قاموس الكتاب المقدس
حرف أ
آحاز
اسم عبري ومعناه (هو أمسك) أي (الرب أمسك).
1 – الملك الحادي عشر من ملوك يهوذا (وقد ورد اسمه بصورة آحاز في مت1: 9) وقد ذكر في نقوش تغلث فلاسر ملك أشور باسم يوحزي الذي يقابله يهو آحاز في العبرية، وقد خلف أباه يوثام في الملك وهو في العشرين من العمر. وكان ذلك في سنة 736 ق. م. وقد تعلق قلبه بحب الأصنام من أول حكمه. فعبر ابنه في النار، وذبح وأوقد على المرتفعات وعلى التلال وتحت كل شجرة خضراء
(2 مل 16: 3 و4). وقد تحالف رصين ملك آرام وفقح بن رمليا ملك أسرائيل ضد آحاز، وكان تحالفهما هذا قد بدأ في أواخر حكم أبيه يوثام، فسار هذان الملكان على آحاز وحاصراه في أورشليم (2 مل 16: 5 وإش7: 1) فأرسل الرب إليه النبي إشعياء قبل وصول القوات الغازية، ليحثه على وجوب الاتكال على الرب وعدم دعوة قوات أجنبية لمعونته، ولكنه لم يؤمن بقول الرب ورفض أن يطلب أية علامة منه. عندئذ نطق النبي بنبوته المشهورة الخاصة بميلاد عمانوئيل (إش7: 1 – 16) كذلك انظر عمانوئيل. واتجه آحاز إلى تغلث فلاسر ملك أشور طالبا معونته بعد أن دفع ثمن هذه المعونة من ذخائر الهيكل وذخائر قصر الملك فزحف تغلث فلاسر لتقديم المعونة له. ويبدو أن رصين وفقح عندما علما باقتراب جيوش الأشوريين رفعا الحصار عن أورشليم. فهاجم تغلث فلاسر أرض الفلسطينيين وزحف على السامرة ثم سار وأخذ دمشق وقتل رصين. وقد ذهب آحاز إلى دمشق مع غيره من الملوك الخاضعين لأشور لتقديم فروض الولاء لتغلث فلاسر (2 مل 16 و2 أخ 28) كما ذكر في النقوش الأشورية. وبينما هو هناك أعجب بمذبح الوثن وأمر أن يصنع مذبح يشبهه في أورشليم.
وقد أقام آحاز (دَرَجَاتَ) كانت تستخدم لقياس الوقت وكانت عبارة عن درجات أو سلسلة من الدرجات مبنية حول عمود قصير ويعرف الوقت بها في سير الشمس الظاهر في الظل الذي يقع على الدرجات (قارن 2 مل 20: 9 – 11 وإش38: 8) انظر (دَرَجاَتَ آحَازَ).
ومن أعمال هذا الملك أنه قطع أتراس القواعد ورفع عنها المرحضة وأنزل البحر عن الاثني عشر ثورا من نحاس التي أقامها سليمان وجعل البحر على رصيف من حجارة (2 مل 16: 17).
ولم يقتصر هذا الملك على أقامة مذبح الوثن في أورشليم بل أغلق أبواب الرواق وأطفأ السرج فلم يوقد بخورا ولم يصعد محرقة لإله إسرائيل (2 أخ 29: 7). وهو الذي بنى المذابح التي على سطح (عُلِّيَّةِ آحَازَ) ويحتمل أنه بناها فوق ساحة الهيكل لعبادة الأجسام السماوية (2 مل 23: 12). ويحدثنا الكتاب عن الكثير من عبادته الوثنية وأعمال الارتداد التي سادت الأمة في عصره (2 أخ 28: 22 وما بعد ذلك).
وفي السنوات الأخيرة من ملكه اقتحم الفلسطينيون مدن السواحل وجنوبي يهوذا – وكذا أتى الأدوميون وضربوا يهوذا (2 أخ 28: 18 و19) فطلب معونة تغلث فلاسر ولكن ملك أشور ضايقه ولم يساعده. أما آحاز في ضيقه فقد ازداد خيانة للرب
(2 أخ 28: 20 – 22).
وقد تنبأ في عصره هوشع وميخا وإشعياء.
ومات آحاز في السادسة والثلاثين من عمره سنة 721 قبل الميلاد بعد أن حكم ستة عشر عاما فيها أساء الحكم وعمل الشر في عيني الرب.
2 – آحاز ابن ميخا من نسل يوناثان (1 أخ 8: 35 و36، 9: 41 و42).
آحود
اسم عبري معناه (الاتحاد) وهو رجل من بنيامين (1 أخ 8: 6).
آدم
اسم عبري ومعناه (إنسان) أو (الجنس البشري) وكذلك معناه لغويا (أحمر) من (آدام) العبرية. ويقول بعض الثقاة أنها جاءت في الأصل الأكادي أو الأشوري (أدامو) أي (يعمل) أو (ينتج) وهو الإنسان الأول. والإنسان من صنع الله كبقية المخلوقات
(تك 1: 26). وقد خلقه الله ذكرا وأنثى (تك 1: 27 ومت 19: 4 – 6). وقد جبل الرجل أولا ثم الأنثى (تك 2: 7 و20 – 23 و1 تي 2: 13). وقد جبله الله من تراب الأرض ونفخ في أنفه نسمة حياة (تك 2: 7). خلقه الله على صورته (تك 1: 26 و27). ويشير الرسول بولس إلى أن التشابه مع صورة الله هو في المعرفة والبر وقداسة الحق (أف4: 24، وكو 3: 9 و10) وقد أعطي الإنسان سلطانا على الحيوانات (تك 1: 26 – 28). أمر أن يثمر ويكثر ويملأ الأرض ويخضعها (تك 1: 28). واشترك مع الخليقة في نوال استحسان الله إذ قيل (وَرَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدّاً) (تك 1: 31). وقد وضع آدم في جنة عدن ليعملها ويحفظها. وقد أمره أن يعطي الحيوانات أسماء (تك2: 19).
وقد صنع الله له معينا نظيره إذ أخذ ضلعا من أضلاعه وبناها امرأة وأحضرها إليه (تك 2: 21 و22). وقد أمره الله أن لا يأكل من شجرة معرفة الخير والشر لئلا يموت موتا (تك 2: 16 و17) ولكنه تعدى الأمر فحق عليه حكم الموت ولعنت الأرض بسببه وحكم عليه أن يأكل منها بالتعب كل أيام حياته. وطرد من جنة عدن (تك 3: 17 – 19). ومن بعد ذلك ولد له ولدان وهما قايين وهابيل. ثم لما كان في السنة المائة والثلاثين من عمره ولد له ابن اسمه شيث. وكانت أيام حياته تسعمائة وثلاثين سنة.
وفي رو5: 12 يذكر الرسول بولس أنه بآدم (دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِـ / لْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ) وفي 1 كو 15: 45 يدعو الرسول المسيح (آدم الأخير) قائلا: (صَارَ آدَمُ الإِنْسَانُ الأَوَّلُ نَفْساً حَيَّةً، وَآدَمُ الأَخِيرُ رُوحاً مُحْيِياً).
آرح
اسم عبري ومعناه (رحالة) وقد جاء في الكتاب المقدس:
1 – اسم رئيس من أشير وهو أحد أبناء علا (1 أخ 7: 39).
2 – أب لفريق من الراجعين من سبي بابل مع زربابل (عز 2: 5) وربما أنه نفس آرح الذي تزوجت ابنة ابنه بطوبيا العموني
(نح 6: 18، 7: 10).
آسا
اسم عبري ومعناه (الآسي) أي (الطبيب) وربما كان الاسم اختصار (يهوه آسا) أي (الرب داوى وشفى).
1 – وهو ملك من ملوك يهوذا حكم من سنة 912 إلى سنة 871 ق. م. وقد ارتقى العرش في السنة العشرين من ملك يربعام الأول ملك أسرائيل. وآسا هو ابن أبيام وحفيد رحبعام. وكانت معكة ابنة أبشالوم أمه أو على الأصح جدته (1 مل 15: 9 و10، قارنه مع عدد 2). وكانت العشر سنوات الأولى من ملكه سني نجاح وازدهار وسلام (2 أخ 14: 1).
وقد قام بإصلاحات كثيرة كما يظهر من 1 مل 15: 12 حيث يقول: (وَأَزَالَ الْمَأْبُونِينَ مِنَ الأَرْضِ، وَنَزَعَ جَمِيعَ الأَصْنَامِ الَّتِي عَمِلَهَا آبَاؤُهُ) وقد نزع المذابح الغريبة والمرتفعات وكسر التماثيل وقطع السواري.
وخلع (معكة) من الملك بسبب عبادتها الوثنية وعملها تمثالا (لسارية) أو الإلهة (أَشْيِرَةَ) (1 مل 15: 13 و2 أخ 14: 3). ومع أنه كان مصلحا غيورا إلا أن الشعب لم يسايره في جميع أصلاحاته فبقيت المرتفعات ولم تنزع (1 مل 15: 14 و2 أخ 15: 17).
وقد أغار عليه زارح الكوشي وغزا أملاكه بجيوش جرارة ولكن آسا انتصر عليهم في مريشة وهزمهم وطردهم بمعونة الرب
(2 أخ 14: 9 – 15).
وفي السنة الخامسة عشرة من ملكه أرسل الرب إليه النبي عزريا الذي شجعه بكلمات الرب على إتمام إصلاحاته التي بدأها فجدد مذبح المحرقة في الهيكل وحث الشعب على تجديد عهدهم مع الرب (2 أخ 15: 1 – 15).
وفي السنة السادسة والثلاثين (التي يظن بعض المفسرين أنها السادسة عشرة) من ملكه صعد بعشا ملك إسرائيل على يهوذا وبنى رامة على التخوم بين يهوذا وإسرائيل في الطريق من أورشليم إلى الشمال وحصنها. ولما لم يستطع آسا أن يأخذ رامة ليفتح الطريق، أخذ خزائن الهيكل ليستأجر بها بنهدد ملك آرام ليستعين به على بعشا. فغزا بنهدد الجزء الشمالي من مملكة إسرائيل وبذلك اضطر بعشا إلى الانسحاب من رامة. فأخذ آسا مواد البناء التي كان قد جمعها بعشا في رامة وحصن بها جبع والمصفاة. فجاء حناني الرائي إلى آسا ووبخه لاستناده على بنهدد ملك آرام بدلا من استناده على الرب ألهه بعد أن اختبر معونة الرب في حربه ضد الغزاة من الكوشيين واللاوبيين فقاوم آسا دخول الرائي وغضب عليه ووضعه في السجن (1 مل 15: 16 – 22 و2 أخ 16: 1 – 10).
وفي السنة التاسعة والثلاثين من ملكه مرض في رجليه فلم يطلب الرب بل طلب الأطباء (1 مل 15: 23 و2 أخ 16: 14).
2 – آسا اسم للاوي هو ابن ألقانة الساكن في قرى النطوفاتيين بعد الرجوع من سبي بابل (1 أخ 9: 16).
آساف
اسم عبري ومعناه الجامع) أو ربما هو اختصار (يهوه آساف) أي (الرب جمع) وهو:
1 – اسم للاوي هو ابن برخيا من عشيرة الجرشوميين (1 أخ 6: 39 و43). وكان يقف مع المغنيين بآلات غناء ورباب وصنوج مسمعين برفع الصوت بفرح، هو وهيمان بن يوئيل وأيثان بن قوشيا (1 أخ 15: 16 – 19) ثم بعد ذلك عين في وظيفة دائمة في ضرب الصنوج في الخدمة في الهيكل (1 أخ 16: 4 و5 و7). ويدعى آساف، بالرائي، كغيره من رؤساء المغنين (2 أخ 29: 30 وقارنه مع 2 أخ 35: 15 و1 أخ 25: 5).
ولما حان الوقت لوضع ترتيب كامل نهائي للخدمة، عهد، بصفة دائمة، إلى عشيرته، وآساف على رأسها، بالجزء الموسيقي لأجل غناء بيت الرب بالصنوج والرباب والعيدان لخدمة بيت الله (1 أخ 25: 1 – 9). وكانوا يقفون على اليمين في أثناء القيام بالخدمة
(1 أخ 6: 39).
وقد رجع من السبي من عشيرة آساف مائة وثمانية وعشرون كلهم من المغنين (عز2: 41 قارنه مع نح7: 44). ولما أسس البانون هيكل الرب في أيام زربابل أقاموا اللاويين بني آساف بالصنوج لتسبيح الرب (عز3: 10). وينسب إلى بني آساف اثنا عشر مزمورا كما يظهر ذلك في عنواناتها وهي مز50 و73 – 83 ثم قارن هذه مع 2 أخ 29: 30. ويجيء مزمور 50 في القسم الثاني من سفر المزامير. أما المزامير الأخرى (73 – 83) فتشمل الجزء الأكبر من القسم الثالث من السفر وفيه نجد أن الاسم الذي يطلق على الرب هو (ألوهيم) بدل (يهوه).
2 – (آساف) اسم لأبي يوآخ كاتب حزقيا (2 مل 18: 18 و37 وأش36: 3 و22).
3 – وكذلك (آساف) اسم لحارس فردوس الملك أرتحشستا (أرتزر كسيس لونجمانوس) ملك الفرس (نح2: 8).
آسرحدون
وهي عبارة أشورية معناها (أشور أعطى أخا) وهو ابن سنحاريب المفضل لديه مع أنه لم يكن الابن الأكبر. وقد أثار تحيز سنحاريب لهذا الابن غضب اثنين آخرين من أخوته وهما أدرملك وشرآصر، فتآمرا على أبيهما وقتلاه غيلة في سنة 681 ق. م. وهو ساجد في بيت نسروخ ألهه وهربا إلى أرمينية – أي أرض أراراط (2 مل 19: 36 و37 و2 أخ 32: 21 وإش37: 37 و38). وقد ارتكب هذا الجرم الشنيع عندما كان آسرحدون يقوم بحملة في الشمال الغربي، وأغلب الظن أنها كانت ضد أرمينية. وقد قتل سنحاريب في شهر طبيت (الشهر العاشر من السنة) فقفل آسرحدون راجعا إلى نينوى في شهر شباط (الشهر الحادي عشر) وانتهت الحرب الأهلية في أشور في شهر آذار (الشهر الثاني عشر) سنة 681 ق. م.
وقد برز آسرحدون في ميدان القيادة الحربية كما برز في ميدان الحكم والسياسة، ففي السنة الأولى من حكمه هزم ابن مرودخ بلادان جنوب بابل. ثم بعد ذلك بدأ إعادة بناء بابل التي كان قد أخربها سنحاريب إذ أثارت سخطه بعصيانها المتكرر ضد سلطة أشور. وقام آسرحدون أيضا بحرب ضد الكمرين البرابرة (وربما كان هؤلاء أبناء جومر) انظر تحت (جومر) وقد نزلوا على أشور من وراء جبال القوقاز في الشمال. وحارب كذلك رجال الجبال في كيليكية وكذلك حارب بني عدن الذين في تلسار قارن إش37: 12. وفي السنة الرابعة من ملكه أخذ صيدون ونهبها وأجلى أهلها منها وخربها ودكها إلى الأرض وبنى عوضا عنها مدينة جديدة في البقعة الأصلية. وخضعت فيما بعد لحكم أشور اثنتا عشرة قبيلة في أرض فلسطين وسوريا وعشر قبائل في قبرص.
وكان من ضمن الذين أخضعهم لسلطان أشور منسى ملك يهوذا، وملوك آدوم، وموآب، وعمون وغزة، أشقلون، وعقرون، وأشدود، وأخذ بلاد العرب وبلاد مادي. وقام بحملات على مصر من سنة 675 إلى سنة 674 ق. م. ولكنه قام بحملته الكبرى عليها في سنة 671 ق. م. ومر في طريقه بصور وترك المدينة محاصرة. ثم دخل مصر وأخذ منف (منفيس أو نوف) وتقدم فأخضع البلاد بجملتها وهرب ملكها ترهاقة (واسمه بالمصرية القديمة تهرقا) وقد ورد ذكره في 2 مل 19: 9 وإش37: 9. وقد مات آسرحدون في سنة 669 ق. م. وخلفه في الحكم ابنه الأكبر أشور بانيبال.
آصيل
اسم عبري ومعناه (شريف) أو (أصيل) وهو اسم رجل من نسل يوناثان بن شاول (1 أخ 8: 37 و38، 9: 43 و44).
آطير
اسم عبري ومعناه (مغلق) أو (الذي يغلق) انظر (آطر) أي (ثنى) وكذلك (إطار) وهو:
1 – اسم رجل من نسل حزقيا وورد هكذا (آطِيرَ لحَزَقِيَّا) أو (آطِيرَ مِنْ يَحَزَقِيَّا) تمييزا له عن غيره. وقد عاد ثمانية وتسعون من نسله من السبي مع زربابل (عز2: 16 ونح7: 21).
2 – اسم رجل كان رأس أسرة من بوابي الهيكل وقد رجعوا من بابل إلى أورشليم (عز2: 42 ونح7: 45).
آموص
اسم عبري ومعناه (قوي) وهو أبو إشعياء النبي (2 مل 19: 2 و20 وإش1: 1 إلخ). ويقول التقليد اليهودي أنه كان نبيا وأخا لأمصيا ملك يهوذا.
آمون
اسم عبري ومعناه (أمين) أو (صانع) وهو اسم:
1 – ملك يهوذا وقد خلف أباه منسى وهو في الثانية والعشرين من العمر. وربما يظهر من الاسم (آمُونُ) وثنية أبيه في اختيار اسم وثني لابنه وقد سار آمون على مثال أبيه في عبادة الأوثان وبعده عن الأله الحق. وكانت مدة حكمه سنتين ثم بعد ذلك قام عبيده ضده بغتة وقتلوه في بيته. فقتل شعب الأرض الفاتنين وملكوا يوشيا ابنه عوضا عنه (2 مل 21: 19 – 26 و2 أخ 33: 21 و25).
2 – رئيس مدينة السامرة الذي سلم إليه آخاب الملك ميخا النبي لكي يسجنه (1 مل 22: 26).
3 – كان رئيس جماعة أطلق عليها (بَنُو عَبِيدِ سُلَيْمَانَ) وذكروا مع (النَّثِينِيمِ) أو (عبيد الهيكل) (نح7: 57 – 59) وقد جاء ذكره في عز2: 57 باسم (آميِ).
4 – آمون في اللغة المصرية القديمة معناه (المحتجب) أو (المختفي) وكان في الأصل إله طيبة أو (آَمُونَ نوُ) كما في إر46: 25 أو (نوُ آَمُونَ) كما في نا3: 8 التي كانت عاصمة مصر العليا. ولما ارتفعت مكانة هذه المدينة في عصر المملكة الوسطى ارتفعت معها مكانة آمون وصار أعظم آلهة مصر وكثيرا ما كان يذكر كصنو للإله (رع) باسم (آمون رع).
آمي
اختصار (آمون) وهو أحد رؤساء عشائر (عَبِيدِ سُلَيْمَانَ) الذين رجعوا من السبي (عز2: 57). ويدعى أيضا آمون
(نح7: 59).
أبشالوم
ومعنى الاسم العبري (إبي سلام) أو (الأب سلام) أو (أبو السلام) وهو ثالث أبناء داود ولد في حبرون واسم أمه معكة بنت تلماي ملك جشور في آرام وهي بقعة صغيرة واقعة بين حرمون وباشان (2 صم 3: 3). وعندما نقل داود عاصمة ملكه إلى أورشليم انتقل معه إبشالوم وهو لا يزال بعد صبيا صغيرا. وقد كان إبشالوم حسن المنظر جميل الصورة طويل الشعر محبوبا من أبيه ومن جميع الشعب.
نفيه:
عندما أذل أمنون ثامار أخت إبشالوم الشقيقة، وكان أمنون أخاه من أبيه، توانى داود عن أيقاع العقاب بأمنون فاغتاظ إبشالوم جدا. وبعد سنتين أقام إبشالوم وليمة في بعل حاصور ودعا إليها جميع بني الملك ومن ضمنهم أمنون ولكنه أوصى عبيده بأنه متى طاب قلب أمنون أن يوقعوا به ويضربوه ويقتلوه. فلما قتل أمنون غضب داود جدا. وهرب إبشالوم من أمام وجهه إلى ملك جشور إبي أمه وبقي هناك ثلاث سنوات (2 صم 13) ولما عفا داود عنه، عاد إلى أورشليم وبقي فيها سنتين لم ير فيها وجه الملك (2 صم 14).
عصيانه على أبيه:
فلما عاد إبشالوم إلى أورشليم بدأ يجذب قلوب الشعب إليه وسلبها من أبيه، ولما أكمل وضع خطة مؤامراته على أبيه، ادعى أنه يريد الذهاب إلى حبرون وفاء لنذر كان قد نذره وهو في جشور فأذن له الملك بذلك فذهب إلى حبرون. ومن هناك أرسل جواسيسه إلى جميع أسباط إسرائيل فاشتدت الفتنة واجتمع إليه جمع كبير من الشعب ومن ضمنهم أخيتوفل وكان أحد مشيري داود الأذكياء
(2 صم 15: 1 – 12).
هروب داود أمامه:
فهرب داود وجميع المخلصين له من بنيه ومن شعبه، من أورشليم. ولكنه أرسل صادوق وأبياثار الكاهنين إلى أورشليم ثانية مع تابوت العهد وأرسل أيضا حوشاي أحد مشيريه لكي يعمل هؤلاء على إبطال مشورة أخيتوفل (2 صم 15: 13 – 37). فعندما أشار أخيتوفل بأن يهاجم أبشالوم داود مباشرة أشار حوشاي بتأخير الهجوم. ثم تشاور مع صادوق وأبياثار وأرسلوا إلى داود لكي لا يبيت تلك الليلة في سهول البرية وبذلك أتاحت هذه المشورة فرصة كافية لداود ليعبر الأردن ويهرب إلى محنايم في جلعاد
(2 صم 16 – 17: 24).
انهزامه وموته:
أقام أبشالوم على جيشه عماسا قائدا بدلا من يوآب. ونزل إبشالوم وجيشه إلى جلعاد (2 صم 17: 25 – 29) وفي هذه الأثناء قسم داود جيشه إلى ثلاثة أقسام تحت قيادة يوآب وأبيشاي وأتاي (2 صم 18: 1 و2) وفي المعركة التي وقعت في غابة أفرايم قتل ما يقرب من عشرين ألف جندي من جيش إبشالوم وقد هلك بين أشجار الغابة الكثيفة عدد يزيد على هذا العدد ومن ضمن هؤلاء أبشالوم نفسه وقد كان راكبا على بغل فدخل البغل تحت أغصان شجرة بطم فتعلق رأسه بغصن يرجح أنه كان منخفضا متشعبا فعلق بين السماء والأرض ومر البغل الذي كان تحته (2 صم 18: 6 – 9) فوجده جندي وأخبر يوآب فأخذ يوآب ثلاثة سهام وصوبها إلى قلب إبشالوم وهو لا يزال بعد حيا غير عابئ بوصية داود أن يحترزوا من أن يمسوا إبشالوم بسوء وللتحقق من موته أحاط به عشرة من فتيان يوآب وضربوه وقتلوه (2 صم 18: 10 – 15) ودفنوه في حفرة عظيمة بالقرب من المكان الذي قتل فيه وأقاموا عليه رجمة عظيمة من الحجارة وفقا لعادة اليهود في تحقير الثوار والمجرمين والتشهير بهم في دفنهم (2 صم 18: 17) قارنه مع يش7: 26 و8: 29.
حزن داود:
لما بلغ داود خبر موته استسلم لحزن شديد – وفي بكاء ورثاء أبان عن شعور العطف الجميل والحنو الشديد نحو ابنه العاق
(2 صم 18: 33) ويظهر من عنوان المزمور الثالث أنه كتب أثناء عصيان إبشالوم على أبيه داود.
نصب إبشالوم:
أقام إبشالوم قبل موته نصبا في وادي الملك لتخليد ذكره لأنه قال (لَيْسَ لِيَ ابْنٌ لأَجْلِ تَذْكِيرِ اسْمِي) (2 صم 18: 18) ومع أننا نقرأ في 2 صم 14: 27 أنه كان له ثلاثة أبناء وابنة ألا أنه يفهم من قوله هذا أن أبناءه ماتوا في سن مبكرة. ودعي هذا النصب (يَدَ أَبْشَالُومَ) ولا يعرف موضعه الآن على وجه التحقيق ويوجد في وادي قدرون اليوم قبر يعرف بقبر إبشالوم ولكن يظهر من هندسة البناء أنه أقيم في عصور متأخرة ربما ترجع إلى العصر الروماني أو الإغريقي الروماني.
إبصان
وهو أحد قضاة أسرائيل والعاشر في عددهم. جاء بعد يفتاح وقضى لشعبه مدة سبع سنين وكان له عدد عظيم من البنين والبنات. وكان من بلدة تدعى (بَيْتِ لَحْمٍ) ويرجح أنها بيت لحم التي في زبولون والتي كانت مقر قضائه. وقد مات ودفن فيها
(قض 12: 8 – 10) ويوجد تقليد يهودي يقول أن إبصان هذا هو نفس بوعز الذي كان في بيت لحم يهوذا.
أبغثا
ويرجح أن الاسم فارسي وربما معناه (السعيد الحظ) وكان أحد الخصيان الذين في خدمة أحشويروش (أس1: 10).
أبفراس
اسم يوناني اختصار أبفرودتس وربما معناه (الحسن المنظر). وكان خادما غيورا في كنائس كولوسي ولاودكية وهيرابوليس كما كان العامل الرئيسي في تأسيس هذه الكنائس. وهو الذي حمل إلى الرسول بولس في السجن أخبارا طيبة عن كنيسة كولوسي (كو1: 7 و8، 4: 12 و13) ثم صار بعد ذلك رفيق الرسول في السجن (فل23). ويظهر تقدير الرسول له من الألقاب التي يطلقها عليه مثل (الْعَبْدِ الْحَبِيبِ مَعَنَا) (خَادِمٌ أَمِينٌ لِلْمَسِيحِ) و(عَبْدَا لْلمَسِيْح) وهذا اللقب الأخير أطلقه الرسول على نفسه عدة مرات ولم يطلقه على آخر غير أبفراس إلا مرة واحدة عندما لقب به تيموثاوس (في1: 1).
ومع أن الاسم أبفراس هو اختصار (أبفرودتس) إلا أنه يرجح أن هذين اسمان لشخصين مختلفين. فأبفراس هذا كان من كنيسة كولوسي أما أبفرودتس فكان من كنيسة فيلبي ويظهر أن أبفراس كان يتمتع بمكانة في كنيسة كولوسي أعظم من التي كان يتمتع بها أبفرودتس في كنيسة فيلبي. انظر أبفرودتس.
أبفرودتس
اسم يوناني وربما معناه (الحسن المنظر). انتدبته كنيسة فيلبي ليحمل عطايا تقدير الأخوة هناك للرسول بولس ومحبتهم له وقد كان بولس في ذلك الحين مأسورا في رومية (في4: 18) وبعد وصول أبفرودتس إلى رومية أصيب بمرض خطير وحزن عندما علم أن أخبار مرضه قد وصلت إلى فيلبي وأحدثت قلقا للأخوة هناك ولذلك فإنه حالما استرد صحته أرسله بولس بسرعة إلى فيلبي مرة ثانية (في2: 25 – 30) وقد حمل أبفرودتس رسالة الرسول إلى المؤمنين هناك.
أبفية
يظهر أنه اسم فيريجي يحمل معنى (التعزيز). وأبفية امرأة مسيحية في كنيسة كولوسي وكانت على ما يظهر فردا من أفراد أسرة فليمون ولذلك ظن البعض إنها لا بد كانت زوجة فليمون نفسه انظر فليمون عدد 2.
أبلس
اسم لرجل مسيحي في رومية أرسل إليه الرسول تحياته في رسالته (رو 16: 10) ويصفه بولس بالقول: (الْمُزَكَّى فِي الْمَسِيحِ).
أبلوس
اسم يوناني اختصار (أبولونيوس) أو (أبولودورس). وهو رجل يهودي ولد في مدينة الإسكندرية وكان فصيحا ملما بما جاء في كتب العهد القديم وكان يتبع تعاليم يوحنا المعمدان ويكرز بغيرة عن المسيا المنتظر مع أنه لم يكن يعرف إلا معمودية التوبة التي كرز بها يوحنا المعمدان. وقد قام برحلة تبشيرية في آسيا الصغرى والتقى بأكيلا وبرسكلا في مدينة أفسس. وقد علمه هذان بأكثر وضوح عن المسيح ويرجح أنه بعد ذلك مباشرة ذهب إلى أخائية حيث واصل عمله التبشيري هناك وشجع المؤمنين كثيرا وكان يحاج اليهود بقوة مثبتا لهم أن يسوع هو المسيح (أع18: 24 – 28) وقد ذهب بولس إلى أفسس حالا بعد أن غادرها أبلوس ووجد هناك جماعة لا تعرف إلا معمودية يوحنا فقط ولم تسمع عن الروح القدس فكرز لهم بالمسيح وأقام بينهم مدة سنتين (أع19: 1 – 10) وقد لقيت كرازة أبلوس في كورنثوس نجاحا، إلا أنه وجد بسببها انشقاق وتفرقة في الكنيسة إذ كان هناك اختلاف ضئيل بين كرازة بولس وبطرس وأبلوس مع أن أبلوس نفسه لم يقصد هذه التفرقة البتة (1 كو 1: 12، 3: 4 – 6 و22، 4: 6) ويظهر أن الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس كتبت لبحث هذا الموضوع بين بولس وأبلوس.
فالرسول بولس لم يكتب هذه الرسالة بقصد انتقاد زميله في الخدمة أو معارضته بل كتبها مقاوما روح التفرقة والشقاق. وقد بقيت ثقة الرسول بأبلوس قوية إلى النهاية وقد حثه على زيارة كورنثوس مرة أخرى (1 كو 16: 12) وآخر ذكر لأبلوس نجده في رسالة الرسول إلى تيطس حيث يطلب إليه فيها أن يساعد أبلوس (تي3: 13).
أبنير
ومعنى الاسم (أبي نور) أو (الأب نور) وكان رئيسا لجيش شاول الملك وهو ابن نير عم شاول (1 صم 14: 50) وأول مرة التقى فيها بداود كانت عندما قتل داود جليات الفلسطيني (1 صم 17: 55 – 58) وقد رافق أبنير شاول في مطاردته لداود
(1 صم 26: 5 وما بعده) ولما مات شاول أخذ أبنير أيشبوشث بن شاول ونادى به ملكا في محنايم (2 صم 2: 8) وكان من نتيجة ذلك أن اشتعلت الحرب بين بيت شاول وبيت داود وانكسر أبنير ورجال إسرائيل أمام عبيد داود فسعى عسائيل أخو يوآب رئيس جيش داود وراء أبنير فقتله أبنير.
واستمرت العداوة قوية بين بيت شاول وبيت داود (2 صم 2: 12 – 3: 6). وكانت لشاول سرية اسمها رصفة بنت أية أخذها أبنير لنفسه ولما سأله أيشبوشث عن سبب ذلك اغتاظ جدا وأخذ البنيامينيين إلى جانبه. وذهب إلى داود إلى حبرون ومعه عشرون رجلا منهم ثم اتفق معه على أن يجمع جميع إسرائيل إلى جانبه. وإذ ذهب لأتمام هذا الاتفاق علم يوآب بما حدث، ومن دون أن يستأذن داود أرسل وأعاد أبنير بزعم التحدث إليه ولكنه قتله غيلة انتقاما لأخيه عسائيل. ولما سمع داود الخبر حزن عليه حزنا عميقا وبكاه مع جميع الشعب ورثاه وقال: (أَلاَ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَئِيساً وَعَظِيماً سَقَطَ الْيَوْمَ فِي إِسْرَائِيلَ؟) (2 صم 3: 6 – 38). ومع أن داود لم يكن له شأن البتة في موت أبنير إلا أن موت أبنير سلب المعارضين لداود قوتهم فانحاز إليه كل الشعب ونودي به ملكا على كل إسرائيل.
أبو علبون
ربما كان معنى الاسم العبري (أبو القوة) أو (القوي). وهو أحد أبطال داود (2 صم 23: 31) ويسمى إبيئيل العرباتي في
(1 أخ 11: 32). وربما يمكن أن نستنتج من اللقب (الْعَرَبَاتِيُّ) أنه كان في بيت العربة (يش15: 6 و61) انظر بيت العربة.
أبوليون
اسم يوناني معناه (المهلك) أو (المبيد). والكلمة من صوغ كاتب سفر الرؤيا انظر رؤ9: 11 وقد استخدمها كترجمة لكلمة (أَبَدُّونَ) العبرية التي تعني الهاوية أو مكان الموتى ولكن الكاتب هنا وضعها للدلالة على شخص أو ملاك يحكم على الهاوية. وقد جعله يوحنا بنيان في كتابه (سياحة المسيحي) أحد الشخصيات التي يلتقي بها المسيحي في طريقه (انظر أَبَدُّونَ).
أبي
ويغلب على الظن أن الاسم العبري في هذا الوضع اختصار (أَبِيَّةُ) أو (أَبِيَّا) التي معناها (الرب أب) أو (الرب أبي): وهي أم الملك حزقيا وبنت زكريا (2 مل 18: 2).
وورد ذكرها باسم (أَبِيَّةُ) في 2 أخ 29: 1.
أبياثار
اسم عبري ومعناه (أبو الفضل) أو (أبو التفوق) أو (الأب فاضل) وكان كاهنا وهو ابن أخيمالك من نسل عالي. ولما قتل شاول أباه أخيمالك والكهنة في نوب لأنهم أعطوا الخبز المقدس وسيف جليات لداود عندما كان فارا من وجه شاول، هرب أبياثار إلى داود (1 صم 22: 20 – 23) ويبدو أنه عندما أخذ داود الملك اشترك أبياثار مع صادوق في رئاسة الكهنوت (قارن 1 أخ 15: 11) وقد بقي أبياثار أمينا لداود أثناء عصيان أبشالوم عليه ولكن لما أراد أدونيا أن يخلف داود في الملك اشترك أبياثار مع يوآب ابن صروية في مساعدته على تنفيذ مطمحه، ولكن هذه المحاولة باءت بالفشل وجلس سليمان على كرسي أبيه (1 مل 1: 5 – 31).
وفي بداية ملك سليمان قام أدونيا بمحاولة أخرى فغضب سليمان عليه وأرسل وقتله وطرد أبياثار من الكهنوت
(1 مل 2: 12 – 28).
وبطرده حرم ابناه أخيمالك ويوناثان من الكهنوت وبذلك تمت النبوة على بيت عالي من حيث نهاية كهنوته (1 صم 2: 31 – 35).
وقد أشار يسوع المسيح إلى أبياثار في مر2: 26.
أبياساف
اسم عبري ومعناه (أبي جمع أو زاد) وهو من نسل لاوي من بني قورح ورئيس إحدى عشائر القورحيين
(خر6: 24 و1 أخ 6: 23 و37 وغيره).
أبيام
اسم عبري ومعناه (أبو اليم) أو (أبو البحر) أو (أبو الغرب). وهو ابن رحبعام ملك يهوذا الذي خلف أباه على العرش
(1 مل 14: 31، 15: 1 و7 و8) وقد قرأ الاسم (أَبِيَّا) قارن مت1: 7.
أبيئيل
ومعنى الاسم العبري (أيل أبي) أو (الله أبي).
1 – وقد ورد اسما لرجل بنياميني كان أب قيس ونير وجد شاول الملك وأبنير (1 صم 9: 1، 14: 51).
2 – اسم أحد أبطال داود (1 أخ 11: 32) ويدعى أبو علبون في (2 صم 23: 31).
أبيجايل
اسم عبري ومعناه (أبي فرح) وهو اسم:
1 – امرأة نابال وكانت امرأة ذكية الفهم جميلة المنظر. ولما مات نابال زوجها أخذها داود امرأة له (1 صم 25: 3 و14 – 44) ولما أخذ العمالقة صقلغ، أخذوها أسيرة ولكن داود أنقذها بعد أن هزم العمالقة (1 صم 30: 5 و18) وولدت له ابنا يدعى كيلآب
(2 صم 3: 3) أو دانيئيل (1 أخ 3: 1).
2 – أخت داود ويظن أنها أخته من أمه وليست من أبيه لأنها تدعى في 2 صم 17: 25 بنت ناحاش. وكانت أم عماسا
(1 أخ 2: 17).
أبيحائل أو أبيحايل
اسم عبري ومعناه (أبو القوة) أو (الأب قوة) وهو:
1 – اسم لأحد اللاويين في عشيرة مراري (عد3: 35).
2 – اسم امرأة أبيشور (1 أخ 2: 29).
3 – اسم أحد رؤساء سبط جاد (1 أخ 5: 14).
4 – اسم امرأة الملك رحبعام ومن نسل ألياب أخي داود (2 أخ 11: 18).
5 – اسم أبي أستير الملكة (أس2: 15).
أبيداع
اسم عبري ومعناه (أبو المعرفة) أو (أبي يعرف) وهو ابن مديان وحفيد إبراهيم من قطورة (تك25: 4 و1 أخ 1: 33).
أبيدن
اسم عبري ومعناه (الأب قاض). وهو ابن جدعوني (عد2: 22) أحد رؤساء بني بنيامين وقد اختير ليمثل سبطه في التعداد الذي تم في برية سيناء (عد1: 11).
أبيرام
اسم عبري ومعناه (الأب الرفيع) أو (أبي رفيع) وقد ورد:
1 – اسم ابن ألياب من نسل رأوبين (عد26: 5 – 9) وقد اشترك مع أخيه داثان وقورح وغيرهما في مخاصمة موسى وهارون (عد16).
2 – اسما لبكر حيئيل البيتئيلي الذي أعاد بناء أريحا في أيام آخاب فبأبيرام بكره وضع أساسها وبسجوب صغيره نصب أبوابها
(1 مل 16: 34).
أبيشاي أو أبشاي
اسم عبري وربما معناه (أبي يسى). وكان ابن صروية أخت داود وكان هو وأخواه يوآب وعسائيل من ضمن أبطال داود البارزين (2 صم 2: 18).
ولما كان مع داود وهو هارب من وجه شاول ووجد شاول نائما ليلا أشار على داود بقتله فأبى داود قائلا: (لاَ تُهْلِكْهُ، فَمَنِ الَّذِي يَمُدُّ يَدَهُ إِلَى مَسِيحِ الرَّبِّ وَيَتَبَرَّأُ؟) (1 صم 26: 9). وكان يعمل مع يوآب في جيش داود (2 صم 2: 18) ولما هرب أبنير بعد معركة جبعون تبعه عسائيل ولم يشأ أن يتحول عنه، وضربه أبنير فمات، فتبع يوآب وأبيشاي أبنير ولكنهما لم يستطيعا اللحاق به
(2 صم 2: 18 – 24). ولكن أبشاي ساعد أخاه يوآب فقتلا أبنير غيلة فيما بعد (2 صم 3: 30).
وفي حرب داود مع العمونيين والآراميين وضع أبشاي على رأس الجيش الذي حارب العمونيين ويوآب أخاه على رأس الجيش الذي حارب الآراميين وانتصر إسرائيل في تلك المعركة (2 صم 10: 10 – 14).
وكان أبيشاي دائما أمينا مخلصا لداود ورافقه عند هروبه من وجه إبشالوم. ولما سب شمعي بن جيرا من عشيرة بيت شاول داود، أراد أبيشاي أن يقتله في الحال ولكن داود منعه من ذلك (2 صم 16: 5 – 14).
ولما عاد الملك منتصرا نصح أبشاي داود بأن يرفض ندامة شمعي وتوبته ويقتله فلم يسمع له داود في ذلك (2 صم 19: 21 – 23).
وفي الحرب ضد جيش أبشالوم كان أبيشاي على رأس إحدى فرق جيش داود (2 صم 18: 12). وقد ساعد داود عندما ثار عليه شبع ابن بكري البنياميني (2 صم 20: 6 و7) ولما تقدمت السن بداود وكان في حرب ضد الفلسطينيين أراد يشبى بنوب أن يقتله فأنجده أبيشاي فضرب الفلسطيني وقتله (2 صم 21: 15 – 17).
وكان أبيشاي شجاعا شديد الاندفاع إلا أنه كان أقل مكرا من أخيه يوآب ومع ذلك فقد كان مثله في قسوته وعناده نحو أعدائه. وقد أدرك داود هذه القسوة وهذا العناد وكان يخشاهما. ولكنه كان يقدر أخلاص أبيشاي له وأمانته في خدمته.
أبيشج
اسم عبري ومعناه (إبي تائه) وهي المرأة الشونمية التي اختيرت أمة لداود للعناية به وخدمته في شيخوخته وضعفه بسبب جمالها وحداثة سنها وحيويتها (1 مل 1: 1 – 4).
وبعد موت داود أراد أدونيا ابنه أن يتزوجها وطلب من سليمان أن يسمح له بذلك فاعتبر سليمان هذا الطلب دسيسة لأخذ الملك منه فرفض الطلب وقتل أدونيا (1 مل 2: 13 – 25).
أبيشور
اسم عبري ومعناه (أبي حائط أو حصن). وهو رجل من يهوذا من عشيرة حصرون ومن بيت يرحمئيل (1 أخ 2: 28 و29).
أبيشوع
اسم عبري ومعناه (أبو الخلاص) وقد ورد:
1 – اسما لرجل بنياميني من بيت بالع (1 أخ 8: 4).
2 – اسم ابن فينحاس الكاهن (1 أخ 6: 4 و5 و50).
أبيطال
اسم عبري ومعناه (أبي طل أو أبي ندا). وهو اسم إحدى نساء داود وهي أم شفطيا (2 صم 3: 4 و1 أخ 3: 3).
أبيطوب
اسم عبري ومعناه (أبي طيبة أو صلاح). وهو اسم رجل بنياميني ابن شحرايم واسم أمه حوشيم (1 أخ 8: 11).
أبيعزر
اسم عبري ومعناه (أبو المساعدة أو أبي معونة أو الأب عون) وهو اسم:
1 – رجل جلعادي من نسل منسى. وكان جدعون القاضي من أبنائه (قض6: 11). وعندما شكا الإفرايميون أن جدعون ذهب لمحاربة المديانيين والثلاث مئة رجل جلهم من بيت أبيعزر دون أن يستعين بالأفرايميين تلطف جدعون في القول معهم وقال لهم أن ما فعله هو والرجال الذين معه لا يحسب شيئا في مقابل ما فعله الإفرايميون عندما أسروا أميري المديانيين غرابا وذئبا ثم قال لهم: (أَلَيْسَ خُصَاصَةُ أَفْرَايِمَ خَيْراً مِنْ قِطَافِ أَبِيعَزَرَ؟) فرضوا عن قوله (قض8: 1 – 3).
2 – أحد رجال داود الذين كان يقيمهم على جيشه أحيانا وكان يدعى العناثوثي (2 صم 23: 27).
أبيعزري
نسبة إلى أبيعزر.
أبيمالك
اسم عبري ومعناه (أبو ملك) أو (الأب ملك) وقد ورد:
1 – اسما لملك في فلسطين عاش في عصر إبراهيم. وقد جاء إبراهيم إلى بلاده ومعه سارة زوجته ولكنه قال عنها أنها أخته (تك20). وفيما بعد ذلك دخل إبراهيم مع أبيمالك في عهد بشأن آبار المياه التي تخاصم عليها رجالهما مع بعضهم البعض، وبناء على هذا العهد سمي ذلك المكان بئر سبع (تك21). انظر إبراهيم.
2 – اسما لملك آخر في فلسطين عاش في عصر أسحاق وتكرر معه أمر مشابه لما حدث لأبيه إبراهيم وأمه سارة فادعى إسحاق أن رفقة زوجته هي أخته ولما كشفت حقيقة الأمر أنبه أبيمالك لذلك، ولكن كان كريما لطيفا في معاملته أسحاق. وكذلك حدث له مع أبيمالك مثلما حدث لإبراهيم مع أبيمالك الأول في شأن الآبار فدخلا معا في عهد عند بئر سبع (تك26).
3 – اسما آخرا لأخيش ملك جت الذي هرب إليه داود من وجه شاول (1 صم 21: 10 – 22: 1 قارنه مع عنوان مز34). ويغلب على الظن أن الاسم (أبيمالك) كان لقبا لملوك الفلسطينيين.
4 – اسما لابن جدعون أحد القضاة. وكانت أمه سرية جدعون من شكيم وكان لعشيرتها شيء كثير من النفوذ هناك. وقد استطاع أبيمالك بتأييد هذه العشيرة، أن يكتسب رضا الشعب عند ملكه.
ومن النتائج الطبيعية من تعدد الزوجات أن يتشاجر ويتشاحن أبناء الزوجة الواحدة مع أبناء الأخرى، وهذا ما عمله أبيمالك فإنه قتل جميع أبناء أبيه. وكان عددهم سبعين ولم ينج إلا الابن الأصغر واسمه يوثام لأنه اختبأ. وبالرغم عن تأييد أهل شكيم له إلا أنه بعد ثلاث سنوات من ملكه قامت ضده فتنة في شكيم فقام أبيمالك لمحاربتها وأخمد الفتنة. ونجح في أخذ المدينة ولكنه وهو يطارد الثائرين الذين هزموا احتموا في برج قوي في وسط مدينة تاباص. وإذ كان يهاجم البرج طرحت امرأة قطعة رحى على رأسه فشجت جمجمته. ولما رأى أنه جرح جرحا مميتا، فلئلا يقال أن امرأة قتلته، أمر حامل سلاحه أن يقتله بسيفه فطعنه الغلام فمات (قض9).
5 – اسما لكاهن في أيام داود وهو ابن أبياثار من نسل عالي (1 أخ 18: 16) وأبيمالك هذا هو نفس أخيمالك المذكور في
1 أخ 24: 6.
أبيمايل
ومعناه في اللغة العربية الجنوبية (الله أب) وهو التاسع في العدد من أبناء يقطان الثلاثة عشر ومن نسل سام
(تك10: 28 و1 أخ 1: 22).
أبيناداب
اسم عبري معناه (الأب كريم أو منتدب) وقد جاء هذا:
1 – اسما لرجل من قرية يعاريم وهو الذي قبل أن يكون تابوت العهد في بيته عندما أرجعه الفلسطينيون وتقدس ألعازار ابنه لأجل حراسة التابوت (1 صم 7: 1 و2) وبعد مضي قرن تقريبا من هذا، قام داود بإرجاع التابوت وعهد إلى اثنين من نسل أبيناداب بسوق المركبة التي أخذ عليها التابوت (2 صم 6: 3 و4 و1 أخ 13: 7).
2 – اسما للابن الثاني بين أبناء يسى الثمانية وأحد أخوة داود الثلاثة الذين كانوا يعملون في جيش شاول عندما عير جليات الفلسطيني صفوف إسرائيل (1 صم 16: 8، 17: 13).
3 – اسما لأحد أبناء شاول الذين قتلوا مع أبيهم في معركة جلبوع (1 صم 31: 2).
4 – اسما لرجل تزوج ابنه طافا بنت سليمان. وكان ابن أبيناداب هذا أحد وكلاء سليمان الاثني عشر لتموين قصره الملكي.
(1 مل 4: 7 و11).
أبينتوس
اسم يوناني ومعناه (الممدوح) وكان من المسيحيين الذين أرسل إليهم الرسول بولس تحياته في رومية ويشير إليه في رو16: 5 بأنه حبيبه وبأنه باكورة أخائية للمسيح ويجب أن تكون (باكورة آسيا) لأن هذا هو النص الصحيح استنادا إلى أحدث دراسة للنصوص القديمة. وربما كان من مدينة أفسس.
أبينوعم
اسم عبري ومعناه (أبي نعيم) أو (أبو النعم) وهو أبو باراق (قض4: 6 و12، 5: 1 و12).
أبينير
اسم عبري ومعناه (أبو النور) (1 صم 14: 50). انظر أبنير.
أبيهو
اسم عبري ومعناه (الأب هو) أو (أبي هو). وهو الابن الثاني لهارون رئيس الكهنة (خر28: 1)، وقد مات هو وأخوه الأكبر ناداب عندما قدما نارا غريبة أمام الرب (لا10: 1 و2). وبما أنه مات دون أن يكون له نسل فلذلك لم يكن له نصيب في سلسلة الكهنوت (1 أخ 24: 2).
أبيهود
اسم عبري ومعناه (أبي جلال) أو (الأب جلال) وكان ابن بالع بكر بنيامين (1 أخ 8: 3).
أبيا
اسم عبري ومعناه (أبي يهوه) أو (يهوه أب) وقد ورد هذا الاسم لمن يلي:
1 – رجل من نسل بنيامين، وهو ابن باكر (1 أخ 7: 8).
2 – الابن الأصغر لصموئيل. وقد عينه أبوه قاضيا في بئر سبع ولكنه أفسد الحكم وعوج القضاء (1 صم 8: 2 و3 و1 أخ 6: 28).
3 – رجل من نسل هارون عينه داود رئيس فرقة من فرق الكهنوت (1 أخ 24: 10) انظر فرقة أبيا.
4 – ابن يربعام الأول ملك أسرائيل. وقد مرض وهو لا يزال غلاما فأرسل أبوه أمه متخفية إلى النبي أخيا الذي تنبأ ليربعام بالملك. ولكن النبي عرفها رغم تخفيها وأنبأها بموت الغلام وبانتهاء ملك بيت يربعام بسبب شره. وكذلك تنبأ بأن هذا الغلام وحده من بيت يربعام يدخل القبر لأنه وجد فيه أمر صالح نحو الرب. أما الآخرون فتأكلهم الكلاب أو طيور السماء (1 مل 14: 1 – 18).
5 – ابن رحبعام ملك يهوذا واسم أمه معكة (وقد ورد ذكرها باسم ميخايا) في بعض الأماكن من نسل أبشالوم وقد خلف أباه في الملك على يهوذا وقد سار في شر أبيه ولم يكن مرضيا لدى الرب. ولما كانت الحرب لا تزال قائمة بين إسرائيل ويهوذا، قاد أبيا جيوش يهوذا ضد إسرائيل وانتصر عليه (1 أخ 3: 10 و2 أخ 11: 20 – 14: 1).
وقد ورد ذكره باسم أبيام في 1 مل 14: 31، 15: 1 و7 و8.
6 – أحد الكهنة في عصر نحميا ومن ضمن الذين ختموا العهد (نح10: 7) ويحتمل أن يكون نفس الكاهن المذكور في 12: 4 و17 والذي رجع من السبي مع زربابل.
أبياه
اسم عبري ومعناه (أبي يهوه) أو (يهوه أب) وقد ورد في 1 أخ 2: 24 اسما لزوجة حصرون وقد ورد في بعض الترجمات كالعلم فحسب وليس اسم علم وكأنها تقول: (امْرَأَةُ حَصْرُونَ أَبِيَّه).
أبية
ورد هذا اسما لأم حزقيا في 2 أخ 29: 1. أما في 2 مل 18: 2 فقد ورد بصورة (أبي) المختصرة.
إتاي
اسم عبري وربما معناه (الرب معي) وهو:
1 – اسم ابن ريباي من جبعة بني بنيامين وكان واحدا من أبطال داود (2 صم 23: 29 و1 أخ 11: 31).
2 – اسم واحد من رجال جت كان رئيسا لستمائة رجل من الذين تبعوا داود من تلك المدينة الفلسطينية. وكان أمينا لداود وفيا له في كل الظروف. وكان يقود ثلث جيش داود في المعركة التي قتل فيها إبشالوم (2 صم 15: 18 – 22، 18: 2 و5).
أثبعل
اسم فينيقي ومعناه (مع بعل) أو (معه بعل) وهو ملك صيدون وأبو إيزابل امرأة الملك آخاب (1 مل 16: 31).
أثناي
اسم عبري ومعناه (هدية) وهو لاوي من نسل جرشوم ومن أسلاف آساف (1 أخ 6: 41) وربما هو نفس الشخص المذكور في (1 أخ 6: 21) باسم يأثراي.
أجاج
اسم عماليقي وربما معناه (متأجج أو عنيف) ويظن البعض أن الاسم (أَجَاجَ) كان لقبا لملوك العماليق كما كان يطلق اسم فرعون على كل ملك في مصر، ويشير الكتاب إلى شخصين بهذا الاسم وهما:
1 – أجاج ملك عماليق ذكره بلعام في بركته لإسرائيل، انظر سفر العدد 24: 7.
2 – أجاج ملك العماليق الذي قتله صموئيل بعد أن عفا عنه شاول 1 صم 15: 8 – 33.
أجور
اسم عبري ربما معناه (جامع) وهو اسم لرجل حكيم، وربما أطلق عليه هذا الاسم لأنه جمع أقوال الحكماء في أمثال ص30 ويذكر في الترجمة العربية بإنه (ابْنِ مُتَّقِيةَ) ولكن بحسب الأصل العبراني يجب أن تكون (ابن ياقة) (انظر أم30: 1).
أجي
اسم عبري وربما معناه (شارد) أو ربما الاسم مشتق من الفعل العربي (أجا) أي (هرب) أو (أرغم). وهو أبو شمة. أحد قواد جيش داود (انظر 2 صم 23: 11).
آحاز
انظر آحاز (1).
أحبان
اسم عبري وربما معناه (الأخ فهيم أو ذكي) وهو ابن أبي شور من سبط يهوذا (انظر 1 أخ 2: 29).
أحزات
اسم عبري وربما معناه (المأخوذ) أو (المملوك). وكان من ضمن خواص أصحاب ومشيري أبيمالك ملك جرار وقد رافق أبيمالك عندما التقى بإسحاق وعقد معه عهدا في بئر سبع (انظر تك26: 26).
أحسباي
اسم عبري ربما معناه (إلجأ إلى الرب). وهو أبو اليفلط أحد قادة جيش داود (2 صم 23: 34).
أحشويروش
اسم فارسي قديم ربما معناه (رئيس الحكام). وقد ورد هذا الاسم في الكتاب المقدس:
1 – اسم إبي داريوس المادي (دا9: 1) انظر داريوس.
2 – اسم ملك فارسي تزوج أستير (انظر أس1: 2 و19، 2: 16 و17) وهو المعروف في اللغة اليونانية باسم (زركسيس). ويمكننا أن نعرف شيئا عن أخلاقه وطباعه من سفر أستير فقد كان صاحب نزوات متقلقلا، قصير النظر طاغية، قاسيا. وهذه هي الصورة التي نراها لزركسيس في التاريخ اليوناني.
وهو ابن داريوس هستاسيس وقد خلف أباه على عرش الفرس، حوالي سنة 486 ق. م. وكانت أمه ابنة كورش. وبعد استعداد وتجهيز لمدة أربع سنوات قام على رأس جيش جرار لغزو بلاد اليونان. وربما نجد أشارة إلى هذا الاستعداد في الأصحاح الأول من سفر أستير. ولكنه لما رأى انهزام الأبطال في سلاميس في سنة 480 ق. م. عاد ثانية إلى بلاد الفرس. وفي السنة التالية (479 ق. م) انهزم جيشه الذي كان يقوده ماردونيوس أمام اليونان في معركة بلاتيا. وفي سنة 465 قتل (زركسيس) إذ اغتاله أحد رجال حاشيته وخلفه على العرش ابنه أرتزركسيس لونجمانوس (انظر سفر أستير).
ويرجح أن أحشويروش المذكور في عز4: 6 هو نفس (زركسيس) هذا.
أحلاي
اسم عبري وربما كان معناه (أخو الأهي) أو (آه يا ليت) وقد ورد:
1 – اسم شخص من نسل شيشان (انظر 1 أخ 2: 31).
2 – اسم أبي زاباد أحد قواد جيش داود (1 أخ 11: 41).
أحلب
اسم عبري معناه (سمين) أو (مثمر). اسم بلدة في نصيب أشير، ولم يطرد رجال هذا السبط الكنعانيين الذين كانوا يسكنون هذه البلدة (قض1: 31). ويظن بعض الباحثين أنها وحلبة مكان واحد ويرجح، بعض العلماء بأن مكانها اليوم (خربة المحالب) على بعد أربعة أميال شمال غربي صور. كما يظن آخرون أنها نفس (جوش) حلب، المذكورة في التلمود أو بلدة (الجش) الحديثة بالقرب من صفد.
أحمثا
اسم آرامي من الاسم الفارسي القديم (هجمتانا) وهي عاصمة ميديا. وقد وجد بها درج مكتوب فيه أمر كورش ببناء الهيكل في أورشليم (عز6: 2). واسمها باليونانية (اكبتانا) واسمها الحديث (همدان).
أحير
اسم عبري معناه (آخر). وهو اسم لرجل بنياميني (1 أخ 7: 12) وربما كان هو نفس الشخص المذكور باسم أحيرام في عدد 26: 38.
أحيرام
اسم عبري معناه (الأخ الرفيع). وهو اسم لرجل بنياميني أب عشيرة في سبط بنيامين (عد26: 38) وربما كان هو نفس الشخص الذي ذكر باسم أحير في 1 أخ 7: 12 أو أيحي في تك46: 21 أو أخرخ في 1 أخ 8: 1.
آخاب
اسم عبري معناه (أخو الأب) وقد ورد اسما لشخصين:
1 – ملك إسرائيل وهو ابن عمري الذي خلفه على العرش. وقد بدأ حكمه حوالي عام 875 ق. م. في السنة الثامنة والثلاثين من ملك آسا ملك يهوذا (1 مل 16: 29). وقد تزوج من إيزابل ابنة أثبعل ملك صيدون وكانت امرأة وثنية تعبد الإله بعل. وكان زوجها ضعيف الأرادة قليل العزيمة، فأثرت عليه وانقاد وراءها في عبادة بعل (1 مل 16: 30 – 33). وقد أرسل الرب إيليا إلى آخاب فتنبأ بمجيء جفاف وقحط عقابا لخطية آخاب (1 مل 17: 1) وقد دام القحط مدة ثلاث سنين تقريبا (1 مل 18: 1 ولو4: 25 ويع5: 17). وقد تقدم إيليا إلى عوبديا وكيل بيت آخاب، وكان رجلا يعبد الرب بإخلاص، لكي يمهد له مقابلة مع آخاب. وعند التقاء إيليا بآخاب طلب منه أن يجمع كل إسرائيل وأنبياء الأوثان إلى جبل الكرمل حيث أيد الرب رسالة إيليا بإرسال نار التهمت الذبيحة. فاختار الشعب عبادة الرب وقتلوا أنبياء الأوثان. ومن بعد هذا تنبأ إيليا لآخاب بمجيء المطر، وفعلا نزل المطر بغزارة وانتهى الجفاف. وإذ كان إيليا على جبل حوريب أمره الرب أن يذهب ويمسح ياهو بن نمشي ملكا على إسرائيل عوضا عن آخاب وليعاقب بيت آخاب على خطيئته (1 مل 19: 16).
وقد حاصر بنهدد ملك آرام السامرة عاصمة إسرائيل فانتصر آخاب عليه، ولكنه عمل مع بنهدد عهدا وأطلقه ولم يكن هذا وفقا لإرادة الرب فجاء أنذار الرب له على فم أحد الأنبياء بإنه ما دام قد أطلق هذا العدو من يده فإن الشر سيأتي عليه وعلى مملكته على يد شعب هذا الرجل الذي أطلقه (1 مل 20: 42).
وقد استولى آخاب وإيزابل على كرم نابوت اليزرعيلي بعد أن دبرا له مكيدة لقتله فقتل ظلما بناء على شهادة شهود زور. فأرسل الرب إيليا فتنبأ بموت آخاب وإيزابل، وبأن الكلاب التي لحست دم نابوت سوف تلحس دم آخاب أيضا في نفس المكان (1 مل 21: 19). وقد ندم آخاب وتاب واتضع أمام الرب فجاءت كلمة الرب إلى إيليا بأن الشر الذي سيأتي على بيت آخاب لا يأتي في أيامه بل في أيام ابنه (1 مل 21: 29).
وقد ورد في النقوش الأشورية أن آخاب أرسل ألفي مركبة وعشرة آلاف من المشاة ليشتركوا مع جيش آرام في حربهم ضد أشور. ويقول شلمناسر الثالث ملك أشور أنه انتصر عليهم في معركة (قرقر) بالقرب من حماة وكان هذا حوالي سنة 853 ق. م.
وقد أراد آخاب أن يسترد راموث جلعاد من الآراميين فطلب معونة يهوشافاط في حربه ضدهم. ومع أن بعض الأنبياء شجعوه على الدخول في هذه الحرب إلا أن ميخا النبي تنبأ بانهزامه وموته في راموث جلعاد وذهب يهوشافاط مع آخاب ولم يلبس آخاب ثيابه الملكية حتى لا يعرف، ولكن أصابه سهم غير مقصود بجرح مميت. فسال دمه في مركبته ومات وحمل إلى السامرة ولحست الكلاب الدم من مركبته وفقا لقول الرب (1 مل 22: 38).
وقد اكتشف المنقبون ألواحا من العاج في السامرة وربما كانت بعض هذه الألواح من بقايا قصر العاج الذي بناه آخاب (انظر 1 مل 22: 39).
2 – اسم لنبي كذاب وهو ابن قولايا وكان يتنبأ بالكذب لبني إسرائيل وقت أن كانوا في سبي بابل وقد تنبأ إرميا بأن نبوخذنصر ملك بابل سيقليه في النار (إر29: 21 – 23).
أخائيكوس
اسم يوناني (نسبة إلى أخائية) وهو اسم أحد القادة في كنيسة كورنثوس وقد جاء إلى أفسس لزيارة الرسول بولس
(1 كو 16: 17).
أخرحيل
اسم عبري وربما معناه (أخو راحيل) أو (آخر القوة) وهو بن هارم وكان رئيس عشيرة في يهوذا (1 أخ 4: 8).
أخرخ
اسم عبري وربما معناه (تابع الأخ) وهو الابن الثالث لبنيامين (1 أخ 8: 1). ويعتقد البعض أنه نفس إيحي المذكور في تك46: 21 وهو أيضا نفس أحيرام المذكور في عدد 26: 38.
أخزام
اسم عبري معناه (الملك) أو (المالك) رجل من سبط يهوذا وهو ابن أشحور من عشيرة حصرون (1 أخ 4: 6 وانظر أيضا
1 أخ 2: 24).
أخزاي
اختصار أخزيا. وهو كاهن كان يقيم في أورشليم. وكان ابن مشليموث بن أمير (نح11: 13). ويرجح أنه نفس (يحزيرة) المذكور في 1 أخ 9: 12.
أخزيا
اسم عبري معناه (الرب يمسك) أو (الرب يسند) وقد ورد:
1 – اسم ملك من ملوك أسرائيل وهو ابن آخاب وإيزابل. خلف أباه على العرش فكان ثامن ملوك أسرائيل. وقد حكم سنتين فقط من 582 – 580 ق. م. (1 مل 22: 40 و51). وقد اتحد أخزيا مع يهوشافاط في عمل سفن ترشيش لتذهب إلى أوفير لأجل الذهب ولكن السفن تحطمت في عصيون جابر فاقترح أخزيا على يهوشافاط أن يحاولا القيام بهذا العمل مرة أخرى ولكن يهوشافاط رفض ذلك بناء على تحذير واحد من الأنبياء (1 مل 22: 48 و49 و2 أخ 20: 35 – 37).
وقد ثار موآب على أسرائيل بعد موت آخاب ولكن أخزيا لم يتخذ أية خطوة لإخضاعه (2 مل 1: 1، 3: 5) يرجع حجر موآب الشهير إلى ذلك الحين.
وسقط أخزيا من نافذة عليته التي في السامرة ومرض فأرسل رسلا إلى بعل زبوب إله عقرون ليسأل هل يبرأ من مرضه، فقابل إيليا الرسل وأخبرهم بأن مرض أخزيا هذا للموت وقد مات ولم يعقب ابنا فأخذ العرش من بعده أخوه يهورام (2 مل 1: 2 – 17).
2 – اسم الملك السادس من ملوك يهوذا. وهو ابن يورام أو يهورام وكانت أمه عثليا ابنة آخاب ملك إسرائيل ويرجح أنه بدأ حكمه أثناء مرض أبيه (2 أخ 21: 18 و19).
وبعد سنة مات أبوه فخلفه على العرش (2 مل 8: 25) وكان ذلك حوالي عام 843 ق. م. وقد سلك في طريق آخاب لأن أمه كانت تشير عليه بفعل الشر (2 أخ 22: 3). وقد ذهب مع يورام ملك إسرائيل ليحارب الآراميين في راموث جلعاد فجرح يورام وذهب إلى يزرعيل ليبرأ فذهب أخزيا لزيارته (2 مل 8: 28 و29) وفي تلك الأثناء ثار ياهو على يورام وقتله، وكذلك أمر رجاله بقتل أخزيا فقتلوه (2 مل 9: 16 – 28). ويسمى أخزيا في 2 أخ 21: 17 يهوآحاز وكذلك يدعى عزريا في 2 أخ22: 6 ولكن بعض المخطوطات العبرية تذكره باسم أخزيا في هذا الموضع عينه.
أخشتاري
ربما من الفارسية ومعناه (تابع للملكة) وهو ابن أشحور من عشيرة حصرون في سبط يهوذا (1 أخ 4: 6).
أخنوخ
اسم عبري ومعناه (مكرس) أو (محنك) ولفظ الاسم في الأصل العبري هو نفس الاسم حنوك في الترجمة العربية. وهو ابن يارد وأبو متوشالح (تك5: 18 و21) وهو السابع من آدم (يهوذا عدد 14) من نسل شيث. ويخبرنا الكتاب المقدس أن أخنوخ سار مع الله أي أنه عاش في طاعة الله وشركة معه (تك5: 22 و24). وعاش ثلاثمائة وخمسا وستين سنة (تك5: 23) ويخبرنا الكتاب أنه لم يوجد بعد ذلك لأن الله أخذه (تك5: 24) وقد فسر كاتب الرسالة إلى العبرانيين هذا القول بأن الله نقله لكي لا يرى الموت (عب11: 5) ويذكر يهوذا في رسالته عدد 14 و15 أن أخنوخ تنبأ عن القضاء الذي يحل بالأشرار. ويمكن أن نرى هذه النبوة مذكورة في سفر أخنوخ (ص91)، وهو من الأسفار غير القانونية.
أخوخ
اسم عبري وربما معناه (أخوي) وهو اسم لابن بالع من سبط بنيامين (1 أخ 8: 4) ويحتمل أنه هو نفس الشخص المذكور باسم أخيا في عدد 7 من نفس الإصحاح.
أخوخي
نسبة إلى أخوخ وأطلقت على بعض القادة في جيش داود وسليمان (2 صم 23: 9 و28 و1 أخ 11: 12 و29).
أخوماي
اسم عبري وربما معناه (أخوماء) وهو اسم رجل من رؤساء عشائر يهوذا (1 أخ 4: 2).
أخي
اسم عبري وربما معناه (أخي) أو ربما تكون اختصار (أخيا) وقد ورد:
1 – اسم واحد من رؤساء سبط جاد الذين كانوا يسكنون جلعاد في باشان (1 أخ 5: 15).
2 – اسم رجل من سبط أشير (1 أخ 7: 34).
أخيآم
اسم عبري ومعناه (أخو الأم) وهو أحد قادة جيش داود (2 صم 23: 33 و1 أخ 11: 35).
أخيان
اسم عبري معناه (أخي أو أخ صغير) رجل من سبط منسى من عشيرة شميداع (1 أخ 7: 19).
أخيتوفل
اسم عبري ربما معناه (أخو الجهل) أو (أخو الغباء). رجل من جيلوه في أرض يهوذا وأحد مشيري داود (2 صم 15: 12) وكان أب أحد أبطال داود (2 صم 23: 34) ويحتمل أنه كان جدا لبثشبع (2 صم 11: 3، 23: 34) وكان رجل احتيال ومكر ولم يكن مخلصا في مشورته. وكان من أكبر مشيري أبشالوم وأعوانه في أثناء عصيانه على أبيه داود. ولما اتبع أبشالوم مشورة حوشاي وكان هذا العمل لصالح داود سرا، قتل أخيتوفل نفسه (2 صم 15: 31 – 34، 16: 15، 17: 23) وهذه من حالات الانتحار النادرة في تاريخ إسرائيل في العهد القديم.
أخيحود
اسم عبري ومعناه (أخو الاتحاد). وكان من نسل أهود من سبط بنيامين من بلدة جبعة (1 أخ 8: 7) وقد ورد ذكر هذا الرجل في بعض المخطوطات باسم أخيهود.
أخيرع
اسم عبري ومعناه (أخو الأثم) أو (أخورع) وهو ابن عينن ورئيس سبط نفتالي في زمن ارتحال إسرائيل في البرية
(عد1: 15، 2: 29، 7: 78، 10: 27).
أخيساماك
اسم عبري ومعناه (أخو السند) أو (أخو العضد) وهو رجل من سبط دان وأبو أهولياب (خر31: 6).
أخيش
يغلب على الظن أن هذا اسم فلسطيني ولذلك فمعناه غير معروف. وهو ملك جت وابن معوك ملكها قبله
(1 صم 27: 2) وقد هرب إليه داود مرتين ففي المرة الأولى تظاهر داود بالجنون لخوفه على نفسه منه (1 صم 21: 10 – 15) أما في المرة الثانية فقد لجأ داود إلى أخيش فرحب به وذلك بسبب العداوة بينه وبين شاول، وأعطاه مدينة صقلغ ليقيم فيها هو ورجاله
(1 صم 27: 6).
ولما اجتمع الفلسطينيون لمحاربة إسرائيل أراد أخيش أن يأخذ داود معه للحرب ولكن رؤساء الفلسطينيين عارضوا في ذهاب داود معهم فأذن له أخيش أن يعود إلى صقلغ (1 صم 28: 1 و2 وص29) ويرجح أن هذا هو نفس أخيش ملك جت الذي نقرأ عنه في بدء ملك سليمان. كما نقرأ في 1 مل 2: 39 و40 عن هروب عبدين من عبيد شمعي إليه وذهاب شمعي إليه لاستعادتهما. ويذكر أخيش في عنوان مز34 باسم أبيمالك وربما هذا هو لقب ملوك الفلسطينيين.
أخيشاحر
اسم عبري ومعناه (أخو السحر أو الفجر) وهو ابن بلهان ابن يديعئيل ابن بنيامين (1 أخ 7: 10).
أخيشار
اسم عبري ومعناه (أخو الرجل المستقيم أو أخو المرنم) وكان موظفا موكلا بشؤون بيت سليمان (1 مل 4: 6).
أخيطوب
اسم عبري ومعناه (أخو الطيبة) وقد جاء هذا اسما لثلاثة أشخاص في الكتاب المقدس:
1 – ابن فينحاس بن عالي (1 صم 14: 3) وهو أبو أخيمالك الكاهن (1 صم 22: 9).
2 – ابن أمريا وأبو صادوق الكاهن (1 أخ 6: 7 و8).
3 – ورد هذا اسما لأخيطوب آخر ولكن من نفس العشيرة واسم أبيه أمريا أيضا واسم حفيده صادوق (انظر 1 أخ 6: 11 و12 وقارنه مع نح11: 11).
أخيعزر
اسم عبري ومعناه (أخو المعونة) أو (الأخ عون) وقد ورد هذا اسما لشخصين:
1 – ابن عميشداي من رؤساء بيوت سبط دان. وقد ناب عن سبط دان في التعداد الذي عمل في البرية (عد1: 12، 2: 25، 7: 66).
2 – رجل بنياميني رافق داود لما كان في صقلغ (1 أخ 12: 3).
أخيقام
اسم عبري ومعناه (أخي قام) وهو ابن شافان أحد رؤساء يهوذا، وقد أرسله يوشيا الملك مع آخرين إلى خلدة النبية ليسأل عن سفر الشريعة (2 مل 22: 12 و14) وقد استخدم نفوذه فيما بعد لحماية إرميا ضد هجمات الكهنة والأنبياء الكذبة أثناء حكم يهوياقيم (إر26: 24) وهو أبو جدليا (2 مل 25: 22).
أخيلود
اسم عبري ومعناه (أخو الولد) وهو أبو يهوشافاط المسجل في عصر داود وسليمان (2 صم 8: 16 و1 مل 4: 3). ويرجح أنه هو أيضا أبو بعنا أحد وكلاء سليمان (1 مل 4: 12).
أخيم
هذه هي الصيغة اليونانية للاسم العبراني (ياكين) أو (ياقيم) الذي هو اختصار يهوياقيم أي (الرب يقيم) وقد ورد اسمه في مت1: 14 في سلسلة نسب المسيح.
أخيمالك
اسم عبري ومعناه (أخو الملك) ورد هذا اسما:
1 – لابن أخيطوب ورئيس كهنة نوب، فلما كان داود هاربا من وجه شاول وكان في حاجة شديدة إلى الطعام أعطاه أخيمالك خبز الوجوه الذي لا يحل أكله إلا للكهنة، وأعطاه أيضا سيف جليات (1 صم 21: 1 – 9 وقارنه مع مر2: 26) وانظر (أبياثار). وقد نقل دواغ إلى شاول خبر هذا الأمر. وقد فسره شاول بأنه خيانة من أخيمالك وفرية من كهنة نوب فأمر بقتلهم. ولكن أبياثار ابن أخيمالك نجا بنفسه (1 صم 21: 7، 22: 7 – 23 وانظر عنوان مز52).
2 – اسم لابن أبياثار وحفيد أخيمالك المذكور آنفا. وقد كان واحدا من رؤساء الكهنة الذين عاصروا داود (2 صم 8: 17 و1 أخ 24: 3 و6 و31) ويرجح أن أخيمالك هذا هو المذكور في 1 أخ 18: 16 مع أن اسمه ورد (أبيمالك) في بعض المخطوطات العبرية.
3 – اسم رجل حثي من أتباع داود (1 صم 26: 6).
أخيمان
اسم عبري معناه (أخو منة أو هبة) وهو اسم:
1 – أحد أولاد عناق الحبروني الثلاثة (عد13: 22) وكانوا يدعون (النفيليم) أو (الجبابرة) (عد13: 33) وقد طردهم كالب من حبرون (يش15: 14 وقض1: 10).
2 – أحد اللاويين حراس أبواب الهيكل وكان في عهدته حراسة الباب الشرقي الذي كان يدخل منه الملك (1 أخ 9: 17).
أخيمعص
اسم عبري معناه (أخو الامتعاض أو الغضب).
1 – اسم أبي أخينوعم امرأة الملك شاول (1 صم 14: 50).
2 – اسم ابن صادوق رئيس الكهنة في أيام داود. وقد بقي أخيمعص ويوناثان بن أبياثار في أورشليم أثناء عصيان أبشالوم على أبيه وكانا يعملان على إبلاغ داود بخطط إبشالوم (2 صم 15: 27 و36، 17: 15 – 21) وكان أخيمعص أول من أخبر داود بانهزام أبشالوم
(2 صم 18: 19 – 30).
3 – اسم وكيل سليمان في نفتالي وأخذ باسمة بنت سليمان امرأة (1 مل 4: 15). وقد ظن بعض الباحثين أن هذا هو نفس أخيمعص المذكور في عصر داود.
أخيموت
اسم عبري معناه (أخو الموت) وهو لاوي ابن ألقانة من عشيرة قورح (1 أخ 6: 25).
أخيناداب
اسم عبري معناه (أخي نبيل أو كريم) وهو ابن عدو وكان وكيلا لسليمان في محنايم (1 مل 4: 14).
أخينوعم
اسم عبري معناه (أخي نعيم أو بهجة) وهو اسم:
1 – ابنة أخيمعص وزوجة شاول (1 صم 14: 50).
2 – امرأة من يزرعيل تزوجها داود بعد أن أخذت منه ميكال (1 صم 25: 43، 27: 3) وكانت أم أمنون بكر داود (2 صم 3: 2) وقد أخذها العمالقة في الأسر من صقلغ مع أبيجايل امرأته الأخرى ولكن داود أنقذهما (1 صم 30: 5 و18).
أخيهود
اسم عبري ومعناه (أخو العظمة) وهو ابن شلومي ورئيس في سبط أشير وقد مثل هذا السبط في تقسيم أرض كنعان (عد34: 27).
أخيو
اسم عبري معناه (أخوي أو أخو يهوه) وكان هذا اسم:
1 – ابن أبيناداب وأخو عزة وقد عهد إليه مع أخيه بنقل تابوت الرب من يعاريم إلى أورشليم في عصر داود (2 صم 6: 3 و4
و1 أخ 13: 7).
2 – رجل من بنيامين من بني ألفعل (1 أخ 8: 14).
3 – رجل آخر من بنيامين وهو ابن يعوئيل (يعيئيل) من امرأته معكة (1 أخ 8: 29، 9: 35 و37).
أخيا
اسم عبري معناه (أخو يهوه) وهو اسم:
1 – رجل من يهوذا وهو ابن يرحمئيل (1 أخ 2: 25).
2 – رجل من بنيامين من الذين نقلوا من جبع إلى مناحة (1 أخ 8: 6 و7) وربما هو نفس أخوخ المذكور في عدد 4 من نفس الإصحاح.
3 – ابن أخيطوب وكان رئيس كهنة في جبعة وربما هو نفس أخيمالك أو أخوه (1 صم 14: 3 و18).
4 – أحد أبطال جيش داود المذكور باسم أخيا الفلوني (1 أخ 11: 36).
5 – أحد اللاويين الذين عاشوا في عصر داود وكان على خزائن بيت الله وخزائن الأقداس (1 أخ 26: 20).
6 – ابن شيشا وكان كاتبا في عصر سليمان (1 مل 4: 3).
7 – نبي ويلقب بالشيلوني نسبة إلى شيلوه. وفي عصر سليمان التقى أخيا بيربعام وكان أخيا لابسا رداء جديدا فمزق رداءه إلى اثنتي عشرة قطعة وأعطى يربعام عشر قطع دلالة على أنه سيملك على عشرة أسباط وقد تنبأ على مملكة سليمان بالانقسام بسبب عبادة سليمان الوثنية (1 مل 11: 29 – 39). وبعد أن ملك يربعام مرض ابنه فأرسل امرأته متخفية لتسأل أخيا فيخبرها بأمر الغلام. وفعلا قامت امرأة يربعام وذهبت إلى أخيا متخفية ولكنه عرفها وأخبرها أن الغلام سيموت عقابا لعبادة يربعام الوثنية
(1 مل 14: 1 – 18) ونعلم من 2 أخ 9: 29 أن نبوات أخيا سجلت في كتاب.
8 – أبو بعشا ملك إسرائيل (1 مل 15: 27 و33).
9 – أحد رؤساء الشعب الذين ختموا الميثاق في أيام نحميا (نح10: 26).
أدام
اسم عبري معناه (أحمر) وهو اسم مدينة بجانب نهر الأردن بالقرب من صرتان، ويرجح أن مكانها اليوم تل الدامية على الشاطئ الشرقي للأردن على بعد مسافة تقل عن الميل جنوبي مكان اتصال نهر يبوق بالأردن. وقد فاضت مياه هذا النهر عدة مرات في العصور المتأخرة وعملت على سد نهر الأردن فأوقفت مياهه كما نرى شيئا من مثل ذلك في يش3: 16.
أدامة
اسم عبري معناه (أرض) أو (أديم) مدينة محصنة في نفتالي (يش19: 36) ويحتمل أن مكانها اليوم خربة تقع على مسافة عشرة أميال شمالي بيسان وتدعى أدمة، أو حجر الدم عند التقاء نهر الأردن ببحر الجليل.
أدبئيل
اسم عبري معناه (أدب الله) وهو الابن الثالث لإسماعيل (تك25: 13 و1 أخ 1: 29) وربما كان هذا الأب الأول لقبيلة أدبيئيل العربية. وكان أفرادها يعيشون في القرن الثامن قبل الميلاد في شمالي غرب بلاد العرب كما نعلم ذلك من سجلات تغلث فلاسر ملك أشور.
أدي
هذه هي الصيغة اليونانية للاسم العبري عدو وهو أحد أسلاف يوسف زوج مريم أم يسوع المسيح (لو3: 28).
أدرملك
اسم أكادي معناه (ملك مقتدر) أو (الإله ملك مقتدر) وقد ورد اسما:
1 – لأله سفراويم، فبعد أن أخذ الأشوريون أسرائيل في السبي أسكنوا بعض أهل سفراويم في السامرة مكانهم. وكان هؤلاء الناس من أهل سفراويم يقدمون أولادهم محرقات لأدرملك (2 مل 17: 31). وقد ظن بعضهم أن هذا الإله هو نفس (أددملك) الذي كان يعبد في بابل.
2 – ابن سنحاريب ملك أشور من 705 – 681 ق. م. وقد اشترك هو وأخوه شرآصر في قتل أبيهما وفرا إلى أرض أراراط
(2 مل 19: 37 وأش37: 38).
أدريا
اسم بحر أبحرت فيه سفينة كان بولس الرسول عليها. وقد غرقت السفينة عند جزيرة كريت (أع27: 27) والاسم مأخوذ من اسم بلدة تجارية تقع عند مصب نهر البو. ويظن البعض أن البحر الأدرياتيكي قد سمي أيضا كذلك بالنسبة لهذه البلدة. ويشمل الاسم خليج ترنتين والبحر الصقلي والبحر الأيوني وخليج كورنثوس ويمتد استعمال هذا الاسم ليشمل المياه الواقعة بين كريت ومالطة. ويطلقون على هذا البحر الآن اسم البحر الأدرياتيكي.
أدليا
ويرجح أن الاسم من أصل فارسي وهو اسم أحد أبناء هامان العشرة (أس9: 8).
أدماثا
اسم فارسي ويرجح أن معناه (الذي لا يقهر) وكان واحدا من أمراء مادي وفارس أثناء حكم أحشويروش (أس1: 14).
أدمة
ربما كان معنى الاسم (احمرار) وهو اسم لمدينة من مدن السهل (تك10: 19، 14: 2 و8) وكانت من ضمن المدن التي أهلكت مع سدوم وعمورة (تك19: 25 و28 و29 وتث29: 23 وهو11: 8).
أدميم
اسم عبري ومعناه (الأشياء الحمراء) وهو اسم لطريق يسير من وادي الأردن إلى الأرض الجبلية بالقرب من الحدود بين بنيامين ويهوذا. وهو أقصر الطرق من أورشليم إلى أريحا. وكان يمر في برية اليهودية (يش15: 7، 18: 17). وهو المكان الذي وقعت فيه حوادث مثل السامري الصالح (لو10: 30). وهناك تل قريب من هذا المكان يطلقون عليه اسم: (طلعة الدم).
أدورايم
اسم عبري ربما كان معناه (التلان أو المرتفعتان) وقد أطلق على أحدى مدن يهوذا التي حصنها رحبعام (2 أخ 11: 9) وربما كانت هي نفس أدورا المذكورة في المكابيين الأول 13: 20. ويظن أيضا أنها دورا التي تبعد مسافة خمسة أميال جنوبي حبرون.
أدوم
معنى الاسم (أحمر). وقد ورد هذا الاسم فيما يأتي:
1 – لقب عيسو بن أسحاق لأنه كان أحمر عند ولادته (تك25: 25) ولأنه باع بكوريته لأجل طعام أحمر اللون (تك25: 30).
2 – شعب الأدوميين (عد20: 18 و20 و21).
3 – الأقليم الذي كان يسكنه أبناء عيسو أو أدوم. وكان يطلق على هذا الأقليم اسم أرض سعير (تك32: 3) وهو أقليم جبلي وعر. وجبل هارون الذي يقع في تلك البقعة يرتفع إلى 4780 قدما فوق سطح البحر. ويمتد الأقليم مسافة مائة ميل بين البحر الميت وخليج العقبة، على جانبي غور العربة (تك14: 6) والجزء السفلي من سلسلة الجبال مكون من صخور حمراء رملية ممتزجة ببعض حجر الجرانيت الأحمر مع بعض الأحجار الرخامية الحمراء. ولذا فلون الصخور في البتراء (بيترا) جميل للغاية.
وليست أرض أدوم خصبة كأرض فلسطين. ولكن وجد فيها في عصر موسى حقول وكروم وآبار وطريق رئيسي يسير شمالا وجنوبا (عد20: 17 و19) وقد وجد المنقبون مناجم للنحاس والحديد هناك. وكانت سالع عاصمة أدوم قديما ثم تغير اسمها فيما بعد إلى البتراء. ومن ضمن المدن المهمة في أدوم: بصرة من الشمال وتيمان بالقرب من البتراء، وعصيون جابر في الجنوب. واسم البلاد في اليونانية أدوميا. وبرية أدوم هي العربة الواقعة جنوبي البحر الميت، (2 مل 3: 8). والجزء الشرقي من أدوم يقع الآن في المملكة الأردنية الهاشمية.
الأدوميون
هم نسل عيسو أو أدوم (تك36: 1 – 19) وقد ذكر الأدوميون في سجلات مصر في عصر الأسرة الثانية عشرة التي حكمت من سنة 2000 إلى سنة 1788 ق. م. وقد طرد عيسو ونسله الحوريين من أرض أدوم وسكنوا في موضعهم (تث2: 12) وكان حكام أدوم في البداية، أمراء يشبهون رؤساء القبائل (انظر تك36: 15 – 19) ولكنهم أصبحوا فيما بعد، وقبل قيام مملكة أسرائيل، يلقبون بالملوك (تك36: 31 – 39).
وعندما كان شعب أسرائيل ذاهبا من البرية إلى كنعان طلب من أدوم أن يأذن له بالمرور في أرضه ولكن ملك أدوم أبى عليه ذلك (عد20: 14 – 21) وقد اكتشف المنقبون حصونا منيعة على حدود أدوم، ترجع إلى ذلك العصر.
وقد كان الأدومي يعتبر أخا للعبراني حتى أن الجيل الثالث من نسل الأدومي المقيم في أسرائيل كان يعد عبرانيا (تث23: 7 و8). وقد حارب شاول الأدوميين (1 صم 14: 47). وكذلك غزا داود أدوم وأقام عليها حراسا (1 أخ 18: 13) وقد تنبأ بلعام بغزو أسرائيل لأدوم (عد24: 18) وبعد أن غزا داود أدوم هرب أحد أمراء الأسرة المالكة في أدوم، واسمه هدد، إلى مصر وصار فيما بعد خصما لسليمان (1 مل 11: 14 – 22). وفي أثناء حكم يهوشافاط، وبعد موت آخاب، غزا الأدوميون والعمونيون والموآبيون يهوذا. إلا أنهم أفنوا بعضهم بعضا في حرب أثارها عليهم الرب (2 أخ 20: 1 و22 و23) وكان حاكم أدوم في ذلك الحين يحمل لقب (ملك)، وقد عاون الأدوميون أسرائيل ويهوذا في حربهم ضد ميشع ملك موآب (2 مل 3: 4 – 27) ولكنهم ثاروا في أيام حكم يورام ابن يهوشافاط فقهرهم يورام ولكنه لم يتمكن من أخضاعهم (2 مل 8: 20 و2 أخ 21: 8 – 10). وقد قتل أمصيا عشرة آلاف من الأدوميين بأن طوح بهم من فوق قمة الصخرة، فقتلهم في وادي الملح وأخذ سالع عاصمة بلادهم (2 مل 14: 7 و2 أخ 25: 11 و12). وقد غزا الأدوميون سبط يهوذا وأخذوا منه أسرى، في أثناء حكم آحاز، عندما قام عليه فقح ابن رمليا ورصين ملك آرام وأخذا منه بعض الأسرى. وقد بقيت أدوم مدة من الزمن خاضعة لحكم أشور وكان هذا أثناء حكم تغلث فلاسر الثالث وسرجون وسنحاريب وأسرحدون وأشور بانيبال. ولكنها اشتركت في ثورات عامي 711 و701 ق. م. ضد أشور.
وقد ابتهج الأدوميون عندما خرب نبوخذنصر أورشليم (مز137: 7) وقد تنبأ الأنبياء بالكوارث التي حلت بأدوم بسبب عدائها المرير لأسرائيل. ولكنهم تنبأوا أيضا باندماجها النهائي ضمن ملكوت الله (إر49: 7 – 22 ومرا4: 21 و22 وحز 25: 12 – 14 ويؤ3: 19، إلخ). وبعد سبي السبطين بقيت أرض يهوذا خرابا يبابا، فاستولى الأدوميون عليها حتى مدينة حبرون. وفي القرن الخامس قبل المسيح طرد الأنباط الأدوميين من جبل سعير. وفي القرن الثاني قبل الميلاد أخذ يهوذا المكابي واليهود حبرون وغيرها من المدن التي كان قد استولى عليها الأدوميون، وقد أرغم يوحنا هركانوس الأدوميين على الاختتان وأدخلهم ضمن جماعة اليهود. وقد كان هيرودوس ونسله أدوميين.
ويستفاد من الكشوف الأثرية أن مدنية الأدوميين ازدهرت من القرن الثالث عشر إلى القرن السادس قبل الميلاد.
