قاموس الكتاب المقدس
حرف ز
زابود
اسم عبري معناه (موهوب)، وهو ابن ناثان النبي، وكان زابود كاهنا في عهد سليمان كما كان صديقا له (1 مل 4: 5).
زارح
اسم عبري معناه (بزوغ النور)، وقد تسمى بهذا الاسم عدد من رجال العهد القديم:
1 – أدومي من سلالة إسماعيل وحفيد عيسو وابن رعوئيل (تك36: 3 و4 و13 و17 و33 و1 أخ 1: 37 و44).
2 – أحد التوأمين اللذين ولدتهما ثامار ليهوذا حميها، ومؤسس عشيرة الزارحيين في سبط يهوذا (عد26: 20) وإلى هذه العشيرة انتمى عخان بن كرمي (يش7: 1 و17 و18 و24) كما انتمى إليها اثنان من القادة في جيش داود (1 أخ 27: 11 و13).
3 – واحد من بني شمعون، ومؤسس عشيرة الزارحيين في سبط شمعون (عد26: 12 و13 و1 أخ 4: 24) ويدعى أيضا صوحر (تك46: 10 وخر6: 15).
4 – لاوي من بني جرشوم (1 أخ 6: 21 و41).
5 – ملك كوشي خرج بجيش جرار بلغ مليون رجل لمحاربة يهوذا في أيام آسا الملك، وانهزم في مريشة في وادي صفاتة
(2 أخ 14: 9) ويظن بعضهم أنه (أوسوركون الأول أو الثاني) من الأسرة الثانية والعشرين التي حكمت مصر.
كما يعتقد آخرون أن اللفظ (كوشي) يرجع إلى أصل عربي فيكون الملك زارح وجيشه من الأعراب بحسب هذا الاعتقاد.
زازا
اسم عبراني ربما كان معناه (تحرك) ابن يوناثان وهو من نسل يهوذا (1 أخ 2: 33).
زاكر
اسم عبري معناه (تذكار)، رجل من بني بنيامين (1 أخ 8: 31) ويدعى أيضا زكريا (1 أخ 9: 37).
زاهم
اسم عبري معناه (كراهة)، وكان أحد أبناء رحبعام (2 أخ 11: 19).
زباي
اسم عبري معناه (نقى أو المتنقل من مكان لآخر)، وهو اسم لرجل اتخذ امرأة غريبة (عز10: 28) وربما كان هو نفسه الشخص الذي يذكره نح3: 20 على أن ابنه باروخ كان من مرممي سور أورشليم.
زبح
اسم عبري معناه (ذبيحة) أحد ملكي مديان اللذين أمسكهما جدعون وقتلهما (قض8: 5 – 21 ومز83: 11).
زبدي
اسم عبري معناه (يهوه قد أعطى) (مر1: 19 و20) يظن أنه زوج سالومة وأب لاثنين من الرسل. ولم يكن عاملا كأحد الفعلة الذين يحملون طعام كل يوم بيومه بل كان أرفع مرتبة من ذلك، إذ كان معه أجرى في سفينته على ما هو مذكور صريحا عند دعوة ربنا لابنيه يعقوب ويوحنا ليكونا في جملة رسله. وقد كانت امرأته تنفق من مالها على السيد لسد احتياجاته كما ذكر عنها أكثر من مرة.
زبدي
اسم عبري معناه (الله قد أعطى)، وقد تسمى أربعة رجال بهذا الاسم في الكتاب المقدس:
1 – رجل من سبط يهوذا (يش7: 1 و17 و18).
2 – رجل من بني بنيامين (1 أخ 8: 19).
3 – رجل أقامه داود مشرفا على خزائن الخمر في كرومه (1 أخ 27: 27).
4 – لاوي من أولاد آساف (نح11: 17) وربما أخذ مهنة أبيه في التسبيح وورثها لأبنائه.
زبديا
اسم عبري معناه (يهوه قد أعطى)، وهو اسم أطلق على تسعة أشخاص في العهد القديم كانوا قليلي الأهمية.
(1 و2 و3) من بني بنيامين وهم ابن بريعة وابن ألفعل (1 أخ 8: 15 – 17) وابن يروحام وهو أحد الأبطال الذين جاءوا إلى داود (1 أخ 12: 7).
4 – لاوي من بني قورح (1 أخ 26: 2) وهو أحد حراس الأبواب.
5 – ابن عسائيل أخي يوآب (1 أخ 27: 7) وهو أحد قادة جيش داود.
(6 و7) رجلان عينهما الملك يهوشافاط لتعليم الشريعة الإلهية وتنفيذها في مدن يهوذا. فكان أحدهما لاويا معلما (2 أخ 17: 8) وكان الثاني قاضيا وابن يشمعئيل رئيس بيت يهوذا (2 أخ 19: 11).
(8 و9) رجلان جاء ذكرهما مع عزرا، كان أحدهما ابنا لشفطيا رجع مع عزرا على رأس ثمانين شخصا من عائلته (عز8: 8) وكان الثاني كاهنا اتخذ امرأة غريبة بعد الرجوع من بابل (عز10: 20).
زبديئيل
اسم عبري معناه (الله أعطى)، اسم لثلاثة رجال:
1 – والد يشبعام رئيس الحراس في الفرقة الأولى عند داود (1 أخ 27: 2).
2 – ابن هجدوليم وكان كاهنا شهيرا في أورشليم بعد الرجوع من السبي (نح11: 14).
3 – أمير عربي في سنة 145 ق. م. اغتال الأسكندر بالاس ملك سوريا (1 مكابيين 11: 17).
زبول
اسم عبري معناه (مسكن أو منزل) وهو اسم رجل كان وكيلا لأبيمالك في مدينة شكيم مدة حروبه مع الكنعانيين (قض9: 28 – 41).
زبولون
اسم عبري معناه (سكن، أقامة).
1 – هو الابن السادس لليئة والعاشر ليعقوب وعند ولادته ظنت أمه أن رجلها سوف يساكنها فدعته زبولون
(تك30: 20).
2 – هو السبط الذي كان زبولون مؤسسا له، وقد تكونت عشائر هذا السبط واتسعت من أولاد زبولون الثلاثة وهم سارد وإيلون وياحلئيل (عد26: 26). وعندما أحصي الشعب في المرة الأولى بلغ عدد هذا السبط 57400 (عد1: 30 و31).
وفي المرة الثانية بلغ 60500 (عد26: 27). وكان ممثل هذا السبط أحد الستة الواقفين على جبل عيبال لأجل النطق باللعنات على العصاة والأشرار بالنسبة للوصية الإلهية (تث27: 13 – 26). وقد كون جنود هذا السبط مع جنود سبط نفتالي الجانب المهم في جيش باراق ودبورة في حربهما ضد قوات سيسرا (قض4: 6 – 10، 5: 14 و18) كما كونوا جزءا من جيش جدعون في حربه ضد مديان (قض6: 35). من هذا السبط قام قاض حكم على إسرائيل عشر سنين اسمه إيلون الزبولوني (قض12: 11 و12).
وقد اشتركت قواتهم الحربية وعددها 50000 رجل مع سائر قوات بني إسرائيل في تتويج داود ملكا على إسرائيل في حبرون (1 أخ 12: 33 – 40). وبالنسبة لوقوع أرض هذا السبط بعيدا عن المراكز المهمة فلم تكن لهم يد في أكثر الأحداث الكبرى في تاريخ اليهود. كذلك قصروا في طرد سكان الأرض الأصليين الوثنيين بل خالطوهم وصاهروهم ضد الوصية الإلهية كما أنهم عبدوا الأوثان سريعا (قض1: 30)، وشتموا رسل حزقيا (2 أخ 30: 10 – 18) لذلك أعلن غضب الله عليهم مبكرا في مجيء تغلث فلاسر وتعذيبه أياهم ثم أخذه لهم أسرى (2 مل 15: 29). وقد رأى حزقيال في رؤيا أحد أبواب أورشليم الجديدة وقد تسمى باسم باب زبولون (حز48: 33).
3 – الأرض التي كانت من نصيب هذا السبط في أرض كنعان. وقد أشار إليها يعقوب بروح النبوة قبل أن يكون فعلا بزمان طويل وهي عبارة عن المكان الواقع في شمال فلسطين وإلى الغرب من بحر الجليل (تك49: 13). وفي داخل حدود زبولون وجدت مدينة صغيرة باسم بيت لحم. وقد دعيت بيت لحم أرض زبولون لتمييزها عن بيت لحم التي في حدود يهوذا. وكذلك كان في حدودها جبل تابور الذي ظن بعضهم أنه جبل التجلي.
زبيدة
اسم عبري معناه (ممنوح)، وهي امرأة يوشيا وأم يهوياقيم الملك (2 مل 23: 36).
زبينا
اسم أرامي معناه (مشتري)، وهو من أبناء نبو وقد أقنعه عزرا بترك زوجته الأجنبية بعد الرجوع من بابل
(عز10: 43).
زتو
هو الذي رجع بنوه مع زربابل من السبي مكونين عشيرة ذات قيمة (عز2: 8 ونح7: 13). وقد اتخذ بعضهم نساء غريبة لأنفسهم (عز10: 27 ونح10: 14). وممثل هذه العشيرة كان من ضمن الذين ختموا العهد.
زربابل
اسم أكادي معناه (زرع بابل) أو (المولود في بابل)، ابن شألتئيل (عز3: 2 و8 ونح12: 1 وحج1: 1 و12 و14، 2: 2 و23 ومت1: 12 و13 ولو3: 27). ونستطيع أن نفهم مما ورد في 1 أخ 3: 17 – 19 أن شألتئيل مات بدون ذرية. ولعل فدايا أخو شألتئيل تزوج بامرأته وأقام نسلا لأخيه حسب الناموس (تث25: 5 و6)، فصار زربابل ابنا لشألتئيل. ورجع اليهود من بابل إلى اليهودية في أول دفعة تحت قيادته (عز2: 2) واشترك زربابل مع يشوع بن يوصاداق وأخوته الكهنة في بناء المذبح لإصعاد المحرقات وتنظيم العبادة (عز3: 1 – 9) وهو من بيت داود (مت1: 12 ولو3: 31)، وقد تسلم من كورش الآنية المقدسة التي ردت إلى أورشليم ثم أنه أقيم واليا ووضع أساس الهيكل (زك4: 6 – 10)، وكانت له اليد الطولى في إرجاع الطقوس الدينية الاعتيادية للشعب، وكان محبا لشعبه وسعى في أقامة البناء المقدس ثانية، حيث كان الشعب يعبدون إله آبائهم، فعرف الهيكل باسم زربابل، وقد أكمل البناء في سنة 505 ق. م. وظل قائما حتى سنة 20 ق. م. عندما بدأ هيرودس الأكبر مشروعه لبناء الهيكل الجديد. وقد كانت حماسة زربابل للبناء داعية للنبي حجي أن يرى فيه شخصية المسيا المنتظر (حج2: 20 – 23) ويرجح أن اسم شيشبصر اسم آخر لزربابل (عز1: 8 و11) (انظر (هيكل)).
زرحيا
اسم عبري معناه (الرب أشرق) وهو:
1 – كاهن من نسل أليعازار (1 أخ 6: 6 و51 وعز7: 4).
2 – رجل رجع بنوه من بابل مع عزرا (عز8: 4).
زرش
اسم من أصل فارسي، وربما كان معناه (الشخص العابس المكدر، أو صاحب الشعر المشعث، أو الشخص الطافر فرحا)، وهي زوجة هامان (أس5: 10 و14، 6: 13).
زعوان
اسم عبري معناه (مضطرب وغير هادئ)، وهو اسم لأحد أبناء أيصر من أمراء الحوريين (تك36: 27 و1 أخ 1: 42).
زكري
اسم عبري معناه (مذكور)، وهو اسم لكثيرين:
1 – ثلاثة من رؤساء بنيامين (1 أخ 8: 19 و23 و27).
2 – لاوي (1 أخ 9: 15) ويسمى أيضا زبدي (نح11: 17).
3 – لاوي آخر (1 أخ 26: 25).
4 – رأوبيني (1 أخ 27: 16).
5 – أب لأحد قادة جيش يهوشافاط (2 أخ 17: 16).
6 – أب لأحد الذين ملكوا يهوآش (2 أخ 23: 1) وربما كان هو نفس الشخص المذكور في (4).
7 – إفرايمي اشتهر في الحرب بين فقح وآحاز (2 أخ 28: 7).
8 – بنياميني (نح11: 9).
9 – كاهن من الذين عادوا مع زربابل في أيام الكاهن العظيم يوياقيم (نح12: 17).
10 – لاوي من عشيرة قهات (خر6: 21). وقد ورد اسمه في الترجمة العربية المتداولة (ذكري).
زكريا
اسم عبري معناه (يهوه قد زكر)، وقد تسمى بهذا الاسم اثنان وثلاثون شخصا في الكتاب المقدس وأهمهم ستة سنذكرهم بالتفصيل. أما الباقون فمنهم ستة لاويين (1 أخ 9: 21، 15: 18، 24: 25، 26: 11 و2 أخ 20: 14، 34: 12)، وخمسة كهنة (1 أخ 15: 24 و2 أخ 35: 8 ونح11: 12، 12: 16 و41) ورئيسان عادا مع عزرا من بابل (عز8: 3 و11)، وأبو يدو حاكم منسى في جلعاد (1 أخ 27: 21)، والابن الرابع للملك يهوشافاط (2 أخ 21: 2)، وأحد الأمراء الذين أرسلهم يهوشافاط ليعلموا شعب يهوذا (2 أخ 17: 7) إلخ، أما أهم الأشخاص بينهم فهم:
1 – ابن يربعام الثاني ملك إسرائيل وخليفته (2 مل 14: 29)، ملك نحو ستة أشهر ثم وقع في أيدي شلوم فقتله وملك عوضا عنه (2 مل 15: 8 – 11 وعا7: 9).
2 – كاهن من فرقة أبيا (لو1: 5) – انظر (أبيا) – وهو أبو يوحنا المعمدان. وقد ذكرت صفاته وصفات امرأته بأبسط العبارات وأتمها وضوحا وكانا كلاهما ورعين بارين سالكين في جميع وصايا الرب وباذلين وسعهما ليحصلا على نعمة الروح القدس (لو1: 6). أما مولد يوحنا فأعلن له بطريقة عجيبة خارقة للعادة. فلم يصدق بل شك وطلب علامة غير اعتيادية دفعا لما في نفسه من الريبة فكانت آيته أن فقد قوة النطق وبقي صامتا إلى اليوم الثامن بعد ميلاد الصبي إذ دعاه يوحنا حسب قول الملاك له، وفي الحال انطلق لسانه وعاودته قوة النطق. فأخذ يشكر الله ويحمده مملوءا من الروح ومسبحا الرب بنشيد أشبه بالتسابيح العبرانية القديمة (لو1: 57 – 80).
3 – زكريا بن يهوياداع (ويرجح أنه كان حفيده) وكان كاهنا للرب في أيام أخزيا ويوآش وبعد موت يهوياداع الموقر الذي كان يتمتع بالاحترام والإكرام والذي كان صديقا وحاميا ومرشدا ليهوآش قام الملك والشعب وتركوا بيت الرب إله آبائهم وعبدوا الألهة أشيرة والأصنام.
أما زكريا بن يهوياداع هذا، وكان قد تنصب كاهنا، إذ كان قد رأى ما كان من الملك والشعب قام بإرشاد الروح وتوعدهم على تمردهم وشر قلوبهم وهو في حالة الغيظ الشديد، غير أن خطابه أثار غضبهم ففتنوا عليه ورجموه بحجارة في دار بيت الرب بين المذبح والهيكل بأمر الملك الناكر للجميل، أما هو فرفع دعواه إلى الله واستغاث بملك يهوذا العظيم لينتقم له من أعدائه إذ قال: (الرَّبُّ يَنْظُرُ وَيُطَالِبُ) (2 أخ 24: 20 – 22). وقد أشار المسيح إلى هذه الحادثة الفظيعة في مت23: 35 ولو11: 51، وقد دعاه المسيح في متى زكريا بن برخيا ولعله استعمل لفظة (ابن) هنا كما تستعمل في مواضع كثيرة في الكتاب للدلالة على النسب فقط فيكون برخيا أحد أجداد زكريا كما يقال أن يسوع بن داود.
4 – رجل عاش في أرض يهوذا في أيام عزيا ولا يعلم عنه وعن خلقه ووظيفته إلا القليل غير أنه كان فاهما بمناظر الرب (2 أخ 26: 5) وربما يراد بهذا التعبير أنه كان تقيا أو كان له نوع خاص من النبوة. أما مشورته على عزيا فكانت مرشدة له لإتمام واجباته وكانت سببا لفلاحه. وربما كان هو أبا (لأبي) أو (أبية) امرأة آحاز وجدا لحزقيا (2مل 18: 2 و2 أخ 29: 1).
5 – هو ابن يبرخيا الذي اتخذه إشعياء شاهدا أمينا على علاقته مع (النبية) التي حبلت منه وولدت له ابنا (أش8: 2) والأرجح أنه كان من بني آساف (2 أخ 29: 13).
6 – زكريا ابن برخيا بن عدو، وهو الحادي عشر بين الأنبياء الصغار، وفي عز5: 1، 6: 14 يذكر أنه (ابن عدو). وسبب ذلك، على الأرجح، هو أن أباه برخيا مات في ريعان الشباب فنسب حسب العوائد إلى جده عدو الذي كان مشهورا أكثر من أبيه. ويظهر أنه كان من نسل لاوي ولذلك كان مستحقا وظيفة كاهن ونبي (نح12: 16). وقد تنبأ زكريا في الشهر الثامن من السنة الثانية لداريوس الملك وذلك في غضون المدة التي أذن فيها لرجال يهوذا أن يرجعوا من سبي بابل فكان من أهم الأمور لديه أن يقوي عزائم الشعب الضعيف وينهض هممهم الساقطة لينزعوا عنهم نير بابل ويعززوا روح التقوى فيما بينهم ويرجعوا اليهودية إلى ما كانت عليه من عز وقوة. فيرى رؤى مشجعة ويقدم رسائل روحية عظيمة بخصوص الصوم والطاعة كما يقدم نبوات متنوعة بخصوص المسيح ومجيئه وجروحه، كما يرتفع بالفكر إلى نهاية الأيام وملك المسيح.
ويذكر التقليد اليهودي أن زكريا هذا طالت أيامه وعاش في بلاده ودفن بجانب حجي الذي كان زميلا له.
زكا
ربما كان اسما عبريا اختصار (زكريا) (لو19: 1 – 10)، وهو رجل من أغنياء اليهود في أريحا ورئيس لجباة الضرائب هناك.
كان اليهود يعتبرونه خاطئا باعتباره يخدم الحكام الرومان الوثنيين ويتعاون معهم. وإذ عرف بمرور المسيح صعد على جميزة وفي قلبه أفكار ورغبات عرفها المسيح فمكث عنده ذلك النهار، وتحت تأثير الروح القدس حصل له ولبيته الخلاص، ولا يراد بالقول (إِذْ هُوَ أَيْضاً ابْنُ إِبْرَاهِيمَ) أنه كان من نسله حسب الطبيعة بل أنه صار شريكا له في الإيمان والمواعيد.
ويظن بعضهم أن إعلانه العظيم عن إعطاء نصف أمواله للمساكين ورده أربعة أضعاف لمن وشى بهم إنما يكشف عن أمرين: أولا، بداية حياة جديدة، ثانيا، يشف عن حياة نزيهة عفيفة اختلفت عن حياة زملائه جباة الضرائب. وقد أظهر التنقيب في (تلول العليق) بالقرب من أريحا منازل حوائطها منقوشة، وربما كان لزكا منزل كأحد هذه المنازل.
زكاي
ربما كان اسما عبريا اختصار (زكريا) جد لسبع مائة وستين شخصا رجعوا من بابل مع زربابل (عز2: 9 ونح7: 14).
زكور
اسم عبري معناه (متذكر، منتبه).
1 – أب لرئيس سبط رأوبين الذي أرسل ليتجسس أرض كنعان (عد13: 4).
2 – شمعوني جاء في سلالة مشماع (1 أخ 4: 26).
3 – لاوي من بني مراري (1 أخ 24: 27).
4 – لاوي من بني جرشون، ومن أبناء آساف ورئيس فرقة من المرنمين في أيام داود (1 أخ 25: 2 و10 ونح12: 35).
5 – ابن أمري وقد ساعد في بناء السور حول أورشليم (نح3: 2).
6 – لاوي قام بختم العهد (نح10: 12).
7 – ابن متنيا وهو لاوي وعمل ابنه حانان كأحد الخزنة في أيام نحميا (نح13: 13).
زلفة
اسم عبري ربما كان معناه (قصيرة الأنف) وهي جارية أعطاها لابان إلى ليئة في وقت زواجها بيعقوب (تك29: 24). وقد صارت سرية ليعقوب بناء على طلب زوجته ليئة لتنجب له بنين أكثر، فأنجبت جاد وأشير (تك30: 9 – 13).
زمة
اسم عبري معناه (مشورة أو خدعة) وهو اسم للاوي من بني جرشوم وابن لشمعي وحفيد يحث (1 أخ 6: 20 و42 و43 و2 أخ 29: 12).
زميرة
اسم عبري معناه (ترنيمة) أو (شاب أنيق وبدون لحية)، أو (صغير الحجم)، رجل من نسل بنيامين
(1 أخ 7: 8).
زوحيت
اسم عبري معناه (متكبر) ابن يشعي من سبط يهوذا (1 أخ 4: 20).
زيتان
اسم عبري معناه (شجرة زيتون) رئيس لبنيامين (1 أخ 7: 10).
زيثار
اسم فارسي معناه (ضارب)، خصي لأحشويرش (أس1: 10).
زيزا
اسم عبري ربما كان معناه (كثرة أو ازدواج).
1 – رئيس من بني شمعون (1 أخ 4: 37).
2 – من أولاد رحبعام وأمه معكة (2 أخ 11: 20).
زيزة
اسم عبري ربما كان معناه (كثرة أو ازدواج) لاوي من بني جرشون (1 أخ 23: 11) ويدعى أيضا زينا (1 أخ 23: 10).
زيع
اسم عبري ربما كان معناه (حركة أو مرتعش) رجل من بني جاد ربما كان رئيس عشيرة (1 أخ 5: 13).
زيفة
رجل من نسل يهوذا (1 أخ 4: 16).
زيناس
اسم يوناني اختصار اسم (زينودورسر ومعناه (هبة زفس) هو رجل كان يعرف ب (النَّامُوسِيَّ) لإنه كان منعكفا على درس الناموس، وكان من رجال القانون، وجال في بيت كريت هو وأبولوس حيث حث بولس تيطس ليعاونهما على القيام برحلتهما (تي3: 13).
زارد
اسم عبري معناه (ازدهار)، وهو جدول ماء يخرج من جبل عباريم ويصب في بحر لوط (البحر الميت) في الجزء الجنوبي الشرقي منه.
وهو الحد الطبيعي بين أدوم وموآب، وكان من آخر العقبات في طريق العبرانيين من مصر إلى كنعان (تث2: 13 وعد21:
12)، وهو معروف في هذه الأيام بوادي الحصى.
زانوح
اسم عبري معناه (مستنقع) أو (أجمة)، وقد أطلق على مدينتين في يهوذا أحداهما في السهل (يش15: 34). وقد سكنت بعد السبي (نح11: 30). واشترك سكانها في ترميم أحد أبواب أورشليم (نح3: 13). والمدينة الثانية في الجبال في يهوذا (يش15: 56).
الزاحفة
اسم لفظه في العبرية زوحلث ومعناه (زاحف) كالثعبان أو غيره. وهو اسم حجر قرب عين روجل جنوب غربي أورشليم، أقام أدونيا حوله وليمة يوم تتويجه عندما تمرد على أبيه (1 مل 1: 9).
ولعله حجر قدسه الشعب قديما لوجوده قرب عين ماء، وذلك حسب التقاليد الكنعانية في تلك الأيام فقد كانوا يرون في عيون الماء مصادر للحياة قدسوها كأن إلها حال فيها.
زفرون
ربما كان اسما آراميا معناه (رائحة)، وهو اسم مدينة واقعة على التخم الشمالي لأملاك بني إسرائيل
(عد34: 9).
وربما تكون هي زعفرانة الواقعة على الطريق بين حمص وحماة، جنوبا إلى الجنوب الشرقي من حماة.
جبل الزيتون
يشرف هذا الجبل على أورشليم من الجهة الشرقية فترى من قمته كل شوارع المدينة وبيوتها. ولا شك أن اسمه مأخوذ من شجر الزيتون الذي كان موجودا فيه بكثرة. ولا تزال توجد فيه بعض أشجاره الكبيرة والقديمة العهد إلى الآن.
ويكثر ذكر هذا الجبل في العهد القديم تحت أسماء مختلفة، كجبل الزيتون (2 صم 15: 30 وزك14: 4) والجبل (نح8: 15) والجبل الذي تجاه أورشليم (1 مل 11: 7 ( والجبل الذي على شرقي المدينة (حز11: 23) وجبل الهلاك (2 مل 23: 13).
كما يذكر في العهد الجديد في علاقته بحياة المسيح رب المجد على الأرض (مت21: 1، 24: 3، 26: 30 ومر11: 1، 13: 3، 14: 26 ولو19: 29 و37، 21: 37، 22: 39 ويو8: 1 وأع1: 12).
ويفصل هذا الجبل عن أورشليم وادي قدرون (2 صم 15: 14 و23 و30). وقد حسبت المسافة بين أقصى قممه الشمالية وبين أورشليم بسفر سبت (أع1: 12)، أو كما قال يوسيفوس خمس أو ست غلوات.
على هذا الجبل صعد داود عاري القدمين وباكيا وهاربا أمام إبشالوم. وعلى هذا الجبل ظهر الرب لحزقيال في رؤياه (حز11: 23)، كما ظهر لزكريا بروح النبوة واقفا على هذا الجبل شافعا في شعبه (زك14: 4). وطالما صعد المسيح إليه، وفي وقت نزوله منه قبل الصليب بأيام قليلة استقبلته الجموع بالهتاف والترحيب وكان هو يبكي على المدينة ومصيرها القريب (لو19: 37 – 44)، وقد تحدث من سفح ذلك الجبل عن خراب الهيكل وتدمير المدينة (مت24: 3 ومر13: 3)، وقبل الفصح الأخير صعد إلى هناك حيث بستان جثسيماني في غرب الجبل. وقد كانت بيت عنيا وبيت فاجي في شرقه. وفي الوقت الحاضر توجد مدينة صغيرة تسمى العازرية مكان بيت عنيا حيث كان لعازر ومرثا ومريم، وحيث أقيم لعازر من الأموات، وبالقرب من هذا المكان صعد المسيح إلى السماء (لو24: 50 و51). ويسمي العرب جبل الزيتون في الوقت الحاضر جبل الطور. وفي الحقيقة أن هذا الجبل عبارة عن سلسلة من الجبال تمتد بعض سلاسله إلى الميل طولا وله رؤوس ستة تسمى تلالا أو قمما، منها قمتان جانبيتان:
1 – قمة ممتدة في الشمال الغربي وترتفع إلى 2737 قدما تسمى حسب تسمية يوسيفوس تل سكوبس.
2 – قمة ممتدة في الجنوب الغربي وترتفع إلى 2549 قدما وتسمى تل المشورة الرديئة نسبة إلى التقليد الذي يقول بأن
قيافا كان يحتفظ ببيت ريفي في هذا الجانب، وفيه تمت مشورته مع الكهنة على قتل المسيح (يو11: 47 – 53).
3 – قمة في الشمال ترتفع إلى 2723 قدما وتسمى في الوقت الحاضر كرم السيد، وكانت تدعى قبلا تل الجليل نسبة إلى نزول الجليليين في هذه البقعة أيام الأعياد والمواسم، أو ربما بسبب الاعتقاد الذي تبلور في القرن الرابع عشر عن ارتفاع المسيح من هناك، بناء على قول الملاكين للرسل (أَيُّهَا الرِّجَالُ الْجَلِيلِيُّونَ).
4 – قمة الصعود وهي في مواجهة الباب الشرقي لأورشليم وترتفع إلى 2643 قدما فوق سطح البحر، وقد عرفت بهذا الاسم من عام 315 م. وقد توج قسطنطين هذه القمة بقبة وبكنيسة عظيمة، وقد تكاثرت الكنائس هناك باسم كنيسة الصعود.
5 – قمة الأنبياء نسبة إلى وجود قبور الأنبياء على جانبها.
6 – قمة المعصية نسبة إلى الاعتقاد أنه هناك بنى سليمان مذابحه الوثنية لزوجاته الوثنيات.
وتقترب قمة الصعود من قمة تل الأنبياء كثيرا حتى أن بعضهم يعتبرهما قمة واحدة.
ولا توجد بين الرؤوس الأربعة الأخيرة انخفاضات عميقة، وقد كان جبل الزيتون مكسوا قديما بالزيتون والتين والبطم والسنديان، وبالنخل في بعض المواضع كبيت عنيا. وكانت بقرب قمته شجرتان من الأرز وتحتهما أربعة حوانيت لبيع الحمام لخدمة الهيكل ولم يبق من كل ذلك شيء سوى الزيتون والتين.
وعند أقدام جبل الزيتون وبالقرب من جثسيماني يمتد طريق متفرع إلى أربعة فروع: فرع إلى بيت عنيا وأريحا وقد بناه
الخليفة عبد الملك بن مروان في القرن السابع عشر، والفرع الثاني يتجه عبر القمة إلى بيت فاجي وبيت عنيا، أما الفرعان الآخران فيتعرجان كثيرا في طريقهما إلى القمة. ومن وادي قدرون إلى الأردن يمتد طريق روماني قديم.
زاباد
اسم عبري معناه (الله قد وهب) أو (هبة).
1 – ابن لناثان بن عتاي بن العبد المصري يرحع (1 أخ 2: 34 – 36). ويظن أنه كان أحد أبطال داود (1 أخ 11: 41).
2 – أفرايمي قتله رجال جت عند محاولته سرقة ماشيتهم (1 أخ 7: 21).
3 – ابن شمعة العمونية وأحد الفاتنين والقاتلين للملك يهوآش، انتقاما لدماء زكريا بن يهوياداع الكاهن (2 أخ 24: 22 و25 و26) ويدعى أيضا يوزاكار (2 مل 12: 21).
4 – اسم ثلاثة رجال من الذين اتخذوا لأنفسهم زوجات غريبات (عز10: 27 و33 و43).
زارحيون
هم ذرية زارح بن يهوذا (عد26: 20 ويش7: 17 و1 أخ 27: 11 و13). وكانت هناك عشيرة أخرى من الزارحيين في سبط شمعون (عد26: 12 و13 و1 أخ 4: 24).
زاين
هو الحرف السابع في الأبجديه العبرية ويشبه الخنجر في رسمه، ويرمز إلى سبعة في الحساب، ويقابله في العربية حرفان هما (ذ) و(ز)، وحرف الزاين مكتوب على رأس القسم السابع في مزمور 119 لأن كل عدد في هذا القسم يبدأ بهذا الحرف في العبرية.
زبيب
ثمار الكرمة بعد ما تجفف، ولما كان العنب يزرع بكثرة في أراضي فلسطين لذلك كان الزبيب كثير الاستعمال. وقد ورد ذكره في الكتاب كهدايا مقبولة (1 صم 25: 18 و2 صم 16: 1 و1 أخ 12: 40 (أو كطعام منعش ولذيذ (1 صم 30: 12) أو كإحدى مواد العبادة الوثنية المكروهة مقدما في شكل أقراص (هو3: 1). وربما يكون كلام إرميا مشيرا إليه في 7: 18، 44: 19.
زبود
اسم عبري معناه (معطى من الله)، رئيس عائلة رجعت مع عزرا من بابل (عز8: 14).
زنبيل
تصحيف زبيل وهو نوع من السلال الكبيرة (2 كو 11: 33). والكلمة اليونانية الأصلية تفيد معنى الشيء المضفور، ولعلها كانت مصنوعة من الحبال لتتحمل ثقل رجل، وتاريخ هذه الصناعة يظهر أنواعا مختلفة من السلال الصغيرة والكبيرة، بعضها مصنوع من ليف النخل أو سعفه، أو من الحلفا أو من أعواد الخيزران، أو من الحبال. وتستعمل في نواحي شتى كحمل الفواكه والخبز واللحم والسمك ولوازم البناء. وقد اعتاد الفلاح اليهودي أن يضع تقدماته وعشوره من الزرع في نوع من مثل هذه السلال إلى حين صعوده إلى الهيكل (اطلب (سل، قفة)).
زبدة
هي المادة الدسمة التي تستخرج من اللبن وتسمى بالقشدة (القشطة ( (تك18: 8 وقض5: 25 ومز55: 21 وأش7: 15). وظن بعضهم أن كلمة زبدة كانت تطلق أحيانا على اللبن الخاثر.
زبرجد
نوع من الحجارة الكريمة الشديدة الصلابة ذات اللون الأخضر الفاتح، وقد كانت الجوهرة العاشرة على صدرة رئيس الكهنة من الزبرجد (خر28: 20). كذلك يحدثنا الرائي في سفر الرؤيا عن الزبرجد كأحد الحجارة الكريمة التي زينت أساسات أسوار أورشليم الجديدة (رؤ21: 20) كما ذكرت في مواضع أخرى في الكتاب (نش5: 14 وحز1: 16، 10: 9، 28: 13 ودا10: 6) والكلمة اليونانية لزبرجد هي خرسوليثوس.
زجاج
كانت صناعة الزجاج معروفة عند القدماء على الأخص في مصر كما يظهر هذا في الاكتشافات المتنوعة للقطع الزجاجية والأواني المختلفة المكتوب عليها أسماء بعض الفراعنة والتي يرجع بعضها إلى سنة 2000 ق. م. أو أكثر. وبسبب الاتصالات الوثيقة بين مصر وسوريا في تلك الأيام نقل الفينيقيون هذه الصناعة واشتهروا بها.
وقد أشاع بلينيوس المؤرخ أن صناعة الزجاج بدأت صدفة في مكان بالقرب من حيفا، إذ أن مركبا محملا بالنطرون رسى في البحر بقرب هذا الموضع ونزل البحارة ليطبخوا غذاءهم، ولما لم يجدوا حجارة يسندون عليها أوانيهم أسندوها على كتل من النطرون فأذابته النار واختلط بالرمل مكونا الزجاج. إلا أن هذا الزعم مشكوك فيه نظرا لقدم هذه الصناعة التي وجدت آثارها في مصر.
أما عن ورود ذكر الزجاج في الكتاب المقدس فقد ذكر قليلا مع أنه كان معروفا لليهود (أي28: 17 و18 ورؤ4: 6، 15: 2، 21: 18). ويظن أن الزجاج المقصود في أغلب هذه الشواهد هو الزجاج الطبيعي المسمى البلور الذي كان يوجد عادة في الصخور.
كما يظن بعض الباحثين أن الكأس المذكورة في أم23: 31 والزق المذكورة في مز56: 8 صنعتا غالبا من الزجاج. ومن الطريف أن توجد أواني زجاجية بكميات ضخمة في بعض المقابر القديمة في بلاد العبرانيين، ولعلها تشير إلى كميات الدموع التي سكبت على الراحلين وحفظت ضمن هذه الأواني في قبورهم حسب العادة دلالة على قيمة أولئك الراحلين وعلى شدة الفجيعة فيهم.
وقد صنعت حلي كثيرة للنساء من الزجاج. ولكن من الخطأ أن نظن أن المرايا كانت تصنع قديما منه إذ إنها كانت من المعادن فقط، مثل النحاس أو الفضة أو البرونز وذلك بعد صقلها وتلميعها جيدا.
زرع
زارع (مت13: 3 ( (انظر (فلاحة))، زرع (تك8: 22) (انظر (وقت)).
مزراق
(انظر (سلاح)).
زفت
ليس في الإمكان تحديد المادة التي قصدها الكتاب في العهد القديم، إذ نجد عدة أسماء مستعملة وهي: زفت، حمر، قار، وفي الترجمة السبعينية (أسفلت). ويظن الباحثون أنها مادة معدنية يغلب عليها اللون الأسود، تخرج من بطن الأرض قرب بابل وتوجد بكميات كبيرة غرب البحر الميت أو خارجة من قاعه، كما توجد لها مناجم هامة في حاصبيا قرب جبل حرمون كما أنها توجد في شمال سوريا.
ولعل من الممكن معرفة شيء عن طبيعته باستعراض استعمالات الأقدمين له، فنوح يستعمله في طلاء الفلك
(تك6: 14)، ثم أن أم موسى تستعمله في طلاء السفط (خر2: 3)، أما بنائي برج بابل فاستخدموه كالملاط (تك11: 3). وقد كان في القديم يصدر إلى مصر ليستخدم في عمليات التحنيط كما أنه كان يستخدم عند البابليين قديما في صناعة الأعمدة المزينة بقطع الأحجار الملونة التي تثبت في الأعمدة بمادة الزفت. وهو على أي حال مادة سريعة الاشتعال كما يذكر إش34: 9.
زفس
وهو رئيس الآلهة عند اليونان، وقد سماه الرومان جوبتر، وقد كان متسلطا على جميع الآلهة الوثنية. ولقد هدف الحكام الوثنيون من يونانيين ورومانيين إلى تعميم عبادة زفس في العالم كله فأقاموا معابد وتماثيل له في كل المدن الهامة تقريبا. وعندما أقام أنتيخوس الرابع مذبحا لزفس فوق مذبح المحرقات في الهيكل في أورشليم اشتعل غضب اليهود وبدأوا ثورتهم بقيادة يهوذا المكابي وإخوته، التي انتهت برجوع الحرية إلى اليهود بعد أربعمائة سنة تقريبا، قضوها في السبي وفي العبودية.
ويحدثنا سفر الأعمال 14: 8 – 18 عن شفاء المقعد في لسترة واعتقاد أهل ليكأونية أن بولس وبرنابا إنما هما آلهة تشبهت بالناس ونزلت إليهم، وزعموا أن ظهور الرسولين كان تكرارا لما جاء في خرافاتهم من أن زفس وهرمس افتقدا مقاطعتهم في سالف الأيام ولذلك دعوا برنابا زفس وبولس هرمس إذ كان هو المتقدم في الكلام. والأرجح أن ذلك كان بسبب فصاحته وحسن بيانه، وبناء على زعمهم هذا خرج كاهن زفس (الإله الحارس للمدينة والذي كان هيكله قدام الأبواب) بالثيران والأكاليل وكان مزمعا أن يذبح للرسولين ويسجد لهما هو والشعب لو لم يلح عليهم الرسولان أن يرجعوا عن هذه الأباطيل.
سفر زكريا
هو السفر الحادي عشر بين مجموعة الأسفار التي تسمى (بالأنبياء الصغار) والرأي السائد هو أن هذا السفر كتب في العصر الفارسي أثناء حكم داريوس الأول أو حوالي عام 520 ق. م. وقد ظن بعض الباحثين أن الإصحاحات من 9 – 14 كتبت قبل السبي وظن آخرون أنها كتبت في القرن الثاني ق. م. ولكن قد أيدت دراسة المخطوطات ودراسة النصوص، وحدة السفر وأنه كتب بقلم زكريا. وقد أشار إليه يشوع بن سيراخ أشارة ضمنية عندما ذكر سفر الاثني عشر وكان هذا حوالي عام 200 ق. م.
وينقسم السفر إلى أربعة أقسام:
أولا: مقدمة السفر، سلسلة من ثمان رؤى ص1: 1 – 6: 8.
ثانيا: أعمال رمزية تشمل تتويج رئيس الكهنة ص6: 9 – 15.
ثالثا: وفد من بيت إيل يسأل عن الصوم وجواب النبي ص7 و8.
رابعا: سلسلة من النبوءات تنبئ بهلاك أعداء الله ومجيء المسيا ومجيء ملكوت الله ص9 – 14 وفي هذا القسم نبوات عن المسيح وهي:
1 – دخوله الانتصاري إلى أورشليم (9: 9 قارنه مع مت21: 5).
2 – تسليمه بثلاثين من الفضة (11: 12 قارنه مع مت27: 9 و10).
3 – ثقب يديه (12: 10، 13: 6 قارنه مع يو19: 37).
4 – الراعي المتألم (13: 7 قارنه مع مت26: 31).
5 – حكم المسيح يسود على الجميع (9: 10).
زلزلة
اهتزاز أو اضطراب أرضي. وفي الحالات العنيفة وفي المناطق التي تتركز فيها الزلزلة تتحرك الجبال جيئة وذهابا (إر4: 24)، وترتعش أسس الجبال (مز18: 7)، وتنشق الأرض (زك14: 4 و5)، وتنفتح عدة مرات وتبتلع الناس والبيوت (عد16: 31 – 33). وقد حدثت في فلسطين زلازل عديدة دمرت قرى كثيرة بجملتها، منها زلزلة حدثت في يهوذا في أيام عزيا ويربعام صارت أساسا يرجعون إليه في تاريخ حوادثهم (عا1: 1 وزك14: 5)، كذلك في أيام هيرودس الكبير حدثت زلزلة عظيمة في السنة السابعة لحكمه أهلكت عددا كبيرا من المواشي وقتلت أكثر من 10000 نفس.
وقد ذكرت الزلازل المدمرة من البلايا التي كانت تنذر بخراب أورشليم في مت24: 7. ويوسيفوس وغيره من المؤرخين يثبتون أتمام النبوة حرفيا.
أما في أيام المسيح فقد تميزت الزلزلة الحادثة وقت الصلب بظلام شديد حزنا على قتل البار القدوس (مت27: 45 و51 – 54)، كما تميزت الزلزلة الحادثة وقت القيامة بأنها زلزلة ظافرة مرعبة للأشرار (مت28: 2 و4)، ويحدثنا لوقا في سفر الأعمال 16: 26 عن حدوث زلزلة في مقدونية عندما كان بولس وسيلا في السجن نتج عنها تفتح أبواب السجن وسقوط القيود من أيدي المسجونين في فيلبي، فلم تكن كل الزلازل ضربات إلهية.
مزمار
(تك4: 21) آلة طرب مؤلفة من سبع أو ثمان قطع من القصب مختلفة الطول لم تزل تستعمل بين الرعاة حتى يومنا الحاضر، انظر (غناء).
مزمور، مزامير
مجموعة من الأشعار الدينية الملحنة وغرضها تمجيد الله وشكره كانت ترنم على صوت المزمار وغيره من الآلات الموسيقية، وفي العبرانية يسمى (كتاب الحمد) كما دعاه المسيح (كِتَابِ الْمَزَامِيرِ) (لو20: 42)، وقد عرف باسم مزامير داود أو (داود) فقط بالنسبة لعدد المزامير التي نسبت لداود وبلغت 73 من 150.
وتقسم هذه المزامير إلى خمسة كتب، تنتهي كل منها بتسبيحة وتكرار لفظة آمين مرتين، أضافها جامعو الكتاب لا مؤلفو المزامير. ولعل هذا التقسيم الخماسي يرمز إلى الأسفار الموسوية الخمسة، وهو تقسيم قديم جدا يرى بوضوح في الترجمة السبعينية كما في الأصول العبرانية القديمة. وهذه الأقسام تبتدئ بالمزامير الآتية: 1 و42 و73 و90 و107.
1 – ويتضمن القسم الأول 41 مزمورا، منها 37 لداود، أما أربعة منها وهي 1 و2 و10 و33 لمؤلفين غير معروفين، لذلك يدعونها المزامير اليتيمة نظرا لعدم وجود أب لها، أما في السبعينية فيندمج مزمور 10 مع 9، أما مزمور 33 فينسب لداود.
2 – أما القسم الثاني أو الكتاب الثاني، فيتضمن 31 مزمورا، أي من 42 – 72 منها 7 لبني قورح ومزمور واحد لآساف و18 لداود و4 لمؤلفين غير معروفين ومزمور لسليمان أو عن سليمان. وينتهي هذا القسم بالقول (آمِينَ ثُمَّ آمِينَ. تَمَّتْ صَلَوَاتُ دَاوُدَ بْنِ يَسَّى) (مز72:).
3 – ويتضمن الكتاب الثالث سبعة عشر مزمورا، أي من 73 – 89، منها 11 لآساف و3 لبني قورح وواحد لداود (86) وواحد لهيمان الإزراحي وبني قورح معا (88) وواحد لإيثان الإزراحي (89).
4 – ويتضمن الكتاب الرابع 17 مزمورا أيضا أي من 90 – 106، منها مزمور لموسى (90 ( و2 لداود (101 و103) والبقية لمؤلفين غير معروفين.
5 – ويتضمن الكتاب الخامس 44 مزمورا، أي من 107 – 150، منها 15 لداود وواحد لسليمان والبقية لمؤلفين غير معروفين. وفي هذا القسم مجموعة ترنيمات المصاعد، وهي التي استخدمها الشعب في صعوده إلى المدينة المقدسة وهي من (120 – 134). كما أنه يحوي مزامير التهليل (146 – 150) وهي تتمة السفر كله.
وقد نسب هذا التقسيم إلى عصر نحميا كما ورد هذا التقسيم في الترجمة السبعينية.
غير أن بعض الآباء المسيحيين رفضوه لزعمهم أنه مخالف لما كتبه الرسول إذ قال: (فِي سِفْرِ الْمَزَامِيرِ) (أع1: 20) ولم يقل أسفار أو كتب. وقد ظن بعض العلماء أن هذا التقسيم مؤسس على مشابهة لأسفار موسى الخمسة أو على نظام تاريخي، أو على تتابع المؤلفين، أو على نوع متضمنات مزاميرها أو على مناسبتها للعبادة وغير ذلك، غير أنه يظهر أن التقسيم كان مؤسسا على مبادئ مختلفة حسب مطالب العبادة. وقد تكررت بعض المزامير في الكتب المختلفة، قارن مزموري 14 و53، ثم أن تتمة مزمور 40 تجدها في مزمور 70 وتتمتي مزموري 57 و60 تجدهما في مزمور 108، وذلك مما يبين أن الكتب الخمسة كانت في الأصل مجاميع مختلفة ولا يمكن تحديد وقت جمع الكتب كلها في سفر واحد، غير أنه يرجح من مادة الكتابين الأخيرين كيفية التعبير في بعض مزاميرهما أنهما جمعا بعد سبي بابل، ويرجح أن الجمع قد أكمل في أيام عزرا وأنه قد تم تدريجيا، إذ أن المزامير تظهر العواطف المختلفة للقرون العديدة منذ عصر داود إلى الرجوع من سبي بابل.
العنوانات: لكل المزامير عنوانات عدا 34 منها ويسمي التلمود هذه المزامير التي بلا عنوان (مزامير يتيمة). وقد ظن بعضهم أن العبارة (هَلِّلُويَا. اِحْمَدُوا الرَّبَّ) في صدر عدة مزامير هي عنوان لها، ويجعلون المزامير اليتيمة على هذا الأساس 24 فقط. ولا يعرف أصل هذه العناوين غير أنه يظن أن جامعي الكتب أضافوها كما أضافوا عنوانات الأناجيل والرسائل.
وهي على أي حال قديمة ومفيدة للتفسير وموجودة في جميع النسخ العبرانية. وقد ضاع معنى بعضها فلم تترجمها السبعينية، غير أن ما نفهمه منها نقلا عن التقاليد الشائعة قبل الترجمة المذكورة، يفيدنا باسم المؤلف ونوع الشعر وبالآلة التي استعملت في ترتيله وبالنغمة وبالموجب التاريخي أو الشخصي لتأليفه. إلا أن الملاحظات الأخيرة تختص بمزامير داود وأكثرها تشير إلى حوادث حياته وكثير منها منسوج حرفيا من الأسفار التاريخية (قابل عنوان مز52 مع 1 صم 22: 9 ومز54 مع 1 صم 23: 19 ومز56 مع 1 صم 21: 11 – 15). وقد اشتد النزاع في معنى لفظة سلاه والمرجح أنها تشير إلى شيء مختص بالترتيل.
متضمنات المزامير: من العجيب أن هذه المزامير التي كتبها عبرانيون أتقياء قبل المسيح بقرون، تستعمل اليوم في عبادة الكنيسة المسيحية وتناسب ذوق جميع الطوائف على حد سواء. ولعل هذا دليل على كونها موحى بها من الله وهي صادرة من أعماق القلب الإنساني في نسبته لله تعالى وتعبر عن حاسيات الشكر والحمد والتوبة والحزن والغم والرجاء والفرح عامة، على نحو يجعل كل نفس تقية في كل عصر وكل بلد تشعر بمناسبتها لاحتياجاتها. وأن لم تشعر كل الشعور بقوة كل مزمور فما ذلك إلا لعدم إدراك جمي
زمران
اسم سامي ربما كان معناه (بقر الوحش) (تك25: 2 و1 أخ 1: 32). وهو بكر قطورة من إبراهيم ويظن بعضهم أن ذريته تسكن زبرام – وهي مدينة غربي مكة قرب البحر الأحمر، ويظن آخرون أنهم يكونون قبيلة الزمريين في أواسط بلاد
العرب.
زمرد
(حز28: 13) حجر كريم لونه أحمر قرمزي إذا وقعت عليه أشعة الشمس توقد كجمرة نار. ولا نعلم تماما إذا كان هو الزمرد المعروف الآن أم غيره، وتستعمل الترجمة السبعينية ويوسيفوس والفولجاتا كلمة بهرمان بدلا من زمرد
(خر28: 17، 39: 10 و11).
زمري
اسم عبري ربما كان معناه (من يشبه بقر الوحش) وهو اسم لخمسة:
1 – ابن زارح وحفيد يهوذا (1 أخ 2: 6) ودعي في يشوع 7: 1 و17 و18 باسم زبدي.
2 – رئيس في سبط شمعون قتله فينحاس بن أليعازار الكاهن في شطيم في غيرته للرب (عد25: 14).
3 – بنياميني من نسل يوناثان ابن شاول (1 أخ 8: 36، 9: 42).
4 – قائد في جيش إسرائيل كان على نصف مركبات أيلة بن بعشا ملك إسرائيل. ثم فتن على سيده وقتله متمما القضاء الإلهي على بيت بعشا. وجلس هو ملكا سبعة أيام في ترصة حتى جاء عمري رئيس الجيش كله فاضطر زمري إلى الانتحار بإحراق قصر الملك عليه، فمات (1 مل 16: 8 – 20). وقد اعتقد بعضهم أنه من نسل شاول وقد حاول أن يسترجع الملك القديم (1 أخ 8: 36).
5 – شعب غير معروف (إر25: 25) وربما كان من سلالة زمران، لكن الدليل على هذا غير متيسر.
زمزميون
اسم سامي معناه (متذمرون أو صانعو الضجيج أو الطنين). وهم شعب أقدم من الكنعانيين (تك14: 5 وتث2: 20). وكانوا طوال القامة أشداء البأس يقطنون الأرض شرقي الأردن والبحر الميت. وكانوا يدعون بالرفائيين. وهم الذين سطا عليهم كدرلعومر وغلبهم وبعدئذ جاء العمونيون وطردوهم. وقد عرفوا أيضا باسم الزوزيون.
زمام القصبة
اسم مدينة للفلسطينيين لفظه في الأصل العبري (مثج هأمة) (2 صم 8: 1) وهي جت (1 أخ 18: 1).
زمان
كان الزمن في الأيام الأولى يحدد بشروق الشمس وغروبها، أو بالنسبة لموقع القمر وبعض النجوم. وأول أشارة كتابية إلى الوقت في الكتاب المقدس جاءت في سفر التكوين 1: 5 عندما فصل الله بين النور والظلمة وخلق الشمس لحكم النهار والقمر لحكم الليل (تك1: 14 و16). وكانت هذه الأنوار كما قال الله لآيات ولأوقات ولأيام وسنين. فصارت أساس التفكير المتطور بخصوص الوقت وتنظيمه.
وعندما بدأ الأنسان يزرع ويفلح الأرض ازداد أدراكه لقيمة الوقت وبدأ ترتيب الوقت بالنسبة للزراعة وتقويم جازر في القرن العاشر ق. م. يسجل شيئا من هذا الإدراك على قطعة من الحجر المرمري الأملس. والكتاب يذكر هذه الأوقات في تك8: 22 وخر34: 21 ولا26: 5 ومز74: 17 وزك14: 8 و2 صم 21: 9. وقد ربط اليهود تاريخهم بالأحداث الكبيرة مثل الخروج من مصر (خر12: 40) أو السبي البابلي (حز33: 21، 40: 1) أو بناء الهيكل (1 مل 6: 1) أو الزلزلة (عا1: 1 وزك14: 5) أو بالنسبة إلى سني حكم الملوك (2 مل 3: 1، وغيره).
وهكذا لم يفت اليهود أن يلاحظوا تغييرات الطقس والأزمنة. وكانت الساعة أصغر أقسام الوقت عندهم. ويظهر أنهم كانوا يقيسونها بواسطة آلة شمسية سميت درجات (2 مل 20: 11). وكان يومهم الديني يبدأ بغروب الشمس أما النهار الطبيعي فيبدأ بشروقها. ثم قسموا الليل إلى ثلاثة أقسام سمي كل قسم منها هزيعا. وقد ذكر منها الهزيع الأوسط (قض7: 19) وهزيع الصبح (السحر) (خر14: 24 و1 صم 11: 11).
ويظهر الترتيب الروماني لليل في العهد الجديد. فنراه منقسما إلى أربع هزع (مر13: 35). هزيع المساء، ونصف الليل، وصياح الديك، والصباح. وكان اليوم منقسما إلى 24 ساعة في كل منها 60 دقيقة وفي كل دقيقة 60 ثانية. وقد نقلوا هذا عن السومريين وقد أطلق الكلدانيون أسماء على الأيام ترتبط بالشمس وبالقمر وبالنجوم، كما حدد الفلكي نبوريمانو أيام السنة ب365 يوما وست ساعات و15 دقيقة و41 ثانية. وهذا قريب للغاية من طول السنة الحقيقي إذ أنه يزيد على طولها الحقيقي ست وعشرين دقيقة وخمس وخمسين ثانية.
