يستطعمون عسل النحل كثيرًا (مز 19: 10، أم 24: 13)، وكانت فلسطين بحق أرض “لبن وعسل” (خر 3: 8)، فقد ذكر تحتمس الثالث فرعون مصر، أنه أحضر معه مئات الجرار من العسل جزية من سورية وفلسطين في غزوتيه السابعة والرابعة عشر. كما يعدد سنوحي – الرحالة المصري في عهد الأسرة الثانية عشرة – ثروات فلسطين من الحبوب والخمر والزيت والعسل والفاكهة والماشية.
وكانت اللبن عنصرًا هامًا من عناصر الغذاء، مع منتوجاته من الزبد والجبن (انظر أم 27: 27، إش 7: 22، حز 25: 4 عن اللبن، تث 32: 14، قض 5: 25، مز 55: 21، إش 7: 15 و22 عن الزبد، 1 صم 17: 18، 2 صم 17: 29، أي 10: 10، أم 30: 32 عن الجبن). وكثيرًا ما كان اللبن يقدم للزائر المفاجيء كما حدث مع سيسرا (قض 4: 19، 5: 25).
وكان اللحم لا يؤكل عادة إلا في الأعياد والولائم فيما عدا بالنسبة للأغنياء الذين كان يمكن أن يكون على موائدهم بانتظام. فقد ذبح إبراهيم لضيوفه عجلًا رخصًا (تك 18: 7)، وقدم جدعون للملاك جدي معزي (قض 6: 19، انظر أيضًا 1صم 16: 20)، وقدمت أبيجايل – امرأة نابال الكرملي – خمسة خرفان هدية لداود (1 صم 25: 18).
ويقول الحكيم “أكلة من البقول حيث تكون المحبة خير من ثور معلوف ومعه بغضة” (أم 15: 17). وكان ابنا عالي الكاهن الشريران يفضلان أخذ اللحم نيئًا ليشوى، عن أخذه مطبوخًا (1 صم 2: 13 – 15).
وقد نهت الشريعة عن طبخ الجدي بلبن أمه (خر 23: 19). ولعل ذلك كان لارتباط هذه العادة بذبائح الكنعانيين التي كانوا يقدمونها لأوثانهم كما جاء في وثائق “أوغاريت”.
ونجد في سفر اللاويين (11: 1 – 23 و29 و41 – 47)، وفي سفر التثنية (14: 3 – 21) سجلًا بالحيوانات الطاهرة التي كان مسموحًا بأكل لحومها، والحيوانات النجسة التي لم يكن مسموحًا بأكلها. فكانت الحيوانات الطاهرة هي الحيوانات المجترة والتي تشق ظلفًا، وما عداها كان يعتبر نجسًا. كما نجد بيانًا بالطيور الطاهرة والطيور النجسة، والدبيب الطاهر والدبيب النجس. أما الأسماك الطاهرة فهي التي لها زعانف وحرشف، أما التي لا يتوفر فيها هذان الشرطان فكانت تعتبر نجسة.
نقرأ في سفر الملوك الأول (4: 7 و22 و23) أن وكلاء سليمان الاثني عشر كانوا يتولون تزويد قصر الملك سليمان بما يلزمه من مؤونة. وكان على كل واحد أن يفعل ذلك شهرًا في السنة. وكان الطعام “لليوم الواحد، ثلاثين كرسميد وستين كرة دقيق، وعشرة ثيران مسمنة، وعشرين ثورًا من المراعي، ومئة خروف، ماعدا الأيائل والظباء واليحامير والأوز المسمن”. وكانت هذه هي العادة المتبعة في قصور الملوك في ذلك العهد، كما تشهد بذلك نقوشهم وآثارهم. كما دفع سليمان لحيرام الأول ملك صور: “عشرين ألف كر حنطة طعامًا لبيته وعشرين كر زيت رض” كل سنة ثمنًا للأخشاب التي كان حيرام يرسلها لسليمان (1 مل 5: 11).
(4) في أثناء السبي:
عندما أخذ دانيال وأصحابه إلى قصر ملك بابل، “جعل في قلبه أنه لا يتنجس بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه، فطلب من رئيس الخصيان أن لا يتنجس” وأن يكتفوا بأكل القطاني، وأعطاهم الرب نعمة في عيني رئيس الخصيان، فجربهم عشرة أيام فوجدهم بعدها “أحسن وأسمن لحما من كل الفتيان الآكلين من أطايب الملك، فكان رئيس السقاة يرفع أطايبهم وخمر مشروبهم ويعطيهم قطاني” (دانيال 1: 8 – 16).
وقد أمر الرب حزقيال النبي أن ياخذ “قمحًا وشعيرًا وفولًا وعدسًا ودخنا وكرسنة” ويصنعها خبزًا، ويأكل منه مدة ثلاث مئة يوم وتسعين يومًا، يخبره على خرء الإنسان. فلما التمس من الرب أن يعفيه من ذلك، سمح له أن يخبزه على “خثى البقر” (حز 4: 9 – 17)، وذلك ليكون عبرة للشعب.
ثانيًا: – الطعام في العهد الجديد:
(أ) (الأطعمة النباتية):
(1) الحبوب:
وأهم منتوجاتها الخبز الذي كان يُصنع من دقيق القمح (مت 13: 33، لو 13: 21)، أو الشعير (يو 6: 9 و13) وكان الخبز المصنوع من الشعير هو طعام الفقراء (انظر النسبة بين ثمن القمح وثمن الشعير في رؤ 6: 6) وكان يمكن أن تُقطف سنابل القمح وتُفرك باليد لتخليص الحبوب من قشورها، ثم تؤكل (مت 12: 1، مرقس 2: 23، لو 6: 1، انظر أيضًا تث 23: 25). وكان ذلك يُعتبر – في نظر الفريسيين – مساويًا لعملية الحصاد، وكان ذلك ممنوعًا في يوم السبت. وكان القمح يدرس ويذَّرى ويغربل لفصل الحبوب من التبن (مت 3: 2، لو 3: 17، 22: 31). ولم يكن مسموحًا إطلاقًا وجود أي خبز من دقيق مختمر في أثناء أيام عيد الفصح (خر 12: 19، 13: 7، 1 كو 5: 7 و8).
(2) الفاكهة والزيت:
كان هناك العنب (مت 7: 16)، وما ينتج من الكرمة (مت 26: 29)، والزيتون (رو 11: 17 – 24، يع 3: 12)، وكان يُستخرج منه أفضل أنواع الزيت الذي كان يستخدم في إعداد الطعام، كما كانت ثماره تحفظ بالتخليل، وتؤكل مع الخبز لفتح الشهية، كما كانت تجهز عصائر من البلح والتين والزبيب والخل لتستخدم مع خروف الفصح (انظر مرقس 14: 20، يو 13: 26).
ويذكر العنب والتين معًا (انظر مت 7: 16) فقد كانت لهما أهمية كبيرة في فلسطين، بالمقارنة مع الخرنوب الذي كان الابن الضال يشتهي أن يملأ بطنه، وكان يستخدم أساسًا طعاما للخنازير (لو 15: 14 – 16).
(ب) المنتوجات الحيوانية:
(1) كان اليهود – في أيام العهد الجديد – يراعون تنفيذ أوامر الشريعة فيما يختص بالحيوانات والطيور الطاهرة والنجسة (لا 11: 1 – 23، تث 14: 4 – 20، أع 10: 9 – 16). وقد بيَّن الرب لهم أن ما يدخل الإنسان من خارج لا يقدر أن ينجسه، بل ما يخرج من فم الإنسان، هو الذي ينجسه (مت 15: 11، مرقس 7: 14 – 20).
لما قام أناس من الذين كانوا قد آمنوا من مذهب الفريسيين وقالوا إنه ينبغي على المؤمنين من الأمم “أن يختتنوا ويوصوا بأن ناموس موسى” (أع 15: 5)، اجتمع الرسل والمشايخ مع كل الكنيسة في أورشليم، ورأوا وقد صاروا بنفس واحدة أن يكتبوا للمؤمنين في كل الكنائس “بأن يمتنعوا عما ذُبح للأصنام، وعن الدم والمخنوق والزنا” (أع 15، انظر أيضا رو 14، 1كو 8 و10، 1تي 4: 3 – 5).
(2) السمك:
وكان فيه الطاهر والنجس، وكان يلزم أن يتوفر شرطان في السمك لعتبر طاهرًا، وهما أن تكون له زعانف وأن يكون له حرشف (لا 11: 9 – 12). وكان يحف ببحر الجليل عدد من المدن التي كانت تعتبر مراكز لصيد السمك. وقد كان التلاميذ الأوائل من صيادي الأسماك (مت 4: 18 – 22، مرقس 1: 16 – 20، لو 5: 1 – 11). وقد استخدم الرب السمك في معجزتى إشباع الجموع (مت 14: 17 – 21، 15: 32 – 39، مرقس 6: 35 – 43، 8: 1 – 9، لو 9: 12 – 17، يو 6: 1 – 13). وكذلك في الطعام الذي أكله مع تلاميذه بعد القيامة (لو 24: 42 و43) والطعام الذي أعده لهم عند بحيرة طبرية (يو 21: 9 – 13).
(3) الطيور:
ولا تُذكر الطيور صراحةً – في العهد الجديد – كمصدر للغذاء إلا في رؤية بطرس للملاءة العظيمة (أع 10: 11 و12)، وفي الإشارة إلى بيع العصافير (مت 10: 29، لو 12: 6). كما يذكر البيض أيضًا (لو 11: 12).
(4) الحشرات:
نقرأ عن يوحنا المعمدان أن طعامه كان “جرادًا وعسلًا بريًا” (مت 3: 4، مرقس 1: 6).
(ج) التوابل:
وكانت تستخدم لتضفي طعمًا مستساغًا ونكهة طيبة للطعام. وأهمها الملح الذي استخدمه الرب مجازيًا في أقواله (مت 5: 13، مرقس 9: 5، لو 14: 34). كما استخدمه الرسول بولس (كو 4: 6). وذكر الرب أيضًا النعنع والشبت والكمون (مت 23: 23، انظر أيضًا لو 11: 42، حيث يضيف “وكل بقل”). كما يذكر، الخردل (مت 13: 31, 32).
الطعام السماوي، الطعام الروحي، الطعام الإلهي هو كلام الله، وقد تُذكَر أيضًا عن الوسائط الروحية وسر الإفخارستيا (التناول).
الطعام المصري هو ما اشتهاه بني إسرائيل بعد خروجهم من مصر في قولهم “قَدْ تَذَكَّرْنَا السَّمَكَ الَّذِي كُنَّا نَأْكُلُهُ فِي مِصْرَ مَجَّانًا، وَالْقِثَّاءَ وَالْبَطِّيخَ وَالْكُرَّاثَ وَالْبَصَلَ وَالثُّومَ.” (سفر العدد 11: 5).
الطعام الحسي هو الطعام المادي، الطعام الأرضي.
الطعام القوي: “لأَنَّكُمْ إِذْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونُوا مُعَلِّمِينَ لِسَبَبِ طُولِ الزَّمَانِ تَحْتَاجُونَ أَنْ يُعَلِّمَكُمْ أَحَدٌ مَا هِيَ أَرْكَانُ بَدَاءَةِ أَقْوَالِ اللهِ، وَصِرْتُمْ مُحْتَاجِينَ إِلَى اللَّبَنِ، لاَ إِلَى طَعَامٍ قَوِيٍّ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَتَنَاوَلُ اللَّبَنَ هُوَ عَدِيمُ الْخِبْرَةِ فِي كَلاَمِ الْبِرِّ لأَنَّهُ طِفْلٌ، وَأَمَّا الطَّعَامُ الْقَوِيُّ فَلِلْبَالِغِينَ، الَّذِينَ بِسَبَبِ التَّمَرُّنِ قَدْ صَارَتْ لَهُمُ الْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةً عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ” (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 5: 14).
طعام روحي
أي طعام ينعش الروح، ويقول الرسول بولس: “جميعهم أكلوا طعاماً واحداً روحياً” (1 كو 10: 3)، في إشارة إلى “المن” الذي أعطاه الرب لبني إسرائيل في البرية (خر 16: 13 – 16). ويقول عنه المرنم: “سألوا فأتاهم بالسولى وخبز السماء أشبعهم” (مز 105: 40)، كما يقول عنه أيضاً: “امطر عليهم مناً للأكل وبُرَّ السماء أعطاهم، أكل الإنسان خبز الملائكة” (مز 78: 24 و25). ويقول الرب يسوع بكل وضوح إن “المن” كان رمزاً له، إذ عندما قالوا له: “آباؤنا أكلوا المن في البرية.. أعطاهم خبزاً من السماء ليأكلوا” (يو 6: 31)، قال لهم يسوع: “ليس موسى أعطاكم الخبز من السماء، بل أبي يعطيكم الخبز الحقيقي من السماء، لأن خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم.. أنا هو خبز الحياة. من يقبل إلَّى لا يجوع.. أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء” (يو 6: 32 – 35 و51).
أوقات الطعام وكيفية تناوله
(أ) أوقاته: كان من المعتاد عند العبرانيين، كما عند سائر شعوب الشرق القديم، أن يقتصروا على تناول وجبتين في اليوم، إحداهما في الصباح أو قبيل الظهر (انظر راعوث 2: 14). وكان من لا يتناول هذه الوجبة يعتبر صائماً (انظر قض 20: 26، 1 صم 14: 24).
ويقول الجامعة: “ويل لك أيتها الأرض إذا كان ملكك ولداً ورؤساؤك يأكلون في الصباح.. للسكر” (جا 10: 16, 17).
أما الوجبة الرئيسية فكانت في المساء (انظر خر 16: 12، 1 مل 17: 6). وليس في اللغة العبرية كلمات تحدد مواعيد الوجبات. أما في يونانية العهد الجديد، فهناك الغداء والعشاء “(لو 14: 12). وعندما ظهر الرب يسوع بعد القيامة للتلاميذ عند بحيرة طبرية،” في الصبح “وخرجوا من البحيرة والشبكة ممتلئة سمكاً، وجدوا” جمراً موضوعاً عليه وخبزاً …. قال لهم يسوع: هلم تغدوا “(يو21: 12. 4).
وعندما كان بطرس في يافا “صعد إلى السطح ليصلي نحو الساعة السادسة (أي في منتصف النهار) فجاع كثيراً واشتهى أن يأكل، وبينما هم يهيئون له …” (أع 10: 9, 10).
أما الوجبة الرئيسية، وهي العشاء، فكانت بعد غروب الشمس، عندما يحل الظلام وينتهي العمل في الحقول (قض 19: 16, 21).
وعندما كان يعود العبد من العمل في المساء، كان يتمنطق ويخدم سيدةُ حتى يأكل ويشرب (لو 17: 7, 8). أما إذا لم يكن هناك خدم، فكانت النساء يقمن بهذا العمل (لو 10: 40، يو 12: 2).
(ب) كيفية تناوله: كان الضيوف يجلسون على حشيات على الأرض، أو على أرائك تحيط من ثلاثة جوانب بمائدة مربعة ترتفع عن الأرض قليلآً. وكان يجلس على كل أريكة ثلاثة أشخاص عادة أو أربعة أو أكثر عند الضرورة. وكانت توضع فوق هذه الأرائك وسادات ليتكيء عليها الجالسون (تك 18: 4، مت 14: 19، مرقس 6: 39، يو 6: 15). وكان الضيف يتكيء على الوسادة بمرفقة الأيسر، لتظل يده اليمني طليقة ليتناول بها الطعام. وفي هذا الوضع كان الجالس يميل بجانبه الأيسر إلى ناحية الجالس بجواره، ويكاد يتكئ برأسه على صدر جاره (يو 13: 23، انظر أيضاً لو 16: 22). وكان مركز الصدارة، أو المتكأ الأول هو الواقع إلى يمين المدخل الذي يدخل منه الخدم لتقديم الطعام، فيبدأون به ثم بمن يليه وهكذا إلى أن يصلوا إلى المتكأ الأخير في أقصى اليسار (انظر مت 23: 6، مرقس 12: 39، لو 14: 7, 8، 20: 46، يو 2: 8).
وكان الضيوف عادة يغسلون أيديهم قبل تناول الطعام، الذي كانوا يتناولونه – غالباً – من صحفة مشتركة يمدون إليها أيديهم (مت 26: 23، مرقس 14: 20). وفي بعض الحالات كانت تُوزع أنصبة على الجالسين إلى المائدة (تك 43: 34، راعوث 2: 14، 1 صم 1: 4, 5).
ويبدو من بعض الإشارات، كجلوس راعوث بين الحصادين (راعوث 2: 14)، وجلوس ألقانة مع زوجتيه (1 صم 1: 4, 5)، وجلوس بنات أيوب مع إخوتهم (أيوب 1: 4) أن النساء كن يجلسن مع الرجال على موائد الطعام، إلا متى كن يقمن بأنفسهن بخدمة الضيوف (لو10: 40، يو 12: 2).
ويبدو مما جاء في سفر صموئيل الأول (9: 13) أنهم كانوا يباركون الله قبل تناول الطعام. وهو ما فعله الرب يسوع مراراً (مت 15: 36، لو 9: 16، يو 6: 11).
ويسجل العهد الجديد بعض المناسبات التي كان فيها الرب يسوع ضيفاً على العشلء، كما في عرس قانا الجليل (يو 2: 1 – 11) بدعوة خاصة له ولتلاميذه، وكما في مثل العرس (مت 22: 2 – 14). كما أن متى صنع له وليمة في بيته (مرقس 2: 19)، ومريم ومرثا في بيت عنيا (يو 12: 2)، وسمعان الفريسي (لو 7: 36 – 50)، وفريسي آخر (لو 11: 37 – 42).
استطعم
استطعم الشيء وجد طعمه لذيذاً. يقول برزلاي الجلعادي لداود الملك عندما دعاه للذهاب معه إلى أورشليم ليعوله هناك، وكان ابن ثمانين سنة: “هل أميز بين الطيب والردئ؟ هل يستطعم عبدك بما آكل وما أشرب؟” (2 صم 19: 35).
ويقول أيوب: أفليست الأذن تمتحن الأقوال كما أن الحنك يستطعم طعامه؟ “(أيوب 12: 11).
طعَّم | يُطعَّم
التطعيم في النبات عملية يلصق فيها جزء من ساق نبات يُسمى “الطعم” بساق نبات آخر مثبتة جذوره في الأرض، يسمى “الأصل”، وذلك لتقوية النوع أو تحسينه، فيتم اتحادهما بعد ذلك، ويصبحان نباتاً واحداً.
ويكتب الرسول بولس في رسالته إلى الكنيسة في رومية: “إن كان قد قطع بعض الأغصان وأنت زيتونة برية طُعمِّت فيها … إن كنت أنت قد قُطعت من الزيتونة البرية” حسب الطبيعة وطُعمِّت بخلاف الطبيعة في زيتونة جيدة …. “(رو 11: 17 – 24).
وطعَّم الخشب بالصدف ونحوه ركَّبه فيه للزخرفة والزينة. ويقول حزقيال النبي في وصف عظمة صور: “صنعوا مقاعدك من عاج مطعم في البقس من جزائر كتيم” (حز 27: 6).
طعن | طعنة
طعنه بالرمح ضربه ووخزه (انظر عد 25: 8، 1صم 19: 10، 31: 4، 1 أخ 10: 4، إرميا 37: 10، حز 28: 9).
وبعد أن أسلم الرب يسوع الروح على الصليب، ورأى العسكر أنه قد مات، طعن واحد من العسكر “جنبه بحربة وللوقت خرج دم وماء” (يو 19: 34 – 37، انظر أيضاً زك 12: 10، رؤ 1: 7).
وطعن فيه بالقول ثلبه وعابه، ويقول الحكيم: “يوجد من يهذر مثل طعن السيف” (أم 12: 18). ويوصي الرسول بولس المؤمنين “ألا يطعنوا في أحد، ويكونوا غير مخاصمين حلماء مظهرين كل وداعة لجميع الناس” (تي 3: 2).
كما يقول إن “محبة المال أصل لكل الشرور، الذي إذا ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة” (1 تي 6: 10).
طغى | طغاة
طغى طغياناً جاوز الحد المقبول أو بجبَّر وأسرف في المعاصي والظلم. وعندما “ابتدأ الناس يكثرون على الأرض.. كان في الأرض طغاة في تلك الأيام” (تك 6: 1 – 4). ويقول موسى للشعب المتمرد: كلمتكم ولم تسمعوا بل عصيتم قول الرب وطغيتم وصعدتم إلى الجبل “(تث 1: 43، انظر أيضاً عد 14: 44). وتترجم نفس الكلمة العبرية إلى” بغى “(خر 21: 14)، و” الباغي “(إرميا 50: 31 – 32) انظر أيضاً الكلمات: كبرياء، ومتكبرين، ومستكبرين (مز 19: 13، 86: 14، 119: 21 و51 و69 و78 و85 و122، أم 21: 24، إش 13: 11، إرميا 43: 2، ملاخي 3: 15، 4: 1).
و “الرجل الذي يعمل بطغيان فلا يسمع للكاهن الواقف هناك ليخدم الرب إلهك أوللقاضي، يقتل ذلك الرجل، فتنزع الشر من إسرائيل.. فيسمع جميع الشعب ويخافون فلا يطغون” (تث 17: 12, 13). “النبي الذي يطغى فيتكلم باسمي كلاماً لم أوصه أن يتكلم به، أو الذي يتكلم باسم آلهة أخرى، فيموت ذلك النبي.. الكلام الذي لم يتكلم به الرب، بل بطغيان تكلم به النبي، فلا تخف منه” (تث 18: 20, 22).
ويقول إرميا النبي: “كل أصحابي يراقبون ظلعى قائلين: لعله يُطغَي (أي يُغوَي) فنقدر عليه وننتقم منه” (إرميا 20: 10).
