قاموس الكتاب المقدس
حرف ر
رآيا
اسم عبري معناه (يهوه رأى) أو (يهوه اعتنى).1 – ابن شوبال وأحد أحفاد يهوذا من حصرون (1 أخ 4: 2) ويدعى هرواه في (1 أخ 2: 52).2 – ابن ميخا من سبط رأوبين (1 أخ 5: 5).3 – اسم رجل رجع بنوه مع زربابل (عز2: 47 ونح7: 50).رابع
اسم مدياني معناه (الرابع) أحد ملوك مديان الخمسة الذين قتلهم بنو أسرائيل في الحرب التي شنها موسى ضد المديانيين (عد31: 8 ويش13: 21).
راحاب
اسم عبري معناه (رحب) أو (متسع). هي امرأة زانية من أريحا (يش2: 1) أضافت الجاسوسين اللذين أرسلهما يشوع ليتجسسا المدينة، وخبأتهما لدى البحث عنهما، وأخيرا أنزلتهما بحبل من الكوة إذ كان بيتها ملاصقا لسور المدينة. وبهذه الطريقة أنقذتهما فعادا سالمين إلى محلة العبرانيين وقبل أن أطلقتهما قطعت عليهما عهدا ليتوسطا في أنقاذ حياتها وكل بيت أبيها إذا ما دخل العبرانيون المدينة وخربوها، وأعطياها علامة أن تربط حبلا من خيوط القرمز في الكوة التي أنزلتهما منها (يش2: 1 – 24).
وعندما أخذ يشوع أريحا نجت راحاب مع كل بيتها فسكنوا جميعا في وسط بني إسرائيل (يش6: 17 – 25 وعب11: 31 ويع2: 25).
وهي التي تزوجت سلمون من سبط يهوذا فصارت ضمن سلسلة نسب الملك داود وبالتالي ضمن سلسلة نسب الرب يسوع (مت1: 5).
راحيل
اسم عبري معناه (شاة) (تك29: 6). ابنة لابان الصغرى وكانت حسنة المنظر فأحبها يعقوب للنظرة الأولى عندما رآها عند البئر بالقرب من حاران إذ كانت تسقي غنم أبيها لابان. وقد خدمه يعقوب سبع سنين لأجل راحيل فخدعه لابان وأعطاه ليئة. ثم خدمه يعقوب لأجل راحيل سبع سنين أخرى. وراحيل هي أم يوسف وبنيامين وماتت عند ولادة بنيامين (تك29: 1 – 30، 30: 22 – 25، 35: 16 – 20) وهي التي أخفت أصنام أبيها عند ارتحال يعقوب إلى كنعان (تك31: 32 – 35) (انظر (يعقوب)).
وقد تحدث إرميا (31: 15) عن حزن راحيل جدة سبطي أفرايم ومنسى، وكيف أنها صارت (تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا وَلاَ تُرِيدُ أَنْ تَتَعَزَّى، لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ). ويظن أن هذه النبوة تمت مرتين، الأولى عندما سبي السبطان المذكوران إلى ما وراء الفرات
(إر40: 1)، والثانية عندما قتل هيرودس أطفال بيت لحم مؤملا أن يقتل ضمنهم الطفل يسوع (مت2: 18).
وقد ماتت راحيل ودفنت في (طريق أفراتة) أو بيت لحم. ولا يزال ضريحها قائما على بعد ميل شمالي بيت لحم ويعرف ذلك المزار بقبة راحيل (انظر (الرامة)).
راعوث
اسم موآبي ربما كان معناه (جميلة) وهي فتاة موآبية تزوجت أولا بمحلون بن إليمالك من سبط يهوذا. ولما مات زوجها لصقت بحماتها نعمي ورافقتها إلى بيت لحم اليهودية تاركة شعبها وبيت أبيها في موآب. فكافأها الرب على صنيعها إذ وجدت نعمة في عيني بوعز الذي تزوجها. وبهذا صارت ضمن سلسلة نسب داود والمسيح.
رافا
اسم عبري معناه (هو شفى أي الله شفى) رجل من نسل بنيامين (1 أخ 8: 2).رافة
اسم عبري معناه (يهوه شفى أي الله شفى) وهو رجل من نسل شاول (1 أخ 8: 37) ويدعى رفايا في 1 أخ 9: 43.
رافو
اسم عبري معناه (شفي) وهو أبو فلطي الجاسوس المنتخب من سبط بنيامين (عد13: 12 – 19).
راقم
اسم عبري معناه (رقش، تشكيل، تلوين).
1 – مدينة لسبط بنيامين وربما كان موقعها الآن قلندية شمالي القدس وغربي الرام (يش18: 27).
2 – رجل من نسل منسى (1 أخ 7: 16).
3 – أحد ملوك مديان الذين قتلهم بنو إسرائيل (عد31: 8 ويش13: 21).
4 – رجل من نسل يهوذا من بني حبرون (1 أخ 2: 43).
رام
اسم عبري معناه (مرتفع، سام).
1 – رجل من نسل يهوذا ومن أولاد حصرون (1 أخ 2: 9 و10) ويدعى أرام (مت1: 3 و4 ولو3: 33).
2 – رجل من نسل يهوذا ومن أولاد يرحمئيل (1 أخ 2: 25 و27).
3 – أحد أحفاد بوز، وجد أليهو (أي32: 2) ويزعم البعض بأنه هو أرام الوارد ذكره في (تك22: 21) لكن لا أساس لهذا الزعم لأن أرام ليس من نسل بوز، ثم أن كلمتي رام وأرام تختلفان في الأصل العبري.
راموث
اسم عبري معناه (مرتفعات) وهو أحد الذين اتخذوا نساء غريبة وألزمهم عزرا بترك نسائهم (عز10: 29).
رأوبين
اسم عبري معناه (هوذا ابن) (تك29: 32). هو بكر يعقوب ولدته له ليئة، وكان نسله قليلا وضعيفا، عندما تآمر أخوته لقتل يوسف تقدم هو باقتراح أن يلقى أخوه في البئر آملا أن يرده إلى أبيه حيا. ولم يكن معهم عندما باعوا يوسف إلى الإسماعيليين فاغتاظ جدا عندما رجع إلى البئر وإذا بيوسف ليس فيه (تك37: 21 – 29). وعندما وجد رأوبين أخوته أنفسهم في ضيقة شديدة في مصر بعد عشرين عاما أسرع فذكرهم بأنه لم يشترك معهم في المؤامرة التي قصدوا بها قتل يوسف (تك42: 22 – 24).
وعندما تلكأ يعقوب في إرسال بنيامين إلى مصر عرض رأوبين على أبيه اثنين من أولاده كرهينة أن لم يرد بنيامين إليه
(تك42: 37).
وقد كان لرأوبين أربعة أولاد هم: حنوك وفلو وحصرون وكرمي (تك46: 8). وعندما كان يعقوب على فراش الموت أعلن بأن رأوبين سوف يكون فائرا (غير ثابت) كالماء، وأنه لا يتفضل أي (لا تكون له الرئاسة). وبسبب خطيئته الشنيعة التي بها دنس فراش أبيه، خسر امتياز البكورية (تك35: 22، 49: 3 و4).
سبط رأوبين: أحد أسباط إسرائيل الاثني عشر، وكان مكونا من نسل رأوبين. وكان ينقسم إلى أربع عشائر كبرى تنتسب إلى أولاد رأوبين الأربعة (عد26: 5 – 11). كان عدد رجال الحرب (من ابن عشرين سنة فصاعدا) من السبط في الأحصاء الأول 46500 (عد1: 20 و21)، وفي الإحصاء الثاني (بعد 38 سنة) 43730.
وقد كان داثان وأبيرام وأون الذين اشتركوا في فتنة قورح رأوبينيين (عد16: 1 – 50). وبعد انتهاء الحرب مع سيحون وعوج طلب سبط جاد وسبط رأوبين ونصف سبط منسى أن يكون نصيبهم في امتلاك الأرض في شرق الأردن لأن مواشيهم كانت كثيرة وكانت الأرض صالحة لرعاية المواشي. فأجابهم موسى إلى طلبهم على شرط أن يساعدوا أخوتهم باقي الأسباط في افتتاح أرض كنعان (عد32). وبعد أن عادوا إلى نصيبهم في شرق الأردن أقاموا مذبحا للدلالة على العهد الذي قطع بينهم وبين بقية أسباط أسرائيل (يش22: 1 – 34) وفي أيام شاول حارب الرأوبينيون الهاجريين وغلبوهم وسكنوا مكانهم (1 أخ 5: 10 و18 و22). وبما أن نصيب رأوبين كان شرقي الأردن فقد صاروا هم والجاديون أول المسبيين إلى بابل (1 أخ 5: 26).
نصيب رأوبين: كان نصيب رأوبين يقع شرقي الأردن والبحر الميت. وكان حده الجنوبي وادي أرنون (وهو وادي موجب الآن) أما الحد الشمالي فكان إلى الشمال من وادي حسبان ويصل إلى حدود جاد وكان حده الغربي الأردن. أما إلى الشرق فلم تكن هناك
حدود معينة بل كان يمتد إلى البرية (يش13: 15 – 21 قابله مع عد32: 37 و38). وكانت هذه الأرض قبلا للموآبيين الذين طردهم
العبرانيون (عد21: 24 وتث3: 16 و17 ويش13: 15 – 23). وكان هذا النصيب ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1 – الغور.
2 – جبال موآب وجلعاد.
3 – سهل البلقاء. وكان فيه أربع عشرة مدينة مهمة ما عدا مدن العربة. وكانت الأرض الواقعة في نصيب رأوبين صالحة كمراع للمواشي. وكان من ضمن المدن المهمة هناك ميدبا وحشبون وديبون وباموت بعل وبيت بعل معون وبيت فغور وباصر ويهصة وقديموت وميفعة.
وقد أخذ الموآبيون الكثير من مدن الرأوبينيين ويظهر هذا من أسماء المدن الموآبية المذكورة في إشعياء في أصحاحي 15 و16 وفي إرميا 48 وفي (الحجر الموآبي).
رؤومة
اسم عبري معناه (مرتفع) وهي سرية ناحور أخي إبراهيم (تك22: 24).
رجم ملك
اسم عبري معناه (صديق الملك) وهو رجل أرسله أهل بيت إيل مع غيره ليسأل الكهنة سؤالا عن الصوم (زك7: 2).
رحبعام
اسم عبري معناه (اتسع الشعب) ابن سليمان من نعمة العمونية (1 مل 14: 31) ومع أنه كان ابن رجل حكيم إلا أنه كان ضيق التفكير، فحالما مات سليمان حوالي سنة 931 ق. م. اجتمع في شكيم ممثلون للاثني عشر سبطا ليجعلوه ملكا إذ كان هو الوارث الشرعي. فطلبوا منه أن يخفف من النير الذي حملهم أياه أبوه. أما هو فقد أمهلهم ثلاثة أيام. وفي أثنائها طلب مشورة الشيوخ الذين كانوا بمثابة مستشارين لأبيه، وهؤلاء أشاروا عليه بأن يجيب طلبة الشعب ويكلمهم كلاما حسنا. وبعد ذلك طلب مشورة الشبان الذين نشأوا معه. وهؤلاء أشاروا عليه بأن يكون أكثر قسوة عليهم من أبيه. ففضل مشورة الشبان المتهورين – الأمر الذي أثار في الشعب روح الغضب والثورة وأدى إلى انقسام المملكة. وخرج عليه عشرة أسباط سميت باسم مملكة إسرائيل ولم يبق معه سوى سبطي يهوذا وبنيامين وقد سميا باسم مملكة يهوذا (1 مل 12 و2 أخ 10).
وفكر رحبعام أن يزحف على العصاة بجيش عظيم ويخضعهم غير أنه امتنع بأمر إلهي (1 مل 12: 21 – 24). فاكتفى بتحصين بعض المدن في يهوذا وبنيامين وشدد الحصون (2 أخ 11: 5 – 12). لكن الحرب قامت بينه وبين يربعام ملك مملكة إسرائيل فيما بعد واستمرت طويلا (2 أخ 12: 15).
انتشرت العبادة الوثنية في مملكة إسرائيل منذ بدايتها، وبعد ثلاث سنوات سارت مملكة يهوذا في ذات الطريق الذي سلكته إسرائيل (1 مل 14: 21 – 24 و2 أخ 11: 13 – 17، 12: 1).
وفي السنة الخامسة من ملك رحبعام صعد إليه شيشق ملك مصر وغزا مملكته واستولى على بعض المدن الحصينة وأخذ أورشليم ذاتها ونهب الهيكل والقصر الملكي (1 مل 14: 25 – 28 و2 أخ 12: 2 – 112).
كان لرحبعام ثماني عشرة زوجة وستون سرية، وأنجب منهن ثمانية وعشرين ابنا وستين ابنة (2 أخ 11: 21).
وقد ملك رحبعام سبع عشرة سنة ومات حوالي سنة 915 ق. م. وخلفه ابنه أبيا (1 مل 14: 21 و31 و2 أخ 12: 113 و16).
رحبيا
اسم عبري معناه (الرب رحب أو وسع) وهو رجل من نسل موسى (1 أخ 23: 17، 24: 21، 26: 25).
رداي
اسم عبري ربما كان معناه (يهوه أخضع) أخ داود، وهو خامس أبناء يسى (1 أخ 2: 14).
رزون
اسم أرامي معناه (أمير) (1 مل 11: 23) ابن أليداع، وهو الذي هرب من عند هدد عزر وجمع رجالا من الغزاة ثم قام ببعض الغزوات بجوار دمشق وتبوأ عرش الملك في دمشق. وكان خصما لإسرائيل كل أيام داود وسليمان.
رصيا
اسم عبري معناه (بهيج) وهو رئيس من بني أشير (1 أخ 7: 39).
رصين
اسم أرامي معناه (جدول ماء صغير):
1 – أحد ملوك أرام حوالي سنة 738 ق. م. (2 مل 15: 37). في أيام آحاز ملك يهوذا انضم رصين إلى فقح ملك إسرائيل وصعدا إلى أورشليم لمحاربتها ففشلا (2 مل 16: 5 – 9). وهذا ما سبق وتنبأ به إشعياء (إش7: 1 – 9: 12). وإذ استنجد آحاز بتغلث فلاسر الثاني ملك أشور تمكن من قتل رصين (2 مل 16: 7 – 9). وفي الآثار الأشورية ما 2يشير إلى هذه الحرب.
2 – مؤسس أسرة من النثينيم عاد بنوه مع زربابل من السبي البابلي (عز2: 48 ونح7: 50).
رعلايا
اسم عبري معناه (الرب أرعب) أحد الرؤساء الذين رجعوا من السبي البابلي مع زربابل (عز2: 2) ودعي رعميا في
(نح7: 7).
رعما – رعمة
اسم عبري معناه (ارتعاش):
1 – حفيد حام (تك10: 7 و1 أخ 1: 9).
2 – مقاطعة في الجنوب الغربي من بلاد العرب كانت تتجر مع صور بالطيب والحجارة الكريمة والذهب (حز27: 22). ويظن بأن سكانها من ذرية رعما (رعمة) حفيد حام.
رعو
اسم عبري معناه (صديق) أحد أسلاف مخلصنا (لو3: 35 وتك11: 20 و21).
رعوئيل
اسم عبري معناه (صديق الله):
1 – أحد أولاد عيسو (تك36: 4).
2 – حمو موسى (خر2: 18 وعد10: 29) ويسمى أيضا يثرون (خر3: 1) ويبدو أنه أطلق عليه هذا الاسم ومعناه (سمو) كلقب شرف (انظر (يثرون)).
3 – رجل من سبط جاد، أبو ألياساف (عد2: 1114) (انظر (دعوئيل)).
4 – رئيس بنياميني (1 أخ 9: 8).
رفائيل
اسم عبري معناه (شفى الله) وهو بواب من اللاويين (1 أخ 26: 7).
رفايا
اسم عبري معناه (يهوه قد شفى).
1 – رجل من نسل داود (1 أخ 3: 21).
2 – قائد من بني شمعون عاش في أيام حزقيا (1 أخ 4: 42).
3 – رجل من بني يساكر (1 أخ 3: 21).
4 – رجل من نسل شاول (1 أخ 9: 43) ويدعى أيضا رافة (1 أخ 8: 37).
5 – ابن حور ورئيس نصف دائرة أورشليم (نح3: 9).
رفح
اسم عبري معناه (ثروة) رجل من نسل أفرايم (1 أخ 7: 25).
رفقة
اسم عبري ربما كان معناه (رباط، أو حبل قيد) وهي ابنة بتوئيل وأخت لابان (تك24: 15 و29) لما كبر أسحاق كلف أبوه أحد خدامه ليبحث له عن زوجة من فتيات عشيرته فذهب الخادم وإذ طلب أرشاد الله وفقه لاختيار رفقة فتزوجت أسحاق (تك24) وبعد زواجهما بنحو عشرين سنة ولدت يعقوب وعيسو وأعلن الله لها بأن السيادة ستكون ليعقوب. فأحبت يعقوب أكثر من عيسو ودبرت الخطة ليعقوب لينال من أبيه البركة التي كانت منتظرة لعيسو (تك25: 28، 27: 1 – 28: 5). وقد ماتت رفقة قبل أسحاق في الوقت الذي كان ابنها يعقوب عند خاله لابان ودفنت في مغارة المكفيلة عند قبر إبراهيم (تك49: 31).
ركاب
اسم عبري معناه (فارس).
1 – أبو يهوناداب (2 مل 10: 15 و23 و1 أخ 2: 55) ومؤسس أسرة الركابيين (إر35: 2 – 19).
2 – ابن رامون وأحد رئيسي الغزاة الذين تآمروا ضد إيشبوشث (2 صم 4: 2).
3 – أبو ملكيا أحد الذين ساهموا في ترميم أسوار أورشليم (نح3: 14).
رمليا
اسم عبري معناه (منجم أو العراف الذي ليهوه) وهو أبو فقح الذي فتن على فقحيا ملك أسرائيل وقتله (2 مل 15: 25).
رميا
اسم عبري معناه (يهوه مرتفع) أحد الذين اتخذوا نساء غريبة من بني السبي وأقنعهم عزرا بإبعادهن (عز10: 25).
رنة
اسم عبري معناه (هتاف) رجل من بني يهوذا وهو ابن شيمون (1 أخ 4: 20).
رهجة
اسم عبري معناه (تراب – ضجة) رئيس لبني أشير وهو من بني شامر (1 أخ 7: 34).
رودا
اسم يوناني معناه (شجرة ورد) وهي أمة كانت في بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس (أع12: 13). ولما أطلق بطرس من السجن ذهب إلى بيت مريم وطرق الباب جاءت رودا لتستمع وتجيب الطارق.
روش
اسم عبري معناه (رأس).
1 – ابن لبنيامين وأحد الذين نزلوا إلى مصر مع يعقوب وبنيه (تك46: 21).
2 – اسم شعب من شعوب الشمال ذكر مع ماشك وتوبال (حز38: 2، 39: 1).
ويزعم البعض أنه ربما يكون هو اسم قديم لروسيا. وقد ورد في بعض الترجمات كاسم عام لا اسم علم وترجم (رئيس).
روفس
اسم لاتيني معناه (أحمر) وهو ابن لسمعان القيرواني أو القيريني الذي سخر لحمل صليب المسيح (مر15: 21). ولعله هو ذاته روفس الذي كان في رومية وبعث إليه بولس تحيته (رو16: 13) لكن ليس هنالك دليل كاف لتأييد هذا الرأي.
روممتي عزر
اسم عبري معناه (عظمت مساعدته) وهو ابن هيمان ورئيس الفرقة الرابعة والعشرين من المرنمين أيام داود (1 أخ 25: 4 و31).
ريسا
ربما كان اسما أراميا معناه (الرأس) أحد أسلاف زربابل، وقد ورد ذكره ضمن سلسلة نسب المسيح (لو3: 27).
ريعى
اسم عبري معناه (ودود) وهو رجل بقي مواليا لداود عندما تمرد أدونيا محاولا اغتصاب العرش من أخيه سليمان
(1 مل 1: 8).
راخال أو راكال
اسم عبري معناه (تجارة) مدينة في يهوذا، لا يعرف موقعها الآن، أرسل إليها داود قسما من غنيمته
(1 صم 30: 29).
الرامة
اسم عبري معناه (مرتفعة).
1 – كانت قرية صغيرة مبنية على هضبة عالية في نصيب سبط بنيامين (يش18: 25 و1 صم 1: 19 ومت2: 18) على بعد خمسة أميال شمال أورشليم على طريق بيت إيل. وقد بناها بعشا ملك إسرائيل وحصنها لكي لا يدع أحدا من شعبه يخرج أو يدخل إلى ملك يهوذا، غير أن ملك يهوذا دبر له مكيدة وانتزعها من يده (1 مل 15: 17 – 22). وبعد ما خرب نبوزردان أورشليم اجتمع اليهود في الرامة (أر40: 1) ومنها رحلوا إلى السبي البابلي. وإليها عادوا بعد رجوعهم من السبي (عز2: 26 ونح11: 33).
ويتحدث أرميا النبي عن (صَوْتٌ سُمِعَ فِي الرَّامَةِ، نَوْحٌ بُكَاءٌ مُرٌّ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا وَتَأْبَى أَنْ تَتَعَزَّى عَنْ أَوْلاَدِهَا لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ) (أر31: 15) ومكانها اليوم (الرام).
2 – مدينة عاش فيها والدا صموئيل (1 صم 1: 19، 2: 11) وولد فيها وأقام بها (1 صم 7: 17، 8: 4، 15: 34 إلخ) ومات بها
(1 صم 25: 1). ولتمييزها عن المدن الأخرى التي سميت بنفس الاسم سميت رامتايم صوفيم (1 صم 1: 1 قارنه مع عدد 19 إلخ). وفيها مسح شاول ملكا (1 صم 8: 4). ويظن بأنها هي الرامة المذكورة في العهد الجديد التي منها يوسف الذي أخذ جسد المسيح ودفنه في قبره (يو19: 38). وربما كانت هي رام الله الحالية.
3 – مدينة على حدود سبط أشير (يش19: 29). ويظن أن مكانها الآن الرامة على مسافة ثلاثة عشر ميلا جنوب صور.
4 – مدينة مسورة في سبط نفتالي (يش19: 36). ويعتقد أن مكانها الآن الرامة على مسافة خمسة أميال جنوبي غربي صفد.
5 – اسم آخر لراموت جلعاد (2 مل 8: 28 و29 قارنه مع 2 أخ 22: 5 و6).
6 – قرية في سبط شمعون (يش19: 8). ولا شك في أنها هي راموت الجنوب (1 صم 30: 27) وتدعى أيضا بعلة بئر (يش19: 8).
رامتايم صوفيم
اسم عبري معناه (مرتفعتا الصوفيين) (1 صم 1: 1) انظر (الرامة) 2.
رامة الجنوب
مدينة في التخم الجنوبي لسبط شمعون (يش19: 8) وتسمى أيضا (راموت الجنوب) (1 صم 30: 27) انظر (الرامة) 6.
رامة المصفاة
اسم عبري معناه (مرتفعة برج المراقبة) قرية على تخم سبط جاد (يش13: 26) وربما كانت هي نفس راموت جلعاد.
راموت
(1 صم 30: 27) انظر (الرامة) (وراموث الجنوب) و(رَمة).
راموت جلعاد
اسم عبري معناه (مرتفعات جلعاد) هذه كانت مدينة للأموريين ثم صارت للجاديين. وهي من أشهر مدنهم وموقعها شرقي الأردن. وقد أعطيت للاويين وعينت مدينة للملجأ (تث4: 43 ويش20: 8). وتدعى أيضا الرامة (2 أخ 22: 6). وكانت مركز أحد الوكلاء الذين أقامهم سليمان على شؤون التموين (1 مل 4: 13). وبعد ذلك استولى عليها الأراميون فتحالف آخاب ويهوشافاط لإرجاعها، غير أن آخاب جرح جرحا بليغا ومات في الموقعة (1 مل 22: 2 – 36 و2 أخ 18).
ومما يذكر عنها أيضا أن يورام (يهورام) جرح فيها بعد استرجاعها من الأراميين. ومسح فيها أيضا ياهو القائد ملكا على أسرائيل بأمر إليشع (2 مل 8: 28 و2 أخ 22: 5 و6). ويرجح أنها تل راميث الحالية.
راموت الجنوب
انظر (رامة الجنوب).
ربة
كلمة عبرية وعمونية معناها (كبيرة) وهي:
1 – مدينة في جبال يهوذا (يش15: 60) والأرجح أنها كانت قريبة من أورشليم، ولعلها هي ربوتي الوارد ذكرها في ألواح تل العمارنة.
2 – (رَبَّةِ بَنِي عَمُّونَ) أو (رَبَّةِ عَمُّونَ) (تث3: 11 و2 صم 12: 26 وإر49: 2 وحز21: 20). وهي مدينة تقع عند منبع يبوق وتبعد عن الأردن بنحو 23 ميلا شرقا. وكانت عاصمة أرض بني عمون وفيها مات أوريا عند محاصرة يوآب للمدينة (2 صم 11: 17). وبعد ذلك جمع داود جيوشه وذهب إلى المدينة وحاربها وأخذها (2 صم 12: 29) وقد أنذر إرميا (ص49: 2 – 6 وحز21: 20) بأن القضاء سيقع على ربة. وقد جملها بطليموس فلادلفيوس (سنة 285 – 249 ق. م) فسميت فيلادلفيا تكريما له.
وكانت تقع في الحد الشرقي لأقليم بيرية وفي أقصى جنوب العشر المدن. وكان الطريق التجاري بين دمشق والجزيرة العربية يمر بها. واسمها الحديث عمان وهي عاصمة شرق الأردن (انظر (عمون)).
ربيت
كلمة عبرية معناها (جمهور) وهي مدينة لبني يساكر على الحدود الجنوبية (يش19: 20) ومكانها اليوم قرية ربا الحالية التي تبعد عن جنين بنحو سبعة أميال في اتجاه الجنوب الشرقي.
ربلة
اسم سامي ربما كان معناه (جمهور) أو (كثرة) وهي مدينة في أرض حماة (2 مل 23: 33، 25: 21) كان المصريون مرابطين فيها عندما أتي بيهوآحاز أسيرا (2 مل 23: 33). وعندما ألقي القبض على صدقيا بعد هربه من أورشليم أتي به إلى نبوخذنصر الذي كان في ربلة، وهذا قلع عينيه وقيده في سلاسل ليرسله إلى بابل. وفي ربلة أيضا قتل بنوه ورؤساء يهوذا (2 مل 25: 6 و7 و21 وإر39: 5 – 7، 52: 9 – 11 و27).
ولا يعرف على وجه التحقيق أن كانت هي ذات (رَبْلَةَ) التي ذكر عنها في عد34: 11 أنها شرقي عين – أي العين الكبيرة التي يخرج منها نهر العاصي واسم البلد الحديث هرمل.
رثمة
اسم عبري معناه (رتمة) وهي محلة حط بنو إسرائيل فيها رحالهم في البرية (عد33: 18 و19). ومن الرتم الذي ينمو في البرية. وربما كانت شمالي عين خضراء في شبه جزيرة سيناء.
رحوبوت النهر
(تك36: 37 و1 أخ 1: 48) مدينة جاء منها شاول ملك أدوم. وربما كانت هي نفس الرحابة التي تقع على نهر الفرات.
رسة
اسم عبري ربما كان معناه (ندي) وهو مكان في البرية حط فيه الإسرائيليون رحالهم (عد33: 21 و22) ولعله كنتلة الجرافي بين قسيمة والعقبة شمالي غربي جبل رويسة النجين.
رصف
اسم سامي معناه (حجر محمى أو فحم متوهج) (2 مل 19: 12 وإش37: 12). وهي مدينة افتخر ربشاقي بأن الأشوريين دمروها. والأرجح أنها كانت تقع في موقع رصافة الحالية التي تبعد نحو عشرين أو ثلاثين ميلا غربي الفرات في اتجاه تدمر.
وادي الرفائيين
واد مشهور بالخصب بين بيت لحم وأورشليم (2 صم 23: 13 ويش15: 8، 18: 16) ويسمى أيضا وادي رفايم (أش17: 5). وفيه انتصر داود مرتين على الفلسطينيين (2 صم 5: 18 – 25 و1 أخ 14: 9 – 11). وربما كان الرفائيون هم أول من استوطنوه. ويرجح أنه وادي البقاع الذي يقع جنوبي غرب أورشليم.
مرتفعة – مرتفعات
أماكن مرتفعة على رؤوس الهضاب أو قمم الجبال، كانت في بداية الأمر تفضل لأقامة المذابح عليها لعبادة الله (تك12: 7 و8، 22: 2، 31: 54). وقبل أن يبنى الهيكل ويخصص للعبادة رأى الشعب أن أقامة المذابح على المرتفعات هو أكثر الأماكن لياقة (قض6: 25 و26 و1 صم 9: 12 و19 و25 و1 أخ 16: 39، 21: 29). لكن الأمم كانوا في نفس الوقت يبنون المرتفعات لعبادتهم الوثنية ولهذا حذر الله شعبه منها قبل دخولهم أرض كنعان (عد33: 52 وتث33: 29).
وبعدما أقيم الهيكل صارت تعتبر تلك الأماكن رجسة لأنها تنجست جميعها بعبادة الأصنام حتى قيل عن يوثام أحد ملوك يهوذا الصالحين بأنه عمل ما هو مستقيم (إِلاَّ أَنَّ الْمُرْتَفَعَاتِ لَمْ تُنْتَزَعْ) (2 مل 15: 35).
وهذه هي أماكن المرتفعات التي ورد ذكرها في الكتاب المقدس:
آون (هو10: 8)، أرنون (عد21: 28)، بعل (عد22: 42)، توفة (إر7: 31)، جبعون (1 مل 3: 4)، مرتفعة (حز20: 29).
والذين بنوا مرتفعات كهذه هم:
يربعام (1 مل 12: 31)، يهورام (2 أخ 21: 11)، آحاز (2 أخ 28: 25)، منسى (2 مل 21: 3 و2 أخ 33: 3). بنو أسرائيل
(1 مل 13: 32 و33 و2 مل 17: 9). فاقتدى بهم بنو يهوذا (1 مل 14: 23).
بل أن سليمان نفسه الذي وصلت المملكة في أيامه إلى عصرها الذهبي أغوته زوجاته الأمميات فبنى مرتفعات لآلهتهن، لعشتروث رجاسة الصيدونيين، وكموش رجاسة الموآبيين، وملكوم كراهة بني عمون (1 مل 11: 7).
وكانت العبادة الوثنية على هذه المرتفعات تقترن بأقبح أنواع الرذائل والفجور (هو4: 11 – 14 وإر3: 2 و2 أخ 21: 11) علاوة على أنها أزاغت شعب الله عن العبادة الحقيقية، ولهذا بذل الكثيرون من ملوك يهوذا الصالحين جهدهم لإزالتها أمثال آسا (2 أخ 14: 3 و5، 15: 177) ويهوشافاط (2 أخ 17: 6) وحزقيا (2 مل 18: 4 و2 أخ 31: 1) ويوشيا (2 مل 23: 8 و2 أخ 34: 3). لكنها لم تنزع في أيام يهوآش (2 مل 12: 3) وأمصيا (2 مل 14: 4) وعزريا (2 مل 15: 4) ويوثام (2 مل 15: 35). وقد كشف التنقيب عن بعض المرتفعات الوثنية القديمة في بيت إيل وجازر والبترا.
رفيديم
اسم عبري معناه (متسعات) وهي محلة لبني أسرائيل بين برية سين وسيناء، حطوا فيها رحالهم أثناء ارتحالهم في البرية (خر17: 1، 19: 2 وعد33: 12 – 15). لم يكن فيها ماء فتذمر الشعب وضرب موسى الصخرة وخرج منها ماء (خر17: 5 و6).
وفيها هزم يشوع عماليق وقومه إذ وقف موسى على تل ورفع يده مشيرا إلى الله الذي عضدهم في القتال وكان إذا رفع موسى يديه غلب شعبه، وإذا خفضها كان عماليق يغلب. فلما صارت يداه ثقيلتين دعمهما هارون وحور فكانتا ثابتتين إلى غروب الشمس فغلب شعبه وهزم عماليق (خر17: 8 – 13).
وإليها جاء يثرون حمو موسى مع أهل بيته ونزل ضيفا على موسى وسجد للرب مع شيوخ أسرائيل (خر18: 1 – 12).
أما مكانها فغير معروف على وجه التحقيق ولعلها في وادي رفايد شمال غربي جبل موسى. وهنالك وادي ردوا – وهو مجرى مياه باردة – يتصل بوادي رفايد وبه واحة عند سفح جبل رفايد.
رقة
اسم أرامي معناه (شاطئ) وهي مدينة محصنة لنفتالي (يش19: 35) على الشاطئ الغربي لبحر الجليل. ويزعم علماء اليهود أنها كانت في موقع طبرية الحالية لكن لعلها كانت في موقع تل أقلاتية جنوب المجدل (انظر (طبرية)).
رقون
اسم عبري لعل معناه (شاطئ) هي مدينة لدان (يش19: 46). ويزعم كوندر أن موقعها في تل الرقيب وتبعد ميلين ونصف ميل عن مصب نهر العوجة شمالا، أو 6 أميال عن يافا شمالا.
رمة
اسم عبري معناه (ارتفاع) مدينة لبني يساكر (يش19: 21) وهي راموت (1 أخ 6: 773) ويرموث (يش21: 29) ويظن البعض أنها كانت في موقع الرامة. ويظن آخرون أنها في موقع كوكب الهوى قرب بيسان.
رمت لحي
اسم عبري معناه (أكمة عظمة الفك) اسم المكان الذي قتل فيه شمشون ألف رجل من الفلسطينيين بلحي حمار (قض15: 17) (انظر (لحي)).
رمون فارص
اسم عبري معناه (رمانة الثلمة أو الثغرة) وهي محلة لبني إسرائيل حطوا فيها رحالهم أثناء ارتحالهم في البرية (عد33: 19 و20) ولعلها هي نقب البار.
رهب
اسم عبري معناه (عاصفة) وهو اسم أطلق على مصر (إش30: 7، 51: 9 وأي9: 13، 26: 12) ويظن بعض المفسرين أنها تشير إلى تنين يمثل مصر.
روجليم
اسم عبري معناه (قصارون – جواسيس) مدينة في أرض جلعاد عاش فيها برزلاي (2 صم 17: 27، 19: 31). ويرجح أن مكانها اليوم في وادي الرجيلة بالقرب من أربد.
رودس
اسم يوناني معناه (شجرة ورد) وهي جزيرة في البحر الأبيض المتوسط في الجنوب الغربي من آسيا الصغرى. طولها حوالي 45 ميلا وعرضها حوالي 20 ميلا. مشهورة بالبرتقال والموالح. اشتهرت قديما بمركزها التجاري الذي كاد يجاري مركز كل من الإسكندرية وقرطاجنة. اشتهرت عاصمتها – وتسمى باسمها – بتمثالها الهائل، وهو فنار عال يبلغ ارتفاعه حوالي 105 أقدام أقيم بين سنة 300 وسنة 288 ق. م. وظل قائما نحو 56 سنة ثم هدمته الزلازل. وقيل أن نحاسه حمل على 900 جمل وقد رست في رودس السفينة التي كان الرسول بولس مسافرا فيها من ميليتس إلى باترا (أع21: 1).
وقد ظلت الجزيرة زمنا طويلا محتفظة باستقلالها يسكنها أمراء فرسان القديس يوحنا الذين استمروا يتحدون الأتراك الذين احتلوها أخيرا سنة 1522 م. وسمحوا للأمراء بالانتقال إلى جزيرة مالطة. وتخضع الجزيرة الآن لحكم الدولة اليونانية.
رومة
اسم عبري معناه (ارتفاع أو مكان مرتفع) موطن لجد يهوياقيم (2 مل 23: 36) وربما كانت هي خربة رومة التي تبعد مسافة ستة أميال شمال الناصرة.
ريغيون
مدينة من أصل يوناني على ساحل أيطاليا مواجهة لميسينا في صقلية. حطت سفينة بولس رحالها فيها يوما واحدا إذ كان في طريقه إلى رومية (أع28: 13). وهي تدعى الآن ريجيو.
ريكة
مكان في نصيب سبط يهوذا (1 أخ 4: 12).
أرابع
انظر (ربع).
رأس شهر ورؤوس شهور
(عد10: 10، 28: 11 و2 مل 4: 23 وحز46: 1 و3 و6) (انظر (قمر، مواسم، شهر، هلال)).
رئيس الربع
(مت4: 1) لقب كان يطلق على من يحكم ربع مملكة. وفي الكتاب المقدس يقصد به كل من كان متوليا على مقاطعة ما في الأمبراطورية الرومانية كبيرة كانت أم صغيرة. وقد ذكر العهد الجديد ثلاثة من هؤلاء الحكام وهم:
1 – هيرودس رئيس ربع على الجليل.
2 – فيلبس رئيس ربع على أيطورية وتراخونيتس
3 – ليسانيوس رئيس ربع على الإبلية (لو3: 1).
ومن باب التعظيم كان رئيس الربع يدعى ملكا في بعض الأحيان (مت14: 1 و9 ومر6: 14).
رئيس المجوس أو راب ماج: هذا لقب أكادي (راب موجي) ومعناه (الرئيس الكبير) (إر39: 3 و13). وهي وظيفة في البلاط البابلي شغلها نرجل شراصر.
رياسة
يراد بقوله (رِيَاسَةٍ وَسُلْطَانٍ) (أف1: 21 وكو1: 16، 2: 10) طغمة من ملائكة.
سفر راعوث
هو ثامن سفر في العهد القديم، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى بطلة الرواية فيه. يوضع هذا السفر في العهد القديم باللغة العبرية ضمن الأسفار التي يسمونها (مجلوث) أو الأدراج وهذه تقع في القسم الثالث من الأسفار المقدسة الذي يسمى (كتوبيم) أو الكتب، ويقرأ اليهود هذا السفر في عيد الخمسين أو عيد الحصاد.
ولا يمكن الجزم بالوقت الذي دون فيه هذا السفر أو بتحديد شخصية كاتبه. لكن نظرا لأن داود ذكر في ختامه فيستنتج أنه لا يمكن أن يكون قد كتب قبل أيام داود. ولهذا نسب بعضهم كتابته إلى صموئيل، وآخرون إلى حزقيا، وآخرون إلى عزرا.
أما الوقت الذي تمت فيه هذه الرواية فلا يمكن الجزم به أيضا، وعلى أي حال فما ورد في الإصحاح الأول والآية الأولى يفهم أنها تمت (فِي أَيَّامِ حُكْمِ الْقُضَاةِ) ربما قبل ولادة داود بستين عاما أو أكثر قليلا (4: 21 و22).
وتلخص الرواية في أنه عندما حدث جوع في أرض العبرانيين ذهب رجل اسمه إليمالك إلى موآب واستوطن بها مؤقتا ثم مات هناك تاركا أرملته نعمي وابنين تزوجا بفتاتين موآبيتين. وإذ مات الابنان سمعت نعمي أن المجاعة في بلادها قد انتهت عزمت على العودة إليها، وألحت على كنتيها بالعودة كل إلى بيت أبيها. فقبلت أحداهما وهي عرفة، أما الثانية وهي راعوث فأظهرت ولاء كاملا لحماتها ولم تشأ أن تفارقها. وإذ وصلت إلى بيت لحم هي وحماتها نعمي كانتا في أشد حالات الفقر فخرجت راعوث إلى الحقول لتلتقط ما يتبقى وراء الحصادين. ودبر الرب أن تلتقط في حقل بوعز وهو نسيب غني لحميها إليمالك. وأخيرا اقترن بها ورزق منها بعوبيد أبي يسى أبي داود.
ولقد كان قبول راعوث في كنيسة العهد القديم رمزا إلى قبول الأمم في ملكوت الله وخلاص الإنجيل للشعوب.
أما محتويات السفر فهي كالآتي:
1 – أسرة إليمالك في بلاد موآب 1: 1 – 5.
2 – نعمي وراعوث تذهبان إلى بيت لحم 1: 6 – 22.
3 – راعوث تلتقط الحب في حقل بوعز ص2.
4 – بوعز وراعوث في البيدر ص3.
5 – بوعز يتزوج راعوث، ونسلهما ص4.
رافائيل
اسم عبري معناه (الله قد شفى) وهو اسم أحد الملائكة السبعة الواقفين أمام الرب (طوبيا 12: 15) ويذكر سفر طوبيا أن هذا الملاك يلازم طوبيا في ارتحاله.
رئم
(عد23: 22، 24: 8 وتث14: 5، 33: 17) حيوان يرجح بأنه هو (الأوروخس) وهو نوع من الثور وجد قديما غير أنه انقرض من العالم وله قوة هائلة (عد23: 22، 24: 8) ولا يمكن أحناء عنقه للنير أو تسخيره لخدمة الأنسان في الأعمال الزراعية
(أي39: 9 – 12).
والكلمة العبرانية المترجمة هنا بالرئم ترجمت في (أي39: 9 و10) بالثور الوحشي، وفي مز22: 21، 29: 6 وأش34: 7 بالبقر الوحشي.
الرامي
رجل ينسب إلى الرامة (1 أخ 27: 27).
رأوبينيون
ذرية رأوبين (عد26: 7 ويش1: 12).
راء
(1 صم 9: 9) انظر (نبي).
رؤيا
(وجمعها رؤى) تستعمل لفظة (رؤيا) في الكتاب المقدس لمعنيين:
1 – الحلم في المنام (أي33: 15 وإش21: 7).
2 – الإعلان (مز89: 19 وأم29: 18 وإش1: 1).
والواقع أنهما معنى واحد لأن الله يستخدم كليهما لإعلان أرادته وحكمه وذلك عن طريق أشخاص أتقياء تقدست حياتهم وصفت من أدناس العالم.
وقد حذر الكتاب المقدس من الرؤى المزيفة التي يدعيها الأشرار (إر23: 16 و21 و22 و27).
رؤيا يوحنا
(وتسمى إعلانا رؤ1: 1) هي السفر الأخير من العهد الجديد. ويتضمن هذا السفر، حسب تعبير كاتبه، (إِعْلاَنُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَعْطَاهُ إِيَّاهُ اللهُ، لِيُرِيَ عَبِيدَهُ مَا لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ عَنْ قَرِيبٍ). وقد أرسل المسيح هذا الإعلان لعبده يوحنا بيد ملاكه لينقله هو بدوره إلى الكنيسة ويشهد بكل ما رآه (رؤ1: 1 و2).
وقد وجه الحديث إلى سبع كنائس في آسيا (رؤ1: 4 و11). وإذ يشير العدد 7 في الكتاب المقدس إلى الكمال، فلعل القصد من ذلك أن السفر يوجه إلى كل الكنيسة. أما الغاية الرئيسية من السفر فهي تعزية الكنيسة وتحذيرها وسط صراع العالم وأعدادها لمجيء الرب الثاني (1: 7 و8، 22: 7 و10 و17 و20).
ولدى التأمل في السفر يتضح أنه بعد المقدمة (ص1: 1 – 3) والتحية (ص1: 4 – 8) ينقسم إلى سبعة أقسام رئيسية تنتهي في ص22: 7 يعقبها الخاتمة (ص22: 8 – 21). وكل من هذه الأقسام يشمل رؤيا مستقلة أو سلسلة رؤى، وينقسم إلى سبعة أقسام فرعية.
أما السبعة الأقسام فهي كما يلي:
1 – رؤيا المسيح الممجد وسط كنيسته، ويتبعها سبع رسائل إلى السبع الكنائس التي في آسيا (رؤ1: 9 – 3: 22). والغاية هنا هي
لتعليم الكنيسة في حالتها الحاضرة وتحذيرها وتشجيعها.
2 – رؤيا الله يسيطر على مصير المسكونة مسبحا من كل الخليقة، ورؤيا حمل الله بيده السفر المختوم بسبعة ختوم والمتضمن الأوامر الإلهية (ص4 و5)، وتبع ذلك فتح الختوم في سبع رؤى تعلن قصد الله من خروج المسيح ليغلب إلى يوم الدينونة العظيمة (ص6 – 8: 1). وبين الختم السادس والختم السابع نجد رؤيا تبين سلامة شعب الله وسط الضيقة العظيمة التي تحل بالعالم (ص7).
3 – رؤيا السبعة الملائكة الذين أعطوا سبعة أبواق (ص8: 2 – 11: 19) وتبدأ برؤيا ملاك يقدم لله صلوات القديسين (ص8: 2 – 6) ويتبع كل بوق رؤيا خراب يحل بالعالم الشرير، وينتهي الكل بالدينونة الأخيرة. وبين البوق السادس والبوق السابع تتوسط رؤيا أخرى تعلن حفظ الكنيسة الشاهدة (ص10: 1 – 11: 14).
4 – رؤيا الكنيسة ترمز إليها بامرأة تلد المسيح ويشهر عليها التنين (أي الشيطان) حربا (ص12) ويتبع ذلك رؤى الوحشين اللذين سيستخدمهما الشيطان لمعاونته (ص13)، ورؤيا الكنيسة المجاهدة (ص14: 1 – 5) ورؤيا الخطوات المضطردة لنصرة المسيح الأعداد 6 – 20.
5 – رؤيا الجامات المحتوية الضربات الأخيرة (ص15 و16). وتمثل الرؤيا الأولى نصرة القديسين، أما السبعة الجامات فتمثل ضربات الله السبع على العالم الشرير (ص16).
6 – رؤيا المدينة الزانية، أي بابل (ص17) ويتبعها نصرة المسيح عليها وعلى أعدائه المتحالفين معها، وتختم أيضا بالدينونة الأخيرة (ص18 و19 و20).
7 – رؤيا الكنيسة المثالية عروس المسيح، أو أورشليم الجديدة (21: 1 – 8) ويتبعها وصف لأمجادها (21: 9 – 22: 7).