واللغة الأدومية شبيهة باللغة العبرية. ولا يعرف شيء عن ديانة الأدوميين إلا أسماء بعض الآلهة مثل (قوس) و(هدد). وقد اشتهرت أدوم بحكمائها (إر49: 7 وعو8). وقد كان أليفاز التيماني أكثر أصحاب أيوب حكمة أدوميا.
أدوني بازق
اسم كنعاني معناه (سيد بازق) وهو ملك بازق الذي حاربه جيش يهوذا وانتصر عليه ففر هاربا غير أنه أمسك، وقطعت أباهم يديه وقدميه. وقد اعتبر هذا جزاء وفاقا لما ارتكب من قسوة، إذ قد قطع أباهم أيدي وأقدام سبعين ملكا. وجيء به إلى أورشليم حيث مات هناك (قض1: 4 – 7).
أدوني صادق
اسم كنعاني ومعناه (سيد البر) أو (سيد العدل). وكان ملكا على أورشليم قبلما افتتحها الإسرائيليون. وعندما سمع أن يشوع قد أخذ عاي، وكان قد أخذ أريحا من قبل، وأن الجبعونيين قد حالفوا يشوع، عمل هو حلفا مع أربعة من ملوك الأموريين لمعاقبة جبعون. فانهزم هو وحلفاؤه، وأسروا وقتلوا (يش10: 1 – 27).
أدونيرام
اسم عبري ومعناه (السيد رفيع)، رجل أقامه داود على الجزية (2 صم 20: 24) وقد بقي على الجزية طوال مدة حكم سليمان وإلى عصر رحبعام. وهو ابن عبدا، ويدعى أدورام في 2 صم 20: 24، ويدعى هدورام في 2 أخ 10: 18، وقد أرسله رحبعام إلى العصاة الذين تمردوا عليه فرجموه بالحجارة ومات (1 مل 4: 6، 12: 18 و2 أخ 10: 18) وقد ظن البعض أن أدورام وأدونيرام اسمان لشخصين مختلفين أنما على الأرجح أنهما اسمان لشخص واحد.
أدونيقام
اسم عبري معناه (السيد قام) وكان رأس أسرة عاد بعض أفرادها من سبي بابل مع زربابل والبعض مع عزرا (عز2: 13، 8: 13 ونح7: 18) ويظهر أن رأس هذه الأسرة كان من ضمن من ختموا العهد في عصر نحميا (نح10: 16) حيث ورد هناك ذكره باسم (أدونيا).
أدونيا
اسم عبري معناه (يهوه هو السيد) أو (الرب هو السيد). وقد ورد هذا اسما لهؤلاء:
1 – أحد أبناء داود واسم أمه حجيث، أحدى نساء داود. وكان الرابع بين أبناء الملك الذين ولدوا في حبرون (2 صم 3: 2 و4) وكان محبوبا مدللا لدى أبيه، وربما كان أحب أبناء داود إليه بعد إبشالوم. ويظهر أن محبة أبيه له أعمته عن أخطائه فلم يؤنبه على أساءة البتة. ولما تقدمت بداود السن حاول أدونيا أن يغتصب العرش لنفسه. ومن المحقق أنه كان قد علم بما اعتزمه أبوه من أن سليمان هو الذي يخلفه على العرش (1 مل 1: 13 و1 أخ 23: 1، 28: 5)، ولكن بما أن الأول والثالث من أبناء داود قد ماتا، ويرجح أن الابن الثاني كان قد مات أيضا، فقد رأى أدونيا أن من حقه بما أنه أكبر أبناء داود الأحياء أن يخلف أباه على العرش من دون أن يستند في ذلك إلى قانون أو عرف يحصران وراثة العرش في أكبر الأبناء. وقد تمكن من أن يضم يوآب قائد الجيش إلى صفه، وكذلك أيده أبياثار الكاهن، وكان يرجو أن ينحاز إليه الكهنة واللاويون. ولكنه فشل في استمالة صادوق الكاهن وبنايا رئيس حرس الملك، وناثان النبي إلى صفه. وقد دعا أتباعه إلى وليمة عظيمة في عين روجل، ونودي به ملكا في تلك الوليمة. لكن داود وهو في أورشليم أعلن أن سليمان ابن بثشبع هو الذي يخلفه على العرش، فخاف أدونيا وذهب وأمسك بقرون المذبح وطلب وعدا من سليمان أن لا يقتله، فوعده سليمان بذلك على شرط أن لا يوجد فيه شر أو خيانة (1 مل 1: 5 – 53). ولكن بعد موت داود طلب أدونيا أن تعطى له أبيشج، آخر زوجة أخذها داود. فظن سليمان أنه بطلبه هذا يطلب الملك فغضب وأمر بقتله فقتل (1 مل 2: 13 – 25).
2 – أحد اللاويين الذين أرسلهم الملك يهوشافاط لتعليم شعب يهوذا (2 أخ 17: 8).
3 – أحد رؤوس الشعب الذين ختموا العهد في عصر نحميا (نح10: 16) وربما هو نفس (أدونيقام).
إذرعي
اسم عبري وربما معناه (ذراع) أو (قوة) وهي:
1 – عاصمة باشان (تث3: 10 ويش12: 4، 13: 12 و13) وقد هزم أسرائيل عوج ملك باشان وقتلوه في هذا المكان (عد21: 33 – 35 وتث1: 4، 3: 1 و10). واسمها الحالي (درعة)، وتقع في وادي زيدة على مسافة تسعة وعشرين ميلا شرقي الطرف الجنوبي لبحر طبرية. وعلى الحدود بين الأردن وسوريا ويوجد تحت البلدة الحالية كهوف منقورة في الصخر ترجع إلى العصور القديمة.
2 – إحدى مدن نفتالي المحصنة (يش19: 37) وربما كان مكانها اليوم (تل خربيبة) الذي يقع جنوبي قادش.
أرا
اسم عبري ربما معناه (أسد) وهو اسم رجل من الرؤساء في سبط أشير 1 أخ 7: 38.
أراب
اسم عبري ومعناه (كمين) وهي قرية في تلال يهوذا (يش15: 52) ومكانها الحالي يدعى (الرابية) وهي خربة جنوبي حبرون وشرقي دومة.
أراستس أو أرسطوس
اسم يوناني معناه (محبوب) وهاتان الصورتان المختلفتان هما لاسم واحد في الأصل اليوناني. وكان أرسطوس واحدا من رفاق بولس الذين كانوا يخدمونه، وقد أرسله بولس في رفقة تيموثاوس من أفسس إلى مكدونية (أع19: 22) ويغلب على الظن أنه هو نفس أراستس الذي بقي في كورنثوس بعد أن تركها بولس للمرة الأخيرة (2 تي 4: 20) ويظن البعض أنه نفس أراستس خازن المدينة في كورنثوس. وكان مسيحيا وقد أرسل سلامه إلى بولس في رومية (رو16: 23). وقد وجد في خرائب كورنثوس نقش على البلاط يذكر أن أراستس هو الذي رصف المدينة على نفقته. ويظن أنه هو نفس الشخص المذكور آنفا.
أرام
ولفظه في الأكادية (أرامو) وربما كان معناه (الأرض المرتفعة) وقد ورد اللفظ فيما يلي:
1 – اسم أحد أبناء سام (تك10: 22 و23 و1 أخ 1: 17) ونسله الأراميون الذين سكنوا أرض أرام.
2 – أرض أرام وقد سكنها الأراميون وكانت تمتد من جبال لبنان في الغرب إلى ما وراء الفرات في الشرق، ومن جبال طوروس في الشمال إلى دمشق وما وراءها في الجنوب. وقد أطلق على هذا الأقليم اسم (سوريا) في الترجمة اليونانية للكتاب المقدس (السبعينية). وقد وصل تارح وأسرته من أور الكلدانيين إلى حاران وهي إحدى مدن أرام (تك11: 31) وقد دعي إبراهيم (أَرَامِيّاً تَائِهاً) لأنه خرج من حاران إلى كنعان (تث26: 5) وقد ظهرت عدة ولايات أرامية في نفس الوقت الذي نشأت فيه مملكة في أرض إسرائيل. وهذه هي الدويلات الأرامية التي ظهرت في ذلك الحين:
(ا) أرام النهرين (تك24: 10)، والنهران هما الدجلة والفرات. ويظن البعض أنهما نهرا خابور والفرات. وكان فدان أرام يقع في هذا الأقليم (تك28: 2 و5) وقد سكن ناحور بن تارح ونسله في مدينة حاران فدان أرام (تك29: 4 و5) وقد دعا العبرانيون هذه البقعة (أَرَامَ الَّذِي فِي عَبْرِ النَّهْرِ) (2 صم 10: 16) وفي هذا الأقليم كانت تقع مدينتا (نصيبين) و(الرها) اللتين اشتهرتا كمركزين للثقافة والآداب السريانية.
(ب) أرام دمشق، وأهم مدن هذا الأقليم هي دمشق نفسها التي كانت العاصمة. وكان الأراميون يملكون هذه المدينة في عصر قيام مملكة في إسرائيل (2 صم 8: 5 و1 مل 15: 18) وقد صارت المدينة في النهاية مركزا لنفوذ الأراميين في المناطق الواقعة غربي الفرات.
وكثيرا ما اشتعلت نيران الحرب بين دمشق والإسرائيليين واستغرقت أمادا طويلة. وقد غزا الأشوريون دمشق وامتلكوها عام 732 قبل الميلاد.
(ج) أرام صوبة أو صوبا، وقد ازدهرت هذه الدولة في عصر شاول الملك وداود وسليمان وكانت تقع غربي الفرات وقد امتدت في عصور ازدهارها إلى حدود حماة في الشمال الغربي (1 صم 14: 47 و2 صم 8: 3، 10: 6 و1 أخ 18: 3).
(د) أرام معكة، كانت دويلة تقع شرقي الأردن بالقرب من جبل حرمون في نصيب منسى (يش12: 5، 13: 11 و1 أخ 19: 6).
(ه) جشور وكانت دويلة أرامية تقع بالقرب من معكة شرقي الأردن، وكذلك كانت تقع في نصيب منسى (تث3: 14) وقد هرب إبشالوم إليها بعدما قتل أخاه أمنون (2 صم 13: 37، 15: 8).
(و) أرام بيت رحوب، وهذه أيضا دويلة أرامية يرجح أنها كانت تقع بالقرب من مدخل حماة (عد13: 21 ويش19: 28 و2 صم 10: 6).
3 – رجل من نسل أشير وكان اسم أبيه شامر (1 أخ 7: 34).
4 – وردت أرام كالصيغة اليونانية لاسم (رام) في العبرية (مت1: 3 و4 ولو3: 33) وهو ابن حصرون وأبو عميناداب.
أرامي
النسبة إلى أرام. وقد دعي بتوئيل (أراميا) وكذلك لابان (تك25: 20) ويرجح أن يعقوب أيضا دعي (أَرَامِيّاً تَائِهاً)
(تث26: 5) ودعي نعمان (الأَرَامِيّ) في 2 مل 5: 20 ولكنه يدعى نعمان السرياني في لو4: 27 وذلك لأن الترجمة السبعينية استخدمت اللفظ (سرياني) بدلا من (أرامي). ويذكر في 1 أخ 7: 14 أنه كان لمنسى سرية أرامية.
أران
اسم كنعاني معناه (جدي عنز وحشي)، وهو اسم لابن ديشان الحوري (تك36: 28 و1 أخ 1: 42).
أربع
اسم كنعاني معناه (أربعة) وهو أبو عناق، وأعظم العناقيين. وقد تسمت مدينة قرية أربع باسمه (يش14: 15، 15: 13).
أرتحششتا أو أرتحشستا
وهما صورتان لاسم واحد في الأصل العبري ولفظه في الفارسية القديمة (أرتكسشثرا) ومعناه (الذي يعطي القانون المقدس السيادة) وقد ورد اسما لملكين: أولهما هو الابن الثالث للملك زركسيس وقد خلف أباه على عرش الفرس وحكم من عام 465 إلى عام 424 ق. م. ويدعى (لونجمانوس) أي (طويل الباع) وقد أمر في أول عهده بمنع الاستمرار في بناء الهيكل في أورشليم (عز4: 7) ولكنه عاد فيما بعد وأذن بالاستمرار في البناء (عز6: 14). وفي السنة السابعة من ملكه أذن لعزرا أن يعود ومعه عدد كبير من المسبيين إلى أورشليم (عز7: 1 و11 و12 و21، 8: 1). وقد يظن بعض العلماء أن عزرا قام بنشاطه في زمن حكم أرتحشستا الثاني (404 – 358 ق. م) ولكن هذا الأمر يعوزه الدليل ولا يستقيم مع النصوص الكتابية.
وفي السنة العشرين من ملكه (445 ق. م) أذن لنحميا الذي كان يعمل ساقيا له، أن يذهب إلى أورشليم، وأن يبني سور المدينة (نح2: 1) وفي السنة الثانية والثلاثين من ملكه أيضا (433 ق. م) أذن لنحميا أن يذهب إلى أورشليم مرة ثانية. وعينه حاكما على المدينة (نح13: 6) وقد ذكر المؤرخون اليونان أن أرتحشستا أخمد ثورة قامت في مصر عام 460 ق. م. وأخرى في سوريا عام 448 ق. م.
أرتيماس
اختصار الاسم اليوناني أرتيمادورس ومعناه (عطية الألهة أرطاميس). وهو أحد رفقاء بولس في الجزء الأخير من حياته. وقد فكر الرسول في أرسال رسالة معه إلى تيطس (تي3: 12).
أرجوب
اسم عبراني معناه (كتلة من الطين) وهو اسم:
1 – أقليم في باشان يقع على حدود جشور ومعكة وكان كذلك ضمن ممتلكات عوج أثناء دخول أسرائيل أرض كنعان، وكان هذا الأقليم يشمل ستين مدينة حصينة في ذلك الحين. وقد استولى عليه يائير الذي من سبط منسى ولذا فقد دعي المكان (حَوُّوثَ يَائِيرَ) (تث3: 4 و13 و14 ويش13: 30 و1 مل 4: 13).
2 – اسم رجل قتله فقح ابن رمليا، لما قتل فقحيا ملك أسرائيل في السامرة ليحل محله (2 مل 15: 25).
أرخبس
معناه في اليونانية (المتسلط على الفرس) وهو مسيحي كان في كولوسي وربما كان ابن فليمون. وكان خادم الكنيسة في تلك المدينة. وقد أرسل بولس تحياته إليه (كو4: 17 وفل2).
أرخيلاوس
اسم يوناني معناه (حاكم الشعب) وهو الكبير بين ولدين ولدتهما ملثاس زوجة هيرودس الكبير السامرية. وقد تعلم في رومية هو وأخوه أنتيباس وأخواهما الآخران من أبيهما وهما هيرودس وفيلبس. وبعد موت هيرودس الكبير سنة 4 ق. م. أخذ أرخيلاوس الجزء الأكبر من مملكته بما في ذلك اليهودية والسامرة (مت2: 22). وقد أخمد أرخيلاوس ثورة لليهود اشتعلت في أورشليم في وقت عيد الفصح عقب ارتقائه العرش. وقد قتل حينئذ ثلاثة آلاف رجل. وبالرغم عن المعارضة التي لاقاها من قادة اليهود ومن أخيه الصغير أنتيباس فأنه تمكن من أن ينال موافقة رومية على توليه العرش كحاكم لا كملك. ويظهر من (مثل الأمناء) أن الرب يسوع يشير إلى ما حدث عندما تسلم أرخيلاوس مقاليد الحكم. ويحتمل أن القول (إِنْسَانٌ شَرِيفُ الْجِنْسِ) يشير إلى أرخيلاوس. وإن القول (ذَهَبَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ لِيَأْخُذَ لِنَفْسِهِ مُلْكاً) يشير إلى رومية (وَأَهْلُ مَدِينَتِهِ فَكَانُوا يُبْغِضُونَهُ) ربما يشير إلى زعماء اليهود
(لو19: 12 – 14) وأن القول (أَمَّا أَعْدَائِي، أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ، فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي) (لو19: 27) فربما يشير إلى معاملته القاسية لليهود.
وقد خلعه أوغسطس قيصر من ملكه بسبب سوء حكمه، في سنة 6 ميلادية، ونفاه إلى فين في بلاد الغال. وبعد ذلك تولى الحكم في اليهودية والسامرة ولاة رومانيون من أمثال بيلاطس البنطي وغيره.
الأردن
اسم عبري معناه (الوارد المنحدر) وهو أهم أنهار فلسطين وله أربعة منابع: المنبع الشرقي في بانياس (التي هي قيصرية فيلبس قديما) وينبع هذا النبع من كهف في صخرة عالية. أما النبع الأوسط وهو أكبر المنابع جميعا فهو في تل القاضي.
ويرجح أن هذا المكان هو (دان) قديما. وهناك مجرى لدان الوافر الفيضان الذي يتكون من اتحاد نبعين.
أما أهم منابعه شمالا وأكثرها ارتفاعا فوق سطح البحر فهو المنبع الذي ينبع من أسفل حاصبية ويتكون منه نهر الحاصباني. وأصغر هذه المنابع هو نبع براغيت وهو أقصاها غربا. والحاصباني هو أطول هذه النهيرات إذ يبلغ طوله أربعة وأربعين ميلا، واللدان أكبرها حجما وأغزرها ماء. وبانياس أجملها وتختلط مياه نهر براغيت بمياه الحاصباني. وكذلك تختلط مياه نهر بانياس بمياه اللدان. ويتكون من هذه النهيرات الأربعة نهران. وهذان بدورهما يمتزجان معا في بقعة من المستنقعات على بعد خمسة أميال شمالي بحيرة الحولة ليكونا نهرا واحدا وهو نهر الأردن، وبعد أن يمر هذا النهر في بحيرة الحولة التي طولها أربعة أميال تقريبا يجري النهر إلى مسافة عشرة أميال ونصف ثم يصل إلى بحر الجليل ويبلغ طول بحر الجليل اثني عشر ميلا ونصف ميل. والمسافة من الطرف الجنوبي لبحر الجليل إلى البحر الميت تبلغ خمسة وستين ميلا. ولكن النهر يتعرج في سيره بحيث تصل المسافة التي يقطعها إلى ما يزيد على مائتي ميل. أما المسافة من نهر بانياس إلى البحر الميت إذا قيست في خط مستقيم فتبلغ مائة ميل وأربعة أميال فقط.
ويدعى الأردن (الغور المنحدر) فأن ارتفاع النبع في حاصبية يبلغ 1700 قدم فوق سطح البحر. أما بحيرة الحولة فتقع على ارتفاع تسعة أقدام فوق سطح البحر. ويبلغ انخفاض بحر الجليل عن سطح البحر 685 قدما. أما البحر الميت فيبلغ انخفاضه 1275 قدما تحت سطح البحر، فالأردن هو النهر الوحيد في العالم الذي يجري في انخفاض عن سطح البحر في الجزء الأكبر من مجراه. وأهم النهيرات التي تصب مياهها في الأردن أثناء سيره فهي:
من الشرق: نهر اليرموك والزرقاء ويتصل نهر اليرموك بالأردن على مسافة أربعة أميال جنوبي بحر الجليل، أما نهر الزرقاء فينبع من مدينة الزرقاء الأردنية ثم يتصل على مسافة أربعين ميلا تقريبا جنوبي بحر الجليل.
ويوجد في الغرب بعض الوديان التي تفيض فيها المياه في الشتاء ولكنها تجف في الصيف.
ومن ضمن هذه الوديان (وادي البيرة) الذي يصل إلى الناصرة، وكذلك (وادي الجلود) الذي يسير في وادي يزراعيل إلى أن يمر بباشان (ووادي فرة) ويسير إلى شكيم ثم وادي نديمة الذي يسير إلى عاي. ثم (وادي القلت) وهو يسير إلى أورشليم. أما أهم قسم في مجرى هذا النهر فهو القسم الواقع بين بحر الجليل والبحر الميت. ويحيط بالنهر في هذا القسم أشجار وشجيرات كثيرة وكثيفة وتدعى (كبرياء الأردن) أو (غابة الأردن) (إر49: 19) وكانت الأسود تسكنها في أزمنة العهد القديم.
ويسمى هذا الجزء الضيق الذي تملأه الغابات الكثيفة التي تحيط بالنهر الآن (الزور) أما الوادي المتسع الذي يحيط بالنهر ويرتفع عن (الزور) فيسمى (الغور). وفي الجزء الجنوبي من الغور حيث يمكن ري الأراضي ريا منظما، تنمو الفاكهة بوفرة وبكثرة فتنمو مثلا أشجار النخيل والبرتقال في أريحا. وهذا هو القسم الذي اختاره لوط لسكنه بسبب خصوبة أرضه وكثرة أنتاجه (تك13: 8 – 13).
وقد كان وادي الأردن في عصور الكتاب المقدس مزدحما بالسكان أكثر مما هو الآن. وقد وجد على الجانب الشرقي من نهر الأردن ما لا يقل عن سبعين تلا لمدن كانت آهلة بالسكان في العصور القديمة. ويرجع العهد ببعض هذه الأماكن التي في وادي الأردن إلى أربعة آلاف سنة قبل الميلاد أو إلى ثلاثة آلاف عام على الأقل.
وتوجد معابر في النهر حيث يمكن عبوره وهي تكثر في الشمال وتصل جنوبا إلى (مَخَاضَةَ يَبُّوقَ) حيث عبر يعقوب النهر
(تك32: 22) أما جنوبي مخاضة يبوق فتندر هذه المعابر ولا يمكن استخدامها إلا عندما ينقضي فيضان النهر.
وقد عبر إسرائيل النهر بمعجزة بقيادة يشوع ونعلم من يش3: 16 أن المياه المنحدرة من فوق وقفت وقامت سدا واحدا بعيدا جدا عن آدام. واسم آدام الآن هو دامية قرب جسر دامية، وهي قريبة من المكان الذي يتصل فيه نهر اليبوق بالأردن.
وقد سجل التاريخ عدة مرات فيها سقطت قطع كبيرة من الأرض وأوقفت فيضان النهر إلى حين. وقد حدث مثل هذا عام 1267 ميلادية و1906 و1927 ميلادية ويظن بعض العلماء أن الرب جعل قطعة كبيرة من الأرض تسقط في مجراه فتمكن إسرائيل من عبوره.
أما امتلاء النهر إلى شطوطه في وقت الحصاد فسببه ذوبان الثلوج التي على جبل حرمون.
بعض الحوادث الكتابية المرتبطة بالأردن:
يضاف إلى ما سبق من سكن لوط في سهل الأردن وعبور يعقوب للأردن وعبور بني أسرائيل النهر في أيام يشوع فقد عبر المديانيون الذين كان يطاردهم جدعون في معابر قريب
أردون
اسم عبري معناه (سنامي الظهر) وهو اسم ابن كالب بن حصرون من سبط يهوذا (1 أخ 2: 18).
أرز
اسم سامي قديم من أصل ربما كان معناه (ثابت) أو (قوي)، قارنه مع الفعل (أرز) في العربية، وهو شجر لبنان الدائم الخضرة وينتمي إلى الفصيلة الصنوبرية وثمره يشبه ثمر الصنوبر (1 مل 5: 6) واسمه باللاتينية Cedrus libani وقد يصل ارتفاع الشجرة منه إلى ثمانين قدما وقد يبلغ محيط جزعها أربعين قدما. وربما امتدت أغصانها إلى محيط قدره ثلاثمائة قدم (أش2: 13 وحز17: 22، 31: 3) وخشبه جيد قابل للدهان وله رائحة عطرية (نش4: 11) ويعمر أمدا طويلا. وقد استخدم في بناء القصور والهياكل وسواري السفن (حز27: 5) وكان يستخدم أيضا في صنع التماثيل والصناديق (حز27: 4 و5) والآلات الموسيقية والتوابيت.
وقد جلب داود وسليمان خشب الأرز من حيرام ملك صور (2 صم 5: 11 و1 مل 5: 8) وكان يؤتى به طافيا إلى يافا. وقد استخدم خشب الأرز في بناء قصر داود (2 صم 5: 11، 7: 2) وقصر سليمان وبخاصة في بناء (بَيْتَ غَاَبَ لُبْنَانَ) (1 مل 7: 2 و3) وكان الجزء الداخلي في هيكل سليمان من خشب الأرز (1 مل 6: 18) وكان المذبح أيضا من الأرز (1 مل 6: 20) ولما أصلح بناء الهيكل في أيام عزرا استخدم خشب الأرز في أصلاحه (عز3: 7) وقد صدر خشب الأرز في العصور القديمة من لبنان إلى مصر وبابل وأشور واليونان.
ويظن البعض أن الأرز الذي استخدم في طقوس التطهير (لا14: 4 وعد19: 6) أنما كان نوعا من الرتم الذي ينمو في البرية. وأكبر غابات الأرز في لبنان اليوم تحتوي على ما يقرب من أربعمائة شجرة وهي في الجبال قرب بشري فوق نبع قاديشة إلى الشرق من طرابلس في لبنان. ويظهر رسم شجرة الأرز على العلم اللبناني وكذلك يظهر على بعض أنواع طوابع بريد الجمهورية اللبنانية.
أرسترخس
ومعناه في اليونانية (خير حاكم) وكان رجلا مقدونيا من تسالونيكي، وأحد رفاق بولس الرسول. وقد خطفه الغوغاء إلى المسرح أثناء اضطراب أحدثوه من أجل الإلهة أرطاميس (أع19: 29) وقد رافق بولس من اليونان إلى مقدونيا.
وتقدم الرسول إلى ترواس (أع20: 4 و6) وقد سافر مع بولس إلى رومية (أع 27: 2) وسجن مع الرسول فإنه يذكره بولس في
كو4: 10 وفي رسالة فليمون عدد 24.
أرستوبولوس
كلمة يونانية معناها (خير مشير) وكان هذا الرجل يقطن في رومية، وقد أرسل بولس تحياته إلى أهل بيته (رو16: 10) وقد ارتأى بعضهم أنه حفيد هيرودس الكبير، الذي يعرف عنه أنه عاش في رومية وأن بولس يرسل تحياته إلى خدم هذا الرجل.
أرسطوس
انظر أراستس.
أرصا
معناه في العبرية (الرضا) وكان هذا الرجل وكيلا على بيت أيلة ملك أسرائيل. وقد قتل زمري أيلة بينما كان يحتسي الخمر في بيت أرصا في ترصة (1 مل 16: 9).
أرموني
الكلمة العبرية معناها (متعلق بالقصر) وكان اسم أحد أبناء شاول من سريته رصفة، وقد سلمهم داود مع ستة آخرين من أبناء شاول إلى الجبعونيين فصلبوهم انتقاما للهجوم الذي قام به شاول على جبعون (2 صم 21: 8).
إرميا
ومعناه (الرب يؤسس) أو (الرب يثبت) وقد ورد في الكتاب المقدس في المواضع الآتية:
1 – اسم رجل بنياميني من الذين انضموا إلى داود (1 أخ 12: 4).
2 – اسم رجل من سبط جاد من الذين انضموا إلى داود (1 أخ10: 12).
3 – اسم رجل آخر من سبط جاد انضم أيضا إلى داود (1 أخ 12: 13).
4 – اسم رجل كان رئيس بيت في سبط منسى من الذين سكنوا شرقي الأردن (1 أخ5: 24).
وقد ورد اسم هؤلاء الأربعة بصيغة (يرميا).
5 – اسم رجل من سكان لبنة، وكان أبا حموطل زوجة يوشيا الملك وأم يهوآحاز (2 مل 23: 30 و31).
6 – إرميا ابن حبصينيا وكان من الركابيين (إر35: 3).
7 – رئيس كهنة رجع من بابل مع زربابل (نح12: 1). وكان رئيس بيت سمي باسمه في الجيل الذي أعقبه (نح12: 12) وقد ورد اسمه بصيغة (يرميا).
8 – كاهن كان رئيس بيت من الذين وضعوا الختم على العهد ليبقوا في معزل عن الغرباء ويحفظوا شريعة الله (نح10: 2) وقد ورد اسمه أيضا بصيغة (يرميا).
9 – إرميا النبي العظيم. وهو ابن حلقيا الكاهن من عناثوث في أرض بنيامين (إر1: 1) وقد دعاه الرب للقيام بالعمل النبوي في رؤيا رآها وهو بعد حدث، فأحس بأنه لم يكتمل النضوج بعد، وبأنه قليل الخبرة وغير كفوء للقيام بهذا العمل العظيم ومخاطبة الرجال الذين يكبرونه سنا وخبرة ومركزا فمد الرب يده ولمس فمه وقال له (هَا قَدْ جَعَلْتُ كَلاَمِي فِي فَمِكَ. انْظُرْ! قَدْ وَكَّلْتُكَ هَذَا الْيَوْمَ عَلَى الشُّعُوبِ وَعَلَى الْمَمَالِكِ، لِتَقْلَعَ وَتَهْدِمَ وَتُهْلِكَ وَتَنْقُضَ وَتَبْنِيَ وَتَغْرِسَ).
وقد أخبره الرب أيضا بأنه سوف يلقى مقاومة عنيفة من الحكام والكهنة والشعب ولكنهم سوف لا ينتصرون عليه (إر1: 4 – 10) وقد بدأ عمله النبوي في السنة الثالثة عشرة من ملك يوشيا وبقي يقوم بهذا العمل إلى أن أخذت أورشليم في الشهر الخامس من السنة الحادية عشرة من ملك صدقيا (إر1: 2 و3). لذا فقد دامت خدمته مدة الثماني عشرة سنة التي حكم فيها يوشيا، والثلاثة الشهور التي حكم فيها يوآحاز والأحدى عشرة سنة التي حكم فيها يهوياقيم، والإحدى عشرة سنة والخمسة الشهور التي حكم فيها صدقيا. إذا فجملة مدة خدمته كانت إحدى وأربعين سنة. وحتى ذلك الحين لم يكن قد توقف بعد عن القيام بعمله النبوي
(إر42 – 44).
وكان رجال عناثوث مواطنوه في مقدمة من قاوموه، وهددوه إن لم يمتنع عن الاستمرار في عمله النبوي. ولكنه ثابر على القيام برسالته بالرغم من الاضطهاد. إلا أنه شعر بقوة وطأة هذه المقاومة لعمل الله والتي شنها عليه مواطنوه لذا فقد صرخ إلى الرب لكي ينزل بهم قضاءه (إر11: 18 – 21، 12: 3). أما العداء الذي ظهرت بوادره في عناثوث فقد ذاع وانتشر بعد حين حتى أصبح عداء عاما مما ألجأه أن يصرخ أيضا طالبا من الرب أن ينزل قضاءه بالمقاومين (إر18: 18 – 23، قارنه أيضا مع ص20: 12) ولكنه بقي أمينا لمهمته بالرغم من كل مقاومة واضطهاد. وفي السنة الرابعة من ملك يهوياقيم أملى إرميا نبواته التي نطق بها مدة العشرين سنة السابقة، وكتبها باروخ الكاتب في درج. وأخبر إرميا باروخ أن يأخذ السفر إلى بيت الرب وإن يقرأه على من يأتون من الشعب إلى الهيكل في يوم الصوم. ووصل الدرج في النهاية إلى الملك الذي بعد أن استمع إلى بعض فقرات منه مزق الدرج قطعا، ورماه في النار حتى احترق كله (إر36: 1 – 26) ولكن الرب أرشد إرميا أن يكتب درجا ثانيا كالدرج الأول وزيدت عليه إضافات أخرى (ص36: 27 – 32). وقام واحد من أعدائه وهو الكاهن فشحور الناظر الأول للهيكل وضرب إرميا وجعله في المقطرة. ولكنه أطلقه في اليوم التالي
(ص20: 1 – 3). وعندما كانت أورشليم محاصرة تدارست السلطات اليهودية نبوات إرميا الخاصة بتقدم الكلدانيين وسبي يهوذا الذي يعقب ذلك، ونظروا في هذه النبوات من الناحيتين السياسية والحربية بدلا من أن ينظروا فيها من الناحية الدينية وعلى الصعيد الروحي. وادعوا عليه إن نبواته ضد يهوذا وأورشليم ثبطت همم المدافعين عن المدينة. ولما رفع الكلدانيون الحصار إلى حين، وأوشك أرميا أن ينتهز هذه الفرصة للذهاب إلى عناثوث لبعض شأنه، اتهم بأنه فر ليذهب إلى الكلدانيين، وألقي في الجب (ص37: 1 – 15) وبعد أيام كثيرة أطلقه الملك صدقيا من حبسه وأخذه وسأله سرا عن كلمة الرب بشأنه فأخبره أرميا بأنه يدفع إلى ملك بابل. وأمر صدقيا أن يضعوا أرميا في دار السجن وأن يحسنوا معاملته بعض الشيء ولكن الرؤساء أخذوه ورموه في الجب ليموت جوعا
(37: 16 – 21، 38: 1 – 6) فأشفق عليه خصي حبشي واستأذن الملك في أن يرفع أرميا من وحل الجب فأذن له ورفعه وأخذه ووضعه في دار السجن. وكان هناك إلى أن أخذت أورشليم (38: 7 – 28) وقد علم الكلدانيون بما عاناه، واعتقدوا أنه قاسى كثيرا من أجلهم لذلك فقد أصدر نبوخذنصر أوامر صريحة بأن يحسنوا معاملة إرميا ووفقا لذلك أرسل نبوزردان الكلداني رئيس الشرطة إلى دار ا
أرونة وأرنان
ولا يعرف معنى اللفظ العبري على وجه التحقيق. وهو اسم لرجل يبوسي اشترى داود بيدره على جبل الموريا. وعلى أرض البيدر بنى داود مذبحا للرب. وقد عمل ذبيحة حتى يقف الوباء (2 صم 24: 18 – 25 و1 أخ 21: 15 – 28). وفي نفس هذا الموقع بنى سليمان الهيكل (2 أخ 3: 1) ويحتمل أن هذا البيدر كان على الصخرة التي تقوم عليها الآن قبة الصخرة. وقد ورد الاسم بصيغة (أَرْونَةَ) في صموئيل وبصيغة (أَرْنَان) في أخبار الأيام، وهما من أصل واحد.
أرية
كلمة عبرية معناها (أسد) اسم رجل اغتيل مع فقحيا بن منحيم ملك أسرائيل اغتالهما فقح بن رمليا (2 مل 15: 25).
أريداثا
اسم فارسي وربما كان معناه (عطية هاري) وهو الابن السادس بين أبناء هامان (أس9: 8).
أريداي
اسم فارسي ربما كان معناه (بهجة هاري) وهو الابن التاسع بين أبناء هامان (أس9: 9).
أريساي
اسم فارسي لا يعرف معناه. وهو اسم الابن الثامن بين أبناء هامان (أس9: 9).
أريوباغي
النسبة لأريوس باغوس، وهو لقب يعطى للقاضي في محكمة أثينا وكان ديونيسيوس الذي آمن بواسطة كرازة بولس يحمل هذا اللقب (أع17: 34).
أريوخ
اسم ربما كان من السومرية ولفظه فيها (أري أكو)، ومعناه (عبد إله القمر) وهو رئيس شرطة الملك نبوخذنصر ملك بابل (دا2: 14) وقد كلف بإبادة حكماء بابل الذين لم يستطيعوا أن يفسروا حلم الملك (دا2: 24) وهو الذي أحضر دانيال إلى حضرة نبوخذنصر ليخبره بالحلم وبتفسيره (دا2: 25). ولفظ هذا الاسم في العبرية هو نفس لفظ الاسم (أريوك).
أريوك
معناه نفس معنى أريوخ فانظره. وهذا اسم ملك ألاسار وهو واحد من الملوك الذين تحالفوا مع كدرلعومر ملك عيلام لغزو وادي الأردن في عصر إبراهيم (تك14: 1). وألاسار هذه هي لارسا في بابل ويعتقد البعض أن إريوك هذا هو نفس (وراد سن) الذي حكم تلك المدينة من سنة 1836 – 1824 ق. م. أو أنه نفس رمسن، الذي حكم من سنة 1824 – 1763 ق. م.
أزباي
ومعناه غير معروف. وهو اسم أبي نعراي أحد أبطال جيش داود (1 أخ 11: 37) ويحتمل أن هذا هو نفس الرجل المذكور باسم (الأَرَبيُّ) في 2 صم 23: 35.
أزين شيرة
اسم عبري معناه (نصيب شيرة) وهو اسم لقرية بنتها شيرة ابنة رجل من أفرايم اسمه أفرايم أيضا (1 أخ 7: 24) وقد ورد ذكرها مع بيت حورون السفلى والعليا. ومكانها اليوم (بيت سيرة) على بعد ثلاثة أميال جنوبي غرب بيت حورون السفلى.
أزني
اختصار أزنيا ومعناه (الرب يسمع) وهو اسم أحد أبناء جاد وأبو الأزنيين (عد26: 16) ويدعى (أَصْبُونُ) في تك46: 16.
أزنيا
اسم عبري ومعناه (الرب يسمع) وهو لاوي، وأبو يشوع الذي كان واحدا ممن ضمنوا العهد في أيام نحميا (نح10: 9).
إستاخيس
اسم يوناني معناه (سنبلة قمح) وهو اسم لمسيحي في روما أرسل إليه بولس تحياته وكان من أحباء بولس (رو16: 9).
إستفاناس
اسم يوناني معناه (متوج) وهو اسم لمسيحي في كورنثوس وكان هو وأهل بيته أول الثمار الروحية لكرازة بولس في أخائيا (1 كو 16: 15) وقد عمدهم الرسول بنفسه (1 كو 1: 16) وقد خدموا حاجات القديسين (1 كو 16: 15) وقد ذهب أستفاناس مع فورتوناتوس لزيارة بولس في أفسس (1 كو 16: 17) ويحتمل أنهما حملا معهما رسالة الرسول الأولى إلى الكورنثيين.
إستفانوس
اسم يوناني معناه (تاج) أو (إكليل من الزهور) وهو اسم أول شهداء المسيحية. وبما أن اسمه يوناني فيرجح أنه كان هيلينيا (أي أنه لم يكن يوناني الجنس بل يوناني اللغة والثقافة) أو أنه كان يهوديا يتكلم اليونانية. ولما اشتكى الهيلينيون المسيحيون في أورشليم من أن أراملهم كن يهملن (أع6: 1) انتخب سبعة رجال من ضمنهم أستفانوس ليقوموا بأمر الخدمة اليومية وتوزيع التقدمات على الفقراء من المسيحيين (أع6: 2 – 6) وهؤلاء الرجال السبعة يعرفون بأول شمامسة في الكنيسة المسيحية. ويصف الكتاب المقدس أستفانوس بأنه رجل ممتلئ من الإيمان والروح القدس (أع6: 5) وأنه كان يصنع قوات وعجائب (أع6: 8) وكان ينادي بالرسالة بحكمة (أع6: 10).
ولما لم يتمكن بعض من هؤلاء اليهود الهلينيين أن يجاوبوا أستفانوس أو يقاوموا قوة الحكمة والروح التي كانت فيه اخترعوا ضده شكايات زور، فدسوا رجالا مأجورين يقولون أننا سمعناه يجدف على الله وعلى موسى وأنه تكلم ضد الشريعة وضد الهيكل. وقدمت هذه الشكاوى إلى مجمع السنهدريم (أع6: 9 – 14).
وقد سجل لنا سفر الأعمال ملخصا للدفاع المجيد الذي قدمه أستفانوس (أع7: 1 – 53) فأبان أولا أنه يعطي المجد كله لله (عدد 2) وأنه يكرم موسى (عدد 20 – 43) والناموس (عدد 38 و53) والهيكل (عدد 47) ثم أبان ثانية أنه لم يكن لموسى الكلمة النهائية ولا كان الهيكل نهائيا أيضا. فقد اتبع موسى أعلانات سابقة. وقد وعد نفسه بمجيء نبي بعده وهو المسيح (عدد 37). وكذلك الهيكل فقد جاء في أثر خيمة الاجتماع. ولم يكن المسكن النهائي لله رب الكون بجملته (عدد 48 – 50) ثم ثالثة وبخ أستفانوس اليهود على مقاومتهم لله المتكررة طوال حقب تاريخهم، وقد قاوموا يوسف في أول نشأتهم (عدد 9) وموسى في دور تكوينهم كأمة (أعداد 39 – 42) والأنبياء لما استقر بهم الأمر في كنعان (عدد 52)، وفي النهاية صب عليهم أعنف اللوم وأشده لأنهم رفضوا المسيح نفسه وقتلوه
(عدد 52).
وقد رفض المجلس أن يستمع لأستفانوس بعد هذا، أما هو فقال أنه يرى السموات مفتوحة وابن الإنسان قائما عن يمين الله (أع7: 54 – 56) عندئذ أخرجوه خارج، (ربما من الباب الذي يدعى اليوم باب أستفانوس) ورجموه. وكان وهم يرجمونه يقول (أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ، اقْبَلْ رُوحِي) ثم طلب من الرب غفران خطيتهم بسبب رجمه. وشاول الذي أصبح فيما بعد بولس (رسول يسوع المسيح العظيم) كان راضيا برجم أستفانوس (أع8: 1) وكان يحرس ثياب الذين رجموه (أع7: 58) ولقد كانت شهادة أستفانوس المجيدة حقا من أكبر عوامل النعمة لأعداد شاول لكي يقبل المسيح (أع22: 20). وبعد موت أستفانوس لاقى المسيحيون من العذاب أشده فتشتتوا من أورشليم إلى اليهودية والسامرة (أع8: 1).
أستير
يغلب على الظن أن هذا الاسم من أصل هندي قديم ومعناه (سيدة صغيرة)، ثم انتقل إلى الفارسية وأصبح معناه (كوكب) ويظن بعض العلماء أنه يرجع إلى أصل أكادي لفظة (أشتار) ويقابل في العبرية (عشتاروت). وكانت أستير فتاة جميلة وهي ابنة أبيجائل الذي يرجح أنه من سبط بنيامين (أس2: 15 وقارن عدد 5 مع عدد 7) أما اسمها في العبرية فهو هدسة أي (شجرة الآس) وقد تركت يتيمة وهي بعد صغيرة فأحضرها ابن عمها مردخاي الذي تبناها، إلى شوشن العاصمة الفارسية. وقد أقام الملك أحشويروش (وهو المعروف باسم زركسيس عند اليونان) وليمة لعظمائه وإذ كانوا يحتسون الخمر لعبت الخمر برأسه فأمر أن تحضر امرأته الملكة وشتي كي يرى عظماؤه جمالها الرائع. ولكن وشتي رفضت أن تمتهن كرامتها. وأهاج رفضها ثائرة الملك فأصدر وفقا لنصيحة مشيريه قرارا بحرمان الملكة وشتي من المثول لديه. وأصدر أمرا بأن تعطى مكانتها لأخرى. كذلك أمر بأن يبحثوا بين الفتيات في كل مملكته عن فتاة جميلة لتأخذ مكانة وشتي. فاختيرت أستير في السنة السابعة لملك أحشويروش ونصبت ملكة في القصر. ولم يكن معروفا حينئذ أنها يهودية الجنس. ولقد اعتلت أستير العرش في ظروف دقيقة ومتحرجة أيضا. فقد كان (هَامَانَ) أقرب المقربين من الملك أحشويروش، وحدث بعد أن اعتلت أستير العرش بخمس سنوات (أس2: 16، 3: 7) أنه ثار غضب هامان على مردخاي لأنه رفض أن يقدم له الخضوع والأجلال. وقصد هامان أن ينتقم لنفسه لا بقتله مردخاي فحسب بل بإبادة كل اليهود في كل أنحاء الأمبراطورية. وقد تمكن هامان من أن يحوز رضى الملك ويأخذ موافقته، فقد قدم رشوة باهظة وشكا اليهود بأنهم قوم صلاب عنيدون يتمسكون أين كانوا بشرائعهم وعاداتهم. ولكي يعضده الرعاع في فعلته بأبادة اليهود زين لهم النهب وإشباع أطماعهم (ص2: 5، 3: 15) وقد حث مردخاي إستير أن تتدخل في الأمر لحماية بني جنسها. ولكنها خافت ولم تجرؤ على الإقدام على مثل هذا الأمر فخاطبها مردخاي في حزم وقوة، فما كان منها إلا أن صامت وصلت وخاطرت بحياتها إذ مثلت في حضرة الملك دون أن يصدر لها أمرا بذلك. وفي فطنة فائقة وحكمة نادرة انتهزت الفرصة لتوجيه التفات الملك إلى أن مؤامرة هامان غزت قصر الملك وامتدت إلى شخصها هي وبما أنه لم يكن من الممكن إلغاء أمر الإبادة فقد أمكنها أن تحصل لليهود على إذن بأن يدافعوا عن أنفسهم وأن يردوا كيد أعدائهم إلى نحورهم إن أرادوا.
ولا يعرف شيء عن موت أستير أو كيفية موتها أو تاريخه ومتى كان ذلك، فأذا كان أحشويروش هو زركسيس كما هو الاعتقاد السائد تكون أستير إذا واحدة من زوجاته. وأول زوجة لزركسيس ذكرها التاريخ على وجه التحقيق هي (أمسترس) حفيدة (أوثانوس). فيذكر هيرودتس أنها كانت زوجته في سنة 479 ق. م. وهي السنة السابعة والثامنة من ملكه، وكانت وشتي زوجة لزركسيس في السنة الثالثة من ملكه، وكانت هي الملكة (أس1: 3 و9) وقد حلت أستير محلها في الشهر العاشر من السنة السابعة لملكه (أس2: 16 و17) وفي السنة الثانية عشرة من ملكه كانت لا تزال أستير ملكة (أس3: 7، 5: 3).
إسحاق
ومعناه بالعبرية (يضحك) وهو ابن إبراهيم وسارة، وقد ولد في النقب، وفي بئر سبع على الأرجح (تك21: 14 و31). وقد ولد حين كان أبوه قد بلغ السنة المائة من العمر، وحين كانت أمه قد بلغت 90 عاما من العمر تقريبا (تك17: 17، 21: 5). ولما وعد الله سارة بإنها تلد ابنا ضحك إبراهيم لأن أمرا مثل هذا يبعد تصديقه (تك17: 17 – 19). ولما سمعت سارة الوعد نفسه ينطق به أحد الضيفين السماويين ضحكت هي أيضا لأنها لم تصدق شيئا من مثل هذا (تك18: 9 – 15). ولما ولد الطفل قالت سارة أن الرب صنع إلي ضحكا وأن جيرانها سيضحكون معها (تك21: 6). فقد لازم الضحك هذا الصبي من وقت الوعد به إلى ما بعد ولادته ولذا فقد دعا إبراهيم اسم ابنه (إِسْحَاقُ) أي (يضحك).
ولقد ختن إبراهيم أسحاق في اليوم الثامن كما أمره الرب (تك21: 4) وفي مناسبة الاحتفال بفطام أسحاق، بناء على أثارة سارة وأشارتها، طرد إبراهيم الأمة هاجر وابنها إسماعيل (تك21: 8 – 21). وفي نقطة ما على جبل المريا، ويرجح أنها البقعة التي بني عليها المذبح في هيكل سليمان فيما بعد، كاد إبراهيم يقدم ابنه ذبيحة، ولكن الله منعه من تقديم هذه الذبيحة، فقدم إبراهيم كبشا عوض أسحاق ابنه (تك22: 1 – 13). وبهذا أظهر الله لإبراهيم في وضوح وأبانة أنه لا يطلب تقديم الأولاد ذبائح كما كان يفعل الكنعانيون في ذلك الحين.
وعندما أراد إبراهيم أن يأتي بزوجة لأسحاق أرسل إلى قومه في حاران ليحضر زوجة له من أهله ومن عشيرته. وكان أسحاق وقت زواجه يسكن (بِئْرِ لَحَيْ رُئِي) في النقب (تك24: 62) وكان قد بلغ الأربعين من العمر (تك25: 20). ثم من بعد عشرين سنة من زواجه، استجاب الرب لصلاة أسحاق وأعطاه وزوجته رفقة توأمين عيسو ويعقوب، وجاءت النبوة بأن الكبير يستعبد للصغير (تك25: 21 – 26).
وانتقل أسحاق إلى جرار بسبب الجوع، وهناك ظهر الله له في حلم وحذره من الذهاب إلى مصر، وجدد له العهود التي وعد بها إبراهيم أباه (تك26: 1 – 5). وقد تشبه بأبيه في أظهار زوجته بأنها أخته وذلك لكي ينجي نفسه. ولكن أبيمالك ملك جرار اكتشف الخدعة، وأكد له حمايته (تك26: 6 – 11) وقد بارك الله أسحاق في زرعه، وفي ما شيده حتى أن الفلسطينيين حسدوه وغاروا منه (تك26: 12 – 16). ولذا انتقل أسحاق من جرار وحفر عدة آبار على التوالي ولكنه تركها بسلام للفلسطينيين الذين كانوا يتنازعونها (تك26: 22). وظهر الله لأسحاق في بئر سبع ووعده بأن يباركه وبنى أسحاق مذبحا للرب هناك (تك26: 23 – 25). وقد جاء إليه أبيمالك ملك جرار وعمل معه عهد سلام كما كان قد عمل مع أبيه من قبل (تك26: 26 – 33، قارنه مع تك21: 22 – 32). لذلك فقد اتصلت بئر سبع مرة أخرى بالقسم والحلف.
وقد أحب أسحاق عيسو وأحبت رفقة يعقوب (تك25: 28). ولما أراد أسحاق أن يعطي البركة والجزء الأكبر من ميراثه لابنه عيسو، احتالت رفقة واستغلت عمى أسحاق وأشارت على يعقوب أن يتقدم لنوال البركة بدل عيسو. ولم يتمكن أسحاق من بعد هذا أن يمنح عيسو سوى بركة ثانوية ضئيلة (تك27: 1 – 40). وبناء على أشارة رفقة أرسل أسحاق يعقوب إلى فدان أرام ليهرب من أمام غضب أخيه عيسو وليتخذ لنفسه زوجة من قومه وأهل عشيرته (تك27: 41 – 28: 6).
ولما عاد يعقوب من فدان أرام بعد فوات عشرين عاما كان أسحاق لا يزال ساكنا في حبرون (تك35: 27). وهناك مات أسحاق فدفنه ابناه في مغارة المكفيلة إلى جوار والديه وزوجته (تك49: 31).
وقد اتصف أسحاق بالخضوع لأبيه (تك22: 6 – 9) وبالتأمل (تك24: 63) وبالمحبة لأمه وزوجته (تك24: 67) وبمسالمته للغير (تك26: 20 – 22) وبالصلاة (تك25: 21، 26: 25). ولكنه تمثل بأبيه في أنه لم يقل الحق من جهة زوجته خوفا على حياته
(تك26: 7). ويرد اسمه كثيرا مقترنا مع أبراهيم ويعقوب بصفتهم آباء شعب الله (1 مل 18: 36 ومت22: 32 إلخ). ويتخذ بولس من أسحاق رمزا للمتحررين من عبودية الناموس والذين نالوا الموعد وقد ولدوا حسب الروح (غلا4: 21 – 31). ويرى كاتب الرسالة إلى العبرانيين 11: 20 في بركة يعقوب وعيسو دليلا على الأيمان.
إسخريوطي
انظر (يهوذا الإِسْخَرِيُوطِيَّ).
أسرئيل
اسم عبري ومعناه (من أسرة الله) وهو ابن يهللئيل من سبط يهوذا (1 أخ 4: 16).
إسرائيل
معنى هذا الاسم العبري (يجاهد مع الله) أو (الله يصارع) وقد أطلق هذا الاسم في الكتاب المقدس على ما يأتي:
1 – يعقوب، إذ أطلقه عليه الملاك الذي صارعه حتى مطلع الفجر في فنوئيل في مخاضة يبوق (تك32: 28) انظر (يعقوب).
2 – نسل يعقوب جميعا، فاستعمل كمرادف لبني إسرائيل. ففي الشعر العبري كثيرا ما نجد يعقوب في صدر البيت، ويقابلها إسرائيل في عجزه أو العكس بالعكس (عد23: 7 ومز14: 7). وقد بدأ بتسمية نسل يعقوب (أسرائيل) حتى وهو بعد حي (تك34: 7) وأحيانا كان بنو إسرائيل أثناء تيهانهم في البرية يلقبون بأسرائيل (خر32: 4 وتث4: 1). وقد أصبح اسم أسرائيل يطلق على كل الاثني عشر سبطا كأمة واستمر كذلك من وقت افتتاح أرض كنعان على يد يشوع إلى موت سليمان. وأول أشارة إلى إسرائيل كأمة خارج الكتاب المقدس نجدها في نقش لمنفتاح فرعون مصر الذي حكم مصر من سنة 1234 – 1227 ق. م. وقد حكم مملكة أسرائيل المتحدة ثلاثة ملوك شاول وداود وسليمان أي من سنة 1050 تقريبا إلى سنة 930 ق. م. تقريبا، وبعد الرجوع من السبي يتحدث الكتاب عن الإسرائيليين الذين رجعوا من بابل وسكنوا في فلسطين ويطلق عليهم اسم أسرائيل كمرادف لشعب أسرائيل (عز10: 5 قارنه مع 9: 1) أو بدل بني أسرائيل (نح9: 2 قارنه مع عدد 1).
3 – يطلق هذا الاسم على العشرة الأسباط الذين انشقوا وانفصلوا عن يهوذا وبنيامين وأصبحوا مملكة أسرائيل وقد أطلق الاسم على الأسباط التي تسكن الشمال لتمييزها عن سبط يهوذا (1 صم 11: 8) وبعد موت شاول اعترفت الأسباط الشمالية بابن شاول (أشيبوشث) ملكا عليها ومن ذلك الوقت فصاعدا أصبح الاسم (أسرائيل) يدل على الأسباط التي كانت تسكن في الشمال
(2 صم 2: 9). ومع أن المملكة اتحدت بعد ذلك أي أثناء حكم داود وسليمان فأن هذه الأسباط نفسها ثارت على رحبعام وكونت مملكة أسرائيل التي حكمها يربعام. وهذه الأسباط العشرة الثائرة هي: رأوبين، جاد، نصف سبط منسى، (وكان هؤلاء يسكنون شرقي الأردن) ونصف سبط منسى وأفرايم وزبولون وأشير ودان ومعظم بنيامين كانوا يسكنون غربي الأردن أما أسباب هذا الانقسام فبعضها يرجع إلى:
1 – الغيرة القديمة بين سبطي يهوذا وأفرايم التي ترجع إلى وقت دخولهم أرض كنعان.
2 – التحيز الذي أظهره داود وسليمان بنوع خاص ليهوذا وأورشليم مما أثار حفيظة الأسباط التي كانت تسكن في الشمال.
3 – فداحة الضرائب وقسوة أعمال التسخير التي فرضها سليمان على الشعب في أورشليم.
4 – رفض رحبعام أن يخفف حمل هذه الضرائب وأعمال التسخير.
ولقد كانت مملكة أسرائيل تختلف عن مملكة يهوذا من عدة نواح:
1 – كانت أرض مملكة أسرائيل أكبر من يهوذا كثيرا فقد كانت مساحة أرضها ضعف مساحة أرض يهوذا وكان عدد سكانها ثلاثة أمثال عدد سكان يهوذا.
2 – كانت أرض مملكة أسرائيل كثيرة السهول صالحة للزراعة ولشق طرق التجارة بين آسيا وأفريقيا.
3 – هذه السهول وهذه الطرق التجارية جعلت أسرائيل أكثر عرضة من يهوذا للغزو وللمؤثرات الأجنبية.
4 – كان في يهوذا بيت ملكي واحد له مواعيد الله التي أعطاها لداود أما في أسرائيل فقد وجد تسع أسر تداولت الحكم على التوالي ووجد فيه ثمانية ملوك ماتوا اغتيالا أو انتحروا.
5 – كان في يهوذا عاصمة واحدة فقط وهي أورشليم وكان فيها هيكل الرب أما في أسرائيل فقد انتقلت العاصمة من شكيم إلى ترصة ثم إلى السامرة.
6 – ولم يكن أسرائيل في أمر الدين مستقرا مثلما كان يهوذا بل كان عرضة لتأثير الوثنية وعبادة الأصنام.
وقد دامت المملكة الشمالية مدة 210 سنة تقريبا أي من سنة 930 إلى سنة 722 ق. م. وحكمها 19 ملكا (انظر ملوك أسرائيل). ستة من هؤلاء الملوك يستحقون الذكر بنوع خاص وهم:
1 – يربعام الأول ابن ناباط (931 – 910 ق. م) وكان قائد الثورة ضد رحبعام، وهو الذي نصب عجول الذهب للعبادة في بيت إيل ودان، وهو الذي دخل في حرب لا طائل تحتها مع يهوذا.
2 – عمري (885 – 874 ق. م) وقد نقل عاصمة الملك من ترصة إلى السامرة وأخضع موآب. وترك أثرا قويا في الأمم الغريبة فبعد مضي حكمه بقرن تقريبا كان الأشوريون لا يزالون يدعون أسرائيل باسم (بيت عمري).
3 – آخاب بن عمري (874 – 852 ق. م) وقد تزوج إيزابل التي شجعت على عبادة البعل في إسرائيل. وقد عقد حلفا مع يهوذا وآخر مع أرام أنما إلى حين، وكان قد أعان أرام ضد أشور في معركة قرقر سنة 854 ق. م. ولكنه مات فيما بعد في حربه ضد أرام.
4 – ياهو (842 – 814 ق. م) وقد أسقط أسرة عمري ووضع حدا لعبادة البعل. وقد أخذ أرام منه معظم شرقي الأردن وفرضت أشور الجزية عليه.
5 – يربعام الثاني وهو ابن يوآش (785 – 745 ق. م) وفي أثناء حكمه الطويل بلغت المملكة الشمالية أقصى عظمتها وتقدمت أكثر من أي عصر آخر. فقد استعاد شرقي الأردن من أرام وعمل صلحا مع يهوذا.
6 – هوشع (730 – 722 ق. م) وهو آخر ملوك المملكة الش
إسريئيل
اسم عبري وربما كان معناه (الله يجاهد) وهو ابن جلعاد من سبط منسى كان رأس بيت الأسرائيليين (عد26: 31 ويش17: 2 و1 أخ 7: 14) وفي هذا العدد الأخير ورد اسمه في الترجمة العربية إشريئيل ولكنه في العبراني أسريئيل.
أسفاثا
وهي كلمة فارسية معناها (عطية الفرس المقدس) وهو ثالث أبناء هامان (أس9: 7).
إسكندر
انظر (الأسكندر).
إسماعيل
اسم عبري ومعناه (يسمع الله) وقد ورد اسما لعدة أشخاص:
1 – إسماعيل ابن إبراهيم من هاجر المصرية أمة سارة وقد حثت سارة إبراهيم أن يأخذ أمتها زوجة لكي يعقب منها نسلا لأن سارة كانت عاقرا (تك16: 1 – 4) وكان هذا النظام في الزواج معمولا به في تلك الأزمنة. وقد دلت الاكتشافات على أنه كان موجودا في (نوزي) بالقرب من كركوك في العراق. أما هذا العمل من ناحية سارة فمصدره ضعف الإيمان بمواعيد الرب لإبراهيم وسارة بأن يكون لهما ابن. وبعد أن حملت هاجر نظرت إلى سيدتها باحتقار لأنها كانت عاقرا فطردتها سيدتها، ولاقاها ملاك الرب في الطريق وأمرها أن ترجع إلى سيدتها وإلى بيت إبراهيم، ووعدها بأنها ستلد ابنا تسميه إسماعيل وأنه يكون أبا لجمهور من الناس، وأنه سيسكن البرية كحمار وحشي (تك16: 5 – 14) وبعد أن رجعت هاجر ولدت إسماعيل لما كان إبراهيم ابن ست وثمانين سنة، وبعد أن كان له في أرض كنعان عشر سنين (تك16: 3 – 16).
وقد ختن إسماعيل في الثالثة عشرة من عمره (تك17: 25) وهي السن التي يختن فيها الأولاد العرب في الوقت الحاضر. وفي الوليمة التي أقيمت بمناسبة فطام أسحاق سخر إسماعيل من أخيه الصغير وكان إسماعيل حينئذ قد بلغ السادسة عشر من عمره. فألحت سارة على إبراهيم أن يطرد هاجر وابنها فطردهما (تك21: 8 – 14).
فتاهت الأم وابنها في برية بئر سبع في جنوب فلسطين وكان على وشك الهلاك من الظمأ. فأرى الله هاجر بئر ماء ووعدها ثانية بأن ابنها إسماعيل سيصير مصدر أمة عظيمة. ومنذ ذلك الحين سكن إسماعيل في برية فاران في جنوب فلسطين على حدود شبه جزيرة سيناء وأصبح ماهرا في استعمال القوس. وأخذت له أمه زوجة من بلادها، من مصر (تك21: 15 – 21) وولد له اثنا عشر ابنا الذين أصبحوا آباء القبائل العربية انظر (إسماعيليين) وولد له أيضا ابنة اسمها محلة (تك28: 9) أو بسمة (تك36: 3) وقد تزوجها عيسو وقد اشترك أسماعيل مع أسحاق في دفن أبيهما أبراهيم في ممرا بالقرب من حبرون (تك25: 9) وقد مات إسماعيل بعد أن بلغ من العمر 137 سنة (تك25: 17).
ويستخدم الرسول بولس إسماعيل في العهد الجديد رمزا لأولاد إبراهيم حسب الجسد وليس حسب الروح، وهم تحت عبودية الناموس وكانوا يضطهدون أبناء الموعد أي المسيحيين (غلا4: 22 – 31).
ويقول العرب أنهم من نسل إسماعيل. والتقاليد العربية تقول أن الابن الذي أراد إبراهيم أن يقدمه ذبيحة هو إسماعيل لا إسحاق حسبما نعرف من الكتاب المقدس. وتنتقل هذه التقاليد بمشاهد حياة إبراهيم وأسماعيل من جنوب فلسطين إلى مكة التي يقولون أن هذه الحوادث جرت فيها.
2 – إسماعيل بن نثنيا من الأسرة المالكة في يهوذا فبعد خراب أورشليم في سنة 587 ق. م. جاء إسماعيل وبعض من ضباط جيش يهوذا المشتت وأعلنوا خضوعهم لجدليا، الحاكم اليهودي الذي عينه نبوخذنصر ملك بابل حاكما على أرض يهوذا. ولكن بعليس ملك عمون شجع إسماعيل فقصد سرا أن يخرج الكلدانيين من بلاده، وربما كان يقصد أيضا أن ينتزع العرش لنفسه. وكان إسماعيل وعشرة من رجاله في ضيافة جدليا في المصفاة فقتلوا جدليا وقتلوا جنوده من اليهود والكلدانيين. وحتى يبقى جرمهم سرا قتلوا سبعين حاجا يهوديا كانوا مارين في المصفاة في طريقهم إلى أورشليم وأسروا جميع سكان المصفاة ومن ضمنهم بنات الأسرة اليهودية المالكة، وكن من أقرباء إسماعيل. وانطلقوا في طريقهم إلى عمون فأدركهم يوحانان بن قاريح ورجاله وأنقذوا جميع من سباهم أسماعيل من المصفاة وهرب إسماعيل مع ثمانية من رجاله إلى عمون (2 مل 25: 25 وإر40: 7، 41: 18).
وكان من نتيجة اغتيال جدليا الحاكم الذي عينه البابليون على يد إسماعيل، أن اضطر جماعة من اليهود إلى الهرب إلى مصر خوفا من انتقام البابليين (إر42: 1 – 43: 7) وقد تركت جريمة إسماعيل أثرا لا يمحى في أذهان اليهود حتى أنهم أصبحوا بعد رجوعهم من السبي يصومون اليوم السابع من شهر تشرين كذكرى لذلك الحادث.
3 – رجل بنياميني يدعى إسماعيل بن آصيل (1 أخ 8: 38، 9: 44).
4 – أبو زبديا كان أحد قواد جيش يهوشافاط ملك يهوذا وقد جاء ذكره باسم (يشمعئيل) (2 أخ 19: 11) وهو اللفظ العبري الذي يقابله في العربية لفظ (إسماعيل).
5 – أسماعيل بن يهوحانان وكان قائد مئة في جيش يهوذا (2 أخ 23: 1) وقد ساعد يهوياداع الكاهن على التخلص من عثليا وتنصيب يوآش ملكا على يهوذا.
6 – إسماعيل بن فشحور وكان كاهنا وكان أحد الذين أقنعهم عزرا أن يتركوا زوجاتهم الأجنبيات (عز10: 22).
أسنات
اسم مصري لفظه في اللغة المصرية القديمة (نس – نيت) وهي نسبة إلى الألهة (نيت) وكانت ابنة فوطيفار كاهن أون وزوجة يوسف وأم منسى وأفرايم (تك41: 45 و50، 46: 20).
أسنة
اسم عبري ومعناه (عليق) أو (شجيرة شائكة) وكان اسما لواحد من النثينيم أو خدام الهيكل. وقد رجع بعض من نسله من بابل إلى فلسطين مع زربابل (عز2: 50).
أسنفر أو أسنفر
وهذا رجل أشوري يلقب في (عز4: 10) بالعظيم الشريف. وقد أسكن قبائل أجنبية متنوعة في السامرة. ويقول العلماء الآن أنه هو نفس أشور بانيبال (أشور خالق ابن) ملك أشور من سنة 669 إلى سنة 626 ق. م. وكان ابن أسرحدون وخليفته، وقد أخمد جيشه ثورة قامت في مصر، ونهب مدينة (طيبة) أو (نو أمون) كما جاء ذكرها في نا3: 8 – 10 وقد عفا أشور بانيبال فيما بعد عن واحد من الثوار واسمه نخو وأعاده إلى ملكه في (صان الحجر) في الدلتا. وقد عفا عن ثائر آخر وهو منسى ملك يهوذا وأذن له أن يرجع إلى عرشه في أورشليم (2 أخ 33: 13) وقد أخمد ثورة أخرى في عيلام وأخذ كثيرين أسرى من عاصمة بلادهم سوسا أو شوشن (قارن هذا مع عز4: 9) وكذلك أخمد ثورة ثالثة قام بها أخوه شماش (شم – أكن) وكان نائبا للملك في بابل. وكان أشور بانيبال من أعظم من تعهدوا الفن والأدب برعايتهم في العالم القديم. وقد جمع الكتاب في عصره آلافا عديدة من الكتب ونسخوها في الخط المسماري على اللوحات الفخارية وأضحت هذه اللوحات في العصور الحديثة المرجع الرئيسي لما نعرفه من تاريخ البابليين والأشوريين وآدابهم.
أسينكريتس
اسم يوناني ومعناه (لا نظير له) وهو أحد المسيحيين في رومية ومن ضمن الذين أرسل إليهم بولس تحياته (رو16: 14).
أشبان
اسم عبري ومعناه (رجل ذو فطنة) وهو ابن ديشان بن سعير الحوري من أرض أدوم (تك36: 26 و1 أخ 1: 38 و41).
إشبعل
اسم عبري ومعناه (رجل البعل) وهو الاسم الأول لأشيبوشث بن شاول (1 أخ 8: 33، 9: 39).
أشبيع
اسم عبري وربما كان معناه (كثرة) أو (شبع) وهو واحد من نسل شيلة من سبط يهوذا (1 أخ 4: 21) وكانت أسرته تنسج نوعا دقيقا ممتازا من الكتان يعرف بالبز. ويظن البعض أن بيت أشبيع اسم لمكان ما.
أشبيل
اسم عبري وربما كان معناه صورة من صور الاسم (أشبعل) وهو ابن بنيامين ومؤسس أسرة (تك46: 21 وعد26: 38 و1 أخ 8: 1) ويرجح أن يديعئيل المذكور في (1 أخ 7: 6) اسم آخر لهذا الرجل نفسه.
أشتأول
اسم عبري وربما كان معناه (السؤال) وهو اسم لمدينة في الطرف الجنوبي من يهوذا (يش15: 20 و33) وكانت من نصيب الدانيين (يش19: 40 و41) وربما هي نفس أشوع الحديثة التي تبعد مسافة ميل ونصف الميل شرقي صرعة إلى الشمال وعلى مسافة تقرب من ثلاثة عشر ميلا غربي أورشليم ومن أشتأول ذهب الدانيون شمالا لأخذ مدينة لايش (قض18).
أشتموع
اسم عبري ومعناه (الطاعة) وقد جاء ذكره في الكتاب المقدس:
1 – اسم لمدينة في أرض يهوذا الجبلية وكانت قد أعطيت للكهنة (1 أخ 6: 57) وتدعى هذه المدينة في يش15: 50 (أَشْتَمُوهُ). وقد أرسل داود إلى هذه المدينة جزءا من الغنيمة التي أخذها من العمالقة (1 صم 30: 28) ويرجح أن مكانها اليوم بلدة (السموعة أو سموع) على بعد تسعة أميال جنوبي حبرون.
2 – أشتموع رجل معكي ابن يشبح من سبط يهوذا (1 أخ 4: 17 و19).
أشتون
ولا يعرف معنى هذا الاسم على وجه التحقيق. وهو اسم أحد أبناء محير من سبط يهوذا (1 أخ 4: 11 و12).
أشحور
اسم عبري وربما كان معناه (سواد) وهو ابن حصرون من سبط يهوذا واسم أمه أبياه (1 أخ 2: 24) ويدعى (أبا تقوع) وربما كان سكان بلدة تقوع من نسله.
أشرئيلة
والمعنى غير معروف على وجه التحقيق، وهو اسم لابن آساف وقد عينه داود لكي يقود العبادة في أورشليم (1 أخ 25: 2) ويدعى (يِشَرْئِيَلةَ) في (1 أخ 25: 14) وأدق المخطوطات العبرية الموجودة بين أيدينا الآن تذكره باسم (أسرئيلة) و(يسرئيلة).
أشور
ولا يعرف معنى الاسم بالضبط وقد ورد هذا الاسم في الكتاب المقدس للدلالة على:
1 – اسم ثاني أبناء سام وأبي الأشوريين (تك10: 22).
2 – أشور ينطبق أيضا على بلاد أشور (تك2: 14). وعلى شعب أشور (إش31: 8).
وبلاد أشور الأصلية تقع على الجزء الأعلى من نهر الدجلة وكان الأشوريون مزيجا من أجناس عدة فقد قطن البلاد في حقب مختلفة، السومريون والحوريون والميتانيون. ولكن في النهاية سادت العناصر السامية وبخاصة الأكاديون والبابليون وامتلكوا البلاد.
وأولى عواصم أشور هي مدينة أشور نفسها (وهي اليوم قلعة شرقات) على الشاطئ الغربي لنهر الدجلة. وقد كشف التنقيب عن هيكل للألهة (أشتار) مما يدل على وجود الأثر السومري في أشور، وقد بني هذا الهيكل حوالي سنة 2900 ق. م. أما العواصم الأخرى التي صارت عواصم لأشور من بعد فكانت جميعها تقع شرقي الدجلة وتبعد كثيرا إلى الشمال. وهذه العواصم هي (كلة) (وهي اليوم نمرود) و(دور شردكين) (وهي اليوم خورسباد) ولكن أهم العواصم جميعا هي (نينوى) (تل كوينجك الآن) وهذه العواصم كلها قد أصبحت خربا.
وقد ظلت أشور مشتبكة في حرب ضد البابليين في الجنوب، وضد الحثيين في الشمال الغربي لمدة أزمنة طويلة. وانتهت حروب أشور في سوريا إلى اتصالها بإسرائيل. وتشير السجلات التاريخية الأشورية إلى عدد من ملوك إسرائيل، والذين جاء ذكرهم هم: عمري وآخاب وياهو ومنحيم وفقح وهوشع، وبعض من ملوك يهوذا وهم: عزيا وحزقيا ومنسى. وقد دفع معظم هؤلاء الملوك جزية لأشور. أما ملوك أشور الذين اتصل تاريخهم بتاريخ أسرائيل فهم: شلمناصر الثالث (859 – 824 ق. م) وقد حارب آخاب ملك أسرائيل وحارب الأراميين في معركة قرقر سنة 854 ق. م. وأخذ جزية من ياهو.
وتغلث فلاسر الثالث (745 – 727 ق. م) وقد افتتح الجليل وجلعاد وسبى شعبها إلى أشور (2 مل 15: 29) وشلمناصر الخامس (727 – 722 ق. م) وهو الذي بدأ حصار السامرة (2 مل 17: 5) وسرجون الثاني (722 – 705 ق. م) وهو الذي أخذ السامرة نهائيا ونقل الأسرائيليين من بلادهم إلى أجزاء أخرى متفرقة في الأمبراطورية الأشورية (2 مل 17: 6) وسنحاريب (705 – 681 ق. م) وقد أخذ لخيش في يهوذا ولكنه لم يتمكن من أخذ أورشليم (2 مل 18: 3 – 19: 37). وأسرحدون (681 – 669 ق. م) وقد أتى بأناس من أجزاء متفرقة من أمبراطورية أشور وأسكنهم السامرة (عز4: 2). وأشور بانيبال وهو آخر الملوك العظام في أشور (669 – 626 ق. م) وقد نقل قوما من أجزاء أخرى متفرقة وأسكنهم في السامرة أيضا (عز4: 10) ويذكر ناحوم في نبواته 3: 8 و10 أن أسرحدون أخرب (نو أمون) في مصر. وفي النهاية تحالف البابليون والماديون وحاربوا الأشوريين وأخذوا مدينة نينوى سنة 612 ق. م. فحلت بابل محل أشور كالدولة العظمى في الشرق الأوسط.
ويشير كثيرون من أنبياء العهد القديم إلى أشور فيونان النبي وهو من أسرائيل وقام بعمله النبوي في أوائل القرن الثامن قبل الميلاد، ونادى في نينوى عاصمة أشور وأعلن قضاء الرب عليها ما لم تتب فتابت ورجعت عن شرها.
وتنبأ كل من عاموس (5: 27، 6: 14 وهو10: 6، 11: 5) بأن أشور ستغزو أسرائيل وتأخذ شعبها إلى السبي وبأن هذا هو قضاء الله العادل على شر إسرائيل. وجاء الوعد لآحاز الملك على فم إشعياء النبي بأن الأشوريين سينقذون يهوذا من الأراميين والأسرائيليين الذين كانوا قد تحالفوا لعمل حرب ضد يهوذا في ذلك الحين (أش7: 1 – 20) أي أنها الوسيلة التي يوقع بها الله العقاب على شعوب ذلك العصر، ولكنه يعلن بأن دور أشور لا بد آت وبأن العقاب سيحل بها لسبب كبريائها (أش10: 12). ولما حاصر الأشوريون أورشليم جاء الوعد للملك حزقيا على فم إشعياء النبي بأن الله سيدافع عن المدينة. وفعلا مات عدد كبير من جنود أشور وانسحب سنحاريب بقواته ونجت أورشليم (أش36 و37). وتعلن نبوة ناحوم مجيء الخراب الذي سيقع على نينوى حتما بسبب قسوتها في نهب وسلب وتخريب بلاد كثيرة.
وقد كان لأشور ثقافة ناهضة في كثير من النواحي المادية ولكنها كانت ناقصة كثيرا في النواحي الخلقية والمعنوية. واللغة الأشورية أحدى اللغات السامية، وهي قريبة الشبه جدا باللغة البابلية. وكان الأشوريون يكتبون على لوحات طينية أو حجرية وكانوا يكتبون أحرفا تشبه المسامير في شكلها ولذا سمي خطهم بالخط المسماري Cuneiform وكانوا يشبهون البابليين في كتابتهم. وتثبت السجلات الأشورية التاريخية الدقيقة الكثير من الحقائق المذكورة في أسفار العهد القديم وتؤيدها. وتكمل التاريخ المدون فيها وبخاصة في سفري الملوك وفي الأسفار النبوية. وقد حفظ الكثير من الآداب السومرية والبابلية في المكتبة الأشورية التي كانت في نينوى. ومن ضمن هذه الآداب قصة للطوفان فيها أوجه شبه كثيرة مع قصة الطوفان في أيام نوح.
أما في أقامة مبانيهم العامة فقد كان الأشوريون يستخدمون الحجارة واللبن، بينما كان البابليون يستخدمون اللبن فقط. وقد
أشوريم
وهو ابن ددان وحفيد إبراهيم وقطورة (تك25: 3) وتسمت إحدى القبائل باسمه إذ أنها من نسله.
الأشوريون
وقد أطلق هذا الاسم على:
1 – أحد الشعوب التي كانت من ضمن مملكة أشيبوشث بن شاول (2 صم 2: 9) وكانوا يحسبون بين جلعاد ويزرعيل وقد جاء ذكرهم في الترجوم الأرامي باسم (أشيرين) ويعتقد البعض أن هذا هو اسمهم الحقيقي.
2 – شعب مملكة أشور (أش19: 23).
أشعان
اسم عبري ومعناه (السند) وكان هذا اسما لقرية في جبال يهوذا ورد ذكرها مع دومة وحبرون (يش15: 52). ولا يعرف موقعها على وجه التحقيق.
إشعياء
ومعنى الاسم (الرب يخلص) وهو النبي العظيم الذي تنبأ في يهوذا في أيام عزيا ويوثام وآحاز وحزقيا – ملوك يهوذا. ويرجح أنه عاش إلى أن جاوز الثمانين من العمر، وامتدت مدة قيامه بالعمل النبوي إلى ما يزيد على الستين عاما. وكان اسم أبيه (آموص) (أش1: 1) ويقول التقليد العبري أن آموص هذا كان أخ أمصيا ملك يهوذا. ويتضح من تاريخ إشعياء أنه كان يسهل عليه الدخول إلى ملوك يهوذا والتحدث إليهم، ولذا فقد ظن بعضهم أنه لا بد كان من دم ملكي أو على الأقل كان ذو ثروة طائلة. وواضح أيضا أنه كان على ثقافة عالية. ويدل تاريخه على أنه كان يقطن أورشليم وأنه كان يعرف الهيكل والطقوس التي كانت تجري فيه تمام المعرفة. وفي سنة وفاة عزيا الملك (سنة 740 ق. م. تقريبا) رأى أشعياء في الهيكل رؤيا فيها رأى الله وسمع دعوة الله له للاضطلاع بالعمل النبوي (أش6: 1 – 7) ويدعو إشعياء امرأته بالنبية (أش8: 3) وقد أعطي ولداه اسمين رمزيين أحدهما (شَآرَ يَاشُوبَ) أي (البقية ترجع) (أش7: 3) والثاني (مَهَيْرَ شَلاَلَ حَاشَ بَزَ) أي (يعجل السلب ويسرع النهب) (أش8: 1).
وفي سنة 736 ق. م. تقريبا وعد إشعياء الملك آحاز بأن الله سينقذ يهوذا من الهجوم المزدوج الذي يشنه أسرائيل (المملكة الشمالية، وأرام) على يد أشور ولكنه في نفس الوقت أنذر بأن أشور ستخرب يهوذا أيضا (أش7) وبما أن آحاز رفض أن يقبل تعاليم إشعياء فقد سلم النبي شهادته ورسالته لتلاميذه (8: 16) ويظهر أنه اختفى من الحياة العامة إلى حين.
أما حزقيا الملك فقد أبدى قبولا لرسالة إشعياء ولما مرض حزقيا تنبأ إشعياء بشفائه (أش38). ولما أظهر حزقيا رسل مردوخ بلادان، ملك بابل، على كنوزه أنذره إشعياء بأن هذه الكنوز والأسرة الملكية في يهوذا ستحمل جميعها في يوم ما إلى بابل (أش39). وقد أخمدت جيوش سرجون الثاني ملك أشور، في سنة 711 ق. م. ثورة قامت في أشدود (أش20: 1) وقد قاوم إشعياء أي تحالف مع مصر ضد أشور (أش20 و30 و31) وقد مثل هذا الأنذار تمثيلا حيا واقعيا بأن سار حافي القدمين وليس عليه من الثياب سوى ثيابه الداخلية تشبها بما كانوا يفعلونه مع الأسرى (إش20: 2 – 4) ولكن بالرغم من احتجاجات إشعياء (أش14: 29 – 32) فإن يهوذا تحالف مع الفلسطينيين في شق عصا الطاعة على سنحاريب الذي خلف سرجون على عرش أشور. فأتى سنحاريب وأخذ معظم مدن يهوذا وحاصر أورشليم وقد تنبأ أشعياء أثناء الحصار بأن الرب لا بد منقذ المدينة. وفعلا اضطر سنحاريب إلى الانسحاب وقد ضرب ملاك الرب جيش الأشوريين ومات عدد كبير منهم وربما وقعت ضربة الله عليهم في شكل وباء حصد الكثيرين منهم (أش37).
ويذكر سفر (صعود إشعياء) وهو واحد من الأسفار غير القانونية أن إشعياء مات منشورا بالمنشار تنفيذا لأمر الملك منسى. ويعتقد البعض أن الرسالة إلى العبرانيين 11: 37 أشارة إلى استشهاد إشعياء، ولذا فربما كان دم إشعياء النبي من ضمن الدماء الزكية التي أراقها منسى في أورشليم (2 مل 21: 16).
ويعتبر إشعياء أعظم أنبياء العهد القديم قاطبة وذلك من عدة وجوه فأسلوبه الأدبي الرائع يعتبر أجمل ما ورد في العهد القديم. وعدد المفردات التي يستخدمها إشعياء يفوق أي مقدار في أي من أسفار العهد القديم. وغالبية سفر نبوات إشعياء شعر عبري راق. وبالإضافة إلى سفر نبواته فقد ورد في 2 أخ 26: 22 أنه كتب حياة الملك عزيا. وقد كتب حياة الملك حزقيا في سفر يدعى (رُؤْيَا إشَعْيَاءَ)
(2 أخ 32: 32). ولم تحفظ لنا هذه الأسفار التاريخية. ولكنها ربما كانت ضمن المصادر التي استقى منها كتاب الملوك وأخبار الأيام الكثير من معلوماتهم.
وكان إشعياء مصلحا اجتماعيا. ففي الأصحاحات من 1 – 5 نراه يلوم شعبه أشد اللوم، ويوبخهم أقسى التوبيخ بسبب رشوتهم وتعويجهم القضاء وظلمهم للمسكين (1: 23) ولأجل بذخهم وترفهم (3: 16 – 24) ولأجل طمعهم وجشعهم وسكرهم (5: 11 و12) ولأجل انعدام الأحساس الخلقي عندهم (5: 20).
أما كسياسي فقد أدرك إشعياء تمام الأدراك وبإرشاد روح الله شؤون عصره والأحوال التي كانت سائدة فيه. فقد رأى سقوط دمشق قبل وقوعه، وتنبأ عن سقوط السامرة قبلما سقطت. وكذلك تنبأ بامتداد سلطان الأشوريين على الشرق الأوسط (أش7). ورأى في المستقبل البعيد بابل والخطر المحدق منها بيهوذا (أش39). وقد أدرك أن ليس من الحكمة في شيء أن يعتمد يهوذا على مصر في معاونته ضد أشور (أش30 و31) وقد علم أشعياء بقوة أن الرب وحده هو سند الشعب ومعتمده وحليفه (أش37).
أما آراء أشعياء اللاهوتية فقد ارتفعت إلى السماء الأعلى. فآراؤه عن الله سامية للغاية. فقد رأى الله مثلث القداسة (قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ) (أش6: 3). ومن ضمن عباراته التي يتميز بها سفره هو وصفه لله بأنه (قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ) (أش1: 4) وكذلك علم بوضوح أن للعالم كله إله ورب واحد الأله ال
أشفنز
ويرجح أنه اسم فارسي معناه (ضيف) وهو رئيس الخصيان في عصر الملك نبوخذنصر في بابل (دا1: 3) وقد عهد إلى أشفنز أمر تعليم دانيال وغيره من الشبان الإسرائيليين الأشراف الذين أخذوا في السبي.
أشكناز
وكان هذا:
1 – اسم ابن جومر وحفيد يافث (تك10: 3).
2 – اسم شعب، يرجح جدا أنهم من نسل أشكناز بن جومر ويذكر إرميا أن أشكناز وأراراط ومِنّي ممالك (إر51: 27) وهي في إرمينيا. ويتنبأ أنه سيكون لهذه الممالك نصيب في سقوط بابل. وقد ورد في بعض النقوش الأشورية ذكر لشعب له اسم يشبه هذا الاسم ويقطن أقليم إرمينيا. وكان اليهود في القرون الوسطى يعتقدون أن أشكناز هي ألمانيا ولذا فكانوا يدعون يهود شرقي أوربا أشكنازيم.
أشكول
اسم عبري ومعناه (عنقود من العنب) وقد ورد أنه:
1 – اسم رجل أموري كان يسكن بالقرب من حبرون وقد ساعد أخواه عانر وممرا أبرام في أنقاذ لوط (تك14: 13 و24).
2 – اسم واد بالقرب من حبرون. ومنه أحضر الجواسيس الذين أرسلهم موسى، عنقود عنب كبير الحجم ثقيل الوزن بحيث لزم رجلان لحمله (عد13: 23 و24، 32: 9 وتث1: 24) والمنطقة الواقعة شمالي حبرون لا زالت إلى اليوم مشهورة بكرومها.
أشير
اسم عبري ومعناه (سعيد) أو (مغبوط) وقد ورد أنه:
1 – اسم الابن الثامن من بين أبناء يعقوب والثاني من بين أبناء زلفة أمة ليئة وعند ولادته قالت ليئة “بِغِبْطَتِي لأَنَّهُ تُغَبِّطُنِي بَنَاتٌ” ودعت اسمه أشير (تك30: 12 و13) وعندما ذهب أشير مع يعقوب إلى مصر كان معه أربعة أولاد وابنة واحدة (تك46: 17) وقد تنبأ يعقوب بالنجاح لأشير (تك49: 20).
2 – اسم واحد من أسباط إسرائيل كان أمراؤه من نسل أشير. وعندما كان يحل إسرائيل في خيامه في البرية كان مكان أشير إلى شمال خيمة الاجتماع مع دان ونفتالي. وكان رئيس سبط أشير في ذلك الحين فجعيئيل بن عكرن (عد2: 27) وكان ممثل سبط أشير بين الجواسيس الذين ذهبوا ليتجسسوا على أرض كنعان هو ستور ابن ميخائيل (عد13: 13) وقد تنبأ موسى بالوعد بأن أشير يغمس في الزيت قدمه (تث33: 24) وقد تحقق هذا الوعد في أن الأرض التي أصبحت من نصيب أشير كانت غنية بأشجار الزيتون. وقد امتدت المنطقة التي عينت نصيبا لأشير على ساحل البحر الأبيض المتوسط من (دور) جنوبي الكرمل إلى حدود صيدون (يش19: 24 – 31) وكان حد أشير الجنوبي يلامس القسم الغربي من منسى، أما الحد الشرقي لأشير فكان يلامس زبولون ونفتالي وكانت فينيقية تحده من الشمال. ولكن لم يتمكن أشير من طرد الكنعانيين من المدن الساحلية مثل عكة وصور وصيدون. ولم يشترك سبط أشير مع دبورة وباراق في حربهما ضد الكنعانيين في حاصور (قض5: 17) وحتى عصر داود وسليمان كانت لا تزال معظم المنطقة المعينة لأشير في قبضة الفينيقيين. وكان سبط أشير أحد الأسباط الشمالية التي انفصلت عن يهوذا في عصر رحبعام. وقد كان الأشيريون ضمن الذين أخذتهم أشور في السبي بعد أن غزت المملكة الشمالية في القرن الثامن ق. م. ونعلم من 2 أخ 30: 11 أن بعضا من سبط أشير أصغوا إلى دعوة حزقيا في يهوذا ليذهبوا إلى أورشليم في الفصح.
وكانت حنة النبية التي ابتهجت بظهور المسيح في الهيكل (لو2: 36 – 38) من سبط أشير.
أشيما
اسم إلهة سورية. وقد صنع أهل حماة، الذين أتى بهم الأشوريون وأسكنوهم في السامرة، تمثالا لهذه الألهة (2 مل 17: 30) وقد ترجمت الكلمة (أشمث) في عا8: 14 بكلمة (ذَنْبِ) وهي تشبه كثيرا اسم هذه الإلهة ويحتمل أنها تشير إليها.
أصبون
اسم عبري ولا يعرف معنى هذا الاسم على وجه التحقيق. وقد ورد أنه:
1 – اسم ابن جاد (تك46: 16) ويدعى في عد26: 16 (أزني).
2 – اسم ابن بالع بن بنيامين (1 أخ 7: 7).
أصليا
اسم عبري وربما معناه (من أعطاه الرب شرفا) وهو ابن مشلام وأبو شافان الكاتب (2 مل 22: 3 و2 أخ 34: 8).
أطاد
اسم كنعاني معناه (شوك) وهو اسم بيدر يقع شرقي الأردن حيث ناح يوسف وأخوته على أبيهم يعقوب سبعة أيام، قبل ذهابهم إلى مغارة المكفيلة لدفنه هناك. ولما رأى الكنعانيون مناحة هذه الجماعة من مصر أطلقوا على المكان اسم آبل مصرايم ومعناها (مرج مصر أو نوح مصر) ولا يعرف الآن موقعها على وجه التحقيق (تك50: 10 و11).