طفر
الطفرة الوثب في ارتفاع. وكان “داود يطفر ويرقص أمام الرب” (2 صم 6: 16). و “الصديقون يفرحون ويبتهجون أمام الرب ويطفرون فرحاً” (مز 68: 3). وتقول عروس النشيد: “صوت حبيبي. هوذا آت طافراً على الجبال، قافزاً على التلال” (نش 2: 8).
وعندما شفى الرسولان بطرس ويوحنا الرجل الأعرج عند باب الجميل “صار يمشي … ويطفر ويسبح الله” (أع 3: 8).
طفق
“طفق يفعل الشيء” أي جعل أو استمر يفعله. وعندما أهاج ديمتريوس – الصائغ صانع الهياكل الفضية لأرطاميس – الشعب في أفسس على الرسول بولس، امتلأوا غضباً وطفقوا يصرخون قائلين: عظيمة هي أرطاميس الأفسسيين “(أع 19: 23 – 28). وعندما تعرضت السفينة التي كان الرسول بولس مسافراً فيها، للريح الزوبعية،” طفقوا يستعملون معونات حازمين السفينة “(أع 27: 17).
طُفال
الطفال هو الطين اليابس. ويقول الرب على فم حزقيال النبي إن الأنبياء الكذبة الذين يُضلون الشعب “قائلين سلام وليس سلام” كالذين يبنون حائطاً و “يملطونه (يطلونه بالملاط) بالطفال، فقل للذين يملطونه بالطفال إنه يسقط” أمام الريح العاصفة والمطر الجارف من غضب الرب (حز 22: 28).
مدينة طَلايِم | طالم
اسم عبري معناه “حِملان صغار” وهو موضع كان يقع في جنوبي أرض يهوذا جمع فيه شاول جيشه لمحاربة العمالقة [(1 صم 15: 4) قابل (1 صم 27: 8) في بعض مخطوطات السبعينية]. وربما كان طالم تلك المذكورة في (يش 15: 24).
طلبة | طلبات
الطلبة هي الطلب أو السؤال من الله (1 صم 1: 17 و27 , أي 6: 8 , مز 20: 5 , 106: 15… إلخ). أو هي الطلب من إنسان (انظر قض 8: 24 , 1 مل 6: 16.. إلخ).
الطَلاق | كتاب طلاق
الطلاق هو التحلل من قيد الزواج، هو فك ربط الزوجية (الروابط الزوجية). أذنت به شريعة موسى لأنه كان موجودًا من قبل إلا أنها قيدته (تث 24: 1 – 4). وقد نهت عنه في بعض الظروف (تث 22: 17 – 19 و28 و29). ومع أنه شاع في أيام اليهود الأخيرة (مل 2: 16). وكانوا يطلقون نساءهم لأسباب طفيفة (مت19: 3). واحتج كثيرون من رجال الشريعة بأن ذلك مطابق لروح الشريعة ولا تذكر حادثة طلاق في العهد القديم. ولما سألوا السيد المسيح عن هذا الأمر لم يقدروا أن يصطادوه بكلامهم لكنه وبخهم على انحلال ربط الآداب ونهى عن الطلاق إلا لعلة الزنا (مت 5: 31 و19: 9 ومر 10: 11 ولو 16: 18) ويظن بعض المفسرين أن في قول الرسول بولس في (1 كو 7: 45) علة أخرى للطلاق.
وكانت عادة اليهود أن يعطي الزوج زوجته التي يريد طلاقها كتابًا يشير فيه إلى تاريخ الطلاق وموضوعه وسببه ويسمح لها بالزيجة بِمْن شاءت (تث 24: 1 – 4 راجع اش 5: وار 3: 8). وكان يسوغ له أن يسترجعها بعد ذلك إذا لم تكن قد صارت لرجل آخر. وفي الأزمنة المتأخرة يظهر أن المرأة كانت تطلق زوجها (مر 10: 12).
أولاً: الطلاق في العهد القديم:
جاء في سفر التثنية: “إذا أخذ رجل امرأة وتزوج بها، فإن لم تجد نعمة في عينيه لأنه وجد فيها عيب شيء وكتب لها كتاب طلاق ودفعه إلى يدها وأطلقها من بيته. ومن خرجت من بيته ذهبت وصارت لرجل آخر، فإن أبغضها الرجل الأخير وكتب لها كتاب طلاق ودفعه إلى يدها وأطلقها من بيته، أو إذا مات الرجل الأخير الذي اتخذها زوجة، لا يقدر زوجها الأول الذي طلقها أن يعود يأخذها لتصير له زوجة بعد أن تنجست. لأن ذلك رجس لدى الرب” (تث 24: 1 – 4).
وقد نتج عن عدم تحديد المقصود “بالعيب” هنا، ظهور مدرستين، هما مدرسة “شمعي”، التي قصرت هذا العيب على الخيانة الزوجية أي الزنا، ومدرسة “هليل” التي توسعت في مفهومها فجعلت “العيب” يتسع ليشمل أي شيء لا يرضى عنه الزوج.
وإعطاء الزوجة “كتاب طلاق” (انظر إش 50: 1؛ إرميا 3: 1) يضفي على الأمر صيغة شرعية أو رسمية وكان ذلك الإجراء يتم على يد كاهن أو لاوي – على الأقل – وعدم استطاعة الزوج استعادة زوجته – متى طلقت مرة أخرى أو إذا مات الزوج الآخر، جعل من الطلاق أمراً خطيراً يستلزم التروي والتفكير العميق قبل الإقدام عليه.
وكانت هناك بعض حالات لم يكن يُسمح فيها بالطلاق:
(1) متى اتهم رجل عروسه، بأنه عندما دخل عليها لم يجد لها عذرة، وثبت أنه كان كاذباً، فكان يغَّرم بمئة من الفضة تُعطى لأبي الفتاة، “لا يقدر أن يطلقها كل أيامه” (تث 22: 13 – 19).
(2) إذا اغتصب رجل فتاة عذراء غير مخطوبة، كان عليه أن يعطى لأبي الفتاة خمسين من الفضة، و “تكون هي له زوجة من أجل أنه أذلها. لا يقدر أن يطلقها كل أيامه” (تث 22: 28 و29).
أما في حالة ارتكاب عقوبة الزنا مع امرأة متزوجة أو مخطوبة، فكانت عقوبتهما – الرجل والمرأة – القتل رجماً بالحجارة (لا 20: 10، تث 22: 22, 23، انظر أيضاً يو 8: 5). وكذلك كانت عقوبة الفتاة التي يثبت أنها فقدت عذرتها قبل الزواج (تث 22: 20, 21). ومعنى هذا أنه في حالة الزنا لم تكن العقوبة الطلاق بل القتل، مما يهز مفهوم مدرسة شمعي.
وهناك حالة أخرى، اضطر فيها الإسرائيليون إلى التخلي عن زوجاتهم الوثنيات بناء على أمر عزرا بعد العودة من سبي بابل،. لأنهن كن يدفعن أزواجهن لعبادة الأوثان (عز 9، 10، نح 13: 23 – 28، ملاخي 2: 11). وهذا الإجراء يتفق مع قول الرسول بولس: “لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين، لأنه أية خلطة للبر والإثم؟ وأية شركة للنور مع الظلمة؟ وأي اتفاق للمسيح مع بليعال؟ وأي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن؟ وأية موافقة لهيكل الله مع الأوثان؟ فإنكم أنتم هيكل الله الحي” (2 كو 6: 14 – 18).
ولكن يبدو أن بني إسرائيل أساءوا استغلال الإذن بالطلاق وغدروا بزوجاتهم حتى وبخهم الرب على لسان ملاخي النبي بالقول: “من أجل أن الرب هو الشاهد بينك وبين امرأة شبابك التي أنت غدرت بها وهي قرينتك وامرأة عهدك.. فاحذروا لروحكم، ولا يغدر أحد بامرأة شبابه، لأنه يكره الطلاق قال الرب إله إسرائيل.. فاحذروا لروحكم لئلا تغدروا” (ملاخي 2: 14 – 16).
ثانياً – الطلاق في العهد الجديد:
جاء الفريسيون إلى الرب لكي يجربوه قائلين: هل يحل للرجل أن يطلق امرأته لكل سبب؟ (مت 19: 3)، كما كانت تقول مدرسة “هليل”. وجواب المسيح علي هذا السؤال، يلقي الضوء على ما جاء في سفر التثنية (24: 1 – 4)، فإن موسى لم يأمر “أن يُعطى كتاب طلاق فتطلق” كما قالوا (مت 19: 7)، بل إن موسى أذن – فقط – من “أجل قساوة” قلوبهم (عد 8)، إذ أنه “من البدء” (أي منذ شَّرع الله الزواج – تك 2: 23, 24) أراد الله أن تكون للرجل زوجة واحدة، إذ يصبح الزوجان، “ليسا بعد اثنين، بل جسد واحد” (مت 19: 6)، “لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته” (تك 2: 24، مت 19: 5). والعلة الوحيدة التي أجاز المسيح لأجلها الطلاق هي علة “الزنا” (عد 9).
ويشرح الرسول بولس تعليم المسيح عن موضوع الزواج والطلاق، قائلاً: “وأما المتزوجون فأوصيهم – لا أنا بل الرب (أي أنه يردد ما سبق أن علَّم به المسيح) – أن لا تفارق المرأة رجلها (لأنه غير مؤمن)، وإن فارقته فلتلبث غير متزوجة، أو لتصالح رجلها. ولا يترك الرجل امرأته.. لأن الرجل غير المؤمن مقدس في المرأة والمرأة غير المؤمنة مقدسة في الرجل.. ولكن إن فارق غير المؤمن فليفارق. ليس الأخ أو الأخت مستبعداً في مثل هذه الأحوال. ولكن الله قد دعانا في السلام” (1 كو 7: 10 – 15)، أي أنه يصير حراً يستطيع أن يتزوج ثانية، كما في حالة موت الزوج حيث تصبح الزوجة “حرة لكي تتزوج بمن تريد في الرب فقط” (1 كو 7: 39). ويرى البعض أن الشذوذ الجنسي سبب كاف للطلاق إذ إنه يدخل في دائرة الزنا، بل هو أشنع لأنه “خلاف الطبيعة” (رو 1: 26,27).
ويجد البعض صعوبة في أنه في إنجيل مرقس (10: 11، 12)، في إنجيل لوقا (16: 18) لا ذكر للطلاق لعلة الزنا المذكورة في إنجيل متى (5: 32 و19: 9)، ولكن علينا أن نجمع بين كل الأقوال، ونقارن “الروحيات بالروحيات” (1 كو 1: 13) للوصول إلى التعليم الكتابي.
وهكذا نجد أن تعليم العهد الجديد لا يسمح بالطلاق إلا لعلة الزنا أو إذا فارَق الطرف غير المؤمن. ولكن هناك بعض الحالات التي يتم فيها “التطليق” أو “بطلان الزواج” (كأن الزواج لم يكن)،.
طَلّ
اخفَ المطر وأضعفه أو الندى وهي رطوبة الجو إذا كثفت على الأجسام الباردة. وهو رمز إلى البركات الروحية (تث 32: 2 وهو 14: 5 – 7). وذلك لأنه يفعل فعل المطر ولكن بدون عنف وحتى من دون أن يرى (مرْ 110: 3 وام 19: 12 ومي 5: 7) وهو أيضًا يرمز إلى الاجتهاد الوقتي وعدم مداومة العمل لأن الطل يتلاشى سريعًا عند طلوع الشمس (اي 29: 19). ويشار في عدة أماكن إلى الطل (قض 6: 37 – 40 و2صم 17: 12 ونش 5: 2) لغزراته فجعله رمزًا إلى أفضل البركات الروحية.
طلَمون
بوَاب لاوي والبيت الذي أسسه (1 أخبار 9: 17). أعضاء من أسرته عادوا من السبي في بابل مع زربابل [عددهم الإجمالي مع باقي بَنُو الْبَوَّابِين: 139؛ العدد المختلف حسب (نح 7: 45): 138] (عز 2: 40 و42 ونح 7: 45). وكانوا بوابين في الهيكل الجديد (نح 11: 19 و12: 25).
طَليثا قومي
← اللغة الإنجليزية: Talitha kum – اللغة اليونانية: Ταλιθὰ κούμ / κοῦμι – اللغة الأرامية: טליתא קומי / טלתא קומי.
طليثا عبارة في اللغة الأرامية معناها “صبية” (مر 5: 41). وقد قالها السيد المسيح للفتاة التي ماتت (ابنة رئيس المجمع يايرس) لإقامتها من الموت.
فعندما ماتت ابنة يايرس رئيس المجمع، قال له يسوع: “لا تخف آمن فقط” ثم جاء إلى بيت يايرس، ودخل حيث كانت الصبية مضطجعة، وأمسك بيد الصبية وقال لها: طليثا قومي. الذي تفسيره يا صبية لكِ أقول قومي. وللوقت قامت الصبية ومشت.. وقال أن تُعطى لتأكل “(مرقس 5: 35 – 43). ويرى البعض من هذا أن الرب يسوع كان – عادة – يستخدم اللغة الأرامية في حديثه.
طمث | طامث
طمثت المرأة طمثاً: حاضت فهي طامث. وكانت المرأة الطامث تعتبر نجسة لمدة سبعة أيام (لا 12: 2، 15: 19)، وكل ما تضطجع عليه في طمثها يكون نجساً، وكل من مس فراشها يكون نجساً (لا 15: 20 – 23).
وكانت الشريعة تنهى عن مضاجعة امرأة في نجاسة طمثها (لا 18: 19، 20: 18). وعندما اضطجع داود مع امرأة أوريا الحثي، كانت “مطهرة من طمثها” (2 صم 11: 4).
ويقول حزقيال في وصف الرجل البار: “فعل حقاً وعدلاً، لم يأكل على الجبال، ولم يرفع عينيه إلى أصنام بيت إسرائيل، ولم ينجس امرأة قريبه، ولم يقرب امرأة طامثاً…”.
(حز 18: 5 – 9). كما يقول إن “بيت إسرائيل لما سكنوا أرضهم نجسوها بطريقهم وبأفعالهم، كانت طريقهم أمامي كنجاسة الطامث” (حز 36: 17). ويقول إشعياء النبي: “قد صرنا كلنا كنجس، وكثوب عدة (ثوب طامث) كل أعمال برنا” (إش 64: 6).
طمر
طمر الشيء طمراً ستره وأخفاه حتى لا يُرى، أو دفنه في الأرض. وعند عودة يعقوب وأسرته إلى بيت إيل حسب أمر الرب له، أعطاه أهل بيته “كل الآلهة الغريبة التي في أيديهم، والأقراط التي في آذانهم، فطمرها يعقوب تحت البطمة” التي عند شكيم “(تك 35: 4).
وعندما وجد موسى الرجل المصري يضرب رجلاً عبرانياً، “التفت إلى هنا وهناك ورأى أن ليس أحد، فقتل المصري وطمره في الرمل” (خر 2: 12). ويقول موسى في بركته لزبلون ويساكر: “يرتضعان من فيض البحار، وذخائر مطمورة في الرمل” (تث 33: 19)، في إشارة إلى ما في البحار والمناجم من كنوز. كما أن عخان بن كرمي عندما اشتهى من غنيمة أريحا المحرمة – الرداء الشنعاري النفيس ومائتي الشاقل من الفضة ولسان الذهب، وأخذها “طمرها في الأرض في وسط خيمته” (يش 7: 21).
وكثيراً ما تُستخدم الكلمة عن إخفاء الفخاخ لاصطياد الناس، فيقول إرميا: “لأنهم حفروا حفرة ليمسكوني، وطمروا فخاخاً لرجلي” (إرميا 18: 22، انظر أيضاً أي 18: 10 ,22، مز 64: 5).
مِطمار
هو الزيج أي الخيط المعلّق بطرفه قطعة رصاص تُقاس به استقامة البناء (اش 28: 17 وزك 1: 16)، فهو خيط يعلق به ثقل لكي يتدلى رأسياً، يستخدمه البَّناء لاختبار مدى الاستقامة الرأسية للبناء، كما كان يستخدم “الزيج” لضمان الاستقامة الأفقية.
وتستخدم الكلمة في الكتاب المقدس، استخداماً مجازياً، فتشبه إسرائيل ببناء أو حائط تُختبر استقامته ومدى مطابقته لكلمة الله، كما تُختبر استقامة الحائط بالزيج والمطمار، فيقول الرب: “وأمد على أورشليم خيط السامرة، مطمار بيت أخآب، أمسح أورشليم كما يمسح واحد الصحن، يمسحه ويقلبه على وجهه” (2 مل 21: 13)، أي أنه سيمتحنها بمعايير قداسته ويكشف عدم استقامتها، فيعاقبها كما عاقب السامرة وبيت آخاب (2 مل 21: 13، انظر أيضاً إش 34: 11، إرميا 31: 39، مراثي 2: 8، عا 7: 7, 8، زك 1: 16). فسيجعل الرب “الحق خيطاً والعدل مطماراً” (إش 28: 17) أساساً لحكمه. ويقول الرب لأيوب لبيان عظمة خليقته وروعتها: “أين كنت حين أسست الأرض.. مَنْ وضع قياسها.. أو من مَدَّ عليها مطماراً؟” (أي 38: 4, 5).
طمس
طمس القلوب طموساً فسد فلا يعي شيئاً، وطمس الشيء طمساً شوهه أو محاه وأزاله. ويقول الرب لإشعياء النبي: غلِّظ قلب هذا الشعب، وثقِّل أذنيه، واطمس عينيه، لئلا يبصر بعينيه، ويسمع بأذنيه، ويفهم بقلبه ويرجع فيشفى “(إش 6: 10)، انظر أيضاً (إش 44: 18)، إذ كانت دينونة الله قد أصبحت محتومة.
طَمَع
اشتهاء مُفْرِط ولو بأشياء في نفسها جائزة (لو 12: – 34 و1 تي 6: 9 و10). ويصرح بولس بأنه عبادة الأوثان (كو 3: 5) وهو المنهي عنه في الوصية العاشرة.
الطمع هو الرغبة في الشيء واشتهاؤه. وقد جاء في الوصية العاشرة من الوصايا العشر: “لا تشته بيت قريبك. لا تشته امرأة قريبك ولا عبده ولا أمته ولا ثوره ولا حماره ولا شيئًا مما لقريبك” (خر 20: 17، انظر رومية 13: 9)، أي لا تطمع في امتلاك أي شيء ليس لك. وقد وقع عخان بن كرمي في هذا الفخ، إذ رأي في الغنيمة رداءً شنعاريًا نفيسًا ومئتي شاقل فضة ولسان ذهب وزنه خمسون شاقلًا فاشتهاها وأخذها ضد أمر الله، وكانت النتيجة وبالًا عليه وعلى أسرته (يش 7: 21 – 25). وقد حذر النبي ميخا من الطمع قائلًا: “ويل للمفتكرين بالبطل.. فإنهم يشتهون الحقول ويغتصبونها والبيوت ويأخذونها” (ميخا 2: 2).
ويعلن العهد الجديد بكل وضوح أن الطمع هو “عبادة أوثان” (كو 3: 5، أف 5: 5). ويقول الرب بنفسه: “انظروا وتحفظوا من الطمع” (لو 12: 15)، كما أنه يذكر الطمع بين أشر الخطايا التي تخرج من قلب الإنسان الشرير (مرقس 7: 22، انظر أيضًا رو 1: 29، أف 5: 3، كو 3: 5، 1 تس2: 5، 2 بط 2: 3).
وكان الطمع هو ما رآه المسيح في الرئيس الشاب الغني، عندما ذكر له الرب خمسًا من الوصايا العشر، ثم ذكر له مضمون الوصية العاشرة بالقول: “بع كل شيء ووزع على الفقراء” (لو 18: 20 – 22)، إذ لمس بذلك وترًا حساسًا فيه، “فلما سمع ذلك حزن لأنه كان غنيًا جدًا” (لو 18: 23). وقد نفذ برنابا هذه الوصية إذ باع حقله “وأتى بالدراهم ووضعها عند أرجل الرسل” (أع 4: 37).
ويذكر بولس الرسول الشهوة أو الطمع – بكل صوره كأكبر مظهر للخطية، إذ يقول: ولكن الخطية وهي متخذة فرصة بالوصية أنشأت في كل شهوة “(رو 7: 8). ويقول في رسالته الأولى لتيموثاوس:” لأن محبة المال أصل لكل الشرور، الذي إذا ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة “(1 تي 6: 10).. ومحبة المال لا تنبع إلا من الطمع، وهكذا يصبح الطمع أصلًا لكل الشرور، كما حدث من حنانيا وسفيرة (أع 5: 1 – 11)، ومع آخاب الملك عندما طمع في كرم نابوت اليزرعيلي (1 مل 22: 1 – 19).
ويقول يعقوب الرسول: “من أين الحروب والخصومات بينكم، أليست من هنا، من لذاتكم المحاربة في أعضائكم؟ تشتهون ولستم تمتلكون. تقتلون وتحسدون.. تطلبون ولستم تأخذون، لأنكم تطلبون رديًا لكي تنفقوا في شهواتكم” (يع 4: 1 – 3)، فالطمع يدفع إلى الخصومات والحروب.
ومن الشروط الواجب توفرها في خادم الرب (أسقفًا كان أو شماسًا) هو ألا يكون “طامعًا بالربح القبيح” (1 تي 3: 3, 8، تي 1: 7). ولذلك يقول الرسول بولس عن نفسه: “اقبلونا، لم نظلم أحدًا. لم نفسد أحدًا. لم نطمع في أحد” (2 كو 7: 2). كما يقول: “هل طمعت فيكم بأحد من الذين أرسلتهم إليكم؟ طلبت إلى تيطس وأرسلت معه الأخ. هل طمع فيكم تيطس؟” (2 كو 12: 17 و18).