والواضح من السفر أن كاتبه اسمه يوحنا (1: 1 و4 و9، 22: 8). وبالرغم مما زعمه بعض الكتاب الأوائل أنه ليس هو يوحنا الإنجيلي إلا أن الكنيسة تكاد تجمع بأنه هو، مستندة في هذا إلى أدلة خارجية وداخلية سيما إلى شهادات يوستينوس الشهيد وبابياس اللذين عاشا في بداية القرن الثاني وإيرينيوس وترتوليانس وأكليمندس الأسكندري وأوريجانوس.
وقد كتب السفر في جزيرة بطمس إحدى جزر بحر اليونان، وهي تبعد نحو 24 ميلا عن شاطئ آسيا الصغرى، وكان ذلك نحو سنة 95 م. قرب نهاية حكم دومتيانس الذي نفى عددا من المسيحيين إلى أقاليم بعيدة.
مرآة
(أي37: 18 و1 كو 13: 12 و2 كو 3: 18 ويع1: 23) يراد بها صفيحة من المعدن كانت تصقل جيدا حتى تصير صالحة لانعكاس النور عليها. وكان المصريون قديما والفينيقيون وسائر الأمم القديمة يصنعون المرايا من النحاس أو من مزيج من المعادن. وكانت تصنع أما مستديرة أو بيضاوية أو مربعة. وكثيرا ما كانوا يثبتون فيها يدا ليسهل حملها واستعمالها.
مرائي
جمع مرآة (خر38: 8). انظر (مرآة).
رب
يقصد بهذا اللفظ:
1 – اسم الجلالة، وفي هذه الحالة تطلق على الآب والابن بدون تمييز بينهما (أع10: 36 ورؤ19: 16) سيما في رسائل بولس الرسول.
2 – وقد تستعمل بمعنى سيد أو مولى دلالة على الاعتبار والأكرام.
يوم الرب
ورد هذا التعبير مرة واحدة في العهد الجديد ويقصد به اليوم الذي تقام فيه العبادة (رؤ1: 10)، وورد أيضا في 2 بط 3: 10 لكن بمعنى آخر يقصد به (يَوْمِ مَجِيءِ الرَّبِّ).
كان يوم الراحة والعبادة في العهد القديم هو يوم السبت، لكنه استبدل بيوم الأحد في العهد الجديد منذ العصر الرسولي نظرا لأن المسيح قام فيه من بين الأموات. وزاده الرب أكراما إذ ظهر فيه مرة أخرى لجميع تلاميذه لما كانوا مجتمعين معا (يو20: 26). يضاف إلى هذا أن الروح القدس حل على التلاميذ يوم الأحد.
وقد حرص التلاميذ على الاجتماع معا للعبادة في يوم الأحد (اليوم الأول من الأسبوع)، ففي أع20: 7 نرى مسيحيي ترواس يجتمعون معا في أول الأسبوع ليكسروا خبزا في عصر الرسول بولس. وفي 1 كو 16: 2 نرى مسيحيي كورنثوس يضع كل واحد منهم عنده في كل أول أسبوع ما تيسر، أي ما قصد أن يقدمه لفقراء أورشليم حتى إذا وصلهم بولس لا يكون حينئذ جمع.
ويبدو أن المتنصرين من اليهود كانوا في البداية يحفظون السبت والأحد على أساس أنهم كانوا لا يزالون متمسكين ببعض وصايا الناموس وطقوسه، بينما كان المتنصرون من الأمم لا يحفظون إلا الأحد. ومع توالي الأيام صار الجميع يحفظون يوم الأحد فقط.
عشاء الرب
ورد هذا التعبير مرة واحدة في 1 كو 11: 20 ويقصد به الفريضة التي أسسها الرب يسوع ليلة آلامه قبيل ذهابه إلى بستان جثسيماني حيث أسلم ليصلب. وتسمى هذه الفريضة بالأفخارستيا وهي كلمة يونانية، معناها (شكر) أو الشكر أو الشركة، أو شركة جسد الرب ودمه، أو العشاء الرباني، أو مائدة الرب، أو وليمة.
ويعتقد البعض أن المخلص أراد أن يهيئ العقول لقبول هذه الفريضة قبل تأسيسها بوقت طويل. وذلك في حديثه الوارد في الأصحاح السادس من إنجيل يوحنا عن خبز الحياة. ولما حان الوقت أسسها كما يحدثنا الإنجيليون الثلاثة الأولون والقديس بولس الرسول.
وقد رسم الرب يسوع المسيح نظام هذه الفريضة قبل الصلب فإنه بعد أن تناول عشاء الفصح أخذ الخبز وباركه وقدم الشكر لأجله وأعطاه للتلاميذ قائلا: (هَذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ. اصْنَعُوا هَذَا لِذِكْرِي “. وَكَذَلِكَ الْكَأْسَ أَيْضاً بَعْدَ الْعَشَاءِ قَائِلاً:” هَذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ) (لو22: 19 و20) (الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا) (مت26: 28) أما الغرض الذي لأجله رسمت هذه الفريضة فهو لتذكر الرب يسوع (لو22: 19) ولنخبر بموته مظهرين إياه إلى أن يجيء (1 كو 11: 25 و26). ولم يكن العشاء مقصورا على الرسل أو على اليهود من المسيحيين ولكنه كان يمارس في كنائس المسيحيين من الأمم أيضا ككورنثوس مثلا (1 كو 10: 15 – 21). وقد أدركت الكنيسة أن سيكون هذا العشاء امتيازا لها تحظى بممارسته في كل العصور والأزمان. وقد دعيت المائدة التي يوضع عليها الخبز (مَائِدَةِ الرَّبِّ) (1 كو 10: 21). والكأس التي تقدم احتفظت بالاسم القديم الذي كانت تسمى به في الفصح اليهودي (كَأْسُ الْبَرَكَةِ)) 1 كو 10: 16). وقد دعيت أيضا (كَأْسَ الرَّبِّ) (1 كو 10: 21، 11: 27).
رب الجنود
هذه العبارة ترجمة للعبارة العبرية (يهوه صباؤوت). ويعني هذا التعبير أن الرب هو رئيس قوات العبرانيين (1 صم 17: 45 وإش31: 4) أما إذا نظرنا إلى التعبير في معناه الأوسع مدى من هذا، نجده يعني أن الله يضبط جيوش الأمم، والمجاعات والأوبئة (إر29: 17) والشمس والقمر والنجوم (إش40: 26، 45: 12 وإر31: 35)، وكل قوات الطبيعة (نح9: 6) والملائكة (مز89: 6 – 8). وقد وردت ترجمة هذه العبارة في العهد القديم باللغة اليونانية بلفظ (بنتكراتور) أي (الحاكم على الجميع).
ربابة، رباب
وردت هذه الكلمة في بعض الترجمات العربية ترجمة للفظ العبري (نبل). أما بعض الترجمات العربية الأخرى فقد ترجمت اللفظ العبري (نبل) بكلمة (عود) وكان يصنع جسم هذه الآلة الموسيقية من الخشب (2 صم 6: 5). وقد ارتأى بعضهم بأن
جسم الآلة الخشبي الذي يردد النغم كان مصنوعا على شكل زق من الجلد. وهذه الآلة من الآلات المعروفة بالوترية. وكان لأحد أنواع هذه الآلة عشرة أوتار (مز33: 2). وكان نغم هذه الآلة مرتفعا وهو ما يسمونه (السبرانو)) 1 أخ 15: 20). ويقول يوسيفوس أنه كان لهذه الآلة الموسيقية عادة اثنا عشر وترا وكان النغم يوقع عليها بالأصابع. ويقول أوغسطينوس أن الأوتار كانت مشدودة بين جسم الآلة الذي يردد النغم والذراع المنحني المتصل بجسم الآلة. ومن الواضح أن هذا النوع من الآلات الموسيقية كان من بعض أنواع القيثار. وقد كان الأنبياء الذين التقى بهم شاول يوقعون على الرباب (1 صم 10: 5). وقد استخدم الرباب ضمن الآلات الموسيقية
التي وقع عليها احتفاء بنقل تابوت العهد إلى أورشليم في زمن داود (2 صم 6: 5). وقد شمل داود الموقعين على الرباب ضمن الفرقة الموسيقية التي كانت توقع على الآلات الموسيقية في القدس في أورشليم (1 أخ 15: 16 و20 و28). وقد ورد ذكرها كثيرا في المزامير كإحدى الآلات التي يوقع عليها التسبيح للرب والحمد له (فمثلا مز57: 8، 150: 3).
ربة موآب
انظر (عار موآب).
ربوني
كلمة أرامية معناها (ربي) أو (سيدي). وكان هذا اللقب يحمل أسمى عبارات التقدير والاحترام بين اليهود في مخاطبتهم معلما دينيا. ويوحنا يترجمها بكلمة (مُعَلّمِ) (يو20: 16). وقد وردت نفس الكلمة في الأصل اليوناني في مر10: 51 وقد ترجمت (يا سيدي).
ربساريس
من اللقب الأكادي (رب شاريشو) ومعناه (الرئيس هو الرأس).
وهو لقب من ألقاب الدولة الأشورية. وقد انتدب سنحاريب ملك أشور رجلا يحمل هذا اللقب لمرافقة جيشه الذي أرسله للهجوم على أورشليم (2 مل 18: 17).
ولعل رئيس خصيان الملك نبوخذنصر (دا1: 3) كان يحمل نفس هذا اللقب.
ربشاقى
من اللقب الأكادي (رب شاقو) ومعناه (رئيس السقاة) أو (لواء) وقد انتدب سنحاريب ملك أشور رجلا يحمل هذا اللقب مع ربساريس وترتان لمرافقة جيشه الذي أوفده للهجوم على أورشليم (2 مل 18: 17) وهو الذي تولى مناقشة رجال حزقيا (الأعداد 19 و26 و27 و37) ولعله كان هو رئيس الحملة (ص19: 8).
أرابع
يراد بالقول أن بطرس كان مسلما إلى أربعة أرابع من العسكر – أنه كان مسلما إلى أربع جماعات، كل جماعة مكونة من أربعة عساكر فتكون الجملة ستة عشر جنديا. وكانت الجماعة تتناوب الحراسة كل ثلاث ساعات. وفي أثناء حراسة الليل كان جنديان ينامان مع بطرس في سجنه والاثنان الآخران يلبثان قدام الباب (أع12: 4 و6).
ربا
(مت25: 27) الفائدة التي تدفع عن المال المقترض. كانت الشريعة الموسوية تنهى اليهود عن أخذ الربا من أخوتهم (خر22: 25 ولا25: 35 – 37) وتسمح لهم بأخذه من الغرباء (تث23: 20).
وكان الصيارفة يقترضون الأموال بربا زهيد ويقرضونها بربا فاحش فيربحون الفرق (حز22: 12).
طالما ندد الكتاب المقدس بالمرابين (مز15: 5 وأم28: 8 وحز18: 8). وقد تراخى اليهود في حفظ الناموس بعد السبي ومن ضمنها الوصايا الخاصة بالربا فانتهرهم نحميا بشدة (نح5: 1 – 13).
رتم – رتمة
نوع من الشيح اسمه اللاتيني Retama raetam وينمو في الصحاري وذكر في 1 مل 19: 5 أن إيليا نام تحت الرتمة. وقد يؤكل جذر الرتم وقت الجماعات (أي30: 4). وقد يصنع فحم من جذوع الرتم وجذوره (مز120: 4).
رجس، رجاسة
1 – (تك46: 34) يقال عن الشيء أنه رجس أي مكروه كحرفة الرعاة مثلا فإنها كانت رجسا عند المصريين. ولم يكن بغض المصريين للرعاة يعزى لبغض الحرفة ذاتها بل لشدة بغضهم للاسم وذلك أن جماعة من الرعاة البدو المعروفين بالهكسوس غزوا مصر وأذاقوا المصريين مر العذاب أثناء حكمهم لها. وهذا ما جعل اسم الرعاة مكروها جدا عندهم.
2 – (تث23: 18) كانت بعض الحيوانات والأعمال المنهي عنها تعد رجسا حسب الناموس.
3 – (إر44: 4 و2 مل 23: 13) كانت عبادة الأصنام على أشكالها وتنوعها تعد رجسا.
رجسة الخراب، رجس المخرب، جناح الأرجاس
يراد بهذه العبارات في نبوات دانيال (9: 27، 11: 31، 12: 11) الأنذار بأن الأصنام ستقام في الهيكل في أورشليم. وقد رأى اليهود تحقيق النبوة الواردة في دا11: 31 عندما أقيم مذبح للأوثان في الهيكل في أورشليم، وقد أقامه أنتيخوس أبيفانيس في سنة 178 ق. م. وأمر بتقديم ذبيحة خنزير للإله زفس أولمبيوس فيه (1 مكابيين 1: 54، 6: 7 و2 مكابيين 6: 2) وقد أنذر السيد المسيح بأنه متى رأى المؤمنون في اليهودية رجسة الخراب التي تكلم عنها دانيال قائمة في المكان المقدس أن يهربوا إلى الجبال. وعندما اقتربت الجيوش الرومانية بشاراتها ورموزها الوثنية في سنة 70 م. رأى المؤمنون المسيحيون في هذا تحذيرا لهم فهربوا إلى فحل في شرق الأردن قبل خراب أورشليم. وفي هذه النبوات أنذارا ضد العبادة الوثنية والخراب الذي يحدث نتيجة لممارستها.
رجل
يقصد به زوج. وكانت الكلمة تطلق أيضا على من كان خاطبا ولم يتزوج بعد لأن عهد الخطبة كان مقدسا لا يسوغ نقضه (مت1: 16). ولما كان (الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ) (أف5: 23) ورب البيت فله الأكرام والاعتبار.
رجل، أرجل
كانت الأحذية تخلع من الأرجل قبل أن يطأ المرء مكانا مقدسا (خر3: 5 ويش5: 15). وكانت تخلع أيضا كعلامة للحزن (2 صم 15: 30 وحز24: 17).
وكان الكهنة يخدمون في الهيكل وهم حفاة ولا تزال هذه العادة مرعية في بعض الكنائس المسيحية الشرقية.
وكانت العادة أنه إذا ما دخل الضيف بيت أحد الموسرين تقدم الخادم وخلع حذاءه وغسل قدميه (1 صم 25: 41 ومر1: 7).
واقتداء بما صنع المسيح مع تلاميذه إذ غسل إقدامهم (يو13: 5 و6) لا تزال الكنائس التقليدية وبعض الكنائس المصلحة تمارس طقس غسل الأرجل إذ يتقدم المطران أو كبير الكهنة أو القسيس فيغسل أرجل المؤمنين في الكنيسة (انظر (ثياب، غبار)).
رجم
اسم عبري معناه (صديق) ابن يهداي من نسل يهوذا (1 أخ 2: 47).
رجم
نوع من أنواع العقاب الشديد التي فرضها الناموس (لا20: 2) وكان الرجم عادة قديمة لم تقتصر على اليهود بل استخدمها أيضا المقدونيون والفرس. وكان الرجم يتم خارج المدينة (لا24: 14 و1 مل 21: 10 و13 وأع7: 58). كان الشهود يضعون أيديهم على رأس المجرم أشارة إلى أن الجريمة استقرت عليه. وكانوا يخلعون من ثيابهم ما يعطلهم عن عملية الرجم. وفي حالات الزنى وحالات أخرى كان الشهود يلقون الحجارة الأولى (تث13: 99، 17: 7 انظر يو8: 7).
ويقول التقليد اليهودي أن المجرم كان يجرد من كل ملابسه إلا ما يستر عورته ثم يطرحه أول شاهد إلى الأرض من سقالة ترتفع عن الأرض عشرة أقدام. أما الشاهد الثاني فكان يرجمه بالحجر الأول على صدره فوق القلب، فإذا لم يمت أكمل الواقفون عملية الرجم.
والذين كان يحكم عليهم بالرجم هم المجرمون وعبدة الأصنام ومدنسو السبت ومرتكبو الفحشاء والمتمردون من البنين (لا20).
وفي العهد الجديد رجم أستفانوس (أع7: 58 و59) وبولس (أع14: 19). كذلك حاول اليهود أن يرجموا المسيح (يو8: 59، 10: 31، 11: 8).
رحامة
اسم عبري معناه (رحمت) اسم مجازي أطلق على بني إسرائيل (هو2: 1) ثم أصبحوا فيما بعد يحيون به بعضهم بعضا.
مرحضة
(خر30: 18) أناء مستدير مصنوع من نحاس كان يستعمل في خيمة الشهادة ليغسل الكهنة فيه أيديهم وأقدامهم قبل الخدمة في الهيكل أو قبل الدخول إلى القدس (خر30: 17 – 21). وكان هذا يرمز إلى الطهارة الواجب توافرها في من يخدم الله. وكانت توضع المرحضة بين المذبح وباب خيمة الاجتماع.
وفي هيكل سليمان كان هنالك (بحر من النحاس المسبوك) وعشر مراحض بدلا من مرحضة واحدة (1 مل 7: 23 – 26 و38 – 40 و43). انظر كلمات (هيكل، البحر المسبوك).
رحلات إسرائيل
انظر (خروج، سيناء، برية، قفر).
رحى
(انظر (طحن)).
رحوب
اسم عبري معناه (مكان رحب أي متسع)، أو (شارع متسع).
1 – أبو هدد عزر ملك صوبة (2 صم 8: 3 و12).
2 – لاوي ختم العهد مع نحميا (نح10: 11).
3 – مكان انتهى إليه الجواسيس (عد13: 21). ويدعى أيضا بيت رحوب (2 صم 10: 6 و8).
4 – مدينة في نصيب سبط أشير (يش19: 28 و30). ويظن بعضهم أن ذكر الاسم في هذين العددين يشير إلى مدينتين لا مدينة واحدة في أشير.
وقد أعطيت رحوب للاويين (يش21: 31 و1 أخ 6: 75). وربما كان مكانها (تل البئر الغربي) بالقرب من عكا وإلى جهة الشرق منها.
رحوبوت
اسم عبري معناه (الأماكن الرحبة أي المتسعة) أو (الشوارع المتسعة).
1 – مدينة كانت جزءا من مدينة نينوى العظيمة، وتسمى أيضا (رحوبوت عير) (تك10: 11).
2 – بئر حفرها أسحاق في وادي جرار (تك26: 22). ويقرر روبنسون أن الوادي هو وادي الرحيبة الذي يبعد عن بئر سبع 19 ميلا إلى الجنوب الغربي.
رحوم
اسم عبري معناه (شفوق أو محبوب).
1 – أحد الذين رجعوا مع زربابل من السبي البابلي (عز2: 2) ويدعى أيضا نحوم (نح7: 7).
2 – صاحب القضاء الذي كتب رسالة إلى أرتحشستا الملك ليوقف إعادة بناء أسوار أورشليم وهيكلها (عز4: 8 و9 و17 و23).
3 – لاوي ساعد في ترميم سور أورشليم (نح3: 17).
4 – أحد الذين ختموا العهد مع نحميا (نح10: 25).
5 – كاهن رجع من بابل مع زربابل (نح12: 3) ويدعى أيضا حريم (نح12: 15).
رخم
العقاب المصري، وهو من الطيور النجسة (لا11: 18 وتث14: 17). ويسمى عند العامة دجاج فرعون. واسمه باللاتينية Neophron percnopterus ولونه أبيض إلا أن لون الريش الذي في أطراف الأجنحة أسود.
ترديد
كانت عملية الترديد تتم في المناسبات التالية:
1 – ذبيحة السلامة، فكان الكاهن يردد الصدر ترديدا أمام الرب ثم يأكله) لا7: 30 – 34).
2 – الحصاد، إذ كان الكاهن يردد أول حزمة أمام الرب (لا23: 10 و11).
3 – خبز الترديد أو خبز الباكورة، وهو عبارة عن رغيفين يصنعان من الحنطة الجديدة. وكانا يرددان يوم الخمسين أي بعد خمسين يوما من ترديد حزمة أول الحصاد (لا23: 15 – 20).
4 – ذبيحة الأثم عن الأبرص بعد شفائه (لا14: 12 و21) وبها كان الأبرص يقدس ثانية لخدمة الله.
5 – تقدمة الغيرة (عد5: 25).
كل هذه كان الكاهن يرددها نحو جهات السماء الأربع للدلالة على أن الله ليس إلها محليا بل هو رب الكل (انظر (قربان)).
رداء
(انظر (ثوب)).
رداء شنعاري
(أو رداء بابلي حسب بعض الترجمات) هو الرداء الذي سرقه عخان عند خراب أريحا (يش7: 21) ويقرر يوسيفوس بأنه (رداء ملكي موشى بالذهب). وقد كانت بابل مشهورة بصناعة النسج.
مرازبة
والمفرد مرزبان. هي وظيفة سامية ذات سلطان واسع النفوذ، أسمى من وظيفة الوالي (دا3: 3). يماثلها (ساتراب) عند اليونانيين. وبعض الترجمات العربية تدعوهم (أقطاب) أو (أمراء).
رزة
كانت الشقق تعلق في خيمة الاجتماع بواسطة رزز مصنوعة من الذهب أو الفضة (خر26: 32 و37، 27: 10).
رسول
(مبعوث):
1 – أي شخص يرسل في مهمة خاصة (1 صم 11: 7 ويو12: 16).
2 – ويطلق الاسم بصفة خاصة على تلاميذ الرب يسوع الاثني عشر الذين اختارهم ليعاينوا حوادث حياته على الأرض ويروه بعد قيامته ويشهدوا له أمام العالم بعد حلول الروح القدس عليهم (مت10: 2 – 42 وأع1: 21 و22).
وهؤلاء هم سمعان بطرس وأندراوس ويعقوب بن زبدي ويوحنا أخوه وفيلبس وبرثولماوس وتوما ومتى العشار ويعقوب بن حلفى ولباوس الملقب تداوس (ويسمى أيضا يهوذا ابن حلفى) وسمعان القانوي (وهو الغيور) ويهوذا الإسخريوطي.
وقد دون قانون إرساليتهم في مت10: 5 – 42 ودونت سيرة كل واحد تحت اسم كل منهم. وكان الرسل من الطبقة المتوسطة وبعضهم من الفقراء ولم يكن بينهم أحد من الكهنة. وكان أغلبهم غير متعلمين، كما كان القليلون لهم ألمام بمبادئ التعليم. على أن يسوع عنى بتعليمهم تعليما روحيا عميقا مدة أقامته معهم. وكانوا أجمعين من الأتقياء غير أن يهوذا انحرف وسلك مسلكا شائنا إدى به إلى تسليم سيده ومعلمه. وبعد صعود المسيح ببضعة أيام انتخب التلاميذ متياس خلفا ليهوذا الأسخريوطي. وبعد الصعود بسبع سنوات دعي بولس من المسيح مباشرة إذ كان في الطريق بين أورشليم ودمشق. ومع أنه لم يكن ضمن الاثني عشر إلا أنه جاهد وتعب أكثر من جميعهم وكرز في بلاد أكثر وكتب رسائل أكثر (غلا1: 1 و12 و15 و16 و2 كو 11: 23 – 29).
ويخبرنا سفر الأعمال بخدماتهم الأولى لا سيما أعمال بطرس وبولس. ولو أنه لم يتحدث مطلقا عن خدمات الكثيرين منهم أمثال أندراوس وفيلبس وبرثولماوس وتوما ومتى ولباوس ومتياس. لكن ليس معنى ذلك أنهم لم يعملوا شيئا.
ويشترط في الرسول:
أولا: أن يكون قد اتصل بالمسيح وعاشره وتلقى تعاليمه منه مباشرة.
ثانيا: أن يكون المسيح قد دعاه إلى هذه الخدمة. ولم يستثن من هذا الشرط سوى متياس. على أن الأحد عشر الذين اختاروه حرصوا على أن لا يختاروا أحدا إلا من بين الذين عاشروا المسيح منذ معمودية يوحنا إلى قيامة المسيح (أع1: 21 و22). ويروي التقليد أنه كان هناك حول السبعين تلميذا.
3 – وأطلقت لفظة رسول أيضا على برنابا الذي لازم بولس في خدماته الأولى في أنطاكية وفي آسيا الصغرى (أع14: 4 و14).
4 – وأطلقت كذلك بمعنى أعم على المبشرين بالأنجيل (2 كو 8: 23 وفي2: 25).
5 – وسمي مخلصنا رسولا (عب3: 1) وهو خليق بهذا الاسم لأنه هو المرسل من الآب لخلاص البشرية. وفي 42 موضعا من أنجيل يوحنا يتحدث المسيح عن نفسه بأنه مرسل من الآب.
رسالة – ورسائل
أطلق هذا الاسم على 21 سفرا في العهد الجديد، كتبها الرسل إلى كنائس معينة أو أشخاص معينين أو المسيحيين بصفة عامة. وأن كانت هذه الرسائل تتضمن نصائح أو تعليمات لكنائس معينة أو لأشخاص معينين بسبب ظروف معينة إلا أنها تصلح للتعليم لكنيسة المسيح بصفة عامة في كل مكان وفي كل زمان (لأَنَّ كُلَّ مَا سَبَقَ فَكُتِبَ كُتِبَ لأَجْلِ تَعْلِيمِنَا) (رو15: 4).
وقد كتب بولس أربع عشرة رسالة أو ثلاث عشرة ويعقوب واحدة وبطرس رسالتين ويوحنا ثلاثا ويهوذا واحدة.
ولا شك في أن العهد الجديد لا يتضمن جميع ما كتبه الرسل غير أن الكنيسة الأولى قررت أن هذه الرسائل الحالية هي القانونية التي كتبت بألهام الروح القدس.
وقد كتبت بعض الرسائل قبل كتابة الأناجيل. فرسالة يعقوب (وربما كانت هي أسبق أسفار العهد الجديد) كتبت حوالي سنة 45 م. ورسالتا تسالونيكي حوالي سنة 55 م.
وكل الرسائل عدا الرسالة إلى العبرانيين ورسالة يوحنا الأولى تبين في بدايتها اسم كاتبها واسم الكنيسة أو الشخص الموجهة إليه. أما رسالتا بطرس ورسالة يهوذا فأنها موجهة إلى جماهير المؤمنين. ويتلو العنوان التحية وتختم أغلب الرسائل كذلك بالتحية.
أما التحية التي يستعملها بولس في بداية رسائله فتتضمن كلمتين (نِعْمَةٌ وَسَلاَمٌ) والأرجح أن بولس استخدم كاتبا أملى عليه رسائله (رو16: 22). ويظن أن السبب في ذلك هو ضعف بصرهر على أنه كان يدون في نهاية رسائله تحية بخطه بحروف كبيرة يقول عنها في إحدى المرات أنها (عَلاَمَةٌ فِي كُلِّ رِسَالَةٍ) (2 تس 3: 17).
وقد صرح الرسل أن هذه الرسائل جزء من كلمة الله (1 تس 2: 13 و1 بط 1: 12). وقد ذكر الرسول بطرس صراحة عن رسائل الرسول بولس أنها من ضمن الكتب المقدسة (2 بط 3: 15 و16).
مرساة – مراسي
1 – الآلة المعروفة لتثبيت السفينة في موضعها (أع27: 13 و29).
وكانت تطرح في المياه غالبا من مؤخر السفينة وأحيانا من مقدمتها. وظن بعضهم أنه أشير بالآلة المذكورة إلى مرساة ذات أربع شعب كالمرساة المعروفة الآن المستعملة في المياه الضحلة.
2 – واستعملت الكلمة مجازا للدلالة على الرجاء بمواعيد الله المثبتة على الصخر الأبدي (عب6: 19).
رشف
اسم عبري معناه (لهب) رجل من نسل أفرايم (1 أخ 7: 25).
رصاص
معدن ثقيل كان معروفا منذ عهد بعيد. أخذ غنيمة من المديانيين (عد31: 22). وجد في مصر وكان يصدر من ترشيش (حز27: 12). وكان يستعمل في الأوزان (زك5: 7). وكألواح للكتابة عليها. ولعل ما ورد في أي19: 23 و24 يعني أن السفر الذي كان يتمنى أيوب كتابته خليق بأن ينقر في الصخر ويصب الرصاص في الحفر.
رصفة
اسم سامي معناه (حجر محمى أو فحم متوهج) وهي سرية لشاول (2 صم 3: 7).
بسببها قام نزاع بين أيشبوشث وأبنير أدى إلى انضمام أبنير إلى داود (2 صم 3: 6 – 8). وقد حرست جثتي ابنيها اللذين صلبهما الجبعونيون وتركوهما على خشبة الصليب عدة أشهر ليلا ونهارا (2 صم 21: 8 – 11).
رعد
هو الصوت الذي يعقب البرق. أنه يسبب رعبا وفزعا (خر9: 23). ويندر أن يحدث في الصيف الذي هو فصل الجفاف في فلسطين (أم26: 1) ولذلك عندما حدث أن جاء مطر في هذا الفصل بعد الصلاة من أجله كان علامة على استجابة الصلاة
(1 صم 12: 17 و18).
ولقد طالما وصف مجازا بأنه هو صوت الرب (أي37: 2 – 5، 40: 9 ومز29: 3 – 9) لأن الرب هو الذي يرسل العاصفة ويوجهها (أي28: 26).
ولقد طالما رافق الرعد إعلانات حضور الله عندما أتى في جلال وعظمة (خر19: 16 ورؤ4: 5).
والرعد يعلن عظمة قدرة الله في عمله في الطبيعة. ولأنه كان ينظر إليه بأنه ينذر بعاصفة مدمرة فأنه يرمز إلى الانتقام الإلهي
(1 صم 2: 10 و2 صم 12: 14 و15 ومز77: 18).
رعمسيس
اسم مصري قديم معناه (ابن إله الشمس) وهي مدينة في مصر في أخصب منطقة في البلاد (تك47: 11) وهذه المنطقة (اسمها جاسان ع6) وهي التي سكنها بنو أسرائيل بأمر من فرعون. لقد بنى رمسيس (رعمسيس) الثاني هذه المدينة في حدود مصر الشرقية وسماها باسمه.
والأرجح أنها هي نفس مدينة المخازن التي بناها العبرانيون لفرعون (خر1: 111). وعند خروج بني أسرائيل من مصر تحركوا من رعمسيس إلى سكوت (خر12: 37). أما موقعها الآن فهو مدينة صالحجر أو صان الحجر.
رعميا
اسم عبري معناه (الرب أرعب) (انظر رعلايا).
راع
الشخص الذي يهتم برعاية المواشي سيما الغنم. كان صاحب المواشي يوكل أمر رعايتها لابنه أحيانا (تك37: 2 و1 صم 16: 11 و19) أو لابنته (تك29: 9 وخر2: 16 و17) أو لأجير (تك30: 31 و32 وزك11: 12 ويو10: 12). يذهب الراعي إلى الحظيرة في الصباح ويدعو خرافه التي تعرف صوته وتتبعه، أما صوت الغريب فلا تعرفه (يو10: 2 – 5) ويقودها إلى المرعى ويقضي معها هناك النهار كله وفي بعض الأحيان الليل أيضا (تك31: 4 ونش1: 7 ولو2: 8) ويحرسها من الوحوش، واللصوص (1 صم 17: 34 و35 وإش31: 4). ويمنعها من الاعتداء على الأراضي المزروعة، ويرد الضال (حز34: 12 ولو15: 4) ويعنى بصفة خاصة بالصغار والضعفاء منها (إش40: 11 وحز34: 3 و4 و16 وزك11: 9).
يحمل الراعي عادة عصا طويلة لقيادة الغنم وجمعها معا والدفاع عنها وتأديب العصاة منها (مز23: 4 ومي7: 14 وزك11: 7). يحرص الراعي على أن يرافقه كلب (أي30: 1) ليحذر بنباحه إذا اقترب من الغنم وحش مفترس.
وقد دعي الله راعي إسرائيل سيما المؤمنين منهم (تك49: 24) كما قال الرب يسوع المسيح عن نفسه بأنه هو الراعي الصالح (يو10: 1 – 18). وكان ينظر إلى الأنبياء والكهنة والملوك بأنهم رعاة (حز34).
وفي الكنيسة المسيحية يعتبر الشيوخ أو القسوس أو الأساقفة رعاة عينهم رئيس الرعاة الأعظم لرعاية شعبه (1 بط 5: 1 – 4).
رعوية
وردت هذه الكلمة في العهد الجديد مرتين: الأولى في أع22: 28 والحديث فيها عن الرعوية للأمبراطورية الرومانية أي أن المرء يصير من أتباعها. والثانية في أف2: 12 والحديث فيها عن رعوية إسرائيل أي أن يكون المرء من جماعة بني أسرائيل.
رغيف
(1 أخ 16: 3) انظر (خبز).
رفائيون
اسم عبري معناه (ظلال الموت)، (أرواح الراحلين)، (جبابرة) عشيرة من الجبابرة سكنوا قديما في فلسطين شرقي الأردن وغربه حتى قبل وصول إبراهيم (تك14: 5، 15: 20 وتث2: 11 و20، 3: 11 ويش17: 15). وعندما دخل العبرانيون كنعان يبدو أن
بقية من الرفائيين اختبأوا بين الفلسطينيين (2 صم 21: 16 – 21).
رفايم
(انظر (رفائيون)).
رفيعة
انظر (قربان).
رقا
كلمة أرامية معناها (فارغ) (أي خاو) أو (تافه) (مت5: 22) وهو تعبير يفيد معنى الازدراء.
رقيب
(حز33: 2 – 9) (انظر (حرس، حارس)).
رقص
يمارس الرقص في المناسبات المفرحة (مز30: 11 وجا3: 4 ومرا5: 15 ولو15: 25). كانت النساء العبرانيات يمارسنه أما أفرادا أو جماعات سيما في استقبال الجيش المنتصر (قض11: 34 و1 صم 18: 6 و7، 29: 5).
كان لبعض العادات اليونانية خطرها الأدبي على اليهود. ولعل الرقص الخليع الذي رقصته سالومي ابنة هيروديا أمام هيرودس كان إحدى تلك العادات (مت14: 6 ومر6: 22).
ويبدو أن الرقص، كجزء من الاحتفالات الدينية، كان شائعا بين العبرانيين. وكانت النساء تمارسنه بصفة خاصة (خر15: 20 وقض21: 22 و23) وفي بعض الأحيان كان يمارسه الرجال كما نرى في الحادثة المعروفة ساعة رقص داود أمام التابوت (2 صم 6: 14 – 23 و1 أخ 15: 29).
وكان الرقص أمام التماثيل شائعا بين عبدة الأوثان (خر32: 19 و1 مل 18: 26).
رقاق
كعك من الدقيق كان يقدم مع تقدمات متنوعة وكان يلت (يعجن) بالزيت (خر16: 31، 29: 2 و23 ولا2: 4، 7: 12، 8: 26 وعد6: 15 و19).
رقوق
جلود الغنم أو المعيز المعدة للكتابة عليها بدلا من الورق. كان الجلد أولا ينقع في محلول الجير لنزع الشعر أو الصوف عنه. ثم يحلق فيغسل ويجفف ويشد وينعم. يقول هيرودتس بأن الأيونيين (هم أسلاف اليونانيين) استعملوا جلود المعيز والغنم لأن أوراق البردي كانت نادرة. ويروي التقليد أن الرقوق استعملت أولا في برغامس.
وفي سنة 1923 وجدت في دورا – الواقعة على نهر الفرات – بعض المستندات المدونة على رقوق تحمل تواريخ تقابل 196 – 195 و190 – 189 ق. م.
كانت أوراق البردي هي المستعملة عادة للكتابة (2 يو 12) لكن الرسول بولس يشير إلى رقوقه التي أولاها عناية خاصة
(2 تي 4: 13).
يرقى – راق
(انظر (حلم)، (عرافة)).
الركابيون
قوم من القينيين أو المديانيين (1 أخ 2: 55) تسلسلوا من يوناداب (أو يهوناداب) بن ركاب (2 مل 10: 15) وتسموا باسم ركاب (إر35: 2 – 19) وعاشوا بين بني أسرائيل.
وقد سن يوناداب بن ركاب لذريته (الركابيين) شريعة لكي يظلوا شعبا مستقلا ممتازا وعشيرة معتزلة بعيدة عن عبادة الأصنام وتلخص الشريعة فيما يلي:
أولا: أن يمتنعوا عن شرب الخمر وكل شراب مسكر.
ثانيا: أن لا يسكنوا في بيوت.
ثالثا: أن لا يزرعوا زرعا ولا يغرسوا كرما.
رابعا: أن يكون سكنهم في خيام (إر35: 6 و7).
وكان القصد من ذلك أن يحتفظوا ببساطة عاداتهم البدائية. وقد أطاع الركابيون هذه الوصية وظلوا شعبا مستقلا محبا للسلام وسكنوا في الخيام، وكانوا يتنقلون من مكان لآخر حسب مقتضيات الظروف. ولما غزا نبوخذنصر اليهودية هرب الركابيون إلى أورشليم طلبا للنجاة. وعندما أراد أرميا بعد ذلك ببضع سنوات أن يختبر طاعتهم لوصية أبيهم وجد أنهم لا يزالون على ولائهم الأول فوبخ اليهود لعدم طاعتهم لوصية الله. ومن أجل هذا الولاء قطع لهم الرب هذا الوعد (لاَ يَنْقَطِعُ لِيُونَادَابَ بْنِ رَكَابَ إِنْسَانٌ يَقِفُ أَمَامِي كُلَّ الأَيَّامِ) (إر35: 1 – 19).
ويقال أنه لا تزال بقية منهم إلى الآن في العراق واليمن ويعرفون ببني خيبر. لكن ليست لهم علاقة مع أخوتهم اليهود المشتتين في آسيا الذين يعتبرونهم أخوة كذبة لعدم محافظتهم على الشريعة على أنهم لا يزالون يحفظون السبت.
ركبة
المعنى الحرفي معروف. لكنها تستعمل مجازيا فهي مركز القوة (تث28: 35 وأي4: 4 وإش35: 3 ونا2: 10 وعب12: 12).
وكان استقبال المولود على الركبتين يعتبر علامة للتبني (تك30: 3، 50: 23)، وكان وضع الرأس بين الركبتين يعتبر من علامات التذلل والتضرع (1 مل 18: 42).
ويعتبر الجثو على الركبة من علامات التذلل والتواضع والتصاغر، ولذلك كثيرا ما تمت الصلاة بالجثو على الركب (2 مل 1: 13 وإش45: 23 ودا6: 10 و11 ولو22: 41 وأع9: 40، 20: 36 ورو11: 4 وأف3: 14 وفي2: 10).
مركبة
كان للمركبة قديما عجلتان ولها أشكال مختلفة، وكانت تجرها الخيل (2 صم 8: 4). وكانت تستعمل في الأغراض الحربية (خر14: 9 و1 صم 13: 5) وفي مظاهر العظمة (تك41: 43 و2 صم 15: 1 و1 مل 1: 5) وللأغراض الخاصة (تك46: 29 و2 مل 5: 9 وأع8: 28).
كانت المركبة الحربية تصنع من الحديد (يش17: 16 – 18 وقض1: 19، 4: 3) وكانت العجلات تصنع غالبا من المعدن.
لم تكن المركبة تلائم جبال فلسطين ولذلك لم تستعمل فيها بكثرة. لكنها كانت تستعمل كثيرا في أودية كنعان (يش17: 16 وقض4: 3).
وبين المصريين (إش31: 1) والأثيوبيين (الكوشيين) (2 أخ 16: 8) والسوريين (الأراميين) (2 مل 5: 9) والحثيين (2 مل 7: 6) والأشوريين (نا2: 3 و4، 3: 2).
وأول من أدخلها في الجيش العبراني داود (2 صم 8: 4). وكان لسليمان 1400 مركبة. والأرجح أنها أحضرت من مصر.
وكان يرافق المحارب في المركبة الحربية سائق المركبة وحامل الترس.
أما مركبات الشمس (2 مل 23: 11) فأخذ اليهود يستعملونها اقتداء بالأشوريين. وقد أحرق يوشيا هذه المركبات وأباد خيلها.
وقد شوهد إيليا – لدى صعوده إلى السماء حيا – يركب مركبة من نار يجرها خيل من نار (2 مل 2: 11 و12).
أما رؤساء المركبات (1 مل 22: 33) فكانوا قوادا ذوي رتبة عالية.
رامح
(أع23: 23) تشير إلى الجند المشاة المسلحين برماح.
رمث – أرماث
(1 مل 5: 9 و2 أخ 2: 16) مجموعة جذوع أشجار تعوم على الماء لنقلها من مكان لآخر.
رمح
انظر (سلاح).
رماد
يقصد به أحيانا شخص أو شيء تافه لا قيمة له (تك18: 27).
وكانت تعتبر تذرية الرماد على الرأس والجلوس عليه من علامات التقشف وأنكار الذات والتذلل والحزن المفرط والندم (2 صم 13: 19 وإس4: 3 وأي2: 8 وإر6: 26 ومرا3: 16 ويون3: 6 ومت11: 21). أما العبارة (يَرْعَى (يأكل) رَمَادا) (إش44: 20) فيقصد بها اتباع ديانة خالية من الغذاء الروحي.
وأما أكل الرماد المذكور في مز102: 9 فيشير إلى التعقل الناشئ عن شدة الحزن. كذلك ماء رماد العجول التي كانت تقدم في يوم الكفارة العظيم فكان يستعمل للتطهير (عد19: 17 و18) انظر (عجل).
رمز
هو ما عينه الله إشارة إلى أمر أعظم منه عتيد أن يكون في نظام ملكوته وهذا سمي المرموز إليه. وقد يكون الرمز حدثا تاريخيا مثل شرب شعب إسرائيل من الماء الخارج من الصخرة فقد كان يرمز إلى شرب الماء الروحي من الصخرة التي هي المسيح
(1 كو 10: 4)، أو خدمة طقسية مثل ذبيحة خروف الفصح التي كانت ترمز إلى ذبيحة المسيح، أو شخصا معينا مثل ملكي صادق الذي كان يرمز إلى المسيح.
رمفان
إله يقترن به كوكب سيار (لعله هو زحل) كان يعبد قديما، وقد عبده اليهود في البرية (أع7: 43). وكانت تصنع لهذا الإله تماثيل تحفظ في صناديق وتنقل من مكان لآخر كما كانت تصنع الهياكل لأرطاميس (أع19: 24 وإش46: 7). وهي التي يشير إليها كل من عاموس النبي (عا5: 26) وأستفانوس (أع7: 43).
رمل
يوجد الرمل على شواطئ البحار وضفاف الأنهار وفي الجبال بالقرب من الصخور الرملية وفي الصحاري. ويكثر وجوده في مصر سيما في الصحراء الغربية المتصلة بصحراء أفريقيا الكبرى.
وقد وضع الرب الرمل تخما للبحر فريضة أبدية (إر5: 22).
ويصلح الرمل لأخفاء أي شيء بسرعة إذا طمر فيه (خر2: 12).
ويكنى بالرمل عن كثرة العدد (تك23: 12، 41: 49)، وعن الثقل (أي6: 3 وأم27: 3).
وورد عن زبولون ويساكر أنهما (يَرْتَضِعَانِ مِنْ فَيْضِ الْبِحَارِ، وَذَخَائِرَ مَطْمُورَةٍ فِي الرَّمْلِ) (تث33: 19). وقيل أن العبارة الأخيرة تشير إلى الأصداف المطمورة في رمال نهر الزرقاء قرب عكا التي لون بها أهل صور الأرجوان علاوة على أن الرمال المذكورة يصنع منها الزجاج.
أرملة
كانت الأرملة منذ القديم تلبس ثيابا خاصة (تك38: 14 و19) وتنزع عنها حليها وترخي شعرها ولا تدهن وجهها. ولم يكن يسمح لرئيس الكهنة بأن يتزوج بأرملة.
يعنى الله بالضعفاء الذين لا عائل لهم سيما الأرامل (تث10: 18 ومز68: 5، 146: 9 وأم15: 25 وإر49: 11).
وقد أوصت الشريعة بأنصاف الأرامل والعطف عليهن وهددت مخالفي هذه الوصية بقصاص مروع (خر22: 22 وتث14: 29، 16: 11 و14 وإش1: 17 وإر7: 6 وزك7: 10). كذلك فعل الرب يسوع المسيح (مر12: 40).
وكانت الكنيسة في عصر الرسل تعنى بالأرامل الفقيرات (أع6: 1 ويع1: 27).
وفي الكنائس التي كانت تحت أشراف تيموثاوس كانت الأرامل اللواتي هن بالحقيقة أرامل – وليس لهن أولاد أو حفدة – تدون أسماؤهن في سجل خاص فتعنى بهن الكنيسة. وكان يشترط أن لا يقل عمر الواحدة عن الستين سنة، وأن يكون مشهودا لها بأعمال صالحة (1 تي 5: 3 – 16). وهؤلاء كانت وظيفتهن خدمة الكنيسة والأشراف على النسوة بين شعبها سيما الأرامل والأيتام.
وقد أوصت الشريعة الموسوية بأنه إذا مات رجل ولم يخلف نسلا اتخذ أخوه زوجته الأرملة زوجة له أولا لكي تبقى أملاك الميت لآله، وثانيا لكي يقام له اسم إذ كان أول ابن يولد ينسب للميت (تث25: 5). وإذا رفض الأخ التزوج بأرملة أخيه تزوجها أقرب الأقرباء بعد الأخ أو التالي، كما حدث مع بوعز وراعوث.
رمان
ثمر معروف واسمه باللاتينية Punica granatum وترتفع شجرته نحو خمسة أمتار (عد13: 23 وتث8: 8 ونش4: 3، 6: 7). تصنع الخمر من عصيره (نش8: 2).
كان يزين ثوب رئيس الكهنة وأفوده برمان مطرز (خر28: 33 و34، 39: 24 – 26).
ونحتت رمانات في أماكن شتى من الهيكل (1 مل 7: 18).
رمون
اسم عبري معناه (رمانة).
1 – رجل بنياميني كان ابناه رئيسين عند أيشبوشث بن شاول فغدرا به وقتلاه (2 صم 4: 2 – 8).
2 – مدينة جنوب يهوذا بالقرب من عين (يش15: 32 و1 أخ 4: 32 وزك14: 110). وقد نقلت بسرعة إلى نصيب شمعون مع عين ومدن أخرى (يش19: 7). ويظن البعض أنها أم الرمامين التي تبعد 9 أميال شمالا عن بئر سبع وإلى الجنوب الغربي من الخليل.