أطير
اسم عبري ويرجح أن معناه (من يغلق) والاسم على هذه الصورة ورد في الترجمة العربية في نح7: 21 أما صيغته في العبرية فهي نفس صيغة آطير الواردة في عز2: 16. انظر (آطير).
أغابوس
ربما كانت الكلمة من أصل عبري معناها (المحبوب) وأغابوس نبي مسيحي كان في أورشليم في عصر الرسل الأول وذهب إلى أنطاكية وتنبأ بجوع عظيم. وقد حدث هذا الجوع في أيام كلوديوس قيصر (أع11: 28) ولما مر بولس بقيصرية في رحلته الأخيرة إلى أورشليم جاء أغابوس من اليهودية وربط يديه ورجليه بمنطقة بولس وحذر الرسول من أنهم سيقيدونه هكذا متى وصل إلى أورشليم (أع21: 10 و11) ويقول التقليد أن أغابوس كان واحدا من السبعين تلميذا الذين أرسلهم المسيح (لو10: 1).
أغريباس
اسم لاتيني ويدعى الملك هيرودوس أغريباس الثاني في أع25: 13 – 26: 32 بهذا الاسم. وقد ولد حوالي عام 27 م. وهو ابن هيرودوس أغريباس الأول انظر (هيرودوس) واسم أمه قبرس، وهو أيضا حفيد هيرودوس الكبير. وكانت لأختيه دروسلا وبرنيكي سمعة سيئة. وقد حامت حول برنيكي شبهات بأنها على علاقة فاسدة مع أخيها أغريباس. وقد تربى أغريباس في بيت الأمبراطور في روما. وقد أيد التماسات اليهود من الأمبراطور عدة مرات. وبعد موت عمه هيرودوس ملك كالكس، عينه الأمبراطور كلوديوس حاكم ولاية (تترارخ) في هذا الأقليم في سنة 48 م. وفي سنة 52 م. نقله إلى مملكة أكبر مكونة من مملكة عمه هيرودوس فيلبس بما في ذلك بتانيا وتراخونيتس بالأضافة إلى غالونيتس وأبلين وكل المقاطعات الواقعة شمالي بحر الجليل وشرقيه. وفي سنة 55 م. أضاف الأمبراطور نيرون مدينتي طبرية وتاريختا في الجليل، ويولياس وبعض المدن المستقلة في بيرية إلى مملكة أغريباس.
ولما أصبح فستوس واليا رومانيا على اليهودية جاء أغريباس وبرنيكي إلى قيصرية لتحيته (أع25: 13) وكان بولس الرسول في هذا الوقت سجينا من أجل اتهامات كاذبة اتهمه بها قادة اليهود. وقد طلب أغريباس أن يسمع بولس (أع25: 22) فخاطب بولس أغريباس كما يخاطب إنسانا ملما بعوائد اليهود (أع26: 3) وكمن يؤمن بنبوات العهد القديم (26: 27) وقد قال أغريباس أنه كان من الممكن إطلاق سراح بولس لو لم يكن قد رفع دعواه إلى قيصر.
وقد حذر أغريباس اليهود بأنهم عبثا يحاولون التمرد على روما. فلما اشتعلت نيران الثورة ضد روما حارب أغريباس إلى جانب روما ضد اليهود الثائرين. وبعد سقوط أورشليم أصبحت مملكة أغريباس تحت حكم روما عن طريق غير مباشر. وقد انتقل أغريباس مع برنيكي إلى روما حيث منح لقب Praetor (بريتور) أو والي من درجة ممتازة ومات في روما حوالي سنة 100 ميلادية.
أفبولس
اسم يوناني معناه (حسن النصح) وقد ورد هذا الاسم في الترجمة العربية اليسوعية للكتاب المقدس (أوبولس) وهو مسيحي كان في رومية وأرسل تحيات مع بولس الرسول إلى تيموثاوس (2 تي 4: 21).
أفرستكيون وأفرسكيون
أسماء فارسية معناها (موظفون) وقد استخدمت هذه الكلمات الفارسية فيما وراء النهر (سوريا وفلسطين) للذين اشتركوا في الكتابة لأرتزركسيس وداريوس ضد اليهود الذين كانوا يبنون أورشليم (عز4: 9، 5: 6، 6: 6). وقد كان الاعتقاد السائد قبلا أن هذه الكلمات أسماء لقبائل، وهذا هو المعنى الذي تقصده الترجمة العربية الحالية للكتاب المقدس (ترجمة فانديك).
أفايم
كلمة عبرية معناها (المنخران) وهي اسم ابن ناداب من سبط يهوذا (1 أخ 2: 30 و31).
أفلال
كلمة عبرية معناها (فطن) وهي اسم ابن زاباد من سبط يهوذا (1 أخ 2: 37).
أفنيكي
كلمة يونانية معناها (الأرادة المنتصرة) ويكتب هذا الاسم في الترجمة العربية اليسوعية للكتاب المقدس بصورة (أونكة) وهو اسم أم تيموثاوس، وابنة لوئيس على الأرجح (2 تي 1: 5) وكانت يهودية تزوجت يونانيا. ونراها ضمن المؤمنات المسيحيات عندما زار بولس لسترة في رحلته التبشيرية الثانية. (أع16: 1) ولذا فربما قبلت الإيمان المسيحي هي وأمها لوئيس وابنها تيموثاوس أثناء زيارة بولس الرسول الأولى للسترة (أع14: 21). ولقد كانت أمينة في تلقين ابنها تيموثاوس الكتب المقدسة وتعليمه فيها (2 تي 3: 14 و15) ولذا فقد ساعدت على أعداده للخدمة في الكنيسة.
أفودية
كلمة يونانية معناها (رحلة موفقة) وهي اسم امرأة مسيحية في فيلبي وقد ساعدت الرسول بولس كثيرا في عمل الأنجيل (في4: 3) ونرى الرسول بولس في في4: 2 يحثها وزميلتها في العمل المسيحي أن تفتكرا فكرا واحدا في الرب.
أفيح
كلمة عبرية وربما كان معناها (نافوخ) أو الجزء اللين في رأس الرضيع. وهي اسم رجل بنياميني من أسلاف الملك شاول
(1 صم 9: 1).
أكال
كلمة عبرية معناها (أنا قوي) وهي اسم رجل وجه أجور إليه وإلى إيثيئيل كلامه في أم30: 1. ونلاحظ أن كل الأمثال في الأصحاح الثلاثين موجهة إلى شخص ما، ففسر رجال (المازورة) أو كتبة اليهود هذا الاسم كاسم علم. أما الترجمة السبعينية وغيرها من الترجمات اليونانية القديمة فقد فسرت هذا الاسم كفعل معناه (لقد فنيت) ويرجح أنها مخطئة في هذا التفسير.
أكليمندس
اسم لاتيني معناه (رقيق أو رحيم) وهو رجل مسيحي في فيلبي وكان عاملا مع بولس الرسول (في4: 3) ويرجح أنه يختلف عن أكليمندس أحد مسيحيي روما الذي كتب رسالة إلى الكنيسة في كورنثوس حوالي عام 90 م.
أكيلا
اسم لاتيني معناه (نسر) وهو يهودي ولد في بنتس من أعمال آسيا الصغرى. وقد قبل الإيمان المسيحي وأصبح زميلا لبولس في الخدمة. وقد أقام أكيلا وزوجته بريسكلا مدة من الزمن في رومية ولكنهما اضطرا لترك المدينة عندما أصدر الأمبراطور كلوديوس أمرا إلى كل سكانها من اليهود بتركها. فانتقل إلى كورنثوس حيث أخذ معه صناعته وهي صناعة الخيام. وقد أقام معه بولس هناك لأنه كان من أبناء صناعته ويحتمل أنه عن طريق شهادة الرسول قبل أكيلا وامرأته بريسكلا الإيمان المسيحي (أع18: 1 – 3) وقد رافقه في السفر من كورنثوس إلى أفسس (أع18: 18 و19) ونقرأ في 1 كو 16: 19 أنهما اشتركا مع الرسول في إرسال تحياتهما من آسيا، ويرجح أنهما كانا في ذلك الحين في أفسس حيث كانت الكنيسة تجتمع في بيتهما. وقد قابلا أبلوس في أفسس وعلماه بأكثر وضوح عن تعاليم المسيحية (أع18: 26) وقد رجعا فيما بعد إلى رومية لأننا نجد بولس يرسل إليهما تحياته إلى رومية (رو16: 3) ويرجح أنهما كانا في أفسس مرة ثانية عندما أرسل إليهما الرسول تحياته في 2 تي 4: 19.
الأسكندر
اسم يوناني معناه (حامي البشر) وقد ورد هذا:
1 – اسما للأسكندر الكبير ملك مكدونيا (336 – 323 ق. م) وفاتح أمبراطورية الفرس. ويقول يوسيفوس المؤرخ اليهودي الذي عاش في القرن الأول الميلادي أن الأسكندر بعد أن أخذ غزة ذهب إلى أورشليم وهناك تقابل مع رئيس الكهنة جدوع الذي أخبر الأسكندر بالنبوات الخاصة به في سفر نبوات دانيال. وتمثل الرؤيا الواردة في دا 8 بلاد اليونان في شكل تيس من الماعز قرنه الأول العظيم رمز للأسكندر الكبير (عدد 21) وأنه هو الملك الجبار المذكور في دا 11: 3. ويقول يوسيفوس أن الأسكندر منح اليهود عدة امتيازات. ولما ذهب الأسكندر إلى مصر زار هيكل زيوس – أمون في واحة سيوة، وقد أعلنت النبوة أنه ابن لذلك الإله. ولذا فنراه يظهر بعد ذلك على قطع النقود وله قرنا كبش الإله المصري آمون، وجلد الأسد الذي للإله اليوناني هيركليز الذي كان ابنا لزيوس وبسبب قطع العملة هذه دعا القرآن الأسكندر بذي القرنين (سورة 18: 83 و86 و89). وقد مات الأسكندر في بابل في سن الثالثة والثلاثين – وهي نفس السن التي صلب فيها المسيح. وكما أشار سفر دانيال 8: 22، 11: 4 أنه بعد موت الأسكندر ستنقسم مملكته بين قواده الأربعة هكذا حدث. أما الأثر الباقي لفتوحاته فهو انتشار اللغة اليونانية في كل ربوع الشرق الأدنى. ولذا فقد مهدت الطريق للترجمة السبعينية اليونانية للعهد القديم. وكذلك مهدت الطريق لكتابة العهد الجديد باللغة اليونانية. وقد كانت هذه اللغة شائعة في كل الأقطار ما حول شرقي البحر الأبيض المتوسط وكان يفهمها معظم شعوب تلك البقاع.
2 – ألكسندرس ابن سمعان القيرواني الذي حمل صليب المسيح (مر15: 21) ويظن الكثيرون أن ألكسندرس ذكر في هذه المناسبة لأنه كان مسيحيا.
3 – الأسكندر أحد أقرباء رئيس الكهنة حنان، وعضو في المجلس الذي فحص بطرس ويوحنا (أع4: 6).
4 – أسكندر رجل يهودي من أفسس حاول أن يدافع عن اليهود أمام الشعب في المسرح (أع19: 33).
5 – أسكندر رجل من أفسس صار مسيحيا ولكنه ترك الإيمان الصحيح والأخلاق القويمة ولذلك وبخه الرسول بولس أشد التوبيخ ويوقع عليه دينونة (1 تي 1: 20).
6 – أسكندر رجل نحاس في أفسس قاوم تعاليم الرسول بولس ورفاقه (2 تي 4: 14 و15) ويحتمل أن أسكندر هذا والمذكور في
(1 تي 1: 20) هما شخص واحد.
ألحانان
اسم عبري معناه (الله حنان) وهو اسم:
1 – ابن ياعور وهو الذي قتل أخا جليات الجتي (1 أخ 20: 5) وقد ورد في 2 صم 21: 19 أن أباه بيت لحمي وأن ألحانان نفسه هو الذي قتل جليات ولكن من الواضح أنه يقصد (قَتَلَ أَخَا جُلْيَاتَ).
2 – رجل بيت لحمي هو ابن دودو وأحد أبطال داود الثلاثين (2 صم 23: 24 و1 أخ 11: 26).
ألداد
اسم عبري معناه (من أحبه الله) وهو واحد من الشيوخ السبعين الذين انتخبوا لمعاونة موسى في القضاء لبني أسرائيل في البرية. ولم يذهب ألداد وميداد إلى خيمة الاجتماع مع الشيوخ الآخرين ولكن روح الرب حل عليهما أيضا وتنبأ كلاهما وقد أراد يشوع أن يمنع ألداد من أن يتنبأ ولكن موسى أنب يشوع وقال: (يَا لَيْتَ كُلَّ شَعْبِ الرَّبِّ كَانُوا أَنْبِيَاءَ) (عد11: 24 – 29).
ألدعة
اسم عبراني معناه (من دعاة الله) وهو ابن مديان (تك25: 4 و1 أخ 1: 33).
ألزاباد
اسم عبراني معناه (قد أنعم الله) وهو:
1 – رجل جادي محارب أتى إلى داود (1 أخ 12: 8 و12).
2 – لاوي من أسرة عوبيد أدوم وكان من حراس الأبواب في بيت الرب في أورشليم (1 أخ 26: 7).
ألصافان أو أليصافان
اسم عبراني معناه (الله قد أخفى) وهو ابن عزيئيل ورئيس القهاتيين في البرية (خر6: 18 و22 وعد3: 30) وقد ساعد في نقل جسمي ناداب وأبيهو إلى خارج المحلة (لا10: 4) وقد اتخذ أحد بيوت الآباء اسمه منه (1 أخ 15: 8 و2 أخ 29: 13) وقد ورد اسمه في سفر العدد وسفر أخبار الأيام بصورة أليصافان ومعناه مثل ألصافان تماما.
ألعاد
اسم عبراني معناه (الله قد شهد) وهو ابن أفرايم. وقد قتل هو وأخوه عزر عندما حاولا سرقة ماشية رجال جت، وقد ناح عليهما أفرايم أبوهما أياما كثيرة (1 أخ 7: 21 و22).
ألعادا
اسم عبراني معناه (من جمله الله) وهو ابن تحث من سبط أفرايم (1 أخ 7: 20).
ألعازار
اسم عبري معناه (الله قد أعان) وقد ورد:
1 – اسم ابن هارون الثالث (خر6: 23) وقد كرس كاهنا مع أبيه وأخوته (خر28: 1) وقد منع موسى ألعازار من النوح والظهور بمظهر الحزن عند موت أخويه ناداب وأبيهو فقد قتلا عندما قربا نارا غريبة (لا10: 1 – 7) وقد أصبح حينئذ ألعازار رئيس اللاويين، وثانيا لهارون في السلطة الكهنوتية (عد3: 32) وقبل موت هارون مباشرة نقل موسى ثياب الكهنوت ووظيفته إليه (عد20: 25 – 28
وتث10: 6) وظل في هذه الوظيفة بقية حياة موسى ومدة قيادة يشوع. وقد كان له نصيب كبير في توزيع أرض كنعان بالقرعة على أسباط أسرائيل (يش14: 1) وقد دفن في جبعة التي يمتلكها ابنه فينحاس في جبل أفرايم (يش24: 33) وقد خلفه في رئاسة الكهنوت ابنه فينحاس (قض20: 28).
2 – اسم لاوي من عشيرة مراري من بيت محلي. وقد مات دون أن يعقب ابنا وقد تزوجت بناته أبناء عمهن (1 أخ 23: 21 و22، 24: 28 وقارنه مع عد36: 6 – 9).
3 – اسم ابن أبيناداب. وقد كرس رجال قرية يعاريم ألعازار لأجل حراسة التابوت عندما أرسل إليهم من بيتشمس (1 صم 7: 1).
4 – اسم أحد أبطال داود وهو ابن دودو بن أخوخي (2 صم 23: 9 و1 أخ 11: 12).
5 – اسم كاهن وهو ابن فينحاس وقد ساعد رئيس الكهنة في عصر عزرا (عز8: 33).
6 – اسم كاهن كان أحد الذين خدموا كعازفين على الآلات الموسيقية عند تدشين سور أورشليم في عصر نحميا (نح12: 27 و42). ويظن بعضهم أنه نفس الرجل المذكور في عز8: 33.
7 – اسم ابن فرعوش. وقد أقنعه عزرا أن يخرج امرأته الغريبة (عز10: 18 و25).
8 – اسم ابن متثيا الكاهن وأخي يهوذا المكابي انظر الأبوكريفا (1 مكابيين 2: 5) وفي المعركة التي حدثت بين يهوذا والسوريين في بيت زكريا ذهب إلى أحد فيلة السوريين ظانا أن الملك على هذا الفيل ونزل تحته وقتله فسقط عليه الفيل ومات في مكانه
(1 مكابيين 6: 43 – 46).
9 – اسم ابن أليهود وأحد أسلاف يسوع المسيح (مت1: 15) وقد ورد بصورة أليعازار وورد في الترجمة اليسوعية للكتاب المقدس بصورة ألعازار.
إلعاسة
اسم عبراني معناه (قد صنع الله) وهو:
1 – اسم رجل من نسل يهوذا ومن نسل يرحمئيل (1 أخ 2: 39).
2 – اسم رجل من نسل شاول ويوناثان ابنه (1 أخ 8: 33 – 37، 9: 43) وقد ورد ذكره في هذا النص الأخير بصورة (ألعسة).
3 – اسم ابن لشافان وقد حمل هو وجمريا بن حلقيا رسالة من أرميا في أورشليم إلى المسبيين في بابل (إر29: 1 – 3).
4 – اسم ابن فشحور وقد أقنع عزرا ألعاسة أن يخرج امرأته الغريبة (عز10: 19 و22).
إلعوزاي
اسم عبري معناه (الله قوتي) وهو أحد الأبطال الذين جاءوا إلى داود في صقلغ (1 أخ 12: 1 و5).
ألفالط
اسم عبري معناه (الله نجاة) وهو ابن داود (1 أخ 14: 5) وقد ورد ذكره في 1 أخ 3: 6 بصورة (أليفالط).
ألفعل
اسم عبري معناه (الله قد فعل) وهو رجل بنياميني ابن شحرايم وكان رئيس بيت من بيوت الآباء (1 أخ 8: 1 و8 و11 و12 و18).
ألقانة
اسم عبري معناه (الله قد خلق) أو (اقتنى) وقد ورد:
1 – اسم لاوي من عشيرة قهات، من بيت يصهار ومن القورحيين. وكان أخا لأسير وأبياساف (خر6: 24 و1 أخ 6: 23 و36).
2 – اسم لاوي من نفس العشيرة والبيت والفرقة مثل سابقه وهو ابن يوئيل (1 أخ 6: 36).
3 – اسم لاوي من نفس العشيرة والبيت والفرقة مثل سابقه وهو ابن نحث (1 أخ 6: 26 و35).
4 – اسم لاوي من نفس العشيرة والبيت والفرقة مثل سابقه وهو ابن يروحام. وكان من أرض أفرايم الجبلية وكان يقيم في رامتايم صوفيم وكان زوجا لفننة وحنة، وهو أبو صموئيل من زوجته حنة (1 صم 1: 1، 2: 11 و20 و1 أخ 6: 27 و34).
5 – اسم لاوي من القورحيين كان يقطن في بنيامين وقد جاء إلى داود وهو في صقلغ (1 أخ 12: 1 و6).
6 – اسم أحد حراس الأبواب للتابوت في عصر داود (1 أخ 15: 23).
7 – اسم أحد الموظفين البارزين في بلاط الملك آحاز وكان يلقب (ثاني الملك) (2 أخ 28: 7).
8 – اسم لاوي كان يقطن قرية من قرى النطوفاتيين (1 أخ 9: 16).
ألون
اسم عبري معناه (بلوطة) وهو اسم ابن يدايا من سبط شمعون (1 أخ 4: 37).
ألون باكوت
اسم عبراني معناه (بلوطة البكاء) وهو اسم بلوطة بالقرب من بيت إيل وقد دفنت تحتها دبورة مرضعة رفقة (تك35: 8).
ألموداد
اسم عبراني معناه (الله صديق) وهو اسم ابن يقطان من نسل سام (تك10: 26 و1 أخ 1: 20) وربما قطن هو ونسله جنوبي بلاد العرب.
ألمودام
وهو ابن عير من سلسلة نسب يسوع المسيح (لو3: 28).
ألناثان
اسم عبري معناه (الله أعطى) وهو اسم:
1 – أبي نحوشتا أم الملك يهوياكين (2 مل 24: 8) وقد سكن في أورشليم ويرجح أنه نفس الأمير ألناثان الذي أرسله الملك يهوياقيم إلى مصر (إر36: 12 و25).
2 – 4 – ثلاثة لاويين. الأولان رئيسان والثالث معلم دعاه عزرا إلى نهر أهوا في بابل ليعدوا العدة للرجوع إلى أورشليم (عز8: 15 و16).
ألنعم
اسم عبراني معناه (الله سرور) وهو أبو يريباي ويوشيا وهما بطلان من أبطال جيش داود (1 أخ 11: 46).
الله
هذا اسم الإله خالق جميع الكائنات والحاكم الأعظم لجميع العوالم، والواهب كل المواهب الحسنة. والله (روح غير محدود، أزلي غير متغير في وجوده وحكمته وقدرته وقداسته وعدله وجودته وحقه)، وهو يعلن لنا نفسه بطرق متنوعة وفي أحوال مختلفة متباينة فيظهر لنا في أعماله، وتدبير عنايته (رو1: 20) ولكنه يتجلى غاية التجلي ويظهر ذاته في الكتب المقدسة. وقد أعلن لنا نفسه بأجلى بيان وعلى أكمل كيفية في شخص ابنه الوحيد مخلصنا يسوع المسيح وعن طريق حياته وأعماله.
وفي تأملنا في الله نتدبر الأمور الآتية:
1 – أسماء الله: ويوجد في العهد القديم باللغة العبرية ثلاث مترادفات رئيسية لاسم الجلالة وهي (ألوهيم) و(يهوه) و(أدوناي). فالاسم الأول مستعمل كثيرا في الأصحاح الأول من سفر التكوين. ويكثر استعماله في مز42 – 72 تلك المزامير التي سميت بمزامير إلوهيم. ويستعمل على التبادل مع الاسمين الآخرين فيما بقي من أسفار العهد القديم. ويدل هذا الاسم على صفة الله كالخالق العظيم، وعلى علاقته مع جميع شعوب العالم من أمم ويهود. أما الاسم الثاني فيدل على علاقة الله مع بني إسرائيل وهو إله تابوت العهد وإله الرؤيا والأعلان وإله الفداء. أما أدوناي فتستعمل في مخاطبة الله بخشوع ووقار وهيبة. وكان اليهود يستعملون أدوناي عوضا عن يهوه وهي كلمة لم يكونوا يلفظونها على الأطلاق. غير أن هذه الكلمات الثلاث لا ترد في الترجمة العربية بصيغها العبرانية، أنما تستعمل بدلا منها ألفاظ الله ويهوه والرب أو السيد.
2 – طبيعة الله: الله واحد وهو ثلاثة أقانيم متساوية في الجوهر (مت28: 19 و2 كو 13: 14)، الله الآب، والله الابن، والله الروح القدس، فالآب هو الذي خلق العالمين بواسطة الابن، (مز33: 6 وكو1: 16 وعب1: 2) والابن هو الذي أتم الفداء وقام به، والروح القدس هو الذي يطهر القلب والحياة، غير أن الأقانيم الثلاثة يشتركون معا في جميع الأعمال الإلهية على السواء. ولا تظهر عقيدة التثليث واضحة كل الوضوح في العهد القديم كما تظهر في العهد الجديد. وقد أشير إلى التثليث في تك1 حيث ذكر (الله) و(روح الله) إلخ (قابل مز33: 6 ويو1: 1 و3) و(الحكمة الإلهية) المتجلية في أمثال 8 تقابل (الكلمة) في يو 1. وهي تشير إلى الأقنوم الثاني في اللاهوت، وتطلق الصفات الإلهية على كل أقنوم من هذه الأقانيم الثلاثة على حدته.
3 – وحدة الله: وهذه ظاهرة بوضوح وجلاء في العهد القديم كما تظهر أيضا في العهد الجديد. غير أن التثليث أمر بين واضح في العهد الجديد ويشار إليه ويفهم ضمنا في العهد القديم. وأعظم داع لأبراز وحدة الله هو أظهار خطأ أشراك آلهة أخرى معه، ومنع عبادة الأوثان التي كانت كثيرة الشيوع في الأزمنة الأولى قديما. ففي تث6: 4 يدعى الله (رَبٌّ وَاحِدٌ) ويدعى في العهد القديم أيضا (الإله الحي) تمييزا له عن آلهة الوثنيين الباطلة. والاعتقاد بأن الله واحد بين جدا وجلي في الديانة اليهودية كما أنه بين جدا في الديانة المسيحية.
4 – صفات الله: وتظهر صفات الله وأعماله، فقد أكمل جميع الكائنات فهو قدوس (يش24: 19) لا يفنى (1 تي 1: 17) حاضر في كل مكان (مز139: 7 وأع17: 24) قدير (تك17: 1) غير متغير (مز102: 26) عادل (أر9: 24) رحوم (مز136) حكيم (أي12: 13) وهو محبة (1 يو 4: 16) وهناك كثير من الصفات غير هذه التي تظهر في أعماله التي تفوق إدراك العقل البشري وتزيد عن الحصر.
أليآب
اسم عبراني معناه (الله أب) وهو اسم:
1 – ابن حيلون ورئيس سبط زبولون في البرية (عد1: 9، 2: 7، 7: 24 و29، 10: 16).
2 – اسم رجل رأوبيني، وهو ابن فالت وأبي داثان وأبيرام (عد16: 1 و12).
3 – اسم رجل لاوي من أسلاف صموئيل (1 أخ 6: 27) ويدعى في 1 صم 1: 1 (أَلِيهُو) وفي 1 أخ 6: 34 يدعى (إِيلِيئِيل).
4 – اسم أخي داود الأكبر، وكان طويل القامة ولكن لم تكن روحه كروح داود (1 صم 16: 6 و7، 17: 13) وقد استهان بداود قبل مبارزته لجليات (1 صم 17: 28 و29) وقد تزوج رحبعام الملك محلة بنت يريموث أحد أبناء داود، وأبيجايل بنت أليآب بن يسى
(2 أخ 11: 18).
5 – أحد الرجال المحاربين في جاد وقد جاء إلى داود في صقلغ (1 أخ 12: 1 و8 و9).
6 – لاوي كان عازفا على الآلات الموسيقية وحارسا للباب في مقدس الرب في زمان داود (1 أخ 15: 12 و16 و20).
ألياساف
اسم عبري معناه (من زاده الله):
1 – وقد كان رئيسا لبني جاد عند الأحصاء الثاني (عد1: 14، 2: 14، 7: 42 و47، 10: 20).
2 – اسم لاوي كان رئيسا لبيت الجرشونيين (عد3: 24).
ألياشيب
اسم عبري معناه (من يرده الله) وهو اسم:
1 – كاهن في عصر داود وأحد أسلاف الفرقة الحادية عشرة في الكهنوت (1 أخ 24: 1 و12).
2 – لاوي مرنم من ضمن الذين أقنعهم عزرا بترك زوجاتهم الغريبات (عز10: 10 و19 و24).
3 و4 – اسم لرجلين أحدهما ابن زنو والآخر ابن باني وقد أقنعهما عزرا أن يتركا زوجتيهما الغريبتين (عز10: 27 و36).
5 – ابن يوياقيم وقد خلف أباه كرئيس للكهنة (نح12: 10) وقد عاش في عصر نحميا وأعاد هو والكهنة بناء باب الضأن في أورشليم (نح3: 1 و20 و21) وقد دخل في علاقة قرابة عن طريق الزواج مع طوبيا العموني وتزوج حفيده من ابنة سنبلط الحوروني (نح13: 4 و28) وبما أنه لم يكن متمسكا في أمر الانفصال بين اليهود والأمم فقد عين مخدعا في الهيكل لطوبيا بسبب قرابته له (نح13: 5).
6 – ابن أليوعيني وواحد من نسل زربابل (1 أخ 3: 24).
ألياقيم
اسم عبري معناه (من يثبته الله) وهو اسم:
1 – ابن مليا أحد أسلاف يسوع المسيح (لو3: 30).
2 – ابن حلقيا وكان على بيت الملك حزقيا. وكان واحدا من ثلاثة أرسلهم حزقيا ليجتمعوا مع ربشاقي القائد الأشوري الذي كان يحاصر أورشليم (2 مل 18: 18 و26 و37 وإش36: 3 و11 و22) ثم من بعد هذا أرسل حزقيا ألياقيم والرسولين الآخرين معه إلى أشعياء النبي ليخبروه بجواب ربشاقي (2 مل 19: 2 وإش37: 2) وقد امتدح أشعياء ألياقيم جدا (أش22: 20 – 25).
3 – ابن يوشيا وخليفته على عرش يهوذا وقد ملكه نخو فرعون مصر على يهوذا وغير اسمه إلى يهوياقيم (2 مل 23: 34 و2 أخ 36: 4).
4 – واحد من الكهنة الذين اشتركوا في خدمة تدشين سور أورشليم في عصر نحميا (نح12: 27 و41).
5 – ابن أبيهود واحد من أسلاف يسوع المسيح (مت1: 13).
إليئيل وأيليئيل
وهما اسم واحد في الأصل العبري ومعناه (إيل هو الله) وهو اسم:
1 – لاوي ابن توح ومن القهاتيين وأحد أسلاف صموئيل النبي ويدعى أيضا أليآب وأليهو (1 أخ 6: 1 و34).
2 – رجل من محويم وأحد أبطال جيش داود (1 أخ 11: 26 و46).
3 – اسم رجل آخر من أبطال جيش داود (1 أخ 11: 47).
4 – اسم رجل من جاد وقد جاء إلى داود إلى صقلغ (1 أخ 12: 11).
5 – اسم لاوي هو ابن حبرون. وقد عاش في زمان داود (1 أخ 15: 9 و11).
6 – اسم رجل بنياميني وهو ابن شمعي (1 أخ 8: 20 و21).
7 – اسم رجل بنياميني وهو ابن شاشق (1 أخ 8: 22 و25).
8 – اسم رئيس في نصف سبط منسى الذي سكن شرقي الأردن (1 أخ 5: 24).
9 – اسم أحد المشرفين على العشور والتقدمات في زمان حزقيا (2 أخ 31: 13).
أليحبا
اسم عبري معناه (من يخبئه الله) وهو شعلبوني وأحد أبطال داود (2 صم 23: 32 و1 أخ 11: 33).
أليحورف
اسم عبري وربما كان معناه (الله يعطي الخريف الثمر) وهو كاتب سليمان (1 مل 4: 3).
أليداد
اسم عبري معناه (من يحبه الله) وكان أحد رؤساء سبط بنيامين عندما كان بنو إسرائيل يحلون في شطيم قبل دخولهم أرض كنعان. وقد عين كواحد ممن عهد إليهم بتقسيم الأرض بين الأسباط (عد34: 17 و21).
أليداع
اسم عبري معناه (من يعرف الله) وهو:
1 – ابن لداود ولد في أورشليم (2 صم 5: 16) وقد ورد أيضا بصورة (أَلِيَادَاعُ) (1 أخ 3: 8) ويدعى في 1 أخ 14: 7 (بَعَلْيَادَاعُ) حيث عوض بلفظة (بعل) بدلا من لفظة (أيل) أي الله.
2 – أبو رزون (1 مل 11: 23).
3 – جبار من بنيامين كان مع يهوشافاط (2 أخ 17: 17).
أليشابع
اسم عبري معناه (الله يقسم) وهو اسم ابنة عميناداب وأخت نحشون. وقد صارت زوجة هارون وأم ناداب وأبيهو وألعازار وإيثامار (خر6: 23).
أليشافاط
اسم عبري معناه (الله قضى) وكان أحد رؤساء المئات وقد ساعد يهوياداع في خلع عثليا ووضع يوشيا على عرش يهوذا
(2 أخ 23: 1 – 15).
أليشة
ابن ياوان (تك10: 4) ويظهر من تك10: 5 أن نسله ضمن أولئك اليونان الذين استقروا في الجزائر وعلى سواحل البحر الأبيض المتوسط.
أليشع
اسم عبراني معناه (الله خلاص) وهو خليفة أيليا في العمل النبوي في المملكة الشمالية. وكان أليشع ابن شافاط ومن سبط يساكر. وقد أقام في آبل محولة في وادي الأردن. وكان ينتسب إلى أسرة ثرية، لأن حقل أبيه كان يستلزم اثني عشر زوجا من الثيران لحرثه. وقد وجده إيليا يحرث فدعاه للعمل النبوي إذ طرح رداءه عليه (1 مل 19: 16 و19 – 21) وعندما ذهب إيليا إلى ما وراء الأردن لينقل إلى السماء ذهب إليشع معه وطلب منه أن يكون له نصيب اثنين من روحه عليه. وبعد أن حملت مركبة نارية إيليا أخذ أليشع رداء إيليا وضرب بالرداء مياه الأردن فانفلق الأردن وانشطر وعبر أليشع إلى الجانب الغربي من النهر (2 مل 2: 1 – 18).
وكان أليشع يختلف عن إيليا من نواح عدة. فقد كان أليشع أصلع الرأس (2 مل 2: 23 قارنه مع 1: 8) وكان يرتدي ملابس عادية كبقية الناس (2 مل 2: 12 قارنه مع 1: 8) وكان يحمل معه عكازا (2 مل 4: 29). ويختلف عن إيليا في أنه كثيرا ما كان يوجد في البلدان والمدن (2 مل 6: 13 و19) وكان له بيته الخاص في السامرة (2 مل 6: 32) وقد خصصت أسرة شونمية غرفة معدة في بيتها كان يأتي إليها في رحلاته للقيام بعمله النبوي (2 مل 4: 8 – 13) وأحيانا ما كانت الموسيقى تحركه للتنبؤ (2 مل 3: 15).
ويسجل لنا العهد القديم معجزات قام بها أليشع أكثر من أي نبي آخر. وقد أظهرت بعض هذه المعجزات كما أظهرت معجزات إيليا أن الرب هو الإله الواحد الحقيقي. وقد ساعد بعض هذه المعجزات شعبه ضد أعدائه. وكانت بعض هذه المعجزات أعمال رحمة ورأفة وشفقة
شبيهة بالمعجزات التي قام بها المسيح، وكانت هذه أعظم بكثير مما قام به أليشع. ولقد أبرأ أليشع المياه في نبع عند أريحا بوضع ملح فيه
(2 مل 2: 19 – 22) وقد نطق بلعنة الرب على الأحداث الذين سخروا منه كنبي للرب (2 مل 2: 23 – 25) ولقد أنبأ بنجاح الحملة على موآب (2 مل 3: 11 – 27) وقد زاد زيت الأرملة على يديه (2 مل 4: 1 – 7) وبصلاته عادت الحياة إلى ابن المرأة الشونمية (2 مل 4: 8 – 37) وذكر ترياقا للسم الذي تناوله بعض الأنبياء في الطعام (2 مل 4: 38 – 41) وأطعم مئة رجل بعشرين رغيف شعير وبعض السويق
(2 مل 4: 42 – 44) وأخبر نعمان السرياني أن يغتسل في الأردن فيبرأ من برصه (2 مل 5: 1 – 19) وقد أنبأ بأن جيحزي سيصير أبرص بسبب طمعه وشهوته (2 مل 5: 20 – 27) وجعل حديد الفأس الذي سقط في الماء يطفو إلى السطح (2 مل 6: 1 – 7) وأنبأ ملك أسرائيل بتحركات الجيوش الأرامية (2 مل 6: 8 – 12) وقد أنبأ في وقت حصار السامرة وتفشي الجوع فيها بأن الحصار سيرفع عنها وأن الطعام سيكون متوفرا (2 مل 7) وقد أنبأ بنهدد ملك أرام أنه سيموت قريبا (2 مل 8: 7 – 15).
وقد أرسل نبيا شابا ليمسح ياهو وأن يأتي بالقضاء على بيت آخاب (2 مل 9: 1 – 10: 28) وقد تنبأ بثلاث انتصارات على الأراميين. وأخيرا بعد أن مات أليشع أوتي بميت ووضع في نفس القبر مع أليشع فعادت الحياة إلى جسم الميت حالما مس جثمانه عظام النبي
(2 مل 13: 20 و21).
أليشاماع، وأليشامع، وأليشمع
اسم عبري معناه (قد سمع الله) وهو:
1 – ابن عميهود وأحد رؤساء أفرايم في بدء ارتحالهم في البرية (عد1: 10، 2: 18) وهو أحد أسلاف يشوع (1 أخ 7: 26).
2 – ابن يقمية من سبط يهوذا (1 أخ 2: 41).
3 – ابن داود. وقد ولد في أورشليم (1 أخ 3: 1 و5 و6) انظر أليشوع.
4 – ابن آخر لداود (2 صم 5: 16 و1 أخ 3: 8).
5 – كاهن وهو أحد أولئك الذين أرسلهم يهوشافاط ليعلموا في مدن يهوذا (2 أخ 17: 7 و8).
6 – أحد الرؤساء وكان كاتبا في حكم يهوياقيم (إر36: 9 و12 و20 و21) ويرجح أنه نفس جد أسماعيل الذي قتل جدليا (2 مل 25: 25 وإر41: 1).
أليشوع
اسم عبري معناه (الله خلاص) وهو ابن داود وقد ولد في أورشليم (2 صم 5: 15 و1 أخ 14: 5). وقد ورد في سجل أسماء أبناء داود اسم أليشامع مقابل اسم أليشوع (1 أخ 3: 6) وربما هذان اسمان لشخص واحد. وقد ورد الاسم في هذا العدد في بعض المخطوطات العبرية واليونانية (أليشوع) مما يرجح أنه نفس الشخص.
أليصابات
هذه هي الصيغة اليونانية لاسم لفظه في اللغة العبرية (أليشبع) أي (الله قسم) وهو اسم امرأة تقية من سبط لاوي ومن بيت هارون. واسمها في العبرية هو نفس اسم امرأة هارون (أليشبع). وكانت أليصابات هذه زوجة زكريا وصارت فيما بعد أم يوحنا المعمدان الذي ولدته بعد أن كانت قد تقدمت بها السن. ومع أنها كانت من سبط يختلف عن السبط الذي جاءت منه مريم في الناصرة إلا أنهما كانتا قريبتين. وقد زارت العذراء مريم أليصابات في أرض يهوذا الجبلية. وقد أوحي إلى أليصابات بالروح القدس فرحبت بمريم داعية أياها (أم ربي) (لو1: 5 – 45).
أليصافان
اسم عبري معناه (الله أخفى) وقد ورد:
1 – اسم ابن عزيئيل ورئيس القهاتيين اللاويين في البرية (خر6: 18 و22 وعد3: 30) وقد ساعد في رفع جثتي ناداب وأبيهو من قدام القدس إلى خارج المحلة (لا10: 4) وقد أصبح أبا لبيت ضمن عشائر أسرائيل (1 أخ 15: 8 و2 أخ 29: 13).
2 – اسم ابن فرناخ ورئيس في سبط زبولون وقد مثل هذا السبط عند تقسيم الأرض (عد34: 25).
أليصور
اسم عبري معناه (الله صخرة) وهو ابن شديثور. وكان رئيس سبط رأوبين أثناء عمل الأحصاء في البرية (عد1: 5، 2: 10).
أليعازر وأليعزر
اسم عبري معناه (الله عون) وقد ورد اسما لعدة أشخاص وهم:
1 – وكيل بيت إبراهيم وخادمه الأمين (تك15: 2). وقد أرسله إبراهيم لأحضار زوجة لأسحاق فذهب إلى فدان أرام وأحضر رفقة من هناك (تك24).
2 – ثاني أبناء موسى وصفورة (خر18: 4 و1 أخ 23: 15 و17، 26: 25).
3 – رئيس من بني بنيامين (1 أخ 7: 8).
4 – كاهن من الذين كانوا يضربون البوق أمام التابوت أثناء حكم داود (1 أخ 15: 24).
5 – رئيس للرأوبينيين في أيام داود (1 أخ 27: 16).
6 – وهو نبي وابن دوداواهو من مريشة. وقد تنبأ بغرق سفن يهوشافاط لأنه اتحد مع أخزيا من بيت آخاب (2 أخ 20: 37).
7 – أحد اليهود البارزين في أيام عزرا، وقد أرسله عزرا مع غيره ليبحثوا عن اللاويين (عز8: 16).
8 – 10 – ثلاثة رجال أحدهم كاهن والثاني لاوي والثالث ابن حاريم. وقد أقنعهم عزرا بترك نسائهم الغريبات (عز10: 10 و18 و23 و31).
11 – ابن يوريم وواحد من أسلاف المسيح (لو3: 29).
أليعام
اسم عبري معناه (الله قريب) وقد تسمى بهذا الاسم:
1 – أبو بثشبع التي كانت امرأة أوريا وأخذها داود (2 صم 11: 3) وقد ورد ذكره في 1 أخ 3: 5 باسم (عميئيل).
2 – ابن أخيتوفل وأحد أبطال جيش داود (2 صم 23: 8 و34). وقد ظن بعضهم أنه هو نفس الشخص الذي ورد تحت رقم (1).
أليعيناي
اسم عبري ويرجح أنه اختصار (أليهوعيناي) ومعناه (عيناي نحو يهوه) وهو ابن شمعي وأحد رؤساء بني بنيامين
(1 أخ 8: 20).
أليفاز
اسم عبري وربما كان معناه (الله ذهب نقي) وقد ورد اسما لشخصين وهما:
1 – ابن عيسو من امرأته عدا، وأبو تيمان (تك36: 4 و10 و11 و12 و15 و16 و1 أخ 1: 35 و36).
2 – أحد أصحاب أيوب الثلاثة، وكان من تيمان في أدوم وربما كان من نسل أليفاز المذكور في (1) (أي2: 11) وكان أليفاز أول من تكلم بين أصحاب أيوب الثلاثة. وقد وردت أقواله في أي4 – 8 و15 و22 – 24 وقد ذكر في هذه الأقوال أن كل ألم هو نتيجة الخطية، وأن خطايا أيوب لا بد وأن تكون جسيمة لأنه قاسى آلاما مبرحة. ولكن في النهاية وبخ الله أليفاز ورفيقيه الآخرين لأنهم اتهموا أيوب بما لم يصدر عنه
(أي42: 7 – 9).
أليفال
اسم عبري معناه (الله قد قضى) وهو أحد أبطال جيش داود وابن أور (1 أخ 11: 26 و35) وقد ورد ذكره في 2 صم 23: 34 باسم أليفلط بن أحسباي.
أليفالط وأليفلط
اسم عبري معناه (الله نجاة) وهو اسم:
1 – ابن أبيشاي وأحد أبطال جيش داود (2 صم 23: 34) وقد ورد ذكره في 1 أخ 11: 35 باسم أليفال.
2 – ابن لداود ولد في أورشليم (1 أخ 3: 5 و6، 14: 5).
3 – ابن آخر لداود ولد في أورشليم أيضا، وربما بعد موت الابن المذكور في رقم (2) (2 صم 5: 16 و1 أخ 3: 8، 14: 7).
4 – ابن عاشق من سبط بنيامين (1 أخ 8: 39).
5 – أحد أبناء أدونيقام. وقد رجع مع عزرا من بابل (عز8: 13).
6 – أحد أبناء حشوم، وكان من ضمن من أقنعهم عزرا بترك نسائهم الغريبات (عز10: 33).
أليفليا
اسم عبري معناه (ليميزه الله) وهو لاوي مغن وضارب بالعود، وكان كذلك أحد حراس أبواب المقدس في عصر داود
(1 أخ 15: 15 – 21).
أليقا
اسم عبري معناه (من تقيأه الله أو رفضه الله) وهو حرودي وكان واحدا من أبطال جيش داود (2 صم 23: 25).
أليمالك
اسم عبري معناه (الله ملك) رجل من بيت لحم وهو زوج نعمي حماة راعوث (را1: 2 و3، 2: 1 و3، 4: 3 و9).
أليهو
اسم عبري معناه (هو الله) وقد ورد:
1 – اسم ابن توحو وأحد أسلاف صموئيل (1 صم 1: 1) وقد ذكر في 1 أخ 6: 27 باسم ألياب وذكر باسم إيليئيل في 1 أخ 6: 34.
2 – اسم أكبر أخوة داود (1 أخ 27: 18) ويدعى أيضا أليآب (1 صم 16: 6).
3 – أحد الرؤساء في سبط منسى وقد تبع داود إلى صقلغ (1 أخ 12: 20).
4 – لاوي من القورحيين من بني عوبيد أدوم وكان واحدا من حراس أبواب المقدس في عصر داود (1 أخ 26: 1 و8).
5 – ابن برخئيل البوزي وهو واحد من أصحاب أيوب وقد أدلى بحديثه (أي32 – 37) بعد أن فرغ أصحاب أيوب الثلاثة المتقدمون في السن من كلامهم. وقد أنب أيوب لأنه يبرر نفسه من دون الله. وقد وبخ أصحاب أيوب الثلاثة لأنهم أوقعوا اللوم على أيوب. وقد أشار أليهو إلى إنه يمكن أن يكون الألم واسطة الله في تأديب الأبرار وتعليمهم. وقد مهدت عباراته التي نطق بها عن عظمة الله لكلمات الله ذاته.
أليهوعيناي
اسم عبري معناه (عيناي نحو يهوه) وقد ورد:
1 – اسم لاوي من عشيرة قورح، وهو ابن مشلميا وكان أحد حراس أبواب المقدس في أورشليم (1 أخ 26: 2 و3).
2 – اسم ابن زرحيا وقد رجع من السبي من بابل إلى أورشليم مع عزرا وكان معه مئتان من أتباعه (عز8: 1 و4).
أليود
هذه هي الصيغة اليونانية لاسم عبري لفظه اليهود ومعناه (الله جلال) وهو ابن أخيم وهو واحد من الأسلاف الذين ورد ذكرهم في سلسلة نسب المسيح (مت1: 14 و15).
أليوعيناي
اسم عبري معناه (عيناي نحو يهوه) وقد ورد:
1 – اسم رئيس بيت في سبط شمعون (1 أخ 4: 24 و36).
2 – اسم رئيس بيت في سبط بنيامين (1 أخ 7: 8) وهو ابن باكر.
3 و4 – اسم كاهنين أقنع عزرا كلا منهما بترك زوجته الغريبة (عز10: 22 و27 ونح12: 41).
أليوعيني
هذا الاسم في العبرية يشبه سابقه وهو ابن نعريا من سبط يهوذا (1 أخ 3: 23 و24).
أمبلياس أو أمبلياتس
اسم لاتيني معناه (متسع) وهو اسم أحد المسيحيين في رومية الذين أرسل أليهم الرسول بولس سلامه (رو16: 8).
أمتاي
اسم عبري معناه (حقيقي) وهو أبو يونان (2 مل 14: 25 ويون1: 1).
أمير
تستخدم كلمة أمير في الترجمة العربية للكتاب المقدس للدلالة على رئيس قبيلة أو قائدها أو رئيس أسرة، فمثلا أطلق على أدوم (تك36: 15 – 43) ويطلق اللقب أمير على قائد حربي في جيش أسرائيل (1 مل 9: 22) أو رومية (أع21: 32) وقد ورد اسم أمير في زكريا 9: 7 ترجمة لكلمة عبرية يحسن أن تترجم (أسرة) أو (عشيرة).
أمرافل
ملك شنعار الأقليم الواقع حول بابل، وقد أغار هو وثلاثة ملوك غيره معه على خمس مدن بالقرب من البحر الميت وأخذ لوطا وأسرته أسرى. وقد استرد إبراهيم لوطا وأسرته والغنائم التي أخذها أمرافل وغيره من ملوك الشرق (تك14: 1 و9) وقد ذكر بعض العلماء بأنه هو نفس حامورابي صاحب القوانين المعروفة باسمه ولكن كثرة العلماء الآن تضع هذا الرأي موضع الشك.
إمري
اسم عبري اختصار أمريا وقد ورد:
1 – اسم ابن باني من سبط يهوذا (1 أخ 9: 4).
2 – اسم أبي زكور الذي بنى جزءا من سور أورشليم في زمن نحميا (نح3: 2).
أمريا
اسم عبري معناه (قال يهوه) وقد ورد:
1 – اسم كاهن هو ابن مرايوث (1 أخ 6: 7).
2 – اسم رئيس كهنة هو ابن عزريا (1 أخ 6: 11 وعز7: 3).
3 – اسم رئيس بين الكهنة الذين رجعوا من بابل إلى أورشليم مع زربابل ورئيس أحد بيوت الآباء (نح12: 2 و13).
4 – اسم كاهن ختم العهد في زمن نحميا (نح10: 3).
5 – اسم واحد ممن أقنعهم عزرا بترك زوجاتهم الغريبات (عز10: 42).
6 – اسم ابن شفطيا من سبط يهوذا (نح11: 4).
7 – اسم ابن حزقيا وواحد من أسلاف النبي صفنيا (صف1: 1).
8 – كاهن رئيس في زمن يهوشافاط (2 أخ 19: 11) وقد عينه الملك ليعطي رأيا بشأن شريعة الرب في المنازعات في الأمور القانونية.
9 – اسم ابن حبرون من سبط لاوي (1 أخ 23: 19، 24: 23).
10 – اسم لاوي عاون في توزيع التقدمات للكهنة في زمن حزقيا (2 أخ 31: 14 و15).
أمصي
اسم عبري وربما كان اختصار (أمصيا) وقد ورد:
1 – اسم لاوي وهو ابن باني (1 أخ 6: 46).
2 – اسم ابن زكريا وكان كاهنا في زمن نحميا (نح11: 12).
أمصيا
اسم عبري معناه (يهوه قوي) وقد ورد:
1 – اسم أحد ملوك يهوذا وهو ابن يوآش واسم أمه (يهوعدان) وقد تسلم مهام الحكم في الخامسة والعشرين من عمره بالنيابة عن أبيه الذي كان مريضا. ثم اعتلى العرش بعد اغتيال أبيه، وقد قتل من اغتالوا أباه ولكنه عفا عن أولادهم وقد استأجر 100000 (مائة ألف) من جنود أسرائيل ليذهبوا معه في حملة على أدوم ولكنه صرفهم بناء على أمر واحد من رجال الله، وأخذ معه قوات يهوذا فقط. وهزم الأدوميين في وادي الملح وأخذ سالع عاصمتهم. ولكنه أحضر معه في عودته أوثان أدوم وأقامها آلهة له. أما الأسرائيليون الذين كان قد صرفهم فنهبوا مدن يهوذا الواقعة شمال بيت حورون. فحارب أمصيا أسرائيل ولكنه انهزم في بيت شمس وأخذ أسيرا. وهدم يهوآش ملك أسرائيل جزءا من سور أورشليم وأخذ الخزائن وبعض الرهائن معه إلى السامرة. ثم لما حدثت مؤامرة على أمصيا في أورشليم هرب إلى لخيش وأجلسوا ابنه عزريا أو عزيا على العرش عوضا عنه. وفي النهاية ذهب المتآمرون إلى لخيش وقتلوا أمصيا هناك، وقد حكم مدة 29 عاما من حوالي 799 – 771 ق. م. (2 مل 14: 1 – 20 و2 أخ 25: 1 – 28).
2 – اسم رجل من سبط شمعون (1 أخ 4: 34).
3 – اسم لاوي وهو ابن حلقيا (1 أخ 6: 45).
4 – اسم كاهن في بيت أيل وقد منع النبي عاموس من التكلم ضد يربعام بن يوآش ملك أسرائيل وضد المقدس في بيت إيل. وقد تنبأ عاموس بأن أمصيا سوف يؤخذ في السبي (عا7: 10 – 17).
أمفيبوليس
اسم يوناني معناه (حول المدينة) وكانت أمفيبوليس مدينة بالقرب من نهر ستريمون، وقد سميت أمفيبوليس لأنها كانت محاطة تقريبا بانحناء النهر. وكانت على الطريق المعروف بفيا أغناطيا Via Egnatia على مسافة 33 ميلا جنوب غرب فيلبي. وقد مر فيها الرسول بولس وسيلا عندما سافرا من فيلبي إلى تسالونيكي (أع17: 1) وفي مكانها الآن قرية تسمى نيو خوريو.
أندراوس
اسم يوناني معناه (رجل حقا) وهو اسم أحد تلاميذ المسيح وأخ سمعان بطرس وكان موطنه بيت صيدا (يو1: 44) وكان صيادا كبطرس (مر1: 16 – 18) وكان لأندراوس بيت مع بطرس في كفر ناحوم (مر1: 29) وكان تلميذا ليوحنا المعمدان الذي أرشده إلى يسوع حمل الله وبعد ما اقتنع أندراوس بأن يسوع هو المسيا أحضر بطرس أخاه إلى يسوع (يو1: 35 – 42) وقد دعا يسوع أندراوس ليتبعه (مر1: 16) وقد جاء ذكره في سجل الرسل كما ورد في مر3: 18. وأندراوس هو الذي أخبر يسوع عن الصبي الذي كان معه خمسة أرغفة وسمكتان عند أطعام الخمسة آلاف (يو6: 8 و9) وقد سأل هو وبطرس ويعقوب ويوحنا عن خراب أورشليم ومجيء المسيح الثاني
(مر13: 3 و4) وأخبر هو وفيلبس يسوع برغبة بعض اليونانيين في رؤيته (يو12: 22).
ويقول التقليد أن أندراوس استشهد في باتريا في أخائيا في القسم الجنوبي من بلاد اليونان وأنه صلب على صليب بشكل (في) وهذا النوع من الصلبان يسمى الآن صليب القديس أندراوس. ويقول تقليد آخر أن سفينة كانت تحمل شيئين من بقايا أندراوس غرقت بالقرب من المكان المعروف الآن باسم مدينة القديس أندراوس في أسكتلندا. وتقام ذكرى استشهاده في 30 من نوفمبر من كل عام وتلقى العظات في ذلك اليوم في بعض الكنائس عن الأرساليات التبشيرية بما أن أندراوس يبرز في الأناجيل كالشخص الذي يحضر الآخرين إلى يسوع. ومما هو محقق أن الرسول أندراوس لم يكتب سفر الأبوكريفا المعروف باسم (أعمال القديس أندراوس).
أندرونكوس
اسم يوناني معناه (قاهر الرجال) وكان اسم أحد أقرباء الرسول بولس، وكان في السجن معه. وقد قبل المسيحية قبل بولس وذهب إلى روما وقد أرسل الرسول تحياته إليه في رو16: 7.
أنسيمس
اسم يوناني معناه (نافع) وهو اسم عبد فليمون، الذي كان من المسيحيين البارزين في كولوسي. ويظهر من الرسالة إلى فليمون أن أنسيمس سرق سيده وهرب إلى روما. وفي روما أصبح مسيحيا عن طريق مناداة بولس وخدمته. فأرسله بولس ثانية إلى كولوسي ومعه رسالة إلى فليمون يطلب الرسول فيها إلى فليمون أن يقبل أنسيمس لا كعبد بل كأخ وقد رافق أنسيمس تيخيكس في رحلته من روما إلى كولوسي (كو4: 9). ويقول التقليد أن أنسيمس أصبح فيما بعد أسقف بيرية وأنه مات شهيدا.
أنطيوخس أو أنطيوكس
اسم يوناني معناه (مقاوم) وكان اسم:
1 – أنطيوخس الثالث الملقب (الكبير) ملك سوريا من 223 – 187 ق. م. وبعد أن قام بعدة محاولات لأخذ فلسطين استولى عليها في النهاية وانتزعها من البطالسة في مصر في معركة بانياس عام 198 ق. م. ويشير 1 مكابيين 8: 6 – 8 إلى انهزامه على يد الرومان في عام 190 ق. م. ويظن كثيرون من المفسرين أنه ملك الشمال المذكور في دا 11: 13 – 19.
2 – أنطيوخس الرابع أو (أبيفانيس) ملك سوريا من 175 – 163 ق. م. وقد أراد أن يمحق الديانة اليهودية فثار المكابيون ضده
(1 مكابيين 1: 41 – 53). ويظن كثيرون من المفسرين أنه هو القرن الصغير المذكور في دانيال 7: 8، 8: 9 – 14 وأن الأشارة الواردة في دا 11: 7 – 45 والتي تذكر المحتقر الذي ينجس الهيكل في أورشليم إنما تعني أنطيوخس أبيفانيس هذا.
3 – أنطيوخس الخامس أو (أيوباتور) ملك سوريا من 163 – 162 ق. م. وقد قتله ابن عمه دمتريوس وخلفه على العرش (1 مكابيين 6: 17 – 7: 3).
4 – أنطيوخس السادس أو (ثيوس) ملك سوريا من 145 – 142 ق. م. وقد أجلسه على العرش قائد يدعى تريفون ثم قتله من بعد ذلك (1 مكابيين 11: 39 و40 و54، 13: 31 و32).
5 – أنطيوخس السابع أو (سيديتس) ملك سوريا 138 – 129 ق. م. وقد قبل في مبدأ الأمر أن يتنازل عن بعض الامتيازات لسمعان المكابي ولكنه فيما بعد قام بحرب ضد سمعان وضد ابنه هيركانوس (1 مكابيين 15: 1 – 16: 10).
6 – اسم أبي رجل يهودي اسمه نومينيوس وكان هذا مشيرا ليوناثان المكابي ولأخيه سمعان (1 مكابيين 12: 16، 14: 22).
أنوش
اسم عبري معناه (رجل) وهو ابن شيث (تك4: 26، 5: 6 – 11 و1 أخ 1: 1 ولو3: 38).
أنيسيفورس
اسم يوناني ومعناه (من يأتي بالنفع) وكان اسم رجل مسيحي خدم في كنيسة أفسس. ولما كان بولس سجينا في روما زاره أنيسيفورس وساعده. ويصلي بولس الرسول طالبا بركة الله عليه وعلى أهل بيته (2 تي 1: 16 – 18). ويرسل سلامه وتحيته إلى أهل بيته (2 تي 4: 19) ويظن البعض أن أنيسيفورس كان قد توفي لما كتب الرسول هذه الرسالة ولكن هذا غير محقق.
أنيعام
اسم عبري ربما كان معناه (أنا عم) أو (مرثاة الشعب) وكان اسم ابن شميداع من سبط منسى (1 أخ 7: 19).
إهود
اسم عبري وربما كان اختصار الاسم أبيهود وكان:
1 – قاضيا لبني أسرائيل وهو ابن جيرا من سبط بنيامين. وكان أهود أعسر. وقد قتل عجلون ملك موآب الذي أذل بني أسرائيل، وقاد شعبه إلى النصر على الموآبيين (قض3: 15 – 30).
2 – ابن بلهان من سبط بنيامين (1 أخ 7: 10).
أهولة
اسم عبري معناه (خيمتها) وقد أطلق النبي حزقيال هذا الاسم على السامرة التي يشبهها بامرأة شريرة أغواها الأشوريون (حز23: 4 – 44) وربما يشير الاسم إلى مقدس كان في خيمة.
أهوليآب
اسم عبري معناه (خيمة أب) وكان ابن أخيساماك من سبط دان وقد عاون بصلئيل في عمل الخيمة وأثاثها (خر31: 6، 35: 34 و35).
أهوليبامة
اسم عبري معناه (خيمتي مكان مرتفع) وكان اسم:
1 – زوجة عيسو بنت عنى الحوي (تك36: 2) وكانت تدعى أيضا يهوديت (تك26: 34).
2 – رئيس أدومي (تك36: 41 و1 أخ 1: 52).
أهوليبة
اسم عبري معناه (خيمتي فيها) وقد أطلق النبي حزقيال هذا الاسم على أورشليم مشبها أياها بامرأة شريرة أغواها البابليون (حز23: 4 – 44) ويشير الاسم إلى خيمة الرب في أورشليم.
أهيه
اسم عبري معناه (الكائن) هذه كلمة عبرية في حروف عربية وهي لفظ اسم الرب الذي أطلقه الرب على نفسه عندما كان يتكلم إلى موسى (خر3: 14) ويعبر هذا الاسم عن أبديته ووجوب وجوده، والكلمة العبرية في صيغة المضارع المفرد للمتكلم. والاسم العبري الذي يطلق عادة على الرب هو اسم (يهوه) ويترجم عادة بالرب، وهو في العبرية صيغة المضارع المفرد للغائب من ذات الفعل.
أوئيل
اسم عبري معناه (أرادة الله) وهو ابن باني وقد أقنعه عزرا بترك زوجته الغريبة (عز10: 34).
أوبوت
اسم عبري معناه (قرب الماء) وهو اسم مكان حل فيه بنو أسرائيل وهو بالقرب من حدود موآب الجنوبية الشرقية (عد21: 10 و11، 33: 43 و44) ومكانها اليوم عين الويبة.
أوبيل
اسم عبري ربما كان معناه (سائق أبل) وهو اسم رجل أسماعيلي ممن وضع داود أبله في عهدتهم (1 أخ 27: 30).
أور
اسم عبري معناه (نور أو لهب) وهو أبو أليفال أحد قواد جيش داود (1 أخ 11: 35) ويدعى أحسباي في 2 صم 23: 34.
أوربانوس
اسم لاتيني معناه (ظريف أو مؤدب) وكان اسم رجل مسيحي عاون بولس في عمله التبشيري ثم ذهب إلى روما. ويرسل إليه بولس تحياته وسلامه إلى روما (رو16: 9).
أورن
اسم عبري معناه (شجرة الغار) أو ربما (شجرة الكافور) وتعرف هذه الشجرة في اللاتينية باسم Laurus nobilis وكان اسم ابن يرحمئيل من سبط يهوذا (1 أخ 2: 25).
أوري
اسم عبري وهو اختصار أوريا وقد ورد:
1 – اسم رجل من سبط يهوذا وهو أبو بصلئيل الذي كان بين من عملوا في بناء المقدس وترصيعه (خر31: 2، 35: 30، 38: 22 و1 أخ 2: 20 و2 أخ 1: 5).
2 – اسم أبي جابر الذي كان وكيلا لسليمان في جلعاد (1 مل 4: 19).
3 – اسم أحد حراس باب الهيكل. وكان ممن أقنعهم عزرا بترك نسائهم الغريبات) عز10: 24).
أوريئيل
اسم عبري ومعناه (الله نوري) وقد ورد اسم:
1 – ابن تحث من عشيرة قهات من سبط لاوي (1 أخ 6: 24).
2 – رئيس لعشيرة قهات من عشائر اللاويين في عصر داود (1 أخ 15: 5 و11) ويحتمل أنه نفس الشخص المذكور في (1).
3 – اسم رجل من جبعة وكان أب ميخايا أم أبيا ملك يهوذا (2 أخ 13: 2).
4 – وقد ورد هذا الاسم كاسم ملاك في بعض الأسفار غير القانونية أو الأسفار المنسوبة إلى أسماء مستعارة مثل سفر أخنوخ 20: 2 وأسدراس الثاني 4: 1.
أوريا
اسم عبري معناه (يهوه نوري) وكان:
1 – اسم رجل من أصل حثي ولكنه كان ضمن من يعبدون الرب إله العبرانيين كما يظهر من اسمه. وكان قائدا في جيش داود
(2 صم 23: 39 و1 أخ 11: 41) وقد اتصل الملك داود اتصالا شريرا ببثشبع زوجة أوريا، ثم أمر داود أن يوضع أوريا في المقدمة في مكان من الجيش يعرض فيه للموت، عندما كان الجيش يحاصر ربة عمون فقتل أوريا وقد وبخ النبي ناثان الملك داود على هذه الخطايا وأعلمه بحلول دينونة الله عليه بسببها (2 صم 11 و12).
2 – اسم رئيس كهنة أطاع أمر الملك آحاز وبنى مذبحا في الهيكل في أورشليم مثيلا لمذبح في دمشق (2 مل 16: 10 – 16) ويرجح أنه نفس الكاهن الذي شاهد اللوح الذي كتب عليه أشعياء اسم (مَهَيْرَ شَلاَلَ حَاشَ بَزَ) (أش8: 1 و2).
3 – اسم نبي هو ابن شمعيا من قرية يعاريم. وقد تنبأ ضد يهوذا ثم هرب إلى مصر وقد أرسل الملك يهوياقيم رسلا إلى مصر وأحضروه فقتله الملك (أر26: 20 – 23).
4 – اسم كاهن وكان أب مريموث (عز8: 33 ونح3: 4 و21) ويحتمل أنه هو نفس الرجل، الذي يرجح أنه كان كاهنا، والذي وقف بجانب عزرا وقرأ الشريعة (نح8: 4).
أوزاي
اسم عبري يحتمل أن يكون معناه (يهوه قد سمع) وهو أبو فالال الذي ساعد نحميا في ترميم أسوار أورشليم (نح3: 25).
أوصم، أوصم
اسم عبري ويحتمل أن معناه (غضبان) وقد ورد:
1 – اسم ابن يسى وأخي داود من سبط يهوذا (1 أخ 2: 15).
2 – اسم ابن يرحمئيل من سبط يهوذا (1 أخ 2: 25) وقد وردت صيغة هذا الاسم في العبرية لسابقه في (1).
أولام
اسم عبري معناه (أول) وهو:
1 – ابن فرش من سبط منسى (1 أخ 7: 16 و17).
2 – ابن عاشق من سبط بنيامين (1 أخ 8: 39) وكان بنو أولام أبطال حرب (1 أخ 8: 40).
أولمباس
اسم يوناني وهو اختصار أولمبيادوروس أي عطية زيوس (أولمبيوس) وهو مسيحي كان في روما وقد أرسل بولس سلامه إليه (رو16: 15) ويقول تقليد متأخر يشك في صحته، أنه أصبح فيما بعد أسقف فيلبي وأنه استشهد في روما.
أومار
اسم عبري ويحتمل أن معناه (فصيح) وكان ابن أليفاز وحفيد عيسو (تك36: 11 و15 و1 أخ 1: 36).
أون
1 – اسم عبري معناه (قوة) وهو ابن فالت من سبط يهوذا وقد اشترك في عصيان قورح على موسى (عد16: 1).
2 – اسم من اللغة المصرية القديمة لفظه أونو وقد تزوج يوسف ابنة كاهن أون (تك41: 45 و50، 46: 20) وقد ورد في الترجمة السبعينية في خر1: 11 اسم أون مضافا إلى أسماء المدن التي بناها العبرانيون في مصر. والقراءة العبرية في النسخة المتداولة في حز30: 17 هي آون أي (شر) ولكن القراءة بحسب الترجمة السبعينية والفلجاتا هي أون ويحتمل أن هذه هي القراءة الأصلية. وتدعى المدينة في إر43: 13 بيت شمس، وهو نفس الاسم اليوناني لمدينة (هليوبوليس) مدينة الشمس، وتدعى المدينة في إش19: 18 في بعض المخطوطات العبرية “مَدِينَةُ الشَّمْسِ” (حرس). وتدعى في مخطوطات أخرى (مدينة الهلاك) (هرس). وكانت أون في مصر قديما عاصمة النوم وهو الأقليم الثالث عشر في مصر السفلى وكانت مركز عبادة رع إله الشمس وموقع أون بالقرب من ضاحية المطرية الحالية على مسافة عشرة أميال شمالي شرقي القاهرة. وأهم ما تبقى من الآثار من هذه المدينة القديمة مسلة أتقنت نقوشها، وهي مسلة سنوسرت الأول من الأسرة الثانية عشرة الذي حكم من 1971 – 1926 ق. م. ومما لا شك فيه أن يوسف شاهد هذه المسلة، وهي مذكورة في إر43: 13 وقد اشتهرت أون قديما بجامعتها. ويقول التقليد أن العائلة المقدسة جلست لتستريح تحت شجرة جميز في أون التي هي المطرية حاليا، وأن مريم غسلت ثياب الصبي يسوع في مياه عين شمس.
أونام
اسم عبري معناه (قوي) وهو اسم:
1 – أحد أبناء شوبال، وهو حوري من آدوم (تك36: 23 و1 أخ 1: 40).
2 – أحد أبناء يرحمئيل من سبط يهوذا (1 أخ 2: 26 و28).
أونان
اسم عبري معناه (قوي) وهو أحد أبناء يهوذا من امرأة كنعانية. وبعد موت عير أخيه، رفض أونان أن يخلف نسلا لأخيه كما كان متبعا في ذلك الحين ووفقا لأمر أبيه. وقد أمات الله أونان بسبب رفضه (تك38: 4، 46: 12).
أونو
اسم عبري معناه (قوي) وهو اسم مدينة في بنيامين (نح6: 2، 11: 35) وقد بناها بنياميني يدعى شامر (1 أخ 8: 12) وقد عاد بعض ساكنيها من سبي بابل (عز2: 33 ونح7: 37) وتدعى الآن كفرعانا وهي على مسافة سبعة أميال شرقي مدينة يافا.
أوهد
اسم لا يعرف معناه على وجه التحقيق وهو أحد أبناء شمعون (تك46: 10 وخر6: 15).
أوهل
اسم عبري بمعنى (خيمة) وهو واحد من بني زربابل (1 أخ 3: 20).
أوي
اسم عبري معناه (رغبة) وهو واحد من ملوك مديان الذين قتلهم بنو أسرائيل في أيام موسى (عد31: 8 ويش13: 21).
أيثان
اسم عبري معناه (ثابت) وقد ورد:
1 – اسم ابن زارح من سبط يهوذا (1 أخ 2: 6) وقد اشتهر بحكمته (1 مل 4: 31) ويظهر من عنوان مزمور 89 أنه كان كاتب ذلك المزمور.
2 – اسم ابن قيشي أو قوشيا من سبط لاوي وكان أحد المغنين في خيمة الاجتماع في عصر داود (1 أخ 6: 44 و47، 15: 17 و19) وكان يدعى أيضا يدوثون (1 أخ 16: 41).
3 – اسم ابن زمة من سبط لاوي (1 أخ 6: 42).
أيثانيم
اسم عبري ومعناه (مطر دائم) وهو الشهر السابع في التقويم العبري (1 مل 8: 2) وهو يدعى أيضا تشري ويقابل شهر أكتوبر على وجه التقريب. وكان عيد الأبواق ويوم الكفارة وعيد المظال تقع في هذا الشهر (انظر (شهر)).
إيثيئيل
اسم عبري معناه (الله معي) وقد ورد:
1 – اسم ابن يشعيا من سبط بنيامين (نح11: 7).
2 – اسم واحد من اثنين وجه إليهما آجور خطابه في أمثاله (أم30: 1).
إيحي
اسم عبري وهو اختصار أحيرام، وأحد أولاد بنيامين (تك46: 21) ويدعى أحيرام في عد26: 38، وأحير في 1 أخ 7: 12 وأخرخ في 1 أخ 8: 1.
إيخابود
اسم عبري معناه (أين المجد؟ أو لا مجد) وهو ابن فينحاس وحفيد عالي الكاهن الأعظم (1 صم 4: 21) وقد ولد بعد وصول الأخبار السيئة إلى أمه تحمل إليها موت زوجها وحميها وأخذ تابوت الرب.
إيزابل
يحتمل أن معنى الاسم (غير مرتفع) وقد ورد:
1 – اسم ابنة أثبعل ملك الصيدونيين وكاهن عشترتي (1 مل 16: 31) وقد تزوجت آخاب ملك إسرائيل وأدخلت إلى أسرائيل عبادة البعل أشيرة (1 مل 16: 32 و33) وكانت تعول كثيرين من كهنة البعل وأشيرة (1 مل 18: 19) وقد حاولت أن تقتل أنبياء الرب
(1 مل 18: 4) وبعد انتصار إيليا على أنبياء البعل على جبل الكرمل عملت إيزابل نذرا بأن تقتل إيليا (1 مل 19: 2). وإيزابل هي التي دبرت قتل نابوت لكي تحصل على كرمه ليأخذه آخاب الملك (1 مل 21: 8 – 14) وقد تنبأ إيليا بأن الكلاب ستأكل إيزابل
(1 مل 21: 23) وأثناء ثورة ياهو على بيت آخاب كحلت إيزابل عينيها وتطلعت من النافذة إلى ياهو ولكنه أمر فقذف بها رجاله إلى أسفل وتمت فيها نبوة إيليا (2 مل 9: 30 – 37).
2 – اسم امرأة في ثياتيرا كانت تدعو نفسها نبية، وقد أغوت المسيحيين هناك أن يرتكبوا فاحشة وأن يأكلوا مما ذبح للأوثان. وقد أطلق عليها هذا الاسم أشارة إلى شرها (رؤ2: 18 – 23).
إيشبوشث
اسم عبري معناه (رجل الخزي) وهو ابن الملك شاول وخليفته كملك على إسرائيل وكان اسمه أصلا أشبعل ومعناه (رجل السيد) ولكن تغير اسمه عندما صار اسم بعل بغيضا لأنه كان كذلك اسم إله من آلهة الأوثان (2 صم 2: 8 و1 أخ 8: 33، 9: 39). وبعد موت شاول نادى أبنير بإيشبوشث ملكا على إسرائيل ولكن سبط يهوذا قبل داود ملكا عليه. وكانت سن أيشبوشث عندما بدأ حكمه أربعين سنة تقريبا وحكم سنتين وكانت عاصمة ملكه محنايم شرقي الأردن (2 صم 2: 8 – 12) وقد انهزمت قوات أيشبوشث في حربها ضد داود (2 صم 2: 12 – 3: 1) وقد اتهم أيشبوشث أبنير باطلا بأن له علاقة مع رصفة، سرية شاول (2 صم 3: 6 – 20) وبعد موت أبنير فقد أيشبوشث كل شجاعته (2 صم 4: 1) وقد قتل ركاب وبعنة أيشبوشث وأتيا برأسه إلى داود ولكن داود قتلهما ودفن رأس أيشبوشث بكرامة في حبرون (2 صم 4: 5 – 12) من ثم أصبح داود ملكا على أسرائيل كله.
إيشهود
اسم عبري ومعناه (رجل جلال) وهو رجل من سبط منسى وكانت أمه همولكة (1 أخ 7: 18).
إيصر
اسم عبري معناه (كنز) وهو ابن سعير الحوري من أرض أدوم (تك36: 21 و30 و1 أخ 1: 38).
إيعزر
اختصار أبيعزر وهو ابن جلعاد من سبط منسى (عد26: 30) وصيغة الاسم المألوفة الكاملة هي أبيعزر (يش17: 2).
إيفود
اسم عبري معناه (غطاء) وهو رجل من سبط منسى وقد ناب ابنه حنيئيل عن سبط منسى عند تقسيم الأرض (عد34: 23).
إيل
اسم من أسماء الله في العبرية. وتستعمل إيل بمفردها للدلالة على الإله الواحد الحقيقي فمثلا عد12: 13 وكثيرا ما يستعمل إيل مع لقب من ألقاب الله مثل إيل عليون (الله العلي) وإيل شداي (الله القدير) تك35: 11. وتستعمل كلمة إيل كجزء من أسماء عديدة كثيرة مثل ألعاد (الله قد شهد) وأليعازر (الله قد أعان). وأحيانا ما تستخدم إيل عن إله من آلهة الأوثان مثلا خر34: 14 وتوجد كلمات قريبة من كلمة إيل في اللغات السامية الأخرى وتدل على معنى (إله) فمثلا إيل في الأكادية تدل على إله على وجه العموم، وأيل في الأوجريتية اسم أبي آلهة.
إيلون
اسم عبري معناه (بلوطة) وهو اسم:
1 – رجل حثي وأبي إحدى نساء عيسو (تك26: 34، 36: 2).
2 – أحد أبناء زبولون (تك46: 14 وعد26: 26).
3 – قاضي في أسرائيل ويلقب بالزبولوني وقد قضى مدة عشر سنوات ودفن في أيلون في زبولون (قض12: 11 و12).
4 – قرية في دان (يش19: 43) ويرجح أن مكانها حاليا هو قرية عليان أو يحتمل أنها خربة وادي علين الخالية.
إيليآثة
اسم عبري ومعناه (الله قد جاء) وهو ابن هيمان من سبط لاوي وكان يضرب على الآلات الموسيقية في عبادة الرب في زمن داود (1 أخ 25: 4 و27).
إيليئيل
هذه صورة أخرى وردت في ترجمة فانديك للكتاب المقدس وهو نفس أليئيل المذكور آنفا. انظر (أليئيل).
إيليا
اسم عبري ومعناه (ألهي يهوه) والصيغة اليونانية لهذا الاسم هي إلياس وتستعمل أحيانا في العربية وهو:
1 – نبي عظيم عاش في المملكة الشمالية. وبما أنه يدعى التشبي فيرجح أنه ولد في تشبة ولكنه عاش في جلعاد (1 مل 17: 1) وكان عادة يلبس ثوبا من الشعر (مسوحا) ومنطقة من الجلد (2 مل 1: 8) وكان يقضي الكثير من وقته في البرية (1 مل 17: 5 وص19) وبما أن إيزابل ساقت زوجها وشعب بني إسرائيل إلى عبادة البعل فقد تنبأ إيليا بأن الله سيمنع المطر عن بني إسرائيل واعتزل النبي إلى نهر كريث وكانت الغربان تعوله وتأتي إليه بالطعام وبعد أن جف النهر ذهب إلى صرفة وبقي في بيت امرأة أرملة، ووفقا لوعد إيليا لها لم يفرغ من بيتها الدقيق والزيت طوال مدة الجفاف. ولما مات ابن الأرملة صلى إيليا فأعاد الله الحياة إلى الصبي (1 مل 17).
وفي السنة الثالثة من الجفاف قابل إيليا عوبديا وكيل آخاب وكان مؤمنا بالله واتفق معه على مقابلة الملك. وطلب النبي من الملك أن يجمع الشعب إلى جبل الكرمل وأن يحضر معه أنبياء البعل وأشيرة ليرى أيهما يرسل نارا تلتهم المحرقة، الرب أم البعل. فصلى أنبياء البعل ولكن لم يكن من مجيب لصلاتهم. ولكن دعا إيليا الرب فاستجاب له ونزلت نار من السماء والتهمت المحرقة. ويشير التقليد إلى أن هذه المعجزة تمت على جبل الكرمل في مكان يدعى حاليا (المحرقة) فأقر الشعب بأن الرب هو الله الإله الحقيقي. وبناء على أمر إيليا قتل أنبياء البعل. عندئذ أعلن إيليا بأن المطر سوف ينزل وجرى قدام مركبة الملك إلى مدخل يزرعيل (1 مل 18).
ولما توعدت إيزابل بقتل إيليا لأنه قتل أنبياء البعل هرب إلى الجنوب إلى بئر سبع وطلب إلى الله أن يأخذ حياته، ولكن الله أرسل إليه ملاكا ليشجعه وليعطيه طعاما وماء. وبقوة هذه الأكلة أمكنه أن يسافر مدة أربعين يوما إلى جبل حوريب الذي يدعى أيضا جبل سيناء. ويقول التقليد أن المغارة التي على جبل موسى هي المكان الذي أقام فيه إيليا، ثم هناك أتى الرب بالريح والزلزلة والنار ولكنه في النهاية تكلم إلى إيليا في صوت منخفض خفيف. ثم بعث الله إيليا ليمسح ياهو ملكا على أسرائيل وليمحو شر بيت آخاب وعباد البعل، وليمسح حزائيل ملكا على أرام وليمسح إليشع نبيا ليخلفه (1 مل 19).
وقد دبرت إيزابل قتل نابوت ليرث زوجها آخاب كرم نابوت. ولما دخل آخاب ليأخذ الكرم قابله إيليا وتنبأ بالموت الشنيع الذي سيموته آخاب وإيزابل وكذلك أنبأ بمحو بيت آخاب (1 مل 21).
وسقط أخزيا ابن آخاب وخليفته على العرش من النافذة فمرض، وأرسل رسلا ليسألوا بعل زبوب إله عقرون عن شفائه فقابل إيليا الرسل وأرجعهم إلى السامرة فأرسل أخزيا ضابطا مع خمسين رجلا ليأخذوا إيليا ولكنه صلى فأتت نار من السماء والتهمت الضابط والخمسين رجلا معه. وحدث ذات الأمر مع ضابط ثاني وخمسين رجل آخرين. أما الضابط الثالث الذي أرسله إليه لأخذه فأنه تضرع لأجل حياته وحياة رجاله الخمسين فذهب معه إيليا إلى الملك أخزيا وأنبأه بأنه ما دام قد حاول أن يستشير إلها وثنيا فأنه سيموت حالا. وهكذا حدث وتمت هذه النبوة (2 مل 1).
ويسجل لنا 2 أخ 21: 12 – 15 رسالة إيليا إلى الملك يهورام ملك يهوذا، فيها ينتقد إيليا سلوك الملك وشروره وينذره بمرض يأتي عليه وبموته.
وفي نهاية أيامه ذهب إلى الأردن مع إليشع وضرب إيليا الأردن بردائه فانشق الماء وسار النبيان على اليابسة ثم جاءت مركبة وفرسان نارية وحملت إيليا إلى السماء وترك رداءه لإليشع (2 مل 2: 1 – 18).
وقد وردت آخر أشارة إلى إيليا في العهد القديم في ملا4: 5 و6 والتي فحواها أن الرب سيرسل إيليا النبي قبل مجيء يوم الرب العظيم. ويترك بعض اليهود مقعدا خاليا على مائدة عيد الفصح لإيليا.
أما في العهد الجديد فقد وعد الملاك أن يوحنا المعمدان سيتقدم المسيح بروح إيليا وقوته (لو1: 17) وفي هذا المعنى قال المسيح أن إيليا جاء في شخص يوحنا المعمدان) مت11: 14، 17: 10 – 12) وقد ظن بعض الناس خطأ أن يسوع نفسه هو إيليا (مت16: 14) وفي عظته التي ألقاها في الناصرة أشار يسوع إلى أقامة إيليا في بيت أرملة صرفة) لو4: 26 و27) وقد ظهر إيليا وموسى مع يسوع عند التجلي (لو9: 28 – 36 وغيره من الأناجيل). وكان يعقوب ويوحنا يفكران فيما حدث لجنود أخزيا (2 مل 1) عندما طلبا من يسوع إذا ما كانا يدعوان أن تنزل نار على السامريين ولكن يسوع وبخهما على ذلك) لو9: 54 و55) ويشير بولس إلى تشجيع الرب لإيليا بأن مؤمنين كثيرين كانوا بين بني أسرائيل في أيام إيزابل وآخاب (رو11: 2 – 4) ويذكر يعقوب 5: 17 و18 صلاة إيليا لأجل امتناع المطر وصلاته لأجل نزول المطر كمثال لقوة صلاة البار.
2 – اسم ابن يروحام من سبط بنيامين (1 أخ 8: 27).
3 – اسم كاهن وهو ابن حاريم وقد أقنعه عزرا بترك زوجته الغريبة (عز10: 21).
4 – اسم رجل من بني أسرائيل وهو ابن عيلام وقد
أية
اسم عبري معناه (صقر) وقد ورد:
1 – اسم رجل حوري هو ابن صبعون (تك36: 24 و1 أخ 1: 40).
2 – اسم أبي رصفة سرية شاول (2 صم 3: 7، 21: 8 و10 و11).
أيلون
اسم عبري معناه (مكان الأيائل) وقد ورد:
1 – اسم مدينة لللاويين في سبط بني دان (يش19: 42) وقد أعطيت لبني قهات) يش21: 24) وكان يقطنها الأموريون (قض1: 35) وقد ورد ذكرها في حروب بني أسرائيل مع الفلسطينيين (1 صم 14: 31 و2 أخ 28: 18) وقد حصنها رحبعام (2 أخ 11: 10) ثم صارت ضمن منطقة بني بنيامين لأن بني دان وسعوا منطقتهم إلى الشمال (قض18) وبما أنها كانت على الحدود الفاصلة بين المملكتين فأنها تذكر أحيانا في قسم أفرايم (1 أخ 6: 66 و69) وأحيانا في قسم يهوذا وبنيامين (2 أخ 11: 10، 28: 18) واسمها الحديث (بالو) وهي قرية صغيرة على بعد 14 ميلا إلى الغرب من أورشليم شمالي طريق يافا.
2 – اسم واد بالقرب من البلدة التي سبق ذكرها، وفي هذا الوادي هزم بنو أسرائيل بقيادة يشوع الأموريين (يش10: 12). والاسم الحديث لهذا الوادي هو (وادي سليمان).
3 – اسم مكان في زبولون حيث دفن القاضي أيلون (قض12: 12) ولا يعرف موضع هذا المكان الآن على وجه التحقيق ويحتمل أنه مكان خربة اللون الحديثة أو يحتمل أنه مكان تل البطمة.
أيوب
اسم عبري. ولا يعرف معناه على وجه التحقيق، ويقول بعضهم أنه قريب من اللفظ العربي آيب فربما يعني الراجع إلى الله أو التائب، ويقول آخرون أنه يعني المبتلى من الشيطان ومن أصدقائه ومن الكوارث التي حلت به. ويقول هؤلاء أن الاسم في هذه الحالة مأخوذ من أيثاب أي (المعادي). وهو أحد رجال العهد القديم الأبرار وكان يقطن أرض عوص (أي1: 1) وأول من ذكره هو حزقيال (حز14: 14 و16 و20) وكان يعيش في بيئة شبيهة ببيئة الآباء الأولين وفي ظروف مماثلة لظروفهم، وكان يقيم بالقرب من الصحراء في زمن كان يقوم فيه الكلدانيون بغزوات في الغرب (أي1: 17). ولا يوجد مسوغ للشك في حقيقة الاختبارات العجيبة التي جاز فيها وقد ورد ذكرها في سفره. وقد أبرزت هذه الاختبارات مسألة من أهم المسائل وهي: لماذا يسمح الله بأن يتألم البار؟ ثم يسير السفر في معالجة هذه المشكلة في قصيدة شعرية فلسفية رائعة. وقد كتب سفر أيوب الذي يعتبر أحد أسفار الحكمة شعرا في الأصل. ويرسم لنا السفر صورة حية قوية للآلام التي عاناها أيوب والنقاش الذي دار بينه وبين أصحابه بشأن الأسباب التي لأجلها قاسى ما قاساه من ألم، وبشأن إيجاد حل لهذه المشكلة وتذكر المقدمة (1: 1، 3: 2) ومقدمات الخطابات الأخرى وبخاصة خطاب أليهو) 32: 1 – 5) والخاتمة عظمة أيوب واتساع ثرائه في أوائل أيامه ثم في أواخر أيامه لما باركه الرب (أي42: 7 – 17) وقد كتبت هذه الأجزاء التي ذكرناها في الأصل نثرا أما مشكلة السفر التي أشير إليها آنفا فهي:
لماذا يتألم البار؟ والغرض الرئيسي هو دحض النظرية التي تقول أن الألم علامة على غضب الله وعدم رضاه، وأنه لا بد أنه صادر كنتيجة لخطيئة ارتكبها من يقاسي هذا الألم. ومن يدرس العهد القديم يلاحظ أن النجاح كثيرا ما يأتي نتيجة لحياة البر، وأن الشر نذير الفشل والخيبة (قارن خر23: 20 و26 وتث28 ومز37 و63 وإش58: 7 – 13 وإر7: 5 – 7، 17: 5 – 8 و19 – 27، 31: 29 و30 وحز18) ولذا فعندما يكون هناك استثناء لقانون الثواب والعقاب يصبح سبب حيرة عظيمة وارتياب بالغ، أما في حالة الأبرار فقد كان هناك اتجاه إلى البحث عن الخطيئة التي هي سبب ما يقاسون من ألم بما أن الألم ينتج عن الخطيئة لذا فكل ألم دليل على أنه كانت هناك خطيئة سببت هذا الألم. ومن الواضح أن هذا الاستنتاج مجانب للمنطق السليم. وأيوب في نقاشه لا يدعي أنه بريء كل البراءة من الخطيئة ولكنه يعتقد اعتقادا راسخا أن عقابه (إن كان هناك شيء موجب للعقاب) فأنه لا يتناسب في قسوته مع خطيئته. وتصور فاتحة الكتاب أيوب كرجل أصاب نجاحا كبيرا في حياته ويمتلك الكثير من القطعان والمواشي وله عدد كبير من الخدم وله أسرة كبيرة. وقد سمح للشيطان أن يختبر إيمان أيوب ففقد في الأول مقتنياته وحرم من أسرته ولما فشلت هذه الوسيلة في أخماد إيمان أيوب سمح للشيطان فيما بعد أن يصيب جسده بالآلام ولكن إيمان أيوب ينتصر في النهاية ويعود إلى نجاح فاق نجاحه الأول ويمكن أن يقسم السفر إلى:
أولا: مقدمة ص1 و2.
ثانيا: محاورات شعرية ص3: 1 – 42: 6 ويلي ذلك:
1 – أيوب ينعي يوم مولده ويتمنى الموت ص3.
2 – ثلاثة سلاسل محاورات بين أيوب وأصحابه ص4 – 27.
(ا) السلسلة الأولى من خطابات أصحاب أيوب وجوابه لهم ص4 – 14.
1 – خطاب أليفاز ص4 و5.
2 – رد أيوب ص6 و7.
3 – خطاب بلدد ص8.
4 – رد أيوب ص9 و10.
5 – خطاب صوفر ص11.