ويوصي المؤمنين في تسالونيكي قائلًا: “أن يعرف كل واحد منكم أن يقتني إناءه بقداسة وكرامة. لا في هوى شهوة كالأمم الذين لا يعرفون الله. أن لا يتطاول أحد ويطمع علي أخيه في هذا الأمر لأن الله منتقم لهذه كلها” (1 تس 4: 4 – 6). ويبين للمؤمنين أهمية توفر التقوى والمحبة فيما بينهم، “لئلا يطمع فينا الشيطان، لأننا لا نجهل أفكاره” (2 كو 2: 11).
وقد يتخفى الطمع تحت صور مختلفة مثل الميسر واليانصيب وما أشبه. فالدافع إلى كل هذه أساسًا هو الطمع الذي يسعى للحصول على ما لا يملك أو يستحق.
وبينما يدين الكتاب المقدس اشتهاء الأمور المادية، فإنه يحث على السعي وراء الغنى الروحي، فيقول المرنم: “انسحقت نفسي شوقًا إلى أحكامك في كل حين”، و “تاقت نفسي إلى خلاصك” (مز 119: 20, 81). ويقول النبي إشعياء: “إلى اسمك وإلى ذكرك شهوة النفس. بنفسي اشتهيتك في الليل” (إش 26: 8، 9). وتقول عروس النشيد: “تحت ظله اشتهيت أن أجلس وثمرته حلوة لحلقي” (نش 2: 3).
ويقول الرب يسوع: “إن أنبياءً وأبرارًا كثيرين اشتهوا أن يروا ما أنتم ترون..” (مت 13: 17). ويقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين إن رجال الإيمان في العهد القديم كانوا “يبتغون (أي يشتهون) وطنًا أفضل أي سماويًا” (عب 11: 16). ويقول الرسول بولس: “لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح. ذاك أفضل جدًا” (في 1: 23). ويحرض الرسول بطرس المؤمنين قائلًا: “اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنموا به” (1 بط 2: 2).
طمَّ
طم البئر طماً ردمها. وعندما بارك الرب اسحق، “حسده الفلسطينيون، وجميع الآبار التي حفرها عبيد أبيه، في أيام إبراهيم أبيه، طمها الفلسطينيون وملأوها تراباً” ولكنه عاد ونبش هذه الآبار ودعاها بأسماء (تك 26: 15 – 18).
وعندما ضاق الأمر بيهوشافاط ملك يهوذا ويهورام ملك إسرائيل، وملك أدوم، لعدم وجود ماء لهم ولجيوشهم، واستنجدوا بأليشع النبي، كانت عليه يد الرب، فقال لهم: “لا ترون ريحاً ولا ترون مطراً، وهذا الوادي يمتلئ ماء، فتشربون أنتم وماشيتكم وبهائمكم. وذلك يسير في عيني الرب، فيدفع موآب إلى أيديكم، فتضربون كل مدينة.. وتطمون جميع عيون الماء” (2 مل 3: 17 – 19).
ولما زحف سنحاريب ملك أشور علي يهوذا، توطئة للهجوم على إسرائيل، تشاور حزقيا الملك “هو ورؤساؤه وجبابرته على طم مياه العيون التي هي خارج المدينة، فساعدوه. فتجمع شعب كثير وطموا جميع الينابيع والنهر الجاري في وسط الأرض” ليحرموا الجيوش المهاجمة من مورد الماء (2 أخ 32: 3, 4).
طمأن | طمأنينة
طمأنه سكَّنه وهدَّأ من روعه. وطمأن سكن وهدأ. وقد تكون هذه الطمأنينة كاذبة أو وهمية، فقد كان جيش المديانيين مطمئناً عندما فاجأه جدعون وثلاث المئة رجل الذين كانوا معه، وقضوا على المديانيين (قض 8: 11) – انظر أيضاً قض 18: 10, 27، أي 12: 6، إش 47: 8 و10، إرميا 12: 1، حز 16: 49، 39: 26). وكان نبوخذنصر الملك “مطمئناً” في بيته عندما رأى الحلم المفزع الذي انتهى بطرده من بين الناس لتكون سكناه مع حيوان البر (دانيال 4: 4, 25).
وهناك طمأنينة حقيقية على أساس راسخ، لأنها اطمئنان المتكل على الرب، فيقول المرنم: “بسلامة أضطجع بل أيضاً أنام. لأنك أنت يا رب منفرداً في طمأنينة تسكنني” (مز 4: 8 – انظر أيضاً مز 16: 9، 27: 3، إش 12: 2، 32: 17، 33: 20، إرميا 30: 10، 46: 27).
الطنافس | طنفسة
الطنفسة البساط، وجمعها طنافس، والمقصود بها السروج الوثيرة. وتقول دبورة النبية: “أيها الراكبون الأتن الصحر، الجالسون على طنافس” (قض 5: 10). وقد جاءت في الترجمة الكاثوليكية: “أيها الممتطون الأتن الشهب، المستوون على المواثِر”.
ويقول حزقيال النبي في وصف ما كانت عليه صور من عَظَمَة، وكيف كانت تقصد إليها كل الشعوب لعرض متاجرها في أسواقها “دَدَانُ تَاجِرَتُكِ بِطَنَافِسَ لِلرُّكُوبِ” (سفر حزقيال 27: 20).
الطنب | الأطناب
الطنب هو حبل يُشَدُ به الخباء والسرادق ونحوهما، وجمعها “أطناب”. وكانت خيمة الشهادة في البرية تشد بأطناب إلى أوتاد مثبتة في الأرض (انظر خر 35: 18، 39: 40، عد 3: 26 و37). ويشبه إشعياء النبي أورشليم بخيمة ثابتة راسخة “لا تنتقل لا تقلع أوتادها إلى الأبد وشيء من أطنابها لا ينقطع” (إش 33: 20)، وأنها ستتسع وتمتد، لذلك يقول: “أوسعي مكان خيمتك، ولتبسط شقق مساكنك لا تمسكي. أطيلي أطنابك وشددي أوتادك” (إش 54: 2 و3).
وانتزاع الأطناب أو قطعها يشير إلى الخراب والزوال، فيقول أليفاز التيماني عن الإنسان الزائل: “أما انتزعت منهم طنبهم؟ يموتون بلا حكمة” (أي 4: 21). كما يقول إرميا النبي: “خيمتي خربت، وكل أطنابي قطعت” (إرميا 10: 20).
وقد تُصنَع الأطناب من جلد أمعاء الحيوانات، أو البوص المبروم مع خيوط اسمانجوني..
طَّن | يطنّ
طنَّ طنَّاً وطنيناً صوَّت وَرَنَّ. يقال طن الذباب، وطن النحاس، وطنت الأذن أي حدث بها طنين. وقال الرب للصبي صموئيل: “هوذا أنا فاعل أمراً في إسرائيل، كل من سمع به تطن أذناه” (1 صم 3: 11، انظر أيضاً 2مل 21: 12، إرميا 19: 3).
ويقول بولس الرسول في أنشودته الخالدة عن المحبة: “إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة، فقد صرت نحاساً يطن أو صنجاً يرن” (1كو 13: 1).
طَاهر ونجس
أولًا الحيوانات النجسة – فرقت الشعوب القديمة بين الطعنة الطاهرة والأطعمة النجسة ورأت أن بعض الحيوانات صالحة للطعام والذبيحة وسواها غير صالح وبيَن هذا التمييز جزئيًا على العادات والافتراس وجزئيًا على اشمئزاز طبيعي من بعض الحيوانات. وقد نظر الشرع الموسوي إلى عرف الناس في عهده فضم إلى الشرع التمييز بين الطاهر والنجس. وأضيفت حيوانات أخرى إلى قائمة الحيوانات غير الطاهرة وذلك لاعتبارات خاصة في ديانة بني اسرائيل. وصنفت الحيوانات النجسة على الوجه الآتي:
(1) البهائم التي تجتر ولا تشق الظلف وتقسمه ظلفين (لا 11: 3 و4). وكل ما يمشي على كفوفه الربع (عدد 27). وعلى هذا سمحت الشريعة بالبقر والضأن والمعز والايل والظبي (تث 14: 4 و5). وحركت كل الحيوانات الآكلة للحوم فإنها كانت مقيتة لأنها تأكل الدم أو الجيفة.
(2) الطيور الآكلة للّحوم وعدَ منها 20 أو 21 بينها الخفاش. وقد عُدّ بين الطيور واعتبرت هذه نجسة لأنها تأكل الدم أو الجيفة.
(3) الحشرات المجنحة التي تدب على أربع إلا ما له كراعان فوق رجليه يثب بهما على الأرض (لا 11: 20 – 23). فحرمت الحشرات كلها ما عدا الجراد وما شاكله.
(4) كل ما في المياه وليس له زعانف وحرشف (عدد 9 و10). وقد أباح هذا التحريم أكل خير أصناف السمك الموجودة في المياه الفلسطينية. ونهى عن الانقليس والحيوانات المائية كالسرطان. وحرَم نوعًا على الرومان أن يقدموا السمك الذي بغير حرشف ذبيحة (بليني التاريخ الطبيعي 32: 10). ويقال أن المصريين المحدثين يذهبون إلى أن هذا السمك رديء. وكانت بعض هذه الكائنات المجردة من الزعانف والحرشف شبيهة بالحيات وتذكر بالخطيئة الأولى ولعنتها.
(5) الدبيب (لا 11: 29 و30). كل ما يمشي منه على بطنه أو على أربع وما كثرت أرجله (عدد 41 و42). وكان بعضها مؤذيًا وبعضها يدب في التراب أو في الطين وكان غيرها شبيهًا بالحيات. وكان الدبيب جملة كريهًا عندهم لأن الدب يذكرهم بالحية ولعنة المجرب.
وكانت هذه الحيوانات نجسة في كل حال. ولكن لحم الحيوانات الطاهرة كان قابلًا للتنجس فنهت الشريعة عن أكل ما قدم ذبيحة للأوثان والمخنوق أي ما مات بنفسه أو افترسته حيوان أو طير ضار. أما الدم وشحم الطير والحيوان فكان مقدسًا للرب وما أُجيز لأحد ولا للغريب النازل بين بني إسرائيل أن يأكل الدم (لا: 17 10 – 14). ومن أكل من الدم يقطع من شعبه (ص 7: 27 و17: 10 و14). وكان من تعدي الشرائع المتعلقة بالحيوانات النجسة صار نجسًا إلى المساء (ص 11: 24 و40 و17: 15) أما الحيوانات التي ماتت من نفسها فأجبر بيعها للاجنبي وأن يأكلها (تث 14: 21).
ثانيًا النجاسة: ميّز الشرع بين الطاهر والمقدس (لا 10: 10)، مثلًا الحيوانات طاهرة أو نجسة لا مقدسة أو محللة. والنجاسة طقسية وليست دنسًا خلقيًا. كانت تخرج الناس من الهيكل (ص 7: 20 و21)، ومن شركته مع الشعب ولكنها لم تكن تقطع الاتحاد الروحي مع الله بالصلاة.. وكانت النواميس التي تحدد النجاسة في بعض الأحوال يؤيدها الأمر “كونوا قديسين لأني أنا قدوس” (ص 11: 44 و45). وأن يحفظ الإنسان نفسه من النجاسة هو أن يعتبر أنه مفروز لخدمة خاصة وأنه بوصفه رجلًا لله هو قدوس للرب ويجب أن يبقى منفصلًا ولا يمس نجسًا. وفضلًا عن ذلك النجاسة الطقسية كانت مثال الخطيئة. ثم النظافة الطبيعية كانت غير الطهارة الطقسية ولم تكونا مرادفتين مع أنهما كانتا تتطابقان أحيانًا. وكان رغد العيش ومتطلبات المجتمع تفرض النظافة على العبرانيين. وكان الخاشعون إذا اقتربوا من الله يسلكون بالفطرة حسب قواعد النظافة التي يتبعها الناس بعلائقهم المتبادلة وعبّر عن هذه القواعد بوصايا وفرائض (خر 19: 12 و14 و30: 18 – 21 ويش 3: 5) فالدنس الطقسي الذي من أجله وجد التطهير كان ينقل إلى الإنسان بطريقة خاصة وكان منحصرًا في بعض الأعمال والظواهر. فكان يكتسب على الأوجه الآتية:
(1) بمس جثة إنسان (عد 19: 11 – 22). وكان هذا أثقل دنس لأن أثر الخطيئة يظهر باجلى بيان في موت الإنسان وانحلال جسمه. والنجاسة الناتجة عن هذا السبب تبقى سبعة أيام والإنسان يطهر منها برش ماء النجاسة عليه. وأيضًا استعمال رماد البقرة الحمراء الذي كان يطهر من الدنس الناتج عن مس الميت الذي كان ينجس (عدد 7 – 10). والظاهر إذا مس شخصًا نجسًا يتنجس إلى المساء (عدد 22).
(2) الرص إذا ضرب إنسانًا أو ثوبًا أو بيتًا (لاص 13 و14). كان الأبرص يقيم خارج المجتمع البشري يحتاج لتطهيره غسلًا وذبيحة.
(3) السيلان الطبيعي والمرضي من أعضاء التناسل (لا 15)، بما في ذلك نجاسة الوضع (لا 12). لم يكن التناسل والولادة خطيئتين في حد ذاتهما فقد أوصى الله بهما (تك 1: 27 و28). ومع ذلك فتدنس السيلانات الجسدية المتعلقة بهما في الرجل أو المرأة، طوعية كانت أو كرهية. إن تشابه الإنسان مع الحيوانات السفلى ظاهر في التناسل، وإن كان الزواج صالحًا إلا أنهم في السماء لا يزوجون ولا يتزوجون. وأغلب الظن أن الحكم الإلهي الذي صدر على حواء بسبب الخطيئة كان يذكر بالنسبة لولادة الأولاد.
(4) أكل لحم حيوان نجس أو مس جثته أو جثة حيوان طاهر غير مذبوح للطعام والذي صار بذلك خاضعًا لفساد الموت.
طَهُرَ | طهارة | تَطْهيرًا
في ظل الشريعة الموسوية كان على أربعة أنواع:
(1) التطهير من النجاسة الناتجة من جثة:
(عدد ص 19 قابل 5: 2 و3) ولهذا الغرض كانت الحاجة إلى رماد بقرة أنثى. وكان يجب أن تكون البقرة حمراء وهو لون الدم الذي فيه الحياة وأن تكون بلا عيب ولم يستخدمها إنسان. وكانت تذبح خارج المحلة وينضح من دمها إلى جهة وجه خيمة الاجتماع وكانت البقرة تحرق مع خشب الأرز والزوفا والقرمز. وكان يجمع رماد البقرة ويحفظ خارج المحلة. وإذا كانت الحاجة إليه كان يمزج بماء حي ويدعى عندئذ هذا الماء “ماء نجاسة” وكان رجل طاهر يأخذ باقة من الزوفا وينضح بهذا الماء الإنسان النجس في اليوم الثالث واليوم السابع. وكان على من تدنس أن يغسل ثيابه ويستحم ليكون طاهرًا من الناحية الطقسية. وأما تدنس النذير الذي انقطع افترازه بمسه جثة فكان يستغرق وقتًا أطول لأن النذير مكرس بصورة خاصة بالنظر إلى الطهارة الطقسية. فبعد أسبوع من الانقطاع كان يحلق شعر رأسه وهو علامة نذره وفي اليوم الثامن كان يأتي بالتقدمات نفسها التي يقربها رجل تنجس بسيلان أو امرأة بعد وضعها (عدد ص 6: 9 – 12). وكان يتبع هذا ذبيحة إثم (عدد 12). وهي تهيئ اقتباله نذيرًا من جديد.
(2) التطهير من النجاسة الناتجة عن سيلان:
(لا 15 قابل 5: 2 و3). في اليوم السابع لانقطاع السيل كان يستحم النجس بماء حي ويغسل ثيابه فيطهر وفي اليوم الثامن كان يقدم للهيكل يمامتين أو فرخي حمام للكاهن فيعملهما الكاهن الواحد ذبيحة خطيئة والآخر محرقة. وأما النجاسة الناتجة عن الاتصال بشخص ذي سيل أو بأي شيء كانت تنجس الإنسان وتزول بالاغتسال بالماء وتبقى حتى المساء (لا 15: 5 – 11).
(3) تطهير الأم بعد ولادتها:
بعد انقضاء أيام النجاسة التي هي سبعة لأجل الذكر و14 لأجل الأنثى كانت تبدأ أيام التطهير فلا تمس فيها شيئًا مقدسًا لئلا تنجسه ولهذا السبب كانت تمنع من دخول الهيكل. وكانت أيام التطهير لأجل الابن 33 ولأجل الابنة 66 وبعدها كانت تأتي بحمل حولي محرقة وفرخ حمامة أو يمامة ذبيحة خطيئة. وفي حال الفقر تأخذ يمامتين أو فرخي حمام محرقة وفرخ حمامة أو يمامة ذبيحة خطيئة (لا 12: 8 ولو 2: 21 – 24).
(4) تطهير البرص:
(لا 14). كان المتطهر يتقدم في اليوم المعين عند باب المحلة وفيما بعد عند باب المدينة.. وكان الكاهن يذبح عصفورًا طاهرًا بحيث يذبح العصفور على ماء حي في إناء من خزف. وكان يضع منضحة بربط باقة من الزوفا بخشبة من الأرز بواسطة خيط خيط قرمزي ويغمس المنضحة وعصفور حي في دم العصفور المذبوح على الماء الحي وينضح على المتطهر فيطهره ويطلق العصفور عدا الكثير من المراسم كانت تجري لتطهير البيت من البرص. وكان المتطهر عندئذٍ يعتبر طاهرًا فيغسل ثيابه ويحلق شعر رأسه ويستحم ويدخل إلى المحلة أو المدينة ولكنه يبقى خارج بيته سبعة أيام. وفي اليوم السابع كان يغسل ثيابه ويحلق شعر رأسه ويستحم ويطهر. وفي اليوم الثامن يتقدم إلى خيمة الاجتماع مع خروفين صحيحين ونعجة حولية وإذا كان فقير الحال فيكفي خروفًا وفرخي حمام أو يمام وتقدمه طعام ولَج زيت. وكان الكاهن يأخذ خروفًا واحدًا ويقدمه ذبيحة اثم ويأخذ الكاهن من دمه ويضعه على أذن المتطهر اليمنى وعلى إبهام رجله اليمنى وكان يردد العمل نفسه بالزيت بعد أن ينضح به قليلًا أمام الرب. وما يتبقى من الزيت في كف الكاهن يجعله على رأس المتطهر. ثم تكمل المراسم بتقديم ما تبقَّى من الخراف أو الحمام ذبيحة خطيئة ومحرقة.
بحث مستفيض آخر:
طَهُر طُهراً وطهارة، نقي من النجاسة والدنس، أو بريء من كل ما يشين. وطهَّر الشئ نقَّاه وخلصه من الدنس والعيوب. وهناك جملة كلمات عبرية تستخدم للدلالة على هذا المعنى، ولكن أكثرها استخداماً في العهد القديم هي كلمة “طاهر” (وهي نفس الكلمة في العربية) إذ تذكر هي ومشتقاتها أكثر من مائتي مرة، وتدل على الطهارة بأنواعها: الجسمية والطقسية والأدبية حسب القرينة “. فواضح مثلاً أنها تشير إلى الطهارة الأدبية في قول داود:” طهرني بالزوفا فأطهر. اغسلني فأبيض أكثر من الثلج “(مز 51: 7)، وهي تحمل مفهوم القداسة وبخاصة في العهد الجديد.
أولاً – مفهوم الطهارة في العهد القديم:
كانت للطهارة الجسمية أهمية كبيرة منذ أقدم العصور، فيذكر هيرودت أن كهنة قدماء المصريين كانوا يستحمون مرتين في أثناء النهار، ومرتين في أثناء الليل.
(1) 1 – الطهارة في الشريعة: وهي ترتبط على الدوام بالعلاقة مع يهوه والاقتراب إليه، وكانت تهدف إلى الانفصال الكامل عن عبادة الأوثان وكل ما يتصل بها (انظر مثلاً لا 19: 4، زك 13: 2 حيث أن “الروح النجس” أو بالحري “روح النجاسة” يشير إلى عبادة الأوثان، كما يتجلي من القرينة).
وكانت الطهارة الطقسية لازمة للاقتراب إلى الله (لا 15: 31). ولم تكن الطهارة الطقسية منفصلة عن الطهارة الأدبية (انظر لا 19: 9 – 18)، بل كانت الاثنتان مرتبطتين إحداهما بالأخرى.
2 – الطاهر وغير الطاهر: ولا يقتصر المعنى هنا على السلامة الجسمية، بل يمتد إلى المفهوم الديني، فالطهارة تمتد إلى كل جوانب الحياة، فالكتاب المقدس لا يفرق – في هذا الصدد – بين الجانب الروحي والجانب المادي، ولذلك قلَّما تميز الشريعة بين الطهارة الطقسية والطهاة الأدبية.
3 – وفي شريعة الطهارة: (لا 17: 26… إلخ) ينطبق تعبير الطاهر وغير الطاهر على الأشخاص والحيوانات والأشياء التي لا حياة فيها.
(أ) الأشخاص: تحدث النجاسة بملامسة أشياء تعتبرها الشريعة غير طاهرة، مثل: جثة ميتة (لا 21: 1، انظر أيضاً 5: 2، عد 9: 6 – 10، 19: 13، 31: 19) أو دبيب (لا 22: 5 و6)، أو جثة حيوان (لا 11: 28)، وبخاصة الخنزير (تث 14: 8)، المرأة في طمثها (لا 15: 19)، أو بعد ولادتها لطفلها (لا 12: 1 – 5). وكان على الكهنة بصفة خاصة أن يتجنبوا كل ما يمكن أن ينجس، ليستطيعوا القيام بخدمتهم (لا 21: 10 – 15 – انظر حجي 2: 13).
وكان البرص يعتبر من أخطر مصادر التلوث، ليس لخطورة المرض في ذاته فحسب، بل أيضاً لأنه كان يعتبر دليلاً على عدم الرضا الإلهي، ولذلك كان تطهير الأبرص يستلزم تقديم ذبيحة خطية وذبيحة محرقة إضافيتين (لا 14: 13).