3 – مدينة في حدود نصيب زبولون (يش19: 13) لكنها خصصت للاويين ودعيت رمونو (1 أخ 6: 77). وتدعى أيضا دمنة (انظر (دمنة)) ولعلها هي رمانة الحالية التي تبعد ستة أميال عن الناصرة شمالا.
4 – صخرة بالقرب من جبعة لجأ إليها 600 من بني بنيامين المنهزمين وظلوا مختبئين فيها أربعة أشهر (قض20: 45 – 47، 211: 13) وتوجد قرية معروفة بهذا الاسم على قمة أكمة بين بيت إيل والأردن.
رمون
اسم أكادي معناه (رعد) وهو اسم إله عبده السوريون (الأراميون) كان له هيكل في دمشق اعتاد نعمان السرياني وملكه أن يسجدا فيه (2 مل 5: 18). الاسم الكامل لهذا الإله هو (هدد رمون)، وكان يعتبر أنه إله الأمطار والزوابع والبرق والرعد، أو الإله الذي ينضج الفاكهة.
رمونو
انظر (رمون) 3.
رهن
كانت هنالك في الناموس وصايا كثيرة بصدد الرهن أهمها أنها لم يكن يسمح للدائن بدخول بيت المديون لأخذ الرهن بل كان عليه أن يبقى أمام الباب حتى يؤتى به إليه (تث24: 11 و12). وإذا أخذ الثوب رهنا وجب رده قبل غروب الشمس لأنه ربما يكون هو لباسه في النوم (خر22: 26 و27) ولا يجوز رهن ثوب الأرملة (تث24: 17). ولا يجوز رهن الجزء العلوي أو السفلي من الرحى لئلا تتعطل عملية طحن الحنطة للقوت اليومي (تث24: 6).
رهناء
(2 مل 14: 14 و2 أخ 25: 24) هم أشخاص يؤخذون لضمان الصلح.
روجل
انظر (عين روجل).
روح
الروح كائن غير مادي قد يلبس أو لا يلبس جسدا (تَبْتَهِجُ رُوحِي بِـ / للَّهِ مُخَلِّصِي) (لو1: 47)، (اَللَّهُ رُوحٌ) (يو4: 24). وقيل عن الملائكة الذين لا جسد لهم أنهم (جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحاً خَادِمَةً) (عب1: 14).
ويتكون الإنسان من ثلاثة عناصر: روح ونفس وجسد. وهذا ما يؤيده قول الرسول بولس (وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ كَامِلَةً بِلاَ لَوْمٍ) (1 تس 5: 23). فالجسد هو الجزء المادي في تكوين الإنسان أما النفس فهي عنصر الحياة الحيوانية، فيها يشترك الإنسان مع الحيوان. عليها يتوقف الفهم والحركة والحساسية، وهي تتوقف عند الموت. والروح هي العقل، العنصر الخالد، مصدر الإرادة والضمير. خلق الله الإنسان بأعطاء حياة لجسد الذي صوره ثم بخلق روح عاقلة وهبها للإنسان (تك2: 7). وعند الموت (يَرْجِعُ التُّرَابُ (الجسد) إِلَى الأَرْضِ كَمَا كَانَ، وَتَرْجِعُ الرُّوحُ إِلَى اللَّهِ الَّذِي أَعْطَاهَا) (جا12: 7).
النفس الحية في الحيوان (تك1: 21 و24) هي مجرد النفس الحيوانية وهي نفسية ومادية في طبيعتها وتهلك مع الجسد، وهي التي قيل عنها (لاَ تَأْكُلُوا دَمَ جَسَدٍ مَا، لأَنَّ نَفْسَ كُلِّ جَسَدٍ هِيَ دَمُهُ) (لا17: 11 و14 وتث12: 23). أما النفس الحية في الأنسان (تك2: 7) فهي عنصر أسمى، هي النفس العاقلة التي نفخها الخالق في الإنسان وجعلها على صورته. ولهذا ففي كثير من الأحيان تستعمل لفظة (الرُّوحُ) في الكتاب بدل النفس، ولفظة النفس بدل الروح، ولهذا يعتقد كثيرون أن هناك عنصرين فقط في الإنسان الجسد ويشمل النفس الإنسانية والروح.
الروح القدس
هو روح الله، الأقنوم الثالث في الثالوث. وقد ذكر هذا التعبير في العهد القديم ثلاث مرات فقط (مز51: 11 وإش63: 10 و11) لكنه يتضمن إشارات عديدة لعمله. أما في العهد الجديد فقد ذكره مرارا.
وقد سمي روحا لأنه مبدع الحياة، ودعي قدوسا لأن من ضمن عمله تقديس قلب المؤمن. ويدعى روح الله وروح المسيح.
ويعلمنا الكتاب المقدس بكل وضوح عن ذاتية الروح القدس وعن ألوهيته، إذ نسب إليه أسماء الله الحي، وصفاته، وأعماله، وعبادته.
1 – فنسب إليه أسماء الله كيهوه (أع28: 25 مع إش6: 9 وعب3: 7 و9 مع خر17: 7 وإر31: 31 و34 مع عب10: 15 و16)، الله (أع5: 3 و4)، الرب (2 كو 3: 17 و18).
2 – ونسب إليه الصفات الإلهية كالعلم بكل شيء (1 كو 2: 10 و11 وإش40: 13 و14). والوجود في كل مكان (مز139: 7 وأف2: 17 و18 ورو8: 26 و27)، والقدرة على كل شيء (لو1: 35)، والأزلية (عب9: 14).
3 – ونسب إليه الأعمال الألهية كالخلق (مز104: 30 وأي33: 4).
4 – ونسب إليه العبادة الواجبة لله (إش6: 3 ومت28: 19 و2 كو 13: 14).
ومن ضمن أعماله أيضا أنه يهب القوة (قض3: 10، 14: 6 و19، 15: 14 و1 صم 11: 6، 16: 13 و1 أخ 12: 18). والحكمة والفهم والمعرفة (خر31: 3) ويهب قلبا جديدا وروحا جديدا (حز36: 26 و27) ويبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة. ويعلم كل شيء ويذكر بكل ما قيل (يو14: 26) ويعزي (يو14: 16 و26، 15: 26، 16: 7) ويهب روح التبني (رو8: 15) ويشفع في المؤمنين ليعلمهم ما يصلون لأجله (رو8: 26). وهو يحيي المائتين بالخطايا والآثام ويقدسهم ويطهرهم وهكذا يؤهلهم لتمجيد الله والتمتع به إلى الأبد (رو5: 5، 8: 2 – 13).
وقال عنه إشعياء النبي أنه (رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ، رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ) (إش11: 2).
وإذ حبلت السيدة العذراء حبل بالسيد المسيح فيها من الروح القدس (مت1: 18 – 20).
ولما كتب الآباء والأنبياء والرسل أسفار الكتاب المقدس كانوا مسوقين من الروح القدس الذي أرشدهم فيما كتبوا وعضدهم وحفظهم من الخطأ وفتح بصائرهم في بعض الحالات ليكتبوا عن أمور مستقبلة (2 بط 1: 21 و2 تي 3: 16) انظر (تَمْيِيزُ الأَرْوَاحِ).
تمييز الأرواح
هذه هي إحدى مواهب الروح القدس (1 كو 12: 10) وبها يمكن امتحان الأرواح وتمييزها لكي تعرف أن كانت من الله (1 يو 4: 1) وفي العصور الأولى من تاريخ الكنيسة كثر الأنبياء الكذبة والأرواح الشريرة والتعاليم الغريبة.
بواسطة هذه المواهب (القدرة على تمييز الأرواح) اكتشف بطرس كذب حنانيا وعرف بولس خداع عليم الساحر.
روضة
عشب أخضر (تك41: 2).
رواق
فناء في الجانب الغربي لدار الهيكل الخارجية (1 أخ 26: 18) وكان يحتوي على غرف للموظفين وزرائب للماشية
(2 مل 23: 11) وقد علم الرب يسوع في رواق سليمان في الهيكل (يو10: 23).
رواقيون
شيعة من الفلاسفة اليونان سميت كذلك نسبة إلى الرواق الذي كان يعلم فيه زينو مؤسس هذا المذهب الفلسفي. وكان زينو هذا من كتيم أو قبرس وقد التقى بولس مع جماعة من الرواقيين وكذلك مع الأبيقوريين في أثينا (أع17: 18) وقد ولد زينو مؤسس هذا المذهب في قبرس حوالي عام 336 ق. م. ثم انتقل من مسقط رأسه إلى أثينا وبقي هناك يعلم الفلسفة مدة 58 عاما في رواق في السوق العام. وكانت فلسفته بوجه عام (بنثيائية) أي تعتقد بألوهية الكائنات. وقد اعتبر الرواقيون أنفسهم من ضمن أتباع سقراط وتمثلوا به في نظريته عن الحياة. وقد فرقوا تفريقا بينا واضحا بين ما هو خير أدبيا وبين ما هو موافق أو لائق فأعلنوا أن العمل يكون خيرا أو شرا في ذاته وأنه لا ينبغي أن يكون السرور الغاية من أي عمل ما. وأسمى خير هو الفضيلة وكانت الفضيلة في عرفهم في العيشة بحسب الفطرة والتشبه بالطبيعة وموافقة السلوك الإنساني لقوانين الكون وموافقة الإرادة الإنسانية للإرادة الإلهية موافقة تصل إلى حد الاستسلام التام للقضاء والقدر.
وأعظم الفضائل في عرفهم هي الحكمة العملية بالنسبة إلى ما هو خير أو شر، والشجاعة والفطنة وضبط النفس والعدل. وقد شجع زينو أتباعه أن يضبطوا مشاعرهم ضبطا محكما حتى يصبحوا بقدر المستطاع مستقلين تمام الاستقلال عن كل المؤثرات المقلقة مهما كان نوعها وبالرغم عما يمكن أن يحدث.
وقد بقيت الرواقية فعالة مدة أربعمائة عام وكان أعظم أساتذتها أبكتيتس الذي كان عبدا، وسنكا الفيلسوف، والأمبراطور ماركوس أوريليوس.
رومية
أسسها سنة 753 ق. م. روميولس الذي صار أول ملك لها. وقد بناها على أكمة واحدة من كل الآكام السبع هناك، ومع الزمن امتدت فشغلت كل الآكام. وإذ ازداد نفوذ هذه المملكة الصغيرة الناشئة – رومية – شيئا فشيئا صارت فيما بعد أمبراطورية. ثم استولت على حوض البحر الأبيض المتوسط كله. فكانت رومية – عاصمة الأمبراطورية الرومانية، قبلة أنظار العالم كله، وملتقى ساسة العالم وقادته. ومن رومية انتشرت العلوم والآداب والفلسفة، ولا يزال القانون الروماني يدرس في كل أرجاء العالم إلى الآن. لكن بالرغم من كل هذا فقد كانت المدينة غارقة في أرجاس العبادة الوثنية وقبائحها واستولت عليها الخزعبلات – الأمر الذي يتضح مما ورد في الأصحاح الأول من الرسالة إلى أهل رومية.
وعندما ولد المسيح كان بالمدينة كثيرون من اليهود الذين تشتتوا فيما بعد في كل أرجاء العالم.
ولا يعلم يقينا الوقت الذي فيه دخلتها المسيحية ولا على يد من دخلتها. لكن الأرجح أنه تم على يد اليهود أهل رومية الذين كانوا في أورشليم يوم الخمسين (أع2: 10) إذ امتلأوا من الروح القدس وعادوا إلى رومية بدأوا يذيعون الإنجيل فيها. وقد احتدمت المناقشات – ولا تزال – فيما إذا كان بطرس هو أول من نادى بالأنجيل في رومية. فالكنيسة البابوية تنادي بهذا الرأي، وتخالفها أغلب الكنائس الأخرى.
ولأن رومية كانت أهم مدينة في العالم فقد اشتهى بولس أن يذهب إليها للمناداة فيها بالإنجيل. لكن حالت عوائق كثيرة دون تحقيق أمنيته هذه (أَنَّنِي مِرَاراً كَثِيرَةً قَصَدْتُ أَنْ آتِيَ إِلَيْكُمْ، وَمُنِعْتُ حَتَّى الآنَ) (رو1: 13). لكن الله رتب له أن يذهب إليها لكي يحاكم أمام قيصر على أساس أن هذا كان حقا يعطى لكل روماني. وكان بولس قد اكتسب الرعوية الرومانية بالمولد (أع22: 25 – 28، 25: 11 و12). وبناء على رغبته أرسل إلى رومية فوصل إليها فعلا وأقام فيها سنتين (أع28: 16 و30).
وفي سنة 64 م. قام الأمبراطور نيرون وأثار اضطهادا شديدا على مسيحيي رومية، ثم قام من بعده دومتيانوس وجدد الاضطهاد سنة 81 م. وخلفه تراجانوس حيث أثار عليهم اضطهادا أشد بين سنة 97 وسنة 117.
وفي رومية استشهد كل من بطرس وبولس حوالي سنة 68 م. الأول بصلبه منكس الرأس، والثاني بقطع رأسه.
أما شهرة رومية الحديثة فلا تنحصر في عظمتها الحالية فحسب بل أيضا فيما تذخر به من الآثار القديمة النفيسة والكنائس الكثيرة، وأهمها كنيسة القديس بطرس التي تعتبر من أفخم كنائس العالم وأكثرها اتساعا. وبها أيضا الفاتيكان مقر البابا رئيس الكنيسة الكاثوليكية.
رسالة بولس إلى أهل رومية
هي السفر السادس من أسفار العهد الجديد، وقد كتبها بولس سنة 58 م. من مدينة كورنثوس قبيل مغادرتها ليذهب إلى أورشليم حاملا معه المساعدة المالية التي جمعها للقديسين الفقراء فيها (رو15: 25 و26). وأرسلت على يد فيبي خادمة (أو شماسة) الكنيسة التي في كنخريا من أعمال كورنثوس (رو16: 1). ظل بولس الرسول سنوات كثيرة مشتاقا إلى زيارة رومية (ص1: 10 – 12، 15: 23) وإذ انتهت خدمته في الشرق قصد أن يزورها في طريقه إلى أسبانيا بعد تقديم المساعدة المالية لأهل أورشليم (15: 28). وقد أرسل هذه الرسالة إلى مسيحيي رومية حيث كان له هناك أصدقاء كثيرون أذ اعتقد أن كنيسة رومية تدخل ضمن دائرة خدمته كرسول للأمم (انظر ص15: 15 و16).
أما السبب في تقديم رسالة رومية على سائر رسائل بولس فيرجع إلى عدة أسباب:
1 – أنها أكثرها بلاغة وعبارتها منطقية.
2 – سمو تعاليمها.
3 – كثرة أصحاحاتها.
4 – عظمة المدينة التي كتبت إليها.
ويقال أن يوحنا فم الذهب كان يأمر بأن تقرأ أمامه هذه الرسالة مرتين في الأسبوع.
وأما موضوع الرسالة فيلخص في أحدى العبارات الواردة فيها (إِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ… لأَنْ فِيهِ مُعْلَنٌ بِرُّ اللهِ بِإِيمَانٍ، لإِيمَانٍ) (ص1: 16 و17). وقد اتبع الرسول في هذه الرسالة – كما في أغلب رسائله – طريقته الخاصة. وهي أن الجزء الأول تعليمي (1 – 11) والجزء الأخير عملي (12 – 16).
أولا: ويعلمنا الجزء التعليمي عن:
طريق الخلاص:
1 – فأساسه مبني على التبرير لا بأعمال الأمم التي تمليها عليهم الطبيعة (ص1) ولا بأعمال اليهود التي بالناموس (ص2 و3) لكن فقط بالإيمان بيسوع المسيح (ص3: 21 إلخ وص4).
2 – ودرجات ذلك الخلاص هي: السلام مع الله (ص5) التقديس (ص6 و7) التمجيد (ص8).
3 – الأشخاص الذين يخلصون: هم الأمم واليهود (ص10 و11) وذلك يتوقف على اختيار النعمة (ص9).
ثانيا: الجزء العملي وفيه نجد:
1 – تعاليم وأرشادات منوعة تفيد جميع المسيحيين (ص12).
2 – إرشادات تفيدنا كأعضاء في هيئة مدنية (ص13).
3 – مبادئ وقوانين تفيد المسيحيين في معاملتهم بعضهم بعضا كأعضاء في الكنيسة المسيحية (ص14 و15: 1 – 14).
ختام الرسالة: وفيه نراه يعتذر لكتابته لهم (ص15: 14 – 16) ويعطيهم ملخصا عن نفسه وعن عمله (ع17 – 21) ويعدهم بزيارتهم (ع22 – 29) ويرجوهم أن يصلوا لأجله (ع30 – 33) ويهدي سلامه لأشخاص عديدين (ص16: 1 – 16) ويحذرهم من الذين يسببون الشقاقات (ع17 – 20) ويبلغ سلام أصدقائه لهم أيضا (ع21 – 23) وأخيرا يختم الرسالة بطلب البركة الرسولية لهم وتمجيد الله
(ع24 – 27).
المملكة الرومانية: بدأ تأسيس مدينة رومية عام 753 ق. م. صارت هذه المملكة الصغيرة تزداد اتساعا وأهمية وتستولي على ما جاورها من المدن إلى أن صارت جمهورية. وصار عامة الشعب يطالبون بامتياز بعد امتياز إلى أن أصبح لكل روماني صوت في الحكومة. وفي مدة الجمهورية وسعت رومية حدودها حتى شملت أولا كل أيطاليا، وأخيرا كل حوض البحر الأبيض المتوسط.
حدث احتكاك رومية بآسيا أولا سنة 190 ق. م. حين هزم الجيش الروماني أنتيوخس الكبير ملك سوريا، ثم مدت رومية نفوذها في آسيا الصغرى.
وفي سنة 63 ق. م. خضعت اليهودية لرومية ولكن سمح لها بأن تعين ولاة من بنيها.
وفي سنة 31 ق. م. تولى الحكم الأمبراطور أوكتافيان (أوكتافيوس) وأطلق على نفسه لقب أوغسطس وهكذا بدأت الأمبراطورية الرومانية.
وفي أثناء حكم أوغسطس ولد المسيح، وفي أثناء حكم خلفه طيباريوس تم الصلب.
وفي أثناء حكم كلوديوس قتل يعقوب أخو يوحنا (أع11: 28، 12: 1 و2). وإلى نيرون رفع بولس دعواه (أع25: 11). وهو الذي قتل بولس بقطع رأسه وبطرس بصلبه. أما خراب أورشليم الذي تنبأ عنه الرب (مت24 ومر13 ولو19 و21) فقد تم في سنة 70 م. على يد تيطس الذي صار فيما بعد أمبراطورا.
وفي أيام أوغسطس كانت حدود الأمبراطورية نهر الفرات شرقا والمحيط الأطلنطيكي غربا، والصحراء الأفريقية جنوبا، وبحر الشمال ونهري الرين والدانوب شمالا. وفي أيام كلوديوس تم غزو جزء من بريطانيا. وفي أيام تراجان اتسعت الأمبراطورية إلى ما بعد نهر الفرات، وهكذا صارت الأمبراطورية تزداد اتساعا إلى أن شملت معظم العالم المتمدن. وإذ بدأ سوس الفساد ينخر في عظام الأمبراطورية في الداخل بدأت تضعف وبالتالي بدأ سقوطها. كان آخر أمبراطور يملك على كل الأمبراطورية ثيودوسيوس (379 – 395). وعند موته انقسمت الأمبراطورية بين ابنيه ولم تعد متحدة فيما بعد.
وقد دأب الأباطرة على اضطهاد المسيحية منذ بدايتها وكان أشدهم عنفا نيرون ودومتيانوس ودقلديانوس. ولكن بالرغم من هذا الاضطهاد كانت المسيحية تزداد قوة وانتشارا. وفي أيام قسطنطين في أوائل القرن الرابع صارت المسيحية الديانة الرسمية ل
ريباي
اسم عبري معناه ((يهوه يجاهد) بنياميني من جبعة وأبو إتاي أحد أبطال داود (2 صم 23: 29 و1 أخ 11: 31).
ريح
كان العبرانيون يعتقدون أن هنالك أربعة أنواع من الريح: الريح الشرقية والريح الغربية والريح الشمالية والريح الجنوبية (إر49: 36 وحز37: 9 ورؤ7: 1).
والله هو الذي خلق الريح (عا4: 13) وهي خاضعة لأمره وتطيعه وتتمم إرادته (أي28: 25 ومز78: 26، 107: 25، 135: 7، 148: 8 ومت8: 26).
كانت الريح التي تهب من الغرب والجنوب الغربي والشمال الغربي تحمل الأمطار إلى فلسطين. وتقترن بالعواصف (1 مل 18: 43 – 45 ومز147: 18 وحز13: 13).
وكثيرا ما دمرت الريح المنازل والسفن (أي1: 19 ومز48: 7 ومت7: 27). أما الريح اللافحة فكانت تجفف الأنهار وتلفح المزروعات (تك41: 6 وإش11: 15 وحز19: 12 ويون4: 8).
والرياح الجنوبية، والجنوبية الشرقية التي تعبر صحراء العرب جافة وحارة (أي37: 17 ولو12: 55). والريح الشمالية لطيفة.
وينتفع بالريح في درس القمح والحبوب لتنقيتها من التبن (أي21: 18). وينتفع الملاحون أيضا بالريح لقيادة سفنهم (أع27: 40). وقد شبه السيد المسيح عمل الروح القدس بهبوب الريح (يو3: 8) (انظر (أوركليدون، مطر، أوقات، زوبعة)).
ريفاث
شعب من نسل جومر (تك10: 3 و1 أخ 1: 6). ويقرر يوسيفوس أنهم هم البفلجونيون. ولعل جبال الريفيين تنتسب إليهم، وكان يعتقد بأن هذه الجبال هي حدود العالم في الشاطئ الشمالي.
راية
تنوب هذه الكلمة في الترجمة العربية عن كلمتين في الأصل العبري، أحداهما (نيس) بمعنى سارية على رأسها مشعل (مز60: 4 وإش18: 3، 62: 10 وإر4: 6 و21، 51: 12 و27)، والأخرى (دجل) بمعنى العلم أو اللواء المصنوع من قماش والمصور عليه بعض الصور (عد1: 52 ومز20: 5 ونش2: 4، 6: 4).
قال بعض علماء اليهود أنه على راية يهوذا رسمت صورة أسد، وعلى راية رأوبين صورة رجل، وعلى راية أفرايم صورة ثور، وعلى راية دان صورة نسر (انظر (رجسة)).
مصطلحات إضافية من موقع سانت تكلا هيمانوت:
رآيا الراجع مع زربابل
اسم عبري معناه “يهوه رأى” أو “يهوه اعتنى”:
اسم رجل رجع بنوه مع زربابل [عددهم الإجمالي مع جَمِيعُ النَّثِينِيمِ وَبَنِي عَبِيدِ سُلَيْمَانَ: 392] (عز 2: 47 ونح 7: 50).
راجيس
اسم عبري معناه “تجارة” مدينة في يهوذا، لا يعرف موقعها الآن، أرسل إليها داود قسمًا من غنيمته (1صم 30: 29).
راخال | راكال
اسم عبري معناه “تجارة” مدينة في يهوذا، لا يعرف موقعها الآن، أرسل إليها داود قسمًا من غنيمته (1صم 30: 29).
رأس شهر | رؤوس شهور
(عد 10: 10 و28: 11 و2مل 4: 23 وحز 46: 1 و3 و6)، انظر: قمر، مواسم، شهر، هلال.
رئيس المجوس | راب ماج
هذا لقب اكادي “راب موجي” ومعناه “الرئيس الكبير” (ار 39: 3 و13). وهي وظيفة في البلاط البابلي شغلها نرجل شراصر.
رأس
وهى في العبرية “روش” وفي الأرامية “راش” وهى في بعض المواضع “جولجوليت” التي تعنى حرفيًا “جمجمة” أو “الرأس المقطوعة” كما في القول: “وسمروا رأسه (شاول) في بيت داجون” (أخ 10: 10)، ومنها جاءت كلمة “جلجثة” (مت 27: 33، مرقس 15: 22، يو 19: 17). كما تستخدم الكلمة مت العبرية “مراشة” أي موضع الرأس أو الوسادة (1 مل 19: 6)، وكذلك كلمة “قدقد” وتعنى حرفيًا “قمة الرأس” أو “الهامة” (تث 28: 35، 33: 16 و20، 2 صم 14: 25، إش 3: 17، إرميا 48: 45).
وكثيرًا ما وردت اللفظتان العبرية والأرامية بمعناها الحرفي أو بمعناهما المجازى، وتستخدمان للدلالة على:
1 – رأس الإنسان:
ليعنى ذات الإنسان، من قبيل تسمية الإنسان بأشرف أجزائه، وهذا هو الحال في كل المواضع التي يذكر فيها أن الشر يعود أو يقع على رأس صاحبه (أنظر مز 7: 16، 38: 4، حز 33: 4، عوبديا 15).
2 – رأس الحيوان:
فتستخدم الكلمة للدلالة على رأس الحية (تك 3: 15)، ورأس الذبيحة ثورًا كانت أو كبشًا أو تيسًا (خر 29: 10 و15 و19، لا 4: 4 و24). ورأس لوثان (أيوب 41: 7).
3 – رأس الشئ أو قمته:
مثل رؤوس الأعمدة (خر 36: 38، 38: 28، 2 أخ 3: 15)، ورؤوس الجبال (خر 19: 20، عد 21: 20، قض 9: 7، عاموس 1: 20، 9: 3). ورأس قضيب الذهب أو الصولجان أستير (5: 2)، ورأس السلم (تك 28: 2) ورأس البرج (تك 11: 4).
4 – البداية أو المصدر أو الأصل:
كما “فى البدء منذ أوائل الأرض” (أم 8: 23، إش 41: 4)، أو البداية (جا 3: 11) أو رأس الشهر أي أوله (خر 12: 2) ورأس النهر (تك 2: 10) أي منبعه، ورأس الزقاق ورأس الطريق أي أوله (إش 51: 20، حز 16: 25، 21: 21).
5 – بمعنى قائد أو أمير أو رئيس:
أى من يقف رأسًا أو في المقدمة، كما فى: هوذا معنا الله رئيسًا “(2 أخ 13: 12)،” أتعلم أنه اليوم يأخذ الرب سيدك من على رأسك؟ “(2 مل 2: 3). ووعد الرب شعبه بأن يجعلهم” رأسا “للأمم (تث 28: 13). وبمعنى عاصمة أو مقر الرياسة كما في” لأن رأس أرام دمشق، ورأس “ملك” دمشق رصين “(إش 7: 8)،” رؤوس بيوت آبائهم “أي شيوخ العشائر (خر 6: 14) ورؤوس الأسباط (تث 1: 15 – انظر أيضا عدد 14: 4، 1 أخ 11: 42، نح 9: 17). ويقول إشعياء النبى:” فيقطع الرب من إسرائيل الرأس والذنب “ويفسر ذلك بالقول:” الشيخ والمعتبر هو الرأس، والنبى الذي يعلم بالكذب هو الذنب “(إش 9: 14 و15). كما يقول أيضا:” يحلق السيد بموسى.. الرأس وشعر الرجلين “(إش 7: 20).
6 – وفي العهد الجديد نقرأ أن المسيح هو رأس الكنيسة:
(أف 1: 22، 5: 23)، وأن “رأس كل رجل هو المسيح” (1 كو 11: 3)، وأنه رأس كل رياسة وسلطان “(كو 2: 10)، و” هو رأس الجسد الكنسية “(كو 1: 18، أنظر أيضا أف 4: 15). وفي العبارات:” أريد أن تعلموا أن رأس كل رجل هو المسيح، وأما رأس المرأة فهو الرجل، ورأس المسيح هو الله “(1 كو 11: 3، أف 5: 23)، نجد كلمة” رأس “تدل على سيادة المسيح على الكنيسة، بينما تعبِّر كلمة” رأس “في الرسالة إلى أفسس (4: 16) عن اعتماد الكنيسة على المسيح.
7 – استخدامات مختلفة لكلمة الرأس:
حيث أن الرأس هو أهم الأعضاء في جسم الإنسان، لذلك يقال إن المصائب أو البركات تقع دائمًا على رأس الإنسان (تك 49: 26، تث 33: 16، قض 9: 57، 1 صم 25: 39، 2 أخ 6: 23، حز 9: 10، 11: 21، 16: 43، 22: 31). ولهذا كانت توضع الأيدي على رأس الشخص المطلوب مباركته (تك 48: 14 و17 و18، مت 19: 15)، أو على رأس الحيوان الذي يقدم ذبيحة (خر 29: 15، لا 1: 4، 4: 29، 33). كما تقع على رأس الإنسان مسئولية أعماله (2 صم 1: 16، 3: 29، 1 مل 8: 32، مز 7: 16، أي 18: 6).
ويعلمنا الكتاب أن نقابل الإساءة بالإحسان (مت 5: 44) أو بالتعبير “العبري نجمع جمر نار على رأسه” (أم 25: 22، رو 12: 20). وكثيرا ما كان اليهودي يقسم برأسه، لذلك قال الرب يسوع: “ولا تحلف برأسك” (مت 5: 36) كما كان النذير يُعرف بشعر رأس انتذاره (عد 6: 18).
وهناك العديد من التعبيرات والأمثال المرتبطة بالرأس، مثل: “الرأس الأشيب” الذي يرمز للتقدم في العمر (أى 12: 12، أم 20: 29). وحلق الرأس مستديرًا (لا 19: 27، تث 14: 1) أي حلق الرأس كله، كما كان يفعل الوثنيون في المعابد الوثنية.
وكان مسح الرأس بالدهن علامة على الفرح (مز 23: 5، 92: 10، عب 1: 9). أما تغطية الرأس (2 صم 15: 30، أستير 6: 12، إرميا 14: 3) ووضع الشخص يده على رأسه (2صم 13: 19)، ووضع التراب أو الرماد على الرأس (يش 7: 6، 1 صم 4: 12، 2صم 1: 2، 13: 19، مراثى 2: 10، عاموس 2: 7) فتعبر كلها عن الحزن والأسى والخجل العميق والنوح. وقد غطوا وجه هامان – عندما غضب عليه الملك أحشويرش – باعتباره مجرمًا مدانًا، لم يعد له حق في الحياة (أستير 7: 8).
ولا يفوتنا أن نذكر ما أمر به الرسول بولس من وجوب تغطية رأس المرأة عندما تصلى أو تتنبأ، أما الرجل فلا ينبغى أن يغطى رأسه (1 كو 11: 4 – 7). وكان هذا الأمر على عكس عادات اليهود الذين كان رجالهم يلبسون على رؤوسهم “تاليت” أو شال الصلاة، بينما كان يكفى النساء أن يرخين شعورهن (1 كو 11: 15) ويبدو أن الرسول يوصى كنيسة كانت تعيش وسط شعوب يونانية، بمراعاة القواعد والتقاليد المحلية التي لا غبار عليها.
ويعبر “سحق الرأس” (تك 3: 15) عن الموت الأكيد، فالله “يسحق رؤوس أعدائه” (مز 68: 21) أى يقضى عليهم تمامًا.
أما “انغاض الرأس” أو هزها، فيحمل معنى السخرية والاستهزاء والاحتقار (مز 22: 7، 44: 14، 64: 8، إرميا 18: 16، 48: 27، مراثى 2: 15، مت 27: 39، مرقس 15: 29). ويشير “إحناء الرأس” (إش 58: 5) للمذلة والتواضع.
الشيوخ العشرة الشهود ما بين بوعز وولي راعوث الأول
حينما أراد بوعز الحديث مع ولي راعوث الأول “أَخَذَ عَشَرَةَ رِجَال مِنْ شُيُوخِ الْمَدِينَةِ وَقَالَ لَهُمُ: «اجْلِسُوا هُنَا». فَجَلَسُوا” لكي يشهدوا على الاتفاق (را 4: 2) (1). وعرض بوعز على الولي شراء أرض أليمالك والزواج من راعوث لإقامة “اسْمَ الْمَيِّتِ عَلَى مِيرَاثِهِ” (را 4: 3 – 5) حسب الشريعة. وعندما اعتذر الولي عن الأمر “قَالَ بُوعَزُ لِلشُّيُوخِ وَلِجَمِيعِ الشَّعْبِ: «أَنْتُمْ شُهُودٌ الْيَوْمَ أَنِّي قَدِ اشْتَرَيْتُ كُلَّ مَا لأَلِيمَالِكَ وَكُلَّ مَا لِكِلْيُونَ وَمَحْلُونَ مِنْ يَدِ نُعْمِي. وَكَذَا رَاعُوثُ الْمُوآبِيَّةُ امْرَأَةُ مَحْلُونَ قَدِ اشْتَرَيْتُهَا لِيَ امْرَأَةً، لأُقِيمَ اسْمَ الْمَيِّتِ عَلَى مِيرَاثِهِ وَلاَ يَنْقَرِضُ اسْمُ الْمَيِّتِ مِنْ بَيْنِ إِخْوَتِهِ وَمِنْ بَابِ مَكَانِهِ. أَنْتُمْ شُهُودٌ الْيَوْمَ»” (را 4: 9، 10).
وبالفعل شهد الشيوخ العشرة للأمر، وأعطوا دعوات جميلة للأسرة الجديدة قائلين: “نَحْنُ شُهُودٌ. فَلْيَجْعَلِ الرَّبُّ الْمَرْأَةَ الدَّاخِلَةَ إِلَى بَيْتِكَ كَرَاحِيلَ وَكَلَيْئَةَ اللَّتَيْنِ بَنَتَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ. فَاصْنَعْ بِبَأْسٍ فِي أَفْرَاتَةَ وَكُنْ ذَا اسْمٍ فِي بَيْتِ لَحْمٍ. وَلْيَكُنْ بَيْتُكَ كَبَيْتِ فَارَصَ الَّذِي وَلَدَتْهُ ثَامَارُ لِيَهُوذَا، مِنَ النَّسْلِ الَّذِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ مِنْ هذِهِ الْفَتَاةِ” (را 4: 11 – 12).
راقم من نسل منسى
اسم عبري معناه “رقش، تشكيل، تلوين”:
رجل من نسل منسى (1 أخبار 7: 16).
راقم الحبروني
اسم عبري معناه “رقش، تشكيل، تلوين”:
رجل من نسل يهوذا من بني حبرون (1 أخبار 2: 43).
رام حفيد بوز
اسم عبري معناه “مرتفع، سام”:
أحد أحفاد بوز، وجد اليهو (اي 32: 2) ويزعم البعض أنه هو ارام الوراد ذكره في تك 22: 21 لكن لا أساس لهذا الزعم لأن ارام ليس من نسل بوز، ثم أن كلمتي رام وارام تختلفان في الأصل العبري.
قرية الرامة
← اللغة الإنجليزية: Ramah – اللغة العبرية: רמה – اللغة اليونانية: Ραμά – اللغة القبطية: Rama.
اسم عبري معناه “مرتفعة”.
كانت قرية صغيرة مبنية على هضبة عالية في نصيب سبط بنيامين (يش 18: 25؛ 1 صم 19؛ مت 2: 18) على بَعد خمسة أميال شمال أورشليم على طريق بيت إيل. وقد بناها بعشا ملك إسرائيل وحصّنها لكي لا يدع أحدًا من شعبه يخرج أو يدخل إلى ملك يهوذا، غير أن ملك يهوذا دبَّر لع مكيدة وانتزعها من يده (1 مل 15: 17 – 22). وبعد ما خرّب نبوزردان أورشليم، اجتمع اليهود في الرامة (إر 40: 1) ومنها رحلوا إلى السبي البابلي. وإليها عادوا بعد رجوعهم من السبي [عددهم: 621 مع بَنُو جَبَعَ] (عز 2: 26؛ نح 11: 33).
ويتحدَّث إرميا النبي عن “صوت سمع في الرامة نوح وبكاء مر، راحيل تبكي على أولادها وتأبى أن تتعزّى عن أولادها لأنهم ليسوا بموجودين” (إر 31: 15). ومكانها اليوم (الرام).
مدينة الرامة، على حدود سبط أشير
← اللغة الإنجليزية: Ramah – اللغة العبرية: רמה – اللغة اليونانية: Ραμά – اللغة القبطية: Rama.
اسم عبري معناه “مرتفعة”.
مدينة على حدود سبط أشير (يش 19: 29). ويظن أن مكانها الآن الرامة على مسافة ثلاثة عشر ميلًا جنوب صور.
مدينة الرامة، في سبط نفتالي
← اللغة الإنجليزية: Ramah – اللغة العبرية: רמה – اللغة اليونانية: Ραμά – اللغة القبطية: Rama.
اسم عبري معناه “مرتفعة”.
مدينة مُسَوَّرة في سبط نفتالي (يش 19: 29). ويعتقد أن مكانها الآن الرامة على مسافة خمسة أميال جنوبي قربي صفد.
قرية الرامة، في سبط شمعون | راموت الجنوب
← اللغة الإنجليزية: Ramah – اللغة العبرية: רמה – اللغة اليونانية: Ραμά – اللغة القبطية: Rama.
اسم عبري معناه “مرتفعة”.
قرية في سبط شمعون (يش 19: 8). ولا شك في أنها هي راموت الجنوب (1 صم 30: 27) وتُدعى أيضًا بعلة بئر (يش 19: 8).
قرية راموث
(1 صم 30: 27).
راموث الذي اتخذ زوجة غريبة في عصر عزرا
اسم عبري معناه “مرتفعات”، وقد كان راموث مِنْ بَنِي بَانِي، وكان أحد الذين اتخذوا نساء غريبة، وألزمهم عزرا بترك نسائهم (عز 10: 29).
نصيب أرض رأوبين
كان نصيب سبط رأوبين (الذي من نسل رأوبين) يقع شرقي الأردن والبحر الميت. وكان حده الجنوبي وادي ارنون (وهو وادي موجب الآن) أما الحد الشمالي فكان إلى الشمال من وادي حسبان ويصل إلى حدود جاد وكان حدّه الغربي الأردن. أما إلى الشرق فلم تكن هناك حدود معينة بل كان يمتد إلى البرية (يش 13: 15 – 21 قابله مع عدد ص 32: 37 و38). وكانت هذه الأرض قبلًا للموآبيين الذين طردهم العبرانيون (عد ص 21: 24 وتث 3: 16 و17 ويش 13: 15 – 23). وكان هذا النصيب ينقسم على ثلاثة أقسام:
(1) الغور.
(2) جبال موآب وجلعاد.
(3) سهل البلقاء.
وكان فيه أربع عشرة مدينة مهمة ما عدا مدن العربة. وكانت الأرض الواقعة في نصيب رأوبين صالحة كمراعي للمواشي. وكان من ضمن المدن المهمة هناك ميدبا وحشبون وديبون وباموت بعل وبيت بعل وبيت فغور وباصر ويهصة وقديموت وميفعة.
وقد أخذ الموأبيون الكثير من مدن الروبينيين ويظهر هذا من أسماء المدن الموآبية المذكورة في (أشعياء في إصحاحي 15 و16) وفي (ارميا إصحاح 48) وفي “الحجر الموآبي”.
ربة بني عمون
كلمة عبرية وعمّونية معناها “كبيرة” وهي:
“ربة بني عمّون” أو “ربّة عمّون” (تث 3: 11 و2صم 12: 26 وار 49: 2 وحز 21: 20). وهي مدينة تقع عند منبع يبّوق وتبعد عن الأردن بنحو 23 ميلًا شرقًا. وكانت عاصمة أرض بني عمّون وفيها مات أوريا عند محاصرة يوآب للمدينة (2 صم 11: 17). وبعد ذلك جمع داود جيوشه وذهب إلى المدينة وحاربها وأخذها (2 صم 12: 29) وقد انذر ارميا (ص 49: 2 – 6) وحزقيال (ص 21: 20) بأن القضاء سيقع على ربّة. وقد جملها بطليموس فلادلفوس (سنة 285 – 246 ق. م) فسميت فيلادلفيا تكريمًا له.
وكانت تقع في الحد الشرقي لإقليم بيرية وفي أقصى جنوب العشر المدن. وكان الطريق التجاري بين دمشق والجزيرة العربية التي يمر بها. واسمها الحديث عّواسمها الحديث عّمان وهي عاصمة شرق الأردن.
ربح
الربح هو المكسب وما يدفعه المقترض من زيادة على ما اقترضه وفقًا لشروط خاصة. وفي علم الاقتصاد هو الفرق بين ثمن البيع ونفقة الإنتاج. وكان الربح معروفًا منذ أقدم العصور، فقد نصت قوانين حمورابي – في حضارة بابل الأولى، في عصر إبراهيم – على تحديد سعر الفائدة على القروض، وكان هذا السعر عادة 20% وقد ينخفض إلى 11 أو إلى 13% كما جاء في بعض الألواح. وإذا لم يدفع المدين الدين في خلال شهرين، كان السعر يرتفع إلى 18%.
ولكن لم يحفظ بنو إسرائيل الشريعة، وأخذوا الربا والمرابحة من إخوتهم حتى ندد الأنبياء بذلك (انظر إش 56: 11، إرميا 6: 13، 8: 10، حز 18: 8 و13 و17، 22: 12).
وبعد العودة من السبي البابلي، اشتد الأمر، وصرخ الشعب إلى نحميا فغضب جدًا وبكَّت العظماء والولاة ووبخهم بشدة مع أن الفائدة لم تكن تتجاوز 1% وأمر برد ما ارتهنوه من “حقولهم وكرومهم وزيتونهم وبيوتهم والجزء من مئة الفضة والقمح والخمر والزيت” وقدم نفسه واخوته قدوة لهم في ذلك (نح 5: 1 – 13).
وقد ندد العهد الجديد بمحبة المال لأنها أصل لكل الشرور (انظر 1تي 6: 10، مت 6: 24). وقد قال الرب يسوع: “ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه”؟ (مت 16: 25). ويقول الرسول بولس: “ما كان لي ربحًا فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة.. من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي الذي من أجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح” (في 3: 7 و8).
ربان
الربَّان هو رئيس الملاحين والنوتية (يونان 1: 6) وجمعها “ربابين”. والربَّان هو المسئول الأول عن السفينة وكل من وما فيها (انظر حز 27: 8 و27 و29، أع 27: 11، رؤ 18: 17).
ربوة | ربوات
رَبْوة – رِبْوة – رُبوة (أي بفتح الراء أو كسرها أو ضمّها)، وجمعها رُبًى ورُبي، فهي التَلَّة أي ما ارتفع عن الأرض. وهي تقابل كلمة رابية وجمعها رواب.
أما رَبْوة – رِبْوة (بفتح الراء أو كسرها) فتعني عشرة آلاف myriad وجمعها رِبوات، ورِبًى (وكلاهما بكسر الراء) (انظر تك 24: 10، لا 26: 8، عدد 10: 36، تث 32: 30، 33: 2، 1صم 18: 7، 21: 11، 29: 5، نح 7: 71 و72، مز 3: 6.. نش 5: 10.. إلخ).
وعن هذا المعنى نقول في الصلوات الليتورجية عن أعداد الملائكة أنهم: ألوفُ ألوفٍ، ورَبوات (بفتح الراء والأفضل كسرها) رِبوات (بكسر الراء فقط). ولكن في كل الحالات الباء ساكِنة.
مرتل | مرنم
المرتل هو من ينشد المزامير. وكتاب المزامير هو أشهر كتب الصلاة. ومنذ زمن قديم كانت المزامير تصلى بطريقة الغناء بنغمات موسيقية، كل مزمور له لحن خاص به.
فنسمع في (1أي5: 23) أن هناك 4000 مغني في الهيكل يسبحون الله بآلاتهم الموسيقية منهم فرقة أساف “وَأَرْبَعَةُ آلاَفٍ مُسَبِّحُونَ لِلرَّبِّ بِالآلاَتِ الَّتِي عُمِلَتْ لِلتَّسْبِيحِ…” (سفر أخبار الأيام الأول 23: 5)، وهكذا سمعنا بعد الخروج مريم أخت موسى وهرون تمسك الدف وتغني ورائها فرق من الفتيات، وهذا ما كرره بولس الرسول “مكلمين بعضكم بعضًا بمزامير وتسابيح.. (اف19: 5 + 1كو26: 14 + كو16: 3). فاستعمال المزامير قديم جدًا منذ العهد القديم واستعملوها الرسل وواظبت الكنيسة على استخدامها.
مَنْ الذي كتب المزامير؟
تُنْسَب المزامير لداود دائمًا أيًا كان المزمور. وهناك رأيان في هذا الموضوع:
الرأي الأول يقول: أن كل المزامير لداود.