أما الأسبوع العبراني فكان سبعة أيام تنتهي بالسبت وقد قسم المصريون القدماء شهرهم وهو 30 يوما إلى ثلاثة أقسام في كل منها عشرة أيام. وكان البابليون يحرمون القيام ببعض الأعمال في اليوم السابع. ويلاحظ أن العبرانيين بنوا فكرة الأسبوع وتوقيت الزمن على ترتيب الله في الخليقة (تك1 و2). ولم تكن لديهم أسماء للأيام فقد أعطوها أرقاما إلا أنهم ميزوها بسبب القراءات الكتابية اليومية.
أما الشهر العبراني فقد كان شهرا قمريا، كان أول يوم فيه يسمى الهلال وكان عيدا. وفي أسفار موسى الخمسة ويشوع والقضاة وراعوث لم يذكر سوى شهرا واحدا باسمه وهو أبيب. ثم عدت الشهور حسب ترتيبها فقيل الشهر الثاني والثالث إلخ.
وفي سفر الملوك الأول تذكر أسماء ثلاثة من الأشهر هي: زيو (الثاني) (1 مل 6: 1) وإيثانيم (السابع) (1 مل 8: 2) وبول (الثامن) (1 مل 6: 38). ولم يذكر غير هذه من أسماء الشهور في ما قبل السبي.
والشهور العبرية هي أبيب (نيسان) وزيو وسيوان وتموز وآب وإيلول وأيثانيم (تشري) وبول وكسلو وطيبيت وشباط وآذار. وآذار (وهو الشهر الثالث عشر المضاف).
أما السنة العبرية فكانت تتألف من اثني عشر شهرا قمريا ابتداؤها أول نيسان. ثم كانوا يضيفون إليها شهرا يكون بمثابة الشهر الثالث عشر وذلك عندما ينتهي الشهر الثاني عشر قبل اعتدال الليل والنهار مما يمنع تقديم باكورات غلة الشعير في منتصف الشهر التالي، وكذلك تقديم بقية التقدمات في أوانها. وكانت السنة قبل السبي تبدأ في الخريف ثم صارت بعد السبي تبدأ في الربيع وقد استخدم اليهود السنة الشمسية بعد السبي مع احتفاظهم بالسنة القمرية لأجل الحياة الدينية. وكانت أيام شهورها 29 يوما ونصف يوم. ثم حاولوا أن يوفقوا بين السنة الشمسية والقمرية بإضافة شهر قمري إلى السنة أسموه آذار الثاني وذلك سبع مرات في خلال دورة تسعة عشر عاما (Metonic cycle) وذلك في السنة الثالثة والسادسة والثامنة والحادية عشرة والرابعة عشرة والسابعة عشرة والتاسعة عشرة. وقد نقل اليهود هذا النظام من البابليين.
وكان لليهود المتأخرين مبتدآن للسنة، فقد كان الشهر السابع المدني هو الشهر الأول للسنة المقدسة. كما ابتدأت السنون السابعة واليوبيلية في الشهر السابع ويرجح أن ذلك كان مرتبا لأسباب زراعية.
وأما أعيادهم وأيامهم المقدسة فكانت قليلة في الأزمنة الأولى، وانحصرت في السبوت والأهلة، ثم في أربعة أعياد كبيرة وصوم واحد. والأعياد هي عيد الفصح وعيد الأسابيع وعيد الأبواق وعيد المظال. أما الصوم فكان صوم يوم الكفارة. إلا أنه بعد السبي أضيفت أعياد وأصوام كثيرة منها: عيد الفوريم وعيد التدشين وصيام وهذه جعلت الشعب يفكرون في مصائبهم وقت السبي. أما السنة السابعة فكانت سنة راحة تبتدئ في الشهر السابع وقت عيد ال
زنبق – زنابق
يطلق هذا الاسم في أيامنا هذه على عدة أنواع من الفصيلة الزنبقية حتى وعلى أزهار من فصائل أخرى وهكذا في أيام المسيح كانت لفظة الزنبق تدل على أنواع شتى وعبثا تعب الذين أرادوا أن يقيدوها بنوع دون غيره
(مت6: 28). وهذا التقييد لا يزيد الوضوح على ما قصده المسيح فلقد قصد الأشارة إلى جمال الأزهار لا إلى أسمائها العلمية.
زنبور
نوع من الحشرات الشديدة الضرر استعمله الله لتأديب الوثنيين (خر23: 28 وتث7: 20 ويش24: 12). وربما فيه أشارة رمزية إلى القوة التي يرسلها الله لمعونة المؤمنين به ولنصرتهم على أعدائهم.
زنار
انظر (ثوب).
زنا
خطيئة تلوث حياة الأنسان ونفسه وتنجسه وتستحق عقاب الله الصارم حسب إعلاناته وهي:
1 – المعنى الموسوي – كل اتصال جنسي غير شرعي. كأن يضاجع رجل امرأة غيره، أو فتاة مخطوبة لرجل آخر، أو فتاة حرة غير مخطوبة إلخ. وكان عقاب هذه الخطية الرجم والموت (لا20: 10 وتث22: 22 – 29). وهناك تفاصيل عديدة بخصوص هذه الخطيئة وطريقة أظهارها ومعاقبتها في أسفار موسى (عد5: 11 – 31).
2 – المعنى المسيحي – كل نجاسة في الفكر والكلام والأعمال. وكل ما يشتم منه شيء من ذلك ولعل هذا المعنى مأخوذ من الوصية السابعة بتفسير المسيح في موعظته على الجبل (خر20: 14 وتث5: 18 ومت5: 27 و28).
3 – المعنى المجازي – الانحراف عن العبادة للإله الحقيقي إلى الآلهة الوثنية. أو كل عدم أمانة بالنسبة للعهد مع الله (إر3: 8 و9 وحز23: 37 و43 وهو2: 2 – 13).
وقد وردت هذه اللفظة في الكتاب المقدس كثيرا للدلالة على خيانة شعب الله ونكثهم للعهود المقدسة وكأن الله يطلب كل قلوبنا المحبة باعتباره زوجا ينتظر من عروسه كل قلبها.
ابن زنى
انظر (ولد) ابن ولد نتيجة لعلاقة غير شرعية بين رجل وامرأة. وقد حرم على ابن الزنى أن يدخل في جماعة الرب (تث23: 2).
زان – زانية
تطلق هاتان الكلمتان على الرجل والمرأة الفاجرين. وأول زانية تحدث عنها الكتاب هي ثامار (تك38: 6 و24). وقصة الزانيتين في 1 مل 3: 16 – 28 تبرز حكمة سليمان وقد نهى الناموس الموسوي الآباء عن تعريض بناتهم للزنى وحكم بأحراق ابنة الكاهن عندما تزني (لا21: 9). وكانت الزانية تحسب نجسة. وقد قرن اسمها باسم الكلب (تث23: 18).
وشبهت بالهوة العميقة والحفرة الضيقة (أم23: 27). وحذر الشباب أشد تحذير من معاشرتها (أم7: 10 – 27، 29: 3). وتستعمل في الكتاب المقدس لتدل على تعدي بني إسرائيل على حق الله وعهده واتباعهم لعبادة الأصنام وللنجاسة (أش1: 21 وإر2: 20، 3: 1 وحز16: 15 وهو2: 2، 4: 15 ونا3: 4 (انظر (راحاب).
زهرة
كوكب منير وهو الكوكب الذي يظهر في الصباح الباكر معلنا نهاية الظلام، وهو ألمع النجوم في السماء في ذلك الوقت. ويسمونه فينس، أو لوسيفر باللاتينية. وقد شبه النبي إشعياء مجد ملك بابل ببهاء هذا الكوكب ابن الصباح (أش14: 12). ويحدثنا الكتاب في مواضع أخرى عن المسيح كوكب الصبح المنير (رؤ22: 16 و2 بط. 1: 19).
أما الاعتقاد العام بأن الشيطان هو هذا الكوكب وأنه الملاك الساقط كالبرق من السماء فقد بدأ في القرن الثالث بين الشعراء، ولعله مبني على التفسير الخاطئ الذي يربط بين قول المسيح في لو10: 18 وبين أش14: 12 أو رؤ9: 1،
12: 7 – 10.
زوزيون
(تك14: 5) ربما كان هذا اسما آخر للزمزميين. وهم قبيلة من سكان المقاطعة الواقعة شرقي بحر لوط والأردن وكانوا جبابرة في أجسامهم وقوتهم وقد غزاهم كدرلعومر فهزمهم ثم طردهم بنو عمون.
زوفا
اسم نبات ذكر عدة مرات في العهد القديم ولم يستطع علماء الأحياء من القطع بشيء نهائي بخصوصه. والرأي التقليدي بين اليهود أنه الزعتر أو السعتر واسمه باللاتينية Origanum inaru وبالإنجليزية Marjoram أو Thyme. ويظهر من الكتاب المقدس أن هذا النبات استعمل استعمالات متنوعة فاستعمل للتطهير من البرص (لا14: 4 و6 ( ومن الخطية (مز51: 7) ومن الأوبئة (لا14: 49 و51) وللطهارة الطقسية (عد19: 6 و18) كما استعمل واسطة لرش الدم (خر12: 22 وعب9: 19) كما استعمل لرفع الأسفنجة المملوءة خلا للمسيح على الصليب (يو19: 29). والزوفا أيضا نبات عطري الرائحة، له طعم حار في البداية ثم يحدث برودة في الفم لذلك يروي ويبرد أكثر من الماء وينبت في الجدران وفي الصخور، وأوراقه مشعرة صغيرة، ويستخدم في شكل حزم صغيرة يمكن أن تحمل السوائل في داخلها للرش. وربما كانت أضافة الزوفا أو أوراقها إلى الخل في أسفنجة يخفف آلام المصلوبين.
زوان
عشب اسمه بالاتيينية Lolium وهو ذو أطراف ليفية كثيرة، ينبت كثيرا بين الحنطة بدون زراعة ومرات ينثر حبوبه. وهو عشب سام يحدث أكله دوارا وارتعاشا وربما يسبب موتا. يتعذر التفريق بينه وبين الحنطة في البداية، لكن الفرق يظهر بعد النضج والإثمار. ولا يمكن اقتلاع الزوان من وسط الحنطة وإلا حدثت أضرار بالغة للحنطة، فيضطر صاحب الحقل إلى التأني عليه حتى وقت الحصاد فتنشغل النساء والأولاد في جمعه أولا للحريق وربما يستخدم لإطعام الدجاج، ثم تجمع الحنطة بعد ذلك (مت13: 24 – 30 و36 – 43). والزوان يصور عمل إبليس لتعطيل ملكوت المسيح كما أن الزوان هم الأشرار في داخل الكنيسة.
زاوية
جمعها زوايا وردت في الشريعة الموسوية إشارات متعددة إلى زوايا الحقل أي أركانه. ووجوب تركها في الحصاد للفقير واليتيم والأرملة (لا19: 9، 23: 22). وهذه ناحية من نواحي تتميم الناموس في محبة القريب كالنفس. وقد استعملت الكلمة مضافة إلى شيء مثل زاوية موآب وتعني تخوم تلك البلاد (إر48: 45) أو زاوية السرير، أي الموضع الممتاز في البيت الذي يفرش عليه الدمقس (عا3: 12). والزاوية في زك10: 4 تشير إلى حجر الزاوية أي المسيح (مت21: 42 وأف2: 20
و1 بط. 2: 6).
زيت
استعمله العبرانيون القدامى وكان على الأغلب زيت الزيتون. وفي العادة ينضج ثمر الزيتون في الخريف، ثم تهز الشجرة أو تضرب للحصول على ثمرها (تث24: 20 وأش17: 6، 24: 13). ثم يعصر الزيت بالدوس عليه بالأرجل (تث33: 24 ومي6: 15) أو بالوضع في آلات لهذا الغرض، ثم يرسب كل ما فيه من أوسأخ ويؤخذ الزيت النقي للاستعمال.
وقد كان الزيت أنتاجا أساسيا في فلسطين (عد18: 12 وتث7: 13 ونح10: 39، 13: 5) وقد استعمل للإضاءة بوضعه في السرج (خر25: 6 ومت25: 3). وكان الزيت النقي المرضوض يجهز بطريقة خاصة للإضاءة المستمرة في القدس
(خر27: 20) كما استعمل الزيت في الطعام (1 أخ 12: 40 وحز16: 13)، وفي صنع الخبز (1 مل 17: 12). كما كانت تقدمات كثيرة تخلط وترش بالزيت قبل تقديمها (لا2: 1 – 7 (كما استخدم الزيت في معالجة الجراح (أش1: 6 ومر6: 13 ولو10: 34). وقد استخدم الزيت أيضا في دهن الأجسام والرؤوس بعد تعطيره بالعطور الشرقية لا سيما في المواسم والاحتفالات. وكان استخدامه بهذه الصورة دليلا على الفرح والسرور (مز23: 5) وعدم استخدامه دليلا على الحزن
(مت6: 17). وقد استخدم أيضا في مسح الملوك (1 صم 10: 1، 16: 1 و13 و1 مل 1: 39 و2 مل 9: 3 و6). وقد سمي زيتا مقدسا بالنسبة لأنه كان يستخدم باسم الله (مز89: 20). كما استخدم في مسح الكهنة ورؤساء الكهنة بعد تجهيزه بصورة خاصة بل في مسح خيمة الاجتماع، والتابوت، والمائدة والمنارة والمرحضة وقاعدتها والمذبحين (خر30: 22 – 33) انظر (زيتون).
زيت مرضوض
زيت مضروب جيدا ومجهز لاستعمالات خاصة، انظر (زيتون).
شجرة الزيت
(إش41: 19) شجرة زيتون بري يمكن استخلاص الزيت منها لكنه زيت أردأ بكثير من الزيت المستخلص من شجرة الزيتون والاسم العبري (شمن) أي دهن ربما يوضح نوع زيتها. وهي موجودة في المناطق الواقعة قرب حبرون والسامرة وجبل تابور. وقد ترجمت الكلمة العبرانية الموجودة في سفر الملوك الأول 6 غالبا بكلمة زيتون ومرة زيتون بري (نح8: 15) وفي هذه الآية الأخيرة يذكر الزيتون أيضا فلا بد أن يكون المراد من شجرة الزيت غير المقصود من الزيتون. ويظن أن خشب هذه الشجرة استخدم في صناعة الكروبيم في هيكل سليمان. وكان كل كروب يرتفع إلى عشرة أذرع (1 مل 6: 23 و26). وكذلك في صنع زوايا الأبواب في الهيكل (1 مل 6: 31 – 33).
زيتون
شجرة معروفة من القديم في فلسطين (خر23: 11 وتث6: 11 ويش24: 13 وقض15: 5 و1 صم 8: 14). كما كانت تنبت في آشور (2 مل 18: 32). ويظهر بهاؤها في أن أوراقها خضراء في الأعالي وسنجابية فضية من أسفل حتى إذا هزها الهواء ظهرت الشجرة من بعيد كأنها مغطاة ببرقع فضي شفاف جميل جدا (هو14: 6) وزهره أبيض وكثيرا ما ينتثر فتشبه به العاقر حينئذ (أي15: 33). ويؤكل حب الزيتون إلا أن قيمته العظمى في زيته (أي24: 11 وحز27: 17). ولم يزل الثمر يجمع بخبط الشجرة (تث24: 20) أو النفض (أش17: 6). وقد أوصي الإسرائيليون بأن يبقوا خصاصة الزيتون للفقراء (تث24: 20).
ويعيش الزيتون مئات السنين ويحمل في الشيبة كالأرز وكالنخل (قارن مز92: 12 و14). أما معاصره فقد كانت منقورة في الصخر (أي29: 6) كما تشهد بذلك الآثار أيضا في تلك البلاد. ومرات كانوا يدوسون حبوبه بالأرجل (مي6: 15).
وقد استعمل خشب الزيتون في صنع بعض أجزاء الهيكل ومتعلقاته (1 مل 6: 23 و31 و33). أما تطعيم الزيتونة البرية في زيتونة جيدة فيشير إليه بولس في رسالة رومية 11: 17 – 24 مصورا دخول الأمم إلى الإيمان، كما وتغيير الطبيعة الشريرة بالتطعيم بطبيعة أخرى يشير إلى عمل النعمة في القلب البشري الشرير.
وأول ما حملته الحمامة إلى نوح بعد الطوفان كان ورقة شجرة الزيتون (تك8: 11). لذلك صار غصن الزيتون شعار السلام وعلامته. وكذلك شجرة الزيتون علامة تشير إلى النجاح والبركة الإلهية (مز52: 8 وإر11: 16 وهو14: 6).
وعندما تتقدم شجرة الزيتون في العمر تكثر من حولها نبتات الزيتون الصغيرة النامية (مز128: 3).
وقد كانت النساء تتزين في بعض المناسبات بإكليل من زهوره كما كان إكليل الزهر الذي يطوق عنق المنتصر في الألعاب الأوليمبية في اليونان مكونا من أوراق الزيتون.
زيثام
اسم عبري معناه (شجرة زيتون)، لاوي (1 أخ 23: 8، 26: 22).
زيج
(عا7: 7 و8) وهو المطمار أو خيط تعلق به رصاصة يستعمله البناؤون لتحقيق ارتفاع البناء عموديا.
زيف
1 – رجل من يهوذا من بيت يهللئيل (1 أخ 4: 16).
2 – مدينة في جنوب يهوذا تعرف اليوم باسم الزيفة جنوبي غربي كرنوب (يش15: 24).
3 – مدينة في المنطقة الجبلية في يهوذا (يش15: 55) بالقرب من برية زيف (1 صم 23: 14 – 24، 26: 2)، وقد حصنها رحبعام (2 أخ 11: 8). وتعرف اليوم باسم تل زيف، وهو هضبة ترتفع إلى 2882 قدما فوق سطح البحر وتبتعد أربعة أميال إلى الجنوب الشرقي من حبرون. إلى هذه المدينة هرب داود من وجه شاول واختبأ فيها، وأما الغاب المذكور في 1 صم 23: 15 ربما كان مكان بالقرب من زيف.
زيفيون
هم سكان زيف (1 صم 23: 19 وعنوان مز54).
زينا
انظر (زيزا).
زيو
اسم شهر عبراني انظر (شهر).
شجرة الزيت
العبارة التي ترجمت فيها شجرة الزيت في إش41: 19، هي نفس العبارة التي ترجمت (خَشَبِ الزَّيْتُونِ) في
1 مل 6: 23 و(أَغْصَانِ زَيْتُونٍ بَرِّيٍّ) في نح8: 15. ومن هذا الخشب عمل سليمان كروب الهيكل، وباب المحراب وقوائم مدخل الهيكل (1 مل 6: 23 و26 و31 – 33).
شجرة الزيت أو الزيتون البري، هي شجيرة لها زهور عطرة الرائحة، وأوراقها خضراء تعطي زيتا أقل قيمة من زيت الزيتون. وهذه الأشجار وفيرة في فلسطين قرب حبرون والسامرة وجبل تابور.
مصطلحات إضافية من موقع سانت تكلا هيمانوت
زاباد ابن ناثان
اسم عبري معناه “الله قد وهب” أو “هبة”:
ابن لناثان بن عَتَّاي بن العبد المصري يرحع (1 أخبار 2: 34 – 36). ويظن أنه كان أحد أبطال داود (1 أخبار 11: 41).
زاباد الإفرايمي
اسم عبري معناه “الله قد وهب” أو “هبة”:
أفرايمي قتله رجال جت عند محاولته سرقة ماشيتهم (1 أخبار 7: 21).
زاباد الذي أخذ زوجة غريبة 1
اسم عبري معناه “الله قد وهب” أو “هبة”:
اسم ثلاثة رجال من الذين اتخذوا لأنفسهم زوجات غريبات (عز 10: 27 و33 و43)، وهذا كان مِنْ بَنِي زَتُّو.
زاباد في عصر عزرا 2
اسم عبري معناه “الله قد وهب” أو “هبة”:
اسم ثلاثة رجال من الذين اتخذوا لأنفسهم زوجات غريبات في زمن عزرا (عز 10: 27 و33 و43)، وكان هذا مِنْ بَنِي حَشُوم.
زاباد المتزوج امرأة غريبة 3
اسم عبري معناه “الله قد وهب” أو “هبة”:
زاباد مِنْ بَنِي نَبُو، هو اسم رجل من الذين اتخذوا لأنفسهم زوجة غريبة (عز 10: 27 و33 و43).
زاباد بن أحلاي
Zabad ben Ahlai هو ابن أحلاي، وأحد أبطال داود الثلاثين (سفر أخبار الأيام الأول 11: 41).
الأدومي زارح ابن رعوئيل
اسم عبري معناه “بزوغ النور” , وقد تسمى بهذا الاسم عدد من رجال العهد القديم:
أدومي من سلالة إسماعيل وحفيد عيسو وابن رعوئيل (تك 36: 3 و4 و13 و17 و33 و1 أخبار 1: 37 و44).
اللاوي زارح ابن جرشوم
اسم عبري معناه “بزوغ النور” , وقد تسمى بهذا الاسم عدد من رجال العهد القديم:
لاوي من بني جرشوم (1 أخبار 6: 21 و41).
زارح الملك الكوشي
اسم عبري معناه “بزوغ النور” , وقد تسمى بهذا الاسم عدد من رجال العهد القديم:
Zerah the Ethiopian ملك كوشي خرج بجيش جرار بلغ مليون رجل لمحاربة يهوذا في أيام آسا الملك, وانهزم في مريشة في وادي صفاتة (2 أخبار 14: 9) ويظن بعضهم أنه “أوسوركون الأول” Osorkon I أو “أوسوركون الثاني” Osorkon II من الأسرة الثانية والعشرين التي حكمت مصر (فرعون). كما يعتقد آخرون أن اللفظ “كوشي” يرجع إلى أصل عربي فيكون الملك زارح وجيشه من الأعراب بحسب هذا الاعتقاد.
زباي أبو باروخ
اسم عبري معناه “نقى” أو “المتنقل من مكان لآخر” أو “وهب”:
وهو اسم أبي باروخ الذي رمم بعزم قسمًا ثانيًا من الزاوية إلي مدخل بيت ألياشيب الكاهن العظيم، في سور أورشليم في أيام نحميا (نح 3: 20)، ولعله هو نفسه “زَبَاي” المذكور سابقًا.
زَبَاي المتزوج امرأة غريبة
اسم عبري معناه “نقي” أو “المتنقل من مكان لآخر” أو “وهب”. وهو اسم لرجل مِنْ بَنِي بَابَاي اتخذ امرأة غريبة (عز 10: 28) في أيام عزرا بعد العودة من السبي. وربما كان هو نفسه الشخص الذي يذكره نحميا (نح 3: 20) على أنه أبو باروخ كان من مرممي سور أورشليم.
زبد | مزبد
الزبد من الماء والبحر والبعير واللبن وغيرها: الرغوة أو الغثاء. والكلمة في العبرية هي “قصف” أو غثاء الماء حيث يقول هوشع إن “السامرة ملكها يبيد كغثاء (قِصِف) علي وجه الماء” (هو 10: 7). والكلمة العبرية مشتقة من الفعل “قصف” بمعني “قصف أو كسر أو انفجر”. وفي العربية “أرغي فلان وأزبد” أي “غضب وتوعد وتهدد”، وقد ترجمت نفس الكلمة إلي “أسخط” (انظر عد 1: 53، مز 38: 1، 106: 32).
وترد كلمة “يزبد” (من الكلمة اليونانية “أفريزو” aphrizo: ἀφρίζει) أي يخرج الرغوة من فمه، مرتين في الإصحاح التاسع من إنجيل مرقس في وصف الغلام الذي كان به روح أخرس حيث كان يقع علي الأرض “يتمرغ ويزبد” (مرقس 9: 18, 20، انظر أيضًا لو 9: 39). ويرد اسم الفاعل منها في رسالة يهوذا حيث يصف الأشرار بأنهم “أمواج بحر هائجة مزبدة بخزيهم” (يهوذا 13).
زبدي البنياميني
اسم عبري معناه “الله قد أعطى” , وقد تسمى أربعة رجال بهذا الاسم في الكتاب المقدس:
رجل من بني بنيامين (1 أخبار 8: 19).
زبدي الشفمي، المشرف على خزائن خمر كروم داود
اسم عبري معناه “الله قد أعطى” , وقد تسمى أربعة رجال بهذا الاسم في الكتاب المقدس:
رجل أقامه داود مشرفًا على خزائن الخمر في كرومه (1 أخبار 27: 27). من بلدة شفام.
زبدي اللاوي، من أولاد آساف
اسم عبري معناه “الله قد أعطى” , وقد تسمى أربعة رجال بهذا الاسم في الكتاب المقدس:
لاوي من أولاد آساف (نح 11: 17) وربما أخذ مهنة أبيه في التسبيح وورثها لأبنائه. ويسمى أيضًا زكري (1 أخبار 9: 15).
زبدي أبو الرسل يعقوب ويوحنا
اسم عبري معناه “يهوه قد أعطى” (مر 1: 19 و20) يُظن أنه زوج سالومة وأب لأثنين من الرسل. ولم يكن عاملًا كأحد الفعلة الذين يحملون طعام كل يوم بيومه بل كان أرفع مرتبة من ذلك, إذ كان معه أجرى في سفينته على ما هو مذكور صريحًا عند عودة ربنا لابنيه يعقوب ويوحنا ليكونا في جملة رسله. وقد كانت امرأته تنفق من مالها على السيد لسد احتياجاته كما ذكر عنها أكثر من مرة.
زبديا اللاوي
اسم عبري معناه “يهوه قد أعطى” , وهو اسم أطلق على تسعة أشخاص في العهد القديم كانوا قليلي الأهمية:
لاوي من بني قورح (1 أخبار 26: 2) وهو أحد “حراس الأبواب”.
زبديا المعلم واللاوي
اسم عبري معناه “يهوه قد أعطى” , وهو اسم أطلق على تسعة أشخاص في العهد القديم كانوا قليلي الأهمية:
رجلان عيّنهما الملك يهوشافاط لتعليم الشريعة الإلهية وتنفيذها في مدن يهوذا. فكان أحدهما لاويًا معلّمًا (2 أخبار 17: 8) وكان الثاني قاضيًا.
القاضي زبديا ابن يشمعئيل
اسم عبري معناه “يهوه قد أعطى” , وهو اسم أطلق على تسعة أشخاص في العهد القديم كانوا قليلي الأهمية:
رجلان عيّنهما الملك يهوشافاط لتعليم الشريعة الإلهية وتنفيذها في مدن يهوذا. فكان أحدهما لاويًا، وكان الثاني قاضيًا وابن يشمعئيل رئيس بيت يهوذا (2 أخبار 19: 11).
زبديا ابن شفطيا
اسم عبري معناه “يهوه قد أعطى” , وهو اسم أطلق على تسعة أشخاص في العهد القديم كانوا قليلي الأهمية:
جاء ذكره مع عزرا, كان من بني شفطيا (ابن مِيخَائِيل) رجع من سبي بابل مع عزرا على رأس ثمانين شخصًا من عائلته (عز 8: 8).
زبديا الكاهن
اسم عبري معناه “يهوه قد أعطى” , وهو اسم أطلق على تسعة أشخاص في العهد القديم كانوا قليلي الأهمية:
زبديا مِنْ بَنِي إِمِّير، جاء ذكره مع عزرا, كان كاهنًا اتخذ امرأة غريبة بعد الرجوع من بابل (عز 10: 20).
زبديون
قبيلة عربية قديمة هاجمها يوناثان المكابي، وضربهم وسلب غنائمهم في حربه ضد ديمتريوس ملك سورية (1 مك 12: 31). ويقول عنهم يوسيفوس انهم كانوا “نبطيين” أي ينتمون إلي القبيلة التي كانت عاصمتها “بترا” الحصينة. ولعلهم كانوا يسكنون في مدينة “زباد” ومنها أخذوا لقبهم. وبعد ان هزمهم يوناثان، تقدم غلي دمشق (1 مك 12: 32) مما يدل علي أنهم كانوا يسكنون بين حماة ودمشق. ولعل “الزباني” بين بعلبك ودمشق تحتفظ باسم القبيلة القديمة.
زبديئيل أبو يشبعام
اسم عبري معناه “الله أعطى” , اسم لثلاثة رجال:
والد يشبعام رئيس الحراس في الفرقة الأولى عند داود (1 أخبار 27: 2).
زبديئيل الأمير
اسم عبري معناه “الله أعطى” , اسم لثلاثة رجال:
أمير عربي في سنة 145 ق. م. اغتال الإسكندر بالاس ملك سوريا (سفر المكابين الأول 11: 17).
أرض زبولون
اسم عبري معناه “سكن, إقامة”.
الأرض التي كانت من نصيب السبط الزبولوني في أرض كنعان. وقد أشار إليه أبوه بروح النبوة قبل أن يكون فعلًا بزمان طويل – وهو عبارة عن المكان الواقع في شمال فلسطين وإلى الغرب من بحر الجليل (تك 49: 13). وفي داخل حدود زبولون وُجدت مدينة صغيرة باسم بيت لحم. وقد دعيت بيت لحم أرض زبولون لتميزها عن بيت لحم التي في حدود يهوذا. وكذلك في حدودها جبل تابور الذي ظن بعضهم أنه جبل التجلي.
زبولوني | زبولونيون
الزبولونيون هم نسل زبولون بن يعقوب، وكانت عشائرهم الثلاث هي عشيرة السارديين وعشيرة الإيلونيين وعشيرة الياحلئيليين (عد 26: 26, 27).
زبل | مزبلة
الزبل رجع الحمام والغنم، وكان يستخدم سمادًا للأرض (لو 13: 8)، ووقودًا (انظر حزقيال 4: 15). وقد استخدم طعامًا في وقت المجاعة الشديدة (2 مل 6: 25).
ويستخدم مجازيًا للدلالة علي الحقارة والتفاهة (إش 5: 25).
والمزبلة هي موضع إلقاء الزبل أو القمامة، وتستخدم مجازيًا للدلالة علي الفقر والبؤس (1 صم 2: 8، مز 113: 7، مراثي 4: 5، وعلي الخراب والدمار (عز 6: 11، دانيال 2: 5، 3: 29).
زُجّ
الزج طرف الرفق ونصل السهم والحديدة في أسفل الرمح. وعندما سعي عسائيل – أخو يؤآب – وراء أبنير بن نير قائد جيش شاول، قال له أبنير: “مل من ورائي. لماذا أضربك إلي الأرض..؟ فأبي أن يميل فضربة أبنير بزج الرمح في بطنه، فخرج الرمح من خلفه فسقط هناك ومات في مكانه” (2 صم 2: 22, 23).
الزحاف
الجراد في طور الزحف (يوئيل 1: 4).
زرجون | زرجونة
الزرجون هي قضبان الكرم. ويأتي بمعاني أخرى مثل “الخمر” أو “صبغ أحمر”. والمفرد الواحدة “زرجونة”.
وذُكِرَت الكلمة مرتان في الكتاب المقدس:
“وَأَتَوْا إِلَى وَادِي أَشْكُولَ، وَقَطَفُوا مِنْ هُنَاكَ زَرَجُونَةً بِعُنْقُودٍ وَاحِدٍ مِنَ الْعِنَبِ، وَحَمَلُوهُ بِالدُّقْرَانَةِ بَيْنَ اثْنَيْنِ، مَعَ شَيْءٍ مِنَ الرُّمَّانِ وَالتِّينِ” (سفر العدد 13: 23).
“ولم يزل خدام الملك الذين القوهم يوقدون الأتون بالنفط والزفت والمشاقة والزرجون” (تتمة سفر دانيال 1: 46).
زرحيا الكاهن
اسم عبري معناه “الرب اشرق” وهو:
كاهن من نسل العازر (1 أخبار 6: 6 و51 وعز 7: 4).
زرحيا والد راجعين من بابل
اسم عبري معناه “الرب اشرق” وهو:
رجل رجع بنوه من بابل مع عزرا [عددهم: 201] (عز 8: 4).
زَرَع | زراعة
يقصد بالزراعة فلاحة الأرض لإنتاج المحاصيل ورعاية الحيوانات للحصول علي منتجاتها.
أولًا: الأنماط الزراعية في الهلال الخصيب:
يتفق جميع العلماء علي أن الزراعة هي أساس الحضارة، ففي الزراعة يتمكن الفلاح من إنتاج فائض من الطعام للآخرين حتى يتفرغوا للعمل في الحرف والمهن التخصصية الأخرى. وقد تميزت معظم البلاد التي تحدث عنها الكتاب المقدس، باحتراف أهلها للزراعة التي كانت أساسًا لقيام الحضارة فيها. وكانت الزراعة التي مارسها بنو إسرائيل وثيقة الصلة بالزراعة كما مارستها شعوب الشرق الأوسط القديمة. كما كان بنو إسرائيل وجيرانهم يربون الحيوانات للانتفاع بألبانها ولحومها وأصوافها، ولاستخدامها في الركوب والحمل وحرث الأرض. وقد نتج عن اختلاف العوامل البيئية من موضع لآخر، التباين في الأساليب المستخدمة في الزراعة.
ولا شك أن العبرانيين لاحظوا الزراعة في أرض مصر بدورتها السنوية المرتبطة بفيضان النيل كل عام. ورغم أن بني إسرائيل كانوا جماعة من الرعاة في أثناء تغربهم في أرض مصر (تك 47: 6)، لكنهم لابد قد تعرفوا علي نظام الزراعة المبني علي أساليب الري الطبيعي والصناعي، لإنتاج الحبوب والخضر والفواكه، وعندما دخل بنو إسرائيل إلي أرض الموعد واستقروا فيها، مارسوا الزراعة في فترة انتقالهم من حياة الرعي والترحال إلي حياة الزراعة والاستقرار، مستخدمين أساليب الكنعانيين في الزراعة.
ولقد عرف العبرانيون أيضًا أساليب الزراعة في بلاد بين النهرين عن طريق اتصالهم بهم في التجارة وفي الحروب. لقد كانت البيئة في بلاد الدجلة والفرات تختلف عنها في وادي النيل، لأن فيضان نهري دجلة والفرات كان جارفًا وخطيرًا، واستتبع ذلك قيام نظام للتحكم في الفيضان، وشق الكثير من القنوات للري، إلا أن كلتا المنطقتين كانت تنتجان محاصيل متشابهة وبخاصة من الحبوب، كما زرع بنو إسرائيل نفس المحاصيل، لكنهم لم يستخدموا نفس أساليب الري في بلادهم التي تتخللها الأودية والمرتفعات.
ثانيًا: منشأ الزراعة:
إن دراسة الزراعة في الكتاب المقدس تتضمن دراسة منشأ الزراعة. ويخلص معظم العلماء إلي أن الزراعة قد بدأت في الشرق الأوسط، حيث بدأوا في إنتاج الحبوب عن طريق حرث الأرض باستخدام حيوانات الجر، وبالطبع كان هناك أساليب أخري لإنتاج الغذاء ظهرت فيما بعد في مناطق أخري مثل جنوبي شرق أسيا وغيرها من البلدان وليست المشكلة هي مكان منشأ الزراعة، ولكن المشكلة هي هل اشتغل الإنسان بالزراعة منذ نشأته، أو أنه كان يكسب قوته بطرق أخري.
I – السجل الكتابي للزراعة:
يقرر سفر التكوين أن الإنسان – منذ البداية – عرف الحيوانات المستأنسة والنباتات واعتني بها واستخدمها. فمن الواضح أن آدم مارس زراعة البساتين فبل السقوط (تك 2: 9, 15). وبعد أن طُرد آدم من جنة عدن، واجه بيئة عنيدة تطلب منه كدًا شاقًا ليحصل علي قوته (تك 3: 17 – 19). كما انه من الجلي أن قايين كان يزرع الأرض، وأن هابيل كان يربي قطعان الأغنام فقد “كان هابيل راعيًا للغنم، وكان قايين عاملًا في الأرض” (تك 2: 4). فأقوال الكتاب المقدس تؤيد القول بأن البشر قد اكتسبوا قوتهم أساسًا من زراعة المحاصيل وتربية الماشية.
II – النظرية غير الكتابية للزراعة:
يعتقد علماء الآثار والأنثروبولوجيا ومؤرخو ما قبل التاريخ أن تاريخ الإنسان سلسلة من التطورات الحضارية، يطلق عليها بعامة العصر الباليوليثي، والميزوليثي، والنيوليثي (أي العصور الحجري القديم والأوسط والحديث). ومن خلال العصرين الحجريين القديم والأوسط كان الإنسان صائدًا للحيوان وجامعًا للثمار، وبدأ الإنسان الرعي في العصر الحجري الحديث أي منذ نحو عشرة آلاف عام. ويقبل معظم المؤرخين القول بأن الإنسان الأول تخلي بالتدريج عن اعتماده علي صيد الحيوانات البرية والتقاط النباتات البرية، وبدأ في إنتاج طعامه من الأنواع المستأنسة من الحيوان والنبات. وفي هذا الصدد يقدم العلماء حضارة النطوفيين في فلسطين دليلًا علي هذا الانتقال. والسؤال هو: هل بدا الإنسان أصلًا صائدًا أم زارعًا؟
ج – الآراء التاريخية عن الزراعة:
إن دراسة موضوع الزراعة في الكتاب المقدس لا تترك مجالًا واسعًا للإجابة علي هذا السؤال الذي لم ينل حقه من الدراسة. ونحن نؤمن بصحة ما يقوله الكتاب المقدس، وأن البيانات الأركيولوجية غير كاملة ومعرضة لتأويلات مختلفة. وعند تمحيص الآراء القديمة يكتشف الإنسان أن الكتبة المسيحيين لم يولوا حياة الإنسان الاقتصادية إلا القليل من الاهتمام. ومن خلال التقاليد العبرية واليونانية، افترض “ترتليانوس” أن البشرية كانت تعيش علي الحبوب والثمار قبل الطوفان. وقد سادت هذه الفكرة بين رجال الكنيسة الذين اعتقدوا أن الإنسان لم يصبح آكلا للحوم إلا بعد الطوفان. وقد اتفق “نوفاتيان” في القرن الثالث الميلادي مع هذا الرأي بتأكيده أن الإنسان قبل الطوفان كان يأكل الثمار، لكنه بعد الطوفان أكل اللحوم والحبوب والنباتات. ورأي أوغسطينوس أن آدم قد مارس الزراعة لكنها لم تكن مرهقة، بل كانت عملًا تعاونيًا إلي أبعد حد.
وقد صارت هذه الآراء تقليدية في الكنيسة رغم الرأي الغالب القائل بأن الإنسان بعد أن مر في مرحلة الصيد تحول إلي الرعي وأخيرًا إلي الزراعة. وفي أواخر القرن التاسع عشر، عارض عارض ألماني يدعي “جورج جرلاند” (Gerland) الرأي الشائع بقوله: “كانت الزراعة هي الحرفة الأولي للبشرية، ومن ثم فإن الترتيب التقليدي لمراحل نشاط الإنسان من صيد إلي ترحال إلي زراعة، لا يمثل التطور الحقيقي.. فقد كان البشر في الأصل يعملون بالزراعة، ثم انقسم الناس فيما بعد إلي جماعات، واضطروا تحت ضغط الحاجة إلي القوت، إلي أن يتحول بعضهم إلي الصيد، والبعض الآخر إلي تربية الحيوان ورعايته..” ويقدم “جرلاند” مفتاحًا للإجابة علي سؤال نشأ عن إدعاء علم الآثار بأن الإنسان الأول كان صائدًا، فبالنظر إلي حكم الله علي الإنسان وعلي البيئة التي حوله – بعد السقوط – ليس عجيبًا أن يتخلي الإنسان عن العائد الضعيف والبطيء من الزراعة، ليتجه إلي الصيد الأيسر نسبيًا. ويبدو هذا واضحًا من القصاص الذي أوقعة الله علي قايين بعد أن قتل أخاه هابيل: “فالآن ملعون أنت من علي الأرض التي فتحت فاها لتقبل دم أخيك من يدك، متى عملت الأرض لا تعود تعطيك قوتها، تائهًا وهاربًا تكون في الأرض” (تك 4: 11, 12). وواضح أن الصيد أكتسب أهمية بعد ذلك من وصف نمرود: “وكوش ولد نمرود الذي ابتدأ يكون جبارًا في الأرض، الذي كان جبار صيد أمام الرب. لذلك يقال كنمرود جبار صيد أمام الرب” (تك 10: 8, 9).
وعندما تحول الإنسان |إلي الصيد، لعله نسي الزراعة والرعي، أو علي الأقل أصبحت الزراعة والرعي أقل أهمية بالنسبة لحياته الاقتصادية، وبخاصة في الظروف الصعبة المناطق المرتفعة. وبدون اهتمام الإنسان وانتقائه للأصناف والعناية تدهور بها الحال وتحولت الحيوانات والنباتات إلي الحالة البرية التي كانت عليها أصلًا. وهناك أمثلة تاريخية لهذه العملية، فمثلًا عندما |أدخل الأسبان الحصان إلي أمريكا، هربت بعض الجياد لتكون قطعانًا برية في غربي أمريكا. أما فيما يختص بالنباتات، فيتفق علماء النبات علي أنه لولا رعاية الإنسان وعنايته لتدهورت النباتات من جراء تنوع الأمشاج والعوامل الوراثية. “إن التدهور في الأداء يصبح واضحًا حالمًا يقل الانتخاب بواسطة الإنسان أو ينعدم”.
والنتيجة المنطقية إذًا، هي أن الدليل علي قيام الزراعة والرعي منذ البداية – وقد كانا محدودين في نطاق عدد قليل من الناس – لم يعثر عليه علماء الآثار. وبعد حقبة طويلة من الزمن تجمعت العوامل لتتيح للإنسان فرصة إعادة اكتشاف مزايا إنتاج الطعام من خلال تربية الحيوان والنبات. وأصبح الانتقال إلي الزراعة والرعي وتطويرهما، من الأمور المنتشرة علي نطاق واسع، مما أتاح للمؤرخين إدراك الدليل المناسب لافتراض أنهما قد ظهرا في العصر الحجري الحديث (النيوليثي).
ثالثا: العوامل البيئية في الزراعة:
ترتبط الزراعة بالعوامل البيئية، مثل السمات الطبوغرافية والمناخية، وخواص التربة. ولكي نفهم الزراعة في إسرائيل قديمًا، يلزمنا أن نتعرف علي مجموع هذه العوامل التي كانت تؤثر في إنتاج المحاصيل:
I – الطبوغرافيا في الزراعة:
الأرض المقدسة بصفة عامة أرض جبلية مع وجود مساحات كبيرة من المنحدرات شديدة الميل علي طول أخدود وادي الأردن، مما يجعل الزراعة قاصرة علي أرض الوادي الضيقة، أو حيث يمكن الزراعة علي مصاطب. ومع أن وادي الأردن يصل عرضة إلي بضعة أميال، وهو مستو نسبيًا، إلا أنه سهل جاف يعلو سهلًا ضيقًا يفيض عليه النهر. ولم يكن الري ممكنًا بالأساليب المستخدمة في مصر أو في بلاد ما بين النهرين. وكانت أريحا وغيرها تحصل علي احتياجاتها من الماء من الينابيع والعيون المتفجرة من المرتفعات المجاورة، وليس من نهر الأردن. وتتميز المرتفعات الشمالية غربي وادي الأردن بالتلال التي تتخللها أودية عديدة تضم مساحات كافية لقيام الزراعة. وإلي الجنوب في تلال يهوذا، فإن الأرض منحدرة إلي حد كبير، إلا أن المصاطب الموجودة هناك، وقمم الجبال المتموجة في الإقليم الواقع بين أورشليم وبير سبع، تسمح بقيام زراعة حقلية. أما السهل إلي الغرب من جبال يهوذا، فهو – إلي حد كبير – عبارة عن سفوح متقطعة، إلا أنه توجد أودية قليلة تتجه من الشرق إلي الغرب يمكن زراعتها. أما سهل شارون الواقع غربي أفرايم (السامرة) فصالح للزراعة، لكنه ينتهي غربًا بمنطقة مستنقعات لا فائدة منها. أما وادي اسدرالون المستوي الواقع إلي الجنوب الشرقي من سلسلة جبال الكرمل، فقد كانت تحده في القديم مستنقعات كمنطقة الحولة شمالي بحر الجليل. وإلي الجنوب من تلال يهوذا تنحدر الأرض تدريجيًا حتى النقب حيث يحد الجفاف من الزراعة. وتبدأ هضبة شرقي الأردن في الارتفاع بشدة عن الوادي، إلا أن المنطقة المرتفعة (باشان، جلعاد، عمون، موآب) مناسبة جدًا للزراعة.
II – المناخ للزراعة:
يتمتع هذا البلد بتنوع مناخي مذهل بالنسبة لمساحته الصغيرة. ويتفاوت سقوط الأمطار بدرجة كبيرة، وذلك تبعًا للارتفاع وخط العرض. وتسقط الأمطار في الشمال بغزارة يمكن الاعتماد عليها، حيث تهطل علي المرتفعات أمطار مقدارها ثلاثون بوصة سنويًا، بينما لا تستقبل منطقة بير سبع في الجنوب إلا نصف هذه الكمية سنويًا مع عدم انتظام سقوطها. وكلما اتجهنا شرقًا نجد أن أمطارًا غزيرة تسقط علي المنحدرات الغربية المرتفعة بسبب العواصف الزوبعية، بينما يغلب الجفاف علي المنحدرات المواجهة للشرق. ويسقط علي غربي اليهودية في المتوسط أكثر من عشرين بوصة سنويًا، ولكن البحر الميت – الواقع علي بعد بضعة أميال إلي الشرق – يتلقي كمية مطر أقل من خمس بوصات سنويًا، وبالاتجاه شرقًا نجد أن مرتفعات عمون وموآب تتلقي كمية مطر مماثلة لما تتلقاه اليهودية، ولكنها تتناقص كلما اتجهنا شرقًا حتى نصل إلي الصحراء العربية.
ويبدأ سقوط الأمطار خلال الفصل البارد، “فالمطر المبكر” يبدأ في أكتوبر، بينما يسقط “المطر المتأخر” في مارس وأبريل. وفي الأزمنة الكتابية كانت الدورة الزراعية تتوقف علي موسمي الجفاف والرطوبة، فكان الفلاح يزرع حقوله بكل الحبوب الهامة عند سقوط المطر، ويحصدها عند انتهاء موسم الأمطار.
كما أن درجات الحرارة تتوقف علي الارتفاع عن سطح البحر، حيث تقل الحرارة علي المرتفعات طوال العام، مع تعرضها للصقيع في شهور الشتاء. ويقتصر انتشار الأشجار التي لا تتحمل البرودة الشديدة (مثل شجرة الزيتون) علي المنحدرات حيث تجد الحماية من صقيع المرتفعات ومن الرياح الباردة القادمة من الصحراء الشرقية. والثلج نادر إلا في الجبال العالية في شمالي لبنان. والفلاح الإسرائيلي يزرع محاصيله حسب نزول الصقيع وحسب كمية الأمطار. وكانت عمليات الزراعة والتقليم والحصاد وغيرها من العمليات الزراعية، تتم في وقت مبكر في المناطق المنخفضة.
ج – التربة الزراعية:
تأتي خصائص التربة في الأراضي المقدسة – كما في أي مكان آخر – تالية في الأهمية للتضاريس والصخور التي تحت التربة، والغطاء النباتي الطبيعي والمناخ. وهناك تنوع معقول في التربة في هذه المساحة الصغيرة. فالتربة في بعض الأودية الكبرى، وفي سهل شارون خصبة تكونت من طبقات سميكة من الطمي، ولكنها في المرتفعات وفي المناطق الجافة عبارة عن طبقة رقيقة حجرية، وقد كانت التربة في القديم في فلسطين ومنطقة بير سبع تربة طفلية خصبة يصل سمكها إلي عدة بوصات، إلا أن الجفاف كان يحد من الإنتاج. وكانت التلال في يهوذا وأفرايم وعمون وموآب ذات تربة حجرية رقيقة ولكنها خصبة حيث أنها تربة جيرية نشأت وتطورت أساسًا من الحجر الجيري. كما أن التربة في الجليل وباشان وجلعاد خصبة ومنتجة لأنها تكونت حديثًا من طبقة البازلت التي تحتها، أما التربة علي المنحدرات شديدة الميل فهي أقل سمكًا. ويزيل الفلاح عادة الكثير من الأحجار من الحقل ليستخدمها كسياج أو كحائط للمصاطب التي يقيمها.
د – امتداد الأراضي المزروعة:
ليس من الواضح إن كان بنو إسرائيل قد مدوا حدود زراعاتهم إلي كل مناطق حكمهم السياسي في أيام داود وسليمان. وقد استصلحت إسرائيل في العصر الحاضر العديد من أراضي المستنقعات علي طول ساحل البحر المتوسط، وسهل إسدرالون وبحيرة الحولة، وهي مناطق لم تكن مستغلة في القديم. وهناك ما يؤكد أن شعوب المناطق المجاورة لإسرائيل، كانوا يعملون بالزراعة أيضًا حتي في النقب شبة الجاف، وعلي حدود صحراء عمون وموآب وأدوم. ولم يكن ذلك بسبب هطول أمطار أكثر. في ذلك الوقت – لأن العالم “جلوك” Gluck)) يعارض بشدة النظرية القائلة بأنه قد حدث تغير في الأراضي المقدسة خلال الأزمنة التاريخية المعروفة، كما يعتقد أن الجفاف قد نتج عن سوء استخدام الإنسان للأرض، وفشله في استخدام وسائل المحافظة عليها، التي جعلت – فيما مضي – من المناطق شبه الجافة، مناطق إنتاج غزير.
ويشير “جلوك” إلي النبطيين الذين استطاعوا التغلب علي الجفاف في أدوم والنقب، ممتدحًا عملهم الجبار في خلق حقول منزرعة في الأودية. وقد أدت قدرتهم وتمكنهم من علم التربة والحفاظ علي الماء، إلي تحويل الأودية إلي مناطق خضراء، وإلي ازدهار الزراعة في العديد من القرى. ولعل أهل موآب في القديم، تمكنوا – بمثل هذه الأساليب – من استمرار الإنتاج، وقت أن تسبب الجفاف في مغادرة أليمالك ونعمي امرأته وابنيه لمدينتهم بيت لحم، ليتغربوا في موآب (راعوث 1: 1 – 5).
وفي المناطق الأشد جفافًا حول دمشق وأريحا لم تعتمد الزراعة المتخصصة (كزراعة البساتين) علي المطر، بل كانت هذه المناطق تزرع بكثافة اعتمادًا علي الري من ماء الينابيع (في أريحا)، أو من المياه السطحية المنسابة من المنحدرات المطيرة لجبال لبنان الشرقية. وهناك مقولة قديمة مشهورة، وهي أن دمشق هي هبة جبل حرمون للصحراء.
رابعًا: توزيع المحاصيل الزراعية:
يقتبس العالم “بابي” (Baby – 1963) بعض الآيات من سفر أخبار الأيام الثاني كموجز لأهم المحاصيل الزراعية في إسرائيل قديمًا: و “الآن الحنطة والشعير والزيت والخمر التي ذكرها سيدي فليرسلها لعبيده” (2 أخ 2: 15). فقد كان القمح والشعير والزيتون والعنب من المواد الرئيسية في غذاء الشعب، ومن ثم كان غالبية الفلاحين يحاولون زراعة اكبر قدر ممكن من هذه المحاصيل. إلا أن التنوع البيئي كان يرجح إنتاج محصول واحد في مناطق معينة حتى لتصبح المحاصيل الأخري ثانوية بالنسبة للمحصول الرئيسي السائد. فكانت يهوذا رائدة في زراعة الكروم، حيث كانت كروم العنب تجود في مصاطب المنحدرات المشمسة. وإلي الشمال في أفرايم (أي في السامرة) تعرض الحجر الجيري لعوامل التعرية ليتحول غلي تربة حمراء خصبة، أثبتت – مع وجود كمية أمطار كافية – بأنها بيئة ممتازة لشجر الزيتون. وإلي الشمال من ذلك في أودية الجليل المكشوفة حيث التربة الغرينية والأمطار الوفيرة، تجود زراعة القمح بكثافة. أما إلي الجنوب، بالقرب من النقب. حيث التربة الطفلية الخصبة والأمطار نادرة، فكانت تنتشر زراعة الشعير. وفي شرقي الأردن علي المرتفعات المطيرة، كان القمح أهم محصول في باشان شمالًا، كما كان الشعير أكثر أهمية في موآب وأدوم جنوبًا.
خامسًا: المواسم الزراعية:
تعتبر نقوش جازر كشفًا أثريًا هامًا لأنها تتيح لنا أن نتبع الدورة الزراعية في عصور الكتاب المقدس، ويبدو أن هذا النقش الحجري كتب لمساعدة بعض الشباب علي تذكر الأنشطة الموسمية التي كان يتبعها الفلاحون الإسرائيليون. وقد ورد في هذا النقش ما نصه “” شهران لجمع الزيتون، شهران لزراعة (الحبوب)، شهران للزراعة المتأخرة، شهر لإعداد الأرض للكتان، شهر لحصاد الشعير، شهر للحصاد والاحتفال بالعيد، شهران لرعاية الكروم، وشهر لثمار الصيف “.
(I) موسم جمع الزيتون:
يذكر نقش جازر أن الفلاح الإسرائيلي يبدأ دورته الزراعية السنوية بجمع الزيتون من منتصف شهر سبتمبر حتى منتصف شهر نوفمبر. وكان العمل الرئيسي في هذه الفترة هو جمع ثمار الزيتون، واستخلاص الزيت منها لاستعماله في العديد من الأغراض. وبسبب هذه الاستخدامات العديدة للزيتون، كانت له المكانة الثالثة بعد الحبوب والعنب. وتحتاج أشجار الزيتون – بالطبع – إلي الكثير من العناية، ولذلك، ولضمان إنتاجية عالية، كان يجب أن تحرث الأرض حول الأشجار في الربيع، ثم تقتلع الحشائش وتوضع طبقة سطحية من القش أو التبن لتحتفظ بالرطوبة تحت الطبقة السطحية للأشجار خلال شهور الصيف غير المطيرة. كما كان يجب أن يتم تقليم الأشجار في الربيع ليمنع النمو الزائد للأغصان من أن تصبح عبئًا طفيليًا علي الشجرة. فيقلل بالتالي من المحصول. وتزهر شجرة الزيتون في مايو، وتسقط زهوره البيضاء الصغيرة بعد أيام قليلة من تفتحها (أي 15: 33)، وتنمو الثمار خلال الصيف وتبدأ في النضج في سبتمبر حين تتساقط أولي الثمرات الناضجة أمام الفلاح، فتبدأ عائلته في جمع الثمار. وكان الفلاحون يستخدمون عصيًا طويلة لإسقاط ما علي الأشجار من ثمار، إلا أن الشباب النشيط كثيرًا ما كانوا يتسلقون الأشجار لجمع الثمار التي في أعلي الشجر. وكانت ثمار الزيتون غير الناضجة تترك لتنضج ثم يجمعها بعد ذلك “الغريب واليتيم والأرملة” (تث 24: 20).