كما كان يمكن أن تاتي النجاسة من الشخص نفسه، كما في حالة حدوث اضطجاع زرع (لا 15: 16، انظر أيضاً تث 23: 1).
كما كانت تحدث النجاسة بلمس بعض أشياء مقدسة كما في حالة لمس رماد البقرة الحمراء، مما كان يستلزم غسل الثياب ورحض الجسد (عد 19: 7, 8).
(ب) الحيوانات: يرجع التمييز بين الحيوانات الطاهرة وغير الطاهرة، إلى أقدم العصور، فقد قال الله لنوح: “من جميع البهائم الطاهرة تأخذ معك سبعة ذكراً وأنثى” (تك 7: 2).
ويرى البعض أن التمييز بين الحيوانات الطاهرة وغير الطاهرة كانت تعتبر مقدسة عند بعض الشعوب الوثنية، مثلما كان يعتبر الخنزير – مثلاً – في كريت وبابل. ويبنون هذا الظن على القول: “ولا تسلكون في رسوم الشعوب الذين أنا طاردهم من أمامكم. لأنهم قد فعلوا كل هذه فكرهتهم” (لا 20: 23).
ولكن يبدو أن التمييز بين الحيوانات الطاهرة التي كانت الشريعة تسمح بأكلها، والحيوانات غير الطاهرة المنهي عن أكلها، كان مبنياً على الأسباب الآتية: -.
(1) أسباب صحية: كانت الحيوانات التي تتغذي على القمامة تعتبر غير طاهرة لأنها تعيش على القاذورات والجيف المنتنة. وكذلك كانت الأسماك التي لا قشور لها ولا زعانف والتي هي أشبه بالحيات. وكثيراً ما تكون الصدفيات والقشريات سبباً في حدوث تسمم غذائي.
(2) الحيوانات المفترسة والطيور الجارحة: لأنها تأكل لحوم ودم فرائسها. وكان أكل الدم محرماً تحريماً قاطعاً، لأن نفس كل جسد هي دمه (تك 9: 4، لا 3: 17، 17: 10 – 14، تث 12: 16 و23 – 25، 15: 23).
(3) الحيوانات التي كان يستخدمها الوثنيون في عبادتهم أو في سحرهم، اعتبرت نجسة مثل الخنازير والكلاب والفئران والثعابين والحشرات مثل الخنافس وغيرها.
(4) الحيوانات التي تثير الاشمئزاز، والتي توصف بالقول: “كل دبيب يدب على الأرض، فهو مكروه للأكل. كل ما يمشي على بطنه، وكل ما يمشي على أربع مع كل ما كثرت أرجله” (لا 11: 41 و42).
(ج) الأشياء: كان فيها الطاهر والنجس مثل الأشخاص والحيوانات، فكل شيء مس إنساناً أو حيواناً نجساً، كان يعتبر نجساً. وفي حالة البرص كان يمكن أن تصاب الثياب (لا 13: 47) أو البيت نفسه (لا 14: 33 – 35).
وكل إنسان نجس حسب الشريغة، كان ينجس كل شيء يمسه من مقاعد أو فراش أو ثياب أو أواني خزفية … إلخ. وكل من يمس شيئاً من هذه، وكل نجاسة من الدرجة الأولى، كانت تقتضي إجراء طقوس تطهير على مدى سبعة أيام (لا 15: 1 و13 – 15 و19 و24). أما النجاسة من الدرجة الثانية فكانت تستمر حتى المساء، فيغسل المتنجس ثيابه ويستحم بماء، فتزول عنه نجاسته (لا 15: 6 – 12, 16 – 18, 20 – 23).
حتى الأشياء المقدسة كان يمكن أن تتنجس، ويلزم التكفير عنها. فكان يلزم التكفير عن القدس وعن خيمة الاجتماع وعن المذبح (لا 16: 16 – 20)، وعن الغطاء (كرسي الرحمة – لا 16: 15)، وعن حجاب القدس (لا 4: 6). كما كان يلزم إجراء طقوس التطهير لمن يجمع رماد البقرة الحمراء (عد 19: 10)، ولمن يرش ماء النجاسة (عد 19: 21).
(2) الطهارة الأدبية: كان “التمييز بين المقدس والمحلل، بين النجس والطاهر” (لا 10: 10) لا ينفصل تماماً عن الوصايا الأدبية في الشريعة، فكان سفك الدم جريمة أدبية ونجاسة طقسية (عد 35: 33 و34). وحيث أن سفك دم برئ كان يمس حياة المجتمع، كانت مسئولية تنفيذ العدالة، تقع على المجتمع (انظر تث 19: 10 و13، 21: 8 و9، 22: 8). ومما يسترعي الانتباه أن الوصية: “تحب قريبك كنفسك” جاءت في ثنايا وصايا طقسية (لا 19: 18). وكذلك الوصية الخاصة بمعاملة الغريب.
كالوطني (لا 19: 33, 34).
كما أن الزنا ينجس الإنسان (لا18: 20) ويعاقب بالقتل رجماً (تث 22: 22، انظرلا20: 10 – 12). كما أن ممارسة الشذوذ الجنسي كان رجساً عقوبته القتل (لا 20: 13، 16).
ويساوى العهد القديم بين الطهارة والاستقامة “الولد أيضا يعرف بأفعاله. هل عملة نقى (طاهر) ومستقيم؟” (أم 20: 11). كما يجمع بين الصفتين. “زكى (طاهر) ومستقيم” (أى 8: 6) مما يتضمن أن الطاهر مستقيم, والمستقيم طاهر.
(3) طقوس التطهير: لقد حرصت الشريعة على تحديد طقوس التطهير لكل حالة من حالات النجاسة سواء كانت طقسية أو أدبية. وتقوم جميعها على أساس أن النجاسة تؤدي إلى الانفصال عن الله القدوس. فلإزالة النجاسة واستعادة العلاقة، كان يجب القيام بطقوس محددة.
(أ) التطهير بالماء: والماء وسيلة طبيعية للتطهير، وكان يستخدم كثيراً لهذا الغرض. فكان هناك “ماء الخطية” لتطهير اللاويين للخدمة (عد 8: 7). و “ماء النجاسة” (عد 19: 9 و13 إلخ)، و “الماء الحي” (عد 19: 17 للتطهير في حالات معينة. وفي كل حالات التطهير الأخرى، كان الماء يلعب دوراً هاماً (انظر لا 6: 28، 8: 6، 14: 8 و9 و51 و52.. إلخ، وحزقيال 36: 25).
(ب) دم الذبائح: كان التكفير عن الذنب يستلزم سفك دم، “فبدون سفك دم لا تحصل مغفرة” (عب 9: 22). فكان دم الذبائح لازماً لاستعادة العابد لعلاقته بالله. وكان هرون وأبناؤه يمسحون بالدم عند تكريسهم للقيام بخدمتهم (لا 8: 23 و24). كما كان الدم يستخدم في حالة تطهير الأبرص (لا 14: 4 – 6). وكان دم ذبيحة الخطية يكفر عن هرون وبيته، وعن الشعب أيضا (لا 16: 11 و16).
(ج) رماد الذبائح: وبخاصة رماد البقرة الحمراء (عد 19: 11 – 13).
(د) خشب أرز مع قرمز وزوفا: في حالة تطهير الأبرص (لا 14: 4 – 6 و51) وكانت “الزوفا” عشباً له بعض الخصائص المطهرة، كما كان يستخدم لرش ماء التطهير (انظر مز 51: 7).
(ه) النار: وكانت من أهم عوامل التطهير. فكانت الأواني المعدنية تطهر بالنار (عد 31: 22 و23). ولمنع تعرض باقي خروف الفصح للنجاسة، كان يحرق بالنار (خر 12: 10)، وكذلك ما يفضل من لحم ذبيحة السلامة إلى اليوم الثالث (لا 7: 17). كما كانت ذبيحة الخطية عن الكاهن وعن كل الجماعة تحرق على مرمى الرماد خارج المحلة (لا 4: 12 و21).
كما كانت عقوبة الخطايا الأدبية الشنيعة الحرق بالنار، كما في مضاجعة المحارم، وفي حالة ارتكاب ابنة كاهن خطية الزنا (لا 20: 14، 21: 9)، وذلك لتطهير المجتمع من هذه النجاسة.
كما كان يجب تدمير الأوثان بحرقها بالنار، كما فعل موسى بالعجل الذهبي في البرية (خر 32: 20، تث 9: 21). وفي حالة ارتكاب سكان مدينة عبادة الأوثان، كان يضرب سكانها بالسيف، وتحرق المدينة وكل ما فيها بالنار، ولا تبنى مرة أخرى أبداً (تث 13: 12 – 17).
ثانياً – مفهوم الطهارة في العهد الجديد:
يتركز مفهوم الطهارة في العهد الجديد عن الطهارة الداخلية، وهي لا تتأتى عن مجهود أدبي، بل بعمل نعمة الله في القلب، وقد قال الرب يسوع: “طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله” (مت 5: 8)، وأنقياء القلب هم الذين نالوا غفران خطاياهم بالنعمة بالإيمان بالرب يسوع المسيح.
ولا يذكر التطهير الطقسي في العهد الجديد إلا بالارتباط بالشرائع والعوايد اليهودية. فبعد ميلاد المسيح، أحضره يوسف ومريم إلي الهيكل لإتمام طقوس التطهير حسب الشريعة (لو 2: 22، خر 13: 12 و13، لا 12: 2 – 8). كما حدثت مباحثة من تلاميذ يوحنا المعمدان مع يهود من جهة التطهير (يو 3: 25). وكان في عرس قانا الجليل، أجران بها ماء “موضوعة هناك حسب تطهير اليهود” (يو2: 6). وأمر الرب الأبرص الذي شُفي أن يذهب ويري نفسه للكاهن، وأن يقدم عن تطهيره ما أمر به موسى شهادة لهم (مرقس 1: 44، لو5: 14، انظر لا 13: 49، 14: 2 – 20). كما أخذ الرسول بولس الأربعة رجال الذين كان عليهم نذر حسب الشريعة، وتطهر معهم إرضاءً لليهود الغيورين للناموس (أع 21: 17 – 26 – انظر أيضا عد6: 5). كما يذكر تطهير اليهود قبل الفصح (يو11: 55).
ويستخدم الفعل ومشتقاته أيضاً على تطهير الجسد أو الشفاء من المرض (مت 8: 2 و3، 10: 8، 11: 5، مرقس 1: 40 – 44، لو 4: 27، 5: 21 و22 و7: 22، 17: 14 و17.. إلخ). كما تستخدم للدلالة على التطهير بدم المسيح (انظر عب 1: 3، 2 بط 1: 9)، فحالما يؤمن الإنسان بالرب يسوع، يتطهر قلبه ويحصل على غفران خطاياه والتجديد بالروح القدس (أع 15: 9، 1 كو 1: 2، 6: 11، أف 5: 26، 1 يو 1: 7 و9، وأيضاً يو 17: 17، 1تس 5: 23، عب 13: 2، فالتقديس يتضمن التطهير). وقد تستخدم للدلالة على الجانبين الجسدي والروحي (2كو 7: 1، تي 2: 14، عب 10: 2، يع 4: 8).
(أ) الطاهر والنجس في أقوال الرب يسوع: كانت مسألة الطهارة الطقسية موضوع حوار هام بين الفريسيين والرب يسوع، فقد كان القسم السادس من “المشنا” اليهودية يتناول بالتفصيل كل ما يتعلق بهذا الموضوع. وكان أحد الأبواب يعالج كل ما يتعلق بغسل الأيدي. وباب آخر يعالج موضوع غسل الأواني، وهكذا. فمثلاً كان بائع الأواني يترك بضاعته في السوق دون حراسة، فيفترض أن أحد الأشخاص النجسين قد لمس بضاعته في غيبته، فكانت كل أوانيه تعتبر نجسة ويلزم تطهيرها من خارج. كما كان يمكن أن تتنجس الأطعمة والسوائل والأواني والأشخاص. ولم يكن الأمم وحدهم مصدراً للنجاسة، بل كان اليهودي، الذي يهمل مراعاة القواعد الفريسية بكل تدقيق، يعتبر مصدراً للنجاسة. وكان يمكن للنجاسة أن تنتقل عبر سلسلة من الحلقات تبعد كثيراً عن المصدر الأصلي للنجاسة (انظر حجي 2: 13).
وكان لابد لهذا الاهتمام بحرفية الناموس، أن يجعلهم يهملون أثقل الناموس، “الحق والرحمة والإيمان” (مت 23: 23). لذلك وصفهم الرب يسوع بأنهم عميان ومراؤون، ينقون خارج الكأس والصحفة، ويتغاضون عما بالداخل من اختطاف ودعارة (مت 23: 24 –26) وطالب بأن يبدأ بالتطهير من الداخل (مرقس 7: 14 –23). فبينما كان الفريسيون يجعلون كل همهم الطهارة الطقسية الخارجية، شدد المسيح على الطهارة الداخلية، طهارة القلب التي تتحقق بالتوبة والإيمان (مرقس 1: 4,15.. إلخ) وهذه العملية لا تنتج عن إعادة التكيف سيكولوجياً، بل بالإيمان القلبي بالرب يسوع المسيح، فهي لا تنفصل عن شخص الرب يسوع المسيح (انظر يو 13: 10، 15: 3).
(ب) الطاهر والنجس في تعليم الرسل: ويسود في تعليم الرسل تحويل النظر عن الخارج إلى الداخل كما في الأناجيل:
(1) – استخدام الماء في المعمودية: لا علاقة له بالتطهير الطقسي، فالمعمودية ليست “إزالة وسخ الجسد، بل سؤال ضمير صالح عن الله بقيامة يسوع المسيح” (1بط 3: 21)، فالمعمودية علامة خارجية لموت المؤمن ودفنه وقيامته مع المسيح (رؤ 6: 4، غل 2: 20، كو2: 12 و20، 3: 1 – 3). كما أن الماء يرمز إلى كلمة الله التي يولد بها المؤمن ثانية (يو3: 5، يع1: 18، 1بط 1: 23)، وبها يغتسل المؤمن من أدران العالم ويتنقى (يو13: 10، 15: 3، أف5: 26).
(2) الدم: لم يعد دم الذبائح على المذبح، بل دم المسيح الذي سفكه على عود الصليب. لم يعد دم حيوانات بل دم المسيح نفسه (عب 10: 4)، فدم يسوع المسيح ابن الله هو الذي “يطهرنا من كل خطية” (1يو1: 7 و9). فذبيحة المسيح هي أساس غفران الخطايا، ويقين الإيمان، وتطهير القلب من ضمير شرير (عب 9: 13 و14، 10: 12 – 22).
(3) مسئولية التطهير: انتقلت مسئولية التطهير من الكهنة في العهد القديم، إلى رئيس الكهنة العظيم في العهد الجديد، وهو الرب يسوع المسيح (انظر عب4: 14)، ولكن المؤمن لم يقف موقفاً سلبياً، إذ علينا أن “نطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح، مكملين القداسة في خوف الله” (2كو7: 1). ويقول يعقوب: “نقوا أيديكم أيها الخطاة، وطهروا قلوبكم يأذو الرأيين” (يع4: 8)، وذلك “في طاعة الحق بالروح” (1بط1: 22). كما أن من عنده رجاء بالمسيح “يطهر نفسه كما هو (المسيح) طاهر” (1 يو 3: 3).
ويقول الرائي عن الواقفين أمام العرش وأمام العرس وأمام الخروف متسربلين بثياب بيض: إنهم “الذين أتوا من الضيقة العظيمة وقد غسلوا ثيابهم، وبيضوا ثيابهم في دم الخروف” (رؤ 7: 9 و13 و14).
(4) كلمة “مقدس” تحمل مفهوم كلمة “طاهر” (كما في العهد القديم): فالزوج “غير المؤمن مقدس في المرأة، والمرأة غير المؤمنة مقدسة في الرجل” ولذلك فأولادهما مقدسون، أي غير نجسين (1كو7: 14) وليست هذه قداسة بالوكالة أو الوراثة، بل نتيجة الإيمان والصلاة (1بط 3: 1 – 3) وتعني أن العلاقة الزوجية تظل شرعية، والأولاد أولاداً شرعيين وليسوا نغولاً (عب 12: 8). كما أن جميع الأطعمة “تقدس بكلمة الله والصلاة” (أي تصبح طاهرة تي4: 3 – 5، تي1: 15). ويجب اعتبار خليقة الله طاهرو(أع 10: 14، رؤ 14: 20). ولذلك يقول الرسول بولس: “كل ما يباع في الملحمة كلوه، غير فاحصين عن شيء من أجل الضمير” (1كو10: 25).
(5) طهارة المؤمن: فبالإيمان يتطهر قلب المؤمن (أع 15: 9، 2 كو 6: 6) بنعمة الله الغنية.
وفي نفس الوقت عليه مسئولية أن يحفظ نفسه طاهراً (1تي 5: 22) في سيرة طاهر (1بط 3: 2، انظر أيضاً 2بط 3: 11).
منطقة طُوب
اسم عبري معناه “طيب” وهي منطقة شرقي الأردن هرب إليها يفتاح عندما حرمه إخوته من الإرث (قض 11: 3 و5). وأما حانون ملك عمون الذي أهان داوود فقد استأجر جنودًا من طوب وغيرها (2صم 10: 6) مما يدل أنها كانت ما وراء حدود بني إسرائيل. وربما كانت الطيبة على بعد عشرة أميال جنوبي جدة التي تسمى الآن مقيس أو أم قيس.
أتون طوب | قمين الطوب
لم يكن حرق الطوب (اللبن) في قمائن معروفًا عند قدماء اليهود، ولم يسفر التنقيب في الأراضي الفلسطينية، إلا عن القليل من الآجر، أي الطوب المحروق المعد للبناء، فقد كانت البيوت تبني من اللبن (الطوب غير المحروق). ولم يكن هناك فرق بين الأفران (القمائن) المعدة لحرق الطوب وغيرها من الأفران. والأرجح أن الملك داود سخَّر أسراه في صناعة اللبن، وليس في تشغيل الأفران لحرقه (2صم12: 31).
طُوب أدونيا
اسم عبري معناه “الرب يهوه طيب” أحد اللاويين أرسله يهوشافاط لكي يعلم يهوذا ناموس الرب (2 أخبار 17: 8).
طوبى | تطويبات
“الطوبي” الحسني والخير. و “طوبي له” تعني يالغبطته أو يا لسعادته. والكلمة في العبرية هي “أشير” وهو الأسم الذي أطلقته ليئة على الابن الثاني الذي ولدته جاريتها زلفة ليعقوب قائلة: “لأنه تغبطني بنات” (تك30: 13). ومنها الفعل “يطوِّب” أي يغبط. والكلمة كثيرة الاستخدام وبخاصة في سفري المزامير والأمثال (انظر مثلًا مز1: 1، 2: 12، 32: 1 و2، 33: 12… أم 8: 34، 20: 7، 31: 28… إلخ).
أما الكلمة اليونانية في العهد الجديد المترجمة “طوبى” فهي “مكاريوس” Makarios. والتطويبات التي ذكرها الرب في الأصحاح الخامس من إنجيل متى (5: 3 – 11)، وعددها تسع تطويبات، تعبر عن البركات التي يحظى بها أولئك المطوبون أو المباركون. وقد باركنا الله –نحن المؤمنين بالمسيح – “بكل بركة روحية في السماويات في المسيح” (أف 1: 3) لأنه “طوبي للذين غفرت آثامهم وسترت خطاياهم. طوبى للرجل الذي لا يحسب له الرب خطية” (رؤ4: 7، انظر أيضًا مز32: 1 و2).
وتقول العذراء المغبوطة في أنشودتها الرائعة: “فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني” (لو1: 48). ويقول يعقوب: “ها نحن نطوب الصابرين” (يع5: 11).
المرأة التي طوَّبت المسيح والبطن التي حملته
A Certain Woman’s Message عرفنا بخبر هذه المرأة في (لو 11: 27، 28)، وذلك من خلال جملة بسيطة لها من وسط الجموع، حيث كانت تُعَلِّق على كلام السيد المسيح بأنه يستحيل أن يكون يستخدم بَعْلَزَبُول لإخراج الشياطين (وذلك بعد معجزة إخراج الشيطان من الرجل الأعمى الأخرس). “فرَفَعَتِ صَوْتَهَا مِنَ الْجَمْعِ في تسبيح للمسيح والعذراء مريم وَقَالَتْ لَهُ: «طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذِي حَمَلَكَ وَالثَّدْيَيْنِ اللَّذَيْنِ رَضِعْتَهُمَا»”. وكان رد السيد المسيح عليها: “بَلْ طُوبَى لِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللهِ وَيَحْفَظُونَهُ”.
طُوبيا اللاوي
اسم عبري معناه “الله طيب” وهو:
شخص لاوي أرسله يهوشافاط ملك يهوذا مع آخرين من اللاويين إلى الشعب في مدن يهوذا ليعلَم الشعب شريعة الرب (2 أخبار 17: 8).
طُوبيا العبد العموني
اسم عبري معناه “الله طيب” وهو:
عبد عموني شهير وقائد المناوئين لبناء الهيكل الثاني؛ فقد ساءه بناء وترميم أسوار مدينة أورشليم فتآمر مع مجموعة من العرب والعمونيين والأشدوديين المناوئين لمحاربة اليهود ومنعهم من إعادة بناء المدينة من جديد (نح 2: 10 و4: 3 و7). وإذا كان متصلًا بالزواج إلى بعض الأسر الشريفة صار رئيس جماعة قوية وكان يراسل بعض نبلاء اليهود المقاومين لنحميا ويهدد نحميا وجماعته. وفي غيبة نحميا جعل إقامته في بعض غرف الهيكل إلا أنه لما رجع نحميا طرده من الهيكل وطهّر الموضع الذي كان فيه. وكان نسله يحكم العمونيين وفي القرن الرابع ق. م.