الرأي الثاني يقول: ورأي آخر يقول أن داود وضع 73 مزمور فقط وموسى وضع مزمورين (90، 91) / وسليمان مزمورين (72، 127) / وقورح وبنوه 11 مزمور / وأساف 12 مزمور / وهيمان مزمور (88) / وإيثان مزمور (89). وهناك مزامير مجهول اسم واضعها. والجدول التالي يوضح هذا بالتفصيل:
اسم كاتب المزمور |
عدد المزامير |
أرقام المزامير |
ملاحظات |
|
---|---|---|---|---|
1 – |
داود |
73 |
3 / 4 / 5 / 6 / 7 / 8 / 9 / 11 / 12 / 13 / 14 / 15 / 16 / 17 / 18 / 19 / 20 / 21 / 22 / 23 / 24 / 25 / 26 / 27 / 28 / 29 / 30 / 31 / 32 / 34 / 35 / 36 / 37 / 38 / 39 / 40 / 41 / 51 / 52 / 53 / 54 / 55 / 56 / 57 / 58 / 59 / 60 / 61 / 62 / 63 / 64 / 65 / 68 / 69 / 70 / 86 / 101 / 103 / 108 / 109 / 110 / 122 / 124 / 131 / 133 / 138 / 139 / 140 / 141 / 142 / 143 / 144 / 145 |
|
2 – |
مجهول (يُنْسَب لداود) |
51 |
1 / 2 / 10 / 33 / 43 / 66 / 67 / 71 / 91 / 92 / 93 / 94 / 95 / 96 / 97 / 98 / 99 / 100 / 102 / 104 / 105 / 106 / 107 / 111 / 112 / 113 / 114 / 115 / 116 / 117 / 118 / 119 / 120 / 121 / 123 / 125 / 126 / 128 / 129 / 130 / 132 / 134 / 135 / 136 / 137 / 146 / 147 / 148 / 149 / 150 / 151 |
ملاحظة (1): مزمور (2) غير مذكور كاتبه في مقدمة المزمور في الكتاب المقدس ولكن يتضح أن داود هو كاتبه من الآية الواردة في سفر الأعمال “الْقَائِلُ بِفَمِ دَاوُدَ فَتَاكَ: لِمَاذَا ارْتَجَّتِ الأُمَمُ وَتَفَكَّرَ الشُّعُوبُ بِالْبَاطِلِ؟” (سفر أعمال الرسل 4: 25).كذلك مزمور 151 يظهر من محتواه أن داود هو كاتبه. وبهذا يصبح لداود 124 مزمورًا. |
3 – |
موسى |
1 |
90 |
ملاحظة (2): ورد في تأملات حول المزامير للبابا شنودة (المرجع: شرح الكتاب المقدس – سفر المزامير – القس / أنطونيوس فكري) أن موسى هو كاتب مزمور 91 بينما لم يذكر هذا في مقدمة مزمور 91 في الكتاب المقدس. |
4 – |
سليمان |
2 |
72 / 127 |
|
5 – |
بني قورح |
11 |
42 / 44 / 45 / 46 / 47 / 48 / 49 / 84 / 85 / 87 / 88 * |
ملاحظة (3): في الكتاب المقدس مكتوب في مقدمة مزمور 88 أنه (تسبحة مزمور لبني قورح. لإمام المغنين على العود للغناء. قصيدة لهيمان الأزراحي)وقد وضع مرتين في الجدول: مرة على أنه من المزامير التي كتبها بني قورح، ومرة على أنه من المزامير التي كتبها هيمان. |
6 – |
أساف |
12 |
50 / 73 / 74 / 75 / 76 / 77 / 78 / 79 / 80 / 81 / 82 / 83 |
|
7 – |
هيمان الازراحي |
1 |
88 * |
|
8 – |
إيثان الازراحي |
1 |
89 |
ومن يقول أن داود هو واضع كل المزامير يقول أن المزامير المجهولة كلها لداود (والكتاب المقدس فعل هذا، قارن مز 2 “لِمَاذَا ارْتَجَّتِ الأُمَمُ، وَتَفَكَّرَ الشُّعُوبُ فِي الْبَاطِلِ؟…” مع ما ورد في سفر الأعمال: “الْقَائِلُ بِفَمِ دَاوُدَ فَتَاكَ: لِمَاذَا ارْتَجَّتِ الأُمَمُ وَتَفَكَّرَ الشُّعُوبُ بِالْبَاطِلِ؟” (سفر أعمال الرسل 4: 25))، أما قورح وبنيه وأساف وهيمان وإيثان ما هم سوى مغنين فقط وليس واضعون.
ومن يقول العكس يتساءل وكيف يقول داود “على أنهار بابل.. ثم كيف يقول رضيت يا رب عن أرضك.. وهما يتكلمان عن الذهاب للسبي والعودة من السبي.
ومن يقول أن داود واضع كل المزامير يرد بأن داود يتنبأ كما في (مز22) “إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي، بَعِيدًا عَنْ خَلاَصِي، عَنْ كَلاَمِ زَفِيرِي؟…”.
عمومًا فكل المزامير تنسب لداود فهو واضع معظم المزامير. ويُسَمَّى إمام المغنين (1).
قد يكون إمام المغنين هو قائد فرقة الإنشاد في الهيكل ومن ضمن من نسب كل المزامير لداود القديس أغسطينوس.
ونجد في المزامير مقدمات فيها اسم كاتبها والمناسبة التي قيلت فيها والآلة المستعملة.
ومن يقول أن داود واضع كل المزامير يرد بأن عمومًا فكل المزامير تنسب لداود فهو واضع معظم المزامير (124 مزمورًا بحسب الجدول السابق). ويسمى إمام المغنين.
ونجد في المزامير مقدمات فيها اسم كاتبها والمناسبة التي قيلت فيها والآلة المستعملة.
رَتَم | رَتْمَة
الرتمة نوع من الشيح اسمه اللاتيني “رتامارتم” Retama raetam وينمو في الصحاري وذكر في 1 مل 19: 5 أن إيليا نام تحت الرتمة. وقد يؤكل جذر الرتم وقت المجاعات (1 أخبار 30: 4). وقد يصنع فحم من جذوع الرتم وجذوره (مز 120: 4).
وهو من العائلة البقولية (Leguminosae). والرتمة من أشهر الشجيرات في صحراء فلسطين وجنوبها حتى سيناء. ومع أنها لا تلقى ظلالًا كثيفة على الأرض إلا أنها تستخدم – مع عدم وجود أنواع أخرى من الأشجار في الصحراء – كملاذ يلتجئ إليه المسافر احتماء من قيظ حرارة الشمس، فنقرأ عن إيليا: “ثم سار في البرية مسيرة يوم حتى جاء وجلس تحت رتمة” (1مل 19: 14).
وتستخدم جذور الرتم وجذوعه في إنتاج نوع جيد من الفحم يعطي طاقة حرارية كبيرة، حتى ليشبه “لسان الغش” بـ “جمر الرتم” (مز 120: 4). وتستخدم أغصان الرتمة في صنع نوع من المقشات.
واضطرار الناس لأكل أصول الرتم أو جذوره دليل على شدة الحاجة وعمق المجاعة، فجذور الرتم فقيرة جدًا كمصدر للغذاء، علاوة على أنها تحتوي على مادة سامة، لذلك يعتقد البعض أن عبارة “أصول الرتم خبزهم” (ايوب 30: 4) لا تشير إلى جذور الرتم نفسه بل إلى نبات طفيلي ينمو على جذور الرتم ويعرف علميًا باسم “سينوموريم بروسينيوم” (Cynomoruim Proccineum) وهو فطر ذو نسيج لحمي يمكن التغذية عليه، ويعرف أحيانًا باسم “فطر مالطة” لانتشاره بها.
وتوجد شجرة الرتم بوفرة في جنوبي فلسطين وشبه جزيرة سيناء. وأغصان الرتمة رفيعة وطويلة وأوراقها قصيرة تعطي ظلًا ضئيلًا متفرقًا وزهورها بيضاء أو صفراء. والقيمة الغذائية للرتم كعلف للماشية، ضعيفة ولا تستخدم إلا في حالات الحاجة الشديدة.
الرجال وجوه مدينة أنطاكية وقت الرسل
The Chief Men of Antioch كان هؤلاء من ضمن الذي حرَّكهم اليهود ورؤسائهم – مع النِّسَاءَ الْمُتَعَبِّدَاتِ الشَّرِيفَاتِ – ضد بولس وبرنابا، مما اضطرَّهم للخروج من تخومهم (أنطاكية) (أع 13: 50).
مرجل
المرجل القدر من الفخار أو النحاس أو غيره من المعادن، الذي تتم فيه عملية توليد البخار من الماء أو من غيره من السوائل، أو يطبخ فيه اللحم والكلمة في العبرية هي “دد” وترجمت “بمرجل” في (1 صم 2: 14) للدلالة على الآنية التي يطبخ فيها لحم الذبيحة فكان “كُلَّمَا ذَبَحَ رَجُلٌ ذَبِيحَةً يَجِيءُ غُلاَمُ الْكَاهِنِ عِنْدَ طَبْخِ اللَّحْمِ، وَمِنْشَالٌ ذُو ثَلاَثَةِ أَسْنَانٍ بِيَدِهِ، فَيَضْرِبُ فِي الْمِرْحَضَةِ أَوِ الْمِرْجَلِ أَوِ الْمِقْلَى أَوِ الْقِدْرِ. كُلُّ مَا يَصْعَدُ بِهِ الْمِنْشَلُ يَأْخُذُهُ الْكَاهِنُ لِنَفْسِهِ” (1 صم 2: 13 و14، انظر أيضا 2 أخ 35: 13، أيوب 41: 20). وقد ترجمت نفس الكلمة إلى “سل وسلال” (2 مل 10: 7، مز 81: 6، إرميا 24: 1 و2).
رَجَم ابن يهداي
اسم عبري معناه “صديق” ابن يهداي من نسل يهوذا (1 أخبار 2: 47).
رَجْم – أي القتل بالحجارة
اسم عبري معناه “صديق الملك” وهو رجل أرسله أهل بيت إِيل مع غيره ليسأل الكهنة في بيت رب الجنود والأنبياء سؤالًا عن الصوم (زك 7: 2). حيث سألوا بخصوص استمرارهم في الصوم والبكاء في الشهر الخامس في ذِكرى تدمير الهيكل (زك 7: 2).
ويرى البعض أن “رجم الملك” ليس عَلَمًا بل لقبًا لـ “شراصر”، وتكون العبارة “لما أرسل أهل بيت أيل شراصر صديق الملك”.
رَجَم مَلِك – اسم شخص
اسم عبري معناه “صديق الملك” وهو رجل أرسله أهل بيت إِيل مع غيره ليسأل الكهنة في بيت رب الجنود والأنبياء سؤالًا عن الصوم (زك 7: 2). حيث سألوا بخصوص استمرارهم في الصوم والبكاء في الشهر الخامس في ذِكرى تدمير الهيكل (زك 7: 2).
ويرى البعض أن “رجم الملك” ليس عَلَمًا بل لقبًا لـ “شراصر”، وتكون العبارة “لما أرسل أهل بيت أيل شراصر صديق الملك”.
رحم
الرحم هو موضع تكوين الجنين ووعاؤه في البطن، كما انه القرابة وأسبابها، والجمع أرحام.
رحوب أبو هررعزر الملك
اسم عبري معناه “مكان رحب أي متسع”، أو “شارع متسع”.
أبو هدر عزر ملك صوبة (2 صم 8: 3 و12).
رحوب اللاوي
اسم عبري معناه “مكان رحب أي متسع”، أو “شارع متسع”.
لاوي ختم العهد مع نحميا (نح 10: 11).
رحوم اللاوي
اسم عبري معناه “شفوق” أو “محبوب”.
لاوي ساعد في ترميم سور أورشليم (نح 3: 17).
رحوم خاتم العهد
اسم عبري معناه “شفوق” أو “محبوب”.
أحد الذين ختموا العهد مع نحميا (نح 10: 25).
رحوم، كاهن رجع من بابل مع زربابل
“رحوم” اسم عبري معناه “شفوق” أو “محبوب”، و “حاريم” اسم عبري معناه “حريم”، “حرم”، “مكرس”، “أفطس”:
رجل كاهن من نسل هارون. كونت أسرته الفرقة الثالثة من الكهنة في أيام داود (1 أخبار 24: 1 و6 و8). وربما كانوا أفراد الأسرة التي رجعت من بابل مع زربابل [عددهم: 1017] (عزرا 2: 39 ونحميا 7: 42؛ نح 12: 3). وفي الجيل التالي بعد السبي حمل هذا الاسم بيت أب بين الكهنة (نحميا 12: 15) حيث دعي أيضًا حريم، رحوم. وفي عصر متأخر كان البعض من هذه الأسرة بين الذين تزوجوا نساء غريبات (عزرا 10: 21). وبعد ذلك أيضًا كان كاهن بهذا الاسم بين الذين ختموا العهد لكي يحفظوا شريعة الله ولكي يسعوا ليمنعوا التزوج بالنساء الغريبات (نحميا 10: 5).
رَخْم
العقاب المصري، وهو من الطيور النجسة (لا 11: 18 وتث 14: 17). ويسمى عند العامة دجاجة فرعون. اسمه باللاتينية Neophron percnopterus ولونه أبيض إلا ان لون الريش الذي في أطراف الأجنحة أسود.
رد لكل شيء
لا ترد كلمة “ردّ” في صيغة المصدر – في العهد الجديد – إلا في الأصحاح الثالث من سفر أعمال الرسل، حيث يقول الرسول بطرس: “فتوبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تأتى أوقات الفرج من وجه الرب، ويرسل يسوع المسيح المبشر به لكم قبل. الذي ينبغى أن السماء تقبله إلى أزمنة رد كل شيء التي تكلم عنها الله بفم جميع أنبيائه القديسين منذ الدهر” (أع 3: 19 – 21). (ولكن الفعل منه يذكر ثلاث مرات) تعبيرًا عن الزمن الأخير.
وترجع فكرة “رد كل شيء” إلى أنبياء العهد القديم فقد أنبأوا عن السبي، وفى نفس الوقت تنبأوا بأن الله سيرد شعبه مرة أخرى إلى أرضة (ارميا 27: 22، دانيال 9: 25.. إلخ.) ولكن عندما عاد يهوذا من السبي إلى أرضه كانت الأحوال على أبعد ما تكون من أوصاف الزمن السعيد، فتطلعوا وتاقوا إلى زمن تتحقق فيه نبوات البركة والسعادة.
ثم ارتبط تحقيق ذلك بمجيء المسيا، فقد فهم اليهود بعامة بأنه سيكون زمن نجاح مادي، ولكن الرب يسوع أشار إلى أن يوحنا المعمدان جاء ليحقق ما تنبأ عنه ملاخي (ملاخي 4: 5 انظر مت 17: 11، مرقس 9: 12) ولكن الشعب لم يعرف زمن افتقاده.
وأزمنة رد كل شيء التي تكلم عنها الرسول بطرس، شيء في المستقبل، فرغم ما قاله المسيح عن يوحنا المعمدان في الإشارة إلى نبوة ملاخي (4: 5) فقد سأله تلاميذه قبل صعوده: “هل في هذا الوقت ترد الملك إلى اسرائيل؟” (أع 1: 6) فأجابهم الرب يسوع بأن ليس لهم أن يعرفوا “الأزمنة والأوقات التي جعلها الآب في سلطانه”، ولكنه لم ينكر أنه سيحقق ذلك فيما بعد أما الآن فعليهم أن ينتظروا الامتلاء بالقوة متى حل الروح القدس عليهم، فهو الذي يرشدهم إلى جميع الحق (يو 16: 13).
ويتكلم الرسول بطرس عن “أوقات الفرج” و “أزمنة رَد كل شيء” (أع 3: 19 – 21) مرتبطة بمجيء الرب يسوع المسيح ثانية، فهو في السماء إلى “أزمنة رد كل شيء” التي ستحقق فيها جميع ما تكلم به الأنبياء القديسون منذ الدهر.
ويرى البعض أن العبارة تشير إلى عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل سقوط آدم، ولكن لا يوجد هنا، ولا في أي مكان آخر في كلمة الله، وما يشير إلى ذلك. كما يزعم البعض أن العبارة تعنى الخلاص الشامل لكل الخليقة، ولكن هذا تحميل للعبارة أكثر مما تحتمل إذ يجب تفسير العبارة في ضوء سائر أقوال الكتاب، “قارنين الروحيات بالروحيات” (1 كو 2: 13).
مَرَازِبة | مرزبان
satrap مُفرد مرازبة: مرزبان. هي وظيفة سامية ذات سلطان واسع النفوذ، أسمى من وظيفة الوالي (دا 3: 3). يماثلها “ساتراب” σατράπης عند اليونانيين. وبعض الترجمات العربية تدعوهم “أقطاب” أو “أمراء”.
والكلمة الفارسية القديمة وهى “حستاباوان” xšaθrapāwan أي “حامي المملكة” مأخوذة عن الكلمة المادية “خشا ترابا” (أو خاشا بافان) xšaçapāvan (انظر أستير 3: 12، 8: 9، 9: 3) وكان المرزبان شِبه نائب ملك على إحدى المناطق الكبرى التي كانت تنقسم إليها الإمبراطورية الفارسية. وكانت المنطقة تضم عدة ولايات. وكانت سورية وفلسطين تابعتين للمنطقة الخامسة (يذكر هيرودت عشرين ولاية يحكم كلاَّ منها مرزبان) أي لمنطقة “عبر النهر” (عز 4: 10 و11 17، 5: 3، 8: 36، نح 3: 7) وقد ترجمت الكلمة في بعض الترجمات العربية إلى أقطاب أو أمراء.
وعندما تولى داريوس المادي حكم بابل، ولَّى “مائَةً وَعِشْرِينَ مَرْزُبَانًا يَكُونُونَ عَلَى الْمَمْلَكَةِ كُلِّهَا. وَعَلَى هؤُلاَءِ ثَلاَثَةَ وُزَرَاءَ أَحَدُهُمْ دَانِيآلُ، لِتُؤَدِّيَ الْمَرَازِبَةُ إِلَيْهِمِ الْحِسَابَ فَلاَ تُصِيبَ الْمَلِكَ خَسَارَةٌ” (دانيال 6: 1 – 4، انظر أيضًا دانيال 3: 2 و3 و27). وكان المرزبان يملك سلطة واسعة ولكن كان يجد من سلطته وجود كاتب ملكي يرسل تقارير دورية للملك، كما كان يوجد قائد للحامية العسكرية، لا يخضع لسلطة المزبان.
رسالة | رسائل
أطلق هذا الاسم على 21 سفرًا في العهد الجديد، كتبها الرسل إلى كنائس معينة أو أشخاص معينين أو المسيحيين بصفة عامة. وإن كانت هذه الرسائل تتضمن نصائح أ وتعليمات لكنائس معينة أو لأشخاص معينين بسبب ظروف معينة إلا أنها تصلح للتعليم لكنيسة المسيح بصفة عامة في كل مكان وفي كل زمان لأن كل ما سبق فكتب لأجل تعليمنا (رو 15: 4).
وقد كتب بولس أربعة عشر رسالة أو ثلاث عشر. ويعقوب واحدة وبطرس رسالتين ويوحنا ثلاثا ويهوذا واحدة.
ولا شك في أن العهد الجديد لا يتضمن جميع ما كتبه الرسل غير أن الكنيسة الأولى قررت أن هذه الرسائل الحالية هي القانونية التي كتبت بإلهام الروح القدس.
وقد كتبت بعض الرسائل قبل كتابة الأناجيل. فرسالة يعقوب (وربما كانت هي أسبق أسفار العهد الجديد) كتبت حوالي سنة 45 م. ورسالتا تسالونيكي حوالي سنة 50 م.
وكل الرسائل عدا الرسالة إلى العبرانيين ورسالة يوحنا الأولى تبين في بدايتها اسم كاتبها واسم الكنيسة أو الشخص الموجهة إليه. أما رسالتا بطرس ورسالة يهوذا فإنها موجهة إلى جماهير المؤمنين. ويتلو العنوان التحية وتختم أغلب الرسائل كذلك بالتحية.
أما التحية التي يستعملها بولس في بداية رسائله فتتضمن كلمتين “نعمة وسلام” والأرجح أن بولس استخدم كاتبًا أملى عليه رسائله (رو 16: 22). ويظن أن السبب في ذلك هو ضعف بصره. على أنه كان يدون في نهاية رسائله تحية بخطه بحروف كبيرة يقول عنها في إحدى المرات أنها “علامة في كل رسالة” (2 تس 3: 17).
وقد صرّح الرسل أن هذه الرسائل جزء من كلمة الله (1 تس 2: 13 و11 تس 2: 13 و1بط 1: 12) وقد ذكر الرسول بطرس صراحة عن رسائل الرسول بولس أنها من ضمن الكتب المقدسة (2 بط 3: 15 و16).
(1) رسائل العهد الجديد:
الرسالة هي خطاب مكتوب فهي تضم كل أشكال المراسلات المكتوبة الشخصية والرسمية وهذا أمر شائع لأشكال منذ أقدم العصور. وبإطلاق كلمة “رسالة” على الواحد والعشرين خطابا التي تشكل نصف العهد الجديد تقريبا، أصبح للكلمة معنى فني محدد فهي تشير – في الاستخدام العام لها – إلى ما كتبه خمسة (أو ستة) من الكتبة إلى كنيسة معينة أو إلى الكنائس عموما، أو إلى فرد ما أو إلى مجموعة من المؤمنين.
لقد كتب الرسول بولس ثلاثة عشرة رسالة منها، كما كتب يوحنا ثلاثًا منها، وكتب بطرس رسالتين، وكل من يعقوب ويهوذا رسالة واحدًا، وأما الرسالة إلى العبرانيين فلا يُذكر كاتبها (ولكن هو بولس غالبًا).
(2) خصائص مميزة:
تقسم الرسائل بعامة إلى رسائل الرسول بولس، والرسائل الجامعة أي العامة، وتنقسم رسائل الرسول بولس إلى قسمين: الرسائل المكتوبة إلى كنائس، والرسائل المكتوبة إلى أفراد، وتعرف بالرسائل الرعوية، وهى الرسالتان إلى تيموثاوس (الأولى والثانية) والرسالة إلى تيطس، ويضيف اليها البعض الرسالة إلى فليمون. ويتميز العهد الجديد عن كل الكتابات المعتبرة مقدسة في كل ديانات العالم، بأنه يتكون في معظمه من رسائل أما الكتب الدينية للعبادات الشرقية مثل “الفيدا” (vedas – كتاب الهندوس) و “الأفستا” (zend avesta – كتاب الزرادشتية) وكتابات كونفوشيوس وغيرها فجميعها تنقصها المخاطبة الشخصية المباشرة. أما رسائل العهد الجديد فهى – بصفة خاصة – انتاج حياة روحية جديدة، وعصر روحى جديد، فهى تنتاول الحق، ليس في صورة مجردة، بل في ثورة واقعية محددة، اذ تتعامل مع اختبارات النفس الداخلية وخلجاتها، فهى رسائل نابضة نابعة من قلب ملتهب، من الرسل وشركائهم في الخدمة إلى رفقائهم من المؤمنين في ذلك العصر. فالتلاميذ المختارون الذين شهدوا الأحداث لتى أعقبت قيامة الرب يسوع، والذين نالوا القوة من الروج القدس (أع 1: 8) في يوم الخمسين وما بعده، صاروا روحيا نوعًا جديدًا من البشر، ولا يشبههم في التاريخ الروحى للبشرية سوى أنبياء العهد القديم. وعليه فالرسائل التي كتبها أناس اختبروا الفداء العظيم وما صاحبه من تحرر عقلى مذهل، وإحياء للنفس، كانت نوعًا جديدًا من الكتابة الموجهة للنفوس مباشرة، فهى تربط بين الحقائق الحيه لعصر القيامة، وبين المبادئ الاساسية للتعليم الجديد لحياة الفرد والجماعة لكل المؤمنين. وهذا الهدف الخاص هو سبب الشكل الذي ظهرت عليه الرسائل الرسولية. ويتضح منطق هذا الهدف بجلاء فى المنهج الذي يتبعه الرسول بولس في رسائله، فبعد التحية الافتتاحية في كل رسالة، يضع بوضوح تام الأساس التعليمي الذي يبني عليه الواجبات العملية للحياة المسيحية اليومية، ويلى ذلك – حسب امقتضيات كل حالة – الرسائل الشخصية والتحيات العاطفية والتوجيهات، بما يلائم هذا الشكل المألوف من الرسائل.
وفي الرسائل روعة وجمال وصراحة وحيوية وقوة لا مثيل لها في سائر الكتابات المعتبرة مقدسة في أنحاء العالم. ولا يرتفع إلى مستوى هذه الرسائل، أو التفوق عليها سوى الأحاديث الشخصية التي نطق بها الرب يسوع. ولأن هذه الرسائل مكرسة تمامًا للحياة الروحية العملية، فقد صارت مع تعليم المسيح أساسًا للحياة الروحية للكنيسة المسيحية في كل العصور التالية، ولهذا فهى الكنيسة ذات أهمية حقيقة أكثر من كل الكتابات اللاهوتية ابتداء من “أوريجانوس إلى شلوير ماخر” (scheiermacher) كما يقول “شاف” (schaff) فى كتابة: “تاريخ الكنيسة المسيحية”. وليس هناك من الكتابات ما يوضح – مثل الرسائل – طبيعة عمل الفداء واختبارته، وليس هناك ما يماثل الروح البادية في رسائل الرسوليين بولس ويوحنا – بصفة خاصة – فرسائلها أبلغ إنسانية وأصدق عواطفا وأشد حيوية من أن تكون مجرد معالجات رسمية أو محاورات شكلية، فهذه الرسائل تنبض بالمحبة للحق، وتخفق بأعمق الحب النفوس. فصدق هذه الرسائل وصراحتها وقوتها العاطفية، تجعل كتاتبتهما أنبياء للحق، ومبشرين بالنعمة، ومحبين للبشر، وكارزين بالصليب، ومن ثم فإن قيمة هذه الرسائل كسير روحية لكاتبيها تجل عن القياس ولأن الرسائل هي أكثر اشكال الكتابة تلقائية وحرية، وكانت رسائل العهد الجديد هي دم الحياة للمسيحية، فهى تقدم لنا دراسات لاهوتية، وتعليما وحقا وحكمة بلغة الحياة وستظل تنبض بالحيوية التي تبعث الحياة وتجددها حتى آخر الدهر.
(3) كتابة الرسائل في القديم:
بينما تتميز رسائل العهد الجديد عن سائر الكتابات الأدبية من نفس النوع في النمط والنوعية وأسلوب الكتابة، وتتفوق عليها، إلا أنها تنتمى إلى نوع من كتابة الخطابات الشخصية المألوفة في كل العصور. فأقدم الكتابات المعروفة في العالم هي الخطابات، ما لم نستثن بعض سلاسل الأنساب في النقوش البابلية والشورية وترجع بعض هذه النقوش الملكية، بفن الكتابة إلى 3800 ق. م، بل ولعلها ترجع إلى ما قبل ذلك. كما كشفت الحفريات عن كمية ضخمة من الخطابات من الموظفين إلى البلاط، وعن مراسلات بين شخصيات ملكية أو بين صغار الموظفين ترجع إلى زمن حمورابى ملك بابل (حوالى 2275 ق. م) وقد انذهل العالم المتمدن من حجم تلك المراسلات الدولية المدونة على ألواح تل العمارنة (من 1480 ق. م)، والتى اكتشفت في مصر في 1887 م بين أطلال قصر أمينوفيس الرابع (أختانون) ويتزامن هذا الكم من الرسائل السياسية مع زمن خروج بنى إسرائيل من أرض مصر تقريبا.
(4) الرسائل في العهد القديم:
وكما نتوقع، يفيض العهد القديم بالأدلة على وجود مراسلات مكثفة فيما بين دول الشرق القديم. وقد كانت هناك خدمات بريدية في عصر أيوب، ويتضح ذلك من قوله: “أيامي أسرع من عدَّاء” (اى 9: 25) اذ كان العداءون يعملون سعاة لتوصيل البريد والرسائل الملكية في بلاد فارس قديما. والمثال الواضح لهذه الخدمة البريدية عن طريق السعاة هي الرسائل التى أرسلها أحشويروش الملك في زمن الملكة أستير إلى كل البلدان في مملكته من الهند إلى الحبشة، فحملها السعاة على ظهور جياد سريعة (أستير 3: 13 و15، 8: 10 و14) ويقول هيرودوت أن هؤلاء السعاة أو العدائين كانوا يستبدلون بغيرهم كل اربعة فراسخ، رغبة فى سرعة الوصول. وقد أرسل الملك حزقيا رسائله إلى إفرايم ومنسى بنفس الطريقة (2 أخ 30: 1 و6 و10) ومن الأمثلة الأخرى للرسائل والخطابات فى العهد القديم، رساله داود إلى يوآب بخصوص أوريا الحثى، والتى حملها أوريا نفسه (2 صم 11: 14 و15) ورسائل ايزابل التي كتبتها باسم أخاب لشيوخ وأشراف يزرعيل بخصوص نابوت (1 مل 21: 8 – 9)، كتاب بنهدد ملك أرام الذي أرسله إلي يهورام من آخاب ملك إسرائيل بيد نعمان قائد جيشه بخصوص مرض نعمان (2 مل 5: 5 – 7). وكذلك رسائل ياهو إلى السامرة إلى رؤساء يزرعيل الشيوخ (2 مل 11: 1 و2 و6 و7. ورسالة سنحاريب إلى حزقيا ملك يهوذا (2 مل 19: 14، إش 37: 14، 2 أخ 32: 17). ورسائل برودخ بلادان بن ملك بابل إلى حزقيا لتهنئته بالشقاء مع هدية (2 مل 20: 12، اش 39: 1).
وكانت رسالة إرميا بالمشورة الجادة الصادقة المملوءة بعواطف المحبة، إلى المسبيين فى بابل تكاد تشبه رسائل العهد الجديد فى الغرض والروح، فقد كانت رسالة رعوية فى حماستها النبوية، وقد سجلت بالكامل، مع الاشارة إلى رسائل شمعيا النحلامى النبى الكاذب (ارميا 29: 1 – 32).
وكان سبى بابل دافعا عظيما لتبادل الرسائل بين العبرانيين المسبيين، وبين الشرق وفلسطين، كما يتضح ذلك من أسفار عزرا ونحميا، مثل المراسلات المتبادلة بين اعداء اليهود فى فلسطين وارتحشستا ملك فارس باللغة الأرامية (عز 4: 7 – 23)، وكذلك رسالة تتناى “الوالى إلى الملك داريوس (عز 5: 6 – 17)، ورسالة أرتحشستا إلى عزرا (عز 7: 11 – 26)، وإلى آساف حارس فردوس الملك (نح 2: 8) ثم تبادل الرسائل بين عظماء يهوذا وطوبيا، ورسائل طوبيا إلى نحميا (نح 6: 5 و17 و19).
(5) الرسائل في أسفار الأبوكريفا:
تتضمن أسفار الأبوكريفا في العهد القديم عينات من الرسائل الشخصية والرسمية تكاد تشبه في شكلها الأدبي رسائل العهد الجديد فهى تبدأ – مثل رسائل العهد الجديد – بالتحية أو السلام (1 مك 11: 30 و32، 12: 6 و20، 15: 2 و16) وفى رسالتين من هذه الرسائل، تختم الرسالة بتحية ختامية والسلام “(2 مك 11: 27 – 33 و34 – 38، انظر 2 كو 13: 11)، وكان ذلك شائعا في كتابة الرسائل في العصر الهيليني.
(6) كتابة الرسائل في زمن العهد الجديد:
وأوضح مثال للمراسلات الرسمية في زمن العهد الجديد، هي رسالة الأمير كلوديوس ليسياس إلى فيلكس الوالى بخصوص بولس (اع 23: 25 – 30)، وشبيه بذلك رسالة الرسل والمشايخ إلى الإخوة الذين من الأمم في أنطاكية وسورية وكيليكية (أع 15: 23 – 29) وفى هاتين الرسالتين – رسالة كلوديوس ليسياس، ورسالة الرسل والمشايخ نجد – لأول مرة – مع رسالة يعقوب (يع 1: 1) ن الصيغة اليونانية للتحية: “يهدى سلامًا” أو يهدون سلامًا “.
ويعتقد الكثيرون من العلماء أن رسالة الرسل والمشايخ (أع 15: 23 – 29) هي أقدم الرسائل فى العهد الجديد ن وهى رسالة رعوية في جوهرها أرسلها المجمع الرسولى في اورشليم إلى الكنائس في أنطاكية وسورية وكيلكية، وقد تضمنت توجيهات تتعلق بأساس الشركة المسيحية، شبيهة بما كتبه الرسول بولس فى رسائله.
كما كانت رسائل رئيس الكهنة في أورشليم التى يمتدح فيها شاول الطروسوسي، يقدمه إلى مجمع دمشق، نموذجا لرسائل التوصية المعتادة (اع 9: 2، 22: 5 انظر ايضا 28: 21، 18: 27) ويشير الرسول بولس إلى رسائل التوصية (2 كو 3: 1، 1 كو 16: 3) واستخدم هى نفسه هذه الرسائل (رو 16: 1 – 3) كما ذكر أنه تلقى رسائل من بعض الكنائس (1 كو 7: 1).
ومن الرسائل الهامة، الرسائل السبع التى أرسلها الرسول يوحنا بأمر الرب المقام إلى الكنائس السبع في أسيا (رؤ 2: 1 – 3: 23) وفى الحقسقة نجد أن كل سفر الرؤيا ينتمى بشكل محلوظ إلى كتابات الرسائل فهو يبدأ بتحية البركة الرسولية وينتهى بالبركة التي يختم بها عادة الرسول بولس رسائله. وهذا الطابع الشخصى المباشر هو ما يميز كتابات العهد الجديد في الروح والشكل عن ائر الكتابات المعتبرة مقدسه. وفي هذا الصدد فإن الأناجيل وأعمال الرسل والرسائل كلها سواء في أنها نتاج ودليل عصر روحى جديد في تاريخ البشرية.
(7) الرسائل تتميز عن الخطابات:
هناك خط دقيق فاصل بين الخطاب والرسالة، ليس في الأسلوب والجوهر والموضوع فحسب، بل في الدور الروحي السامي للرسائل الرسولية. فالخطاب يتميز بأنه سري وشخصى جدًا. أما الرسالة فاعم في الهدف، وأكثر ملاءمة للانتشار، إن كان الرسول بولس في كتابته للكنائس يخاطبها بتلقائية وبصورة شخصية عاطفية ودية حميمة تمامًا كما في المراسلات العادية ورسائل العهد الجديد تتسامى تماما كما في المراسلات. ورسائل العهد الجديد تتسامى وتتميز بفضل سلطانها الروحى وفاعليتها الروحية ومن ثم أصبح لكلمة “رسالة” معنى وخصائص تميزها تمامًا عن كلمة “خطاب”. ويرجع هذا التميز والتسامى إلى وجود العنصر الالهى – أي الوحى – مما يضفى عليها حيوية وقوة ويحفظها دائما قوية و “حية وفعالة”. وكل كتابات أخرى مصيرها إلى الزوال، أما هذه فثابته إلى الأبد.
(8) رسائل آباء الكنيسة:
لقد كان تأثير رسائل العهد الجديد واضحًا جدًا على الكتابات المسحية في العصور الأولى، حتى إن كتابات الآباء وغيرها من الكتابات – التي نسبت لهم زورًا– اتخذت في غالبتها صورة الرسائل الكتابية. ففى كتابتهم إلى الكنائس أو الأفراد، حاول الآباء الرسوليون – بقدر الامكان – المحافظة على شكل الرسالة وصفاتها وأسلوبها.
(9) الرسائل الأبوكريفية:
ظهرت الرسائل المزيفة المنسوبة إلى الرسل أو إلى الآباء الرسوليين، بغزارة بعد عصر الآباء وانتشرت بكثرة. ولعل هذا الاتجاه المبكر لإخفاء هذه الكتابات الزائفة وغيرها من الكتابات الهرطوقية تحت اسم أحد الرسل، أو تحت ستار الأسفار المقدسة، كان السبب في تلك الأناثيما أو اللعنة. التي أعلنها الرسول يوحنا في سفر الرؤيا: “لأنى أشهد لكل من يسمع أقوال نبوة هذا الكتاب إن كان أحد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب، وان كان أحد يحذف من أقوال كتاب هذه النبوة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة ومن المكتوب في هذا الكتاب (رؤ 22: 18 و19).
ومن الصعب افتراض أن كل كتابات الرسل وخطاباتهم قد نجت من الدمار والضياع، فالرسول بولس يشير مرارًا إلى رسائل كتبها ولكن لا وجود لها اليوم (1 كو 5: 9، 2 كو 10: 9 و10 اف 3: 3) كما كتب الرسول بولس إلى الكنيسة في كولوسي رسالة طلب فيها منهم ان يتبادلوها مع رسالة أرسلها إلى الكنيسة في لادوكية والتى من لاودكية يقرأونها هم أيضا (كو 4: 16).
بيان برسائل العهد الجديد:
الرسالة |
موضع كتابتها |
تاريخ كتابتها تقريبًا |
---|---|---|
يعقوب |
أورشليم |
45م |
1 تسالونيكي |
كورنثوس |
50م |
2 تسالونيكي |
كورنثوس |
50م |
غلاطية |
أفسس |
55 أو 56م |
1 كورنثوس |
أفسس |
57م |
2 كورنثوس |
مكدونية |
57م |
رومية |
كورنثوس |
58م |
كولوسي |
رومية |
62م |
أفسس |
رومية |
62م |
فليمون |
رومية |
62م |
فيلبي |
رومية |
63م |
العبرانيين |
إيطاليا |
65 – 68م |
1 بطرس |
بابل أو روما |
64 أو 65م |
1 تيموثاوس |
مكدونية |
64 أو 65م |
تيطس |
مكدونية |
65 أو 66م |
2 تيموثاوس |
رومية |
67م |
2 بطرس |
رومية |
68م |
يهوذا |
؟ |
81م |
1 و2 و3 يوحنا |
أفسس 90 – 100م |
81م |
رسن
إحدى مدن أشور، وهي ضاحية لنينوى وإحدى مجموعة المدن المعروفة “بالمدينة الكبرى”. وتقع بين نينوى وكالح (تك 10: 12).
مرساة | مراسي
(1) الآلة المعروفة لتثبيت السفينة في موضعها (1ع 27: 13 و29). وكانت تطرح في المياه غالبًا من مؤخر السفينة وأحيانًا مقدمتها. وظن بعضهم انه أشير بالآلة المذكورة إلى مرساة ذات أربع شعب كالمرساة المعروفة الآن المستعملة في المياه الضحلة.
(2) واستعملت الكلمة مجازًا للدلالة على الرجاء بمواعيد الله المثبتة على الصخر الأبدي (عب 6: 19).
رشوة
الرشوة هي ما يعطي لقضاء مصلحة، أو ما يعطي لإحقاق باطل أو إبطال حق، وقد ذكرت كثيرًا في العهد القديم، وكانت تستخدم لتعويج القضاء، لإدانة بريء (مز 15: 5، إش 5: 23)، أو لتبرئة مذنب (إش 5: 23)، أو لقتل بريء (تث 27: 25، حز 22: 12) , وقد نهي الناموس عن أخذ الرشوة (خر 23: 8، تث 16: 19)، و “ملعون من يأخذ رشوة” (تث 27: 25). وقد ندد بها الأنبياء (إش 1: 23، عاموس 5: 12، ميخا 3: 11، 7: 3)، وكان يجب أن يكون القضاة والحكام مبغضين الرشوة (خر 18: 21، 2 أخ 19: 7) فهي تفسد القلب “(جا 7: 7)، والله” لا يأخذ بالوجوه ولا يقبل رشوة “(تث 10: 17).
وعندما جاء الشعب إلى صموئيل النبي يطلبون إقامة ملك عليهم، سألهم عما إذا كان أخذ رشوة (أو فدية) من يد أحد منهم (1 صم 12: 3)، بينما قيل عن ابنيه إنهما “مالًا وراء المكسب وأخذا رشوة وعوجا القضاء” (1 صم 8: 3)، أما الرجل المزكي من الرب، فلا يأخذ رشوة (مز 15: 5، إش 33: 15) بينما الخطاة “يمينهم ملآنة رشوة” (مز 26: 10)، “والشرير يأخذ الرشوة من الحضن ليعوج طرق القضاء” (أم 17: 23).
ترصيع
أمر الرب موسى أن يأتي بنو إسرائيل في تقدمتهم للرب بحجارة ترصيع للرداء والصدرة (خر 25: 7)، فكان هناك حجرا جزع، نقشت أسماء ستة من أسباط بني اسرائيل على الحجر الواحد، وأسماء الستة الباقين على الحجر الثاني بحسب ترتيب مواليدهم. وكان يحيط بالحجرين طوقان من الذهب، ويوضع الحجران على كتفي الرداء “فيحمل هرون أسماءهم أمام الرب على كتفيه للتذكار” (خر 28: 9 – 14).
كما أمر الرب موسى أن يصنع “صدرة قضاء صنعة حائك حاذق..” وترصع فيها ترصيع حجر أربعة صفوف حجارة (كريمة) “كل صف به ثلاثة أحجار ويطوقها بذهب في ترصيعها” وتكون الحجارة على أسماء بني اسرائيل اثني عشر على أسمائهم “..” ولا تنزع الصدرة عن الرداء فيحمل هرون أسماء بني اسرائيل في صدرة القضاء على قلبه عند دخوله إلى القدس للتذكار أمام الرب دائمًا “(خر 28: 15 – 29).
والرب، رئيس الكهنة العظيم الجالس عن يمين العظمة في العالي، يحملنا على قلبه مركز الحب والعواطف، وعلى كتفيه مكان القوة فلا نخشى شيئًا (انظر عب 4: 14 – 16، 10: 19 – 22).
رصين النثينيمي
اسم أرامي معناه “جدول ماء صغير”:
مؤسس أسرة من النثينيم عاد بنوه مع زربابل من السبي البابلي [عددهم الإجمالي مع جَمِيعُ النَّثِينِيمِ وَبَنِي عَبِيدِ سُلَيْمَانَ: 392] (عز 2: 48 ونح 7: 50).
رضَّ | مرضوض
رضَّ الشئ رضًا، أي دَقَّهُ وجرشه أو فَتَّتَهُ، فهو مرضوض ورضيض، والرض: الكدم الشديد (انظر خر 21: 25، لا 21: 20، تث 9: 21، 23: 1، قض 10: 8، إش 36: 6، 42: 3، مت 12: 20). “وزيت زيتون مرضوض” أي معصور جيدًا (خر 27: 20). ويترضض (مت 21: 44، لو 20: 18) أي يتكسر ويصاب بالكثير من الرضوض.
رعال النعام
أولاد النعام أو الصغار منها (إرميا 50: 39، ميخا 1: 8) وقد تُرْجِمَت نفس الكلمة العبرية “بنعامة” (لا 11: 16، تث 14: 15)، و “برئال النعام” (أيوب 30: 29) و “بنات النعام” (إش 13: 21، 34: 13، 43: 20).
رعما | رعمة حفيد حام
اسم عبري معناه “ارتعاش”:
حفيد حام (تك 10: 7 و1 أخبار 1: 9).
مقاطعة رعمة
اسم عبري معناه “ارتعاش”:
مقاطعة في الجنوب الغربي من بلاد العرب كانت تتجر مع صور بالطيب والحجارة الكريمة والذهب (حز 27: 22). ويُظن بأن سكانها من ذرية رعما (رعمة) حفيد حام.
رعوئيل حما موسى | يثرون
اسم عبري معناه “صديق الله”، الاسم بالإنجليزية Jethro أو Reuel:
حمو موسى (خر 2: 18 وعد 10: 29) ويسمى أيضًا يثرون (خر 3: 1) ويبدو انه أطلق عليه الاسم ومعناه “سمو” كلقب شرف. وكان له سبعة بنات، اتخذ موسى إحداهن وهي صفورة.
واسمه حسب القرآن الكريم أو كتب الإسلام: “شعيب”.
رعوئيل أبو إلياساف
اسم عبري معناه “صديق الله”:
رجل من سبط جاد، أبو الياساف (عد 2: 14).
رعوئيل أبو سارة زوجة طوبيت
اسم عبري معناه “صديق الله”:
والد سارة زوجة طوبيا المذكور قصته في الأسفار القانونية الثانية (سفر طوبيا 7، 8، 9، 10، 14). وكانت جاريته تقوم بتعيير سارة بسبب موت أزواجها السبعة (طو 3: 7 – 10).
بنات رعوئيل السبع | بنات يثرون السبع
Daughters of Reuel بعدما هرب موسى من فرعون، ذهب إلى أرض مديان، وشاهَد الرعاة وهم يطردون بنات رعوئيل (يثرون) من استقاء ماء لغنم أبيهن، فتدخَّل موسى لمساعدتهنَّ، فقمن بدعوته إلى بيتهنَّ (سفر الخروج 2: 15 – 22).
لم نعرف أي من أسمائهنَّ سوى صفورة التي اتخذها موسى زوجةً له (سفر الخروج 2: 21).
رفايا الداودي
اسم عبري معناه “يهوه قد شفى”:
رجل من نسل داود (1 أخبار 3: 21).
رفايا الشمعوني
اسم عبري معناه “يهوه قد شفى”:
قائد من بني شمعون عاش في أيام حزقيا (1 أخبار 4: 42).
رفايا اليساكري
اسم عبري معناه “يهوه قد شفى”:
رجل من بني يساكر (1 أخبار 7: 2).
رفايا الشاولي | رأفة
اسم عبري معناه “يهوه قد شفى”:
رجل من نسل شاول (1 أخبار 9: 43) ويدعى أيضًا رافة (1 أخبار 8: 37).
مُرتفَعة | مرتفعات
أماكن مرتفعة على رؤوس الهضاب أو قمم الجبال، كانت في بداية الأمر تفضل لإقامة المذابح عليها لعبادة الله (تك 12: 7 و8 و22: 2 و31: 54). وقبل أن يبنى الهيكل ويخصص للعبادة رأى الشعب أن إقامة المذابح على المرتفعات هو أكثر الأماكن لياقة (قض 6: 25 و26 و1صم 9: 12 و19 و25 و1 أخبار 16: 39 و21: 29). لكن الأمم كانوا في نفس الوقت يبنون المرتفعات لعبادتهم الوثنية ولهذا حذر الله شعبه منها قبل دخولهم أرض كنعان (عد 33: 52 وتث 33: 29).
وبعد ما أقيم الهيكل صارت تعتبر الأماكن رجسة لأنها تنجست جميعها بعبادة الأصنام حتى قيل عن يوثام أحد ملوك يهوذا الصالحين بأنه عمل ما هو مستقيم “إلا أن المرتفعات لم تنتزع” (2 مل 15: 35).
وهذه هي أماكن المرتفعات التي ورد ذكرها في الكتاب المقدس:
آون (هو 10: 8)، ارنون (عد 21: 28)، بعل (عد 22: 41)، توفة (ار 7: 31)، جبعون (1 مل 3: 4)، مرتفعة (حز 20: 29).
والذين بنوا مرتفعات كهذه هم:
يربعام (1 مل 12: 31)، يهورام (2 أخبار 21: 11)، آحاز (2 أخبار 28: 25)، منسى (2 مل 21: 3 و2 أخبار 33: 3)، بنو إسرائيل (1 مل 13: 32 و33 و2 مل 17: 9). فاقتدى بهم بنو يهوذا (1 مل 14: 23).