6 – رد أيوب ص12 – 14.
(ب) السلسلة الثانية من خطابات أصحاب أيوب وجوابه لهم ص15 – 21.
1 – خطاب أليفاز ص15.
2 – رد أيوب ص16 و17.
3 – خطاب بلدد ص18.
4 – رد أيوب ص19.
5 – خطاب صوفر ص20.
6 – رد أيوب ص21.
(ج) السلسلة الثالثة من خطابات أصحاب أيوب وجوابه لهم ص22 – 27.
1 – خطاب أليفاز ص22.
2 – رد أيوب ص23 و24.
3 – خطاب بلدد ص25.
4 – رد أيوب ص26 و27.
3 – قصيدة في الحكمة ص28.
4 – أيوب يراجع تاريخ حياته ص29 – 31.
5 – خطابات أليهو ص32 – 37.
6 – الرب يتكلم ص38 – 41.
7 – خضوع أيوب ص42: 1 – 6.
ثالثا: خاتمة ص42: 7 – 17.
ويظهر من خلال المحاورات التي دارت بين أيوب وأصحابه أنه كان يشعر شعورا قويا باستقامته، ومع ذلك فأنه لا يستطيع أن يدرك سر اليد التي جاءت عليه بقوة وبقسوة. ويزداد التنازع الداخلي القلبي كلما ازداد اليأس من حالته الخارجية الظاهرة، ولكنه في كل هذه يبقى ثابتا على عزمه راسخا في اعتقاده أنه مهما يقع عليه من سوء ومهما يصيبه من شر، فأنه سيبقى على ثقته بالله واتكاله عليه. ثم يرى بريقا من النور عندما يجول بخاطره أنه في وقت ما ووفقا لمسرة الله ورضاه سيظهر بر أيوب وتعلم براءته. وربما لا يحدث هذا في هذه الحياة الدنيا ولكنه سيحدث يقينا وأنه لا بد آت. وفي هذا اقتناع قوي بالخلود. عندئذ ينطق أيوب بهذا القول الرائع (أَمَّا أَنَا فَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ وَ
آبص
وردت بهذه الصورة في العبرية في حالة الوقف. أما فيما عدا ذلك فقد وردت هكذا (إبص) وربما معناها (قصدير) أو (أبيض) وهي إحدى مدن يساكر (يش19: 20) وربما للمكان علاقة بالقاضي إبصان، ويحتمل أنها نفس المكان المعروف حديثا باسم عين الحبوص أو العوص بين عولام وسرين.
آبل
كلمة عبرية ربما تعني (مرج) أو (مياه) من (وبل) أي (أمطرت وابلا) وقد وردت في (2 صم 20: 14 و18) وفي حادثة تمرد شبع بن بكري على داود. ويغلب على الظن أنها نفس آبل بيت معكة. انظر 2 صم 20: 15.
آبل بيت معكة
اسم عبري معناه (مرج بيت الظلم) أو (مرج بيت شخص اسمه معكة). وكانت مدينة حصينة في نفتالي
(2 صم 20: 15 و1 مل15: 20). وكانت كذلك شهيرة بالحكمة وبتمسكها بالعوائد الإسرائيلية (2 صم 20: 18) وقد هرب إليها شبع بن بكري عندما فشل في تمرده على داود، وقد تأهب لمهاجمة المدينة للقبض عليه ولكن امرأة حكيمة تقدمت وكلمت يوآب واتفقت معه على قتل شبع وبذلك أنقذت مدينتها من الدمار (2 صم 20: 14 – 22) وقد أخذ بنهدد المدينة عندما طلب آسا ملك يهوذا معونته على بعشا ملك إسرائيل (1 مل 15: 20) وفي سنة 734 ق. م. غزا تغلث فلاسر المدينة وأخذ سكانها في السبي إلى أشور
(2 مل 15: 29) وربما مكانها اليوم هو المعروف باسم تل آبل أو تل القمح. وهي قرية غرب الأردن على رابية تشرف على الوادي مسافة اثني عشر ميلا شمال بحيرة الحولة مقابل دان ويحيط بها سهل مياهه وفيرة وأرضه خصبة ولذا فقد أطلق عليه في القديم اسم (آبَلَ مَايِمَ) أو (آبَلَ الْمِيَاهِ) (2 أخ 16: 4).
آبل شطيم
اسم عبري ومعناه (مرج السنط) وقد ورد الاسم بهذه الصورة في (عد 33: 49). أما فيما عدا ذلك فقد ورد باسم (شِطِّيمَ) فقط، انظره في موضعه.
آبل الكروم
اسم عبري ومعناه (مرج الكروم) وهو موضع شرقي الأردن. وقد تعقب يفتاح بني عمون إلى ذلك المكان
(قض 11: 33) وربما تقوم مكانه حديثا خربة السوق على الطريق من عمان إلى حسبان.
آبل محولة
اسم عبري ومعناه (مرج الرقص) كان هذا الموضع حسبما يظهر، يقع في وادي الأردن (1 مل 4: 12) وهو المكان الذي طرد جدعون والثلاثمائة الذين معه المديانيين إلى حافته (قض 7: 22) وهناك أقام إليشع (1 مل 19: 16) وقد عين جيروم موضعه على بعد عشرة أميال رومانية جنوبي بيسان. وقد ظن بعضهم أن مكانها حديثا هو عين حلوة على بعد تسعة أميال ونصف جنوبي بيسان. ويغلب على الظن أن المكان أصلا كان يقع بالقرب من تل أبي سفري عند التقاء وادي المالح بوادي الحلوة.
آبل المياه
اسم عبري ومعناه (مرج المياه) وهو اسم آخر لآبل بيت معكة (2 أخ 16: 4).
آصل
اسم عبري ومعناه (الربط) أو (الوصل) قارن الفعل (وصل). وهو اسم مكان بالقرب من أورشليم (زك14: 5) وربما هو وادي يصول إلى يمين عين اللوز في وادي النار.
آلف
كلمة عبرية ومعناها (ثور) أو (ألف) اسم قرية في بنيامين (يش18: 28) وربما بقي الاسم في لفتة الحديثة التي تقع قريبة من أورشليم إلى الشمال الغربي.
آون
اسم عبري ومعناه (بطل) أو (عدم) أو (صنم) وكان يطلق على:
1 – بلدة أطلق اسمها على سهل في سوريا (عا1: 5) وربما هي أويقة بالقرب من يبرود على الطريق إلى تدمر أو كما يعتقد البعض، أنها بقعة لبنان (يش11: 17). ولذلك فالسهل هو سهل البقاع الذي تقع فيه مدينة بعلبك.
2 – أطلق هوشع هذا الاسم على (بيت إيل) للدلالة على أنها لم تعد بعد بيت الله بل قد صارت بيت الصنم (هو10: 8). وانظر أيضا (بيت آون).
3 – مدينة (أون) المصرية التي أطلق عليها اليونان اسم هليوبوليس أي (مدينة الشمس) (حز30: 17). ومع أن هناك اختلافا في النطق بين (أون) المصرية و(آون) العبرية التي معناها صنم إلا أن النبي أطلق عليها اسم (آون) للدلالة على ما فيها من عبادة الأصنام.
أبانة
اسم آرامي ومعناه (صخري) وقد ورد في بعض النسخ بلفظ (أمانة) التي تعني (دائم)، و(مستمر الجريان) وهو أحد نهري دمشق (أبانة) و(فرفر) اللذين ورد ذكرهما في قصة نعمان السرياني (2 مل 5: 12).
وهو على الأرجح نهر بردى في سوريا الذي أطلق عليه اليونانيون اسم (خريسورواس) وينبع من عين بردى بالقرب من قرية زبداني على بعد ثلاثة وعشرين ميلا من دمشق ويجري من الجبل الشرقي مارا بالسور الشمالي لمدينة دمشق القديمة، ويمد ينابيع دمشق وحدائقها الكثيرة بالمياه ويستمر في جريانه إلى أن يصب مياهه في بحيرة أجمية في بقعة تسمى المرج على بعد عشرين ميلا من المدينة تقريبا. وإلى هذا النهر يعزى جمال وخصوبة السهل الذي تقع فيه دمشق ومياه نهر بردى صافية بخلاف مياه نهر الأردن العكرة وهو يختلف عن أنهر فلسطين، فإنها ما عدا الأردن، تجف معظم أيام السنة إلا أن هذا النهر يجري باستمرار وهذا ما حدا نعمان السرياني أن يقول (أَلَيْسَ أَبَانَةُ وَفَرْفَرُ نَهْرَا دِمَشْقَ أَحْسَنَ مِنْ جَمِيعِ مِيَاهِ إِسْرَائِيلَ؟).
أبلية أو أبيلينة
اسم لمقاطعة في سوريا أخذته من اسم عاصمتها (أبيلا) ويرجح أن هذا الاسم (أبيلا) مأخوذ من الكلمة العبرية آبل التي تعني (مرج) وتقع العاصمة على نهر بردى على مسافة ثمانية عشر أو عشرين ميلا من دمشق ويرجح أن مكانها اليوم قرية (سوق وادي بردى) أو بالقرب منها ويذكر في لو3: 1 أنها كانت في السنة الخامسة عشرة من سلطنة طيباريوس قيصر، ولاية يحكمها ليسانيوس رئيس الربع، وكان هذا في أيام كرازة يوحنا المعمدان.
أبولونية
اسم يوناني نسبة إلى أبولو. وهي بلدة في مكدونية وكانت واقعة على طريق أغناطية إحدى الطرق الرومانية الحربية والتجارية. ويظن أنها أسست في وقت سابق للقرن الرابع ق. م. وقد اجتاز فيها بولس وسيلا في طريقهما من فيلبي إلى تسالونيكي (أع17: 1).
أتاريم
اسم عبري ومعناه (آثار القدم) وهو اسم لطريق غير بعيد عن عراد في (النقب) في جنوب فلسطين التي حارب ملكها أسرائيل وهم في طريقهم إلى كنعان (عد21: 1).
أتالية
هي مدينة تنسب إلى أتالس فيلادلفس ملك برغامس الذي حكم من عام 159 – 138 ق. م. وكانت المدينة ميناء في مقاطعة بمفيلية في جنوب آسيا الصغرى. وقد نزل منها بولس إلى أنطاكية في رحلته التبشيرية الأولى وكان برنابا معه. (أع14: 25).
أثينا
اسم يوناني وهو أصلا اسم الألهة (أثينا) ثم أطلق على المدينة التي كانت عاصمة أتيكا (وهي قسم من أقسام اليونان في القديم)، وقد أصبحت المدينة فيما بعد مركز الثقافة في العلوم والآداب في العالم القديم.
ولا يعرف شيء بالتحقيق عن التاريخ الذي أسست فيه، إلا أن الأساطير تشير إلى أن كيكروبس (أول ملوكها ويظن أنه جاء من مصر) أسسها حوالي سنة 1581 ق. م. وقد استمرت يحكمها ملوك إلى عام 1068 ق. م. تقريبا. حين انتقلت السلطة إلى أيدي أراخنة (أو رؤساء سياسيون).
وقد اشتهر من بين هؤلاء مشرعان هما دراكو الذي عاش حوالي سنة 620 ق. م. وعرف بقسوته وجبروته، وصولون وعاش حوالي سنة 594 ق. م. وقد وضع الدستور الأول لدولته. وقد انتصر الأثينيون في عام 490 ضد قواد داريوس هستاسبس ملك الفرس، بمعونة البلاتيين. أما في عام 480 ق. م. فقد سلمت المدينة لزركسيس بن داريوس. ولكن اليونان اضطروا الغزاة إلى الانسحاب بعد معركة بحرية في سلاميس في نفس تلك السنة وقد ساعد هذا الانتصار الأثينيين على تأسيس إمبراطورية صغرى عاصمتها أثينا كانت تعتمد في كيانها على قوة الأسطول البحري لا على الجيش. وقد برز في عام 459 – 431 ق. م. قائد ديمقراطي قدير وهو بركليس. وقد كان من خصائص حكمه الخير أن أقيم في أثينا عدد كبير من الأبنية العامة الجميلة، وكذلك ازدهرت الآداب أثناء حكمه. وفي أواخر حكمه اندلعت نيران الحرب البلبونيسية ودامت إلى عام 404 ق. م. حيث انتهت بتسليم أثينا للأسبرطيين. ولما جاء فيليب المقدوني وتداخل في شؤون اليونان لم تكن الأمور مستقرة ولكن بعد أن قتل فيليب وجاء ابنه الأسكندر وتسلم مقاليد الحكم استتب له الأمر ووصلت أثينا في عصره إلى الذروة من القوة والنفوذ. وبعد أن خضعت بلاد اليونان للرومان أصبحت أثينا تحت نطاق حاكم مقدونية، ولكنها منحت استقلالا ذاتيا تقديرا لتاريخها الماضي المجيد.
ومع أنها كانت خاضعة للحكم الروماني فإنها صارت المدينة الجامعية في العالم الروماني ومنها شع نور روحي وحيوية فكرية إلى مدن أخرى مثل طرسوس وأنطاكية والإسكندرية وقد ازدهرت فيها أربع مدارس فلسفية: وهي الأفلاطونية، المشائية، والأبيقورية، والرواقية، وقد أقبل طلاب كثيرون إلى المدارس من بلاد اليونان ومن روما أيضا وقد استمرت مركزا للعلم إلى أن حرم جستنيان دراسة الفلسفة في عام 529 ميلادية.
وفي أثناء رحلته التبشيرية الثانية نزل بولس في بيرية وهي ميناء أثينا على البحر. وبينهما طريق طوله ميلان. ويرجح أنه وهو في هذا الطريق رأى المذابح المخصصة للإله المجهول وقد أشار مؤرخو القرن الثاني الميلادي إلى وجود هذه المذابح على نفس هذا الطريق، وفي أماكن أخرى في المدينة. ويرجح أنه عند اقترابه من العاصمة رآها كما كانت حينئذ ولا زالت إلى اليوم مبنية حول تل الأكروبوليس الذي ارتفاعه حوالي 500 قدم فوق سطح البحر، وقد كان هذا التل قبلا حصنا ثم أصبح فيما بعد مركزا دينيا، حيث أقيمت أشهر وأعظم المذابح والهياكل وربما قضى بولس وقتا ما وهو يسير في شوارع المدينة ينظر إلى الأبنية العامة والهياكل العديدة والأستاديوم (ساحة الألعاب) والسوق وقاعات الاجتماعات حيث كانت تعقد المجالس أو يلقن الطلاب العلم.
وربما اكتشف حينئذ أن الأثينيين يحبون الجلوس في السوق أثناء النهار للتحدث في أنباء اليوم أو للتناقش في الآراء الفلسفية والدينية أو للمناظرة. وقد رأى بولس في ذلك فرصة سانحة لينادي بالإنجيل، ولكن لم تجد رسالته أذنا صاغية لدى جميع السامعين فطلبوا منه أن يذهب معهم إلى أريوس باغوس ليدافع عن تعليمه. وقد ظهر دفاعه أمام أعينهم كأنه فلسفة جديدة تنادي بإله واحد.
وقد وجدت رسالته أذنا صاغية لدى ديونيسيوس الأيروباغي. كما قد آمن بالرسالة عدد من المدينة ومن مجمع اليهود كما ورد في (أع17: 15 – 34). ولا نعرف شيئا عن كنيسة أسست في أثينا في زمنه أو أنه كتب رسالة لها كما كتب لغيرها من الكنائس، انظر أريوس باغوس.
أجلايم
اسم عبري وربما معناها (بركتان) وهي قريبة من الاشتقاق (مأجل الماء) أي مستنقع الماء. وهي اسم لبلدة في موآب (انظر إش15: 8) وربما مكانها اليوم (رجم الجلمة) أو (خربة الجلمة) بالقرب من الكرك.
آجام
جمع أجمة وقد أطلقت الكلمة على مجتمعات المياه المتخلفة من فيضان النيل وبنوع خاص في الدلتا حيث ينمو فيها الأعشاب وعيدان البردي (انظر خر7: 19، 8: 5) وكذلك تطلق على الأماكن التي توجد فيها المياه بالمقارنة بالصحراء (انظر إش14: 23، 35: 7).
أخائية
أقليم كان في الأصل جزءا من بلاد اليونان في الجنوب في شبه جزيرة البلبونيس. وفي زمن العهد الجديد كانت أخائية ولاية رومانية تشمل بلاد اليونان الواقعة جنوبي مقدونية وكانت عاصمتها كورنثوس. وكان بيت استفانوس أول باكورة المسيحيين في أخائية أي في عاصمتها كورنثوس (1 كو 16: 15). وقد هاجم اليهود في
كورنثوس بولس وعارضوا مناداته بالإنجيل وأحضر بولس إلى غاليون حاكم تلك الولاية في ذلك الحين (أي في سنة 51 أو 52 ميلادية) وقد أذن غاليون لبولس أن يستمر في مناداته. (أع18: 12 – 17). وقد أرسل المسيحيون في أخائية عطايا لفقراء القديسين في أورشليم على يد بولس الرسول (رو15: 26). وقد زار بولس أخائية مرارا.
أدامي الناقب
(الموضع الأحمر في المعبر). بلدة على حدود نفتالي (يش19: 33) ويحتمل أن مكانها اليوم هو خربة الدامية التي تقع على مسافة خمسة أميال جنوبي غرب مدينة طبرية وهي في ممر طريق القوافل من جلعاد إلى عكا. وربما يحسن اعتبارها مع الكلمة التي تليها اسما واحدا (أَدَامِي النَّاقِبِ) أي أدامي العبر.
أدراميتينية
ميناء في ميسيا في شمالي غربي آسيا الصغرى. وتوجد قرية تدعى بالتركية (أدرمية) في موقع بالقرب من مكان هذه الميناء. ولما كان الرسول بولس ذاهبا إلى رومية أقلع من قيصرية في سفينة أدراميتينية (أع27: 2).
أراراط
هذا اللفظ العبري مأخوذ من الأصل الأكادي (أورارطو) وقد أطلق هذا الاسم على بلاد جبلية تقع شمالي أشور، على أحد جبالها استقر فلك نوح (تك8: 4). والقمة التي يطلق عليها اليوم (جبل أراراط) ترتفع إلى 16916 قدما فوق سطح البحر واسمها في التركية (أغرى داغ). ولما قتل ابنا سنحاريب أباهما هربا إلى أرض أراراط أي أرمينية (2 مل 19: 37). ويظهر أنه كانت هناك مملكة في أرض أراراط في عصر أرميا دعاها النبي مع غيرها للاشتراك في حرب ضد بابل (إر51: 27).
أربئيل
انظر (بيت أربئيل).
أربوت
كلمة عبرية معناها (طاقات) وهي اسم مكان بالقرب من سوكوه وحافر (1 مل4: 10) ويظن أن مكانها اليوم (عرابة) بالقرب من دوثان وبلدة جنين الأردنية.
الأربي
نسبة إلى آراب، وهي مدينة في أقليم اليهودية الجبلي. وقد لقب فعراي أحد أبطال داود بالأرابي (2 صم 23: 35).
أرفاد
وهي مدينة في أرام يرجح أن موضعها اليوم هو (تل أرفاد) على مسافة 13 ميلا شمالي حماة، وتذكر عادة مع حماة في العهد القديم، ونقرأ في 2 مل 18: 34، 19: 13 وإش10: 9 أن الأشوريين يفتخرون بأنهم أخذوا أرفاد. كذلك يذكر إر49: 23 الاضطراب الذي شاع فيها بسبب الأخبار السيئة التي وصلت إليها. ونجد في سجلات الأشوريين أنهم أخذوها في القرن التاسع قبل الميلاد وأنها ثارت ضدهم ولكنهم عادوا وأخذوها عدة مرات.
أرك
وردت صيغة الاسم في الأكادية هكذا (أورك) و(أركو) وكانت مدينة في شنعار بناها نمرود كما نجد هذا في تك10: 10. وتسمى في العربية (وركة) وهي مكان يبعد بمقدار 80 ميلا شمالي غربي (أور) في العراق وقد كشف التنقيب في هذا المكان عن بقايا وآثار ترجع إلى عصور سحيقة، يعود بعضها إلى أربعة آلاف سنة قبل المسيح. وبين هذه الآثار أقدم منارة عالية لهيكل، وأقدم ختم أسطواني وأقدم بناء من الأحجار وهذه أقدم آثار من نوعها اكتشفت في بابل. ونجد في الأسطورة البابلية أن (أرك) كانت موطن البطل (جلجاميش) الذي كان كنمرود صيادا ماهرا.
أرنون
كلمة عبرانية معناها (الزئير) وهو اسم لنهر يدعى اليوم (وادي الموجب) في المملكة الأردنية الهاشمية. ويتكون من وادي (وله) الذي يأتي من الشمال الشرقي، ووادي (عنقيلة) الآتي من الشرق (وسيل الصعدة) الآتي من الجنوب. هذه هي أودية أرنون (عد21: 14). يجري نهر أرنون في غور عميق حتى يصل إلى البحر الميت في نقطة تقع إلى مسافة قصيرة منتصف الشاطئ الشرقي. وكان الأرنون في عصر موسى الحد الفاصل بين الموآبيين في الجنوب والأموريين في الشمال (عد21: 13 و26). وكان الأرنون في عصر القضاة الحد الجنوبي لسبط رأوبين، الذي يفصل بينهم وبين موآب (تث3: 8 و16 ويش13: 16).
ويخبرنا الحجر الموآبي أن ميشع ملك موآب في القرن التاسع قبل الميلاد وسع تخومه شمالي الأرنون. وتقع مدينة عروعير على الشاطئ الشمالي للنهر. ويقع بالقرب منها مكان قديم للعبور وربما كان هذا هو المكان الذي أطلق عليه اسم (مَعَابِرِ أَرْنُونَ) (أش16: 2).
أرومة أو رومة
واللفظ العبري ربما كان معناه (ارتفاع). وهي بلدة أقام فيها أبيمالك وهو يتأهب لغزو شكيم المدينة المجاورة لها (قض9: 41) وقد ظن بعضهم أن موضعها هو (الأرمة) الحديثة وهي على بعد ستة أميال شمالي شرقي شكيم.
أريحا
معناها (مدينة القمر) أو (مكان الروائح العطرية). وهي مدينة ذات أهمية عظمى، تقع على مسافة خمسة أميال غربي نهر الأردن وعلى مسافة سبعة عشر ميلا شمال شرقي أورشليم. أما أريحا التي ورد ذكرها في العهد القديم فموضعها تل السلطان، الذي يقع على بعد مسافة ميل من مدينة أريحا الحديثة التي تدعى الآن (الريحا) وتلول أبو العليق التي تقع على مسافة ميل غربي إريحا الحديثة هي بقايا الحي الراقي الغني من أريحا في عصر العهد الجديد. وتقع أريحا في منخفض يبلغ 825 قدما تحت مستوى سطح البحر ولذا فجوها حار. وقد ساعدت المياه الجارية من نبع السلطان ومن وادي القلت على جعل الأراضي المحيطة بأريحا خصبة. وقد اشتهرت منذ عصور قديمة بزراعة شجر النخيل (تث34: 1 و3 وقض3: 13). وفي العصور الحديثة الموز والبرتقال والورد (سيراخ 24: 14) وأشجار الجميز (لو19: 4) والبلسم وكثير من أشجار الفاكهة.
وقد ورد ذكر هذه المدينة كثيرا في الكتاب المقدس لأنها كانت تتحكم في الوديان الذاهبة إلى عاي وأورشليم. وكانت أول مدينة هاجمها الأسرائيليون، غربي الأردن. وقد أرسل يشوع جواسيس إلى هذه المدينة وقد أخفتهم راحاب الزانية (يش2: 1 – 24) ووفقا لأمر الرب سار المحاربون من أسرائيل صحبة سبعة من الكهنة حاملين أبواقا وتابوت العهد، وقد طاف هؤلاء بالمدينة مرة في اليوم لمدة ستة أيام. وفي اليوم السابع طافوا حولها سبع مرات وضربوا بالأبواق وهتفوا هتافا عاليا فسقطت أسوار المدينة.
ويظن البعض أن الرب استخدم زلزلة من الزلازل التي كثيرا ما تحدث في تلك البقعة. وقد ذبح الأسرائيليون جميع سكان أريحا ما عدا راحاب وأسرتها وخصصوا الأشياء الثمينة فيها للرب. (يش6) وقد أخذ عاخان بعض هذه الأشياء الثمينة من أريحا لنفسه وكان من نتيجة هذا أن انهزم الأسرائيليون، أما هو وبيته فرجموا (يش7). وقد أعطيت أريحا ضمن نصيب بنيامين وكانت على الحدود بين بنيامين وأفرايم (يش16: 1 و7، 18: 12 و21) وكان عجلون ملك موآب يسكن قصرا في أريحا لما أذل الأسرائيليين (قض3: 13). وقد أقام رسل داود الذين حلق ملك عمون لحاهم، في أريحا إلى أن نمت لحاهم (2 صم 10: 5 و1 أخ 19: 5) وفي أيام آخاب حصن حيئيل البيتئيلي أريحا ولكنه فقد ابنيه وفقا لنبوة يشوع (1 مل 16: 34 وقارنه مع يش6: 26) وقد زار إيليا وإليشع جماعة الأنبياء في أريحا قبل انتقال إيليا، ورجع إليشع إلى هؤلاء الأنبياء. والنبع الذي أبرأه أليشع هو على ما يرجح عين السلطان (2 مل 2) وقد أطلق صراح أسرى يهوذا الذين أخذهم جيش إسرائيل، بقيادة فقح بن رمليا في إريحا (2 أخ 28: 15). وبالقرب من أريحا قبض البابليون على صدقيا الملك (2 مل 25: 5 وإر39: 5، 52: 8) وقد رجع مع زربابل من السبي 345 من سكان أريحا السابقين ونسلهم
(عز2: 34 ونح7: 36) وقد ساعد بعض من هؤلاء في بناء سور أورشليم (نح3: 2).
وقد بنى هيرودوس الكبير قلعة بالقرب من أريحا، وفي النهاية مات هناك. وفي عصر العهد الجديد كانت فرقة من الكهنة تسكن أريحا. ولا بد أنهم كثيرا ما كانوا يسافرون في الطريق الموصل من أورشليم إلى أريحا كما ذكر في مثل السامري الصالح (لو10: 30 و31) وقد أعاد يسوع البصر لبارتيماوس الأعمى ورفيقه في أريحا (مت20: 29 ومر10: 46 ولو18: 35). وقد زار المسيح بيت زكا جابي الضرائب في أريحا وقد تاب زكا ورجع إلى الرب بعدما زار يسوع بيته (لو19: 1 – 10).
وقد أثبتت الكشوف التي أجريت في تل السلطان على أن أريحا من أقدم مدن العالم وترجع إلى العصر الحجري في الألف سنة السادسة قبل الميلاد. وقد اكتشف هنا أقدم فخار وأقدم نحت في العالم. وقد اكتشفت أيضا أسوار أريحا التي سقطت في أيام يشوع وقد اسودت جدرانها من الحريق. وقد قدر بعض العلماء على أن ذلك الخراب الذي حل بأريحا حدث عام 1400 ق. م. ويقول آخرون أنه حدث في عام 1350 ق. م. وقد كشف المنقبون في تلول العليق عن قصر هيرودس الكبير الذي يظهر واضحا من جبل التجربة
(مت4: 8) وقد وجدت هنا منازل مترفة شبيهة بالمنزل الذي كان يملكه زكا (لو19: 1 – 9).
عربات أريحا أو (سهول أريحا)
وقد أطلق هذا الاسم على الأراضي الواقعة بين أريحا ونهر الأردن (يش4: 13) وكانت مدينة الجلجال، حيث حل الإسرائيليون في دخولهم أرض كنعان، في هذه البقعة (يش5: 10).
أريوس باغوس
معناه في اليونانية (تل س) وهو إله الحرب أو (تل اللعنات) وهو تل في أثينا قريب من التل الكبير الذي يسمى الأكربول، من جهة الغرب وكان يسمى تل اللعنات بسبب الأقسام التي كانوا يقسمون بها أمام المحكمة التي كانت تعقد على هذا التل. وكانت محكمة أثينا العليا تسمى أريوس باغوس لأنها كانت تلتئم على هذا التل لتصدر أحكامها. وكانت هذه المحكمة تنعقد في أيام بولس لإجراء المحاكمات في (ستوا باسليوس) في (الأجورا) بجانب تل أريوس باغوس. وربما يشير اسم أريوس باغوس المذكور في أع17: 19 و22 إلى هذه المحكمة التي كانت تشرف على الشؤون الدينية. وربما يستفاد من هذه الأعداد أن بولس ألقى خطابه على تل أريوس باغوس. وهذا ما سار عليه التقليد المسيحي في أثينا.
أزنوت تابور
عرارة وهي عبرية ومعناها (آذان) أو (منحدرات تابور) وهي موضع يقع على حدود نفتالي بالقرب من جبل تابور (يش19: 34) ويعتقد البعض أن مكانها اليوم هي قرية (أم جبيل) الواقعة بالقرب من جبل تابور.
أسبانيا
أطلق هذا الاسم في العصور القديمة على كل شبه جزيرة أيبيرية التي تشمل في العصور الحديثة أسبانيا والبرتغال. ويرجح أن ترشيش التي كان يونان يقصد الذهاب إليها (يون1: 3) هي طرطوسة، وكانت مستعمرة فينيقية في أسبانيا بالقرب من جبل طارق. وكانت أسبانيا مشهورة بمناجمها التي يستخرج منها الذهب والفضة (1 مكابيين 8: 3). وقد أراد الرسول بولس أن يزور أسبانيا (رو15: 24 و28) ويحدثنا التقليد المسيحي الذي جاءنا من العصور المسيحية الأولى أن الرسول تمم هذه الزيارة بعدما أطلق من سجنه في رومية. فآخر ما يسجله لنا سفر الأعمال عن بولس أنه أقام سنتين كاملتين في بيت استأجره لنفسه.
أرض إسرائيل
انظر (كنعان وفلسطين).
أسوس
وهي ميناء بحري في ميسيا في آسيا الصغرى تجاه جزيرة ميتيليني. وقد ترك الرسول بولس في رحلته الثالثة السفينة في ترواس ومشى إلى أسوس حيث أخذ السفينة مرة أخرى (أع20: 13 و14) ويسمى مكانها اليوم في التركية (بهرمكوي) وفيها خرائب كثيرة ترجع إلى أزمنة قديمة.
أسوان
مدينة من مدن صعيد مصر في الجنوب (حز29: 10، 30: 6) وهي نفس أسوان الحديثة اسمها في المصرية القديمة أسوان تقع على الشلال الأول في النيل. وقد استخدم الفراعنة حجر الجرانيت المستخرج من أسوان في عمل التماثيل والنصب وفي بناء القصور والمعابد القديمة، وكانت عاصمة المنطقة (Nome) الأولى في مصر القديمة، وقد اشتهرت أسوان والفنتين بتجارتهما مع الحبشة، ومكانتهما في الدفاع عن مصر. ويتضح من أوراق البردي المكتوبة باللغة الأرامية والتي اكتشفت في جزيرة الفنتين أنه كان في مصر في القرن الخامس قبل الميلاد حامية جنود يهودية وهيكل يهودي هناك.
آسيا
عندما يتحدث العهد الجديد عن آسيا يقصد بها دائما المقاطعة الرومانية التي كانت تحمل هذا الاسم والتي كانت تقع في غرب آسيا الصغرى (أع19: 10 و1 كو 16: 19 و2 تي 1: 15 و1 بط 1: 1 ورؤ1: 4) وكانت هذه المقاطعة تشمل ميسيا وليديا وكارية وجزءا من فريجية وبعض المواني البحرية المستقلة وترواس وبعض الجزر الساحلية. وكانت أفسس عاصمة هذه المقاطعة في أزمنة العهد الجديد. وقد قضى الرسول بولس بها عدة سنوات، ومن هذه المدينة انتشر الإنجيل إلى كل بقاع المقاطعة (أع19: 10) وكان الحاكم الروماني للمقاطعة من رتبة (نائب قنصل) أو (والٍ) وكان يعين كل سنة من قبل مجلس الشيوخ الروماني. وقد بعث المسيح المقام على لسان يوحنا رسائل إلى السبع كنائس التي في آسيا (رؤ1: 4).
أشدود
ربما كان معناها (قوة) أو (حصن). وهي أحدى مدن الفلسطينيين الخمس الرئيسية (يش13: 3 و1 صم 6: 17). وكان الأله الرئيسي فيها هو داجون (1 صم 5). وقد بقي العناقيون فيها بعد ما فتح العبرانيون كنعان (يش11: 22) وقد كانت من نصيب يهوذا (يش15: 47) ولكن لم يتمكن هذا السبط من أخذها. وبعد أن انتصر الفلسطينيون على إسرائيل حملوا معهم تابوت الرب إلى أشدود ووضعوه في هيكل داجون (1 صم 5: 1 و2) فسقط تمثال داجون وأصيب الأشدوديون بالمرض فأرسلوا تابوت الرب إلى جت (1 صم 5: 3 – 8) وقد هدم عزيا ملك يهوذا أسوار أشدود (2 أخ 26: 6). وقد حاصر ترتان، القائد الأشوري أثناء حكم سرجون، أشدود وأخذها (أش20: 1).
وقد وردت أسماء الملوك الذين حكموا في أشدود تحت حكم أشور في السجلات التي جاءتنا من عصر سرجون وسنحاريب وأسرحدون ملوك أشور ويقول المؤرخ الأغريقي هيرودت أن سماتيك ملك مصر من 663 – 609 ق. م. حاصر أشدود لمدة 29 سنة. ويظن بعضهم أن (بقية أشدود) المذكورة في أر25: 20 تشير إلى من بقي في أشدود بعد هذا الحصار الطويل. وقد قاوم الأشدوديون إعادة بناء أسوار أورشليم في أيام نحميا (نح4: 7). وقد أخذ بعض اليهود الراجعين من السبي زوجات أشدوديات فلقوا من نحميا قصاصا صارما وتأنيبا مريرا (نح13: 23 و24). وقد أخذ المكابيون المدينة مرتين في القرن الثاني قبل الميلاد، وقد أخربوا هيكل داجون في المرة الثانية
(1 مكابيين 5: 68، 10: 84) وقد نادى فيلبس بالإنجيل في أشدود (أع8: 40). والاسم العربي الحديث لأشدود هو (أسدود) وتبعد مسافة 18 ميلا تقريبا، إلى الشمال الشرقي لغزة وهي في منتصف المسافة تقريبا بين غزة ويافا.
إشريئيل
انظر أسريئيل.
أشقلون
وهي إحدى المدن الفلسطينية الخمس الرئيسية. وكان حاكمها يعتبر قطبا من أقطاب الفلسطينيين (يش13: 3). ومكانها اليوم مدينة عسقلان التي تبعد مسافة اثني عشر ميلا شمالي غزة وكان لأشقلون ميناء بحري في العصور الغابرة. وقد أخذ سبط يهوذا هذه المدينة في عصر القضاة (قض1: 18) ولكن الفلسطينيين استرجعوها بعد وقت قصير، فقد كانت في قبضة الفلسطينيين عندما قتل شمشون ثلاثين رجلا من أهلها (قض14: 19) وكان منها واحد من بواسير الذهب الخمسة التي ردها الفلسطينيون قربان أثم مع التابوت (1 صم 6: 17). وقد تنبأ الأنبياء العبرانيون بخرابها وبخراب المدن الفلسطينية الأخرى (إر25: 20 وعا1: 8 وصف2: 4 وزك9: 5).
وتذكر الوثائق المصرية القديمة عصيان أشقلون على مصر في القرن الرابع عشر ق. م. وتوجد على أسوار هيكل رعمسيس في ثبية نقوش ترجع إلى القرن الثالث عشر ق. م. وتمثل حصار المصريين لأشقلون وقد أخذ الأشوريون المدينة في سنة 701 ق. م. وكذلك أخذها يوناثان المكابي في القرن الثاني ق. م. (1 مكابيين 10: 86، 11: 60) وقد ولد هيرودوس الكبير في أشقلون وأقام فيها عددا من الأبنية الكبيرة هناك وقد أقامت أخته سالومي هناك. واسم الألهة الرئيسية في أشقلون هو (دركتو) وهذه المعبودة هي عبارة عن وجه إنسان وجسم سمكة.
جبل أفرايم
وهي الأرض الجبلية الواقعة في القسم الأوسط من فلسطين الغربية والتي عينت نصيبا لسبط أفرايم (يش19: 50).
وعر أفرايم أو غابة أفرايم
وهو المكان الذي هزمت فيه قوات داود قوات أبشالوم المتمردة وقتلت أبشالوم (2 صم 18: 6) ومن الواضح أن هذا المكان كان شرقي الأردن بالقرب من محنايم وربما هو نفس المكان الممتلئ بالأشجار بالقرب من عجلون الحديثة. وربما أخذ اسمه من هزيمة الأفرايميين في عصر يفتاح (قض12: 1 – 6) أو لأنه كان يقع تجاه منطقة أفرايم.
أفسس
كلمة يونانية معناها (المرغوبة) وهي عاصمة المقاطعة الرومانية آسيا على الشاطئ الأيسر من نهر الكايستر وعلى مسافة ثلاثة أميال من البحر وتجاه جزيرة ساموس. وقد بني لها مرفأ صناعي مما جعل أفسس ميناء بحريا مهما في العصور القديمة. ووادي كايستر هو المدخل الطبيعي إلى قلب آسيا الصغرى. وكان في أفسس هيكل أرطاميس العظيم مما جعل المدينة مركزا دينيا ومزارا لكثيرين من الحجاج.
وقد احتل الإغريق الأيونيون مدينة أفسس في القرن الحادي عشر ق. م. وأصبحت عاصمة أيونيا وقد وجد اليونان تشابها بين الألهة الأم التي كانت تعبد هناك والألهة أرطاميس. ووقعت المدينة تحت حكم كريسس ملك ليديا وكورش العظيم ملك الفرس والأسكندر الأكبر وخلفاؤه ومملكة برغامس وفي النهاية وقعت المدينة تحت حكم الرومان عام 133 ق. م.
وقد اكتشفت خرب كثيرة من المباني التي رآها بولس الرسول في عصره في أفسس. ولم يبق من هيكل أرطاميس الذي كان إحدى عجائب الدنيا السبع سوى الأساسات، وكثيرا ما أعيد بناء هذا الهيكل. وقد كان طوله في عصر بولس الرسول 342 قدما وعرضه 164 قدما، وكان فيه مئة عامود من الرخام طول كل منها 55 قدما، وقد عمل أعظم فناني اليونان في زخرفة داخله وتزيينه. وقد اكتشفت نماذج فضية لهذا الهيكل شبيهة بما كان يعمله ديمتريوس وغيره من الصياغ (أع19: 24) وتدل النقوش والأسوار والأبنية على تسلط السحر والخرافات على أولئك القوم (قارن أع19: 19). والمسرح الذي تظاهر فيه الصياغ وأحدثوا شغبا ضد المسيحيين (أع19: 29) هو من أكبر المسارح التي بقيت من العالم القديم. وفيه 66 صفا من المقاعد وكان يسع 24500 نفس.
وقد نادى بولس برسالة المسيح في المجمع اليهودي وهو في أفسس أثناء رحلته التبشيرية الثانية. وترك هناك برسكلا وأكلا ليحملا الشهادة المسيحية في أفسس (أع18: 18 – 21) وأقام الرسول بولس أثناء رحلته التبشيرية الثالثة في أفسس مدة لا تقل عن سنتين وثلاثة شهور ينادي في المجمع، وفي مدرسة تيرانس وفي بيوت خاصة (أع19: 8 – 10، 20: 20) ويظهر نجاح الإنجيل هناك من حرق كتب السحر (أع19: 19) ومن التظاهر الذي قام به الصياغ الذين أصبحت صياغتهم صناعة تماثيل لهيكل أرطاميس في خطر (أع19: 23 – 41). وقد وقفت سفينة الرسول فيما بعد في هذه الرحلة في ميليتس فأرسل واستدعى شيوخ كنيسة أفسس وطلب أليهم أن يهتموا بالرعية
(أع20: 17 – 38). وقد أرسل بولس إلى أفسس رسالة بيد تخيكس ويرجح أنها كانت رسالة دورية أرسلت إلى كنائس أخرى غير كنيسة أفسس (أف1: 1، 6: 21) ويرجح أن بولس زار أفسس بعد سجنه الأول في روما وأنه ترك تيموثاوس هناك لكي يشرف على سير العمل في الكنيسة (1 تي 1: 3).
وبحسب التقليد الذي يوثق بصحته، قضى يوحنا السنوات الأخيرة من حياته وخدمته في أفسس. وكتب سفر الرؤيا وهو في جزيرة بطمس تجاه أفسس وفيها رسالة مدح ورسالة تحذير لكنيسة أفسس (رؤ1: 11، 2: 1). وقد أصبحت المدينة فيما بعد مركزا مهما للمسيحية وقد التأم هناك المجمع الثالث المسكوني في سنة 431 ميلادية.
وقد ملأ الطمي الذي يحمله نهر كايستر الميناء. وبعد أن أخذ الأتراك المدينة في سنة 1308 لم يعد بناؤها ومكانها في هذه الأيام مليء بالخرب البارزة التي يسميها الأتراك أفيس. وقد تم فيها القضاء الذي أنذرت به في رؤيا 2: 5.
أفيق
كلمة عبرانية معناها (قوة أو حصن) وهي:
1 – اسم مدينة في سهل شارون. وكانت مدينة للكنعانيين قتل الأسرائيليون بقيادة يشوع، ملكها (يش12: 18). وقد اجتمع الفلسطينيون في هذا المكان ليحاربوا أسرائيل في زمن عالي الكاهن (1 صم 4: 1) ويرجح أيضا أنهم اجتمعوا كذلك هنا لمحاربة أسرائيل في زمن شاول الملك (1 صم 29: 1). ومكانها اليوم بلدة رأس العين الحديثة وهي عند منبع نهر العوجة بالقرب من أنتيباتريس
(أع23: 31).
2 – مدينة فينيقية لم يتمكن الأسرائيليون من أخذها (يش13: 4) وبما أنها في شمال صيدون فقد ورد ذكرها مع أرض الجبليين ويرجح أنها أفقة الحديثة عند نبع نهر إبراهيم شرقي بيبلس، أي جبيل الحديثة.
3 – مدينة في نصيب أشير (يش19: 30) ولكن لم يتمكن الأشيريون من طرد الكنعانيين منها (قض1: 31) ويرجح أنها تل الكردانة الحديثة بالقرب من منبع نهر النعمين على بعد مسافة ثمانية أميال جنوبي شرقي عكا.
4 – مدينة يظن أنها كانت شرقي الأردن استخدمها بنهدد ملك أرام كقاعدة في حربه ضد آخاب وهناك قتل كثيرون من الأراميين بسبب سقوط حائط (1 مل 20: 26 و30). وأفيق هذه ربما كانت نفس أفيق الحديثة التي تدعى أيضا فيق على بعد ثلاثة أميال شرقي بحر الجليل بالقرب من قعلة الحصن.
أفيقة
كلمة عبرية معناها (معقل) أو (حصن) وهي مدينة في يهوذا، يرجح أنها كانت بالقرب من حبرون (يش15: 53). وربما كانت هي كانت خربة الصرامة الحديثة التي تقع جنوب غرب حبرون.
أكزيب
كلمة عبرية معناها (خادع) وكانت اسم:
1 – مدينة في غربي يهوذا (يش15: 44) وتسمى في تك38: 5 (كزيب) حيث كان يهوذا لما ولد ابنه شيلة. وتسمى نفس المدينة في سجل للرجال والبلدان في سبط يهوذا (كزيبا) (1 أخ 4: 22) وفي مي1: 14 توجد تورية لفظية بين الاسم ومعناه (خادع) أو (كاذب). وربما أخذت البلدة اسمها من نبع متقطع الفيضان. وقد ظن بعضهم أنها نفس (عين كزيبة) الحديثة الواقعة في وادي إيلة شمالي عدلام. وظن آخرون أنها (تل البيضا) جنوبي غربي عدلام. ويذكر أحد خطابات لخيش التي ترجع إلى عصر إرميا أنها كانت أحدى مدن يهوذا الحصينة.
2 – مدينة عينت من نصيب الأشيريين (يش19: 29) ولكنهم لم يتمكنوا من طرد الكنعانيين منها (قض1: 31) وتقوم مكانها اليوم بلدة الزيب الحديثة، التي تبعد مسافة ثمانية أميال ونصف شمالي عكا.
أكشاف
كلمة عبرية معناها (سحر) أو (عرافة) وهي بلدة في أشير (يش19: 25) وقد هزم يشوع ملكها (يش11: 1، 12: 20) وربما هي نفس (تل كيسان) الحديثة بالقرب من جنين.
أكد
مدينة قديمة في أرض شنعار وفي مملكة بابل. وتذكر في تك10: 10 جنبا إلى جنب مع بابل كجزء من مملكة نمرود بن كوش. وقد جعل سرجون الأول أكد عاصمة أمبراطوريته حوالي عام 2400 ق. م. وربما كان موقع هذه المدينة بقرب (أبي هبة) على نهر الفرات شمالي بابل.
وقد امتد اسم أكد من المدينة إلى كل المقاطعة حيث يفيض نهرا الدجلة والفرات بالقرب من بعضهما في العراق الأوسط. وقد وسعت أسرة أكد من حوالي (2400 – 2200 ق. م) التي أسسها سرجون الأول حكمها بحيث كان يشمل معظم العراق، وعيلام من فارس والجزء الشرقي من سوريا وقد قام أعضاء هذه الأسرة بكثير من الأبنية في مدن بابل القديمة. ونصب النصر الذي أقامه (نرام سن) حفيد سرجون مثل مشهور للفن الأكادي، وقد كان الأكاديون يتكلمون لغة سامية قريبة من اللغتين العربية والعبرية. ولقد استعاروا الرموز المسمارية من السومريين ليتمكنوا من تدوين لغتهم. وكان هذا الخط المسماري. وتشمل اللغة الأكادية اللغتين الأشورية والبابلية. والكتابات الأكادية التي حفظت لنا تضم عقودا تجارية وقوانين وسجلات تاريخية وأقاصيص دينية، بعض منها يساعد على تثبيت وتوضيح بعض أجزاء العهد القديم.
الأسكندرية
مدينة على شاطئ مصر الشمالي، أسسها الأسكندر الكبير في سنة 332 ق. م. وقد سميت باسمه. وكانت الأسكندرية تشتمل البلدة المصرية القديمة ركوتس التي كانت قبل تأسيس الأسكندرية، وتبعد 14 ميلا غربي مصب فرع كانوب (رشيد) أحد فرعي النيل الرئيسيين، وكانت تقع على قطعة من الأرض بين بحيرة مريوط والبحر الأبيض المتوسط. وقد بني حاجز في وسط المياه طوله ميل يوصل بين الشاطئ وجزيرة فاروس، وقد ساعد هذا الحاجز على جعل ميناء الأسكندرية أحسن ميناء في مصر. وأقيم على جزيرة فاروس فنار ارتفاعه أربعمائة قدم وكان يعتبر إحدى عجائب الدنيا القديمة السبع. وأصبحت الأسكندرية بعد تأسيسها مركزا للتجارة بين الشرق والغرب وقد زاد عدد سكانها إلى أن بلغ 600000 نسمة. وقد كانت مدينة الإسكندرية عاصمة البلاد المصرية طوال عصر البطالسة والرومان والبيزنطيين إلى الفتح العربي في عام 640 ميلادي. وكانت الميوزيوم (المتحف) مركزا للدراسة العلمية وكانت مكتبة الإسكندرية أكبر مكتبة في العالم القديم إذ كانت تضم ما يزيد على 500000 مجلد. وكان من أهم معابدها السرابيوم، هيكل الإله سرابيس وهو إله مكون من امتزاج الإله أوزوريس بالإله أبيس. ويظن بعضهم أنه خليط من زيوس الإله اليوناني وأوزوريس إله العالم الآخر عند المصريين القدماء. وأعظم ما تبقى من آثار الأسكندرية هو ما يسمى خطأ عمود بمباي. ولكنه في الحقيقة عمود دقلديانوس الذي أقامه حوالي سنة 303 م. ويسمى عمود السواري، ويحتمل أنه كان منصوبا في السرابيوم. وسراديب المقابر التي في كوم الشقافة تظهر امتزاجا بين الفن الإغريقي والفن المصري والديانة الإغريقية والديانة المصرية القديمة.
وقد منح البطالسة اليهود امتيازات خاصة في الإسكندرية فأقبلوا إليها بكثرة حتى كانوا يسكنون قسمين من أقسام المدينة الخمسة. وقد ترجم العهد القديم من العبرانية إلى اليونانية في مدينة الإسكندرية وقد بدأت ترجمته حوالي عام 285 ق. م. في عصر الملك بطليموس فيلادلفس. وهذه هي الترجمة المعروفة بالترجمة السبعينية. وقد حاول الفيلسوف اليهودي فيلو أن يوفق بين الفلسفة الإغريقية والوحي عند العبرانيين وقد فسر العهد القديم تفسيرا مجازيا وعاش فيلو في القرن الأول الميلادي.
ويشير دانيال 11 إلى البطالسة في الإسكندرية كملوك الجنوب. وقد حاور أستفانوس مجمعا في أورشليم كان بعض أعضاؤه من يهود الإسكندرية (أع6: 9). وكان أبلوس مثلا للثقافة اليهودية في الأسكندرية (أع18: 24). وتظهر أهمية المدينة التجارية من أن الرسول بولس في ميرا في ليكية بآسيا الصغرى نزل في سفينة أسكندرية محملة بالحبوب إلى أيطاليا في رحلته إلى روما (أع27: 6) وأتم رحلته من مالطة إلى أيطاليا على سفينة أسكندرية أخرى (أع28: 11).
ويقول التقليد أن مرقس البشير حمل رسالة الإنجيل إلى الأسكندرية وأنه استشهد هناك. وأصبحت المدينة فيما بعد مركزا للثقافة والتعليم المسيحيين وبخاصة في عصر أكليمندس الأسكندري وأوريجانوس. وأهم المخطوطات اليونانية للكتاب المقدس كتبت على الأرجح في مدينة الأسكندرية، وخاصة تلك المخطوطات المسماة بنسخة الأسكندرية، ونسخة الفاتيكان والنسخة السينائية.
ألتقون
كلمة عبرية ربما معناها (الله هو الأساس) وهي اسم قرية في أرض يهوذا الجبلية (يش15: 59) ويرجح أن مكانها اليوم (خربة الدير) الحديثة التي تبعد مسافة أربعة أميال غربي بيت لحم وهي على بعد ميلين جنوبي (حوسان).
إلتقى – إلتقيه
كلمتان عبرانيتان بمعنى (الله خوفها) وهما اسم مدينة في دان تعينت لللاويين (يش19: 40 و44، 21: 23) وفي سنة 701 ق. م. هزم سنحاريب ملك آشور المصريين بالقرب من ألتقى وأخرب البلدة. ويرجح أنها نفس (خربة المقنع) الحديثة التي تقع على بعد 6 أميال جنوبي عقير (عقرون) و7 أميال شمالي تبنة (تمنة).
ألتولد
كلمة عبرية ربما معناها (إله الميلاد) وهي بلدة في الطرف الجنوبي من يهوذا (يش15: 21 و30) وقد تعينت ضمن نصيب الشمعونيين (يش19: 4) وتدعى في 1 أخ 4: 29 (تُولاَدَ) ويرجح أنها نفس (خربة عرقة سقرة) الحديثة التي تبعد مسافة 13 ميلا جنوبي شرق بئر سبع.
ألعالة
كلمة عبرانية ربما كان معناها (الله قد صعد) وهي اسم بلدة في شرقي الأردن أخذها الرأوبينيون وأعادوا بناءها (عد32: 3 و37) ثم فيما بعد أخذها الموآبيون (أش15: 4، 16: 9 وإر48: 34) وخرب هذه البلدة تسمى الآن (العال) وهي على قمة تل على بعد ميلين شمالي حشبون.
الألقوشي
وكان النبي ناحوم ألقوشيا. ويذكر تقليد أن ألقوش كانت من ضمن بلدان الجليل. ويقول تقليد آخر أنها كانت تقع جنوبي بيت جبرين في منحدرات يهوذا. أما التقليد المتأخر الذي يقول أن موطن ناحوم كان في أرض أشور على مسافة سفر يومين شمالي الموصل فلا قيمة له.
ألاسار
مكان في بابل ويرجح أنه نفس لارسا القديمة. ومكانه اليوم سنكرة جنوبي شرقي أرك. وكان أريوك ملك ألاّسار من الأربعة ملوك الذين أتوا من الشرق وهاجموا شرقي فلسطين وأخذوا لوطا أسيرا (تك14: 1 و9) وكانت لارسا أحدى المدن الرئيسية في بابل حوالي سنة 2000 ق. م.
إلليريكون
مقاطعة رومانية على الشاطئ الشرقي للبحر الأدرياتيكي. وقد سميت هذه المقاطعة فيما بعد باسم دلماطية وهي الآن جزء من يوغسلافيا ويقول بولس الرسول في الرسالة إلى أهل رومية 15: 19 أنه نادى بإنجيل المسيح من أورشليم وما حولها إلى الليريكون. وأنه لسبب خدمة بولس التبشيرية وغيره من المسيحيين تثبتت رسالة المسيح وتأصلت المسيحية في الليريكون أثناء القرن الأول والثاني الميلاديين. والعالم المسيحي جيروم (340 – 420 م) الذي ترجم الكتاب المقدس إلى اللاتينية تلك الترجمة المعروفة باسم (الفلجاتا) ولد في الليريكون.
ألملك
كلمة عبرية معناها (بلوطة الملك) وهي قرية في أشير (يش19: 26) ويحتمل أن يكون في اسم المكان الحديث المسمى (وادي الملك) والذي يفرغ مياه سهل البطوف في نهر قيشون مقابل جبل الكرمل، بقية من الاسم القديم.
ألوش
اسم مكان حل فيه الأسرائيليون أثناء ترحالهم (عد33: 13 و14) وكان بالقرب من رفيديم التي كانت المكان الثاني الذي حلوا فيه.
سواحل أليشة
وتسمى أيضا جزر إليشة وكان يؤتى بالأرجوان من هذه الجزر إلى صور (حز27: 7) ونعلم الآن من لوحات تل العمارنة ومن الكتابات الأوجريتية أن أليشة كانت جزءا من جزيرة قبرص.
أمام
اسم قرية في جنوب يهوذا (يش15: 26) وربما كانت تقع في وادي الصيني.
أمة
كلمة عبرية معناها (أم) وتل أمة تل تجاه جيح قرب جبعون. وقد سعى يوآب وراء أبنير إلى هذا المكان (2 صم 2: 24) انظر (زِمَامَ الْقَصَبَةِ) (2 صم 8: 1).
أنطاكية
1 – وكانت مدينة على نهر العاصي على مسافة خمسة عشر ميلا من البحر الأبيض المتوسط. وقد أسس هذه المدينة سلوقس نيكاتور أحد قواد جيش الأسكندر الأكبر أسسها عام 300 ق. م. ودعاها أنطاكية نسبة إلى أبيه أنطيوخس. وقد أسس سلوقس أيضا سلوقية على مصب نهر العاصي لكي تكون ميناء لأنطاكية، وقد صارت أنطاكية عاصمة السلوقيين وهم نسل سلوقس وأتباعه الذين صاروا حكام سوريا من بعده (1 مكابيين 3: 37). وفي عام 64 ق. م. أخذ المدينة بومباي القائد الروماني وأصبحت عاصمة أقليم سوريا الروماني. وكانت أنطاكية مركزا مهما للتجارة والتبادل الثقافي بين الشرق والغرب. وكانت ثالث مدينة في الأمبراطورية الرومانية (بعد روما والأسكندرية) وكانت الألهة (تيخي) أو (الحظ) هي ألهة أنطاكية الخاصة وكانت تقوم عبادة (أبولو) في (دفني) بالقرب من أنطاكية على كثير من الرجس والنجاسة والممارسات الجنسية الجامحة. وكان في أنطاكية جماعة كبيرة من اليهود ومن بينهم ظهر المسيحيون الأول في المدينة.
وقد أصبحت أنطاكية أهم مركز للمسيحية بعد أورشليم، وانتشرت المسيحية من هذه المدينة إلى الغرب. وقد دعي التلاميذ مسيحيين في أنطاكية أولا (أع11: 26) ومن أوائل الشمامسة في المسيحية في أورشليم رجل يدعى نيقولاوس من أنطاكية وقد اهتدى من الوثنية إلى اليهودية ثم صار شماسا مسيحيا (أع6: 5). وبعد موت إستفانوس الشهيد هرب المسيحيون من أورشليم إلى أنطاكية وبشروا بالإنجيل لليهود واليونانيين هناك (أع11: 19 – 21). وقد أرسلت الكنيسة في أورشليم برنابا ليقود العمل التبشيري في أنطاكية ودعا بولس معه ليعاونه في الوعظ والتعليم (أع11: 22 – 25). وقد أرسل المسيحيون في أنطاكية عطايا وتقدمات إلى المسيحيين في أورشليم أثناء المجاعة (أع11: 29 و30). وأرسلت كنيسة أنطاكية الرسول بولس في ثلاث رحلات تبشيرية (أع13: 1 – 3، 15: 40، 18: 23). وقد عاد إلى الكنيسة هناك بعد الرحلتين التبشيريتين الأوليين ليقدم لها تقريرا عن خدمته (أع14: 26 – 28، 18: 22).
وقد رأت الكنيسة في أنطاكية أن المسيحيين من الأمم غير ملزمين أن يحفظوا الشريعة الطقسية. ولذا فقد أرسلت الكنيسة في أنطاكية بولس وبرنابا إلى مجمع للقادة المسيحيين في أورشليم، وقرر المجمع أن المسيحيين الداخلين إلى المسيحية من الأمم غير مرتبطين بمطالب الشريعة الفرضية والطقسية (أع15: 1 – 29) وقد وبخ بولس في أنطاكية بطرس لرفضه أن يأكل مع المسيحيين من الأمم (غلا2: 11 و12) وقد جعل مبدأ التحرر من الشريعة الطقسية والفرضية، التبشير بالإنجيل ممكنا على نطاق واسع بين الأمم.
وقد ظهر في أنطاكية بعد أزمنة العهد الجديد اثنان من أعظم قادة الكنيسة المسيحية شهرة وهما: أغناطيوس أسقف أنطاكية الذي استشهد في روما، ويوحنا كرسستم (فم الذهب) الواعظ المسيحي الشهير الذي ذهب إلى القسطنطينية. وقد أظهرت الكشوف التي أجريت في أنطاكية خرائب كنائس كثيرة أكثرها قديمة يرجع إلى القرن الرابع الميلادي. وقد زينت بعض هذه الكنائس برسوم جميلة كانت أنطاكية قد اشتهرت بها. وقد اكتشف بالقرب من أنطاكية كأس مسيحية فضية ترجع إلى القرن الثالث أو الرابع بعد الميلاد ولا يمكن أن نجزم كما يدعي البعض بأن كأسا فضيا أخرى أكثر قدما من هذه وجدت داخل هذه الكأس وهي بذاتها الكأس التي استخدمها يسوع المسيح عندما وضع فريضة العشاء الرباني. وأنطاكية الآن بلدة قليلة الأهمية، وقد أصبحت بعد الحرب العالمية الثانية تحت حكم تركيا.
2 – وكانت أيضا مدينة في وسط آسيا الصغرى في فريجية بالقرب من حدود بيسيدية ولذا فتدعى أحيانا أنطاكية بيسيدية (أع13: 14) أو أنطاكية التي في اتجاه بيسيدية، وقد أسس سلوقس الأول نيكاتور الذي كان واحدا من قواد الأسكندر الأكبر، هذه المدينة في أوائل القرن الثالث قبل الميلاد ودعاها أنطاكية تكريما لأبيه أنطيوخس كما دعى أنطاكية على نهر العاصي بهذا الاسم أيضا تكريما لأبيه. وكانت تقع هذه المدينة على طرق تجارية مهمة وجعلها الرومانيون المركز الأداري للجزء الجنوبي من أقليم غلاطية. وقد أسكن سلوقس مؤسس المدينة جماعة من اليهود هناك.
وقد زار بولس وبرنابا أنطاكية بيسيدية في رحلتهما التبشيرية الأولى (أع13: 14) وقد ألقى الرسول بولس عظة في المجمع اليهودي هناك وقد ورد في أعمال 13: 16 – 41 جزء من هذه العظة وقد قبل رسالة الخلاص بالمسيح كثيرون من اليهود والأمم، ولكن أهاج بعض اليهود المقاومين قادة المدينة ضد بولس وبرنابا فجروهما خارج المدينة (أع13: 42 – 50). وقد نزل بولس وبرنابا في أنطاكية عند عودتهما من رحلتهما التبشيرية، ونظما الكنيسة هناك بأقامة شيوخ لها (أع14: 21 – 23) ويذكر الرسول بولس في آخر رسائله (2 تي 3: 11) ما قاساه من ألم وعذاب في أنطاكية. ويظن بعضهم أن رسالة بولس إلى الغلاطيين أرسلت إلى الكنائس الواقعة في جنوب غلاطية ومن ضمنها كنيسة أنطاكية.
ولم يبق من أنطاكية
أنطونيا
اسم برج في الزاوية الشمالية الغربية من منطقة الهيكل، وقد بنى هذا البرج هيرودس الكبير وسماه أنطونيا تكريما لماركوس أنطونيوس ويرجح أنه كان في مكان قلعة بارس التي ذكرها يوسيفوس والتي كانت مقامة على صخرة مرتفعة شمالي غربي الهيكل، ويرجح أن نحميا أصلح القصر الذي كانت فيه هذه القلعة في عصره (نح2: 8). ولما هاجم الغوغاء والرعاع بولس جاء جنود رومانيون من هذا البرج لينقذوا بولس. ومن درج هذا البرج خاطب بولس الشعب (أع21: 31 – 22: 24) ويشغل الآن الموقع الذي كان فيه هذا البرج ثكنات للجيش الأردني.
أهوا
اسم لنهر ولمنطقة في بابل وقد جمع عزرا اليهود الراجعين إلى أورشليم إلى هذا النهر ونادى فيهم بصوم وصلاة (عز8: 15 و21 و31) ولا يعرف مكانه اليوم على وجه التحقيق.
أور الكلدانيين
وهي مسقط رأس إبراهيم التي ولد ونشأ فيها ولكنه خرج منها أطاعة لدعوة الرب وذهب إلى حاران ومنها ذهب إلى كنعان (تك11: 28 و31، 15: 7 ونح9: 7). ومكان أور اليوم خرائب تدعى المغبر في منتصف المسافة بين بغداد والخليج الفارسي، وعلى مسافة عشرة أميال شرقي مجرى نهر الفرات في الزمن الحاضر. وقد احتل المدينة السومريون والعيلاميون والبابليون والكلدانيون على التوالي.
وقد أثبتت الكشوف الحديثة أن مدينة أور وجدت ما يقرب من ألف عام قبل عصر إبراهيم وكانت في ذلك الزمن السحيق مركزا لمدنية راقية. وتقول سجلاتها القديمة التي اكتشفت فيها أن بعض ملوكها حكموا آلافا من السنين، وتدل طبقة من رواسب الطمي اكتشفت فيها على أن طوفانا عظيما حدث في أرض ما بين النهرين. ولكننا لا يمكن أن نجزم بأن رواسب الطمي هذه باقية من الطوفان الذي حدث في أيام نوح كما يدعي البعض ذلك. وقد اكتشفت في المقبرة الملكية التي يرجع تاريخها إلى سنة 2500 ق. م. تقريبا جواهر جميلة وأشياء أخرى من الفضة والذهب. ولكن يظهر أن الحياة البشرية لم تكن ذات قيمة تذكر عند أولئك القوم، فقد دلت الكشوف على أن ثمانية وستين من الخدم قد قتلوا ليقوموا بخدمة الملكة في الحياة الأخرى. وقد امتد سلطان أور في عصر أورنمو حوالي عام 2350 ق. م. على معظم أرض ما بين النهرين التي هي العراق الآن. وقد شيد هذا الملك (زيجورات) أو برج هيكل عظيم، وكان نانار إله القمر يعبد على قمته. وقد وجد هناك كثير من اللوحات الطينية وقد كتبت عليها وثائق معاملات تجارية مما يدل على أن أور كانت في ذلك الحين مركزا عظيما للتجارة.
أورشليم
وكانت عاصمة يهوذا وفلسطين السياسية لزمن طويل. كما أنها مدينة مقدسة عند اليهود والمسيحيين والمسلمين.
1 – أسماؤها: وأول مرة ورد فيها اسم أورشليم هو في نقش مصري قديم يرجع إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد، وفيه تصب اللعنة على أمير هذه المدينة. وربما أن معنى هذا الاسم هو (أساس السلام) أو (أساس الإله شاليم) وتدعى هذه المدينة في مز76: 2 (ساليم) ولذا فيرجح أن شاليم التي كان ملكي صادق ملكا لها هي نفس أورشليم (تك14: 18). أما أسماء أورشليم الأخرى فهي: يبوس (قض19: 10 و11) أريئيل (أش29: 1) مدينة العدل (أش1: 26) والمدينة (مز72: 16) ومدينة القدس أو المدينة المقدسة (أش48: 2 ومت4: 5) أما أسماؤها في العربية فبالأضافة إلى أورشليم فهي تسمى أيضا بيت المقدس والمقدس والقدس الشريف أما الاسم الغالب فهو القدس.
2 – جغرافيتها (ا) موقعها: تقع أورشليم على مسافة أربعة عشر ميلا غربي الطرف الشمالي للبحر الميت، وعلى بعد ثلاثة وثلاثين ميلا جنوبي شرق يافا الواقعة على البحر الأبيض المتوسط، وعلى مسافة ستة أميال شمالي شرق بيت لحم، وعلى بعد مئة وثلاثة وثلاثين ميلا جنوبي غرب دمشق، ويتفاوت ارتفاع المدينة فوق سطح البحر بين 2350 قدما إلى 2580 قدما. ولذا فمناخها معتدل متوسط درجة حرارته على مدار السنة 63 درجة فهرنهايت، ومتوسط سقوط الأمطار فيها في السنة يصل إلى 26 بوصة تقريبا. وتسقط معظم الأمطار بين تشرين الثاني (نوفمبر) ونيسان (أبريل).
(ب) تلالها: بنيت أورشليم على خمسة تلال تكون في مجموعها نتوءا صخريا يبرز من وسط أرض يهوذا الجبلية في الشمال، وتحيط بها الوديان والتلال من الجهات الثلاث الأخرى. وكانت المدينة اليبوسية الأصلية على التل الجنوبي الشرقي، وهو الآن غير آهل بالسكان كثيرا. وقد دعي هذا التل باسم (صِهْيَوْنَ) و(مَدِينَةُ دَاوُدَ) (2 صم 5: 7) وكان اسم عوفل أو (الأكمة) يطلق على الطرف الشمالي من هذا التل على الأقل (2 أخ 27: 3 ونح3: 26) ويدعو يوسيفوس المؤرخ هذا التل باسم أكرا أو المدينة السفلى. أما التل الشرقي الأوسط فقد كان المكان الذي أقيم عليه الهيكل ويدعى في تك22: 2 (المُريَّا) وقد كان موضع بيدر أرونة أو أرنان، ومنه اشتراه داود ليكون الموضع الذي يبنى فيه الهيكل (2 أخ 3: 1) ويطلق الأنبياء اسم صهيون على التل المقام عليه الهيكل أيضا (انظر أش4: 5) ويدعو يوسيفوس المؤرخ التل الجنوبي الغربي المدينة العليا. ومنذ القرن الرابع الميلادي واسم صهيون يطلق خطأ على هذا التل. أما التل الشمالي الغربي فيرجح أنه لم يكن واقعا ضمن نطاق المدينة في أزمنة العهد القديم. ويدعوه يوسيفوس الحي الشمالي وهو الآن الحي المسيحي في المدينة. وأما التل الخامس وهو الشمالي الشرقي فلم يكن جزءا من المدينة في أزمنة العهد القديم ويدعوه يوسيفوس بيزيثا أو المدينة الجديدة.
وتحيط التلال بأورشليم من ثلاثة جوانب (مز125: 2) فألى الشمال الشرقي منها جبل سكوبس، وجبل الزيتون في الشرق وجبل دير أبو طور في الجنوب، ويسمى أيضا تل المشورة الشريرة، ويقول عنه التقليد أن يهوذا خنق نفسه هناك، وسلسلة تلال اليهودية الرئيسية في الغرب.
(ج) الوديان: وادي قدرون وهو يقع بين المدينة وجبل الزيتون إلى الشرق. ويسمى أيضا وادي يهوشافاط (يؤ3: 12) ويدعى في العربية وادي سيدتي مريم، وإلى الغرب من المدينة يقع واد يدعى وادي الميس ويتجه شرقا إلى بركة السلطان ويسير إلى جنوب المدينة ويسمى هذا الجزء منه وادي الربابة. ويرجح أن وادي الربابة هو وادي ابن هنوم واسمه في العبرية جي هنوم (يش18: 16) وهو نفس اسم (جهنم) في العربية. ويوجد بين التلال الشرقية والتلال الغربية في المدينة واد، وقد امتلأ الآن بقطع الأحجار والطوب وغيرها التي ألقيت فيه على مدى القرون ويسميه يوسيفوس وادي (تيروبيون) ومعناه (صانعو الجبن) ويسمى في العربية بالوادي. ويتصل وادي الربابة بوادي سيدتي مريم جنوبي شرق المدينة ويتكون منهما وادي النار الذي يسير في الجنوب الشرقي إلى البحر الميت.
(د) منابع المياه: 1 – الينابيع. توجد في منطقة أورشليم أربعة ينابيع معروفة وهي:
النبع المسمى جيحون في 1 مل 1: 38 ويدعى الآن عين سيدتي مريم أو عين أم الدرج في وادي قدرون شرقي التل الجنوبي الشرقي مباشرة. وقد حفر الكنعانيون سردابا في الصخر، يصل بين المدينة وبين هذا النبع ليستخدم في وقت الحصار، ويرجح أن يوآب ورجاله دخلوا المدينة من هذا السرداب ليأخذوها لداود (2 صم 5: 8 و1 أخ 11: 6). وتوجد بئر بالقرب من التقاء وادي الربابة بوادي سيدتي مريم تعرف ببئر أيوب، ويرجح أنها عين روجل التي ورد ذكرها في 1 مل 1: 9. وشمالي الهيكل وبالقرب من كنيسة القديسة آن الموجودة في الوقت الحاضر، توجد بركة بيت حسدا التي يمدها بالمياه نبع متقطع (يو5: 2 – 4) وتوجد غرب الهيكل ينابيع تسمى حمام الشفاء.
2 – مستودعات المياه:
أوفاز
اسم مكان كان مصدرا للذهب (أر10: 9 ودا10: 5) ولا يعرف هذا المكان إلا بهذه الصفة فحسب. وقد غير التلمود والترجمة السريانية الاسم إلى أوفير في هذين النصين. ولكن يرجح أن أوفاز هي القراءة الصحيحة في هذين الموضعين لأنها أكثر صعوبة في قرائتها من أوفير.
أولاي
لما كان دانيال النبي في مدينة شوشان، وهي شوش في الوقت الحاضر رأى رؤيا ورأى في الرؤيا أنه على نهر أولاي (دا8: 2 و16) ورأى كبشا وتيسا، ويحتمل أن نهر أولاي هو نفس نهر كرخة غرب شوشان أو أنه فرع صغير منه أو قناة خارجة من هذا النهر أو أنه القناة التي تقع شرقي شوشان.
إيطاليا وإيطالية
أطلق الاسم أيطاليا في الأصل على الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة الإيطالية ولكن في أزمنة العهد الجديد أصبح الاسم يشمل كل شبه الجزيرة بين البحر الأدرياتيكي والبحر التيراني. وقد عاش أكيلا وبرسكلا في إيطاليا قبل مجيئهما إلى كورنثوس (أع18: 2) وقد ذكرت إيطاليا أيضا في الكلام عن رحلة بولس إلى روما ليمثل أمام قيصر لنظر شكواه (أع27: 1 و6) ويشمل كاتب الرسالة إلى العبرانيين ضمن من يرسل إليهم سلامه، أولئك الذين من إيطاليا. ويدل هذا على أنه كان هناك مسيحيون في أجزاء متفرقة من شبه الجزيرة الإيطالية. وتشمل البلدان الإيطالية المذكورة في العهد الجديد، روما عاصمة إيطاليا والأقاليم المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط، وريغيون وبوطيولي (أع28: 13) وفورن أبيوس والثلاثة الحوانيت (أع28: 15).
وكانت الكتيبة الإيطالية تدعى رسميا (الكتيبة الإيطالية الثانية للرعية الرومانية). وكانت تتكون من عبيد محررين من إيطاليا. وقد صار كرنيليوس قائد هذه الكتيبة مسيحيا.
إيقونية
وهي مدينة في جنوبي الجزء الأوسط من آسيا الصغرى. وكانت أصلا مدينة في فريجية ولكن ضمها الرومان إلى ليكأونية، وكانت على الطريق التجاري بين أفسس وسوريا. وقد نادى بولس وبرنابا بالأنجيل في أيقونية في رحلتهما التبشيرية الأولى وقد آمن كثيرون من اليهود واليونانيين ولكن لما سمع الرسولان بأن هناك خطة للهجوم والاعتداء عليهما ذهبا إلى لسترة (أع14: 1 – 6) وقد رجع بولس وبرنابا فيما بعد إلى أيقونية وشجعا المسيحيين هناك وأقاموا هناك قسوسا (أع14: 21 – 23) ويظن بعض العلماء أن بولس زار أيقونية مرة أخرى أثناء رحلته التبشيرية الثانية (أع16: 6). وكذلك يظنون أنه زارها مرة ثالثة أثناء رحلته التبشيرية الثالثة (أع18: 23) وقد امتدح المسيحيون في أيقونية تيموثاوس (أع16: 2) ويذكر بولس في نهاية حياته الاضطهادات التي عاناها في أيقونية (2 تي 3: 11) ويقول التقليد أن أكيلا استشهد هناك. والاسم التركي لهذه المدينة هو قونيا.
إيل إله إسرائيل
ومعناه إيل إله أسرائيل وقد أطلق يعقوب هذا الاسم على مذبح بناه بالقرب من شكيم وأطلقه عليه لأن اسمه هو كان قد تغير منذ زمن قصير من يعقوب إلى أسرائيل (تك32: 28).
إيل بيت إيل
ومعناه (إله بيت أيل) فقد بنى يعقوب مذبحا في بيت إيل ودعى اسم المكان إيل بيت إيل لأن الله قد أعلن نفسه له قبلا هناك (تك28: 11 – 22).
إيل فاران
اسم مدينة أدومية على حدود برية فاران وقد أخذ كدرلعومر هذه المدينة (تك14: 6) ولا يعرف موقعها على وجه التحقيق. وقد ورد هذا الاسم في ترجمة فانديك العربية للكتاب المقدس عند ذكر (بُطْمَةَ فَارَانَ).
إيلاث أو أيلة
اسم عبري معناه (شجرة البلوط) وقد ورد:
1 – اسم بلدة في الطرف الشمالي من خليج العقبة بالقرب من عصيون جابر (تث2: 8 و1 مل 9: 26) وكانت ميناء بحريا مهما كما كانت مركزا للقوافل ذات أهمية. وقد عبر بنو أسرائيل بإيلة في طريق مرورهم في أدوم (تث2: 8) ويرجح أن داود الملك أخذ هذه البلدة من الأدوميين (2 صم 8: 14) وقد ذكرت إيلة في 2 أخ 8: 17 مع عصيون جابر كميناء كان قد أعده سليمان لأسطوله التجاري. وقد استعاد الأدوميون المدينة ولكن أخذها منهم عزيا ملك يهوذا ثانية وأعاد بناءها (2 مل 14: 22) وبعد ما أخذ رصين ملك أرام المدينة رجع إليها الأدوميون (2 مل 16: 6) وكانت المدينة النبطية التي بنيت على هذا الموقع تدعى أيلا. انظر (عَصْيُونَ جَابِرَ).
2 – اسم رئيس أدومي (تك36: 41 و1 أخ 1: 52).
3 – اسم أبي شمعي أحد ضباط سليمان (1 مل 4: 18).
4 – اسم ابن بعشا ملك أسرائيل وهو الذي خلفه على العرش (1 مل 16: 6) ولما كان إيلة في السنة الثانية من حكمه كان يشرب ويسكر في بيت أرصا وكيله في ترصة وكانت حينئذ عاصمة أسرائيل. فدخل عليه زمري رئيس نصف المركبات وقتله وملك عوضا عنه (1 مل 16: 8 – 10).
5 – اسم أبي هوشع آخر ملوك أسرائيل (2 مل 15: 30، 17: 1، 18: 1 و9).
6 – اسم ابن كالب من سبط يهوذا (1 أخ 4: 15).
7 – اسم ابن عزي من سبط بنيامين (1 أخ 9: 8).
أيلون بيت حانان
وهي بلدة، ويرجح أنها كانت في دان وكان يحكمها ابن دقر أحد ضباط سليمان (1 مل 4: 9) ويرجح أنها نفس أيلون المذكورة في (4) السابقة.
إيليم
اسم عبري ومعناه (أشجار) وهو اسم المكان الثاني الذي حل فيه بنو أسرائيل بعد عبورهم البحر الأحمر. وكان هذا المكان يقع بين مارة وبرية سين، وكان فيه اثنتا عشرة عينا وسبعون شجرة من أشجار النخيل (خر15: 27). ويرجح أن مكانه الحالي هو واحة وادي غرندل حيث توجد ينابيع وأشجار ويبعد هذا المكان مسافة 63 ميلا جنوبي شرقي السويس.
آب
لفظ يطلقه المسيحيون على الله لأنه الآب السماوي (مت11: 25 وغلا1: 1) وغير هذا انظر أبو.
آب
اسم من الأصل الأكادي (أبو) وهو الشهر الخامس في السنة البابلية وكذلك في السنة العبرية المقدسة ويقابل الشهر الحادي عشر في التقويم المدني. وهو يقابل جزءا من شهري يوليو وأوغسطس (تموز وآب) في التقويم الميلادي. ويصوم اليهود في اليوم التاسع من هذا الشهر تذكارا لخراب أورشليم وتخريب الهيكل.
آبل مصرايم
انظر تحت (أطاد).
الآبنوس
نوع مشهور من الخشب من الفصيلة التي يطلقون عليها في اللاتينية اسم Diospyros Ebenum والأجزاء الداخلية من هذا الخشب سوداء وصلبة جدا وثقيلة. ويستخدم في أعمال التطعيم والزخرفة. وتعمل منه الآلات الموسيقية والتماثيل الصغيرة والأدوات المزخرفة لأنه قابل للصقل واللمعان إلى درجة كبيرة. وكان شعب ددان يتاجرون فيه في أسواق صور. وربما كانوا يجلبونه من الهند أو الحبشة (حز 27: 15).
آدم وحواء
أسفار آدم وحواء، كتبة هذه الأسفار الغير القانونية يهود كتبوها في الآرامية قبل سقوط أورشليم في سنة 70 ميلادية ولا زالت أجزاء من هذه الأسفار باقية إلى اليوم في ترجمات مختلفة. وتسمى هذه الأسفار في الترجمة اليونانية (رؤيا موسى) وهذا خطأ. ومن يدرس هذه الترجمات سوف يرى أن فيها إضافات وضعها كتاب مسيحيون ونجد فيها وصفا خياليا مفصلا لما حدث لآدم وحواء بعد السقوط.
آس
وهو نبات جميل المنظر عطري الرائحة. أوراقه دائمة الخضرة. اسمه بالعبرية (هدس) وهذا هو الاسم الذي يطلقه عليه عرب اليمن أيضا. واسم أستير بالعبرية (هدسة) وهو مأخوذ من اسم هذا النبات. ويسمى أيضا (ريحان) واسمه باللاتينية: Myrtus Comnunis وتنمو شجيراته إلى ثلاثة أو أربعة أقدام في الارتفاع وتصل أحيانا إلى ثمانية أقدام. ويكثر على الجبال ومجاري المياه. وقد ذكر في نح8: 15 أن اليهود كانوا يجمعون أغصانه مع غيرها من الأغصان لاستخدامها في مظالهم في عيد المظال. وقد ذكر الآس أيضا في إش41: 19، 55: 13 وزك1: 8 – 11.
آمين
كلمة عبرية ومعناها (ثابت) أو (راسخ) أو (صادق) أو (آمين) وهي تستعمل:
1 – لتفيد التحقيق أو التأكيد في قسم أو عهد كما في تث27: 15 – 26 حيث وردت اثنتي عشرة مرة. وكذلك وردت بهذا المعنى في إر11: 5 ونح5: 13 وغيره.
2 – في ختام الصلاة بمعنى (ليكن هكذا) أو (ليتم هذا الأمر) أو بمعنى (اسْتَجِبَ) (1 كو 14: 16 وغيره).
3 – وقد استعملها المسيح كثيرا في فاتحة كلامه وترجمت (الْحَقَّ) فوردت هذه العبارة (الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ) مرات كثيرة في الأناجيل وهي في الأصل (آميِنَ أَقُولُ لَكُمْ) أو (آمِينَ آميِنَ أَقُولُ لَكُمْ).
4 – استعملت (اسما) ليسوع المسيح كما في رؤ 3: 14 وصفة له كما في 2 كو 1: 20 واستعملت أيضا اسما لله أو صفة له وترجمت (الْحَقَّ) (إش65: 16).
آبا
كلمة آرامية ومعناها (أب) وهي اسم مستعار من لغة البنوة للتعبير عن ثقة الأبناء القصوى ومحبتهم العميقة في مخاطبتهم للآب السماوي (مر14: 36، رو 8: 15، غلا4: 6). ونجد أنه قد أضيف لها في هذه المواضع الثلاثة في اليونانية ترجمتها أي (أب) وكان اليهود والمسيحيون الأولون يستخدمونها في صلواتهم. ولم يكن يسمح للخدم أو العبيد أن يقولوا (أبا) في مخاطبتهم لرب البيت.
أبدي – الأبد
يستخدم العهد القديم كلمتين عبرانيتين للتعبير عن فكرة الأبد وهما (عولام) و(عاد). أما العهد الجديد فيستخدم هذه الكلمات اليونانية: (أيون) و(أيونيوس) و(إيديوس) للدلالة على فكرة الأبد. ويستخلص من دراسة هذه الكلمات أن أبد وأبدي تشير إلى فكرة البقاء والدوام إلى ما لا نهاية. وعندما تستخدم عن الله فإنها تدل على أنه لا بداية له ولا نهاية. ولكن عندما تشير إلى المخلوقات الخالدة فإنه يقصد بها تلك الخلائق التي لها الرسوخ والثبات وطول البقاء فقيلت عن الجبال والتلال والآكام وغيرها وترجمت في العربية (بالدَّهْرِيَّةِ) أو (الْقِدَمِ) (تك49: 26 وحب3: 6).
أما كلمة (عولام) العبرية فإنها تقال للإشارة إلى أبدية الله (تث32: 40). وعهده أو ميثاقه (تكوين 9: 16)، وكلامه (إش40: 8)، وفرائضه (خر29: 28)، ومواعيده (2 صم 7: 13 و16 و25) وكهنوت المسيح وملكه وملكوته (مز110: 4 وإش9: 6 و7).
وكلمة (إيونيوس) اليونانية تستخدم عن أزلية الله وأبديته وقد ترجمت في العربية بكلمة (أَزَليّ) (رو16: 26) وروحه (عب9: 14)، وكذلك تشير إلى أبدية الأنجيل (رؤ14: 6) والحياة الأبدية (يو3: 16 و36) وملكوت المسيح (2 بط 1: 11) وبالمظال الأبدية في السماء (لو16: 9) وكذلك تشير إلى النار والعذاب الأبديين (مت25: 41 و46).
أبدون
كلمة عبرية معناها (هلاك) أو (خراب) أو (أبادة) وقد وردت في كتب العهد القديم في العبرية في عدة مواضع وترجمت (الْهلاَكِ) (أي31: 12). وكذلك ذكرت اسما لمكان الموتى كمرادف لقبر (مز88: 11)، وكمرادف للهاوية (أي26: 6 وأم 15: 11)، وكمرادف للموت نفسه (أي28: 22). و(أَبَدَّونُ) في رؤ9: 11 اسم ملاك الهاوية واسمه باليونانية (أبوليون).
أبرام – إبراهيم
ومعنى أبرام (الأب الرفيع) أو (الأب المكرم) ومعنى إبراهيم (أبو رهام) أي (أَبُو جُمْهُورٍ) (تك17: 5). وتدرس تحت هذا العنوان المواضيع الآتية:
أولا: تاريخ حياته.
1 – حياته وهو فيما بين النهرين، ومدتها خمسة وسبعون عاما. وهو ابن تارح من نسل سام بن نوح وقد عاش إبراهيم الجزء الأول من حياته مع أبيه وأخوته في أور الكلدانيين وقد تزوج من ساراي وكانت أخته بنت أبيه وليست بنت أمه كما نعرف ذلك من تك20: 12. وبعد موت أخيه هاران، رحل هو وزوجته وتارح أبوه ولوط ابن أخيه من أور ليذهبوا إلى أرض كنعان (تك11: 27 – 31) بناء على أمر الرب كما أشار إلى ذلك استفانوس انظر أع7: 2 – 4 فأتوا وأقاموا في حاران حيث مات تارح (تك11: 31 و32) ولما كان إبراهيم في الخامسة والسبعين من عمره رحل هو وزوجته ولوط من حاران إلى أرض كنعان بناء على أمر الرب (تك12: 1) ويحتمل أنهم ذهبوا عن طريق دمشق لأن أليعازر الدمشقي الموكل على بيته كان من هناك (تك15: 2).
2 – تنقلاته في كنعان ومصر.
أقام إبراهيم أولا في شكيم (تك12: 6) ثم ذهب إلى بيت إيل (تك12: 8) وارتحل منها إلى أرض الجنوب تك12: 9) وحدث جوع في الأرض فارتحل من هناك إلى مصر (تك12: 10) وهناك، خوفا على حياته، ذكر لفرعون أن ساراي أخته دون أن يذكر أنها زوجته (تك12: 11 – 20) ثم من هناك عاد إلى أرض الجنوب في فلسطين (تك13: 1) وذهب من هناك إلى بيت إيل (تك13: 3) ثم افترقا هو ولوط بسبب كثرة أملاكهما. فاختار لوط أن يذهب إلى أرض دائرة الأردن (تك13: 5 – 12) أما إبراهيم فسكن في أرض كنعان ونقل خيامه وأتى وأقام عند بلوطات ممرا وبقي هناك سنوات عديدة (تك13: 12 و13 و18).
وأثناء أقامته عند بلوطات ممرا عمل عهدا مع ملوك الأموريين (تك14: 13. وشن كدرلعومر ملك عيلام وحلفاؤه حربا على ملوك الأموريين فانتصر عليهم وسبى لوطا وأملاكه، ولكن إبراهيم كسرهم واسترجع لوطا والنساء وكل الأملاك (تك14: 1 – 16) وعند عودته استقبله ملكي صادق ملك شاليم، فأعطاه إبراهيم عشرا من كل شيء. وبارك ملكي صادق إبراهيم (تك14: 17 – 24) وقد وعده الرب حينئذ بوارث فصدق وعد الرب وآمن به فحسبه له برا وقد وعده الرب بميراث أرض كنعان وأيد له هذا الوعد بعهد (تك15) وأخذ إبراهيم هاجر جاريته المصرية زوجة فولدت له إسماعيل (تك16) ولما كان إبرام ابن تسع وتسعين سنة ظهر له الرب وغير اسمه من أبرام إلى إبراهيم ووضع له الختان علامة للعهد، وغير اسم ساراي امرأته إلى سارة، وكشف له مضمون العهد أن النسل الوارث سيكون من سارة، وسيدعى اسمه أسحاق ويقيم الرب معه العهد (تك17). ثم أعلن الرب لإبراهيم خراب سدوم وعمورة بسبب شرهما فتشفع إبراهيم لأجل الأبرار هناك فأنقذ الرب لوطا بيد ملاكين (تك18 و19).
ومن عند بلوطات ممرا انتقل إبراهيم إلى أرض الجنوب وهناك أرسل أبيمالك ملك جرار وأخذ سارة لأن إبراهيم قال أنها أختي ولكن الرب ظهر لأبيمالك في حلم ولم يدعه يمسها، ولما عاقبه الرب على أخذه سارة ردها إلى إبراهيم. وصلى إبراهيم لأجله ولأجل بيته فرفع الرب العقاب عنه (تك20).
وافتقد الرب سارة فحبلت وولدت لإبراهيم ابنا في شيخوخته لما كان ابن مئة سنة. ودعا اسمه أسحاق، وختن إبراهيم أسحاق ابنه (تك21: 1 – 8). وقد ألحت عليه سارة من جهة هاجر وابنها فسمح له الرب فأبعدهما (تك21: 22 – 34) وبعد ذلك عمل إبراهيم عهدا مع أبيمالك عند بئر دعيت فيما بعد بئر سبع (تك21: 22 – 34).