وقد روى عن طوبيا العموني أيضًا أنة كان رئيسًا وحاكمًا للعمونيين, وأنة تحالف مع اليهود المقاومين لنحميا. ويقال أن قصره وقبره هو وعائلته قد تم اكتشافهما في بلدة “عرق الأمير” شرقي الأردن.
طُوبيا الذي أتى من نسله بعض الراجعين مع زربابل
اسم عبري معناه “الله طيب” وهو:
إنسان من اليهود أتى بعض أفراد أسرته من بابل مع زربابل [عددهم الإجمالي مع باقي النَّثِينِيمِ الذين لَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يُبَيِّنُوا بُيُوتَ آبَائِهِمْ وَنَسْلَهُمْ: 652؛ العدد المختلف حسب (نح 7: 61 – 62): 642]، وكان بنوه ضمن بني السبي الذي سباه نبوخذنصر الملك في بابل, فرجعوا إلى أورشليم أيام نحميا مع بابل. غير أنهم لم يستطيعوا إثبات نسبهم أو يبنوا بيوت آبائهم ونسلهم هل هم من إسرائيل أم لا، وذلك بسبب فقدهم تواريخ أسر آبائهم (عز 2: 60 ونح 7: 62).
طُوبيا من أهل السبي
اسم عبري معناه “الله طيب” وهو:
شخص يهودي من أهل السبي الذين أخذ منهم زكريا النبي ذهبًا وفضة – كأمر الرب – ليصنع منها تيجانًا لتوضع على رأس يهوشع بن يهوصادق الكاهن العظيم (زك 6: 10 و11 و14).
طُوبيا أبو طوبيا | طوبيت
اسم عبري معناه “الله طيب” وهو:
طوبيا والد طوبيا بطل سفر طوبيا من ضمن الأسفار القانونية الثانية، وهو سفر تقره الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية، ولكن يرفضه جماعة البروتستانت المنشقين في القرن السادس عشر عن الكاثوليك.
طُوبيا ابن طوبيا
اسم عبري معناه “الله طيب” وهو:
طوبيا (طوبيط) هو الشخصية المحورية في سفر طوبيا (أو سفر طوبييت) من ضمن الأسفار القانونية الثانية. وهو سفر تقره الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية، ولكن يرفضه جماعة البروتستانت المنشقين في القرن السادس عشر عن الكاثوليك. ووالده اسمه طوبيا كذلك.
سفر طُوبيا
← اللغة الإنجليزية: Book of Tobit – اللغة العبرية: Τωβίτ – اللغة اليونانية: ספר טוביה.
اسم عبري معناه “الله طيب” وهو:
سفر طوبيا من ضمن الأسفار القانونية الثانية ومن بين الشخصيات البارزة في هذا السفر رجلان، أب وابنه واسم كل منهما “طوبيا”. وهو سفر تقره الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية، ولكن يرفضه جماعة البروتستانت المنشقين في القرن السادس عشر عن الكاثوليك.
طوَّح
طوَّح السهم ألقاه في الهواء، وتطوَّح اضطرب في سيره وتمايل. والطوائح القواذف التي تلقى في المهالك. ويقول الرب للشعب القديم: “إن سمعت عن إحدى مدنك… قد خرج أناس بنو لئيم من وسطك وطرحوا سكان مدينتهم قائلين نذهب ونعبد آلهة أخرى… فضرباً تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف” (تث 13: 13 – 15، انظر أيضاً تث13: 5 و10، 2أخ21: 11، مز5: 10، إرميا40: 12، 43: 5، مراثي1: 7، 2: 14، عاموس8: 12).
ويقول الحكيم عن المرأة الشريرة: “أغوته بكثرة فنونها بملث شفتيها طوحته” (أم7: 21). والملث هو تطييب النفس بالناعم من الكلام، وهو المداهنة.
طاس
الطاس إناء من نحاس ونحوه يستخدم للشرب. وكان ليوسف في مصر طاس من الفضة، أمر بوضعه في عدل بنيامين، ليتخذ من ذلك وسيلة لإنقاذ بنيامين، ولكشف حقيقة نوايا إخوته (تك44: 2 و12 و16 و17). وقد جعل إرميا النبي أمام الركابيين طاسات ملآنة خمراً وأقداحاً، ولكنهم أبوا أن يشربوا طوعاً لوصية أبيهم يوناداب بن ركاب، فاتخذ من ذلك درساً وإنذاراً لبني إسرائيل الذين لم يطيعوا وصية الرب إلهم (إرميا35: 5 – 17).
الطاووس | الطواويس
← اللغة الإنجليزية: Peacock.
الطاووس طائر معروف حسن الشكل سريع العدو. وهو على أشكال كثيرة، يعيش في الأحراش والمناطق الجبلية في الهند وسيلان. والأنثى أقل جمالًا من الذكر الذي يتميز بكثرة ألوانه وذيله الطويل الذي ينشره كالمروحة، وتنتشر به بقع ملونة وكأنها عيون نجلاء.
وكان الملك سليمان في البحر سفن ترشيش مع سفن حيرام ملك صور. “فكانت… تأتي مرة كل ثلاث سنوات… حاملة ذهبًا وفضة وعاجًا وقرودًا وطواويس” (1مل10: 22، 2أخ 9: 21).
ويرى البعض أن الكلمة العبرية المترجمة “طواويس” وهي “توكيم” (ويسمي الطاووس في لغة التاميل – في سيلان – “توكي” قد تكون مشتقة من كلمة مصرية تدل على نوع من القرود الأفريقية. ومع أن لحم الطاووس ومخه ولسانه كانت تعتبر من أفخر أنواع الطعام عند الرومان، إلا أن الطاووس – عند بني إسرائيل – لم يكن سوى طائر للزينة.
اللفظة العبرية “تكييم” كانت الطواويس تحمل مع العاج والقرود إلى الملك سليمان على سفن ترشيش (1 مل 10: 22 و2 أخبار 9: 21). ولفظتا العاج والقردة بالعبرية هنديتان ومن الممكن أن تكون كلمة “تكّي” مشتقة من لغة المالابار توكاي أو توغاي أو من التميلية القديمة تكاي أو تفاي التي تعني الطاووس هو طائر هندي يوجد في الغابات ويهرب سريعًا إذا أُزْعِج. وحيث أن أهل البلاد لا يقبلون أن يعامل بقسوة فإنه يشق طريقه إلى القرى.
وإذا كانت اللفظة العبرية التي نقلت إلى طاووس مشتقة من المصرية “تكي” فالتا. عندهم حرف التعريف للمؤنث الأمر الذي بفرض وجود جنسين من القرود وتشير إلى ذلك بعض المصنفات المصرية فيكون الحيوان إذن من أصل أفريقي.
طاعة
الطاعة: الانقياد والموافقة. والطاعة واجبة متى كان الأمر صادراً ممن له الحق في أن يأمر، وأن يكون أمره معلناً. وطاعة الإنسان لخالقه. تفترض الاعتراف بسيادة الله وربو بيته، وأنه قد أعلن للإنسان إرادته. وكثيراً ما يعبِّر العهد القديم عن الطاعة “بالسمع” و “الاستماع”. كما أن العصيان يعبر عنه “بعدم السمع” (انظر مثلاً مز81: 11، إرميا7: 24 –28).
ومع أن الطاعة تعبر عن عمل قد يحدث بين الناس العاديين في علاقاتهم (كطاعة العبيد لسادتهم، والأبناء لوالديهم)، إلا أن أهم دلالاتها هي العلاقة التي يجب أن تكون بين الإنسان والله الذي يعلن نفسه للإنسان عن طريق كلمته التي يجب أن يستمع إليها الإنسان ويدرك مراميها.
ولكن مجرد سمع إعلان الله ليس هو الطاعة، فالاستماع الحقيقي هو الإيمان الذي يستقبل كلمة الله ويترجمها إلى أفعال، فهي استجابة الإيمان، وهي استجابة إيجابية نشطة، وليست مجرد استماع سلبي. وبعبارة أخرى، إن الاستماع حقيقة إلى كلمة الله هو أن تطيع كلمة الله.
والله يطلب أن تصبح كلمته المعلنة في الكتاب المقدس، هي القاعدة لكل حياة الإنسان. فالطاعة لله لها مفهوم واسع يمتد إلى كل نواحي الحياة، وإكرام الله في الظاهر لا يغني إطلاقاً عن طاعته بالقلب والسلوك، فالاستماع “أفضل من الذبيحة والإصغاء أفضل من شحم الكباش” (1صم 15: 22).
وعصيان آدم – الممثل الأول للإنسان – وطاعة المسيح – آدم الأخير – الكاملة، عاملان حاسمان في تقرير مصير كل إنسان، “فكما بخطية واحد (آدم) صار الحكم إلى جميع الناس للدينونة، هكذا ببر واحد صارت الهبة إلى جميع الناس لتبرير الحياة. لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد (آدم) جُعل الكثيرون خطاة، هكذا أيضاً بإطاعة الواحد (يسوع المسيح) سُيجعل الكثيرون أبراراً” (انظر رومية 5: 12 – 21). فبطاعة المسيح حتى الموت (في2: 8 انظر أيضاً عبرانيين 5: 8، 10: 5 – 10) صار البر (القبول أمام الله) والحياة (الشركة مع الله) لكل من يؤمن به (رومية 5: 15 – 19).
وفي إعلان الله في العهد القديم، كانت الطاعة لمطاليبه هي أساس البركة والاستمتاع بإحسان الله (خر19: 5إلخ). أما في العهد الجديد فقد أصبحت الطاعة عطية منه بعمله فينا (إرميا31: 33، 32: 40، انظر أيضاً حز36: 26 و27، 37: 23 – 26).
والطاعة في العهد الجديد هي الإيمان بالرب يسوع المسيح (أع6: 7، رومية6: 17، عب 5: 9، 1بط1: 22). فهذا هو ما يأمر به الله هذا هو عمل الله أن تؤمنوا بالذي هو أرسله “وهذه هي وصيته أن نؤمن باسم ابنه يسوع المسيح” (انظر يو6: 29، 1يو3: 23) وعدم الإيمان هو العصيان (رؤ10: 16، 2تس1: 8، 1بط2: 8، 3: 1، 4: 17). وحياة الطاعة لله إنما هي ثمر الإيمان (انظر ما قيل عن إبراهيم في تك22: 18، عب11: 8 و17 – 19، يع2: 21 – 23).
والطاعة المسيحية تعني الاقتداء بالله في القداسة (1بط1: 15 و16)، والاقتداء بالمسيح في التواضع والمحبة (يو13: 14 و15 و34 و35، في2: 5 – 8، أف4: 32 – 5: 2). وأساس ذلك هو الشكر على نعمة الله التي أصبحنا نقيم فيها على أساس عمل المسيح الكامل (رؤ 5: 1، أف2: 5، 8، 9). فلم يعد البر بحفظ الناموس (رؤ9: 31 – 3: 10، غل2: 21).
وطاعة الزوجة والأولاد في دائرة العائلة (أف5: 22، 6: 1 – 3، انظر أيضاً 2تي3: 2)، وطاعة المؤمنين لمرشديهم في الكنيسة (في2: 12، عب13: 17)، وطاعتهم للسلطات المدنية (مت22: 21، رؤ13: 1 – 5، 1بط2: 13 – 15، تي3: 1)، كل هذه جزء من الطاعة المسيحية لله. ولكن إذا حدث تعارض، فيلزم أن يُطاع الله أكثر من الناس (أع5: 29).
طاعة المسيح
وتتجلى في استعداده الكامل للتجسد حسب مشورات الله الأزلية (مز40: 6 – 8، انظر أيضاً عب10: 5 – 10)، “فلما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة مولوداً تحت الناموس” (غل4: 4)، وقد حفظ الناموس تماماً، وتمم مشيئة الله تماماً في ولادته (لو2: 21، 22، 39)، وفي صباه (لو2: 52)، وفي معموديته (مت3: 15)، وفي التجربة التي انتصر فيها على الشيطان (في المقابلة مع آدم الذي سقط – مت 4: 1 – 11، لو4: 1 – 13)، وفي كل حياته (يو4: 34، 6: 38، 8: 29 و46، 15: 10، 17: 4، أع3: 14، 2كو5: 21، عب4: 15). فلم يستطع أحد أن يبكته على عصيان الله أو شريعته (يو8: 46، عب5: 8 و9) وقد “حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة”، (1بط2: 24)، و “وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب” (في2: 8).
وقد جرت عادة البعض أن يقسموا طاعة المسيح إلى قسمين: حياته في طاعة إيجابية، وآلامه وموته في طاعة سلبية. فطاعته الإيجابية هي أساس البر الذي حُسب لنا. فطاعته السلبية هي أساس الكفارة عن خطايانا، وغفرانها لنا. ولكن هذا التقسيم غير مقبول تماماً، حيث أن آلامه بدأت قبل الصليب، كما أن موته الكفاري يستند إلى حياته المقدسة بلا خطية ولاعيب ولا دنس (2كو5: 21، 1بط1: 18 و19).
ونجد في الأصحاح الخامس من الرسالة إلى الكنيسة في رومية (5: 12 – 19) مقابلة بين المسيح وآدم، فبخطية آدم الأول دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت. وفي آدم الأخير (المسيح) سيُجعل الكثيرون أبراراً (رؤ5: 19، انظر أيضاً 1كو15: 22).
وطاعة المخلص الكاملة هي المثال الذي تركه لنا لنتبع خطواته (عب12: 1 و2، 1بط21: 2).
طاف | طائف | طواف | طائفة
طاف يطوف: دار وحام (انظر مثلاً عد 15: 39، مز 26: 6، 48: 12، نش 3: 2، إش 23: 16، مت 23: 15) والطائف هو الحارس الليلي، فتقول عروس النشيد: “وجدني الحرس الطائف في المدينة” (نش 3: 3، 5: 7). ونقرأ في سفر أعمال الرسل (19: 13) عن “قوم اليهود الطوافين المعزمين” (أي الذين كانوا يطوفون من مكان إلي مكان).
والطائفة المجموعة من الشيء، والجماعة من الناس يجمعهم مذهب أو رأي يمتازون به. ويقول الحكيم: “النمل كطائفة غير قوية، ولكنه يعد طعامه في الصيف. الوبار طائفة ضعيفة ولكنها تضع بيوتها في الصخر” (أم 30: 25 , 26). ويقول صفنيا النبي إن الرب يمد يده علي نينوي ويجعلها “خراباً يابسة كالقفر. فتربض في وسطها القطعان، كل طوائف الحيوان” (صف 2: 13 , 14).
طُوفان نوح
هو الطوفان الذي أرسله الله في أيام نوح حكم إلهيًا على الناس لفسادهم (تك 6: 5 – 13). وجلبت الكارثة أسباب فرعية، وقد ذكر منها اثنان: انفجرت كل ينابيع الغمر العظيم وانفتحت طاقات السماء. وهكذا كان قسم من الماء من ماء البحر والقسم الآخر من المطر الذي سقط على الأرض أربعين يومًا وأربعين ليلة (تك 7: 11 و12). فتغطت جميع الجبال الشامخة التي تحت كل السماء خمس عشرة ذراعًا في الارتفاع تعاظمت المياه فمات كل جسد كان يدب على الأرض من الناس والطيور والبهائم والوحوش وكل الزحافات. وبقي نوح والذين معه في الفلك فقط (تك 7: 19 – 23). وبعد مئة وخمسين يومًا نقصت المياه واستقر الفلك على جبال اراط. وبعد شهرين ونصف من ذلك ظهرت رؤوس الجبال (تك 8: 3 – 5).
وبعد ثلاثة أشهر في أثنائها كان نوح قد فحص عن حالة المياه بواسطة طيور أرسلها، ثم كشف الغطاء عن الفلك في أول يوم من الشهر الأول فإذا وجه الأرض قد نشف. ثم انقضت ثمانية أسابيع حتى أمر الله نوحًا بالخروج من الفلك (تك 8: 13 – 15).
نعلم اليوم أن قصة الطوفان نقلت إلينا بالتقليد وقد بدأ بوصفها شهود عيان. ويجب أن تفهم لغتها وفق المعنى الذي أدركه واضعوه، وأذاعوه قرونًا قبل أيام موسى. وأما مدى الطوفان فلا يمكن تحديده من الحديث الذي نقل إلينا. فربما شمل الطوفان المسكونة كلها وربما كان محصورًا في منطقة كبيرة. كانت غاية الطوفان إفناء الجنس البشري الفاسد (تك 6: 7 و13 و17 و7: 4) ومع الإنسان كل الحيوانات المتعلق وجودها بالأرض اليابسة شملها الفناء. الفلك (تك 7: 21 – 23) وقد أمر نوح أن يأخذ إلى الفلك ذكرًا وأنثى من كل من الحيوان وأن يأخذ لها طعامًا (تك 6: 20 و21).
أن تقليد الطوفان كان مشهورًا عند الشعب الذي انحدر منه العبرانيون. ففي وطن إبراهيم القديم، في سومر وأكاد كان يذكر الطوفان كأزمة كبيرة في تاريخ الإنسانية فقد ذكر ثمانية حكام في قائمة الملوك السومرية ثم يذكر ما يأتي: “ثم امتد الطوفان هناك”. وعندئذ أعيدت قائمة الملوك.
لقد أظهرت الحفريات الأثرية إن الخراب الذي أحدثته الفيضانات في سومر وأكاد واقع ملموس. ومع أن هذه الاكتشافات كانت كلها قيّمة لكن ليس لدينا دليل كاف لنجعل أي فيضان منها هو طوفان التكوين.
وللسومريين والبابليين تقاليد تتباين قليلًا. فالقصة كما كانت محكية في بلاد بابل في زمن الاسكندر نقلها بيروسوس وذكرها كاملة المؤرخ الكنسي يوسابيوس Eusebius فذكر بيروسوس عشرة ملوك قبل الطوفان وآخر من في القائمة هو اكسيسوثروس بطل الطوفان الذي عاش في سيبَّار وقد أمر اكسيسوثروس ليبني مركبًا أخذ فيه عائلته وأصدقاءه المقربين ومن الطيور وذوات الأربع ومؤنًا. وبعد أن انقطع المطر أطلق بعض الطيور التي عادت إلى السفينة. وبعد بضعة أيام أرسلها من جديد فعادت وعلى أقدامها طين. وبعد أن أطلقها ثالثة لم تعد. ورست السفينة في أريدنيا وهكذا كشف اكسيسوثروس قسمًا من جانب السفينة وتركها مع زوجه وابنته والقائد. وأقيم مذبح وقربت ذبيحة.
إن أقدم قصة للطوفان واردة في ترجمة سومرية حفظت جزئيًا وكتبت غالبًا في ما بين 1894 و1595 ق. م وحسب هذه الرواية “شمل الطوفان الأرض سبعة أيام وسبع ليال” وكان بطل الطوفان زيوسدرا الذي التجأ إلى سفينة وقدم ذبيحة بعد ذلك وخلّدته الآلهة.
وإن أقدم رواية بابلية هي بابلية هي ملحمة جلكامش. والنص كما نعهد آت من مكتبة أشور بانيال (669 – 626 ق. م). ولكنه نسخ عن أصول أقدم من ذلك الحين.
كان جلكامش ملكًا في اوروك فسأل جلكامش اثنافيشتيم كيف بلغ الحياة وفي الحديث اللاحق يروي تاريخ الطوفان.
كانت على ضفاف الفرات مدينة تدعى شروفاك وقرر الآلهة أن يبعثوا بالطوفان فردد إله الحكمة ايا قرارهم لكوخ من قصب “يا كوخ اسمع واصغ يا جدار”.
يا رجل شرفاك، يا ابن ابرتوتو.
اهدم بيتك وابن سفينة.
اترك ما لك وفي حياتك تأمل..
ويبدو أن اثنافيشتيم كان نائمًا عندئذ في الكوخ لما انذر في الحلم (قابل تك 6: 8 و14 و17). فبنى سفينة بشكل مربع ولكل من أبعاده الثلاثة مءة وعشرين ذراعًا وله ستة مساكن من أسفل إلى فوق (قابل تك 6: 15 و16). وقسم السفينة في الخارج إلى سبعة أقسام وفي الداخل إلى تسعة أقسام وطلاها بثلاثة مكاييل من القار الخارج وبثلاثة مكاييل من الداخل (قابل تك 6: 14). وأوتي بالزيت للقوت وللسكيب (قابل ص 6: 18 – 22 و1 – 3 و7 – 9 و13 – 16). وعندما دنا الوقت المعين ظهرت في السماء عاصفة كبيرة مصحوبة بمطر. فدخل اثناقيشتيم وأغلق الباب (قابل ص 7: 16 ب). وعند الفجر أقبلت سحابة سوداء من الأفق وارعد اداد فيها وفيما كانت بعض الآلهة ذاهبة رسلًا إلى الجبال والأودية أمطرت السماء (ص 7: 11) وغطى الطوفان الجبال ولم يطهر الناس فيما بعدُ في السماء (قال 7: 18 و19) وعندئذ أخذ الآلهة الخوف.
هبت الريح ستة أيام وست ليال وعمت العاصفة الأرض ووقفت في اليوم السابع (قابل ص 7: 4 و10 و12 و17 و24 و8: 1 إلخ.). قال اثنافيشتيم:
“نظرت إلى البحر فإذا عجيجه قد سكن والبشرية كلها انقلبت طينًا”.
(قابل ص 7: 21 – 23). (). عندئذ فتح الطاقة (قابل ص 6: 16 و8: 6). وتطلع من كل جهة (قابل 8: 13). وبعد 12 يوم ظهرت جزيرة وأخيرًا رست السفينة على جبل نصير (قابل 8: 4 و5). وبعد سبعة أيام أرسل أثنافيشتيم حمامة عادت إليه ثم أطلق سنونو beni عاد أيضًا وأخيرًا أطلق غرابًا.
“فارتمى وسار في الماء ونعق ولم يرجع” (قابل ص 8: 7 – 12).