وكان جزء من محصول الزيتون يخلل في ماء مملح ليؤكل مع الخبز. وكانت لزيت الزيتون أهمية كبري، فكان يستخلص بعدة طرق، كان أبسطها عصر الثمار يدويًا في حجر منحوت علي شكل وعاء له قناة لتوصيل الزيت المستخلص إلي الآنية التي سيحفظ بها. وكانت هناك طريقة أخري هي عصر الثمار بالقدمين في وعاء من الحجر، إلا أن أكفأ طريقة لاستخلاص الزيت هي التي كان يستخدمها أصحاب البساتين الكبيرة منه، فكانت الثمار تنقل في سلال علي ظهور الحمير إلي المعاصر، حيث تعصر برحي مستديرة. وإلي جانب استخدامات زيت الزيتون المتعددة في الطعام، كان يستخدم أيضا كعلاج في تضميد الجروح (لو 10: 34)، وأيضًا كدهن رمزًا للسلام والازدهار (مز 23: 5).
ب – موسم الزراعة:
مع بداية نزول “المطر المبكر” في نوفمبر يبدأ الفلاح في حرث الحقول استعدادًا لبذر الحبوب. ويعتقد البعض أن الفلاحين الأوائل في الشرق الأوسط قد استخدموا العصي أو المعازق لتجهيز المساحات الصغيرة. أما الحقول الكبيرة فكانت تحرث بالمحراث الذي تجره الحيوانات (وكانت الثيران عادة). وكان شكل الحقول يميل إلي الشكل المستطيل ليتلاءم مع الأخاديد الطولية للحرث، وكانت مساحة الحقل تتوقف علي تضاريس المنطقة.
وكان المحراث النموذجي مصنوعًا من الخشب له سكينة من النحاس أو من البرونز، إلي أن استخدام الإسرائيليون الحديد في صنع سلاح المحراث، وقد عرفوا ذلك من الفلسطينيين في القرن العاشر قبل الميلاد. وينبغي أن نخلط بين هذه المحاريث والمحاريث الحديثة المصنوعة من الصلب، ذات الشفرات الحادة والقلابات التي تقلب ست بوصات أو أكثر من التربة. لقد كان المحراث القديم يخدش سطح التربة إلي عمق ثلاث أو أربع بوصات ويمكن أن تري اليوم – في بعض بلدان الشرق الأوسط – مثل هذا المحراث ذي العارضة الخشبية التي تربط إلي نير يوضع علي أعناق الثيران.
وكانت هناك آله للبذر (بذَّارة) تلحق ببعض المحاريث في بلاد بين النهرين قديمًا، حيث كانت تنثر البذور من خلال أنبوبة لتسقط خلف سلاح المحراث، ولكن يبدو أن الإسرائيليين لم يستخدموا مثل هذه الآلة، فكان الفلاح يلقي بالبذور بنثرها بيده وهو يسير في الحقل جيئة وذهابًا. وكان الفلاح يحمل البذور في سلة أو في كيس مربوط إلي خصره. ثم تطمر البذور بعد ذلك بالحرث مرة ثانية، أو تجر بعض الأغصان أو كتلة خشبية وراء الثيران، كما أن عملية التجريف كانت تعمل علي تسوية أرض الحقل وطمر البذور لضمان الإنبات ولمنع الطيور من التقاط البذور وأكلها: “هل يحرث الحارس كل يوم ليزرع ويشق أرضة ويمهدها. أليس أنه إذا سوّي وجهها يبذر الشونيز ويذرِّي الكمون، ويضع الحنطة في أتلام، والشعير في مكان معين والقطاني في حدودها؟” (إش 28: 24, 25). و “فيما هو يزرع سقط بعض علي الطريق، فجاءت الطيور وأكلته” (مت 13: 4). وكان الفلاح عادة يختار أخصب الحقول ليزرعها قمحًا، ثم الأقل خصوبة للشعير، ثم العدس، وهكذا.
ويستمر نثر البذور حتي يناير حتي تتم “الزراعة المتأخرة” للمحاصيل الأخري، وتضم هذه المحاصيل الثانوية الدخن والسمسم والحمص والعدس والبطيخ والخيار والتوم، وغير ذلك من الخضر. وكانت الخضر تزرع عادة في الحدائق والبساتين بالقرب من القرية ومن بيت الفلاح. وكان نثر البذور يقوم به الرجل، أما النساء فكن يساعدن في زراعة البساتين والعناية بها. وكانت عمليات الزراعة وإزالة الحشائش تستمر حتى شهر مارس.
(ج) موسم الحصاد:
يقل سقوط المطر في أبريل حيث يبدأ الشعير في النضج، ثم يتم حصاده في نهاية مايو. وبعد حصاد الشعير، يبدأ الرجال في حصاد القمح الذي يستمر حتى يونية. ويستخدم الرجال في حصاد الحبوب مناجل صغيرة يقطعون بها الأعواد، ثم يجمعونها باليد (مز 129: 7). أما الفلاحون الذين يمتلكون قدرًا أكبر من الماشية، فكانوا يقطعون سيقان النباتات (كالشعير والقمح) فوق الأرض مباشرة ليزيدوا من كمية التبن الناتجة لاستخدامها علفًا للماشية وفراشًا لها. أما إذا لم يكن لدي الفلاح ماشيه فإنه يقطع سيقان النبات أسفل السنابل مباشرة، حتى يكون هناك اقل قدر من القش عند عملية الدرس. وكانت السنابل تحمل إلي مكان الدرس أي إلي البيدر. وكان الرجال يقطعون السنابل، والأطفال يساعدون في جمعها في أكياس.
أما النساء فكن يلتقطن ما سقط من السنابل، كما نقرأ في سفر راعوث. ونادرًا ما كان يسقط المطر خلال موسم الحصاد، ومن ثم لا يحدث إلا القليل من الخسائر. ومع ذلك كان هناك خطران يتهددان المحصول، هما: الريح الشرقية اللافحة القادمة من الصحراء والتي كثيرًا ما كانت تدرر الحبوب الناضجة. والخطر الثاني هو غزو الجراد الذي كان يلتهم المحاصيل.
وكانت سنابل القمح تحمل بعد حصادها، وتحزم وتكوّم في البيدر بالقرب من القرى. وكان البيدر عبارة عن مساحة دائرية علي سطح حجري صلب مستو، أو علي مساحة قطرها نحو أربعين قدمًا، تزال منها الحجارة وتسوي أرضها وترطب بالماء ثم تدك وتترك لتجف وتصبح سطحًا صلبًا. وفي عملية الدرس تطرح الحزم علي الأرض لتدوسها الثيران، وهي تجر الزحافة التي يجلس فوقها الفلاح، حيث تعمل أظلاف الثيران وقطع الحديد الحادة المثبتة أسفل الزحافة علي فصل الحبوب عن القش والتبن، كما تدرس القش إلي أشياء صغيرة. وكان بعض الفلاحين يفضلون استعمال آله ذات مجرفة علي شكل قرص عن استخدام الزحافة العادية، وكانت تجرها الثيران أيضًا، وكانت أفضل من الزحافة العادية لأنها لم تكن تهشم الكثير من الحبوب (إش 28: 27, 28).
وبعد أن يتحول القمح إلي كومة من الحبوب والتبن، يقوم الفلاح بتذريتها، باستخدام شوكة تذرية، فيرفع بها جزءًا منها إلي الهواء ليعرضها للرياح مرارًا، فتحمل القش والتبن بعيدًا، وتسقط الحبوب مكانها. وأنسب ميعاد للتذرية هو نحو المساء عندما يتحرك الهواء بفعل نسيم البحر بطريقة منتظمة ولطيفة لا شدة فيها. وكانت الحبوب المدروسة تبقي في أكوام في البيدر حيث كان ينام أحد الفلاحين ليلًا بجوارها لحراستها من السرقة (راعوث 3)، ثم تعبأ الحبوب في أكياس لحملها للتخزين في جرار كبيرة أو في صوامع. وقد تم اكتشاف بعضها تحت أرضية منازل أثرياء القوم. وحيث أن إيجار الأرض (وكان بعض الفلاحين يستأجرون الحقول) وكذلك الضرائب كانت تدفع عادة عينًا، لذلك كانت تنقل كمية من الحبوب علي ظهور الحمير إلي مخازن كبيرة لأصحاب الأرض أو للحكومة.
ويربط نقش “جازر” بين موسم الحصاد والعيد، وهو ما يشير بلا شك – إلي الشعائر الدينية الاجتماعية التي تتوافق مع نهاية فترة الأسابيع السبعة التالية لبداية الحصاد: “سبعة أسابيع تحسب لك ابتداء من المنجل في الزرع، تبتدئ أن تحسب سبعة أسابيع، وتعمل عيد أسابيع للرب إلهك” (تث 16: 9, 10، انظر أيضًا لا 23: 15, 16)، وهو العيد المعروف باسم “عيد الخمسين”، وفيه كان يحج الشعب سنويًا إلي بيت الله الذي كان أولًا في شيلوه، ثم بعد ذلك في أورشليم، لإقامة شعائر عيد الباكورات.
(د) موسم زراعة الكروم:
كان العمل التالي الذي يعقب الحصاد، هو العناية بالكروم، وكانت تتطلب عناية كبيرة في الربيع في فترة “المطر المتأخر”، ففي كل ربيع كان الفلاح يلتقط الأحجار من الحقل، ويعيد ترميم الأسوار وينزع الأغصان الميتة، ويحرث أو يزحّف الأرض حول الأشجار، للاحتفاظ بالرطوبة في التربة، كما لقتل الأعشاب والحشائش. وعند ظهور العناقيد ونضجها، تحتاج الكرمة إلي عناية شديدة مستمرة لمنع الحيوانات البرية من التعدي عليها: “خُذُوا لَنَا الثَّعَالِبَ، الثَّعَالِبَ الصِّغَارَ الْمُفْسِدَةَ الْكُرُومِ، لأَنَّ كُرُومَنَا قَدْ أَقْعَلَتْ” (نش 2: 15). وكان أحد الفلاحين أو حارس أجير – يسمي الناطور – يقيم في برج مراقبة يقام خصيصًا لهذا الغرض، يسمح له بالأشراف علي العديد من الكروم. وعند اقتراب موعد جني العنب، كانت الأسرة بأكملها، تنتقل في شهري أغسطس وسبتمبر لتقيم في مأوي طوال فترة جمع العنب. وكان بعض العنب يؤكل طازجًا، والبعض الآخر يجفف ليحفظ في صورة زبيب، ولكن معظم العنب كان يعصر ويخمر ليصير “نبيذًا”. وكان جو من البهجة والفرح يسود فترة جمع العنب ويصاحب عصر العنب: “انتزع الفرح والابتهاج مكن البستان، ولا يغنَّي في الكروم ولا يترنَّم، ولا يدوس دائس خمرًا في المعاصر، أبطلت الهتاف” (إش 16: 10). وكان استخراج العصير من العنب يتم بوضع العنب في الطرف العلوي من إناء حجري كبير، ويهرس بالأقدام فينساب العصير الناتج إلي الطرف السفلي من الإناء.
(ه) حصاد التين والرمَّان:
وكان يجمع التين والرمَّان أيضًا عند نهاية الصيف. وكان نمو التين يستغرق فترة طويلة. ويعتبر التين غذاء أساسيًا للشعب: “أرض حنطة وشعير وكرم وتين ورمَّان، أرض زيتون زيت وعسل” (تث 8: 8). ويتضح قدم التين من قصة آدم وحواء، فقد “خاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر” (تك 3: 7). وتنجح زراعة التين في الأرض الحجرية التي لا تلاءم زراعة معظم النباتات الغذائية الهامة. وشجرة التين بطيئة النمو، وتحتاج إلي عدة سنوات حتى تعطي ثمرًا. وتعتبر شجرة التين رمزًا للاستقرار والاستمرار اقتصاديًا وسياسيًا في البلاد (1 مل 4: 25). وتطرح شجرة التين ثمارها مرتين في العام، وينتج المحصول الأول في يونية في منتصف الصيف من براعم السنة الماضية، أما المحصول الثاني ففي أغسطس وهو الأهم. وكانت الثمار تجفف وتضغط لصنع أقراص منها لتستخدم بعد ذلك ويشكل التين والبلح – لارتفاع نسبة السكر فيهما – مصدرًا رئيسيًا للسكر في غذاء بني إسرائيل، كما كانت أقراص التين تستخدم لأغراض طبية كما حدث في علاج حزقيا الملك، حيث قال إشعياء النبي: “خذوا قرص تين، فأخذوها ووضعوها علي الدمل فبريء” (2 مل 20: 7).
وأشجار الرمَّان – كالتين – أشجار موسمية تتساقط أوراقها، وتطرح في شهر أبريل من كل عام أوراقًا جديدة، وبراعم قرمزية اللون لامعة. ولا تحتاج شجرة الرمَّان إلا إلي القليل من العناية. وتنضج الثمار في شهر سبتمبر حيث تجمع. وكانت الدورة الزراعية السنوية تنتهي بجمع الرمَّان حسب الجدول الذي ورد في نقش جازر، فكانت الحياة الدينية تواكب التقويم الزراعي تقريبًا.
سادسًا: الماشية:
دخل بنو إسرائيل أرض الموعد كجماعة من الرعاة، مع ما احتفظوا به م. تقاليد ترجع إلي أيام إبراهيم الذي كان راعيًا متنقلًا (تك 13). وبعد أن امتلكوا أرض كنعان قضوا فترة في الانتقال من حياة الرعي إلي حياة الزراعة، وقد ظلت الماشية علي أي حال عنصرًا من عناصر النشاط الاقتصادي، وأسهمت في المزاج الحضاري للشعب لعدة أسباب، فقد كان قسم كبير من الأرض بلا زراعة، ولكنه كان مناسبًا جدًا للرعي (1 صم 16: 11، عا 1: 1). ولم تكن الماشية تمد السكان بحاجتهم من المنتجات، وتشكل بالنسبة لهم مصدرًا للدخل فحسب، بل من الواضح أيضًا أن طقوس العبادة كانت تستلزم تقديم ذبائح حيوانية سواء في خيمة الاجتماع أو في الهيكل (1 مل 8: 5، عب 9: 18 – 22).
وكانت الحيوانات المستأنسة المألوفة في إسرائيل تشمل الأغنام والماعز والأبقار والحمير والكلاب، وكذلك الجمال ولكن لم يكن الفلاح عادة يربيها أو يحتفظ بها لأنها لم تكن مناسبة له من الناحية الاقتصادية بالنسبة للحياة المستقرة، ولذلك لم يكن يمتلك الجمال سوي التجَّار وبدو الصحراء الرحّل. ويبدو إن الخيل كانت حيوانات ذات اعتبار خاص، فكانت تعتبر من قبيل الفخفخة والأبهة لا يقدر معظم الفلاحين علي اقتنائها. وكانت الخيل تستخدم أساسًا في ركوب الفرسان وجر المركبات في جيش الملك. أما الحمير فكانت حيوانات الحمل، فكانت تحمل الإنسان وحاصلاته كما يحدث في كثير من القرى في الريف الآن. ومن الأمور التي لا تنسي أن الرب حين دخل إلي أورشليم منتصرًا كان راكبًا علي أتان (مت 21: 5)، كما كانت الأبقار والثيران من حيوانات الحمل والعمل الشاق حيث كانت تجر المحراث والزحافة والعزاقة ومختلف أدوات الزراعة، كما كانت تستخدم أيضًا في تقديم الذبائح، ويبدو أنها لم تكن تُربَّي أساسًا لإنتاج اللبن أو اللحم كما هو الحال الآن.
أما الأغنام فكانت أهم المواشي عند بني إسرائيل في القديم، وقد ورد الحديث عنها في الصفحات الأولي من سفر التكوين فقد “كان هابيل راعيًا للغنم” (تك 4: 2). وكانت الغنم ذات الذيل السمين هي المفضلة لدي الرعاة، كما هي الآن، لأن ما تختزنه من دهون في ذيلها، يمكِّنها من تحمل ظروف الرعي غير المستقرة خلال فصول الجفاف. وكان الضأن أفضل مصادر اللحم، كما كان صوفها يُغزل وتنسج منه الملابس. ولسنا في حاجة إلي تأكيد أهميتها في الذبائح (إش 53). وكان القطيع عادة يضم الغنم مع الماعز، فالماعز تمد الراعي بعدة منتجات، فتمده باللحم والشعر لصناعة الملابس الخشنة، وكانت الخيام السوداء المصنوعة من شعر الماعز خيامًا تقليدية في عصور الكتاب المقدس، وما زالت مستخدمة عند البدو والرعاة الرحل. كما كانت تمده بالجلود المستخدمة في صنع الزقاق التي يحفظ فيها الراعي اللبن، أو يخزن فيها الخمر، أو ينقل فيها الماء وغيره من السوائل. وهذه الزقاق كانت مفضلة جدًا عند الشعب. وكانت الغنم والماعز كثيرة جدًا في إسرائيل بسبب قوة تحملها الكبيرة لظروف الرعي هناك، فهي أكثر تحملًا لتلك الظروف من الأبقار والخيل.
وتستخدم تربية الغنم وحياة الرعي في تصوير العلاقات الروحية بين الشعب – كغنم – وبين الرب، كراع، وهو تشبيه رائع لرعاية الرب وعنايته بشعبه أفرادًا وجماعة: “الرب راعَّي فلا يعوزني شيء. في مراعٍ خضر يربضني، إلي مياه الراحة يوردني…” (مز 23)، “أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف..” (يوحنا 10: 1 – 17).
زغل
الإنجليزية: dross – أي رغوة المعادن، النفاية.. وهي الشوائب التي توجد في المعادن والتي تُزال بصهر المعدن وتنقيته بالنار. ويرتبط الزغل عادة في الكتاب المقدس بالفضة (أم 25: 4، 26: 23، إش 1: 22, 25، حز 22: 18).
ويستخدم “الزغل” مجازًا رمزًا للفساد الأدبي، فيقول المرنم: “كزغل عزلت كل أشرار الأرض” (مز 119: 119). كما يقول الرب لحزقيال النبي: “قد صار لي بيت إسرائيل زغلًا.. صاروا زغل فضة” (حز 22: 18, 19). ويقول الحكيم: “فضة زغل تغشي شقفة، هكذا الشفتان المتوقدتان والقلب الشرير” (أم 26: 23).
زَفَسْ | زيوس | زوس
وهو رئيس الآلهة عند اليونان، وقد سماه الرومان جوبتر، وقد كان متسلطًا على جميع الآلهة الوثنية. ولقد هدف الحكام الوثنيون من يونانيين ورومانيين إلى تعميم عبادة زفس في العالم كله فأقاموا معابد وتماثيل له في كل المدن الهامة تقريبًا. وعندما أقام انتيخوس الرابع مذبحًا لزفس فوق مذبح المحرقات في الهيكل في أورشليم اشتعل غضب اليهود وبدأوا ثورتهم بقيادة يهوذا المكابي وأخوته، التي انتهت برجوع الحرية إلى اليهود بعد أربعمائة سنة تقريبًا، قضوها في السبي وفي العبودية. وحدثنا (سفر الأعمال 14: 8 – 18) عن شفاء المقعد في لسترة واعتقاد أهلها ليكأونية أن بولس وبرنابا إنما هما آلهة تشبهت بالناس ونزلت إليهم، وزعموا أن ظهور الرسولين تكرارًا لما جاء في خرافاتهم من أن زفس وهرمس افتقدا مقاطعتهم في سالف الأيام ولذلك دعوا برنابا زفس وبولس هرمس إذ كان هو المتقدم في الكلام. والأرجح أن ذلك كان بسبب فصاحته وحسن بيانه، وبحسن بيانه، وبناء على زعمهم هذا خرج كاهن زفس (الإله الحارس للمدينة والذي كان هيكله قدام الأبواب) بالثيران والأكاليل وكان مزمعًا أن يذبح للرسولين ويسجد لهما هو والشعب لو لم يلح عليه الرسولان أن يرجعوا عن هذه الأباطيل.
زقاق | أزقة
الزقاق الطريق الضيق نافذاَ أو غير نافذ. ويقول الرب يسوع: “فمتي صنعت صدقة فلا تصوت قدامك بالبوق كما يفعل المراءون في المجامع كي يمجدوا من الناس” (مت 6: 2)، أي أنهم لا يتركون مكانًا إلا ويفاخرون بما يفعلون. وفي مثل العشاء العظيم، ويقول رب البيت لعبده: “اخرج عاجلًا إلي شوارع المدينة وأزقتها” (لو 14: 21) أي لا تترك مكانًا دون أن تذهب إليه. وعندما أخرج الملاك بطرس من السجن بعد أن أنفتح لهما باب الحديد من ذاته “خرجا وتقدما زقاقًا واحدًا وللوقت فارقه الملاك” (أع 12: 10).
الزقاق المستقيم
الزقاق أو الشارع الوحيد الذي ذُكِرَ بالاسم في الكتاب المقدس، وكان في دمشق عاصمة سورية، والتي استقلت عن روما بعد صلب المسيح بقليل، وكان يحكمها حاكم عربي في الفترة التي جرت فيها الأحداث المدونة في الإصحاح التاسع من سفر أعمال الرسل. وكان يقع في هذا الشارع بيت يقيم فيه شاول الطرسوسي ضيفًا علي رجل اسمه يهوذا، بعد أن لاقاه الرب في الطريق إلي دمشق – وقد أمر الرب حنانيا أحد التلاميذ في دمشق أن يذهب إليه. فصدع حنانيا بالأمر، وذهب إلي شاول ووضع يده عليه فأبصر وقام واعتمد. فكان ذلك البيت في الزقاق المستقيم هو المكان الذي تجدد فيه بولس الرسول وقبل دعوة الرب ليكون إناءً مختارًا يحمل اسمه “أمام أمم وملوك بني إسرائيل” (أع 9: 1 – 22).
وما زال يوجد في دمشق شارع بهذا الاسم “الشارع المستقيم” وهو شارع ضيق يمتد من الباب الشرقي للمدينة إلي الغرب حتي يصل قلب المدينة ويقع به أحد أسواق دمشق الشهيرة. ولكن لا نستطيع أن نجزم بأنه نفس الشارع الذي كان يقيم فيه شاول الطرسوسي، فقد طرأ علي المدينة الكثير من التغيير، وإن كانت لا تزال به بعض المباني من العصر الروماني.
زق | زقاق
← اللغة القبطية: ne\bhl.
الزق وعاء من الجلد يجز شعره ويستخدم لحفظ الماء والسوائل. وكان بنو إسرائيل يستخدمون – علي الأخص – جلود الماعز والغنم، كما استخدموا أيضًا جلود الثيران والجمال. فكان الجلد يُسلخ بعناية بعد قطع رقبته وأطرفه، ثم يطوي الجلد من عند الرقبة إلي أن ينسلخ عن كل الحيوان. ثم يدبغ الجلد ويزال منه الشعر، وتربط كل الفتحات، ما عدا الرقبة، ربطًا محكمًا. وهكذا يصبح صالحًا لحمل السوائل وحفظها. وما زالت الزقاق تستخدم في الكثير من القرى لنقل الماء وحفظ اللبن وغيره من السوائل (انظر يش 9: 4,13، 1 صم 10: 3، 25: 18، 2 صم 16: 1، مز 119: 83، إرميا 13: 12).
وبالاستعمال يتمدد الجلد وييبس ويصبح ضعيفًا قابلًا لأن ينشق، وهذا ما كان يعنيه الرب يسوع في مثل الخمر الجديدة في زقاق عتيقة (مت 9: 17) فالخمر الجديدة تستمر في التخمر ويزداد حجمها، بينما الزقاق العتيقة لم تعد قابلة للتمدد فتنشق وتنسكب الخمر.
زكري رئيس بنيامين 1
اسم عبري معناه “مذكور” وهو اسم لكثيرين:
ثلاثة من رؤساء بنيامن (1 أخبار 8: 19 و23 و27).
زكري من رؤساء بنيامين 2
اسم عبري معناه “مذكور” وهو اسم لكثيرين:
ثلاثة من رؤساء بنيامن (1 أخبار 8: 19 و23 و27).
زكري الرئيس البنياميني 3
اسم عبري معناه “مذكور” وهو اسم لكثيرين:
ثلاثة من رؤساء بنيامن (1 أخبار 8: 19 و23 و27).
زكري اللاوي | زبدي
اسم عبري معناه “الله قد أعطى” , وقد تسمى أربعة رجال بهذا الاسم في الكتاب المقدس:
لاوي من أولاد آساف (نح 11: 17) وربما أخذ مهنة أبيه في التسبيح وورثها لأبنائه. ويسمى أيضًا زكري (1 أخبار 9: 15).
زكري اللاوي
اسم عبري معناه “مذكور” وهو اسم لكثيرين:
لاوي آخر (1 أخبار 26: 25).
زكري الرأوبيني
اسم عبري معناه “مذكور” وهو اسم لكثيرين:
رأوبيني (1 أخبار 27: 16). وهناك مَنْ يربط بينه وبين زكري والد ملك يوآش، وهو والد أليعزر.
زكري أبو ملك يوآش
اسم عبري معناه “مذكور” وهو اسم لكثيرين:
أب لأحد الذين ملكوا يوآش (2 أخبار 23: 1) وربما كان هو نفس الشخص المذكور باسم زكري الرأوبيني.
زكري الإفرايمي
اسم عبري معناه “مذكور” وهو اسم لكثيرين:
افرايمي أشتهر في الحرب بين فقح وآحاز (2 أخبار 28: 7).
زكري البنياميني
اسم عبري معناه “مذكور” وهو اسم لكثيرين:
بنياميني (نح 11: 9).
زكري الكاهن
اسم عبري معناه “مذكور” وهو اسم لكثيرين:
كاهن من الذين عادوا مع زربابل في أيام الكاهن العظيم يوقايم (نح 12: 17).
ذكري اللاوي | زكري
اسم عبري معناه “مذكور” وهو اسم لكثيرين:
لاوي من عشيرة قهات (خر 6: 21) وقد ورد اسمه في الترجمة العربية المتداولة “ذكري”.
الملك زكريا ابن يربعام الثاني
← اللغة الإنجليزية: Zechariah – اللغة العبرية: זְכַרְיָה – اللغة اليونانية: Ζαχαριας – اللغة القبطية: Zaxariac.
اسم عبري معناه “يهوه قد ذكر”، وقد تسمى بهذا الاسم اثنان وثلاثون شخصًا في الكتاب المقدس:
ابن يربعام الثاني ملك إسرائيل وخليفته (2 مل 14: 29)، ملك نحو ستة أشهر ثم وقع في أيدي شلّوم فقتله وملك عوضًا عنه (2 مل 15: 8 – 11 وعا 7: 9).
وهو زكريا بن يربعام الثاني الملك الرابع عشر من ملوك إسرائيل بعد انقسام المملكة، والملك الرابع من بيت ياهو، وقد ملك في السامرة ستة شهور (2 مل 14: 29). ولم يملك زكريا علي العشرة الأسباط فحسب، ولكنه كان ملكًا أيضًا علي ولاية دمشق التي استولي عليها أبوه. وقد عمل زكريا الشر في عيني الرب، وكان أمامه إنذاران: أولهما وعد الرب لجده ياهو، قائلًا له: “من اجل انك أحسنت بعمل ما هو مستقيم في عيني وحسب كل ما بقلبي فعلت بيت آخاب، فأبناؤك إلي الجيل الرابع يجلسون علي كرسي إسرائيل” (2 مل 10: 30). وثانيهما ما قاله الرب علي فم عاموس النبي: “أقوم علي بيت يربعام بالسيف” (عا 7: 9)، وهو ما تم فعلًا إذ “فتن عليه شلوم بن يابيش وضربه أمام الشعب فقتله وملك عوضًا عنه.. ذلك كلام الرب الذي كلم به ياهو قائلًا بنو الجيل الرابع يجلسون لك علي كرسي إسرائيل. وهكذا كان” (2 مل 15: 10 – 12)، فقد كان زكريا بن يربعام هو الجيل الرابع لياهو.
زكريا الكاهن، أبو يوحنا المعمدان
← اللغة الإنجليزية: Zechariah – اللغة العبرية: זְכַרְיָה – اللغة اليونانية: Ζαχαριας – اللغة القبطية: Zaxariac.
اسم عبري معناه “يهوه قد ذكر”، وقد تسمى بهذا الاسم اثنان وثلاثون شخصًا في الكتاب المقدس:
كاهن من فرقة أبيا (لو 1: 5) – وهو أبو يوحنا المعمدان. وقد ذكرت صفاته وصفات امرأته بأبسط العبارات وأتمها وضوحًا، وكانا كلاهما ورعين بارين سالكين في جميع وصايا الرب وباذلين وسعهما ليحصلا على نعمة الروح القدس (لو 1: 6). أما مولد يوحنا فأعلن بطريقة عجيبة خارقة للعادة. فلم يصدق بل شك وطلب علامة غير اعتيادية دفعًا لما في نفسه من الريبة فكانت آيته أن فقد قوة النطق وبقي صامتًا إلى اليوم الثامن بعد ميلاد الصبي إذ دعاه يوحنا حسب قول الملاك له، وفي الحال انطلق لسانه وعاودته قوة النطق. فأخذ يشكر الله ويحمده مملوءًا من الروح القدس ومسبحًا الرب بنشيد أشبه بالتسابيح العبرانية القديمة (لو 1: 57 – 80).
وفرقة أبيا وهي الفرقة الثامنة من الفرق الأربع والعشرين التي قسم إليها داود الملك بني هارون الكهنة (1 أخ 24: 1, 10). وكان هو وامرأته أليصابات – من بنات هارون – “كان كلاهما بارين أمام الله سالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم. ولم يكن لهما ولد إذ كانت أليصابات عاقرًا، وكانا كلاهما متقدمين في أيامهما” (لو 1: 5 – 7).
وفي إحدى نوبات فرقته، “أصابته القرعة أن يدخل إلي هيكل الرب ويبخر.. فظهر له ملاك الرب واقفًا عن يمين مذبح البخور” (لو 1: 8 – 11)، وبشره أن امرأته ستحبل وتلد له ابنًا يسميه يوحنا، “يكون عظيمًا أمام الرب.. ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس.. لكي يهيئ للرب شعبًا مستعدًا”. ولما أبدي زكريا شكه في إمكان حدوث ذلك، أصابه بالخرس فكان صامتًا إلي يوم ختان يوحنا (لو 1: 13 – 22, 62 – 64).
ولما ولد الصبي وأرادوا أن يختنوه في اليوم الثامن حسب الوصية، وأرادوا أن يطلقوا عليه اسم أبيه، طلبت أمه أن يسمي يوحنا، فاعترض أقرباؤها، ثم “أومأوا إلي أبيه ماذا يريد أن يسمي. فطلب لوحًا وكتب قائلًا اسمه يوحنا فتعجب الجميع، وفي الحال انفتح فمه ولسانه وتكلم وبارك الله”. وإذا امتلأ بالروح القدس ترنم بالأنشودة الجميلة عن خلاص الرب لشعبه المسجلة في إنجيل لوقا (1: 67 – 79).
وكانت أليصابات امرأته تمت بصلة القرابة للعذراء مريم (لو 1: 36). وعندما ذهبت العذراء مريم – بعد بشارة الملاك لها – إلي بيت زكريا وسلمت علي أليصابات، أرتكض الجنين في بطن أليصابات، وامتلأت من الروح القدس و “صرخت بصوت عظيم وقالت مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك. فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي.. فطوبي للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب” (لو 1: 39 – 45).
زكريا بن يهوياداع
← اللغة الإنجليزية: Zechariah – اللغة العبرية: זְכַרְיָה – اللغة اليونانية: Ζαχαριας – اللغة القبطية: Zaxariac.
اسم عبري معناه “يهوه قد ذكر”، وقد تسمى بهذا الاسم اثنان وثلاثون شخصًا في الكتاب المقدس:
زكريا بن يهوياداع (ويرجح أنه كان حفيده) وكان كاهنًا للرب في أيام اخزيا ويوآش وبعد موت يهوياداع الموقر الذي كان يتمتع بالاحترام والإكرام الذي والذي كان صديقًا وحاميًا ومرشدًا ليوآش قام الملك والشعب وتركوا بيت الرب إله آبائهم وعبدوا الآلهة أشيرة والأصنام.
أما زكريا يهوياداع هذا، وكان قد تنصب كاهنًا، وقد رأى ما كان من الملك والشعب قام بإرشاد الروح وتوعدهم على تمردهم وشر قلوبهم وهو في حالة الغيظ الشديد، غير أن خطابه أثار غضبهم ففتنوا عليه ورجموه بحجارة في دار بيت الرب بين المذبح والهيكل بأمر الملك الناكر للجميل، أما هو فرفع دعواه إلى الله واستغاث بملك يهوذا العظيم لينتقم له من أعدائه إذ قال “الرب ينظر ويطالب” (2 أخبار 24: 20 – 22). وقد أشار المسيح إلى هذه الحادثة الفظيعة في (مت 23: 35 ولو 11: 51)، وقد دعاه المسيح في متى زكريا بن برخيا ولعله استعمل لفظة “ابن” هنا كما تستعمل في مواضع كثيرة في الكتاب للدلالة على النسب فقط فيكون برخيا أحد أجداد زكريا كما يقال أن يسوع ابن داود.
زكريا اليهوذي في أيام عزيا
← اللغة الإنجليزية: Zechariah – اللغة العبرية: זְכַרְיָה – اللغة اليونانية: Ζαχαριας – اللغة القبطية: Zaxariac.
اسم عبري معناه “يهوه قد ذكر”، وقد تسمى بهذا الاسم اثنان وثلاثون شخصًا في الكتاب المقدس:
رجل عاش في أرض يهوذا في أيام عزيا ولا يعلم عنه وعن خلقه ووظيفته إلا القليل غير أنه كان فاهمًا بمناظر الرب (2 أخبار 26: 5) وربما يراد بهذا التعبير أنه كان تقيًا أو كان له نوع خاص من النبوة. أما مشورته على عزيا فكانت مرشدة له لإتمام واجباته وكانت سببًا لفلاحه. وربما كان هو أبًا “لأبي” أو “أبيه” امرأة آحاز وجدًا لحزقيا (2 مل 18: 2 و2 أخبار 29: 1).
زكريا بن يبرخيا الآسافي
← اللغة الإنجليزية: Zechariah – اللغة العبرية: זְכַרְיָה – اللغة اليونانية: Ζαχαριας – اللغة القبطية: Zaxariac.
اسم عبري معناه “يهوه قد ذكر”، وقد تسمى بهذا الاسم اثنان وثلاثون شخصًا في الكتاب المقدس:
هو ابن يبرخيا Jeberekiah الذي اتخذه اشعياء شاهدًا أمينًا على علاقته مع “النبية” التي حبلت منه وولدت له أبنًا (اش 8: 2) والأرجح أنه كان من بني آساف (2 أخبار 29: 13).
زكريا بن برخيا بن عدو
← اللغة الإنجليزية: Zechariah – اللغة العبرية: זְכַרְיָה – اللغة اليونانية: Ζαχαριας – اللغة القبطية: Zaxariac.
اسم عبري معناه “يهوه قد ذكر”، وقد تسمى بهذا الاسم اثنان وثلاثون شخصًا في الكتاب المقدس:
أحد رؤساء سبط رأوبين في الوقت الذي غزا فيه تغلث فلاسر إسرائيل (1 أخ 5: 5 – 7).
زكريا من رؤساء سبط رأوبين
← اللغة الإنجليزية: Zechariah – اللغة العبرية: זְכַרְיָה – اللغة اليونانية: Ζαχαριας – اللغة القبطية: Zaxariac.
اسم عبري معناه “يهوه قد ذكر”، وقد تسمى بهذا الاسم اثنان وثلاثون شخصًا في الكتاب المقدس:
أحد رؤساء سبط رأوبين في الوقت الذي غزا فيه تغلث فلاسر إسرائيل (1 أخ 5: 5 – 7).
زكريا بن مشلميا القهاتي
← اللغة الإنجليزية: Zechariah – اللغة العبرية: זְכַרְיָה – اللغة اليونانية: Ζαχαριας – اللغة القبطية: Zaxariac.
اسم عبري معناه “يهوه قد ذكر”، وقد تسمى بهذا الاسم اثنان وثلاثون شخصًا في الكتاب المقدس:
زكريا بن مشلميا من بني قهات بن لاوي، وكان بوابًا للباب الشمالي من خيمة الاجتماع في أيام داود الملك (1 أخ 9: 21، 26: 2, 14).
زكريا بن يعوئيل | زاكر
← اللغة الإنجليزية: Zechariah – اللغة العبرية: זְכַרְיָה – اللغة اليونانية: Ζαχαριας – اللغة القبطية: Zaxariac.
اسم عبري معناه “تذكار” رجل من بني بنيامين، وهو أول إسرائيلي سكن في جبعون (1 أخبار 8: 31) ويدعى أيضًا زكريا (1 أخبار 9: 37).
زكريا المغني بالرباب
← اللغة الإنجليزية: Zechariah – اللغة العبرية: זְכַרְיָה – اللغة اليونانية: Ζαχαριας – اللغة القبطية: Zaxariac.
اسم عبري معناه “يهوه قد ذكر”، وقد تسمى بهذا الاسم اثنان وثلاثون شخصًا في الكتاب المقدس:
أحد المغنين بالرباب الثواني من اللاويين الذين عينهم داود الملك للغناء احتفالًا بإحضار تابوت العهد إلي مكانه الذي أعده له في أورشليم (1 أخ 15: 3, 14, 18, 20) وأصبح خادمًا أمام تابوت الرب “لأجل التذكير والشكر وتسبيح الرب إله إسرائيل” (1أخ 16: 4, 5).
زكريا الكاهن نافخ الأبواق
← اللغة الإنجليزية: Zechariah – اللغة العبرية: זְכַרְיָה – اللغة اليونانية: Ζαχαριας – اللغة القبطية: Zaxariac.
اسم عبري معناه “يهوه قد ذكر”، وقد تسمى بهذا الاسم اثنان وثلاثون شخصًا في الكتاب المقدس:
أحد الكهنة الذين كانوا ينفخون بالأبواق أمام تابوت الله عند إحضاره من بيت عوبيد أدوم (1 أخ 15: 24).
زكريا بن يشيا
← اللغة الإنجليزية: Zechariah – اللغة العبرية: זְכַרְיָה – اللغة اليونانية: Ζαχαριας – اللغة القبطية: Zaxariac.
اسم عبري معناه “يهوه قد ذكر”، وقد تسمى بهذا الاسم اثنان وثلاثون شخصًا في الكتاب المقدس:
زكريا بن يشيا من بني قهات وأحد اللاويين في أيام داود الملك (1 أخ 24: 25). زكريا ابن لحوسة.
← اللغة الإنجليزية: Zechariah – اللغة العبرية: זְכַרְיָה – اللغة اليونانية: Ζαχαριας – اللغة القبطية: Zaxariac.
اسم عبري معناه “يهوه قد ذكر”، وقد تسمى بهذا الاسم اثنان وثلاثون شخصًا في الكتاب المقدس:
زكريا الابن الرابع لحوسه من نسل مراري بن لاوي، وكان أحد البوابين في عهد داود الملك (1 أخ 26: 11).
زكريا أبو يدو
← اللغة الإنجليزية: Zechariah – اللغة العبرية: זְכַרְיָה – اللغة اليونانية: Ζαχαριας – اللغة القبطية: Zaxariac.
اسم عبري معناه “يهوه قد ذكر”، وقد تسمى بهذا الاسم اثنان وثلاثون شخصًا في الكتاب المقدس:
زكريا الذي كان ابنه “يدو” رئيسًا لنصف سبط منسى في جلعاد في زمن داود الملك (1 أخ 27: 21).
زكريا من رؤساء يهوذا
← اللغة الإنجليزية: Zechariah – اللغة العبرية: זְכַרְיָה – اللغة اليونانية: Ζαχαριας – اللغة القبطية: Zaxariac.
اسم عبري معناه “يهوه قد ذكر”، وقد تسمى بهذا الاسم اثنان وثلاثون شخصًا في الكتاب المقدس:
أحد رؤساء يهوذا الذين أرسل إليهم يهوشافاط الملك – في السنة الثالثة لملكه – أن يعلمّوا في مدن يهوذا ومعهم بعض اللاويين، “فعلّموا في يهوذا ومعهم سفر شريعة الرب وجالوا في جميع مدن يهوذا وعلَّموا الشعب” (2 اخ 17: 7 – 9).
زكريا اللاوي الآسافي
← اللغة الإنجليزية: Zechariah – اللغة العبرية: זְכַרְיָה – اللغة اليونانية: Ζαχαριας – اللغة القبطية: Zaxariac.
اسم عبري معناه “يهوه قد ذكر”، وقد تسمى بهذا الاسم اثنان وثلاثون شخصًا في الكتاب المقدس:
أحد اللاويين من بني آساف، حل علي ابنه يخرئيل روح الرب في وسط الجماعة في عهد الملك يهوشافاط، لكي يشجعهم باسم الرب في مواجهة الموآبيين الذين أتوا عليهم بجيش عرمرم، قائلًا لهم: “لا تخافوا ولا ترتاعوا بسبب هذا الجمهور الكثير، لأن الحرب ليست لكم بل لله” (2 أخ 20: 14, 15).
زكريا جد حزقيا الملك
← اللغة الإنجليزية: Zechariah – اللغة العبرية: זְכַרְיָה – اللغة اليونانية: Ζαχαριας – اللغة القبطية: Zaxariac.
اسم عبري معناه “يهوه قد ذكر”، وقد تسمى بهذا الاسم اثنان وثلاثون شخصًا في الكتاب المقدس:
زكريا جد الملك حزقيا لأمة “أبي” (2 مل 18: 2) أو “أبية” (2 أخ 29: 1).
زكريا اللاوي معاون حزقيا
← اللغة الإنجليزية: Zechariah – اللغة العبرية: זְכַרְיָה – اللغة اليونانية: Ζαχαριας – اللغة القبطية: Zaxariac.
اسم عبري معناه “يهوه قد ذكر”، وقد تسمى بهذا الاسم اثنان وثلاثون شخصًا في الكتاب المقدس:
أحد اللاويين من بني آساف ممن عاونوا الملك حزقيا في تطهير بيت الرب (2 أخ 29: 13 – 15).
زكريا القهاتي
← اللغة الإنجليزية: Zechariah – اللغة العبرية: זְכַרְיָה – اللغة اليونانية: Ζαχαριας – اللغة القبطية: Zaxariac.
اسم عبري معناه “يهوه قد ذكر”، وقد تسمى بهذا الاسم اثنان وثلاثون شخصًا في الكتاب المقدس:
أحد القهاتيين من بني لاوي ممن أشرفوا علي الرجال الذين قاموا بترميم الهيكل في أيام يوشيا الملك (2 أخ 34: 12).
زكريا الرئيس في عهد يوشيا
← اللغة الإنجليزية: Zechariah – اللغة العبرية: זְכַרְיָה – اللغة اليونانية: Ζαχαριας – اللغة القبطية: Zaxariac.
اسم عبري معناه “يهوه قد ذكر”، وقد تسمى بهذا الاسم اثنان وثلاثون شخصًا في الكتاب المقدس:
أحد رؤساء بيت الله في عهد يوشيا، الذي قدم لهم الرؤساء التبرعات لعمل الفصح (2 أخ 35: 8).
زكريا الفرعوشي الشكنيي
← اللغة الإنجليزية: Zechariah – اللغة العبرية: זְכַרְיָה – اللغة اليونانية: Ζαχαριας – اللغة القبطية: Zaxariac.
اسم عبري معناه “يهوه قد ذكر”، وقد تسمى بهذا الاسم اثنان وثلاثون شخصًا في الكتاب المقدس:
زكريا من بني فرعوش من بني شكنيا، وقد رجع ومعه من الذكور مئة وخمسون من عشيرته من بابل مع عزرا الكاهن في عهد الملك أَرْتَحْشَسْتَا [عددهم: 151] (عز 8: 3).
زكريا الرئيس في عصر عزرا
← اللغة الإنجليزية: Zechariah – اللغة العبرية: זְכַרְיָה – اللغة اليونانية: Ζαχαριας – اللغة القبطية: Zaxariac.
اسم عبري معناه “يهوه قد ذكر”، وقد تسمى بهذا الاسم اثنان وثلاثون شخصًا في الكتاب المقدس:
أحد الرؤساء الذين أرسلهم عزرا إلي إدو الرأس في المكان المسمي كسفيا لإقناع إدو وإخوته النثينيم ليأتوا بخدام لبيت الله (عز 8: 16). زكريا العيلامي.
← اللغة الإنجليزية: Zechariah – اللغة العبرية: זְכַרְיָה – اللغة اليونانية: Ζαχαριας – اللغة القبطية: Zaxariac.
اسم عبري معناه “يهوه قد ذكر”، وقد تسمى بهذا الاسم اثنان وثلاثون شخصًا في الكتاب المقدس:
زكريا مِنْ بَنِي عِيلاَم الذين تزوجوا بنساء أجنبيات في زمن عزرا وأعطوا أيديهم إخراج نسائهم مقربين كبش غنم لأجل إثمهم (عز 10: 26).
زكريا الكاهن في زمن عزرا
← اللغة الإنجليزية: Zechariah – اللغة العبرية: זְכַרְיָה – اللغة اليونانية: Ζαχαριας – اللغة القبطية: Zaxariac.
اسم عبري معناه “يهوه قد ذكر”، وقد تسمى بهذا الاسم اثنان وثلاثون شخصًا في الكتاب المقدس:
أحد الكهنة الذين وقفوا علي المنبر عن يسار عزرا الكاهن وهو يقرأ سفر شريعة الرب (نح 8: 4.
زكريا بن أمريا
← اللغة الإنجليزية: Zechariah – اللغة العبرية: זְכַרְיָה – اللغة اليونانية: Ζαχαριας – اللغة القبطية: Zaxariac.
اسم عبري معناه “يهوه قد ذكر”، وقد تسمى بهذا الاسم اثنان وثلاثون شخصًا في الكتاب المقدس:
زكريا بن أمريا من بني فارص بن يهوذا، الذي سكن حفيده عثايا في أورشليم مع الرؤساء بعد العودة من السبي (نح 11: 4).
زكريا بن الشيلوني
← اللغة الإنجليزية: Zechariah – اللغة العبرية: זְכַרְיָה – اللغة اليونانية: Ζαχαριας – اللغة القبطية: Zaxariac.
اسم عبري معناه “يهوه قد ذكر”، وقد تسمى بهذا الاسم اثنان وثلاثون شخصًا في الكتاب المقدس:
زكريا بن الشيلوني، من أسلاف معسيا بن باروخ من بني فارص أيضًا، من الرؤساء الذين سكنوا في أورشليم بعد العودة من السبي (نح 11: 5).
زكريا بن فشحور
← اللغة الإنجليزية: Zechariah – اللغة العبرية: זְכַרְיָה – اللغة اليونانية: Ζαχαριας – اللغة القبطية: Zaxariac.
اسم عبري معناه “يهوه قد ذكر”، وقد تسمى بهذا الاسم اثنان وثلاثون شخصًا في الكتاب المقدس:
زكريا بن فشحور بن ملكيا من أسلاف عدايا بن يرروحام من الرؤساء في أيام نحميا (نح 11: 12).
زكريا ممثل عائلة عدو
← اللغة الإنجليزية: Zechariah – اللغة العبرية: זְכַרְיָה – اللغة اليونانية: Ζαχαριας – اللغة القبطية: Zaxariac.
اسم عبري معناه “يهوه قد ذكر”، وقد تسمى بهذا الاسم اثنان وثلاثون شخصًا في الكتاب المقدس:
زكريا الذي كان يمثل عائلة عدو من الكهنة في أيام يوياقيم رئيس الكهنة (نح 12: 16). والأرجح أنه هو زكريا بن برخيا النبي.
زكريا بن يوناثان
← اللغة الإنجليزية: Zechariah – اللغة العبرية: זְכַרְיָה – اللغة اليونانية: Ζαχαριας – اللغة القبطية: Zaxariac.
اسم عبري معناه “يهوه قد ذكر”، وقد تسمى بهذا الاسم اثنان وثلاثون شخصًا في الكتاب المقدس:
زكريا بن يوناثان من بني آساف الذي كان يقود أخوته من المغنين عند تدشين أسوار أورشليم في زمن نحميا (نح 12: 35, 36).
الكاهن زكريا ضارب البوق
← اللغة الإنجليزية: Zechariah – اللغة العبرية: זְכַרְיָה – اللغة اليونانية: Ζαχαριας – اللغة القبطية: Zaxariac.
اسم عبري معناه “يهوه قد ذكر”، وقد تسمى بهذا الاسم اثنان وثلاثون شخصًا في الكتاب المقدس:
أحد الكهنة الذين كانوا يضربون بالأبواق عند تدشين أسوار أورشليم (نح 12: 41).
زكور أبو رئيس سبط رأوبين
اسم عبري معناه “متذكر، متنبه”:
أب لرئيس سبط رأوبين الذي أرسل ليتجسس أرض كنعان (عد 13: 4).
زكور الشمعوني
اسم عبري معناه “متذكر، متنبه”:
شمعوني جاء في سلالة مشماع (1 أخبار 4: 26).
زكور اللاوي
اسم عبري معناه “متذكر، متنبه”:
لاوي من بني مراري (1 أخبار 24: 27).
اللاوي زكور خاتم العهد
اسم عبري معناه “متذكر، متنبه”:
لاوي قام بختم العهد (نح 10: 12).
زكا | يزكو
زكا الشيء زكوًا وزكاء نما وزاد. وزكا فلان طهر وصلح فهو زكي وجمعها أزكياء. وزكَّي فلانًا أي مدحه. وتترجم الكلمة في العهد القديم في غالبية المواضع عن كلمة عبرية هي “زكا” (كما في العربية تمامًا)، وهي تعني التنقية. وقد ترجمت الكلمة بمعني النظافة في “نظفت يدي” (أيوب 9: 30)، و “نقية” في “كل طرق الإنسان نقية في عيني نفسه” (أم 16: 2)، و “تنقوا” (إش 1: 16). ويتساءل أليفاز التيماني: “من هو الإنسان حتى يزكو أو مولود المرآة حتى يتبرر؟” (أيوب 15: 14). كما يتساءل أيضًا بلدد الشوحي: “فكيف يتبرر الإنسان عند الله وكيف يزكو مولود المرآة؟” (أيوب 25: 4). وفي المرتين يجتمع التزكية مع التبرير، فهما يكادان يكونان مترادفين (انظر أيضًا مز 51: 4 – انظر أيضًا أيوب 13: 15، 33: 9، مز 73: 13، 119: 9، أم 20: 9).
وتترجم الكلمة في العهد الجديد عن الكلمة اليونانية “دوكيموس” (dokimos) وهي مشتقة من الفعل “داكايو” (dikaios) الذي يترجم عادة بمعني “يتبرر” أو “يبرر” (انظر مت 11: 9، 12: 37، لو7: 29, 35، 10: 29، 16: 15, 18: 14، أع 13: 39، رو 2: 13، 3: 4 إلخ.). وتترجم “مزكي” ومشتقاتها بمعني القبول والممدوح (انظر رو 14: 18، 16: 10، 1 كو 11: 19، 2 كو 10: 18، 3: 7، 2 تي 2: 5، يع 1: 12، 1 بط 1: 7).
زكاة
الزكاة هي صفوة الشيء، وما أخرجته من مالك لتزكيه وتطهره. ولم ترد هذه الكلمة في الكتاب المقدس إلا في الإصحاح الحادي والثلاثين من سفر العدد. فقد أمر الرب موسى قائلًا: “ارفع زكاة للرب من رجال الحرب الخارجين إلي القتال واحدة. نفسًا من كل خمس مئة من الناس والبقر والحمير والغنم” (عد 31: 28)، وذلك من الغنيمة التي غنموها من المديانيين بعد هزيمتهم وكانت الزكاة للرب من الغنم ست مئة وخمسة وسبعين، والبقر ستة وثلاثين ألفًا وزكاتها للرب اثنين وسبعون وخمس مئة وزكاتها للرب واحدًا وستين. ونفوس الناس ستة عشر ألفًا وزكاتها للرب اثنين وثلاثين نفسًا. فأعطي موسى الزكاة رفيعة الرب لألعازار الكاهن كما أمر الرب موسى “(عد 31: 37 – 41).
زلج | مزلاج | مزاليج
المزلاج هو الترباس أو المغلاق، إلا أنه يُفتح باليد، أما المغلاق فلا يفتح إلا بالمفتاح، وجمعه مزاليج. ويقول موسى في تذكير الشعب بإحسانات الرب ومعونته في الغلبة علي ملوك الأموريين والاستيلاء علي مدنهم: “كل هذه كانت مدنًا محصنة بأسوار شامخة وأبواب ومزاليج سوي قري الصحراء الكثيرة جدًا” (تث 3: 5).
زمجر
يُقال “زمجر الرجل زمجرة” أي أكثر الصخب والصياح والزجر، وزمجر الأسد ردد الزئير غاضبًا. وعندما كان شمشون نازلًا مع أبويه إلي تمنة، “إذ بشبل أسد يزمجر للقائه” (قض 14: 5). ويقول المرنم بروح النبوة عن الرب يسوع: “فغروا علي أفواههم كأسد مفترس مزمجر” (مز 22: 13). ويقول “” الأشبال تزمجر لتخطف ولتلتمس من الله طعامها “(مز 104: 21). ويقول أليهو لأيوب عن الله:” يزمجر صوت، يرعد بصوت جلاله… الله يرعد بصوته عجبًا، يصنع عظائم لا ندركها “(أيوب 37: 4, 5). ويقول إرميا النبي:” الرب من العلاء يزمجر ومن مسكن قدسه يطلق صوته، يزئر زئيرًا.. “(إرميا 25: 30). كما يوصف هجوم الأعداء بأنه” لهم زمجرة كاللبوة، ويزمجرون كالشبل، ويهرون ويمسكون الفريسة ويستخلصونها ولا منقذ “(إش 5: 29، انظر إرميا 51: 38، حز 19: 7… إلخ). ويصف الرائي الرب بملاك قوي” نازلًا من السماء متسربلًا بسحابة وعلي رأسه قوس قزح ووجهه كالشمس ورجلاه كعمودي نار… وصرخ بصوت عظيم كما يزمجر الأسد “(رؤ 10: 1 – 3).