ولما كبر أسحاق أراد الرب أن يمتحن إبراهيم فأمره بأن يذهب إلى أرض المريا ويصعد ابنه محرقة هناك. وإذ كان على وشك تقديمه ذبيحة ناداه ملاك الرب قائلا (لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئاً) فرفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا كبش وراءه ممسكا في الغابة بقرنيه فأخذ إبراهيم الكبش وأصعده محرقة عوضا عن ابنه وبعد ذلك ذهبا معا إلى بئر سبع (تك22: 1 – 19).
ثم رجعوا إلى حبرون وهناك ماتت سارة وكانت سنو حياتها مئة وسبعا وعشرين ودفنها إبراهيم في قبر في مغارة لمكفيلة التي اشتراها من بني حث (تك23).
وبعد ذلك أرسل إبراهيم أليعازر الدمشقي إلى ما بين النهرين لكي يحضر لابنه زوجة من عشيرته فأحضر له رفقة بنت بتوئيل. وقابلها أسحاق عند بئر لحي رئي، فاتخذها أسحاق لنفسه زوجة، وكان حينئذ ابن أربعين سنة (تك24، 5: 20).
وبعد موت سارة أخذ إبراهيم لنفسه زوجة اسمها قطورة (تك25: 1 – 5) ومات إبراهيم لما كانت أيام سني حياته مئة وخمسا وسبعين سنة ودفن في مغارة المكفيلة (تك25: 7 – 10).
ثانيا: إيمان إبراهيم.
كان آباء إبراهيم يعبدون آلهة غير الرب (يش24: 2 و14) فكانوا في أور الكلدانيين يعبدون آلهة كثيرة وبنوع خاص (نانار) إله القمر وزوجته (ننجال) وكان في أور على مرتفعة عالية بناء يشبه الهرم يسمى باللغة البابلية (زجوراة) وفوق (الزجوراة) معبد للأله (نانار).
أبشاي
انظر (أبيشاي).
إبليس
أصل الاسم في اللغة اليونانية (ديابولس) ومعناه (المشتكي زورا) أو (الثالب). والكلمة (ديابوليس) في العهد الجديد باللغة اليونانية ترجمت في العربية في معظم الأماكن بكلمة (إبليس) وفي مواضع قليلة ترجمت (بالشَيْطَانُ) أو (الثالب). وهو (روح شرير) أو (شَيْطَانُ). وقد استخدمت هذه الكلمات كمرادفات انظر مت4: 1 – 11 وبحسب دراسة ما ورد في الكتاب المقدس عنه نجد أنه:
1 – أكثر الأرواح الساقطة شرا (رؤ12: 9) كما جاء ذكره في التجربة فيما سبق. أما الخطية التي سقط فيها فهي الكبرياء كما يظهر من 1 تي 3: 6.
2 – وهو أكبر عدو لله (1 يو 3: 8) والإنسان (1 بط 5: 8) وهو الذي جرب المسيح، وهو الذي يغري الإنسان على ارتكاب الشر (يو13: 2).
3 – وهو الحية القديمة التي أوقعت حواء في التجربة (2 كو 11: 3) ولذلك دعي (قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ) و(كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ).
4 – وهو الذي ينزع الزرع الجيد متى زرع (لو8: 12) أو يزرع في وسطه زوانا (مت13: 39).
5 – وهو (كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِساً مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ) (1 بط 5: 8).
6 – وهو الذي يضع فخاخا ويطرح شباكا بقصد أيقاع الضرر والأذى بأبناء الله (أف6: 11 و2 تي 2: 26) ويسبيهم بخداعه
(2 كو 11: 3) ولكن على الشخص المجرب أن لا يستسلم لتجربة إبليس بل عليه أن يقاومه فيهرب منه (أف4: 27 ويع4: 7).
7 – ولأبليس قوة على أعطاء الأرواح النجسة سلطة على البشر (أع10: 38).
8 – وهو الذي يغري على اضطهاد الشهداء وسجنهم (رؤ2: 10).
9 – وسيطرح في النهاية في بحيرة متقدة بالنار والكبريت قد أعدت له ولجنوده (مت25: 41 ويه6). وقد سمي المتأصلون في الشر والكذب والقتل أولاد إبليس (يو 8: 44 و1 يو 3: 8 و10). وقد دعا المسيح يهوذا مسلمه إبليس كما في الأصل اليوناني في (يو6: 70) وقد جاء المسيح إلى العالم ليهدم عمل إبليس (1 يو 3: 8) وقد أشار يهوذا في عدد 9 من رسالته إلى الخصام بين إبليس وميخائيل على جسد موسى. وقد ارتأى بعضهم أن زكريا 3: 1 و2 أشارة إلى هذا الأمر (انظر شيطان).
أبن
انظر مأبون.
أب
كلمة سامية وردت بهذا اللفظ في العبرية والفينيقية والأشورية والآرامية والسريانية والسبئية والحبشية كما في العربية. وقد وردت في الكتاب المقدس بمعان كثيرة منها:
1 – السلف المباشر للإنسان أي والده (تك2: 24، 42: 13) وكان للأب في الأسرة العبرانية وكذلك في الأسرة الرومانية سلطة مطلقة على أولاده، فكان من حقه مثلا أن يتصرف كما يشاء في زواج ابنته (تك29: 1 – 29) وفي تدبير زواج ابنه (تك24) وكان له أن يبيع أولاده إن أراد ذلك (خر21: 7) كما كان له عليهم حكم الموت أو الحياة كما نرى في تقدمة إبراهيم أسحاق ابنه (تك22) وكذلك ابنة يفتاح (قض11: 34 وما بعده) وكان الآباء قديما يقدمون أولادهم ذبيحة لمولك (لا18: 21) واحترام الآباء وأكرامهم، وكذلك الأمهات كان واجبا لزاما على الأولاد (خر20: 12 ولا 19: 3 وتث5: 16).
2 – الجد أو الأسلاف على وجه عام (تك28: 13 و1 مل 22: 50 وإر35: 6) وقد ورد ذكر آباء بمعنى الأسلاف عامة ما يزيد على خمسمائة مرة في العهد القديم.
وكذلك أطلق اللفظ (آباء) على الأصول الأولى في الأمة والقبيلة والديانة كما في رو9: 5 (وَلَهُمُ الآْبَاَء) وخر6: 14 (هَؤُلاَءِ رُؤَسَاءُ بُيُوتِ آبَائِهِمْ).
3 – أطلق هذا اللفظ رمزيا:
(ا) على الأب الروحي الذي ينفث من روحه في غيره سواء كان تأثيره طيبا أو على النقيض من ذلك. فقد دعي إبراهيم (أبو المؤمنين) (رو4: 11) كما دعي إبليس أب الأشرار (أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ) (يو8: 44).
(ب) وللدلالة على التشابه والتقارب والتماثل (وَقُلْتُ لِلْقَبْرِ: أَنْتَ أَبِي) (أي17: 14).
(ج) وعلى مصدر الشيء كما في أف1: 17 (أَبُو الْمَجْدِ) وأي38: 28 (هَلْ لِلْمَطَرِ أَبٌ)
(د) وعلى الخالق كما في يع1: 17 (أَبِي الأَنْوَارِ).
(ه) وعلى مبتدع فن ما أو عمل ما أو مبتكر أسلوب خاص للحياة كما في تك4: 20 (أَباً لِسَاكِنِي الْخِيَامِ وَرُعَاةِ الْمَوَاشِي).
(و) على الشخص الذي تظهر فيه خاصيات الأبوة كما في مز68: 5 (أَبُو الْيَتَامَى).
(ز) على من يقوم بعمل المرشد والمشير والمهتم بأمر من الأمور كما في تك45: 8 (وَهُوَ قَدْ جَعَلَنِي أَباً لِفِرْعَوْنَ) وقض17: 10 (وَكُنْ لِي أَباً وَكَاهِناً).
(ح) على رئيس محترم مكرم كما في 2 مل 5: 13 (فَتَقَدَّمَ عَبِيدُهُ وَقَالُوا: (يَا أَبَانَا) وأطلق بخاصة على الأنبياء كما في 2 مل 2: 12 وكان إليشع يركض وهو يصرخ (يَا أَبِي يَا أَبِي، مَرْكَبَةَ إِسْرَائِيلَ وَفُرْسَانَهَا!) كما أطلق على المتقدمين في السن والمقام (1 يو 2: 14) (كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الآبَاءُ) وعلى المسيحيين الأولين كما في 2 بط 3: 4 (مِنْ حِينَ رَقَدَ الآبَاءُ).
4 – يعتبر الله في الديانة المسيحية أبا فيقال: (أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ) وهكذا (مت6: 9 و14 و26) ويدعى الله (أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ) (2 كو 11: 31) وأن قوة العلاقة وغنى المحبة والنعمة المتضمنة في هذا التعبير العميق والخاصة بإنجيل المسيح تبدو واضحة. وقد أعلن الله في العهد القديم كأب للشعب المختار (خر 4: 22) وللملك الذي كان الممثل الخاص للشعب (2 صم 7: 14) وتظهر أبوته في ترأفه (كَمَا يَتَرَأَّفُ الأَبُ عَلَى الْبَنِينَ يَتَرَأَّفُ الرَّبُّ عَلَى خَائِفِيهِ) (مز103: 13). ولكن أبوة الله هذه أعلنت بإنها نفس جوهر الذات الإلهية وبإنها وثيقة الصلة بالإنسان، في أنجيل المسيح فقط. فإننا نستخلص من كلمات وحياة يسوع أنه دعا الله (أبا) ليس لأنه الخالق أو الحاكم أو بسبب عهده مع إبراهيم ولكن لأنه يحبنا. وقد وردت كلمة أب تسعين مرة في إنجيل يوحنا وخمس مرات في مرقس وسبع عشرة مرة في لوقا وخمسا وأربعين مرة في متى. وفي كل مرة من هذه المرات، ما عدا أربع، ورد هذا القول على فم يسوع.
وأبوة الله تسير في اتجاهين: الاتجاه الأول: أبوته للبشر بالخلق. والثاني: أبوته للمؤمنين بالنعمة. فقد خلق الله الإنسان مشابها طبيعته حتى تتحقق بنوته لله ولكن الخطيئة وقفت حائلا دون تحقيق هذه الغاية التي لا يمكن تحقيقها الآن إلا بالفداء ولذا فتعتبر بنوة المؤمنين لله امتيازا لا ينطق به ومجيد (1 يو 3: 1). وهي تنال بالنعمة بالميلاد الثاني (يو1: 12 و13) والتبني (رو8: 14 و19) وفي هذه العلاقة الممتازة في القرب من الآب يعتبر المؤمنون أبناء الله بمعنى خاص بهم دون غيرهم (كو1: 13 و14) وهذه العلاقة ليست بحسب الطبيعة ولكنها بالنعمة.
أبو كريفا
كلمة يونانية معناها (مخفى) أو (مخبأ) أو (سري). وقد وردت في سفر دانيال في الترجمة السبعينية (وهي ترجمة يونانية للعهد القديم) في 11: 43 للتعبير عن الكنوز المخفية. كما وردت في دا 2: 19 للدلالة على معرفة الأسرار المخفية عن علم البشر وقد وردت الكلمة اليونانية في العهد الجديد ثلاث مرات: مر4: 22 (لأنه ليس خفي لا يظهر) ولو8: 17 وكو2: 3 (الْمُذَّخَرِ فِيهِ جَمِيعُ كُنُوزِ الْحِكْمَةِ وَالْعِلْمِ).
وقد كان هناك نوعان من المعرفة الدينية عند اليونان في ذلك الحين. النوع الأول كان يشمل عقائد وطقوسا عامة يمكن لجميع طبقات البشر معرفتها وممارستها، أما النوع الثاني فقد كان يشمل حقائق عميقة غامضة لا يمكن أن يفهمها أو يدرك كنهها إلا قلة من الخاصة ولذلك بقيت (مخفية) أو (أبو كريفية) عن العامة.
وقد أطلقت في العصور المسيحية الأولى على بعض الكتب غير القانونية في العهد القديم وكذلك في العهد الجديد. ويمكن أن ندرك معنى الخفاء والسرية في ذلك لأن بعض هذه الكتب (رؤوي) Aocalyptic تحدث عن أمور مستقبلة كانت بطبيعتها (مخفية) وكتبت في أوقات محنة لتشجيع الشعب.
ومع أن هذه الأسفار قد وضعت ضمن النسخة السبعينية للعهد القديم إلا أن علماء اليهود لم يضعوها ضمن كتبهم القانونية للأسباب الآتية:
1 – أن هذه الكتب قد نسبت إلى أناس لم يكتبوها أصلا.
2 – ولأن معظم هذه الأسفار قد كتب باللغة اليونانية.
3 – ولأنها لا ترتفع إلى المستوى الروحي الذي في الأسفار القانونية ولذلك لا يمكن اعتبارها وحيا.
4 – كتبت هذه الأسفار في عصور متأخرة بعد أن ختم العهد الجديد.
وقد سار الآباء المسيحيون الأولون، ما عدا نفرا قليلا منهم، على نهج علماء اليهود في نظرتهم إلى هذه الأسفار. ومع أنهم اقتبسوا بعض الأقوال الواردة فيها إلا أنهم لم يضعوها في نفس منزلة الكتب القانونية. وقد أجازوا قرائتها للاستنارة والتعليم، لما فيها من معلومات تاريخية ولكنها لم تكن في عرفهم صالحة كأساس لعقيدة دينية أو تعليم كنسي أو طقس ما. وقد دافع عن هذه الكتب أفراد بين حين وآخر وقاموا بمحاولات لإدخالها أو إدخال بعض منها ضمن الكتب القانونية إلا أنه عندما قررت مجامع الكنيسة الأولى الكتب التي تدخل ضمن الأسفار القانونية اعتبرت كتب الأبو كريفا كتبا أضافية أو (محذوفة) أو غير قانونية.
ولكن بما أن هذه الكتب موضوعة ضمن أسفار العهد القديم في الترجمات السبعينية واللاتينية فقد أقر مجمع ترنت في القرن السادس عشر اعتبارها قانونية وقد وضعت ضمن التوراة الكاثوليكية ما عدا كتابي أسدراس وصلاة منسى.
ويمكن ترتيب أسفار الأبو كريفا في العهد القديم على النحو الآتي:
1 – أسفار تاريخية وتشمل: أسدراس الأول والمكابيين الأول والثاني وأضافات إلى سفر دانيال وهي:
(ا) نشيد الثلاثة فتية المقدسين وتتمة سفر دانيال.
(ب) تاريخ سوسنة.
(ج) وتاريخ انقلاب بيل. وبقية سفر أستير، ورسالة إرميا وصلاة منسى.
2 – أسفار قصصية تحوي أساطير وهي: سفر باروخ وسفر طوبيت وسفر يهوديت.
3 – أسفار رؤوية – أسدراس الثاني.
4 – سفران تعليميان وهما: سفر حكمة سليمان وسفر حكمة يشوع بن سيرأخ
وقد كتبت هذه الأسفار في أزمنة مختلفة إلا أننا يمكن أن نقول أن معظمها كتب ما بين سنة 200 قبل الميلاد و100 بعد الميلاد.
أما أبو كريفا العهد الجديد فتحوي عدة كتب فيها تواريخ وأناجيل موضوعة مصنوعة، منسوبة إلى أناس لم يكتبوها، وتراجم ورسائل – ولم تدخل هذه الكتابات ضمن الكتاب المقدس على الأطلاق وهي تقل كثيرا في مرتبتها الروحية عن الكتب الحقيقية، وقد أنشأها على هذا المنوال بعض ذوي الأغراض لمآرب ذاتية أو لأثبات وجهات نظر معينة ولكن عرفت مطامحهم ولم تعبأ الكنيسة بما وضعوه أو أنشأوه.
أبيب
اسم عبري ومعناه (سنبلة خضراء من الشعير أو غيره من الحبوب) وهو أول شهر في السنة العبرية. وقد غير اسم هذا الشهر إلى (نيِسَانَ) بعد السبي (نح2: 1 وأس3: 7) وأبيب اسم وصفي معناه شهر سنابل الحبوب الخضراء أو شهر الحصاد. والسنة التي كانت تبدأ بشهر أبيب تشبه السنة البابلية القديمة ويرجح أن إبراهيم هو الذي أدخلها في التقويم العبراني. وكان عيد الفطير أو عيد الفصح يقع في هذا الشهر. (خر12: 2، 13: 4، 23: 15 وتث16: 1). وهو يقابل شهر آذار (مارس) وأوائل نيسان (إبريل) في التقويم الميلادي.
الأبيكوريون
اسم لأتباع أبيكورس الفيلسوف اليوناني، الذي أسس مذهبا تسمى باسمه.
وكان أبيكورس (أبيقور) من أصل أثيني وولد في جزيرة ساموس عام 341 ق. م. ومات عام 270 ق. م. وفحوى مذهبه الفلسفي في الأخلاق أن اللذة غاية ما يريده الإنسان، فعليه أن يبحث عنها ويتجنب الألم. وقد أسيء فهم قصده فإنه لم يعن إشباع اللذة الشهوانية كما ظن معارضوه ولكنه أراد باللذة امتناع الألم الجسماني وانتزاع القلق العقلي والروحي في الإنسان. ولقد عاش هو في طهر حتى ظن البعض أنه كان خلوا من كل ميل شهواني. أما أتباعه فمنهم من اتخذ من مبادئه سبيلا إلى الإباحية وإطلاق العنان للشهوات. ومع أن أبيكورس لم يذكر فكرة وجود إله إلا أنه رأى أن الآلهة يعيشون في عالم بعيد كل البعد، غريب كل الغرابة، عن عالم البشر ولا توجد ثمة علاقة بين هؤلاء وأولئك ولا يتأثرون بمجرايات الأمور في عالم البشر.
وقد التقى الرسول بولس بالأبيكوريين في أثينا وكان طبيعيا أن تتناقض تعاليم الرسول مع تعاليمهم، وظنوه متخلفا عن ركب الفكر يريد أن يعود إلى الخرافات والشعوذات القديمة فيعلم عن إله صار إنسانا لخلاص البشر وفدائهم (أع17: 18).
فرقة أبيا
ورد ذكر هذه الفرقة في (لو1: 5) وفي هذا إشارة إلى تنظيم الكهنة واللاويين وعملهم في أيام داود الملك. كما جاء في
(1 أخ 24) الذي يذكر أن داود قسم الكهنة إلى أربع وعشرين فرقة وكان على كل فرقة من هذه أن تقوم بالخدمة في الهيكل مدة أسبوع ما عدا أيام الأعياد الكبرى التي كانت تشترك فيها كل الفرق. ويظهر أنه لم يرجع من سبي بابل إلا أربع من هذه الفرق، ولكن فيما بعد إعيد تنظيم الكهنة وتقسيمهم إلى أربع وعشرين فرقة كما كانوا قبلا.
وقد كان زكريا أبو يوحنا المعمدان من فرقة أبيا التي كانت الفرقة الثامنة.
أثاث
وردت هذه الكلمة في أع27: 19 ترجمة لكلمة (سكيوي) اليونانية ومعناها كل معدات السفينة التي يمكن الاستغناء عنها لجعلها خفيفة في حالة هياج البحر الشديد.
أثل
نوع من الشجر تنمو أنواع عديدة منه بكثرة في فلسطين. وقد غرس إبراهيم أثلا في بئر سبع (تك21: 33) وكان شاول يقيم تحت الأثلة في الرامة (1 صم 22: 6). وقد دفنت عظام شاول وعظام بنيه تحت الأثلة في يابيش (1 صم 31: 13). ويقال أن في سيناء نوعا من الأثل يخرج شيئا يعرف بين الأهلين بالمن.
أثنان
ومعنى الاسم عبري (هدية أو أجرة) وهو يطلق غالبا على الأجرة التي تدفع عنا لارتكاب فاحشة. وهو أيضا اسم رجل من نسل يهوذا (1 أخ 4: 7).
الأثينيون
اسم أطلق على أهل مدينة أثينا. وقد أشار لوقا إلى حبهم للاستطلاع وشغفهم بكل شيء جديد، انظر أع17: 21.
أجاجي
ومعناه الأصلي (شخص ينسب إلى أجاج) ولكن اليهود فيما بعد استعملوه للتحقير لأن العمالقة كانوا أعداء إسرائيل الألداء، ولذا فللسخرية من هامان ولتحقيره قالوا (هَامَانَ الأَجَاجَّي) (أس3: 1 و10، 8: 5، 9: 24).
أجرة
وهي ما يدفع مقابل القيام بعمل ما وكانت قديما تدفع من محاصيل العمل ذاته كما حدث في أمر يعقوب ولابان (انظر تك29: 15) وقد دفعت ابنة فرعون أجرة لأم موسى عندما عهدت إليها بإرضاعه (انظر خر2: 9) وقد نصت الشريعة الموسوية على أن تدفع أجرة عمل يوم ما في ختام ذلك اليوم (انظر لا19: 13 وتث24: 14 و15). وقد استنكر الكتاب المقدس الامتناع عن دفع أجرة العامل (انظر إر22: 13 وملا3: 5 ويع5: 4). وفي أيام وجود الرب يسوع المسيح على الأرض كانت أجرة العامل في الكرم دينارا في اليوم (مت20: 2). وقد أشار السيد المسيح إلى الأجرة التي يستحقها من يعملون في الخدمة الروحية فقال (الْفَاعِلَ مُسْتَحِقٌّ أُجْرَتَهُ) (لو10: 7). وكذلك أشار الرسول بولس إلى وجوب توفير ما يسد الحاجات المادية لمن يقومون بخدمة روحية (انظر 1 كو 9: 8 – 14).
أجير
عامل يستخدم للقيام بعمل ما مقابل أجرة معينة تدفع له (انظر أي7: 1 و2). وقد حرصت الشريعة الموسوية على أن تحفظ للأجير حقه في أجرته (انظر أجرة) وأننا ندرك من قول السيد المسيح في مثل الابن الضال أن السيد الصالح كان يعطي أجراءه طعاما كافيا ويزيد على حاجتهم (لو15: 17). وكانت مدة عمل الأجير محدودة (انظر إش16: 14). ويمكننا أن نفهم من كلام السيد المسيح عن الراعي الصالح بإن الأجير لم يكن يعمل بنفس روح التضحية والبذل اللتين يعمل بهما صاحب الغنم نفسه (انظر يو10: 11 – 13).
كتاب أخنوخ
سفر من الأسفار غير القانونية ويسمى أيضا (نسخة أخنوخ الأثيوبية) أو (الحبشية) ويسمى أيضا أخنوخ الأول. وينسب خطأ إلى أخنوخ المذكور في تك5: 23 و24. والكتاب عبارة عن مجموعة من الأسفار اليهودية كتبت أصلا في اللغة الآرامية على وجه الترجيح. وقد فقد الأصل الآرامي ولكن وجدت أجزاء من هذا الكتاب في الترجمة اليونانية. وكذلك توجد نسخة حبشية ترجمت عن النسخة اليونانية التي بدورها ترجمت عن الأصل الآرامي الذي يرجح أنه كتب بين سنة 163 و80 ق. م.
والكتاب مليء بأخبار الرؤى عن المسيا المنتظر والدينونة الأخيرة وملكوت المجد. ولعقيدة المسيا في هذا الكتاب أهمية خاصة لأنها تمهد الطريق للعهد الجديد وكذلك تعتبر أعدادا لمجيء المسيا. ويدعى المسيا في هذا الكتاب (مسيح الله) انظر ص48: 10. وكذلك يدعى (البار) انظر ص38: 2 وقارنه مع أعمال 3: 14 و(المختار) انظر ص40: 5 وقارنه مع لو9: 35 في الأصل اليوناني وكثيرا ما يدعى المسيا (ابن الإنسان) ص46: 2 إلخ. ويقول كاتب سفر أخنوخ أن (ابن الإنسان) كان موجدا قبل خلق العالم انظر ص48: 2 و3 وأنه سيدين العالم انظر ص69: 27 وأنه سيملك على الشعب البار انظر ص62: 1 – 6.
ويقتبس كاتب رسالة يهوذا في عددي 14 و15 سفر أخنوخ 1: 9. وكذلك يوجد لبعض الأقوال الخاصة بأواخر الأيام في العهد الجديد ما يقابلها في سفر أخنوخ. وقد اقتبس بعض الآباء في العصور المسيحية الأولى بعض أقوال هذا السفر. ومن بين هؤلاء جاستين الشهيد وأورينيوس وأكلمندوس الإسكندري وأوريجانوس. ولكن قادة الكنيسة فيما بعد أنكروا هذا الكتاب ورفضوه. ومن بين هؤلاء يوحنا فم الذهب وأوغسطينوس وجيروم أو أورينيموس. ولم يعتبر اليهود أو المسيحيون هذا الكتاب ضمن الأسفار القانونية.
توجد نسخة سلافية تختلف في محتوياتها عن النسخة السابقة ويسمى هذا السفر غير القانوني (أخنوخ الثاني) أو (كتاب أسرار أخنوخ) وقد كتب هذا السفر اليهودي أولا في اللغة اليونانية في مدينة الإسكندرية في النصف الأول من القرن الأول الميلادي. وقد فقد الأصل اليوناني أما النسخة الموجودة الآن فهي ترجمة سلافية.
ويحتوي على رحلة أخنوخ في السماوات السبع وإعلانات الله لأخنوخ حسبما يزعمون وكذلك يحتوي على ما يقولون أنه تحذيرات أخنوخ لأبنائه.
أخ
جمعه أخوة:
1 – لفظ أطلق على الابن في علاقته بأبناء أو بنات نفس الوالدين (تك27: 6) أو نفس الأب فقط (تك28: 2) أو نفس الأم فقط (قض8: 19).
2 – كذلك أطلق على قريب من الأسرة الواحدة، ابن الأخ مثلا (تك14: 16) أو من نفس الجنس (نح5: 7) أو من أمة قريبة (تث23: 7) أو من أمة حليفة (عا1: 9).
3 – وأطلق أيضا على إنسان من نفس الدين الواحد (أع9: 17) وكثيرا ما دعي المسيحيون أخوة (مت23: 8).
4 – كما أطلق أيضا على الصديق المحبوب فقد دعا داود يوناثان أخا (2 صم 1: 26) وكذلك أطلق على إنسان غريب كنوع من حسن الخطاب فقد دعا آخاب بنهدد أخا (1 مل 20: 32).
5 – وكذلك أطلق على أي إنسان من الجنس البشري مراعاة لإخوة البشر (تك9: 5). إِخْوَةَ الْرَّبَ: ذكر العهد الجديد أسماء أربعة وهم: يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا. وقد ذكر أنهم أخوة الرب (مت13: 55) وقد ذكر أيضا انتقالهم إلى كفر ناحوم مع مريم ويسوع في بدء كرازته (يو2: 12). ومرة فيما كان يسوع يكلم الجمع جاءت أمه وأخوته طالبين أن يكلموه (مت12: 47). وحتى نهاية خدمته لم يكونوا قد آمنوا به بعد (يو7: 3 و5). ولكن بعد القيامة نقرأ أنهم كانوا يجتمعون مع التلاميذ (أع1: 14).
ويذكرهم الرسول بولس كقادة في الكنيسة المسيحية (1 كو 9: 5) وقد أصبح أحدهم وهو يعقوب قائدا ممتازا في كنيسة أورشليم (أع15: 13 وغلا1: 19) وهو كاتب الرسالة التي تحمل اسمه (يع1: 1).
وقد تشعبت الآراء في نسبهم إلى المسيح ودرجة قرابتهم له:
1 – فقال قوم أنهم أخوته بالجسد من مريم أي أن مريم بعد أن ولدت المسيح الذي حبل به فيها من الروح القدس وولدته وهي عذراء، ولدت هؤلاء الأخوة من يوسف ويقولون أن هذا هو التفسير البسيط الطبيعي للأقوال الواردة في (مت1: 25، 13: 55) قد قال بهذا الرأي ترتليانوس في القرن الثاني. هلفديوس في القرن الرابع، ومعظم رجال الطوائف الإنجيلية ولكن هناك من يعارضون هذا الرأي ويقولون، لو أنه كان لمريم أولاد لما عهد المسيح بها إلى يوحنا تلميذه كما نجد هذا في يو19: 26 و27، ويرد عليهم أصحاب الرأي بالقول أن أخوة المسيح لم يكونوا بعد قد آمنوا به ولذلك فضل المسيح أن يضعها في عهدة يوحنا تلميذه ويرجح أنه كان أيضا قريبها.
2 – أما الرأي الثاني فيقول أنهم كانوا أيضا أولاد يوسف من زوجة سابقة. ومن بعدها اتخذ مريم العذراء زوجة ثانية. ويستدلون على ذلك من أن الكتاب المقدس لا يذكر شيئا عن حياة يوسف بعد أن بلغ يسوع السنة الثانية عشرة من العمر ويقولون لا بد أن يوسف مات بعد ذلك ويرجحون أنه تزوج العذراء وهو متقدم في السن. وقد ورد هذا الرأي في بعض الأسفار غير القانونية وقال به أوريجانوس في القرن الثالث وإبيفانيوس في القرن الرابع الميلادي وكذلك تعتنق كنيسة الروم الأرثوذكس هذا الرأي.
3 – وهناك رأي ثالث يقول أن هؤلاء الإخوة هم أولاد كلوبا وكانت أمهم أخت أم المسيح، فهم أولاد خالته (انظر يو19: 25) ويقول أصحاب هذا الرأي أن (مت27: 56 ومر15: 40) يذكر وجود مريم أم يعقوب ويوسي عند الصليب. ويقول أن مريم هذه كانت أخت مريم أم يسوع وأن يعقوب ويوسي هما اللذان ذكر عنهما أنهما أخوان.
وأول من قال بهذا الرأي هو أيرونيموس في القرن الرابع واتبعته كنيسة رومية ولوثر وبعض أتباعه أما معارضو هذا الرأي فيقولون، أنه من المستبعد أن يكون لأختين اسم واحد. كما يقولون أن الكتاب المقدس يفرق بين التلاميذ وأخوة الرب ويجعلهما فريقين يختلف أحدهما عن الآخر قارن أع1: 13 و14.
مؤدب
هذه ترجمة للكلمة اليونانية (بيدجوجوس) الشخص الذي يرشد التلميذ. وكان المؤدب عبدا يوثق به ويعتمد عليه في عنايته بأولاد أثرياء اليونانيين.
وكان عليه أن يحرص على الأولاد ضد أي خطر جسمي أو خلقي. وكان له أن يؤدبهم أن أساءوا وكان يرافقهم في ذهابهم إلى المدرسة وعند عودتهم منها. وفي غلا3: 24 و25 يشبه الناموس بالمؤدب لأن الناموس يمنعنا من السير في طريق الخطأ ويظهر أننا خطاة وبذلك يقودنا إلى الإيمان بالمسيح وفي رسالة كورنثوس الأولى 4: 15 نجد نفس الكلمة اليونانية مستعملة في الجمع وقد ترجمت (مرشدون).
أدار
كلمة عبرية وربما معناها (الرحب أو العظمة) وقد وردت:
1 – اسم مدينة على حدود يهوذا الجنوبية (يش15: 3) وفي سفر العدد 34: 4 تسمى حصر أدار.
2 – اسم رجل بنياميني هو ابن بالع (1 أخ 8: 3) وقد ورد هذا الاسم في بعض المخطوطات العبرية واليونانية باسم (أرد) ويرجح أن هذا هو الصواب. انظر (أرد).
أدان
معناها غير معروف وهي اسم مدينة في بابل، وبعض من اليهود الذين عادوا منها إلى فلسطين مع زربابل لم يقدروا أن يثبتوا سلسلة نسبهم إلى أسرائيل (عز 2: 59) وفي نح7: 61 نجد أن البلدة نفسها تدعى أدون.
أدورام
انظر أدونيرام.
أدان
انظر أدان.
أذار
من أصل أكادي ومعناه (مظلم) أو (مليء بالسحب) وهو الشهر الثاني عشر في السنة البابلية. وقد استعار اليهود الاسم من البابليين أثناء السبي (عز6: 15 وأس3: 7 و13، 9: 15). وهو يمتد من وقت ظهور الهلال في شباط (فبراير) إلى ظهوره ثانية في آذار (مارس). وكان عيد الفوريم يقع في هذا الشهر. وبالنسبة إلى اختلاف الزمن بين السنة الهلالية والسنة الشمسية فقد كانوا يضيفون شهرا واحدا إلى السنة يسمونه (آذار الثاني).
الأرامية
إحدى اللغات السامية الشمالية. وتسمى أحيانا الكلدانية لأن الكلمات التي نطق بها الكلدانيون المذكورون في سفر دانيال 2: 4 كانت بهذه اللغة، ولكن العلماء يتجهون اليوم إلى الرأي القائل بأن لغة الكلدانيين القومية لم تكن الأرامية بل كانت الأكادية، ولذا فتسمية هذه اللغة في الكتاب المقدس باللغة الأرامية هو عين الصواب.
وأقدم الكتابات الأرامية فيما عدا الكتاب المقدس تنحصر في نقوش ترجع إلى ثمانمائة سنة قبل الميلاد. وقد اكتشفت في سوريا وآسيا الصغرى وكذلك وجدت نقوش أرامية على النقود والأوزان في أشور وبابل. وكذلك وجدت كتابات أرامية على أوراق البردي والرقوق اكتشفت في مصر وترجع إلى خمسمائة عام قبل الميلاد. ويظهر من الكتابات أن الأرامية كانت اللغة السائدة في ميادين التجارة والسياسة، ليس في الدول الأرامية فحسب بل في مناطق أخرى في الشرق الأوسط القديم.
ويمكن تقسيم اللهجات الأرامية إلى قسمين: الأرامية الشرقية والأرامية الغربية.
أما اللهجات الأرامية الشرقية فكانت تشمل:
1 – أرامية التلمود البابلي.
2 – المندعية. وكان المندعيون شيعة غنوسية.
3 – السريانية: وهي لهجة الرها التي أصبحت فيما بعد لغة الكنائس المسيحية التي تتكلم الأرامية في سوريا وفيما بين النهرين.
أما الأرامية الغربية فكانت تشمل اللهجات الآتية:
1 – الأرامية الكتابية، وهي لغة الأجزاء الأرامية الموجودة في العهد القديم وسيرد ذكرها فيما بعد.
2 – الأرامية اليهودية التي وجدت بعد تمام العهد القديم وهذه تشمل:
(ا) كلمات أرامية وردت في العهد الجديد في كتابات يوسيفوس المؤرخ اليهودي.
(ب) أرامية الترجوم أو الترجمات وهي عبارة عن ترجمات وتفسيرات لأسفار العهد القديم من العبرانية إلى الأرامية.
(ج) فصول موجودة في كتب التقليد اليهودية وهي (المشنا) و(الجمارا) و(المدراشيم).
3 – الأرامية السامرية.
4 – الأرامية النبطية.
5 – أرامية بلميرا، أي تدمر.
6 – الأرامية المسيحية الفلسطينية.
أرامية الكتاب المقدس
وقد وجد في الكتاب المقدس أجزاء كتبت باللغة الأرامية وهي هذه:
كلمتان أراميتان نطق بهما لابان: وردتا في تك31: 47.
وقد طلب ممثلو الملك حزقيا من الأشوريين الذين كانوا يحاصرون أورشليم أن يتكلموا بالأرامية (2 مل 18: 26 وإش36: 11) وكذلك يوجد عدد في إرميا وهو إر10: 11.
وتوجد أجزاء أرامية مطولة في عز4: 8 – 6: 18، 7: 12 – 26، وهذه عبارة عن قرارات أصدرها الملك الفارسي. وكذلك ورد في دانيال جزء كبير بالأرامية في ص2: 4 إلى 7: 28 ويظن البعض أن هناك بعض آثار للأرامية في غير هذه من أسفار العهد القديم.
ولما حمل اليهود إلى السبي أخذوا في استعمال اللغة الأرامية التي حلت محل اللغة العبرية، كلغة للتخاطب في شؤون الحياة اليومية كما نجد في نح8: 8 إشارة إلى هذا، فقد وجد الشعب أنه لا بد له من تفسير الكتاب في الأرامية حتى يمكن فهمه. واستتبع ذلك استخدام اليهود للحروف الأرامية المربعة بدل الكتابة الفينيقية القديمة.
وقد تكلم السيد المسيح اللغة الأرامية. ووردت بعض أقواله في العهد الجديد في هذه اللغة مثلا مر5: 41 (طَلِيثَا، قُومِي)، مر7: 34 (إِفَّثَا)، مر15: 34 (إِلُوِي إِلُوِي لَمَا شَبَقْتَنِي؟).
أرجوان
لون صباغة يشمل البنفسجي والقرمزي أو الأحمر (قارن مر15: 17 مع مت27: 28) وكانت ثياب الأرجوان غالية الثمن يلبسها الأغنياء وذو المكانة الرفيعة وكبار موظفي الدولة (أس8: 2 و15 ودا5: 7 ولو16: 19 ورؤ17: 4) وكان يلبسه الملوك بنوع خاص (قض8: 26 و1 مكابيين 8: 14) وعندما ألبس الجند المسيح ثوب الأرجوان قصدوا بذلك السخرية والاستهزاء من قوله أنه ملك (مر15: 17) وكانت تستخدم ثياب الأرجوان في أماكن العبادة كلباس لآلهة الأوثان (إر10: 9) وقد استخدم الأرجوان في صنع ستائر خيمة الاجتماع والحجاب (خر25: 4، 26: 1 و31 و36) وكذلك استخدم في صنع ثياب رئيس الكهنة (خر28: 5 و6 و15 و33، 39: 29) وقد صنع حورام، وهو رجل صوري. حجاب هيكل سليمان من الإرجوان (2 أخ 2: 14، 3: 14) ويقول يوسيفوس أن البنفسجي أو الأزرق الذي كان في الحجاب يشير إلى زرقة السماء (يوسيفوس: حروب اليهود، الكتاب الخامس، الفصل الخامس، والفقرة الرابعة) وكانوا يصنعون لون الأرجوان من بعض أصداف السمك. وكان الصوريون يصنعون الأرجوان الذي اشتهروا به من نوعين من محار السمك اسمهما باللاتينية Murex brandaris, Murex trunculus.
وقد وجد صدف كثير في منية البيضا وكانت ميناء أوجاريت في العصور القديمة. ومن هذا يتضح أن لون الأرجوان كان صنع هناك حوالي عام 1400 ق. م. وقد وجدت أكوام من هذه الأصداف في صيدون. وكان الفينيقيون يرسلون ألوان الأرجوان إلى أماكن بعيدة في العالم القديم (حز27: 7 – 16). وكانت ليديا، أول من قبل رسالة المسيح على فم بولس الرسول، بياعة أرجوان (أع16: 14).
أرجيم
انظر (يعري أرجيم).
أرد
انظر (أدار).
أرطاميس
إلهة القمر عند اليونان. وهي العذراء أخت أبلو وكثيرا ما ترسم في شكل صياد. وقد أعطي هذا الاسم في أفسس لإلهة مختلفة جدا عن هذه وهي الألهة الأم التي تشبه سيبيل. وكانوا يعتقدون أن تمثالها سقط من السماء (أع19: 35) ويرجح أنه كان واحدا من النيازك المحترقة التي تسقط من الجو. ويظهر رسم التمثال على النقود التي وجدت في أفسس. ويظهر شكلها في الرسم بثدي كثيرة وعلى رأسها تاج ويرتكز ذراعها على دعائم. وكان هيكل أرطاميس الذي رآه بولس في أفسس خامس هيكل بني على هذا الموقع. أما الهيكل الرابع فكان يعتبر واحدا من عجائب الدنيا السبع. وقد خرب الهيكل الذي رآه بولس وبقي موقعه غير معروف إلى أن اكتشف في عام 1870 وقد وجد المنقبون في أساسات الهيكل هدايا ثمينة من فضة وذهب. وكان ديمتريوس وغيره من الصناع يصوغون نماذج فضية لهذا الهيكل (أع19: 24) ويبيعون هذه لعبادة هذه الألهة.
وقد اشتكي ضد بولس بأنه ينادي بأن أرطاميس وغيرها من الآلهة المماثلة لها ليست بآلهة حقا. وكان هتاف الشعب في المسرح هو: (عَظِيمَةٌ هِيَ أَرْطَامِيسُ الأَفَسُسِيِّينَ!) وقد وجدت صيغة هذا الهتاف مكتوبة في بعض النقوش التي اكتشفت في أفسس.
أرفكشاد
ولا يعرف معنى الاسم بالتحقيق.
1 – كان هذا الرجل ابنا لسام (تك10: 22 و24) وقد ولد بعد الطوفان بسنتين. ولما صار عمره 35 سنة ولد له شالح. وقد مات بعد هذا بأربعمائة وثلاث سنين، وكان سنه حينئذ أربعمائة وثمان وثلاثين سنة (تك11: 10 – 13) وقد ظن بعضهم أن قسما من نهر الزاب شمالي شرقي نينوى قد سمي باسمه وقد ورد هذا الاسم في الأشورية بصورة (أرباخا).
2 – وقد ورد اسم أرفكشاد اسما لأحد ملوك مادي كما جاء في سفر يهوديت 1: 1.
أركويون
وهم سكان أرك وقد سباهم أسنفر ونقلهم إلى السامرة وإسكنهم هناك بعد ما سبي العشرة الأسباط (عز4: 9).
أركي وأركيون
وكان الأركيون قبيلة كنعانية تملك مدينة عطاروت بالقرب من بيت إيل على الحدود بين أفرايم وبنيامين
(يش16: 2) وقد ظن بعضهم أن هذا الاسم نسبة إلى بلدة غير معروفة كانت تدعى أرك. وكان حوشاي مشير داود الأمين أركيا
(2 صم 15: 32).
نبوات إرميا
تتجلى حياة إرميا الروحية في سفره بوضوح. ولقد كانت رسالته رسالة قضاء على شعبه ولذا فقد جلبت على رأسه مقت مواطنيه وبغضهم. واضطره ثقل حملها أن يتوجع بمرارة من أنه ولد (ص15: 1، 20: 14 – 18) ولكنه بقي أمينا لرسالته والمهمة التي ألقيت على عاتقه. لقد كان رجلا وحيدا، أسيء فهمه وافتري عليه واضطهد وكان مصير الجهود التي بذلها لأجل مواطنيه الفشل، وكثيرا ما قاسى عذاب السجن ولم يكن له عزاء سوى في الله وحده. لقد اضطرته ظروف حياته أن يلقي نفسه على الله، لذا فأمكنه أن يقدر عن بصيرة ومقدرة الشعور بالمسؤولية لله (ص17: 9، 31: 29 و30) ولذا فإننا نجد في سفر إرميا قوة الشعور بمسؤولية الفرد لله وحقيقة الشركة والاتصال بين النفس البشرية والله.
والديانة بحسب مناداة إرميا هي ديانة القلب والحياة. لقد دعي للاضطلاع بعمله النبوي لخمس سنوات قبل اكتشاف سفر الشريعة في الهيكل أثناء إجراء بعض الأصلاحات في البناء. وكان لكلمات السفر أثر قوي في قلب الملك يوشيا. فقام بحرب شعواء على العبادة الوثنية وأجرى أصلاحات دينية كثيرة. فسرت في الشعب نهضة مباركة وعاد إلى عبادة الرب. وكان إرميا في تلك الأثناء يقوم بعمله النبوي على خير وجه فكان يحث الشعب على الطاعة مذكرا إياه بالعهد الذي قطعه الله معه وبأن الشر الذي أصاب الشعب لم يأت جزافا بل حل بالشعب نتيجة عصيانه. وأبان لهم أن الطاعة هي أولى مطالب هذا العهد (إر11: 1 – 8) ولقد حذر إرميا قومه من أن يقتصر الأصلاح على الأمور الخارجية، بل ينبغي أن يصل إلى أعماق الحياة الداخلية، أي إلى القلب نفسه. وأعلن لهم صراحة بأن الرب لم يطلب منهم الذبائح فحسب بل أنه يطلب من الأنسان الاستماع والطاعة. وإرادة الله هي أن يحيا الناس حياة خلقية رفيعة (ص7: 21 – 28 قارنه مع ص6: 20، 14: 20) والذبائح التي يرضى الله عنها هي ذبائح المستمع المطيع (ص17: 24 – 26، 27: 19 – 22، 33: 10 و11 و18) أما صوم الذين يميلون إلى الزيغ عنه، وذبائحهم فغير مقبولة لديه (ص14: 10 – 12) وتواكل الشعب واستهتاره، وهم يزعمون أن الرب حاضر في وسط الهيكل وبين شعبه فبطل وبهتان. وكذلك الارتكان على أن شريعة الرب في حوزة الشعب. فلا نفع إلا في الطاعة (ص7: 4 – 7، 8: 7 – 9) وينتج عن ذلك أن سيأتي وقت لا يذكر التابوت فيه (ص3: 16) والله أنما ينظر إلى القلب فحسب (ص11: 2 و17: 10، 20: 12) فعلى الإنسان والحالة هذه أن ينتزع من قلبه الشهوات الجسدية إن أراد أن يعبد الرب بالحق وأن يخدمه الخدمة التي تليق به وعليه أن يغتسل من شره وأن يرجع إلى الرب من كل القلب (ص3: 10، 4: 4 و14، 17: 5). وقد أنبأ إرميا بالعهد الجديد حين يكون للشعب قلب جديد وتكتب شريعة الرب في هذا القلب (ص24: 7، 31: 33، 32: 39 و40). ولقد وصف في رؤياه مجد المملكة العتيدة. ولذا فللحقائق التي أدلى بها مكانة راسخة وقيمة أدبية في قلوب شعب الله.
ولقد دونت بعض نبوات إرميا أثناء حكم يهوياقيم ولكن الملك مزق الدرج وأحرقه (ص36: 1 و23) ولكن لم يمض وقت قصير حتى دونت مرة ثانية وزيد عليها نبوات أخرى كثيرة (ص36: 32) والسفر في وضعه الراهن يشمل تلك النبوات، وكذلك ما نطق به النبي من نبوات بعد ذلك. وقد أعيد ترتيبها وتم أعدادها قرب ختام خدمة النبي.
مُحْتَوَيات الْسِفْرَ: يحتوي سفر إرميا على مقدمة تسرد دعوة النبي للاضطلاع بعمله وكيف كانت (ص1) ويشمل السفر أيضا ثلاثة أقسام نبوية مرتبة بحسب الحوادث التي دعت إلى النطق بهذه النبوات (ص2 – 51) ويختتم السفر بخاتمة تاريخية (ص52).
أما الأقسام النبوية الثلاثة فهي:
1 – أنباء بالقضاء الوشيك أن يحل بيهوذا والوعد بالرجوع من السبي (ص2 – 33) ويشمل هذا القسم:
(ا) أعلان القضاء على يهوذا بوجه عام، بسبب شروره (ص2 – 20).
(ب) أعلان القضاء على الحكام المدنيين والرؤساء الدينيين (ص21 – 23).
(ج) أعلان الخطة التي سيتبعها القضاء والزمن الذي يستغرقه (ص24 – 29).
(د) نبوة بالبركات التي تتبع القضاء (ص30 – 33).
2 – تاريخ وقوع القضاء (ص34 – 44) ويشمل: (ا) إعلان القضاء على الفساد الذي كان متفشيا قبل خراب المدينة مباشرة
(ص34 – 38).
(ب) بيان بالخراب الذي حل بأورشليم وكيف كان وقوعه عليها (ص39).
(ج) حالة الشقاء التي كان عليها من بقي من السكان في البلاد والنبوات التي نطق بها النبي بشأنهم (ص40 – 44).
3 – نبوات على الأمم الغريبة (ص46 – 51) ويمهد النبي لهذه النبوات بخطاب يوجهه إلى باروخ (ص45).
وقد تحدث النبي عن المسيا في (ص23: 5 – 8، 30: 4 – 11، 33: 14 – 26) وكذلك تحدث عن عهد الرب الراسخ والثابت بين الرب وشعبه في (ص3: 31 – 40، 32: 36 – 44 وص33).
ويمكن ترتيب نبوات إرميا تاريخيا كالآتي:
(ا) نبوات نطق بها في أثناء حكم يوشيا الملك وقد حكم يوشيا إحدى وثلاثين سنة. وبدأ النبي الاضطلاع بمهمته النبوية في السنة الثالثة عشرة لملك يوشيا
مراثي إرميا
اسم هذا السفر بالعبرية (إيكا) ومعناه (كيف) وهي أول كلمة في السفر وهو عبارة عن مجموعة خطابات رثاء تشبه الرثاء الذي نطق به داود توجعا على شاول الملك، وابنه يوناثان لما سقطا على جبل جلبوع (2 صم 1: 17 – 27). و(مَرَاثِي إِرْمِيَا) أحد أسفار العهد القديم وقد ورد في الكتاب المقدس بعد سفر إرميا ولكن نجده في الأصل العبراني في القسم الثالث من أسفار العهد القديم المسمى (كتوبيم) أو (الكتب) وقد ورد بعد الجامعة وقبل أستير.
ومما يجدر ملاحظته أن عدد أعداد كل من الأصحاحات 1 و2 و4 و5 هو 22 عددا أما الأصحاح الثالث ففيه 22 عددا في 3 أي 66 عددا. ونعلم أن في اللغة العبرية اثنين وعشرين حرفا. وأعداد الأصحاحات 1 و2 و4 تسير مرتبة بحسب حروف الأبجدية العبرية. فالعدد الأول من الأصحاح يبدأ بكلمة أولها (أليف) والثاني يبدأ بكلمة أولها حرف (بيت) والثالث يبدأ بكلمة أولها حرف (جيمل) وهلم جرا. أما في الأصحاح الثالث فالثلاثة الأعداد الأولى تبدأ بكلمات أول كل منها حرف (أليف) والثلاثة أعداد الثانية تبدأ بكلمات أولها حرف (بيت) والثلاثة الأعداد الثالثة تبدأ بكلمات أولها حرف (جيمل) وهلم جرا. أما الأصحاح الخامس فلا يسير في ترتيب أعداده على هذا النظام الأبجدي.
وموضوع هذا الرثاء هو غزو أورشليم وخرابها والآلام المروعة المرعبة التي قاساها المدافعون عنها في وقت الحصار من جوع وسيف. ويعلن الرثاء في صراحة أن خطايا الشعب كانت سبب الكارثة الدهماء التي حلت به. فما نزل بأورشليم وما أصاب شعبها كان نتيجة حتمية للتمرد على الله وعصيانه. وقد أبدع الكاتب في وصف الحوادث أيما أبداع بحيث يخيل للقارئ أنه يرى هذه الكوارث تقع بأورشليم أمام عينه. وقد اتفق النقاد على أن مراثي إرميا هي من أبدع وأروع ما كتب في العالم من رثاء. وقد يخيل للقارئ أنها كلمات دبجتها أقلام من نار بمداد من دموع.
ولم يذكر في الكتاب المقدس اسم مؤلف هذا السفر غير أن التقليد جرى على أن إرميا هو مؤلف هذه المراثي. فقد جاء في الترجمة السبعينية، وفي فاتحة هذا السفر هذا القول: (وكان بعد سبي إسرائيل وخراب أورشليم أن جلس إرميا يبكي ورثى أورشليم بهذا الرثاء وقال:). لذا فقد نسب السفر إلى إرميا من زمن بعيد جدا. وقد أخذت الترجمات القديمة وكتب التقليد كالفلجاتا والترجوم والتلمود وغيرها بهذا الرأي. وقد اتفق رأي العلماء على أن السفر كتب بعد سنة 586 ق. م. أي بعد خراب أورشليم مباشرة. ومن يدرس سفر إرميا وهذا السفر لا يمكنه إلا أن يرى بوضوح التشابه العظيم في الروح والأحاسيس والعبارات والاصطلاحات.
وقد ورد في 2 أخ 35: 25 أن إرميا رثى يوشيا الملك ولكن من الواضح أنه لا توجد علاقة بين ذلك الرثاء وهذه المراثي.
رسالة إرميا
هذه الرسالة من ضمن الأسفار المحذوفة (الأبوكريفا) وقد وردت في الترجمة السبعينية رسالة منفصلة قائمة بذاتها. أما في الترجمة اللاتينية الفلجاتا، والترجمة العربية اليسوعية فتجعلان الرسالة الأصحاح السادس في باروخ. وبما أن هذه الرسالة لم ترد في الكتب القانونية في العبرية، ولا صلة لها بإرميا ولم يكتبها هذا النبي العظيم لذا فلم تحسبها المذاهب المصلحة ضمن الأسفار القانونية. وقد كتبت أصلا بالأرامية، كتبها واحد من اليهود في القرن الثاني أو الثالث قبل الميلاد وقد فقد الأصل الأرامي وبقيت الترجمة اليونانية. وهذا الكتيب الصغير عبارة عن رسالة يدحض فيها الكاتب العبادة الوثنية ويسخر من الغباء الذي فيها. وهي في هذا تشبه الأصحاح العاشر من سفر إرميا.
أرنان
(1 أخ 21: 15) انظر أرونة.
أرنب
واسمه في العبرية (أرنبث) وهو حيوان معروف اسمه باللاتينية Lepus ويعتبر أكله محرما بحسب شريعة الأطعمة عند العبرانيين لأنه يجتر ولكنه غير مشقوق الظلف (لا11: 6 وتث14: 7) على أن الأرنب ليس حيوانا مجترا عند التحقيق. أنما لأنه يحرك قواطعه وشفته العليا حركة خاصة نسبية بحركة شفتي الحيوانات المجترة، لذا فقد ظنه البعض أنه من ضمنها. والاسم اللاتيني للأرنب الذي موطنه فلسطين هو Lepus Syriacus على أنه قد لوحظ أنه يوجد أربعة أنواع أخرى من الأرانب في فلسطين وسيناء. ويعتبر لحم الأرنب من الأطعمة المحببة عند العرب.
أرواد
وقد يكون معناه (تيه) وربما هي أرفاد وتسمى الآن رواد، وتقع على جزيرة صغيرة تبعد مسافة ميلين من الشاطئ السوري على بعد 30 ميلا تقريبا شمالي طرابلس. وقد ورد في تك10: 18 أن الأرواديين من نسل كنعان. وكانت أرواد مدينة فينيقية للسفن والتجارة مثل صور وصيدا. ويخبرنا سفر حزقيال (ص27: 8 و11) أن أرواد أرسلت ملاحين ومحاربين للدفاع عن صور. وتحدثنا السجلات الأشورية أن أرواد اشتركت مع دمشق وإسرائيل في حرب ضد أشور في معركة قرقر سنة 854 ق. م.
أروادي
أي ساكن جزيرة أرواد (تك10: 18).
أرود أو أرودي
اللفظ العبري معناه (أحدب). وكان أرود ابنا لجاد وأبا للأروديين (عد26: 17) وقد ورد ذكر هذا الرجل نفسه في تك46: 16 باسم (أَرْودِيَّ).
أريئيل
وقد اختلفت الآراء في معنى اللفظ العبري لهذه الكلمة فمن قائل أنها تعني (موقد مذبح الله) أو (موقد مذبح) أو (أسد الله) أو (جبل الله) وقد ورد هذا الاسم في الكتاب المقدس:
1 – اسم رجل من اليهود الذين رجعوا من سبي بابل مع عزرا. وقد أرسله عزرا مع آخرين إلى كسيفا ليأتوا بخدام للهيكل في أورشليم (عز8: 15 – 17).
2 – اسم أطلق على أورشليم (إش29: 1 و2 و7).
أزراحي
النسبة إلى زارح وهو اسم أطلق على اثنين من أبناء زارح، إيثان (1 مل 4: 31، وعنوان مز89 قارنه مع 1 أخ 2: 6) وهيمان (عنوان مز88 قارنه مع 1 أخ 2: 6).
سفر أستير
هذا آخر الأسفار التاريخية بحسب ترتيب الأسفار في الكتاب المقدس باللغة العربية وفي بعض اللغات الأخرى. أما في العهد القديم باللغة العبرية فيقع في القسم الذي يسمى كتوبيم أي (الكتب) وكان هو وأربعة أدراج أخرى أو (مجلوث) تقرأ في المناسبات الهامة. كان يقرأ كل واحد من هذه الأدراج أو المجلات في واحدة من هذه المناسبات. وآخر هذه المناسبات هو عيد (البوريم). ولذا فمكان أستير في التوراة العبرية في آخر الأدراج المعروفة في العبرية باسم (مجلوث).
ولسفر أستير مكانة خاصة ممتازة عند اليهود. أما مكانه ضمن أسفار الوحي القانونية فقد كان موضع نقاش كثير. فقد حذفه مليتو الساردسي وجرجوري النزيانزي من سجلات الأسفار القانونية. وحسبه أثناسيوس بطريرك الأسكندرية وبطل مجمع نيقية (سنة 325 ميلادية) ضمن الأسفار غير القانونية ورفض لوثر اعتباره ضمن الأسفار الموحى بها. وقد اتخذ هؤلاء هذا الموقف من ناحية هذا السفر العظيم لأن اسم الله لم يذكر فيه، صراحة ولا مرة واحدة. ولكن روح السفر كله ينم عن اعتقاد راسخ بوجود الله وإيمان قوي فيه وفي قدرته وعنايته (ص4: 14) وتأمل مكانة الصوم كعمل ديني معترف به (ص4: 16) وكذلك الصراخ والابتهال والتضرع في الصلاة مع الصوم وكلها يعتبرها السفر أمورا لازمة واجبة حتمية ولها قوتها وفاعليتها (ص9: 31) والدرس الرئيسي الذي يعلمه هذا الكتاب هو حقيقة العناية الربانية التي تسود في الكون وتحول أعمال البشر بحيث تتمم قصد السماء.
أما أسماء بعض الشخصيات الرئيسية المذكورة في السفر فهي أسماء بابلية أو عيلامية. فاسم أستير بطلة القصة شبيه باسم (أشتار) إلهة البابليين واسم (هدسة) قريب من الكلمة البابلية (حدشتو) أي عروس وكان أصلا يطلق على شجر الآس، ومردخاي اسم الإله البابلي الرئيسي (مرودخ) و(هامان) عدو مردخاي هو نفس (همان) أو (هّمَان) (هميان) أحد الآلهة الرئيسية في عيلام. و(شوشن) عاصمة عيلام هي المكان الذي جرت فيه حوادث هذه القصة. واسم وشتي كان اسما لأحد الآلهة في عيلام. ولهذا فقد ظن بعض النقاد أن السفر لا يستند إلى أساس تاريخي. ولكن الرأي المعقول في هذا السفر والذي يسهل تصديقه أنه سفر تاريخي بكل معنى الكلمة. فالسفر يشير إلى تاريخية الحوادث التي يتحدث عنها ويؤيدها بتواريخ واضحة بحسب التقويم الفارسي (ص2: 23، 6: 1، 10: 2) وهو يعطينا التفسير المعقول الطبيعي لنشأة عيد البوريم الذي كان يمارس في عصر يوسيفوس في كل أنحاء العالم المعروف حينئذ. وعلاقة السفر بهذا العيد تدل دلالة واضحة على تاريخيته.
ويقدم السفر وصفا دقيقا حيا للعوائد الفارسية والأحوال السائدة حينئذ وبخاصة كما كانت في شوشن (ص1: 5 و10 و14، 2: 9 و21 و23، 3: 7 و12 و13، 4: 6 و11، 5: 4، 8: 8). ثم أن الوصف الذي يصوره الكتاب للأخلاق التي اتصف بها أحشويروش ينطبق تماما على ما نعرفه من التاريخ عن أخلاق زركسيس. ويظهر أن زركسيس عقد مجلسا حربيا في السنة الثالثة من حكمه قبل أن يقوم بحملته على اليونان وأنه عاد إلى شوشن في ربيع السنة السابعة كما نفهم ذلك من تاريخ هيرودوتس. وهذه التواريخ تتفق تماما مع تاريخ الوليمة العظيمة التي أقامها، وتاريخ اختيار من خلفت وشتي على العرش (ص1: 3، 2: 16).
وقد اكتشفت حديثا نقوش فارسية ذكرت اسم مردخاي كواحد من رجال البلاط الفارسي أثناء حكم أحشويروش وهذا مما يؤيد تاريخية السفر.
ويسرد السفر حوادث القصة بدقة فائقة مبينا كل الظروف المحيطة بها ذاكرا أسماء رجال البلاط الفارسي وأمرائه (ص1: 10 و14). فمن يتصفح سفر أستير يجد ذكرا مفصلا لهامان. فهو ابن همداثا الأجاجي (ص3: 1 و10، 8: 5، 9: 24) وأسماء أبنائه العشرة (ص9: 7 – 10).
أما العبرانيون الذين ورد ذكرهم في هذا السفر فهم أستير ابنة أبيجائل والملكة زوجة أحشويروش، ومردخاي ويحتمل أن الاسم نسبة إلى (مردوخ) أو تصغير (مردوخ) أما الاسم في صيغته هذه فيدل على أنه اسم إنسان لا اسم إله. ولم تكن مثل هذه الأسماء ممنوعة عند العبرانيين أو محرمة لديهم (قارن أسماء يهود مثل (أبولس) و(هناداد) و(شنآصر) وغيرها). وكان أحد الرجال الذين رجعوا من السبي يدعى مردخاي (عز2: 2) ويعطينا سفر أستير سلسلة نسب مردخاي الذي ينتمي إلى سبط بنيامين (أس2: 5).
وقد كتب سفر أستير في اللغة العبرية المتأخرة وتتخلله كلمات فارسية كثيرة ويظهر من ص10: 2 أن زركسيس كان قد مات لما كتب السفر. ويعتقد بعض العلماء أن السفر كتب أثناء حكم أرتزركسيس لونجمانوس (465 – 425 ق. م) ولا توجد لدينا المعلومات الكافية لتقدير تاريخ كتابة السفر على وجه التحقيق. ويميل معظم النقاد إلى القول بأنه كتب في العصر الإغريقي الذي بدأ بفتوح الأسكندر عام 332 ق. م. فيظنون أنه كتب حوالي عام 300 ق. م. ولا يوجد اقتباس واحد من هذا السفر في العهد الجديد ولا يشير إليه كتاب العهد الجديد.
تَقْسِيمَ الْسِفْرَ:
أسد
وهو حيوان ضار كبير الحجم من أكلة اللحوم. اسمه باللاتينية Fe is Leo وكان الأسد معروفا تمام المعرفة في فلسطين في العصور التي جرت فيها الحوادث المدونة في الكتاب المقدس ولكنه لا يوجد فيها الآن. وفي الكتاب المقدس ست كلمات عبرية للدلالة على الأسد هي: (أري) (قض14: 5) و(أريه) (قض14: 8 و9) وكلتاهما من أصل واحد وتدلان على الأسد المكتمل النمو، و(لبي) (عد23: 24) أي لبوؤة، و(كفير) (مز104: 21) وهو الشبل، و(شحل) (أي28: 8) وهو الأسد الشديد الزئير، و(ليش) وهو (الليث) فقد ورد اللفظ العبري في أمثال 30: 30. وجميع هذه الأسماء وردت في أيوب 4: 10 و11. ويشير الكتاب المقدس إلى كثير من خصائص الأسد وأعماله وقوته (2 صم 1: 23) وشجاعته (2 صم 17: 10) وتحفزه قبل وثوبه وهجومه على فريسته (تك49: 9) وزئيره (أي4: 10) وافتراسه الغنم (1 صم 17: 34) والبشر (1 مل 13: 24) وكان من أحب الأمكنة لسكن الأسود في فلسطين الغابات والأحراش القائمة على ضفتي الأردن (أر49: 19) وكذلك وجدت الأسود على جبل حرمون (نش4: 8) وفي السامرة (2 مل 17: 25) وفي البرية الواقعة جنوبي يهوذا (أش30: 6) وقد نال شمشون (قض14: 5) وداود (1 صم 17: 34 – 36) وبناياهو (2 صم 23: 20) الفخر لشجاعتهم في قتل الأسود. ونجد على الآثار المصرية والأشورية الرسوم التي تمثل صيد الأسد. وقد استعملت أشكال الأسد وتمثيلاته في هيكل سليمان (1 مل 7: 29 و36) وفي عرشه (1 مل 10: 19 و20) كما نرى تماثيل أسود على جانبي عرش توت عنخ آمون ملك مصر. وقد أنقذ الرب دانيال من الأسود في بابل (دا6: 16 – 23) وكثيرا ما نرى رسم الأسود على جدران باب أشتار في بابل القديمة.
وكثيرا ما استخدم الكتاب المقدس الأسد في مقارناته وتشبيهاته وأمثاله. فنجد مقارنة بين الأسد وبين الأعداء (أم28: 15) والأنبياء الكذبة (حز22: 25) والملك الغاضب (أم19: 12) والله في غضبه وغيظه (أر25: 30) والشيطان (1 بط 5: 8). ويقارن يهوذا بالأسد في (تك49: 9) وكذلك يقول سفر الرؤيا 5: 5 عن المسيح: (الأَسَدُ الَّذِي مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا). وشبه أيضا (دان) (تث33: 20) وكل أسرائيل (عد23: 24) وشاول ويوناثان (2 صم 1: 23) بالأسد ومن علامات السلام الذي يسود الكون أن الأسد والحمل يربضان معا (أش11: 7).
والكائنات الحية التي يستند عليها عرش الله في رؤيا حزقيال لكل واحد منها أربعة وجوه، وأحد هذه الوجوه وجه الأسد
(حز1: 10) وأول الكائنات الحية حول عرش الله في رؤيا يوحنا يشبه الأسد (رؤ4: 7) وقد ظن البعض أن الأسد في هذه الرؤيا رمز لقوة الله.
أسير
كلمة عبرانية معناها (أسير) وقد ورد هذا الاسم في الكتاب المقدس لما يأتي:
1 – لرجل لاوي ولد لقورح في مصر (خر6: 24 و1 أخ 6: 22).
2 – اسم لأحد أحفاد الرجل المذكور آنفا وابن أبياساف. وكان أسير هذا من أسلاف صموئيل (1 أخ 6: 23).
3 – اسم ابن الملك يكنيا (1 أخ 3: 17). وقد ظن بعضهم أن هذا الاسم يعني وصف يكنيا (بالأسير) ولكنه يتضح من النص العبري ومن الترجمات القديمة على أنه لا يدل على وصف بل على اسم علم.
أسير
استعملت هذه الكلمة في الكتاب المقدس للدلالة على الإنسان الذي يؤخذ أسيرا في الحرب (أش14: 17) أو يوضع في السجن ليلقى عقابه (خر12: 29).
وكثيرا ما كان أسرى الحرب يبعدون عن أوطانهم (تك14: 14) وقد دأب الأشوريون على ترحيل الأسرى جملة كما فعلوا ببني أسرائيل (2 مل 17: 6). وقد سار البابليون على منوالهم فرحلوا بني يهوذا بجملتهم (أر52: 28 – 30).
وأحيانا ما كان يباع الأسرى كعبيد (يؤ3: 3) ويشير 2 صم 12: 31 قارنه مع 1 أخ 20: 30 لا إلى العذاب الذي يلاقيه الأسرى فحسب بل إلى أعمال السخرة وغيرها كالتي تطلبها داود من العمونيين. وأحيانا كان يضع الفاتح قدمه على رقاب الأسرى كعلامة لأذلالهم وإخضاعهم (يش10: 24). وكثيرا ما كانت تشوه أعضاء أجسام الأسرى أو تقطع كما قطع الإسرائيليون أباهم يدي وقدمي أدوني بازق كما فعل بسبعين ملكا (قض1: 6 و7). ولم تكن مثل هذه القسوة شائعة بين بني إسرائيل في العهد القديم كما كانت سائدة عند الأشوريين مثلا. فقد كان هؤلاء يتفاخرون بقسوتهم وبشدة الرعب الذي يوجدونه في قلوب الشعوب المغلوبة على أمرها أمامهم كما نقرأ هذا في سجلاتهم. وكان أسرى الحرب يقتلون في بعض الأحيان (2 صم 8: 2) وكانوا أحيانا يقتلون بجملتهم
(2 أخ 25: 12) وكانت هذه المذابح تشمل النساء والأطفال في بعض الأحيان (2 مل 8: 12) وقد تطلبت الشريعة الموسوية معاملة الأسرى من النساء معاملة إنسانية (تث21: 10 – 14).
وقد استعملت كلمة (مأْسُورِينَ) في لو4: 18 مجازيا كناية عن أسرى الخطية أو الشيطان الذين يحررهم المسيح. ويذكر في مز 110: 1 وعب1: 13 أن المسيح يضع قدميه فوق أعدائه دلالة على أنهم أسراه. وتوجد صورة الأسرى مقيدين عند موطئ قدمي توت عنخ آمون فرعون مصر.
وقد تنوعت معاملة هؤلاء الأسرى بسبب جرائمهم الحقيقية أو الافتراضية المدعاة عليهم بغير وجه حق. وقد سجن أرميا النبي في جب مليء بالوحل (أر38: 6) وطرح دانيال في جب الأسود (دا6: 16) وألقي رفاقه في آتون النيران المتقدة (دا3: 21). وقد لقي يوسف في سجنه في مصر (تك39: 22) وبولس في سجنه الأول في رومية (أع28: 30) قدرا كبيرا من الحرية. ويفتخر الرسول بولس بأنه أسير يسوع المسيح (فل9).
إسفنجة
الأسفنج هيكل لين ليفي لحيوان بحري من المجموعة التي تسمى باللاتينية Cornacuspongiae ويوجد كثير من الأسفنج على الصخور قرب الشواطئ الشرقية للبحر الأبيض المتوسط. ومن أكثر أصناف الأسفنج المعروفة صنف يطلقون عليه في اللاتينية اسم Euspongiaoffcinalis ويستخدم في غسل الجسم. وعندما كان المسيح على الصليب أخذ واحد من الواقفين هناك أسفنجة وملأها خلا ووضعها على قصبة وأمسك بها لكي يسقي المسيح لتخفف حدة الشعور بالألم (مت27: 48 ومر15: 36 ويو19: 29).
أسقف
الكلمة العربية مقتبسة عن اللفظ اليوناني (أبسكوبوس) التي معناها (مشرف) وهذه الكلمة اليونانية استعملت في الترجمة السبعينية عن ألعازار الكاهن (عد4: 16) وعن قواد الجيش (عد31: 14) وقد استعملت هذه الكلمة خمس مرات في العهد الجديد. ففي أع20: 28 يدعو الرسول شيوخ (عدد 17) كنيسة أفسس (أساقفة) ويقول أن واجبهم أن يرعوا كنيسة الرب. وكان في كنيسة فيلبي عدد من الأساقفة (في1: 1) وفي 1 تي 3: 2 – 7 يعدد الرسول المؤهلات التي ينبغي أن تتوفر في الأسقف. أما الموظفون الآخرون الذين يذكرهم الرسول فهم الشمامسة (عدد 8 – 13). وفي تي1: 5 – 9 يذكر الرسول مرة ثانية المؤهلات التي ينبغي أن تتوفر في الأساقفة (عدد 7) الذين يذكرهم أيضا باسم الشيوخ (عدد 5) ويمكن أن تلخص هذه المؤهلات فيما يأتي:
1 – ينبغي أن يكون الأسقف زوج امرأة واحدة وله أولاد في الخضوع.
2 – وينبغي أن يكون طاهر الخلق كريما جوادا.
3 – وينبغي أن يكون له صيت حسن لدى الذين هم من الخارج.
4 – وينبغي أن يكون صحيح الإيمان سليم المعتقد.
5 – ومن جهة المقدرة الشخصية ينبغي أن يكون كفؤا، قادرا على أن يعلم الآخرين. وقد اكتمل نضوجه من حيث السن.
ومن الواضح أن الرسول يتكلم عن نفس الوظيفة الواحدة، مرة باسم شيخ ومرة باسم أسقف. وفي 1 بط 2: 25 يدعى المسيح راعي النفوس وأسقفها.
أسقفية
هذه هي وظيفة الأسقف أو المشرف. وقد استعملت هذه الكلمة مرة واحدة في الكتاب المقدس باللغة العربية وذلك في
1 تي 3: 1 والأعداد التي تلي هذا العدد تصف الأمور التي يتطلب وجودها والمؤهلات التي يجب أن تتوفر في الأسقف. والكلمة اليونانية المستعملة هنا وردت أيضا في أع1: 20 وجاءت وصفا لوظيفة الرسول التي كان يشغلها يهوذا الأسخريوطي وقد ترجمت في الكتاب المقدس باللغة العربية (وظيفة).
أسل
الأسل نبات مائي كحشائش المستنقعات ويرجح أنه نفس النبات المعروف باللاتينية باسم Arundo donax وكان يستعمل الأسل في صنع الحبال (أي41: 2) أو في الوقود (أي41: 20) في هامش الترجمة العربية للكتاب المقدس. وقد ورد الأسل في أش9: 14، 19: 15 رمزا للشعب الوضيع. ويشبه إحناء الرأس في العبادة وبانحناء الأسلة أمام الريح أو تيار المياه (إش58: 5).
أسمانجوني
حجر كريم يشبه الياقوت، لونه أزرق ضارب إلى الحمرة. وهو الحجر الحادي عشر في أساسات أورشليم الجديدة (رؤ21: 20).
لون أسمانجوني
وهو لون أزرق شديد الزرقة يشبه لون الياقوت الأزرق. وقد أمرت الشريعة الموسوية الإسرائيليين باستعمال أهداب أسمانجونية في أذيال ثيابهم (عد15: 38) وكانت الحلل الملكية تصنع من اللون الأسمانجوني والأرجواني (إس8: 15) وكذلك حلل أصحاب المناصب الرفيعة (حز23: 6). وكانت الثياب الزرقاء والأرجوانية ضمن البضائع التي كانت تبيعها صور وتتجر فيها (حز27: 24). وبعض الدروع التي يلبسها الفرسان المذكورين في رؤ9: 17 أسمانجونية تتناسب مع لون الكبريت المذكور في العدد نفسه.
إسماعيليون
وهم نسل إسماعيل بن إبراهيم من أمته المصرية هاجر وقد ورد في (تك17: 20، 25: 12 – 16) أنه كان لإسماعيل اثنا عشر ابنا ساروا أمراء ورؤساء قبائل. وقد كانت هذه القبائل تسكن الجزء الشمالي من شبه جزيرة العرب على حدود فلسطين وأرض ما بين النهرين (تك25: 18) وقد عرف الإسماعيليون بأنهم تجار رحل ينتقلون من مكان إلى آخر (تك37: 25 – 28) وكذلك عرفوا بمهارتهم في قيادة الجمال (1 أخ 27: 30) وسكناهم الخيام (مز83: 6) وبأنهم حاذقون في استعمال القوس (إش21: 17).
وأحيانا يستعمل الاسم (إسماعيليون) للدلالة على القبائل البدوية التي كانت تسكن شمال الجزيرة العربية ولذا فيدعى المديانيون إسماعيليين (تك37: 25 و28) وقد كانت غالبية هذه القبائل من البدو ولكن بعض منها استقر بها الأمر، وأسست ممالك مستقلة كالنبطيين والتدمريين (سكان تدمر أو بلميرا) والغساسنة أو (بنو غسان) واللخميين أو (بنو لخم).
ويرجع جميع العرب اليوم إلى إسماعيل فيعتبرونه جدهم الأكبر.
أشتموه
انظر أشتموع.
سفر إشعياء
: ويمكن تقسيم سفر إشعياء إلى سبعة أقسام رئيسية وهي كما يأتي:
1 – من الأصحاح الأول إلى الأصحاح الثاني عشر ويشمل هذا القسم نبوات عن مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل ويشمل نبوات نطق بها في مناسبات متنوعة من سنة 740 ق. م. تقريبا إلى سنة 701.
وفي هذا القسم نجد:
(ا) مقدمة (ص1).
(ب) نبوة على أورشليم (2 – 4) ونبوات أخرى عن آثار القضاء الذي يحل بها ومجد عصر المسيا. ويرجح أن النبي نطق بهذه النبوات في زمن عزيا الملك وكان زمن نجاح وتقدم وازدهار لشعب يهوذا (ص5).
(ج) رؤيا مجد الرب التي رآها في الهيكل (ص6) وهي تتصل بالقسم الخاص بعمانوئيل (ص7 – 12).
2 – من أصحاح 13 – 23 ويشمل عشر نبوات عن الأمم ويقسمها إصحاح 20 الذي يتكلم عن العلاقات الدولية ذات الأهمية العظمى في ذلك الحين إلى قسمين: يشمل القسم الأول منهما خمس نبوات ويشمل القسم الثاني خمس نبوات أخرى.
3 – من أصحاح 24 – 27 نرى في هذا القسم صورة حية ناطقة للقضاء الذي يقع على أمم العالم جمعاء (ص24) ويعقبه انتصار يهوذا والبركة التي تحل عليه (ص25 – 27).
4 – من أصحاح 28 – 33 وهو عبارة عن مجموعة من الرسائل معظمها يختص بالعلاقة بيهوذا وأشور. الجزء الأول منها يوبخ قصر النظر في التحول عن أشور والاتكال على مصر لأجل المعونة، والجزء الأخير ينبئ بالشقاء الذي يحل على أورشليم ويهوذا بسبب أهمالهما لتحذيرات أشعياء وأنذاراته. ثم ينبئ بالخلاص الذي يعقب هذا الشقاء.
5 – أصحاح 34 و35 وترى في هذين الأصحاحين مقارنة بين مستقبل أدوم ومستقبل أسرائيل.
6 – من أصحاح 36 – 39. هذا قسم تاريخي يتشابه إلى حد كبير مع 2 مل 18: 13 – 20: 19. وفي هذا القسم نجد قصة حوادث أعظم ما يكون من الأهمية وترتبط بحياة إشعياء أشد الارتباط وهي:
(ا) طلب سنحاريب أن تسلم أورشليم وتنبؤ إشعياء بأنها لا بد وأن تنقذ، وتحقيق هذه النبوة (ص36 و37).
(ب) مرض حزقيا وصلاته وشفاؤه وأغنية الحمد التي نطق بها (ص38).
(ج) بعثة من قبل مرودخ بلادان وتوبيخ إشعياء لحزقيا وأنباؤه بأن الخراب آت على يد بابل.
7 – كتاب العزاء (ص40 – 66) وفي هذا القسم نبوات عن رجوع أسرائيل من السبي من بابل، والشخصية البارزة في هذه الأصحاحات هي شخصية (عَبَدَ الَرْبَ).
وقد رأى بعض النقاد تشابها بين أش1 – 35 وسفر حزقيال، وسفر إرميا، كما ورد في الترجمة السبعينية، في أن هذه الأصحاحات تنقسم إلى ثلاثة أقسام.
1 – تهديدات بالقضاء ضد شعب النبي نفسه.
2 – تهديدات بالقضاء ضد الشعوب الأخرى.
3 – وعود بالخلاص لشعبه. ويمكن أن نرى هذه الاتجاهات الثلاثة في هذا القسم من أشعياء في ص1 – 12 تهديدات ضد أورشليم ويهوذا، وفي ص13 – 23 تهديدات ضد الأمم الأجنبية وفي ص24 – 35 وعود للشعب.
والرأي الذي ساد طوال الأجيال هو أن إشعياء النبي الذي عاش في القرن الثامن وأوائل القرن السابع قبل الميلاد هو كاتب هذه النبوات. إلا أن النقاد في العصور الحديثة قالوا أن إشعياء كتب القسم الأول من ص1 – 39 وأن كاتبا آخر اصطلحوا على تسميته (إشعياء الثاني) كتب القسم الذي يشمل من ص40 – 55، وأن كاتبا ثالثا اصطلحوا على تسميته (إشعياء الثالث) كتب القسم الذي شمل من ص56 – 66.
ولكن وحدة السفر ووحدة كاتبه يمكن رؤيتها بوضوح فيما يأتي:
1 – لا توجد في السفر كلمة واحدة ترجع إلى عصر متأخر عن العصر الذي عاش فيه إشعياء النبي. ولا يوجد أي مؤثر أجنبي واحد أو عنصر غريب عن أورشليم ويهوذا كما كان في عصر إشعياء النبي. فكل كلمة وكل عبارة وكل صيغة جاءت من ذلك العصر أو وجدت في العصور السابقة لعصر النبي.
أما من ناحية التغيير في أسلوب الكتابة فإنه من المسلم به أن الأسلوب يتابع الموضوع والظروف والأزمنة المعينة في حياة الكاتب الواحد. فهناك مثلا اختلاف كبير بين كتابات شكسبير في حقبة ما في حياته وكتاباته في حقبة أخرى، مع أن نشاطه الأدبي ومدة أنتاجه لم تتجاوز خمسة وعشرين عاما.
وقد تمكن النقاد أن يتبينوا أربع مراحل متفاوتة في رواياته تظهر واضحة في اختلاف أسلوبه في مرحلة ما عن الأخرى. أما مدة نشاط إشعياء وزمن أنتاجه فقد زاد كثيرا عن الأربعين عاما، وربما امتد إلى الستين عاما أو يزيد. ومع ذلك فلا يمكن أن نتبين تفاوتا كبيرا في الأسلوب بل بالحري يثبت الأسلوب وتقاربه وحدة السفر ووحدة المؤلف.
2 – وقد قال بعض النقاد أن هناك إشارات في إشعياء إلى الأمم الأجنبية تظهر أحوال ما بعد السبي لا الأحوال والظروف التي كانت سائدة في عصره، وللرد على هذا يكفي أن نذكر ما يأتي:
(ا) من طبيعة النبوة ومن عبقرية الوحي أن ينتقل النبي برؤيا صافية وحس مرهف وبقوة معجزية إلى المستقبل. وإلا فأننا ننكر قوة الوحي ومكانة المعجزة. وأننا نرى في إشعياء نبوات لم تتم في عصره بل تمت بعد عصره بأزمنة بعيدة، فمثلا يقول عن زبولون ونفتالي وكانا في عصره،
صعود إشعياء
هذا سفر من الأسفار غير القانونية نتج عن مزج ثلاثة كتب معا وهي:
1 – استشهاد إشعياء. وهو من أصل يهودي ويرجح أنه كتب باللغة الأرامية في القرن الأول قبل الميلاد.
2 – وصية حزقيا.
3 – رؤيا أشعياء. وهذان الأخيران يرجعان إلى أصل مسيحي وقد كتبا باللغة اليونانية في القرن الثاني للميلاد. والسفر بأكمله موجود الآن في الترجمة الحبشية وتوجد كذلك أجزاء منه في اليونانية واللاتينية.
ويصف كتاب (استشهاد إشعياء) الاضطهاد الذي لاقاه النبي على يد الملك منسى. وقد قال أوريجانوس أن القول الوارد في عب11: 37 (نُشِرُواَ) مقتبس من هذا السفر الذي يشير إلى أن إشعياء مات منشورا في عصر منسى. أما سفر رؤيا إشعياء فيدعي أن إشعياء صعد إلى السماء وتقبل أعلانات هناك، وأنه عاد من بعدها وأخبر حزقيا الملك بما رأى.
أشنان، إشنان، أشنان
أي صابون، وقد وردت هذه الكلمة في أي9: 30 ترجمة للكلمة العبرية (بور) التي معناها (مطهر) أو (منظف) وفي إر2: 22 وملا3: 2 وردت ترجمة لكلمة قريبة من هذه تنطق في العبرية (بوريث) والنصان الأولان يشيران إلى استخدام الأشنان في غسل الأيدي. أما النص الأخير فيشير إلى استخدام الأشنان في غسل الثياب ويرجح أن هذه الكلمة تشير إلى الرماد القلوي الذي يتخلف عن حريق بعض النباتات المالحة في الصحراء وبخاصة سلسولا القلوي التي تحتوي على الصودا والبوتاس. وهذا الرماد مطهر منظف يصلح للغسيل. وفي فلسطين اليوم وبخاصة في مدينة نابلس فإنهم يمزجون هذا الرماد ليصنعوا منه نوعا مفضلا من الصابون.
إعرابي
انظر (عربي).
أعمال الرسل
هذا هو عنوان السفر الخامس من أسفار العهد الجديد. ويرجع هذا العنوان إلى القرن الثاني الميلادي. وهو لا يدل على أن السفر يذكر كل أعمال الرسل، فأن القصد من السفر هو إظهار كيفية تأسيس الكنيسة المسيحية بين الأمم بعمل روح الله القدوس في الرسل. وأبرز شخصية في القسم الأول من السفر هي شخصية بطرس، أما الشخصية البارزة في القسم الثاني من السفر فهي شخصية بولس. ولكن السفر يذكر شخصيات وأعمال غيرهما من الرسل في مناسبات عدة (انظر أع1: 23 – 26، 2: 42، 4: 33، 5: 12 و29، 6: 2، 8: 1 و24، 15: 6 و23). والسفر معنون باسم رجل يدعى ثاوفيلس ومعناه (حبيب الله) يرجح أنه كان مسيحيا أمميا له مركز مهم في الأمبراطورية الرومانية. ويشير الكاتب إلى سفر سابق (أع1: 1) عن حياة المسيح وأعماله وتعاليمه وهو يشير من غير شك إلى الأنجيل الثالث أي أنجيل (لوقا) أو بشارة (لوقا) وذلك للأسباب الآتية:
1 – تقدم البشارة إلى ثاوفيلس مثلما يقدم سفر الأعمال إليه.
2 – تشتمل البشارة على حياة المسيح وتعاليمه من المبدأ إلى الصعود (لو24: 51).
3 – يقدم إنجيل لوقا صورة حية لخدمة المسيح من وجهة نظر عموميتها وشمولها العالم كله. وهي وجهة النظر التي بها كتب سفر الأعمال. فيظهر سفر الأعمال كيف استمرت الرسالة التي بدأت في اليهودية في الإشراق والإضاءة إلى أن وصلت إلى أقصى العالم المعروف حينئذ.
4 – تشابه مفردات السفرين تشابها قويا. والأسلوب واحد في السفرين.
5 – ومع أن الكاتب لا يذكر اسمه سواء في البشارة أو في سفر أعمال الرسل إلا أنه في بعض الأجزاء التي تتحدث عن رحلات بولس التبشيرية يستخدم ضمير المتكلم الجمع (نحن) (أع16: 10 – 17، 20: 5، 21: 18، 27: 1 – 28: 16) ومنها يظهر أن الكاتب كان رفيقا للرسول بولس في بعض تجولاته وأنه قابله في رحلته التبشيرية الثانية ورافقه إلى فيلبي. ثم في الرحلة التبشيرية الثالثة قابل الرسول في فيلبي مرة أخرى. ورافقه إلى أورشليم وسافر معه من قيصرية إلى روما.
وقد جرى التقليد المسيحي من العصور الأولى على أن كاتب البشارة الثالثة وسفر أعمال الرسل هو لوقا. وتتفق مع هذا الرأي الأشارات التي يشير بها الرسول في رسائله إلى لوقا. وأذا حاولنا أن نضع شخصا آخر من رفاق بولس مكان لوقا لما اتفقت الأشارات مع الحوادث المذكورة في سفر أعمال الرسل. فمن كو4: 14 وفل24 نعلم أن لوقا كان مع بولس في روما. ولا نجد له ذكرا في الرسائل التي كتبت ولم يكن كاتب الأعمال مع الرسول.
أضف إلى هذا أن اللغة اليونانية التي كتب بها البشارة وسفر الأعمال هي اللغة اليونانية التي استخدمها الكتاب الأطباء. ويظهر من بعض خواص أسلوبه وأشاراته أنه كان ملما بالعالم الروماني كما كان في ذلك الحين، وأنه كان على قسط وافر من الثقافة كما كان أطباء ذلك العصر.
محتويات السفر:
1 – مقدمة ص1 ويشمل ظهور المسيح وأحاديثه مع التلاميذ مدة أربعين يوما والوعد بحلول الروح القدس والأمر بالمناداة وحمل الرسالة إلى أقصى الأرض (1: 8) وصعود المسيح والأعمال التي كان يقوم بها التلاميذ إلى يوم الخمسين.
2 – الكنيسة في أورشليم (2: 1 – 8: 3) وفيها ذكر حلول الروح على التلاميذ في يوم الخمسين. ونجد في هذا القسم المؤمنين الأوائل، والاضطهادات الأولى التي وقعت على الكنيسة، والقصاص الأول الذي أوقعته الكنيسة على الخائنين، وأعمال التنظيم الأولى في اختيار الشمامسة، وأول استشهاد وتأثير هذا على الكنيسة. وأبرز شخصية في هذا القسم هي شخصية بطرس. والشهيد الأول الذي كان استشهاده الممهد لدخول الكنيسة المسيحية في مرحلة أخرى غير السابقة هو استفانوس.
3 – الكنيسة تقوم بالعمل المرسلي في اليهودية والسامرة 8: 4 – 12: 25. ونجد هناك خمس حوادث مهمة وهي:
(ا) عمل فيلبس في السامرة وتجديد الوزير الحبشي (8: 4 – 40).
(ب) شاول يقبل المسيح ويبدأ بالمناداة برسالته (9: 1 – 30).