حينئذ أرسل اثنافيشتيم كل شيء إلى أطراف السماء الأربعة (قابل ص 8: 14 – 19). وقرَب على قمة الجبل (قابل عدد 20). ورتب أواني الذبيحة سبعة وجمع تحتها القصب وخشب الأرز والأس. ويبدو أنه استرضى الآلهة حيث يقول:
“تنسَّمَت الآلهة الرائحة الزكية.
اجتمعت الآلهة كالذباب حول الكاهن “.
(قابل ص 8: 21). وفي الآخر يبدو أن الآلهة لم ترض عن الطوفان. قالت عشتار عن انليل:
“لأنه لم يكن حكيمًا فأرسل الطوفان.
وعدَ شعبي للخراب “.
وقال آيا لانليل.
“كيف، كيف استطعت دون فكر أن ترسل طوفانًا؟
على الخاطيء فلتبق خطيئته.
على فاعل الشر فليبق أثمه.
احتمَل حتى لا يكون وترحم (حتى لا يهلك الإنسان “).
(قابل ص 21 و22 و9: 11 – 17).
وعندئذ دخل ايّا إلى السفينة واحضر اثنافيشتيم وامرأته وباركهما (قابل ص 9: 1 – 3 و7) ومنحهما الخلود.
أنه لجلي أن بين الرواية العبرية والرواية البابلية عناصر مشتركة كثيرة. وربما رجعا كلاهما إلى مصدر واحد. فالرواية البابلية وثنية مادية وغليظة في عدة وجوه تعكس مفهومًا للألوهة دنيئًا وأما في قصة العهد القديم فعندنا التوحيد وإلهًا يمقت الإثم والتعدي والخطيئة.. فلحادثة الطوفان كما يرويها سفر التكوين مغزى أدبي روحي. ففي هذا التقليد الأول موصوف جزاء البر وإمكان الاشتراك مع الله فوحي رواية العهد القديم يصبح واضحًا إذا قيست بالرواية البابلية.
طَوق| أطواق
وضع فرعون طوق ذهب في عنق يوسف إكرامًا له (تك 41: 42). وأما الأطواق المذكورة في شرح الخيمة (خر 39: 6) فكانت حلقات تحيط بحجري الجزع الموضوعين على كتف لرداء.
طاقة | قُدرة
الطاقة هي القدرة. ويقول الحكيم: “لا تمنع الخير عن أهله حين يكون في طاقة يدك أن تفعله” (أم 3 27). وفي مثل الوزنات، يقول الرب: فأعطي واحداً خمس وزنات، وآخر وزنتين، وآخر وزنة. كل واحد على قدر طاقته “(مت 25: 15). ويقول الرسول بولس بالروح القدس:” فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس “(رو 12: 18 – انظر أيضاً عز 10: 13، نح 5: 5، 2 كو 1: 8، 8: 3).
طاقة فاغية
الطاقة: الحزمة من ريحان أو زهر أو شعر أو عيدان أو خيوط أو حبال. و “طاقة فاغية” (نش 1: 14) هي الحزمة من زهور الحناء، أو نور أي نبت ذي رائحة طيبة.
الأناة | طول الأناة
وهى في اللغة العبرية “إرك أفايم” وترجمت إلى اليونانية “مكروتوميا”. والمعنى الحرفى للكلمة العبرية هو “طول الأنف” أو “طول النفس”، لأن الغضب يظهر في أنفاس عنيفة سريعة تخرج من الأنف، ومن هنا جاء التعبير “بطئ الغضب” أو “طويل الروح”.
وقد نسب “بطء الغضب” إلى الله فى سفر الخروج (34: 6) عندما نادى الرب لموسى: “الرب إله رحيم ورؤوف بطئ الغضب..”، “الرب طويل الروح”) عدد 14: 18، مز 86: 15، 103: 8، 145: 8، نح 9: 17، يوئيل 2: 13، يونان 4: 2، ناحوم1: 3)، ونجدها في أغلب هذه المواضع مرتبطة بالقول: “رحيم ورؤوف وكثير الإحسان، أو كثير الرحمة”. ونقرأ في إرميا (15: 15): “بطول أناتك لا تأخذنى”.
كما استخدمت للإنسان أيضاً بنفس المعنى “بطئ الغضب (أم 15: 18، 16: 32). وفى سفر الجامعة (7: 8)” طول الروح خير من تكبر الروح “وهى فى الأصل العبرى” ارك روح “.
وفى العهد الجديد نجد “طول الأناة” ترجمة للكلمة اليونانية “مكروتوميا” وهى الكلمة التي استخدمت الترجمة السبعينية للكلمة العبرية “إرك أفايم”. والكلمة اليونانية تعنى حرفياً “طول البال أو النفس” (باعتبار النفس مركز العواطف) بالمقابلة مع ضيق الفكر أو النفس وسرعة الغضب وقصر العقل ونفاد الصبر وعدم القدرة على الاحتمال.
وقد نسبت هذه الصفة الدالة على “الأناة” أو “طول الأناة” إلى الله (رو2: 4، 9: 22) وقد ترجمت في بطرس الثانية (3: 9) إلى “تباطؤ” بالإشارة إلى طول أناة الله وإمهاله للخطاة في تنفيذ دينونته عليهم. وهى من ثمر الروح القدس في المؤمن (غل 5: 22). ويحرض الرسول المؤمنين لكى يسلكوا “بطول أناة” نحو بعضهم بعضاً (أف 4: 2، كو1: 11، 3: 12.. إلخ.).
وطول الأناة يرتبط بالمحبة، حيث يقول الرسول بولس إنه “بدون المحبة” يصبح كل شئ آخر بلا قيمة أو نفع، فالمحبة “تتأنى وترفق” (1كو13: 4).
وتترجم نفس الكلمة اليونانية في بعض المواضع بكلمة “يصبر” أو “يتمهل” كما فى: “تمهل علىَّ” (مت 18: 26 – 29)، ويظهر معناها بوضوح في القول: “أفلا ينصف الله مختاريه.. وهو متمهل عليهم” (لو 18: 7)، وقد جاءت هذه العبارة في بعض الترجمات الانجليزية: “… وهو يتمهل في الانتقام لهم” ولعل هذا أقرب إلى المعنى المقصود.
وتترجم نفس الكلمة إلى “تأنوا” أو “متأنياً” ثلاث مرات في رسالة يعقوب (5: 7 و8).
ويقول “ترنش” في كتابه “مترادفات العهد الجديد” (ص 189)، إن الفرق بين الكلمة اليونانية “هوبوموني” (التى تترجم بالصبر) وكلمة “مكروتوميا” (الأناة) هو أن الكلمة الأخيرة تعبر عن الصبر بالنسبة للأشخاص، بينما الكلمة الأولى تعبر عن الصبر فيما يتعلق بالأشياء، ومن ثم لا نجد الكلمة “هوبوموني” تنسب إلى الله مطلقاً، وعندما يقال عنه “إله الصبر” (رو15: 5) يكون المقصود أنه هو الذى يعطي الصبر لعبيده وقديسيه.
ولكن في رسالة يعقوب (5: 7) تستخدم كلمة “مكروتوميا” بالإشارة إلى الأشياء أيضاً. وفى كولوسي (1: 11) تقترن الكلمة بالصبر (انظر عب 6: 12 – 15) بالإشارة إلى الصبر في احتمال التجارب والمشقات. كما تقترن في كولوسي (1: 11) بالفرح أيضاً مما يدل على أنها ليست مجرد استسلام، ولكنها قبول إرادة الله – كيفما تكون – بفرح.
طائلة
الطائل: النفع، فيقال لا طائل تحته، أي لامنفعة من ورائه. ويقول الرب في إنذاره للشعب القديم: “يسلم بنوك وبناتك لشعب آخر، وعيناك تنظران طول النهار فتكلان وليس في يدك طائلة” (تث 28: 32) أي ليس في يدك حيلة أو قدرة على عمل شئ.
طاب | يطيب
طاب الشيء طيباً وطيبة: زكا طهر ولذَّ. وطابت نفسه بالشيء وافقها وارتاحت إليه. وقد يكون ذلك لسمع الموسيقي (1 صم 16: 16 و23) أو لشرب الخمر 0 راعوث 3: 7: 2صم 7: 28، أس 1: 10)، أو بالأخبار الطيبة (في 2: 19).
والطيَّب هو كل ما تستلذه الحواس أو النفس أو كل ما خلا من الأذى والخبث.
و “الأطايب” جمع طيب أي الأحسن والأفضل. و(أطياب الطعام) اللذيذ الشهي منه (أم 23: 3 و6، دانيال 1: 5 و8 و13، 11: 26).
وطيب الشيء صيره طيباً أو طاهراً. وطَّيب القلب: أرضاه وأراحه (انظر تك 50: 21، قض 19: 3، 2 صم 19: 7، 2 أخ 32: 6، أم 17: 22، إش 40: 2).
الطيب | أطياب
الطيب (جا 10: 1 ومت 26: 12) هو ما يَتطيَّب به من عطر ونحوه، والجمع أطياب. وكانت الأطياب كثيرة الاستخدام في بلاد الشرق في أغراض مختلفة. ويذكر الكتاب المقدس استخدامها في صناعة “دهن مسحة المقدس” (خر 25: 6، 30: 22 – 25)، الذي كان يرَّكبه الكهنة (1 أخ 9: 30)، وفي صناعة “البخور العطر” (خر 25: 6، 30: 34 و35)، وفي صناعة وسائل التجميل (أٍس 2: 12). كما كانت إلى الخمر (نش 8: 2)، وإلى الطعام (حز 24: 10)، وفي تكفين الموتى (2 أخ 16: 14، مرقس 16: 1، لو 23: 26، يو 19: 4).
وكانت الأطياب تتركب من النباتات العطرية أو من أصماغ بعض النباتات، وقد ُذكر الكثير منها في الكتاب المقدس (خر 30: 23 و24 و34، نش 4: 13 و14)، وتشمل المر والقرفة وقصب الذريرة والسليخة والأظفار والقنة العطرة واللبان والعود والناردين والكركم والفاغية (نش 1: 14، 4: 13)، كما كان يستخدم بعضها لتطييب الطعام مثل النعنع والشبت والكمون (مت 23: 30).
وكانت تجارة الأطياب تجارة رائجة (1 مل 10: 25).
وكان الكثير منها تأتي به القوافل من بلاد العرب (1 مل 10: 2 و10)، أو من الهند عن طريق بلاد فارس وبلاد النهرين – وكانت هناك منافسة شديدة في هذه التجارة، كما حدث فيما بين القرنين الثالث عشر والثامن عشر بين الدول الأوروبية، وأدى إلى اكتشاف العالم الجديد وطريق رأس الرجاء الصالح في أواخر القرن الخامس عشر وما بعده.
وكان من بين ما أراه الملك حزقيا لرسل بردوخ بلادان ملك بابل لإظهار عظمته وغناه، “الفضة والذهب والأطياب” (2 مل 20: 13، إش 39: 2).
طِيباريوس قيصر | تيبيريوس قيصر
← اللغة الإنجليزية: Tiberius Claudius Nero – اللغة اللاتينية: Tiberius Caesar Dīvī Augustī Fīlius Augustus – اللغة العبرية: טִיבֶּרְיוּס קְלַאוּדִיוּס נֵירוֹן קֵיסָר – اللغة اليونانية: Τιβέριος Καίσαρας Αύγουστος.
هو الإمبراطور الروماني الثاني (مت 22: 13 ومر 12: 14 ولو 3: 1 و20: 22 ويو 19: 12). ولد السنة الـ42 ق. م. وكان ابنًا لأوغسطس بالتبني وصهرًا. وفي ملكه حكم اليهودية كواليين فاليريوس كراتوس وبيلاطس البنطي. وقد أبعد اليهود وقتًا ما عن رومية ولكنه ألغى أمره فيما بعد وعوَض عليهم بسبب قساوة حكام الأقاليم. وقد بنى هيرودس أنتيباس طبرية على بحر الجليل إجلالًا له وقد عجل بموته (37 ب. م.) كاليغولا الذي خلفه. وفي أيام طيباروس صلب المسيح.
(1) اسم طيباريوس ومولده:
هو ثاني أباطرة روما، واسمه الكامل هو “طيبيريوس كلوديوس نيرون واسمه الرسمي كإمبراطور هو” طيباريوس قيصر أوغسطس “. ولد في نوفمبر 42ق. م. وكان أبوه – بنفس الاسم – قائدًا من قواد يوليوس قيصر، ثم إلى جانب أنطونيوس ضد أوكتافيوس (أوغسطس قيصر فيما بعد)، ثم صارت زوجته” ليفيا “زوجة ثالثة لأوغسطس قيصر، وهكذا أصبح طيباريوس – الابن – ابنًا لزوجة أوغسطس قيصر.
(2) نشأة طيباريوس قيصر الأولي وعلاقته بأوغسطس:
صرف الجزء الأكبر من حياته المبكرة في غزوات ناجحة، ومع أنه كان أقدر الورثة المحتملين لأوغسطس، إلا أنه تعرض للكثير من المهانة، فلم يقبل أوغسطس قيصر أن يجعل منه خليفة له، إلا بعد أن فقد كل أمل آخر.
وعندما ترملت “جوليا” ابنة أوغسطس قيصر، للمرة الثانية بموت زوجها القائد أغريباس في 12 ق. م، أجبر طبياروس على الزواج منها (في 11 ق. م.) للحفاظ على عرش الإمبراطورية، ولذلك أجبر طيباريوس أيضًا على تطليق زوجته “فبسانيا أغريبينا” التي كان يحبها، والتي ولدت له ابنه “دروسوس”. ولم تجلب جوليا على طيباريوس إلا العار لفجورها، حتي اضطر أبوها أن ينفيها في 2 ق. م. وتعيين طيباريوس قنصلًا في 12 ق. م. ثم نال رتبة الوالي في ق. م، وانتصر في حروبه في بانونيا ودلماطية وأرمينية وألمانيا.
ثم اعتكف من ذاته في رودس حيث صرف عدة سنوات في الدراسة. ثم عاد إلى روما في 2 م. حيث عاش معتكفًا من 2 – 4 م. وفي 27 يونيو من عام 40 م، تبني أوغسطس قيصر طيباريوس وأغريباس بوستوموس. ومنذ ذلك التاريخ بدأ نجمه يتألق.
(3) حكم طيباريوس قيصر:
في 13 م. (أو 11 م. في رأي آخر) أصبح طيباريوس بمرسوم إمبراطوري خاص وصيًا على العرش. وعندما مات أوغسطس قيصر في 19 أغسطس 14م، خلفه طيباريوس. وقضي جرمانيكوس (ابن أخته، وابنه بالتبني) على تمرد قوات الراين. وقد سار طيباريوس على هدي وصية أوغسطس، بالحفاظ على الإمبراطورية بحدودها كما هي، فتخلي طيباريوس عن خطة دفع الحدود إلى نهر الألب، ووجه جهوده لتقوية الإمبراطورية والحفاظ على تماسكها.
ولكن هذه السياسة الحريصة الجامدة، وجدت لها أعداء، وبخاصة أنه كانت لا تزال هناك قوي داخل مجلس الشيوخ لم تقبل استمرار هذه الأوتوقراطية المستترة. وفي 26 م. اعتكف طيباريوس في كابري حيث لاحقته الشائعات بالإسراف في الفجور. وفي 16 مارس عام 37 مات طيباريوس في مسينا، وخلفه كايوس كاليجولا، الابن الثالث لسيجانوس.
(4) إدارة طيباريوس قيصر:
لقد سار طيباريوس على نهج سياسة أوغسطس في المحافظة على حدود الإمبراطورية، إلا أنه كان أقرب إلى الحكومة الملكية بحصوله على السلطة العليا لفترة غير محدودة، وذهب إلى أبعد مما ذهب إليه أوغسطس قيصر من استبعاد الشعب عمليًا من الهيمنة على الحكومة، فنقل حق الانتخاب من جماهير الشعب إلى مجلس الشيوخ، كما فرض على الشعب قوانين بدون أخذ رأي الشعب فيها، كما أنشأ في روما معسكرًا دائما للحرس الإمبراطوري، وهو الأمر الذي كان له أهمية عظيمة في تاريخ روما بعد ذلك.
لقد كانت إدارة طيباريوس إدارة رجل دولة ذكي حكيم، مع إحساس قوي بالواجب، فتحسنت الخدمة المدنية، واحتفظ الموظفون بمراكزهم مددًا طويلة لضمان الكفاءة.
وكانت الضرائب مقبولة، والأمن العام مكفولًا.
كما اهتم بتوفير العدالة، وأضيفت شرائع تتميز بالصيغة الإنسانية إلى مجموعة القوانين.
(5) أخلاق طيباريوس قيصر:
مع أن طيباريوس لم يكن محبوبًا كثيرًا من الشعب، إلا أنه ترك الإمبراطورية في ازدهار وسلام، إلا أن سمعته تشوهت كثيرًا، وذلك لطبيعته التي كانت تميل للاكتئاب، حتى قال عنه كان “أشد الناس جهامة”.
كما كانت تنتابه هواجس الخوف من العذر والخيانة ممن حوله، مما جعل الفترة الأخيرة من حكمه تبدو فترة إرهاب، وبخاصة للطبقات العليا. وقد استخدم تاسيتوس المؤرخ (وكان من أعضاء مجلس الشيوخ المعارضين لطيباريوس) أسلوبه اللاذع في تشويه حكم طيبباريوس، فنسب إليه كل طغيان سيجانوس رئيس الشرطة.
ويعود الكثير من ذلك إلى غموضه الشديد، مما جعل الشعب عاجزًا عن فهمه أو النفاذ إلى أسرار دوافعه، فقلما كان يستشير أحدًا.
وكانت حياته بسيطة متواضعة، على عكس ما تميز به معاصروه من إسراف.
كما كان يحتقر تفاهات حياة البلاط، ولم يكن يبالي بالرأي العام، رغم أنه كان له إحساس قوي بالواجب.
(6) طيباريوس في العهد الجديد:
يُذكر “طيباريوس” بالاسم في إنجيل لوقا (3: 1) في تحديد الوقت الذي بدأ فيه يوحنا المعمدان خدمته، وذلك في السنة الخامسة عشرة من سلطنته، وعليه، كان طيباريوس قيصر هو الإمبراطور الذي عاصر فترة خدمة الرب يسوع المسيح وصلبه وقيامته، فكان هو قيصر الذي كانت صورته على الدينار الذي أراه الفريسيون للرب يسوع، عندما سألوه بخبث: “أيجوز أن تعطي جزية لقيصر أم لا؟” (مت 22: 7 – 21، انظر أيضًا مرقس 12: 14، يوحنا 19: 12 و15).
كما حدث في أيامه استشهاد استفانوس وتجديد الرسول بولس. ومن المستبعد أن يكون طييباريوس قد سمع شيئًا عن المسيحية، فقد مات طيباريوس في عام 37 م، ولم تكن المسيحية قد انتشرت في نواحي الإمبراطورية. ويذكر يوستينوس الشهيد ويوسابيوس أن بيلاطس أرسل تقريرًا إلى طيباريوس عن محاكمة يسوع وصلبه، وهو أمر غير مستبعد.
ويذكر تقليد أبو كريفي أن طيباريوس استدعى بيلاطس إلى روما لاستجوابه عن صلبه يسوع.
ولكن ما حدث في الواقع هو أن حاكم سوريا عزل بيلاطس من ولاية اليهودية وأرسله إلى روما لمحاكمته أمام القيصر على الفظائع التي ارتكبها (انظر مثلا لو 13: 1)، ولكن طيباريوس مات قبل وصول بيلاطس إلى روما.
شهر طِيبيت
أحد الأشهر اليهودية.
الطيور في الكتاب المقدس | طير | طائر
← اللغة الإنجليزية: Bird – اللغة العبرية: עופות – اللغة اليونانية: Πτηνά – اللغة الأمهرية: ወፍ – اللغة السريانية: ܛܝܪܐ.
وفي شريعة موسى سمي نجسًا صراحة 20 أو 21 طيرًا وفي حال أربع منها هي وأجناسها (لا 11: 13 – 19 وتث 14: 11 – 20). والطيور التي كانت تستعمل للذبيحة هي فقط اليمام وأفراخ الحمام (لا 1: 14). وقد دجِن الحمام (اش 60: 8). ومن بعدهما الدجاج. وذكر الديك (مت 26: 34). والدجاجة (مت 23: 37 ولو 13: 34). وكان من وسائلهم في اصطياد الكواسر (ابن سيراخ 11: 32)، والفخاخ (عا 3: 5)، والشباك (ام 1: 17). وقد أشار ارميا إلى رحيل الطيور (ار 8: 7).
يوجد في فلسطين أعداد كبيرة من أنواع عديدة من الطيور. وقد ذكر Henry B. Tristram “ترسترام” أن قدماء العبرانيين كان لهم معرفة بما لا يقل عن 350 نوعًا من الطيور (1)، وقد أحصي F. S. Bodenheimer “بودنهيمر” 413 نوعًا (2). وكذلك سواه من أبناء البلاد أو الأجانب منها 271 ينتمي إلى منطقة سكلاتر المعروفة بالمتجمدة القديمة التي تنتمي إليها أكثر طيور أوربا و40 إلى المنطقة الإثيوبية و7 إلى المنطقة الهندية في حين أن 30 منها خاصة بفلسطين. وأما التي هي من المثال الإثيوبي أو المثال الهندي فهي محصورة تقريبًا بحوض البحر الميت.
وهناك ثلاثة أسباب لهذه الكثرة من أنواع الطيور في فلسطين:
وهناك ثلاثة أسباب لهذه الكثرة من أنواع الطيور في فلسطين.
(1) وقوعها في شرقي البحر المتوسط وإلى الغرب من الصحراء العربية، مما جعلها ممرًا هامًا للطيور المهاجرة من أوروبا وغربي أسيا إلى أفريقيا، وبالعكس (انظر نش 2: 12، إرميا 8: 7، هوشع 11: 11).