بل إن سليمان نفسه الذي وصلت المملكة في أيامه إلى عصرها الذهبي أغوته زوجاته الامميات فبنى مرتفعات لألهتهن، لعشتورت رجاسة الصيدونيين، وكموش رجاسة الموآبيين، وملكوم كراهة بني عمون (1 مل 11: 7).
وكانت العبادة الوثنية على هذه المرتفعات تقترن بأقبح أنواع الرذائل والفجور (هو 4: 11 – 14 وار 3: 2 و2 أخبار 21: 11) علاوة على أنها ازاغت شعب الله عن العبادة الحقيقية، ولهذا بذل الكثيرون من ملوك يهوذا الصالحين جهدهم لإزالتها أمثال آسيا (2 أخبار 14: 3 و5 و15: 17) ويوشافاط (2 أخبار 17: 6) وحزقيا (2 مل 18: 4 و2 أخبار 31: 1) ويوشيا (2 مل 23: 8 و2 أخبار 34: 3). لكنها لم تنتزع في أيام يهوآش (2 مل 12: 3) وامصيا (2 مل 14: 4) وعزريا (2 مل 15: 4) ويوثام (2 مل 15: 35). وقد كشف التنقيب عن بعض المرتفعات الوثنية القديمة في بيت إيل وجازر وفي بيت إيل وجازر والبترا.
يَرْقى | راقٍ
“يرقي” أي يفتن أو يخلب اللب بالمهارة في الاحتيال وإظهار الشيء على غير حقيقته بالاعتماد على خداع الحواس. وقد نهت الشريعة عن كل هذه الأساليب والحيل الشيطانية، فقد أمر الرب: “لا يوجد فيك من يجيز ابنه أو ابنته في النار، ولا من يعرف عرافة، ولا عائف ولا متفائل ولا ساحر، ولا من يرقى رقية، ولا من يسأل جانا أو تابعة، ولا من يستشير الموتى” (تث 18: 10 و11)، وقد كانت بابل تشتهر بكل ذلك (إش 47: 9 و12).
والرقية هي التعويذة، وهي من أعمال السحرة والحواة يخدعون بها الجهلة من الناس. وقد برع بعض الحواة في “رقي” الحيات (انظر مز 58: 5، جا 10: 11، إرميا 8: 17).
ويقول الرسول بولس للغلاطيين: “أيها الغلاطيون الأغبياء، من رقاكم حتى لا تذعنوا للحق؟” (غل 3: 1)، أي من فتنكم وخلب ألبابكم بخداعة وكذبة ليحولكم إلى الضلال؟.
ركاب أبو يهوناداب
اسم عبري معناه “فارس”:
أبو يهُوناداب (2 مل 10: 15 و23 و1 أخبار 2: 55) ومؤسس أسرة الركابيين (ار 35: 2 – 19).
ركاب أبو ملكيا
اسم عبري معناه “فارس”:
أبو ملكيا أحد الذين ساهموا في ترميم أسوار أورشليم (نح 3: 14).
رَكابيّون
قوم من القينيين أو المديانيين (1 أخبار 2: 55) تسلسلوا من يوناداب (أو يهوناداب) بن ركاب (2 مل 10: 15) وتسموا باسم ركاب (ار 35: 2 – 19) وعاشو بين بني اسرائيل. وقد سن يوناداب بن ركاب لذريته (الركابيين) شريعة لكي يظلوا شعبًا مستقلًا ممتازًا وعشيرة معتزلة بعيدة عن عبادة الأصنام وتلخص الشريعة فيما يلي:
أولًا: أن يمتنعوا عن شرب الخمر وكل شراب مسكر.
ثانيًا: أن لا يسكنوا في بيوت.
ثالثًا: أن لا يزرعوا زرعًا ولا يغرسوا كرمًا.
رابعًا: أن يكون سكنهم في خيام (ار 35: 6 و7).
وكان القصد من ذلك أن يحتفظوا ببساطة عاداتهم البدائية. وقد أطاع الركابيون هذه الوصية وظلوا شعبًا مستقلًا محبًا للسلام وسكنوا الخيام، وكانوا يتنقلون من مكان إلى لآخر حسب مقتضيات الظروف. ولما غزا نبوخذنصر اليهودية هرب الركابيون إلى أورشليم طلبًا للنجاة. وعندما أراد ارميا بعد ذلك ببضع سنوات أنذلك ببضع سنوات أن يختبر طاعتهم لوصية أبيهم وجد أنهم لا يزالون على ولائهم الأول فوبخ اليهود لعدم طاعتهم لوصية الله. وهم يرون هؤلاء الركابيين في كامل الولاء لوصية أبيهم. ومن أجل هذا الولاء قطع لهم الرب هذا الوعد “لا ينقطع ليوناداب بن ركاب إنسان يقف أمامي كل الأيام” (ار 35: 1 – 19).
ويقال أنه لا تزال بقية منهم إلى الآن في العراق واليمن ويعرفون بني خيبر. لكن ليست لهم علاقة مع أخوتهم اليهود المشتتين في آسيا الذين يعتبرونهم أخوة كذبة لعدم محافظتهم على الشريعة على أنهم لا يزالون يحفظون السبت.
رَمْث | أرماث
(1 مل 5: 9 و2 أخبار 2: 16) مجموعة جذوع أشجار تعوم على الماء لنقلها من مكان لآخر.
رمك
وهي في العبرية “رِمك” (رمخ) הרמכים أيضًا و “الرِمَكَة” الفرس والبرذونة workhorse تتخذ للنسل والجمع رَمَك. وقد كتب مردخاي: باسم الملك أحشويروش وختم بخاتم الملك وأرسل رسائل بأيدي بريد الخيل ركاب الجياد والبغال بني الرمك “(أستير 8: 10). وقد تُرْجِمَت العبارة الخيرة في” كتاب الحياة “:” ركاب الجياد والبغال على بريد خيل الملك الأصيلة “.
رمون البنياميني | رمون البئيروتي
اسم عبري معناه رمانة.
رجل بنيامي كان ابناه رئيسين عند ايشبوشت بن شاول فغدرا به وقَتَلَاه (2 صم 4: 2 – 8).
مدينة رمون، جنوب يهوذا
اسم عبري معناه رمانة.
مدينة جنوب يهوذا بالقرب من عين (يش 15: 32 و1 أخبار 4: 32 وزك 14: 10). وقد نقلت بسرعة إلى نصيب شمعون مع عين ومدن أخرى (يش 19: 7). ويظن البعض أنها أم الرمامين التي تبعد 9 أميال شمالا عن بئر سبع والى الجنوب الغربي من الخليل.
صخرة رمون، قريبعة من جبعة
اسم عبري معناه رمانة.
هي الصخرة بالقرب من جبعة التي هرب عليها الست مئة رجل (600) الباقون (المنهزمين) من سبط بنيامين بعد محاربة سائر الأسباط لسبط بنيامين. وأقاموا في صخرة رمون أربعة أشهر (قض 20: 45 و47، 21: 13). ويجمع البعض بين هذه الصخرة ورامون الواقعة على مرتفع جيري مخروطي إلى الشمال الشرقي في جبعة، وعلى بعد ثلاثة أميال إلى الشرق من بيت إيل، ويمكن رؤيتها من جميع الجهات، كما تحميها الوديان من الشمال والجنوب والغرب، وبها كهوف كثيرة يمكن الاحتماء فيها.
وتوجد قرية معروفة بهذا الاسم على قمة أكمة بين إيل والأردن.
الإله هدد رمون السوري الأرامي
اسم أكادي معناه “رعد” وهو اسم إله عبده السوريون (الأراميون) كان له هيكل في دمشق اعتاد نعمان السرياني وملكه أن يسجدا فيه (2 مل 5: 18). الاسم الكامل لهذا الإله هو “هدد رمون”، وكان يعتبر أنه إله الأمطار والزوابع والبرق والرعد، أو الإله الذي ينضج الفاكهة.
شعب روش
اسم عبري معناه “رأس”:
اسم شعب من شعوب الشمال ذكر مع ماشك وتوبال (خر 38: 2 و39: 1).
ويزعم البعض أنه ربما يكون هو اسم قديم لروسيا. وقد ورد في بعض الترجمات كاسم عام لا اسم علم وترجم “رئيس”.
رُفُس – اسم
اسم لاتيني معناه “أحمر” وهو ابن لسمعان القيرواني أو القيريني الذي سخر لحمل صليب المسيح (مر 15: 21). ولعله هو ذاته روفس الذي كان في رومية وبعث إليه بولس تحياته (رو 16: 13) لكن ليس هنالك دليل كاف لتأييد هذا الرأي.
رَفس – فِعل
رفسه، رفسا، ورفوسا: أي ضربه برجله، وقد قال الرب لشاول الذي صار بولس الرسول: “صعب عليك أن ترفس مناخس” (أع 9: 5، 26: 14)، It is hard for you to kick against the goads، أي أن لا فائدة من معاندة كلمة الرب. والمعنى الشبيه بالمثل الحالي “العين التي تضرب المخرز تُفْقَأ”.
وقد ورد استعمال اللفظة مرة واحدة. وكان ذلك عندما ظهر المسيح لشاول وهو في طريقه إلى دمشق لاضطهاد المؤمنين.
رفش
الرفش المجرفة أو المكسحة، وكانت تصنع من نحاس وتستخدم لرفع الرماد عن المذبح في الخيمة (خر 27: 3، 38: 3، عد 4: 14)، وكذلك في الهيكل (1 مل 7: 40 و45، 2 مل 25: 14، 2 أخ 4: 11). وكانت الرفوش بين ما أخذه الكلدانيون من أواني الهيكل غنيمة معهم الى بابل (ارميا 52: 18). وقد وجد في مجود رفش من نحاس طوله نحو 22 بوصة مكون من مغرفة مستطيلة لها يد رفيعة طويلة.
ويقول يوحنا المعمدان عن الرب يسوع: “الذي رفشه في يده وسينقي بيدره ويجمع قمحه إلى المخزن. أما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ” (مت 3: 12، لو 3: 17)، فالرفش هو المذراة التي تفصل القمح عن التبن.
رُومية | روما
أسسها سنة 753 ق. م. روميولس الذي صار أول ملك لها. وقد بناها على أكمة واحدة من الآكام السبع هناك, ومع الزمن امتدت فشغلت كل الآكام. وإذ ازداد نفوذ هذه المملكة الصغيرة الناشئة – رومية – شيئًا فشيئًا صارت فيما بعد إمبراطورية. ثم استولت على حوض البحر الأبيض المتوسط كله. فكانت رومية – عاصمة الإمبراطورية الرومانية, قبلة أنظار العالم كله, وملتقى ساسة العالم وقادته. ومن رومية انتشرت العلوم والآداب والفلسفة, ولا يزال القانون الروماني يدرّس في كل أرجاء العالم إلى الآن. لكن بالرغم من كل هذا فقد كانت المدينة غارقة في أرجاس العبادة الوثنية وقبائحها واستولت عليها الخزعبلات – الأمر الذي يتضح مما ورد في الإصحاح الأول من الرسالة إلى أهل رومية. وعندما ولد المسيح كان بالمدينة كثيرون من اليهود الذين تشتتوا فيما بعد في كل أرجاء العالم.
ولا يُعلم يقينًا الوقت الذي فيه دخلتها المسيحية ولا على يد مَنْ دخلتها. لكن الأرجح أنه تمّ على يد اليهود أهل رومية الذين كانوا في أورشليم يوم الخمسين (أع 2: 10) إذ امتلأوا من الروح القدس وعادوا إلى رومية بدأوا يذيعون الإنجيل فيها. وقد احتدمت المناقشات – ولا تزال – فيما إذا كان بطرس هو أول من نادى بالإنجيل في رومية. فالكنيسة الكاثوليكية تنادي بهذا الرأي ضد كلام الكتاب المقدس صراحةً, وتخالفها فيه أغلب الكنائس الأخرى.
ولأن رومية كانت أهم مدينة في العالم فقد اشتهى بولس أن يذهب إليها للمُناداة فيها بالإنجيل.
لكن حالت عوائق كثيرة دون تحقيق أمنيته هذه “إنني مرارًا كثيرة قصدت أن آتي إليكم ومنعت حتى الآن” (رو 1: 13). لكن الله رتب له أن يذهب إليها لكي يحاكم أمام قيصر على أساس أن هذا كان حقًا يعطى لكل روماني. وكان بولس قد اكتسب الرعوية الرومانية بالمولد (أع 22: 25 – 28 و25: 11 و12). وبناء على رغبته أُرسل إلى رومية فوصل إليها فعلًا وأقام فيها سنتين (أع 28: 16 و30).
وفي سنة 64 م. قام الإمبراطور نيرون وأثار اضطهادًا شديدًا على مسيحيي رومية, ثم قام من بعده دومتيانوس وجدد الاضطهاد سنة 81 ب. م. وخلفه تراجانوس حيث أثار عليهم اضطهادًا أشد بين سنة 97 وسنة 117.
وفي رومية استشهد كل من بطرس وبولس حوالي سنة 68 م. الأول بصلبه منكس الرأس, والثاني بقطع رأسه.
أما شهرة رومية الحديثة فلا تنحصر في عظمتها الحالية فحسب بل أيضًا فيما تذخر به من الآثار القديمة النفيسة والكنائس الكثيرة, وأهمها كنيسة القديس بطرس التي تعتبر من أفخم كنائس العالم وأكثرها اتساعًا. وبها أيضًا الفاتيكان مقر البابا رئيس الكنيسة الكاثوليكية.
روما هي عاصمة الجمهورية ثم الإمبراطورية الرومانية، وأصبحت فيما بعد عاصمة للعالم اللاتيني المسيحي. وتقع روما على الضفة الشمالية لنهر التيبر على بعد نحو خمسة عشر ميلًا من مصبه في البحر المتوسط، وهي تقع على خط عرض 53ً 41ْ شمالًا، وخط طول 12ً.. 12 ْ شرقي جرينتش.
ولا يسعنا في هذا البحث أن نغطي تمامًا كل الخطوط العريضة للتاريخ القديم للمدينة الخالدة. ولعله من الأنسب أن نعرض للعلاقات بين الحكومات الرومانية والمجتمع، ومع اليهود والمسيحيين، بالاضافة إلى تغطية سريعة للتطور المبكر لقوة روما ومؤسساتها، حتى نلم بالخلفية التاريخية اللازمة لفهم الموضوعات الجوهرية:
أولًا – تطور دستور الجمهورية:
(1) الدولة الرومانية المبكرة: إن الأزمنة التاريخية للفترة المبكرة من تاريخ روما، لا يمكن الاعتماد عليها ككل، وأحد أسباب ذلك هو أن الغاليين (قدماء الفرنسيين) عند اجتياحهم للمدينة في 390 ق. م. دمروا الآثار التي كان يمكن أن تعطينا شهادة صادقة عن الفترة المبكرة.. ومن المعروف أنه كانت هناك مستوطنة قائمة في مكان مدينة روما قبل التاريخ التقليدي لتأسيسها (753 ق. م). وقد قامت الدولة الرومانية أساسًا نتيجة لتحالف عدد من العشائر المتجاورة، أو مجموعات من القبائل يحوط تاريخها الغموض. وقد شكلَّ رؤساء العشائر المجلس البدائي، أو مجلسًا من شيوخ القبائل مارس سلطة الحكم. إلا أنه كما يحدث عادة في تطور أي مجتمع بشري، أعقب ذلك نظام عسكري، أو نظام ملكي قضى على النظام المفكك للشيوخ ورجال الدين. ومن المحتمل أن تكون هذه المرحلة الثانية هي ذاتها فترة الحكم الأسطوري “للتركويين” (Tarquins) والذي يرجح أنه كان جزءًا من سيادة “الإتروسكانيين” (Etruscans).
وقد آل اتحاد العشائر إلى وحدة سياسية متجانسة. وتم تنظيم المجتمع على أساس “تيموقراطي” (حكومة مبنية على أساس الثروة أو الحسب) وتحولت إلى مركز سياسي صناعي اجتماعي، واقيم معبد “الكابيتول” (Capitoline) للآلهة “جوبيتروجونو ومنيرفا” (وهي آلهة اتروسكانية تشبيهًا بالآلهة الهيلينية)، كمعبد عام لكل الشعب، ولكن الرومان مدينون – قبل كل شيء – لأولئك الملوك الأجانب بتدريبهم على النظام والطاعة التي تمثلت فيما بعد في مفهوم “السلطة الحاكمة.”.
ثم انتقلت امتيازات الملوك إلى القناصل، وكان تقلص فترة الحكم إلى سنة واحدة، وقيام مبدأ جماعية الحكم، هما أقدم النتائج لاساءة استخدام السلطة غير المحدودة. إلا أن حجر الزاوية الحقيقي للحرية الرومانية، كان – على ما يبدو – ما يسمي “بقانون فاليريا” (Valeria) الذي قضى بألا يحكم على أي مواطن بالموت بدون أن يسمح له باستئناف القرار إلى مجلس الشعب.
(2) الصراع بين الأشراف والعامة: استغرق الصراع بين طبقتي الأشراف والعامة – بعد انشاء الجمهورية – أكثر من مائة وخمسين عامًا، وكانت طبقة الأشراف تتكون من أحفاد شيوخ العشائر، أو رجال السياسة على وجه التحديد، أما العامة فكانوا أحفاد العبيد السابقين أو الغرباء الذين جذبتهم روما بالفرص المتاحة في الصناعة والتجارة، وقد تمتعوا بامتياز الاشتراك كأعضاء في المجلس العسكري، إلا أنهم لم يشتركوا في هيئة القضاة، ولم يكن لهم نصيب في الألقاب الشرفية أو في الرواتب، ولا في معرفة القانون المدني الذي كانت تتوارثه العائلات الشريفة كتقليد شفهي.
وكانت أول خطوة اكتسبها “العامة” في زحفهم نحو المساواة السياسية، عندما استطاعوا أن يستخلصوا من الأشراف امتياز اختيار ممثلين لهم من بينهم وهم “التربيونيون” (Tribunes) أي المدافعون عن حقوق الشعب، وقد اكتسبت وظيفتهم في مساعدة العامة المظلومين حق “الفيتو” أي الاعتراض، والذي عن طريقه كان يمكن إيقاف أي حكم يصدره الحاكم، وكانت عملية تدوين القانون في “الاثنى عشر لوحًا” ذات فائدة واضحة بالنسبة للطبقات الدنيا، لأن كل ما عانوه من مظالم، كان بسبب التفسير المتعسف للقوانين الشرعية التي كانت غامضة بطبيعتها، ثم أدى الغاء منع التزاوج بين الطبقات المختلفة الى امتزاج تدريجى بينها.
(3) مجلس الشيوخ والحكام: (Senate & Magistrates):
لقد جعل الملوك من مجلس الشيوخ مجرد هيئة استشارية، إلا أنه في ظل الحكم الجمهوري، استرد مجلس الشيوخ سلطته. وتعد سلطة مجلس الشيوخ أهم سمة ميزت الحكومة الجمهورية، رغم عدم تقنين ذلك بأي تشريع أو دستور. ويرجع ذلك جزئيًا إلى انكماش سلطة الحكام، ومن جهة أخرى إلى كيفية اختيار أعضاء مجلس الشيوخ. وكان تحجيم سلطة الحكام نتيجة لزيادة عددهم، مما أدى إلى تقلص الامتيازات الفعلية لكل منهم، كما أدى أيضًا إلى انكماش نفوذهم كجماعة. وكانت زيادة عدد الحكام أمرًا يستلزمة اتساع حدود الدولة وتطور الادارة، كما كان ذلك أيضًا نتيجة لتذمر العامة وهياجهم. ولعل أحداث 367 ق. م. تعتبر نموذجًا لتوضيح أثر هذه العوامل. فعندما اقتحم العامة بالقوة قلعة تفرد النبلاء بالارتقاء الى وظيفة “قنصل” التي كانت أعلى مراتب السلطة، فإن ضرورة وجود حاكم آخر على قدر من الكفاءة العامة، هيأت الفرصة لتعويض النبلاء بامتياز آخر، فانشئت وظيفة “الوالي” Practor)) والتي كانت مقصورة في البداية على أعضاء الطبقة الأرسقراطية القديمة. وفي ظل الدستور الدائم أصبحت وظائف الحكم خمس وظائف هي: “القنصل” (Consulship) و “الوالي” (Praetorship)، و “المحتسب” (aedulship) و “القاضي” (Tribunate) والقسطور (مراقب حسابات Quaestorship) وكان اختيار شاغلي هذه الوظائف الخمس يتم بالانتخاب سنويًا.
سبق أن ذكرنا طريقة اختيار أعضاء مجلس الشيوخ كعامل في تطور سلطة المجلس الأعلى. وقد مارس كبار موظفي الدولة التنفيذيين – في البداية – حق اختيار أعضاء جدد لمجلس الشيوخ، ليظل عدد الشيوخ في معدله الطبيعي، وهو ثلثمائة عضو، ثم انتقلت هذه المهمة فيما بعد إلى المراقبين (Censors) الذين كانوا ينتخبون كل خمس سنوات، إلا أن العرف، والقانون – اللاحق – حددا أن يكون الاختيار من بين المواطنين المتميزين، وكان أعلى مستوى للتميز بين المواطنين في المجتمع الروماني، هو خدمة الدولة، أو بتعبير آخر شغل وظائف الحكم العامة. وقد تبع ذلك أن صار مجلس الشيوخ في حقيقته مجلسًا يضم كل الحكام السابقين الأحياء، كما ضم كل الحكمة السياسية وخبرة المجتمع، ولذلك كانت له مكانة عظيمة لدرجة أنه رغم أن التعبير عن الرأي لم يعطه القانون أي قوة ملزمة، إلا أنه كان – بالضرورة – مرشدًا لسلوك الحاكم الذي كان – عمليًا – خادمًا للمجلس لا رئيسًا له.
وعندما أصبح للعامة حق تولي وظيفة الحكم، فقدت طبقة النبلاء أهميتها السياسية، إلا أن أفراد عائلات أغنياء العامة فقط هم الذين أمكنهم أن ينتفعوا من هذا التوسع في الامتيازات، حيث كان المنصب السياسي يتطلب تحررًا من العمل لكسب العيش، كما كان يتطلب أيضا النفوذ الشخصي. وسرعان ما اندمجت هذه العائلات من عامة الشعب مع النبلاء وشكلت طبقة ارستقراطية جديدة استندت بصفة أساسية على ما تملكه من ثراء. وكانت الكرامة الناتجة عن شغل الوظائف العامة، هي عنوان الامتياز، وكان مجلس الشيوخ هو أداتها، فلم تكن في روما – ابدًا – ديمقراطية حقيقية إلا نظريًا، فقد كان ممثلو العدد المحدود نسبيًا من عائلات الطبقة الارستقراطية، يشغلون بصفة مطلقة وظائف الحكم في كل الفترة الممتدة من القضاء على الامتيازات القديمة المبنية على الدم (في 287 ق. م.) إلى بداية فترة الثورة (في 133 ق. م). وأولئك فقط هم الذين دخلوا مجلس الشيوخ عبر وظائف الحكم. ولم يكن ثمة فرق بين الإدارتين الجمهورية والسيناتورية (مجلس الشيوخ).
وقد نمت بذور الثورة السياسية والاجتماعية خلال فترة الحرب البونية (مع قرطاجنة) الثانية والفترة التي تلتها، وقد نتج عن تعطيل السلطة العسكرية للبرلمان، سابقة خطيرة في انتهاك روح الجمهورية، حتى إن “كورنيليوس سكيبيو Cornellllius Scipio)) يعتبر سابقًا” لماريوس “(Marius) و” يوليوس قيصر “و” أوغسطس قيصر “. كما كان الذهب الذي تدفق من الأقاليم إلى روما طعمًا لجذب طمع أعضاء مجلس الشيوخ، مما أدي إلى ظهور أسوأ نوع من الاحتراف السياسي. وقد انحلت الطبقى الوسطى – أي طبقة صغار الفلاحين – لأسباب عديدة، فقد جذبت الخدمة في البلاد الغنية – المغلوبة على أمرها – في الشرق، الكثيرين منهم، وتسبب رخص ثمن العبيد في أن تصبح الزراعة الحرة غير مربحة، وأدى ذلك إلى ازدياد عدد المزارع الكبيرة، وحلت زراعة الكروم والزيتون – جزئيًا – محل زراعة الحبوب، وهو الأمر الذي لم يناسب عادات وقدرات الطبقة القديمة من الفلاحين.
أما السبب المباشر للثورة فكان عدم قدرة مجلس الشيوخ على ضبط سلوك أعضائه من الراديكاليين أو المتطرفين، لأنه مع نمو روح الطموح السياسي، بإزدياد الأسلاب المادية المكتسبة، حوَّل القادة الطموحون انتباههم الى الشعب، وسعوا لتحقيق أغراضهم بالتشريعات الشعبية بغض النظر عن موافقة مجلس الشيوخ التي كان يستلزمها القانون والعرف. وكان معنى فقدان مجلس الشيوخ لحق المبادرة، انهيار سلطته، وقد كان له، في قوة استخدام القضاة المدافعين (Tribunes) لحق الفيتو (أو الاعتراض) – سلاح لإجبار الحكام المعاندين، على الخضوع، لأنه كان في الامكان إغراء أي واحد من القضاة المدافعين العشرة، لأن يستخدم حق الفيتو لمنع مرور أي تشريع شعبي. إلا أن هذا السلاح قد انكسر عندما أعلن “طيباريوس جراكوس” (Tiberius Gracchus) في 133 ق. م. أن القاضي المدافع الذي يعارض رغبات الشعب، لا يعتبر ممثلًا للشعب.
(4) المبادئ الأساسية: ولا يسعنا هنا أن نتابع تقلبات الصراع المدني في القرن الأخير من عصر الجمهورية، بل سنكتفي بالقليل لنبين المبادئ العامة التي كانت تكمن تحت سطح الظواهر السياسية والاجتماعية. وقد سبق أن وجهنا النظر إلى التطور المشئوم لنفوذ القادة العسكريين، وازدياد التركيز على مطالب الشعب، وكان أهم الاتجاهات في تلك الفترة. وكان اتحادهما معًا مدمرًا لسيادة حكومة مجلس الشيوخ. وقد قام “ماريوس” – بعد أن اكتسب مجدًا حربيًا منقطع النظير – بتشكيل اتحاد سياسي مع “جلوشيا” (Glaucia) و “ساتورنينوس” (Saturninus) – زعيمي حزب الشعب في المدينة في عام 100 ق. م. وكانت هذه خطوة فاصلة في مسار الثورة. إلا أن أهمية السيف سرعان ما تغلبت على أهمية جمهور الشعب، في الاتحاد الذي تم. وكانت المسائل الدستورية تحسم لأول مرة في الحروب الأهلية بين “ماريوس” و “سولا” (Sulla) بالقوة العسكرية. وقد أدى الالتجاء المتكرر إلى القوة الغاشمة، إلى تعتيم مفهوم القيود الدستورية وحقوق الأقليات. وقد بدت على مجلس الشيوخ – بالفعل – أعراض الشلل الجزئي في عصر “جراتشي” (Gracchi) وازداد عجزه بشدة عندما فصل السيف أعضاءه الأقوياء. وقد استنفذ قوته في حرمان الناس من حماية القانون، وفي اغتيال الأعداء السياسيين. لقد أنتصر حزب الشعب اسميًا، إلا أن روما ظلت – نظريًا – دولة حضرية لها مركز سياسي واحد، فلم يمارس حق الانتخاب إلا في روما وحدها. وتبع ذلك أن الجماعات السياسية الفعلية، كانت تتكون – بصورة كبيرة – من العناصر التافهة التي كانت كثيرة العدد جدًا في المدينة، وكان يسوقها القادة السياسيون المحنكون، وبخاصة الذين جمعوا في أنفسهم، القدرات العسكرية، والقدرة على التلاعب بالألفاظ. فقد كان “سولا” (Sulla) و “كراسوس” (Crassus) و “يوليوس قيصر” و “أنطونيوس” ثم “أوكتافيوس”، أشبه ما يكونون بالزعيم السياسي في العصر الحديث. وعندما بلغ أولئك الرجال أوج قوتهم، أصبح الصراع على السيادة، عملية ضرورية لاستبعاد الأضعف، وبقاء الأصلح، مما أدى إلى قيام “الملكية” وعندما حصل أوكتافيوس على لقب “أوغسطس” والسلطة القنصلية (في 27 ق. م.) وقع التحول الكامل.
ثانيًا – اتساع سيادة روما:
ثالثًا – الحكومة الامبراطورية:
(1) السلطة الامبراطورية: أظهر “أوغسطس” مهارة واضحة في المزج بين سيادته الخاصة والقوانين القديمة من الدستور الجمهوري، فقد قامت سلطته شرعًا وأساسًا على قوة التشريع والدفاع التي اكتسبها في عام 36 ق. م. ولكنها قامت على أساس أفضل في عام 32 ق. م. ثم على امتياز القنصلية الذي ناله في عام 27 ق. م. وبفضل الامتياز الأول صارت له السلطة أن يدعو مجلس الشيوخ وغيره من المجالس للانعقاد، وأن يعترض على قرارات أي حاكم. أما الامتياز الثاني، فقد خوِّل له رئاسة القوات العسكرية، وبالتالي ادارة المقاطعات التي تستقر فيها جيوشه، إلى جانب الاشراف العام على حكومات المقاطعات الأخرى. ومن ثم حدث التمييز في 27 ق. م. بين المقاطعات الامبراطورية التي يديرها ممثلون عن الامبراطور، وبين المقاطعات الخاضعة لحكم مجلس الشيوخ، والتي كان يحكمها الجهاز الاداري للدولة. وكان حكام هذه المقاطعات أو الأقاليم، يسمون “ولاة” (أو Procnsul) وقد ورد ذكر اثنين منهم في العهد الجديد، هما “غاليون” في أخائية (أع 18: 12). و “سرجيوس بولس” في قبرص (أع 13: 7). وجدير بنا أن نقارن بين السلوك المتعقل لأولئك الحكام الرومانيين المتمرسين، وسلوك الغوغاء الهائجين الذين تعاملوا مع بولس في أسيا الصغرى وفي اليهودية وفي اليونان.
(2) ثلاث طبقات من المواطنين: كان المواطنون الرومانيون ينقسمون إلى ثلاث طبقات اجتماعية: أعضاء مجلس الشيوخ، والفرسان، والعامة. وكان الجهاز الاداري كله متجانسًا مع هذا التقسيم الثلاثي. وكانت طبقة الشيوخ تتكون من أحفاد الشيوخ، ومن الذين خوَّلهم الأباطرة امتياز ارتداء رداء “التونك” (العباءة) ذي الحزام الأرجواني العريض، كعلامة للعضوية في هذه الطبقة. وكانت وظيفة “القسطور” بابًا للانضمام إلى مجلس الشيوخ. فكانت المؤهلات لعضوية مجلس الشيوخ هي الانتساب إلى تلك الطبقة، إلى جانب حيازة أملاك لا تقل قيمتها عن مليون “سترس” (عملة رومانية قديمة – أي ما يعادل نحو خمسة وأربعين ألف دولار). وقد نقل طيباريوس قيصر حق انتخاب الحكام من الشعب الى مجلس الشيوخ، الذي كان – عمليا – هيئة مغلقة. وفي ظل الامبراطورية، كان للقرارات الصادرة عن مجلس الشيوخ قوة القانون. كما اكتسب مجلس الشيوخ سلطات قضائية، فكان يجتمع كمحكمة للنظر في الجرائم الهامة، والاستماع الى الاستئناف في القضايا المدنية من المقاطعات الخاضعة له. أما طبقة الفرسان فكانت تتكون ممن يمتلكون ثروة لا تقل عن أربعمائة الف “سسترس” مع امتياز ارتداء الشريط الضيق الأرجواني فوق “التونك” (العباءة). وقد ملأ الأباطرة بالفرسان العديد من المراكز والوظائف الادارية والمالية الهامة في إيطاليا، والمقاطعات التي تحت حكمهم.
رابعا – الديانة الرومانية:
(أ) الآلهة: كانت الديانة الرومانية – في الأصل – أكثر تماسكًا من الديانة الاغريقية، لأن الآلهة التي آمنت بوجودها العقلية اللاتينية غير الخيالية، كانت خالية تمامًا من السمات البشرية. فكانت الآلهة، بالنسبة لهم، هي التأثيرات أو القوى التي توجه الظواهر المرئية للعالم المادي. والتي كانت لازمة للخير المادي للبشرية. ولا يحق لنا أن نفترض وجود نظام للعقائد اللاهوتية في الفترة البدائية. وقد دخلت الاعتبارات الأخلاقية – بدرجة محدودة – في موقف الرومان من آلهتهم. وكانت الديانة الرومانية شبيهة بتعاقد، آلي فيه الناس على أنفسهم أن يقدموا ذبائح معينة، وأن يقوموا بشعائر وفروض مختلفة، وفي المقابل، توقعوا من الآلهة العون الفعَّال في انجاح مشروعاتهم وسائر أمور حياتهم. وكان الرومان – بالطبيعة – يعبدون عدة آلهة، كنتيجة منطقية لمفاهيمهم عن الالهة. ولأنه قبل بزوغ فجر العلم، لم يكن في العالم الطبيعي شبيه بالوحدة، فلابد أنه ليس ثمة وحدة في السماء. وكان لابد من وجود روح ضابطة حاكمة لكل شيء هام أو مجموعة أشياء، ولكل شخص ولكل عملية في الطبيعة، ومن ثم كان عدد الآلهة يفوق عدد البشر أنفسهم.
(2) وفي فترة مبكرة، أصبحت الحكومة علمانية بشكل واضح، وصار الكهنة خدامًا للمجتمع، لممارسة الطقوس والفرائض، التي فقد العديد منها – في فترة مبكرة – روحها التي كانت لها قبلًا. وكان الحكام الممثلين الحقيقيين للمجتمع في علاقته بالآلهة، سواء في السعي نحو معرفة الارادة الالهية بالتكهنات أو في تقديم الذبائح الهامة.
(3) لم يُقم الرومان – في البداية – تماثيل لآلهتهم. ويرجع هذا جزئيًا – إلى نقص المهارة الفنية، ولكنه يرجع أساسًا إلى غموض مفاهيمهم عن ألآلهة، وقد اكتفوا بالرموز للاشارة إلى وجود الآلهة، فمثلا كانت “الحربة” ترمز للاله “مارس” (المريخ Mars) إله الحرب. وقد دخلت إليهم عملية تمثيل الآلهة في شكل آدمي عند اتصالهم بالإتروسكانيين والاغريق. وقد دعا “التركويون” (Traquins) الصناع الإتروسكانيين المهرة والفنانين إلى روما فصنعوا من الطين المحروق التماثيل الدينية وواجهات معبد الكابيتول.
وقد استقرت أنماط الآلهة الاغريقية، عندما أصبح للثقافة اليونانية التأثير الأقوى في صياغة حضارة روما. وعندما صار شكل آلهة الاغريق مألوفًا لدى الرومان في أعمال الحفر، حلت آلهة الاغريق بالتدريج محل الآلهة الرومانية، والتي كانت متطابقة معها اسميًا، كنتيجة للتشابه الحقيقي أو الخيالي بينها.
(4) كان ادخال آلهة جديدة أمرًا سهلًا نسبيًا، لأن تعدد الآلهة يمكنه – بطبيعته – أن يسمح بذلك لعدم محدوديته. وقد ازداد عدد آلهتهم تبعًا لاتساع ادراكهم للظواهر الطبيعية. وإلى جانب ذلك، كان من المعتاد دعوة آلهة المدن المهزومة لنقل إقامتها إلى روما، ومساعدة الرومان في أعمالهم. إلا أن أغزر مصدر للتوسع كان كتب الكهانة والعرافة (الكتب السيبليانية). وقد تم جلب هذه الكتب إلى روما من “كومي” (Cumae) مركز عبادة الإله أبولو. وكان الناس يلجأون إليها في وقت الأزمات لعلهم يكتشفون فيها طقوسًا خاصة يمكنها أن تضمن لهم العون الالهي. وكانت طقوس العبادة في الكتب السيبليانية إغريقية تمامًا. ومع دخول القرن الخامس قبل الميلاد، اُدخلت عبادة “أبولو” إلى روما.. كما وجدت عبادة “هرقل” وعبادة “ديوسقوروس” طريقها إلى هناك في نفس الوقت تقريبًا. ثم حدث مزج الآلهة “ديانا” “الإيطالية” بأرطاميس “اليونانية. كما حدث الخلط بين مجموعة” سيرس “(Ceres) و” ليبر “(Liber) و” ليبرا “(Libera) ومجموعة الآلهة الأجنبية:” ديمتر “(Demeter) و” ديونيسيوس “(Dionysus) و” برسيفوني “Persephone))، وهكذا تم تحويل العبادة الرومانية إلى عبادة هيلينية. وبانتهاء الحرب البونية الثانية، وجد آلهة الاغريق الكبار، مكانًا لهم على نهر التيبر. أما آلاف الآلهة الصغيرة المحلية التي لم تجد لها نظائر في آلهة جبل الأوليمب، فقد طواها النسيان.
(ب) الانحلال الديني: لقد تسرب عنصر الفساد سريعًا إلى الديانة الرومانية، من الروافد التي استمتدها من الديانة الإغريقية، لأن دخول العنصر الهيليني إليها، جعلها – بصفة خاصة – معرضة لهجمات الفلسفة. وكانت فلسفة الشك قد تفشت بالفعل بين الطبقة المثقفة في المجتمع اليوناني. وقد جعل الفلاسفة من الآلهة موضوعًا للاستهزاء. وقد ثبتت الفلسفة اليونانية أقدامها في روما في القرن الثاني قبل الميلاد. وصار من المألوف أن ينظر الرومان إلى أثينا كمدينة جامعية، يجب إرسال أبناء الطبقة الارستقراطية إليها لإتمام تعليمهم في مدارسها وعلي أيدي فلاسفتها. وهكذا بانتهاء الحقبة الجمهورية، غاب الإيمان الديني عن الطبقات العليا الى حد بعيد. وخلال القلاقل والحروب الأهلية، أهملت حتى الطقوس الخارجية وتهدم العديد من المعابد. ولم يكن – أبدًا – ثمة علاقة بين الديانة والسلوك، إلا عندما كان الإيمان بالآلهة، يستخدم لضمان تنفيذ الوعود بالقسم بها.
وقد حاول أوغسطس بكل طريقة أن يستعيد الديانة القديمة، فأعاد بناء ما لا يقل عن اثنين وثمانين معبدًا في روما، فوق أطلال المعابد القديمة. وقد حدثت نهضة دينية في ظل الامبراطورية في العبادة الرسمية، وظل الناس يعتقدون في الخرافات حتى عندما تبنت الطبقات العليا فلسفة الشك، ولم تعد الديانة الرسمية للدولة تستهويهم، إذ أنها لم تقدم شيئًا للعواطف أو الآمال، ومن جهة أخرى، انجذبوا بشدة إلى السمة الغامضة السرية في العبادات الشرقية. وكان هذا السبب في انتشار الديانتين المصرية والسورية في كل الامبراطورية، وكان لهما تأثيرهما البالغ في الحياة الأدبية للناس، ويمكن أن نعزو – جزئيًا – نجاح الديانة اليهودية والانتصار النهائي للمسيحية، إلى نفس الأسباب.
ويجب أن نذكر أن الدولة لم تفرض أي نظام لاهوتي، وأن الإمبراطورية في البداية، قدمت نوعًا من الخليط الدينى، وبسطت حمايتها على كل العبادات القومية، وكان تعدد الآلهة في روما، يعني – بطبيعته – التسامح. والشكل الوحيد للديانة الذي لم تكن الدولة تتحمله، هو الشكل الذي يهاجم نظام تعدد الآلهة ككل، إذ كان ذلك يعرض سلامة المجتمع للخطر، ويحرم الآلهة من التقدمات والخدمات الأخرى التي يتوقعون – في مقابلها – الرعاية من الآلهة.
خامسا: روما واليهود:
(أ) منطقة اليهودية تحت الحكم الولاة الرومانيين: صارت اليهودية جزءًا من ولاية سورية في عام 63 ق. م. وظل هيركانس –أخو آخر ملوك المكابيين– رئيسًا للكهنة، وأوكلت إليه المهام القضائية إلى جانب مهامه الكهنوتية، إلا أن أنطونيوس وأوكتافيوس جعلا من فلسطين (40 ق. م.) مملكة ومنحاها لهيرودس – المدعو بالكبير – رغم أنه لم يحكمها فعليًا إلا بعد ذلك بثلاث سنوات. وقد ضمن سيادته عليها، وجود فرقة من الجيش الروماني متمركزة في أورشليم. وكان عليه أن يدفع الجزية لحكومة روما، وتقديم المساعدات للجيش الروماني> وقد بنى هيرودس مدينة قيصرية تكريمًا لأوغسطس قيصر، وقد جعلها الولاة الرومان – فيما بعد – مقرًا للحكومة. وعند موت هيرودس في عام 4 ق. م. قسمت المملكة بين أبنائه الأحياء الثلاثة، وقد وقع القسم الأكبر في نصيب أرخيلاوس الذي حكم اليهودية والسامرة وأدومية تحت لقب “اثنارك” (Ethnarches) – أي “نائب ملك” – أنظر 2 كو 11: 32) حتى 6 م حين عزل وانكمشت مملكته لتصبح مجرد ولاية. وظل الولاة الرومان يحكمونها الى 41 م، حين تولى هيرودس أغريباس (حفيد هيرودس الكبير) الملك على البلاد – التي كانت ضمن مملكة جده – حتى عام 44 م. ثم في 53 م تولى عرش اليهودية أغريباس الثاني.
وبعد سقوط أورشليم وانتهاء الثورة الكبرى في 70 م، ظلت فلسطين ولاية منفصلة، وأضيفت فرقة من الجيش إلى القوات العسكرية في البلاد، وكانت تعسكر عند أطلال أورشليم، وبالتالي أخذ الحكام الرومان لقب “براتوريون” (Praetorion) عوضًا عن لقب (procurator) “بروكيوراتور” الذي كان يطلق على الولاة من قبل (ويترجم كلاهما في العربية إلى “الوالي”).
وقد تم تسجيل عدة معاهدات بين الرومان واليهود منذ عهد المكابيين، ومن المعروف أن اليهود وُجدوا في روما منذ 138 ق. م. ثم تزايدت أعدادهم في العاصمة بعد عودة “بومبي” الذي جلب معه الكثيرين من الأسرى. ويتحدث شيشرون عن جموع غفيرة من اليهود في روما في 58 ق. م. ويذكر أن قيصر كان متعاطفًا معهم. وباكتسابهم مودة أوغسطس، استردوا حق جمع الأموال لإرسالها إلى الهيكل في أورشليم. وقد قدم أغريباس مائة ثور في الهيكل عند زيارته لهيردوس، كما أمر أوغسطس بتقدمة يومية من ثور واحد وحملين، وبوجه عام، أبدت الادارة الرومانية اهتمامًا ملحوظًا بديانة اليهود، فقد أعفاهم الرومان من الخدمة العسكرية، ومن المثول أمام المحاكم في يوم السبت. إلا أن طيبارويس قيصر ضيَّق على إجراء الطقوس اليهودية في روما في 19 م، كما طردهم كلوديوس من المدينة في 49 م (انظر أع 18: 2)، ولكن هذا لم يدم – في كلتا الحالتين – طويلًا.
(ب) اليهود الدخلاء: اشتهر اليهود في روما بمحاولة اكتساب دخلاء لليهودية، وتضم الكتابات الأدبية من عصر أوغسطس عدة إشارات إلى حفظ السبت. ولم يكن مطلوبًا – دائمًا – من الدخلاء من الأمم أن يحفظوا كل فرائض الناموس. ولعل قائد المئة في كفر ناحوم كان أحد أولئك الدخلاء (لو 7: 5). وكذلك كرنيليوس قائد المئة (أع 10: 1)، والإمبراطورة “بوبيا” (Poppaea).
ورغم انتشار اليهودية واكتسابها دخلاء، إلا أن اليهود أنفسهم عاشوا – في غالبيتهم – في عزلة تامة في أفقر أحياء المدينة أو ضواحيها في الجانب الآخر من نهر التيبر بالقرب من الملعب الكبير، أو خارج أبواب المدينة. ويتضح من النقوش أنه كانت هناك سبع جماعات، لكل منها مجمع خاص ومجلس من الشيوخ. وقد تم اكتشاف خمس جبانات، عليها العديد من النقوش اليونانية وبعض النقوش اللاتينية، ولكن ليس عليها نقوش عبرية.
سادسًا – روما والمسيحيون:
(أ) دخول المسيحية: لا يمكن تحديد متى دخلت المسيحية إلى روما على وجه التدقيق، فقد كانت هناك بالفعل جماعة مسيحية موجودة في روما عند وصول الرسول بولس إليها (أع 28: 15)، والتي أرسل إليها رسالته قبل بضع سنوات (في 58 م). ومن المعتقد – بعامة – أن ما جاء بخصوص طرد اليهود من روما في عهد كلوديوس قيصر، لما حدث بينهم من اضطرابات بسبب “كرستوس” (Chrestus) في نحو 49 م، لدليل على انتشار المسيحية في روما على أساس أم أن كلمة “كرستوس” (Chrestus) إنما يقصد بها كلمة “كريستوس” ((Christus أي “المسيح”. ويرجح البعض أن المسيحية قد دخلت عاصمة الامبراطورية على يد بعض الرومان الذين كانوا في أورشليم في يوم الخمسين وآمنوا واعتنقوا المسيحية (أع 2: 10 و41). ولا يسعنا هنا مناقشة أسباب الاعتقاد التقليدي بأن الرسول بطرس جاء إلى روما مرتين، مرة قبل سنة 50 م، ومرة أخرى بعد وصول الرسول بولس إليها. وأنهما معًا قد اسسًا الكنيسة هناك. وإنما يتركز حديثنا هنا على موقف الحكومة والمجتمع من نحو المسيحية بعد استقرارها في روما. ومن ثم يكفينا هنا أن نذكر القارئ بأن الرسول بولس كان مسموحًا له أن يبشر بحرية، بينما كان – اسميًا – في سجن (في 1: 13)، وأنه منذ 64 م. كان المسيحيون هناك كثيرين جدًا (كما يذكر المؤرخ الروماني تاسيتوس).