(ج) مناداة بطرس في سوريا وقبول كرنيليوس الإيمان واقتناع الكنيسة أن الإنجيل وبشارة الخلاص للأمم أيضا (9: 31 – 11: 18).
(د) تأسيس كنيسة للأمم في أنطاكية وقد أصبحت الكنيسة في أنطاكية مركزا لأرسال النور المسيحي إلى العالم الأممي. (11: 19 – 30).
(ه) اضطهاد هيرودس للكنيسة ورفض اليهود للرسالة المسيحية (ص12).
4 – انتشار المسيحية في كل بقاع العالم المعروف في ذلك الحين. وأهم شخصية في هذا القسم هي شخصية بولس الرسول
(13: 1 – 28: 31) وقد قام الرسول بالكرازة في ثلاث رحلات تبشيرية عظمى.
ففي الأولى هو ذهب إلى قبرص وإلى داخل آسيا الصغرى (ص13 و14). وكان من نتيجة دخول الأمم إلى حظيرة الإيمان أن اجتمع مجمع أورشليم (15: 1 – 35) وفيه تحررت الكنيسة من قيود الختان للمسيحيين من الأمم.
وفي الرحلة الثانية ذهب الرسول إلى مكدونية واليونان (15: 36 – 18: 22).
وفي الرحلة الثالثة ذهب إلى أف
أفتيخوس
كلمة يونانية معناها (السعيد الطالع) وقد ورد هذا الاسم في الترجمة العربية اليسوعية بصيغة (أونتيخوس) وهو شاب من ترواس غلبه النوم بينما كان بولس يعظ في الليل فسقط من النافذة من الطابق الثالث وحملوه ميتا. وقد رد إليه الرسول الحياة
(أع20: 9 – 12).
أفرات وأفراتة
كلمة عبرية معناها (مثمر).
1 – وهو الاسم الأصلي لبيت لحم في اليهودية (تك35: 19، 48: 7 ورا4: 11) وتدعى في بعض الأحيان (بَيْتَ لَحْمَِ أَفْرَاتَةَ) (مي5: 2).
2 – اسم امرأة كالب وكانت أم حور (1 أخ. 2: 19 و50، 4: 4).
أفرايم
كلمة عبرية معناها (الأثمار المضاعفة) وهو:
1 – ابن يوسف وأسنات، وقد ولد في مصر. وأعطاه يوسف هذا الاسم (الأثمار المضاعفة) لأنه كان الابن الثاني (تك41: 52) وعندما بارك يعقوب ابني يوسف وتبناهما، وضع يده اليمنى التي تدل على عظمة الكرامة على رأس أفرايم مشيرا بذلك إلى أن السبط الذي يأتي من نسل أفرايم سيكون أعظم من السبط الذي يأتي من نسل أخيه الأكبر منسى (تك48: 8 – 20). وقد قتل ابنان لأفرايم هما عزر وألعاد بينما كانا يقومان بأغارة على ماشية جت (1 أخ 7: 20 – 22).
2 – اسم سبط من أسباط إسرائيل هم نسل أفرايم. وكان رئيس هذا السبط في زمن الخروج هو أليشمع بن عميهود (عد1: 10). ولما كانت الأسباط تحل في البرية حول خيمة الاجتماع كان مكان أفرايم إلى غربي الخيمة مع منسى وبنيامين (عد2: 18). والرجل الذي مثل سبط أفرايم بين الرجال الذين ذهبوا ليتجسسوا الأرض هو هوشع أو يشوع بن نون عبد موسى (عد13: 8). وكان ممثل سبط أفرايم عند تقسيم الأرض هو قموئيل بن شفطان (عد34: 24). وقد تنبأ موسى في بركته للأسباط عن قوة إفرايم (تث33: 17). وكان خليفة موسى، يشوع بن نون من سبط أفرايم وهو الذي قاد إسرائيل في غزوهم فلسطين (تث34: 9).
أما المنطقة التي عينت نصيبا لأفرايم فكانت تقع في القسم الأوسط من فلسطين الغربية ويحدها من الشمال منسى، ومن الجنوب بنيامين ودان، ومن الشرق نهر الأردن، ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط، (يش16: 5 – 10) وكانت منحدرات أفرايم الغربية أرضا خصبة تصلح لزراعة حقول الحنطة والكروم والزيتون وأشجار الفاكهة الأخرى. أما المنحدر الشرقي فكانت تتخلله أغوار عميقة ومنحدرات صخرية وشديدة الانحدار. وأهم مدن أفرايم هي شكيم (يش21: 21) التي كانت عاصمة المملكة الشمالية مدة من الزمن
(1 مل 12: 25). وكانت شيلوه من أهم مدن أفرايم فقد نصبت فيها خيمة الاجتماع حقبة من الزمن كما كانت مركز العبادة الدينية عند أسرائيل في زمن القضاة (1 صم 1: 3) وقد أخذ سبط يوسف بيت إيل التي كانت مركزا دينيا في المملكة الشمالية (1 مل 12: 29 – 33) ولم يتمكن أفرايم من طرد الكنعانيين من جازر (يش16: 10) وتسمى منطقة أفرايم في بعض الأحيان (جبل أفرايم).
وقد لعب أفرايم دورا هاما في تاريخ أسرائيل وبخاصة في حياة الأسباط التي كانت تسكن في الشمال. فقد ساعد الأفرايميون دبورة وباراق في حربهما ضد الكنعانيين (قض5: 14). وقد تنازعوا مع جدعون ومع يفتاح (قض8: 1 – 3، 12: 1 – 6) لأن هذين القاضيين لم يدعواهم في حربهما ضد أعداء أسرائيل. وكان صموئيل آخر قاض عظيم في أسرائيل قبل ظهور المملكة، من سبط أفرايم،
(1 صم 1: 1). ويربعام الذي كان قائد العشرة الأسباط الشمالية في عصيانها على يهوذا من سبط أفرايم (1 مل 11: 26). وبما أن دور القيادة في الأسباط الشمالية قام به أفرايم فأننا نجد أن الأنبياء كثيرا ما يستعملون الاسم أفرايم للدلالة على كل المملكة الشمالية (انظر رقم 3 فيما يلي). وقد اشترك أفرايم في هزيمة المملكة الشمالية وفي السبي على يد الأشوريين في سنة 721 ق. م.
3 – وبما أن أفرايم اضطلع بدور القيادة بين الأسباط الشمالية فأحيانا ما يستخدم الأنبياء الاسم أفرايم للدلالة على المملكة الشمالية بكاملها (مثلا أش7: 2 وإر31: 18 وهو4: 17).
4 – مدينة بجوار بعل حاصور (2 صم 13: 23) ويرجح أنها نفس أفيرمة المذكورة في (1 مكابيين 11: 34) وأفرايم التي زارها يسوع المسيح في الجزء الأخير من خدمته (يو11: 54) وقد ظنوا أنها نفس عفرون، ويرجحون أن مكانها اليوم بلدة الطيبة التي تبعد مسافة أربعة أميال شمال شرق بيت إيل.
باب أفرايم
أحد أبواب أورشليم القديمة وهو الباب الشمالي (نح8: 16) انظر أورشليم.
أفرسيون
كلمة أرامية يرجح أن معناها (فرس) وهذه الكلمة التي وردت في (عز4: 9) يرجح أنه يقصد بها الفرس. ولكن يظن بعض العلماء أنها لقب موظف فارسي وقد كان الاعتقاد السائد قبلا أنها اسم لقبيلة من فارس وهذا هو المعنى الذي تقصده الترجمة العربية الحالية للكتاب المقدس (ترجمة فانديك).
أفس دميم
كلمة عبرية معناها (نهاية أو حد سفك الدم) وهي اسم مكان في يهوذا بين سوكوه وعزيقة (1 صم 17: 1) وتسمى في
1 أخ 11: 13 (فَسِ دَمّيِمَ) ويرجح أن مكانها اليوم الخرب التي تسمى دموم على بعد أربعة أميال شمالي شرقي سوكوه.
الرسالة إلى أهل أفسس
كتب هذه الرسالة بولس لما كان سجينا (أف3: 1، 4: 1، 6: 20) وفي الغالب كتبها في رومية حوالي عام 62 ب. م. على أن البعض يظن أنها كتبت أثناء سجنه في قيصرية (أع24: 27) وقد أرسلها (إِلَى الْقِدِّيسِينَ الَّذِينَ فِي أَفَسُسَ، وَالْمُؤْمِنِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ) وقد دلت الأبحاث على أن العبارة (فِي أَفَسُسَ) موجودة في بعض المخطوطات دون البعض الآخر حتى نشأ اختلاف في الرأي من جهة قراء الرسالة، من هم؟ وأين كانوا؟ على أن الرأي الراجح أن الرسالة كانت دورية قصد بها كل الكنائس في مقاطعة آسيا، وبما أن أفسس كانت الكنيسة الرئيسية في هذه المقاطعة فقد جرى التقليد المسيحي المبكر على اعتبارها مرسلة إلى أهل أفسس. وربما كان اسم المرسل إليهم متروكا دون أن يملأ. وتظهر صفتها الدورية هذه من أنه لا توجد في الرسالة أشارات أو مناقشات خاصة بمكان ما بذاته، وهي عبارة عن رسالة تعليمية خلقية في شكل خطاب. وقد أرسلت على يد تخيكس كما أرسلت على يده الرسالة إلى أهل كولوسي (أف6: 21) والتشابه في اللغة والأفكار بين الرسالتين يظهر أنهما كتبتا في نفس الوقت، قارن مثلا (أف1: 1 و2 مع كو1: 1 و2 وأف1: 3 و20، 2: 6، 3: 10، 6: 12 مع كو1: 5، 3: 1 – 3 وأف1: 6 و7 مع كو1: 13 و14 وأف1: 9، 3: 9، 6: 19 مع كو1: 26، 2: 2، 4: 3 وأف1: 10 مع كو1: 20 و25 وأف1: 11 مع كو1: 12 وأف1: 17 مع كو1: 10 وأف1: 19 و20 مع كو2: 12 وأف1: 20 مع كو3: 1 وأف1: 22 مع كو1: 18 وأف1: 23 مع كو2: 9 وأف4: 22 – 24 مع كو3: 8 – 10 وأف4: 32 مع كو3: 13).
هذه أمثلة قليلة من كثيرة مما يدل على مقدار التشابه بين الرسالتين. ومن الواضح أن الرسالتين هما من قلم الرسول الواحد في ظروف واحدة. ويظهر أن الرسالة إلى أهل أفسس كتبت بعد الرسالة إلى أهل كولوسي بوقت قصير إذ أننا نجد توسعا في الفكر في الرسالة إلى أهل أفسس على ما هو عليه في الرسالة إلى أهل كولوسي وموضوع الرسالة إلى أهل كولوسي هو (تقدم شخص المسيح وعمله) فهو الأول في كل شيء وعمله أول الأعمال. أما موضوع الرسالة إلى أهل أفسس فهو تأسيس الكنيسة التي هي مجموع المفديين. ويمكن أن يقال أن الرسالة إلى أهل أفسس توجز كل تعاليم الرسول السابقة ليبين أن قصد الله في إرسال ابنه هو فداء شعب مختار لله، الفداء الذي يظهر للعالم غنى نعمة الله. لذا فتفترض الرسالة أن الخلاص هو بالإيمان، كما وتظهر عمل يسوع في الفداء الذي أكمله وفتح الباب على مصراعيه لأقبال الأمم إلى النعمة التي في المسيح يسوع.
محتويات الرسالة:
1 – الجانب الإلهي في تاريخ الكنيسة ص1. فقد بدأت الكنيسة في قصد الله الأزلي (عد3 – 6) ونفذت بواسطة عمل المسيح (عد7 – 12) وتثبتت بواسطة ختم الروح (عد13 و14) ويصلي الرسول بولس كي يدركوا رجاء دعوة المسيح التي أول ثمارها هو المخلص المقام في المجد والذي هو أيضا عربون هذا الرجاء وضمانه (عدد 15 – 23).
2 – الجانب البشري في تاريخ الكنيسة ص2 وهو يعلمنا أن المختارين قد أنقذوا من الخطية والدينونة بالنعمة المجانية التي لا يستحقونها (عدد 1 – 10) أنهم مرتبطون ومتحدون معا سواء أكانوا يهودا أم أمما في المسيح الواحد ومتحدون ليكونوا هيكلا واحدا مقدسا للرب (عدد 11 – 22).
3 – مركز الرسول كخادم هذا السر الإلهي في الكنيسة (ص3 عدد 1 – 13) وهو يصلي لأجلهم كي يقدروا ما أعده الله لهم ويتمتعوا به (ص3 عدد 14 – 21).
4 – حث على السلوك كما يليق بهذه الدعوة العليا في كل علاقاتهم في الحياة الحاضرة ص4 – 6.
وقبلما كتب الرسول الرسالة ألى أهل أفسس كان قد شاهد قيام الجماعة الروحية الجديدة في العالم، وهي مكونة من أشخاص من أجناس مختلفة. لقد كان يعلم أن هذه الجماعة (أي الكنيسة) هي جسد المسيح وكثيرا ما حث على التناسب والتناسق والتوافق بين أعضاء هذا الجسد الواحد (رو12: 4 – 8 و1 كو 12: 12 – 30 وكو1: 18، 2: 19) وهو إذ يكتب الآن إلى كنائس مقاطعة آسيا، وكان أعضاؤها من أجناس ونِحَل متباينة مختلفة، وكانت تسود بينهم نظريات وآراء ترمي إلى الحط من مكانة المسيح، ولذا فقد كان من الطبيعي أن يبرز الرسول بولس مكانة المسيح كرأس هذا الجسد الذي هو الكنيسة (أف1: 22 و23) (الَّذِي مِنْهُ كُلُّ الْجَسَدِ مُرَكَّباً مَعاً، وَمُقْتَرِناً بِمُؤَازَرَةِ كُلِّ مَفْصِلٍ، حَسَبَ عَمَلٍ، عَلَى قِيَاسِ كُلِّ جُزْءٍ، يُحَصِّلُ نُمُوَّ الْجَسَدِ لِبُنْيَانِهِ فِي الْمَحَبَّةِ) (4: 16 وقارنه مع2: 11 – 22).
والرسالة إلى رومية التي أرسلت من الشرق إلى الغرب تشمل تعاليم الرسول الكاملة عن طريق الخلاص. أما الرسالة إلى أهل أفسس وقد أرسلت من الغرب إلى الشرق، فتشمل أيضا تعليم الرسول الكامل عن كل قصد الله في التاريخ البشري ويمكن أن يقال عنها أنها بلغت الذروة بين تعاليم الرسول اللاهوتية.
أفسنتين (البعيتران)
وهو نبات من الفصيلة التي تعرف باسم Artemesia ويوجد منه خمسة أنواع في فلسطين، وأكثر الأنواع وجودا هو الذي يعرف باسم Artemesia absinthium وعصيره مر للغاية وسام أيضا (رؤ8: 11) ولذا فقد استخدم كرمز للعصيان على الله (تث29: 18) وللويلات التي تجلبها المرأة الزانية (أم5: 4) ولقضاء الله على إسرائيل (أر9: 15) وللآلام التي يعانيها إسرائيل (مرا3: 15 و19) ولظلم الإنسان وجوره (عا5: 7، 6: 12) واسم الكوكب الذي يجعل ثلث مياه الأرض مرا وساما هو الأفسنتين (رؤ8: 10 و11).
أفعى – أفاعي
في العهد القديم فأن الكلمة العربية أفعى هي ترجمة لكلمة عبرية قريبة منها منطوقة (أفعه) ومعناها حية سامة من الصنف المسمى باللاتينية Vipera وهذه الأفعى رمز للقضاء الذي يحل بالأشرار (أي20: 16) ولتدبيرات الشر التي يريدها الأشرار (أش59: 5). أما في العهد الجديد فكلمة أفعى ترجمة الكلمة اليونانية التي منطوقها (أخيدنا) ويقصد بها أيضا الصنف السام من الأفاعي وفي مت3: 7 والنص الذي يقابله في لو3: 7 وفي مت12: 34، 23: 33 نجد المسيح يسوع يشبه الكتبة والفريسيين بالأفاعي. وفي جزيرة مالطة لدغت أفعى بولس الرسول وانتظر أهالي الجزيرة أن يروا الرسول بولس يسقط ميتا ولكنه لم يصبه ضرر (أع28: 3 – 6).
أفعوان
هذه الكلمة العبرية يقصد بها الذكر بين الأفاعي وقد وردت في تك49: 17 ومز140: 3 وأم23: 32 وأش14: 29 وهي ترجمة للكلمة العبرية (نحاش) وهي الكلمة العامة التي تعني ثعبان. إنما تدل معظم القرائن في هذه النصوص على أن المقصود بها هو الثعبان السام. وقد وردت في أش11: 8 ترجمة لكلمة (صفعوني) التي معناها ثعبان سام.
أفود
كلمة عبرانية لا يعرف معناها على وجه التحقيق وهي تنطبق على ثوب يشبه الصدرة كان يلبسه رئيس الكهنة العبراني أثناء خدمة الكهنوت. وكان يصنع من لون الذهب واللون الأزرق والأرجواني والقرمزي، وكان يصنع من كتان دقيق ومبروم. وكان يثبت على الجسم بواسطة شريطين للكتفين من فوق، وحزام من أسفل. وعلى كل من شريطي الكتف حجر جزع منقوش عليه أسماء الاثني عشر سبطا في أسرائيل. وكان يتصل بالصدرة بواسطة سلاسل ذهب. وكانت الصدرة تحتوي على اثني عشر حجرا كريما موضوعة في أربعة صفوف وفيها وسائل القرعة المقدسة التي هي الأوريم والتميم والتي كانت تستخدم في تبين أرادة الله. وكان الكاهن يلبس تحت الأفود ثوب الأفود الأزرق الذي كان يمتد إلى قدمي الكاهن. ومن الواضح أن الأفود كان جميلا جدا وعظيم القيمة. وكانت الحجارة الاثني عشر تحمل أسماء أسباط أسرائيل الاثني عشر وتشير إلى أن الكاهن يمثل كل الشعب وأنه يقدم العبادة عنهم وباسمهم (خر28: 30 – 35، 39: 22 – 26).
وكانت الأفود الكهنوتية تستخدم في طلب أرشاد الله كما فعل داود (1 صم 23: 9، 30: 7) ويرجح أنها كانت تستخدم لهذا الغرض لأنها كانت تشتمل على الصدرة التي تشمل الأوريم والتميم.
وقد حدا استخدام الأفود في العبادة وفي تبين أرادة الله بالبعض إلى تقديسها كصنم (قض8: 27، 17: 5، 18: 14 وهو3: 4).
وكان بعض العابدين يلبس أفودا أبسط من أفود رئيس الكهنة، كما كان يفعل صموئيل عندما كان يقوم بدوره في مساعدة رئيس الكهنة عالي (1 صم 2: 18) وقد كان الخمسة والثمانون كاهنا في نوب يلبسون أفودا من كتان (1 صم 22: 18). وقد لبس داود الملك أفود كتان عندما كان يرقص أمام تابوت الرب (2 صم 6: 14).
أكل، وجبات الأكل
1 – أوقات تناول الطعام: كان طعام الأفطار في الصباح الباكر جدا طعاما خفيفا يخلو من الرسميات. وكان يسميه التلمود (لقمة الصباح) ومن الواضح أنه لا يذكر في الكتاب المقدس سوى فطور واحد. فبعد ليل طويل انقضى في الصيد أكل التلاميذ سمكا مع المسيح بعد قيامته (يو21: 12 و15). وينطق كاتب سفر الجامعة بالويل على الولائم الصباحية (جا10: 16) ولم يكن من المألوف شرب الخمر في الصباح (أع2: 15).
أما تناول الغداء في الظهر فيظهر أنه كان من عادات المصريين الشائعة (تك43: 16) وكذا كان من عادات السوريين والأراميين
(1 مل 20: 16) وفي وقت الظهيرة كان العمال في فلسطين يتوقفون عن العمل ليستريحوا ويتناولوا الطعام الذي أحضروه معهم
(را2: 14). وكان بطرس على أهبة تناول طعام الغداء في الظهر عندما وصل إليه الرجال الذين أرسلهم كرنيليوس وقد دعاهم بطرس لتناول الغداء معه (أع10: 9 و10 و23).
أما الوجبة الرئيسية في اليوم فكانت طعام العشاء، وكانوا يتناولونها وقت غروب الشمس عندما كان يتوقف المسافرون عن الاستمرار في رحلتهم ليقضوا الليل (تك19: 1 – 3 ولو24: 29 و30) أو عندما كان العمال يعودون من الحقل (لو17: 7). هذا هو الوقت الذي أطعم فيه المسيح الخمسة آلاف (مر6: 35) وفي طعام العشاء تتناول الأسرة عادة طبقا واحدا رئيسيا، كثيرا ما يكون من اللحم والخضروات المطبوخة. ويعتقد بعض المفسرين أنه عندما قال المسيح لمرثا: (وَلَكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ) (لو10: 42) أنه يشير إلى هذه العادة في تناول طبق واحد وأن كل الترتيبات الأخرى التي كانت تقوم بها مرثا لم تكن لازمة.
2 – العادات المتبعة في تناول الطعام: وضع الجسم عند الجلوس لتناول الطعام: في العصور الأولى كان العبرانيون يتناولون طعامهم وهم جالسون على الأرض أو على حصر كما يفعل البدو في الوقت الحاضر (تك37: 25). أما استخدام المقاعد فقد جاء تبعا للانتقال من حياة البدو إلى الحياة الزراعية بعد فتح أرض كنعان. فكان الملك شاول ورفاقه يجلسون على المقاعد (1 صم 20: 5) وكذلك الملك سليمان ورجال بلاطه فإنهم كانوا يجلسون على المقاعد (1 مل 10: 5) ولما ازدادت الثروة وكثر الترف في عصر المملكة أصبحت عادة الاتكاء عند تناول الطعام تدريجيا وهي العادة المتبعة. وكانت في أيام عاموس تعتبر بدعة المترفين (عا3: 12، 6: 4) ولكن بعد ذلك الحين
بقرنين نجد حزقيال يتكلم عن الجلوس على السرير الفاخر أمام مائدة منضضة وكأن ذلك لا بدع فيه (حز23: 41).
وكان الأغنياء بين الفرس (أس1: 6) واليونان والرومان يتكئون وهم يتناولون طعامهم.
وفي القرن الثاني قبل الميلاد أصبح الاتكاء عند تناول الطعام أمرا عاديا لدى اليهود (سيراخ 41: 24 في الترجمة اليسوعية). وكان يوضع عادة ثلاثة متكآت حول المائدة ويترك الجانب الرابع خاليا كي يقدم منه الخدم الأطباق للآكلين. وكانت ترتب المتكآت هكذا: العليا فالوسطى. وكانت العليا على يمين الخدم وهم يتقدمون لتقديم الطعام. وكان يجلس على المتكأ الواحد ثلاثة أشخاص عادة، ولكن أحيانا ما كان يجلس أربعة أو خمسة. وكان يتكئ من يأكل ورأسه بجوار المائدة ومرتفع ليتناول الطعام من فوق المائدة، أما جسمه فيمتد بحيث تكون أقدامه في مؤخر المتكأ. وكان الذي يأكل يسند جسمه على مرفقه الأيسر ليترك الذراع الأيمن حرا يتناول به الطعام. كان رأس المتكأ في المقدمة يوضع قريبا من صدر المتكئ الذي يليه ولذا فيظهر أنه أثناء تناول العشاء الرباني كان يوحنا متكئا في المقدمة أمام المسيح. وكانت المكانة في الجلوس على المتكأ بحسب هذا الترتيب الأعلى فالأوسط فالسفلي. فمن كان يجلس في المكان الأعلى لم يكن هناك أنسان وراء ظهره. ومرتبة الشرف والتكريم هي المكانة العليا في المتكأ، وهي التي جلس فيها المسيح عند العشاء الرباني.
الاغتسال عند تناول الطعام
وكان العبرانيون يغسلون أيديهم قبل تناول الطعام كما يفعل العرب اليوم وقد أصبحت هذه العادة طقسا وفريضة في ذاتها كما كانت الحال عند الفريسيين. ولقد أوضح السيد المسيح أن نظافة الداخل هي الأمر الجوهري الذي يعتد به (مر7: 1 – 13) وقد كان أيضا من عادتهم غسل الأقدام عند تناول الطعام (تك18: 4، 19: 2 ولو7: 44 ويو13: 14).
الصلاة عند تناول الطعام
قبل تناول الطعام طلب صموئيل البركة (1 صم 9: 13) وبارك المسيح قبل تناول الطعام (مت14: 19، 15: 36، 26: 26). وطلب المسيحيون الأولون البركة على الطعام (أع27: 35) أما الصلاة بعد الانتهاء من الطعام فقد نشأت عند اليهود مما جاء في تث8: 10.
واعتادوا في تناول طعام العشاء أن يغمس كل واحد من الآكلين الخبز في طبق الطعام الواحد (مت26: 23). وكانت النساء العبرانيات يأكلن مع الرجال (خر12: 1 – 11 ورا2: 14 و1 صم 1: 5 وأي1: 4) ويوبخ أم23: 1 و2 النهم عند تناول الطعام.
3 – تناول الطعام عند الحكام: وكانت موائد الملوك والحكام كثيرا ما تجمع عددا كبيرا من الموظفين. وقد غضب الملك شاول لما امتنع داود عن أن يأكل في قصره (1 صم 20: 5 و6). وكانت موائد سليمان فاخرة جدا حتى أنه عين موظفين مهمتهم الخاصة جمع المؤن من كل أجزاء البلاد (1 مل 4: 7 – 27). وكانت الملكة إيزابل في السامرة تطعم بانتظام 450 نبيا من أنبياء البعل و400 نبي من أنبياء أشيرة (1 مل 18: 19). وكان نحميا كحاكم يضيف بانتظام 150 من الموظفين ومن الفقراء (نح5: 17 – 19).
4 – يسوع وتناول الطعام: أن بعضا من أهم تعاليم يسوع قد نطق بها أثناء تناول الطعام. ففي عرس قانا الجليل أجرى أول آية وهي تحويل الماء إلى خمر. (يو2: 1 – 11). وكضيف في الوليمة التي أقامها له متى أكل يسوع مع جباة الضرائب والخطاة وقال أنه جاء ليخلص مثل هؤلاء عندما انتقده الفريسيون لأنه يأكل مع الخطاة (مت9: 10 – 13). وعند تناوله الطعام في بيت سمعان الفريسي مدح يسوع المرأة الخاطئة التي غسلت رجليه ودهنتهما بالطيب توبة منها وإيمانا به (لو7: 36 – 50). وقد أظهر فادينا قوته وتحننه في إطعامه الخمسة آلاف (مت14: 13 – 21) ثم أيضا في إطعامه الأربعة آلاف (مت15: 32 – 38) وعند تناول الطعام في بيت عنيا علم المسيح مرثا أن إعداد الطعام الفاخر غير مهم وهو دون التعليم الروحي الذي كانت تسمعه مريم بكثير (لو10: 38 – 42). وعند تناول الغداء في يوم سبت في بيت فريسي شفى يسوع إنسانا كان مريضا بمرض الاستسقاء وحذر ضد طلب الأماكن الأولى على المائدة وضد دعوة الأغنياء فقط إلى تناول الطعام، وقدم مثل العشاء العظيم (لو14: 1 – 24) وعند تناول عشاء في بيت عنيا دهنت مريم قدميه بالطيب وامتدح يسوع وفاءها وولاءها (يو12: 2 – 11). وفي عشاء الفصح الأخير مع تلاميذه تقدم يسوع وغسل أرجلهم وأنشأ فريضة العشاء الرباني ونطق على مسمع من تلاميذه بتعاليم عن الروح القدس على جانب عظيم من الأهمية (مت26: 6 – 29 ويو13 – 17). وأثناء تناول طعام العشاء في عمواس عرف التلميذان الرب المقام لما كسر الخبز وأعطاهما (لو24: 28 – 31). وبعد هذا أكل يسوع بعضا من سمك مشوي مع تلاميذه ليظهر لهم صدق وحقيقة جسده بعد القيامة من الأموات (لو24: 41 – 43). وعند تناول طعام الأفطار على شواطئ بحر الجليل عهد يسوع ثلاث مرات إلى بطرس بأن يرعى خرافه الذين هم جماعة المؤمنين (يو21: 9 – 23).
5 – الأكل المقدس: كان الفصح يسترجع إلى ذاكرة العبرانيين ذكرى نجاة الأبكار وقت أن كانوا في مصر (خر12: 1 – 27). وكان الاشتراك في تناول الطعام المقدس يرتبط مع كثير من الذبائح العبرانية وبخاصة ذبيحة السلامة (لا3). وبعدما كانت تقدم أجزاء من بعض الذبائح للرب على المذبح كان الكهنة ومعشر العابدين يأكلون الباقي منها (لا2: 1، 7: 6). ونرى في 1 صم 9: 11 – 24 مثلا لتناول الطعام بعد تقديم الذبيحة في أيام صموئيل. وكان الوثنيون يشتركون في موائد مقدسة لديهم (أش66: 17) ومع هذه الموائد أحيانا ما كانوا يسكرون (عا2: 8).
ويستعيد عشاء الرب المسيحي إلى الذاكرة ذبيحة المسيح عنا (مت26: 26 – 29 و1 كو 11: 23 – 26). وفي بعض الأحيان كان يسبق عشاء الرب في الكنيسة الأولى وليمة تسمى وليمة المحبة (يهوذا 12 و1 كو 11: 17 – 22).
ويشبه انتصار المسيح وشركة المفديين معه بعشاء عرس الحمل في رؤ19: 9. انظر أيضا: (وليمة) (وضيافة) (وطعام).
مأكل للنار
الكلمة العبرية للوقود هي (مأكلت أيش) (أش9: 5 و19) و(أكلة) (حز15: 4 و6، 21: 32) وهما لا تشبهان الكلمتين الأراميتين (مأكل النار) و(أكلة) وبعض أنواع الوقود المذكورة في الكتاب المقدس هي: الشوك الذي يحدث شقشقة عند احتراقه (جا7: 6) وأغصان الكروم (حز15: 4 و6) والجل المجفف (حز4: 15) وعشب الحقل (مت6: 30) والحطب أكثر أنواع الوقود شيوعا (عد15: 32 وأع28: 3 وغيره) وكان يصنع الفحم الخشبي من نبات الرتم (مز120: 4) وكذلك من البلوط. وربما كان يشعل موقد الملك يهوياقيم بالفحم الخشبي (إر36: 22). وقد استعمل خدام رئيس الكهنة الفحم الخشبي للتدفئة (يو18: 18) ومنه أيضا الجمر الذي استخدمه يسوع في شي السمك للتلاميذ (يو21: 9).
ويستخدم الوقود في الكتاب المقدس في عدة نواح رمزية. فإسرائيل (حز15: 6) وعمون (حز21: 32) يأكلهما القضاء كما تأكل النار الوقود. وعندما ينقذ إسرائيل يكون كشعلى منتشلة من النار (زك3: 2). وترمز نار الكبريت إلى عذاب جهنم (رؤ20: 10).
أكمة
انظر (عوفل).
أكمة جارب
انظر (جارب).
إسكندريون
كان هنالك أسكندريون أعضاء مجمع التحررين (الليبرتينيين) في أورشليم (أع6: 9) وقد حاور أعضاء من هذا المجمع أستفانوس واتهموه بتهم باطلة (أع6: 9 – 14).
ألف
اسم الحرف الأول في الأبجدية العربية، وألفا اسم الحرف الأول في الأبجدية اليونانية التي أخذت عن الأصل السامي. والألف أحد ألقاب المسيح التي وردت في سفر الرؤيا ويقصد بهذا اللقب أن المسيح هو قبل كل الأشياء وأنه بدء كل شيء (رؤ1: 8 و11، 21: 6، 22: 13 قارنه مع أش44: 6).
ألكسندرس
انظر الأسكندر.
ألم. آلام. تألم
تشير الكلمة تألم كما وردت في أع1: 3 إلى آلام المسيح ابتداء من ألمه في بستان جثسيماني إلى موته على الصليب. ويعلمنا الكتاب المقدس أن آلام المسيح كانت لأجل فداء الجنس البشري (1 بط 3: 18) وفي أع14: 15 ويع5: 17 تستخدم الكلمة (ألم) عن المشاعر والعواطف الإنسانية.
آلهة
أكثر معاني هذا الاسم الجمع شيوعا وهو يطبق على الآلهة الوثنية الباطلة كما نجد هذا في خر20: 3 و1 كو 8: 5. وتستعمل هذه الكلمة للقضاة بما أنهم يمثلون الله ويعملون نيابة عنه (مز82: 1، 138: 1 ويو10: 34).
ابن الله
أطلق هذا اللقب على المسيا (مز2: 7 ويو1: 49) وهو يدل على العلاقة القوية المكينة بين الآب السماوي والابن الأزلي. وقد استعمل هذا اللقب في العهد الجديد ما يقرب من 44 مرة عن يسوع المسيح. والله الآب يحب ابنه (يو3: 35، 10: 17) الآب هو الذي أرسل الابن ويعمل به (يو3: 16 و17، 8: 42 وغلا4: 4 وعب1: 2) والمسيح بما أنه ابن الله فهو إله بكل الكمالات غير المحدودة التي للجوهر الإلهي (يو1: 1 – 14، 10: 30 – 38 وفي2: 6) والابن مساو لله في الطبيعة (يو5: 17 – 25) ومن هذه الاعتبارات فالمسيح فريد في هذا وهو (ابن الله) ليس من وجهة النظر الجسدية كما يفهم من الكلمة (ولد) أنما يفهم به كتشبيه ليعبر عن مقدار المحبة والتعاون والتساوي في الطبيعة بين الأقنوم الأول والأقنوم الثاني في الثالوث الأقدس.
وقد قال المسيح عن نفسه أنه ابن الله (يو5: 17 – 47، 10: 36، 11: 4) وقد اتهمه كهنة اليهود وحاكموه وحكموا عليه لأنه قال أنه المسيح ابن الله (مت26: 63 – 66) وكثيرا ما أطلق الرسل هذا اللقب على المسيح (أع9: 20 وغلا2: 20 و1 يو 3: 8، 5: 5 و10 و13 و20).
والبراهين على أن المسيح هو ابن الله الأزلي كثيرة في العهد الجديد، فعند معمودية المسيح جاء صوت من السماء قائلا: (هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ) (مت3: 17) وقد جاء الصوت بنفس هذه الكلمات عند تجلي المسيح (مت17: 5) وأن أخلاق الرسل وأعمال المسيح المعجزية لبراهين قوية على أنه ابن الله بواسطة القيامة من الأموات (رو1: 4) وبصعوده إلى السماء (عب1: 3).
واستخدم هذا اللقب (ابن الله) عن المسيح بنوع خاص في التحدث عن عمل الفداء العظيم الذي أجراه فهو النبي الأعظم (عب1: 2) وهو الكاهن الأعظم (عب5: 5) وهو الملك الأعظم (عب1: 8).
أبناء الله
وقد ورد هذا اللقب:
1 – للملائكة لأن الله هو خالقهم وضابطهم (أي1: 6، 2: 1، 38: 7 ومز29: 1، 89: 6 ودا 3: 25).
2 – وقد دعي آدم ابن الله لأن الله خلقه مباشرة (لو3: 38).
3 – دعي شعب أسرائيل ابن الله أو أبناء الله بما أنهم كانوا موضوع محبته الخاصة وعنايته (خر4: 22 و23 وتث14: 1، 32: 5 و6 و19 وأش43: 6 و7 وهو1: 10).
4 – استعمل هذا التعبير (أَبْنَاءَ الله) في العهد الجديد عن المؤمنين بالله بنوع خاص. فيصبح المؤمنون أبناء الله بالميلاد الجديد
(يو3: 3 و5 و6 و8) أنهم مولودون من الله بالمعنى الروحي (يو1: 12 و13، 5: 21 وأف2: 5 ويع1: 18 و1 بط 1: 23) وعليهم أن ينموا في مشابهتهم لله في القداسة والمحبة (1 يو 3: 9، 4: 7، 5: 4) وقد صار المؤمنون أبناء الله بالتبني (غلا4: 5) ويعلمهم الروح القدس أن يقولوا (أبا أي الآب) (غلا4: 6 ورو8: 15) وروح الله القدوس هو الذي يرشدهم ويقودهم (رو8: 14).
5 – أما معنى التعبير (أَبْنَاءَ الله) الوارد في تك6: 2 فقد حدث كثير من النقاش حول تفسيره:
(ا) فمنهم من قال أن (أَبْنَاءَ الله) المقصودين في هذا الموضع هم الملائكة (انظر رقم 1 أعلاه) الذين تركوا حالتهم السماوية واتخذوا لأنفسهم زوجات من بنات الناس. وقد ورد هذا التفسير في الترجمة السبعينية في سفر أخنوخ. وكذا قال به فيلو ويوسيفوس وجستن مارتر وأكليمندس الأسكندري وترتليان.
(ب) واعتقد الآخرون أن العبارة (أَبْنَاءَ الله) الواردة في تك6: 2 تعني الناس الأتقياء عباد الله وبنوع خاص نسل شيث الصالح وقد تزوج هؤلاء نساء لم يكن من النسل الصالح ولذا فقد حل بهم القصاص. ويؤيد هذا الرأي من النصوص الواردة في رقم 3 و4 من هذا البند. وقد قال به أيضا يوليوس أفريكانوس وكريسستم (يوحنا فم الذهب) وكيرلس الكبير بطريرك الأسكندرية وأوغسطينوس وجيروم.
إلوي إلوي لما شبقتني؟
هذه كلمات أرامية نطق بها المسيح وهو على الصليب (مر15: 34) ومعناها: (إِلَهِي إِلَهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟) وقد وردت هذه العبارة في مت27: 46 على هذه الصورة (إِيلِي إِيلِي، لَمَا شَبَقْتَنِي؟) وهي في معناها كالعبارة السابقة. وقد وردت هذه العبارة في الترجوم. وهي الترجمة الأرامية لمزمور 22: 1 وتظهر هذه العبارة مقدار الألم الروحي الذي عاناه المسيح على الصليب وقد قال بعضهم بأن المسيح كان في تلك اللحظة يحمل خطية العالم بأسره، ولذا فقد شعر بالانفصال الوقتي عن الآب السماوي.
ألياداع
انظر أليداع.
أليماس
انظر (بار يشوع).
أمانة
كلمة عبرية معناها (الثبات) وهي اسم لجبل لبنان الصغير. وربما يقع نبع نهر أبانة الذي يسمى أيضا أمانة في هذا الجبل (نش4: 8).
أم
لم يطلق هذا اللفظ في العهد القديم على الأم الحقيقية فحسب، بل كان يطلق أيضا على الجدة (1 مل 15: 10) وكذلك أطلق على الرابة أو زوجة الأب (تك37: 10) وعلى القائدة (قض5: 7) وأم البلدان والشعوب (أر50: 12 وحز19: 2). وبما أن مقام المرأة في الهيئة الاجتماعية يتخذ دليلا على تمدن الشعوب وانحطاطها فيحسن بنا أن نراجع ما ورد بشأن الأمهات من الآيات والنصوص. فقد ورد في
أم 10: 1، 15: 20، 17: 25، 29: 15، 31: 1، وكذلك في أسفار موسى الخمسة (خر20: 12 وتث5: 166، 21: 18 – 21 ولا19: 3) الكثير عن الأمهات. وكانت أم الملك تكرم وتحترم جدا (1 مل 2: 19) انظر (ملكة). وكانت مريم أم الرب يسوع المسيح المباركة مثالا نبيلا للأمومة في إيمانها (لو1: 38) وفي محبتها لابنها (لو2: 48) وقد عهد المخلص وهو على الصليب بأمه إلى الرسول يوحنا
(يو19: 26 و27). وقد أخذ تيموثاوس الإيمان ومعرفة الكتب المقدسة عن أمه أفنيكي التي نشأت بدورها في معرفة الرب على يدي أمها لوئيس (2 تي 1: 5).
أمم
يطلق هذا الاسم في الكتاب المقدس على الشعوب غير العبرانيين (أش49: 6 ورو2: 14) وقد رأى أنبياء العهد القديم بأن المسيح سيكون نورا للأمم (أش49: 6) وأنه سيدخل الأمم ضمن جماعة المؤمنين بالإله الواحد الحقيقي (ملا1: 11) وضمن رعية ملكوت الله (أش2: 2 – 4 وعا9: 12 وزك9: 7).
وقد أعلن سمعان الشيخ أن يسوع المسيح يكون نور أعلان للأمم (لو2: 32) وقد أعلن يسوع المسيح في متى 12: 21 بأن نبوة إشعياء 42: 4 بأنه (عَلَى اسْمِهِ يَكُونُ رَجَاءُ الأُمَمِ) قد تمت فيه. وقد أشار المسيح في تعليمه إلى بعض ضعفات الأمم كاهتمامهم بالأمور المادية مثلا (مت6: 32) وإلى سيادة وتسلط رؤساء الأمم عليهم (مت20: 25) وفي أرساليته العظمى أمر المسيح رسله أن يتلمذوا جميع الأمم (مت28: 19).
وقد علم الله بطرس في رؤيا أن الأمم ليسوا بنجسين (أع10: 9 – 16) وقد أرسل الروح القدس إلى قائد المئة الروماني كرنيليوس وأهل بيته بعدما آمنوا ولذا فقد اعتمد هؤلاء الأمم (أع10: 44 – 48) وقد وصلت الكنيسة في أورشليم إلى هذه النتيجة وهي أن الله قد وهب التوبة للأمم أيضا (أع11: 18) وقد قرر مجمع أورشليم أن الشريعة الموسوية غير ملزمة للمؤمنين من الأمم (أع15).
وقد دعا المخلص القائم من الأموات شاول الطرسوسي وأرسله ليبشر بالأنجيل وبخاصة بين الأمم (أع26: 17 و18) ويدعو بولس نفسه رسول الأمم (رو11: 13) ويذكر بولس الأمم بأنهم يقبلون الخلاص عن طريق شعب الله (رو11: 13 – 24).
جزائر الأمم
يظهر أنه قصد بهذا الاسم كما ورد في تك10: 5 وصف2: 11 جزائر وسواحل الجزء الشمالي الشرقي من البحر الأبيض المتوسط حيث كانت هناك جماعات من اليونان.
دار الأمم
انظر كلمة (هيكل).
إمير
كلمة عبرية معناها (غنم) وقد ورد:
1 – اسم كاهن في عصر داود وقد كانت الفرقة السادسة عشرة من الكهنة من نسله (1 أخ 24: 14) وربما كان هو سلف الكهنة المذكورين في (1 أخ 9: 12 وعز2: 37، 10: 20 ونح7: 40، 11: 13).
2 – اسم أب فشحور كاهن في عصر إرميا (إر20: 1).
3 – اسم أب صادوق الكاهن الذي ساعد في بناء الهيكل في زمن نحميا (نح3: 29) وقد وضع بعضهم (2 و3) تحت (1).
4 – اسم مكان في بابل رجع منه المسبيون العبرانيون إلى أورشليم مع زربابل ولكنهم لم يمكنهم أن يثبتوا نسبهم العبراني (عز2: 59 ونح7: 61) ويظن بعضهم أن هذا كان اسما لشخص عبراني ولم يكن اسم مكان.
أمانة
صفة من صفات الله تعالى وتدل على أقرار كل ما وعد به العدل الألهي وأظهاره في أوانه (عد23: 19 ومز89: 1 و33 و34).
إيمان
قد وردت هذه الكلمة مرارا عديدة في العهد الجديد وهي تفيد أنها:
1 – ديانة المسيح وملكوت الله (أع6: 7 ورو1: 5 وغلا1: 23 و1 تي 3: 9 ويه3) وهي المسلمة مرة للقديسين.
2 – وهو العمل الذي يمكننا من التمسك بصحة الإنجيل ويسوع المسيح وقوتهما فينا ولنا، والثقة بالخلاص الذي تممه المسيح نيابة عنا.
وهذا المعنى أكثر شيوعا من غيره وخاصة في رسائل بولس الرسول وإنجيل يوحنا وكذلك في مت8: 10 ويو3: 16 ورو1: 16. ولم ترد كلمة (آمْنَ) في العهد القديم إلا مرات قليلة إلا أن معناها يفهم ضمنا في عبارات متنوعة مثل قوله: (اِلْتَفِتُوا إِلَيَ الْرَّبَ) (أش45: 22) و(انْتَظِرِ الرَّبَّ) (مز27: 14) و(الْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْهِ) (نا1: 7). ويعتبر إبراهيم (أَباً لِلمُؤمِنِينَ) إذ كان جل اعتماده على الله (رو4: 11) وقد اتخذ الرسول بولس موضوع رسالته إلى رومية من آية في حبقوق (أَمَّا الْبَارُّ فَبِـ / لإِيمَانِ يَحْيَا) (رو1: 17 وحب2: 4) ونجد في عب11 مثالا مفصلا تفصيلا تاما عن إيمان الأبطال الأقدمين.
ويتطلب الإيمان ثلاثة أمور، أولا: اقتناع الفهم. ثانيا: تسليم الأرادة. ثالثا: ثقة القلب. أنما الثقة هي عمدة الإيمان وملاكه، ولا سيما حينما يكون مخلصنا يسوع المسيح موضوع الإيمان. وينبغي أن تقترن ثقتنا بالاقتناع التام بصحة أقواله وتعاليمه وإلا كان إيماننا باطلا. ويؤهلنا الإيمان بالمسيح لأدراكه والتمسك به وبكل الفوائد الناجمة عن هذا ولذا فقد ورد في يو3: 36 (اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِـ / لاِبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ). والإيمان على طرف نقيض من الشك (مت21: 21) ولا يلازم العيان (2 كو 5: 7) فإن ما نؤمن به لا نراه (عب11: 1) ولا يمكننا أن نشارك المسيح في بره واستحقاقاته ما لم يكن لنا إيمان به. فبالإيمان (نلبس المسيح) وبالإيمان نتبرر لا بالأعمال. أما خلاصنا فقد تممه لنا المسيح حين قال: (قَدَ أُكْمِلَ) على أنه كما أن شذا رائحة الورد تفوح منه وكما أن الشجرة الجيدة تأتي بأثمار حسنة كذلك الإيمان الحي فإنه ينبغي أن يكون مصحوبا بالأعمال الصالحة، وإليك بعض النصوص: قال مخلصنا (إِيَمَانَكَ قَدَ شَفَاكَ) وقال الرسول بولس (لأَنَّكُمْ بِـ / لنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِـ / لإِيمَانِ، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ) (أف2: 8) غير أنه لا بد لنا من أن نقول أيضا أن (الإِيمَانُ أَيْضاً بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ) (يع2: 26) ونقول أيضا بلزوم (الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِـ / لْمَحَبَّةِ) (غلا5: 6).
أمنون
اسم عبري معناه (أمين) وقد ورد اسما لما يأتي:
1 – لابن داود من أخينوعم اليزرعيلية. وقد ولد في حبرون لما كانت هذه المدينة عاصمة ملك أبيه. وقد أذل ثامار أخته من أبيه فقتله إبشالوم شقيقها (2 صم 13 و1 أخ 3: 1).
2 – لابن شيمون من سبط يهوذا (1 أخ 4: 20).
الأموريون
شعب كان يتكلم لغة سامية. وقد حكموا أجزاء من فلسطين وسوريا وبابل بعضا الزمن. وكان البابليون من قبل سنة 2000 ق. م. يدعون سوريا وفلسطين أرض الأموريين. وكان ملوك الأسرة الأولى في بابل، (من القرن التاسع عشر إلى القرن السادس عشر ق. م) أموريين. وكان حمورابي الذي عمل الشرائع والقوانين، أشهر ملوك هذه الأسرة. وكانت ماري وهي واقعة على نهر الفرات وتدعى الآن تل الحريري عاصمة الأموريين في أوائل الألف الثانية قبل الميلاد. وقد اكتشف قصر كبير وما يقرب من 20000 (عشرين ألف) لوحة فخارية مكتوبة بالخط المسماري.
ويذكر تك10: 6 أن سلسلة نسب الأموريين ترجع إلى كنعان. وكان الأموريون في عصر إبراهيم أهم قبيلة في الأرض الجبلية في جنوب فلسطين (تك14: 7 و13) وفي وقت الخروج كان الأموريون ما زالوا يقطنون ذلك الأقليم (عد13: 29 وتث1: 7 و19 و20 و44). وكانوا قبل الخروج قد افتتحوا ما وراء الأردن من نهر أرنون في الجنوب إلى جبل حرمون في الشمال (عد21: 26 – 30 وتث3: 8، 4: 48 ويش2: 10، 9: 10 وقض11: 22) وكان سيحون (عد21: 21) ملك الأرض الواقعة بين أرنون واليبوق، وعوج ملك باشان (عد21: 33). أموريين وقد هزم العبرانيون هذين الملكين واحتلوا أرضهما، وقد غزا يشوع الأموريين الذين كانوا يقطنون الأرض الجبلية في غرب فلسطين
(يش10: 5 و6) وينبئ تك15: 16 بانهزام الأموريين قضاء عليهم بسبب شرهم ولكن بقي الأموريون في أرض كنعان بعد أن افتتحها العبرانيون (قض1: 35، 3: 5) وقد عقد العبرانيون صلحا معهم في زمن صموئيل (1 صم 7: 14) وقد استبعد سليمان جميع الأموريين الذين بقوا إلى عصره (1 مل 9: 20 و21 و2 أخ 8: 7) وبما أن الأموريين كانوا أهم القبائل في فلسطين فيظهر أن اسم الأموريين قد أطلق في بعض الأحيان على كل شعب فلسطين (يش7: 7 وقض6: 10 وعا2: 10).
أمون
انظر كلمة (آمون).
أناثيما
كلمة يونانية معناها (مفرز، أو واقع تحت لعنة) وقد وردت هذه الكلمة اليونانية بمعنى واقع تحت لعنة، كما هي في نطقها اليوناني في ترجمة فانديك العربية للكتاب المقدس للدلالة على من توقع عليه اللعنة (1 كو 12: 3، 16: 22 وغلا1: 8 و9) وقد ترجمت نفس الكلمة اليونانية في رو9: 3 بلفظ (مَحْرُومَ) وقد وردت هذه الكلمة اليونانية في الترجمة السبعينية للكتاب المقدس ترجمة للكلمة العبرية (حرم) التي تعني أن شخصا ما أو شيئا ما قد أفرز أو خصص للهلاك (عد21: 3 ويش6: 17) أو هي تعني في بعض الأحيان أنه قد كرس لله (لا27: 28).
أناحرة
كلمة عبرية ربما تعني (منخر أو ممر) وهي مدينة قديمة على حدود يساكر (يش19: 19) وربما حل مكانها اليوم بلدة الناعورة على بعد خمسة أميال شمالي شرق يزرعيل.
أنتيباتريس
كلمة يونانية معناها ما يخص أنتيباتير وقد أخذ الجنود الرومانيون الرسول بولس أسيرا ليلا من أورشليم إلى هذه البلدة في طريقهم إلى قيصرية (أع23: 31) وكانت هذه البلدة تدعى (أَفِيقَ) في العهد القديم (يش12: 18) وقد أعاد هيرودس الكبير بناء هذه البلدة وأطلق عليها اسم أبيه أنتيباتير تكريما له. ويرجح أن مكانها الآن هو رأس العين التي تقع على طريق روماني قديم بين أورشليم وقيصرية. ويوجد نبع كبير فيها ومنه ينبع نهر العوجة.
أنتيباس
اختصار الاسم اليوناني (أنتيباتير) ومعناه (من يحل عوضا عن أبيه) وقد ورد:
1 – اسم أحد المسيحيين وقد مات شهيدا في برغامس في القرن الأول المسيحي (رؤ2: 12 و13).
2 – اسم آخر لهيرودس حاكم الجليل وابن هيرودس الكبير. فيدعوه يوسيفوس المؤرخ باسمي هيرودس وأنتيباس. أما العهد الجديد فيدعوه فقط باسم هيرودس. انظر كلمة (هيرودس).
إنجيل
من اللفظ اليوناني أونجيليون ومعناه (خبر طيب) وقد أوجز الإنجيل في يو3: 16 في أن الله أرسل ابنه الوحيد لخلاص المؤمنين. والنقط الرئيسية في الإنجيل كما بشر به بولس هي: أن المسيح مات لأجل خطايانا، وأنه قام من بين الأموات (1 كو 15: 1 – 4). ويدعى في العهد الجديد (إِنْجِيلِ اللهَ) (رو1: 1 و1 تس 2: 3 و9 و1 تي 1: 11)، و(إِنْجِيلِ الْمَسِيحِ) (مر1: 1 ورو1: 16، 15: 19 و1 كو 9: 12 و18 وغلا1: 7) و(إِنْجِيلِ نِعْمَةِ اللهِ) (أع20: 24) و(إِنْجِيلِ السَّلاَمِ) (أف6: 15) و(إِنْجِيلَ خَلاَصِكُمُ) (أف1: 13) و(إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ)
(2 كو 4: 4) و(إِنْجِيلِ الْمَلَكُوتِ أو بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ) (مت4: 23) وقد بشر يسوع المسيح نفسه بهذا الإنجيل (مر1: 14) وبشر به الرسل
(أع16: 10) والمبشرون (أع8: 25).
وقد استعمل جستن مارتر (الشهيد) كلمة إنجيل عن الكتابات التي تتضمن الشهادة الرسولية ليسوع في عصر مبكر وفي سنة 150 م. تقريبا. والكلمة العربية للإنجيل وهي بشارة، تشمل هذا المعنى أيضا أي أنها كتاب رسولي يختص بحياة المسيح على الأرض.
الأناجيل الأربعة القانونية
نسب الكتاب المسيحيون في القرن الثاني الميلادي الأربعة الأناجيل إلى متى ومرقس ولوقا ويوحنا. وقد تسلمت الكنيسة هذه الكتابات كسجلات يوثق بها وذات سلطان إذ تحتوي على شهادة الرسل عن حياة المسيح وتعاليمه. وبدأ الكتاب المسيحيون من القرن الثاني الميلادي باقتباس هذه الأناجيل وشرحها وقاموا بعمل ترجمات منها إلى لغات متنوعة كالسريانية والقبطية واللاتينية، ولذا فما من شك في أن هذه الأناجيل سجلات رسولية صحيحة صادقة. وتؤيد الرسائل في العهد الجديد صورة حياة المسيح وتعاليمه وأعماله وشخصه كإنسان وإله كما وردت في هذه الأناجيل.
ولكل من الأناجيل الأربعة خاصياته المميزة له التي تفرد بها بسبب غرض الكاتب في كتابته والأشخاص الذين كتب إليهم كما كانت ماثلة في ذهنه. فقد كتب متى من وجهة النظر اليهودية، وهو يقدم لنا يسوع كالمسيا الملك الذي تمت فيه نبوات العهد القديم. ومرقس يكتب للأمم وربما كان يقصد الرومانيين منهم بوجه خاص، وهو يقدم لنا فوق كل شيء قوة المسيح للخلاص كما تظهر في معجزاته. أما لوقا وهو يكتب للمثقفين من اليونان، يكتب لهم في لغة بأسلوب أكثر روعة مما كتب غيره من كتبة الأناجيل، ويظهر لنا تأثير الرسول بولس في أبراز نعمة المسيح التي تشمل الساقطين والمنبوذين والفقراء والمساكين بعطفه. أما قصد يوحنا الخاص فهو في أن يظهر يسوع كالكلمة المتجسد الذي يعلن الآب للذين يقبلونه (يو20: 30 و31).
ويوجد بين الأناجيل الثلاثة الأولى كثيرا من التشابه ولكنها تختلف عن إنجيل يوحنا من عدة أوجه. وبما أن متى ومرقس ولوقا يقدمون حياة المسيح من وجهات نظر متشابهة على وجه العموم لذا فقد أطلق على هذه الأناجيل الثلاثة اسم (الأناجيل المتشابهة) أو Synoptic وهي مأخوذة من كلمة Synopsis اليونانية التي تعني (النظر معا) وهؤلاء يركزون كتاباتهم حول تبشير المسيح ومناداته في الجليل بينما يركز يوحنا إنجيله حول عمل المسيح في اليهودية. ويقدم الثلاثة الأول تعاليم المسيح عن الملكوت وأمثاله وتعليمه للشعب، أما يوحنا فيسجل لنا تعليم المسيح عن نفسه في أحاديث مستفيضة، وتشترك الأناجيل الأربعة في الشيء الكثير بحيث يؤيدون كل واحد منهم الآخر، ويختلفون عن بعضهم البعض بحيث يكمل الواحد منهم الآخر ويتممه.
أما المصادر التي استقى منها البشيرون الأربعة المعلومات التي ضمنوها في أناجيلهم فهي مصادر موثوق بها. فقد كان متى ويوحنا رسولين اتبعا يسوع ولذا فمعرفتهما بالحوادث التي سجلاها هي معرفة شخصية. أما مرقس فقد كان رفيقا لبطرس وقد ذكر بياس حوالي سنة 140 ميلادية أن مرقس ضمن في إنجيله ما وعظ به بطرس عن يسوع. ويحقق لنا لوقا نفسه بأنه استقى معلوماته من شهود عيان
(لو1: 1 – 4) ولذا فإننا نجد في الأناجيل شهادة الرسل.
ويظن بعض العلماء أن مرقس هو أول الأناجيل التي دونت، وأن متى ولوقا استخدما على وجه العموم نفس النقاط الرئيسية التي وضعها مرقس. وهناك فريق من النقاد ويسمون (نقاد الشكل) يؤكدون أن مادة الأناجيل حفظت في أحاديث شفاهية. وقد أشار غيرهم من العلماء إلى أساس أرامي يرى في خلال لغة الأناجيل اليونانية كما هي بين أيدينا، وأن هذه البقايا الأرامية في الأناجيل دليل على زمن كتابتها المبكر، ودليل أيضا على صحتها وصدقها ولا سيما وأن المسيح كان يتكلم الأرامية في أحاديثه.
وأخيرا أن وعد المسيح لتلاميذه ليؤيد صدق هذه الأناجيل وصحة رسوليتها فقد قال: (أَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِـ / سْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ) (يو14: 26).
الأناجيل غير القانونية
يدخل تحت هذا العنوان كل ما كتبه بعض الكتاب في العصر المسيحي المبكر بعد العصر الرسولي بما يختص بأخبار سيرة مخلصنا، ونسبوه إلى غيرهم كأنجيل يعقوب وأنجيل نيقوديموس وإنجيل الأبيونيين وإنجيل المصريين وإنجيل العبرانيين وإنجيل الناسيين وإنجيل بطرس وإنجيل توما وإنجيل الطفولية وهو إنجيل عربي. والمظنون أن إنجيل يعقوب كتب في القرن الثاني. وأما موضوع هذه الأناجيل فوصف لحالة يوسف والعذراء مريم، والعجائب التي عملها المسيح في حداثته، وما شاهده في الهاوية وغير هذه مما يرضي عقول السذج ومن شابههم من العامة الذين يرتاحون إلى مثل هذه الأساطير وأخبار القصصيين. أما نقص هذه الأناجيل فظاهر لأنها تناقض روح المخلص وحياته على أنها دليل على صحة الأسفار القانونية دلالة النقود الزائفة على وجود النقود الصحيحة الحقيقية الخالصة.
اتفاق البشيرين
ويراد به جمع الأناجيل القانونية معا وترتيبها على نسق يظهر أوجه التشابه وأوجه الاختلاف بينها فتوضع المادة التي في كل إنجيل على حدة في عمود يقابل المادة المشابهة لها أو المختلفة عنها في غيره من الأناجيل الأخرى مع أظهار تاريخ الحوادث المذكورة في كل من الأناجيل (انظر: (متى) و(مرقس) و(لوقا) و(يوحنا)).
وأقدم اتفاق للبشيرين بقي لدينا هو الذي أعده تاشيان في سنة 170 م. وقد ترجم أبو الفرج المدعو بابن العبري اتفاق البشيرين هذا إلى العربية في القرن الثالث عشر الميلادي.
إنسان
(تك1: 26) وهو رأس المخلوقات الحية وسيدها (تك1: 26 – 28) ويعلمنا الكتاب المقدس أن الناس في الأصل من دم واحد غير أنهم تفرقوا بعدئذ إلى أمم وقبائل عديدة يتميز بعضها من بعض في اللون والقامة والهيئة واللغة والعادات. وقد قطنت كل أمة من بقاع الأرض ما خصتها به العناية الألهية. وخلق الله الإنسان من تراب وخلقه على صورته تعالى مميزا أياه عن سائر الكائنات الحية بما أودع فيه من روح حية خلقية تؤهله ليكون مشابها صورة خالقه جل شأنه. وقد أوجد الله فيه العواطف الخلقية والميول الروحية والقوى العقلية. وقد ورد في اللغة العبرية مترادفات كثيرة بمعنى الإنسان. وقد اشتق معظمها للدلالة على أصله وهيئته وعناصره وما أشبه هذا. وقد جاء في تك2: 7 أن الله نفخ في أنفه نسمة حياة، ولا يراد بنسمة الحياة هذه عملية التنفس الطبيعي فحسب وإنما المراد منها هو أن الله أعطاه تلك القوى العقلية والروحية مقترنة بالنفس الحية (انظر كلمة (آدم)).
وبعد ما خلق الله الإنسان على صورته وضع له من الشرائع الإلهية ما ينبغي عليه أن يسير وفقا له. على أنه غلب على أمره وانقاد إلى مخالفة تلك الشرائع وعصيان الأمر السماوي فاستحق غضب الله عليه. وفقد بسبب ذلك جميع أمانيه وآماله. ومنذ ذلك الحين انحرفت طبائعه عما كانت قد فطرت عليه من البراءة والبعد عن شبه الخالق فصار ميالا إلى الشر والفساد. وأخذت المفاسد تستحوذ عليه إلى أن تحكمت في طباعه وانتقلت عنه بحكم الوراثة إلى نسله (انظر كلمة (خطية)) واستولى الموت على جميع نسل آدم. وقد شملت العناية الإلهية الإنسان كيما ترفعه وترده إلى مكانته من الله، فجعلت عليه أن يحب الرب إلهه من كل قلبه ونفسه وفكره وقدرته. وأن يحب قريبه كنفسه ولكن الإنسان ضعيف بطبعه كثير النزوع إلى الآثام والشرور ولو أنه قدر الشريعة السماوية حق قدرها وسلك بموجبها من بداءة أمره لظهر له في جلاء قبح المعصية ولارتد عن ارتكاب الشرور والمعاصي.
وقد أرسل الله ابنه الوحيد إلى العالم لينقذ الإنسان وينتشله من تلك الوهدة التي تردى فيها فجاء المسيح وأطاع الشريعة الإلهية واحتمل عقاب التعدي عليها وهكذا هو صالحنا مع الله وفتح الطريق ثانية أمام كل مؤمن يروم الاقتراب إلى الله لنوال السعادة الأبدية. ولم يكفر مخلصنا عن خطايانا فحسب بل أرسل لنا الروح المعزي ليوجه قلوبنا إليه مجددا أياها ويثبت نفوسنا فيه مقوما لها. وهو لا يزال يشفع فينا لدى الآب في السماوات. ومع أن بني الإنسان قد فقدوا الصورة الإلهية التي خلقوا عليها، ومع أنهم وقعوا تحت طائلة العقاب الإلهي الرهيب إلا أنهم أصبحوا بسبب عمل الفداء أهلا لأن ينالوا غفران خطاياهم غفرانا تاما كاملا إذا آمنوا بالرب يسوع المسيح (الشفيع الوحيد بين الله والناس) وندموا على خطاياهم ندامة صحيحة حقيقية، وأصبحوا أهلا للتحرر من عبودية الخطية ورقها، والانتقال إلى حرية أبناء الله بالنعمة المجانية التي لا يستحقونها فيصبحون (وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ) ودليل الإيمان الطاعة لأوامر الله والخضوع التام عن اختيار لسلطته الإلهية.
والبشر كافة معرضون في الحياة الحاضرة لصنوف من الضيقات والتجارب والموت، أما بعد انتقالهم من هذه الدار الدنيا فأنهم سيحاكمون كل بحسب ما عمل في الجسد خيرا كان أم شرا. أما الأبرار الذين قد غفرت آثامهم وثبتوا في محبة الله فأنهم سيدخلون إلى أفراح الملكوت السماوي الأبدية. وأما الأشرار الذين أهملوا وسائط النعمة ولم يكترثوا بالخلاص المقدم لهم بل رفضوه مستهينين أو متهاونين فأنهم سيذهبون إلى عذاب أبدي. (انظر كلمة (المسيح)).
ابن أنسان – ابن الأنسان
(ابْنَ الأِنْسَانَ) عبارة وردت في عد23: 19 وهي ترجمة لعبارة عبرانية ترجمت إلى العربية في أماكن أخرى (بابْنَ آدَمَ) فمثلا في حز2: 1 (وقد وردت هذه العبارة (ابْنَ آدَمَ) إشارة إلى النبي حزقيال في سفره سبعا وثمانين مرة). وتشير هذه العبارة في دا7: 13 إلى شخص يختلف عن الأربعة الحيوانات التي ورد وصفها في الجزء الأول من الأصحاح في أنه شبيه بالأنسان في المنظر. وهذا الشخص الشبيه بابن أنسان قد أعطي سلطانا أبديا وملكوتا لا ينقرض. وقد وردت هذه العبارة (شِبْهُ ابْنِ إِنْسَانٍ) في رؤ1: 13، 14: 14 للدلالة على المسيح القائم من الأموات والممجد.
وقد استعملت عبارة (ابْنَ الأِنْسَانَ) في السفر غير القانوني المنسوب إلى أخنوخ (46: 2 و3، 48: 2، 62: 7 و9 و14، 63: 11، 69: 26 و27، 70: 1، 71: 17) للدلالة على المسيا كما يأتي في يوم القضاء والانتصار.
ويوجد في الأربعة الأناجيل ثمانية وسبعون مثلا يستخدم فيها يسوع المسيح هذه العبارة (ابْنَ الأِنْسَانَ) عن نفسه. ويستخدم هذا اللقب في مر2: 28 عن نفسه وصفته كرأس الجنس البشري وممثله. ولذا فإن هذه العبارة تدل على الأنسانية الحقة، وتدل في مواضع أخرى على أنه المسيا عندما ينبئ بمجيئه الثاني وبمجده (مت26: 64 ومر14: 62) ودينونته لجميع البشر (مت19: 28) وربما استخدم المسيح هذه العبارة كثيرا لأن فيها دلالة على أنه المسيا، وهي في نفس الوقت تصلح في الأشارة إلى حياته المتواضعة على الأرض كالأنسان الكامل ومما يستحق الملاحظة هو أن هذا التعبير (ابن الإنسان) لم يستخدم عن المسيح بعد القيامة سوى مرة واحدة (أع7: 56) ويستخدم الكتاب المقدس ألقابا أكثر تمجيدا كالرب وغيرها في الأشارة إلى المخلص بعد الصعود.
أنوق
ومعناه (كاسر) وقد ذكرت الشريعة الموسوية في (لا11: 13 وتث14: 12) هذا الطائر بين الطيور النجسة. وقد حرم أكله على العبرانيين. واسمه في العبرية (بيرص) ومعناه (كاسر) لأنه يحمل الرمم والعظام والسلاحف في الهواء ثم يتركها لتسقط فتتكسر ثم يأكل النخاع الموجود داخل هذه العظام ويأكل لحم السلاحف ولذا فقد سمي (كاسر العظام) واسمه في اللاتينية Gypactus barbatus أي (العقاب الملتحي) أو (أبو ذقن) وقد سمي هكذا لوجود ريش أسود تحت ذقنه. وهو طائر كبير الحجم يبلغ طوله ثلاثة أقدام ونصف وعندما يبسط جناحيه يبلغ طوله عشرة أقدام وهو يعيش في الوديان المنعزلة.
أوروكليدون
كلمة يونانية معناها (رياح جنوبية شرقية تثير الأمواج) هذا اسم الرياح الجنوبية الشرقية التي هاجت على السفينة التي كان بولس قد أبحر عليها وجذبتها بعيدا عن طريق سيرها (أع27: 14) وخير المخطوطات اليونانية تذكر في هذا النص اسم (يورقلون) ومعناها (رياح شمالية شرقية).
أوريم وتميم
كلمتان عبرانيتان معناهما (أنوار وكمالات) ويوجد هذان الاسمان معا عادة، مع أن أوريم ذكرت مرتين بمفردها (عد27: 21 و1 صم 28: 6) ويرجح أنهما كانا شيئين صغيرين أو ربما حجرين، وكانا يحفظان في صدرة رئيس الكهنة (خر28: 30 ولا8: 8) وكان رئيس الكهنة يستخدم الأوريم والتميم في معرفة إرادة الله في الأمور الكهنوتية أو السياسية القومية (عد27: 21 و1 صم 28: 6 وعز2: 63 ونح7: 65) وقد وردت في الترجمتين السبعينية اليونانية، والفلجاتا اللاتينية إشارة إلى الأوريم والتميم في 1 صم 14: 41 وقد أبطل استخدام هاتين القرعتين المقدستين في أزمنة ما بين العهدين ويحتمل أن الاسمين يدلان على نور وكمال الأرشاد الذي يأتي من الله.
أوزال
وهو ابن يقطان ويظهر أنه استقر في جنوب بلاد العرب (تك10: 27 و1 أخ 1: 21) وقد ورد اسم أوزال في كثير من المخطوطات العبرية وكذلك في الترجمة السبعينية لحزقيال 27: 19 كاسم مكان مع غيره من الأماكن في بلاد العرب. وهذا هو المكان الذي تسميه المصادر العربية أزل وهو الاسم القديم لعاصمة اليمن السابقة والتي صار اسمها فيما بعد صنعاء. ويحتمل أن أوزال المذكور في
تك10: 27 هو الذي أقام هذه المدينة.
أوصنا
يشبه اللفظ العربي اللفظ اليوناني للكلمة العبرية (هوشيعنا) الواردة في مز118: 25 ومعناه (خلص). وقد هتف الجمهور بهذه الكلمة تحية ليسوع المسيح عند دخوله الانتصاري إلى أورشليم يوم أحد الشعانين أو أحد السعف. وقد وردت هذه الكلمة بمفردها مرتين (مر11: 9 ويو12: 13) ووردت مرتين أيضا وجاء بعدها (لاِبْنِ دَاوُدَ) (مت21: 9 و15) ووردت أيضا مرتين وجاء بعدها (فِي الأَعَالِي) (مت21: 9 ومر11: 10). ويقول التلمود أن مز118: 25 الذي يشمل هذه الكلمة كان ينطلق من أفواه الشعب ضمن هتافهم وهم يهزون الأغصان في أيديهم أثناء عيد المظال. وقد ورد بعد هذه الكلمة في الأناجيل اقتباس من مز118: 26 وكان هذا اللفظ في المبدأ صلاة، ولكن أصبح يستعمل فيما بعد كتعبير عن الفرح أو للترحيب بقادم.
أوغسطس أو أوغسطس قيصر
أوغسطس لقب لاتيني ومعناه (المبجل) وقيصر اسم أسرة رومانية وهو أول أمبراطور روماني
(31 ق. م. – 14 م) وكان اسمه أصلا كايس أوكتافيوس كايبياس، ولكنه أخذ اسم الأسرة قيصر عن يوليوس قيصر الذي كان أخا لجدته لامة. وقد أرسى قواعد السلام في كل أنحاء الأمبراطورية وفي الأراضي المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط. وقد حكم هيرودس في فلسطين بسماح من أوغسطس وكان يرسل الجزية إلى روما. وقد جاءت مريم ويوسف إلى بيت لحم في وقت ولادة يسوع بناء على قرار أوغسطس بإجراء أحصاء (لو2: 1) ولما أثبت أرخيلاوس ابن هيرودس بأنه غير كفء للحكم عزله أوغسطس وأرسل حكاما رومانيين ليحكموا اليهودية. وقد أطلق هيرودس الكبير اسم قيصرية على هذه المدينة تكريما لأوغسطس وتخليدا له. ولا تزال قيصرية باقية إلى اليوم. وكذلك اسم سبسطي وهي الترجمة اليونانية في المؤنث لاسم أوغسطس، أطلقه على مدينة السامرة القديمة وتدعى الآن سبسطية. وقد أطلق هيرودس فيلبس اسم قيصرية فيلبس على مدينة أخرى تكريما له وتخليدا لذكره وهذه المدينة تدعى الآن بانياس، وقد كان في هذه المدينة هيكل للإله أوغسطس. ولذا فقد كانت مناسبة جميلة أن يعلن بطرس في هذا المكان اعترافه المجيد بأن يسوع هو ابن الله الحقيقي (مت16: 16) وقد سمي الشهر أوغسطس كذلك لذكرى هذا الأمبراطور. وقد أصبح اسم أوغسطس واسم قيصر من ألقاب الأباطرة فيما بعد ذلك الحين، فنجد مثلا في أع25: 21 و25 أن لقب أوغسطس يستعمل لنيرون.
كتيبة أوغسطس
هذا لقب شرف أعطي لكتيبة رومانية (أع27: 1) ويعني كتيبة الأمبراطور وكان الاسم أوغسطس أحد ألقابها ولا يعرف إذا كان هذا اللقب أطلق على هذه الكتيبة في زمن الأمبراطور الأول أو فيما بعد.
أوفير
وقد ورد: 1 – اسم ابن يقطان ويظهر أنه استقر في جنوب بلاد العرب لأن اسمه ورد مع اسم شبا وحويلة (تك10: 29 و1 أخ 1: 23).
2 – اسم أرض سميت باسم ابن يقطان الذي ذكر سابقا ويرجح أن هذه الأرض كانت في جنوب بلاد العرب، أو اليمن في الوقت الحاضر. وقد اشتهر هذا المكان بذهبه (1 أخ 29: 4 وأي22: 24، 28: 16 ومز45: 9 وأش13: 12) وقد أرسل سليمان ملك بني أسرائيل وحيرام ملك صور أسطولا تجاريا من عصيون جابر على خليج العقبة إلى أوفير وقد أحضر هذا الأسطول ذهبا وخشب صندل وحجارة كريمة (1 مل 9: 26 – 28، 10: 11). وقد قال بعضهم أن أوفير تقع على شاطئ أفريقيا الشرقي أو أنها في بلاد الهند ولكن يرجح أن موقعها هو في بلاد اليمن.
أويل مرودخ
من البابلي أومل مردوك ومعناه (إنسان الإله مرودخ) وهو ابن نبوخذنصر وخليفته في ملك بابل (562 – 560 ق. م) وقد أخرج يهوياكين الملك الأسير من السجن وكان يعطيه نصيبا يوميا من الطعام (2 مل 25: 27 – 30 وأر52: 31 – 34) وقد ذكر هذا النصيب اليومي في بعض السجلات البابلية التي اكتشفت حديثا. ونرجل شراصر المذكور في إر39: 13 هو زوج أخت أويل مرودخ الذي قتله وخلفه على العرش.
إيثام
مكان حل فيه العبرانيون في خروجهم من أرض مصر ويظهر من خر13: 20 وعد33: 6 – 8 أنه كان شرقي سكوت التي يرجح أن مكانها في الوقت الحاضر هو تل المسخوطة، والتي كانت على طرف الصحراء. ولذا فيظن أن أيثام كانت بالقرب من مدينة الأسماعيلية الحالية. وبعد أن عبروا البحر سار العبرانيون ثلاثة أيام في برية أيثام إلى أن وصلوا مارة.
إيثامار
كلمة عبرية معناها (ساحل النخيل) وهو اسم أصغر أولاد هارون (خر6: 23) وقد كرس لوظيفة الكهنوت مع أبيه وأخوته الثلاثة الكبار (خر28: 1) وقد عهد إليه بمسؤولية أحصاء المواد التي جمعت لبناء خيمة الاجتماع (خر38: 21) وقد رأس الجرشونيين والمراريين في خدمة خيمة الاجتماع (عد4: 21 – 33) وقد أسس أسرة كهنوتية) 1 أخ 24: 4 – 6) وقد استمرت إلى ما بعد السبي
(عز8: 2). وكان رئيس الكهنة عالي من أسرة أيثامار وقد استمر نسل عالي في رئاسة الكهنوت إلى أن أخذ صادوق من أسرة ألعازار وظيفة الكهنوت في عصر سليمان (1 مل 2: 27 و35) ولم يكن نسل أيثامار كثيرين كما كان نسل ألعازار (1 أخ 24: 4).
إيفة
مكيال عبري يستعمل في كيل الدقيق (قض6: 19). أو الشعير (را2: 17) انظر (مكاييل وموازين).
أيلول
اسم الشهر السادس بين الشهور العبرية (نح6: 15) وهو يقابل شهر سبتمبر على وجه التقريب انظر (شهر).
الإيميون
وهم السكان الأقدمون للمنطقة التي سكنها الموآبيون فيما بعد، وهي تقع إلى شرقي الأردن وقد هزمهم كدرلعومر في سهل قريتايم (تك14: 5) وكانوا طوال القامة كالعناقيين. وكانوا في وقت ما شعبا كبير العدد وقويا وكانوا يدعون أيضا بالرفائيين
(تث2: 9 – 11).
إينياس
اسم يوناني وهو رجل من لدة وكان مضطجعا على فراشه منذ ثماني سنين مفلوجا وقد شفاه الرسول بطرس بقوة يسوع المسيح، وقد رجع كثيرون من سكان ذلك الأقليم إلى الرب) أع9: 32 – 35).
أيل وأيلة وأيائل
حيوان يأكل العشب ويدعى باللاتينية Cervus وهو شديد السرعة وكان يحسب بين الحيوانات الطاهرة حسب الشريعة) تث12: 15، 14: 5) ويشير نش2: 9 وإش35: 6 إلى خفته. وهو كثير الظمأ أثناء ركضه، وإذا ما جاع هزل وضعفت قوته (إر14: 5 ومرا1: 6) ومن عادات الأيل القفز على الصخور (2 صم 22: 34 ومز18: 33 وحب3: 19) ويشير الكتاب المقدس إلى محبة الأيل (نش2: 7، 3: 5) ويشبه نفتالي بأيلة مسيبة (تك49: 21).
أيلة الصبح
(أيلة الفجر) وتوجد هذه العبارة في عنوان مزمور 22 وعلى الأرجح هي لا تشير إلى موضوع الشعر أنما تشير إلى النغمة التي يوقع عليها المزمور.
أبناء الله
(تك6: 2 (ظن البعض أنه يراد بلفظة أبناء الله هنا أما ملائكة أو أرواح طاهرة. ولكن يرجح أنه يقصد به الأبرار (انظر الله).
أكمة جارب
أكمة بالقرب من أورشليم من جهة الغرب (أر31: 39) وموقعها غير معروف الآن.
أرنب
حيوان معروف. واسمه باللاتينية Lepus syriacus وكان يعتبر من الحيوانات غير الطاهرة حسب الناموس (لا11: 6 وتث14: 7).
أعمال الرسل
انظر باب الألف.
الإيفة
اسم مشتق من اللغة المصرية ورد كثيرا في العهد القديم. والأيفة تساوي ثلاثة أكيال وعشرة عمور (خر16: 36) أو 22,991 من اللتر.
مصطلحات إضافية من موقع سانت تكلا هيمانوت
أب | أبو | أبي
لفظ يطلقه المسيحيون على الله لأنه الآب السماوي (مت 11: 25 غل 1: 1).
وترد بهذا اللفظ والمعني في العبرية والأرامية وغيرها من اللغات السامية كما هي في العربية. وتستعمل مفردًا أو جمعًا للدلالة على الوالد أو الجد أو ما قبله من أسلاف (انظر مثلًا إرميا 35: 15 و16).
فأبو الشعب أو القبيلة هو مؤسسها، وليس من المحتم أن يكونوا جميعًا من صلبه، وبهذا المعنى قيل عن إبراهيم إنه أبو الإسرائيليين (تك 17: 11 – 14 و57) كما كان إسحق ويعقوب ورؤساء الأسباط آباء بهذا المعنى.
كما أن مبدع أو مؤسس حرفة يعتبر أبًا لمن يعملون في تلك الحرفة (تك 4: 20 – 22).
ويستخدم سنحاريب لفظ “آبائي” للدلالة على من سبقوه على عرش أشور مع أنهم لم يكونوا من أجداده (2 مل 19: 12).
كما تستخدم الكلمة للدلالة على التوقير والاحترام بصرف النظر عن رابطة الدم (2 مل 13: 14).
أما كلمة “أب لفرعون” (تك 45: 8)، فهي كلمة مصرية معناها “مراقب” أو “وزير” لفرعون، وقد نقلها الكاتب إلى العبرية بلفظها – وحسنًا فعل – لكن المترجمين إلى الإنجليزية وكذلك إلى العربية ترجموها كما لو كانت كلمة “أب” العبرية بدلًا من نقلها كما هي أو ترجمتها إلى “وزير”.
وفي الأسماء المركبة تلحق كلمة “أب” أو “أخ” بأول الكلمة أو بآخرها، كما في “أبرام” أي الأب المعظم، “ويوآخ” أي “يهوه أخ” و “أخآب” أي “أخ الآب”. وتركيب هذه الأسماء في اللغة العبرية يترك المجال واسعًا في تحديد معناها، فالبعض يعتبرها مضافًا ومضافًا إليه، والبعض يعتبرها جملة فعلية، والمقطع الأول منها فعل، والثاني فاعل، والبعض يعتبرها جملة اسمية من مبتدأ وخبر وهكذا.
ونرى من العهدين القديم والجديد أن الأسرة اليهودية كانت أسرة خاضعة لسلطان الأب، وكان الأبناء ينسبون إلى آبائهم الذين كانوا يلعبون الدور الرئيسي في الأسرة وفي المجتمع (عد 1: 22، 3: 15). وهناك ما يدل على أن نظام الانتساب للأب حل محل نظام الانتساب للأم، فنجد في (تك 36) مواليد عيسو ينتسبون إلى نسائه، كما نقرأ في سفر راعوث أن “راحيل وليئة.. بنتا بيت إسرائيل” (راعوث 4: 11).
وكان للأب سلطان على نسائه وأولاده وعبيده والغريب داخل أبوابه، فكان للأب حق التصرف في زواج ابنته (تك 29)، وعمل الترتيب لزواج ابنه (تك 24). وبيع أولاده عبيدًا (خر 21: 7)، بل كان له حكم الموت أو الحياة كما في حالة إسحق (تك 22). وقد نهى الناموس عن تقديم الأبناء ذبيحة للأوثان (لا 18: 21، 20: 3 – 5). كما نهى عن تدنيس الابنة بتعريضها للزنى (لا 19: 29).
وكان على الأبناء أن يقدموا أعظم التوقير والاحترام لوالديهم مع كامل الطاعة. وأمر الناموس بأن كل من ضرب أباه أو أمه أو شتمهما “يقتل قتلًا” (خر 21: 15 و17). والابن المعاند أو المتمرد كان يتعرض للموت رجمًا بالحجارة متى شهد عليه أبوه وأمه بذلك أمام شيوخ المدينة (تث 21: 18 – 21).
وكان البيت اليهودي يضم عبيدًا وفي أغلب الأحيان غرباء أيضًا، كانوا يرتحلون معهم واضعين أنفسهم تحت حماية رب العائلة، وكان الغرباء يعاملون كأعضاء في العائلة طالما ظلوا تحت سيادة رأس الأسرة.
وفي التلمود اليهودي كان يحق للأب أن يتولى عقد زواج ابنته طالما لم تصل لسن البلوغ، ولكن بعد بلوغها السن القانونية كان للفتاة الحق في قبول أو رفض ذلك العقد، فإذا رفضته أصبح كأن لم يكن. ففي التلمود كان وضع الفتاة اليهودية أكثر تقدما ً مما كان عند اليونانيين أو الرومانيين.
كانت الأسرة اليهودية وحدة مترابطة اجتماعيًا ودينيًا واقتصاديًا، وكان للبيت اليهودي وظائف أخرى، فكانت الأسرة هي المدرسة التي يقوم فيها الأبوان – وبخاصة الأب – بتعليم أولادهما (تث 4: 9، 6: 7، 31: 13، أمثال 22: 6، إش 28: 9) وكان الأب مسئولًا عن تربية وتأديب أولاده (أمثال 13: 24، 19: 18، 22: 15، 23: 13).
ولعل أكثر ما كان يقوي من روابط الأسرة اليهودية ويدعم من بنيانها، هي الممارسات الدينية، وما يقوم الوالدون من غرسه في أبنائهم من تعليم.
ويقول التلمود البابلي إن على الأب أن يقوم بختان ابنه، وأن يفديه إذا لزم الأمر، وأن يعلمه أسفار موسى، وأن يجد له زوجة، وأن يعلمه مهنة أو حرفة كوسيلة لكسب عيشه. وكان سلطان الأب يستمر على أبنائه حتى بعد زواجهم.
عرض تفصيلي.
كلمة سامية وردت بهذا اللفظ في العبرية والفينيقية والاشورية والارامية والسريانية والسبئية والحبشية كما في العربية. وقد وردت في الكتاب المقدس بمعان كثيرة منها:
(1) السلف المباشر للإنسان أي والده (تك 2: 24? (2) 42: 13) وكان للأب في الأسرة العبرانية وكذلك في الأسرة الرومانية سلطة مطلقة على أولاده، (3) فكان مِنْ حقه مثلًا أن يتصرف كما يشاء في زواج ابنته (تك 29: 1 – 29) وفي تدبير زواج ابنه (تك ? 24) وكان له أن يبيع أولاده إن أراد ذلك (خروج 21: 7) كما كان له عليهم حكم الموت أو الحياة كما نرى في تقدمة إبراهيم إسحاق ابنه (تك ?22) وكذلك ابنة يفتاح (قض 11: 34 وما بعده) وكان الآباء قديمًا يقدمون أولادهم ذبيحة لمولك (لاويين 18: 21) واحترام الآباء وإكرامهم، (4) وكذلك الأمهات، (5) كان واجبًا لزامًا على الأولاد (خروج 20: 12? (6) لاويين 19: 3? (7) تثنية 5: 16). (8) الجد أو الأسلاف على وجه عام (تك 28: 13? (9) 1 ملو 22: 50? (10) ارميا 35: 6) وقد ورد ذكر آباء بمعنى الأسلاف عامة ما يزيد على خمسمائة مرة في العهد القديم.
وكذلك أطلق اللفظ “آباء” على الأصول الأولى في الأمة والقبيلة والديانة كما في رومية 9: 5 “ولهم الآباء” وخروج 6: 14 “هؤلاء رؤساء بيوت آبائهم”.
(2) أطلق هذا اللفظ رمزيًا:
أ. على الأب الروحي الذي ينفث من روحه في غيره سواء كان تأثيره طيبًا أو على النقيض من ذلك. فقد دعي إبراهيم “أبو المؤمنين” (رومية 4: 11) كما دعي إبليس أب الأشرار “انتم من أب واحد وهو إبليس” (يوحنا 8: 44).
ب. وللدلالة على التشابه والتقارب والتماثل “وقلت للقبر أنت أبي” (أيوب 17: 14).
ج. وعلى مصدر الشيء كما في أفسس 1: 17 “أبو المجد”؛ أيوب 38: 28 “هل للمطر أب؟!”.
د. وعلى الخالق كما في يعقوب 1: 17 “أبو الأنوار”.
هـ. وعلى مبتدع فن ما أو عمل ما أو مبتكر أسلوب خاص للحياة كما في تكوين 4: 20 “أب ساكني الخيام ورعاة المواشي”.
و. على الشخص الذي تظهر فيه خاصيات الأبوة كما في مز 68: 5 “أبو اليتامى”.
ز. على من يقوم بعمل المرشد والمشير والمهتم بأمر من الأمور كما في تك 45: 8 “وهو قد جعلني أبًا لفرعون” وقض 17: 10 “وكن لي أبًا وكاهنًا”.
ح. على رئيس محترم مكرم كما في 2 ملوك 5: 13 “فتقدم إليه عبيده وكلموه وقالوا:” يا أبانا “وأطلق بخاصة على الأنبياء كما في 2 ملوك 2: 12” وكان أليشع يركض وهو يصرخ: “يا أبي يا أبي مركبة إسرائيل وفرسانها؛” كما أطلق على المتقدمين في السن والمقام (1 يوحنا 2: 14) “اكتب إليكم أيها الآباء” وعلى المسيحيين الأولين كما في 2 بط 3: 4. “من حين رقد الآباء”.