(2) مناخها شبه المداري (صيف جاف، وشتاء ممطر خالٍ من الصقيع) يلائم الطيور المستوطنة والمهاجرة على السواء.
(3) البيئة الطبيعية التي تقدم للطيور المأوي الأمين والغذاء الصالح، بينما تجذب المنطقة الصحراوية المجاورة للبحر الميت أعدادًا قليلة، وبخاصة من الجوارح. كما أن وادي الأردن بأشجاره الكثيفة، وبحيرة جنيسارت (الجليل) وبحيرة الحولة تعتبر مأوي صالحة للطيور (انظر مز 104: 12، حز 31: 6). كما أن الشقوق الكثيرة في الصخور، والتربة الجبرية في الحقول، والأشجار والشجيرات في المناطق المزروعة، كلها محاضن صالحة لتكاثر هذه الطيور.
وهناك جملة تعبيرات في اللغة العبرية للدلالة على الطيور، مثل: “كل طائر ذي جناح” (تك 1: 21، انظر أيضًا أمثال 1: 17)، “طير السماء” تمييزا لها عن سمك البحر وحيوانات البرية (تك 1: 26)، أو “الطيور” في إشارة إلى الجوارح (تك 40: 17 و19)، أو “الطيور كأجناسها” (تك 7: 14، تث 4: 17)، و “الطيور الكاسرة” (حز 39: 4 و17)، و “العصافير” (مز 84: 3، 102: 7، 124: 7، أم 6: 5). وتستخدم كلمة “بتينون” (petetinon) في اليونانية للدلالة على الطيور بعامة (مت 6: 26)، سواء من الجوارح (أع 10: 12، 11: 6) أو العصافير (مت 13: 14).
ورغم كثرة أنواع الطيور في فلسطين، فإن الكتاب المقدس لا يذكر بالاسم إلا نحو خمسين نوعًا، وليس من السهل تحديد أنواع الطيور بدقة، فكثيرًا ما يدل الاسم على وصف الطائر أكثر مما على تحديد نوعه..
ومع أن الشريعة كانت تسمح بأكل بعض أنواع الطيور (لا 11: 13 – 23، تث 14: 11 – 20)، إلا أنه لا يبدو أن الطيور كانت تشكل جزءًا هامًا في طعام بني إسرائيل. وقد ذكر نحميا أن طعامه كان يحتوي على “طيور” (نح 5: 18).
كما ُيذكر أن “الأوز المُسَمَّن” كان ُيقدَّم على مائدة الملك سليمان (1 مل 4: 23).
وكان صيد الطيور أمرًا شائعًا (لا 17: 13، مز 124: 7، أم 1: 17، إرميا 5: 27).
← اللغة الإنجليزية: Bird – اللغة العبرية: עופות – اللغة اليونانية: Πτηνά – اللغة الأمهرية: ወፍ – اللغة السريانية: ܛܝܪܐ.
وفي شريعة موسى سمي نجسًا صراحة 20 أو 21 طيرًا وفي حال أربع منها هي وأجناسها (لا 11: 13 – 19 وتث 14: 11 – 20). والطيور التي كانت تستعمل للذبيحة هي فقط اليمام وأفراخ الحمام (لا 1: 14). وقد دجِن الحمام (اش 60: 8). ومن بعدهما الدجاج. وذكر الديك (مت 26: 34). والدجاجة (مت 23: 37 ولو 13: 34). وكان من وسائلهم في اصطياد الكواسر (ابن سيراخ 11: 32)، والفخاخ (عا 3: 5)، والشباك (ام 1: 17). وقد أشار ارميا إلى رحيل الطيور (ار 8: 7).
يوجد في فلسطين أعداد كبيرة من أنواع عديدة من الطيور. وقد ذكر Henry B. Tristram “ترسترام” أن قدماء العبرانيين كان لهم معرفة بما لا يقل عن 350 نوعًا من الطيور (1)، وقد أحصي F. S. Bodenheimer “بودنهيمر” 413 نوعًا (2). وكذلك سواه من أبناء البلاد أو الأجانب منها 271 ينتمي إلى منطقة سكلاتر المعروفة بالمتجمدة القديمة التي تنتمي إليها أكثر طيور أوربا و40 إلى المنطقة الإثيوبية و7 إلى المنطقة الهندية في حين أن 30 منها خاصة بفلسطين. وأما التي هي من المثال الإثيوبي أو المثال الهندي فهي محصورة تقريبًا بحوض البحر الميت.
وهناك ثلاثة أسباب لهذه الكثرة من أنواع الطيور في فلسطين:
(1) وقوعها في شرقي البحر المتوسط وإلى الغرب من الصحراء العربية، مما جعلها ممرًا هامًا للطيور المهاجرة من أوروبا وغربي أسيا إلى أفريقيا، وبالعكس (انظر نش 2: 12، إرميا 8: 7، هوشع 11: 11).
(2) مناخها شبه المداري (صيف جاف، وشتاء ممطر خالٍ من الصقيع) يلائم الطيور المستوطنة والمهاجرة على السواء.
(3) البيئة الطبيعية التي تقدم للطيور المأوي الأمين والغذاء الصالح، بينما تجذب المنطقة الصحراوية المجاورة للبحر الميت أعدادًا قليلة، وبخاصة من الجوارح. كما أن وادي الأردن بأشجاره الكثيفة، وبحيرة جنيسارت (الجليل) وبحيرة الحولة تعتبر مأوي صالحة للطيور (انظر مز 104: 12، حز 31: 6). كما أن الشقوق الكثيرة في الصخور، والتربة الجبرية في الحقول، والأشجار والشجيرات في المناطق المزروعة، كلها محاضن صالحة لتكاثر هذه الطيور.
وهناك جملة تعبيرات في اللغة العبرية للدلالة على الطيور، مثل: “كل طائر ذي جناح” (تك 1: 21، انظر أيضًا أمثال 1: 17)، “طير السماء” تمييزا لها عن سمك البحر وحيوانات البرية (تك 1: 26)، أو “الطيور” في إشارة إلى الجوارح (تك 40: 17 و19)، أو “الطيور كأجناسها” (تك 7: 14، تث 4: 17)، و “الطيور الكاسرة” (حز 39: 4 و17)، و “العصافير” (مز 84: 3، 102: 7، 124: 7، أم 6: 5). وتستخدم كلمة “بتينون” (petetinon) في اليونانية للدلالة على الطيور بعامة (مت 6: 26)، سواء من الجوارح (أع 10: 12، 11: 6) أو العصافير (مت 13: 14).
ورغم كثرة أنواع الطيور في فلسطين، فإن الكتاب المقدس لا يذكر بالاسم إلا نحو خمسين نوعًا، وليس من السهل تحديد أنواع الطيور بدقة، فكثيرًا ما يدل الاسم على وصف الطائر أكثر مما على تحديد نوعه..
ومع أن الشريعة كانت تسمح بأكل بعض أنواع الطيور (لا 11: 13 – 23، تث 14: 11 – 20)، إلا أنه لا يبدو أن الطيور كانت تشكل جزءًا هامًا في طعام بني إسرائيل. وقد ذكر نحميا أن طعامه كان يحتوي على “طيور” (نح 5: 18).
كما ُيذكر أن “الأوز المُسَمَّن” كان ُيقدَّم على مائدة الملك سليمان (1 مل 4: 23).
وكان صيد الطيور أمرًا شائعًا (لا 17: 13، مز 124: 7، أم 1: 17، إرميا 5: 27).
وقد خلق الله الطيور في اليوم الخامس (تك 1: 20) بعد أن كان قد خلق الجلد في اليوم الثاني (تك 1: 6 – 8). وفي أيام الطوفان، دخلت الطيور إلى الفلك (تك 7: 3 و8).
وقد أرسل نوح الغراب ثم الحمامة لاكتشاف مدي انخفاض المياه (تك 8: 7 – 12). وقد ميزت الشريعة بين الطيور الطاهرة، سواء فيما يختص بالأكل منها أو تقديمها ذبائح (لا 11: 13 – 23، 23، تث 14: 11 – 20، انظر أيضًا لا 5: 7).
وفي كلا العهدين، تستخدم الطيور مجازيًا (انظر مثلًا نش 1: 15).. وتشبه عناية الله بشعبه، بعناية الطير بصغاره (تث 32: 11، إش 31: 5، مت 23: 37). كما يوجه الرب يسوع نظر الناس إلى عناية الرب بطيور السماء. (مت 6: 26، لو 12: 24). وبينما يهيئ الله مأوي للطيور (حز 17: 23، 31: 6)، فإن ابن الله لم يكن له في العالم “أين يسند رأسه” (مت 8: 20). والرجل الضال يشبه “العصفور التائه من عشه” (أم 7: 8، انظر أيضًا إش 16: 2).
ويقول الرب يسوع عن يوم مجيئه ثانية: “لأنه حيثما تكن الجثة فهناك تجتمع النسور” (مت 24: 28 – أنظر رؤ 19: 17 و18 و21). كما يقول الرائي عن بابل العظيمة إنها: صارت.. مَحْرَسًا لكل نجس وممقوت “(رؤ 18: 2).
طيور جارحة
وهي طيور تحوم حول المخيمات والقري، وتحط على أسوار المدن بحثاً عن فرائسها. وهي طيور منفرة في عاداتها وروائحها، كما أنها تتميز بجرأة شديدة. والطيور الكبيرة والقوية لم تكن تخطف اللحوم المعدَّة للطعام أو للذبائح فحسب، بل كانت تخطف الطيور المنزلية مثل الحمام وأفراخ الدجاج وصغار الحيوانات. بل كانت أحياناً تهاجم الأطفال الصغار. وعندما ذبح إبرام العجلة الثلاثية والعنزة الثلاثية والكبش الثلاثي واليمامة والحمامة، وشقها من الوسط، “نزلت الجوارح على الجثث وكان أبرام يزجرها” (تك 15: 9 – 11).
وتمتاز الطيور الجارحة بحدة البصر، إذ تستطيع – وهي تحلق عالياً فوق السحاب – أن تري فرائسها على الأرض. وعندما أراد أيوب أن يعبر عن خفاء السبيل إلى منجم الذهب، ووجوده في أماكن مقفرة مهجورة، وقال إنه: “سبيل لم يعرفه كاسر، ولم تبصره عين باشق” (أيوب 28: 7).
وبعض هذه الجوارح – أو الطيور الكاسرة – من القوة والجرأة، حتي ليخشاها الإنسان. وتشمل هذه الطيور النسر والأنوق والعقاب والحدأة والباشق والشاهين والغراب والقوق والرخم على أجناسها (انظر تث 14: 11 – 18).
وفي إنذار إشعياء للشعب بدينونة الله وكيف سيعم الخراب، يقول: “تترك معاً لجوارح الجبال ووحوش الأرض، فتصِّيف عليها الجوارح، وتشتي عليها جميع وحوش الأرض” (إش 18: 6، انظر أيضاً 46: 11).
وفي نبوة حزقيال عن جوج، يقول: “أبذلك مأكلا للطيور الكاسرة من كل نوع، ولوحوش الحقل” (حز 39: 4 – انظر أيضاً إرميا 19: 7). ويقول الرب على فم إرميا النبي: “جارحة ضُبع ميراثي لي. الجوارح حواليه”. (إرميا 12: 9).
طيور طاهرة | طيور نجسة
في ظل الشريعة الموسوية كان على أربعة أنواع:
(1) التطهير من النجاسة الناتجة من جثة:
(عدد ص 19 قابل 5: 2 و3) ولهذا الغرض كانت الحاجة إلى رماد بقرة أنثى. وكان يجب أن تكون البقرة حمراء وهو لون الدم الذي فيه الحياة وأن تكون بلا عيب ولم يستخدمها إنسان. وكانت تذبح خارج المحلة وينضح من دمها إلى جهة وجه خيمة الاجتماع وكانت البقرة تحرق مع خشب الأرز والزوفا والقرمز. وكان يجمع رماد البقرة ويحفظ خارج المحلة. وإذا كانت الحاجة إليه كان يمزج بماء حي ويدعى عندئذ هذا الماء “ماء نجاسة” وكان رجل طاهر يأخذ باقة من الزوفا وينضح بهذا الماء الإنسان النجس في اليوم الثالث واليوم السابع. وكان على من تدنس أن يغسل ثيابه ويستحم ليكون طاهرًا من الناحية الطقسية. وأما تدنس النذير الذي انقطع افترازه بمسه جثة فكان يستغرق وقتًا أطول لأن النذير مكرس بصورة خاصة بالنظر إلى الطهارة الطقسية. فبعد أسبوع من الانقطاع كان يحلق شعر رأسه وهو علامة نذره وفي اليوم الثامن كان يأتي بالتقدمات نفسها التي يقربها رجل تنجس بسيلان أو امرأة بعد وضعها (عدد ص 6: 9 – 12). وكان يتبع هذا ذبيحة إثم (عدد 12). وهي تهيئ اقتباله نذيرًا من جديد.
(2) التطهير من النجاسة الناتجة عن سيلان:
(لا 15 قابل 5: 2 و3). في اليوم السابع لانقطاع السيل كان يستحم النجس بماء حي ويغسل ثيابه فيطهر وفي اليوم الثامن كان يقدم للهيكل يمامتين أو فرخي حمام للكاهن فيعملهما الكاهن الواحد ذبيحة خطيئة والآخر محرقة. وأما النجاسة الناتجة عن الاتصال بشخص ذي سيل أو بأي شيء كانت تنجس الإنسان وتزول بالاغتسال بالماء وتبقى حتى المساء (لا 15: 5 – 11).
(3) تطهير الأم بعد ولادتها:
بعد انقضاء أيام النجاسة التي هي سبعة لأجل الذكر و14 لأجل الأنثى كانت تبدأ أيام التطهير فلا تمس فيها شيئًا مقدسًا لئلا تنجسه ولهذا السبب كانت تمنع من دخول الهيكل. وكانت أيام التطهير لأجل الابن 33 ولأجل الابنة 66 وبعدها كانت تأتي بحمل حولي محرقة وفرخ حمامة أو يمامة ذبيحة خطيئة. وفي حال الفقر تأخذ يمامتين أو فرخي حمام محرقة وفرخ حمامة أو يمامة ذبيحة خطيئة (لا 12: 8 ولو 2: 21 – 24).
(4) تطهير البرص:
(لا 14). كان المتطهر يتقدم في اليوم المعين عند باب المحلة وفيما بعد عند باب المدينة.. وكان الكاهن يذبح عصفورًا طاهرًا بحيث يذبح العصفور على ماء حي في إناء من خزف. وكان يضع منضحة بربط باقة من الزوفا بخشبة من الأرز بواسطة خيط خيط قرمزي ويغمس المنضحة وعصفور حي في دم العصفور المذبوح على الماء الحي وينضح على المتطهر فيطهره ويطلق العصفور عدا الكثير من المراسم كانت تجري لتطهير البيت من البرص. وكان المتطهر عندئذٍ يعتبر طاهرًا فيغسل ثيابه ويحلق شعر رأسه ويستحم ويدخل إلى المحلة أو المدينة ولكنه يبقى خارج بيته سبعة أيام. وفي اليوم السابع كان يغسل ثيابه ويحلق شعر رأسه ويستحم ويطهر. وفي اليوم الثامن يتقدم إلى خيمة الاجتماع مع خروفين صحيحين ونعجة حولية وإذا كان فقير الحال فيكفي خروفًا وفرخي حمام أو يمام وتقدمه طعام ولَج زيت. وكان الكاهن يأخذ خروفًا واحدًا ويقدمه ذبيحة اثم ويأخذ الكاهن من دمه ويضعه على أذن المتطهر اليمنى وعلى إبهام رجله اليمنى وكان يردد العمل نفسه بالزيت بعد أن ينضح به قليلًا أمام الرب. وما يتبقى من الزيت في كف الكاهن يجعله على رأس المتطهر. ثم تكمل المراسم بتقديم ما تبقَّى من الخراف أو الحمام ذبيحة خطيئة ومحرقة.
بحث مستفيض آخر:
طَهُر طُهراً وطهارة، نقي من النجاسة والدنس، أو بريء من كل ما يشين. وطهَّر الشئ نقَّاه وخلصه من الدنس والعيوب. وهناك جملة كلمات عبرية تستخدم للدلالة على هذا المعنى، ولكن أكثرها استخداماً في العهد القديم هي كلمة “طاهر” (وهي نفس الكلمة في العربية) إذ تذكر هي ومشتقاتها أكثر من مائتي مرة، وتدل على الطهارة بأنواعها: الجسمية والطقسية والأدبية حسب القرينة “. فواضح مثلاً أنها تشير إلى الطهارة الأدبية في قول داود:” طهرني بالزوفا فأطهر. اغسلني فأبيض أكثر من الثلج “(مز 51: 7)، وهي تحمل مفهوم القداسة وبخاصة في العهد الجديد.
أولاً – مفهوم الطهارة في العهد القديم:
كانت للطهارة الجسمية أهمية كبيرة منذ أقدم العصور، فيذكر هيرودت أن كهنة قدماء المصريين كانوا يستحمون مرتين في أثناء النهار، ومرتين في أثناء الليل.
(1) 1 – الطهارة في الشريعة: وهي ترتبط على الدوام بالعلاقة مع يهوه والاقتراب إليه، وكانت تهدف إلى الانفصال الكامل عن عبادة الأوثان وكل ما يتصل بها (انظر مثلاً لا 19: 4، زك 13: 2 حيث أن “الروح النجس” أو بالحري “روح النجاسة” يشير إلى عبادة الأوثان، كما يتجلي من القرينة).
وكانت الطهارة الطقسية لازمة للاقتراب إلى الله (لا 15: 31). ولم تكن الطهارة الطقسية منفصلة عن الطهارة الأدبية (انظر لا 19: 9 – 18)، بل كانت الاثنتان مرتبطتين إحداهما بالأخرى.
2 – الطاهر وغير الطاهر: ولا يقتصر المعنى هنا على السلامة الجسمية، بل يمتد إلى المفهوم الديني، فالطهارة تمتد إلى كل جوانب الحياة، فالكتاب المقدس لا يفرق – في هذا الصدد – بين الجانب الروحي والجانب المادي، ولذلك قلَّما تميز الشريعة بين الطهارة الطقسية والطهاة الأدبية.
3 – وفي شريعة الطهارة: (لا 17: 26… إلخ) ينطبق تعبير الطاهر وغير الطاهر على الأشخاص والحيوانات والأشياء التي لا حياة فيها.
(أ) الأشخاص: تحدث النجاسة بملامسة أشياء تعتبرها الشريعة غير طاهرة، مثل: جثة ميتة (لا 21: 1، انظر أيضاً 5: 2، عد 9: 6 – 10، 19: 13، 31: 19) أو دبيب (لا 22: 5 و6)، أو جثة حيوان (لا 11: 28)، وبخاصة الخنزير (تث 14: 8)، المرأة في طمثها (لا 15: 19)، أو بعد ولادتها لطفلها (لا 12: 1 – 5). وكان على الكهنة بصفة خاصة أن يتجنبوا كل ما يمكن أن ينجس، ليستطيعوا القيام بخدمتهم (لا 21: 10 – 15 – انظر حجي 2: 13).
وكان البرص يعتبر من أخطر مصادر التلوث، ليس لخطورة المرض في ذاته فحسب، بل أيضاً لأنه كان يعتبر دليلاً على عدم الرضا الإلهي، ولذلك كان تطهير الأبرص يستلزم تقديم ذبيحة خطية وذبيحة محرقة إضافيتين (لا 14: 13).
كما كان يمكن أن تاتي النجاسة من الشخص نفسه، كما في حالة حدوث اضطجاع زرع (لا 15: 16، انظر أيضاً تث 23: 1).
كما كانت تحدث النجاسة بلمس بعض أشياء مقدسة كما في حالة لمس رماد البقرة الحمراء، مما كان يستلزم غسل الثياب ورحض الجسد (عد 19: 7, 8).
(ب) الحيوانات: يرجع التمييز بين الحيوانات الطاهرة وغير الطاهرة، إلى أقدم العصور، فقد قال الله لنوح: “من جميع البهائم الطاهرة تأخذ معك سبعة ذكراً وأنثى” (تك 7: 2).
ويرى البعض أن التمييز بين الحيوانات الطاهرة وغير الطاهرة كانت تعتبر مقدسة عند بعض الشعوب الوثنية، مثلما كان يعتبر الخنزير – مثلاً – في كريت وبابل. ويبنون هذا الظن على القول: “ولا تسلكون في رسوم الشعوب الذين أنا طاردهم من أمامكم. لأنهم قد فعلوا كل هذه فكرهتهم” (لا 20: 23).
ولكن يبدو أن التمييز بين الحيوانات الطاهرة التي كانت الشريعة تسمح بأكلها، والحيوانات غير الطاهرة المنهي عن أكلها، كان مبنياً على الأسباب الآتية: -.
(1) أسباب صحية: كانت الحيوانات التي تتغذي على القمامة تعتبر غير طاهرة لأنها تعيش على القاذورات والجيف المنتنة. وكذلك كانت الأسماك التي لا قشور لها ولا زعانف والتي هي أشبه بالحيات. وكثيراً ما تكون الصدفيات والقشريات سبباً في حدوث تسمم غذائي.
(2) الحيوانات المفترسة والطيور الجارحة: لأنها تأكل لحوم ودم فرائسها. وكان أكل الدم محرماً تحريماً قاطعاً، لأن نفس كل جسد هي دمه (تك 9: 4، لا 3: 17، 17: 10 – 14، تث 12: 16 و23 – 25، 15: 23).
(3) الحيوانات التي كان يستخدمها الوثنيون في عبادتهم أو في سحرهم، اعتبرت نجسة مثل الخنازير والكلاب والفئران والثعابين والحشرات مثل الخنافس وغيرها.
(4) الحيوانات التي تثير الاشمئزاز، والتي توصف بالقول: “كل دبيب يدب على الأرض، فهو مكروه للأكل. كل ما يمشي على بطنه، وكل ما يمشي على أربع مع كل ما كثرت أرجله” (لا 11: 41 و42).