(ب) التسامح الديني والتحريم: لم تكن الدولة الرومانية – في بادئ الأمر – تفرق بين المسيحيين واليهود. فاستمتع المسيحيون مع اليهود بالتسامح بل والحماية التي أضيفت على “اليهودية” كديانة قومية لأحد الشعوب التي تضمها الامبراطورية، ولم تصبح المسيحية دينًا محرمًا قانونًا إلا بعد أن صار التمييز بينها وبين اليهودية واضحًا. وهناك سؤالان يسترعيان الانتباه: (1) متى تم التمييز بين المسيحية واليهودية؟ (2) ومتى أُعلن ان الاعتراف باعتناق المسيحية يعتبر جريمة؟ إن هذين السؤالين لفى غاية الأهمية بالنسبة لتاريخ الكنيسة في ظل الامبراطورية الرومانية:
(1) لو قبلنا الفقرة التي اقتبسناها عن “سوتينوس” مع اعتبار أن “كرستوس” يقصد بها “المسيح”، لرأينا أنه في ذلك الوقت كان المسيحيون ممتزجين باليهود. كما أن قصة “بومبونيا جرايسينا” (Pomponia Graeccina) التي قدمها زوجها للقضاء لاعتناقها دينًا غريبًا (كما يذكر تاسيتوس)، كثيرًا ما تؤخذ دليلا على أنه في 57 م، كان للمسيحية أتباع من طبقة الحكام الارستقراطية. إن وصف التهمة بمعرفة السلطة المعاصرة – والتي نقل عنها تاسيتوس – لينطبق على اعتناق اليهودية أو أي ديانة أخرى من ديانات الشرق العديدة، من وجهة نظر الرومان في ذلك الوقت. حيث أن “بومبونيا” عاشت حياة التقشف الشديد منذ عام 44 م. ولما كانت هناك أدلة أخرى على أن “بومبونيا” كانت مسيحية، فإن الاتهام غير المحدد، والذي ذكره تاسيتوس، يعتبر دليلًا جزئيًا على أن المسيحية لم تكن قد عرفت بعد كدين متميز.
وفي وقت حريق روما في 64 م، كان الشعب يعرف المسيحيين، واتهمهم نيرون كجماعة، بحرق المدينة، مما يدل على أن عددهم كان قد أصبح كبيرًا في ذلك الوقت. كما أن الامبراطورة “بوبيا” (Poppaea) – التي يرجح أنها اعتنقت اليهودية – أنارت المحكمة الامبراطورية بخصوص هرطقة المسيحيين وانفصالهم عن المجتمع.
(2) عند محاولة تحديد الزمن – بالتقريب – الذي أصبحت فيه المسيحية محرمة رسميًا من الحكومة الامبراطورية، فمن الأيسر أن نتخذ – كنقط بداية – بعض التواريخ التي لا جدال فيها، والتي لابد أن يكون قرار التحريم قد صدر فيما بينها. ومن الواضح أنه في وقت الحريق الكبير (64 م) لم يكن اعتناق المسيحية معتبرًا أساسًا للتجريم، فقد كان الرسول بولس قد أطلق سراحه من السجن بقرار من المحكمة الامبراطورية (2 تي 4: 17)، علاوة على أن التهمة التي وجهت إلى المسيحيين كانت التآمر لحرق المدينة، وليست لاعتناق دين محرم. وقد ادينوا – كما هو واضح – بسبب موقف عدائي من نحو الجنس البشري. وعندما كان “بليني” الصغير حاكمًا على بيثينية في 112 م، كتب للإمبراطور تراجان رسالة مشهورة، طالبًا منه النصح والارشاد في محاكمة العديدين الذين كانت تهمتهم هي اعتناق المسيحية، ومستفسرًا بصفة خاصة عما إذا كانت المسيحية في حد ذاتها تستحق اللوم، أم أنها الأخطاء التي تصاحب – دائمًا – اعتناق دين جديد. واجابة الامبراطور توضح تمامًا أن اعتناق المسيحية كان يعتبر في ذلك الوقت ذنبًا، كما تؤكد أنه كان هناك قانون قائم فعلًا ضدها. ويستتبع ذلك أن القانون الذي صدر ضد المسيحية والذي كان الأساس لاضطهادها، لابد أنه صدر بين حريق روما في 64 م، وحكم بليني على بيثينية في 112 م. ولا يمكن أن نحدد بدقة، زمن صدور هذا القرار التشريعي الهام، بالرغم من وجود الدليل الذي يؤيد النظريات العديدة عن مختلف الاحتمالات، فينسب التقليد الكنسي إلى حكم “دوميتيان” اضطهادًا عامًا، مما يعني أن المسيحية كانت بالفعل دينًا محرمًا في ذلك الوقت. وهناك إشارات في سفر الرؤيا (رؤ 6: 9) إلى ذلك، مع ما ذكره أكليمندس في رسالته إلى الكورنثيين عما حدث في روما من مصائب، وإدانة “أخيلوس جلابريو” (Achillus Glabrio) – وهو رجل من مرتبة القناصل، مع ابن عم الامبراطور، “فلافيوس كليمنس” (Flavius Clemens)، و “فلافيا دوميتليا” (Flavia Domittillia) وآخرين معهم بتهمة الالحاد واعتناق عادات يهودية في 95 م، فكل هذه دليل على الاضطهاد.
إلا أن هناك أسسًا جديرة بالاعتبار في ارجاع نقطة انطلاق الاضطهاد إلى ما قبل عهد “دوميتيان”، فتشير رسالة الرسول بطرس التي كتبها من بابل – ولعل المقصود بها روما؟ – إلى المسيحيين في أسيا الصغرى، إلى الاضطهاد الوشيك أن يقع بالمسيحيين (1 بط 4: 12 – 16). وكان هذا على الأرجح في السنوات الأخيرة من حكم نيرون. ويلاحظ أحد العلماء – وهو “ألارد” (Allard) – أن ذكر اضطهاد نيرون للمسيحيين – بغض النظر عن موضوع الحريق الكبير – في كتاب “سوتونيوس” (Suetonius)، ووسط عدد من التشريعات، لهو دليل على صدور قانون عام، لابد قد ظهر في نفس زمن إقامة الدعاوي القضائية المرفوعة على أساس اتهام المسيحيين بالحريق العمد، أو بعد ذلك الزمن بقليل. وبوجه عام فإن النظرية التي تقول إن سياسة الحكومة الامبراطورية قد تقررت – بالتحديد – في أثناء حكم نيرون، تحمل في ثناياها عوامل ترجيحها.
(ج) الاضطهاد: بالرغم من عدم معرفة نص القانون الأصلي، إلا أن المكاتبات بين بليني وتراجان، تمكننا من معرفة السياسة الامبراطورية في معاملة المسيحيين خلال القرن الثاني الميلادي، فقد اصبح اعتناق المسيحية – في حد ذاته – موضع المؤاخذة، إلا أن الحكام لم يقدموا الدعاوي القضائية بمبادرات منهم، بل كانوا يقيمون الدعوى بناء على تهم يقدمها مدّعون متطوعون، ويطالبون قانونًا بإقامة الدليل على اتهاماتهم، كما كان يجب رفض المعلومات غير الرسمية أو التي يقدمها مجهولون. وكانت التوبة العلنية – بالارتداد عن المسيحية – تعفي المتهم من القصاص عما سلف. وكان السجود للآلهة وللامبراطور أمام تماثيلهم، دليلا كافيا على التوبة، وانكار المسيحية.
وكان موقف السلطات الامبراطورية في القرن الثالث أقل تماسكًا، فبإنتشار المسيحية، صارت المشكلة أكثر تعقيدًا، وأنصب الاضطهاد بصفة خاصة على الكنيسة كتنظيم، حيث اعتقدوا أنها تشكل قوة خطيرة. وفي 202 م أصدر “سبتميوس ساويروس” (Septimius Severus) مرسومًا يحرم– بصفة خاصة – اعتناق اليهودية أو المسيحية. وفي هذا المرسوم انحرف عن الأسلوب الذي رسمه تراجان، فمنح الحكام سلطة إقامة الدعوى المباشرة ضد المشتبه فيهم، وفي ذلك الوقت كوَّن المسيحيون جمعيات لدفن الموتى، وامتلاك مدافنهم، فحلت الملكية الجماعية محل الملكية الفردية. ويبدو أنهم في أيام حكم “ألكسندر ساويروس” اتخذوا أماكن عامة للعبادة علنًا في روما. ومن المعتقد أن “الامبراطور فيليب” (244 – 249 م) كان مسيحيًا بقلبه. وقد مرت فترة من الهدوء النسبي تخللها اضطهاد “ديسيوس” (Decius – من 250 إلى 251 م) حينما اعتبرت عملية تقديم الذبائح دليلًا على عدم الانتماء للمسيحية.
أما تحت حكم فاليريان (257 م) فقد أعلن رسميًا عدم شرعية الهيئات المسيحية، وهدمت مدافن المسيحيين، إلا أن مرسومًا صدر في 260 م، أعاد تلك الممتلكات للمسيحيين (كما يذكر يوسابيوس).
وحدث اضطهاد قصير في عهد “أوريليوس” (274 م) متخللًا الفترة الطويلة من الهدوء، التي أمتدت حتى صدور أول مرسوم للاضطهاد في عهد “دقلديانوس” (Diocletian – 24 فبراير 303 م). ويبدو أن المسيحيين كانوا قد اكتسبوا نوعًا من حق الوجود، حيث أن “دقلديانوس” – في البداية – لم يعتبرهم متهمين بجريمة كبرة تستوجب الموت، بل سعى إلى تحطيم تنظيماتهم بأن أمر بوقف اجتماعاتهم، وهدم كنائسهم، واتلاف كتبهم المقدسة، وتجنب الناس لهم تحقيرًا لهم سياسيًا واجتماعيًا. ثم أمر – بعد ذلك – بالقبض على كل رجال الدين وقتلهم ما لم ينكروا الإيملن. وأخيرًا أمر جميع المسيحيين أن يقدموا الذبائح للالهة. وهذا الاضطهاد الأخير – الذي استمر بطريقة غير منتظمة، وعلى درجات متفاوتة من الشدة والضراوة – انتهى بهزيمة “ماكسنتوس” (Maxentus) على يد قسطنطين (29 أكتوبر سنة 312 م). وقد قرر “مرسوم ميلان” الذي أصدره قسطنطين وليسينوس في السنة التالية (313 م) التسامح الديني، وأعاد للكنيسة أمرها وسلامها.
الرسالة إلى رومية
هي السفر السادس من أسفار العهد الجديد, وقد كتبها بولس سنة 58 م. من مدينة كورنثوس قبيل مغادرتها ليذهب إلى أورشليم حاملًا معه المساعدة المالية التي جمعها للقديسين والفقراء فيها (رو 15: 25 و26). وأُرسلت على يد فيبي خادمة (أو شماسة) الكنيسة التي في كنخريا من أعمال كورنثوس (رو 16: 1). ظل بولس الرسول سنوات كثيرة مشتاقًا إلى زيارة رومية (ص 1: 10 – 12 و15: 23) وإذ انتهت خدمته في الشرق قصد أن يزورها في طريقه إلى إسبانيا بعد تقديم المساعدة المالية لأهل أورشليم (15: 28). وقد أرسل هذه الرسالة إلى مسيحيي رومية حيث كان له هناك أصدقاء كثيرون إذ اعتقد أن كنيسة رومية تدخل ضمن دائرة خدمته كرسول للأمم (انظر ص 15: 15 و16).
أما السبب في تقديم رسالة رومية على سائر رسائل بولس فيرجع إلى عدة أسباب:
1 – إنها أكثرها بلاغة وعباراتها منطقية.
2 – سمو تعاليمها.
3 – كثرة إصحاحاتها.
4 – عظمة المدينة التي كتبت إليها.
ويقال أن يوحنا فم الذهب كان يأمر بأن تقرأ هذه الرسالة مرتين في الأسبوع.
وأما موضوع الرسالة فيلخص في إحدى العبارات الواردة فيها “إنجيل المسيح قوة الله للخلاص لكل من يؤمن…. لأن فيه معلن بر الله بإيمان لإيمان” (ص 1: 16 و17). وقد اتبع الرسول في هذه الرسالة – كما في أغلب رسائله – طريقته الخاصة. وهي أن الجزء الأول تعليمي (ص 1 – 11) والجزء الأخير عملي (ص 12 – 16).
أولًا: ويعلمنا الجزء التعليمي عن:
طريق الخلاص (1) فأساسه مبني على التبرير لا بأعمال الأمم التي تمليها عليهم الطبيعة (ص 1) ولا بأعمال اليهود التي بالناموس (ص 2 و3) لكن فقط بالإيمان بيسوع المسيح (ص 3: 21 إلخ وص 4).
(2) ودرجات ذلك الخلاص هي: السلام مع الله (ص 5) التقديس (ص 6 و7) التمجيد (ص 8).
(3) الأشخاص الذين يخلصون: هم الأمم واليهود (ص 10 و11) وذلك يتوقف على اختيار النعمة (ص 9).
ثانيًا: الجزء العملي وفيه نجد:
(1) تعاليم وإرشادات منوعة تفيد جميع المسيحيين (ص 12).
(2) إرشادات تفيدنا كأعضاء في هيئة مدنية (ص 13) و:
(3) مبادئ وقوانين تفيد المسيحيين في معاملتهم بعضهم بعضًا كأعضاء في الكنيسة المسيحية (ص 14 و15: 1 – 14).
(ختام الرسالة) وفيه نراه يعتذر لكتابته لهم (ص 15: 14 – 16) ويعطيهم ملخصًا عن نفسه وعن عمله (ع 17 – 21) ويعدهم بزيارتهم (ع 22 – 29) ويرجوهم أن يصلوا لأجله (ع 30 – 33) ويهدي سلامه لأشخاص عديدين (ص 16: 1 – 16) ويحذرهم من الذين يسببون الشقاقات (ع 17 – 20) ويبلغ سلام أصدقائه لهم أيضًا (ع 21 – 23) وأخيرًا يختم الرسالة بطلب البركة الرسولية لهم وتمجيد الله (ع 24 – 27).
مملكة رومانية
بدأ تأسيس مدينة رومية عام 753 ق. م. صارت هذه المملكة الصغيرة تزداد اتساعًا وأهمية وتستولي على ما جاورها من المدن إلى أن صارت جمهورية. وصار عامة الشعب يطالبون بامتياز إلى أن أصبح لكل روماني صوت في الحكومة. وفي مدة الجمهورية وسعت رومية حدودها حتى شملت أولًا كل إيطاليا, وأخيرًا كل حوض البحر الأبيض المتوسط.
حدث احتكاك رومية بآسيا أولًا سنة 190 ق. م. حين هزم الجيش الروماني أنتيوخس الكبير ملك سورية, ثم مدت رومية نفوذها في آسيا الصغرى. وفي سنة 63 ق. م. خضعت اليهودية لرومية ولكن سمح لها بأن تعين ولاة من بنيها.
وفي سنة 31 ق. م. تولى الحكم الإمبراطور أوكتافيون (أوكتافيوس) وأطلق على نفسه لقب أوغسطس وهكذا بدأت الإمبراطورية الرومانية.
وفي أثناء حكم أوغسطس ولد المسيح, وفي أثناء حكم خلفه طيباريوس تمّ الصلب.
وفي أثناء حكم كلوديوس قتل يعقوب أخو يوحنا (أع 11: 28 و12: 1 و2). وإلى نيرون رفع بولس دعواه (أع 25: 11). وهو الذي قتل بولس بقطع رأسه وبطرس بصلبه. أما خراب أورشليم الذي تنبأ عنه الرب (مت 24 ومر 13 ولو 19 و21) فقد تم في سنة 70 م. على يد تيطس الذي صار فيما بعد إمبراطورًا.
وفي أيام أوغسطس كانت حدود الإمبراطورية نهر الفرات شرقًا والمحيط الأطلنطكي غربًا, والصحراء الإفريقية جنوبًا, وبحر الشمال ونهري الرين والدانوب شمالًا. وفي أيام كلوديوس تمّ غزو جزء من بريطانيا. وفي أيام تراجان اتسعت الإمبراطورية إلى ما بعد نهر الفرات, وهكذا صارت الإمبراطورية تزداد اتساعًا إلى أن شملت معظم العالم المتمدن. وإذ بدأ سوس الفساد ينخر في عظام الإمبراطورية في الداخل بدأت تضعف وبالتالي بدأ سقوطها. كان آخر إمبراطور يملك على كل الإمبراطورية ثيودوسيوس (379 – 395). وعند موته انقسمت الإمبراطورية بين ابنيه ولم تعد متحدة فيما بعد.
وقد دأب الأباطرة على اضطهاد المسيحية منذ بدايتها وكان أشدهم عنفًا نيرون ودومتيانوس ودقلديانوس. لكن بالرغم من هذا الاضطهاد كانت المسيحية تزداد قوة وانتشارًا. وفي أيام قسطنطين في أوائل القرن الرابع صارت المسيحية الديانة الرسمية للإمبراطورية.
وكانت سلطة الإمبراطورية الرومانية وسيلة لانتشار المسيحية إذ قضت على القرصنة وقطاع الطرق, ومهدت طرقًا كثيرة بين الممالك المختلفة, ووضعت قوانين للحكم نافعة لا يزال باقيًا منها القانون الروماني, وازدهرت التجارة, وانتشرت اللغة اللاتينية في الغرب واللغة اليونانية في الشرق. وهكذا تيسر انتشار المعارف والتبشير. وفي أيام الرسل بشرت أكثر الولايات الرومانية.
الإمبراطورية الرومانية والمسيحية
أولًا – موجز عن الإمبراطورية الرومانية:
يعتبر قيام الإمبراطورية الرومانية أعظم الانجازات السياسية التي تمت في التاريخ، حيث تبدو انتصارات الإسكندر الأكبر وشارلمان ونابليون ضئيلة، بالمقارنة بالبناء المتين الذي أقامه يوليوس قيصر وخليفته أوغسطس. كان يوليوس قيصر، الذي يعتبر من بعض الوجوه أعظم رجل أنجبته روما، هو مؤسس الإمبراطورية، كما كان أوغسطس قيصر هو أول الأباطرة العظام. ولكن كانت الإمبراطورية الرومانية نتاج عملية طويلة من النمو السياسي والدستوري والاجتماعي، مما يضفي على تاريخ روما أهمية عظمى، فكانت الإمبراطورية الرومانية هي الحل الوحيد الممكن لصراع دام نحو سبعمائة عام. فتاريخ روما هو قصة صراع طبقة ضد طبقة أخرى، طبقة النبلاء ضد طبقة عامة الشعب، صراع الأقلية ضد الأكثرية، صراع حكومة الأثرياء ضد جموع الشعب المهملة. إنها قصة المسيرة المنتصرة للديمقراطية، والحكومة الشعبية ضد الحكم المطلق لطبقة النبلاء. فلقد أصر عامة الشعب – رغم كل الفروق الهائلة – على المطالبة بحقوقهم، حتى نالوا أخيرًا قدرًا من المساواة الاجتماعية والسياسية والقانونية مع سادتهم. ولكن الصراع الطويل أضعف كلا الفريقين حتى لم تعد، لا الأكثرية المناضلة، ولا الأقلية المستبدة، بقادرتين على تحقيق التوازن العادل. فقد انتصرت الديمقراطية في الصراع، لكنها خسرت نفسها واضطرت إلى قبول سيد عام على رأس الأرستقراطية. ولم يكن الأمر قليل الأهمية بالنسبة للمسيحية، فقد كانت الإمبراطورية الرومانية تخطو عمليًا – لأسباب داخلية وأخرى خارجية – نحو حكومة الرجل الواحد، وهو المقابل السياسي للديانة الشاملة التي تنادي “بالله الواحد والمخلص الواحد”.
ثانيًا – الإمبراطورية الرومانية تمهد للمسيحية:
حوالي منتصف فترة حكم أوغسطس قيصر، وُلد طفل يهودي، كان من المقرر أن يملك على إمبراطورية أكبر إتساعًا، وأطول بقاء من إمبراطورية القياصرة. إنها لحقيقة مذهلة أن يتواكب – تقريبًا – قيام الإمبراطورية الرومانية مع ظهور المسيحية. ومع أنه يبدو للنظرة السطحية، أن الإمبراطورية الرومانية بدت كأكبر عدو للمسيحية في عهدها الأول، بل وكانت في بعض الأحيان أعتى مضطهد لها، إلا أن الإمبراطورية الرومانية كانت – من وجوه كثيرة – أعظم تمهيد للمسيحية، بل – وفي بعض الجوانب – أفضل حليف لها، فقد كانت الإمبراطورية – من وجهة النظر السياسية – إعلانًا بحلول “ملء الأزمنة” فإن القياصرة – مهما كانوا، ومهما فعلوا – قد أعدوا الطريق للرب. ولا بد أن نقدم هنا موجزًا لبعض الخدمات التي قدمتها الإمبراطورية الرومانية للبشرية بعامة، ولملكوت الله بخاصة.
(1) السلام الروماني وتوحيد العالم:
كانت أول خدمة أدتها الإمبراطورية الرومانية للعالم هي استتباب الأمن والسلام، فلم يكن في العالم سلام منذ أيام الاسكندر الأكبر، بل كانت الصراعات الداخلية والغزوات الخارجية سببًا في استمرار حالة من الغليان، وتم ارساء أسس السلام العالمي عندما أمسك أوغسطس قيصر بزمام الحكم، فاستقرت الأحوال في بلاد الإمبراطورية من بريطانيا شمالًا إلى نهر الفرات شرقًا. لقد وضعت روما نهاية لحروبها الأهلية، كما أوقفت جميع الحروب بين شعوبها، ورغم أن حروبها كانت في بعض الأحيان جائرة وبلا مبرر، كما تصرفت في بعض غزواتها تصرف البرابرة، إلا أنها كانت تحكم الشعوب التي أخضعتها حكمًا يتميز بروح إنسانية. انتهت الصراعات الداخلية التي سببت الكثير من الغليان في الشرق، فأصبحت كل مناطق أسيا الصغرى وبلاد الشرق الأوسط خاضعة لروما، وهكذا وحدت الإمبراطورية الشعوب اليونانية والرومانية واليهودية تحت حكم واحد، ومزجت هذه الشعوب معًا وأعدتهم للمسيحية، حيث أمكن آنذاك فقط، الحديث عن العالم كوحدة: “كل المسكونة” (لو 2: 1) التي تحكمها حكومة واحدة، فقد صار الجميع أعضاء في دولة عالمية واحدة، هي الإمبراطورية الرومانية التي تظلل الجميع بشعار النسر الروماني.
(2) العالمية والتحرر من القيود القومية:
لقد ساهمت الأوضاع الجديدة في التحرر من القيود القومية، ذلك التحرر الذي بدأ بفتوحات القائد المقدوني، فقد زالت – تحت علم الإمبراطورية الرومانية – كل الحواجز القومية، وصارت المدن الكبرى – مثل روما والاسكندرية وأنطاكية وغيرها – أماكن التقاء لكل الأجناس واللغات. فقد حمل الرومان – أينما توجهوا – قوانينهم وحضارتهم، كما استقر الإغريق بالآلآف في كل المراكز الهامة كأساتذة بالآلاف وتجار وأطباء ورياضيين. كما نزحت أعداد ضخمة من أهل الشرق ومعهم آلهتهم وأسرارهم إلى روما التي أصبحت صورة مصغرة للعالم. وأصبح الجنود – في الجيوش الرومانية، من كل أركان الإمبراطورية – رفقاء سلاح وأصدقاء. كما أسهم الآلاف من العبيد من ذوي التعليم والثقافة الرفيعة، في حركة التحرر، لأنهم في كثير من الأحوال كانوا أرفع ثقافة من سادتهم، فأصبحوا لهم معلمين. كما أنه في كل مدينة هامة – شرقًا أو غربًا – استقرت جماعات كبيرة من شتات اليهود.
(3) انتقاء الأفضل: (Electicism):
كانت هذه العالمية دافعًا كبيرًا لتغير أفضل الأفكار، ولم يكن ثمة شيء أفضل للمسيحية من هذا الانصهار بين جميع الأجناس، وتبادل الأفكار. فقد اكتشف كل شعب الأشياء التي يشترك فيها مع جيرانه. ومنذ القرن الثالث قبل الميلاد، والرواقيون ينادون ببشارة الأخوة المدنية والأدبية بين كل البشر. وبإنصهار النظم الفلسفية المختلفة، أنتقل الاهتمام بالنظرة القومية إلى الاهتمام بالنظرة الأخلاقية والأدبية والإنسانية، وهكذا أصبح الجميع متساويين أمام “الواحد”، ولم يعد ثمة فرق إلا من جهة الفضيلة والرذيلة، واقترب الناس إلى “الإله” الحكيم الصالح، حتى قال أحد الشعراء: “إننا ذريته” (الرجا الرجوع إلى مادة “الرواقية” في هذا المجلد من “دائرة المعارف الكتابية”). كما عمل شتات اليهود على اعداد الفكر في الإمبراطورية الرومانية للمسيحية، فقد تعلَّم اليونانيون من اليهود، واليهود من اليونانيون، وتعلَّم الرومانيون من كليهما. كما ساعد القانون الروماني، والادارة الرومانية شتات اليهود مساعدة كبيرة، وازداد عدد المستوطنات اليهودية واكتسبت قوة في كلا القسمين الشرقي والغربي، من الإمبراطورية. وقد أتى اليهود من بلادهم بعبادة الإله الواحد ممتزجة بالفلسفة اليونانية التي كانت تسير فعلًا نحو عبادة الله الواحد، وهكذا كانت الطقوس الوثنية آخذه في الأفول.
لقد تكلم اليهود بلغة العالم في ذلك العصر، وهي اليونانية، وترجموا أسفارهم المقدسة إلى اليونانية، وبها كسبوا الكثير من الدخلاء. وكانت الروح الرومانية في البداية ضعيفة، ولكن سرعان ما انضوى الرومانيون تحت هذا الاتجاه العالمي واختيار الأفضل. وبإزدياد فتوحاتهم اتسعت عقولهم، واعتنقوا سياسة الاسكندر في الاحتفاظ بآلهة الشعوب المهزومة، وجعلوها تحت حماية روما، وضموها إلى مجتمع آلهتهم. وبهذه الطريقة كان من الطبيعي أن تسيطر الأفكار الوثنية للشعوب المهزومة – وقد كانوا أكثر ثقافة وأعرق حضاره – على عقول الرومانيون.
(4) حماية الثقافة اليونانية:
كانت الخدمة الجليلة الأخرى التي أسدتها السلطات الرومانية للبشرية وللمسيحية، هي الحماية التي أضفتها روما على تراث الحضارة اليونانية، ويجب أن نذكر أن الرومانيين لم يكونوا في الأصل إلا قبائل متبربرة غازية لا تعني كثيرًا بالثقافة، بل كانت القوة هي مثلهم الأعلى. وكانوا قد قضوا بالفعل على حضارتين عريقتين رفيعتين، هما: حضارة قرطاجنة في شمال أفريقية، دون أن يتركوا لها أثرًا – وحضارة “إتروريا” (Etruria) في إيطاليا التي اكتشفت – في الأزمنة الحديثة – بعض أثارها وبقاياها. ومن الصعب إدراك ما كان يمكن لروما الجبارة أن تفعله بالعالم، لو لم تقع تحت تأثير ثقافة اليونان الراقية وفلسفتهم الرفيعة. ولو أن إله الحرب الروماني “مارس” لم تهذبه الحكمة الإغريقية “بالاس أثينا” (Pallas Athene) لفعل ما فعله الوندال والتتار من القضاء على الحضارة الإنسانية، ووقف تقدم البشرية. أما الإغريق – من جهة أخرى – فقد أمكنهم أن يغزوا، عن طريق التفوق في كل شيء مرتبط بالحياة العقلية للإنسان، أكثر من قدرتهم على الغزو بالسيف. وكان الفكر اليوناني في حاجة إلى قوة عملية وسياسية لحمايته. فالرومانيون بعد أن تسببوا – في البداية – في الكثير من الخراب، تعلَّموا شيئًا فشيئًا، وتحضروا وأسهموا في ازدهار الحضارات التالية، بأن حفظوا وكشفوا للعالم كل الخصائص الروحية للإغريق، وأخذت صلة الإنسان بالإله – التي عرفوها من سقراط وأفلاطون – تنتشر إلى أوسع مدى. وقد استفاد الكثيرون من عظماء اللاهوتيين وقادة الكنيسة المسيحية، من حضارة الإغريق، وفلسفاتهم وعلومهم اللاهوتية، حتى قال أكليمندس السكندري إن الفلسفة اليونانية والشريعة اليهودية، كانتا المعلم الذي أتى بالعالم إلى المسيح. كما أن الرسول بولس – الذي خرج بالمسيحية من البقاء حبيسة الحظيرة اليهودية، ونادى بشمولها لكل الناس – تعلَّم الكثير من الفكر اليوناني وبخاصة من الرواقيين. ومما يسترعي الالتفات أن الإرساليات المسيحية الأولى ذهبت فقط إلى الشعوب التي تتكلم اليونانية، وهو ما كان واقعًا في كل مراكز الإمبراطورية الرومانية.
(5) اللغة:
كانت الأحوال في الإمبراطورية الرومانية من جهة اللغة على أفضل ما يكون لنشر المسيحية. وقد أمكن للجمهوريات اليونانية – بأعمالها ومشروعاتها وعبقريتها الرائعة وامكاناتها التجارية – أن تنشر لهجاتها اليونانية في كل جزر بحر إيجة وسواحل أسيا الصغرى وصقلية وكل الأقاليم اليونانية. ومن هذا الكم الكبير من اللهجات اليونانية، نشأت أخيرًا لغة يونانية عامة (Koine). ومع انتصارات الاسكندر الأكبر أصبحت هذه اللغة الاغريقية هي اللغة الشائعة فكانت معروفة في شمالي الهند وفي بلاط فارس، وعلى سواحل البحر الأسود البعيدة علاوة على البلاد المحيطة بالبحر المتوسط، فكان الموطن الأصلي للإنجيل (بلاد اليهودية) محاطًا من كل الجهات بالحضارة اليونانية. بل قد تغلغلت الثقافة اليونانية واللغة اليونانية في وسط يهود فلسطين العنيدين والمحافظين على هويتهم. ورغم أن اليونانية لم تكن هي اللغة الأصلية لربنا يسوع المسيح، إلا أنه على ما يبدو لنا، كان يعرفها ويتحدث بها متى اضطر إلى ذلك، أما لغته التي كان يتكلم ويعلَّم بها فكانت الأرامية. وتاريخ صراع المكابيين يقدم لنا دليلًا قويًا على مدى انتشار الثقافة اليونانية واللغة اليونانية بين اليهود. وفى الأيام الأخيرة لأورشليم ذاتها، كان فيها جماعات هيلينية من يهود أتقياء، وكانت اليونانية لغة عالمية عند اليهود أنفسهم. وكان النقش المكتوب على جدار الساحة الخارجية للهيكل لتحذير الأمم – تحت التهديد بعقوبة القتل – مكتوبًا باللغة اليونانية.
وأصبحت اللغة اليونانية (Koine) هي اللغة الشائعة بين شتات اليهود، فقد أدرك اليهود مزايا اللغة اليونانية كلغة للتجارة – التي هي وظيفة اليهود الرئيسية – وللثقافة ولإكتساب دخلاء. وقد نشروا الأسفار المقدسة بالترجمة السبعينية في العالمين اليوناني والروماني. وعندما ظهر الرومانيون، وجدوا هذه اللغة معروفة جدًا وواسعة الإنتشار ومتأصلة الجذور، فلم يأملوا في إحلال لغتهم محلها، بل لم يحاولوا ذلك، في الحقيقة إلا في صقلية وجنوبي إيطاليا، وبالتدريج رحبوا بها واستخدموها وسيلة للاتصال بين الشعوب في المناطق الشرقية الخاضعة لهم.
ومع أن اللاتينية كانت – بالطبع – لغة الغزاة الرسمية، فقد كان الحكام – بعامة – يصدرون أحكامهم وقراراتهم باللغة اللاتينية ومعها ترجمتها باليونانية حتى يقدر الشعب أن يفهمها. وكثيرًا ما شكا الشعراء والمؤرخون اللاتينيون من أن اليونانية قد تغلبت على لغة الرومانيين المنتصرين. وبإنتشار اللاتينية أصبحت هناك لغتان عالميتان جنبًا إلى جنب في كل أقطار الإمبراطورية الرومانية، ولكن كانت اللغة اليونانية هي اللغة السائدة في النصف الشرقي من الإمبراطورية، وهو الذي كان التربة الأولى التي أنتشرت فيها المسيحية. وعندما مدت المسيحية نشاطها إلى الغرب، وجدت في اللاتينية وسيلة جاهزة للتفاهم والاتصال. واحترام الرومان للغة اليونانية أمر يدعو للتقدير، فقد كان ذلك لفائدة المسيحية، لأنها عندما بدأت تتجه نحو العالم تخلت عن الأرامية – لغتها الأصلية – لكي يصبح الإنجيل إنجيلًا للعالم كله، تمت ترجمته إلى اليونانية، ولم يضطر المبشرون المسيحيون الأوائل إلى تعلم لغات أو ألسنة، بل كفتهم اليونانية تلك المشقة. وقد كتب الرسول بولس باليونانية إلى الكنيسة في روما ذاتها، فقد كانت اليونانية شائعة فيها. وبينما كانت المسيحية تنتشر في الشرق اليوناني الذي ربطت بين أجزائه الادارة الرومانية، كان الرومان يمهدون الطريق إلى الغرب ويعدونه للمسيحية.
(6) الأحوال في الإمبراطورية:
لقد فتحت الإمبراطورية الرومانية أمام المسيحية الطرق الكبرى التي سار فيها الرسل والمبشرون. فشبكة الطرق العظيمة التي كانت تربط العالم المتحضر آنذاك، لم تخدم الجيوش الرومانية والحرس الإمبراطوري فحسب، بل أدت نفس الخدمة للارساليات التبشيرية الأولى. وعندما بدأت الكنائس تنشأ في كل جهات الإمبراطورية، سهَّلت هذه الطرق تنظيم الكنائس والاتصالات فيما بينها، مما دعم الكنيسة وجعلها تتغلب أخيرًا على الإمبراطورية ذاتها. وعندما استتب السلام في ربوع الإمبراطورية، ازدحمت كل هذه الطرق بحشود من القوافل والتجار، فانتعشت التجارة تحت ظروف أفضل من قبل، ولم يتبادل الناس الأشياء المادية فحسب، بل والأشياء الروحية أيضًا. وكان الكثيرون من التجار والصناع من المسيحيين، وبينما كانوا يبيعون ويشترون الأشياء الفانية، لم تفتهم الفرصة لنشر الإنجيل. وكان البحر – بالنسبة لإمبراطورية تحتضن كل شواطئ البحر المتوسط – وسيلة هامة للاتصال، بعد أن أصبحت طرق التجارة البحرية في البحر المتوسط أكثر أمانًا عنها في أي فترة سابقة، فقد طرد “بومبي الكبير” القراصنة من البحر، وعند سقوط سكتوس بومبي لم يكن ثمة قوة بحرية معادية. وقد أدت السفن التي كانت تروح وتجئ، بأعداد لا حصر لها في ذلك البحر الروماني – خدمات رائعة وفرصًا عظيمة للخدمات التبشيرية المسيحية الأولى.
(7) التسامح:
كان للقدر الكبير من الحرية الذي سمحت به السلطات الرومانية لمختلف الديانات، فضل في نمو المسيحية الوليدة. فلم يكن من سياسة الإمبراطورية – في بداية الأمر – اضطهاد الديانات، أو إنشاء محاكم تفتيش. وقد ازدهرت عبادات غريبة كثيرة، وافدة من الشرق ومن مصر، في العاصمة. وما لم تصبح هذه العبادات خطرًا على الفضيلة العامة أو على سلام المجتمع، فإنه كان مسموحًا لها بالانتشار دون مساءلة، بل وتحت أعين الشرطة.
(8) النموذج لكنيسة جامعة:
بإلاضافة إلى ذلك، فإن الإمبراطورية الرومانية قد قدمت للمسيحية صورة ظاهرة للطموح الروحي، فوسعت الرؤية أمام الكنيسة. فكان في إمكان بولس – كمواطن في إمبراطورية عالمية – أن يحلم بديانة تضم كل البشرية، فإن كان سيف الرومان قد استطاع أن ينتصر ويوحِّد كل المسكونة، فيجب على الكنيسة المجاهدة ألا يكون سعيها في الدائرة الروحية، بأقل من ذلك. كما استمد منها المسئولون الأوائل الكثير من الأفكار في تنظيم المجتمع الجديد، حتى صارت الكنيسة المسيحية – فيما بعد – صورة من الإمبراطورية الرومانية. وقد استخدم المسيحيون الكثير من أسلحة العدو، وتعلموا منه أساليب الهجوم، والدفاع، وقيمة التنظيم الشامل.
(9) التشريع الروماني:
تميز القانون الروماني في أصوله بأضيق الاستثناءات. وقد صيغ أول قانون روماني رسمي حسب الأنماط اليونانية، إلا أن الرومان – هنا كما في أمور أخرى كثيرة – طوَّروا ما استعاروه وصاروا أساتذة التشريع في العالم القديم. ومع اتساع إمبراطوريتهم ومفاهيمهم، أعادوا صياغة قوانينهم لتطبق على كل رعاياهم. وكان من أعظم الخدمات التي أسدتها الإمبراطورية الرومانية للعالم القديم هي النظام المتناسق لقوانين صالحة، حتى صارت مصدرًا لمعظم القوانين في العالم الحاضر. وقد لعب القانون الروماني دورًا يضارع في الأهمية دور الشريعة اليهودية، في صياغة النظم المسيحية. فقد علَّم الناس الطاعة واحترام السلطات، وبرهن على أنه قوة فعالة للتحضر والمساواة في أرجاء الامبرطورية.
(10) التمهيد سلبيًا:
قدمت روما لرعاياها قوانين ممتازة وحكومة نظامية، وحماية عسكرية، ولكنها لم تقدم لهم ديانة مقنعة، وكانت الإمبراطورية العالمية في حاجة إلى ديانة عالمية لم تجدها إلا في المسيحية. وهكذا ليس فقط بما أمكن للرومانيين أن يتمموه، بل بما لم يتمموه أيضًا صار الطريق ممهدًا أمام الرب، وأصبح الشعب مهيأ لمجيئه. لقد أثبتت الديانات القومية القديمة أنها غير قادرة على اشباع الحاجات المتزايدة لطبيعة الإنسان روحيًا وأدبيًا، وكان الإفلاس الأدبي بارزًا. لقد انحدرت الديانة الرومانية القديمة من فضائل مجردة إلى مجرد شكليات ولم يعد الإنسان يجد في ديانة الدولة مجالًا لنشاطه الروحي. فهو لم يعد مجرد ذرة في المجتمع، يقوم بطقوس دينية، ليست لصالح روحه، بل لصالح المجتمع. وكانت شخصية الفرد آخذة في البروز ببطء، كما دعت المدارس الفلسفية الجديدة الإنسان للبحث عن السلام مع الله – بعيدًا عن الدولة – في عزلة بنفسه قبل كل شئ. إلا أنه حتى أفضل تلك المدارس وجدت أن الحاجة ملحة وصارخة إلى ديانة إيجابية، لا سلبية. الحاجة ماسة إلى حياة مثالية كاملة حية متحركة، فوق حياة البشر العادية. وهكذا أحس الناس بشديد الحاجة إلى إعلان جديد، إلى رؤية جديدة أو إلى معرفة صحيحة بالله. وأعتقد الناس في الأيام الغابرة أن الله قد أعلن ذاته للأولين من الحكماء أو الأبطال من أسلافهم، لذلك يجب على الأجيال التالية أن تقبل بالإيمان ما نادى به أولئك الراءون الأولون الذين كانوا أقرب إلى الله – كما قال شيشرون – ولكن سرعان ما نفذ هذا الكم من المعرفة، فإن أفلاطون بعد أن حلَّق إلى الذروة في الفكر الفلسفي والشعري عن الإله، اعترف بالحاجة إلى شيطان أو إنسان خارق للعادة (سوبر مان) ليفضي إلينا بأسرار الأبدية.
وفي بداية عصر الإمبراطورية الرومانية بدأت فترة من القلق والاضطراب الديني واسع المدى، وحاول الناس أن يجدوا لهم في الفلسفة والسحر والتنجيم والطقوس الغريبة، مكانًا امينًا يستريحون إليه. وكان هذا سبب الانتشار السريع المكثف للأسرار الشرقية التي وعدت العلاقة المبتدئة مع الله هنا، برجاء أفضل عند الموت، وأرضت الرغبة الملحة في الخلود في نهاية الزمان. وكانت هذه هي النفوس الجادة المستعدة لإستقبال الأخبار الطيبة عن يسوع بفرح، أما الآخرون فكانوا قد فقدوا كل إيمان بجميع أشكال الدين، وأسلموا أنفسهم ليأس قاتل واعتنقوا الأبيقورية التي كانت تبشر بالفناء والانتهازية. كان لهذا النمط من التفكير سحر رهيب على من أوصلهم اليأس إلى حالة من الضياع. ونرى ذلك بصورة قوية في شعر “لو كريتيوس”.
(Lucretius) – أي عمر الخيام في الأدب اللاتيني – وآخرين غيره، فإذ لم يقدروا أن يجدوا الله أسلموا أنفسهم لفلسفة الشك القاتلة. وتتأكد الحاجة الماسة إلى إنجيل جديد للحياة والخلود، من قراءة النقوش اليونانية والرومانية المنقوشة على القبور في ذلك العصر. بل إن “سينكا” – الذي كاد أن يكون مسيحيًا في بعض النواحي – تحدث عن الخلود “كحلم جميل”. ولم يكن لدى “سيرفيوس سولبيشيوس”.
(Servius Sulpicious)، وهو يكتب رسالة لشيشرون لتعزيته في موت “توليا” (Tullia) التي افتقدها كثيرًا، إلا كلمة “لو” في حديثه عن المستقبل. ويقترح قيصر – الذي كان يشغل رئاسة الكهنوت، والذي يمثل أعلى سلطة دينية في الدولة – أن يكون السجن مدى الحياة هو عقاب المجرمين الأوغاد حيث أن الاعدام سيعني الفناء ومن ثم الراحة لهم. ويتحدث كاتو – أكثر رجال جيله تدينًا وورعًا – بكلمات لا تلقي أي لوم على إبيقورية قيصر وماديته. أما شيشرون فقد اكتفى بأن يترك موضوع الخلود بلا حل. لقد سخر فلاسفة أثينا من الرسول بولس عندما تحدث في أريوس باغوس عن القيامة. كان هذا هو سلوك الطبقات المثقفة في العالم اليوناني الروماني في فجر المسيحية، ولكن كانت هناك – بلا شك – رغبة قوية في الوجود المستمر. وكانت الطبقات الأخرى تمارس طقوس ديانات قومية ميتة بطريقة آلية، وكان البعض يبحثون عن الإثارة وعن مجالات لإشباع أهوائهم الدنيا. كما كان البعض الآخر يبحثون عن السلام والأمل في المستقبل في أسرار الديانات الشرقية. كان قد بدأ ظهور التمييز بين الشر الأدبي والمادي، ومن ثم إدراك الخطية، فلم تكن الديانة والأخلاق قد اتحدتا من قبل، وكان “عرش عقل الإنسان” شاغرًا. وكانت المسيحية الوشيكة هي أفضل من يشغله. كان الفكر اليوناني الروماني آخذًا في الإتساع ليتلقى تعاليم يسوع النقية.
ثالثًا – موقف الإمبراطورية الرومانية من الديانات:
(أ) الديانة الرومانية أو ديانة الدولة:
يكشف تاريخ الديانة الرومانية عن تغلغل العبادات والطقوس الأترورية واليونانية والمصرية والشرقية، حتى لم يعد ممكنًا التعرف على الديانة الرومانية القديمة، بل لم يمكن لدارسي التاريخ القديم أن يكتشفوا حقيقة العديد من الآلهة الرومانية. فقد ظلت أنماط العبادة الرومانية وطقوسها، تتراجع باضطراد حتى أخلت السبيل – مع غيرها من الطقوس الغريبة الأخرى التي غلبت عليها – أمام قوة المسيحية. وباتساع الدولة الرومانية زادت مطالبها الدينية. وفي فترة الحكم الملكي كانت ديانة روما هي ديانة مجتمع زراعي بسيط. وفيما بين الحكم الملكي والحرب البونية الثانية، أصبحت ديانة روما أكثر تعقيدًا وزاد عدد الآلهة كثيرًا بما ورد من سائر الأقاليم الإيطالية والعالم اليوناني. فقد تأثر الفكر الروماني في البداية بأسرار ديانة إتروريا الغامضة، ولعله من هنا جاء ثلاثي الكابيتول (جوبيتر – جونو – منيرفا) الذي سبق أن دخل إلى إتروريا من مصادر يونانية مما يدل على أن الرومان لم يكونوا أول من تأثر في إيطاليا بديانة اليونان. أما المستعمرات الإغريقية في جنوبي إيطاليا فقد كانت سخية في مساهماتها، ففتحت الطريق أمام الغزو التالي لآلهة اليونان. وكانت “الكتب السيبليانية (Sibyllain) قد نقلها الرومان في زمن مبكر جدًا عن” الكوميين “(Cumae) لتصبح أسفارًا مقدسة عند الرومان.