مزامير المصاعد
الزمرة هي الفوج أو الجماعة، “فزمرة من الأنبياء” (1 صم 10: 5) و “زمرة الكهنة” (هو 6: 9) هم فوج أو جماعة منهم (انظر أيضًا أم 5: 14).
زمُرة
الزمرة هي الفوج أو الجماعة، “فزمرة من الأنبياء” (1 صم 10: 5) و “زمرة الكهنة” (هو 6: 9) هم فوج أو جماعة منهم (انظر أيضًا أم 5: 14).
زمري رئيس سبط شمعون
اسم عبري ربما كان معناه “مَنْ يشبه بقر الوحش” وهو اسم لخمسة:
Zimri the son of Salu هو ابن سالو الشمعوني، رئيس في سبط شمعون قتله فينحاس بن ألعازار الكاهن في شطيم في غيرته للرب (عد 25: 14).
واسمه حسب كتب الإسلام: “السامري”.
البنياميني زمري ابن شاول
اسم عبري ربما كان معناه “مَنْ يشبه بقر الوحش” وهو اسم لخمسة:
بنياميني من نسل يوناثان ابن شاول (1 أخبار 8: 36 و9: 42).
زمري قائد جيش إسرائيل
اسم عبري ربما كان معناه “مَنْ يشبه بقر الوحش” وهو اسم لخمسة:
قائد في جيش إسرائيل كان على نصف مركبات أيلة بن بعشا ملك إسرائيل. ثم فتن على سيده وقتله متممًا القضاء الإلهي على بيت بعشا وجلس هو ملكًا سبعة أيام في ترصة حتى جاء عمري رئيس الجيش كله فاضطر زمري إلى الانتحار بإحراق قصر الملك عليه, فمات (1 مل 16: 8 – 20). وقد اعتقد بعضهم أنه من نسل شاول وقد حاول أن يسترجع الملك القديم (1 أخبار 8: 36).
شعب زمري
اسم عبري ربما كان معناه “مَنْ يشبه بقر الوحش” وهو اسم لخمسة:
شعب غير معروف (ار 25: 25) وربما كان من سلالة زمران, لكن الدليل على هذا غير متيسر.
زمزمة
الزمزمة الصوت البعيد له دوي وتتابع صوت الرعد، ويقول أليهو عن عظمة الرب وجبروته: “اسمعوا سماعًا رعد صوته والزمزمة الخارجة من فيه… الله يرعد بصوته عجبًا” (أيوب 37: 2, 5).
زَمَان | زمن
كان الزمن في الأيام الأولى يحدد بشروق الشمس وغروبها, أو بالنسبة لمواقع القمر وبعض النجوم. وأول إشارة كتابية إلى الوقت في الكتاب المقدس جاءت في سفر التكوين 1: 5 عندما فصل الله بين النور والظلمة وخلق الشمس لحكم النهار والقمر والنجوم لحكم الليل (1: 14 و16).
وكانت هذه الأنوار كما قال الله لآيات ولأوقات ولأيام وسنين. فصارت أساس التفكير المتطور بخصوص الوقت وتنظيمه.
وعندما بدأ الإنسان يزرع ويفلح الأرض ازداد إدراكه لقيمة الوقت وبدأ ترتيب الوقت بالنسبة للزراعة وتقويم جازر في القرن العاشر ق. م. يسجل شيئًا من هذا الإدراك على قطعة من الحجر المرمري الأملس. والكتاب يذكر هذه الأوقات في تك 8: 22 وخر 34: 21 ولا 26: 5 ومز 74: 17 وزك 14: 8 و2 صم 21: 9. وقد ربط اليهود تاريخهم بالأحداث الكبيرة مثل الخروج من مصر (خر 12: 40) أو السبي البابلي (حز 33: 21 و40: 1) أو بناء الهيكل (1 مل 6: 1) أو الزلزلة (عا 1: 1 وزك 14: 5) أو بالنسبة إلى سني حكم الملوك (2 ملو 3: 1, وغيره).
وهكذا لم يفت اليهود أن يلاحظوا تغييرات الطقس والأزمنة. وكانت الساعة أصغر أقسام الوقت عندهم. ويظهر أنهم كانوا يقيسونها بواسطة آلة شمسية سميت درجات (2 مل 20: 11). وكان يومهم الديني يبدأ بغروب الشمس أما النهار الطبيعي فيبدأ بشروقها. ثم قسموا الليل إلى ثلاثة أقسام سُمّي كل منها هزيعًا. وقد ذكر منها الهزيع الأوسط (قض 7: 19) وهزيع الصبح (السحر) (خر 14: 24 و1 صم 11: 11).
ويظهر الترتيب الروماني الليل في العهد الجديد. فنراه منقسمًا إلى أربع هزع (مر 13: 35). هزيع المساء, ونصف الليل, وصياح الديك, والصباح. وكان اليوم منقسمًا إلى 24 ساعة في كل منها 60 دقيقة وفي كل دقيقة 60 ثانية. وقد نقلوا هذا عن السومريين. وقد أطلق الكلدانيون أسماء على الأيام ترتبط بالشمس وبالقمر وبالنجوم, كما حدد الفلكي نبوريمانو أيام السنة بـ365 يومًا وست ساعات و15 دقيقة و41 ثانية. وهذا قريب للغاية من طول السنة الحقيقي إذ أنه يزيد على طولها الحقيقي ست وعشرين دقيقة وخمس وخمسين ثانية.
أما الأسبوع العبراني فكان سبعة أيام تنتهي بالسبت وقد قسم المصريين القدماء شهرهم وهو 30 يومًا إلى ثلاثة أقسام في كل منها عشرة أيام. وكان البابليون يحرمون القيام ببعض الأعمال في اليوم السابع. ويلاحظ أن العبرانيين بنوا فكرة الأسبوع وتوقيت الزمن على ترتيب الله في الخليقة (تك ص 1 و2). ولم تكن لديهم أسماء للأيام فقد أعطوها أرقامًا إلاّ أنهم ميزوها بسبب القراءات الكتابية اليومية.
أما الشهر العبراني فقد كانت شهرًا قمريًا, كان أول يوم فيه يسمى الهلال وكان عيدًا. وفي أسفار موسى الخمسة ويشوع والقضاة وراعوث لم يُذكر سوى شهر واحد باسمه وهو ابيب. ثم عدّت الشهور حسب ترتيبها فقيل الشهر الثاني والثالث إلخ… وفي سفر الملوك الأول تُذكر أسماء ثلاثة من الأشهر هي زيو (الثاني) (1 مل 6: 1) وإيثانيم (السابع) (1 مل 8: 2) وبول (الثامن) (1 مل 6: 38). ولم يذكر غير هذه من أسماء الشهور في أسفار ما قبل السبي.
والشهور العبرية هي: أبيب (نيسان) وزيو وسيوان وتموز وآب وأيلول وإيثانيم (تشري) وبول وكسلو وطيبيت وشباط وآذار. وآذار (وهو الشهر الثالث عشر المضاف).
أما السنة العبرية فكانت تتألف من اثنتي عشر شهرًا قمريًا ابتداؤها أول نيسان. ثم كانوا يضيفون إليها شهرًا يكون بمثابة الشهر الثالث عشر وذلك عندما ينتهي الشهر الثاني عشر قبل اعتدال الليل والنهار مما يمنع تقديم باكورات غلة الشعير في منتصف الشهر التالي, وكذلك تقديم بقية التقدمات في أوانها. وكانت السنة قبل السبي تبدأ في الخريف ثم صارت بعد السبي تبدأ في الربيع.
وقد استخدم اليهود السنة الشمسية بعد السبي مع احتفاظهم بالسنة القمرية لأجل الحياة الدينية. وكانت أيام شهورها 29 يومًا ونصف يوم. ثم حاولوا أن يوفقوا بين السنة الشمسية والقمرية بإضافة شهر قمري إلى السنة أسموه آذار الثاني وذلك سبع مرات في خلال دورة تسعة عشر عامًا (Metonic Cycle) وذلك في السنة الثالثة والسادسة والثامنة والحادية عشرة والرابعة عشرة والسابعة عشرة والتاسعة عشرة. وقد نقل اليهود هذا النظام عن البابليين.
وكان لليهود المتأخرين مبتدآن للسنة, فقد كان الشهر السابع المدني هو الشهر الأول للسنة المقدسة. كما ابتدأت السنون السابعة واليوبيلية في الشهر السابع ويرجح أن ذلك كان مرتبًا لأسباب زراعية.
وأما أعيادهم وأيامهم المقدسة فكانت قليلة في الأزمنة الأولى, وانحصرت في السبوت والأهلة, ثم في أربعة أعياد كبيرة وصوم واحد. والأعياد هي عيد الفصح وعيد الأسابيع وعيد الأبواق وعيد المظال. أما الصوم فكان صوم يوم الكفارة. إلا أنه بعد السبي أضيفت أعياد وأصوام كثيرة منها: عيد الفوريم وعيد التدشين وصيام وهذه جعلت الشعب يفكرون في مصائبهم وقت السبي. أما السنة السابعة فكانت سنة راحة تبتدئ سنة اليوبيل يوم الفصح في نهاية 49 سنة وكانت شبيهة بالسنة السابعة إلا أنها كانت أكثر أهمية منها.
وقد كان اليهود يعدون السنين لملوكهم من وقت نهايتها وليس من تاريخ بداية الملك وتبوء العرش. ويمكننا تمييز حِقَّب الوقت اليهودي على وجه تقريبي فإذا هي سبع حِقَّب:
(1) من الخليقة إلى ارتحال أبرام من حاران, ويصعب تحقيق هذه الفترة لأنها كانت في عصور سحيقة ولأننا لا نعرف على وجه التحقيق الطريقة التي اتبعت في حساب تلك الأزمنة ولا نعرف أيضًا إذا كان الوحي قد ذكر كل الأسماء بالتسلسل أم ذكر أسماء الأشخاص البارزين فقط التي عندنا أولًا من آدم إلى نوح وأولاده (تك 5: 3 – 32) , ثم من سام إلى أبرام (تك 11: 10 – 26).
(2) من ارتحال أبرام من حاران إلى الخروج, ويظن بعضهم أنها 430 سنة (غل 3: 17).
وقال آخرون بأنها 645 سنة (خر 12: 40) بحسب النص العبري.
(3) من الخروج إلى تأسيس هيكل سليمان وقد اعتبرت هذه الحقبة اثنتي عشرة فترة تبلغ كل واحدة منها أربعون سنة, فتكون كلها 480 سنة (1 مل 6: 1). وأول أجزاء هذه الحقبة الفترة في البرية (خر 16: 35 و13 وعد: 33) , كما استغرق عصر القضاة ست فترات أو ثمانية (قض 3: 11 و30 و5: 31 و8: 28 و13: 1 و10: 1 – 3 و12: 7 – 14) , ثم عهد كهانة عالي (1 صم 4: 18) , ثم عهد ملك شاول (أع 13: 21) , وأخيرًا عهد ملك داود (1 مل 2: 11).
ولا ينبغي أن يفوتنا أن ندرك أن أجزاء هذه الحقبة لم تكن كلها متساوية تمامًا لأن الأربعين سنة في كل منها كانت تتفاوت طولًا وقصرًا, كما أن الاختلاف في تحديد وقت هذه الحقبة راجع إلى الاختلاف في طريقة حسابها وحدودها.
(4) من تأسيس هيكل سليمان إلى خرابه, وتاريخ هذه الحقبة أكثر دقة ويقينًا بالنسبة لشهادة الآثار وشهادة تاريخ الأمم للتاريخ المقدس في حدود 1000 سنة ق. م. وطول هذه المدة يبلغ 425 سنة منها 37 للمملكة قبل انقسامها, وقد كانت مدة مملكة يهوذا 388 سنة تقريبًا, أما مدة مملكة إسرائيل فكانت 255 سنة تقريبًا.
(5) من خراب هيكل سليمان إلى الرجوع من السبي (سبي بابل) وهي سبعون سنة كما قالت النبوة, ويصعب تحديدها, فيظن أنها مدة سبعين سنة التي تسلطت فيها بابل على فلسطين والمشرق (ار 25) لاتفاقها مع أول سنة لنبوخذناصر (ار 25: 1 و46: 2) وانتهاؤها بسقوط بابل وإشهار كورش الأمر بعودة المسببين في السنة الأولى لملكه (ار 29: 10).
(6) من الرجوع من السبي إلى مجيء المسيح، وتقدر هذه المدة بحوالي 530 سنة. وفي هذه الحقبة أعيد بناء الهيكل ثم أتى إلى حكم الإغريق والبطالسة على فلسطين وظهر في الأفق نجم المكابيين من سنة 166 ق. م. حتى سنة 37 ق. م. عندما جلس هيرودس على العرش وأعاد بناء الهيكل. وبدأ عهد الرومان في فلسطين بعد أن استولى القائد بمباي على أورشليم في سنة 63 ق. م.
(7) من ميلاد المسيح إلى خراب الهيكل، وتقدر ب 74 سنة.
وهاك تواريخ بعض الحوادث الهامة التي وردت في الكتاب المقدس والتي يكاد الباحثون يجمعون على أنها حدثت في هذه التواريخ على وجه التقريب:
بناء هيكل سليمان 967 ق. م.
انقسام المملكة 931 ق. م.
سقوط السامرة 722 أو 721 ق. م.
رجوع بعض اليهود إلى أورشليم 538 ق. م.
أتمام بناء لهيكل زربابل 515 ق. م.
تكريس الهيكل على يد يهوذا المكابي 165 ق. م.
ميلاد المسيح حوالي 4 ق. م.
الصليب والقيامة حوالي 30 ميلادية.
اهتداء شاول الطرسوسي (بولس الرسول) حوالي 35 ميلادية.
استشهاد بولس حوالي 67 أو 68 ميلادية.
زمان وزمانان ونصف زمان
تَرِد هذه العبارة مرتين في الكتاب المقدس، مرة في العهد القديم (دانيال: 12: 7)، ومرة في العهد الجديد (رؤ 12: 14). وبالرجوع إلي ما ذكره الملاك لدانيال من ان “من وقت إزالة المحرقة الدائمة وإقامة رجس المخرب ألف ومئتان وتسعون يومًا” (دانيال 12: 11)، وإلي ما جاء في سفر الرؤيا من أن تلك المدة هي اثنان وأربعون شهرًا، وهي أيضًا “ألف ومئتان وستون يومًا” (رؤ 11: 2, 3)، نفهم أن المقصود من العبارة: “زمان وزمانين ونصف زمان” هو انها ثلاث سنوات ونصف.
أزمنة رد لكل شيء
لا ترد كلمة “ردّ” في صيغة المصدر – في العهد الجديد – إلا في الأصحاح الثالث من سفر أعمال الرسل، حيث يقول الرسول بطرس: “فتوبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تأتى أوقات الفرج من وجه الرب، ويرسل يسوع المسيح المبشر به لكم قبل. الذي ينبغى أن السماء تقبله إلى أزمنة رد كل شيء التي تكلم عنها الله بفم جميع أنبيائه القديسين منذ الدهر” (أع 3: 19 – 21). (ولكن الفعل منه يذكر ثلاث مرات) تعبيرًا عن الزمن الأخير.
وترجع فكرة “رد كل شيء” إلى أنبياء العهد القديم فقد أنبأوا عن السبي، وفى نفس الوقت تنبأوا بأن الله سيرد شعبه مرة أخرى إلى أرضة (ارميا 27: 22، دانيال 9: 25.. إلخ.) ولكن عندما عاد يهوذا من السبي إلى أرضه كانت الأحوال على أبعد ما تكون من أوصاف الزمن السعيد، فتطلعوا وتاقوا إلى زمن تتحقق فيه نبوات البركة والسعادة.
ثم ارتبط تحقيق ذلك بمجيء المسيا، فقد فهم اليهود بعامة بأنه سيكون زمن نجاح مادي، ولكن الرب يسوع أشار إلى أن يوحنا المعمدان جاء ليحقق ما تنبأ عنه ملاخي (ملاخي 4: 5 انظر مت 17: 11، مرقس 9: 12) ولكن الشعب لم يعرف زمن افتقاده.
وأزمنة رد كل شيء التي تكلم عنها الرسول بطرس، شيء في المستقبل، فرغم ما قاله المسيح عن يوحنا المعمدان في الإشارة إلى نبوة ملاخي (4: 5) فقد سأله تلاميذه قبل صعوده: “هل في هذا الوقت ترد الملك إلى اسرائيل؟” (أع 1: 6) فأجابهم الرب يسوع بأن ليس لهم أن يعرفوا “الأزمنة والأوقات التي جعلها الآب في سلطانه”،. ولكنه لم ينكر أنه سيحقق ذلك فيما بعد أما الآن فعليهم أن ينتظروا الامتلاء بالقوة متى حل الروح القدس عليهم، فهو الذي يرشدهم إلى جميع الحق (يو 16: 13).
ويتكلم الرسول بطرس عن “أوقات الفرج” و “أزمنة رَد كل شيء” (أع 3: 19 – 21) مرتبطة بمجيء الرب يسوع المسيح ثانية، فهو في السماء إلى “أزمنة رد كل شيء” التي ستحقق فيها جميع ما تكلم به الأنبياء القديسون منذ الدهر.
ويرى البعض أن العبارة تشير إلى عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل سقوط آدم، ولكن لا يوجد هنا، ولا في أي مكان آخر في كلمة الله، وما يشير إلى ذلك. كما يزعم البعض أن العبارة تعنى الخلاص الشامل لكل الخليقة، ولكن هذا تحميل للعبارة أكثر مما تحتمل إذ يجب تفسير العبارة في ضوء سائر أقوال الكتاب، “قارنين الروحيات بالروحيات” (1 كو 2: 13).
أزمنة العهد القديم
إن ترتيب أحداث العهد القديم يساعد علي توضيح الكثير من أحداث التاريخ الكتابي، وتأكيد وقوعها فعلًا في زمان ومكان معينين.
أولًا – تمهيد:
(1) الصعوبات:
لا بُد أن يواجه دارسو الكتاب المقدس – لأسباب واضحة – العديد من الصعوبات في تحديد أزمنة الأحداث، فالعهد القديم – أول كل شيء – ليس أساسًا كتابًا للتاريخ، ولم يُقصد به أن يكون كذلك. كما أن العهد القديم لا يتبع نظامًا محددًا لتأريخ الأحداث، وما ذكره من أرقام وتواريخ، ذكرها أساسًا لارتباطها بحقائق روحية، فلا نتوقع إذًا أن نجد ترتيبًا دقيقًا لتسلسل الأحداث، رغم وجود الكثير من الأحداث مؤرخة بدقة. كما يوجد الكثير من البيانات الدقيقة عن تعاقب بعض الشخصيات، كما في جداول الأنساب وتعاقب القضاة وقوائم الملوك.
وبالإضافة إلي ذلك، ليس في العهد القديم حادث واحد معين أو تاريخ واحد محدد، تؤرخ به الأحداث، كما يحدث الآن في التاريخ المسيحي الذي يؤرخ من ميلاد يسوع المسيح. لذلك كانت نقاط الانطلاق أو حساب الأزمنة يختلف باختلاف الحقب الزمنية. ففي إحدى المراحل نجد نقطة الانطلاق أو الحساب هي الخليقة، وفي مرحلة أخري دعوة إبراهيم أو خروج بني إسرائيل من مصر أو انقسام المملكة، وهكذا. فالتواريخ والإشارات إلي الزمن، كلها – عادة نسبية، بمعني أن تنسب إلي حكم ملك معاصر، مثل قول إشعياء: “في سنة وفاة عزيا الملك” (إش 6: 1)، أو إلي حدث غير عادي، سواء كان حادثًا طبيعيًا أو تاريخيًا، مثل الزلزلة العظيمة (عا 1: 1، زك 14: 5). ومع ذلك فثمة بعض الإشارات إلي أحداث تعتبر بداية عصر جديد، مثل الخروج (قض 11: 6، 26 و1 مل 6: 1). ومما يزيد الأمر صعوبة عدم الاتفاق بين دارسي التاريخ الكتابي، بل يمكن القول بعدم اتفاق دارسين اثنين في هذا الصدد. وقد يصل الاختلاف في تحديد الأزمنة إلي بضع مئات من السنين. ويوجد تباين كبير في الرأي حول أبرز الأحداث، كدعوة إبراهيم ومعاصره الشهير حمورابي، وزمن الخروج، وبداية بناء هيكل سليمان. ومن الطبيعي أن يكون الاختلاف أقل حول أحداث التاريخ اللاحقة، بل يعتبر بعضها، مثل سقوط السامرة وخراب أورشليم من الأحداث الثابتة التاريخ.
كما يوجد تفاوت كبير بين آراء علماء الآثار فيما يختص بأحداث التواريخ المعاصرة، فلقد اختلف العالمان “جودسبيد” (Goodspeed) و “هو مل” (Hommel) حول تحديد أزمنة التاريخ البابلي القديم، ووصل الفرق الزمني بين تقديرهما إلي خمسمائة عام. كما وصل الفرق الزمني في تحديد بداية ونهاية عصر الهكسوس في مصر إلي بضع مئات من الأعوام. وينبغي ألا نغفل الاختلاف في الأرقام والتواريخ المذكورة في النصوص العبرية والسامرية والسبعينية عن الفترات الزمنية السابقة لعصر إبراهيم.
وتشير الشهور العبرية في العهد القديم إلي الفصول، فمثلًا شهر أبيب (أي سنابل الشعير) يمثل الشهر الأول من الربيع (خر 23: 15، تث 16: 1). وكان الشهر العبري يتكون من ثلاثين يومًا (انظر تك 8: 3 و4 مع 7: 11) , ولكن بإضافة خمسة أو ستة أيام في نهاية السنة، أو بإضافة شهر (ثالث عشر) كل بضع سنوات (ثلاث سنوات) فكان التقويم العبري في جملته تقويمًا شمسيًا، وقد تحددت نهاية العام بعيد الجمع أو الحصاد (أي شهر سبتمبر – انظر خر 23: 16، 34: 22). ولكن بعد الخروج، صار عيد الفصح (الربيع) يحدد الشهر الأول من السنة (خر 12: 2). ثم عادت إسرائيل أخيرًا إلي اتباع السنة اليهودية الجديدة، أو “تقويم جازر القديم”. وهكذا أصبح هناك تقويمان، السنة المدنية وتبدأ في الخريف، والسنة الدينية وتبدأ في الربيع، مما يسبب الارتباك بين التواريخ المختلفة، كما يتضح من التواريخ المرتبطة بسبعة أعوام بناء هيكل سليمان (1 مل 6: 1 و37, 38) التي تبدأ من الشهر الثاني للسنة الرابعة لحكمه، حتى الشهر الثامن من السنة الحادية عشر لملكه، وقد اعتبرت المدة كلها سبع سنين (1 مل 6: 38)، بينما هي في الظاهر سبع سنوات ونصف وذلك نتيجة الخلط بين السنتين المدنية والدينية.
(2) التأريخ المطلق:
باستثناء فترة البرية وبعض الأحداث الأخرى التي يؤرخ لها من الخروج من أرض مصر، فإن العهد القديم قد استخدم نقاطًا زمنية نسبية، كالسنة الخامسة والسبعين من حياة أحد الآباء، وليس هناك من الأحداث المؤرخة ما يمكننّا من الربط بين أحداث العهد القديم والحساب المطلق للسنين، كالمستخدم حاليًا، باعتبار ميلاد المسيح حدًا فاصلًا بين ما قبل الميلاد وما بعد الميلاد. فحتى السنوات التي ذكرها دانيال وهي 483 سنة (69 أسبوعًا من السنين – دانيال 9: 24 – 27) حتى مجيء المسيا لا يمكن الجزم بمتى بدأت ومتى انتهت.
نجد سجلًا دقيقًا لسنوات حكام بابل منذ 747 ق. م.، وحتى القرن المسيحي الثاني في “قانون بطليموس” (وهو جغرافي إغريقي وفلكي عاش في مصر من 70 – 161م)، كما سجل بطليموس أيضًا وأرَّخ لثمانين ظاهرة فلكية محققة، مثل خسوف القمر في 17 مارس 721 ق. م. وفي 16 يوليو 523 ق. م.
كما احتفظ الأشوريون بقوائم لأسماء زعماء القبائل، حيث تنسب كل سنة لشخصية من الشخصيات الهامة في الدولة. ولما كانت هذه القوائم تذكر كسوفًا للشمس حدث في 15 يونيو 763ق. م. فيمكن التأريخ لكل الأحداث من 892 ق. م. حتى 648 ق. م.، علاوة علي أنه لما كان سرجون الثاني ملك أشور قد اعتلي عرش بابل في تاريخ معين، ثبت أنه عام 709 ق. م. في كل من “قانون بطليموس” وفي “قوائم الأسماء”، فإن ذلك يدل علي دقة المصدرين. وترجع قوائم الملوك الأشوريين إلي نحو عام 2000 ق. م. وهي جديرة بالثقة وبخاصة بداية من عصر أسرة “أداسي” (نحو 1700ق. م.) فصاعدًا، بهامش خطأ أقل من عشر سنوات فيما بعد عام 1400 ق. م. كما أن القوائم المشابهة من مصر والتي يمكن مراجعتها علي القوائم الأشورية، وعلي الملاحظات والظواهر الفلكية الأخرى، تؤرخ للأسرة الحادية عشرة بين عامي 2133 – 1990ق. م. وللأسرة الثانية عشرة بين عامي 1990 – 1786 ق. م. (المملكة الوسطي) مع هامش للخطأ ضئيل يمكن إهماله، كما تؤرخ للأسرات من الثامنة عشرة حتى العشرين بين عام 1570 – 1085 ق. م. (المملكة الحديثة).
ويمكن تحديد أزمنة أحداث العهد القديم التي ورد ذكرها في السجلات المؤرخة،. فيمكن تحديد تاريخ سبي نبوخذنصر ملك بابل لأورشليم في السنة الثامنة لملكه (2 مل 24: 12) بكل دقة علي أنه حدث في 16 مارس 597 ق. م. كما يمكن تحديد اتصالات شلمنأسر الثالث الأشوري مع آخاب وياهو في عامي 853 ق. م.، 841 ق. م. علي التوالي. ولما كان الكتاب المقدس لا يذكر أيًّا من هذين الاتصالين، فإن حقيقة أن هناك ملكين حكم بعد أخآب وقبل ياهو، لمدة اثني عشر عامًا، تثبت أن عام 853 ق. م. كان آخر سنة في حكم آخاب، وأن عام 841 ق. م. كان أول سنة في حكم ياهو. وإذا بنينا حساباتنا علي هذه التواريخ، فيمكننا أن نحدد تاريخ وفاة سليمان وانقسام المملكة بأن حدث في عام 930 ق. م.، وأن الخروج من مصر حدث في عام 1446 ق. م. (1 مل 6: 1).
وإليك أهم الأحداث التي يمكن تحديدها في العهد القديم:
التاريخ |
الأساس التاريخي |
الحادثة |
---|---|---|
444 ق. م. |
السنة العشرون لأرتحشستا الأول |
بناء سور نحميا |
538 ق. م |
السنة الأولي للملك كورش الثاني |
مرسوم العودة |
586 ق. م. |
السنة التاسعة عشرة لنبوخذنصر |
سقوط أورشليم |
722 ق. م. |
السنة الأخيرة لشلمنأسر الخامس |
سقوط السامرة |
930 ق. م. |
السنة السادسة لشلمنأسر الثالث |
انقسام المملكة |
966 ق. م. |
1 مل 11: 42، 6: 1 |
البدء في بناء الهيكل |
1446 ق. م. |
1 مل 6: 1 |
الخروج من مصر |
1876 ق. م.(1843 ق. م. السبعينية) |
خر 12: 40 (السبعينية) |
النزول إلي مصر |
2006 ق. م.(1973 ق. م. السبعينية) |
تك 25: 26 |
ولادة يعقوب |
2066 ق. م.(2033 ق. م. السبعينية) |
تك 21: 5 |
ولادة اسحق |
2166 ق. م.(2133 ق. م. السبعينية) |
تك 11: 26 |
ولادة إبراهيم |
ثانيًا: التاريخ البدائي للبشرية من الخليقة إلي إبراهيم:
يعتمد تحديد التواريخ في الحقبة من بدء الخليقة حتى إبراهيم، علي سلسلتين من الأنساب هما تك 5، تك 11: 10 – 26، ويفصل بينهما طوفان نوح.
وليس هناك أي تأكيد جازم حول هذه الحقبة، كما أنه ليس هناك سبب أو حاجة تدعو إلي التشدد في هذا الأمر. وقد أدي تعاقب الأسماء والأعمار المسجلة في هاتين القائمتين من الأسماء، إلي نشوء عدة نظريات: -.
(1) التفسير الحرفي:
والذي كان أشر (Ussher) رئيس الأساقفة أفضل دعاته (توفي عام 1656م)، وعلي أساس حساباته وضعت التواريخ التي حددها في حاشية بعض ترجمات الكتاب المقدس. وهذه النظرية تأخذ التواريخ المذكورة لمولد وممات الآباء كما هي، وبإضافة إلي الفارق الزمني بين مولد كل واحد من الآباء ومولد من يليه، مجموعًا إلي عمر آدم عند مولد شيث، يكون المجموع الكلي 1656 عامًا من الخليقة إلي الطوفان، 290 عامًا من الطوفان إلي مولد إبراهيم، وذلك بناء على ما جاء في التوراة العبرية (الماسورية). ولكن يتضح من البداية – بناء علي أكثر التقديرات والاعتبارات الجيولوجية والأنثربولوجية تحفظًا – أن هذا الحساب لا يتسع للحقائق المعروفة عن عمر الأرض، ولا عن عمر الإنسان علي الأرض، ولا عن التواريخ الثابتة. بل إن المنهاج المتحفظ في تحديد الأزمنة للبروفيسور “بريستيد” (Breasteed) يجعل أول تاريخ ثابت في تاريخ مصر، وهو بالتحديد بداية التقويم الشعراني (علي أساس ظهور نجم الشعري اليمانية) هو 4241ق.. م.، أي أنه يسبق التاريخ الذي حدده “أشؤر” لخلق العالم بمائتي عام. بالإضافة إلي أنه في ذلك العهد كان هناك أساس فلكي لحساب الزمن، مما يعني أن عصرًا من الثقافة كان قد مضي بالفعل. وقد أدرك المفسرون الأوائل هذه الصعوبة، كما يتضح من الاختلافات في الأرقام بين نصوص العهد القديم في السامرية السبعينية، حيث تضيف السبعينية نحو ألف وخمسمائة عام، كما تضع اسمًا آخر جديدًا في القائمة المذكورة في الإصحاح الحادي عشر من سفر التكوين. ومن الملاحظات المثيرة علي الطريقة الحرفية في حساب الأزمنة، أنها تجعل نوحًا يعيش إلي أن بلغ إبراهيم سن السبعين، كما تمد عمر سام حتى تجعله معاصرًا ليعقوب.
(2) نظرية الأسرات:
وتزعم أن الأرقام الكبيرة لأعمار الآباء الأولين، إنما تشير إلي المدد التي سادت فيها أسرة كل منهم، فمثلًا رقم 930 عامًا لآدم، أعقبه 912 عامًا لشيث، وهكذا تتجمع هذه الأرقام لتغطي آلاف السنين. إلا أن هناك اعتراضات قوية علي هذه النظرية، فهي لا تعلل للنشأة الثابتة لكل أسرة تالية، علي أقرب ما يكون من سابقتها، كما أنها تتجاهل الخطة الواضحة للوحي في أنه يستعرض تسلسل الجنس البشري من خلال عائلات وليس من خلال حقب أو إمبراطوريات.
(3) يزعم البعض أن وحدات الزمن في العصور القديمة للإنسان كانت تختلف عنها الآن، وأن وحدة الزمن كانت أصلًا هي دورة القمر، وبذلك تكون حياة متوشالح 969 دورة قمرية، أي 969 شهرًا، أو ما يزيد قليلًا عن ثمانين عامًا بحسابنا الآن. ثم حدث في أيام إبراهيم أن أصبحت السنة تقاس من الاعتدال الربيعي إلي الاعتدال الخريفي أي نحو نصف العام. ومن المحتمل أن تكون الاختلافات في الترجمة السبعينية قد بنيت علي هذه الفكرة حيث أضافت إلي العمر الذي ولد فيه الابن البكر 162 عامًا علي الأقل إلي عمر الآب في كل أجيال ما قبل الطوفان. ولكن هذه النظرية لم تحل كل الصعاب والمشاكل، كما أنه ليس أدني إشارة إلي الوقت الذي حدثت فيه هذه التغييرات الجذرية في وحدة الزمن، بل على العكس، نجد أن النقصان في عمر الإنسان قد حدث تدريجيًا وليس بطريقة مفاجئة حادة.
(4) أراد البعض الآخر مواجهة هذه المشكلات باقتراح أن بعض حلقات السلسلة قد حذفت، وذلك قياسًا علي عادة اليهود في حذف الأسماء التي لا أهمية لها من قائمة الأنساب. ومثال ذلك ما فعله متي البشير من حذف بعض الأسماء من سلسلة نسب المسيح للحفاظ علي جعل كل حقبة تتكون من أربعة عشر جيلًا (مت 1: 8). ومما يؤيد ذلك أن الترجمة السبعينية تضيف اسم “قينان” بين أرفكشاد وشالح (تك 11: 12، انظر أيضًا لو 3: 36).
ويمكن أن نقرر بكل ثقة، أنه مهما كانت النظرية التي نقبل بها عن سلسلة النسب قبل إبراهيم، فمن المعقول أن نفترض إسقاط اسم أو أكثر من السلسلة.
والتواريخ الناتجة عن التفسير الحرفي لقوائم الأنساب في الإصحاحين الخامس والحادي عشر من سفر التكوين، هي كما يلي:
التاريخ ق. م. |
الوقائع من القديم إلي الحديث |
---|---|
3901 |
خلق آدم |
3771 |
مولد شيث |
3666 |
مولد أنوش |
3576 |
مولد قينان |
التاريخ ق. م. |
الوقائع من القديم إلي الحديث |
---|---|
3506 |
مولد مهللئيل |
3441 |
مولد يارد |
3214 |
مولد متوشالح |
3027 |
مولد لامك |
2971 |
مولد آدم |
2845 |
مولد نوح |
2345 |
مولد سام |
2250 |
موت لامك |
2245 |
موت متوشالح |
2245 |
مولد أرفكشاد |
(وهنا تدرج السبعينية اسم قينان الذي ولده أرفكشاد وعمره 130 سنة) |
|
2245 |
سنة الطوفان |
2210 |
مولد شالح |
2180 |
مولد عابر |
2146 |
مولد فالج |
2116 |
مولد رعو |
2084 |
مولد سروج |
2054 |
مولد ناحور |
2025 |
مولد تارح |
1955 |
مولد ابراهيم |
1907 |
موت فالج |
1907 |
موت ناحور |
1885 |
موت نوح |
1887 |
موت رعو |
1854 |
موت سروج |
1820 |
موت تارح |
التاريخ ق. م. |
الوقائع من القديم إلي الحديث |
---|---|
1806 |
موت أرفكشاد |
1777 |
موت شالح |
1745 |
موت سام |
1716 |
موت عابر |
فإذا أضيفت 130 سنة لقينان الذي وضعته الترجمة السبعينية بين أرفكشاد وشالح، يصبح خلق آدم في 4031 ق. م. وتتضح لنا عجائب من هذا الجدول، إذ نجد أن نوحًا وسامًا وأرفكشاد وشالح وعابر وفالج قد عاصروا إبراهيم، وأن سامًا وشالح وعابر كانوا مازالوا أحياء بعد مولد يعقوب. وأن آدم وأخنوخ ومتوشالح ولامك عاصروا بعضهم البعض. وأن حياة متوشالح المديدة انتهت في السنة التي بدأ فيها الطوفان.
(5) تفسير محتمل:
إن هذه القوائم المذكورة في الإصحاحات الأولي من سفر التكوين، يبدو أنه لم يقصد بها أن تكون سجلًا دقيقًا جامعًا مانعًا لحساب الأزمنة، بل الأرجح أنه كتبت لتقدم لنا موجزًا عامًا، أو بيانًا مختصرًا لأصل الجنس البشري، وتاريخه المبكر، وارتداده عن الله، دون أن يكون الهدف منها تسجيل كل حلقة في سلسلة الأنساب، أو كل حادثة في تاريخ الجنس البشري. وهناك الكثير من القرائن علي أن هذا هو التفسير المعقول، كما أراده الله. وقد سبق التنويه ببعض هذه القرائن التي منها: الاختلافات بين النص العبري الماسوري وبين السبعينية والسامرية. والحذف المتكرر في سلاسل الأنساب اليهودية لجيل أو أكثر، حيث يعتبر الحفيد – أو الأحفاد البعيدون – أبناء. وتقدير عمر العالم، ومقارنة التواريخ القديمة للبشرية، مما كشفت عنه الحفريات الأثرية. كما يجب ملاحظة أن الكاتب – الموحي إليه – يسجل عشرة أجيال من آدم إلي الطوفان، وعشرة أجيال أيضًا من الطوفان إلي إبراهيم. وكأنه يقول لنا إنه يتعامل مع أرقام إجمالية تقريبية، وليس مع أرقام متناهية في الدقة. فهو يسرد بصورة رمزية موجزة قصة السلالة البشرية.
بيد أنه في الوقت الذي قد يكون فيه عمر البشرية أكبر من حصيلة الجمع الآلي الدقيق للأرقام المذكورة في سفر التكوين، يجب ألا نسمح لأنفسنا بأن نخدع ونصدق أنه كبير إلي الدرجة التي يصورها لنا بعض علماء الجيولوجيا والأنثروبولوجيا، الذين يشطح بهم الخيال فيغالون مغالاة شديدة في تقديراتهم. فالأرقام المذكورة في سفر التكوين أقرب إلي الحقيقة من تلك الأحقاب المديدة والمتاهات الزمنية التي يقولون بها. فتكوينات أودية نهر النيل ونهر الفرات، التي كانت الوطن الأول للإنسان، هي تكوينات حديثة قد لا ترجع إلي أكثر من سبعة آلاف سنة قبل الميلاد. وما كتب عن الطوفان إنما هو تسجيل لكارثة رهيبة حلت بالبشرية خلال هذه الآلاف من السنين. ولدينا سجلات عن وجود الإنسان العاقل المتحضر في هذه الواقع الخصبة – حديثة التكوين – إلا أنه ليس لدينا شيء بالنسبة لأصله وتطوره وتحركاته من موطن لآخر، فعلماء الآثار والتاريخ القديم، يطلعون علينا – فجأة وبدون مقدمات – بالإنسان المتحضر الذي استقر جيدًا في هذه المناطق حديثة التكوين. فمن أين جاءت هذه الشعوب التي وصلت إلينا أعمالها وأفكارها العظيمة، منذ بداية حقبة محددة – إلي حد بعيد – تاريخيًا وجغرافيًا. لقد ظلت بلاد بين النهرين حتى الألف الثالثة قبل الميلاد قليلة السكان، كما أن أرض فلسطين في الألف الثانية قبل الميلاد لم يكن قد استوطنها إلا عدد قليل من الناس. وعليه، فإن القول بأن حياة الإنسان العاقل علي الأرض لا تمتد كثيرًا عن مجموع الأرقام الكتابية، إنما هو قول صحيح. وفي نفس الوقت، ليس من الضروري – بأي حال – أن نفرض تفسيرًا حرفيًا دقيقًا لهذه الأرقام التي لم تذكر إلا من أجل اقتفاء أثر السلالة البشرية ومتابعة العلاقات، وبيان التطورات حسب القصد الإلهي، أكثر مما لتحديد سنوات بعينها.
ثالثًا: من دعوة إبراهيم حتى الخروج:
وهي الفترة ما بين دعوة إبراهيم حتى خروج بني إسرائيل من أرض مصر نحو 1446ق. م. ويمكن أن نطلق عليها فترة تجوال الآباء، أو فترة تكوين الأمة الإسرائيلية أو طفولتها. ومن ثم فهي علي قدر كبير من الأهمية تاريخيًا ودينيًا. إلا أنه لا يمكن تحديد زمنها وتاريخها بدقة لا تقبل الجدل،. حيث أن أحداث العهد القديم – باستثناء بعض الحالات النادرة – لا تنسب إلي عصور معينة أو إلي أشخاص بعينهم من الأمم المعاصرة لهم. كما أن تحديد أزمنة هذه الأمم أيضًا مازال محل جدل بين مختلف المؤرخين وعلماء الآثار، بفروق زمنية تقدر بمئات السنين.
والنقاط الهامة محل الخلاف والجدل في تحديد الأزمنة هي زمن الخروج،، ومدة تغرب بني إسرائيل في مصر، وتحديد زمن حمورابي.
(1) أما بالنسبة لزمن الخروج، فقد انقسمت الآراء ما بين عصر الأسر الثامنة عشرة، والتاسعة عشرة والعشرين، في تحديد عصر استعباد بني إسرائيل ثم خروجهم من أرض مصر. ولكل رأي حججه القوية، كما أن عليه اعتراضات خطيرة. وإذا أخذنا في اعتبارنا كل الأمور لوجدنا أنه من الأفضل اعتبار عصر الأسرة الثامنة عشرة هو زمن اضطهاد وخروج بني إسرائيل، وأن تحتمس الثالث هو فرعون الاضطهاد، وأن السنوات التالية لموته هي فترة خروج بني إسرائيل من أرض مصر، وذلك للأسباب الآتية:
(أ) إن هذا الفرض يتفق مع حساب الزمن من بناء هيكل سليمان رجوعًا إلي الخروج: و “كان في سنة الأربع مئة والثمانين لخروج بني إسرائيل من أرض مصر في السنة الرابعة لملك سليمان… أنه بني بيت للرب” (1 مل 6: 1). كما أن هذا الافتراض يتفق مع الأرقام المذكورة في الكتاب المقدس عن الفترة المتوسطة (كما سيتضح من الجدول المبين فيما بعد)، بينما افتراض الأسرة التاسعة عشر أو العشرين، يبدو أنه يتعارض مع التواريخ المذكورة في الكتاب المقدس. أما تحديد الخروج بزمن رمسيس الثالث بعد 1200 ق. م. فيبدو غير معقول في ضوء حسابات العهد القديم.
(ب) يمكن أن نجد بين ملوك الأسرة الثامنة عشرة، ذلك الفرعون الذي “لم يكن يعرف يوسف” (خر 1: 8)، لأن أول ملوكها أحمس الأول، هو الذي انتصر علي الهكسوس وطردهم، وأثار حقداًَ دفينًا علي كل الأسيويين.
(ج) كان تحتمس الثالث مولعًا بالبناء، مما يتناسب مع تسخير بني إسرائيل في ذلك في فترة حكمه. كما كان أيضًا حاميًا لعبادة آمون – إله طيبة – وكاهنًا له. ومن ثم كانت الصبغة الدينية للخروج، وما سبقه من صراع، من الأمور التي تتناسب مع حكم هذا الفرعون.
(د) أشارت نقوش منفتاح بن رمسيس الثاني، إلي أن بني إسرائيل كانوا في فلسطين في أيامه، لذلك لا يمكن أن يكون منفتاح وهو فرعون الخروج. ولا أن يكون أبوه – رمسيس الثاني – هو مضطهدهم.
(ه) الاعتراض بأن فراعنة الأسرتين التاسعة عشر والعشرين قد غزوا فلسطين وسيطروا عليها، اعتراض قليل الأهمية، حيث أن هذه الغزوات لم تمتد إلا إلي السهل الساحلي فقط، وكان يمكن لأي مدينة أو مقاطعة أن تظل في أمان محتفظة بأوضاعها إذا دفعت الجزية. وفي القرون اللاحقة، اجتاحت إسرائيل غزوات عديدة، لكن دون أن تضطرب وحدتها القومية. أما الاعتراض بأن مدينتي فيثوم ورعمسيس تدلان علي عصر رمسيس الثاني، فالأرجح أنهما أنشئتا قبله بزمن طويل، ولكنه جددهما فقط.
ولهذه الأسباب نري أن الخروج قد تم في عهد الأسرة الثامنة عشرة.
(2) أما عن مدة تغرب بني إسرائيل في أرض مصر، وهل هي 430 عامًا أو 215 عامًا، فذلك يتوقف علي المقصود بالرقم الشامل “430 عامًا” (أو 400 عام تقريبًا) والذي يتكرر كثيرًا في الكتاب المقدس في الإشارة إلي مدة تغرب بني إسرائيل واستعبادهم لأمة غريبة (تك 15: 13، خر 12: 40، أع 7: 6، غل 3: 17).
ويمكن تفسير هذه العبارات علي أنها تشير إلي زمن التغرب الفعلي في مصر، أو إلي المدة من دخول إبراهيم إلي أرض كنعان حتى خروج بني إسرائيل من أرض مصر. ومما يؤيد فترة التغرب القصيرة في مصر، أي 215 عامًا، الاستكشافات الأثرية الحديثة، والاستنتاجات المنطقية المبنية عليها، ومعرفتنا بتاريخ مصر وظروفها في تلك الحقبة المعاصرة، وتقصير مدة حكم الهكسوس، وقبول الرأي بأن حمورابي كان في زمن متأخر عما كان يظن من قبل. أما الفترة الباقية، وهي أيضًا 215 عامًا، فتغطي المدة من دعوة إبراهيم إلي نزول يعقوب إلي مصر، وبجمع المدتين نجد أن المدة كلها من دعوة إبراهيم إلي الخروج هي 430 عامًا.
(3) إذا قبلنا الرأي المجمع عليه، بأن أمرافل (تك 14) هو نفسه حمورابي الشهير من ملوك الأسرة البابلية الأولي، فإن ذلك يساعدنا علي تحديد زمن معاصره إبراهيم، لو لم تتباين آراء العلماء حول تحديد زمن حمورابي بهذه الصورة الكبيرة، فالعالم “جود سبيد” يحدد زمن حكم حمورابي بين عامي 2297، 2254 ق. م. أما “هومل” فيري أن التاريخ المرجح هو 1772 – 1717 ق. م. وهو أمر يثير الدهشة لأن الفرق بين الرأيين يزيد عن خمسمائة عام، ويكشف عن مدي إسراف المؤرخين في تحديد العصور القديمة. والاختلاف هنا ناتج عن تحديد مدة حكم الأسرة البابلية الثانية، “فجود سبيد” يجعلها تعقب أسرة حمورابي وتستمر لمدة 360 عامًا، أما “هومل” فيعتبر الأسرة الثانية، أو الجنوبية، معاصرة للأسرة الأولي أو الشمالية، ولكن الأرجح هو أن الحقيقة تقع بين النقيضين، لأنه لابد أن الأسرة الثانية كان لها وجود مستقل، ولابد أنها ظلت في الحكم مدة قبل أن تحظي بالاعتراف بها أسرة حاكمة. وهذا الرأي الوسط يجد قبولًا عامًا، فيضع “برستيد” James Henry Breasted، حمورابي في عام 1900 ق. م.، أما “دافيز” (Davis) فيضعة في نحو 1975 ق. م.، ويضعه “بنشز” (Pinches) بعد 2000ق. م.، بقليل. وهذه الآراء تتفق مع الأرقام المذكورة في العهد القديم، كما يتضح من الجدول المبين بعد، وهي لا تختلف كثيرًا عن حسابات “أشر” (Ussher) المبنية علي الأرقام الكتابية. ومن ثم يمكن اعتبار أن حمورابي وإبراهيم عاشا في نحو 1900ق. م. أو 2100 ق. م. لو حسبنا أن فترة التغرب في مصر كانت 430 عامًا. إلا ان الرأي الأول (أي 1900 ق. م.) يبدو أنه الأرجح، فألواح تل العمارنة التي تحتفظ لنا بالمراسلات في القرنين الرابع عشر والخامس عشر قبل الميلاد بين فراعنة الأسرة الثامنة عشرة وحكام فلسطين وبابل، ومنها نعرف ملوك الإمبراطوريات المعاصرة في بلاد النيل والفرات، تؤيد حسابات العهد القديم. ومن المحتمل أن ازدياد المعرفة بالإمبراطورية الحثية واتصالاتها بمصر وفلسطين وبابل، يسهم في تأكيد ذلك.
ويمكن تلخيص النتائج السابقة، يسهم في الجدول التالي:
التاريخ مُضافًا إليه 215 سنة للتغرُّب الطويل في مصر ق. م. |
ق. م. |
الأحداث مرتبة من القديم إلي الحديث |
---|---|---|
2240 |
2025 |
مولد تارح أبي إبراهيم |
2170 |
نحو 1955 |
مولد إبراهيم |
1939 |
مولد سارة |
|
2095 |
1880 |
هجرة إبراهيم من حاران إلي كنعان |
نحو 1878 |
نزول إبراهيم إلي مصر |
|
2090 |
نحو 1875 |
غزوة كدرلعور وأمرافل |
1869 |
مولد إسماعيل |
|
نحو 1856 |
تدمير سدوم وعمورة |
|
2070 |
1855 |
مولد اسحق |
1816 |
موت سارة (تك 24: 67) |
|
1815 |
زواج اسحق ورفقة |
|
2010 |
1795 |
مولد عيسو ويعقوب |
1995 |
1780 |
موت إبراهيم |
1718 |
هروب يعقوب من حبرون إلي حاران |
|
1711 |
زواج يعقوب م ن ليئة وراحيل |
|
1923 |
1708 |
مولد لاوي (علي الأرجح) |
1919 |
1704 |
مولد يوسف |
1699 |
يعقوب يترك فدان أرام ويتقابل مع عيسو |
|
1698 |
مولد بنيامين وموت راحيل |
|
1902 |
1687 |
أخوة يوسف يبيعونه |
1889 |
1674 |
يوسف يصبح حاكمًا علي مصر |
1879 |
1664 |
يعقوب وأولاده ينزلون إلي مصر |
1647 |
مولد قهات (علي الأرجح) |
|
1862 |
1647 |
موت يعقوب عن 147 عامًا |
1809 |
نحو 1594 |
موت يوسف |
1587 |
موت عمرام (علي الأرجح) |
|
1785 |
نحو 1570 |
موت لاوي |
1532 |
مولد هارون |
|
1528 |
مولد موسي |
|
1488 |
هروب موسي من مصر |
|
1449 |
ظهور الرب لموسي في حوريب |
|
نحو 1448 |
الخروج من أرض مصر |
رابعًا: من الخروج إلى انقسام المملكة:
وهي الفترة الممتدة من خروج بني إسرائيل من أرض مصر إلي انقسام المملكة إلي مملكتين: شمالية وجنوبية. وهناك أسباب عديدة لدمج الأحداث الكتابية بين هذين التاريخين المتباعدين، منها: (1) التتابع المنتظم للتاريخ. (2) ذكر بعض الأرقام الشاملة للفترة ككل (مثل: قض 11: 26، 1 مل 6: 1)، البيانات الزمنية في سفر القضاة التي تؤدي إلي مباشرة إلي التطورات في زمن المملكة المتحدة، مثل قصة راعوث التي مهدت الطريق أمام الملك داود.
ومما يميز هذه الفترة تكرار أرقام العقود، مثل 20، 40، 80، التي لا يلزم اعتبارها دقيقة دائمًا، بل تشير في بعض الأحيان إلي أرقام تقريبية. ولكي نصل إلي الحدود الزمنية لهذه الفترة، يلزمنا أن نعود بالتاريخ سبعة وثلاثين عامًا من نهاية ملك سليمان (في 930 ق. م.)، مما يصل بنا إلي واقعة مميزة للحقبة، وهي وضع أساسات الهيكل في 967 ق. م. أو 968 ق. م. في السنة الرابعة للملك سليمان (1 مل 6: 1)، وبإضافة 479 من السنين، نصل إلي الحد الأول لهذه الفترة وهو الخروج في عام 1446 أو 1447 ق. م. وبذلك يكون طول الفترة كلها 516 عامًا.