(3) يعتبر الله في الديانة المسيحية أبًا فيقال “أبانا الذي في السماوات” وهكذا (مت 6: 9?14?26) ويدعى الله “أبو ربنا يسوع المسيح” (2 كو 11: 31) وان قوة العلاقة وغنى المحبة والنعمة المتضمنة في هذا التعبير العميق والخاصة بإنجيل المسيح تبدو واضحة. (). وقد أعلن الله في العهد القديم كأب للشعب المختار (خروج 4: 22) ? (13) وللملك الذي كان الممثل الخاص للشعب (2صم 7: 14) وتظهر أبوته في ترؤفه “كما يترأف الأب على البنين يترأف الرب على خائفيه” (مز 103: 13). ولكن أبوة الله هذه أعلنت بأنها نفس جوهر الذات الإلهية وبأنها وثيقة الصلة بالإنسان، (14) في إنجيل المسيح فقط. فإننا نستخلص من كلمات وحياة يسوع انه دعا الله “أبًا” ليس لأنه الخالق أو الحاكم أو بسبب عهده مع إبراهيم ولكن لأنه يحبنا. وقد وردت كلمة أب تسعين مرة في إنجيل يوحنا وخمس مرات في مرقس وسبع عشرة مرة في لوقا وخمسًا وأربعين مرة في متى. وفي كل مرة من هذه المرات، (15) ما عدا أربع، (16) ورد هذا القول على فم يسوع.
وأبوة الله تسير في اتجاهين الاتجاه الأول: أبوته للبشر بالخلق والثاني: أبوته للمؤمنين بالنعمة. فقد خلق الله الإنسان مشابهًا طبيعته حتى تتحقق بنوته لله ولكن الخطيئة وقفت حائلًا دون تحقيق هذه الغاية التي لا يمكن تحقيقها الآن إلا بالفداء ولذا فتعتبر بنوة المؤمنين لله امتيازًا لا يُنْطق به ومجيد (1 يوحنا 3: 1). وهي تنال بالنعمة بالميلاد الثاني (يوحنا 1: 12 – 13) والتبني (رومية 8: 14 – 19) وفي هذه العلاقة الممتازة في القرب من الآب يعتبر المؤمنون أبناء الله بمعنى خاص بهم دون غيرهم (كولوسي 1: 13 – 14) وهذه العلاقة ليست بحسب الطبيعة ولكنها بالنعمة.
أبوينا الأولين
لفظ أبوينا الأولين يُطْلَق على آدم الإنسان الأول وامرأته حواء أمنا كلنا.. وآدم هو أول مَنْ خُلق في البشر، ثم خلق الله حواء من أحد ضلوع آدم. وحدثت بعدها خطية تعدي آدم وحواء على الوصية، والتي تسببت في طردهم من الجنة (الفردوس)، وطُرِدْنَا جميعًا.. الأمر الذي أدى إلى عملية التجسد الإلهي والخلاص.
آب – شهر
اسم من الأصل الأكادي “ابو”. هو الشهر الخامس في السنة البابلية، كذلك في السنة العبرية المقدسة. يقابل الشهر الحادي عشر في التقويم المدني. وهو يقابل جزءًا من شهري يوليو واغسطس (تموز – آب) في التقويم الميلادي. يصوم اليهود في اليوم التاسع من هذا الشهر تذكارًا لخراب أورشليم وتخريب الهيكل.
ولا يُذْكَر هذا الاسم في الكتاب المقدس ولكن يوسيفوس يطلقه على الشهر الذي مات فيه هارون (انظر عدد 33: 38).
آب | يؤوب | آئب
فهو آئب بمعنى رجع أو عاد (انظر أم 2: 19، حز35: 7، زك7: 14، 9: 8).
المرأة الحكيمة من آبل
Wise Woman of Abel خرجت امرأة حكيمة وقوية الحجة والكلام من آبل في مواجهة يوآب، الذي أراد أن يهلك المدينة وبدأ جنوده في تكسير أسوارها (سفر صموئيل الثاني 20: 13 – 15)، ونادَت على يوآب ليتحدَّث معها. وبكل جرأة قالت له: “أَنَا مُسَالِمَةٌ أَمِينَةٌ فِي إِسْرَائِيلَ. أَنْتَ طَالِبٌ أَنْ تُمِيتَ مَدِينَةً وَأُمًّا فِي إِسْرَائِيلَ. لِمَاذَا تَبْلَعُ نَصِيبَ الرَّبِّ؟” (سفر صموئيل الثاني 20: 19)، فتراجَع يوآب وهو يخبرها بأن كل غرضه هو “رَجُلًا مِنْ جَبَلِ أَفْرَايِمَ اسْمُهُ شَبَعُ بْنُ بِكْرِي”، فدخلت المرأة إلى جميع الشعب وأخبرتهم بجريمة شبع الخائن، وحسب نصيحتها قطعوا رأسه وألقوه إلى يوآب من السور (سفر صموئيل الثاني 20: 21 – 22). فتركوا المدينة في سلام وعادوا إلى حيث أتوا.
وبالرغم من كونها امرأة في مجتمع ذكوري يضع المرأة في مستوى أقل في أحيانٍ كثيرةٍ، إلا أنها بدبلوماسيتها الناجحة استطاعت إنقاذ المدينة بكاملها بكل شجاعة وجرأة، وتتحدَّث بالنيابة عن جميع رجال المدينة.
أبنوس
نوع من الخشب من الفصيلة التي يطلقون عليها في اللاتينية اسم Diospyros Ebenum والأجزاء الداخلية من هذا الخشب سوداء وصلبة جدًا وثقيلة. ويستخدم في أعمال التطعيم، الزخرفة. وتعمل منه الآلات الموسيقية والتماثيل الصغيرة والأدوات المزخرفة لأنه قابل للصقل واللمعان إلى درجة كبرى. وكان شعب ددان يتاجرون فيه في أسواق صور وربما كانوا يجلبونه من الهند أو الحبشة (حزقيال 27: 15).
آجر | طوب
لفظ فارسي معرب، وهو الطوب، وكلمة طوب من أصل هيروغليفي، ويصنع من الطين وُيجفف في الشمس، وهو اللبن، وقد يُحرق بعد ذلك في “قمائن” لتزداد صلابته. وهناك دلائل على أن الإنسان في ما بين النهرين قد صنع الطوب منذ سنة 3500 – 3000 ق. م. لعدم توفر الأحجار.
ويُذكر اللبن أو الآجر مرات قليلة في الكتاب المقدس، فنقرأ كيف سخر المصريون بني إسرائيل في صنع اللبن، وزادوا في تعذيبهم بأن منعوا عنهم التبن فكان عليهم أن يتفرقوا في كل أرض مصر ليجمعوا قشًا عوضًا عن التبن (خر 1: 14، 5: 7 و10 – 19). وتدل الاكتشافات الأثرية في فيثوم في مصر (خر 1: 11) على أن أغلب قوالب الطوب التي بُنيت بها تلك المخازن كانت من اللبن المصنوع من الطين والتبن، والمجفف في الشمس، وما تلك إلا عينة من اللبن الذي سُخّر بنو إسرائيل في صنعه، فصرخوا إلى الرب من العبودية القاسية. وفي الأجزاء العليا من الحوائط حل القش محل التبن، بل إن بعضها خلا من التبن والقش، ولعل ذلك يرجع إلى نقص التبن في ذلك الوقت حيث أنه في حالة نقص المحصول، كان كل التبن يستخدم علفًا للمواشي.
وكانت الحكومة في عصور مصر الأولى تحتكر صناعة الطوب، لأن تسخير الحكومة للأسرى من الأسيويين (بما فيهم من الإسرائيليين) في صنع اللبن، جعل من الصعب على أي شخص من الشعب أن ينافس الحكومة في ذلك – ويحمل طوب العصور القديمة خاتم الحكومة أو خاتم أحد المعابد التي كان مُصّرحًا لها في استخدام الأسرى في صناعة الطوب. وكانت صناعة الطوب ُتجري على نفس الأسلوب الذي مازالت تُجري به الآن، فكان طمي النيل يعُجن ويخُلط بالتبن أو القش ليزداد تماسكًا، وبعد ذلك تُوضع هذه العجينة في قالب خشبي على شكل صندوق صغير بلا قاع، وكانت جوانب القالب تعفر بالتراب ليسهل تخليصها من العجينة، ثم يُترك اللبن ليجف في الشمس فيصبح صلبًا.
وعندما جاء بنو إسرائيل إلى أرض كنعان وجدوا أهالي البلاد يستخدمون نفس الأسلوب في صناعة الطوب، والذي مازال متبعًا في أغلب بلاد فلسطين وسوريا، ومن هذا اللبن كانت تبنى المنازل لعدم توفر الأحجار. وفي بعض الأحيان كانت تبنى الحوائط الغربية والجنوبية من الأحجار لأنها أكثر تعرضًا لعواصف الشتاء، أما باقي الحوائط فكانت تبنى باللبن. وبعد إتمام الحوائط كانت تغطى من الداخل والخارج بطبقة من نفس الطين الذي كان يصنع منه اللبن، لتصبح ملساء. وأحيانًا كانت ترش بعد ذلك بالجير الأبيض أو المخلوط ببعض الألوان. وكان الطلاء الخارجي يجدد سنويًا. والعبارة القوية في إشعياء (9: 10) عن أفضلية الحجارة المنحوتة على اللبن، تتضمن أيضًا زيادة التكلفة والمتانة، كالفرق بين بيت من الخشب وآخر من الحجر.
وفي بابل القديمة استخدموا الطوب المحروق (الأحمر). وقد اكتشف العلماء حديثًا بعضها، مما يؤيد ما جاء في التكوين (11: 3). لكن الطوب المحروق قلما كان يستخدم في مصر قبل العصر الروماني. كما لم يعرف البناء بالطوب الأحمر في فلسطين. وقد وجدت عينات من الطوب المحروق والمزجج في بابل وفي أطلال بعض المدن الحثية في شمالي سوريا، ولعلها كانت تستخدم للزخرفة.
ولعل استخدام اللبن (الطوب غير المحروق) في البناء، كان السبب في ضياع معالم الكثير من المواقع القديمة، لأن الحوائط المبنية باللبن، تصبح – متى انهارت – مجرد كوم من التراب ليس ما يميزه عما حوله. وأغلب الأكوام أو التلال الترابية المنتشرة في فلسطين وسوريا هي أطلال مدن قديمة بُني بعضها فوق بعض في طبقات متراكمة.
أختا لعازر: مريم ومرثا
لعازر هو رجل من بيت عينيا، وكان له أختان (أخوات لعازر – أختيّ لعازر) هما: -.
مرثا.
مريم.
ومن الجدير بالذكر أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تُعَيِّد لهم في السنكسار يوم 18 طوبة من كل عام.
آدم وحواء (أسفار)
أسفار آدم وحواء – كتبة هذه الأسفار الغير القانونية يهود كتبوها في الأرامية قبل سقوط أورشليم في سنة 70 ميلادية ولا زالت أجزاء من هذه الأسفار باقية إلى اليوم في ترجمات مختلفة. وتسمى هذه الأسفار في الترجمة اليونانية “رؤيا موسى” وهذا خطأ. ومن يدرس هذه الترجمات سوف يرى أن فيها إضافات وضعها كتاب مسيحيون ونجد فيها وصفًا خياليًا مفصلًا لما حدث لآدم وحواء بعد السقوط.
آرح رئيس من أشير
اسم عبري ومعناه “رحالة” وقد جاء في الكتاب المقدس:
اسم رئيس من أشير وهو أحد أبناء علا (1 أخبار 7: 39).
آرح أب فريق من الراجعين من سبي بابل
اسم عبري ومعناه “رحالة” وقد جاء في الكتاب المقدس:
أب لفريق من الراجعين من سبي بابل مع زربابل [عددهم: 775؛ العدد المختلف حسب (نح 7: 10): 652] (عزرا 2: 5) وربما أنه هو نفس آرح الذي تزوجت ابنة ابنه بطوبيا العموني (نحميا6: 18، 7: 10).
آريوس ملك اسبرطة
ملك أسبرطه (309 – 265 ق. م) الذي كتب إلى أونيا الكاهن (المكابيين الأول 12: 7، 20 – 23). وكان هناك ملكان للأسبرطيين بهذا الاسم، وثلاثة رؤساء كهنة باسم أونيا (أو أونياس)، ولكن الأرجح – من الشواهد التاريخية – أن المقصود هنا هو آريوس الأول إلى أونيا الأول فيما بين 309 – 300 ق. م.
آسا اللاوي بن ألقانة
اسم عبري ومعناه “الآسي” أي “الطبيب” وربما كان الاسم اختصار “يهوه آسا” أي “الرب داوى وشفى”.
آسا اسم للاوي هو ابن ألقانة الساكن في قرى النطوفاتيين بعد الرجوع من سبي بابل (1 أخبار 9: 16).
آساف المرنم
← اللغة الإنجليزية: Asaph – اللغة العبرية: אסף.
اسم عبري ومعناه “الجامع” أو ربما هو اختصار “يهوه ساف” أي “الرب جمع” وهو:
اسم للاوي هو ابن برخيا من عشيرة الجرشوميين (1 أخبار 6: 39 و43). وكان يقف مع المغنين بآلات غناء ورباب وصنوج مستمعين برفع الصوت بفرح، هو وهيمان بن يوئيل وايثان بن قوشيا (1 أخبار 15: 16 – 19) ثم بعد ذلك عين في وظيفة دائمة في ضرب الصنوج في الخدمة في الهيكل (1 أخبار 16: 4، 5، 7). ويدعى آساف، بالرائي، كغيره من رؤساء المغنين (2 أخبار 29: 30 وقارنه مع 2 أخبار 35: 15 – 1 أخبار 25: 5). ولما حان الوقت لوضع ترتيب كامل نهائي للخدمة، عهد، بصفة دائمة، إلى عشيرته، وآساف على رأسها، بالجزء الموسيقي لأجل غناء بيت الرب بالصنوج والرباب والعيدان لخدمة بيت الله (1 أخبار 25: 1 – 9). وكانوا يقفون على اليمين في أثناء القيام بالخدمة (1 أخبار 6: 39). وقد رجع من السبي من عشيرة آساف مائة وثمانية وعشرون كلهم من المغنين [عددهم: 128؛ العدد المختلف حسب (نح 7: 44): 148] (عزرا 2: 41 وقارنه مع نحميا 7: 44). ولما أسس البانون هيكل الرب في أيام زربابل أقاموا… اللاويين بني آساف بالصنوج لتسبيح الرب (عزرا 3: 10). (). وينسب إلى بني آساف اثنا عشر مزمورا كما يظهر ذلك من عنواناتها وهي مزمور 50?73 – 83 ثم قارن هذه مع 2 اخبار29: 30. ويجيء مزمور 50 في القسم الثاني من سفر المزامير. أما المزامير الأخرى (73 – 83) فتشمل الجزء الأكبر من القسم الثالث من السفر وفيه نجد أن الاسم الذي يطلق على الرب هو “الوهيم” بدل “يهوه”.
آساف أبو يوآخ
← اللغة الإنجليزية: Asaph – اللغة العبرية: אסף.
اسم عبري ومعناه “الجامع” أو ربما هو اختصار “يهوه ساف” أي “الرب جمع” وهو:
“آساف” اسم لأبي يوآخ كاتِب حزقيا (2 ملوك 18: 18 و37 واش 36: 3 و22).
آساف حارس فردوس الملك أرتحشستا
← اللغة الإنجليزية: Asaph – اللغة العبرية: אסף.
اسم عبري ومعناه “الجامع” أو ربما هو اختصار “يهوه ساف” أي “الرب جمع” وهو:
“آساف” اسم لحارس فردوس الملك أرتحشستا (ارتزر كسيس لونحمانوس) ملك الفُرس (نحميا 2: 8).
آطير من أسرة بوابي الهيكل
اسم عبري ومعناه “مغلق” أو “الذي يغلق” انظر “آطَر” أي “ثنى” وكذلك “إِطار” وهو:
اسم رجل كان رأس أسرة من بوابي الهيكل وقد رجعوا من بابل إلى أورشليم [عددهم الإجمالي مع باقي بَنُو الْبَوَّابِين: 139؛ العدد المختلف حسب (نح 7: 45): 138] (عزرا 2: 42)، ويُسَمّى في نحميا “أطير” (نحميا 7: 45).
آمون رئيس السامرة
اسم عبري ومعناه “أمين” أو “صانع” وهو اسم:
رئيس مدينة السامرة الذي سلم إليه اخاب الملك ميخا النبي لكي يسجنه (1 ملوك 22: 26).
آمون رئيس جماعة بنو عبيد سليمان
اسم عبري ومعناه “أمين” أو “صانع” وهو:
كان رئيس جماعة أطلق عليها “بنو عَبِيدِ سُلَيْمَان” وذكروا مع “النثينيم” أو “عبيد الهيكل” من الراجعين من سبي بابل مع زربابل [عددهم الإجمالي مع جَمِيعُ النَّثِينِيمِ وَبَنِي عَبِيدِ سُلَيْمَانَ: 392] (نحميا 7: 57 – 59) وقد جاء ذكره في (عزرا 2: 57) باسم “آمِي”.
الإله آمون رع
اسم عبري ومعناه “أمين” أو “صانع” وهو اسم:
آمون باللغة المصرية القديمة معناه “المحتجب” أو “المختفي” وكان في الأصل اله طيبة أو “آمون نو” كما في (أرميا 46: 25) أو “نو آمون” كما في (ناحوم 3: 8) التي كانت عاصمة مصر العليا. ولما ارتفعت مكانة هذه المدينة في عصر المملكة الوسطى ارتفعت معها مكانة آمون አሙን وصار أعظم آلهة مصر وكثيرًا ما كان يذكر كصنو للإله “رع” باسم “آمون رع”.
آون | وثن
تترجم كلمة “آون” إلى وثن في (إش 66: 3).
الوثن: التمثال يُعبد، سواء أكان من خشب زم حجر أم ذهب أم فضة أم غير ذلك.
والوثني هو من يعبد الوثن. وتأمر أول وصية من الوصايا العشر: “لا يكن لك آلهة أخرى أمامي. لا تصنع لك تمثالًا منحوتًا، ولا صورة ما مما في السماء من فوق، وما في الأرض من تحت، وما في الماء من تحت الأرض. لا تسجد لهن ولا تعبدهن، لأني زنا الرب إلهك إله غيور…” (خر 20: 3 – 5، تث 5: 7 – 9).
كما يقول: “لا تصنعوا لكم أوثانًا (لا 26: 1)، بل ويقول:” لا تلتفتوا إلى الأوثان “(لا 19: 4).
ويصف إشعياء النبي غباء الإنسان الذي يصنع بيديه صنما ثم يخر ويسجد ويصلى إليه، ويقول: نجنى لأنك أنت إلهي “(إش 44: 9 – 20)، فهى أوثان بكماء لا تتكلم ولا تسمع ولا تبصر” مثلها يكون صانعوها “(مز 135: 16 – 18، حب 2: 18، 1 كو 12: 2).
وقد بلغ الشر والغباء بالشعب قديما إلى حد زنهم “ذبحوا لأوثان ليست الله” (تث 32: 17)، بل “ذبحوا بنيهم وبناتهم للأوثان..” (مز 106: 37 و38، ارجع أيضًا إلى ما فعل منسى ملك يهوذا – 2 مل 21: 3 – 5).
ويكتب الرسول بولس إلى المؤمنين في تسالونيكي: “رجعتم إلى الله من الأوثان لتعبدوا الله الحيّ الحقيقي وتنتظروا ابنه من السماء..” (اتس 1: 9 و10).
ويتحدث سليمان الحكيم بالتفصيل عن موضوع الأوثان ونشأتها وسيكلوجيتها (أو الأسباب النفسية المؤدية لها) وتحليل كامل لها في ثلاثة أصحاحات متتالية من سفر الحكمة، في الأصحاحات 13، 14، 15.. فمنها يقول:
“إِنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ لَمْ يَعْرِفُوا اللهَ هُمْ حَمْقَى مِنْ طَبْعِهِمْ، لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَعْلَمُوا الْكَائِنَ مِنَ الْخَيْرَاتِ الْمَنْظُورَةِ، وَلَمْ يَتَأَمَّلُوا الْمَصْنُوعَاتِ حَتَّى يَعْرِفُوا صَانِعَهَا. لكِنَّهُمْ حَسِبُوا النَّارَ أَوِ الرِّيحَ أَوِ الْهَوَاءَ اللَّطِيفَ أَوْ مَدَارَ النُّجُومِ أَوْ لُجَّةَ الْمِيَاهِ أَوْ نَيِّرَيِ السَّمَاءِ آلِهَةً تَسُودُ الْعَالَمَ. فَإِن كَانُوا إِنَّمَا اعْتَقَدُوا هذِهِ آلِهَةً، لأَنَّهُمْ خُلِبُوا بِجَمَالِهَا؛ فَلْيَتَعَرَّفُوا كَمْ رَبُّهَا أَحْسَنُ مِنْهَا، إِذِ الَّذِي خَلَقَهَا هُوَ مَبْدَأُ كُلِّ جَمَالٍ. أَوْ لأَنَّهُمْ دَهِشُوا مِنْ قُوَّتِهَا وَفِعْلِهَا؛ فَلْيَتَفَهَّمُوا بِهَا كَمْ مُنْشِئُهَا أَقْوَى مِنْهَا. فَإِنَّهُ بِعِظَمِ جَمَالِ الْمَبْرُوءَاتِ يُبْصَرُ فَاطِرُهَا عَلَى طَرِيقِ الْمُقَايَسَةِ. غَيْرَ أَنَّ لِهؤُلاَءِ وَجْهًا مِنَ الْعُذْرِ، لَعَلَّهُمْ ضَلُّوا فِي طَلَبِهِمْ للهِ وَرَغْبَتِهِمْ فِي وِجْدَانِهِ، هُمْ يَبْحَثُونَ عَنْهُ مُتَرَدِّدِينَ بَيْنَ مَصْنُوعَاتِهِ؛ فَيَغُرُّهُمْ مَنْظَرُهَا، لأَنَّ الْمَنْظُورَاتِ ذَاتُ جَمَالٍ. مَعَ ذلِكَ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ مَغْفِرَةٍ، لأَنَّهُمْ إِنْ كَانُوا قَدْ بَلَغُوا مِنَ الْعِلْمِ أَنِ اسْتَطَاعُوا إِدْرَاكَ كُنْهِ الدَّهْرِ؛ فَكَيْفَ لَمْ يَكُونُوا أَسْرَعَ إِدْرَاكًا لِرَبِّ الدَّهْرِ؟
“وَآخَرُ، قَبْلَ أَنْ يَرْكَبَ الْبَحْرَ، وَيَسِيرَ عَلَى الأَمْوَاجِ الْمُعَرْبِدَةِ، يَسْتَغِيثُ بِخَشَبٍ هُوَ أَقْصَفُ مِنَ الْمَرْكَبِ الَّذِي يَحْمِلُهُ.. لِذلِكَ سَتُفْتَقَدُ أَصْنَامُ الأُمَمِ أَيْضًا، لأَنَّهَا صَارَتْ فِي خَلْقِ اللهِ رِجْسًا، وَمَعْثَرَةً لِنُفُوسِ النَّاسِ، وَفَخًّا لأَقْدَامِ الْجُهَّالِ، لأَنَّ اخْتِرَاعَ الأَصْنَامِ هُوَ أَصْلُ الْفِسْقِ، وَوِجْدَانَهَا فَسَادُ الْحَيَاةِ. وَهِيَ لَمْ تَكُنْ فِي الْبَدْءِ، وَلَيْسَتْ تَدُومُ إِلَى الأَبَدِ، لأَنَّهَا إِنَّمَا دَخَلَتِ الْعَالَمَ بِحُبِّ النَّاس لِلْمَجْدِ الْفَارِغِ، وَلِذلِكَ قَدْ عُزِمَ عَلَى إِلْغَائِهَا عَنْ قَرِيبٍ.
وَذلِكَ أَنَّ وَالِدًا قَدْ فُجِعَ بِثُكْلٍ مُعَجَّلٍ؛ فَصَنَعَ تِمْثَالًا لاِبْنِهِ الَّذِي خُطِفَ سَرِيعًا، وَجَعَلَ يَعْبُدُ ذلِكَ الإِنْسَانَ الْمَيْتَ بِمَنْزِلَةِ إِلهٍ، وَرَسَمَ لِلَّذِينَ تَحْتَ يَدِهِ شَعَائِرَ وَذَبَائِحَ. ثُمَّ عَلَى مَمَرِّ الزَّمَانِ تَأَصَّلَتْ تِلْكَ الْعَادَةُ الْكُفْرِيَّةُ؛ فَحُفِظَتْ كَشَرِيعَةٍ، وَبِأَوَامِرِ الْمُلُوكِ عُبِدَتِ الْمَنْحُوتَاتُ. وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَطِعْ النَّاسُ إِكْرَامَهُمْ بِمَحْضَرِهِمْ لِبُعْدِ مُقَامِهِمْ، صَوَّرُوا هَيْئَاتِهِمِ الْغَائِبَةَ، وَجَعَلُوا صُورَةَ الْمَلِكِ الْمُكْرَمِ نُصْبَ الْعُيُونِ، حِرْصًا عَلَى تَمَلُّقِهِ فِي الْغَيْبَةِ كَأَنَّهُ حَاضِرٌ. ثُمَّ إِنَّ حُبَّ الصُّنَّاعِ لِلْمُبَاهَاةِ..
لأَنَّ عِبَادَةَ الأَصْنَامِ الْمَكْرُوهَةَ هِيَ عِلَّةُ كُلِّ شَرٍّ وَابْتِدَاؤُهُ وَغَايَتُهُ.. وَلِتَوَكُّلِهِمْ عَلَى أَصْنَامٍ لاَ أَرْوَاحَ لَهَا لاَ، يَتَوَقَّعُونَ إِذَا أَقْسَمُوا بِالزُّورِ أَنْ يَنَالَهُمُ الْخُسْرَانُ. فَهُنَاكَ أَمْرَانِ يَسْتَحِقُّونَ بِهِمَا حُلُولَ الْعِقَابِ: سُوءُ اعْتِقَادِهِمْ فِي اللهِ إِذِ اتَّبَعُوا الأَصْنَامَ، وَقَسَمُهُمْ بِالظُّلْمِ وَالْمَكْرِ إِذِ اسْتَخَفُّوا بِالْقَدَاسَةِ، لأَنَّ مَعْصِيَةَ الظَّالِمِينَ إِنَّمَا يَتَعَقَّبُهَا الْقَضَاءُ عَلَى الْخَطَأَةِ لاَ قُدْرَةُ الْمُقْسَمِ بِهِمْ.
لكِنَّا لاَ نَخْتَارُ الْخَطَأَ لِعِلْمِنَا بِأَنَّا مِنْ خَاصَّتِكَ. لِذلِكَ لَمْ يُغْوِنَا مَا اخْتَرَعَتْهُ صِنَاعَةُ النَّاسِ الْمَمْقُوتَةُ، وَلاَ عَمَلُ الْمُصَوِّرِينَ الْعَقِيمُ مِنَ الصُّوَرِ الْمُلَطَّخَةِ بِالأَلْوَانِ. الَّتِي فِي النَّظَرِ إِلَيْهَا فَضِيحَةٌ لِلْسُّفَهَاءِ بِعِشْقِهِمْ، صُورَةَ تِمْثَالٍ مَيْتٍ لاَ رُوحَ فِيهِ.. إِنَّ جَمِيعَ أَعْدَاءِ شَعْبِكَ الْمُتَسَلِّطِينَ عَلَيْهِمْ هُمْ أَجْهَلُ النَّاسِ، وَأَشْقَى مِنْ نُفُوسِ الأَطْفَالِ، لأَنَّهُمْ حَسِبُوا جَمِيعَ أَصْنَامِ الأُمَمِ آلِهَةً تِلْكَ الَّتِي لاَ تُبْصِرُ بِعُيُونِهَا، وَلاَ تَنْشَقُ الْهَوَاءَ بِأُنُوفِهَا، وَلاَ تَسْمَعُ بِآذَانِهَا، وَلاَ تَلْمُسُ بِأَصَابِعِ أَيْدِيهَا وَأَرْجُلُهَا، عَاجِزَةٌ عَنِ الْخَطْوِ، لأَنَّهَا إِنَّمَا عَمِلَهَا إِنْسَانٌ، وَالَّذِي أُعِيرَ رُوحًا صَنَعَهَا وَلَيْسَ فِي طَاقَةِ إِنْسَانٍ أَنْ يَصْنَعَ إِلهًا مِثْلَهُ، وَإِنَّمَا هُوَ فَانٍ فَيَصْنَعُ بِيَدَيْهِ الأَثِيمَتَيْنِ مَا لاَ حَيَاةَ فِيهِ. فَهُوَ أَفْضَلُ مِنْ مَعْبُودَاتِهِ، إِذْ هُوَ قَدْ كَانَ حَيًّا، وَأَمَّا هِيَ فَلَمْ تَكُنْ حَيَّةً الْبَتَّةَ. وَهُمْ يَعْبُدُونَ أَعْدَى الْحَيَوَانِ، مِمَّا هُوَ أَشَدُّ الْبَهَائِمِ عُجْمَةً، وَلَيْسَ فِيهِ مَا فِي مَنْظَرِ الْحَيَوَانَاتِ الأُخَرِ مِنَ الْحُسْنِ الشَّائِقِ، إِذْ فَاتَهُ مَدْحُ اللهِ وَبَرَكَتُهُ “.
ويقول الله على فم صموئيل النبي لشاول الملك: لأن التمرد كخطية العِرافة، والعناد كالوثن والترافيم (1 صم 15: 23). كما يقول الرسول بولس إن “الطمع” هو “عبادة أوثان” (كو 3: 5) لذلك يقول للمؤمنين في كورنثوس: “لذلك يا أحبائي، اهربوا من عبادة الأوثان” (1 كو 10: 14). ويوصى الرسول يوحنا المؤمنين قائلا: “أيها الأولاد، احفظوا أنفسكم من الأصنام” (1 يو 5: 21)، فعبادة الأوثان من أعمال الجسد الفاسد (غل 5: 20).
آون | بقعة لبنان
أنها بقعة لبنان (يشوع 11: 17). ولذلك فالسهل هو سهل البقاع الذي تقع فيه مدينة بعلبك.
بلدة آون في دمشق، سوريا
بلدة أطلق اسمها على سهل في سوريا (عاموس1: 5) وربما هي أويقة بالقرب من يبرود على الطريق إلى تدمر. فيتحدث عاموس عن “بقعة آون” أو “بقعة الصنم” بالقرب من دمشق حيث توجد مدينة بعلبك.
آية
وهي ترجمة للكلمة العبرية “أوت” ومعناها علامة أو لافتة، وكذلك للكلمة العبرية “موفت” ومعناها آية أو أعجوبة، وللكلمة اليونانية “سيميون” ومعناها إشارة أو علامة، فهي العلامة التي ُيميَّز بها الأشخاص أو الأفراد ويُعرفون بها.
وقد استخدمت في الكتاب المقدس عمومًا – فيما يتعلق بمخاطبة الحواس لإثبات أمور غير مرئية أو غير محسوسة من فعل القوة الإلهية، لذلك فالضربات التي أوقعها الله على مصر كانت علامات أو آيات على غضب الله (خر 4: 8، يش 24: 17… إلخ.) كما كانت معجزات الرب يسوع المسيح “آيات” لإثبات علاقته الفريدة بالله (مت 12: 38، يو 2: 18، أع 2: 22). ففي كلا العهدين القديم والجديد، اقترنت الآيات بأمور معجزية وارتبطت بتدخل مباشر من الله في الأحداث.
ولقد شاع عند الناس دائمًا الاعتقاد بهذا النمط من الاتصال بين العالم المنظور والعالم غير المنظور، والتفسيرات التي يقال إنها “طبيعية” – مهما بدت بارعة ومقنعة – لا تجدي في تفسير بعض الظواهر أمام السواد الأعظم من الناس. إن الإيمان الذي يستند على الآيات والعلامات، لا يجب – بأي حال – الاستخفاف به، فلقد ارتبط بحياة وانجازات الكثيرين من الشخصيات الكتابية الفذة.
لقد قبل موسى مسئولية قيادة الشعب بعد سلسلة من العلامات، مثل: العليقة المشتعلة، والعصا التي تحولت إلى حية، واليد البرصاء.. إلخ. (خر 3، 4). كما أن جدعون لم يتردد في استخدام جزة الصوف لاختبار وعد الرب له (قض 6: 36 – 40). ولقد استخدم الرب يسوع المسيح الكثير من الآيات والعجائب في تدريبه للاثني عشر تلميذًا (لو 5: 1 – 11…. إلخ.).
والرؤي التي رآها كل من بولس وبطرس لدعوتهما لتبشير الأمم، ترجماها على أنها آيات لإعلان قصد الله لهما (أع 10، 16).
ويرجع دور الآيات في الكلمة المقدسة إلى أقدم العصور، ولكنها تختلف في طبيعتها باختلاف الأحداث والمواقف. (). فقوس السحاب (قوس قزح) كان آية لإظهار محبة الله التي تشمل كل البشر، وضمان أن “لا تكون أيضًا المياه طوفانًا لتهلك كل ذي جسد” وتخرب الأرض (تك 9: 15). وكان عيد الفطير تذكارًا لعناية الله بشعبه وإخراجهم من أرض العبودية (خر 13: 3). كما أن السبت إعلان متكرر لفكر الله واهتمامه بخير الإنسان وراحته (خر 31: 13، حز 20: 12) كما كانت الحية النحاسية – وهي رمز مبكر للصليب – تعيد إلى الأذهان الوعد الراسخ بالغفران والفداء (العدد 21: 9). وكان الختان علامة العهد الذي جعل من بني إسرائيل شعبًا خاصًا مفرزًا للرب (تك 17: 11).
وكانت الآيات دليلًا على صحة نبوة النبي (إش 20: 3) وشهادة للرسل (2 كو 12: 12)، بل وللمسيا نفسه (يو 20: 30، أع 2: 22)، وكانت تجرى لإثبات المصدر الإلهي لرسالتهم (2 مل 20: 9، إش 38: 1، أع 3: 1 – 16).
وكلما ازداد الإيمان، نقصت الحاجة إلى الآيات والعلامات والعجائب، وقد أشار السيد نفسه إلى ذلك (يو 4: 48)، وكذلك أشار بولس (1 كو 1: 22)، وستميز الآيات نهاية الأزمنة (رؤ 15: 1).
الأبجدية
هي سلسلة من الأصوات الأولية المستخدمة في أي لغة، وعلى التحديد هي السلسلة المألوفة والتي تعرف بالأبجدية الفينيقية أو الكنعانية التي كانت تستخدم في فلسطين حوالي 1000 ق. م.، والتي هي أصل جميع اللغات الحديثة تقريبًا، سواء اللغات السامية أو الأوربية، فهي إذًا أصل الأبجدية العبرية أو أرامية العهد القديم، وكذلك يونانية العهد الجديد، واللاتينية وغيرها من اللغات الحديثة، فرغم تعدد أشكال الحروف في اللغات المختلفة الآن إلا أنها جميعها ترجع إلى أصل واحد. ومع أن أقدم الكتابات المعروفة الآن، لابدّ أنها ترجع إلى زمن متأخر جدًّا عن زمن انفصال اليونانية والعبرية، إلا أن وجوه الشبه بينهما أكثر مما هي بين العبرية القديمة والحديثة، أو بين اليونانية القديمة والحديثة.
وأهم ما يميز الأبجدية:
1 – تحليل الأصوات إلى حروف منفصلة وليس إلى مقاطع أو صور.
1 – الترتيب الثابت للحروف فيما بينها.
2 – علامات للأصوات، سواء للأسماء أو المقاطع المكتوبة.
فتحليل الأصوات إلى حروف منفصلة عوضًا عن كلمات كاملة أو مقاطع كاملة، هو العنصر المميز للأبجدية. وقد يختلف ترتيب الحروف فيما بين اللغات المتباعدة كالسنسكريتية والانجليزية مثلًا، ولكن تظل الأبجدية هي هي، أي أن كل صوت يرمز إليه بحرف مشابه.
وكلمة “أبجدية” مأخوذة من الأربعة الحروف الهجائية الأولى حسب الترتيب العبري.
وموضوع اختراع هذه الأبجدية يختلف عن موضوع أصل أشكال الحروف المكتوبة، وهو الأمر الذي كثيرًا ما يحدث فيه خلط كبير، فاللغات الأبجدية، سواء مكتوبة أو منطوقة، تختلف عن المراحل السابقة للكتابة، من التصويرية والهيروغليفية والمقطعية، بهذا التحليل إلى أصوات مفردة أو حروف. فقد بدأت الكتابة بالصورة ثم بالرمز فالمقطع ومنه إلى الحروف التي بدأت بها اللغات الأبجدية. ويقول البعض إن هناك مرحلة متوسطة بين اللغات المقطعية والأبجديات، وهي مرحلة الكتابات الساكنة، ولكنهم بهذا ينكرون أن الفينيقية كانت أبجدية حقيقية، حيث أن الحروف المتحركة لم تكن تكتب قديمًا في كل اللغات السامية. ويتطرف البعض فيقولون إنها كانت لغة مقطعية، ولكن عندما تختصر الكتابة المقطعية، كما حدث في المصرية والقبرصية وغيرهما، إلى الحد الذي يصبح فيه الحرف على الدوام حرفًا ساكنًا بعينه وحرفًا متحركًا بعينة، فإنها تصبح أبجدية.
والحوار لا ينقطع حول السلف الصحيح للأبجدية الكنعانية أو الفينيقية، فقد كان الرأي السائد أنها ترجع إلى الهيراطيقية المصرية، ورغم التشابه الكبير بينهما إلا أن بعض العلماء الآن يقولون، إنها مشتقة من الكتابة المسمارية Cuneiform، والبعض إنها مشتقة من الكتابة القبرصية، وآخرون يقولون إن المصدر المباشر لها هو الكتابة الكريتية ونقلها الفلسطينيون – وهو كريتيون، أو أنهم والكريتيين من أصل واحد – من كريت إلى فلسطين عند هجرتهم إليها. والأبجدية المكتوبة تحتوى على حرف منفصل لكل صوت في أي لغة، ولكن في الحقيقة تقصر أبجديات أغلب اللغات عن التعبير عن كل الأصوات مما يلزم معه الاستعانة بالقواميس لمعرفة النطق الصحيح للحرف في كل كلمة بعينها.
والأبجديات الفينيقية والسامية تتكون من 22 حرفًا بدون حروف الحركة. وكان شكل كل حرف في اللغات السامية يدل على شيء أو فكرة معينة. كانت صورته الأولى تعبر عن هذا الشيء أو الفكرة، فأشكال الحروف كانت صورًا أصلًا، هي: ثور، بيت، جمل، وهكذا، وتطورت إلى أشكالها البسيطة الحالية. وأقدم النصوص السامية الشمالية هي: (1) حجر موآب (حوالي 850 ق. م.)، (2) نقوش “زكر” وغيرها (حوالي 800 ق. م.)، (3) نقوش بعلبك بلبنان (حوالي 750 ق. م.)، (4) نقوش سلوام (حوالي 700 ق. م.)، (5) القطع الخزفية السامرية التي اكتشفتها جامعة هارفارد (من زمن آخاب؟)، (6) ألواح جازر، (7) أوزان وأختام مختلفة ترجع إلى ما قبل 600 ق. م. والشيء الملفت للنظر فيما يختص بهذه الكتابات والنقوش هي أنه مهما بعدت المسافات بين مواطن اكتشافها، فإنه لا تكاد توجد فروق في أشكال الحروف فيها جميعها، مما يحمل على الظن بأن اختراعها لم يكن قبل تلك الكتابات بكثير. ومع أن جملة الكتابات الفلسطينية المعروفة حتى الآن ليست كبيرة، إلا أن اكتشاف القطع الخزفية السامرية، وألواح جازر وغيرها من النقوش الصغيرة، إنما تدل جميعها على أن الكتابة السامية كانت شائعة في فلسطين في القرن التاسع قبل الميلاد على الأقل. وقد تغيرت حروف الأبجدية العبرية المأخوذة عن الفينيقية القديمة، في عصور العهد الجديد وحلت محلها الحروف الأرامية المربعة التي تكتب بها العبرية الحديثة والتي قد ترجع إلى عصر عزرا.
أما الأبجدية العربية: فأول حلقة في سلسلتها هي الخط المصري القديم ومنه اشتق الأرامي والمسند بأنواعه: الصفوي والثمودي واللحياني شمالي جزيرة العرب، والحميري جنوبيها. ومن هنا اختلف رواة العرب مع علماء الأفرنج، فيرى علماء الأفرنج أنه قد تولد من الخط الأرامي خطوط منها النبطي (في شمال الحجاز) والسرياني. والأول يظهر في حروفه الاتصال، ومنه أخذ أهل الحيرة والأنبار خطهم النسخى المنسوب إليهم، ومنهم وصل إلى أهل الحجاز. والثاني اشتق العرب من نوع منه (يسمى بالسطرنجيلي) خطهم الكوفي. أما رواة العرب فإنهم يقولون: إنهم أخذوا خطهم الحجازي عن أهل الحيرة والأنبار وهؤلاء عن كندة والنبط الناقلين عن المسند. والأرجح أن هذا هو الصحيح لأسباب منها العثور على فروع من الخط المسند في أراضي النبط وشماليها، بعضها وهو الصفوي قريب الشبه جدًا من أصله الفينيقي. وكذلك منها وجود حروف الروادف وهي “ثخذ ضظغ” في الخط المسند دون الأرامي، ومنها صريح الاجماع من رواة العرب على أن الخط العربي مأخوذ من الحيري والأنباري، عن المسند على يد كندة والنبط. أما الكوفي، الذي لم يعرف إلابعد تمصير الكوفة، فليس إلا نتيجة هندسة ونظام في الخط الحجازي. ولعل شبهة الأفرنج آتية من شيوع استعمال السطرنجيلي والكوفي في الكتابة على المعابد والمساجد والقصور وما شاكلها، مع شدة تشابه ما فيهما من الزخرفة والزينة.
أَبَدِيٌّ | الأبَدُ | أبدية
← اللغة القبطية: (أبد الآبدين): `ene\ `nte pi`ene\.
يستخدم العهد القديم كلمتين عبرانيتين للتعبير عن فكرة الأبد وهما “عولام”، “عاد”. أما العهد الجديد فيستخدم هذه الكلمات اليونانية: “ايون”، “ايونيوس”، “ايديوس” للدلالة على فكرة الأبد. ويستخلص من دراسة هذه الكلمات أن أبد وأبدي تشير إلى فكرة البقاء والدوام إلى ما لا نهاية. وعندما تستخدم عن الله فإنها تدل على أنه لا بداية له ولا نهاية. ولكن عندما تشير إلى المخلوقات الخالدة فإنه يقصد بها تلك الخلائق التي لها الرسوخ والثبات وطول البقاء فقيلت عن الجبال والتلال والآكام وغيرها وترجمت في العربية بـ “الدهرية” أو “القدم” (تكوين 49: 26 وحبقوق 3: 6).
أما كلمة “عولام” العبرية فإنها تقال للإشارة إلى أبدية الله (تثنية 32: 40). وعهده أو ميثاقه (تكوين9: 16) – وكلامه (أشعياء 40: 8) – وفرائضه (خروج 29: 28) ومواعيده (2 صموئيل 7: 13 – 16 – 25) وكهنوت المسيح وملكه وملكوته (مز 110: 4 – أشعياء9: 6 – 7).
وكلمة “ايونيوس” اليونانية تستخدم عن أزلية الله وأبديته وقد ترجمت في العربية بكلمة “أزلي” (رومية16: 26) وروحه (عب9: 14)، وكذلك تشير إلى أبدية الإنجيل (رؤيا14: 6) والحياة الأبدية (يوحنا 3: 16 – 36) وملكوت المسيح (2 بط 1: 11) وبالمظال الأبدية في السماء (لوقا 16: 9) وكذلك تشير إلى النار والعذاب الأبديين (مت 25: 41 – 46).
الأبد في العهد القديم:
تستخدم في العهد القديم الكلمة العبرية “عولام” للدلالة على الاستمرار والدوام، كما تستخدم أحيانًا كلمة “عاد” لتأدية نفس المعنى (انظر إش 9: 6، 57: 15، حب 3: 6). والكلمة العبرية “عولام” ترد مفردًا أو جمعًا بمعنى “الدوام” من قبل ومن بعد، أي من الماضي إلى المستقبل. ويفهم المعنى المقصود منها حسب القرينة، فمثلًا يقال “عبدًا مؤبدًا” (تث 15: 7) وواضح أن المعنى المقصود هو مدة حياة الإنسان. وعندما يقال “الآكام الدهرية” (تك 49: 26) فواضح أن المقصود هو مدة بقاء هذه المعالم الطبيعية. ولكن عندما تقال هذه الكلمة عن الله وأعماله الثابتة وعهوده ومواعيده وشرائعه، فإنها قطعًا تعني المعنى الحرفي المطلق. وعليه فكلمة “أبدي” أو “إلى الأبد” تستخدم أحيانًا للدلالة على زمن طويل وليس بمعناها الحرفي. وتستخدم الكلمة للدلالة على بقاء عرش داود “إلى الأبد” (2 صم 7: 16، 1 أخ 17: 14) وبذلك تستلزم امتداد الوعد إلى المسيا.
الأبد في العهد الجديد:
والكلمة اليونانية التي تستعمل بديلًا لكلمة “عولام” العبرية هي كلمة “أيون” وكلمة “أيونيوس” (المشتقة من الكلمة الأولى) وهي تدل على الزمن في استمراره أو دوامه. وقد جاءت بهذا المعنى في اليونانية الكلاسيكية، فيقول مثلًا أفلاطون: “إن خير جزاء للفضيلة – في تقديره – هو وليمة خمر أبدية”. وأكثر استخدامها في العهد الجديد هو في وصف الحياة، وهو وصف كثيرًا ما يسيء الهراطقة تأويله. وتذكر الحياة الأبدية في (مت 19: 16 و29، 25: 46، مرقس 10: 17 و30، لو 10: 25، 18: 18 و30، يو 3: 15 و16 و36، 4: 14 و36، 5: 24 و29، 6: 27 و40 و47 و54 و68، 10: 28، 12: 25 و50، 17: 2 و3، أع 13: 46 و48، رو 2: 7، 5: 21، 6: 22 و23، غل 6: 8، 1 تي 1: 16، 6: 12 و19، تي 1: 2، 3: 7، 1 يو1: 2، 2: 25، 3: 15، 5: 11 و13 و20، يهوذا 21).
ونلاحظ أن الرسول يوحنا يستخدم تعبير “الحياة الأبدية” كثيرًا، والمعنى يمزج بين الحاضر والمستقبل. “فالحياة الأبدية” في العقيدة المسيحية ليست مجرد استمرار الحياة إلى ما لا نهاية , ولكنها تعني أيضًا نوعية الحياة. إنها تعني أن المؤمن صار له نصيب في حياة الله إلى الأبد، فإنها لو كانت تعني مجرد الاستمرار لكانت ثقلًا لا يحتمل، ولكنها تصبح عظيمة القدر عندما تعني “حياة الله” وهذا هو معنى “الحياة الأبدية” وبالتالي فهي لا نهاية لها أيضًا.
كما تستخدم كلمة “أيونيوس” وصفًا “للنار الأبدية” (مت 18: 8، يهوذا 7) و “العذاب الأبدي” (مت 25: 46)، و “الهلاك الأبدي” (2 تس 1: 9)، و “الخطية الأبدية” التي تستوجب دينونة أبدية (مرقس 3: 29)، “والفداء الأبدي” (عب 9: 12)، “والميراث الأبدي” (عب 9: 19)، “والعهد الأبدي” (عب 13: 20) و “المجد الأبدي” (2 تي 2: 10، 1 بط 5: 10)، “والملكوت الأبدي” (2 بط 1: 11) كما تستخدم أيضًا في اليونانية الكلاسيكية كلمة “أيديوس” للدلالة على فكرة الأبد أو الوجود الدائم، وقد وردفي العهد الجديد في رومية (1: 20)، يهوذا (6).
ولكي نفهم كلمة الأبد أو الأبدية، فيما يختص بالله، لنرجع إلى المزمور (90: 2) حيث نقرأ: “من قبل أن تولد الجبال أو أبدأت الأرض والمسكونة منذ الأزل إلى الأبد أنت الله”.. ومعنى هذا أن وجود الله لا يحده زمن فليس له بداية وليس له نهاية، وأنه خلق العالم في زمن معين في الماضي السحيق. والزمن يرتبط بالتغير والحركة، والأشياء في الزمان لها بداية ثم تتطور على مراحل ثم تنتهي، ولكن الكتاب المقدس يعلمنا أن الله “لا تغيير عنده ولا ظل دوران”، “السموات هي عمل يديك، هي تبيد ولكن أنت تبقى… كرداء تطويها فتتغير، ولكن أنت أنت وسنوك لن تفنى” (عب 1: 10 – 12). وفكرة عدم التغير تساعدنا على فهم الأبدية، لأنه إن كان الله لا يتغير، وإن كان لا بداية له ولا نهاية، وإن كان لا يتحول ولا يتبدل، فهل يمكن لأحد أن يقول عنه إنه “يوجد في الزمان”، ألا يحتاج الأمر بالضرورة إلى أسلوب آخر للوجود.. هو بلا شك “الأبدية”.
وقد كتب ستيفن تشارنوك كتابًا عن “وجود الله وصفاته” يقول فيه فيما يختص بأبدية الله: “إن الزمان في تتابع مستمر.. ويجب أن يكون مفهومنا عن الأبدية مختلفًا عن مفهومنا للزمان، فحيث أن طبيعة الزمن تتكون من أجزاء متتابعة، فإن طبيعة الأبدية هي استمرار غير محدود وغير متغير. لقد بدأ الزمان بتأسيس العالم، ولكن الله قبل الزمن، لم تكن له بداية في الزمان. قبل بداية الخليقة وقبل بداية الزمن، كان هناك الأزل.. فكما يختلف الخالق عن المخلوق هكذا تختلف الأبدية عن الزمن” ويبدو أن مفهوم أن الله غير محدود بالزمان، أصعب من مفهوم أنه غير محدود بحيز. فلا يوجد مؤمن يعتقد أن الله محدود بحيز، مهما كان هذا الحيز شاسعًا بلا حدود، بل بالحري الحيز هو في الله، إذ فيه أو “به نحيا ونتحرك ونوجد”. وعندما نقول إننا “في الله”، فإننا لا نعني أننا فيه مكانيًا. ولأن الله سرمدي فكل قراراته سرمدية، لأنه لا يمكن وجوده بدون أن يفكر في هذه القرارات ويريدها. إنه يستطيع تنفيذ كل قراراته لأنه قادر على كل شيء، ولكن لا يمكنه أن يكون قادرًا على كل شيء إلا إذا كان سرمديًا، كما أنه إذا جهل شيئًا في وقت من الأوقات، فإنه لا يمكن أن يكون قادرًا على كل شيء. أي ثقة يمكن أن يضعها الإنسان في أي صفة من صفات الله، مثل: رحمته، حكمته، بره، صلاحه وحقه، إلا إذا كان غير قابل للتغير وسرمديًا وقادرًا على كل شيء، كيف يمكن للإنسان أن يثق في عهود الله إذا لم يكن أبديًا؟ فعهود الله مبنية على أساس أن الله “أبدي” فهو إذ أراد.. “أن يظهر أكثر كثيرًا لورثة الموعد عدم تغير قضائه، توسط بقسم حتى بأمرين عديمي التغير لا يمكن أن الله يكذب فيهما تكون لنا تعزية قوية نحن الذين التجأنا لنمسك بالرجاء الموضوع أمامنا” (عب 6: 17 و18). ففي أوقات الحزن والضعف والارتداد، لا شيء يجلب اليقين والعزاء إلا اليقين بأن إلهه “أبدي”، فالله الذي لم يولد قط، هو الذي لن يموت، ورغم أن الفتور وضعف الإيمان يمكنهما أن يشوها الكنيسة المنظورة، لكن الله السرمدي وعد قائلًا: “على هذه الصخرة أبنى كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها” (متى 16: 18).
أبرام
← اللغة القبطية: Abraam.
هو اسم إبراهيم في سفر التكوين من (11: 26 – 17: 4).
إِبْرَاهِيمُ
← اللغة الإنجليزية: Abram أو Abraham – اللغة الأمهرية: ኢብራሂም أو አብራሃም – اللغة العبرية: אַבְרָהָם – اللغة اليونانية: Aβραάμ – اللغة القبطية: Abraam.
ومعنى أبرام “الأب الرفيع” أو “الأب المكرّم” ومعنى إبراهيم “ابورهام” أي “أبو جمهور” (تك17: 5).
وتدرس تحت هذا العنوان المواضيع التالية:
أولًا: تاريخ حياته: -.
1 – حياة إبراهيم وهو فيما بين النهرين:
ومدتهما خمسة وسبعون عامًا. وهو ابن تارح Terah من نسل سام بن نوح وقد عاش إبراهيم الجزء الأول من حياته مع أبيه وإخوته في أور الكلدانيين وقد تزوج من ساراي وكانت أخته بنت أبيه وليست بنت أمه كما نعرف ذلك من تك 20: 12. وبعد موت أخيه هاران، رحل هو وزوجته وتارح أبوه ولوط ابن أخيه من أور ليذهبوا إلى أرض كنعان (تك11: 27 – 31) بناء على أمر الرب كما أشار على ذلك استيفانوس (انظر أعمال7: 2 – 4) فأتوا وأقاموا في حاران حيث مات تارح (تك 11: 31 – 4 – 32) ولما كان إبراهيم في الخامسة والسبعين من عمره رحل هو وزوجته ولوط من حاران إلى أرض كنعان بناء على أمر الرب (تك12: 1) ويحتمل أنهم ذهبوا عن طريق دمشق لأن أليعازر الدمشقي الموكل على بيتِه كان من هناك (تك15: 2).
2 – تنقلات إبراهيم في كنعان ومصر:
أقام إبراهيم أولًا في شكيم (تك 12: 6) ثم ذهب إلى بيت إِيل (تك12: 8) وارتحل منها إلى أرض الجنوب (تك 12: 9) وحدث جوع في الأرض فارتحل من هناك إلى مصر (تك12: 10) وهناك، خوفًا على حياته، ذكر لفرعون أن ساراي Sarai أخته دون أن يذكر أنها زوجته (تك12: 11 – 20) ثم من هناك عاد إلى أرض الجنوب في فلسطين (تك13: 1) وذهب من هناك إلى بيت إِيل (تك13: 3) ثم افترقا هو ولوط بسبب كثرة أملاكهما. فاختار لوط Lot أن يذهب إلى أرض دائرة الأردن (تك13: 5 – 12) أما إبراهيم Abraham فسكن في أرض كنعان ونقل خيامه وأتى وأقام عند بلوطات ممرا وبقي هناك سنوات عديدة (تك13: 12 – 13 – 18).
وأثناء إقامته عند بلوطات ممرا عمل عهدًا مع ملوك الأموريين (تك14: 13). وشن كدرلعومر ملك عيلام وحلفاؤه حربًا على ملوك الأموريين فانتصر عليهم وسبى لوطًا وأملاكه، ولكن إبراهيم كسرهم واسترجع لوطًا والنساء وكل الأملاك (تك14: 1 – 16) وعند عودته استقبله ملكي صادق ملك شاليم، فأعطاه إبراهيم عشرًا من كل شيء وبارك ملكي صادق إبراهيم (تك14: 17 – 24) وقد وعده الرب حينئذ بوارث فصدق وعد الرب وآمن به فحسبه له برًا وقد وعده الرب بميراث ارض كنعان وأيد له هذا الوعد بعهد (تك ص15) وأخذ إبراهيم هاجر جاريته المصرية زوجة فولدت له إسماعيل (تك 16) ولما كان أبرام ابن تسع وتسعين سنة ظهر له الرب وغير اسمه من أبرام إلى إبراهيم ووضع له الختان علامة للعهد، وغير اسم ساراي امرأته إلى سارة Sarah، وكشف له مضمون العهد أن النسل الوارث سيكون من سارة وسيدعى اسمه إسحاق (إسحق) Isaac ويقيم الرب معه العهد (تك – 17).. ثم أعلن الرب لإبراهيم خراب سدوم وعمورة بسبب شرهما فتشفع إبراهيم لأجل الأبرار هناك فأنقذ الرب لوطًا بيد ملاكين (تك 18 – 19).
ومن عند بلوطات ممرا انتقل إبراهيم على أرض الجنوب وهناك أرسل أبيمالك ملك جرار وأخذ سارة لأن إبراهيم قال أنها أختي ولكن الرب ظهر لأبيمالك في حلم ولم يدعه يمسها ولما عاقبه الرب على أخذه سارة ردها إلى إبراهيم. وصلى إبراهيم لأجله ولأجل بيته فرفع الرب العقاب عنه (تك – 20).
وافتقد الرب سارة فحبلت وولدت لإبراهيم ابنًا في شيخوخته لما كان ابن مئة سنة. ودعا اسمه إسحاق، وختن إبراهيم إسحاق ابنه (تك21: 1 – 8). وقد ألحت عليه سارة من جهة هاجر وابنها فسمح له الرب فأبعدهما بإبعادهما (تك21: 9 – 21) وبعد ذلك عمل إبراهيم عهدا مع أبيمالك عند بئر دعيت فيما بعد بئر سبع (تك21: 22 – 34).
ولما كبر إسحاق أراد الرب أن يمتحن إبراهيم فأمره بأن يذهب إلى أرض المريا ويصعد ابنه محرقة هناك. وإذ كان على وشك تقديمه ذبيحة ناداه ملاك الرب قائلًا “لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل شيئًا” فرفع إبراهيم عينيه ونظر – إذا كبش وراءه ممسكًا في الغابة بقرنيه فأخذ إبراهيم الكبش وأصعده محرقة عوضًا عن ابنه وبعد ذلك ذهبا معًا إلى بئر سبع (تك22: 1 – 9).
ثم رجعوا إلى حبرون وهناك ماتت سارة وكانت سنو حياتها مئة وسبعة وعشرين ودفنها إبراهيم في قبر في مغارة المكفيلة التي اشتراها من بني حث (تك – 23).
وبعد ذلك أرسل إبراهيم أليعازر الدمشقي إلى ما بين النهرين لكي يحضر لابنه زوجة من عشيرته فأحضر له رفقة بنت بتوئيل. وقابلها إسحاق عند بئر لحي رئي، فاتخذها إسحاق لنفسه زوجة، وكان حينئذ ابن أربعين سنة (تك – 24 – 25: 20).
وبعد موت سارة أخذ إبراهيم لنفسه زوجة اسمها قطورة Keturah (تك25: 1 – 5) ومات أبينا إبراهيم لما كانت أيام سني حياته مئة وخمسا وسبعين سنة ودفن في مغارة المكفيلة (تك25: 7 – 10).
ثانيًا: إيمان إبراهيم: -.
كان آباء إبراهيم يعبدون آلهة غير الرب (يشوع 24: 2 – 14) فكانوا في أور الكلدانيين يعبدون آلهة كثيرة وبنوع خاص “نانار” إله القمر وزوجته “ننجال” وكان في أور على مرتفعة عالية بناء يشبه الهرم يسمى باللغة البابلية “زجوراة” وفوق “الزجوراة” معبد للإله “نانار”. أما إبراهيم فقد آمن بالإله الواحد مالك السماء والأرض وإلههما (تك 14: 22 – 24: 3) وديان الأمم وكل الأرض (تك 15: 14 – 18: 25) والذي كل قوات الطبيعة طوع أمره ولا يستحيل عليه شيء (تك 18: 14 – 19: 24 – 20: 17 – 18) وهو الإله العلي المرتفع (تك14: 22) وهو سرمدي أبدي (تك21: 33) ولم يكن الله لإبراهيم الإله الواحد فحسب بل كانت لإبراهيم معه علاقة شخصية وشركة روحية قوية (تك24: 14) ولذلك نال إبراهيم لقب “خليل الله” الذي ذكر في الكتاب ثلاث مرات (2 أخبار 20: 7 واش 41: 8 ويع2: 23) أما صفات الله التي نسبها إبراهيم إليه فهي: العدل (تك 18: 25) – البر (تك 18: 19) – الأمانة واللطف والحق (تك 24: 27) – الحكمة والرحمة (قارن تك 20: 6) وقد آمن إبراهيم أن الله يطلب من البشر أن يتصفوا بالصفات الخلقية التي لله (تك 18: 19) وقد أعلن الله ذاته لإبراهيم في الرؤى والأحلام (تك 15: 1 – 20: 3) والظهور في شكل إنسان أو في شخص ملاك الرب (تك18: 1 – 22: 11) وحيثما سكن إبراهيم كان يقيم مذبحًا للرب ويدعو باسمه (تك 12: 7 – 8) وقد قدم صلوات تشفعية لأجل الآخرين ففي تك 17: 20 صلى لأجل إسماعيل وفي تك 18: 23 – 32 تشفع لأجل لوط، قارن هذا مع تك19: 20 – وفي تك 20: 17 صلى لأجل أبيمالك وذلك لأنه عرف بأنه نبي. وقد عمل إبراهيم عهوده ومواثيقه واقسامه باسم الرب (تك14: 22 – 21: 23 – 24: 3) وقد قدم عشوره لملكي صادق كاهن الله العلي (تك14: 20) وقد مارس الختان كعلامة للعهد مع الرب (17: 10 – 14) وكان إيمان إبراهيم عظيمًا إلى الحد الذي عنده كان مستعدًا أن يقدم ابنه وحيده ذبيحة للرب ولكن الرب منعه من ذلك (تك 22: 2 – 12).
وقد كانت حياة إبراهيم مع الناس مظهرًا لإيمانه بالله وقد ظهر هذا في كرمه (تك13: 9 – 14: 23 إلخ.) وإضافة الغرباء (تك 18: 2 – 8) – وإخلاصه ووفائه وأمانته، وحنوه ورقة عاطفته (تك 14: 14 – 24 – 18: 23 – 32 – 23: 29 وشجاعته (تك14: 14 – 16) إلا أنه أظهر ضعفًا مرتين عندما لم يقل الحق كله في ذكر علاقة سارة زوجته به (تك12: 18 – 20: 11).
ثالثًا: مكانة إبراهيم في الكتاب المقدس:
1 – مكانة إبراهيم في العهد القديم:
فإنه من زمن إسحاق وما بعده كان الرب (يهوه) يلقب بأنه إبراهيم (خروج3: 15) ويذكر الكتاب المقدس أن الرب ظهر لإبراهيم (خروج6: 3) واختاره (نحميا9: 7) وفداه (اش29: 22) وباركه هو ونسله واسطة بركة لجميع أمم الأرض (تك12: 3 – 17: 18 – 22: 17 – 18) ودعي إبراهيم خليل الله (2 اخبار20: 7 – اش 41: 8).
2 – مكانة إبراهيم في العهد الجديد:
يدعى إبراهيم في العهد الجديد أبًا لبني إسرائيل (أعمال 13: 26) والكهنوت اللاوي (عب7: 5) وأبًا للمسيح (مت 1: 1) – وغلاطية (3: 16) وأبًا لكل المسيحيين كمؤمنين (غلاطية 3: 29 – ورومية 4: 11) أما البركات التي بورك بها فقد وردت في العهد الجديد بأسماء متنوعة منها “الوعد” (رومية4: 13) “وبركة” (غلاطية3: 14) “ورحمة” (لوقا 1: 54 – 55) – “القسم” (لوقا 1: 73) “والعهد” (أعمال 3: 25) وقد قال المسيح أن إبراهيم رأى يومه وفرح (يوحنا 8: 56) ويذكر العهد الجديد إبراهيم كمثال للتبرير بالإيمان (رومية4: 3 – 11 – 18) وكذلك ذكره كمثال للأعمال الصالحة التي بها أكمل الإيمان (يع 2: 21 – 23) وطاعة الإيمان (عب 11: 8 – 17) وقد أشار المسيح إلى مكانته السامية بين القديسين في السماء (مت 8: 11 ولو 13: 28 – 16: 23 – 31).
رابعًا: إبراهيم والكشوف التاريخية الحديثة:
لا يمكن أن نعين على وجه التحديد التاريخ الذي عاش فيه إبراهيم ولكنه ولد، وفقًا للتاريخ الذي حسبه الأسقف اشر، حوالي سنة 1996 – . ? وقد اكتشفت آثار ونقوش في بابل ترجع إلى ذلك العصر ووجد عليها اسم إبراهيم في هذه الصيغ “أبرامو”. “ابمرام” – “ابمراما”. وقد أظهرت الكشوف التاريخية الحديثة الحالة التي كانت عليها مدينة أور التي خرج منها إبراهيم كما كانت حينئذ.
ويمكننا الآن أن نعرف من تلك الكشوف مقدار ما كانت عليه هذه المدنية من تقدم في المدينة، وكذلك يمكننا ان نعرف نوع الوثنية التي نشأ فيها إبراهيم في أور والتي خرج منها بناء على دعوة إلهية. ويمكننا أن نعرف العلاقة التي كانت بين أور وحاران لأن المدينتين كانتا تعبدان إلهًا واحدًا هو إله القمر. وكذلك أظهرت الكشوف أن بعض المدن القديمة القريبة من حاران كانت تحمل أسماء أفراد أسرة إبراهيم كما ورد ذكرها في الكتاب المقدس، فمن ضمن هذه مدن فالح وسروج وناحور وتارح (قارن هذه مع تك 11: 16 – 26) وقد أظهرت عقود الزواج التي اكتشفت في مدينة نوزي في شمال ما بين النهرين أن العلائق التي كانت بين إبراهيم وسارة وهاجر كانت وفقًا للنظم – القوانين التي كانت سائدة في ذلك الحين في تلك البلاد. ومع أن أسماء الملوك المذكورين في تك – 14 لم تكتشف بعد إلا أن الكشوف التي وجدت دلت على أن كثيرين من ملوك بابل كانوا كانوا يقومون بحملات على كنعان في ذلك الحين. وكذلك دلت الكشوف والبحوث التاريخية على أن الأقاليم المجاورة للبحر الميت أي “أرض دائرة الأردن” كانت عامرة آهلة بالسكان إلى حوالي سنة 2000 قبل الميلاد وبعد ذلك وقعت كارثة مروعة وصفها بعضهم بأنها شبيهة بانقلاب بركاني أو بانفجار ذريع في جوف الأرض اندلعت منه نيران ولهب ارتفعت في الجو ثم نزلت على الناس نزول المطر ونتيجة لذلك خربت تلك البقاع وبقيت بلقعًا خاليًا خاويًا مدة قرون عديدة.
إبراهيم وإسحق ويعقوب
كثيرًا ما تأتي هذه الأسماء الثلاثة معًا، سواء في الكتاب المقدس، أو في صلوات الطقس القبطي الأرثوذكسي..
هناك عدة نقاط تتعلق بذِكر هؤلاء الآباء الثلاثة معًا: -.
إبراهيم وإسحق ويعقوب في العهد القديم.
إبراهيم وإسحق ويعقوب في العهد الجديد.
تواضع الله في قوله “أنا إله إبراهيم وإسحق ويعقوب”.
إبراهيم وإسحق ويعقوب في الطقس القبطي.
* إبراهيم وإسحق ويعقوب في العهد القديم:
الأرض التي حلف الله أنها تكون لإبراهيم وإسحق ويعقوب (سفر التكوين 50: 24)، أي الميثاق الذي أبرمه معهم أو الكلام الذي أقسم الرب لهم به، والوعد بتكوين أمة هي شعب اليهود (سفر الخروج 2: 24؛ 6: 8؛ 33: 1؛ سفر اللاويين 26: 42؛ سفر العدد 32: 11؛ سفر التثنية 1: 8؛ 6: 10؛ 9: 5؛ 29: 13؛ 30: 20؛ 34: 4؛ سفر باروخ 2: 34؛ سفر المكابيين الثاني 1: 2).
الله يقول في أكثر من موضع أنه هو إله إبراهيم وإسحق ويعقوب (سفر الخروج 3: 6، 15، 16؛ 4: 5؛ سفر طوبيا 7: 15). ومن أشهر الآيات في هذا (وهي من العهد الجديد استشهادًا بالعهد القديم): “أَنَا إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ؟ لَيْسَ اللهُ إِلهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلهُ أَحْيَاءٍ».” (إنجيل متى 22: 32؛ سفر أعمال الرسل 3: 13؛ 7: 32).
وقد ظهر الله لهؤلاء الآباء الثلاثة (سفر الخروج 6: 3).
وقد تشفَّع الشعب بهم (سفر التثنية 9: 27)، وقد “حَنَّ الرَّبُّ عَلَيْهِمْ وَرَحِمَهُمْ وَالْتَفَتَ إِلَيْهِمْ لأَجْلِ عَهْدِهِ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ” (سفر الملوك الثاني 13: 23).
وذكر الله نسلهم (سفر إرميا 33: 26).
* إبراهيم وإسحق ويعقوب في العهد الجديد:
وفي العهد الجديد تحدث السيد المسيح عن كون هؤلاء الآباء الثلاثة في ملكوت السموات، وأن الأبرار سيذهبون ويتكئون معهم هناك (إنجيل متى 8: 11)، وأن الأشرار يُطرحون خارجًا بعيدًا عن مجمع الأبرار (إنجيل لوقا 13: 28).
وقد استشهد السيد المسيح ودلَّل على القيامة والحياة الأبدية بذِكرهم في أكثر من موضع في قوله: “وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأَمْوَاتِ إِنَّهُمْ يَقُومُونَ: أَفَمَا قَرَأْتُمْ فِي كِتَابِ مُوسَى، فِي أَمْرِ الْعُلَّيْقَةِ، كَيْفَ كَلَّمَهُ اللهُ قَائِلًا: أَنَا إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ؟ لَيْسَ هُوَ إِلهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلهُ أَحْيَاءٍ” (إنجيل مرقس 12: 26، 27؛ (إنجيل متى 22: 31، 32؛ إنجيل لوقا 20: 36 – 38).
* تواضع الله في قوله “أنا إله إبراهيم وإسحق ويعقوب”:
وقد أراد الله أن يكرم هؤلاء الآباء بقوله “أنا إله إبراهيم وإسحق ويعقوب”، فالله – تبارك اسمه – من تواضعه ومحبته لعبيده البشر يحب أن يكرمهم في السر والجهر.. لذلك قرن اسمه بأسماء أولاده الأبرار في بعض الحالات…. فيقول: “أنا إله إبراهيم، وإله إسحق، وإله يعقوب” (خر3: 6). ما هذا يا رب؟! إنهم هم الذين ينبغي أن ينتسبوا إليك… الله يختفي ويظهر أولاده. وهم بالمثل يختفون لكي يظهر هو.. أنها محبة متبادلة (1).
* إبراهيم وإسحق ويعقوب في الطقس القبطي:
ويُقال في الطقس القبطي عن المنتقلين: “الرب ينيح نفوسهم في أحضان آبائنا القديسين إبراهيم وإسحق ويعقوب”.
وهناك العديد من الإبصاليات والمدائح لهؤلاء الآباء في الإبصلمودية المقدسة، منها: إبصالة آدام لـ تذكار القديسين إبراهيم واسحق ويعقوب، 28 مسرى – إبصالية واطس لـ تذكار الأباء القديسين إبراهيم واسحق ويعقوب، 28 مسرى. وكذلك هم يُذكرون من ضمن مَنْ نتشفع بهم في إبصالياتٍ عدة..
ستجد أيضًا ذكصولوجية للآباء البطاركة إبراهيم واسحق ويعقوب من نظم القس إبراهيم الأنبا بولا.
بخلاف وجود عيد لهم في السنكسار cuna [arion يوم 28 مسرى: تذكار الآباء إبراهيم واسحق ويعقوب (انظر أيضًا الدفنار في هذا اليوم – يوم تذكار آبائنا يعقوب وإسحق وإبراهيم). ich.
المرأة المنحنية التي بها روح ضعف، ابنة إبراهيم
Afflicted Daughter of Abraham حدثت معجزة شفاء المرأة المنحنية بواسطة السيد المسيح في يوم سبت (لو 13: 10 – 16)، وذلك حينما كان المسيح “يُعَلِّمُ فِي أَحَدِ الْمَجَامِع”. وكان مرض هذه المرأة صعبًا، فقد كان بها “رُوحُ ضَعْفٍ” (في الأغلب كان خللًا في جهازها العصبي)، و “مُنْحَنِيَةً لَمْ تَقْدِرْ أَنْ تَنْتَصِبَ الْبَتَّةَ” (تقوُّس في الظهر وربما خَلْع في الفقرات)، وكان هذا بسبب أن “الشَّيْطَانُ قد رَبَطَهَا”، بل والأصهب من هذا أن مرضها هذا استمر ثمانية عشرة سنة. ولم نعرف هل كانت تلك المرأة المريضة مجرد عابِرة بجانب المجمع أثناء تعليم السيد المسيح، أم فقيرة وجالسة تشحذ بجانب المجمع، أو حتى امرأة ثرية أو فقيرة سمعت بخبر المسيح، فجاءت لهُ خِصّيصًا.. وقد شعر بها السيد المسيح قبل أن تتكلَّم، فهو الذي “دَعَاهَا” وأعطاها البركة: “«يَا امْرَأَةُ، إِنَّكِ مَحْلُولَةٌ مِنْ ضَعْفِكِ»، وَوَضَعَ عَلَيْهَا يَدَيْهِ” وشفاها: “فَفِي الْحَالِ اسْتَقَامَتْ وَمَجَّدَتِ اللهَ”. ولم تنس المرأة تمجيد الله على عطيته بالشفاء.
وهنا انتفض رئيس المجمع المُرائي غيظًا واعتراضًا على المعجزة التي تمَّت في يوم السبت،. فقام كَمَنْ يُعلِّم الجمع شريعة الله وقال لهم: “هِيَ سِتَّةُ أَيَّامٍ يَنْبَغِي فِيهَا الْعَمَلُ، فَفِي هذِهِ ائْتُوا وَاسْتَشْفُوا، وَلَيْسَ فِي يَوْمِ السَّبْتِ” (لو 13: 14). فانتهره المسيح قائلًا: “يَا مُرَائِي! أَلاَ يَحُلُّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ ثَوْرَهُ أَوْ حِمَارَهُ مِنَ الْمِذْوَدِ وَيَمْضِي بِهِ وَيَسْقِيهِ؟ وَهذِهِ، وَهِيَ ابْنَةُ إِبْراهِيمَ، قَدْ رَبَطَهَا الشَّيْطَانُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تُحَلَّ مِنْ هذَا الرِّبَاطِ فِي يَوْمِ السَّبْتِ؟ »”.
ولم نعرف سِن هذه المرأة، ولكن بسبب عدم ذِكر كونها امرأة شابة، فربما أُصيبت بالمرض في فترة شبابها أو على الكِبَر.. فربما كان سِنَّها ما بين 40 – 80 عامًا (أي أصيبت بالمرض وهي في سن 20 – 60 سنة مثلًا)..
إبرة
وتُذْكَر الكلمة في الكتاب المقدس ثلاث مرات في حديث الرب يسوع: “من أن مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني إلى ملكوت الله” (مت 19: 24، مرقس 10: 25، لو 18: 25). ويجب أن يفهم هذا القول بنفس المعنى المذكور في (مت 23: 24) “أيها القادة العميان الذين يصفون عن البعوضة ويبلغون الجمل”. فقد استخدم المسيح هاتين العبارتين المجازيتين ليبين لهم مدى سخافة أفكارهم واستحالتها. وقد حاول بعض الكتاب تفسير “ثقب الإبرة” بأنه باب صغير في بوابات المدن الشرقية، ولكن ليس ثمة دليل على ذلك. والغني هنا هو الشخص المغلول بثروته، فمتى ظل إنسان متكلًا على أمواله لتخلصه، فمن السخف أن ينتظر أن يكون له نصيب في الملكوت الروحي، حيث الشرط الأساسي لذلك هو الاتكال على الملك نفسه. وليس عدم ذكر الإبرة في مكان آخر من الكتاب، دليلًا على أنها لم تكن تستخدم، فتوجد عينات من الإبر المصنوعة من العظام أو المعادن من أقدم العصور.
إبريز
وتستخدم كثيرًا في وصف الذهب أو تحديد نوع بذاته منه، فهي الذهب النقي الخالص (انظر 1 مل 10: 18، أي 31: 24، مز 21: 3).
أبشالوم أبو متتيا
← اللغة الإنجليزية: Absalom – اللغة العبرية: אַבְשָלוֹם – اللغة اليونانية: Αβεσσαλώμ.
معنى الاسم العبري “أبي سلام” أو “الأب سلام” أو “أبو السلام”.
وهو أبو متتيا، أحد قواد جيش اليهود في عصر المكابيين (1 مكابيين 11: 70).
أبشالوم أبو يوناثان
← اللغة الإنجليزية: Absalom – اللغة العبرية: אַבְשָלוֹם – اللغة اليونانية: Αβεσσαλώμ.
معنى الاسم العبري “أبي سلام” أو “الأب سلام” أو “أبو السلام”.
وهو أبو يوناثان الذي أرسله سمعان المكابي للاستيلاء على يافا، ولعله هو نفسه أبشالوم المذكور سابقًا (1 مك 13: 11).
الغلام جاسوس أبشالوم في عين روجل
هو صبي مجهول الاسم، ربما كان يعمل جاسوسًا لأبشالوم في عَيْنِ رُوجَلَ، حيث أسرع بإخباره عن تواجد يُونَاثَانُ وَأَخِيمَعَصُ في بَحُورِيم عندما رآهما (سفر صموئيل الثاني 17: 18).
عبيد أبشالوم | خدم أبشالوم
هم الخدم والعبيد الذين كانوا تحت سلطان أبشالوم ابن داود، وقد جاء ذِكرهم في أكثر من موضع، مثل طلب أبشالوم منهم حَرْق حقل يوآب (سفر صموئيل الثاني 14: 30)، أو كونهم نوعًا من الجنود أو العساكر في تفتيشهم عن يُونَاثَانُ وَأَخِيمَعَصُ في منزل رجل بحوريم، واستجوابهم لجارية عين روجل (سفر صموئيل الثاني 17: 20، 21).
أَبْشَاي ← أبيشاي
Abishai ahi Joab ben Zeruiah اسم عبري وربما معناه “ابي يسى”. وكان ابن صروية أخت داود وكان هو وأخوله يوآب وعسائيل من ضمن أبطال داود البارزين (2 صم 2: 18).
ولما كان مع داود وهو هارب من وجه شاول ووجد شاول نائمًا ليلًا أشار على داود بقتله فأبى داود قائلًا “لا تهلكه فمن الذي يمد يده إلى مسيح الرب ويتبرَّأ؟” (1صم 26: 9). وكلن يعمل مع يوآب في جيش داود (2 صم 2: 18) ولما هرب ابنير بعد معركة جبعون تبعه عسائيل ولم يشأ أن يتحول عنه، وضربه أبنير فمات، فتبع يوآب وأبيشاي ابنير ولكنهما لم يستطيعا اللحاق به (2 صم 2: 18 – 24). ولكن أبيشاي ساعد أخاه يوىب فقتلا أبينير غيلة فيما بعد (2صم 3: 30).
وفي حرب داود مع العمونيين والأراميين وضع أبيشاي على رأس الجيش الذي حارب العمونيين ويوآب أخاه على رأس الجيش الذي حارب الأراميين وانتصر إسرائيل في تلك المعركة (2 صم 10: 10 – 14).
وكان أبيشاي دائمًا أمينًا مخلصًا لدمينًا مخلصًا لداود ورافقه عند هروبه من وجه أبشالوم. ولما سب شمعي بن جيرا، من عشيرة بيت شاول، داود، أراد أبيشاي أن يقتله في الحال ولكن داود منعه من ذلك (2صم 16: 5 – 14).
ولما عاد الملك منتصرًا نصح أبيشاي داود بأن يرفض ندامة شمعي وتوبته ويقتله فلم يسمع له داود في ذلك (2صم 19: 21 – 23).
وفي الحرب ضد جيش أبشالوم كان أبيشاي على رأس إحدى فرق جيش داود (2صم 18: 12). (). وقد ساعد داود عندما ثار عليه شبع ابن بكري البنياميني (2صم 20: 6 و7) ولما تقدمت السن بداود وكان في حرب ضد الفلسطينيين أراد يشبى بنوب ان يقتله فأنجده أبيشاي فضرب الفلسطيني وقتله (2صم 21: 15 – 17).
وكان أبيشاي شجاعًا شديد الاندفاع إلا أنه كان اقل مكرًا من أخيه يوآب ومع ذلك فقد كان مثله في قسوته وعناده نحو أعدائه. وقد أدرك داود هذه القسوة وهذا العناد وكان يخشاهما. ولكنه كان يقدر إخلاص أبيشاي له وأمانته في خدمته.
أبناء إبصان القاضي الرجال الثلاثون
كما رأينا مشكلة تعدد الزوجات في حالة جدعون (قض 8: 30)، كان لإبصان القاضي ثلاثون ابنًا وثلاثون ابنة (قض 12: 8، 9). وقام إبصان باستحضار ثلاثين ابنة لبنيه كزوجات لهم.
بنات إبصان القاضي
Ibzan’s Daughters كما رأينا مشكلة تعدد الزوجات في حالة جدعون (قض 8: 30)، كان لإبصان القاضي ثلاثون ابنًا وثلاثون ابنة (قض 12: 8، 9).
زوجات أولاد إبصان القاضي الثلاثون
Ibzan’s Wives كما رأينا مشكلة تعدد الزوجات في حالة جدعون (قض 8: 30)، كان لإبصان القاضي ثلاثون ابنًا وثلاثون ابنة (قض 12: 8، 9). وقام إبصان باستحضار ثلاثين ابنة لبنيه كزوجات لهم.
إبط
والكلمة العبرية هي “اكسيل” وترد في (إرميا 38: 12) عندما رفع النبي من الجب بواسطة الحبال، وقد وضعوا الثياب الرثة والملابس البالية تحت إبطيه لحمايتهما. والإبط هو باطن المنكب، وتأبط الشيء وضعه تحت إبطه.
أبق
أبق العبد أي استخفى ثم ذهب، أي هرب من سيده (تث 23: 15) وكان يجب على من التجأ إليه العبد الهارب أن لا يسلمه إلى مولاه.
أبلوفانيس
رجل سوري قتل مع أخويه تيموثاوس وكيراوس في حصن جازر بعد أن اقتحمها جيش يهوذا المكابي بعد حصار خمسة أيام (2 مك 10: 35 و37).
أبلونيوس ابن ترساوس
وهو اسم لخمسة أشخاص سوريين في زمن المكابيين، منهم:
أبلونيوس بن ترساوس (2 مك 3: 5) الذي كان حاكمًا على فلسطين وفينيقية من قبل الملك سلوقس فيلوباتر عندما جاء هيلودورس إلى أورشليم ليسلب الهيكل، وقد عاون – فيما بعد – سمعان الذي كان وكيلًا على الهيكل في أورشليم ضد أونيا الكاهن العظيم. زكما كان رئيسًا لوزراء الملك سلوقس. ولكن عندما تولى أنطيوكس أبيفانس، اضطر أبلونيوس – لعدم رضا الملك الجديد عليه – إلى مغادرة سوريا والإقامة في ميليتس.
أبلونيوس ابن أبلونيوس
وهو اسم لخمسة أشخاص سوريين في زمن المكابيين، منهم:
أبلونيوس بن أبلونيوس السابق ابن ترساوس، بينما كان أبوه في ميلتيس، تربى هو في روما مع ديمتريوس بن سلوقس فيلوباتر – وكان موضع الاكرام في روما – وتوطدت الصلة بينهما فلما استعاد ديمتريوس عرش سوريا، جعل أبلونيوس حاكمًا على فلسطين وفينيقية وهو المركز الذي كان يشغله أبوه في عهد سلوقس فيلوباتر. ويبدو أنه ظل في مركزه في أيام الملك الإسكندر بن أنطيوكس (مك 10: 69) ولكنه ثار عليه بعد ذلك وانضم إلى ديمتريوس.
أبلونيوس ابن منستاوس
وهو اسم لخمسة أشخاص سوريين في زمن المكابيين، منهم:
أبلونيوس بن منستاوس ورئيس الوزراء الأثير عند أنطيوكس أبيفانس (2 مك 4: 21) وقد أرسله أنطيوكس سفيرًا له، أولًا إلى روما ثم إلى بطليموس فيلوباتر ملك مصر (2 مك 4: 21). ويظن أنه هو نفسه رئيس الجزية (2 مك 1: 29، 2 مك 5: 24). وعند عودة أنطيوكس من حملته الأخيرة على مصر، أرسله في إثنين وعشرين ألف جندي لتدمير أورشليم، فهاجم اليهود في يوم السبت المقدس وذبح منهم أعدادًا غفيرة (2 مك 5: 24 – 27).
أبلونيوس حاكم السامرة
وهو اسم لخمسة أشخاص سوريين في زمن المكابيين، منهم:
أبلونيوس حاكم السامرة في أيام أنطيوكس، وقد قتله يهوذا المكابي (1 مك 3: 10 و11).
أبلونيوس ابن جنايوس
وهو اسم لخمسة أشخاص سوريين في زمن المكابيين، منهم:
أبلونيوس بن جنايوس (2 مك 12: 2) وكان حاكمًا على فلسطين من قبل أنطيوكس أوباطور، وقد أظهر عداء شديدًا لليهود.
أبِلِيَّة | أبِيلِينَة
اسم لمقاطعة في سوريا أخذته من اسم عاصمتها “ابيلا” ويرجح أن هذا الاسم “ابيلا” مأخوذ من الكلمة العبرية آبل التي تعني “مرج” وتقع العاصمة على نهر بردى على مسافة ثمانية عشر أو عشرين ميلًا من دمشق ويرجح أن مكانها اليوم قرية “سوق وادي بردى” أو بالقرب منها ويذكر في (لوقا 3: 1) أنها كانت في السنة الخامسة عشرة من سلطنة طيباريوس قيصر، ولاية يحكمها ليسلنيوس رئيس الربع، وكان هذا في أيام كرازة يوحنا المعمدان.
أبِنَ | مأبون
والكلمة العبرية هي “كادش” מעשה סדום ويطلق عليه أيضًا اسم “سدومي” Sodomite نسبة إلى مدينة سدوم التي كانت هذه الخطية شائعة فيها، مما يدل على مدى الانحطاط الذي وصل إليه الإنسان في انسياقه وراء شهواته. وعند زيارة الملاكين للوط “أحاط بالبيت رجال المدينة.. من الحدث إلى الشيخ، قائلين للوط: أخرجهما إلينا لنعرفهما” (تك 19: 4 – 6).
وكانت هذه الخطية تُمَارَس في بعض المعابد الوثنية كجزء من عبادة الأصنام. وقد أمر الرب في الناموس: “لا تكن زانية.. ولا يكن مأبون من بني إسرائيل” (تث 23: 17). وكان وجود المأبونين catamite في الأرض في أيام رحبعام دليلًا على الانحلال الخلقي في عهده (1 مل 14: 24). وحاول آسا أن يزيلهم من الأرض (1 مل 15: 12)، وأبادهم يهوشافاط من الأرض (1 مل 22: 46)، ولكن ما حدث من ارتداد بعد ذلك فتح الباب أمام عودتهم، فكان على يوشيا أن يهدم بيوتهم التي كانت – ويا للعار – “عند بيت الرب” (2 مل 23: 7).
وتترجم كلمة “كادشة” العبرية (مؤنث “كادش”) بكلمة زانية في (تك 38: 21 و22، تثنية 23: 17، هوشع 4: 14).
وتذكر هذه الخطية في العهد الجديد في رومية (1: 27) عمن “أسلمهم الله إلى أهواء الهوان”، وكذلك في (1 كو 6: 9) بين الخطايا التي لا يرث مرتكبوها ملكوت الله.
و، فإن الكتاب المقدس كان يذكر هذه الخطية مع خطية مضاجعة الذكور معًا في بعض الأحيان (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 6: 9)، مما يوضح أن هناك فرقًا بين كليهما.. فالمأبونين هم الرجال الذين يتشبيَّهون بالنساء effeminate (المخنثين) أو الذين يُستعملون كأنثى، أما مضاجعو الذكور فهم المثليون جنسيًّا homosexuals.
ابني الرعد
هو معنى كلمة “بوانرجس” (يوناني: Βοανηργες – عبري: בנירגיש)، وهو اللقب الذي لقبه السيد المسيح للأخوين يعقوب ويوحنا ابنيّ زبدي. وذلك بسبب طبعهما الحاد في البداية.
أبوة الله
ينظر المسيحيون إلى الله كأبيهم، فهو “أبونا الذي في السموات” (مت 6: 9 و14 و26 إلخ.) وهو “الله أبو ربنا يسوع المسيح” (2 كو 11: 31 إلخ.). وهذه العلاقة الحميمة والمحبة الفائضة والنعمة الغنية هي ما يعلنه لنا إنجيل المسيح. وقد نجد مثل هذا في بعض الديانات الوثنية، فكانوا يقولون “زفس أب” بمعنى أنه الخالق، وبهذه الصفة له علاقة أبوية بكل العالم (أع 17: 24 – 28). وفي العهد القديم يعلن الله نفسه أبًا لشعبه المختار (خر 4: 22)، كما أنه أب لممثل الأمة مثل الملك (2 صم 7: 14). كما أنه يترأف كأب على خائفية (مز 103: 13).