وفي 493 ق. م. – في أثناء مجاعة – تم بناء معبد لثلاثي الآلهة اليونانية ( “ديمتر” و “ديونيسيوس” و “برسيفون”) بأسماء لاتينية هي “سيرس (Ceres)، و” ليبر “(Liber)، وليبرا” (Libera) كبداية لإنعدام الثقة في الآلهة الرومانية القديمة، وهو الأمر الذي تكرر كثيرًا في التاريخ الروماني، بإدخال آلهة جديدة أجنبية في أوقات الشدة. وفي 433 ق. م. جاء “أبولو” من نفس المصدر، وتبعه “مركوري” (عطارد) ثم “أسكليبيوس” (Asclepius) في 293 ق. م. وفي 249 ق. م. ظهرت عبادة “ديس” (Dis) و “بروسربينا” (Proserpina) من “ترنتو” (Tarentum). كما تم إدخال أنماط أخرى من العبادات والمعبودات غير الرومانية. لقد كانت روما في ذلك العصر، واسعة الأفق في سياستها لمواجهة الاحتياجات الدينية المتزايدة للمجتمع. إلا أنها لم تكن تسمح بذلك خارج إيطاليا، كما تطور الذوق نحو الأشكال الجمالية والدرامية للعبادة. وكانت فترة الحرب البونية الثانية فترة حرجة في الحياة الدينية الرومانية فترنحت العقائد الدينية أمام عدم الإيمان المتزايد، فتخلت الطبقات المثقفة – بل والرعاع أيضًا – عن الديانة الرومانية القديمة، فغرق المثقفون في مذهب الشك، بينما مال الرعاع إلى الخرافات، فوضع المثقفون الفلسفة محل الدين، أما الرعاع فأحلوا العبادات الحسية الشرقية محل الدين. وذهب الرومان مرة أخرى إلى البلاد الأخرى ليستعيروا لهم آلهة، فذهبوا هذه المرة إلى اليونان ومصر وأسيا، وأدخلوا جميع الآلهة اليونانية، وسرعان ما جمعوا بينها وبين الآلهة الرومانية، فقد دخل “هيبي” (Hebe) في 191 ق. م. باسم “جوفنتاس” (Juventas). وفي 179 ق. م. دخلت “أرطاميس” باسم “ديانا”. وفي 138 ق. م. دخل “أريز” (إله الحرب) على أنه “مارس” (Mars – المريخ). إلا أن الشرق – موطن الديانات – أثبت أنه أكثر نفعًا. ففي 204 ق. م. أدخل الرومان “سيبيل” (Cybele) من “بسينوس” (Pessinu) إلى روما وعرفوها باسم “الأم العظيمة”، وكانت تلك ضربة قاضية للديانة الرومانية القديمة، كما كانت دافعًا إلى إدخال العبادات الحسية العربيدة الغامضة التي أسرت عقول العامة. وسرعان ما جاء “باكوس” (إله الخمر) برذائله. وأدخل “سولا” (Sulla) عبادة “ما” (Ma) من فريجية بديلًا للآلهة “بلونا” (Bellona) كما أخذوا من مصر “إيزيس”. وفي حروب بومبي ضد القراصنة، دخلت “مترا” (Mithra) إلى روما فكانت أعظم منافس للمسيحية. وبدأت الديانة تؤول إلى أيدي السياسيين، حتى صارت في أواخر أيام الجمهورية في أيدي رجال السياسة. وانحدرت العبادة إلى الشكلية، وتفاقمت الشكلية إلى الكف عن العبادة. وفي ظل الإمبراطورية أخذت الأنظمة الفلسفية تحل محل الديانة وانتشرت الطقوس الشرقية. وكانت النهضة الدينية في أيام أوغسطس قيصر مجرد محاولة لنفخ الحياة في العظام اليابسة. وكانت خطته دينية من ناحية، وسياسية من الناحية الأخرى، لإقامة ديانة شعبية إمبراطورية يكون هو رأسها، وتدور حول شخصه. فقد اكتشف ضرورة وجود ديانة إمبراطورية. فقد كان الملوك في الشرق – منذ أمد بعيد – يعتبرون آلهة لدى رعاياهم. وقد أراد الاسكندر الأكبر – كسياسي حكيم – أن يستخدم هذا الأمر كرابطة اتحاد لدولته الواسعة. كما انتشرت نفس العادة لدى خلفائه في الشرق وبخاصة في مصر وسورية. وعندما استتب السلام في عهد أوغسطس قيصر في العالم، كان الشرق على استعداد أن يعتبره إلهًا. ومن ذلك نشأت عبادة الأباطرة، أو عبادة روما متجسدة فيهم. وقد أدت هذه العبادة إلى الوحدة الدينية في الإمبراطورية، وفي نفس الوقت أدت إلى تفخيم الإمبراطور. إلا أن كل هذا الجهد ذهب هباء، فقد ماتت الديانة الرومانية القديمة، وظلت الحاجات الدينية في الإمبراطورية تجد شبعها في الفلسفة والأسرار التي كانت تتضمن الأمل في الخلود. وسرعان ما فقدت عبادة شخص الإمبراطور أيضًا قوتها، حتى إن “فسباسيان” تهكم – وهو على فراش الموت – على فكرة صيرورته إلهًا. وهكذا أخذت عبادة الإمبراطور في الاضمحلال باضطراد.
(ب) الديانات المرخص بها، والديانات غير المرخص بها:
انقسمت الديانات غير الرومانية إلى ديانات أخرى مرخص بها وديانات غير مرخص بها، ففي أوقات مختلفة بسبب حدوث كوارث من زلازل أو أوبئة أو مجاعات أو غيرها، كان الرومان يلجأون إلى إدخال عبادات غير رومانية كوسيلة لاسترضاء الآلهة. وكان معنى هذا أن تلك العبادات يمكن لأتباعها الأجانب ممارستها دون التعرض للعقاب. وهكذا أصبح مصرحًا لأي شعب يقيم في روما، بحرية إقامة عبادته الأصلية طالما كان ذلك لا يتعارض مع سلام الدولة، أو كان يفسد أخلاقيات المجتمع. إلا أنه في 186 ق. م. صدر قرار من مجلس الشيوخ بإجراء تحقيق صارم حول الطقوس الخاصة بعبادة الإله “باكوس” التي نشرت الانحلال الأخلاقي بين أتباعه. إلا أن روما لم تمارس مطلقًا الاضطهاد بانتظام. وكانت الطقوس الأجنبية والخزعبلات الغريبة، رغم تحريمها وطرد أتباعها من المدينة في بعض الأحيان، تعود دائمًا أقوى مما كانت. ويجب ألا يفوتنا القول ان العناصر الأخلاقية الأصلية قد سقطت عن الديانة الرومانية، فأصبحت مجرد ديانة عسكرية وسياسية. لخير الدولة، وليس لخلاص الأفراد. وكان على الفرد أن يلتزم القيام بطقوس مرسومة معينة ليجنب الدولة المتاعب. ولم تكن الدولة تطلب أكثر من ذلك. بل تترك للفرد قدرًا كبيرًا من الحرية في البحث عن الاثارة أو متعة الجمال في دفء الأسرار الأجنبية. وهكذا بينما كان الرومان يميزون بين الديانات المرخص بها وغير المرخص بها، إلا أنهم نادرًا ما استخدموا العنف ضد الديانات غير المرخص بها، فلم يتعرض الكثير من الديانات غير المرخص بها للإنزعاج، بل إن فكرة الإمبراطورية – في صميمها – جعلت من التسامح مع الديانات غير الرومانية أمرًا ضروريًا، وقد تنازلت الدولة – عمليًا، لا نظريًا – عن فكرة الديانات غير المرخص بها، لكنها احتفظت بها في سجل القوانين لاستخدام ذلك في أحوال طارئة، مثل ما حدث مع الديانة المسيحية، ولم تكن الحكومة وحدها هي المتسامحة. بل كانت الأشكال المختلفة للديانات متسامحة فيما بينها، وعلى علاقات طيبة مع بعضها البعض، فكان يسمح لشخص ما بالعضوية في أسرار عبادة عدة آلهة، وفي نفس الوقت يمكن أن يكون كاهنًا لإلهين أو أكثر، فلم يكن هناك أدنى اعتراض على عبادة المسيح مع ميترا وايزيس وأدونيس، وكان ادراك الناس لوحدة الإله يتزايد، ويعطون لجيرانهم الحق في عبادة الإله الواحد المجهول، تحت أسماء مختلفة وأشكال متباينة. ويقال أن “هادريان” قد سمح بإقامة معابد في كل الإمبراطورية “للإله المجهول”.
(1) اليهودية ديانة مصرح بها:
وتعتبر اليهودية – بالنسبة لتاريخ المسيحية – مثالًا هامًا للديانة المصرح بها. ومع أنه لم يوجد شعب منعزل أو عنيد أكثر من اليهود، إلا أنهم مع ذلك ومنحوا ذلك الحق. فمنذ أيام يوليوس قيصر كانت السياسة الإمبراطورية نحو اليهود ودياناتهم متسامحة تمامًا، باستثناء المحاولة المجنونة في أيام “غايوس” (Gauis) التي لم تدم طويلًا. وكثيرًا ما حمتهم الحكومة من كراهية الرعاع لهم. وكان مسموحًا لهم – حتى 70 م – بحرية ارسال مساهمتهم السنوية للهيكل في أورشليم، بل وسمحت لهم بامتيازات حكم ذاتي وسلطات تشريعية خاصة بهم. وهكذا شكلوا جماعة منعزلة متميزة في وسط المجتمع الروماني. بل أن الحرب المشئومة (68 – 70 م) وسقوط أورشليم، لم يسفرا عن اضطهاد اليهود رغم أن الرومان سحبوا معظم سلطات الحكم الذاتي والتشريع الذاتي، وأجبروا اليهود على دفع ضريبة عن كل بالغ لمعبد الكابيتول للإله “جوبيتر”، ولكنهم ظلوا يسمحون بالعبادة اليهودية ويحمونها، بل أعفوهم من الواجبات التي لا تتفق مع ديانتهم مثل تأدية الخدمة العسكرية. وكان هذا التسامح نحو الديانة اليهودية، بالغ الأهمية بالنسبة للمسيحية الوليدة التي كانوا يعتبرونها نوعا مصلحًا من الديانة اليهودية.
(2) لماذا حرمت المسيحية وحدها:
وهنا يبرز السؤال: إن كانت هذه هي السياسة العامة للإمبراطورية، من الاعتدال والتسامح وافساح المجال أمام كل الآلهة والعبادات، واحترام معتقدات كل شعوب الإمبراطورية. فكيف يحدث هذا الأمر الاستثنائي بتحريم المسيحية وحدها واضطهادها؟
لقد كانت المسيحية – في الحقيقة – ديانة غير مرخص بها، ولم تسمح بها الحكومة كما سمحت باليهودية، ولكن ليست هذه إجابة السؤال، فقد كانت هناك ديانات أخرى غير مرخص بها، ونمت بسرعة في الإمبراطورية، كما لم يكن التحريم لأن المسيحية كانت تهاجم الخطأ وتكسب دخلاء، وجرؤت على الظهور حتى في “بيت قيصر”، فقد كانت عبادة “ميترا” وعبادة “ايزيس” تهاجمان غيرهما من العبادات، ومع هذا تسامحت معهما روما. كما لم يكن ذلك بسبب كراهية الشعب، لأن الشعب لم يكن يكره المسيحيين أكثر مما يكره اليهود، فلا بد أنه كانت هناك أسباب أخرى.
(3) إمبراطوريتان:
لقد وُلدت إمبراطوريتان في نفس الوقت تقريبا تشابهتا جدًا واختلفتا جدًا حتى أصبح لا بد من نشوب الصراع بينهما حتى الموت. فكان المسيحيون يؤكدون أن المجتمع الذي ينتظرونه ويعملون من أجله هو “ملكوت” أي مملكة، كان لا بد من الصراع للأسباب الآتية:
أ – الخلط بين الروحي والزمني:
لم يفكر المسيحيون على أساس قومي أو عنصري، ولكن على أساس مسكوني. ولم يستطع الرومان أن يفهموا معنى قيام مملكة الله على الأرض، وظنوا أن المسيحيين يطمعون في اقامة ملكوت سياسي، وسرعان ما اكتشفوا أن المسيحية لم تأت لتنقذ بل لتدمير الإمبراطورية وتمزيقها. وقد جعل الحماس المسيحي من كلمة “ملكوت” أمرًا مزعجًا جدًا لوطنية الوثنيين، لأن الكثيرين من المسيحيين – في انتظارهم لظهور الرب ثانية – أخطأوا في ظنهم أن مملكة المسيح على الأرض وشيكة الظهور، مما يهدد الدولة الرومانية. ورغم أن المسيحيين استناروا بالتدريج في هذا الصدد، إلا أن الضرر كان قد وقع. وكانت كل من الإمبراطورية الرومانية والمسيحية تهدفان إلى إقامة تنظيم اجتماعي يضم كل الجنس البشري. ولكن رغم تشابه هاتين المملكتين في نقاط عديدة، وقد مهدت إحداهما الطريق للأخرى، إلا أن التناقض بينهما كان أقوى من أن يسمح بالمصالحة بينهما، وكانت المسيحية تهدف نحو العالمية من خلال الفرد، فأضفت قيمة جديدة على الشخصية الإنسانية.
ب – مطالب فريدة للمسيحية:
يبدو أن المسيحية قد استفرت الكبرياء الرومانية بدعاواها الغريبة، فقد نادت أن العالم سيحترق بنار ليفسح الطريق لسموات جديدة وأرض جديدة، وان المدينة الخالدة “روما” لا بد أن تسقط، وأن ملكًا سيأتي من السماء له يخضع المسيحيون، وأنه في وسط الخراب القادم سينعم المسيحيون بالسلام.
ج – طرافة المسيحية:
بعد أن خرجت المسيحية من تحت عباءة اليهودية، لا بد أنها فاجأت الحكومة، كديانة جديدة غير مصرح بها، وقد أصبحت لها قوتها، وكانت أحدث وآخر ديانة تظهر في الإمبراطورية فجأة بدون سابق انذار. ولم يكن واضحًا أمام العقل الروماني، أن المسيحية ظلت تنتشر لمدة جيل في ظل التسامح الديني الذي كفلته الدولة لليهودية باعتبارها ديانة قديمة العهد (كما ذكر “تاسيتوس”)، فقد كان الرومان ذوي طبيعة محافظة لا يحبون التجديد. وقد نصح أعظم رجال الدولة في عهد أوغسطس قيصر، وهو “ميسيناس” (Maecenas)، الإمبراطور بألا يتسامح مع أديان جديدة هدَّامة للإمبراطورية، وأن ظهور عقيدة جديدة فجأة لها أتباع كثيرون، قد تشكل خطرًا على السلام العام.
د – عدم تسامح الديانة المسيحية وانغلاقها:
وبطريقة ما كان المسيحيون يهدمون روح التسامح في الإمبراطورية، بعدم تسامحهم مع الديانات الاخري وانغلاق مجتمعهم، بينما قبلت كل الديانات الأخرى في الإمبراطورية التساهل وحرية الاختيار، وكانت على استعداد للالتقاء مع نقاط الاتفاق مع جيرانها أكثر مما مع نقاط الاختلاف، لكن المسيحية لم تقبل المهادنة ولم تتسامح مع سائر الأنظمة الدينية الأخرى، وبدت بذلك ظالمة للعبادات الاخرى التي ظلت السند الروحي لكثير من الشعوب قبل أن تشرق شمس المسيحية. ولكن لا يمكن أن نلومها متى عرفنا أنه من أجل حياتها ورسالتها، كان عليها ألا تتهاون في الحق المسلم إليها، فقد كان العديدون من الوثنيين على استعداد أن يقبلوا المسيح بفرح مع ميترا وإيزيس وسيرابيس. لكن المسيحية كانت تستلزم الانفصال التام، فلم تكن عبادة المسيح تحتمل أي منافس، فهي الديانة الوحيدة المقبولة ويجب أن ينفصل أتباع المسيح عن العالم. ولقد كانت كنيسة المسيح حاسمة في موقفها، فالمسيحية لا تتساوي مع أي ديانة أخرى، بل هي تسمو فوق كل الديانات. وبدت – بالطبع – هذه الروح عدائية بالقياس إلى روح تلك الأيام التي سمحت للديانات المتنافسة أن تعيش معًا بغير مبالاة. أضف إلى ذلك انعزال المجتمع المسيحي، فلم يكن مسموحًا لأي وثني – مهما بلغ من الورع ومارس تطهير النفس عن طريق التصوف وطقوس ديانته القديمة – أن يكون عضوًا في الكنيسة المسيحية ما لم ينبذ تلك الأشياء العزيزة عليه. وقد ظهرت روح الانعزال في كل جوانب الحياة العامة. وكان المسيحيون يجتمعون ليلًا في اجتماعات سرية، وقد اتهمهم أعداؤهم بأنهم يرتكبون أبشع الجرائم في تلك الاجتماعات مثل إقامة ولائم للدعارة ومعاشرة الأمهات وغير ذلك من الرذائل، وكان كل ذلك لانعزالهم.
ه – العناد:
أضف إلى ذلك العناد الشديد الذي قابل به المسيحيون مطالب السلطات الإمبراطورية، وكان ذلك مثيرًا جدًا للحكام الرومان. وكان يمكن أن يتركهم الرومان أحرارًا في ديانتهم لو أنهم أظهروا الطاعة – ولو شكليًا – للديانة الرسمية للدولة. إن اعتدال الرومان واحترامهم للقانون قد اصطدما بعناد المسيحيين وإصرارهم، وقد بدت شجاعة الشهداء أمام أعدائهم كنوع من التعصب العنيد، وقد أشار الإمبراطور “أوريليوس” إلى المسيحية مرة واحدة بتلك العبارة: “محض عناد” كما أشار اليها أريستيدس (Aristides) قائلًا إنها “مجرد عناد”.
و– مهاجمة الديانات الوثنية:
لم يقنع المسيحيون بالانسحاب الحاسم من الممارسات الوثنية، بل هاجموا الديانات الوثنية بكل شدة، وصارت تلك الديانات – في رأي المسيحيين – “تعاليم شياطين”. كما كانت الديانة الإمبراطورية وعبادة الإمبراطور نجاسة في نظرهم، ومن ثم وقعوا تحت طائلة الاتهام بعدم والولاء للإمبراطور والإجرام في حقه، وهزأوا من القول بأن عظمة روما ترجع إلى احترامها للآلهة. وهكذا بدا المسيحيون ملحدين، من وجهة نظر الوثنيين. وحيث أن الديانة كانت مسألة ترتبط بسلامة الدولة وخيرها، فإن الالحاد يمكن أن يستجلب غضب الآلهة على الدولة.
ز – القاء المسيحيين للأسود:
ما أن بدأت المصائب والكوارث تنهال على الإمبراطورية الرومانية، حتى ألقوا باللوم على المسيحيين. ففي القديم، كثيرًا ما كانت روما تسترضي الآلهة باستيراد ديانات أخرى جديدة. وفي أحيان أخرى كان يتم استبعاد بعض الديانات الشرقية حفاظًا على الفضيلة. آما الآن، فقد أصبح المسيحيون هم كبش الفداء، عندما تقع الكوارث. فإذا حدثت مجاعة أو زلزلة أو وباء، أو أي كارثة قومية، ترتفع الصرخات مطالبة بالقاء المسيحين إلى الأسود.
وقد ظلت هذه النظرة الظالمة إلى المسيحية – كعامل هدَّام للإمبراطورية – حتى سقوط روما في يد ألريك (Alaric) ملك القوط. وقد نسي الوثنيون أن المصائب والكوارث الكبري – كما قال المدافعون – كانت تنزل بروما قبل العصر المسيحي. وكان المسيحيون على الدوام على استعداد للتضحية بذواتهم في أوقات الشدة، مقدمين العون للوثنيين والمسيحيين على حد سواء.
ح – الكراهية للجنس البشري:
ولقد تجمع كل حقد على المسيحيين في اتهامهم “بالكراهية للجنس البشري” أو للمجتمع، والتي قوبلت “بكراهية الجنس البشري لهم”. لقد كان المسيحيون مكروهين للغاية، ليس من الرعاع فقط، بل ومن الطبقات العيا المثقفة أيضًا. وكان معظم أتباع المسيحية الأوائل من طبقة العبيد أو العتقاء. فلم يكن “الكثيرون حكماء” ولا “الكثيرون شرفاء” (1 كو 1: 26)، كما كان القليلون منهم مواطنون رومانيين. وقد ذكرنا بعض الجرائم التي اتهمهم بها اعدائهم، وقد دعوهم “مسيحيين” لأول مرة في انطاكية، استهزاء بهم. كما دعاهم اليهود “نصاري”. ولم يكن هناك لقب حقير إلا وألصقوه بهم، فنعتوهم بأحط النعوت. ولم يجد الكتَّاب الرومان ألقابًا أبشع من أن يلقبوهم بها. “فتاسيتوس” (Tacitus) يعتبر الايمان المسيحي من الأمور البغيضة الشنيعة التي اجتاحت روما، ويصفها بأنها “خرافة قاتلة”، كما وصفها “سوتونيوس” (Suetonius) “غريبة وضارة”، ويقول عنها “بليني” (Pliny) إنها “تافهة حقيرة”، ولذلك قال “يوستس” (Justus): إن المسيحيون كانوا مكروهين وملعونين من كل الجنس البشري. وقد تأكدت هذه الكراهية وهذا الحقد بهجمات الفلسفة على المسيحية. وعندما شدت الديانة الجديدة أنظار الفلاسفة، لم يكن ذلك –أولًا – إلا للسخرية منها. ويمكن معرفة موقف الفلسفة الوثنية – بجلاء – بقراءة كتابات “كلسوس” (Celsus) وكتابات المدافعين المسيحيين.
(4) لم تكن الإمبراطورية الرومانية المصدر الوحيد للازعاج:
لقد ظلت الفلسفة طويلًا بمعزل عن ديانة الجليلي المصلوب، فكان “الحكماء” هم آخر من دخل ملكوت الله. فعندما رسخت المسيحية أخيرًا كقوة دائمة في الفكر الإنساني، تنازلت الفلسفة، وأخذت أقوال المسيحية في الحسبان، إلا أن هذا جاء متأخرًا جدًا، بعد أن كان الايمان الجديد قد أصبح مكروهًا فعلًا من العالم. واكتشفت الفلسفة ضعفها وبدأت في إصلاح نفسها بمحاولة أن تكون فلسفة ودينًا معًا، وهو ما حدث بصفة خاصة في الأفلاطونية الحديثة. حيث ينحني فيها العقل أمام الاعلان. وكانت القوة الأخرى التي عكرت سلام الكنيسة المسيحية، هي العدو الكامن داخل الحظيرة. فقد دخلت أعداد كبيرة من الوثنيين إلى الكنيسة. جاءوا بأفكارهم الشرقية واليونانية، مثلما جاء المسيحيون من اليهود بأفكارهم اليهودية معهم. وقد أدي هذا إلى هرطقات شنيعة، وكانت كل مدرسة فكرية تشوِّه – على طريقتها الخاصة – الايمان القويم. ثم انضم إلى تلك القوى المعادية، حليف آخر هو الوثنية المصلحة بقيادة كهنوت مجروح في كبريائه. ففي البداية، كان مما ساعد المسيحية كثيرًا، هو أنه لم يكن هناك كهنة حاقدون غيورون على رأس الديانة اليونانية الرومانية، كما كان في اليهودية والديانات الشرقية، فقد كان الاضطهاد الديني دائمًا من صنع الكهنوت، وهو ما لم يحدث في العالم الروماني إلا في وقت متأخر عندما بدأ إهمال المعابد والمذابح وهجرانها، وهنا قام الكهنة كهيئة معارضة. وهكذا نرى أنه لم تقف السلطة الإمبراطورية الرومانية وحدها في وجه المسيحية، إنما كان يحرضها ويدفعها إلى ذلك: 1 – كراهية الشعب لها. 2 – الفلسفة. 3 – كهنة الوثنييين. 4 – الهرطقات داخل الكنيسة.
رابعًا: العلاقات بين الإمبراطورية الرومانية والمسيحية:
علينا هنا أن نوضح كيف أن موقف الإمبراطورية الرومانية الذي كان في البداية وديًّا أو غير مبالٍ، تحول إلى صراع وحشي، وكذلك المراحل المختلفة في سياسة الحكومة الرومانية – لو أمكننا الحديث عن أي سياسة مرسومة – تجاه المسيحية، والاتهامات أو الاجراءات التي حوكم على أساسها المسيحيون، وأن نبين أيضًا متى وكيف أصبح الاعتراف بالمسيحية جريمة. وسنرى أن الإمبراطورية الرومانية كانت تسير باضطراد نحو الضعف، بينما كانت المسيحية تكتسب على الدوام أرضًا جديدة. ولإيضاح ذلك سنقسم تاريخ الإمبراطورية الرومانية إلى ست فترات:
(1) من بداية المسيحية حتى موت نيرون في 68 م:
لم يكن الايمان المسيحي – في البداية – معروفًا للسلطات الرومانية، فقد ظهرت المسيحية في بداية الأمر كنوع من اليهودية المصلحة والأكثر روحانية، كما لم يفكر تابعوها والمبشرون الأولون بها في الانفصال عن المجتمع اليهودي، فلم يكن ينظر إلى المسيحية إلا كمذهب من المذاهب اليهودية التي ينتمي إليها كل يهودي بينما يظل يهوديًا موسويًا. لكن سرعان ما توترت هذه العلاقة الودية بسبب اتساع التبشير بالمسيحية وقبول الدخلاء من الأمم. وجاء أول اضطهاد للكنيسة الوليدة من اليهودية الحاقدة، فكان اليهود هم أول من اشتكوا ضد المسيحيين أمام المحاكم الرومانية. ولم ترفض الحكومة الرومانية أن تضطهد المسيحيين فحسب، بل وحمت الايمان الجديد من الاتهامات اليهودية ومن عنف الغوغاء.
(أع 21: 31 و32). وسرعان ما وجد المبشرون المسيحيون – وبخاصة الرسول بولس– في الإمبراطورية الرومانية حليفًا للخير. وعندما كتب الرسول بولس رسالته إلى الكنيسة في روما نصحهم بالخضوع للسلاطين “المرتبة من الله”. ولابد أن هذا الانطباع الطيب قد تدعم بالمعاملة السمحة التي لقيها الرسول بولس في سجنه الأول في روما واطلاق نيرون سراحه في المحاكمة الاولى. وكان العسكر الرومان قد أسرعوا إليه في أورشليم أنقذوه من تعصب أبناء جنسه. وكان موقف الرومان من اتهامات اليهود للمسيحيين إما عدم المبالاة كما فعل “غاليون” وإلى أخائية الذي لم يهمه “شيء من ذلك” (أع 18: 12 – 17)، أو اكتشفوا براءة المتهمين كما فعل فيلكس (أع 24: 1 – 9)، وبوركيوس فستوس.
(أع 25: 14 – 22) وهكذا نظر الرومان إلى المسيحية باعتبارها مذهبًا من المذاهب اليهودية، ولكن اليهود تقدموا خطوة أخرى في اتهام المسيحيين بعدم الولاء لقيصر (وهو ما اتهموا به الرب يسوع أمام بيلاطس)، مدَّعين أن المسيحيين “كلهم يعملون ضد أحكام قيصر، قائلين إنه يوجد ملك آخر يسوع” (أع 17: 7، انظر أيضًا 25: 8). وهكذا تبرأت اليهودية من المسيحية، ووقفت المسيحية بمفردها. كما أن الأعداد المتزايدة من المسيحيين أكدت للحكومة الرومانية، استقلال المسيحية عن اليهودية، علاوة على أن محاكمة مواطن روماني – هو بولس الرسول – في روما ذاتها، زاد الحقيقة وضوحًا.
ولم يقع أول اضطهاد من الدولة الرومانية للمسيحية، نتيجة لسياسة معينة أو لتوجس الخطر على الدولة، كما لم تكن هناك اتهامات محددة، لكنه نتج عن شرارة عارضة أشعلت الحريق في روما (في يوليو 64 م)، فحتى ذلك التاريخ لم يأبه أي إمبراطور بالمسيحية. لقد وُلد يسوع في متصف فترة حكم أوغسطس قيصر، وكانت خدمة يسوع الجهارية في زمن طيباريوس قيصر، وفي عهده أيضًا صلب المسيح وقام. إلا أن حكمه انتهي مبكرًا.
(37 م) فلم يشهد انتشار الايمان الجديد، رغم أنه ينسب لهذا الإمبراطور تقديم قرار لمجلس الشيوخ بضم المسيح إلى “البانثيون” (مجمع الآلهة) الرومانى، (وهي أسطورة بالطبع)، وفي الحكم القيصر “لغايوس” (Gaius) المجنون (37 – 41 م) لم يكن “الطريق الجديد” قد أنفصل بعد تمامًا عن اليهودية. وقد قام غايوس باجراء ضد اليهود، إذ أمر باقامة تمثال له في الهيكل. وفي حكم كلوديوس (41 – 54 م) كانت معاملة الرومان لليهود قاسية وقد أمر بنفي عدد منهم من روما. ويرى البعض أن هذا الأمر قد شمل المسيحين أيضًا، إذ نفى بعض المسيحيين باعتبارهم يهودًا، إلا أن “ديو كاسيوس” (Dio Cassius) يلمِّح إلى أن ذلك كان اجراء بوليسيًا للحد من انتشار العبادة اليهودية في روما. وفي عهد نيرون – بعد حريق روما 64 م – حدثت أول خطوة عدائية اتخذتها الحكومة ضد المسيحيين، وكان “تاسيتوس” المؤرخ الروماني هو أول من وصفها. فقد أدت تصرفات نيرون الطائشة إلى إشاعة انه هو السبب في هذا الحريق المتعمد، لأنه كان يرغب في إعادة بناء المدينة على أساس خطط أفخم. ومع أنه عمل كل ما كان ممكنًا لإخماد الحريق معرضًا حياته للخطر، كما بذل كل ما استطاعه لتخفيف غضب الناس، وأمر بإقامة الطقوس الدينية لاسترضاء الآلهة وصرف غضبهم، إلا أن الاتهام ظل معلقًا برقبته. ومن اجل تبديد الشائعات، ألقى بالذنب على المسيحيين المكروهين من الجميع وأوقع بالمسيحيين أقسى العقوبات. فتم اعتقال أعداد ضخمة ممن يعترفون بمسيحيتهم، ولم تكن التهمة الموجهة إليهم هي اشعال الحريق عمدًا، بقدر ما كانت هي كراهيتهم للجنس البشري بعامة. ومات الضحايا وسط استهزاء الناس، بعضهم ألبسوهم جلود حيوانات فمزقتهم الوحوش إربًا إربًا، وعلقوا البعض الآخر على صلبان وأشعلت فيهم النيران للاضاءة ليلًا، حتى بدأ الناس يحسون بالرثاء لهم كما يقول “تاسيتوس”.
وهنا يثور السؤال: لماذا أصبح المسيحيون وحدهم هدفًا للاضطهاد؟ لقد أسهمت في ذلك جملة اسباب:
(1) يرى “فارار” (Farrar) في اعتناق “بوبيا” للمسيحية – الذي استغله اليهود بخبث التفسير الوحيد للاضطهاد الأول للمسيحيين، ويؤيده في ذلك “لا يتفوت”، إلا أننا نرى أن ذلك – في حد ذاته – لم يكن سببًا كافيًا رغم أن اليهود كان يسعدهم انتهاز هذه الفرصة للانتقام من أعدائهم.
(2) كان المسيحيون قد أصبحوا – في نظر السلطات – طائفة متميزة، سواء من خلال تقارير الحكام في الأقطار الشرقية حيث كانت المسيحية تتقدم بخطوات واسعة، أو مما أثارته محاكمة الرسول بولس في روما من اهتمام كأحدث طائفة دينية، وبذلك كانوا أنسب الضحايا لارضاء الآلهة وعامة الشعب.
(3) كان عدد المسيحين في روما كبيرًا – بلا شك يسبب نشاطهم الدءوب في اكتساب دخلاء حتى تضخمت أعدادهم.
(4) لم يكونوا متحفظين في التعبير عن معتقداتهم، فقد صرحوا بأن الأرض نهايتها للحريق، وأنهم ينتظرون بشوق مجئ “ملكهم” ثانية ليصلح المجتمع. وكان كل ذلك كفيلًا بأن يلقي عليهم بالشك بسهولة.
(5) لقد كسبوا كراهية الشعب بانعزاليتهم، فتحولت كراهية الشعب لليهود إلى كراهية للمسيحيين. وإن جماعة أصبحت موضع كراهية عامة الشعب، لا بد أن توضع تحت رقابة إدارة شرطة المدينة.
(6) كان قسم كبير من المسيحيين في روما من غير الرومانيين، ومن ثم لم تكن لهم امتيازات المواطنين الرومانيين.
ولعل في هذه الأسباب – مع ما سبق في البند الثالث – ما يفسر لماذا أصبح المسيحيون هدفًا للاضطهاد. على أي حال لقد وقع عليهم اختيار نيرون ليكونوا كبش فداء لأغراضه الخاصة وأغراض مشيره “تيجلينوس” (Tigellinus). وهكذا حدث الاضطهاد الأول وليد الصدفة لتحويل الشكوك بعيدًا عن نيرون، ولم يكن بسبب أي سياسة مرسومة، أو لتوجس الخطر منهم على الدولة، أو لأن المسيحيين أرتكبوا جرائم. لكن اضطهادهم أتاح الفرصة لأعدائهم لالتماس الأدلة ضدهم وتصيد الأسباب.
ومع أن هذا الاضطهاد كان في أساسه أمرًا عارضًا، إلا أن نتائجه كانت بالغة الأهمية. وهناك ثلاثة آراء بالنسبة لتاريخ سياسة تحريم الحكومة الرومانية للإيمان الجديد:
(1) الرأي القديم وهو أن الاضطهاد لمجرد الاعتراف بالمسيحية، بدأ في أيام تراجان في 112 م، وهو رأي أصبح الآن لا يقلى قبولًا بصورة عامة.
(2) يؤمن سير “رمزي” (Ramsay) أن هذا التطور من العقاب على جرائم محددة، إلى تجريم مجرد الاعتراف بالمسيحية، حدث فيما بين 68 م – 96 م.
(3) يرى “هاردي” (Hardy) و “مومسن” (Mommsen) و “سانداى” (Sunday) و “انجوس” (S. Angus) أن محاكمة المسيحيين في أيام نيرون قد أدت إلى اعتبار مجرد الاعتراف بالمسيحية جريمة عقوبتها الموت.
ويذكر “تاسيتوس” اضطهاد المسيحية كأمر عارض لم يدم طويلًا، بينما يذكر.
“سوتونيوس” (Suetonius) أن عقاب المسيحيين كان مذكورًا في قائمة لوائح الشرطة الدائمة لحفظ النظام، وهو ما لا يتفق مع ما ذكره “تاسيتوس” من أنها كانت اجراءات استثنائية فريدة ضد “الخرافة المقيتة”. ولكن ليست الروايتان متعارضتان، اذ أن.
“تاسيتوس” يذكر المرحلة الأولى، بينما يذكر “سوتونيوس” عبارة موجزة عن المبدأ الاداري الذي أدى إليه ما عمله نيرون، فقد واصلت ادارة البوليس – في عهد نيرون – ما بدأته واعتربته سياسة دائمة. ومع ذلك – كما يرى سير “رمزي” لم يحاكم المسيحيون لكونهم مسيحيين، بل على أساس بعض الاتهامات المرتبطة بهذا الاعتراف واعتبارهم أعداء للمجتمع واتهامهم بالسحر وغير ذلك، كعدم التعاطف مع النظم السياسية والاجتماعية للإمبراطورية. وبالتدريج رأوا أن الدين ذاته يتضمن هذه الجرائم فتم تجريمه كدين، وأوكلت الرقابة عليهم ومعاقبتهم لادارة الشرطة التي أصبح لها الحق – في أي وقت – في اتخاذ ارجاءات عنيفة ضدهم، أو أن تتجاهلهم حسب مقتضيات الأحوال. وهكذا صارت المسيحية دينًا محرمًا. ولكن لم تكن الحكومة الرومانية تمارس اضطهاد المسيحيين بصورة منتظمة، بل كان اضطهادهم أو عدم اضطهادهم، يتوقف – منذ ذلك الوقت – على مزاج الإمبراطور الحاكم وعلى طبيعة ادارته وحكمه، ونشاط حكام الأقاليم، وعلى حالة الشعور العام تجاههم. وليس هناك دليل مبكر على أن الاضطهاد نيرون قد امتد إلى خارج روما. ولكن من الطبيعي أن المثال الذي قدمه الإمبراطور كان – بالضرورة – قدوة لكل الحكام في الإمبراطورية. وقد خلقت النهاية العاصفة لحكم نيرون، والأيام المضطربة التي سبقت ارتقاء فسباسيان، جوًّا مواتيًا للمسيحية.
ويبدو أن الرسول بولس – بعد تبرئته عند المحاكمة الأولى أمام الإمبراطور – واصل نشاطه التبشيري بدون عوائق غير عادية، حتى استدعي إلى روما للمرة الثانية. والاضطهاد في عهد نيرون له أثر بالغ في تاريخ المسيحية، فقد بدأ نيرون في اضطهاد المسيحيين، فخلق بذلك سابقة لمن جاءوا بعده من الحكام. كما أن المتاعب بدأت أولًا في عاصمة العالم ثم انتقلت في المرحلة التالية إلى الشرق ثم إلى أفريقية ثم إلى الغرب. ولكن حتى ذلك الوقت ظل الاضطهاد محليًا. وكان نيرون أول المضطهدين الرومان، وقد انتهت حياته نهاية مفجعة مثل هيرودس أغريباس، وهي حقيقة ملفته للنظر وقد علق عليها كثيرًا “لاكتانتيوس” (Lactantius) وغيره من الكتَّاب المسيحيين.
(2) فترة حكم أسرة فلافيوس (68 م – 96 م):
يري سير “رمزي” أن الأباطرة الفلافيين حوَّلوا النظام – الذي وضعه نيرون لمعاقبة المسيحيين على جرائم محددة – إلى تجريم المسيحية ذاتها. فقد رسم اضطهاد نيرون منهجًا للدولة الرومانية – فيما بعد – لموقفها من الايمان الجديد، فلم يستطع الأباطرة الفلافيون أن يحيدوا عن النهج الذي رسمه نيرون. وكانت المسيحية آخذة في الانتشار وبخاصة في الشرق وفي روما نفسها. وليس لدينا أي خبر عن أي اضطهاد في عهد “فسباسيان” (Decius) رغم ان “هيلاري” يذكره – بطريق الخطأ 0 على أنه مضطهد مثل نيرون و “ديسيوس”، وكذلك لا نقرأ عن أي اضطهاد في عهد ابنه تيطس. ولكن لا يعني ذلك أنه لم يحدث في عهديهما أي نوع من الاضطهاد، حيث أن الأمر كله كان منوطًا بادارة الشرطة، ولابد أنه وقعت بعض أحداث العنف بين الحين والآخر حسب الظروف المحلية. ولابد أنه كان لسقوط أورشليم من أثر على الديانة اليهودية، مثلما كان لسقوط روما – على يد القوط والوندال والجرمان – من أثر في ديانة روما، فقد أضعف فكرة وجود إله قومي يرتبط بديانة سياسية، واتسعت الهوة بين الديانة اليهودية والديانة المسيحية، فتحررت المسيحية من نفوذ اليهودية. كما أن اليهود – بعامة – أدركوا وقتئذ عدم جدوى الأحلام السياسية، وأصبحوا أكثر استعدادًا للانضمام للإيمان المسيحي، وأصبح التمييز بين المسيحية واليهودية واضحًا، كما زادت المقاومة والعداء. ومع أن فاسبسيان قد فرض الضريبة على كل شخص بالغ من المسيحيين من أصل يهودي، ومن اليهود على السواء، ولكن لا يذكر التاريخ شيئًا عن حدوث عنف على المسيحية في عهد فاسباسيان. كما لم يعرف عن تيطس أنه كان مضطهدًا، إلا أن رأيه في اليهودية والمسيحية – كما سجله في مجلس الحرب أمام أورشليم في 70 م، والذي نقله لنا “سولبيشيوس ساويروس” – (Solpicious Severus) يستلفت النظر لموافقته على السياسة التي بدأها نيرون. ولا شك في أن “ساويرس” قد نقل ذلك عن “تاسيوس” دون تمحيص، حيث أنه يناقض ما ذكره “يوستيوس”. ويدافع تيطس عن تدمير الكهنة بأنه أراد أن يستأصل ديانة اليهود والمسيحيين تمامًا، حيث أن هاتين الديانتين – رغم معارضة إحداهما للأخرى – هما من أصل واحد فقد خرجت المسيحية من تحت عباءة اليهودية، فإن استؤصل الأصل، فلا بد أن يبيد الفرع سريعًا. إلا أننا لا نعرف أي إجراءات عنيفة قام بها تيطس ضد أي منهما مباشرة، ولعل مدة حكمه القصيرة لم تمهله لذلك.
ويبرز “دوميتيان” كمضطهد واضح، في تلك الحقبة من التاريخ، كما برز نيرون في الحقبة الأولى، ولم تكن اجراءاته ضد المسيحيين عملًا قائمًا بذاته، بل كان جزءًا من سياسة عامة قاسي منها غيرهم. فكان حكمه عودة للمبادئ القديمة. وقد حاول إصلاح الأخلاق، والقضاء على الترف والرذيلة، والطقوس الشرقية اللاأخلاقية، وأن يتخلص من الممثلين والفلاسفة والمنجمين. وفي محاولته لإحياء الديانة القومية اصطدم بهذا الدين العالمي الجديد. وقد حكم بالموت على ابن عمه “فلافيوس كليمنس” (Flarius Clemens) لاعتناقه المسيحية (أو الالحاد في نظر دوميتيان)، كما نفى زوجته “دوميتيلا” (Domitilla). ولم يكن الاعتراف بالمسيحية تهمه كافيه لادانه المواطنيين الرومانيين من الطبقة العليا، فكانت تلصق بهم تهمة الالحاد أوالسحر، ويندرج تحت ذلك رفض الخضوع لدين الآلهة القومية. أما بالنسبة للمواطنين الرومانيين من عامة الشعب، وشعوب الولايات المختلفة، فكان مجرد اعتناق المسيحية يستحق الحكم بالموت. ولم يصدر الإمبراطور مرسومًا محددًا أو حظرًا عامًا، ولكن استمر العمل بالمبدأ الذي وضعه نيرون. وقد كان هناك – كما يقول “مومسن” (Mommsen) حظر ساري المفعول على المسيحيين، كما على قطَّاع الطرق، إلا أن الاجراءات العنيفة ضد الفريقين، كانت تحدث في نوبات غير منتظمة بناء على أهواء حكام الأقاليم. وقد اتخذ دوميتيان خطوة واحدة محددة ضد المسيحيين حين وضع اختبارًا سهلًا للتعرف على المسيحيين، ومن ثم يسهِّل عملية البحث والتحري. وكان هذا الاختبار هو أن يطلب منهم السجود لتمثال الإمبراطور. وكان هذا الأمر أيضًا جزءًا من سياسة دوميتيان العامة، لتأكيد سيادته وألوهيته وترسيخ عبادة الإمبراطور كرباط للوحدة السياسية للإمبراطورية. ويعكس سفر الرؤيا معاناة الكنيسة في عهد هذا الإمبراطور.
(3) مدة اسرة الأنطونية (96 – 192 م):
(1) نرفا وتراجان: (Nerva & Tragan):
بموت دوميتيان استعادت الكنيسة سلامها الذي استمر خلال الفترة القصيرة لحكم نرفا (96 – 98 م)، والثلاثة عشر عامًا الأولى من حكم تراجان. ومن العجيب أن البعض من أفضل الأباطرة الرومان (تراجان، ماركس أوريليوس، وديثيوس ودقلديانوس) كانوا قساة على المسيحيين، في حين أن البعض من أسوأ الأباطرة (مثل “كومودوس” (Commodus) و “كاركلا” (Caracalla) و “هيلوجابلوس” (Heliogabalus)) تركوا المسيحيين في سلام. وكانت المسيحية تنتشر بسرعة في فترة الهدوء. ولما تولى “بليني” حكم ولاية بيثينية في 111 م، ووجد – وبخاصة في القسم الشرقي من ولايته – أن المعابد والهياكل تكاد تكون مهجورة تمامًا، أحضر أمامه بعض المسيحيين، وعلى أساس ما فعله سابقوه، أمر باعدامهم بسبب ديانتهم. إلا أن بليني سرعان ما اكتشف تورط الكثيرين جدًا من الرجال والنساء ومن كل الأعمار، ومن المواطنيين الرومان وسكان الولايات. فأرسل المواطنين الرومان إلى روما لمحاكمتهم. ولكن بسبب نزعته الإنسانية، استنكف من إعدام كل المسيحيين، كما كانت تقتضي السياسة العامة للدولة.
وكتب بليني إلى الإمبراطور تراجان، يخبره بما قام به بالفعل، محبذًا – بطريقة خفية – ابداء التسامح معهم، ومتسائلًا ألا يجب التمييز بين المسنين والشباب؟ ألا نغفر لمن ارتدوا عن المسيحية وسجدوا لصورة الإمبراطور، ولعنوا المسيح؟ أيكون مجرد الإعتراف باعتناق المسيحية جريمة تستحق الموت دون اثبات جرائم أخرى، أم يجب معاقبة ما يصاحب ذلك الإيمان من جرائم، ثم بعد ذلك يشرح أسلوبه هو، فقد أعطى المتهمين فرصة للارتداد. أما الذين ثبتوا على الإيمان فأعدمهم، حيث اعتبر عنادهم واصرارهم – في حد ذاتيهما – يستحقان العقاب، إلا أن الادارة بتدخلها وجدت الكثير لتفعله، فقد قدمت لها عريضة مجهولة بها اسماء كثيرة، انكر غالبيتهم انهم مسيحيون، وقد قام الوشاة اسماء اخرى كثيرة، وقد انكر اولئك بالمثل انتمائهم للإيمان المسيحي، وكان بيليني مقتنعا تماما بأن اجتماعات المسيحيين تخلو من الضرر، وبتعريض اثنتين من الخادمات للتعذيب، لم يكتشف سوى أوهام متطرفة خاطئة، وأجاب تراجان بأنه لا يمكن وضع قاعدة عامة محددة وشاملة، وكان من الواضح أنه يؤيد صحة ما فعله بليني، وربما لم يكن يتفق تماما مع بيلني في اقتراحاته التي تتسم بالإنسانية، ومع ذلك فقد اصدر الإمبراطور ثلاثة قرارات هامة (1) يجب ألا تبحث سلطات الشرطة عن المسيحيين، لكن ان اتهموا وادينوا فيجب معاقبتهم. (2) ألا تقبل البلاغات المجهولة ضد المسيحيين. (3) المشتبه فيهم يعفون من العقاب متى ثبت انهم لم يكونوا مسيحيين، أو أنهم انطروا المسيحية.