مؤشرات التدخل الزمني:
بإضافة الأرقام الخاصة بفترات حكم كل ملك من ملوك هذه الفترة، نحصل علي رقم أكبر جدًّا من 516 عامًا، ومن ثم يجب أن نبحث في النص عن التداخل الذي يجعل هذه التواريخ متفقة. ففترات حكم كل من سليمان (1 مل 11: 42)، وداود (1 مل 2: 11)، وشاول (أع 13: 21) يبلغ كل منها 40 عامًا، ولعلنا نجد هنا شيئًا من التداخل، فقد أصبح سليمان ملكًا قبل موت داود (1 مل 1: 43 – 48). بل يدهشنا ألا نجد ذكرًا لفئة خدمة صموئيل، كما كان مفترضًا بحكم أهميته في حياة الأمة، والسبب المرجح هنا هو أن خدمته كانت موازية – إلي حد كبير – لحكم شاول، وزمن عالي الكاهن. وتنسب إلي عالي الكاهن مدة أربعين سنة (1 صم 4: 18). كما أن مجموع الأرقام المنسوبة للقضاة يبلغ 410 أعوام، فقد حكم يشوع أربعين سنة (قض 2: 8)، كما غطت فترة التيه في البرية أربعين عامًا أخري. ويصل المجموع الكلي لهذه الأرقام نحو 670 عامًا، وهو رقم يفوق كثيرًا الحسابات المذكورة في قض 11: 26، 1 مل 6: 1، أع 13: 19. ومن الواضح من سفر القضاة (قض 10: 7 و8، 13: 1) أن فترتي حكم العمونيين والفلسطينيين كانت متعاصرتين أو متداخلتين جدًّا. ومن ثم يكون الرقم المذكور في قض 11: 26 وهو 300 عامًا، يمتد من دخول كنعان تحت قيادة يشوع حتى عصر شمشون ويفتاح. ويمكن عمليًا اعتبار مدد إبصان وإيلون وعبدون (قض 12: 8 – 13) متزامنة مع يفتاح وشمشون، وعليه لا تدخل سنوات حكمهم في المجموع – ولو جزئيًا علي الأقل. ونجد أن عدد السنوات من شمشون وعالي إلي سليمان محددة تقريبًا، فهي 20 سنة لشمشون، 40 سنة لعالي، 40 سنة لشاول، 40 سنة لداود. وبضم مجموع هذه الأرقام إلي الثلثمائة عام قبل يفتاح، والأربعين عامًا في البرية، نصل إلي المجموع الكلي للمدة من الخروج إلي سليمان (1 مل 6: 1). وعدد السنوات قبل وبعد يفتاح أو شمشون، واستعباد الفلسطينين، وهي 330 عامًا تقريبًا + 150 عامًا، يتفق مع ما جاء في سلاسل الأنساب في راعوث (4: 18 – 22)، وصموئيل الأول (14: 3، 22: 9) وأخبار الأيام الأول (الإصحاحات 2، 6، 14) كما هو مبين في الجدول التالي. ولذلك لابد أن نبحث عن العجز في المجموع الكبير للستمائة والسبعين عامًا، في المدد من شمشون رجوعًا إلي يشوع. وبافتراض أن الاستعباد الفلسطيني كان معاصرًا لفترات حكم القضاة السابقين أو اللاحقين، وأن محاولة أبيمالك الفاشلة ليصير ملكًا (قض 9)، كانت ضمن فترة حكم جدعون (40 سنة)، وأن التزامن محتمل بين القضاة الثلاثة الذين تولوا بعد يفتاح مباشرة (قض 12: 8 – 13)، وكذلك القاضيين السابقين له مباشرة (قض 10: 1 – 5)، يصبح من الممكن التوفيق بين الأرقام الزمنية في سفر القضاة والعدد الإجمالي. والدليل علي أن فترة حكم القضاة كانت أقصر من مجموع السنوات المنسوبة لكل واحد منهم علي حدة، هو التقارب بين الأجيال البادي في القصص القصيرة الموجزة المذكورة في نهاية سفر القضاة، من هجرة الدانيين، وخطية بنيامين وعقابه، كما أن سفر راعوث يقارب بين الأجيال المبكرة والأجيال المتأخرة، كما يتضح من سلسلة نسب داود (راعوث 4: 18 – 22).
والجدول الآتي يوضح تواريخ الأحداث بناء علي الحساب المطول، وأيضًا بناء علي الحساب المختصر بحذف التداخلات الزمنية. ويجب اعتبار هذه الأرقام قابلة للجدل، وأنها مجرد افتراضات غير نهائية:
الحساب التزامني المختصر |
الحساب التتابعي المطول |
الوقائع |
||
---|---|---|---|---|
التاريخ ق. م. |
عدد السنين |
التاريخ ق. م. |
عدد السنين |
|
1448 |
1602 |
الخروج من أرض مصر بقيادة موسي |
||
1447 |
40 |
1601 |
40 |
بنو اسرائيل في سيناء |
1410 |
1564 |
بنو اسرائيل في قادش للمرة الثانية |
||
1410 |
1564 |
موت هارون |
||
1409 |
1563 |
موت موسي |
||
1408 |
40 |
1562 |
40 |
الدخول إلي كنعان بقيادة يشوع |
– |
1522 |
8 |
استعباد كوشان رشعتايم (قض 3: 8) |
|
1368 |
39 |
1514 |
40 |
قضاء عثنئيل بن قناز |
– |
1474 |
18 |
استعباد موآب لبني إسرائيل |
الحساب التزامني المختصر |
الحساب التتابعي المطول |
الوقائع |
||
---|---|---|---|---|
التاريخ ق. م. |
عدد السنين |
التاريخ ق. م. |
عدد السنين |
|
1329 |
79 |
1456 |
80 |
قضاء إهود وشمجر (قض 3: 30 و31، 4: 1) |
– |
1376 |
20 |
استعباد الكنعانيين لبني إسرائيل (قض 4: 3 |
|
1250 |
39 |
1356 |
40 |
فترة قضاء باراق ودبورة معًا |
– |
– |
1316 |
7 |
استعباد مديان لبني إسرائيل (قض 6: 1) |
1211 |
39 |
1300 |
40 |
فترة قضاء جدعون (بما في ذلك أبيمالك) |
– |
1269 |
3 |
اغتصاب أبيمالك للحكم |
|
1172 |
22 |
1266 |
23 |
بداية قضاء تولع |
1150 |
21 |
1243 |
22 |
بداية قضاء يائير (تشمل فترة استعباد عمون لإسرائيل) |
1129 |
5 |
1203 |
6 |
فترة قضاء يفتاح |
1124 |
– |
1197 |
8 |
بداية قضاء إبصان (معاصرًا لإيلون) |
1124 |
9 |
1189 |
10 |
بداية قضاء إيلون في زبولون |
1115 |
7 |
1179 |
8 |
بداية قضاء عبدون في أفرايم |
– |
– |
1171 |
40 |
استعباد الفلسطينيين لبني إسرائيل |
1108 |
– |
1131 |
20 |
بداية قضاء شمشون (معاصرًا لعالي قض 13: 1) |
1108 |
39 |
1111 |
40 |
بداية قضاء عالي |
1069 |
20 |
1071 |
20 |
قضاء صموئيل (1 صم 7: 2 و15) |
1049 |
39 |
1051 |
40 |
بداية ملك شاول (استمرار صموئيل قاضيًا) |
1040 |
1041 |
مولد داود |
||
1023 |
1024 |
مسح صموئيل لداود |
||
1010 |
7 |
1011 |
7 |
داود يملك عي يهوذا |
1003 |
32 |
1004 |
32 |
داود يملك علي كل إسرائيل |
الحساب التزامني المختصر |
الحساب التتابعي المطول |
الوقائع |
||
التاريخ ق. م. |
عدد السنين |
التاريخ ق. م. |
عدد السنين |
|
972 |
1 |
972 |
1 |
مسح سليمان ملكًا (1 مل 1) |
971 |
2 |
971 |
2 |
موت داود مع مشاركة سليمان له في الملك |
969 |
2 |
969 |
2 |
وضع أساس الهيكل |
نحو 949 |
1 |
نحو 949 |
20 |
شيشق يملك علي مصر |
نحو 948 |
16 |
نحو 948 |
1 |
يربعام يلجأ إلي مصر |
933 |
– |
933 |
– |
موت سليمان وانقسام المملكة |
517 |
670 |
– |
المجموع |
خامسًا: فترة انقسام المملكة:
إن أعقد مشاكل تحديد الأزمنة في العهد القديم، توجد في فترة انقسام المملكة، فنجد في هذه الفترة عددًا كبيرًا من التواريخ والإشارات التاريخية، أكثر من أي فترة أخري. كما أن هناك الكثير من المصادر الهامة والسجلات التي تساعد علي ترتيب هذه التواريخ:
(1) السجلات المتناظرة لمملكتي إسرائيل ويهوذا، فهي تساعد علي مراجعة سجلات كل منهما علي الأخرى، حيث يرتبط تاريخ اعتلاء الملك للعرش وموته في إحدى المملكتين، بالإشارة إلي ملك المملكة الأخرى. كما يرتبط الكثير من الأحداث مع بعضها البعض.
(2) إن تاريخ المملكتين، أو علي الأقل أجزاء منه، مسجل في ثلاثة مصادر متناظرة، هي: أسفار الملوك، وأخبار الأيام، والأنبياء.
(3) إن السجلات الأشورية تعتبر أكمل السجلات، وهي متصلة بلا انقطاع في هذه الحقبة من الزمن، إذ تمتد قوائم الأشوريين – بدون انقطاع – من 893 ق. م. حتى 650 ق. م.
(أ) أسباب الاختلاف: مع ما قد يبدو من أن هذه الفترة هي أفضل الفترات أمام المؤرخ لترتيب الأزمنة، إلا أنه ثبت أنه من المحال الوصول إلي أي شيء يقارب اليقين، وبالتالي فهناك اختلاف كبير بين الأفراد والمدارس. ويرجع أحد أسباب هذه الاختلافات إلي الفرق بين القوائم الملكية الأشورية والمجموع الكلي لسنوات هذه الفترة في العهد القديم، فهذا المجموع في أسفار العهد القديم أكبر مما في قوائم الأشوريين بواحد وخمسين عامًا. وثمة طريقان لتسوية هذا الاختلاف: (1) قبول المجموع الكلي في أسفار العهد القديم علي أنه هو الأصح، واعتبار أن القوائم الأشورية قد أسقطت واحدًا وخمسين عامًا من حسابها، أو (2) التوفيق بين حسابات أسفار العهد القديم وقوائم الأشوريين بالأخذ في الاعتبار ما يوجد من تداخل في فترات حكم الملوك الذين اشتركوا معًا في الحكم، لفترات قصيرة، ولعل خير مثال لهذا التداخل في الحكم هو اشتراك عزيا ويوثام في حكم يهوذا (2 مل 15: 5). ولعل هذه هذه الطريقة الثانية تعطينا أفضل النتائج، ولذلك سنأخذ بها في هذا البحث.
وفي مواجهة صعوبات هذه الفترة، ينبغي دائمًا أن نضع في اعتبارنا أن العهد القديم ليس مجرد كتاب حوليات، وأن التواريخ التي يذكرها، إنما يوردها، لا لأهميتها في حد ذاتها، بل لكي يربط بين الأحداث ويؤكدها. وهو في العادة يورد التواريخ بالإشارة إلي الأوضاع المحلية والأشخاص المعاصرين، وليس بربطها بنقطة ثابتة محددة، أو حادثة عظيمة بارزة في التاريخ. فمثلًا يحدد ملك عزيا، ليس بالإشارة إلي سنة انقسام المملكة أو لتاريخ بناء الهيكل، بل بالإشارة إلي معاصرة الإسرائيلي يربعام الثاني.
(ب) بعض التواريخ الهامة: هناك بعض التواريخ المحددة الثابتة التي يمكن الاعتماد عليها – بسبب أهميتها الدولية – بكثير من اليقين، مثل: سقوط السامرة (721 ق. م.)، وارتقاء تغلث فلاسر الثالث الحكم (745 ق. م.)، ودفع ياهو الجزية لشلمنأسر الثاني (842 ق. م.)، ودفع آخاب – أو واحد من أسرته – الجزية لشلمنأسر الثاني (854 ق. م.)، وغزو شيشق فرعون مصر ليهوذا في السنة الخامسة للملك رحبعام (1 مل 14: 25). وهناك أحداث متزامنة في المملكتين يمكن تحديد تواريخها بنوع من الدقة، بحيث يمكن اتخاذها نقاط انطلاق لتحديد التواريخ، أو نقاط مراجعة للتواريخ المتناظرة. ولعل أهم هذه الأحداث هو بداية ملك حزقيا قبل سقوط السامرة بخمس سنوات (2 مل 18: 10)، وتزامن يربعام الثاني ملك إسرائيل مع يوثام ملك يهوذا (1 أخ 5: 17)، فقد استخدم تاريخ ارتقاء يوثام العرش أساسًا لحساب أزمنة ملوك إسرائيل (2 مل 15: 30)، وتوافق نهاية أسري “عمري” موت أخزيا ملك يهوذا (2 مل 9)، وهكذا بدأت عثليا وياهو ملكهما في نفس الوقت. كما استخدم انقسام المملكة وبداية ملك يربعام الأول ورحبعام.
وباستخدام هذه التواريخ الثابتة نجد أن مجموع سنوات حكم ملوك إسرائيل ويهوذا، في عام 721 ق. م. (السنة التاسعة لهوشع والسادسة لحزقيا)، 843 ق. م. بداية حكم ياهو وعثليا، هو 122 عامًا لكل من المملكتين، وبالمثل فإن مجموع السنوات من انقسام المملكة إلي عام 843 ق. م. هو نفس القدر من السنوات.
(ج) صعوبات يجب التغلب عليها: ونجد أبرز وأخطر هذه الصعوبات في أواخر هذه الفترة حين صارت أحوال المملكة الشمالية إلي الفوضي، وعندما تداخلت فترات حكم الملوك دون حدود واضحة،. فقد ملك فقح – مثلًا – عشرين عامًا (2 مل 15: 27)، إلا أن منحيم قد دفع الجزية لأشور في عام 738 ق. م.، ثم خلفه ابنه فقحيا لمدة سنتين، ومنه أخذ فقح المملكة، مما يجعل المدة التي ملك فيها فقح حقيقة ست سنوات فقط، ويكمن التفسير في قرائن النص، في الاضطرابات التي حدثت بعد موت يربعام الثاني، استولي فقح علي القسم الشرقي للأردن، وهذا هو ما يشير إليه ما جاء في سفر الملوك الثاني (2 مل 15: 27 و32، 2 مل 16: 1). وقد كان عزيا مصابًا بالبرص طوال الستة عشرة عامًا الأخيرة من حياته، وقد حكم معه في تلك الفترة ابنه يوثام (2 مل 15: 5). وكانت كل مدة حكم يوثام ستة عشر عامًا فقط، وليس ستة عشر عامًا أخري علاوة علي المدة التي شارك فيها أباه الحكم، حيث أن ذلك معناه أنه قد حكم مع أبيه وهو في التاسعة من عمره، وهو أمر غير مقبول (2 مل 15: 33)، وبذلك تكون في كل فترة حكمه داخلة تقريبًا في الاثنين والخمسين عامًا التي حكمها أبوه. ولسبب ما أشرك يوثام ابنه آحاز في الحكم معه قبل موته، فبحساب سني حكمه الستة عشرة بالإضافة إلي خمسة أعوام لحزقيا قبل سقوط السامرة، يكون معني ذلك أنه اعتلي العرش قبل موت عزيا ويوثام، أي في عام 741 ق. م. ويكون معني ذلك أنه لمدة نحو ستة أعوام، كان هناك ثلاثة ملوك متزامنين. وبالرجوع إلي عمر حزقيا عند اعتلائه العرش (2 مل 18: 2)، وإلي الفروق الجذرية بين سياستي آحاز وحزقيا، يتضح لنا أن هذه السنوات الست لم تكن اشتراكًا في الحكم بين حزقيا وآحاز في نهاية حكم آحاز. وقد يؤخذ من نبوة إشعياء (7: 1) أن عزيا ويوثام قد ماتا في وقت واحد وكان آحاز الوريث المباشر لكليهما.
وهناك مشكلة أخري تتعلق ببداية ملك عزيا، حيث يقال إنه خلف أباه أمصيا في السادسة عشرة من عمره، وأنه قام بأمور جليلة بعد موت أبيه (2 مل 14: 21, 22)، وعليه فمن الواضح أنه كان ملكًا قبل موت أمصيا، فمتى بدأت مشاركته في الحكم؟ الأرجح أن ذلك حدث عند هزيمة أمصيا علي يد يهوآش ملك إسرائيل، في السنة الخامسة عشرة من حكمه، إذ يبدو أن الشعب ثار بعدها وأشرك عزيا معه في الملك، وعاش أمصيا خمسة عشر عامًا بعد ذلك (2 مل 14: 17)، وبذلك فإن خمسة عشر عامًا من التسعة والعشرين عامًا التي حكم فيها أمصيا، اشترك معه فيها عزيا، بالإضافة إلي أنه في السنوات الأخيرة لحكم يوآش ملك يهوذا، ربما كانت هناك مشاركة في الحكم حيث أنه كان مريضًا “بأمراض كثيرة” في تلك السنوات (2 أخ 24: 25). وهكذا نجد أن مجموع فترات حكم ملوك إسرائيل (146 سنة)، ومجموع فترات حكم ملوك يهوذا (165 سنة) ما بين عامي 842 ق. م.، 721 ق. م.، هي في حقيقتها 121 سنة بعد حذف سنوات التداخل والمشاركة في فترات الحكم كما يبدو من النصوص ذاتها.
(د) التداخلات: في القسم الأول من هذه الفترة ما بين انقسام المملكة واستيلاء ياهو علي الملك في 843 ق. م. نجد أن مجموع فترات حكم ملوك إسرائيل هو 98 سنة، ومجموع فترات حكم ملوك يهوذا 95 سنة، لكن لابد أنه كانت هناك تداخلات بين الفترات، فالفترة بين آخاب وياهو – كما هي في سجلات أشور – هي 12 سنة، لكن اثنين من أبناء آخاب حكما لمدة 14 سنة، فحكم أخزيا سنتين، وحكم يهورام 12 سنة، ومن الواضح أن السنة الأخيرة أخآب والتي انهزم فيها في كركر كانت هي السنة الأولي لأخزيا، كما كانت السنة الثانية له هي التي سقط فيها من الكوة ولزم الفراش (2 مل 1: 2)، وهي نفسها السنة الأولي لحكم يهورام. ولعل الفترة الطويلة التي حكم فيها آسا ملك يهوذا، انتهت بمشاركة يهوشافاط له في الحكم (1 مل 15: 23). ومن ثم يجب اختصار مجموع هذه السنوات في المملكتين إلي حد ما، قد يكون تسعين سنة، وبذك يكون انقسام المملكة قد حدث حوالي 933 ق. م. أما شيشق ملك مصر ومؤسس الأسرة الثانية والعشرين، فقد غزا فلسطين في السنة الخامسة لرحبعام (1 مل 14: 25)، وفي السنة الحادية والعشرين لحكمه، أو قبلها بقليل. وعليه فلابد أنه تولي عرش مصر في 950 ق. م. وقد هرب يربعام بن نباط إلي مصر بعد أن ظل سليمان ملكًا لأكثر من عشرين سنة، كما هو واضح من ارتباط يربعام ببناء القلعة (1 مل 11: 27). ومن ثم فلابد أن يربعام هرب في بداية حكم شيشق. وهو ما يتفق وسجلات العهد القديم، لأن أسرة شيشق المعادية لابد قامت في أثناء حكم سليمان، لأن الأسرة الفرعونية التي كانت تحكم في بداية ملك سليمان كانت متحالفة معه. ولذلك يكون شيشق قد ارتقي عرش مصر في عام 950 ق. م. وكانت غزوته ليهوذا في عام 929 ق. م. بعد انقسام المملكة في 933 ق. م.
وهناك مثال واضح للمشاركة في الحكم في هذه الفترة، هو مشاركة يهوشافاط ويهورام، إنه إذ بدأ اخزيا ملك إسرائيل حكمه في السنة السابعة عشر ليهوشافاط (1 مل 22: 51) ومات في السنة الثانية ليهورام (2 مل 1: 17) فإن سنة وفاته تكون هي نفسها السنة الثامنة عشرة ليهوشافاط، ويكون الأب والأبن قد حكما معًا لمدة خمسة أعوام. ومن الواضح أيضًا أن يهوشافاط قد حكم قبل موت أبيه، حيث أن فترة حكمه محسوبة من بداية مشاركته في الحكم (1 مل 22: 41)، ولكن هناك بعض أحداث مؤرخة بدءًا من فترة حكمه بمفردة عند موت آسا (1 مل 22: 51، 2 مل 3: 1). والأرجح أن السنوات الست لحكم عثليا محسوبة ضمن الأربعين سنة التي حكم فيها يوآش الملك الشرعي، فإن عمر ابنه أمصيا عند ارتقائه العرش (2 أخ25: 1) يرجح هذه الاحتمال.
واشتراك يوآش وابنه أمصيا في الحكم (2 أخ 24: 25) لمدة سنتين، يجعل مجموع سنوات حكم ملوك المملكتين إلي ارتقاء يربعام الثاني العرش – وذلك قبل ارتقاء عزيا بثلاثة أعوام – متطابقًا تمامًا في المملكتين. ووجود فرق قدرة ثلاث سنوات في مجموع فترات حكم ملوك المملكتين منذ الانقسام إلي حكم ياهو، يمكن تعليله أن السنة الأخيرة لحكم ملك من الملوك، هي نفسها السنة الأولي لحكم من يليه في ملوك إسرائيل، أما في يهوذا فإن أول سنة لحكم الملك الجديد تحسب من السنة التالية لوفاة الملك القديم. فمثلًا، بينما يبدأ آسا حكمه في السنة العشرين ليربعام بن نباط (1 مل 15: 9)، فإن يربعام الذي ملك اثنتين وعشرين سنة، مات بعد ذلك بثلاثة أعوام، في السنة الثانية لآسا (1 مل 15: 25)، فإن أخذنا في الاعتبار هذه القاعدة بالنسبة لسنوات ارتقاء الملوك الثلاثة الأوائل بعد يربعام، يختفي الاختلاف تمامًا ويصبح حكم آسا منسجمًا تمامًا.
والجدول الآتي يبين هذه الحقائق التي توفق بين التواريخ في المملكتين:
التوافق بين مملكتي الشمال والجنوب في التواريخ المحددة |
||
---|---|---|
مملكة إسرائيل |
ق. م. |
مملكة يهوذا |
يربعام يملك علي إسرائيل |
933 |
رحبعام يملك علي يهوذا |
929 |
غزو شيشق ليهوذا (1 مل 14: 25) |
|
السنة السابعة عشرة ليربعام الأول |
915 |
موت رحبعام، وملك أبيا عوضًا عن أبيه(1 مل 15: 1) |
السنة العشرون ليربعام الأول |
913 |
موت أبيا – وملك آسا (1 مل 15: 9) |
موت يربعام الأول وارتقاء ابنه ناداب العرش |
911 |
السنة الثانية لآسا |
بعشا يؤسس أسرة حاكمة جديدة(1 مل 15: 33) |
910 |
السنة الثالثة لآسا |
898 |
الحرب مع زارح الكوشي، ظهور عزريا النبي(2 أخ 14: 9، 15: 1) |
|
بعشا يبدأ في بناء الرامة(1 مل 15: 17) |
896 |
الحرب مع بعشا في السنة السابعة عشرة لآسا – حناني الرائي |
إيلة يخلف بعشا (1 مل 16: 6, 7) |
887 |
السنة السادسة والعشرون لآسا |
زمري يحكم فترة قصيرة بعد مقتل أيلة، وانقسام الشعب بين عمري وتبني (1 مل 16) |
886 |
السنة السابعة والعشرون لآسا |
عمري يبني السامرة وينتصر علي مقاوميه (1 مل 16: 23 و24) |
881 |
السنة الحادية والثلاثون لآسا |
أخآب يخلف أباه عمري بعد موته(1 مل 16: 29) |
875 |
السنة الثامنة والثلاثون لآسا |
874 |
يهوشافاط يشارك آسا الحكم في السنة التاسعة والثلاثين لآسا (2 أخ 16: 12) |
|
السنة الرابعة لأخآب |
872 |
موت آسا وانفراد يهوشافاط بالحكم(1 مل 22: 41) |
ظهور إيليا التشبي (1 مل 17: 1) |
نحو 870 |
|
حروب مع أرام |
867 – 857 |
|
إيزابل تقتل نابوت اليزرعيلي (1 مل 21: 1) |
نحو 856 |
|
اشتراك أخزيا في الحكم مع آخاب (1 مل 22: 51) |
855 |
اشتراك يهورام في الحكم مع يهوشافاط ابيه |
معركة كرر. دفع الجزية لأشور |
854 |
يهوشافاط يساعد آخاب ضد أرام (1 مل 22: 1) |
موت أخآب وإصابة أخزيا. يهورام يخلف أخزيا(1 مل 22: 37، 2 مل 1: 2 و17) |
854 |
السنة الثامن عشر ليهوشافاط، الثانية ليهورام(2 مل 1: 17، 3: 1) |
السنة الخامسة ليهورام ملك إسرائيل |
850 |
موت يهوشافاط وانفراد يهورام بالحكم(2 مل 8: 16) |
السنة الحادية عشر ليهورام ملك إسرائيل (2 مل 9: 29) |
أخزيا يملك مع يهورام أبيه |
|
ياهو يقتل يهورام (2 مل 9: 24) |
843 |
ياهو يقتل أخزيا (2 مل 9: 27) |
ياهو يقضي علي بيت عمري ويستولس علي العرش (2 مل 10: 36) |
843 |
عثليا تغتصب العرش بعد موت أخزيا |
ياهو يدفع الجزية لأشور |
842 |
|
السنة السابعة لياهو |
837 |
الإطاحة بعثليا (2 مل 11: 21) – ملك يوآش في السابعة من عمره (2 مل 12: 1) |
يهو آحاز يشارك أباه ياهو العجوز في الحكم (2 مل 13: 1) |
820 |
السنة الثالثة والعشرون ليوآش |
موت ياهو (2 مل 10: 35 و36) |
816 |
|
يهوآش يشارك أباه يهوآحاز في الملك (2 مل 13: 1 و10) |
806 |
السنة السابعة والثلاثون ليوآش ملك يهوذا |
موت يهو آحاز ملك إسرائيل(2 مل 13: 1) |
804 |
أمصيا شريك في الحكم(2 مل 14: 1، 13: 10، 2 أخ 24: 25) |
803 |
موت يوآش ملك يهوذا (2 مل 12: 1 و21) |
|
موت يهوآش ملك إسرائيل، ويخلفه يربعام الثاني (2 مل 14: 16, 23) |
790 |
هزيمة نكراء لأمصيا علي يد يهوآش ملك إسرائيل (2 مل 14: 8 – 14) |
السنة الرابعة ليربعام الثاني(2مل 15: 8) |
787 |
اخحتيار الشعب لعزيا ملكًا (2 مل 14: 21, 22) |
يونان النبي (2 مل 14: 25، يونان 1: 1) |
775 |
موت امصيا (2 مكل 14: 17، 2 اخ 25: 25) |
764 |
عزيا يحرر يهوذا من الخضوع لإسرائيل (2 مل 15: 1) |
|
عاموس النبي (عا 1: 1، 7: 9, 10) |
752 |
|
فترة الاضطراب السياسي: فقح يغتصب العرش في جلعاد |
750 |
إصابة عزيا بالبرص (2 أخ 16: 16 – 21) |
(2 مل 15: 8 – 16)، وهوشع النبي (هو 1: 1) |
حدوث الزلزلة العظيمة (عا 1: 1، زك 14: 5) |
|
زكريا يخلف اأاه يربعام الثاني(2 مل 15: 8) ويملك ستة شهور |
749 |
يوثام يشارك أباه عزيا في الحكم(2 مل 15: 5 و32) |
منحيم يقتل شلوم ويملك عوضًا عنه(2 مل 15: 13 – 17) |
748 |
السنة التاسعة والثلاثون لعزيا |
منحيم يدفع الجزية لأشور(2 مل 15: 19) |
741 |
آحاز يشارك أباه يوثام في الحكم(2 مل 15: 30، 17: 1) |
فقحيا يخلف أباه منحيم بعد موته(2 مل 15: 22 و23) |
738 |
السنة الخمسون لعزيا |
فقح يملك بعد مقتل فقحيا(2مل 15: 25 و27) |
736 |
السنة الثانية والخمسون لعزيا |
السنة الثانية لفقح علي كل إسرائيل(2 مل 15: 32) |
735 |
موت عزيا (2 مل 15: 2) رؤيا إشعياء(إش 6: 1) وانفراد يوثام بالملك فترة قصيرة |
غزو فقح ورصين ليهوذا (إش 7: 1) |
734 |
موت يوثام – انفراد آحاز بالملك (2 مل 16: 1) |
موت فقح (2 مل 15: 30) |
730 |
السنة العشرون لبداية اشتراك يوثام في الملك |
تغلث فلاسر يقيم هوشع ملكًا(2 مل 17: 1) |
729 |
السنة الثانية عشرة لآحاز بما في ذلك سنوات المشاركة |
726 |
حزقيا يرتقي العرش (2 مل 18: 1) |
|
بداية حصار السامرة. السنة السابعة للملك هوشع |
723 |
السنة الرابعة للملك حزقيا (2 مل 18: 9) |
سقوط السامرة ونهاية مملكة إسرائيل |
721 |
السنة السادسة لحزقيا (2 مل 18: 9 و10) |
سادسًا: فترة الأشوريين ويهوذا بعد سقوط السامرة:
يتناول هذا القسم تاريخ مملكة يهوذا بعد سقوط مملكة الشمال في يد الأشوريين في 721ق. م. ولما كانت الإشارات إلي الأزمنة في الكتاب المقدس عن هذه الفترة كثيرة وواضحة، والسجلات الأشورية عنها كاملة وواضحة أيضًا، فإن المشاكل التاريخية في هذه الفترة ليست كثيرة أو من النوع المستعصي. وتكمن إحدى المشاكل في مجموع سنوات حكم حزقيا ومنسي وآمون ويوشيا، إذ يقل مقدار سنة أو سنتين عن المدة من اعتلاء حزقيا للعرش في 726 ق. م. وموت يوشيا في 609 ق. م. ولكن ثمة دليلًا علي حدوث فوضي في أواخر حكم آمون (2 مل 21: 23 و24)، والأرجح انه لابد من احتساب سنة علي الأقل ما بين حكمي الملكين.
أما الصعوبة الرئيسية فتتعلق بغزوات سنحاريب في أثناء حكم حزقيا. ويأتي نتيجة تحديد حملة سنحاريب الشهيرة التي أودت بجيشه في 701 ق. م. في السنة الرابعة عشرة للملك حزقيا (2 مل 18: 13). وقد جرت عدة محاولات للتوفيق بين التاريخين، فيري البعض تحديد بداية حكم حزقيا في عام 715 ق. م. وهو أمر مستحيل لأنه يغفل العبارات الدقيقة التي تحدد بداية حكم حزقيا الملك قبل سقوط السامرة (لأن السامرة سقطت في السنة السادسة لحزقيا الملك – 2 مل 18: 10). ويري آخرون قراءة السنة الرابعة والعشرين بدلًا من السنة الرابعة عشرة (2 مل 18: 13)، إلا أن هذا افتراض لا أساس له، ولكن هناك حلًا بسيطًا ومقنعًا: ففي الإصحاحات نفسها التي تسجل الحادثة (2 مل 18، إش 36) نجد من الواضح أنه كانت هناك حملتان أو غزوتان لسنحاريب. ويغلب أن سجلات الأسفار المقدسة موضوعية أكثر منها سرد تواريخ. فكان موضوع التسجيل هنا، هو تهديد سنحاريب ليهوذا والخلاص العجيب الذي صنعه الرب “يهوه”. وتشتمل القصة علي غزوتين: الغزوة الأولى في السنة الرابعة عشرة لحزقيا (713 ق. م.) حين كان نحاريب يقود جيش أبيه سرجون، وكانت نتيجتها دفع حزقيا الجزية لملك أشور ليرجع عنه (2 مل 18: 14 – 16). أما الحملة الثانية أو الغزوة الثانية فيبدأ الحديث عنها في العدد التالي (2 مل 18: 17 – 25)، وكانت أخطر من الأولي، والأرجح أنها هي حملة عام 701 ق. م. حين صار سنحاريب ملكًا بعد موت أبيه.
وقد توفي يوشيا في عام 609 ق. م. وحيث أنه حكم إحدي وثلاثين سنة، فيكون قد بدأ حكمه في عام 639 ق. م. وبدأ أعماله العظيمة في السنة الثامنة لملكه أي في 632 ق. م. (2 أخ 34: 3). وفي السنة التالية بدأ إرميا يتنبأ، وفي السنة الثامنة عشرة ليوشيا (621 ق. م.) تم تطهير الهيكل والعثور علي سفر الشريعة (2 أخ 34: 8). وبافتراض حدوث سنة من الاضطراب، يكون آمون قد بدأ ملكه القصير في عام 642 ق. م.، ويكون منسي قد بدأ حكمة الطويل (مدة خمسة وخمسين عامًا) في عام 697 ق. م. وقد ملك حزقيا تسعة وعشرين عامًا بدأت في 726 ق. م.
ومن التواريخ الثابتة الهامة في التاريخ المعاصر لتلك الحقبة: موت أشور بانيبال آخر ملوك أشور العظام في 626 ق. م. وعقب ذلك استقلت بابل، وبدأ عصر الإمبراطورية البابلية الثانية.
بدأ أشور بانيبال حكمه الطويل في عام 668 ق. م. عند موت أبيه آسرحدون الذي خلف أباه سنحاريب في عام 681 ق. م. وكان سرجون قد اغتصب عرش أشور في عام 722 ق. م. ومات في 705 ق. م. وملك شلمنأسر الرابع فترة قصيرة من 727 إلي 722 ق. م. خلفًا لتغلث فلاسر الثالث. أما في مصر فكانت الأسرة الخامسة والعشرون أو الأسرة الأثيوبية هي الممسكة بزمام الحكم في مصر من عام 720 ق. م حتى 667 ق. م. وقد ورد في الكتاب المقدس اسما اثنين من ملوك هذه الأسرة هما الملك “سوا” والملك “ترهاقة” (2 مل 17: 4، 19: 9، إش 37: 9) وبعد ذلك تولت الأسرة السادسة والعشرون الحكم، وكانت أسرة مصرية صحيحة، ومن ملوكها فرعون “نخو” (2 مل 23: 29)، ويمكن إجمال تواريخ هذه الفترة في الجدول الآتي:
التاريخ ق. م. |
الوقائع (من القديم إلي الحديث) |
---|---|
727 |
شلمنأسر الرابع يخلف تغلث فلاسر الثالث |
726 |
بداية حكم حزقيا |
724 |
تمرد هوشع ملك إسرائيل، وبداية حصار السامرة |
722 |
سرجون يتولي عرش أشور |
721 |
سقوط السامرة – نهاية المملكة الشمالية |
720 |
سرجون يغزو فلسطين. ويأخذ أشدود (إش 20: 1) |
715 |
“سباكو” أو “سوا” يتولي عرش مصر |
نحو 713 |
سنحاريب يغزو فلسطين لأول مرة |
712 |
مرض حزقيا |
711 |
سفارة مرودخ بلادان إلي حزقيا |
705 |
موت سرجون – سنحاريب يخلفه في الحكم |
701 |
حملة سنحاريب علي مصر – وحصاره أورشليم الذي انتهي بتدمير جيشه |
697 |
موت حزقيا وارتقاء منسي العرش |
حوالي 680 |
موت إشعياء النبي |
681 |
اغتيال سنحاريب |
نحو 672 |
توطين الغرباء في السامرة |
670 |
آسرحدون يغزو مصر |
668 |
أشور بانيبال يخلف آسرحدون في الحكم |
نحو 650 |
منسي يٍحمل إلي بابل |
642 |
موت منسي |
640 |
اغتيال آمون – بداية الاضطراب |
639 |
إعلان يوشيا ملكًا وهو في الثامنة من عمره |
632 |
بلوغ يوشيا سن الرشد – بداية صالحة |
نحو 630 |
غزو السكيثيين لغرب أسيا |
628 |
إصلاحات يوشيا في السنة الثانية عشرة لملكه |
627 |
إرميا يبدأ خدمته |
626 |
موت أشور بانيبال، ونهضة بابل |
621 |
يوشيا يطهر الهيكل – العثور علي فر الشريعة |
610 |
بداية حكم فرعون نخو |
609 |
موت يوشيا بعد حكم 31 سنة |
سابعًا: الفترة البابلية:
وتسبق هذه الفترة الفارسية وتتداخل معها ثم تنتهي بقدومها بغزو كورش لبابل. تبدأ هذه الفترة في 626 ق. م. بموت أشور بانيبال آخر ملوك أشور العظام وتمتد إلي 538 ق. م. وكان نبوبولاسار قد أصبح حاكمًا علي بابل وخاضعًا لسيادة أشور. وبموت أشور بانيبال، أصبح نبوبولاسار حاكمًا مستقلا لبابل، وبعد ذلك بقليل دخل في تحالف مع مادي للإحاطة بحكم أشور، ثم تم تقسيم الإمبراطورية الأشورية بين بابل ومادي، وذلك بسقوط المدينة العظيمة نينوى (606 ق. م.). وهكذا انهارت الإمبراطورية الأشورية العظيمة، وكان آخر ملوكها “سينشارريشكون” Sinsharishkun وهو المعروف في التاريخ باسم “ساراقوس”) وهو ابن أشور بانيبال. وقبل أن يموت نبوبولاسار في عام 604 ق. م. أشرك معه ابنه نبوخذنصر في عرش بابل، وقد أصبح نبوخذنصر ألمع ملوك الإمبراطورية البابلية الجديدة وأوثقهم صلة بتاريخ مملكة يهوذا في سنواتها الأخيرة. وقد انتهت مدة حكمه الطويل في 562 ق. م.
وبينما كان الصراع الذي قضي علي الإمبراطورية الأشورية وما أعقبه من اضطرابات، يستغرقان كل اهتمام بلاد بين النهرين، كانت مصر في ظل أسرة حاكمة جديدة وقوية، تجدد طموحاتها وأطماعها في آسيا،. فانتهز فرعون نخو الثاني فرصة الاضطرابات وعجز أشور، ليغزو فلسطين في 609 ق. م. عازمًا علي المسير عبر فلسطين لمهاجمة بلاد بين النهرين، فوقف الملك يوشيا في طريقه، وفاء منه لسادته الأشوريين، لكنه لقي هزيمة نكراء وقُتل في معركة مجدو بعد حكم دام إحدى وثلاثين سنة. وتبدو مقاومة يوشيا لفرعون “نخو” – في ظاهرها – حماقة لم يكن ثمة داع لها، لأنه لم يكن من أهداف “نخو” في مسيرته الاستيلاء علي مملكة يهوذا. وبعد انتصار “نخو” في “مجدو” واصل مسيرته نحو الشمال الشرقي، وأخضع سورية مؤملًا أن يصبح له شأن في أمور بلاد النهرين، إلا أنه مُني بهزيمة منكرة في كركمييش في عام 606 ق. م. أو 607 ق. م. واضطر إلي التقهقر إلي مصر، وذلك علي يد نبوخذنصر الخارج حديثًا من الانتصار علي نينوى. وفي نفس العام زحف نبوخذنصر علي مصر، فخضعت له أورشليم في عبوره أرض فلسطين، وأرسل من اليهود سبايا وأسري من الإشراف إلي بابل، كان منهم دانيال ورفاقه الثلاثة. إلا أن موت نبوبولاسار أبيه وخوفه علي العرش، اضطراه إلي العودة فورًا. ويبدو أن نخو عاد إلي مصر بعد معركة مجدو وقبل موقعة كركميش بعد أن أقام يهوياقيم ملكًا عوضًا عن يهوآحاز، الذي أخذه معه أسيرًا إلي مصر. وقد أدي انتصار نبوخذنصر في كركميش ومواصلته الزحف جنوبًا، إلي توثيق الروابط بين يهوذا وبابل مما فتح الطريق إلي ذلك الفصل المأساوي بسقوط أورشليم والسبي إلي بابل. وهذه الأحداث التاريخية تحدد أزمنة ملوك يهوذا في تلك الحقبة والأحداث الختامية لمملكة يهوذا، كما يتبين من الجدول التالي:
التاريخ ق. م. |
الوقائع (من القديم إلي الحديث) |
---|---|
626 |
نبوبولاسار يتولي الحكم بعد موت أشور بانيبال |
610 |
ارتقاء فرعون نخو عرش مصر |
609 |
موت يوشيا وفترة الحكم القصير للملك يهوآحاز |
608 |
فرعون نخو يهوياقيم ملكًا علي يهوذا |
607 |
سقوط نينوى |
607 |
معركة كركميش وهزيمة نخو |
التاريخ ق. م. |
الوقائع (من القديم إلي الحديث) |
---|---|
606 |
نبوخذنصر يغزو فلسطين – السبي الأول وكان يضم دانيال ورفاقه الثلاثة |
604 |
موت نبوبولاسار وارتقاء نبوخذنصر العرش |
598 |
تمرد يهوياقيم، وغزوة نبوخذنصر ليهوذا |
الحكم القصير للملك يهوياكين وأسره إلي بابل |
|
597 |
السبي الثاني إلي بابل وبه حزقيال |
597 |
ارتقاء صدقيا لعرش يهوذا كآخر ملوك يهوذا |
592 |
بداية خدمة حزقيال النبي (حز 1: 1) |
586 |
سقوط أورشليم والسبي الثالث |
585 |
مقتل جدليا، وهروب بعض اليهود غلي مصر |
572 |
آخر نبوة لحزقيال (حز 40: 1) |
561 |
إطلاق سراح يهوياكين من السجن (إرميا 52: 31) |
561 |
موت نبوخذنصر وتولي “أويل مرودخ” عرش بابل |
555 |
تولي “نبونيداس” العرش (وهو أبو بيلشاصر) |
542 |
بيلشاصر يشارك أباه حكم البلاد (دانيال 5: 1) |
538 |
سقوط بابل وموت بيلشاصر |
ثامنًا: الفترة الفارسية:
تمثل هذه الفترة آخر مراحل التاريخ في العهد القديم. وفي هذه الفترة نجد أن أعمال عزرا ونحميا وغيرهم من القادة اليهود، يؤرخ لها بسنوات حكم ملوك فارس (انظر حج 1: 1، زك 1: 1، عز 1: 1، 2: 1)، وبالتالي ليس ثمة صعوبات كبيرة في تحديد الأزمنة في هذه الفترة. وقد بذل مؤخرًا الكثير من الجهود الخرافية لوضع الأحداث الواردة في أسفار أستير وعزرا ونحميا في فترة السبي البابلي زاعمين وجود ما يؤيد ذلك في الأسفار الكتابية (من أسماء “مثل مردخاي” مذكورة في عز 2: 2، نح 7: 7)، لكنها جهود باءت بالفشل، فمما لا شك فيه أن هذه الأسماء كانت شائعة، ووجودها بين أسماء العائدين من سبي بابل مع زربابل، ليس كافيًا لهدم الدليل التاريخي للتواريخ المقبولة في سفري عزرا ونحميا. ومحاولة إرجاع هذه التواريخ إلي القرن السادس قبل الميلاد، والربط بين نحميا ودانيال ومردخاي، ووضع عمل نحميا قبل زربابل، هي محاولة يسهل دحضها باعتبارها خيالًا محضًا لا يمكن أن تتفق مع تاريخ العهد القديم.
وقد بدا أرتحشستا الأول ملكه – الذي يؤرًّخ به في عزرا ونحميا – في 465ق. م. وفي السنة السابعة لحكمه – أي في 458 ق. م. – ذهب عزرا بأمر الملك من بابل إلي أورشليم (عز 7: 7)، وأخذ معه آنية الهيكل والكثير من أدوات العبادة في أورشليم، كما اصطحب معه عددًا ضخمًا من اليهود العائدين من السبي. وقد تبعه نحميا من شوشن القصر في السنة العشرين للملك أرتحشستا (نح 1: 1) بعد أن سمع عن الفشل الجزئي لجهود عزرا، فتولاه الحزن والكآبة. وبقيادة نحميا الحكيمة والشجاعة، تمت إعادة بناء أسوار المدينة بسرعة، كما تم الكثير من الإصلاحات. ثم عاد بعد اثني عشر عامًا إلي خدمة الملك في شوشن (نح 13: 6)، ولكنه لم يلبث طويلًا حتى جاءته أخار سيئة من أورشليم، فعاد إليها لاستكمال إصلاحاته، حيث أنفق بقية عمره – علي ما يبدو – في ذلك العمل.
ورغم صمت الكتاب المقدس عن إيضاح ذلك، إلا أن هذا هو ما يشهد به يوسيفوس. ولأن سفر ملاخي يعكس مشاكل وشرور تلك الفترة، فلابد أنه يرجع إليها، ولكن لا يمكن تحديد السنة بدقة، حيث أنه ربما كتب في وقت مبكر (460 ق. م.) أو في وقت متأخر (420 ق. م.).
والفترة بين الرجوع من السبي بقيادة عزرا (458 ق. م.)، وإتمام بناء الهيكل في حكم داريوس الأول (516 ق. م.)، يكاد الكتاب المقدس لا يذكر عنها شيئًا باستثناء بعض الإشارات العارضة، لكننا نعتقد أنه ينتمي إلي هذه الفترة أيضًا سفر أستير ونبوة ملاخي وبعض المزامير. كما تنتمي إليها تلك الميول الدينية والاجتماعية بين العائدين من السبي، والتي جعلت إصلاحات عزرا ونحميا أمرًا ضروريًا. إلا أن العهد القديم لا يزيح الستار عن سر ذلك النصف من القرن من الزمان، حتى يمكننا أن نعرف الأحداث ونتابع التطورات. وفيما خلا هذه الفترة الغامضة، نجد التواريخ محددة. فالهيكل الثاني – الذي بدأ في بنائه زربابل – قد أكمل في السنة السادسة لداريوس أي في عام 516 ق. م. وبعد أن توقف العمل فيه لأسباب أنانية، استؤنف العمل فيه في السنة الثانية لداريوس بتحريض من النبيين حجي وزكريا (حج 1: 1، زك 1: 1). وبدأ داريوس الكبير حكمه في عام 521 ق. م. فقد تولي قمبيز العرش في 527 ق. م. وكان كورش قد أطاح بعرش ليديا في 545 ق. م. وبالماديين قبل ذلك بخمس سنوات. ثم استولي علي بابل في 538 ق. م. وبعدها بقليل بدأ اليهود – بناء علي مرسوم كورش – في الرجوع إلي أورشليم، فوصلوها في 536 ق. م. علي الأقل. فلابد أن كورش تولي عرش فارس في عام 555 ق. م. علي الأكثر (أو ليس بعد ذلك). وقد فتح غزوه لأسيا الصغرى الباب للصراع علي السيادة بين فارس واليونان، الذي واصله داريوس وأحشويرش، والذي انتهي أخيرًا في “أربلا” في عام 331 ق. مخ. بانتصار اليونان بقيادة الإسكندر الأكبر، وبه بدأ عصر جديد.
والجدول التالي يبين أحداث فترة حكم فارس في تاريخ العهد القديم:
التاريخ ق. م. |
الوقائع (من القديم إلي الحديث) |
---|---|
600 |
ولدة كورش (علي الأرجح) |
556 |
سيادة كورش علي عيلام وفارس |
نحو 550 |
اتحاد فارس ومادي |
545 |
انتصار كورش علي كروسيوس ملك ليديا |
538 |
استيلاء الفرس علي بابل |
536 |
رجوع اليهود إلي أورشليم بأمر كورش |
527 |
موت كورش واعتلاء قمبيز العرش |
525 |
قمبيز يفتح مصر |
521 |
داريوس هستاسبيس يعتلي عرش فارس |
520 |
خدمة حجي وزكريا النبيين |
516 |
الانتهاء من بناء الهيكل (السنة السادسة لداريوس) |
490 |
هزيمة داريوس علي يد اليونان في ماراثون |
486 |
اعتلاء أحشويروش العرش |
نحو 480 |
أحداث سفر أستير |
465 |
ارتقاء أرتحشستا الأول للعرش |
التاريخ ق. م. |
الوقائع (من القديم إلي الحديث) |
---|---|
458 |
عودة عزرا وجماعته من بابل |
نحو 450 |
تاريخ كتابة سفر ملاخي (علي الأرجح) |
445 |
عودة نحميا لأول مرة إلي أورشليم وإصلاح أسوار المدينة |
433 |
رجوع نحميا إلي بلاد فارس (نح 13: 6) |
432 |
عودة نحميا مرة ثانية إلي أورشليم |
424 |
موت أرتحشستا الأول |
نحو 400 |
موت نحميا |
تاسعًا: الفترة بين العهدين القديم والجديد:
بين نهاية التواريخ المسجلة في أسفار العهد القديم، وبين ولادة يسوع في فترة من الزمن تبلغ نحو أربعمائة عام. ورغم أن هذه السنوات الطويلة لم تسجلها أسفار العهد القديم، إلا أنه لم تخُلُ من الأحداث، بل تخللتها أمور بالغة الأهمية في تطور الحياة اليهودية والإعداد لمجيء المسيًّا. ومن ثم فلها مكانتها في تاريخ الكتاب (بين العهدين القديم والجديد). ولا يمكن أن يكون يسوع قد ولد بعد عام 4ق. م. حيث أن هيرودس الكبير قد مات في أبريل من تلك السنة. وكان هيرودس قد أصبح ملكًا علي اليهودية في 37 ق. م. وقد انتصرت روما علي فلسطين ودخل الرومان أورشليم بقيادة بومبي في 56 ق. م. وهكذا أصبح اليهود تحت حكم روما.
وقد سبق فترة الحكم الروماني، فترة عرفت بعصر الملوك الكهنة، والتي انتمي إليها أنتيباتر الأدومي بالمصاهرة، وبذلك كان هيرودس الذي أقامه الرومان ملكًا، يهوديًا وغريبًا عن اليهود في نفس الوقت.
إن عصر الكابيين الذي انتهي في عام 39 ق. م. بعزل الرومان لأنتيجونوس لصالح هيرودس، كان قد بدأ في 168 ق. م. بحكم يهوذا المكابي. كما ان أنتيباتر الذي عُين واليًا علي اليهودية في 47 ق. م. أغُتيل في 43 ق. م. وتمتد فترة حكم السلوقيين من مؤسسها سلوقس في 312 ق. م. حتى نهايتها بحكم أنطيوكس السابع في 128 ق. م. وأشهر ملوك هذه الأسرة – من وجهة النظر اليهودية – هو انطيوكس إبيفانس الذي حكم من 175 ق. م. إلي 164 ق. م. والذي هيأ الفرصة للمكابيين للقيام بثورتهم في 168 ق. م. وذلك بسبب كثرة مظالمه، وبخاصة تدنيسه الهيكل في أورشليم. وفي 203 ق. م. استولي أنطيوكس الكبير – الذي كان قد صار ملكًا علي سورية في 223 ق. م. – علي أورشليم. ثم ضم اليهودية إلي سورية في عام 198 ق. م. وقبل ذلك كانت اليهودية تابعة لمصر، لأنه بعد موت الإسكندر الأكبر في 323 ق. م.، وتقسيم إمبراطوريته، قام بطليموس سوتير بضم اليهودية إلي مصر. وقد تولي بطليموس فيلادلفيوس عرش مصر في 280 ق. م. وهو الذي شجع علي ترجمة الأسفار العبرية إلي اللغة اليونانية، وهكذا ظهرت الترجمة السبعينية التي هيأت الطريق لانتشار المسيحية. إن انتصار الإسكندر الأكبر علي داريوس الثالث (كودومانوس) في أربلا في 331 ق. م. قد قضي علي الأمبراطورية الفارسية، وحقق أماني الاغريق في السيادة علي أسيا. وقد امتد حكم أرتحشستا (لونجمانوس) – وهو الملك الفارسي المذكور في الكتاب المقدس – من 465 ق. م. إلي 424 ق. م.
ويمكن إيجاز أهم أحداث هذه الفترة فيما يلي:
التاريخ ق. م. |
الوقائع (من القديم إلي الحديث) |
---|---|
424 |
موت ارتحشستا الأول وارتقاء داريوس الثاني العرش |
336 |
ارتقاء داريوس الثالث العرش، وهو آخر ملوك فارس |
336 |
الإسكندر الأكبر يخلف أباه فيليب المقدوني في حكم مقدونية |
332 |
زيارة الإسكندر الأكبر لأورشليم |
331 |
معركة أربلا والإطاحة بالإمبراطورية الفارسية |
323 |
موت الإسكندر الأكبر وانقسام إمبراطوريته |
320 |
بطليموس سوتير يضم اليهودية إلي مصر |
312 |
ارتقاء سلوقس الأول عرش سورية، وبداية عصر السلوقيين |
283 |
بطليموس فيلادلفيوس يحكم مصر |
نحو 250 |
التاريخ التقليدي لبداية العمل في الترجمة السبعينية |
223 |
أنطيوكس الكبير يملك علي سورية |
198 |
أنطيوكس الكبير يضم اليهودية إلي سورية |
175 |
أنطيوكس إبيفانس يرتقي العرش |
التاريخ ق. م. |
الوقائع (من القديم إلي الحديث) |
---|---|
168 |
تدنيس أنطيوكس إبيفانس للهيكل |
168 |
مقاومة متتياس وثورة المكابيين |
166 |
انتصار يهوذا المكابي |
160 |
موت يهوذا وتولي يوناثان القيادة |
143 |
مقتل يوناثان وتولي سمعان القيادة |
142 |
سمعان يصبح رئيس الكهنة |
135 |
يوحنا هيركانس يخلف سمعان |
106 |
أرستوبولس يصبح رئيس الكهنة |
105 |
ألكسندر يانيوس |
63 |
بومبي الروماني يستولي علي أورشليم |
47 |
أنتيباير يُعين واليًا علي اليهودية |
43 |
مقتل أنتيباتر |
40 |
أنتيجونوس آخر ملوك المكابيين يرتقي العرش |
37 |
هيرودس يقتل أنتيجونوس ويصبح ملكًا علي اليهودية |
31 |
أوغسطس يصبح إمبراطورا علي روما |
19 |
بداية بناء الهيكل |
نحو 5 |
ولادة يسوع المسيح في بيت لحم |
4 |
موت هيرودس الكبير |
أزمنة العهد الجديد
يبدأ التاريخ المسيحي بميلاد الرب يسوع، علي أساس حسابات “ديونيسيوس” (القرن السادس الميلادي). لكن الحسابات التي أعقبت ذلك، أثبتت أن حسابات ديونيسيوس جاءت متأخرة أربعة أعوام علي الأقل.
ومن الصعب أن نحدد تواريخ دقيقة للعديد من أحداث العهد الجديد للأسباب الآتية:
(1) كان المؤرخون للقرن الأول ينظرون إلي المسيحية باحتقار، ومن ثم نادرًا ما اهتموا بذكر الأحداث المرتبطة بالكنيسة. وعندما تحدث “تاسيتوس” (Tacitus) المؤرخ الروماني عن اضطهاد المسيحيين الذي أعقب حريق نيرون لروما، أضاف للتوضيح، أن كلمة “مسيحي” مشتقة من اسم “المسيح” وهو لقب لرجل يهودي نفذ فيه بيلاطس البنطي الحكم بالإعدام.