(ج) الأشياء: كان فيها الطاهر والنجس مثل الأشخاص والحيوانات، فكل شيء مس إنساناً أو حيواناً نجساً، كان يعتبر نجساً. وفي حالة البرص كان يمكن أن تصاب الثياب (لا 13: 47) أو البيت نفسه (لا 14: 33 – 35).
وكل إنسان نجس حسب الشريغة، كان ينجس كل شيء يمسه من مقاعد أو فراش أو ثياب أو أواني خزفية … إلخ. وكل من يمس شيئاً من هذه، وكل نجاسة من الدرجة الأولى، كانت تقتضي إجراء طقوس تطهير على مدى سبعة أيام (لا 15: 1 و13 – 15 و19 و24). أما النجاسة من الدرجة الثانية فكانت تستمر حتى المساء، فيغسل المتنجس ثيابه ويستحم بماء، فتزول عنه نجاسته (لا 15: 6 – 12, 16 – 18, 20 – 23).
حتى الأشياء المقدسة كان يمكن أن تتنجس، ويلزم التكفير عنها. فكان يلزم التكفير عن القدس وعن خيمة الاجتماع وعن المذبح (لا 16: 16 – 20)، وعن الغطاء (كرسي الرحمة – لا 16: 15)، وعن حجاب القدس (لا 4: 6). كما كان يلزم إجراء طقوس التطهير لمن يجمع رماد البقرة الحمراء (عد 19: 10)، ولمن يرش ماء النجاسة (عد 19: 21).
(2) الطهارة الأدبية: كان “التمييز بين المقدس والمحلل، بين النجس والطاهر” (لا 10: 10) لا ينفصل تماماً عن الوصايا الأدبية في الشريعة، فكان سفك الدم جريمة أدبية ونجاسة طقسية (عد 35: 33 و34). وحيث أن سفك دم برئ كان يمس حياة المجتمع، كانت مسئولية تنفيذ العدالة، تقع على المجتمع (انظر تث 19: 10 و13، 21: 8 و9، 22: 8). ومما يسترعي الانتباه أن الوصية: “تحب قريبك كنفسك” جاءت في ثنايا وصايا طقسية (لا 19: 18). وكذلك الوصية الخاصة بمعاملة الغريب.
كالوطني (لا 19: 33, 34).
كما أن الزنا ينجس الإنسان (لا18: 20) ويعاقب بالقتل رجماً (تث 22: 22، انظرلا20: 10 – 12). كما أن ممارسة الشذوذ الجنسي كان رجساً عقوبته القتل (لا 20: 13، 16).
ويساوى العهد القديم بين الطهارة والاستقامة “الولد أيضا يعرف بأفعاله. هل عملة نقى (طاهر) ومستقيم؟” (أم 20: 11). كما يجمع بين الصفتين. “زكى (طاهر) ومستقيم” (أى 8: 6) مما يتضمن أن الطاهر مستقيم, والمستقيم طاهر.
(3) طقوس التطهير: لقد حرصت الشريعة على تحديد طقوس التطهير لكل حالة من حالات النجاسة سواء كانت طقسية أو أدبية. وتقوم جميعها على أساس أن النجاسة تؤدي إلى الانفصال عن الله القدوس. فلإزالة النجاسة واستعادة العلاقة، كان يجب القيام بطقوس محددة.
(أ) التطهير بالماء: والماء وسيلة طبيعية للتطهير، وكان يستخدم كثيراً لهذا الغرض. فكان هناك “ماء الخطية” لتطهير اللاويين للخدمة (عد 8: 7). و “ماء النجاسة” (عد 19: 9 و13 إلخ)، و “الماء الحي” (عد 19: 17 للتطهير في حالات معينة. وفي كل حالات التطهير الأخرى، كان الماء يلعب دوراً هاماً (انظر لا 6: 28، 8: 6، 14: 8 و9 و51 و52.. إلخ، وحزقيال 36: 25).
(ب) دم الذبائح: كان التكفير عن الذنب يستلزم سفك دم، “فبدون سفك دم لا تحصل مغفرة” (عب 9: 22). فكان دم الذبائح لازماً لاستعادة العابد لعلاقته بالله. وكان هرون وأبناؤه يمسحون بالدم عند تكريسهم للقيام بخدمتهم (لا 8: 23 و24). كما كان الدم يستخدم في حالة تطهير الأبرص (لا 14: 4 – 6). وكان دم ذبيحة الخطية يكفر عن هرون وبيته، وعن الشعب أيضا (لا 16: 11 و16).
(ج) رماد الذبائح: وبخاصة رماد البقرة الحمراء (عد 19: 11 – 13).
(د) خشب أرز مع قرمز وزوفا: في حالة تطهير الأبرص (لا 14: 4 – 6 و51) وكانت “الزوفا” عشباً له بعض الخصائص المطهرة، كما كان يستخدم لرش ماء التطهير (انظر مز 51: 7).
(ه) النار: وكانت من أهم عوامل التطهير. فكانت الأواني المعدنية تطهر بالنار (عد 31: 22 و23). ولمنع تعرض باقي خروف الفصح للنجاسة، كان يحرق بالنار (خر 12: 10)، وكذلك ما يفضل من لحم ذبيحة السلامة إلى اليوم الثالث (لا 7: 17). كما كانت ذبيحة الخطية عن الكاهن وعن كل الجماعة تحرق على مرمى الرماد خارج المحلة (لا 4: 12 و21).
كما كانت عقوبة الخطايا الأدبية الشنيعة الحرق بالنار، كما في مضاجعة المحارم، وفي حالة ارتكاب ابنة كاهن خطية الزنا (لا 20: 14، 21: 9)، وذلك لتطهير المجتمع من هذه النجاسة.
كما كان يجب تدمير الأوثان بحرقها بالنار، كما فعل موسى بالعجل الذهبي في البرية (خر 32: 20، تث 9: 21). وفي حالة ارتكاب سكان مدينة عبادة الأوثان، كان يضرب سكانها بالسيف، وتحرق المدينة وكل ما فيها بالنار، ولا تبنى مرة أخرى أبداً (تث 13: 12 – 17).
ثانياً – مفهوم الطهارة في العهد الجديد:
يتركز مفهوم الطهارة في العهد الجديد عن الطهارة الداخلية، وهي لا تتأتى عن مجهود أدبي، بل بعمل نعمة الله في القلب، وقد قال الرب يسوع: “طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله” (مت 5: 8)، وأنقياء القلب هم الذين نالوا غفران خطاياهم بالنعمة بالإيمان بالرب يسوع المسيح.
ولا يذكر التطهير الطقسي في العهد الجديد إلا بالارتباط بالشرائع والعوايد اليهودية. فبعد ميلاد المسيح، أحضره يوسف ومريم إلي الهيكل لإتمام طقوس التطهير حسب الشريعة (لو 2: 22، خر 13: 12 و13، لا 12: 2 – 8). كما حدثت مباحثة من تلاميذ يوحنا المعمدان مع يهود من جهة التطهير (يو 3: 25). وكان في عرس قانا الجليل، أجران بها ماء “موضوعة هناك حسب تطهير اليهود” (يو2: 6). وأمر الرب الأبرص الذي شُفي أن يذهب ويري نفسه للكاهن، وأن يقدم عن تطهيره ما أمر به موسى شهادة لهم (مرقس 1: 44، لو5: 14، انظر لا 13: 49، 14: 2 – 20). كما أخذ الرسول بولس الأربعة رجال الذين كان عليهم نذر حسب الشريعة، وتطهر معهم إرضاءً لليهود الغيورين للناموس (أع 21: 17 – 26 – انظر أيضا عد6: 5). كما يذكر تطهير اليهود قبل الفصح (يو11: 55).
ويستخدم الفعل ومشتقاته أيضاً على تطهير الجسد أو الشفاء من المرض (مت 8: 2 و3، 10: 8، 11: 5، مرقس 1: 40 – 44، لو 4: 27، 5: 21 و22 و7: 22، 17: 14 و17.. إلخ). كما تستخدم للدلالة على التطهير بدم المسيح (انظر عب 1: 3، 2 بط 1: 9)، فحالما يؤمن الإنسان بالرب يسوع، يتطهر قلبه ويحصل على غفران خطاياه والتجديد بالروح القدس (أع 15: 9، 1 كو 1: 2، 6: 11، أف 5: 26، 1 يو 1: 7 و9، وأيضاً يو 17: 17، 1تس 5: 23، عب 13: 2، فالتقديس يتضمن التطهير). وقد تستخدم للدلالة على الجانبين الجسدي والروحي (2كو 7: 1، تي 2: 14، عب 10: 2، يع 4: 8).
(أ) الطاهر والنجس في أقوال الرب يسوع: كانت مسألة الطهارة الطقسية موضوع حوار هام بين الفريسيين والرب يسوع، فقد كان القسم السادس من “المشنا” اليهودية يتناول بالتفصيل كل ما يتعلق بهذا الموضوع. وكان أحد الأبواب يعالج كل ما يتعلق بغسل الأيدي. وباب آخر يعالج موضوع غسل الأواني، وهكذا. فمثلاً كان بائع الأواني يترك بضاعته في السوق دون حراسة، فيفترض أن أحد الأشخاص النجسين قد لمس بضاعته في غيبته، فكانت كل أوانيه تعتبر نجسة ويلزم تطهيرها من خارج. كما كان يمكن أن تتنجس الأطعمة والسوائل والأواني والأشخاص. ولم يكن الأمم وحدهم مصدراً للنجاسة، بل كان اليهودي، الذي يهمل مراعاة القواعد الفريسية بكل تدقيق، يعتبر مصدراً للنجاسة. وكان يمكن للنجاسة أن تنتقل عبر سلسلة من الحلقات تبعد كثيراً عن المصدر الأصلي للنجاسة (انظر حجي 2: 13).
وكان لابد لهذا الاهتمام بحرفية الناموس، أن يجعلهم يهملون أثقل الناموس، “الحق والرحمة والإيمان” (مت 23: 23). لذلك وصفهم الرب يسوع بأنهم عميان ومراؤون، ينقون خارج الكأس والصحفة، ويتغاضون عما بالداخل من اختطاف ودعارة (مت 23: 24 –26) وطالب بأن يبدأ بالتطهير من الداخل (مرقس 7: 14 –23). فبينما كان الفريسيون يجعلون كل همهم الطهارة الطقسية الخارجية، شدد المسيح على الطهارة الداخلية، طهارة القلب التي تتحقق بالتوبة والإيمان (مرقس 1: 4,15.. إلخ) وهذه العملية لا تنتج عن إعادة التكيف سيكولوجياً، بل بالإيمان القلبي بالرب يسوع المسيح، فهي لا تنفصل عن شخص الرب يسوع المسيح (انظر يو 13: 10، 15: 3).
(ب) الطاهر والنجس في تعليم الرسل: ويسود في تعليم الرسل تحويل النظر عن الخارج إلى الداخل كما في الأناجيل:
(1) – استخدام الماء في المعمودية: لا علاقة له بالتطهير الطقسي، فالمعمودية ليست “إزالة وسخ الجسد، بل سؤال ضمير صالح عن الله بقيامة يسوع المسيح” (1بط 3: 21)، فالمعمودية علامة خارجية لموت المؤمن ودفنه وقيامته مع المسيح (رؤ 6: 4، غل 2: 20، كو2: 12 و20، 3: 1 – 3). كما أن الماء يرمز إلى كلمة الله التي يولد بها المؤمن ثانية (يو3: 5، يع1: 18، 1بط 1: 23)، وبها يغتسل المؤمن من أدران العالم ويتنقى (يو13: 10، 15: 3، أف5: 26).
(2) الدم: لم يعد دم الذبائح على المذبح، بل دم المسيح الذي سفكه على عود الصليب. لم يعد دم حيوانات بل دم المسيح نفسه (عب 10: 4)، فدم يسوع المسيح ابن الله هو الذي “يطهرنا من كل خطية” (1يو1: 7 و9). فذبيحة المسيح هي أساس غفران الخطايا، ويقين الإيمان، وتطهير القلب من ضمير شرير (عب 9: 13 و14، 10: 12 – 22).
(3) مسئولية التطهير: انتقلت مسئولية التطهير من الكهنة في العهد القديم، إلى رئيس الكهنة العظيم في العهد الجديد، وهو الرب يسوع المسيح (انظر عب4: 14)، ولكن المؤمن لم يقف موقفاً سلبياً، إذ علينا أن “نطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح، مكملين القداسة في خوف الله” (2كو7: 1). ويقول يعقوب: “نقوا أيديكم أيها الخطاة، وطهروا قلوبكم يأذو الرأيين” (يع4: 8)، وذلك “في طاعة الحق بالروح” (1بط1: 22). كما أن من عنده رجاء بالمسيح “يطهر نفسه كما هو (المسيح) طاهر” (1 يو 3: 3).
ويقول الرائي عن الواقفين أمام العرش وأمام العرس وأمام الخروف متسربلين بثياب بيض: إنهم “الذين أتوا من الضيقة العظيمة وقد غسلوا ثيابهم، وبيضوا ثيابهم في دم الخروف” (رؤ 7: 9 و13 و14).
(4) كلمة “مقدس” تحمل مفهوم كلمة “طاهر” (كما في العهد القديم): فالزوج “غير المؤمن مقدس في المرأة، والمرأة غير المؤمنة مقدسة في الرجل” ولذلك فأولادهما مقدسون، أي غير نجسين (1كو7: 14) وليست هذه قداسة بالوكالة أو الوراثة، بل نتيجة الإيمان والصلاة (1بط 3: 1 – 3) وتعني أن العلاقة الزوجية تظل شرعية، والأولاد أولاداً شرعيين وليسوا نغولاً (عب 12: 8). كما أن جميع الأطعمة “تقدس بكلمة الله والصلاة” (أي تصبح طاهرة تي4: 3 – 5، تي1: 15). ويجب اعتبار خليقة الله طاهرو(أع 10: 14، رؤ 14: 20). ولذلك يقول الرسول بولس: “كل ما يباع في الملحمة كلوه، غير فاحصين عن شيء من أجل الضمير” (1كو10: 25).
(5) طهارة المؤمن: فبالإيمان يتطهر قلب المؤمن (أع 15: 9، 2 كو 6: 6) بنعمة الله الغنية.
وفي نفس الوقت عليه مسئولية أن يحفظ نفسه طاهراً (1تي 5: 22) في سيرة طاهر (1بط 3: 2، انظر أيضاً 2بط 3: 11).
حشرة الطَيّار
(يو 1: 4) نقلت من اللفظة العبرية “حاصيل” وتعني المفترس أو المتلف، وهو متلف الزرع (يوئيل 1: 4 و2: 25). ولعله ضرب من الجراد.
طيف
الطيف الخيال الطائف، وهو ما يراه النائم، ويقول صوفر النعماتي – أحد أصحاب أيوب – عن الرجل الشرير، إنه “كالحلم يطير فلا يوجد، وُيطرد كطيف الليل. عين أبصرته لا تعود تراه، ومكانه لن يراه بعد” (أي 20: 8، 9) للدلالة على سرعة زواله.
الطيالسة
الطيلسان كلمة معرَّبة عن الفارسية، وهي كساء أو وشاح من الصوف يُلبس على الكتف أو يحيط بالبدن، أو هو ما يعرف في العامية المصرية “بالشال” يلبسه الخواص من العلماء والمشايخ. ويقول الرب يسوع في تعليمه: “تحرزوا من الكتبة الذين يرغبون المشي بالطيالسة والتحيات في الأسواق” (مرقس 12: 38، لو20: 46).
الطِين
يُراد به في الكتاب وحل الأزقة (مز 18: 42). والوحل في قاع البحر (اش 57: 20)، وطين الفخار (اش 41: 25 ونا 3: 14)، ومزيج غبرة الأزقة بالتفل (يو 9: 6 و11 و15). اطلب “لبن وخزف وخزّاف” وكانوا يستعملون الطين لختم الجدار والقبور والأبواب (اي 38: 14).
ويطيَّن الحائط وغيره طلاه بالطين. والطين معروف وهو التراب يخلط بالماء. وقد جبل الله الإنسان “ترابًا من الأرض. ونفخ في أنفه نسمة حياة” (تك 2: 7). ويقول أيوب للرب “اذكر أنك جبلتني كالطين. أفتعيدني إلى التراب؟!” (أي 10: 9). ويقول أليهو لأيوب: “أنا أيضًا من الطين تقرصت” (أي 33: 6). ويقول أشعياء النبي: “هل يقول الطين (الإنسان) لجابله (الله) ماذا تصنع؟ 22 (إش 45: 9 – انظر أيضًا إرميا 18: 6، رو 9: 21). ويترنم داود بخلاص الله قائلًا:” أصعدني من جب الهلاك، من طين الحماة، وأقام على صخرة رجلي “(مز 40: 2). وعندما أراد بنو نوح الذين ارتحلوا شرقًا أن يبنوا لهم مدينة وبرجًا،” كان لهم اللبن مكان الحجر، وكان لهم الُحمَر مكان الطين “(تك 11: 3). وقد مرَّر المصريون حياة الإسرائيليين” بعبودية قاسية في الطين واللبن “(خر 1: 14).
وكانت الشريعة تقتضي أنه عند ظهور ضربة برص في بيت، أن تقلع حجارة الحائط المصابة بالضربة وتطرح خارج المدينة، “ويقشر البيت من داخل حواليه، ويطرحون التراب الذي يقشرونه خارج المدينة… ويأخذون حجارة أخري ويدخلونها في مكان الحجارة (التي اقتلعوها)، ويأخذ ترابًا آخر ويطيَّن البيت” (لا 14: 42 و43 – أنظر أيضًا (حز 13: 12، 22: 28).
* انظر أيضًا: التراب، الرماد، الرمل، مدر التراب، الحمأة، مراغة، اللبن، الوحل، الفخاري، الخزف، الإناء (الآنية)، الطوب (الآجر)، الحشيش، القش، التبن، أتون الطوب (قمين الطوب)، نهر النيل.
طّيَّن | يُطيِّن
كان العبرانيون يُطَيِّنون الحيطان (لا 14: 42 و48).
طيَّن الحائط وغيره أي طلاه بالطين. والطين معروف وهو التراب يُخْلَط بالماء.
وكانت الشريعة تقتضي أنه عند ظهور ضربة برص في بيت، أن تقلع حجارة الحائط المصابة بالضربة وتطرح خارج المدينة، “ويقشر البيت من داخل حواليه، ويطرحون التراب الذي يقشرونه خارج المدينة.. ويأخذون حجارة أخري ويدخلونها في مكان الحجارة (التي اقتلعوها)، ويأخذ ترابًا آخر ويطيَّن البيت” (لا 14: 42 و43 – أنظر أيضًا (حز 13: 12، 22: 28).
المحتويات
-
طابَح
-
طابيثا
-
طأطأ
-
طافة زوجة أبيناداب
-
طالَم البواب
-
مدينة طَلايِم | طالم
-
طَبَاعُوت
-
طَبْئِيل | طَبَئِيل أبو شخص حاولوا إقامته على عرش داود
-
طَبْئِيل | طَبَئِيل حاكم السامرة
-
طبُّ | طبيب | أطبّاء
-
طَبّاة
-
طِبْحَة
-
طَبخ | يطبخ | طبخًا
-
طَبْريمُون
-
مدينة طَبَرِية
-
بحر طبرية
-
طبيعة | طبيعي
-
طَبَق
-
طابق | طبقة | طباق | طبقات
-
طَبَليْا
-
أطْباء
-
طجن | طاجن
-
طَحن | يَطحن | مطحنة
-
الطَواحن
-
الطخاء
-
طرابلس
-
طَرّاز
-
طرز | مطرزة
-
طَرسوس | طَرسوسي
-
طَرْفِليّون
-
طَريق | طرق
-
طرق | المِطْرقة
-
طست | طسوس
-
طسِّي
-
الطَعام | الأطعمة
-
طعام روحي
-
أوقات الطعام وكيفية تناوله
-
استطعم
-
طعَّم | يُطعَّم
-
طعن | طعنة
-
طغى | طغاة
-
طفر
-
طفق
-
طُفال
-
مدينة طَلايِم | طالم
-
طلبة | طلبات
-
الطَلاق | كتاب طلاق
-
طَلّ
-
طلَمون
-
طَليثا قومي
-
طمث | طامث
-
طمر
-
مِطمار
-
طمس
-
طَمَع
-
طمَّ
-
طمأن | طمأنينة
-
الطنافس | طنفسة
-
الطنب | الأطناب
-
طَّن | يطنّ
-
طَاهر ونجس
-
طَهُرَ | طهارة | تَطْهيرًا
-
منطقة طُوب
-
أتون طوب | قمين الطوب
-
طُوب أدونيا
-
طوبى | تطويبات
-
المرأة التي طوَّبت المسيح والبطن التي حملته
-
طُوبيا اللاوي
-
طُوبيا العبد العموني
-
طُوبيا الذي أتى من نسله بعض الراجعين مع زربابل
-
طُوبيا من أهل السبي
-
طُوبيا أبو طوبيا | طوبيت
-
طُوبيا ابن طوبيا
-
سفر طُوبيا
-
طوَّح
-
طاس
-
الطاووس | الطواويس
-
طاعة
-
طاعة المسيح
-
طاف | طائف | طواف | طائفة
-
طُوفان نوح
-
طَوق| أطواق
-
طاقة | قُدرة
-
طاقة فاغية
-
الأناة | طول الأناة
-
طائلة
-
طاب | يطيب
-
الطيب | أطياب
-
طِيباريوس قيصر | تيبيريوس قيصر
-
شهر طِيبيت
-
الطيور في الكتاب المقدس | طير | طائر
-
طيور جارحة
-
طيور طاهرة | طيور نجسة
-
حشرة الطَيّار
-
طيف
-
الطيالسة
-
الطِين
-
طّيَّن | يُطيِّن
No Result
View All Result
Discussion about this post