وقد اعتبر البعض ان هذا القرار من تراجان، كان اول تقنين رشمي لحطر المسيحية ولكننا سبق ان رأينا ان المسيحية تم حظرها بناء على محاكمات نيرون علاوة على ذلك، ليس هناك أدنى أثر لأي مبدأ جديد لاستخدام القسوة، لا في خطابات بليني وزلا في اجابة تراجان، فلم يكن اضطهاد المسيحيين امرا منظما أو عاما كما لم تكناجابة تراجان مرسوما بالتسامح، إلا انها في مجملها كانت في صالح المسيحيين، اذ قللت من المخاطر التي يترعضون لها وكان الامر كله متعلقا بالادارة.
لم يستدحث تراجان أي أجراء ضد المسيحيين، كما لم يشجع أي اجراء ضدهم وطلب من قائد الجيش ان يتغاضي عن المذنبين في هذا الخصوص، وقد استشاره “بيليني” على أمل اقرار معاملة اكثر اعتدالا للمسيحيين بأن وضع في صيغة سؤال، ما كان يرغب هو فعليا في الموافقة عليه إن جواب تراجان وضع نهاية للنظام القديم من “العداء الذي لا يلين”.
(2) هادريان: كانت فترة حكم هارديان (117 – 138 م) فترة تسامح مع المسيحيين، فلم يكن هاردياتن متعصبا بل منفتحا يبحث في كل الأديان والكثير من الأسرار، وكان على استعداد لترك الحرية لكل الأديان، وفي أسيا حيث كانت المسيحية تنتشر بشدة، حدثت حالة من الرعب بسبب تشجيع الوشاة ضد المسيحيين فكان أي شخص يعترف بالمسيحية معرضا للتهديد من الوشاة من أجل الحصول على رشوة وقد وجد “ليسنوس سلوانس جرانيانوس” – مثل بيليني – نفسه في مواجهة مشاكل في هذا الخصوص، فكتب إلى هارديان يطلب النصيحة وقد وصل جواب هارديان إلى خليفة “جرانيانوس” وهو “مينوسيوس فوندانوس” وإلى اسيا (حوالي 124 م)، وقد طعن في اصالة هذا المستند الهام “افربك” و “كايم” و “لايتفوت” و “السير وليم رمزي” وفي الحقيقة نرى انها وثيقة أقرب إلى الصالة منها إلى الزيف، لأنه من سوى هارديان – المتفتح الذهن – كان يمكنه أن يكتب مثل هذا الجواب؟ ومن الجلي أن المسائل التي رفعها الوالي إلى هارديان كانت مشابهة للمشاكل التي رفعها بيليني إلى تراجان، وكانت اجابة هارديان خطوة حاسمة لصالح المسيحية، خطوة ابعد ما جاء في جواب تراجان، وكان جواب هارديان يسير على الخطوط الاتية:
(1) لا يمكن تجاهل الوشاة، لئلا يعاني الأبرياء (كما كان في عهد بيليني)، ولئلا يتاجر الوشاة في تقديم الاتهامات.
(2) على من يتهمون المسيحيين ان يثبتوا ان المتهمين قد ارتكبوا ما يخالف القانون.
(3) ليس مسموحا بتقديم عرائض أو القيام بمظارهات ضد المسيحيين.
(4) إذا لم يستطع الواشي اثبات دعواه، فلابد من عقابه.
وهذه المواد زادت كثيرا من المخاطر امام الوشاة، وقللت من الأخطار التي يتعرض لها المسيحيون، ولم يرد بها اعتبار مجرد الاعتراف بالمسيحية جريمة، ولكن لم ينسخ هذا المبدأ ايضا ولعل جواب هارديان قد اعطى دافعا معينا نحو استخدام اجراء اكثر تحديدا وأدق انتظاما.
(3) انطونيونوس بيوس:
(من 138 – 161 م)، وقد واصل انطونيونس سياسة تراجان وهارديان إلا انه حدث اضطهاد في عهده حيث اعدم “بطلماوس” و “لوكيوس” في روما، كما أعدم “بوليكاربوس” أسقف سميرنا، إلا أن انطونيوس أيد بشدة سياسة هارديان في حماية المسيحيين الذين لم يحكم عليهم ضد عنف الرعاع، وذلك في خطاباته إلى “لاريسا” واثينا وتسالونيكي وإلى “كل الهيلينيين”.
(4) ماركوس أوريليوس:
(161 – 180 م) – بدأ تحت حكم أوريليوس رد فعل قوي كان له أثره على المسيحيين، وذلك بسبب حوادث الحدود وتفشي الوباء، كما إلى سياسة أوريليوس التي كانت تهدف إغلى العودة إلى المبادئ القديمة وإحياء الديانة الرومانية القومية، وفي عهده امتد الاضطهاد إلى الغرب (إلى بلاد الغال أي في فرنس) وغلى أفريقية كمقدمة للاضطهاد العام الذي حدث في القرن الثالث ورغم ان ارويليوس لم يقم عمليا بإجراء أي تغيير إلا أنه لم يكن هناك التسامح الذي ميز العهود الثلاثة السابقة، حقيقة أنه لم يصدر أي مرسوم عام أو قرار محدد بالاضطهاد، وتعود حالات الاستشهاد العديدة التي سجلت في ذلك العهد إلى كثرة الكتابات المسيحية المفصلة التي وصلتنا عن ذلك العهد.
ظلت المسيحية – في حد ذاتها – جريمة، كما ان عناد المسيحيين وحده كان يكفي سببا للعقاب، ولكن يبدو ان اوريليوس قد لام الحكام على صرامتهم في “لوجدون”، ولم يشجع الوشاة ضد المسيحيين، بل ان “ترتليانوس: وصفه بأنه” حامي المسيحيين “:، ومن ثم لا نجد في ذلك العهد أي محاولة جادة أو منظمة للقضاء على الإيمان الجديد، وظلت الادارة المركزية:” طوال ذلك الوقت بلا أي سياسة ثابتة نحو المسيحيين، غذ يبدو أن الدولة لم تكن قد حزمت أمرها بعد (كما يقول هاردي).
أما في عهد “كومودوس” (180 – 192) فقد تمتع المسيحيون بالراحة، ويعتقد ان هاردي ان التنظيم المسيحي لم يكن يعتبر خطرا جسيما على الإمبراطورية في القرنين الأول والثاني، فلو أن روما رأت مثل هذا الخطر في المسيحية، أو انها إمبراطورية داخل الإمبراطورية، لبدأت سياسة ابادة منظمة خلال الفترة التي كانت فيها المسيحية اضعف من أن يقاوم، وعندما أدركت الإمبراطورية مدي خطر المسيحية عليها – كما حدث في القرن الثالث الميلادي – اتخذت اقسى الاجراءات، كانت المسيحية قد أصبحت أقوى من أن تضار أو تنهار، وقد أخذت الإمبراطورية منذ ذلك الحين في الضعف والاستسلام.
(4) الأسر المتغيرة (192 – 284 م):
وفي الفترة التالية التي سادها عدم الاستقرار، إذ تعاقب على العرش في أقل من مائة عام، نحو عشرين إمبراطورا بدا كل منهم أسرة حاكمة جديدة، مما سمح للمسيحية أن تنتشر بلا متاعب تقريبا، كما أن حروب القبائل المتبربرة المستمرة، وضورة اليقظة الدائمة عند نقط الحدود أو جدت ظروفا مواتية للمسيحية، كما ان ابتعاد المسيحيين عن حلبة الصراع السياسي، مع قبولهم لكل أسرة حاكمة جديدة، حفظهم من الصدام مع الحكام الجدد، بالإضافة إلى ان العديد من هؤلاء الأباطرة لم يكونوا رومانيين أصلا بل أجانب لا ارتباط قوي لهم بالإيمان الروماني القديم، ولم تكن أفكارهم الدينية متزمتة، وكل ذلك كان بالغ الأهمية لإيمان الجديد القادم من الشرق، كما أتيت بعض الأباطرة أنهم لم يكونوا غير معاديين للمسيحية فحسب، بل متعاطفين معها، فلم يحدث في هذه الفترة أي اضطهاد شرس _ ربما باستثناء ما حدث في عهد “ديسيوس”، وبالتأكيد لم يحدث اضطهاد طويل الأمد في تلك الفترة، كما أن الكنيسة ذاتها كانت قد نزمت نفسها على مبادئ الادارة الإمبراطورية، ومن ثم اصبحت قوية متحدة، حتى عندما هبت عليها العواصف، لم تهتز، ففي 202 م بدأ “ساويروس” اضطهادا قاسيا في افريقية ومصر، إلا أن “كاراكلا” المتقلب أعاد لها السلام، أما “هيلو جالبوس”، فقد ساند المسيحية بطريق غير مباشر:
(1) بتحقي الديانة الرومانية.
(2) بالتسامح، وقد عرض – حسب أحد الكتاب – ان يمزج بين المسيحية واليهودية والسامرية في ديانة واحدة، كما كان “الكسندر ساوريوس ط متسامحا يسعى للتوفيق بين الديانمات، فقد وضع في معبده الخاص تماثيل لكل من اورفيوس وأبولونيوس وابراهيم والمسيح ويقال انه كان في نيته إقامة معبد للمسيح وقد تفجر اضطهاد محلي في عهد” ماكسيمن التراقي “أما أول اضطهاد عام فكان في عهد” ديسيوس “وفيه نقتطان تستحقان النظر:
(1) لم يكن الموت هو العقوبة الب\مباشرة للاعتراف بالمسيحية، بل استخدمت كل وسيلة ممكنة لحث المسيحيين على ارتداد وانكار المسيح.
(2) وجهت السلطات الرومانية كل جهودها – بصفة خاصة – إلى المسؤولين في الكنيسة، بعد أنم أدركت هذه السلطات خطورة التنظيم المسيحي، وقد واصل “جاليوس” هذه السياسة أما ط\ “فاليرون” فبعد ان وقف الاضطهاد سعى إلى الحد من النتشار هذه الديانة بنفي الأساقفة وغلق الكناس، ثم بعد ذلك أصدر قانونا يقضي بعقوبة الموت، وقد أصدر “جالينوس” أول قرار فعلى بالتسامح ومتنع الاضطهاد ورد الاملاك المسيحية وبذلك دخلت المسيحية فترة اربعين سنة من الهدوء، وبنقص المخاطر الخارجية امامها قل عدد الراغبين في الإيمان، انهمك اعضاؤها الانشغال بالأمور العالمية، ولم يوقف هذا الانحدار الا اضطهاد دقلديانوس.
(5) من دقلديانوس حتى صدور أول مرسوم إمبراطوري بالتسامح (284 – 311 م):
كان دقلديانوس – مثل بعض المضطهدين الآخرين – واحدا من أقدر الحكام الرومكان، ولم يكن ميالا إلى الوقوف ضد المسيحيين، إلا أنه اضطر أخيرا – بسبب زوج ابنته “جاليريوس” 0 إلى اتخاذ اجراءات عنيفة ولم يكن مقصودا من أول مرسوم اصدره دقلديانوس في الربع والعشرين من فبراير سنة 303 م ابادة المسيحية، بل كان القصد منه الحد من نموها واضعاف تأثيرها السياسي وكان موجهها اساس ضد الكتب المقدسة والكنائس والاجتماعات المسيحية، آما المرسوم الثاني فكان ضد النظام الكنسي، وقد ضمن المرسوم الثالث الحرية للمرتدين عن المسيحية، لكنه سعى إلى اجبار المسيحيين العندين على الخضوع بتعذيبهم، وكان هذا اعتراف ضمنيا بفشل الحكومة الإمبراطورية وبعد ان ألغيت عقوبة الموت، اصدر “مكسيمين” مرسوما رابعا بإعادة عقوبة الموت ومطالبة المسيحيين بتقيدم الذبائح للآلهة، وفي نفس السنة في 304 م اقتنع دقلديانوس بعدم جدوى هذه الاجراءات، فأوقف عقوبة الموت، فكان هذا التقلب في سياسة الإمبراطورية، ثم تنازله عن العرش في العام التالي، اعترافا واقعيا بانتصار “الناصري”.
وبعد ان استمر الاضطهاد ثماني سنوات (أو عشر سنوات لو حسبنا الاضطهادات المحلية بعد 311 م) أصدر جاليورس – الذي اصابه مرض عضال – من مدينة نيقوميديا، مع قسطنطين وليسينوس أول مرسوم عام للتسامح في 30 ابريل 311م بعد ان كانت المسيحية في تلك الأثناء اثبتت انها دولة داخل الدولة، واخيرا تم الاعتراف بها كديانة قانونية ولو انها لم تكن على قدم المساواة مع الوثنية.
(6) من أول مرسوم عام بالتسامح حتى سقوط الإمبراطورية الغربية (311 – 476 م):
في هذه المرحلة اصبحت المسيحية –في البداية– على قدم المساواة مع غيرها من الديانات المنافسة، ثم علت فوقها، وأخيرا اصبحت الديانة الرسمية للدولة في الشرق والغرب، وما أن حصلت المسيحية على التسامح حتى اصبحت هي نفسها غير متسامحة، بل أضحت مضطهدا مريرا لكل الديانات المنافسة وللهرطقات، وبعد ان انتصر قسطنطين على “ماكسنتيوس” في موقعة “قنطرة ملفيان” في 27 أكتوبر سنة 312 م، اصبح هو الحاكم الوحيد في الغرب واصدر مع زميله “ليسنيوس” إمبراطور الشرق، مرسوم التسامح الشهير في 30 مارس سنة 313 من مدينة ميلانو وبموجبه اكتسبت كل الأديان حقا متساويا في التسامح، وهكذا وقفت المسيحية على قدم المساواة مع الوثنية، وكان تعاطف قسطنطين مع المسيحية لدوافع سياسية في أكثره، فقد اردا ان يكون مع الجانب الفائز، ومع كل نجاح جديد كان يزداد ميلا إلى المسيحية رغم ان حياته في مجملها كانت وسطا، وكان يحلم بأن يمزج الوثنية والمسيحية في مجتمع واحد تحت نفس النظام القوانين والشرائع، فهو لم يحظر الوثنية بأي حال من الأحوال، وبتأسيس مدينة القسطنطينية، صارت المسيحية – في الواقع – دين الدولة، وهو تحالف أدى إلى عواقب وخيمة على المسيحية، فقد بدأت عندئذ في خنق حرية الضمير التي قاست من أجلها كثيرا، وبدأ “الايمان القديم” لفترة طويلة يمارس عدم التسامح، وقد ورث ابناء قسطنطين عن ابيهم طبيعته القاسية ومسيحيته الاسمية، كان قسطنطين قد ترك الوثنية والمسحية واقتين على قدم المساواة، وبدأ أبناؤه بعده في ابادة الوثنية بالعنف، وبعد ان صار قسطنطيوس الإمبراطور الوحيد ولأنه لم يرث عن ابيه الاعتادل والحذر، وبتحريض من النساء والأساقفة أصدر مراسيم تأمر بإغلاق المعابد ومنع الذبائح وقد تررد الحكماء من حكام الاقاليم، في تنفيذ هذه الاجراءات المتسرعة، وهكذا بدأت المسيحية في السيطرة والهجوم، ولم تضطهد الوثنية فحسب، بل ان حزب الأغلبية في المسيحية حظر كل منافسيه، وفي هذه المرة هاجمت البدع والهرطقات “الإيمان القويم”، ولعل عنف أبناء قسطنطين وعدم تسامحهم وقسوتهم تبرر رد الفعل لدى “يوليانوس المرتد” الذي قام بجهد خيالي لاعادة الدين القديم، وبينما كان يعلن التسامح مع المسيحية سعى إلى اضعافها بالسخرية من عقائدها، كما أوقف امتيازات رجال الدين، ومنع الكنيسة من قبول العديد من لهبات والعطايا، واستبعد المسيحيين من المراكز العامة، ومنع تعليم الكلاسيكيات في المدارس المسيحية خشية ان يصبح لسان المسيحيين افضل في مواجهة حجج الوثنيين واخيرا اضفى على العبادة الوثنية فخفخة ومهابة لجذب الناس اليها، إلا أن القوة الأدبية في المسيحية انتصرت على كل ذلك، وعند موته في احدى ساحات القتال في حربة مع الفرس، قال متأوها: “لقد انتصرت أيها الجليلي” (وهو يقول لا يستند إلى مصدر ثقة)، واستمر الحياد الدينة مدة قصيرة بعد موته، وقد خرج “جراتيان” بتحريض من “امبروزيوس” (اسقف ميلان) عن هاذ الحياد فأزال تمثال النصر من مقر مجلس الشيوخ، ورفض ان يخلع على نفسه لقب وثياب الكهنة الأعظم، وحظر الذبائح الدموية وسدد ضريبة قاضية للديانة القديمة اذ سحب منها بعض الامتيازات المالية، وبذلك جعلها تعتمد على التبرعات الاختيارية، وقد اتخذ ثيودسيوس الأول – أو الكبير – سياسة دينية عنيفة تجاه كل من الهرطقة والوثنية، ويُعزي تعصبه إلى امبروزيوس، الذي كان يعتبر انه ليس لليهود أو للوثنيين أو للهراطقة أي حقوق على الاطلاق، وهكذا بدأ التحريم المنظم للوثنية، ففي 381 م رفض حق اصدار “الوصية” للمترتدين عن المسيحية، وفي 383 م أنكر عليهم حقهم في الميراث، وفي 391 م حرمت العبادة الوثينية العامة، وفي 392 م حرم العديد من العبادات الوثنية الخاصة والعامة، وفرضت عقوبات اكبر على تقديم الذبائح، وهكذا ارتدت المسيحية بربرية الوندال، ومارست كل أنواع العنف ومصادرة الاملاك، زكثيرا ما كان الرهبان والكهنة يقودون الرعاع في هذه الاعمال، وواصل ابناء ثيودسيوس سياسة التمادي في قمع الوثنية، وقد عزل هونوريوس في الغرب في 408 م الوثنيين من الوظائف المدنية والعسكرية، وفي مرسوم لاحق في 423 م اصبح بقاء الوثنية أمرا مشكوكا فيه، وتثبت القوانين المتلاحة ضد الارتداد، ان الوثنية كانت ما زالت مصدر جذب للناس، وقد صدرت في عهد فالتنبات الثالث 423 – 455 م وثؤدسيوس الثاني قوانين لهدم المعابد أو تحويلها إلى كنائس مسيحية، واستمر اضطهاد الوثنية في الغرب في 476 م بالقضاء على الوثنية وقد عجل سقوط الإمبراطورية الغربية في 467 م بالقضاء على الوثنية نهائيا وفي الشرق اغلق وبروح استبداية منعت العبادة الوثنية في الخفاء تحت طائلة العقاب بالموت.
خامسا – انتصار المسيحية وتحول الإمبراطورية الرومانية إليها:
تم الآن الاعتراف بالمسيحية ديانة رسمية للغرب والشرق، وصارت المسيحية من القوة حتى انها ضمنت اليها المتبربرين الذين استولوا على الغرب، فكبحت جماحهم وعلمتهم تحت قيادة البابوية حتى امتدت انتصارها إلى ما وراء حدود الإمبراطورية الرومانية.
وينسب “ميريفال” تحول الإمبراطورية الرومانية إلى المسيحية إلى اربعة اسباب هي:
(1) الدليل الخارجي الظاهر في اتمام النبوات وعمل المعجزات.
(2) الدليل الداخلي في اشباع الاحتياجات الروحية للناس وتقديم الفادي لهم.
(3) نماذج الحياة النقية، والاستشهاد البطولي، للمسيحيين الأوائل.
(4) النجاح الذي حققة المسيحيون في عهد قسطنطين.
ويعلل “جيبون” ظاهرة نجاح المسيحية في الإمبراطورية الرومانية بما يلي:
(1) حماسة وغيرة المسيحيين الأوائل.
(2) اعتقاد المسيحية في الخلود مكافآت وعقوبات في المستقبل.
(3) المعجزات.
(4) القانون الأخلاقي السامي والفضائل النقية الواضحة في حياة المسيحيين.
(5) التنظيم المسيحي الكنسي القوي حسب نظم الإمبراطورية.
إلا أنه ما من قائمة من قوائم هذه الأسباب تكفي لتعليل نمو ونحاج ديانة يسوع الناصري.
(أ) أسباب سلبية:
كان لانتصار المسيحية – في المقام الأول – اسباب سلبية – منها: الافلاس الأدبي والروحي للعالم القديم، والفساد الداخلي وانحلال الأنظمة الوثنية، وقد فشلت كل الديانات القومية القديمة، وهجرها جميع الفلاسفة وجماهير الشعب، ولم يكن تقديم ديانة عالمية للإنسانية كلها، إلا في المسيحية، فقد تدهورت البعادات إلى مجرد شكليات بحته، لا تمنح القلب أي راحة، وأحس الناس بحاجة ماسة وملحة إلى اعلان الهي، لا يمكن لديانة فلسفية او طبيعية ان تشبعها.
(ب) أسباب ايجابية:
ولكن يرجع نجاح الدين الجديد اساسا إلى اسباب ايجابية، من بينها الحماسة والغيرة للإيمان المسيحي، والجدية الصادقة في الحياة وفي الكرازة، وقد تجلت صفاتها الأصيلة الخالصة – على أفضل ما يكون – في اتباعها في وسط الاضطهاد، كما في الموت البطولي لشهدائها، أما الوثنية فرغم تحالفها مع القوة المدنية، ورغم ماضيها الأسطوري، فلم يكن في مقدورها مواجهة الاضطهاد، وعندما اضطرت الوثنية إلى الاعتماد على الهبات التطوعية، لم يمكنها ان تنجح كما حدث مع المسيحية، ومثلها العليا في انكار الذات، وقد بلغت جدية المسيحية الأولى الذروة لاعتقادها في المجئ الثاني الوشيك للرب ونهاية الدهر، كما ان وسائل الاتصال ساعدت المسيحية كثيرا في انتشارها، وكانت أهم وسيلة لها هي الحياة المثالية لأتباعها، وقد قابلت المسيحية القوة السياسية بالقوة الأدبية والروحية، علاوة على أنه عندما درس المفكرون – في العالم القديم – المسيحية وجدوها تطابق اسمى مبادئ العقل والطبيعة، إلا أن السبب الرئيسي في نجاح المسيحية، هو توافق تعليمها مع الطبيعة الروحية للإنسان، وكانت هناك جدية عميقة عند قطاع كبير من العالم القديم، قدمت له المسيحية السلام والراحة والقوة المنشودة، كما كان في المسيحية ايضا ميزة ضخمة جدا فوق كل الأديان المنافسة لها في الإمبراطورية الرومانية، وهي ملاءمتها لكل الطبقات في كل الظروف والتغيرات، فلم يكن فيها شيء محلي أو قومي، كما قدمت أعظم صورة للنموذج المعاصر عن الأخوة، كما ان احترامها للمرأة قد أكسبها العديد من المؤمنين، فكانت المسيحية – في هذا الصدد – أسمى جدًا من عبادة “مثرا” منافستها العظمى، وفي عصر التغيرات الاجتماعية الكبيرة والعديد من الكوارث والمحن، استهوت المتألمين بانكارها لنفسها وسعيها الدائب من أجل سعادة الآخرين، وكقانون أخلاقي كانت المسيحية أسمى وأنبل من كل النظم والعبادات المعاصرة أنا الميزة التي لا تقدر بثمن والتي تفوقت بها المسيحية على كل الديانات والفلسفات الأخرى، فكان ما في حياة يسوع المثالية الكاملة من سحر وقوة وجمال وروعة، فقد كان شخص يسوع مثالا وحافزا للحياة الاسمي أمام كل الفلاسفة وعامة الشعب، أقوى من كل فضيلة مجردة أو كمال، ويقول “ليكي” في كتابه “تاريخ الأخلاقيات”) “لقد أمكن للمسيحية ان تعمق جذورها في قلوب الناس لأنها كانت مثالا للأشواق الأدبية لذلك العصر، ولأنها جسمت بصدق المثل الأعلى للسمو الذي كان يسعي اليه البشر، ولأنها تجاوبت مع احتياجاتهم الروحية وأهدافهم وعواطفهم، ولأن الكيان الروحي كله للإنسان استطاع ان يتسع ويمتد من خلال تأثيرها” أضف إلى كل هذه الظروف المواتية المذكورة آنفا في البند ثانيا “الأعداد للمسيحية” – وبذلك يمكننا ان نفهم كيف تحولت الإمبراطورية الرومانية إلى ملكوت المسيح.
القانون الروماني
سنتناول في هذا البحث القانون الروماني الخاص، والقانون الروماني الجنائي، أما تطور مواد الدستور فقد سبق الحديث عنه في البحث المختص “برومية”.
وسنقتصر في مناقشة القانون الخاص على تاريخه الواضح دون محاولة معالجة جوهر القانون ذاته. أما عند معالجة القانون الجنائي فسنوجه اهتمامنا أساسًا إلى الضمانات الدستورية فيه والتي كان المقصود منها حماية المواطن الروماني من العقوبات التعسفية الظالمة، باعتبار هذه الضمانات من أهم الامتيازات التي كان يتمتع بها المواطن الروماني.
كان المصدر الأساسي للتشريع الروماني هو الأسرة كوحدة اجتماعية. وكانت حقوق الملكية “للأسرة الأبوية” – كمثال لهذه الوحدة الأولى من التنظيم – هي عنصر أساسي في التشريع الخاص. كما اقتصر القضاء الجنائي للدولة على سلطان الحياة والموت، وهو ما كان يمارسه رأس العائلة على الذين هم تحت سلطانه، والتي كانوا من خلالها يحاكمون على تعدياتهم أمام مجلس القضاء العائلي.
مما هو جدير بالاهتمام أيضًا أن نذكر تلك الحقيقة وهي أنه قبل الفترة المبكرة في تاريخ القانون الروماني، كان الكهنة يقضون في العدد الكبير من الجرائم التي تصدر من مختلف الطبقات، مثل تدنيس المقدسات أو السرقة. وكان يعاقب على ذلك تبعًا للقوانين الإلهية بالموت كذبيحة للإله الذي أُهين. أما عقوبة الظلم والجور فكان أمرها متروكًا للتشريعات الخاصة وقانون “الاثني عشر لوحا” الذي يعاقب فيه الشخص المتهم بقطع قمح شخص آخر ليلًا، بأن “يشنق” ذبيحة للإله “سيرس” (Ceros)، ولم يكن ذلك إلا إحياء للتشريع الديني القديم. كما أن حق قتل اللص الذي يسرق ليلًا، أو الزاني الذي يمسك في ذات الفعل، يمكن اعتباره أيضًا إحياء لعملية الانتقام الشخصي في الشعوب البدائية. وقد حل المفهوم الجديد للجريمة، باعتبارها تعديًا على سلامة الدولة، تدريجيًا محل المفهوم القديم. ونشأ القانون الخاص عندما أبطل المجتمع الفوضى الناجمة عن محاولة كل إنسان إقامة العدالة بنفسه، فأمر القانون الخاص للأطراف المتنازعة أن تقدم دعواها أمام الحاكم أو القاضي.
أولًا – القانون الروماني الخاص:
(1) الألواح الاثنا عشر:
كان القانون الروماني الخاص – في باديء الأمر – عبارة عن مجموعة من الأعراف غير المكتوبة المسلمة بالتقليد في العائلات ذات النظام الأبوي. وقد أدت حاجة الشعب الروماني لنشر هذا القانون إلى كتابة هذه الألواح الاثني عشر الشهيرة (في449 ق. م.) والتي اعتبرتها السلطات بعد ذلك مصدرًا لكل قانون خاص وعام، بالرغم من أن هذه الألواح لم تكن قوانين علمية أو شاملة لكل التشريعات القانونية في ذلك العهد، وقد تم توسيع هذا النظام البدائي للقانون، ليواجه احتياجات عامة الشعب المتزايدة، لتفسيرها بما يحقق العدالة والمساواة.
(2) الإجراء المدني:
كان القاضي (praetor) يستمع إلى دعاوي المتقاضين، ويجهز صورة عامة لموضوع النزاع، ويحيلها إلى المحلف الذي يدرسها ويقرر ما يراه في القضية. ولم يكن يحصل القاضي أو المحلف على أي تدريب قانوني خاص. وكان للمحكمة حق اللجوء إلى الثقاة في القانون طلبًا للاستنارة القانونية، وكان لرأي أولئك العلماء قيمة كبيرة في التشريعات القانونية في ذلك العصر. وهكذا تجمعت مجموعة من الأحكام والقواعد، لم تكن قد خطرت على بال الذين كتبوا “الألواح الاثني عشر”.
(3) قانون القضاء (Jus honorarium):
اشتق هذا الاسم من الظروف التي كانت تحيط بسلطة القضاة. ولأن هذا القانون قد تكوَّن من أوامر صدرت لحل الخلافات في القضايا التي لم يكن القانون القائم يضع لها حلًا كافيًا، كان لهذه الأوامر الصادرة من القاضي قوتها القانونية خلال فترة توليه القضاء فقط. أما الأحكام التي ثبتت صلاحيتها بالتجربة فترة كافية، فكان القضاة المتعاقبون يعيدون إصدارها عامًا بعد عام، حتى شكلت في وقت ما كمية ضخمة متناسقة من الأحكام الخاضعة للتجديد السنوي. وبهذا أمكن للقانون الروماني أن يحتفظ بتوازنه بين المرونة والجمود.
(4) القاضي الجوَّال:
بعد إنشاء وظيفة القاضي المتجول (في241 ق. م.) الذي كانت مهمته أن يفصل في القضايا التي يكون أحد طرفيها أو كلاهما أجنبيًا، صدرت سلسلة مشابهة من المراسيم ممن اختيروا لهذه المحكمة، وصارت المراسيم السنوية للقاضي الجوّال، وسيلة هامة لتوسيع القانون الروماني، لأن الأجانب في هذه القضايا كانت غالبيتهم من اليونانيين من جنوبي إيطاليا، حتى صارت مباديء القانون – التي أصبحت بالتدريج أساسًا للاجراءات القضائية – تجسيدًا لروح القانون اليوناني.
(5) الأوامر الإمبراطورية:
أبطل التشريع المباشر المصادر الأخرى للقانون في الإمبراطورية الرومانية، وكان هذا التشريع يصدر أحيانًا على شكل لوائح يصدق عليها الشعب، فيصدر على شكل قوانين من مجلس الشيوخ أو أوامر إمبراطورية. ويمكن تقسيم الأوامر الإمبراطورية التي حلت محل المصادر الأخرى إلى “مراسيم” (edicta) يصدرها الإمبراطور على مثال الأوامر التي كان يصدرها القضاة الجمهوريون، و “فتاوى” (decreta) أو قرارات من المحكمة الإمبراطورية، كان لها نفس قوة القرارات السابقة، و “أجوبة خطية” (rescripta)، وهي أجوبة الإمبراطور على طلبات تفسير القانون. وكانت كل صور التشريع الإمبراطوري، تعرف باسم “الدساتير” (Constitutiones).
(6) العصر الذهبي للمؤلفات القانونية:
تم تكليف “سلفيوس يوليانوس” (Salvius Julianus) – في القرن الثاني – بوضع المرسوم القضائي في صورة محددة. وقد أصبحت تشريعات “غايس” (Institutes of Gaius) – التي ظهرت في نفس الوقت تقريبًا – نموذجًا للمراجع التشريعية التي ظهرت فيما بعد، وقد اكتشفها “نيبور” (Niebuhr) في 1816م. في “فيرونا” (Verona) في إيطاليا، مكتوبة على رقوق سبق الكتابة عليها قبل ذلك. كان ذلك العصر الذهبي للمؤلفات القانونية، حيث ظهرت مجموعات متتابعة من مفكرين قادرين أمثال: “بابينيان” (Papinian)، “بولس” (Paulus)، “أولبيان” (Ulpian)، “مودستينوس” (Modestinus) و “غايس” (Gaius)، الذين عكفوا على تطبيق طرق البحث العلمي على الكميات المتناثرة من المواد القانونية، وتطوير القانون الروماني ووضع أسس علم التشريع.
(7) جمع القوانين في الإمبراطورية في عصرها الأخير:
تميزت فترة الإمبراطورية المتأخرة بمحاولات عديدة لجمع القوانين، كللت بالنجاح في عهد الإمبراطور “جستنيان” (Justinian). وقد نشر ما انتهى إليه مجلس القانونيين البارزين الذين أوكل إليهم هذا العمل، في ثلاثة أجزاء:
1. “القانون” (Code) ويضم مختارات من المراسيم الإمبراطورية في عهد “هارديان” في اثني عشر كتابًا.
2. “الخلاصة” أو “موجز مجموعة القوانين” التي تتكون من مقتطفات من المؤلفات القانونية في خمسين كتابًا.
3. “المبادئ” (Institutes) وهي مرجع في أربعة كتب.
وقد وصل إلينا “القانون الروماني” – بصفة أساسية – في هذا الشكل. وقد أصبح هذا القانون – على حد تعبير “برايس” (Bryce)، أحد الثقاة – أغنى مصدر، بعد الديانة المسيحية، للقواعد التي تحكم السلوك الفعلي في كل غربي أوربا.
ثانيًا – القانون الجنائي الروماني:
(I) القضاء في عصر الملكية:
كان القضاء الجنائي في عصر الملكية – فيما يتعلق بالاختصاصات الادارية – من حق الملك، وكان الملك يفوض في ذلك موظفين بألقاب متعددة تشير إلى الجرائم التي تقدم لذلك القضاء، ثم انتقل هذا الامتياز الملكي إلى القضاة الجمهوريين، وكان ذلك يتضمن – إلى جانب توقيع العقاب على الجرائم – سلطة اجبار الناس على طاعة قراراتهم عن طريق العقوبات المختلفة.
(II) حق الاستئناف:
لقد نشأ حق الشعب في تقديم استئناف أمام السلطة القضائية العليا، في القضايا التي تتعلق بالحياة أو بالمكانة المدنية للمواطنين، باصدار قانون، يقال إن الذي اقترحه كان أحد القناصل الأوائل (في 509 ق. م) والذي ضمن حق المواطن في الاستئناف أمام مجلس القضاء الأعلى ضد تنفيذ عقوبة الاعدام أو أي عقوبة صارمة أخرى ينطق بها القاضي. وقد تأيد هذا الحق في الاستئناف واتسع بالتشريعات المتتالية في 449 ق. م.، وفي 299 ق. م.
(1) العقوبات: كان الحكم بالاعدام يكاد يكون موقوفًا في العصور الجمهورية، وذلك بالسماح للمتهم أن يختار بين الاعدام أو النفي الاختياري، وقلما كان الرومان يستخدمون السجن كعقوبة، كما كان فرض الغرامات – فوق حد معين – خاضعًا لحق الاستئناف. وفي البداية كان للدكتاتور سلطة مطلقة على حياة المواطنين، ولكن أصبحت هذه السلطة مقيدة – ربما في 300ق. م. باخضاعها لحق الاستئناف.
(2) القانون البورسياني (The Porcian Law) – كان حق الشعب في الاستئناف ساريًا داخل المدينة أو إلى مسافة محدودة حولها، ورغم أنه لم يكن يتجاوز هذا الحد، إلا أن حمايته كانت مكفولة لكل المواطنين الرومانيين، أينما يكونون بفضل “القانون البورسياني” (لا يعرف تاريخ صدوره) الذي أعطاهم حق المحاكمة في روما، وبهذا نشأ تمييز واضح في القضايا الجنائية في الولايات، حيث كان يرسل المواطنون الرومانيون إلى روما لمحاكمتهم في القضايا الخطيرة، بينما كان يخضع الآخرون للقضاء الجنائي أمام السلطات المحلية، إلا إذا استدعاهم الحاكم للمثول أمامه شخصيًا للمحاكمة.
(3) القضاء الشعبي يتقلص: بدأ القضاء الشعبي في القضايا الجنائية في التقلص تدريجيًا، بإقامة محاكم دائمة بفضل القوانين التي بها أصبح للشعب الحق في تفويض سلطتهم للحكم في نوعيات معينة من القضايا. وقد منحت أولى هذه المحاكم في 149ق. م. سلطة البت في قضايا الابتزاز الموجهة ضد حكام المقاطعات. وكان التعويض هو الهدف الأساسي لأصحاب الدعاوى في هذه القضايا، ولعله لهذا السبب تشابهت إجراءات المحاكمة في هذه المحاكم مع الإجراءات في القضايا المدنية. وكان يرأس هذه المحكمة أحد القضاة مع عدد من المحلفين بعد أن كان المحلف واحدًا. وقد أعاد “سولا” (Sulla) ترتيب هذه المحاكم وجعلها سبع محاكم تختص كل منها بنوع معين من القضايا: الابتزاز، الخيانة العظمى، الاختلاس، إفساد عمليات الانتخاب، القتل، النصب، والاغتصاب.
(4) المحلفون: كان المحلفون يختارون أصلًا من أعضاء المجلس. وقدم “جراكوس” (C. Gracchus) قانونًا بنقل حق العضوية في هيئة المحلفين إلى طبقة الفرسان، وقد منح “سولا” عضوية مجلس الشيوخ لنحو ثلثمائة من طبقة الفرسان، وهكذا نقل إليها كل سلطة المحلفين، إلا أن قانونًا صدر في 70ق. م. أعطى تمثيلًا متكافئًا في المحاكم لكل طبقات الشعب الثلاث، فكان هناك نحو 1080 اسمًا في قائمة المحلفين، يُختار منهم 75 شخصًا في كل قضية. وقد ألغى يوليوس قيصر اختيار المحلفين من الشعب. ولكن أعاد لهم أوغسطس قيصر اختيار المحلفين من الشعب، ولكن أعاد لهم أوغسطس قيصر هذا الحق، مع قصره على القضايا المدنية قليلة الأهمية، كما أعفى أعضاء مجلس الشيوخ من العمل كمحلفين. وتقلصت أهمية نظام المحاكم الجنائية في ظل الإمبراطورية حتى اختفت تمامًا في أواخر القرن الثاني وحل محلها مجلس الشيوخ برئاسة قنصل، ثم بعد ذلك برئاسة مندوب بتفويض رسمي من الإمبراطور. وفي الحالة الأولى كان وضع أعضاء مجلس الشيوخ بالنسبة للقنصل الرئيس، يكاد يكون مشابهًا لوضع المحلفين بالنسبة للقاضي في المحاكم الدائمة.
(5) اختفاء المحاكم الجنائية: إلا أن الإمبراطور والمندوبين الإمبراطوريين أصبحوا يصدرون الأحكام بدون الاستعانة بالمحلفين، ولذلك فمنذ القرن الثالث، عندما بدأت المنافسة القضائية من جانب مجلس الشيوخ تختفي تدريجيًا، توقفت المحاكمة بواسطة المحلفين. والتجديد الهام الذي حدث في النظام القضائي في الإمبراطورية، كان مبدأ استئناف قرار المحاكم الدنيا إلى المحاكم العليا، وأصبح للأباطرة – ثم للبعض من مندوبيهم – حق النظر في قضايا الاستئناف الصادرة من القضاة الرومانيين ومن حكم الولايات.
(6) حق المحاكمة في روما: في بداية عهد الإمبراطورية، كان على حكام المقاطعات – بشكل عام – أن يلتزموا بالاستجابة لطلب المواطنين الرومانيين استخدام امتياز المحاكمة في روما، وإن كان يبدو أنه كانت هناك بعض الاستثناءات لهذه القاعدة، وقد أرسل ليسياس حاكم أورشليم، الرسول بولس – وهو سجين – إلى قيصرية عاصمة الولاية، حتى يقرر فيلكس ما يمكن عمله في تلك القضية حيث أن بولس كان مواطنًا رومانيًا (أع23: 27). وبعد ذلك بسنتين، أصر بولس على استخدام امتيازه كروماني للمحاكمة أمام الإمبراطور في روما (أع25: 11 و12).
وكان المواطن الروماني – المرسل إلى روما – يمثل أمام مجلس الشيوخ أو أمام الإمبراطور، إلا أنه كان من المعتاد أن تنظر مثل هذه الحالات أمام المحكمة الإمبراطورية التي حلت فعلًا – بعد ذلك – محل مجلس الشيوخ في هذا الاختصاص، وأصبحت صيغة الاستنئاف: “إلى قيصر أنا رافع دعواى” (أع25: 11).
ولما اتسع باب الحصول على الجنسية الرومانية في كل أرجائها، قلت قيمتها نسبيًا، ولابد أن يكون العديد من الامتيازات الخاصة – مثل حق المحاكمة في روما – والتي كانوا يتمسكون بها في بدء عصر الإمبراطورية، قد ضاع تدريجيًا، وأصبح من المعتاد أن يخِّول الإمبراطور سلطته – في إصدار الأحكام النهائية على حياة المواطنين – لحكام الأقاليم. وأخيرًا بعد أن منح الإمبراطور “كاراكلا” الجنسية الرومانية لكل سكان الإمبراطورية، ظل امتياز طلب المحاكمة في روما من حق طبقات معينة فقط مثل أعضاء مجلس الشيوخ وقادة الجيش والضباط من طبقة الفرسان في الجيش وقادة المئات.
ريش
← اللغة الإنجليزية: Feather – اللغة اللاتينية: Penna – اللغة العبرية: נוצה – اللغة اليونانية: φτερό – اللغة القبطية: kakqi – اللغة الأمهرية: ላባ – اللغة الأرامية: ܐܒܪܐ.
الريش هو كسوة الطائر وزينته، وهو له بمنزلة الشعر لغيره من الحيوان، ووحداته ريشه.
ويسأل الرب أيوب، لبيان قدرته غير المحدودة كما تظهر في الخليقة: “جناح النعامة يرفرف، أفهو مُنْكَب رأوف أم ريش؟” (أيوب 39: 13)، ويقول المرنم تعبيرًا عن عناية الرب الدائمة بشعبه: “إذ اضطجعتهم بين الحظائر فأجنحة حمامة مغشاة وريشها بصفرة الذهب” (مز 68: 13)، ونقرأ في المزمور الحادي والتسعين: “بخوافيه يُظَلِّلُكَ، وتحت أجنحته تحتمي” (مز 91: 4)، والخوافي (كما جاء في قاموس “محيط المحيط”) ريشات إذا ضم الطائر جناحيه خفيت، أو هي الأربع اللواتي بعد المناكب، أو هي سبع ريشات بعد السبع المقدمات، أو هي ما دون الريشات العشر من مقدم الجناح، وقيل القوادم كبار الريش، والخوافي صغاره (انظر حز 17: 3).
وكان لريش النعام وغيره من الطيور – وما زال له – أهمية كبيرة، فكان أمراء الصحراء يصنعون منه غطاء للرأس، ويزينون به دروعهم، ولا شك أن سفن سليمان كانت تأتي له بالطواويس (1 مل 10: 22) لأجل ريشها الجميل، وكان القدماء يعتقدون أن لريش النسر قوة عجيبة، فقد ذكر بليني (الذي كان في العاشرة من عمره وقت صلب المسيح) أنه إذا وضع ريش النسر في صندوق مع ريش غيره من الطيور، فإن ريش النسر يبتلع ويلتهم سائر الريش.
المحتويات
-
رآيا الراجع مع زربابل
-
راجيس
-
راخال | راكال
-
رأس شهر | رؤوس شهور
-
رئيس المجوس | راب ماج
-
رأس
-
الشيوخ العشرة الشهود ما بين بوعز وولي راعوث الأول
-
راقم من نسل منسى
-
راقم الحبروني
-
رام حفيد بوز
-
قرية الرامة
-
مدينة الرامة، على حدود سبط أشير
-
مدينة الرامة، في سبط نفتالي
-
قرية الرامة، في سبط شمعون | راموت الجنوب
-
قرية راموث
-
راموث الذي اتخذ زوجة غريبة في عصر عزرا
-
نصيب أرض رأوبين
-
ربة بني عمون
-
ربح
-
ربان
-
ربوة | ربوات
-
مرتل | مرنم
-
رَتَم | رَتْمَة
-
الرجال وجوه مدينة أنطاكية وقت الرسل
-
مرجل
-
رَجَم ابن يهداي
-
رَجْم – أي القتل بالحجارة
-
رَجَم مَلِك – اسم شخص
-
رحم
-
رحوب أبو هررعزر الملك
-
رحوب اللاوي
-
رحوم اللاوي
-
رحوم خاتم العهد
-
رحوم، كاهن رجع من بابل مع زربابل
-
رَخْم
-
رد لكل شيء
-
مَرَازِبة | مرزبان
-
رسالة | رسائل
-
رسن
-
مرساة | مراسي
-
رشوة
-
ترصيع
-
رصين النثينيمي
-
رضَّ | مرضوض
-
رعال النعام
-
رعما | رعمة حفيد حام
-
مقاطعة رعمة
-
رعوئيل حما موسى | يثرون
-
رعوئيل أبو إلياساف
-
رعوئيل أبو سارة زوجة طوبيت
-
بنات رعوئيل السبع | بنات يثرون السبع
-
رفايا الداودي
-
رفايا الشمعوني
-
رفايا اليساكري
-
رفايا الشاولي | رأفة
-
مُرتفَعة | مرتفعات
-
يَرْقى | راقٍ
-
ركاب أبو يهوناداب
-
ركاب أبو ملكيا
-
رَكابيّون
-
رَمْث | أرماث
-
رمك
-
رمون البنياميني | رمون البئيروتي
-
مدينة رمون، جنوب يهوذا
-
صخرة رمون، قريبعة من جبعة
-
الإله هدد رمون السوري الأرامي
-
شعب روش
-
رُفُس – اسم
-
رَفس – فِعل
-
رفش
-
رُومية | روما
-
الرسالة إلى رومية
-
مملكة رومانية
-
الإمبراطورية الرومانية والمسيحية
-
القانون الروماني
-
ريش
Discussion about this post