(2) اختلفت طرق حساب الزمن في القرن المسيحي الأول حتى أصبحت العبارات التي تشير إلي التواريخ صعبة التفسير، فقد استخدم الرومان – منذ عهد يوليوس قيصر – التقويم الشمسي، بحيث يبدأ العام بأول يناير، إلا أنه لم يكن لديهم نظام واحد لحساب عدد السنوات بصورة منتظمة، ولأن الأرقام الرومانية كان من الصعب استخدامها في كتابة السنوات، كانت التواريخ تحدد بشكل عام بنسبتها إلي سنة ارتقاء الإمبراطور العرش، أو تولي أحد القناصل عمله. وكثيرًا ما كانت هذه التواريخ لا تتفق مع سنوات التقويم العادية. ومما يزيد من تعقيد الموقف، أن اليهود كانوا يستخدمون تقويمًا قمريًا، فكان هناك يومان لرأس السنة المقدسة هو أول شهر أبيب (أو آذار، وفيما بعد نيسان) وهو الشهر الذي نجا فيه بنو إسرائيل من أرض مصر (خر 12: 2) ولما كانت بداية الشهر القمري تتوقف علي ظهور الهلال، فقد يقع أول السنة في الفترة من أوائل مارس حتى أوائل أبريل.
أما السنة المدنية فكانت تبدأ في اليوم الأول من الشهر السابع أي شهر “تشري” (قارن خر 23: 16، 34: 22، عدد 29: 1)، ويقابل شهر سبتمبر / أكتوبر من تقويمنا الحالي. وكانت الأعياد ومدة حكم الملوك الإسرائيليين تحسب من بداية السنة المقدسة، أما الأمور الأخرى – بما في ذلك فترات حكم ملوك الأقطار الأخرى – فكانت تحسب بالسنة المدنية، أضف غلي ذلك أن السنة القمرية تنقص عن السنة الشمسية بعشرة أيام أو بأحد عشر يومًا، وقد تغلب اليهود علي هذه المشكلة بإضافة شهر ثالث عشر إلي شهور سنتهم المقدسة، وذلك في الاعتدال الربيعي كل نحو ثلاثة أعوام (أو سبع مرات في كل تسعة عشر عامًا).
(3) لم يكن الناس في ذلك العصر يراعون تحديد الزمن تحديدًا دقيقًا، بل كان الجزء من السنة يعتبر سنة، وكذلك الجزء من اليوم يعتبر يومًا، فليس معني “ثلاث سنين” (أع 20: 31) أنها ثلاث سنوات كاملة، بل لعلها كانت علي وجه التدقيق سبعة وعشرين شهرًا أي سنتين وجزء من السنة (أع 19: 8 – 10). كما لا تعني عبارة “ثلاثة أيام” (تك 42: 17) اثنين وسبعين ساعة، إذ أنه أطلقهم في اليوم الثالث (تك 42: 18). وعلي هذا القياس فإن عبارة “ثلاثة أيام وثلاث ليال” (مت 12: 40) تعني اليوم الثالث أي بعد الغد (انظر مت 17: 23، لو 23: 54، 24: 10).
أولًا: ترتيب الأزمنة في حياة يسوع:
(أ) ميلاد يسوع:
وُلد يسوع قبل موت هيرودس الكبير (مت 2: 1) في وقت الاكتتاب العام أو الإحصاء الذي جري في المنطقة التي كان يحكمها هيرودس، وذلك بناء علي المرسوم الذي أصدره أوغسطس قيصر حين كان كيرينيوس واليًا علي سورية من قبل روما (لو 2: 1, 2). وعند ولادة يسوع هر نجم لمجوس من المشرق، وقادهم إلي مكان الصبي في بيت لحم (مت 2: 1). أما يوحنا المعمدان فكان يكبر يسوع بستة شهور فقط (لو 1: 36). وقد ولد في أيام هيرودس أيضًا (لو 1: 5، 2: 1) وكان أبوه زكريا كاهنًا من فرقة أبيّا. وظهر له الملاك وهو “يكهن في نوبة فرقته أمام الله” (لو 1: 5).
(1) الاكتتاب بأمر كرينيوس:
يقول لوقا إن يسوع ولد بينما كان يوسف ومريم يكتتبان في بيت لحم حسب الأمر بأن يكتتب كل واحد في بلدته. ويقول لوقا إن “الاكتتاب الأول جري إذ كان كرنييوس والي سورية” (لو 2: 3). ويعترض بعض العلماء بأنه لا توجد أدلة – خارج الكتاب المقدس – علي إجراء اكتتاب في عهد كرينيوس والي سورية، بل ليس ثمة إشارة إلي أن كرينيوس قد حكم سورية، حيث أن ولاة سورية في خلال السنوات الأخيرة لحكم هيرودس كانوا: س. “سانتيوس ساتورنينوس” (Sentius Saturninus – 9 – 6 ق. م.)، ب. كونتلوس فاروس (Quintilus Varus – 6 – 4 ق. م.).
وتفتقر أحداث حكم أوغسطس قيصر – بصفة عامة – إلي التوثيق الدقيق، ولكن متي كان لوقا “قد تتبع كل شيء من الأول بتدقيق” (لو 1: 3)، فلابد أنه جدير بالثقة في تحديد اسم الوالي، ولابد أنه قد عرف تمامًا وقوع أحداث مثيرة لليهود مثل الاكتتاب الروماني (انظر أع 5: 37). ويقول لوقا أن الاكتتاب الذي بسببه ذهب يوسف ومريم إلي بيت لحم في وقت ولادة يسوع (لو 2: 2)، كان الاكتتاب “الأول” ضمن سلسلة من الاكتتابات التي فرضتها روما وشملت فلسطين.
ومن المفهوم – في ضوء قلة الوثائق عن فترة حكم أوغسطس قيصر – أن من المحتمل أن كرينيوس تولي حكم سورية لبضعة أشهر فقط، هي التي جري في أثنائها الاكتتاب، وهو ما لا يتعارض مع حكم ساتورنينوس وفاروس.
وقد تم مؤخرًا اكتشاف نقش أصابة بعض التلف، محفوظ في متحف “لاتيران”، جاء فيه ان شخصًا رومانيًا تولي حكم سورية مرتين. ويرجح “ممسن” (Mommsen) أن هذا الشخص المشار إليه هو كرينيوس، ويؤيده في ذلك غالبية العلماء. وينفي سير وليم رمزي احتمال وقوع لوقا في خطأ، ويقول فيما يختص بكيرينيوس إنه في بعض فترات زمنية كانت روما تعين حاكمين من نفس المرتبة “نائب قيصر” علي نفس الإقليم وفي نفس الوقت، يتولي أحدهما الشؤون السياسية، بينما يتولي الآخر قيادة الجيش، والأرجح أن كرينيوس كان شريكًا في حكم سورية ومختصًا بالأمور السياسية في فترة ولادة يسوع.
وكان الاكتتاب الروماني يجري للأفراد والممتلكات بصفة خاصة، وذلك لتقدير الضرائب الواجبة عليها. ولا نعرف سوي القليل عن كيفية إجراء مثل هذا التعداد. وتشير أوراق التعداد المكتشفة في مصر إلي أن التعداد كان يجري فيها بانتظام كل أربعة عشر عامًا في الفترة ما بين عامي 90 م حتى 258م. كما جري تعداد في عام 62م. ولو كان هذا التعداد يجري بانتظام في كل أجزاء الإمبراطورية، فلابد انه قد جري تعداد في الأعوام 8 ق. م.، 6 م، 20م، 34م، 48م. وهناك أدلة علي أنه علي أنه قد جري تعداد فعلًا في عام 20 م. وقد ولد في فترة التعداد الذي أجري في عام 8 ق. م. لكن عبارة “كل المسكونة” (لو 2: 1)، لا تعني أن التعداد قد أجري في كل مناطق الإمبراطورية في وقت واحد، ويقول “ممسن” إن أوغسطس قيصر أجري تعدادًا في إيطاليا في أعوام 28 ق. م.، 8 ق. م.، 14م. بينما يقول ديوكاسيوس وليفي إن تعدادًا قد أجري في بلاد الغال (فرنسا) في عام 27م. ويبدو أن لوقا يميز في عبارته بين الاكتتاب الذي كان يجري في أي منطقة أخرى من الإمبراطورية، وبين هذا الأمر الجديد الذي شمل المناطق النائية والمتطرفة من الإمبراطورية. كما يجب أن نلاحظ أن التنظيم المعقد الذي امتد إلي كل قرية إعدادًا للاكتتاب الأول، لابد قد أخَّر هذا العمل إلي ما بعد الإعلان عن الاكتتاب بعدة شهور.
وبناء علي كل ما سبق، يصبح من المستحيل تعيين تاريخ محدد لميلاد يسوع، فلو اعتبرناه في عام 7ق. م.، فلابد أن يكون مفهومًا أن فرق سنة أو أكثر – بالزيادة أو النقصان – أمر جائز.
(2) نجم المجوس:
يحاول البعض تفسير ظهور النجم للمجوس بأنه كان اجتماع كوكبي زحل والمشتري عند برج الحوت، وهي الظاهرة التي حدثت في عام 6 / 7 م. إلا انه لا يمكن الجمع بين هذه الظاهرة الفلكية وما يقوله لوقا، فهو يتحدث عن نجم قاد المجوس – علي الأقل في المرحلة الأخيرة – بكل دقة غلي الموضع الذي ولد فيه يسوع، بل إلي ذات البيت حيث كان يسوع (لو 2: 9)، وهو أمر معجزي، كما أن هيرودس كان ما زال حيًا عند مجيء المجوس (مت 2: 3 – 8, 16).
(3) موت هيرودس:
مات هيرودس الكبير في ربيع عام 4 ق. م. بعد أن حكم البلاد منذ تعيينه من قبل روما في عام 40 ق. م. (في فترة قنصلية “كايس دوميتيوس كلفينس” (Caius Domitius Calvinus) وكايس أسينيوس بوليو Caius Asinius Pollio))) لمدة سبعة وثلاثين عامًا في أورشليم بعد أن استولي علي المدينة.
موت وقبل موت هيرودس مباشرة حدث خسوف للقمر، وطبقًا للحسابات الفلكية حدث خسوف للقمر في فلسطين في 23 مارس سنة 5 ق. م.، 15 سبتمبر سنة 5 ق. م.، 12 مارس سنة 4 ق. م.، 9 يناير سنة 1 ق. م.، وأرجح هذه التواريخ هو 12 مارس في السنة الرابعة قبل الميلاد. وبعد الخسوف مباشرة قتل هيرودس ابنه أنتيباتر، ومات هو بعد ذلك بخمسة أيام، وجاء بعد ذلك عيد الفصح الذي وقع في تلك السنة في الحادي عشر من ابريل. ولما كان أرخيلاوس قد أقام سبعة أيام حدادًا علي أبيه. قبيل عيد الفصح، فلابد أن موت هيرودس حدث بين تاريخي خسوف القمر والفصح، أي بين يومي 12 مارس، 11 ابريل أو بمعني أدق بين 17 مارس، 4 أبريل.
وحيث أن هيرودس أمر بقتل الأطفال – قبل موته – من ابن سنتين فما دون، وبفرض أن المجوس قد رأوا النجم يوم ولد الطفل يسوع، وأن رحلتهم قد استغرقت بضعة شهور، فلابد أن يسوع قد ولد في عام 5 أو 6 ق. م. مع اعتبار أن اليهود يحسبون الجزء من السنة سنة كاملة.
(4) اليوم والشهر:
لا يمكن أن نحدد بدقة اليوم والشهر اللذين ولد فيهما يسوع، فقد كانت هناك معارضة شديدة جدًا – في الكنيسة الأولي – للعادة الوثنية في الاحتفال بأعياد الميلاد. وقد بدأت الكنيسة الغربية في الاحتفال بيوم 25 ديسمبر، بعد ارتقاء قسطنطين العرش. ويقول “هيبوليتس” (Hippolytius) إن هذه العادة بدأت في القرن الثاني. وقد اختارت الكنيسة الشرقية يوم السادس من يناير للاحتفال بميلاد يسوع. وربما كان سبب اختيار الكنيسة الغربية ليوم 25 ديسمبر، هو أن الرومان كانوا يحتفلون في ذلك اليوم بعيد إله الشمس، كما كان الانقلاب الشتوي يحدث في هذا الوقت. وقد اختارت الكنيسة هذا اليوم لتحويل العادات والممارسات الوثنية إلي يوم لعبادة الرب يسوع المسيح. وقد ردد كل من كبريانوس ويوحنا ذهبي الفم، هذه الفكرة. ولكن سهر الرعاة المتبدين علي حراستهم لقطعانهم علي تلال اليهودية يتعارض مع احتمال ولادة يسوع في الشتاء. ولكن رغم عدم إمكانية تحديد اليوم أو الشهر الذي ولد فيه يسوع، إلا أن تحديد عام 5 ق. م. أو 6 ق. م. يتسم بالكثير من الدقة.
(ب) خدمة يسوع:
(1) المعمودية:
يحدد لوقا بداية خدمة يوحنا المعمدان بربطها بعدد من الحكام من الرومان واليهود، ويحدد التاريخ بقوله: “في السنة الخامسة عشرة من سلطنة طيباريوس قيصر، إذا كان بيلاطس البنطي واليًا علي اليهودية، وهيرودس رئيس ربع علي الجليل، وفيلبس أخوه رئيس ربع علي إيطورية وكورة تراخونيتس، وليسانيوس رئيس ربع علي الأبلية. في أيام رئيس الكهنة حنان وقيافا” (لو 3: 1 – 3).
ويقول يوسيفوس، إن طيباريوس ارتقي العرش بعد موت أوغسطس قيصر في 19 أغسطس من عام 14 م. وبناء علي طريقة الرومان المعتادة في حساب الزمن، كانت السنة الخامسة عشرة لسلطنة طيباريوس قيصر تمتد من 19 أغسطس 28م إلي 19 اغسطس 29م. إلا أن معظم العلماء لا يقبلون الرأي القائل بتأخر خدمة يوحنا المعمدان إلي ذلك الوقت، وبالتالي تبني معظم العلماء اقتراح الأسقف أوشر Ussher)) بأن لوقا لم يحسب سلطنة طيباريوس ابتداء من موت أوغسطس، بل من وقت أن أشركة أوغسطس قيصر معه في الحكم أي منذ عام 11م. وبذلك تقع السنة الخامسة عشر لسلطنة طيباريوس في عام 26م، وعليه تكون معمودية يسوع قد حدثت في أواخر 26م أو أوائل سنة 27 م.
ويقول يوسابيوس إن المسيح اعتمد في السنة الرابعة من ولاية بيلاطس، وإن بيلاطس، وإن بيلاطس عُيِّن واليًا في نحو السنة الثانية عشرة من سلطنة طيباريوس قيصر، ولكن لا نعلم تمامًا الأساس الذي بني عليه يوسابيوس كلامه. فمن غير المحتمل أن يكون بيلاطس قد بدأ حكمه قبل 26م أو 27 م وأن تكون بذلك فترة حكمة لمدة عشر سنوات قد انتهت قبيل موت طيباريوس في 37 م. ويحدد بعض الكتَّاب الآن تاريخ هذا الحدث في 27 – 29م. فإذا أخذنا في الاعتبار تاريخ ميلاد يسوع، وتاريخ معمودية يسوع في الثلاثين من عمره (لو 3: 23) وقصر مدة خدمة يوحنا المعمدان الذي سجن في 28 م. لبدا لنا أن يسوع قد اعتمد في خريف 26م.
(2) عمر يسوع:
“ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة” (لو 3: 23). وكلمة “نحو” تجعل من العسير تحديد عمر يسوع – عند بدء خدمته – بدقة، فقد يكون أقل أو أكثر من ذلك بسنة أو سنتين. ولكن لما كانت عادة اليهود أن يتولي الرجل مركز القيادة بعد بلوغه الثلاثين من عمره، فلابد أن يسوع لم يكن اقل من الثلاثين عندما بدأ خدمته، كما ان الأحداث المرتبطة بخدمته وموته لا تسمح بافتراض أنه كان قد تجاوز الثلاثين كثيرًا عند بدء خدمته، كما لا يحتمل أن يسوع الذي كان يسارع إلي إنجاز مهمته (انظر مثلًا لو 9: 51، 12: 5، يو 14: 31) قد تأخر عن أن يبدأ خدمته في الوقت المناسب للخدمة وهو سن الثلاثين.
(3) أول فصح:
في أول فصح حضره يسوع بعد بدء خدمته، قال اليهود إن الهيكل قد بني في ست وأربعين سنة (يو 2: 20)، وكانوا يشيرون بذلك – بلا شك – إلي ما قام به هيرودس من إصلاح الهيكل الذي بناه زربابل، والذي شرع فيه – حسب قول يوسيفوس – في السنة الثامنة عشرة من حكمة وهي 19 / 20 ق. م. وبذلك يقع الفصح الذي يتحدث عنه يوحنا في عام 26 أو 27م.
(4) موت يوحنا المعمدان:
لقد ُسجن يوحنا المعمدان قبل بداية عمل يسوع وخدمته في الجليل، وقد بقي يوحنا في السجن فترة ما (مت 11: 2 – 19، لو 7: 18 – 35) انتهت بقطع رأسه بأمر من هيرودس أنتيباس. وقد وصل نبأ موت يوحنا إلي يسوع وهو يخدم في الجليل (مت 14: 3 – 12، مرقس 6: 14 – 29، لو 9: 7 – 9). ويقول يوسيفوس إن انهزام هيرودس أنتيباس علي يد أريتاس (الحارث) في صيف 36 م.، اعتبره الشعب عقابًا إلهيًا علي قتله ليوحنا. ورغم أن يوسيفوس يذكر أن طلاق أنتيباس لابنة أريتاس كان أحد أسباب العداء بينهما، إلا أنه لا يمكننا أن نستنتج من هذا، أو من تفسير الشعب لهزيمة أنتيباس، تحديد الفترة بين موت يوحنا وهزيمة أنتيباس.
(5) مدة خدمة يسوع:
كان غالبية العلماء يفترضون – حتى وقت قريب – أن خدمة يسوع قد استمرت ما بين ثلاث إلي أربع سنوات، وكان يوسابيوس من هذا الرأي. كما أن “ميليتوس” (حوالي 165 م) يذكر أن يسوع ظل يعمل المعجزات مدة ثلاث سنوات. ويؤيد سير وليم رمزي هذا الرأي.
وقد ذهب البعض إلي أن فترة خدمة يسوع قد استمرت عشر سنوات، ومنهم إيريناوس علي أساس ما جاء في إنجيل يوحنا: “أبوكم إبراهيم تهلل بأن يري يومي فرأي وفرح. فقال له اليهود: ليس لك خمسون سنة بعد” (يو 8: 56, 57). وعلي أساس أن يسوع قد جاء ليخلص البشر من كل الأعمار، فلابد أنه اجتاز في كل هذه الأعمار، وحيث أن الإنسان يبدأ في سن الأربعين أن يصبح رجلًا ناضجًا، فلابد أن خدمة يسوع قد استمرت من سن الثلاثين حتى أعتاب الشيخوخة في سن الأربعين.
وإن قلنا ان عبارة: “أكرز بسنة الرب المقبولة” (إش 61: 1, 2، لو 4: 18, 19) معناها الحرفي هو أن خدمة الرب قد استمرت سنة واحدة فقط، لكان ذلك علي الطرف النقيض للرأي السابق – وقد أيد هذا الرأي بعض الآباء في القرنين الثاني والثالث، ومن بينهم أكليمندس السكندري وأتباع فالنتيان. وهناك من ينادون بهذا الرأي من العلماء المحدثين، منهم “فون سودن” (Soden) و “هورت” (Hort).
وبينما يذكر يوحنا البشير مرارًا الأحداث التي تدل علي مرور الزمن، فإن البشيرين الثلاثة الآخرين لا يولون هذا الأمر اهتمامًا كبيرًا،. فقد ذكر يوحنا الفصح (يو 2: 13, 23، 6: 4، 11: 55، 12: 1، 13: 1)، وعيد المظال (يو 7: 2)، وعيد التجديد (يو 10: 22)، كما يذكر عيدًا دون تحديده (يو 5: 1)، ويتحدث عن الحصاد (يو 4: 35) الذي يبدأ عادة في أبريل. وهكذا نجده يذكر ثلاثة أعياد للفصح مما يتطلب فترة من الزمان تتجاوز سنتين كاملتين. ولا يمكن الجزم بأن يوحنا قد ذكر جميع أعياد الفصح في مدة خدمة يسوع، حيث أنه لم يكن يحصي الأعياد، بل ذكر سبب وجود يسوع في أورشليم وليرسم خلفية منطقية لما قاله يسوع ولما فعله.
ويعتقد البعض أن ثمة دلائل في إنجيل مرقس علي أن فترة خدمة يسوع قد استمرت سنتين علي الأقل، فإشارته “إلي قطف السنابل” (مرقس 2: 23) دليل علي أن الوقت كان آنذاك ربيعًا، وكذلك “العشب الأخضر” (مرقس 6: 39)، و “الفصح” (مر 14: 1)؟. إلا أن عبارة “العشب الأخضر” قد يكون لها مبرر آخر، هو قرب تلك المنطقة من ينبوع مياه أو جدول مياه، وليس لأن الوقت كان ربيعًا.
ويزعم هورت أن خدمة يسوع كانت سنة واحدة فقط، وذلك باستبعاد عيد الفصح المذكور في إنجيل يوحنا (6: 4) باعتباره إضافة متأخرة، إلا أنه لا يوجد أساس لهذا الزعم في أي مخطوطة أو ترجمة قديمة. وهو يستند في هذا الزعم إلي مجرد أن إيريناوس لم يذكر هذا الفصح عند حديثه عن رحلات يسوع إلي أورشليم، ولكن الحجة المستقاة من الصمت، هي حجة – في أفضل أحوالها – واهية.
والتأكيد بأن يسوع بدأ خدمته وهو في سن الثلاثين (لو 3: 23)، يفترض أن خدمته استمرت أكثر من سنة، فلا يمكن أن يذكر كاتب عاقل ذلك وهو يعلم أن خدمة يسوع قد انتهت في نفس العام.
من كل ما سبق يتضح أن خدمة يسوع قد استمرت من سنتين علي الأقل إلي ثلاث سنوات ونصف السنة.
(6) صلب يسوع وموته:
سار يسوع إلي الصليب خارج مدينة أورشليم في وقت عيد الفصح، عندما كان بيلاطس واليًا علي اليهودية (مت 27: 2، مرقس 15: 1، لو 23: 1، يو 18: 29، 19: 1، أع 3: 13، 4: 27، 13: 28، 1 تي 6: 13) ارجع أيضًا إلي تاريخ تاسيتوس 15: 44)، كما كان قيافا رئيسًا للكهنة (مت 26: 3 و57، يو 11: 49، 18: 13)، وهيرودس أنتيباس رئيس ربع في الجليل وبيرية (لو 23: 7). وكانت مدة ولاية بيلاطس عشر سنوات من 26م إلي 36م، ورئاسة قيافا للكهنة من 18م إلي 36م، وحكم هيرودس أنتيباس من 4 ق. م. إلي 39م.
ولو كان أول فصح في أثناء خدمة يسوع، قد وقع في 27 م، فلابد أن آخر فصح أي الفصح الرابع) وقع في 30م. وقد ذكر البشيرون أن الصلب حدث في اليوم السابق للسبت أي في يوم الجمعة (مت 27: 62، مرقس 15: 42، لو 23: 54، يو 19: 14 و31 و42). ونفهم من الأناجيل الثلاثة الأولي أن يوم الجمعة هذا كان يوافق اليوم الخامس عشر من شهر نيسان، أي اليوم التالي لأكل خروف الفصح (أو في نفس اليوم بالحساب اليهودي باعتبار أن اليوم يحسب من غروب الشمس حتى غروبها في اليوم التالي – مت 26: 217، مر14: 212). إلا أن الإنجيل الرابع – كما يري كثيرون – يتضمن أن عشاء الفصح لم يكن قد أُكل عندما صُلب يسوع (يو 18: 28، 13: 29)، كما يرون أيضًا أن الأناجيل الثلاثة الأولي تلمح لنفس هذا الرأي (مت 26: 5، مرقس 14: 2، 15: 42، لو 23: 54). وتدل الحسابات الفلكية أن يوم الجمعة هذا كان يوافق يوم 14 أو 15 من نيسان عام 30م (حسب طريقتي الحساب)، إلا أن طريقة الحساب اليهودي تجعل مثل هذه النتيجة غير أكيدة. ويوافق يوم الجمعة 15 نيسان من عام 30 م. يوم السابع من شهر أبريل. وهناك تقليد يرجع إلي عهد الآباء، يحدد موت يسوع في 29م في عهد قنصلية جيميني (Gemini)، ولكن الشكوك تحوم حول أصل هذا التقليد ومدي أصالته.
(7) ملخص للتواريخ الهامة في حياة يسوع علي الأرض:
1 – ميلاد يسوع في 6 ق. م. (748 من تأسيس روما).
2 – موت هيرودس الكبير في 4 ق. م. (750 من تأسيس روما).
3 – معمودية يسوع في 26 م. (779 من تأسيس روما).
4 – الفصح الأول في أثناء خدمة يسوع في 27م (780 من تأسيس روما).
5 – صلب يسوع وقيامته في 30م (783 من تأسيس روما).
ثانيًا: ترتيب أزمنة عصر الرسل:
لابد أن يستند التأريخ لأحداث العصر الرسولي إلي المعلومات الواردة في سفر أعمال الرسل وفي رسائل العهد الجديد، والتي يظهر فيها الارتباط بأحداث معينة أو بأشخاص معينين في التاريخ اليوناني الروماني. ومن نقاط الارتباط المحددة علي هذا النحو يمكن رسم الخطوط الرئيسية للترتيب النسبي للأزمنة بدرجة كبيرة من الترجيح.
(أ) تجديد بولس:
تجدد بولس وهو بالقرب من دمشق (أع 9: 3 – 9، 22: 5 – 11، 26: 12 – 18، غل 1: 17). وواضح أن تجديد بولس (شاول) لم يحدث عقب يوم الخمسين مباشرة، إذ لابد من مرور الوقت الكافي لتختبر الكنيسة في أورشليم حياة الشركة (أع 2: 44 – 8: 1)، كما لابد من توفر الوقت لشاول ليضطهد المسيحيين “في كل المجامع… إلي المدن التي في الخارج” (أع 26: 11). ولا بُد أنه مر وقت كافٍ للإخوة في دمشق عاصمة سورية، ليسمعوا عن اضطهادات شاول للمسيحيين، وأن له سلطانًا أن يوثق جميع المسيحيين في دمشق (أع 9: 13 و14).
وبعد تجديد بولس، مكث في دمشق “أيامًا” (أع 9: 19)، هرب بعدها إذ أصبح هو نفسه موضوع الاضطهاد. وكان يحكم دمشق في ذلك الوقت والي “الحارث” ملك سورية (أع 9: 25، 2 كو 11: 32, 33). وكان “الحارث” هذا هو والد زوجة هيرودس أنتيباس، إلا أن هيرودس طلقها، ليتزوج هيروديا امرأة فيلبس أخيه (مت 14: 3، مرقس 6: 17، لو 3: 19).
وبسبب النزاع علي الحدود، وربما بسبب الطلاق أيضًا، نشبت حرب مريرة بين هيرودس أنتيباس والحارث. وعندما انهزم انتيباس استنجد بالرومان، فأرسل طيباريوس “فيتليوس” (Vitellius) والي سورية لنجدة أنتيباس، وعندما كان فيتليوس يُعد العدة، سمع بموت طيباريوس، فاعتقد أنه لم يعد له الحق في محاربة الحارث فانسحب بجيشه.
ويشير بولي إلي أن الحارث كان ملكًا علي دمشق حين هرب بولس منها: “في دمشق والي الحارث الملك كان يحرس مدينة الدمشقيين يريد أن يمسكني، فتدليت من طاقة في زنبيل من السور ونجوت من يديه” (2 كو 11: 32, 33)، ولايمكن ان يكون هذا الهرب قد حدث عند تجديد بولس، بل بعد أن قضي ثلاث سنوات في العربية، فقد ذهب بولس إلي العربية في الفترة بين العددين الحادي والعشرين والثاني والعشرين من الإصحاح التاسع من سفر أعمالا الرسل، وبذلك يكون تجديد بولس قد حدث في 33أو 34م.
(ب) موت هيرودس أغريباس الأول:
إن أهم معلوماتنا عن هيرودس أغريباس مصدرها يوسيفوس، الذي يذكر أنه حالما ارتقي كايوس (أو غايس كما كان يطلق علي “كاليجولا” Caligula) العرش خلفًا لطيباريوس (جلس كاليجولا علي عرش الامبراطورية من 37م إلي أن أغتيل في 41م) منح أغريباس منطقة فيلبس، وفي 39م أضاف إليه منطقة أنتيباس، وهكذا أصبح أغريباس ملكًا علي السامرة واليهودية والأبلية عندما ارتقي كلوديوس عرش الامبراطورية في 41م (24 يناير سنة 41)، وبلغت كل فترة حكم هيرودس سبع سنوات، حكم اليهودية فيها ثلاث سنوات فقط. وتتضمن العبارة الواردة في سفر أعمال الرسل (12: 23) أن هيرودس أغريباس مات في يوم العيد الذي ضربة فيه ملاك الرب. ويقول يوسيفوس إنه مات في خلال خمسة أيام (في أوائل 44م).
وقد تم اكتشاف قطعتين من النقود عليهما ما يفيد بأنهما من السنتين الثامنة والتاسعة لحكم أغريباس، لكن لو أن الاحتفال الذي مات في أثنائه اغريباس، كان تكريمًا كما يذكر يوسيفوس وكما تؤكد غالبية المراجع، فلابد أن ذلك كان بمناسبة دورة الألعاب الأولمبية التي كانت تقام كل أربع سنوات، والتي بدأها هيرودس الكبير في قيصرية في عام9 ق. م.، ولابد أنها جرت في عام44 أو عام 45م. وهناك أدلة قوية تؤيد رواية يوسيفوس.
ومن المحتمل أن يكون مقتل يعقوب وسجن بطرس (أع 12) قد حدثا في بداية حكم أغريباس، والأرجح في 41م، ومما يؤيد ذلك إشارة لوقا إلي أن هيرودس أغريباس قد قام بهذا الاضطهاد ليرضي اليهود (أع 12: 3). ويبدو أنه عند موت أغريباس، كان يحظي بتقدير كبير من اليهود.
(ج) المجاعة في ايام كلوديوس قيصر:
إن تنبؤ أغابوس بحدوث المجاعة في أيام كلوديوس قيصر (أع 11: 28) جاء مرتبطًا في سفر الأعمال بموت هيرودس أغريباس الأول (أع 12: 23). وقد حدثت مجاعات عديدة في أيام حكم كلوديوس قيصر، الذي امتد حكمه من 41م إلي 54م، ذكرها “سوتونيوس” (Suetonius) و “ديوكاسيوس” (Dio Cassius)، وتاسيتوس، و “أورسيوس” ((Orosius) ويبدو أن لوقا – في سفر الأعمال – يشير إلي المجاعة العظيمة التي حدثت في 41م، حيث ارتبطت بعد ذلك مباشرة بقتل يعقوب بالسيف في 41م (أع 11: 28، 12: 1, 2). وقد ذكر “تاسيتوس” أنه حدث نقص عام في المواد الغذائية في 51م. كما وصف “سوتونيوس” مجاعة شديدة نقصت معها الجزية من الحبوب نقصًا شديدًا، لكنه لا يحدد تاريخها. أما يوسيفوس يشير إلي مجاعة اجتاحت اليهودية كلها في أيام ولاية كل من “كاسبيوس فادوس” (Cuspius Fadus)، وطيباريوس ألكسندر (حكم فادوس من 44 – 46م، وحكم الكسندر من 46 – 48م). ومن الواضح أن هذه المجاعة قد استمرت بضع سنوات. ويذكر يوسيفوس كيف أرسلت الملكة هيلانة – في ذلك الوقت – خدامها غلي مصر لشراء طعام لتوزعه علي المعوزين والمحتاجين في فلسطين، وكان قد مات الكثيرون من اليهود جوعًا.
ورغم تضارب المعلومات وصعوبة تحديد التاريخ الدقيق لحدوث المجاعة التي يشير إليها لوقا في عهد كلوديوس قيصر، إلا أنه يبدو أنها حدثت فيما بين عامي 41، 45م، وعلي الأرجح في 45م.
(د) المتمرودن من اليهود:
أشار غمالائيل إلي اثنين من قادة الثورات الفاشلة ضد روما، هما ثوداس ويهوذا الجليلي (أع 5: 35 – 37). ويحكي يوسيفوس عن ساحر اسمه ثوداس قام بتمرد في أثناء ولاية فادوس علي اليهودية (44 – 46م). وقد قام ثوداس اتباعه إلي نهر الأردن وزعم أن مياه الأردن ستنفلق نصفين عند أمره ليعبروا علي اليابسة، ولكن فادوس قطع عليهم الطريق بفرسانه فأسروا ثوداس، وقتلوا الكثيرين من أتباعه، وأخذوا الباقين أحياء. وبعد أن ظل ثوداس سجينًا زمنًا، قُطعت رأسه وأرسلت إلي أورشليم عبرة للجميع.
ويصعب أن نقول إن ثوداس هذا هو نفسه ثوداس الذي تحدث عنه غمالائيل، حيث أن كلام غمالائيل يشير إلي أحداث سابقة لتلك التي يتكلم عنها يوسيفوس. ولعل ثوداس هذا هو نفسه الرجل الذي يسميه يوسيفوس “يهوذا” أو “يوداس”. ولو صح ذلك لكان ثوداس هذا هو نفسه يوداس ابن حزقياس، أحد زعماء رجال العصابات وقطاع الطرق، وقد هاجم هو ورجاله القصر في الجليل، ونهبوا أسلحته وأمواله. ولكي يجذب يوداس النظر وينصب من نفسه ملكًا، أساء إلي الكثيرين، ووجد هيرودس مشقة كبيرة في القضاء عليه.
أما يهوذا الذي ذكره غمالائيل فكان في أيام اكتتاب كيرينيوس الوالي، ولا نعلم أي تفاصيل عن نشاطه وأعماله.
كما كان هناك أيضًا سمعان أحد عبيد هيرودس، وكان وسيمًا طويل القامة مفتول العضلات، جمع حوله أتباع كثيرين، وبعد أن نادي بنفسه ملكًا، أحرق القصر الملكي في أريحا، كما احرق ودمر ونهب البيوت الملكية في أماكن مختلفة، ولكن أمكن للجنود الرومان بقيادة جراتوس التغلب علي سمعان وقطعوا رأسه. ولكن لا نعرف بالتحديد تاريخ أحداث سمعان ولا تاريخ أحداث يهوذا.
(ه) سرجيوس بولس الوالي:
عندما زار بولس وبرنابا جزيرة قبرس كان يحكمها الوالي سرجيوس بولس (أع 13: 7, 8). وهناك نقش وجد في قبرس، يرجع إلي القرن الأول، وربما إلي عام 53م، مذكور فيه حادثة تتعلق بأبولونيوس في أيام ولاية سرجيوس بولس. وفي نقش آخر يرجع إلي السنة الثانية عشرة لكلوديوس قيصر، يبدو منه ان أنيوس باسوس كان واليًا في عام 52م. ولو كان يوليوس كوردس الذي ذكره باسوس هو الوالي السابق له، لكان سرجيوس بولس قد تولي حكم الجزيرة قبل عام 51 بقليل.
(و) أمر كلوديوس قيصر:
“لما مضي بولس من أثينا وجاء إلي كورنثوس للمرة الأولي، التقي برجل يهودي اسمه أكيلا كان قد جاء حديثًا من إيطاليا، ومعه امراته،” لأن كلوديوس كان قد أمر أن يمضي جميع اليهود من رومية “(أع 18: 1, 2). ويذكر كل من” سوتونيوس وديوكاسيوس “هذا المرسوم دون أن يذكر له تاريخًا، إلا أن” أوروسيوس “يؤرخ لهذا المرسوم في السنة التاسعة لحكم كلوديوس أي في 49م. وعندما وصل بولس إلي كورنثوس كان أكيلا وبريسكلا قد جاءا حديثًا من روما.
(ز) ولاية غاليون:
“لما كان غاليون يتولي اخائية” (أع 18: 12). وكان ولاة الأقاليم الخاضعة لمجلس الشيوخ في روما، يبقون في مناصبهم عامًا واحدًا فقط، وقد وقف الرسول بولس أمام غاليون في أثناء زيارته الأولي لكورنثوس، ولابد أن هذا لم يحدث قبل عام 44م حين رد كلوديوس أخائية إلي مجلس الشيوخ ليحكمها حاكم من قبل المجلس برتبة “والٍ”، بالإضافة إلي أن تاريخ سنيكا يجعل من المستحيل أن يكون أخاه غاليون قد تولي أخائية قبل 49أو 50م. وقد وجدت مخطوطة مشوهة في “دلفي تساعد علي تحديد تاريخ بداية ولاية غاليون فيما بين 25 يناير وأول أغسطس من 51 أو 52م. ولما كان غاليون قد عاني من الملاريا وهو في كورنثوس، فلابد أن تعيينه – الذي تم في أول يوليو 51م – كما يري البعض – لم يستمر أكثر من عام واحد. ولعل عبارة لوقا أن بولس قد مكث في كورنثوس أيامًا بعد وقوفه أمام غاليون، إلي جانب إشارته إلي ثمانية عشر شهرًا أقامها بولس في كورنثوس (أع 18: 11, 18)، ترجح أن بولس وقف أمام غاليون قرب نهاية السنة الأولي لإقامة بولس في كورنثوس، مما يبدو معه أن إقامة بولس في كورنثوس قد امتدت في أواخر 50م أو أوائل 51م حتى منتصف 52م.
(ح) ولاية فستوس (أع 24: 27):
يقول لوقا إن “فستوس” خلف “فيلكس” واليًا علي اليهودية بعد أن أمضي بولس سنتين في السجن في قيصرية (أع 24: 27). أما “فيلكس” الذي خلف “فنتيديوس كومانوس” (Ventidius Cumanus) فقد تولي الولاية في 52م. ويؤكد يوسيفوس أن فيلكس قد تولي حكم اليهودية في أثناء حكم كلوديوس. وقد حوكم فيلكس في روما لاستخدامه العنف في تدخله – بلا جدوى – بين اليهود والأمم الذين قاموا بالشغب في قيصرية، إلا ان فيلكس نجا من العقاب بسبب ارتباط نيرون بأخي فيلكس المدعو “بالاس” (Pallas). ويقول تاسيتوس إن بالاس، رغم إقصائه عن منصبة قبل 13 فبراير 55م، ظل يحتفظ بتأثيره علي الإمبراطور. وقد مات بالاس في 62م، بينما نيرون كان قد بدأ حكمة في صيف 55م. وعند إلقاء القبض علي بولس ظن أمير الكتيبة أن بولس هو الرجل المصري الذي صنع الفتنة التي قمعها فيلكس خلال حكم نيرون (أع 21: 38)، وقد حدث ذلك في ربيع 55م. ولما كان بولس قد مكث سنتين في سجن قيصرية حتى خلع فيلكس من منصبه (أع 24: 27)، فلا يمكن أن يكون فستوس قد تولي حكم اليهودية قبل 57م.
ويقول يوسابيوس إن فستوس تولي الحكم في السنة العاشرة لأغريباس الثاني. ويذكر يوسيفوس أن اغريباس الثاني تولي الحكم في أول نيسان 50م، فيكون بدء السنة العاشرة لحكمه هو أول نيسان 59م، ومن هنا يتضح أن فستوس تولي الحكم في صيف 59م، ومن هنا يتضح أن فستوس تولي الحكم في صيف 59م. ويرجح سير وليم رمزي أن بولس سجن في 57م، وان فستوس تولي الحكم في 59م.
(ط) حياة بولس:
هناك شيء من الصعوبة في التوفيق بين قصة بولس في رسالته إلي غلاطية (1 و2) عن تحركاته بعد تجديده، وقصة لوقا عن نفس هذه التحركات في سفر أعمال الرسل.
لقد تجدد بولس وهو في طريقة إلي دمشق، ومكث هناك مع التلاميذ أيامًا عديدة (أع 9: 19 – 22). ويذكر بولس في رسالته إلي غلاطية أنه انتقل من دمشق إلي “العربية” التي يرجح أنها المنطقة الصحراوية القريبة من دمشق، التي كانت خاضعة في ذلك الوقت لحكم ملك “العربية”، ولعل السنوات الثلاث التي قضاها في العربية، كانت بين العددين الحادي والعشرين والثاني والعشرين من الإصحاح التاسع من سفر أعمال الرسل، ويبدو ذلك من المقارنة بين العدد التاسع عشر حيث يذكر أن شاول كان مع التلاميذ في دمشق “أيامًا” والعدد الثالث والعشرين، حيث نقرأ: “ولما تمت أيام كثيرة”. كما يبين هذا سبب عدم توقفه في أورشليم في طريقه من العربية “ثم بعد ثلاث سنين صعدت إلي أورشليم” (غل 1: 18)، أي بعد ثلاث سنوات من تجديده (الذي أصبح محور حياته) ذهب إلي أورشليم، وكانت الكنيسة تخافه، إلا أن برنابا قدمه إلي الرسل (أع 9: 26 – 28). وقد رأي بطرس ويعقوب أخا الرب (غل 1: 18, 19). وإذ واجه اضطهاداًَ في أورشليم، انتقل إلي سورية وكيليكية بعد خمسة عشر يومًا (غل 1: 18, 21) حيث بشر هناك – بلا شك – باسم المسيح حتى إن كنائس اليهودية “كانوا يسمعون أن الذي كان يضطهدنا قبلًا، يبشر الآن بالإيمان الذي كان قبلًا يتلفه” (غل 1: 23). وكان برنابا هو الذي أقنع بولس بالعودة إلي أنطاكية حيث ظل هناك لمدة سنة كاملة (أع 11: 25, 26). ثم قام بعد ذلك برحلته إلي أورشليم بسبب المجاعة العظيمة (أع 11: 27 – 30). ولما عاد إلي أنطاكية (أع 12: 25) ظل يخدم هو وبرنابا حتى دعاهما الروح القدس للعمل، فقاما برحلتهما التبشيرية الأولي (أع 13، 14)، وذلك في نحو 46حتي 48م.
ولما رجعا إلي انطاكية وجدا بطرس يعمل مع الإخوة “ويأكل مع الأمم”، ولكن لما أتي قوم من أورشليم تراجع بطرس خوفًا منهم، فوجه إليه بولس اللوم (غل 2: 11, 12). وقد حدثت “منازعة ومباحثة ليست بقليلة” بين بولس وبرنابا من ناحية، وبين “قوم من اليهودية” جعلوا يعلمون الإخوة من الأمم أنه “إن لم تختتنوا حسب عادة موسي لا يمكنكم أن تخلصوا” (أع 15: 1, 2). فتقرر مناقشة الأمر مع الكنيسة في أورشليم (حوالي 49م). وقد صعد بولس بموجب إعلان (أي توجيه مباشرة من الله، غل 2: 2). وقد استقبله الأخوة المعتبرون أنهم “أعمدة” بحفاوة.
وبعد العودة إلى أنطاكية اختار بولس سيلا رفيقًا له في الرحلة التبشيرية الثانية (49 – 52م). ولما اجتازا في أقاليم غلاطية وفريجية وصلا إلي ترواس، ومنها عبرا إلي مكدونية ثم إلي أخائية حيث قضي بولس سنة وستة أشهر في كورنثوس (أع 18: 11). وهناك وقف بولس أمام كرسي الولاية أمام غاليون (حوالي 52م). والرجح أنه كتب رسالتيه الأولي والثانية إلي الكنيسة في تسالونيكي في خلال هذه الزيارة لكورنثوس. والدليل علي أن بولس كتب رسالتيه إلي تسالونيكي وهو في كورنثوس، هو أن بولس وسيلا وتيموثاوس كانوا معًا عند كتابة هاتين الرسالتين (1 تس 1: 1، 2 تس 1: 1)، كما من قول لوقا أن ثلاثتهم كانوا معًا في كورنثوس (أع 18: 5)، ومن عدم ذكر اسم سيلا بعد تلك المناسبة في سفر أعمال الرسل. وواضح أنه قد فصلت بضعة شهور بين كتابة الرسالتين، لأن التراخي في الشغل المذكور في الرسالة الأولي (1 تس 4: 11)، كان قد تحول إلي صورة خطيرة عند كتابة الرسالة الثانية (2 تس 3: 6 – 15). كما كان لابد أن يمضي وقت كاف أمام من أرسله بولس للاطلاع علي الأحوال في تسالونيكي، ليعود إليه في كورنثوس بنتائج رسالته الأولي وبتقرير عن الأوضاع هناك. ولما غادر بولس كورنثوس، ذهب إلي أورشليم عن طريق أفسس ثم عاد إلي أنطاكية (أع 18: 20).
وبدأ بولس رحلته التبشيرية الثالثة علي الأرجح من 53 – 57م. “بعدما صرف زمانًا” في أنطاكية (أع 18: 23). وبعد أن مر ثانية بغلاطية وفريجية ذهب إلي أفسس حيث قضي مدة تتراوح بين سبعة وعشرين شهرًا وثلاثين شهرًا (انظر أع 19: 8 و10، 20: 31) حيث كتب رسالته الأولي إلي الكنيسة في كورنثوس (1 كو 16: 8) قرب نهاية خدمته هناك علي الأرجح. وبعد أن غادر أفسس، مر بترواس (2 كو 2: 12) في طريقه إلي مكدونية (2 كو 7: 5، أع 20: 1). وقد كتب بولس – وهو في مكدونية – رسالته الثانية إلي الكنيسة في كورنثوس (2 كو 2: 13، 7: 5 – 7). وقبل انقضاء وقت طويل، ذهب إلي اليونان حيث مكث نحو ثلاثة أشهر في كورنثوس (أع 20: 3). ثم تابع خطواته إلى مكدونية ومنها عبر إلي ترواس، ثم أبحر بمحاذاة ساحل أسيا متجهًا إلي أورشليم، وهناك ألقي القبض عليه، ووضع في السجن، وفي تلك الأثناء وقف أمام فيلكس ثم أمام فستوس، وأخيرًا سافر إلي روما. وبعد أن مكث سنتين في روما، كتب لوقا سفر أعمال الرسل في نحو 63م (أع 28: 30). وقد كتب بولس وهو في السجن في روما رسائله إلي أفسس وكولوسي وفليمون وفيلبي. وقد كتب الرسائل الأولي الثلاث في نفس الوقت (كو 4: 7 – 9، فليمون 10, 11, 12، أف 6: 21, 22) ويؤيد ذلك هذا التشابه الكبير في العبارات وفي الموضوع في الرسالتين إلي كولوسي وإلي أفسس. ومن الواضح أنه كتب الرسالة إلي فيلبي بعد أن كان قد قضي في روما بعض الوقت بعد كتابته الرسالة إلي أفسس، إذ نجده في الرسالة إلي أفسس يطلب الصلاة لأجله لكي يعطي له كلام عند افتتاح فمه ليكرز جهارًا بالمسيح، وهو سفير في سلال (أف 6: 19)، بينما نجده في رسالته إلي فيلبي، وقد تحققت رغبته هذه (في 1: 12 – 14). وواضح أيضًا أن رسالته إلي فيلبي قد كتبت بعد قضاء فترة من الزمن في روما، وذلك من أقواله عن أبفرودتس: (1) فقد أرسلته الكنيسة في فيلبي بعطية لبولس بعد أن علموا أنه في السجن في روما (في 2: 25، 4: 18). (2) كان أمام الكنيسة في فيلبي في وقت كاف ليعرفوا أن أبفرودتس كان مريضًا (في 2: 26). (3) كان لدى أبفرودتس وقت كاف ليعلم أن الكنيسة في فيلبى قد سمعت بمرضه (فى 2: 26) ولما كانت الأخبار تنتقل ببطء في تلك الأيام، فلابد أن بولس كان قد مكث في روما عدة شهور قبل أن يكتب الرسالة إلي فيلبي، والأرجح أنه كتبها في 62 أو63م، أما الرسائل الثلاث الأخرى فقد كتبها قبل ذلك بنحو السنة.
وعندما كتب بولس الرسالة إلي فيلبي، كان يتوقع الإفراج السريع عنه (في 2: 23, 24). وقد تحقق ذلك، ولكن ليس من الواضح إن كان قد تحققت أمنيته في الذهاب إلي أسبانيا. وعند سفره إلي الغرب ترك تيطس في كريت (تي 1: 5)، وتيموثاوس في أفسس (1 تي 1: 3). وربما تحققت رغبته في زيارة فليمون في ذلك الوقت أيضًا (انظر فل 22). ويبدو أنه قضي الشتاء في مدينة نيكوبوليس (تي 3: 12). ثم ألقي القبض عليه مرة أخري وهو في ترواس في الصيف التالي (2تي 4: 13)، ووجد نفسه في السجن في روما مع قدوم الشتاء (2 تي 4: 13). وقد توقع بولس أن يستشهد في تلك المرة (2 تي 4: 6 – 8). ويقول التقليد إنه قتل علي طريق “أوستيا” خارج مدينة روما بأمر من نيرون.
ولما كان نيرون قد مات في 68م، فلا بُد أن بولس قد استشهد في 67م. ويوضح الجدول التالي أهم الأحداث في حياة الرسول بولس.
التاريخ |
الحادثة |
---|---|
حوالي 1م (؟) |
مولد بولس |
34م |
تجديد بولس |
45م |
زيارته لأورشليم لتسليم العطايا للأخوة |
46 – 48م |
الرحلة التبشيرية الأولي |
49م |
المجمع في أورشليم |
49 – 52م |
الرحلة التبشيرية الثانية |
53 – 57م |
الرحلة التبشيرية الثالثة |
57م |
القبض علي بولس في أورشليم |
57 – 60م |
سجن بولس في قيصرية |
61 – 63م |
سجن بولس في روما للمرة الأولي |
66 – 67م |
سجن بولس للمرة الثانية في روما |
67م |
استشهاد بولس |
(1) رسائل بولس:
الرسالة إلي الكنيسة في غلاطية هي أصعب كل رسائله في تحديد تاريخ كتابتها. ومصدر الحيرة هو قول بولس “” إلي كنائس غلاطية “(غل 1: 2). ففي القرن الثالث قبل الميلاد، هاجر الكثيرون من بلاد الغال عن طريق شرقي أوروبا إلي الإقليم في شمالي أسيا الصغرى (وأصبحت أنقرة، وبسينوس، وتافيوم أهم مدنهم)، وأصبحوا معروفين باسم” الغلاطيين “. وعندما تمت لروما السيطرة علي آسيا الصغرى، جعلت مناطق ليكأونية وبيسيدية وفريجية أجزاء من غلاطية (في عهد أوغسطس في 25 ق. م.).
وتقول نظرية “غلاطية الشمالية” إن بولس بشر هذه المناطق من غلاطية في رحلته التبشيرية الثانية (أع 16: 6)، وعند عودته عبر تلك المنطقة في رحلته التبشيرية الثالثة (أع 18: 23)، وأنه أرسل إلي المؤمنين هناك الرسالة إلي غلاطية، بدلًا من أو علي الأقل مع كنائس أنطاكية وإيقونية ولسترة ودربة. أما نظرية “غلاطية الجنوبية” فتقول إنه كتب رسالته إلي الكنائس التي في جنوبي غلاطية فقط، وهي الكنائس التي أسسها في رحلته التبشيرية الأولي.
ومن الواضح أن تحديد تاريخ كتابة الرسالة إلي غلاطية، يتوقف – إلي حد ليس بقليل – علي موقع الكنائس التي أرسلت إليها هذه الرسالة. فلو ان بولس كتب رسالة غلاطية إلي الكنائس في جنوبي غلاطية، فلابد أن هذه الرسالة كانت أولي رسائله، ربما قبل المجمع الذي انعقد في أورشليم (أع 15). ومن الناحية الأخرى لو أنه كتبها إلى الكنائس في شمالي غلاطية، فهو لم يكتبها في مثل هذا الوقت المبكر، ولعله كتبها في أثناء رحلته التبشيرية الثالثة، في حوالي الوقت الذي كتب فيه الرسالة إلي الكنيسة في روما.
(1) الحجج المؤيدة لكتابة الرسالة إلي غلاطية الشمالية:
(أ) إن من يكتب لجماعة أو شعب في منطقة معروفة، لابد أن يستخدم الأسماء العرقية والشعبية المتداولة بين الشعب، وليس الأسماء الفنية أو السياسية للأماكن في تلك المنطقة، ففي سفر الأعمال – مثلاًَ – يقول لوقا عن “انطاكية” كانت في “بيسيدية” (أع 13: 14)، وإن “لسترة ودربة” كانت في “ليكأونية”. وردًا علي ذلك يجب ملاحظة أن استخدام بولس للأسماء هو ما يعنينا هنا، وليس استخدام لوقا في سفر الأعمال، فاستخدام لوقا للأسماء العرقية الشعبية – في إشارته إلي هذه المناطق – ليس حجة علي أن المنطقة الجنوبية لم تكن جزءًا من غلاطية. أما بولس فيستخدم الأسماء بمدلولها الروماني الرسمي، مثل: اليهودية، كيليكية، سورية، مكدونية، أخائية.
(ب) اعتقد بعض الكتاب من الآباء، أن بولس إنما كتب رسالته إلي الكنائس في غلاطية الشمالية، والأرجح أن هذا راجع إلي أن تفسير الآباء للموقع جاء بناء علي الظروف التي كانت سائدة في زمانهم، لا في زمن الرسول بولس.
(ج) لم يذكر لوقا شيئًا عن اعتلال صحة بولس (غل 4: 13 – 15) الذي كان لابد أن يذكره لو أنه كان يكتب إلي غلاطية الجنوبية، ولكن هذه – علي أفضل الأحوال – حجة مستمدة من الصمت ولا تكفي لتأييد أي من الرأيين.
(د) إن تحول الغلاطيين “سريعًا” عن المسيح إلي نوع من اليهودية (غل 1: 6, 7) يدل علي أنهم كانوا متقلبين، فلا بد أنهم كانوا “من الغال” أصلًا. ومن المعروف أن شعب الغال احتفظ بديانته الأصلية ولغته وشرائعه تحت حكم الرومان. ومن جهة أخري، فإن التغير السريع في موقف أهل لسترة تجاه بولس (أع 14: 8 – 19) إنما يبين مدي تقلبهم.
(ه) تشبه الرسالة إلي غلاطية – من ناحية التعليم – الرسالة إلي رومية، بل وتشتمل علي بعض الإيضاحات الواردة في الرسالة إلي رومية، فلابد أنهما قد كتبتا في نفس الوقت. ولكن وإن كانتا حقًا متشابهتين من أوجه عديدة، إلا أنهما مختلفتان اختلافًا شاسعًا في أوجه أخري، كما ان الظروف الدافعة لكتابتهما مختلفة، وأفضل تعليل للتشابه بينهما هو التعليم الرئيسي في كل منهما، وليس تزامن كتابتهما.
(2) الحجج المؤيدة لكتابة الرسالة إلي غلاطية الجنوبية:
(أ) لم يذكر بولس المزيد من التفاصيل عن حياته في المسيح، في الرسالة إلي غلاطية، بعد أن ذكر مواجهته لبطرس في أنطاكية (غل 2: 11)، مما يرجح معه أنه كتب هذه الرسالة نحو ذلك الوقت.
(ب) رغم أن الرسول بولس عالج، في الرسالة إلي غلاطية، المشكلة التي كانت مثار حوار في الكنيسة كلها في أورشليم (أع 15)، إلا انه لم يشر إطلاقًا إلي المجمع الذي انعقد في أورشليم، والذي كان فيه، بكل تأكيد، مما يدعم موقفه وآراءه.
(ج) يتحدث بولس عن برنابا كما لو كان معروفًا تمامًا لقارئيه (غل 2: 1 و13). والمرة الوحيدة التي ذكرت فيها زيارة برنابا لغلاطية، كانت في الرحلة التبشيرية الأولي.
(د) يشير الرسول إلي أن كنائس غلاطية اشتركت في جمع الصدقات للإخوة في أورشليم (1 كو 16: 1)، بينما كان بولس في طريقه إلي أورشليم ومعه التقدمات (أع 20: 1 – 6، 2 كو 8، أع 24: 17)، ولم يذكر اسم أي ممثل للكنائس في غلاطية الشمالية، مع أنه سجل اسم اثنين من غلاطية الجنوبية.
(ه) لم يرد ذكر لإقامة كنائس في غلاطية في الإصحاحين السادس عشر والثامن عشر من سفر الأعمال، ولكن ذُكر فقط أنه اجتاز في غلاطية وفريجية، ويبدو انه لم يتلمذ أحدًا في غلاطية في أثناء هذه الرحلات، بل ركز خدمته علي أن “يشدد جميع التلاميذ” (أع 18: 23 مع 16: 1 – 6).
(و) ليست هناك تلميحات خاصة إلي الغاليين في الرسالة.
(ز) إن سرعة تقلب الغلاطيين (غل 1: 6) أرجح تأييدًا لنظرية الكتابة لغلاطية الجنوبية، حيث كان من الأيسر علي التهوديين من أورشليم أن يذهبوا إلي مدن غلاطية الجنوبية، أكثر مما إلي مدن غلاطية الشمالية.
(ح) ليس هناك خبر عن وجود كنائس في غلاطية الشمالية قبل عام 200م.
ونظرًا لقوة الحجج المؤيدة لنظرية غلاطية الجنوبية، فالأرجح أن الرسول بولس كتب رسالته إلي غلاطية الجنوبية من أنطاكية سورية في 49م.
ويبدو من الواضح أن الرسائل الرعوية، قد كتبها الرسول بولس بعد إطلاق سراحه من سجنه المرة الأولي في روما،. فالرسالة الأولي إلي تيموثاوس والرسالة إلي تيطس تذكران أحداثًا لا مكان لها في الفترة المبكرة من حياة بولس، كما وردت في سفر أعمال الرسل وفي رسائل بولس الأخرى. فعلي سبيل المثال لم تشر الكتابات الأولي إلي أن الرسول بولس قد ترك تيموثاوس في أفسس بينما ذهب هو إلي مكدونية (1 تي 1: 3)، ولا أنه ترك تيطس في كريت (تي 1: 5). كما لا تذكر أن بولس عزم أن يمضي الشتاء في نيكوبوليس (تي 3: 12). وعندما كتب رسالته إلي الكنيسة في فيلبي، كان يتوقع أن يطلق سراحه قريبًا (في 1: 25، 2: 24)، ومن الواضح أن هذا التوقع قد تحقق، وبعد ذلك ذهب الرسول بولس إلي كريت ومنها إلي أفسس ثم كولوسي (فل 22)، ثم إلي مكدونية (تي 3: 12). وواضح جدًا أنه حين كتب رسالته الثانية إلي تيموثاوس، كان سجينًا وكان ينتظر الحكم عليه بالموت في تلك المرة (2 تي 1: 8 و16، 2: 9، 4: 6).
مما سبق يمكن أن نلخص ما ذكرناه عن رسائل الرسول بولس في الجدول الآتي:
التاريخ |
مكان كتابتها |
الرسالة |
---|---|---|
49م |
أنطاكية في سورية |
غلاطية |
51م |
كورنثوس |
تسالونيكي الأولي |
51 أو 52 م |
كورنثوس |
تسالونيكي الثانية |
55م |
أفسس |
كورنثوس الأولي |
56م |
مكدونية |
كورنثوس الثانية |
57م |
كورنثوس |
رومية |
61 أو 62 م |
روما |
أفسس |
61 أو 62 م |
روما |
كولوسي |
61 أو 62 م |
روما |
فليمون |
62 أو 63 م |
روما |
فيلبي |
64 م |
مكدونية (؟) |
تيموثاوس الأولي |
64م |
مكدونية (؟) |
تيطس |
67 م |
روما |
تيموثاوس الثانية |
(2) الرسالة إلى العبرانيين:
يعتمد تحديد تاريخ كتابة الرسالة إلي العبرانيين – إلي حد ما – علي تحديد كاتبها، فلو كان بولس الرسول هو كاتبها، لكان معني ذلك أنها كتبت نحو 67م. ولو كان آخر غيره، لكانت قد كتبت قبل موت بولس بقليل، ولكن ليس بعد خراب أورشليم علي يد الرومان في 70م. إلا أن معظم الأدلة تشير إلي كاتب آخر غير بولس، كما يظهر مما يلي:
(أ) افترض كثيرون من الآباء – دون دليل – أن الرسول بولس كتب الرسالة إلي العبرانيين، بينما تشكك آخرون في ذلك. وبعد أثناسيوس (297 – 373م)؟ نسبها كثيرون من كتّاب الكنيسة في فلسطين وفي مصر، إلي الرسول بولس، بينما نسبها إلي غيرهم إلي برنابا أو سيلا أو لوقا أو أكليمندس وغيرهم. وذكر أوريجانوس (185 – 254م): “أما من كتب الرسالة إلي العبرانيين، فالله وحده يعلم من هو”.
(ب) أقر جيروم وأغسطينوس التقليد القائل بأن الرسول بولس قد كتب هذه الرسالة، وقد اقتنعت الكنيسة في الغرب بهذا الرأي.
(ج) رفض لوثر وكلفن نسب هذه الرسالة إلي الرسول بولس، وقد تبعهم العلماء – بعامة – من بعدهم.
(د) كان تيموثاوس مازال حيًا، وقد أشارت إليه الرسالة بعبارات يمكن أن تصدر عن الرسول بولس، إلا أنه من الصعب التوفيق بين سجن تيموثاوس وبين ما نعرفه عن حياة بولس، فقبيل استشهاد الرسول بولس حث تيموثاوس أن يمضي بشجاعة أوفر في خدمته (2 تي 1: 8 – 12، 2: 3، 4: 5)، والأرجح أن استجابة تيموثاوس لهذا التحريض، أدت إلي سجنه.
(ه) يعترف كاتب الرسالة إلي العبرانيين بأنه قد تلقي الرسالة المسيحية من خلال آخرين (عب 2: 3, 4)، وهو ما لم يقل به الرسول بولس مطلقًا (انظر 1 كو 9: 1، 11: 23، غل 1: 1 و12، أف 3: 3).
(و) ينقص الرسالة إلي العبرانيين التحيات المميزة لكتابات الرسول بولس.
(ز) أكد بولس أنه وقع بإمضائه علي كل رسالة منه (2 تس 3: 17)، ولكن لا يذكر اسمه في الرسالة إلي العبرانيين.
(ح) بينما اقتبس الرسول بولس من النص اليوناني (الترجمة السبعينية) ومن النص العبري، يستخدم كاتب الرسالة إلي العبرانيين الترجمة السبعينية للعهد القديم وحدها.
(ط) يتفق الفكر اللاهوتي في هذه الرسالة مع فكر الرسول بولس، كما مع فكر كل أسفار العهد الجديد.
(ي) أسلوب الرسالة إلي العبرانيين، ولغتها في اليونانية أبلغ من سائر كتابات الرسول بولس، وليس ثمة دليل علي أنها مترجمة إلي اليونانية.
وفي ضوء ما تقدم، ولما كانت الرسالة تدل علي أن الهيكل كان ما زال قائمًا، والكهنة يؤدون خدمتهم فيه (عب 5: 1 – 4، 8: 4، 10: 11، 13: 10 و11)، وكان القوم الذين كتبت لهم الرسالة مقبلين علي فترة من التجارب (عب 10: 36، 12: 4) فيبدو أن الرسالة كتبت في نحو 69م.
(3) رسالة يعقوب:
الأرجح أن هذه الرسالة كتبت فيما بين 45، 50م. ويري البعض أنها كتبت في تاريخ مبكر، بينما يري البعض الأخر أنها كتبت في أواخر حياة يعقوب. ويذكر يوسيفوس أن يعقوب قد قتل علي يد حنَّان رئيس الكهنة بعد موت فستوس وقبل وصول ألبينوس (Albinus) في 62م. وهناك من يظن أنها كتبت بعد ذلك بكثير. وليس هناك دليل داخلي أو خارجي قاطع يحدد تاريخ كتابة هذه الرسالة. ويعتقد البعض أن الرسول بولس كانت أمامه رسالة يعقوب عند كتابته الرسالة إلي رومية (انظر رومية 5: 3 – 5 مع يعقوب 1: 2 – 4، رو 7: 23 مع يع 3: 14 – 16) مما يعني أن رسالة يعقوب قد ظهرت قبل 67م.
ويعتقد البعض أن يعقوب كتب رسالته في نحو 62م مفترضين أنه كتبها قبل موته بقليل لتصويب بعض المفاهيم الخاطئة عن تعليم الرسول بولس عن التبرير بالإيمان. بينما يعتقد البعض الآخر أن رسالة يعقوب قد كتبت في وقت مبكر جدًا (نحو 45م)، لأنهم يعتقدون أن الرسالة تكشف عن صورة بدائية للتنظيمات الكنسية، ولأنها تبدو كهمزة وصل بين اليهودية والمسيحية، كما أن التعليم عن محبة الآخرين وسيادة المسيح ورجاء مجيئه الثاني سريعًا، كانت تشغل الأذهان في الكنيسة الأولي. أما القائلون بتاريخ متأخر جدًا فيبنون رأيهم علي أساس أن الرسالة تبدو مناقضة للفكر اللاهوتي عند الرسول بولس، بينما لا خلاف بين بولس ويعقوب إلا في درجة التوكيد، فيعقوب يعترف بالإيمان ولكنه يؤكد علي الأعمال كدليل علي الإيمان، بينما يؤكد بولس في رسائله علي أهمية السلوك الأخلاقي الرفيع كثمر للإيمان.
أما من يرجعون بالرسالة إلي تاريخ مبكر علي أساس تأكيدها علي المحبة الأخوية، وسيادة المسيح، وقرب مجيء الرب، وما تكشف عنه من بساطة التنظيم في الكنيسة، فقد فاتهم أن هذه الأمور تظهر بصوره عامة في كل كتابات العهد الجديد. وهكذا يبدو أن من يقولون إن الرسول يعقوب قد كتب رسالته لتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة لتعليم التبرير بالإيمان، على حق مما يرجح أن الرسالة كتبت في 62م.
(4) رسالتا الرسول بطرس الأولي والثانية:
يذكر تاسيتوس المؤرخ أن جماهير غفيرة من المسيحيين قد استشهدوا خلال الاضطهاد الذي قام به نيرون في 64م. ورغم معاناه المسيحيين من الاضطهاد عند كتابة الرسالة الأولي (1 بط 1: 6 و7، 2: 19 – 25، 3: 13 – 17، 4: 3 و4 و16 – 18، 5: 9)، فإن بطرس يتحدث عن “الْبَلْوَى الْمُحْرِقَةَ” (1 بط 4: 12) التي أصابت من كتب لهم (1 بط 1: 1) علي الأقل في زمن حكم دومتيان (81 – 96م). وفي سفر الرؤيا، تبدو الدولة الرومانية كعدو عنيد للمسيحيين، بينما يحث الرسول بطرس في رسالته الأولي للمسيحيين علي الخضوع للرئاسات المدنية (1 بط 2: 13 – 17). وهذا الاختلاف في الموقف بالنسبة للسلطة المدنية، يؤكد أن السفرين قد كتبا في عقدين مختلفين. وقد ذكر كل من ترتليانوس وأوريجانوس أن بطرس استشهد في روما، ويذكر ترتليانوس أنه قتل بأمر نيرون. وحيث أن نيرون مات في 68م، واستشهد بطرس في 67م، فلابد أنه كتب رسالته الأولي في نحو 64أو 65م.
وإذا كان سمعان بطرس هو الذي كتب رسالة بطرس الرسول الثانية، فلابد أنه كتبها قبل استشهاده في 67م. ولكن ينكر كثيلارون كتابة بطرس الرسول لها ويرجعون بكتابتها إلي القرن الثاني الميلادي. أما أقدم شهادة من عصر الآباء علي كتابة بطرس الرسول لها، فجاءت من أوريجانوس (في منتصف القرن الثالث)، فهو يعتقد أن بطرس الرسول هو الذي كتبها، لكنه يبدي شيئًا من الشك. أما يوسابيوس (مؤرخ الكنيسة – في 325م) فيسجل رسالة بطرس الرسول الثانية بين الأسفار التي قبلتها الغالبية العظمي من الكنائس. ويعترف جيروم (340 – 420م) بأن الرسول بطرس هو الذي كتبها، ولكنه يذكر أيضًا أن الكثيرين يشكون في ذلك بسبب الاختلاف الكبير في الأسلوب بينها وبين رسالة بطرس الرسول الأولي. إلا أن هذه الاختلافات في الأسلوب يمكن تعليلها بأن سلوانس هو الذي دوًّن بخطة الرسالة الأولي (1 بط 5: 12) بينما يبدو أن الرسالة الثانية قد خطها بطرس الرسول بنفسه. ويمكننا أن نري دليلًا داخليًا علي كتابة بطرس الرسول للرسالة الثانية في إشارته إلي خبراته الشخصية مع الرب يسوع المسيح (2 بط 1: 14 و16 – 18). ويري البعض أن الهرطقة الموصوفة في الإصحاح الثاني من الرسالة، ظهرت بعد عصر بطرس دون أن يدركوا أنها شبيهة بالهرطقة التي هاجمها الرسول بولس في رسالته إلي الكنيسة في كولوسي.
ومن كل ما سبق يتضح لنا أن رسالة بطرس الرسول الثانية قد كتبها الرسول بطرس نفسه في نحو 66م.
(5) رسالة يهوذا:
من ينسبون هذه الرسالة إلي يهوذا أخي الرب يسوع، يؤرخون لها فيما بين 64م، 80م. ولكن لابد أنها كتبت قبل 70م، وإلا لذكر الكاتب خراب أورشليم ضمن ما استشهد به في الأعداد 5 – 7. ويعتقد أن الكثيرون أن رسالة بطرس الثانية قد كتبت قبل رسالة يهوذا، وإن كان البعض يرون عكس ذلك. أما من يعتقدون أنها تحمل اسمًا مستعارا، فيؤرخون لها في نحو 150م، ولكن ليس ثمة حجة صحيحة ضد تحديد زمن كتابتها في 65م.
(6) كتابات يوحنا:
يقول التقليد الكنسي إن الإنجيل الرابع كتب في آخر عقد من القرن الأول الميلادي. ويقول إيريناوس إن هذا الإنجيل قد ظهر بعد ظهور الأناجيل الثلاثة الأولي. ولأن الغنوسية لم يكتمل نموها وتطورها قبل 150م، فإن بعض المفكرين في العصر الحديث، يزعمون أن إنجيل يوحنا كتب فيما بين 110، 160م. ويري البعض الثالث أنه قد كتب قبل 70م. علي أساس أنه يركز بشدة علي المجادلات بين يسوع واليهود، وهي حجة واهية لأن غرض الإنجيل لم يكن تسجيل تلك المجادلات، لكن تأكيد الإيمان بأن يسوع هو المسيح ابن الله (يو 20: 30 و31)، وجاء ذكر المجادلات عرضًا، وليس ثمة سبب قاطع ضد التاريخ التقليدي بين 90، 96م.
أما رسائل يوحنا فليس فيها سوي إشارات قليلة تساعد علي تحديد زمن كتابتها، فقد كان هناك معلمون كذبة (1 يو 4: 1، 2 يو 10 و1، 3 يو 11). ولو كان العالم اليهودي قد انهار حديثًا – عند كتابة رسائل يوحنا – لحملت رسائل يوحنا بعض الإشارات إلي تلك الحقيقة.
وهناك الكثير من العبارات المتشابهة بل والمتطابقة في الرسالتين الثانية والثالثة مع ما يناظرها في الرسالة الأولي والإنجيل الرابع، ممات يثبت أن كاتبًا واحدًا قد كتبها جميعًا، كما يبدو إنها جميعًا قد كتب فيما بين 90، 96م.
وهناك بعض الحجج علي أن سفر الرؤيا كتب في تاريخ مبكر (قبل 70م) مستمدة من التفسير الحرفي لما جاء في رؤ 11: 1، 17: 9 – 11، ولكنها حجج واهية في ضوء الطبيعة الرؤوية للسفر. وينسب يوسابيوس سفر الرؤيا إلي القسم الأخير من حكم دومتيان، وكذلك يفعل إيريناوس. وتشير الأدلة الداخلية في سفر الرؤيا إلى فترة من الاضطهاد المرير القاسي، مما يتناسب تمامًا مع القسم الأخير من حكم دومتيان، أي نحو 96م.
(7) ملخص لأزمنة الأحداث في العهد الجديد:
35م.
تجديد بولس.
44م.
موت يعقوب بن زبدي.
44م.
موت هيرودس أغريباس الأول.
44 – 48م.
المجاعة في أيام كلوديوس قيصر.
قبل 50م.
رسالة يعقوب.
45 – 49م.
رحلة الرسول بولس التبشيرية الأولي.
49 – 50م.
مرسوم كلوديوس قيصر.
قبل 51م.
ولاية سرجيوس بولس.
50م.
مجمع الرسل والمشايخ في أورشليم.
50 – 53م.
رحلة الرسول بولس التبشيرية الثانية من كورنثوس.
52 / 53م.
رسالتا تسالونيكي الأولي والثانية.
52 / 53م.
ولاية غاليون.
54 – 58م.
رحلة الرسول بولس التبشيرية الثالثة.
54 – 57م.
بولس في أفسس.
55 – 57م.
كورنثوس الأولي وغلاطية من أفسس.
57م.
كورنثوس الثانية من مكونية.
57 / 58م.
رسالة رومية من كورنثوس.
58م.
القبض علي بولس في أورشليم.
57م.
ارتقاء فستوس كرسي الولاية – ليس قبل.
60م.
والأرجح.
61 – 63أو 64م.
سجن بولس لأول مرة في روما.
62م.
رسائل كولوسي وفيلمون وأفسس من روما.
63م.
رسالة فيلبي من روما.
64 – 67م.
إطلاق سراح بولس ورحلاته في الغرب والشرق.
65 – 66م.
الرسالة الأولي إلي تيموثاوس، والرسالة إلي تيطس من مكدونية.
67م.
الرسالة الثانية إلي تيموثاوس من روما.
67 / 68م.
استشهاد بولس في روما.
قبل 67م.
الأناجيل الثلاثة الأولي وسفر الأعمال، ورسالة يهوذا والرسالة إلي العبرانيين.
64 – 67م.
رسالتا بطرس الأولي والثانية من روما.
64 – 67م.
استشهاد بطرس في روما.
حوالي 66م.
استشهاد يعقوب البار.
قبل 100م.
إنجيل يوحنا ورسائل يوحنا الثلاث من أفسس.
قبل 100م.
رؤيا يوحنا في جزيرة بطمس.
ما بين 98 – 100.
موت يوحنا.
زَمِيرة
اسم عبري معناه “ترنيمة” أو “شاب أنيق وبدون لحية” أو “صغير الحجم” رجل من نسل بنيامين (1 أخبار 7: 8).
زَنبق | زنابق
الزنابق: يطلق هذا الاسم في أيامنا هذه على عدة أنواع من الفصيلة الزنبقية حتى وعلى أزهار من فصائل أخرى وهكذا في أيام المسيح كانت لفظة الزنبق تدل على أنواع شتى وعبثًا تعب الذين أرادوا أن يقيدوها بنوع دون غيره (مت 6: 28). وهذا التقييد لا يزال الوضوح على ما قصده المسيح فلقد قصد الإشارة إلى جمال الأزهار لا إلى أسمائها العلمية.
قال الرب يسوع: “تأملوا زنابق الحقل lilies of the field كيف تنمو ولا تتعب ولا تغزل، ولكن أقول لكم إنه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها. فإن كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم ويطرح غدًا في التنور يلبسه الله هكذا، أفليس بالحري جدًّا يلبسكم أنتم يا قليلي الإيمان؟” (مت 6: 28 – 30).
إن حقيقة أن هذه الزنابق هي نفسها عشب الحقل، لدليل علي أن الرب يشير إلي بعض الزهور البرية التي كانت تنمو في الحقول حولهم، وليس إلي نوع بعينه. لقد أراد أن يوجه أنظارهم إلي عناية الله بهذه النباتات الضعيفة، والتي تخطف الأبصار بجمالها وتعدد أشكالها وألوانها، فكم بالحري تكون عناية الله بالإنسان الذي خلقه علي صورته.
زُنبور | زنبار | زنابير
الزنابير أو زنابير بالإنجليزية hornets، وتُتَرجَم بالعربية أيضًا: “دبور”، “الدبابير”. وهي نوع من الحشرات الشديدة الضرر استعمله الله لتأديب الوثنيين (خر 23: 28 وتث: 20 ويش 24: 12). وربما فيه إشارة رمزية إلى القوة التي يرسلها الله لمعونة المؤمنين به ولنصرتهم على أعدائهم.
ولا ترد هذه الكلمة إلا ثلاث مرات في العهد القديم: و “أرسل أمامك الزنابير فتطرد الحويين والكنعانيين والحثيين من أمامك” (حز 23: 28، انظر أيضًا تث 7: 20، يش 24: 12)، وكلها إشارات إلي تدخل الله العجيب لطرد سكان كنعان الأصليين من أمام شعبه. وهناك جدل كثير عما إذا كان المقصود بها زنابير حقيقية بالمعني الحرفي للكلمة، إذ يمكن لأسراب الزنابير أن تهاجم السكان أو الجيوش بكثرة هائلة فتسبب لهم الرعب وتدفعهم إلي الفرار منها، أو أنها تستخدم مجازيًا. وقد تلقي الأقوال الآتية بعض الضوء علي المعني المقصود: “ها أنا مرسل ملاكًا أمام وجهك ليحفظك في الطريق وليجيء بك إلي المكان الذي أعددته” (حز 23: 20)، “أرسل هيبتي أمامك وأزعج جميع الشعوب الذين تأتي عليهم، وأعطيك جميع أعدائك مدبرين.. وأرسل أمامك الزنابير…” (خر 23: 27,28). فبالجمع بين “الملاك” (عد 20)، و “هيبة الله” (عد 27) و “الزنابير” (عد 28)،. يبدو للبعض أن المقصود هو المعني المجازي لوصف عناية الله بشعبه وطرد الأعداء أمامهم وذلك باستخدامه جيوش الأمم المجاورة لهم، لتحقيق ذلك الهدف. وبالرجوع إلي ما جاء في نبوة إشعياء نجد استخدام الذباب والنحل رمزًا للقوات الحربية لمصر وأشور: “ويكون في ذلك اليوم أن الرب يصفر للذباب الذي في أقصي ترع مصر، وللنحل الذي في أرض أشور” (إش 7: 18).
والزنبور حشرة من العائلة الزنبورية من ذوات الأجنحة الغشائية المخططة، هو حشرة اجتماعية تعيش في مستعمرات مختلفة الأحجام. وهى كثيرة الانتشار في فلسطين وفي الكثير من البلاد. وتنفث سمها في الجسم الذي تلسعه بذنبها الشبيه بإبرة المحقن. ويعيش الزنبور بالاقتيات بالحشرات الأصغر منه أو علي عسل النحل فيدمر خلاياها، ولذلك يقوم أصحاب خلايا النحل بمطاردة الزنابير وتدمير مستعمراتها بوضع السموم فيها مخلوطة بالعسل.
زُنَّار ← ثوب
وردت في الكتاب المقدس كلمات وأسماء كثيرة لما كان يلبسه الناس في أوقات مختلفة، وان لم ترد أوصاف كافية لهذه الملابس يمكن أن توضحها لنا، لكننا نستطيع أن نعرف بعض الإيضاحات بخصوصها مما صوّره القدماء من المصريين والبابليين والاشورين واليونانيين في كتاباتهم وفي فنونهم، إلى جانب ما نراه اليوم فيما يلبسه البسطاء في فلسطين وفي بعض بلاد الشرق الأوسط.
1 – ثياب الرجال:
وتنقسم إلى المنطقة – الثوب الداخلي – الثوب الخارجي – الأحذية – العصائب.
أ – المنطقة:
يظن أنها أقدم أنواع الثياب التي استعملها الإنسان. وكانت تعني في الايام الولى “ازارا” يلبس مباشرة حول الحقوين ويغطي العورة، ويشار إليه “بالمِسح” الذي كان يقوم مقامها في أوقات الحزن (2 مل 1: 30 واش 20: 2)، وكانت تصنع من الجلد أو من القماش الخشن أو من الكتان (2مل 1: 8 وار 13: 1).
وتطور استعمال المنطقة مع الزمن فصارت تعني الزنار أو الحزام (خر 29: واع 21: 11) وغايتها إحكام القميص وكانت تصنع عادة من حبل أو صوف أو بوص أو جلد، أما الكهنة فكانوا يصنعونها من ذهب واسمانجوني وقرمز وبوص مبروم (خر 28: 8). وكانت المنطقة تستخدم في حمل السلاح (2 صم 20: 8) وكذلك الفضة وما نحمله عادة في الجيوب.
ب ـ الثوب الداخلي:
كان في الأصل قميصًا بدون أكمام يمتد إلى الركبة فقط، ثم زيد طوله بعد ذلك وأضيفت إليه الأكمام وبدأوا يمنطقونه. وكان يصنع عادة من صوف أو كتان يختلف قماشه حسب غِنى الشخص وذوقه، وقد كان الرجل اليهودي يؤدي كل أعماله اليومية مرتديًا هذا القميص، ولكن الكتاب أطلق كلمة “عريان” في بعض الأماكن على مَنْ تجرد من كل شيء إلا القميص (1 صم 19: 24 وميخا 1: 8 ومر 14: 51 و52 ويو 21: 7).
جـ – الثوب الخارجي:
أو الرداء (مت 5: 40 و21: 8) كان قطعة مربعة أو مستطيلة من القماش طولها من ستة أقدام تلف حول الجسد، وإذا مسّت الحاجة تطرح فوق المنكب أو تحت الإبط. أما في الليل فكانت تستعمل نظير غطاء (خر 22: 26 و27 وتث 24: 13) ويظن أن الأهداب كانت على أطراف هذا الثوب وحوافيه (عد 15: 38 ومت 23: 5) وهذا هو الشيء الذي كانت الشريعة تحميه لصاحبه لينام فيه حتى وان كان مدينًا، رغم أنها أباحت أخذ الثوب الداخلي (القميص) استيفاء للدين. ولكن المسيح في تسامحه العجيب علّم تلاميذه في مت 5: 40 أن يخطو في تبعيته إلى ما بعد الشريعة فيقدمون الرداء الذي يتمتع بحمايتها، علاوة على الثوب، إعلانًا لرغبة الإنسان الخيّرة، ورفضه التام لكل خصام وشر، وتسامحه البعيد المدى.
د ـ الأحذية:
الأحذية (مت 3: 11) أو النعال (تث 25: 9 ومر 6: 9). كان اليهود عادة كباقي الشعوب الشرقية لا يلبسون شيئًا في أقدامهم في داخل بيوتهم، لكنهم متى خرجوا إلى خارج فإنهم يلبسون نعالًا. وقد كانت النعال تصنع إما من خشب أو جلد، وتربط بسيور من جلد (شراك) أو خيط (تك 14: 23 واش 5: 27). وكانت النعال تخلع عند دخول البيوت أو أمكنة العبادة احترامًا لها، كما أنها كانت تخلع في أوقات الحزن (2 صم 15: 30) ولما كانت هذه الأحذية لا تقي القدم من الأقذار والغبار التزم صاحبها أن يغسل قدميه بعد المشي في الخارج، لذلك وجب على المضيف أن يقدم ماءً لهذه الغاية لضيفه (تك 24: 32 ولو 7: 44). وكان حل سيور الحذاء منوطًا بالخدم وكذلك غسل القدمين (مر 1: 7 ويو 13: 1 – 16).
وكانت النعال تستعمل مجازًا عند البيع والشراء. فقد كان المشتري اليهودي يخلع نعله ويعطيه للبائع إشارة إلى المبادلة (را 4: 7 و8).
كما كانت الشريعة الموسوية توصي أخا الزوج المتوفى أن يقيم نسلًا لأخيه، وفي حال رفضه وإصراره على الرفض تتقدم الأرملة أمام الشيوخ وتخلع نعله من رجله، إلخ.. ويسمى عند العبرانيين بيت مخلوع النعل (تث 25: 5 – 10).
هـ – العصائب:
العصائب هي لباس الرأس وقد اتخذ شكل قطعة من القماش ذات طبقتين (كوفية) ويلبسه الإنسان للوقاية من الشمس. أو تلف حول الرأس كعمامة.
2 – ثياب المسيح:
كانت ثيابه بسيطة للغاية وتتكون حسب عادة عصره من:
(1) قميص داخلي يقابل ولا شك ما نلبسه اليوم من ملابس داخلية،.
(2) قميص خارجي، ولعل هذا هو الذي قيل فيه “قميص بغير خياطة منسوجًا كله من فوق” (يو 19: 23). ويقول فيه يوسيفوس “عن مثل هذا القميص الذي بغير خياطة منسوج كله من فوق لم يَحُل لبسه إلا لرؤساء الكهنة”. وقد أخذه العسكر بالقرعة،.
(3) منْطقة لربط القميص،.
(4) الرداء الخارجي الذي نعتقد أنه كان من الصوف الأبيض بناء على ما جاء في وصف ملابسه على جبل التجلي (مر 9: 3). وقد اقتسمه العسكر مع باقي الملابس عند صلب المسيح.
(5) الأحذية أو النعال.
(6) وأخيرًا العمامة أو غطاء الرأس، لأنه كان من الضروري على معلمي اليهود أن يلبسوا غطاء للرأس.
3 – بدلات ثياب:
(مل 5: 5 و22) كان الملوك والعظماء يهدون بدلات ثياب للضيوف. وبما أن هيئة الثياب كانت متساوية عند الجميع صار ابدال ثياب شخص واحد بثياب ىخر أمرًا سهلًا (تك 27: 15 و1 صم 18: 4 وتث 22: 5 ولو 15: 22).
4 – ثياب الكهنة:
تتكون بالنسبة لهرون من صدرة ورداء وجبة وقميص مخرم وعمامة ومِنْطقة. (خر 28: 4) وبالنسبة لبنيه من أقمصة ومناطق وقلانس للمجد والبهاء وسراويل من كتان (خر 28: 40 – 43).
5 – ثياب النساء:
أما ثياب النساء فلم يكن يختلف عن لباس الرجال إلا في الثوب الخارجي الذي كان أكثر اتساعًا من رداء الرجال وهو الذي يسمّى الآن مئزرًا أو إزارًا (مر 14: 51) وأضيف إلى ذلك البرقع أو اللثام (تك 24: 65). أما المناديل فكانت تحمل في اليد أو توضع على الوجه (1 ع 19: 12).
وكانت ثياب النساء تزين بالجواهر أو أهداب الذهب والفضة والتطريز. وكانت النساء من عامة الشعب يلبسن الأقراط في آذانهن والخزامة في أنوفهن ويتحلين بالاساور والخلاخل (2 صم 1: 10 واش 3: 16 و19 و20) ويحملن المرائي المصنوعة من النحاس المصقول في أيديهن أو يعلقنها على مناطقهن أو في أعناقهن (خر 38: واش 3: 23). وكانت النساء اليونانيات والرومانيات يتركن الشعر يطول ثم يضفرنه ويزينه بالحلي والجواهر وضروب من الزينة أيضًا (1 تي 2: 9 و10 و1 بط 3: 3).
زنيم
الزنيم الدعّي، وهو الملحق بقوم ليس منهم، واللئيم المعروف بلؤمه وشره (زك 9: 6). وقد ترجمت نفس هذه الكلمة العبرية “مامزر” “بابن زني” (تث 23: 2)، وهو المعني الذي تؤديه كلمة “نغول” (عب 12: 8).
زِنا | زنى
تستخدم هذه الكلمة للدلالة علي المرأة التي تمارس علاقات جنسية غير شرعية، سواء كانت متزوجة أو غير متزوجة. كما كانت تطلق – في العهد القديم – وما شابهها من كلمات علي المرأة المكرسة للدعارة في معابد الأوثان، أو التي تهب نفسها لحياة الفسق والفجور من أجل كسب مادي، وقد وجدت مثل هذه الفئة من النساء بين كل الشعوب القديمة، بما في ذلك إسرائيل. والدليل علي وجود هذه الفئة منذ أقدم العصور، هو ما فعلته ثامار (تك 38).
وقد ظهرت هذه الفئة نتيجة للظروف الاجتماعية والجنسية التي امتدت إلي كل مكان. وبعد أن تدفقت التأثيرات الأجنبية المفسدة في أيام سليمان، انحدرت هذه الفئة إلي أعماق الخزي، حتي أشار الأنبياء إلي أغاني الزواني الخليعة الشهوانية (إش 23: 16)، وإلي فنون الإغواء التي برعن فيها حتي شجبها الأنبياء (أم 6: 24، 7: 10، 29: 23، إش 23: 16، إرميا 3: 3، 5: 7، حز 16: 25، انظر أيضًا تث 23: 17). وكانت الأموال تٌغدق علي نساء هذه الفئة من الزواني، وكان الضعفاء والغافلون يؤخذون بحبائلهن، حتي صار من أعظم اهتمامات الأب التقي في إسرائيل، أن يحذر ابنه من المرأة الشريرة التي “تقتنص النفس الكريمة” (أم 6: 24 و26) ومن تعبير الحكميم عن الزانية أنها امرأة أجنبية (أم 23: 27) أو “أمراة غريبة” (أم 7: 5). ومن التحذيرات من “ملق لسان الأجنبية” (أم 6: 24 – انظر أيضًا 1 مل 11: 1 – 3، عز 10: 2) يمكن أن نستنتج أنه في تلك الأيام كانت تلك الطبقة تتكون أساسًا من الأجنبيات والغريبات القادمات من خارج إسرائيل.
وكان محظورًا علي الرجل أن يدفع ابنته إلي الخطية: “لا تدنس ابنتك بتعريضها للزني” (لا 19: 29). لكن يبدو أنها كانت حرة في اختيار ذلك الطريق بنفسها (ارجع إلي حادثة ثامار في تك 38). وكان الناموس يقضي بأن “لا يدخل ابن زني في جماعة الرب” (تث 23: 2).
ويأخذ الأمر لونًا أشد قتامة متي نظرنا إليه في ضوء الظروف الشائنة التي شاعت في سورية قديمًا فيما يختص بهذا الأمر، فقد كانت الزانية أكثر من مجرد مشكلة أو خطر اجتماعي، فقد كانت تعتبر “قديشة” (أي مقدسة)، وهي بذلك كانت أبعد أثرًا وأشد خطرًا، فقد كان ذلك النظام يتهدد بقاء ديانة “يهوه”، إذ كان هذا النظام يؤلّه قوي الطبيعة والأعضاء التناسلية في الإنسان. وكان أتباع ذلك النظام يعبدون أوثانهم بطقوس فاجرة وشعائر خليعة. وكانت الزانية الداعرة في المعبد توصف بأنها “قديسة” وعضو في الهيئة الكهنوتية للمعبد. وهكذا انحدر الرجال والنساء إلي ممارسة الدعارة في عبادة آلهتهم، وتحولت المعابد الوثنية إلي مواخير للدعارة،. وظل هذا السؤال الخطير يتردد في إسرائيل – لوقت ما – وهو هل تقوم مثل هذه العبادة ويُسمح بها في إسرائيل، كما حدث في بابل وفى اليونان من قبل. ومن المؤسف أن استثارة الشهوات الدنيئة وجدت لها مجالًا بين الإسرائيليين (عا 2: 7، هو 4: 13). ويعطي الأنبياء صورًا حية واضحة عن الجمع بين عبادة البعل وعشتاروت، وعبادة الرب “يهوه”، كما يذكرون المدي الذي وصل إليه تحويل المقادس المحلية إلي هذه الصور من الفساد. فنددوا بذلك باعتباره قمة الفجور الذي يستجلب دينونة الله. وقد أخذ آسا ويهوشافاط علي عاتقيهما أن يطهرا البلاد من مثل هذا الفساد والرجاسات المقيتة (1 مل 14: 24، 15: 12، 22: 46). وأوصت الشريعة بنفي الزواني والمأبونين، كما حظرت إدخال المكاسب الدنسة إلي الهيكل: “لا تكن زانية من بنات إسرائيل، ولا يكن مأبون من بني إسرائيل. لا تدخل أجرة زانية ولا ثمن كلب إلي بيت الرب إلهك عند نذر ما لأنهما كليهما رجس لدي الرب إلهك” (تث 23: 17, 18). كما حظرت الشريعة علي الكاهن أن يتخذ له زوجة من الزواني: “امرأة زانية أو مدنسة لا يأخذوا” (لا 21: 7)، كما أمرت الشريعة أن تحرق ابنه الكاهن التي تزني: “إذا تدنست أبنة الكاهن بالزنى فقد دنست أباها. بالنار تحرق” (لا 21: 9).
وقد ندد الأنبياء بالارتداد الروحي باعتباره زني ودعارة، وقد أصبحت عبادة الرب “يهوه” – إلي حد ما – بمنأى عن هذا الخطر الذي كان يحدق بها، وذلك عن طريق تأديب الرب الصارم للشعب في السبي.
وفي أزمنة العهد الجديد كانت أخطار مشابهة تحيط بالمسيحيين وبخاصة في بلاد اليونان وأسيا الصغري (أع 15: 20 و29، رو 1: 24 – 30، 1 كو 6: 9، غل 5: 19)، فقد كانت الآراء المتسيبة عن العلاقات الجنسية شائعة في الجيل الذي عاش فيه الرب يسوع المسيح بالجسد، وهذا واضح من الإشارات العارضة غلي جانب تعليمه الخاص ردًّا علي الأسئلة المتعلقة بالطلاق والزنا. ونجد في السؤال: “هل يحل للرجل أن يطلق امرأته لكل سبب؟” (مت 19: 3) دليلًا علي ما كان يثور من جدل بين المعلمين اليهود، ولكن الرب يسوع رجع إلي جذور الموضوع، بعبارته الحاسمة: “إن كل من ينظر إلي امرأة ليشتهيها فقد زني بها في قلبه” (مت 5: 28). ولا تقتصر عبارة الرب يسوع علي حالة المرأة المتزوجة، فالسمة العامة للتعبير الوارد في “مت 5: 28” تلغي فكرة أن هذه العبارة مقصورة علي الخطية بعد الزواج، مع امرأة متزوجة. ولا يفوتنا أن نذكر ما فعله الرب يسوع مع المرأة الخاطئة التي “أمسكت في زنا”، وكيف أنقذها من براثن الفريسيين، ليأتي بها إلي دائرة النعمة والفداء (مت 21: 31 و32) فهو كان ينحو علي الدوام ناحية الرحمة في تعامله مع مثل هذه الحالات كما نري في تلك القصة الرائعة في الإصحاح الثامن من إنجيل يوحنا (يو 7: 53 – 8: 11).
زانية
تستخدم هذه الكلمة للدلالة علي المرأة التي تمارس علاقات جنسية غير شرعية، سواء كانت متزوجة أو غير متزوجة. كما كانت تطلق – في العهد القديم – وما شابهها من كلمات علي المرأة المكرسة للدعارة في معابد الأوثان، أو التي تهب نفسها لحياة الفسق والفجور من أجل كسب مادي، وقد وجدت مثل هذه الفئة من النساء بين كل الشعوب القديمة، بما في ذلك إسرائيل. والدليل علي وجود هذه الفئة منذ أقدم العصور، هو ما فعلته ثامار (تك 38).
وقد ظهرت هذه الفئة نتيجة للظروف الاجتماعية والجنسية التي امتدت إلي كل مكان. وبعد أن تدفقت التأثيرات الأجنبية المفسدة في أيام سليمان، انحدرت هذه الفئة إلي أعماق الخزي، حتي أشار الأنبياء إلي أغاني الزواني الخليعة الشهوانية (إش 23: 16)، وإلي فنون الإغواء التي برعن فيها حتي شجبها الأنبياء (أم 6: 24، 7: 10، 29: 23، إش 23: 16، إرميا 3: 3، 5: 7، حز 16: 25، انظر أيضًا تث 23: 17). وكانت الأموال تٌغدق علي نساء هذه الفئة من الزواني، وكان الضعفاء والغافلون يؤخذون بحبائلهن، حتي صار من أعظم اهتمامات الأب التقي في إسرائيل، أن يحذر ابنه من المرأة الشريرة التي “تقتنص النفس الكريمة” (أم 6: 24 و26) ومن تعبير الحكميم عن الزانية أنها امرأة أجنبية (أم 23: 27) أو “أمراة غريبة” (أم 7: 5). ومن التحذيرات من “ملق لسان الأجنبية” (أم 6: 24 – انظر أيضًا 1 مل 11: 1 – 3، عز 10: 2) يمكن أن نستنتج أنه في تلك الأيام كانت تلك الطبقة تتكون أساسًا من الأجنبيات والغريبات القادمات من خارج إسرائيل.
وكان محظورًا علي الرجل أن يدفع ابنته إلي الخطية: “لا تدنس ابنتك بتعريضها للزني” (لا 19: 29). لكن يبدو أنها كانت حرة في اختيار ذلك الطريق بنفسها (ارجع إلي حادثة ثامار في تك 38). وكان الناموس يقضي بأن “لا يدخل ابن زني في جماعة الرب” (تث 23: 2).
ويأخذ الأمر لونًا أشد قتامة متي نظرنا إليه في ضوء الظروف الشائنة التي شاعت في سورية قديمًا فيما يختص بهذا الأمر، فقد كانت الزانية أكثر من مجرد مشكلة أو خطر اجتماعي، فقد كانت تعتبر “قديشة” (أي مقدسة)، وهي بذلك كانت أبعد أثرًا وأشد خطرًا، فقد كان ذلك النظام يتهدد بقاء ديانة “يهوه”، إذ كان هذا النظام يؤلّه قوي الطبيعة والأعضاء التناسلية في الإنسان. وكان أتباع ذلك النظام يعبدون أوثانهم بطقوس فاجرة وشعائر خليعة. وكانت الزانية الداعرة في المعبد توصف بأنها “قديسة” وعضو في الهيئة الكهنوتية للمعبد. وهكذا انحدر الرجال والنساء إلي ممارسة الدعارة في عبادة آلهتهم، وتحولت المعابد الوثنية إلي مواخير للدعارة،. وظل هذا السؤال الخطير يتردد في إسرائيل – لوقت ما – وهو هل تقوم مثل هذه العبادة ويُسمح بها في إسرائيل، كما حدث في بابل وفى اليونان من قبل. ومن المؤسف أن استثارة الشهوات الدنيئة وجدت لها مجالًا بين الإسرائيليين (عا 2: 7، هو 4: 13). ويعطي الأنبياء صورًا حية واضحة عن الجمع بين عبادة البعل وعشتاروت، وعبادة الرب “يهوه”، كما يذكرون المدي الذي وصل إليه تحويل المقادس المحلية إلي هذه الصور من الفساد. فنددوا بذلك باعتباره قمة الفجور الذي يستجلب دينونة الله. وقد أخذ آسا ويهوشافاط علي عاتقيهما أن يطهرا البلاد من مثل هذا الفساد والرجاسات المقيتة (1 مل 14: 24، 15: 12، 22: 46). وأوصت الشريعة بنفي الزواني والمأبونين، كما حظرت إدخال المكاسب الدنسة إلي الهيكل: “لا تكن زانية من بنات إسرائيل، ولا يكن مأبون من بني إسرائيل. لا تدخل أجرة زانية ولا ثمن كلب إلي بيت الرب إلهك عند نذر ما لأنهما كليهما رجس لدي الرب إلهك” (تث 23: 17, 18). كما حظرت الشريعة علي الكاهن أن يتخذ له زوجة من الزواني: “امرأة زانية أو مدنسة لا يأخذوا” (لا 21: 7)، كما أمرت الشريعة أن تحرق ابنه الكاهن التي تزني: “إذا تدنست أبنة الكاهن بالزنى فقد دنست أباها. بالنار تحرق” (لا 21: 9).
وقد ندد الأنبياء بالارتداد الروحي باعتباره زني ودعارة، وقد أصبحت عبادة الرب “يهوه” – إلي حد ما – بمنأى عن هذا الخطر الذي كان يحدق بها، وذلك عن طريق تأديب الرب الصارم للشعب في السبي.
وفي أزمنة العهد الجديد كانت أخطار مشابهة تحيط بالمسيحيين وبخاصة في بلاد اليونان وأسيا الصغري (أع 15: 20 و29، رو 1: 24 – 30، 1 كو 6: 9، غل 5: 19)، فقد كانت الآراء المتسيبة عن العلاقات الجنسية شائعة في الجيل الذي عاش فيه الرب يسوع المسيح بالجسد، وهذا واضح من الإشارات العارضة غلي جانب تعليمه الخاص ردًّا علي الأسئلة المتعلقة بالطلاق والزنا. ونجد في السؤال: “هل يحل للرجل أن يطلق امرأته لكل سبب؟” (مت 19: 3) دليلًا علي ما كان يثور من جدل بين المعلمين اليهود، ولكن الرب يسوع رجع إلي جذور الموضوع، بعبارته الحاسمة: “إن كل من ينظر إلي امرأة ليشتهيها فقد زني بها في قلبه” (مت 5: 28). ولا تقتصر عبارة الرب يسوع علي حالة المرأة المتزوجة، فالسمة العامة للتعبير الوارد في “مت 5: 28” تلغي فكرة أن هذه العبارة مقصورة علي الخطية بعد الزواج، مع امرأة متزوجة. ولا يفوتنا أن نذكر ما فعله الرب يسوع مع المرأة الخاطئة التي “أمسكت في زنا”، وكيف أنقذها من براثن الفريسيين، ليأتي بها إلي دائرة النعمة والفداء (مت 21: 31 و32) فهو كان ينحو علي الدوام ناحية الرحمة في تعامله مع مثل هذه الحالات كما نري في تلك القصة الرائعة في الإصحاح الثامن من إنجيل يوحنا (يو 7: 53 – 8: 11).
ابن الزنى
انظر “ولد” ابن ولد نتيجة لعلاقة غير شرعية بين رجل وامرأة. وقد حرّم على ابن الزنى أن يدخل في جماعة الرب (تث 23: 2).
زَانٍ | زانية
تطلق هاتان الكلمتان على الرجل والمرأة الفاجرين. وأول زانية تحدث عنها الكتاب هي ثامار (تك 38: 6 و24). وقصة الزانيتين في 1 مل 3: 16 – 28 تبرز حكمة سليمان وقد نهى الناموس الموسوي الآباء عن تعريض بناتهم للزنى وحكم بإحراق ابنة الكاهن عندما تزني (لا 21: 9). وكانت الزانية تحسب نجسة. وقد قرن اسمها باسم الكلب (تث 23: 18). وشبهت بالهوة العميقة والحفرة الضيقة (ام 23: 27). وحذّر الشباب أشد تحذير من معاشرتها (ام 7: 10 – 27 و29: 3). وتستعمل في الكتاب المقدس لتدل على تعدي بني إسرائيل على حق الله وعهده واتباعهم لعبادة الأصنام وللنجاسة (اش 1: 21 وار 2: 20 و3: 1 وحز 16: 15 وهو 2: 2 و4: 15 ونا 3: 4).
زنجار
الإنجليزية: scum – الزنجار هو صدأ النحاس الذي يتكون علي جدران القدر. ويشبه الرب مدينة أورشليم بقدر من نحاس قد علاها زنجارها، كناية عن ما انغمست فيه من رذائل تنجست بها. وقد وعد الرب أن يطهرها من نجاستها بإدخالها في نيران التجارب وكور المشقة، كما تطهر قدر النحاس من زنجارها بوضعها “فَارِغَةً عَلَى الْجَمْرِ لِيَحْمَى نُحَاسُهَا وَيُحْرَقَ، فَيَذُوبَ قَذَرُهَا فِيهَا وَيَفْنَى زِنْجَارُهَا” (سفر حزقيال 24: 11).
زنخ
زنح الدهن زنخًا فهو زنخ، تغيرت رائحته. وزنخ العجل رأسه، رفعها عن غصص أو يُبس حلق. وإبل زنخة: ضاقت بطونها عطشًا. والكلمة في العبرية هي “زَنَخ” (كما هي في العربية). وقد وردت في الكتاب المقدس العبري عشرين مرة، ترجمت إلي العربية (ترجمة فانديك) إلي “زنخ” مرة واحدة (هوشع 8: 5). وإلي “رفض” أربع عشرة مرة (مز 43: 2، 44: 9 و23، 60: 1 و10، 74: 1، 77: 7، 88: 14، 89: 38، 108: 11، 1 أخ 28: 9، 2 اخ 11: 4، مراثي 3: 31، زك 10: 6). وإلي “كره” مرتين (مراثي 2: 7، هوشع 8: 3). وإلي “طرح” مرة واحدة (2 أخ 29: 19)، وإلى “أبعد” مرة واحدة (مراثى 3: 17)، وإلي “ينتن” مرة واحدة (إش 19: 6)، مما يرجح أن المعني المقصود بها في نبوة هوشع (8: 5) هو أنه قد فاحت رائحته الكريهة حتي صار مرفوضًا.
زُهَرَة بنت الصبح
كوكب لامع منير، وهو الكوكب الذي يظهر في الصباح الباكر معلنًا نهاية الظلام، وهو ألمع النجوم في السماء في ذلك الوقت. ويسمونه فينس Venus، أو لوسيفر Lucifer باللاتينية.
وقد شبه النبي اشعياء مجد ملك بابل بهاء هذا الكوكب ابن الصباح (اش 14: 12)، ولا يذكر بهذا الاسم إلا في نبوة إشعياء.
حيث يشبّه النبي به ملك بابل في مجده وبهائه: “كيف سقطت من السماء يا زهرة بنت الصبح؟ كيف قطعت إلي الأرض يا قاهر الأمم؟” (إش 14: 12).
ويري الكثيرون من العلماء أن الحديث هنا عن “الشيطان” ممثلًا في ملك بابل (انظر لو 10: 18، رؤ 9: 1)، وأنه الملاك الساقط كالبرق من السماء.
والكلمة العبرية المترجمة “زهرة” هي “هيليل” أي “النجم اللامع”، وكان البابليون والأشوريون يؤلهون “نجم الصباح” ويعبدونه. ويزعم البعض أن عبارة “بنت الصبح” أو “ابن الصبح” تشير إلي ظهور الهلال، بينما يري البعض الآخر أن الإشارة قد تكون إلي المشتري أو المريخ أو غيرهما من كواكب المجموعة الشمسية، حيث أنها في دورانها في أفلاكها حول الشمس، تتغير مواقعها من الأرض وتبدو لامعة قبل شروق الشمس في بعض أيام السنة.
ولكن الأرجح أن الإشارة هنا إلي “كوكب الزهرة أو فينوس” حيث أنه يبدو ألمع كوكب، ويظل لامعًا أحيانًا حتي بعد طلوع الشمس، والزهرة ثاني كوكب في البعد عن الشمس، فهو يقع بين عطارد والأرض.
أما “كوكب الصبح” الحقيقي فهو الرب يسوع نفسه (2 بط 1: 19، رؤ 2: 28، 22: 16). فيحدثنا الكتاب في مواضع أخرى عن المسيح ككوكب الصبح المنير.
زهور | ورود
توجد عدة كلمات عبرية للدلالة علي الزهور. ففي فصل الربيع تكتسي معظم أرض فلسطين بحلة سندسية من الزهور مختلفة الأشكال والألوان (نش 2: 12). وتبدو قوة التعبير “زهر الحقل” في الدلالة علي سرعة زوال الإنسان (أيوب 14: 2، مز 103: 15، إش 40: 6، يع 1: 10)، وهو الأمر الذي يراه سكان أرض مثل فلسطين، بوضوح، حيث لا تلبث هذه الحلة الرائعة من الزهور أسابيع قليلة حتي تذبل وتجف وتتحول إلي أوراق يابسة لا لون لها ولا شكل، يحرقونها بالنار فتتحول رمادًا تذروه الرياح، وتكشف عن أرض جرداء مشققة بعد أن كانت تزهو بحلتها الجميلة من مختلف الزهور.
زهمة
الزُهمة ريح لحم سمين منتن. ويقول الرب علي لسان يوئيل النبي: “والشمالى أبعده عنكم وأطرده إلي أرض ناشفة ومقفرة، مقدمته إلي البحر الشرقي، وساقته إلي البحر الغربي، فيصعد نتنه، وتطلع زهمته لأنه قد تصلف في عمله” (يؤ 2: 20). أي أن الرب سيقضي عليهم وتطرح جثثهم حتي تتعفن وتنتن وتتصاعد منها الرائحة الكريهة.
زواج | عُرس
← اللغة الإنجليزية: Marriage.
الزواج (الزيجة) سُنة أوجدها الله، فيترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسدًا واحدًا (تك 2: 20 – 24). وقد أيّد المسيح هذه السنة عند وجوده على الأرض (مت 19: 5 – 6 ومر 10: 5 – 12) لذلك فالزواج سنة مقدسة لا تنحل إلا لعلة الزنى. ويجب مراعاة حقوق المرأة فيها، ويراد منها سعادة البشر وحفظ النوع. وقد كان أول زواج في جنة عدن، قبل الخطيئة الأولى. وكان البشر يتزوجون من واحدة فقط. ثم تفشى تعدد الزوجات بالرغم من أن النظام الإلهي وضع للزواج بين الرجل واحد وامرأة واحدة، فمن ضمن الذين تزوجوا بأكثر من واحدة جدعون (قض 8: 30) وألقانة (1 صم 1: 2) وشاول (2 صم 5: 13) وداود (2 صم 12: 8). وسليمان (1 مل 11: 3) ورحبعام (2 أخبار 11: 21) وابيا (2 أخبار 13: 21) ويوآش (2 أخبار 24: 3).
استمر تعدد الزوجات حتى السبي. ولا ذكر له بعد ذلك. إلا أن المشكلة التي اهتم لها الأنبياء أصبحت الزواج بأجنبيات. وتثبت الكنيسة المسيحية الزواج، ولكنها حددته بواحدة.
وكان الزواج بين الأقارب دارجًا قبل موسى. وكان يراد منه حفظ نقاوة الدم والانعزال عن باقي العائلات. وهذه عادة موجودة عند جميع الشعوب البسيطة والبدائية التي تنكمش على نفسها وترفض أن تتصاهر مع غيرها، وتجهل أن الزواج من الأقارب يضعف النسل. وقد سن موسى قوانين لضبط ذلك (لا 18: 6 – 18) إذ نهى عن الزواج بالأم وامرأة الأب والأخت، سواء أكانت بنت الأب أو بنت الأم أو شقيقته، الابن وبنت البنت وبنت امرأة الأب وبأخت الأب وبأخت الأم وامرأة أخ الأب، وبالكنة وبامرأة وبنتها، وبنت ابن المرأة وببنت بنتها وبأختين معًا (تث 25: 5 و6).
وكان زواج العبرانيين والأجنبيات نادرًا وكان الأنبياء ينددون به، إلا أن الكتاب يسجل بعض هذه الحوادث. فقد تزوج يوسف من بنت فوطي فارغ وهي مصرية (تك 41: 45) واتخذ منسى سرية ارامية (1 أخبار 7: 14) وموسى امرأة مديانية (خر 2: 21). ولم يكن الزواج من الأجنبيات ممنوعًا منعًا باتًا إلا من الكنعانيات (خر 34: 16 وتث 7: 3 و4). وكان منع العمونيين والموآبيين من الدخول إلى المحلة مانعًا لزواجهم مع بني إسرائيل، وقد كثر زواج العبرانيين بالأجنبيات بعد السبي، أي بعد أن ازدادت صلات اليهود مع جيرانهم، ولم يعد بالامكان حصر الزواج في الشعب نفسه. وقد نهى نحميا عن ذلك (نح 13: 23 – 25). وكان زواج اليهوديات بالأجانب أقل بكثير من زواج الرجال اليهود بالأجنبيات.
ومن الشرائع الموسوية بخصوص الزواج أنها حرمت زواج الكاهن العظيم إلا من عذراء من شعبه (لا 21: 13 و14) ومنعت الكهنة من زواج الزواني والمطلقات (لا 21: 7) ومنعت الوراثة أن تتزوج من رجل من خارج سبطها (36: 5 – 9).
أما الطلاق فلم يكن أمرًا قضائيًا، بل كان الرجل طلق زوجته بواسطة كتابة كتاب طلاق، وكانت المطلقة تتزوج بمن تشاء (تث 24: 1 – 4). أما يسوع فقد أمر بإبطال هذه العادة ومنع الطلاق إلا لعلة الزنى ومنع الناس من الزواج بالمطلقات (مت 19: 9). وكان قصاص الزنى مزت الزاني والزانية معًا (لا 20: 10 وتث 22: 22 – 24). وكانا يرجمان رجمًا (حز 16: 38 – 40 ويو 8: 5). وكان يجوز للزوج أن يعطي المرأة كتاب طلاق عوضًا عن رجمها. وظلت هذه العادة إلى أيام المسيح (مت 1: 19). وبعضهم يظنون أن الآية في (1 كو 7: 15) تسمح بالطلاق في حالة الانفصال النهائي.
وكانت العادة عند العبرانيين، شأن باقي الشعوب الشرقية قديما وحديثًا، أن ينتَخب العروس والعريس ال العروسين. إلا أن بعض الرجال كانوا يشذون أحيانًا ويختارون عرسانهم بأنفسهم. وقد أعطت المسيحية للعريس الحرية الكاملة في اختيار العروس وكان العقد يتم بيمين عطاء وتقديم هدايا. وكان المهر أحيانًا بالعمل، كما فعل يعقوب وموسى وعثنيئل (تك ص 29 وخر 2: 21 و3: 1 وقض 1: 12).
واعتبر الشرع الفتاة المخطوبة كأنها امرأة. فكانت إذا زنت تقاصص كالمرأة المتزوجة التي تزني (تث 22: 24 ومت 1: 19). وكانت المخطوبة تبقى في بيت أبيها فترة من الزمن إلى أن تتم المخابرات والترتيبات مع العريس (يو 3: 29). ولما يحين وقت العرس يأتي العريس إلى بيت العروس، وهو مطيب بالزيوت (مز 45: 6) وعليه لباس العرس وعمامته (اش 61: 10 ونش 3: 11) وحوله أصدقاؤه (مت 9: 15). وكانت العروس تتطيب هي الأخرى بالأطياب (نش 4: 10 و11). وتتحلى بالجواهر، وتلبس الأكاليل، وتحاط بالعذارى، وتلثم وجهها (مز 45: 13 و14 واش 49: 18 و61: 10 ورؤ 19: 7 و7 و21: 2). ويأخذ العريس عروسه إلى بيته بحفل كبير، وتضاء المصابيح وتعقد الولائم، وتدوم الاحتفالات مدة أسبوع (مت 22: 1 – 10 و25: 1 – 10 ولو 14: 8 ويو 2: 1 – 10 ورؤ 19: 9). وكان العريس إذا كان غنيًا يوزع على الضيوف ألبسة ليلبسوها أمامه، ومن لم يفعل ذلك من المدعوين اعتبر عمله إهانة للعريس (مت 22: 11 – 13).
وقد شبه الكتاب المقدس علاقة يهوه مع شعبه، ثم علاقة المسيح مع كنيسته، بالأعراس، وبعلاقة العريس بالعروس، في أماكن عديدة (اش 54: 5 وهو 2: 19 ومت 9: 15 ويو 3: 29 و2 كو 11: 2 ورؤ 19: 7).
عرض تفصيلي موضوع الزواج في الكتاب المقدس: -.
الزواج هو الرباط المقدس الذي علي أساسه يعيش الرجل والمرأة معًا في علاقة شرعية يقرها المجتمع. وعلي هذا الأساس لم يكن تعدد الزوجات في العصور القديمة أمرًا شائنًا، حيث كان المجتمع يقره ويعترف به رغم عدم اتفاقه مع فكره الله منذ البداية.
أولًا: شرعية الزواج:
الزواج هو النظام السوي حتى إنه لا توجد كلمة “أعزب” في لغة العهد القديم. وتدل قصة خلق حواء (تك 2: 18 – 24) علي العلاقة الفريدة بين الزوج والزوجة. وتستخدم هذه العلاقة تشبيهًا للعلاقة بين الله وشعبه القديم (إرميا 3، حز 16، هو 1 – 3)، وبين المسيح والكنيسة (أف 5: 22 – 33). وأمر الله لإرميا ألا يتخذ له زوجة (إرميا 16: 2) كان أمرًا فريدًا لظروف خاصة بالنبي. وفي العهد الجديد يستطيع الإنسان أن يظل أعزب بناء علي دعوة خاصة من الله (مت 19: 10 – 12، 1 كو 7: 7 – 9). ولكن الأمر الطبيعي هو الزواج، فقد قال الله منذ البداية: “ليس جيدًا أن يكون آدم وحده. فأصنع له معينًا نظيره” (تك 2: 18، انظر يو 2: 1 – 11، أف 5: 22 – 6: 44، 1 تي 3: 2، 4: 3، 5: 14).
والزواج بامرأة واحدة واضح في قصة آدم وحواء حيث أن الله خلق زوجة واحدة لآدم. وأول من ذكر عنه أنه تزوج بأكثر من امرأة واحدة هو لامك (من نسل قايين) الذي اتخذ له امرأتين (تك 4: 19). ولكن لا توجد وصية صريحة في العهد القديم تنهي عن ذلك، إذ يبدو أن الله قد ترك للإنسان أن يكتشف بخبرته أن نظام الزوجة الواحدة هو النظام السليم. فتعدد الزوجات يجلب المتاعب، وكثيرًا ما يؤدي إلي ارتكاب الخطية، كما حدث مع إبراهيم (تك 21)، ومع جدعون (قض 8: 29 – 9: 57)، ومع داود (2 صم 11، 3)، ومع سليمان (1 مل 11: 1 – 8، انظر أيضًا نح 13: 26). وقد حذر الناموس الملوك من ذلك (تث 17: 17)، فتعدد الزوجات مجلبة لإثارة الغيرة والمخاصمات العائلية، كما حدث مع ألقانة الذي كانت له زوجتان تعادي كل منهما الأخرى (1 صم 1: 6، انظر لا 18: 18). ومن العسير معرفة مدي انتشار تعدد الزوجات قديمًا، ولكن يبدو أنه كان أكثر شيوعًا بين طبقة الأغنياء، عنه بين الطبقة المتوسطة، ويقول يوسيفوس إن هيرودس الكبير كان له تسع زوجات في وقت واحد. وما زال تعدد الزوجات يمارس في كثير من البلاد وبخاصة في الشرق.
وفي حالة تعدد الزوجات، ومن الطبيعي أن يميل الرجل إلي زوجة أكثر من الأخرى، كما حدث مع يعقوب، إذ أحب راحيل أكثر من ليئة (تك 29)، كما أحب ألقانة حنة – رغم أنها كانت عاقرًا – أكثر من فننة. ولابد أن يؤدي هذا إلي تمزق البيت.
وحيث أن للأولاد أهمية قصوى لاستمرار اسم العائلة كانت المرأة العاقر تسمح لزوجها أن يعاشر جاريتها ليكون له منها ولد، وكان هذا أمرًا جائزًا قانونًا في بلاد بين النهرين (كما يتضح من المواد 144 – 147 من قوانين حمورابي)، وهو ما فعلته سارة مع إبراهيم (تك 16)، وراحيل مع يعقوب (تك 30: 1 – 8). ولكن حقوق الزوجة كانت تظل مصونة، فهي التي تعطي جاريتها لزوجها لغرض محدد، وتظل الجارية تشغل مرتبة ثانوية، فلم تكن تعتبر “زوجة ثانية”. أما إذا ظل الزوج يعاشرها، فإنها ترتفع إلي مرتبة “سرية”، ولعل هذا هو السبب في وصف بلهة بأنها “سرية يعقوب” (تك 35: 22)، بينما لا تحسب هاجر بين سراري إبراهيم (تك 25: 6).
وكان علي اليهودي أن يأخذ له زوجة من اليهوديات (انظر نح 13: 23 – 28). وكانت تتبع إجراءات معينة في الخطبة والزواج، وأحيانًا كان يمكن للزوج أن يشتري المرأة أَمة له (خر 21: 7 – 11، نح 5: 5). وكان لرب البيت الحق في معاشرة جميع جواريه. وتميز الشريعة بين الزوجة العادية التي كان يجب أن تُطْلَق حرة في السنة السابعة (خر 21: 7 – 11، تث 15: 12) وبين من اتخذها له زوجة أو سرية، فلم يكن لها حق المطالبة بحريتها. كما كان يمكن أن يتخذ له زوجة من سبايا الحرب من الشعوب البعيدة، ولكن ليس من الشعوب المقيمة في أرض كنعان (تث 20: 14 – 18مع تث 21: 10 – 14).
ولا توجد شريعة مختصة بالسراري، ولا نعلم مدي ما كان للسرية من حقوق، ولكن من الواضح أنها كانت في مرتبة أدني من مرتبة الزوجة، ولكن كان يمكن لأبنائها أن يرثوا بناء علي وصية الأب (تك 25: 6). ويسجل سفر القضاة استيلاء أبيمالك – ابن جدعون من سريته – علي السلطة (قض 8: 31 – 9: 57). كما يروي قصة اللاوي وسريته (قض 19). ويبدو مما جاء في سفر القضاة (19: 2 – 4) أن السرية كان لها حق ترك “رجلها”. وكان علي رجلها أن يذهب ليسترضيها حتى تعود إليه. وقد حذا داود وسليمان حذو ملوك الشرق في الإكثار من الزوجات والسراري (2 صم 5: 13، 1 مل 11: 3، نش 6: 8 و9).
وكانت الزوجة – عادة – تذهب عند الزواج إلي بيت زوجها، ولكن كان يمكن – وبخاصة بين الفلسطينيين – أن يذهب الزوج إلي بيت أسرة زوجته (قضى 14: 15)، فقد مكثت امرأة شمشون في بيت أبيها، وكان شمشون يتردد عليها هناك. وقد يري البعض أن شمشون كان ينوي أن يأخذها معه إلي بيته، ولكنه تركها في بيت أبيها غضبًا عليها لكشفها شر أحجيته، ولكننا نراها مازالت في بيت أبيها في قض 15: 1 رغم أنها كانت قد تزوجت من رجل آخر من الفلسطينيين.
ثانيًا: عوائد الزواج:
كانت عوائد الزواج – في الكتاب المقدس – تشمل حادثين هما: الخطبة والزفاف.
(أ) الخطبة:
كانت الخطبة – في بلاد الشرق الأوسط – تعتبر ملزمة مثل الزواج تمامًا، فكثيرًا ما تسمي “المخطوبة” – في الكتاب المقدس – بزوجة، وكانت تحت الالتزام بالأمانة (تك 29: 21، تث 22: 23 و24، مت 1: 18 و20). كما كان “الخطيب” يسمي “يسمي” بعلًا “أو” زوجًا “(يوئيل 1: 8، مت 1: 19). ولكن الكتاب المقدس لا يذكر حقوق الخطيبة في حالة فك الخطبة، لكن قانون حمورابي (المواد 159 و160) يقرر أنه إذا فك زوج المستقبل الخطبة، كان لأب العروس الحق في الاحتفاظ بكل هداياه للعروس. ولكن إذا كان أبو العروس هو الذي فك الخطبة، فكان عليه أن يعوض العريس بضعف قيمة الهدايا. ويفترض وجود نوع من إشهار ذلك علانية، ولكن لا نعلم مدي تلك العلانية، فقد أراد يوسف تخلية العذراء مريم سرًّا (مت 1: 19).
ويصور هوشع النبي محبة الله لشعبه بالقول: “وأخطبك لنفسي إلي الأبد، أخطبك لنفسي بالعدل والحق والإحسان والمراحم. أخطبك لنفسي بالأمانة فتعرفين الرب” (هوشع 2: 19 و20).
1 – اختيار شريك الحياة:
كان والدا الشاب – عادة هما اللذان يختاران له الزوجة ويرتبان كل شؤون الزواج، كما فعلت هاجر مع إسماعيل (تك 21: 21)، ويهوذا مع عير (تك 38: 6). وأحيانًا كان الشاب نفسه هو الذي يختار كما فعل شكيم (تك 34: 4 و8)، وشمشون (قض 14: 2). ونادرًا ما كان الشاب يتزوج ضد رغبة والديه كما فعل عيسو (تك 26: 34 و35) وكانت الفتاة تُسأل أحيانًا لابداء رأيها كما في حالة رفقة (تك 24: 58). وكان يحدث أن يختارا والدا الفتاة من يمكن أن يكون لها زوجًا كما فعلت نعمي (راعوث 3: 1 و2)، وشاول (1 صم 18: 21).
2 – تبادل الهدايا:
كانت هناك ثلاثة أنواع من الهدايا بالارتباط مع الخطبة:
· المهر: كما في حالة دينة ابنة يعقوب التي اغتصبها شكيم بن حمور الحثي (تك 34: 12). وفي حالة ميكال ابنة شاول الملك (1 صم 18: 25). كما يذكر المهر تلميحًا – لا تصريحًا – في حالة رفقة (تك 24: 53)، وفي خدمة يعقوب سبع سنوات من أجل راحيل (تك 29: 18)، كما رعي موسي غنم حميه يثرون (خر 3: 1) وكان المهر يعتبر هدية من العريس لعائلة العروس، كما كان يعتبر ختمًا للعهد الذي يربط الأسرتين. ويري البعض أن المهر كان يعتبر ثمنًا للعروس، لكن لا أساس لهذا، لأن الزوجة لم تُشتري كما تُشتري الأمة.
· هدية للزوجة أو للزوج من والد العروس، كانت تشمل عددًا من الجواري والعبيد (انظر تك 24: 59 و61في حالة رفقة، 29: 24. في حالة ليئة)، أو قطعة من الأرض (قض 1: 15 كما في حالة عكسة، 1 مل 9: 16 في حالة ابنة فرعون التي تزوجها سليمان)، أو غير ذلك من الهدايا.
· هدايا العريس للعروس وكانت تتكون عادة من الحلي والثياب كالتي قدمها عبد إبراهيم لرفقة (تك 24: 53).
وتوجد بعض أمثلة في الكتاب المقدس للعقود الشفهية، كتعهد يعقوب بخدمة لابان سبع سنوات (تك 29: 18)، وتعهد شكيم بأن يعطي إخوة دينة ما يطلبون (تك 34: 11 و12).
(ب) مراسم الزفاف:
كانت أهم إجراءات مراسم الزواج هي الإقرار العلني بانعقاد الرابطة الزوجية، مع ملاحظة أنه لم يكن من المحتم اتباع كل الخطوات التالية:
1 – ثياب العروس والعريس: فكانت العروس – أحيانًا – تلبس ثيابًا مطرزة (مز 45: 13 و14)، وحليًا (إش 61: 10)، ومنطقة (إرميا 3: 32)، وبرقعًا (تك 24: 65). كما كان العريس يتزين بعمامة (إش 61: 10). كما نجد إشارات مجازية إلي الثياب البيضاء للكنيسة عروس المسيح (أف 5: 27، رؤ 19: 8، 21: 2).
2 – جواري العروس وصديقاتها: نقرأ في المزمور الخامس والأربعين عن العروس الملكة بأن “في إثرها عذاري صاحباتها” (مز 45: 14). ولابد أنه كان لكل عروس صاحبات يحطن بها في موكب عرسها. كما لابد للعريس أيضًا أصدقاء ورفقاء (انظر قض 14: 11، يو 3: 29). ولعل “رئيس المتكأ” كان أحد هولاء الرفاق (يو 2: 8 و9).
3 – الموكب: كان الزفاف يتم عادة في المساء، فكان العريس يسير مع رفاقه في موكب إلي بيت العروس، تحف بهم الشموع والمشاعل. وكانت تمد وليمة العشاء هناك أحيانًا، بل كانت الظروف تحتم ذلك (تك 29: 22، قض 14)، والأرجح أنه في مثل العشر العذاري (مت 25: 1 – 13) كان العريس يسير إلي منزل العروس لوليمة العشاء، وإن كان من المحتمل لأيضًا أن العريس كان ذاهبًا ليصطحب عروسه إلي بيت أبيه حيث تقام الوليمة (انظر مز 45: 14 و15، مت 22: 1 – 14، وكان الزواج في هاتين الحالتين زواجًا ملكيًا).
وكان الموكب أحيانًا يسير علي نغمات الغناء والموسيقي والرقص (إرميا 7: 34) وأنوار المصابيح (مت 25: 7).
4 – وليمة العروس: وكانت تقام عادة في بيت العريس (مت 22: 1 – 10، يو 2: 9)، وفي الليل غالبًا (مت 22: 13، 25: 6). وكان يحضرها كثيرون والأصدقاء. وكان يرأسها وكيل عن العريس أو أحد أصدقائه (يو 2: 9 و10). وكان رفض الدعوة يعتبر إهانة (مت 22: 7). وكان الضيوف المدعوون يرتدون ثياب العرس (مت 22: 11, 12). وكان يمكن في بعض الظروف – كما سبق القول – أن تقام الوليمة في بيت العروس (تك 29: 22). ويسمي اجتماع المسيح مع قديسيه في السماء – مجازيًا – “عشاء عرس الخروف” (رؤ 19: 9).
5 – تغطية العروس: جاء في العهد القديم مرتين أن العريس بسط ذيله على عروسه (راعوث 3: 9، حز 16: 8)، ولعل في ذلك إشارة إلي وضعها في حمايته. ويقول “ج. إسلر” (Eisler) إنه في بعض القبائل البدوية يغطي العريس عروسه بعباءة قائلًا لها: “منذ الآن لن يغطيك أحد سواي”.
6 – البركة: ويبارك الوالدان والأصدقاء العروسين ويتمنون لهما كل خير وفلاح (تك 24: 60، راعوث 4: 11).
7 – العهد: وكان من الإجراءات الدينية، أن يقطع كل من العروسين عهدًا بالوفاء والأمانة كما نلمح ذلك في بعض الأقوال في العهد القديم (أم 2: 17، حز 16: 8، ملاخي 2: 14). بل جاء في سفر طوبيا أنهم “أخذوا صحيفة وكتبوا فيها عقد الزواج” (طوبيا 7: 16).
8 – الحجلة أو مخدع العريس: كانت تُعد غرفة خاصة للعروسين تسمي “حفة” أو “حجلة” (مز 19: 5، يوئيل 2: 16)، وكانت أصلًا خيمة يحتمي تحتها العريس والعروس أثناء حفل الزفاف.
9 – الختام: كان يزف العروسان إلي هذه الحجرة، وكثيرًا ما كان الوالدون هم الذين يزفونهما (تك 29: 23). وقبل أن يجتمعا معًا، أو كما يُعبَّر عن ذلك في اللغة العبرية: قبل أن “يعرف العريس عروسه” كان العروسان يرفعان صلاة إلي الله (انظر طوبيا 8: 4).
10 – علامة العَذْرَة: كان يعرض قميص أو منديل ملطخ بالدم علامة علي أن العروس كانت عذراء (تث 22: 13 – 21)، وما زالت هذه العادة سارية في بعض البلدان حتى الآن.
11 – الاحتفالات: كان الاحتفال بالعريس يمتد أسبوعًا (تك 29: 27 في حالة يعقوب وليئة). وأحيانًا لمدة أسبوعين (انظر طوبيا 8: 23 – طوبيا وسارة). وكان يتخلل هذه الاحتفالات الغناء والعزف علي الآلات الموسيقية (مز 45، 78: 63)، والتسلية بالأحاجي والألغاز (قض 14: 12 – 18).
ثالثًا: الزواج المحرم:
ونجد ذلك مشروحًا في الإصحاح الثامن عشر من سفر اللاويين، كما نجده بإيجاز في اللاويين (20: 17 – 21) والتثنية (27: 20 – 23). ونري أن ذلك ينطبق علي الزواج الثاني في حالة وجود الزوجة الأولي أو بعد موتها، باستثناء الزواج من أخت الزوجة، لأن الأمر صريح: “لا تأخذ امرأة علي أختها للضر” (لا 18: 18)، وهذا يعني ضمنًا أنه يستطيع أن يتزوج بأخت الزوجة متي توفيت الزوجة.
وقد تزوج إبراهيم أخته غير الشقيقة (تك 20: 21). كما تزوج يعقوب أختين في وقت واحد (تك 29: 21 – 30). وقد حدث ذلك قبل أن تنص الشريعة علي تحريم مثل هذه الحالات.
ويظن البعض أن ما حدث في كورنثوس (1 كو 5: 1) كان بعد وفاة الأب، ولكن حيث أن النص يقول: “حتي أن تكون للإنسان امرأة أبيه” (وليس “أرملة أبيه”)، فالأرجح أنها كانت علاقة غير مشروعة مع الزوجة الثانية الشابة.
رابعًا: شريعة الزواج بزوجة الأخ المتوفي:
وتنص الشريعة علي أنه “إذا سكن إخوة معًا ومات واحد منهم وليس له ابن فلا تصر امرأة الميت إلي خارج إلي رجل أجنبي. أخو الزوج يدخل عليها ويتخذها لنفسه زوجة ويقوم لها بواجب أخي الزوج. والبكر الذي تلده يقوم باسم أخيه الميت لئلا يمحي اسمه من إسرائيل” (تث 25: 5 و6). وواضح أنها عادة قديمة سابقة للشريعة. فقد حدث هذا في قصة “أونان” بن يهوذا، الذي دخل علي امرأة أخيه “عير” بعد موته، ولكنه إذ علم أن النسل لن يكون له، لم يشأ أن يلد منها، “فقبح في عيني الرب ما فعله، فأماته أيضًا” (تك 38: 6 – 10). وهذا أمر لا علاقة له بموضوع تنظيم الأسرة.
ونري من سفر راعوث أن العادة كانت تسري علي الأقرباء، وليس علي أخي الزوج فقط، فإنه عندما رفض الولي الأقرب – الذي لا يذكر أسمه – أن يقوم بهذا الواجب، انتقل إلي بوعز فتزوج من راعوث. كما نجد أن بوعز تزوج من راعوث وليس من نعمي، ولعل ذلك حدث لأن نعمي كانت قد تقدمت في الأيام ولم تعد قادرة علي الإنجاب. ولما ولدت راعوث ابنًا “سمته الجارات اسمًا قائلات قد ولد ابن لنعمي” (راعوث 4: 17).
ولم تكن هذه الشريعة تنطبق في حالة ولادة بنات، كما يبدو من حالة بنات صلفحاد (عد 27: 1 – 11). وإن كان البعض يردون على ذلك، بأنه لابد أن زوجة صلفحاد كانت قد ماتت قبله، إذ لم يرد لها ذكر، أو أن أخا الزوج أو الولي القريب رفض الزواج منها لأنها كانت قد شاخت، أو إنها لم تنجب حتي بعد أن تزوجها أخو الزوج أو الولي القريب.
وقد نهت الشريعة عن الزواج بامرأة الأخ (لا 18: 16، 20: 21). وفي ضوء ما جاء في شريعة الزواج من زوجة الأخ المتوفي دون أن يعقب نسلًا (تث 25: 5 – 10)، يتض لنا أن الشريعة تنهي عن الزواج بزوجة الأخ حتي وإن كان الأخ قد طلقها في حياته. وقد وبخ يوحنا المعمدان الملك هيرودس لزواجه من هيروديا زوجة أخيه، بينما كان أخوه ما زال علي قيد الحياة (مت 14: 3 و4).
وقد افترض الصدوقيون حالة غريبة من حالات هذه الشريعة وقدموها للرب يسوع اعتراضًا علي موضوع القيامة (مت 22: 23 – 33).
خامسًا: الطلاق:
(أ) في العهد القديم:
يقول الرب يسوع: “إن موسي من أجل قساوة قلوبكم أذن لكم أن تطلقوا نساءكم. ولكن من البدء لم يكن هكذا” (مت 19: 8). ومعني هذا أن موسي لم يُوصِ بالطلاق، ولكنه نظَّم عادة جارية. وهذا يعطي مفهومًا أوضح لما جاء في سفر التثنية (24: 1 – 4)، فكلمة “إذا” في بداية العدد الأول من الإصحاح الرابع والعشرين من سفر التثنية تمتد حتي العدد الثالث، ومن ذلك نعرف أن الطلاق كان موجودًا فعلًا، وأنه كان يكتب في كتاب يُعطي لزوجته التي كانت تصبح حرة للزواج مرة أخرى.
ولا تذكر هنا أسباب الطلاق بوضوح بل في عبارة غامضة: “وجد فيها عيب شيء” (تث 24: 1)، وهى نفس العبارة التي تترجم “قذر شيء” (تث 23: 14)، ولا تستخدم في الكتاب المقدس في غير هذين الموضعين. وقد ترجمت مدرسة “شمعي” (قبل العصر المسيحي) ذلك “بخيانة الزوجة” فقط، بل توسعت مدرسة “هليل”، فجعلت ذلك شاملًا لأي شيء ينال رضي الزوج. ولكن علينا أن ندرك ان موسي لا يقرر شروط الطلاق. ولكن يقبله كأمر قائم فعلًا.
وكانت هناك حالتان يمتنع فيهما الطلاق: (1) إذا اتهم زوج زوجته بالخيانة قبل الزواج كاذبًا (تث 22: 13 – 19). (2) إذا اضطجع رجل مع فتاة غير مخطوبة، فكان عليه أن يتزوجها “ولا يقدر أن يطلقها كل أيامه” (تث 22: 28).
وحدث بعد العودة من السبي أن أصر عزرا علي أن يطلق بنو الكهنة نساءهم الأجنبيات (عزرا 9، 10، وانظر أيضًا نحميا 13: 23 – 30). ونقرأ في نبوة ملاخي أن البعض قد طلقوا نساءهم اليهوديات ليتزوجوا بنات إله غريب أي وثنيات (ملاخي 2: 10 – 16).
(ب) في العهد الجديد:
إذا قارنا أقوال الرب يسوع في الأناجيل الثلاثة الأولي (مت 5: 32، 19: 3 – 12، مرقس 10: 2 – 12، لو 16: 18) نجد أنه يصف الطلاق ثم الزواج بعده بأنه زنا. وفي حديثه عن ذلك في إنجيل متى يجعل الزنا العلة الوحيدة للطلاق، ولكن هذه العبارة لا تذكر في إنجيلي مرقس ولوقا، ولعل السبب في ذلك هو أنه لم يكن ثمة يهودي ولا روماني ولا يوناني يشك في أن الزنا يشكل علة كافية للطلاق، ولذلك لم يذكرها البشيران مرقس ولوقا باعتبارها أمرًا معروفًا. كما لم يشر الرسول بولس في رسالته إلي رومية (7: 1 – 3) إلي الطلاق، لأن الشريعة اليهودية والقانون الروماني كانا يقرران ذلك.
وقد ظهرت بضعة تفسيرات لكلمات المسيح، فيقول البعض أن الزنا هنا يشير إلي زنا العروس قبل الزواج، الذي اكتشفه الزوج عند الدخول بعروسه. ويقول آخرون إن الزوجين قد اكتشفا أن زواجهما باطلا لأن العروس من المحارم، وهو ما يستبعد حدوثه. ويقول الكاثوليك إن كلمات الرب يسوع تقرر الانفصال وليس الزواج مرة أخرى. ولكن من الصعب استبعاد فكرة الزواج مرة أخري في كلمات الرب (مت 19: 9). ولم تكن لليهود عادة الانفصال دون الزواج مرة أخري.
ويشكك البعض في صحة العبارة: و “إن طلقت امرأة زوجها وتزوجت بأخر تزني” (مرقس 10: 12)، علي أساس أن الزوجة اليهودية لم تكن تملك تطليق زوجها، ولكن المرأة اليهودية كانت تملك حق رفع الأمر للمحكمة لسوء معاملة الزوج لها، وكانت المحكمة تملك إصدار الحكم للزوجة بالطلاق. ومن الناحية الأخرى، لعل الرب يسوع كان في فكره أيضًا القانونان اليوناني والروماني، وكان للزوجة فيهما الحق في تطليق زوجها.
وهناك رأي قوي بأن ما جاء في (1 كو 7: 10 – 16)، يشكل أساسًا آخر للطلاق. وهناك نجد الرسول يذكر ما سبق أن قرره الرب يسوع وهو علي الأرض، ثم يضيف – بإرشاد الروح القدس – شيئًا جديدًا لأن موقفًا جديدًا قد نشأ. فعندما يتجدد أحد الزوجين الوثنيين، كان يجب علي الطرف الذي تجدد ألا يهجر الآخر، ولكن إذا أصر هذا الآخر علي الانفصال، فلا يكون الأخ المؤمن أو الأخت المؤمنة “مستعبدًا في مثل هذه الأحوال” (1 كو 7: 12)، ولا يعني ذلك أنهما يصبحان أحرارًا للانفصال فحسب، بل لابد أن يعني أيضًا أنهما يصبحان أحرارًا ليتزوج كل منهما مرة أخري.
قائمة الذين أذنبوا وتزوّجوا بنساء غريبات (عزرا 10)
اكتشف عزرا الكاهن أن بعض من بني إسرائيل في وقت السبي البابلي أخطأوا ضد الرب واتخذوا لأنفسهم زوجات من الأمم الغريبة (نساء وثنيات من عَبَدَة الأوثان) (1)، وقد “اتَّخَذُوا مِنْ بَنَاتِهِمْ لأَنْفُسِهِمْ وَلِبَنِيهِمْ، وَاخْتَلَطَ الزَّرْعُ الْمُقَدَّسُ بِشُعُوبِ الأَرَاضِي. وَكَانَتْ يَدُ الرُّؤَسَاءِ وَالْوُلاَةِ فِي هذِهِ الْخِيَانَةِ أَوَّلًا” (عز 9: 1 – 3)، وانهار عَزْرَا بعدما علم بالأمر، وصلى إلى الله لكي يغفر ويعطيهم القدرة على التوبة (عز 2: 3 – 15). وبكى الشعب كله بكاءً عظيمًا بعدما تذكروا وصايا الرب التي تركوها، فعرض شَكَنْيَا بْنُ يَحِيئِيلَ مِنْ بَنِي عِيلاَم أن يقطع الشعب عهدًا للتوبة، و “نُخْرِجَ كُلَّ النِّسَاءِ وَالَّذِينَ وُلِدُوا مِنْهُنَّ.. وَلْيُعْمَلْ حَسَبَ الشَّرِيعَةِ” (عز 10: 3).
وتم المُناداة في كل الشعب لعمل اجتماع عام، و “قَامَ عَزْرَا الْكَاهِنُ وَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّكُمْ قَدْ خُنْتُمْ وَاتَّخَذْتُمْ نِسَاءً غَرِيبَةً لِتَزِيدُوا عَلَى إِثْمِ إِسْرَائِيلَ. فَاعْتَرِفُوا الآنَ لِلرَّبِّ إِلهِ آبَائِكُمْ وَاعْمَلُوا مَرْضَاتَهُ، وَانْفَصِلُوا عَنْ شُعُوبِ الأَرْضِ وَعَنِ النِّسَاءِ الْغَرِيبَةِ»” (عز 10: 10 – 11). وتم عمل إحصاء للمذنبين التائبين، فكان عدد الذين خانوا الرب 113، منهم 17 من الكهنة، و10 من اللاويين والمغنيين والبوابين، و86 من العامة. وقبل هذا الإحصاء وقف اثنين في نفس يوم كلام عَزْرَا، ولم يتضح بالضبط هل كلمات “قَامَا عَلَى هذَا” (عز 10: 15) تعني أنهم نفَّذوه أم قاوموه. ولكن أغلب المفسرين مع الرأي القائل أنهم نفَّذوا الأمر على الفور، والباقي فقط أجَّل الأمر حسبما أوضحوا: “الشَّعْبَ كَثِيرٌ، وَالْوَقْتَ وَقْتُ أَمْطَارٍ، وَلاَ طَاقَةَ لَنَا عَلَى الْوُقُوفِ فِي الْخَارِجِ، وَالْعَمَلُ لَيْسَ لِيَوْمٍ وَاحِدٍ أَوْ لاثْنَيْنِ” (عز 10: 13). ليصبح العدد (115، منهم 88 من العامة)، وهما:
يُونَاثَانُ بْنُ عَسَائِيلَ.
يَحْزِيَا بْنُ تِقْوَةَ (تُوقهة).
وهذه القائمة المذكورة في نهاية الأصحاح:
1 – المتخذين نساء أجنبيات من بَنِي الْكَهَنَةِ:
(عز 10: 18 – 22):
أ – من بَنِي يَشُوعَ بْنِ يُوصَادَاقَ وَإِخْوَتِهِ:
(عز 10: 18):
مَعْشِيَّا.
أَلِيعَزَرُ.
يَارِيبُ.
جَدَلْيَا.
ب – مِنْ بَنِي إِمِّيرَ:
(عز 10: 20):
حَنَانِي.
زَبْدِيَا.
ج – مِنْ بَنِي حَارِيمَ:
(عز 10: 21):
مَعْسِيَّا.
إِيلِيَّا.
شَمْعِيَا.
يَحِيئِيلُ.
عُزِّيَّا.
د – مِنْ بَنِي فَشْحُورَ:
(عز 10: 22):
أَلْيُوعِينَايُ.
مَعْسِيَّا.
إِسْمَاعِيلُ.
نَثَنْئِيلُ.
يُوزَابَادُ.
أَلْعَاسَةُ.
2 – المتخذين نساء أجنبيات مِنَ اللاَّوِيِّينَ:
(عز 10: 23):
يُوزَابَادُ.
شِمْعِي.
قَلاَيَا (هُوَ قَلِيطَا).
فَتَحْيَا.
يَهُوذَا.
أَلِيعَزَرُ.
3 – المتخذين نساء أجنبيات مِنَ الْمُغَنِّينَ:
(عز 10: 24):
أَلْيَاشِيبُ.
4 – المتخذين نساء أجنبيات مِنَ الْبَوَّابِينَ:
(عز 10: 24):
شَلُّومُ.
طَالَمُ.
أُورِي.
5 – المتخذين نساء أجنبيات مِنْ العامة (باقي بني إِسْرَائِيلَ):
(عز 10: 25 – 43):
ا – مِنْ بَنِي فَرْعُوشَ:
(عز 10: 25):
رَمْيَا.
يِزِّيَا.
مَلْكِيَّا.
مِيَّامِينُ.
أَلْعَازَارُ.
مَلْكِيَّا.
بَنَايَا.
ب – مِنْ بَنِي عِيلاَمَ:
(عز 10: 26):
مَتَّنْيَا.
زَكَرِيَّا.
يَحِيئِيلُ.
عَبْدِي.
يَرِيمُوثُ.
إِيلِيَّا.
ج – مِنْ بَنِي زَتُّو:
(عز 10: 27):
أَلْيُوعِينَايُ.
أَلْيَاشِيبُ.
مَتَّنْيَا.
يَرِيمُوثُ.
زَابَادُ.
عَزِيزَا.
د – مِنْ بَنِي بَابَايَ:
(عز 10: 28):
يَهُوحَانَانُ.
حَنَنْيَا.
زَبَايُ.
عَثْلاَيُ.
هـ – مِنْ بَنِي بَانِي:
(عز 10: 29):
مَشُلاَّمُ.
مَلُّوخُ.
عَدَايَا.
يَاشُوبُ.
شَآلُ.
رَامُوثُ.
و – مِنْ بَنِي فَحَثَ مُوآبَ:
(عز 10: 30):
عَدْنَا.
كَلاَلُ.
بَنَايَا.
مَعْسِيَّا.
مَتَّنْيَا.
بَصَلْئِيلُ.
بِنُّويُ.
مَنَسَّى.
ز – مِنْ بَنُو حَارِيمَ:
(عز 10: 31 – 32):
أَلِيعَزَرُ.
يِشِّيَّا.
مَلْكِيَّا.
شَمْعِيَا.
شِمْعُونُ.
بَنْيَامِينُ.
مَلُّوخُ.
شَمَرْيَا.
ح – مِنْ بَنِي حَشُومَ:
(عز 10: 33):
مَتَّنَايُ.
مَتَّاثَا.
زَابَادُ.
أَلِيفَلَطُ.
يَرِيمَايُ.
مَنَسَّى.
شِمْعِي.
ط – مِنْ بَنِي بَانِي:
(عز 10: 34 – 42):
مَعَدَايُ.
عَمْرَامُ.
أُوئِيلُ.
بَنَايَا.
بِيدْيَا.
كَلُوهِي.
وَنْيَا.
مَرِيمُوثُ.
أَلْيَاشِيبُ.
مَتَّنْيَا.
مَتَّنَايُ.
يَعْسُو.
بَانِي.
بِنُّويُ.
شِمْعِي.
شَلَمْيَا.
نَاثَانُ.
عَدَايَا.
مَكْنَدْبَايُ.
شَاشَايُ.
شَارَايُ.
عَزَرْئِيلُ.
شَلْمِيَا.
شَمَرْيَا.
شَلُّومُ.
أَمَرْيَا.
يُوسُفُ.
ي – مِنْ بَنِي نَبُو:
(عز 10: 43):
يَعِيئِيلُ.
مَتَّثْيَا.
زَابَادُ.
زَبِينَا.
يَدُّو.
يُوئِيلُ.
بَنَايَا.
زوبعة
الزوبعة ريح تهب بشدة وتثير الغبار. ويقول أيوب عن الأشرار: “يكونون كالتبن قدام الرياح، وكالعصافة التي تسرقها الزوبعة” (أي 21: 18، انظر أيضًا مز 1: 4، إش 17: 13). ويصف كاتب الرسالة إلي العبرانيين الفرق بين عهد النعمة وعهد الناموس بالقول: “لم تأتوا إلي جبل ملموس مضطرم بالنار وإلي ضباب وظلام وزوبعة..” (عب 12: 18). وعندما كان الرسول بولس في السفينة في طريقة إلي روما، “هاجت عليها ريح زوبعية يُقال لها أوركليدون” (أع 27: 14).
وكثيرًا ما تستخدم “الزوبعة” في الكتاب المقدس مجازيًا للدلالة علي قوة الله: “الرب.. عظيم القدرة. الرب في الزوبعة وفي العاصف طريقة، والسحاب غبار رجليه” (ناحوم 1: 3). كما تكلم الرب مع أيوب من العاصفة (أي 38: 1). “وهو يهدئ العاصفة فتسكن وتسكت أمواجها” (مز 107: 29). كما تستخدم للدلالة علي الكوارث المفاجئة: “إذا جاء خوفكم كعاصفة وأتت بليتكم كالزوبع، إذا جاءت عليكم شدة وضيق” (أم 1: 27)، وعلي الدمار والخراب (أم 10: 25، إش 29: 6)، وعلي السرعة (إش 5: 28، 66: 15، إرميا 4: 13)، وعلي غضب الله (إرميا 23: 19) وقصاصة للأشرار (إرميا 30: 23).
باب الزاوية
“وَأَمَّا أَمَصْيَا مَلِكُ يَهُوذَا ابْنُ يَهُوآشَ (يُوآشَ) بْنِ أَخَزْيَا فَأَمْسَكَهُ يَهُوآشُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ فِي بَيْتِ شَمْسٍ، وَجَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَهَدَمَ سُورَ أُورُشَلِيمَ مِنْ بَابِ أَفْرَايِمَ إِلَى بَابِ الزَّاوِيَةِ، أَرْبَعَ مِئَةِ ذِرَاعٍ” (سفر الملوك الثاني 14: 13؛ سفر أخبار الأيام الثاني 25: 23).
“«هَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَتُبْنَى الْمَدِينَةُ لِلرَّبِّ مِنْ بُرْجِ حَنَنْئِيلَ إِلَى بَابِ الزَّاوِيَةِ” (سفر إرميا 31: 38).
حجر الزاوية
حجر الزاوية هو حجر أساسي في البناء في كل العصور وعند كل الشعوب سواء حرفيًا أو مجازيًا. وأكثر ما ذكر في الكتاب المقدس، جاء بالمعنى المجازي أو الرمزي.
(1) يبدو أن إرساء حجر الزاوية أو حجر الأساس كان يتم عند الكنعانيين في احتفال مقدس مهيب، فكانت تقدم الذبائح الآدمية، وتوضع جثثها من الأطفال والبالغين تحت هذا الحجر لتقديس البناء، وكانت هذه العادة واحدة من الشعائر الوثنية الفظيعة التي كان على إسرائيل أن يتجنبها،. وقد تلقي الضوء على قول يشوع: “ملعون قدام الرب الرجل الذي يقوم ويبني هذه المدينة أريحا ببكرة يؤسسها وبصغيرة ينصب أبوابها” (يش 6: 26، 1 مل 16: 34).
(2) تستخدم الكلمة العبرية “بِنَّا” التي تعني حرفًا أو زاوية مع كلمة “إبهن” العبرية والتي تعني حجرًا (مز 118: 22) أو قد تستخدم منفردة على أساس أنه قد أصبح لها هذا المفهوم (زك 10: 4).
وهناك مفهومان لحجر الزاوية: (أ) إنه حجر الأساس الذي يقوم عليه البناء (أي 38: 6، إش 28: 16، إر 51: 26). أو (ب) هو أعلى حجر في البناء، حجر القمة الذي يربط آخر طبقة من الحجارة معًا (مز 118: 22، زك 4: 7). وفي كلتا الحالين هو حجر بالغ الأهمية. ويستخدم تعبيرًا عن ثبات الأرض التي خلقها الله (أيوب 38: 6).
والتقليد المتواتر عن الحجر المفقود في قصة بناء الهيكل، يستند إلى القول: “الحجر الذي رفضه البناءون قد صار رأس الزاوية” (مز 118: 22، انظر زك 4: 7) وهو إشارة واضحة إلى المسيا كما يتضح من اقتباسات هذه الآية في العهد الجديد (مت 21: 42، مرقس 12: 10، لو 20: 17، أع 4: 11، 1 بط 2: 7) كما أنه أساس ما جاء في أفسس (2: 20). وقد فهمه معلمو اليهود هكذا من العهد القديم، وأيد العهد الجديد هذا المفهوم.
المسح بالزيت
كان دهن المسحة يصنع من مرّ قاطر وقرفة عطرة وقصب الذريرة وسليخة وزيت بنسب معينة (خر 30: 22 – 24). وكتان محظورًا تركيب مثله أو جعله علي أجنبي (خر 30: 33) لأنه كان “دهنًا مقدسًا” للرب (خر 30: 31، 37: 29).
وكان يمسح به المسكن وكل ما فيه، والمذبح وجميع آنيته والمرحضة وقاعدتها لتقديسها. كما كان يصب منه علي رأس هرون ومسحه لتقديسه وكذلك علي رؤوس بنوه (لا 8: 12، 10: 7، 21: 10). وكان يحفظ في عهد ألعازار بن هرون الكاهن (عد 4: 16). ويبدو أنه في العصور المتأخرة كان بنو الكهنة يقومون بتحضيره (1 أخ 9: 30). وهناك إشارة رمزية إلي الدهن الطيب النازل علي رأس هرون ولحيته (مز 133: 2). وكان يستخدم في مسح الملوك (1 صم 10: 1، 16: 1 و13، 1 مل 1: 39 إلخ) وفي مسح الأنبياء (1 مل 19: 16).
زيزا الرئيس الشمعوني
اسم عبري ربما كان معناه “كثرة أو ازدواج”:
رئيس من بني شمعون (1 أخبار 4: 37).
زيزا ابن رحبعام ومعكة
اسم عبري ربما كان معناه “كثرة أو ازدواج”:
من أولاد رحبعام وأمه معكة (2 أخبار 11: 20).
زيف اليهوذي
رجل من يهوذا من بيت يهللئيل (1 أخبار 4: 16).
مدينة زيف في جنوب يهوذا
مدينة في جنوب يهوذا تُعرف اليوم باسم الزيفة جنوبي غربي كرنوب (يش 15: 24).
مدينة زيف بجانب برية زيف
مدينة في المنطقة الجبلية في يهوذا (يش 15: 55) بالقرب من برية زيف (1 صم 23: 14 – 24 و26: 2)، وقد حصنها رحبعام (2 أخبار 11: 8). وتعرف اليوم باسم تل زيف، وهو هضبة ترتفع إلى 882، 2 قدمًا فوق سطح البحر وتبعد أربعة أميال إلى الجنوب الشرقي من حبرون. إلى هذه المدينة هرب داود ممن وجه شاول واختبأ فيها، وأما الغاب المذكور في 1 صم 23: 15 وربما كان بالقرب من زيف.
ويُطلَق على أهلها: الزيفيون.
زينة
زان الشيء جمَّله وحسَّنه. وكان العبرانيون – ككل الشرقيين – يغرمون بلبس الحلي والملابس المزخرفة الفاخرة (لو 7: 25، يع 2: 2)، مع المبالغة في ذلك، فكانت موضع توبيخ من الأنبياء (إش 3: 16 – 24، حز 13: 18 – 20).
وأهم الحلي التي كانت تستخدم للزينة هي: الخواتم (تك 38: 18 و25، إرميا 22: 24)، والأساور (تك 24: 22، 2 صم 1: 10)، والأقراط (تك 35: 4، خر 32: 2)، والخزائم (تك 24: 47، حز 16: 12)، والخلاخيل (إش 3: 16 و18)، والضفائر (إش 3: 18)، والأطواق (تك 41: 42، حز 16: 11)، والقلائد (عد 31: 50، قض 8: 26، نش 4: 9، دانيال 5: 7 و16 و29).
وفي أوقات الحزن كانت تخلع كل زينة (خر 33: 4 – 6). وتستخدم “الزينة” مجازيًا للدلالة علي جمال النفس وفضائل القداسة باعتبار أنها هي – لا الزينة الخارجية – الثمينة في نظر الله (انظر أيوب 40: 10، مز 110: 3، 1 تي 2: 9 و10، 1 بط 3: 4). فيوصي الرسول بولس النساء بأن “يزين ذواتهن بلباس الحشمة مع ورع وتعقل، لا بضفائر أو ذهب أو لآليء كثيرة الثمن، بل كما يليق بنساء متعاهدات بتقوي الله، بأعمال صالحة” (1 تي 3: 9 و10). ويوصي الرسول بطرس: “لا تكن زينتكن الزينة الخارجية من ضفر الشعر والتحلي بالذهب ولبس الثياب، بل إنسان القلب الخفي في العديمة الفساد، زينة الروح الوديع الهادي الذي هو قدام الله كثير الثمن. فإنه هكذا كانت قديمًا النساء القديسات أيضًا المتوكلات علي الله، يزين أنفسهن خاضعات لرجالهن” (1 بط 3: 3 – 5).
المحتويات
-
زاباد ابن ناثان
-
زاباد الإفرايمي
-
زاباد الذي أخذ زوجة غريبة 1
-
زاباد في عصر عزرا 2
-
زاباد المتزوج امرأة غريبة 3
-
زاباد بن أحلاي
-
الأدومي زارح ابن رعوئيل
-
اللاوي زارح ابن جرشوم
-
زارح الملك الكوشي
-
زباي أبو باروخ
-
زَبَاي المتزوج امرأة غريبة
-
زبد | مزبد
-
زبدي البنياميني
-
زبدي الشفمي، المشرف على خزائن خمر كروم داود
-
زبدي اللاوي، من أولاد آساف
-
زبدي أبو الرسل يعقوب ويوحنا
-
زبديا اللاوي
-
زبديا المعلم واللاوي
-
القاضي زبديا ابن يشمعئيل
-
زبديا ابن شفطيا
-
زبديا الكاهن
-
زبديون
-
زبديئيل أبو يشبعام
-
زبديئيل الأمير
-
أرض زبولون
-
زبولوني | زبولونيون
-
زبل | مزبلة
-
زُجّ
-
الزحاف
-
زرجون | زرجونة
-
زرحيا الكاهن
-
زرحيا والد راجعين من بابل
-
زَرَع | زراعة
-
زغل
-
زَفَسْ | زيوس | زوس
-
زقاق | أزقة
-
الزقاق المستقيم
-
زق | زقاق
-
زكري رئيس بنيامين 1
-
زكري من رؤساء بنيامين 2
-
زكري الرئيس البنياميني 3
-
زكري اللاوي | زبدي
-
زكري اللاوي
-
زكري الرأوبيني
-
زكري أبو ملك يوآش
-
زكري الإفرايمي
-
زكري البنياميني
-
زكري الكاهن
-
ذكري اللاوي | زكري
-
الملك زكريا ابن يربعام الثاني
-
زكريا الكاهن، أبو يوحنا المعمدان
-
زكريا بن يهوياداع
-
زكريا اليهوذي في أيام عزيا
-
زكريا بن يبرخيا الآسافي
-
زكريا بن برخيا بن عدو
-
زكريا من رؤساء سبط رأوبين
-
زكريا بن مشلميا القهاتي
-
زكريا بن يعوئيل | زاكر
-
زكريا المغني بالرباب
-
زكريا الكاهن نافخ الأبواق
-
زكريا بن يشيا
-
زكريا أبو يدو
-
زكريا من رؤساء يهوذا
-
زكريا اللاوي الآسافي
-
زكريا جد حزقيا الملك
-
زكريا اللاوي معاون حزقيا
-
زكريا القهاتي
-
زكريا الرئيس في عهد يوشيا
-
زكريا الفرعوشي الشكنيي
-
زكريا الرئيس في عصر عزرا
-
زكريا الكاهن في زمن عزرا
-
زكريا بن أمريا
-
زكريا بن الشيلوني
-
زكريا بن فشحور
-
زكريا ممثل عائلة عدو
-
زكريا بن يوناثان
-
الكاهن زكريا ضارب البوق
-
زكور أبو رئيس سبط رأوبين
-
زكور الشمعوني
-
زكور اللاوي
-
اللاوي زكور خاتم العهد
-
زكا | يزكو
-
زكاة
-
زلج | مزلاج | مزاليج
-
زمجر
-
مزامير المصاعد
-
زمُرة
-
زمري رئيس سبط شمعون
-
البنياميني زمري ابن شاول
-
زمري قائد جيش إسرائيل
-
شعب زمري
-
زمزمة
-
زَمَان | زمن
-
زمان وزمانان ونصف زمان
-
أزمنة رد لكل شيء
-
أزمنة العهد القديم
-
أزمنة العهد الجديد
-
زَمِيرة
-
زَنبق | زنابق
-
زُنبور | زنبار | زنابير
-
زُنَّار ← ثوب
-
زنيم
-
زِنا | زنى
-
زانية
-
ابن الزنى
-
زَانٍ | زانية
-
زنجار
-
زنخ
-
زُهَرَة بنت الصبح
-
زهور | ورود
-
زهمة
-
زواج | عُرس
-
قائمة الذين أذنبوا وتزوّجوا بنساء غريبات (عزرا 10)
-
زوبعة
-
باب الزاوية
-
حجر الزاوية
-
المسح بالزيت
-
زيزا الرئيس الشمعوني
-
زيزا ابن رحبعام ومعكة
-
زيف اليهوذي
-
مدينة زيف في جنوب يهوذا
-
مدينة زيف بجانب برية زيف
-
زينة
Discussion about this post