ولكننا في إنجيل يسوع المسيح، نجد هذه الأبوة معلنة كجوهر الله، وأنها تتجه للفرد. وللوصول إلى لب الحق المتعلق بأبوة الله، يجب ألا نبدأ بالإنسان بل بالله نفسه، الذي يوجد في أعماقه الأزلية ينبوع المحبة الأبوية التي أعلنت عن نفسها في الزمان.
فقبل كل شيئ يتجلى معنى أبوة الله في علاقته بالابن الأزلي قبل كل الدهور (يو 1: 18). ففي “الله الآب” نجد الإشارة إلى العلاقة الأزلية الكائنة بين الأقانيم الثلاثة في اللاهوت المبارك (مت 28: 19). وقد فهم اليهود من قول المسيح إن “الله أبوه” أنه يعادل نفسه بالله (يو 5: 18، 10: 30 و33، 19: 7). فمن هذا الينبوع الأزلي، تنبع علاقة الله كأب:
1 – للعالم بالخليقة.
2 – للمؤمنين بالنعمة. فقد خلق الله الإنسان ليكون ابنًا له، ولكن حالت دون ذلك الخطية، ولم يكن ممكنًا استرداد هذه البنوية إلا بالفداء. ومن هنا نرى امتياز البنوية – الذي لا يعبر عنه – الذي يقدمه الإنجيل (1 يو 3: 1) بنعمة الله لكل من يولد ثانية بالإيمان بالمسيح (يو 1: 12 و13) الذي به ننال التبني (رو 8: 14 و19)، ففي هذه العلاقة الوثيقة والقرب القريب من الآب في ملكوت ابن محبته (كو 1: 13) صار المؤمنون “أبناء الله” بمعنى يختلف عن سائر العالم، فهي ليست علاقة بالطبيعة ولكن بالنعمة. وهذه الأبوة هي الحقيقة الفاصلة والمميزة لعلاقة الله بهم (أف 3: 14).
ولكن من الخطأ أن نتكلم عن أبوة الله كأنها هي التعبير الجامع المانع عن طبيعة الله، حقيقة أن الله أب، ولكنه أيضًا وبنفس القدرة – في علاقته مع العالم – هو الرب والديان. ومن الأزل وإلى الأبد، لابد أن يعلن الله نفسه أنه ضد الخطية (رو 1: 18) وأن نعمته الأبوية لا يمكن أن تمنع الدينونة طالما ظل القلب متقسيًا غير تائب (رو 2: 1 – 9).
ومما يجب ملاحظته أن المسيح لم يستخدم قط عبارة “أبونا” في حديثة عن الآب، بل كان بكل وضوح يشير إلى الفارق بين أبوة الله له، وأبوة الله للمؤمنين، فيقول: “إلى أبي وأبيكم” (يو 20: 17). أما عبارة “أبانا” في الصلاة المعروفة بالصلاة الربانية (مت 6: 9) فهي ليست صلاة على لسان المسيح ولكنها توجيه منه لتلاميذه عن كيف يصلون.
ويجب أن يكون للمؤمنين ثقة – كبنين – في أبيهم، فهو أكرم من أي أب بشري (مت 7: 9 – 11، لو 11: 11 – 13). وقد أعطانا الله “روح التبني الذي به نصرخ يا أبا الآب” (رو 8: 14 و15، غل 4: 6).
وحياة المؤمن هي حياة المسئولية أمام أبينا (1 بط 1: 7) ولكنها أيضًا حياة الشكر والحمد للآب الذي لنا فيه كل شيئ (2 كو 1: 3، 2 تس 2: 16، 1 بط 1: 3).
أبوبس
وهو أبو بطلماوس الذي غدر بسمعان المكابي وأولاده وقتلهم في حصن دوق بالقرب من أريحا (1 مك 16: 11 – 18).
أَبُو كْرِيفَا | أَبُوكْرِيفَا
← اللغة الإنجليزية: Biblical apocrypha – اللغة اليونانية: Απόκρυφα.
كلمة يونانية معناها “مخفي” أو “مُخبأ” أو “سري”. وقد وردت في سفر دانيال في الترجمة السبعينية (وهي ترجمة يونانية للعهد القديم) في (دا 11: 43) للتعبير عن الكنوز المخفية. كما وردت في (دانيال 2: 19) للدلالة على معرفة الأسرار المخفية عن علم البشر وقد وردت الكلمة في اليونانية في العهد الجديد ثلاث مرات: (مر 4: 22) “لأنه ليس خفي لا يظهر” و(لوقا 8: 17 وكولوسي 2: 3) “المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم”.
وقد كان هناك نوعان من المعرفة الدينية عند اليونان في ذلك الحين. النوع الأول كان يشمل عقائد وطقوسًا عامة يمكن لجميع طبقات الشعب معرفتها وممارستها، أما النوع الثاني فقد كان يشمل حقائق عميقة غامضة لا يمكن أن يفهمها أو يدرك كنهها إلا قلة من الخاصة ولذلك بقيت “مخفية” أو “أبو كريفية” عن العامة.
وقد أطلقت في العصور المسيحية الأولى على بعض الكتب غير القانونية في العهد القديم وكذلك في العهد الجديد. وكذلك الكتب التي قام البروتستانت بحذفها، ولكن يؤمن بها كل من الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية، ويطلق عيها اسم “الأسفار القانونية الثانية”. ويمكن أن ندرك معنى الخفاء والسرّيّة في ذلك لان بعض هذه الكتب “رؤَوي” Apocalyptic تحدث عن أمور مستقبلة كانت بطبيعتها “مخفية” وكتبت في أوقات محنة لتشجيع الشعب.
فهناك قسم لا توافق عليه الكنيسة الأرثوذكسية، أما ما تقبله الكنيسة فيُطلق عليه اسم “أسفار قانونية ثانية”. لا نريد ازدواجية هنا في الموقع لا طائل لها!.
ويطلق اسم “أبو كريفا” على مجموعة من الكتابات الدينية التي اشتملت عليها الترجمتان السبعينية والفولجاتا (مع اختلافات لا تذكر) زيادة على ما في الأسفار القانونية عند اليهود وعند الأرثوذكس وعند البروتستنت. ولكن ليس هذا هو المعنى الأصلي أو الصحيح. للكلمة – كما سنرى فيما بعد – وإن كان هذا هو مفهومها الجاري الآن.
ويطلق النقاد في العصر الحاضر على مجموعة هذه الكتابات اسم “أبو كريفا العهد القديم”، لأن بعض هذه الكتب على الأقل كتب باللغة العبرية – لغة العهد القديم – كما أنها جميعها أكثر انتماء إلى العهد القديم منها للعهد الجديد، ولكن توجد أيضًا أسفار أبو كريفا للعهد الجديد من أناجيل ورسائل.. إلخ.
كما أن كلمة “أبو كريفا” كثيرًا ما تطلق الآن على ما يسمى “بالكتابات المزيفة” وسميت هكذا لأنها تنسب إلى كتَّاب لا يمكن أن يكونوا قد كتبوها حقيقة (مثل أخنوخ، إبراهيم، موسى……. إلخ.)، فهذه الشخصيات المنسوبة إليها هذه الكتب من أشهر الشخصيات في تاريخ إسرائيل، ولا شك في أن الهدف من نسبتها إليهم هو لإضفاء أهمية وأصالة عليها.
الاسم أبو كريفا:
عندما أطلقت كلمة “أبو كريفا” على الكتابات الدينية، كانت تحمل معنى أنها قاصرة على دائرة معينة ضيقة، لا يمكن لمن هم خارج هذه الدائرة أن يفهموها.
فالكلمة بمعنى “خفي – غامض – مبهم – عويص”.
كان هناك نوعان من المعرفة عند اليونانيين القدماء: النوع الأول يشمل عقائد وطقوسًا عامة لكل الناس، أما النوع الثاني فكان يشمل عقائد وطقوسًا غامضة عويصة لا يفهمها إلا فئة متمَّيزة خاصة، ولذلك بقيت “مخفية” عن العامة. ثم أطلقت كلمة “أبو كريفا” في العصور المسيحية على بعض الكتابات غير القانونية في العهد القديم، وكذلك في العهد الجديد، وبخاصة الكتابات التي تشتمل على “رؤى” تتعلق بالمستقبل والانتصار النهائي لملكوت الله.. إلخ.، إذ أنها أمور تسمو عن فكر البشر وحكمة “المطلعين”.
والمسيحية ليس فيها شيء من هذا القبيل، فلا يوجد فيها شيء للعامة وشيء آخر للخاصة المتميزة، فالإنجيل – منذ أيامه الأولى – يكّرز به للفقراء والجهلاء والأغنياء والحكماء، كما أن الكتب المقدسة كانت تقرأ في الكنائس على مسامع الجميع. وكان جيروم (توفي حوالي 420 م.) وكيرلس الأورشليمي (توفي حوالي 386 م.) هما أول من أطلق لفظ “أبو كريفا” على ما جاء في الترجمة السبعينية زيادة عما في الأسفار العبرية القانونية.
ويمكن أن نفهم كيف بدأت مثل هذه الكتابات في الكنيسة الشرقية، متى علمنا أن كثيرين من أتباع الفلسفة اليونانية، قبلوا الإيمان المسيحي، وكان من الطبيعي أن ينظروا إليه من خلال الفلسفة القديمة. وقد رأى الكثيرون منهم بعض المعاني الصوفية في الأسفار القانونية، فضمنوا هذه المعاني كتبًا خاصة موجهة لفئة متميزة. وعلى نفس هذا المنوال نشأ بين اليهود – بجانب الناموس المكتوب – ناموس شفهي يتضمن تعاليم معلمي اليهود، التي وضعوها في مرتبة أعلى من سائر الكتب. وقد يجد الإنسان شبيهًا لذلك في نظرة بعض أتباع الطوائف المختلفة إلى مؤلفاتهم الخاصة واعتبارها ملزمة لهم أكثر من الكتاب المقدس نفسه.
وقد ساعد على حركة تأليف مثل هذه الكتب، المذاهب الغنوسية وتعاليمها السرية للخاصة. وقد تأثر هؤلاء الغنوسيون بالصوفية البابلية والفارسية وكتاباتها. ويذكر أكليمندس الإسكندري (توفي 220 م) أسماء بعض الكتب السرية للديانة الزرادشتية، ولعله أول من أطلق لفظ “أبو كريفا” على هذه الكتابات الزرادشتية، فالمسيحية الشرقية وبخاصة اليونانية نزعت إلى إعطاء الفلسفة المكانة التي يعطيها العهد الجديد والمسيحية الغربية للعهد القديم، ففي ظنهم أن الفلسفة مهدت لديانة المسيح أكثر مما مهد العهد القديم.
ثم أصبحت كلمة “أبو كريفا” تعني كتبًا أقل قيمة وأضعف سلطانًا من أسفار العهدين القديم والجديد. وقد حدث هذا لسببين: (1) أنه لا يمكن أن يكون قد أوحي لكاتب ممن عاشوا بعد عهد الرسل. (2) لا يمكن أن يعتبر أي كتاب قانونيًا إلا إذا كانت قد قبلته كل الكنائس. وبذلك اعتبرت الكتابات التي ظهرت في نهاية القرن الثاني وأطلق عليها “أبو كريفا” – للحط من قدرها – أنها نبعت أساسًا من المذاهب الهرطوقية مثل الغنوسيين، ولم تحظ قط بالقبول لدى مجموع الكنائس. فيقول أوريجانوس (توفي 253 م)، إنه يجب أن نفرق بين الكتب المسماة “أبو كريفا”، فالبعض منها يجب رفضه كلية لأنه يحوي تعاليم تناقض تعليم الكتاب، وهكذا نجد أنه من نهاية القرن الثاني، أصبحت كلمة “أبو كريفا” تطلق على ما هو زائف وتافه، وبخاصة الكتابات التي تنسب لأناس لم يكتبوها.
ويعارض إيريناوس (توفي 202 م) أكليمندس الإسكندري فيرفض أن يكون للكتابات السرية أي اعتبار، وكان يعتبر (وكذلك جيروم فيما بعد) أن كلمتي “قانونية” و “أبو كريفا” على طرفي نقيض. كما أن ترتليان (توفي 230 م) كانت له نفس النظرة، فكلمة أبوكريفا كانت تعني عنده الأسفار غير القانونية.
وفي القرون الأولى كانوا يقسمون هذه الكتب إلى ثلاثة أقسام: (1) كتب يمكن قراءتها في الكنيسة. (2) كتب يمكن قراءتها على انفراد ولكن ليس في الاجتماعات. (3) كتب يجب ألا تقرأ إطلاقًا. وقد أطلق أثناسيوس (توفي 373 م.) كلمة أبو كريفا على هذا القسم الثالث وجعلها مرادفة لكلمة “مزيفة”.
والخلاصة هي:
1 – في الكتابات الكلاسيكية، الهيلينية، كانت كلمة أبو كريفا تدل على معنى “خفي أو غامض أو عسر الفهم”.
2 – في بداية عصر الآباء، كانت كلمة أبو كريفا مرادفة لكلمة كتابات للخاصة أي لفئة معينة متميزة.
3 – في العصور التالية لذلك، كانت تستخدم في اليونانية (مثل إيريناوس وغيره) وفي اللاتينية (جيروم ومن بعده) بمعنى “غير قانوني” أي أنها دون الأسفار القانونية.
4 – تطلق كلمة أبو كريفا – عند الكنائس البروتستنتية – على الكتب الموجودة في الترجمات السبعينية والفولجاتا، ولكنها لا توجد في الكتاب المقدس العبري.
5 – لا يوجد مرادف لكلمة “أبو كريفا” في العبرية بمعنى الكتابة للخاصة أو الكتابة غير القانونية.
وأسفار الأبوكريفا للعهد القديم، تشمل:
أسدراس الأول والثاني (الثاني: رؤيا أسدارس)..
وسيأتي الكلام عن كل سفر منها في موضعه.
اللغة الأصلية للأبوكريفا:
كتب الجزء الأعظم من الأبوكريفا في اللغة اليونانية أصلًا، ولكن بضعها كُتِب أصلًا بالعبرية أو بالحري بالأرامية، وترجمت لليونانية.
تاريخ كتابتها:
وسيأتي الكلام عن تاريخ كل سفر في موضعه، ولكن بوجه عام فإن فترة كتابة هذه الأسفار يمكن تحديدها، ولا تتأخر كتابة أي سفر من سائر الأسفار الأبوكريفا للعهد القديم عن 100 م.، أي أنه يمكن أن يقال بحق إن أسفار الأبوكريفا كتبت فيما بين 200 ق. م. – 100 م. ولذلك فلها أهميتها في معرفة أخبار اليهود وأحوالهم الدينية والثقافية في تلك الفترة.
الأبو كريفا – أسفار الأعمال:
كما ظهرت الكتابات الأبوكريفية في اليهودية، هكذا بدأ في الدوائر المسيحية – وبخاصة الغنوسية – ظهور هذه الكتابات التي زعموا أنها تحتوي على حقائق المسيحية الأعمق، وأنهم تسلموها كتقليد سري من المسيح المقام ومن رسله. وهي جميعها مزيفة وهرطوقية وعندما بدأ ظهور مفهوم الكنيسة الجامعة، كان لابد أن ينظر إلى هذه الكتابات السرية بعين الريبة، فمنعت منعًا باتًا، ليس فقط لأنها شجعت روح الانقسام في الكنيسة لكن لأنها كانت عاملًا على نشر الهرطقات. وهكذا أصبحت كلمة “أبو كريفا” تعني “زائفًا وهرطوقيًا”، وقد استخدمها بهذا المعنى إيريناوس وترتليان كما سبق القول.
ورغم أنها لم توسم جميعها بالهرطقة، فقط اعتبرت غير لائقة للقراءة في اجتماعات العبادة، وإن كان البعض منها يمكن قراءته على انفراد. وبتأثير جيروم اتسع معنى كلمة “أبو كريفا” لتشمل مثل هذه الكتابات التي لا تعترف الكنيسة بها أسفارًا قانونية رغم عدم احتوائها على تعليم هرطوقي.
وتطلق كلمة “أبو كريفا” بهذا المعنى الواسع على “أسفار الأعمال” الأبوكريفية، ومع أن هذه الأسفار نشأت أصلًا في أوساط ذات نزعات هرطوقية، إلا أن نعتها بالأبوكريفية لا يعني سوى أنها استبعدت من الأسفار القانونية للعهد الجديد، لأن الكنيسة لم تعترف بصحتها وسلامة مصادرها. وهذا ما يجعلنا نقصر بحثنا على أسفار الأعمال التي تنتمي للقرن الثاني، والذي فيه كان سفر الأعمال الكتابي قد أخذ موضعه في العهد الجديد.
أولًا – صفاتها العامة:
والأعمال الأبوكريفية تزعم أنها تقدم تفاصيل أكثر مما في سفر الأعمال الكتابي، عن أنشطة الرسل. والزيادات التي فيها مصبوغة بالمبالغات والتهاويل، وتنم عن نزعة غير سليمة لاختراع الخوارق، فهي مملوءة بالروايات الغريبة التي اختلقها خيال جامح، فهي خالية من اللباقة، بعيدة كل البعد عن الحقيقة، وهي تصور الرسل في مستوى أعلى من مستوى البشر، والضعفات البشرية التي تسجلها لهم الأسفار القانونية تختفي تمامًا، فهم يسيرون في العالم كرجال ملمين تمامًا بكل أسرار السماء والأرض، ويمتلكون قدرات لا حدود لها، فلهم القدرة على الشفاء وإخراج الشياطين وإقامة الموتى. ومع أن هذه الأفعال العجيبة كثيرًا ما كانت تحدث، إلا أن هذه الأسفار تروي معجزات أتاها الرسل تذكرنا بالخوارق اللامعقولة عن طفولة يسوع المذكورة في إنجيل توما، مثل جعل سمكة مشوية تعوم، أو تمثال مكسور يصبح سليمًا بواسطة رشه بمياه مقدسة، أو طفل ذي سبعة شهور يتكلم بصوت رجل بالغ، أو أن تصبح الحيوانات قادرة على الكلام بلغة بشرية.
الخوارق:
والصفة الرومانسية للأعمال الأبوكريفية تظهر بشدة في ابتدائها – في أغلب الأحيان – بالخوارق، فيظهر الملائكة في رؤى أو أحلام، وتُسمع أصوات من السماء، وتهبط السحب لستر الأمناء في وقت الخطر، كما تفتك الصواعق بأعدائهم، وقوات الطبيعة المخيفة من زلازل ورياح ونيران تبعث الرعب في قلوب الفجار.
والسمة البارزة في الأعمال أبو كريفية هي ظهور المسيح بأشكال متعددة، فمرة يظهر في هيئة رجل عجوز، ومرة في هيئة فتى، ومرة أخرى في هيئة طفل، ولكن الأغلب أن يظهر في صورة هذا الرسول أو ذاك (من الغريب أن أوريجانوس يذكر تقليدًا كان شائعًا في عهده بأن يسوع كانت يستطيع في حياته أن يغير شكله وقتما وكيفما يشاء، ويقول إن هذا كان السبب في ضرورة قبلة يهوذا الخائن (انظر مرقس 16: 9 و12).
الزهد الجنسي:
ويجب أن لا يُفهم مما سبق أن الأعمال الأبوكريفية بما تحفل به من الإسراف في الروايات الرومانسية وتفاصيل الخوارق، كان الهدف الوحيد منها هو تعظيم الرسل وإشباع الرغبة السائدة في العجائب، بل كان لها غاية عملية هي إثبات وإشاعة نوع من المسيحية يُنادي بالامتناع الصارم عن العلاقات الجنسية كالمطلب الأدبي الأساسي. فهذا الزهد الجنسي هو الموضوع الرئيسي في هذه الأعمال. فكفاح الرسل واستشهادهم إنما حدث نتيجة كرازتهم بوجوب طهارة الحياة الزوجية، ولنجاحهم في إقناع الزوجات بتجنب مخالطة أزواجهن. فكل أسفار الأعمال الأبوكريفية تتخللها فكرة أن الامتناع عن الزواج هو أسمى شرط للدخول إلى الحياة الفضلى وربح السماء. فالإنجيل في جانبه العملي (على حد العبارة البليغة في أعمال بولس) هو “كلمة الله بخصوص ضبط النفس والقيامة”.
التعاليم الهرطوقية:
وعلاوة على هذه الصبغة التقشفية، فإن الأعمال الأبوكريفية لا تخلو من هرطقات، فجميعها – باستثناء أعمال بولس – تمثل فكرًا دوسيتيا أي أن حياة المسيح على الأرض لم تكن إلا خيالًا غير حقيقي. وتبرز هذه الفكرة بشدة في أعمال يوحنا حيث نقرأ فيها أن يسوع عند سيره لم تكن أقدامه تترك أثرًا، وأنه عندما كان الرسول يحاول أن يمسك بجسد المسيح كانت يده تخترق الجسد بلا أي مقاومة، وأنه بينما كانت الجموع تحتشد حول الصليب ويسوع معلق عليه أمام أنظار الجميع، كان السيد نفسه يتقابل مع تلميذه يوحنا على جبل الزيتون، فلم يكن الصلب إلا منظرًا رمزيًا، فالمسيح تألم ومات في الظاهر فقط. وارتبطت بهذه الأفكار الدوسيتية أفكار انتحالية (مودالزم) ساذجة لا تفرق بين الآب والابن.
المشاعر الدينية:
بالرغم من هذا الانطباع السيئ الذي يخلقه هذا الطوفان من تفاصيل الخوارق والتهاويل، وبالرغم من الجو السائد للزهد الجنسي والمفاهيم العقائدية الخاطئة، فإن الإنسان لا يسعه – أمام كثير من الأجزاء منها – إلا أن يحس بنشوة الحماس الروحي، وبخاصة في أعمال يوحنا وأندراوس وتوما حيث توجد أجزاء (أناشيد وصلوات ومواعظ) تبلغ أحيانًا حد الروعة والجمال الشعري وتتميز بدفء ديني وحماسة صوفية وقوة أدبية. فالمحبة الصوفية للمسيح – رغم أنها كثيرًا ما ارتدت فكرًا غنوسيًا – ساعدت على تقريب المخلص للناس بإشباع أعمق أشواق النفس للخلاص من سلطان الموت المظلم. فالخرافات البالية وبقايا الوثنية الظاهرة، يجب ألا تعمي أبصارنا عن أن في هذه الأعمال الأبوكريفية – رغم التشويه الشديد – صورًا للعقائد المسيحية في تلك العصور. وأن كثيرين من الناس تثبت إيمانهم بقوة المسيح المخلص من خلالها.
أصلها:
هناك دوافع كثيرة وراء ظهور كتب مختلفة عن حياة وأعمال الرسل:
1 – التقدير الكبير للرسل كمستودع للحق المسيحي:
ففي العصر الرسولي كان السلطان الوحيد – بعد أسفار العهد القديم – بين الجماعات المسيحية هو “الرب” نفسه، ولكن بعد أن انتهت هذه الفترة الخصبة وأصبحت ماضيًا، أصبح الرسل “الاثنا عشر ومعهم الرسول بولس) هم المرجع بعد المسيح لضمان استمرارية أسس الإيمان، فقد أخذوا وصايا الرب عن طريقهم (2 بط 3: 2)، فنجد أغناطيوس في رسائله، يعطي الرسل مكانة سامية كرسل المسيح، فكل ماله سند رسولي كان معتمدًا عند الكنيسة، وكان سلطان الرسل معترفًا به في كل العالم، فقد ذهبوا إلى كل العالم للكرازة بالإنجيل، فبناء على الأسطورة التي جاءت في بداية أعمال توما، قسم الرسل مناطق العالم فيما بينهم. وكانت النتيجة الحتمية للمكانة الرفيعة التي وضعوا فيها الرسل، كمعاقل الحق المسيحي، أن زاد الاهتمام بالقصص المتناقلة عن أعمالهم، والحاجة إلى مضاعفة الكتب التي تقدم تعاليمهم بكل تفصيل.
2 – الفضول:
فسفر أعمال الرسل القانوني لم يعتبر كافيًا لإشباع الرغبة في معرفة حياة الرسل وتعاليمهم، فبعض الرسل قد تجاهلهم سفر الأعمال، كما أن المعلومات عن بطرس وبولس لا تزيد عن لمحات من أحداث حياتهما. وفي مثل هذه الظروف تصبح أي معلومات غير موجودة في سفر الأعمال القانوني، مطلوبة بشدة. وحيث أن التاريخ الصحيح لكل رسول من الرسل كان قد لفه الغموض، اخترعت الأساطير لإشباع الفضول النهم. والسمة البارزة في هذه القصص المخترعة، هي الشهادة عن المستوى البالغ الرفعة الذي وصل إليه تقدير الرسل في فكر الشعب.
3 – الرغبة في السلطان الرسولي:
كما حدث في الأناجيل الأبوكريفية، كذلك كان الدافع إلى تزايد الروايات المنسوجة حول الرسل، هو الرغبة في إضفاء أهمية كبيرة على بعض المفاهيم المتعلقة بالحياة، والتعاليم المسيحية التي سادت بعض الدوائر، وذلك بنسبها إلى الرسل. فبجانب الصورة الصحيحة للمسيحية والمعترف بها عند الجميع، وجدت – وبخاصة في أسيا الصغرى – مسيحية شعبية بأنماط منحرفة للحياة، فمن الجانب العملي، نظروا إلى المسيحية كنظام للتقشف لا يشمل الامتناع عن الأطعمة الحيوانية والخمر فحسب، بل أيضًا وأساسًا الامتناع عن الزواج، فكانت البتولية هي المثل الأعلى للمسيحية، وكان الفقر والأصوام أمورًا ملزمة للجميع. وتسود هذه الروح كل أسفار الأعمال الأبوكريفية. والخطة الواضحة فيها هي تأكيد ونشر هذا النموذج التقشفي، بإظهار أن الرسل كانوا يدافعون بحماس عنه، كما أن الطوائف الهرطوقية استخدمتها وسيلة لنشر عقائدها الشاذة، وسعوا لاستبدال تعليم الكنيسة الجامعة النامية، بتعاليم غريبة ادعوا أنها تعاليم رسولية.
4 – مكانة الكنائس المحلية:
كان هناك سبب جانبي لتلفيق هذه الأساطير عن الرسل، وهو رغبة بعض الكنائس في وجود سند لما تدعيه من أن مؤسسها هو أحد الرسل، أو أنها كانت على صلة بهم. وفي بعض الحالات كان ما يقولونه عن دائرة خدمة أحد الرسل، له سند صحيح، ولكن في حالات أخرى، هناك دلائل قوية على أنها مجرد اختلاق لإعطاء مكانة بارزة لكنيسة محلية.
ثانيا – مصادرها:
1 – سفر الأعمال الكتابي:
فيمكن عمومًا القول بأن أسفار الأعمال الأبوكريفية مملوءة بالتفاصيل الأسطورية، وقد بذلت في اختلاقها كل الجهود للإيحاء بصحتها التاريخية، فإنها كثيرًا ما تذكر أحداثًا وردت في سفر الأعمال الكتابي، فالرسل يلقون في السجون ويخرجون منها بمعجزة، والذين يتجددون يستضيفون الرسل في بيوتهم، ويتكرر وصف عشاء الرب بأنه “كسر الخبز” (أع 2: 42 و46) بصورة تلاءم أغراضهم، حيث لا يرد ذكر للخمر في صنع العشاء الرباني.
وفي أعمال بولس، واضح أن المؤلف، استخدم سفر الأعمال الكتابي كإطار لروايته، وذلك لإضفاء صبغة الصحة التاريخية على هذه التلفيقات المتأخرة، لكي تنال قبولًا لدى القارئ. واستنادهم الواضح على سفر الأعمال الكتابي دليل قوي على أنه كان له اعتباره السامي الرفيع في الوقت الذي كتبت فيه هذه الأسفار الأبوكريفية.
2 – التقاليد:
فهذه الصبغة الأسطورية لأسفار الأعمال الأبوكريفية، لا تمنع احتمال صحة بعض التفاصيل في الزيادات عما في سفر الأعمال الكتابي، فلا بد أنه كانت هناك تقاليد كثيرة عن الرسل – لها أساس تاريخي صحيح – احتفظت بها الجماعات المسيحية. ولا بد أن بعض هذه التقاليد وجدت لها مكانًا في كتابات، كان بعض أهدافها – على الأقل – إشباع الفضول العام لمعرفة أشمل عن الرسل. ويقينًا يوجد شيء من الحقيقة التاريخية بين طيات قصة بولس وتكلة (أعمال بولس)، فوصف شكل بولس الوارد في هذه القصة، من المحتمل جدًا أن يكون له أساس تاريخي صحيح، ولكن يجب القول بأن دلائل وجود تقاليد يعتمد عليها، ضئيلة جدًا، فالبذور القليلة من الحقيقة التاريخية، مدفونة في أكوام من الأساطير التي لا شك في زيفها.
3 – أدب الرحلات:
ومع وجود هذا الارتباط بين أسفار الأعمال الأبوكريفية وبين سفر الأعمال الكتابي، ورغم وجود بعض التقاليد الصحيحة بين طياتها، إلا أنه مما لا شك فيه أنها في مجموعها من اختراع الروح الهيلينية التي تجد لذتها في الخوارق والمعجزات. وأكثر صور الأدب، التي تكاد تترك طابعها على كل صفحة من أسفار الأعمال الأبوكريفية، هي الكتابات الرومانسية عن الرحلات. وأكبر مثل للروايات الخيالية، حياة الكارز الفيثاغوري صانع المعجزات، أبولونيوس من تيانا المتوفي في ختام القرن الأول، والأعمال العجيبة التي يقال إنه كان يعملها في أثناء تجواله والتي نقلت – بشكل أقل إثارة – إلى غيرة من المعلمين. وفي هذا الجو من الخيالات، ولدت أسفار الأعمال الأبوكريفية. فأعمال توما تذكرنا بقصة أبولونيوس، فكما ذهب توما إلى الهند، هكذا ذهب أبولونيوس فيثاغورس إلى الهند، بلاد العجائب، وهناك كرز “بحكمة معلمه”.
4 – الشهادة الكنسية:
يبدو من إشارة كاتب الوثيقة الموراتورية (بيان بالأسفار المعترف بها في الكنيسة في حوالي 190 م.) إلى سفر الأعمال الكتابي، أنه ربما كان يشير إلى سفر آخر للإعمال، فهو يقول: “أعمال كل الرسل موجودة في كتاب واحد، فقد كتبها لوقا ببراعة لثاوفيلس، في حدود ما وقع منها تحت بصره، كما يظهر ذلك من عدم ذكره شيء عن استشهاد بطرس أو رحلة بولس من روما لأسبانيا”.
وفي القرن الثالث نجد تلميحات خاطفة لبعض أسفار الأعمال الأبوكريفية، ولكن في القرن الرابع كثرت الإشارات إليها في كتابات الشرق والغرب على السواء. وسنذكر هنا أهم هذه الإشارات:
1 – شهادة كتاب الشرق:
أول كتاب الشرق الذين ذكروا صراحة الأعمال الأبوكريفية، هو يوسابيوس (المتوفى في 340 م.)، فهو يذكر “أعمال أندراوس وأعمال يوحنا وأعمال الرسل الآخرين”، وكانت من الهوان بحيث لم يحسب أي كاتب كنسي أنها أهلًا لأن يستشهد بها، فأسلوبها وتعليمها ينمان بكل وضوح عن مصدرها الهرطوقي، لدرجة تمنع من وضعها حتى بين الكتب الزائفة، بل رفضوها تمامًا باعتبارها سخيفة وشريرة. ويصرح أفرايم (المتوفي 373 م.) بأن أسفار الأعمال كتبها الباردسانتيون لينشروا باسم الرسل ما هدمه الرسل أنفسهم. ويكرر أبيفانيوس (حوالي 375 م.) الإشارة إلى أسفار أعمال كانت تستخدم بين الهراطقة. ويعلن أمفيلوكيوس من أيقونية، وكان معاصرًا لأبيفانيوس، أن كتابات معينة كانت تنطلق من دوائر الهراطقة وهي “ليست أعمال الرسل، بل روايات شياطين”. كما أن مجمع نيقية الثاني (787 م.) يحتفظ لنا بعبارة أمفيلوكيوس آنفة الذكر، وقد بحث موضوع الكتابات الأبوكريفية، وبصورة خاصة أعمال يوحنا – التي كان يستند إليها معارضو الأيقونات – وقد وصفها المجمع بأنها “الكتاب المقيت” وأصدر ضده هذا القرار: “لا يقرأه أحد، وليس ذلك فقط، بل نحكم بأنه مستحق أن يلقى طعامًا للنيران”.
5 – شهادة الغرب:
وتكثر الإشارات إلى هذه الأعمال منذ القرن الرابع، فيشهد فيلاستريوس من برسكيا (حوالي 387 م) بأن الأعمال الأبوكريفية كانت مستخدمة عند المانيين، ويقول إنها وإن كانت لا تليق قراءتها للجمهور، إلا أن القارئ الناضج يمكن أن يستفيد منها. وسبب هذا الحكم المنحاز يكمن في النزعة التقشفية في هذه الأعمال، والتي كانت تتمشى مع الاتجاه السائد في الغرب في ذلك الوقت. ويشير أوغسطينوس مرارًا إلى الأعمال الأبوكريفية بأنها كانت تستخدم عند المانيين ووصمها بأنها من تأليف “ملفقي الخرافات”. لقد قبلها المانيون واعتبروها صحيحة، وفي هذا يقول أوغسطينوس: “لو أن الناس الأتقياء المتعلمين الذين عاشوا في زمن مؤلفيها، وكانوا يستطيعون الحكم عليها، قد أقروا بصحتها، لقبلتها سلطات الكنيسة المقدسة”. ويذكر أوغسطينوس أعمال يوحنا وأعمال توما بالاسم، كما أنه يشير إلى أن ليوسيوس هو مؤلف الأعمال الأبوكريفية. ويذكر تريبيوس، من استورجا، أعمال أندراوس وأعمال يوحنا وأعمال توما وينسبها للمانيين. ويندد تريبيوس، بالتعليم الهرطوقي في أعمال توما عن المعمودية بالزيت عوضًا عن الماء، ويدين هذه الهرطقة. ويذكر أن ليوسيوس هو مؤلف أعمال يوحنا. كما أن المرسوم الجلاسياني يدين أعمال أندراوس وتوما وبطرس وفيلبس وينعتها بأنه أبو كريفية. ونفس هذا المرسوم يدين أيضًا “كل الكتب التي كتبها ليوسيوس تلميذ الشيطان”.
6 – فوتيوس:
أما أكمل وأهم الإشارات إلى الأعمال الأبوكريفية فهي ما جاء بكتابات فوتيوس بطريرك القسطنطينية في النصف الثاني من القرن التاسع، ففي مؤلفه “ببليوتيكا” تقرير عن 280 كتابًا مختلفًا قرأها في أثناء إرساليته لبغداد، وكان بينها كتاب “يقال عنه تجولات الرسل الذي يشتمل على أعمال بطرس ويوحنا وأندراوس وتوما وبولس. ومؤلفها جميعًا – كما يعلن الكتاب نفسه بكل وضوح – هو ليوسيوس كارنيوس”. ولغتها خالية تمامًا من النعمة التي تتميز بها الأناجيل وكتابات الرسل، فالكتاب غاص بالحماقات والمتناقضات، وتعليمه هرطوقي، وبخاصة أنه يعلم بأن المسيح لم يصبح مطلقًا إنسانًا حقيقيًا، وأن المسيح لم يصلب بل صلب إنسان آخر مكانه، وأشار إلى تعليم التقشف والمعجزات السخيفة في هذه الأعمال، وإلى الدور الذي لعبه كتاب أعمال يوحنا في صراع معارضي الأيقونات.
ويختم فوتيوس بالقول: “بالاختصار يحوي هذا الكتاب عشرات الآلاف من الأشياء الصبيانية التي لا تصدق، السقيمة الخيال، الكاذبة، الحمقاء، المتضاربة، الخالية من التقوى والورع، ولا يجافي الحقيقة كل من ينعتها بأنها نبع وأم كل الهرطقات”.
ثالثًا – إدانة الكنيسة لها:
هناك إجماع في الشهادات الكنسية على الطابع العام للأعمال الأبوكريفية، فهي كتابات استخدمتها الطوائف الهرطوقية، أما الكنيسة فاعتبرتها غير جديرة بالثقة بل ومؤذية. ومن المحتمل أن مجموعة الأعمال المحتوية على الخمسة الأجزاء التي أشار إليها فوتيوس، كانت من تأليف المانيين في شمالي أفريقيا، الذين حاولوا أن يحملوا الكنيسة على قبولها عوضًا عن سفر الأعمال الكتابي الذي رفضه المانيون، وقد وصمتها الكنيسة بالهرطقة. وأصرم حكم هو الذي أصدره ليو الأول (حوالي 450 م.) فأعلن أنها: “لا يجب منعها فقط، بل يجب أن تجمع وتحرق، لأنه وإن كان فيها بعض الأشياء التي لها صورة التقوى، إلا إنها لا تخلو مطلقًا من السم، فهي تعمل خفية بغواية الخرافات، حتى تصطاد في حبائل الضلالات، كل من تستطيع خداعهم برواية العجائب”. فأعمال بولس، التي لا يبدو فيها هرطقة واضحة، شملها الحرم الكنسي على أساس أنها جاءت في ختام المجموعة. على أي حال، إن الكثيرين من معلمي الكنيسة، ميزوا بين تفاصيل الخوارق وبين التعاليم الهرطوقية، فرفضوا الثانية وأبقوا على الأولى.
رابعًا – الكاتب:
ينسب فوتيوس الأعمال الخمسة لمؤلف واحد هو ليوسيوس كارنيوس، كما أن الكتّاب الأوائل نسبوا أسفارًا معينة فيها إلى ليوسيوس كارنيوس، وعلى الأخص – بشهادة عدد كبير من الكتَّاب – أعمال يوحنا. وكما يتضح من هذه الأعمال، يدّعى المؤلف بأنه كان تابعًا ورفيقًا للرسول. ويذكر أبيفانوس شخصًا اسمه ليوسيوس كان من حاشية يوحنا، ولكن ملحوظة أبيفانوس هذه، مشكوك في صحتها ولعلها نتجت عن خلطه بين ليوسيوس وأعمال يوحنا. ونسبة هذه الأعمال لتلميذ ليوحنا ستظل موضع شك إذ أن الأرجح أنها ليست كذلك. ومهما كان الأمر فإنه عندما جمعت هذه الأعمال في مجموعة واحدة، نسبت جميعها إلى المؤلف المزعوم لأعمال يوحنا، وعلى الأرجح حدث هذا في القرن الرابع، رغم أنه من الواضح أن الأعمال جميعها ليست بقلم كاتب واحد (وأكبر دليل هو الاختلاف الواضح في الأسلوب) وإن كان يوجد بعض التشابه بين البعض منها، إما لأنها لمؤلف واحد أو لأنها أخذت عن مصدر واحد.
خامسًا – العلاقة بين أسفار الأعمال المختلفة:
كان واضحًا منذ العصور القديمة وجود ارتباط بين مختلف أسفار الأعمال، ولا شك في أنه على أساس هذا الارتباط جمعت في مجموعة واحدة تحت اسم مؤلف واحد، فالبعض يرون تشابهًا كبيرًا بين أعمال بطرس وأعمال يوحنا، وأنهما من إنتاج مؤلف واحد، ويرى البعض الآخر أن الأول بني على الثاني، بينما يرى آخرون أن هذا التشابه نتيجة مدرسة لاهوتية واحدة، وجو كنسي واحد. كما أن أعمال أندراوس فيها وجوه شبه كثيرة مع أعمال بطرس. وعلى أي حال، فإنها جميعها تسودها روح الزهد، وفي جميعها يبدو المسيح في صورة رسول، وفي جميعها أيضًا تزور النساء الرسول في السجن. أما من جهة التعليم اللاهوتي، فأعمال بولس تقف وحدها ضد النزعة الغنوسية، أما الأعمال الأخرى فتتفق في نظرتها الدوسيتية لشخص المسيح، بينما نرى في أعمال يوحنا وأعمال بطرس وأعمال توما نفس التعليم الصوفي الغامض عن الصليب.
سادسًا – قيمتها:
أ – كتاريخ:
لا قيمة إطلاقًا لأسفار الأعمال الأبوكريفية من جهة الإلمام بحياة الرسل وأعمالهم، ولعل الاستثناء الوحيد لذلك هو الجزء المختص ببولس وتكلة في أعمال بولس. وهنا أيضًا تضيع الحقائق التاريخية في أكوام من الأساطير. ودوائر خدمة الرسل – كما ذكرت في هذه الأعمال – لا يمكن قبولها بدون مناقشة رغم أنها قد تكون مستقاة من مصادر جديرة بالثقة. وعلى وجه العموم فإن الصورة المرسومة في أسفار الأعمال الأبوكريفية لجهود الرسل الكرازية هي صورة كاريكاتيرية غريبة غير متناسقة.
ب – كتسجيل للمسيحية في العصور الأولى:
رغم أن أسفار الأعمال الأبوكريفية لا قيمة تاريخيه لها، إلا أنها عظيمة القيمة فيما يختص بإلقاء الضوء على الفترة التي كُتبت فيها، فهي ترجع إلى القرن الثاني، وهي منجم عني بالمعلومات عن المسيحية في صورتها العامة في ذلك الوقت، فهي تعطينا صورة حية للمسيحية في مواجهة الطوائف السرية المتطرفة والمذاهب الغنوسية التي ازدهرت في تربة أسيا الصغرى، فنرى فيها الإيمان المسيحي مشوبًا بروح الوثنية المعاصرة ونرى الإيمان بالمسيح الله المخلص الذي أشبع الشوق العارم للفداء من قوات الشر، مع بعض عناصر باقية من البيئة الوثنية:
1 – نرى في هذه الأسفار صورة للمسيحية في صورتها العامة تحت تأثير الأفكار الغنوسية بالمقابلة مع غنوسية المدارس التي تتحرك في مجال المفاهيم الأسطورية، والتجريدات الباردة والتهويمات الخادعة. ويكمن خلف الغنوسية، احتقار الوجود المادي. وفي مسيحية أسفار الأعمال الأبوكريفية نجد النتيجة العملية لهذين الفكرين النابعين من هذا الموقف المبدئي: مفهوم دوسيتي عن شخص المسيح، ونظرة تقشف للحياة. وفي الدوائر الشعبية، لم يكن للمسيح سوى القليل من سمات يسوع التاريخي، كان هو الله المخلص فوق كل الرياسات والسلاطين، وبالاتحاد به تخلص النفس من أعمال الشر الرهيبة وتدخل إلى الحياة الحقيقة. وحياة المسيح كإنسان تسامت حتى أصبحت مجرد مظهر، وبخاصة آلام المسيح التي كانت تفهم بطريقة رمزية، فأحيانا يرون فيها صورة لوجود المسيح في كنيسته يقاسم المؤمنين آلام الاستشهاد، وأحيانا يرون في قصة آلام المسيح رمزًا للآلام البشرية بوجه عام. وأحيانًا يرون فيها كيف أن خطية شعبه وضعفهم وعدم أمانتهم تسبب له آلامًا متجددة على الدوام. ويظهر التأثير الأدبي للغنوسية، في روح التقشف المتزمت، أقوى السمات المميزة لهذه الأعمال.
والحقيقة أن هذه الصورة من الزهد لا نجدها في الدوائر الغنوسية فحسب، بل نجدها في الدوائر الكنسية القديمة كما يبدو من أعمال بولس وغيرها من المصادر. وظهور الصورة المتزمتة من الزهد في المسيحية الأولى أمر مفهوم، فقد كان ميدان المعركة الرئيسية – التي كان على الإيمان المسيحي أن يخوضها ضد الوثنية الهيلينية – هو الطهارة الجنسية. وبالنظر إلى التهتك والخلاعة اللتين شاعتا في العلاقات الجنسية، لا عجب أن يكون رد الفعل المسيحي هو التطرف إلى الناحية الأخرى، وكبح الشهوة الجنسية تمامًا. وهذا الاتجاه في الكنيسة الأولى أكدته الروح الغنوسية، وظهر بوضوح في أسفار الأعمال الأبوكريفية التي ظهرت في الدوائر الغنوسية أو في بيئة شاعت فيها الأفكار الغنوسية. ولابد أنه كان لهذه الروايات الخيالية التي تعني أشد العناية بالطهارة الجنسية، أثرها البالغ في شحن الأذهان ضد العلاقات الجنسية التي تلوث طهارة الروح التي كانوا ينشدونها.
وتوجد مبادئ أخلاقية أخرى في هذه الأسفار تتفق تمامًا مع المبادئ المسيحية.
2 – وأسفار الأعمال الأبوكريفية عظيمة النفع لمعرفة صور العبادة في بعض الدوائر المسيحية، فنجد وصفًا كاملًا لممارسة الفرائض المقدسة في أعمال توما. كما توجد في هذه الأسفار بعض الصلوات التي تنبض بالدفء، والغنية بعباراتها التعبدية.
3 – ونجد بداية استخدام التراتيل المسيحية، في أعمال توما التي توجد فيها تراتيل غنوسية تفيض بالخيال الشرقي.
4 – يبدو في كل هذه الأسفار الاغرام بالخوارق، والحماسة الدينية التي ازدهرت في أسيا الصغرى في القرن الثاني (مثلًا: رقص التلاميذ حول يسوع، في أعمال يوحنا 94).
سابعًا – أثرها:
كان لأسفار الأعمال الأبوكريفية أثر ملحوظ في تاريخ الكنيسة، فبعد أن استقرت المسيحية في حكم قسطنطين، عاد الناس بأبصارهم إلى أيام الجهاد والاضطهاد، واهتموا اهتمامًا شديدًا بأحداث عصر بطولات الإيمان، عصر الرسل والشهداء، فقرأوا أعمال الشهداء بنهم، وبخاصة الأعمال الأبوكريفية التي اعتمدوا عليها كثيرًا لإشباع رغبتهم في معرفة المزيد عن الرسل، مما لا يوجد في الأسفار القانونية. وكانت التعاليم الهرطوقية – التي امتزجت بالأساطير التي نسجوها حول الرسل – سببًا في إدانة السلطات الكنسية لها، ولكن الحرم الكنسي لم يستطع أن يمحو أثر هذه الألوان الزاهية الموجودة في تلك الروايات، وأمام ذلك كرس كتّاب الكنيسة أنفسهم لكتابة التواريخ القديمة بعد استبعاد كل ما هو ظاهر الهرطقة، وأبقوا على الخوارق والمعجزات. ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل استخدمت مادة الأعمال الأبوكريفية بكثرة في تلفيق تواريخ الرسل الآخرين، كما نجد في المجموعة المسماة “أبدياس” من القرن السادس. وكانت النتيجة أنه من القرن الرابع إلى القرن الحادي عشر تزايدت بسرعة المؤلفات عن الرسل “وأصبحت الموضوع المحبوب الذي يقبل على قراءته المسيحيون من أيرلنده حتى جبال أثيوبيا، ومن بلاد العجم حتى أسبانيا” (كما يقول هارناك). كما كتبت الأساطير حول الرسل بالأشعار الدينية، وظهرت هذه الكتابات في تواريخ الشهداء والتقاويم، وأصبحت مواضيع للمواعظ في أيام الصوم، واتسقي منها الرسامون مواضيع لرسومهم. وكتبت حلقات أخرى من هذه الأساطير في الكنائس السريانية والقبطية، وترجمت الأساطير القبطية إلى العربية، ومن العربية إلى الحبشية. وكانت هذه الكتابات أمَّا ولودًا لجميع أنواع الخرافات، وكما يقول هارناك: “أجيال بأكملها من المسيحيين بل أمم بأكملها منهم، قد غشيت أبصارهم وبصائرهم بالمظاهر البراقة لهذه الروايات، فلم يعموا عن رؤية نور التاريخ الصحيح فحسب، بل عميت أعينهم عن رؤية الحق ذاته”، ولا يفوتنا أن نذكر أن المراسلات مع الكورنثيين الواردة في أعمال بولس، قبلتها الكنيستان السريانية والأرمينية واعتبرتاها قانونية.
الأبوكريفا الأعمال – كل منها على حده:
الأعمال الأبوكريفة التي سنتكلم عنها هنا، هي أعمال ليوسيوس التي ذكرها فوتيوس. وهي بصورتها الحالية حدث فيها تنقيح لصالح الفكر الكنسي، ولكنها في أصلها كانت تنتمي للقرن الثاني، ومن العسير أن نعرف كم تختلف هذه الأعمال في صورتها الحالية عما ظهرت عليه أصلًا، ولكن واضح من كثير من النقاط أن التنقيح الذي حدث بهدف حذف الأخطاء الهرطوقية، لم يكن شاملًا فكثير من الأجزاء الواضحة الغنوسية، مازالت موجودة، لأن المنقح – على الأرجح – لم يدرك معناها الحقيقي.
أولا – أعمال بولس:
ويقتبس منها أوريجانوس مرتين في كتاباته التي مازالت محفوظة، ولعل هذا هو سبب الاعتبار الكبير الذي حظيت به في الشرق. وفي المخطوطة الكلارومونتانية (القرن الثالث) – وهي من أصل شرقي – توضع أعمال بولس موضع الاعتبار مع راعي هرماس ورؤيا بطرس. كما أن يوسابيوس – الذي يرفض رفضًا باتًا “أعمال أندراوس وأعمال يوحنا وأعمال سائر الرسل” – يضع أعمال بولس في قائمة الأسفار المشكوك في صحتها مع هرماس ورسالة برنابا وتعليم الرسل وغيرها.
أما في الغرب حيث كان يُنظر بعين الريبة لأوريجانوس، فيبدو أنهم رفضوا أعمال بولس. ولا يرد لها ذكر إلا في كتابات هيبوليتس صديق أوريجانوس، وهو لا يذكرها بالاسم ولكنه يستشهد بصراع بولس مع الوحوش كدليل على صدق قصة دانيال في جب الأسود. ولم يبق من أعمال بولس إلا أجزاء قليلة، ولم يكن يعرف عنها إلا القليل حتى سنة 1904 حين ظهرت ترجمة لنسخة قبطية – غير سليمة الحفظ – نشرها س. شميدت. وظهر أن أعمال بولس وتكلة ليست في الحقيقة إلا جزءًا من أعمال بولس. ومن الملحوظات المذكورة في المخطوطة الكلارومونتانية وغيرها، نستنتج أن هذه الأجزاء التي بين أيدينا لا تزيد عن ربع الأصل:
1. أطول هذه الأجزاء وأهمها هو ما وصل إلينا في كتاب منفصل باسم “أعمال بولس وتكلة” ولا نستطيع أن نقطع بالزمن الذي فصلت فيه عن أعمال بولس، ولكنه لابد حدث قبل المرسوم الجلاسياني (496 م) الذي لا يذكر أعمال بولس، ولكنه يدين “أعمال بولس وتكلة”.
أ. تتلخص القصة في: أن فتاة مخطوبة من أيقونية اسمها تكلة استمعت إلى كرازة بولس عن البتولية وفتنت بها، فرفضت الارتباط بخطيبها. ولتأثير بولس عليها، اُستدعى بولس أمام الحاكم الذي ألقاه في السجن فزارته تكلة، فتعرض كلاهما للمحاكمة، فنُفي بولس من المدينة وحكم على تكلة بالحرق، ولكنها نجت بمعجزة من وسط النار، وأخذت في البحث عن بولس. وعندما وجدته رافقته إلى أنطاكية (وغير واضح إن كانت أنطاكية بيسيدية أو أنطاكية في سوريا)، وفي أنطاكية فتن بها شخص ذو نفوذ اسمه إسكندر، الذي عانقها علنًا في الشارع، فاستهجنت تكلة فعلته ونزعت التاج الذي كان على رأسه، فحكم عليها أن تصارع الوحوش في ميدان الألعاب. وتركت تكلة تحت حراسة الملكة تريفينا التي كانت تعيش وقتئذ في أنطاكية. وعندما دخلت تكلة إلى حديقة المصارعة، لقيت لبؤة حتفها دفاعًا عن تكلة ضد الوحوش، وفي وسط الخطر ألقت تكلة بنفسها في حوض به عجول البحر، وهي تهتف: “باسم يسوع المسيح أعمد نفسي في آخر يوم”. وعندما اقترح البعض أن تمزق تكلة بين الثيران الهائجة، أغمى على الملكة تريفينا فخشيت السلطات مما يمكن أن يحدث، وأطلقوا سراح تكلة وسلموها لتريفينا فذهبت تكلة مرة أخرى للبحث عن بولس، وعندما وجدته أرسلها للكرازة بالإنجيل، فقامت بالكرازة في أيقونية أولًا ثم في سلوقية حيث ماتت. وقد وضعت إضافات متأخرة نهاية تكلة، تقول إحداها إنها ذهبت من سلوقية إلى روما في طريق تحت الأرض وظلت في روما حتى موتها.
ب – ورغم أن قصة تكلة كتبت لإيجاد سند رسولي للبتولية، فمن المحتمل أن يكون لها أساس ضعيف من الصحة، فوجود طائفة قوية باسمها في سلوقية يؤيد الرأي القائل بأن تكلة كانت شخصية تاريخية، كما أن التقاليد عن صلتها ببولس – التي تجمعت حول المعبد الذي بنى في سلوقية تكريمًا لها – هي التي شكلت عناصر هذه الرواية، ولاشك أن فيها بعض الذكريات التاريخية. فتريفينا شخصية تاريخية تأكد وجودها من اكتشاف نقود باسمها، وكانت أم الملك بوليمون الثاني ملك بنطس وقريبة للإمبراطور كلوديوس. وليس هناك ما يدعو للشك في ما جاء في هذه الأعمال من أنها كانت تعيش في أنطاكية في وقت زيارة بولس الأولى لها. كما أن هذه الأعمال واضحة في دقتها الجغرافية، فتذكر الطريق الملكي الذي تقول إن بولس سار فيه من لسترة إلى أيقونية، وهي حقيقة تستلفت النظر، لأنه بينما كان الطريق مستخدمًا في أيام بولس للأغراض العسكرية، أهمل استخدامه كطريق منتظم في الربع الأخير من القرن الأول. ويوصف بولس في هذه الأعمال: “بأنه رجل قصير القامة، أصلغ الرأس، مقوس الساقين، نبيل الأخلاق، مقرون الحاجبين، ذو أنف بارز بعض الشيئ، ممتلىء نعمة، كان يبدو أحيانًا إنسانًا، وأحيانًا أخرى كان يبدو بوجه ملاك”. وقد يكون لهذا الوصف سند يعتمد عليه. ويدافع رمساي (في كتابة “الكنيسة في الإمبراطورية الرومانية” ص. 375) عن احتمال وجود نسخة قصيرة من هذه الأعمال ترجع إلى القرن الأول، وذلك على أساس هذه الملامح التاريخية، ولكن الكثيرين لا يقبلون وجهة نظر رمساي.
ج – كانت أعمال بولس وتكلة واسعة الانتشار، ولها تأثير كبير وذلك للتقدير الواسع لتكلة التي كانت لها مكانة كبيرة بين القديسين باعتبارها “أول أنثى تستشهد”. والإشارات إلى هذه الأعمال في كتابات الآباء قليلة، ولكن الرواية نفسها كانت رائجة جدًا بين المسيحيين في الشرق وفي الغرب على السواء. ووصل التقدير لتكلة أقصى مداه في غاليا. وهناك قصيدة شعرية عنوانها “الوليمة” كتبها كيبريان، أحد شعراء جنوب غاليا، في القرن الخامس، وفي تلك القصيدة تبدو تكلة في مستوى الشخصيات الكتابية العظيمة، وكتاب “أعمال زاسيف وبولكسينا” مأخوذ كله من أعمال بولس وتكلة.
2 – جزء هام آخر من أعمال بولس، هو الجزء الذي يشتمل على ما يُعْرَف بالرسالة الثالثة إلى الكورنثيين، وفيها يذكر أن بولس كان في السجن في فيلبي (ليس في زمن أعمال الرسل 16: 23، ولكن بعد ذلك بوقت). وكان سجنه لسبب تأثيره على ستراتونيس زوجة أبولوفانيس، فالكورنثيون الذين أزعجتهم هرطقة اثنين من المعلمين، أرسلوا خطابًا لبولس يصفون له التعاليم الخبيثة التي تدعي أن الأنبياء لا قيمة لهم، وأن الله غير قادر على كل شيء، وأنه ليست هناك قيامة أجساد، وأن الإنسان لم يخلقه الله، وأن المسيح لم يأت في الجسد ولم يولد من مريم، وأن العالم ليس من صنع الله بل من صنع الملائكة. وقد حزن بولس كثيرًا بوصول هذه الرسالة، وفي ضيق شديد كتب الرد الذي فند فيه هذه الآراء الغنوسية التي ينادي بها معلمون كذبة. ومما يستلفت النظر أن هذه الرسالة التي تستشهد كثيرًا برسائل بولس الكتابية، ورسالة الكورنثيين إلى بولس التي دفعته إلى كتابتها، اعتبرتهما الكنائس السريانية والأرمينية، قانونيتين بعد القرن الثاني، ولم تصل إلينا الصورة الأصلية للرسالة في اليونانية، ولكنها وصلتنا في نسخة قبطية (غير كاملة) ونسخة أرمينية ونسختين مترجمتين لللاتينية (مشوهتين)، علاوة على تناولها في تفسير أفرايم (بالأرمينية). وقد فقدت النسخة السريانية.
3 – علاوة على الجزئين المذكورين أعلاه من أعمال بولس، توجد أجزاء أقل أهمية مثل شفاء الرسول لرجل مصاب بالاستسقاء في ميرا (وهي تتمة لقصة تكلة)، ومصارعة بولس للوحوش في أفسس (مبينة على ما جاء في 1 كو 15: 32)، واقتباسين قصيرين يذكرهما أوريجانوس، وجزء ختامي يصف استشهاد الرسول في زمن نيرون الذي ظهر له بولس بعد موته. كما أن أكليمندس الإسكندري يقتبس فقرة عن إرسالية بولس الكرازية، والتي ربما شكلت جزءًا من أعمال بولس. وربما كانت هذه الأعمال ذاتها هي مصدر حديث بولس في أثينا الذي كتبه جون سالسبوري (حوالي 1156).
المؤلف وتاريخ التأليف: مما ذكره ترتليان نعلم أن مؤلف “أعمال بولس” كان شيخًا من شيوخ أسيا، كتب كتابه “بقصد تعظيم بولس، بإضافات من عنده” وأنه طرد من وظيفته عندما اعترف بأنه فعل ذلك حبًا في بولس “. وشهادة ترتليان هذه يؤيدها الدليل في الكتاب ذاته، حيث أنه – كما رأينا – يظهر معرفة دقيقة بطبوغرافية أسيا الصغرى وتاريخها. وكثير من الأسماء الواردة بهذه الأعمال وجدت في أثار سميرنا، وإن كان من الخطأ أن نستنتج بناء على ذلك أن المؤلف كان من مدينة سميرنا، ولعله كان من مدينة نالت فيها تكلة تقديرًا خاصًا، وكان الدافع له إلى كتابتها هو صلتها ببولس الكارز بالبتولية، بجانب تفنيد بعض الآراء الغنوسية. ولعل تاريخ تأليف أعمال بولس يرجع إلى النصف الثاني من القرن الثاني بين 160 – 180 م.
ورغم أن أعمال بولس كتبت لبيان عظمة الرسول، فإنها تبين بوضوح أن المؤلف لم يكن مؤهلًا لذلك من ناحية المقدرة الفكرية أو اتساع الرؤيا، فالمستوى الفكري لهذه الأعمال هابط جدًا كما أنها فقيرة في مفاهيمها، فالموضوع الواحد يتكرر بدون أي تغيير، والعيوب الظاهرة في خيال المؤلف واضحة في أسلوبه العاري الخالي من الفن. وبه اقتباسات كثيرة من العهد الجديد، والصورة التي يرسمها للمسيحية ضيقة ومن جانب واحد، وهي في جملتها صحيحة، وليس فيها ما يؤيد رأي ليسيوس بأنها مأخوذة عن مؤلف غنوسي. فتكرار أحداث الخوارق، والتقشف الشديد الذي يميز هذه الأعمال، ليسا دليلًا على التأثر بالغنوسية، بل أن التعليم فيها هو ضد الغنوسية، كما نرى في المراسلات بين بولس والكورنثيين: “أن الرب يسوع المسيح ولد من مريم من نسل داود، فقد أرسل الآب الروح من السماء إليها.” ويؤكد قيامة الأموات بقيامة المسيح من بين الأموات، ولكن القيامة قاصرة على الذين يؤمنون بها (وهذه النقطة يبدو أنها من ابتكار المؤلف)، فيقول: “إن مَنْ لا يؤمنون بالقيامة لن يقوموا” ويربط بين الإيمان بالقيامة وضرورة الامتناع تمامًا عن المعاشرات الجنسية، فالأطهار فقط هم الذين يعاينون الله، “فلن يكون لكم نصيب في القيامة إلا إذا ظللتم طاهرين ولم تنجسوا الجسد”. والإنجيل الذي كرز به الرسول كان يتعلق “بضبط النفس والقيامة”. ومحاولة المؤلف تدعيم صورة المسيحية التي كانت سائدة في أيامه، كانت هي الهدف الرئيسي لتأليف الكتاب، فيصور الرسول بولس على أنه رسول هذا المفهوم الشائع. ولإضفاء صورة جذابة على تعليمه، ملئت الصورة بالخوارق والمعجزات لإرضاء ذوق ذلك العصر.
ثانيًا – أعمال بطرس: يوجد جزء كبير (حوالي الثلثين) من أعمال بطرس محفوظًا باللغة اللاتينية، يطلق عليه “أعمال فرسيلي” نسبة إلى مدينة فرسيلي في بيدمونت حيث توجد المخطوطة في مكتبة كنيستها. كما اكتشف جزء منها بالقبطية ونشره في 1903 س. شميدت تحت عنوان “أعمال بطرس” ويرى شميدت أنها جزء من كتاب أخذت منه أعمال فرسيلي، ولكن هذا أمر موضع شك. وهذا الجزء يتعلق بحادثة حدثت في أثناء خدمة بطرس في أورشليم، بينما، “أعمال فرسيلي” – ولعل المقصود منها أن تكون امتدادًا لسفر الأعمال القانوني – تروي قصة الصراع بين بطرس وسيمون الساحر، واستشهاد بطرس في رومية. وما ذكره عنها كتاب الكنيسة (فيلاستريوس من برسكيا، وإيزادور من بلوزيوم وفوتيوس) يؤكد أن “أعمال فرسيلي” هي جزء من أعمال بطرس التي حرمت في مرسوم أنوسنت الأول (405 م) وفي المرسوم الجلاسياني (496 م):
1 – يحتوي الجزء القبطي على قصة ابنة بطرس المفلوجة، ففي أحد أيام الآحاد وبطرس مشغول بشفاء المرضى، سأله أحد الواقفين: لماذا لم يشف ابنته؟ ولكي يبرهن على قدرة الله على إتمام الشفاء على يديه، شفي بطرس ابنته لفترة وجيزة، ثم أمرها أن تعود إلى مكانها وإلى حالتها كما كانت من قبل، وقال إن هذه البلوى قد أصابتها لتخلصها من النجاسة، حيث أن بطليموس قد فتن بها وأراد أن يتخذها له زوجة. وحزن بطليموس على عدم حصوله عليها حتى عمي من البكاء، وبناء على رؤيا، جاء إلى بطرس الذي أعاد له بصره فآمن، وعندما مات ترك قطعة من الأرض لابنة بطرس. وقد باع بطرس تلك القطعة من الأرض ووزع ثمنها على الفقراء. ويشير إلى هذه القصة دون أن يذكر اسم “أعمال بطرس”. كما توجد إشارتان لهذه القصة في أعمال فيلبس. كما تذكر القصة مع أعمال نريوس وأخيلاوس – التي كتبت في عهد متأخر، مع تغييرات واضحة – ويذكر أن ابنة بطرس – التي لم يذكر اسمها في المخطوطة القبطية – كانت تسمى “بترونيلا”.
2 – تنقسم محتويات الأعمال الفرسيليانية إلى ثلاثة أقسام:
أ – الأصحاحات الثلاثة الأولى واضح أنها تكملة لقصة أخرى، ويمكن أن تكون تكملة لسفر الأعمال القانوني، فهي تروي ارتحال بولس إلى أسبانيا.
ب – الجزء الأكبر (من 4 – 32) يصف الصراع بين بطرس وسيمون الساحر في رومية، فلم يمكث بطرس في رومية طويلًا حتى لحق به سيمون – الذي كان “يدعي أنه قوة الله العظيمة” – وأفسد كثيرين من المسيحيين. وظهر المسيح لبطرس في رؤيا في أورشليم وأمره أن يبحر إلى إيطاليا وإذ وصل إلى رومية ثبت المؤمنين، وأعلن أنه جاء لتثبيت الإيمان بالمسيح ليس بالأقوال فقط بل بعمل المعجزات والقوات (إشارة إلى 1 كو 4: 20، اتس 1: 5). وبناء على التماس من الإخوة، ذهب بطرس لمقابلة سيمون في بيت رجل يدعي مارسلوس كان قد أضله الساحر، وعندما رفض سيمون مقابلته، أطلق بطرس كلبًا وأمره أن يبلغ سيمون الرسالة، وكانت نتيجة هذه المعجزة أن تاب مارسلوس. وبعد ذلك جزء يصف إصلاح تمثال مكسور برش الكسر بماء باسم يسوع. وفي تلك الأثناء كان الكلب قد ألقى موعظة على سيمون وأصدر عليه حكم الدينونة بنار لا تطفأ.
وبعد أن أبلغ بطرس بقيامه بمأموريته وتكلم إلى بطرس بأقوال مشجعة، اختفى الكلب عند قدمي الرسول. وبعد ذلك جعل سمكة مشوية تعوم، فتقوى إيمان مارسلوس وهو يرى العجائب التي يصنعها بطرس، فطرد سيمون من بيته بكل احتقار، فاغتاظ سيمون جدًا لذلك، فذهب إلى بطرس يتحداه، فانبرى له طفل عمره سبعة شهور، يتكلم بصوت رجالي، وشجب سيمون وجعله يبكم حتى السبت التالي. وظهر المسيح لبطرس في رؤيا في الليل وشجعه، وفي الصباح حكى بطرس للجماعة انتصاره على سيمون “ملاك الشيطان” في اليهودية. وبعد ذلك بقليل في بيت مارسلوس، الذي “تطهر من كل أثر لسيمون”، كشف بطرس المفهوم الحقيقي للإنجيل. وتظهر كفاءة المسيح لمقابلة كل أنواع الحاجة في فقرة لها صبغة دوسيتية: “سيغريكم حتى تحبوه، هذا العظيم والصغير، هذا الجميل والقبيح. هذا الشاب والقديم الأيام، الذي ظهر في الزمان ولكنه محجوب تمامًا في الأبدية، الذي لم.. تلمسه يد، ولكنه يلمس الآن من خدامه، الذي لم يره جسد ولكنه الآن يرى.. وبعد ذلك في وهج عجيب من النور السماوي، استردت النوافذ المقفلة بصرها ورأت الأشكال المختلفة التي ظهر بها المسيح لهم”.
وتصف رؤية لمارسلوس ظهر له الرب فيها في هيئة بطرس وضرب بسيف “كل قوة سيمون” التي ظهرت في شكل امرأة حبشية سوداء جدًا وفي ثياب رثة. ويأتي بعد ذلك الصراع مع سيمون في الساحة العامة في محضر أعضاء مجلس الشيوخ والولاة، وبدأ الجانبان في المبارزة بالكلام ثم بالأفعال التي برزت فيها قوة بطرس وتفوقت في إقامة الموتى، على قوة سيمون، وهكذا خسر سيمون شهرته في رومية، وفي محاولة أخيرة لاسترداد نفوذه، أعلن أنه سيصعد إلى الله، وطار – أمام الجموع المحتشدة – فوق المدينة. ولكن استجابة لصلاة بطرس للمسيح، وقع سيمون وانكسرت ساقه في ثلاثة مواضع، فنقل من رومية، وبعد أن بترت ساقه مات.
ج – يختم سفر الأعمال الفرسيلياني بقصة استشهاد بطرس (أصحاحات 33 – 41)، فقد استهدف بطرس لعداء الشخصيات من ذوي النفوذ لأنه حرض زوجاتهم على الانفصال عنهم، ونتج عن ذلك القصة المشهورة “كوافاديس”. هرب بطرس من رومية عندما استشعر الخطر، ولكنه قابل المسيح الذي قال له إنه ذاهب إلى رومية ليصلب ثانية، فعاد بطرس وحكم عليه بالموت. وفي مكان تنفيذ الحكم، فسر بطرس سر الصليب. طلب أن يصلب منكس الرأس، وعندما فعلوا به ذلك، شرح في عبارات مصبوغة بالصبغة الغنوسية، سبب رغبته في ذلك. وبعد صلاة صوفية الطابع، أسلم بطرس الروح , وغضب نيرون جدًا لإعدام بطرس بدون علمه، لأنه كان يريد التشفي فيه وتعريضه لأنواع من العذاب. وبناء على رؤية، امتنع عن صب غضبه على المسيحيين واضطهادهم اضطهادًا عنيفًا (قصة استشهاد بطرس موجودة أيضًا في الأصل اليوناني).
قيمتها التاريخية:
واضح مما سبق أن هذه الأعمال ليست إلا أساطير، وليس لها أي قيمة من الناحية التاريخية عن خدمة بطرس، فهي في حقيقتها من اختراع الروح القديمة التي تستغذب الخوارق، والتي ظنت أن قوة المسيحية تعتمد تمامًا على قدرة ممثليها على التفوق على الجميع في امتلاك قوة خارقة.
أما قصة حصول سيمون على نفوذ كبير في رومية وكيف أقيم له تمثال تكريمًا له (أصحاح 10)، فقد يكون لها أساس من الحقيقة، فيقول جستين الشهيد إن سيمون بناء على الأعمال العجيبة التي كان يقوم بها في رومية، كان يعتبر إلهًا وأقيم له تمثال تكريمًا له. ولكن شكوكًا خطيرة قد أحاطت بالقصة كلها من النقوش الموجودة على حجر في قاعدة عامود في رومية عن إله سبيني اسمه سيمو سانكوس، ولعل هذا ما دعا جستين إلى أن يخلط بين هذا التمثال وبين سيمون الساحر، ولعله أيضًا كان الأساس الذي نسجت حوله أسطورة أعمال سيمون في رومية. أما موضوع استشهاد بطرس في رومية فهو أمر قديم، ولكن لا يمكن الركون في ذلك إلى القصة الواردة في أعمال بطرس.
المؤلف وتاريخ التأليف:
لا يمكن الجزم بشيء في موضوع مؤلف أعمال بطرس، فالبعض يعتقدون أنها من تأليف كاتب أعمال يوحنا، ولكن الأمر المؤكد هو أنهما نبتتا في نفس الجو الديني في أسيا الصغرى. وليس هناك إجماع على مكان كتابتها، ولكن بعض التفاصيل الصغيرة مع طبيعة الكتاب، تدل على أن أصله كان في أسيا الصغرى أكثر مما في رومية، فهو يخلو من ذكر أي شيء عن أحوال رومية، بينما هناك تلميحات محتملة عن شخصيات تاريخية عاشت في أسيا الصغرى. أما تاريخ كتابته فيرجع إلى ختام القرن الثاني على الأرجح.
طبيعتها:
استخدم الهراطقة أعمال بطرس، بينما حرمتها الكنيسة، وليس معنى هذا بالضرورة أنها من أصل هرطوقي، وإن كان يستشف منها روح – اعتبرت فيما بعد – هرطوقية، ولكن من المحتمل أنها نشأت داخل الكنيسة في بيئة مصبوغة بشدة بالأفكار الغنوسية، فنجد المبدأ الغنوسي في التشديد بخصوص “فهم الرب” (أصحاح 22). وكذلك نرى الفكرة الغنوسية في أن الكتب المقدسة يلزم أن تكون مصحوبة بتعليم سري مسلم من الرب للرسل، في كثير من الأجزاء (وبخاصة الأصحاح 20)، ففي أثناء وجودهم على الأرض في شركة مع المسيح، لم يكن ممكنًا للتلاميذ أن يفهموا تمامًا كل إعلان الله، فكل منهم رأى ما استطاع أن يراه، فبطرس يقول إنه يسلم لهم ما استلمه من الرب “في سر”. كما يوجد فيها شوائب من الهرطقة الدوسيتية، كما أن الكلمات التي نطق بها بطرس وهو معلق على الصليب توحي بتأثير غنوسي (فصل 73 إلخ.)، ونجد في تلك الأعمال نفس الموقف السلبي من الخليقة والروح التقشفية الواضحة كما في غيرها من الأسفار الأبوكريفية. و “عذارى الرب” لهم مكانة رفيعة (فصل 22)، ويستخدم الماء بدل الخمر في العشاء الرباني. وأشد ما يميز أعمال بطرس هو التشديد على رحمة الله الواسعة في المسيح من نحو المرتدين (وبخاصة في فصل 7)، وهذه الملحوظة التي تكرر كثيرًا هي برهان على وجود الإنجيل الحقيقي في مجتمعات اختلط إيمانها بأغرب الخرافات.
ثالثًا – أعمال يوحنا:
بناء على جدول المخطوطات لنيسيفورس، كانت أعمال يوحنا في صورتها الكاملة تشكل كتابًا في حجم إنجيل متى. وعدد من أجزائة يبدو مترابطًا، وهذه تكون نحو ثلثي الكتاب. وبداية تلك الأعمال مفقودة، وتبدأ الرواية بالفصل 18. ولا نستطيع أن نجزم بشيء عن محتويات الفصول السابقة، وإن كان “بونيت” يرى أن الأربعة عشر فصلًا الأولى تروي تفاصيل رحلة يوحنا من أفسس إلى رومية، ونفيه إلى بطمس، بينما الأصحاحات من 15 – 17 تصف عودته من بطمس إلى أفسس، ولكننا نستبعد هذا لأن الجزء الذي يبدأ بالفصل 18 يصف زيارة يوحنا الأولى لأفسس. ويروي الجزء الأول الموجود من هذه الأعمال (من 18 – 25) أن ليكوميدس “القائد الأول للأفسسيين” قابل يوحنا وهو يقترب من المدينة وتوسل إليه من أجل زوجته الجميلة كليوبترا التي أصيبت بالفالج، وعند وصولهم إلى البيت بلغ الحزن من ليكوميدس مبلغًا سقط معه ميتا، وبعد أن صلى يوحنا للمسيح، شفى كليوبترا ثم أقام ليكوميدس من الموت. ونزولًا على توسلاتهما أقام يوحنا معهما. وفي الفصول من 26 – 29 نجد موضوع صورة يوحنا التي لعبت دورًا بارزًا في مجمع نيقية الثاني، فقد أرسل ليكوميدس صديقًا له ليرسم صورة ليوحنا وعندما تمت، وضعها في غرفة نومه وأقام مذبحًا أمامها وأحاطها بالشموع، ولما اكتشف يوحنا لماذا يأوي ليكوميدس إلى غرفته كثيرًا، اتهمه بعبادة وثن وعلم أن الصورة هي صورته، وصدق ذلك عندما جاءوا له بمرآة ليرى نفسه فيها، فطلب يوحنا من ليكوميدس أن يرسم صورة لنفسه وأن يستخدم في تلوينها الإيمان بالله، الوداعة، المحبة، العفة، إلخ أما صورة الجسد فهي صورة ميتة لإنسان ميت. أما الفصول من 30 – 36 فتروي قصة شفاء امرأة عجوز مريضة، وفي الساحة حيث كانت تجري المعجزات، ألقى يوحنا خطابًا عن بُطل كل الأشياء الأرضية، وعن الطبيعة المدمرة التي للعواطف الجسدية. وفي الفصول 37 – 45 نقرأ أن معبد أرطاميس قد سقط نتيجة لصلاة يوحنا، مما أدى إلى ربح الكثيرين للمسيح. وكاهن أرطاميس الذي قتل عند سقوط المعبد، قام من الموت وأصبح مسيحيًا (46). وبعد سرد عجائب أخرى (إحداهما كانت طرد البق من أحد البيوت)، تأتي أطول قصص هذا الكتاب وهي قصة منفرة عن دروسيانا (62 – 86) نظمتها الراهبة هروزوتيا من جاندرشيم في قصيدة شعرية (القرن العاشر).
والفصول من 87 – 105 تروي حديثًا ليوحنا عن حياة وموت وصعود يسوع، مصبوغًا بالصبغة الدوسيتية، ومنها جزء كبير يتعلق بظهور المسيح في أشكال كثيرة بطبيعة جسده الفريدة. وفي هذا الجزء توجد الترنيمة الغريبة التي استخدمها أتباع بريسليان، والتي يقولون إنها الترنيمة التي رنمها يسوع بعد العشاء في العلية (مت 26: 30) والتلاميذ يرقصون في حلقة حوله ويردون قائلين آمين. وهنا أيضًا نرى التعليم الصوفي الغامض عن الصليب يعلنه المسيح ليوحنا. والفصول من 106 – 115 تروي نهاية يوحنا، فبعد أن خاطب الإخوة وتمم فريضة عشاء الرب بالخبز فقط، أمر يوحنا بحفر قبر، وبعد أن تم ذلك صلى وشكر الرب الذي أنقذه من “الجنون القذر للجسد” وصلى أن يمر بأمان في ظلمة الموت وأخطاره، ثم اضطجع بهدوء في القبر وأسلم الروح.
قيمتها التاريخية:
لسنا في حاجة إلى القول بأن أعمال يوحنا ليس لها أي قيمة تاريخية، فهي نسيج من أساطير كان القصد منها وما حوته من معجزات، أن تغرس في أذهان العامة المفاهيم الدينية ونمط الحياة كما يعتنقها المؤلف. وهذه الأعمال تتفق مع التقليد الثابت بأن أفسس كانت دائرة خدمة يوحنا في أواخر أيامه، ولكن ما يلفت النظر هو ما ذكره المؤلف عن تدمير يوحنا لمعبد أرطاميس، وهو دليل قوي على أن هذه الأعمال لم تكتب في أفسس، لأن معبد أرطاميس دمره القوط في 262 م.
صفتها العامة:
إن أعمال يوحنا هي أكثر تلك الأسفار الأبوكريفية هرطقة، وقد أشرنا آنفًا إلى السمات الدوسيتية، فنرى عقيدة عدم حقيقة جسد يسوع في ظهوره بأشكال مختلفة (88 – 90)، وقدرته على البقاء بدون طعام (93)، وبدون نوم ( “فلم أر عينية مغمضتين قط ولكنهما على الدوام مفتوحتان” 89)، وإنه عندما يمشي لا تترك أقدامه أثرًا (93)، وتغير طبيعة جسده عند اللمس فمرة يكون جامدًا، وتارة لينًا، وأخرى خياليًا تمامًا (89، 93). كما أن صلب يسوع كان مجرد مظهر وهمي (97، 99)، وأن الصعود حدث عقب الصلب الظاهري مباشرة فلا مكان لقيامة شخص لم يمت أصلًا. كما أن الملامح الغنوسية تبدو واضحة في استخفافه بالناموس اليهودي (94)، وفي الاهتمام بتأكيد أن المسيح سلم الرسل تعليمًا سريًا (96)، وفي احتقار غير المستنيرين ( “لا تهتموا بالكثيرين، واحتقروا الذين خارج السر” 100) والأحداث التاريخية لآلام المسيح تحولت تمامًا إلى نوع من الصوفية (101) فهي مجرد رمز للآلام البشرية، والهدف من مجيء المسيح هو أن يمكن الناس من فهم المعنى الحقيقي للآلام وهكذا يتخلص منها (96)، وآلام المسيح الحقيقية هي مانتج عن حزنه على خطايا أتباعه (106)، كما أنه شريك في آلام شعبه الأمين، وفي الحقيقة هو حاضر معهم ليسندهم في وقت التجربة (103). كما أن أعمال يوحنا تبدي نزعة هرطوقية وإن كانت أقل بروزًا من أعمال أندراوس وأعمال توما. ولا نجد في أي مؤلف آخر لمحات أكثر هولًا، مما نرى في أعمال يوحنا، من لمحات عن أعماق الفساد الجنسي، فقصة دروسيانا تلقي نورًا قويًا على الأمور الجنسية الفاضحة التي انتقلت إلى المسيحية الهيلينية. ولكن إلى جانب ذلك، توجد أجزاء تفيض بالمشاعر الدينية الدافئة. وبعض الصلوات تتميز بالحماسة والحرارة (112). وهذه الأعمال تدل على أن المؤلف كانت له موهبة الكتابة، وهي في هذا تختلف عن أعمال بولس.
المؤلف وتاريخ التأليف:
يقول مؤلف أعمال يوحنا عن نفسه بأنه كان رفيقًا للرسول، وقد شارك في الأحداث التي رواها، ونتيجة لذلك فإن القصة بها شيء من الحيوية حتى إنها لتبدو وكأنها تاريخ حقيقي. والمؤلف – بشهادة تعود إلى القرن الرابع – هو ليوسيوس ولكن لا يمكن أن نجزم بشيء عنه. ومن المحتمل أن المؤلف ذكر اسمه في الجزء المفقود. ونعرف أنها قديمة من إشارة إكليمندس السكندري (حوالي 200 م) إلى طبيعة جسد المسيح غير المادية، فهذه العبارة تدل بوضوح على أنه كان يعرف هذه الأعمال، أو سمع عنها، فمن المحتمل أنها كتبت فيما بين 150 – 180 م وأنها كتبت في أسيا الصغرى.
تأثيرها:
كان لأعمال يوحنا تأثير واسع، وعلى الأرجح هي أقدم أعمال، وعنها أخذت سائر أسفار الأعمال التي كتبت بعدها، فأعمال بطرس وأعمال أندراوس شديدة الشبه بأعمال يوحنا، حتى قال البعض إنها كلها من قلم واحد، والأرجح أننا على حق عندما نقول إن مؤلف أعمال يوحنا كان رائدًا في هذا المجال من الروايات التي حيكت حول الرسل، وأن الآخرين ساروا على الدرب الذي فتحه. ونفهم من إشارة أكليمندس الإسكندري أن أعمال يوحنا كانت تقرأ في الدوائر القويمة، ولكن نُظر إليها بعد ذلك بعين الشك، فأوغسطينوس يقتبس جزءًا من الترنيمة (95) التي قرأها في مؤلف بريسلياني أرسله إليه الأسقف سرتيوس، ويعلق بنقد قاس عليها، وعلى الزعم بأنها أعلنت سرًا للرسل. وقد أصدر مجمع نيقية الثاني (787 م) حكمًا شديد اللهجة ضد أعمال يوحنا. ولكن القصص التي جاءت بهذه الأعمال انتقلت إلى الدوائر القويمة وقد استخدمها بروكورس (القرن الخامس) في تأليف رواية عن رحلات الرسول، كما استخدمها أبدياس (القرن السادس).
رابعًا – أعمال أندراوس:
ورد أول ذكر لهذه الأعمال – التي كثيرًا ما يشير إليها الكتاب الكنسيون – في يوسابيوس، فهو يرفضها مع غيرها من الأعمال الأبوكريفية على أنها سخيفة وغير معقولة. ويشير أبيفانيوس إلى هذه الأعمال – عدة مرات – بأنها مستخدمة عند مذاهب هرطوقية كثيرة ممن يمارسون الزهد الشديد. وينسبها الكتّاب الأوائل إلى ليوسيوس مؤلف أعمال يوحنا.
محتوياتها: لم يبق من أعمال أندراوس إلا أجزاء صغيرة. كما يحتفظ لنا أيوديوس من أوزالا (توفي 424 م. – وكان معاصرًا لأوغسطينوس) بجزء صغير، كما يوجد جزء أكبر في مخطوطة من القرن العاشر أو الحادي عشر تحتوي على حياة القديسين عن شهر نوفمبر، يقول عنها بونيت إنها من أعمال أندراوس. وقصة موت أندراوس ترد على جملة صور، والصورة التي يبدو أنها أقربها إلى الأصل، توجد في خطاب مشايخ وشمامسة كنائس أخائية.
1 – والجزء الوارد في أيوديوس عبارة عن فقرتين قصيرتين تصفان العلاقات بين مكسيميليا وزوجها أجيتس، الذي قاومت مطالبه.
2 – أطول جزء من هذه الأعمال يروي سجن أندراوس لإغرائه مكسيميليا بالانفصال عن زوجها أجيتس، لتعيش حياة الطهارة (واسم أجيتس هو في حقيقته اسم شخص ينتسب إلى مدينة أجيا القريبة من باتري التي يقال إن أندراوس كان يعمل بها). ويفتتح الفصل، في وسط خطاب ألقاه أندراوس على الإخوة في السجن، الذي انضموا إليه فيه ليفتخروا بشركتهم مع المسيح وبنجاتهم من أمور الأرض الدنية. وقد زارت مكسيمميليا ورفيقاتها الرسول مرارًا في السجن، وقد جادلها أجيتس وهددها بأنها إذا لم تستأنف علاقاتها معه، فإنه سيعرض أندراوس للعذاب. وأشار عليها أندراوس بمقاومة الحاح أجيتس، وألقى خطابًا عن طبيعة الإنسان الحقيقية، وقال إن العذاب لا يخيفه، فلو أن مكسيميليا خضغت، لتألم الرسول من أجلها، وبمشاركتها له في الآلام تعرف طبيعتها على حقيقتها وهكذا تنجو من الضيق. ثم بعد ذلك عزى أندراوس إستراتوكليس أخا أجيتس الذي أعلن حاجته إلى أندراوس الذي غرس فيه “بذرة كلمة الخلاص”. وبعد ذلك أعلن أندراوس أنه سيصلب في اليوم التالي، فزارت مكسيميليا الرسول مرة أخرى في السجن، “وكان الرب يسير أمامها في صورة أندراوس”. وألقى الرسول خطابًا على جماعة من الإخوة عن خداع إبليس الذي بدا للإنسان أولًا كصديق ولكنه ظهر الآن كعدو.
3 – عندما وصل إندراوس إلى مكان الصلب، رحب بالصليب. وبعد أن ربط إلى الصليب، وعلق عليه، كان يبتسم لإخفاق أجيتس في الانتقام، لأنه (كما قال) “الرجل الذي ينتمي ليسوع، لأنه معروف ليسوع، فهو رجل محصن ضد الانتقام”. وظل أندراوس ثلاثة أيام وثلاث ليال يخاطب الشعب من فوق الصليب، وإذ تأثروا من نبله وبلاغته، ذهبوا إلى أجيتس طالبين منه إنقاذه من الموت. وإذ خشى غضب الشعب ذهب لينزل أندراوس من فوق الصليب، ولكن الرسول رفض النجاة وصلى للمسيح لكي يحول دون إطلاق سراحه. بعد ذلك أسلم الروح، وقد دفنته مكسيميليا، وبعدها بقليل طرح أجيتس نفسه من ارتفاع عظيم ومات.
الصفة العامة:
يظهر الاتجاه الهرطوقي بأقوى صورة في أعمال اندراوس ( وبالنسبة لهذا، ولارتباط أندراوس في التقليد الكنسي بالتقشف الشديد، فهناك مفارقة عجيبة حيث أنه في بعض أجزاء ألمانيا يعتبر أندراوس القديس الحامي للفتيات اللواتي يبحثن عن أزواج. ففي هارز وتورنجن تعتبر ليلة القديس أندراوس (30 نوفمبر) عند الفتيات أفضل وقت لرؤية أزواج المستقبل. وتبدو الروح الغنوسية في التقدير العظيم للإنسان الروحي (6). فالطبيعة الحقيقية للإنسان طاهرة، والضعف والخطية هما من عمل “العدو الشرير الذي هو ضد السلام”، وهو لا يظهر علنًا كعدو لإغواء الناس ولكنه يتظاهر بالصداقة، وعندما يبزغ نور العالم، يرى عدو الإنسان في ألوانه الحقيقية. والخلاص من الخطية يأتي من الاستنارة. والنظرة المتصوفة إلى الآلام (9) تذكرنا بتلك الموجودة في أعمال يوحنا. ومواعظ الرسول تتميز بالجدية والحرارة (فالكلمات تفيض من شفيته “كسيل من نار” 12) وإحساس عميق بالرحمة الإلهية على الخطاة والمجربين.
القيمة التاريخية:
الشيء الوحيد في أعمال أندراوس الذي يمكن أن يكون له أساس تاريخي هو خدمته في باتري على خليج كورنثوس. وهناك اضطراب في التقاليد الكنسية عن دائرة خدمة أندراوس فيما بين سيكيثا وبثينية واليونان، ولكن من المحتمل أن أندراوس جاء إلى اليونان وإنه استشهد في باتري، ومن المحتمل في نفس الوقت أن خدمة أندراوس وصلبه في باتري قد اخترعت لإظهار أن الكنيسة في باتري كنيسة أسسها أحد الرسل.
أما التقليد عن صلب الرسول على الصليب المعروف باسم صليب القديس أندراوس، فهو تقليد متأخر.
خامسًا – أعمال توما:
توجد هذه الأعمال كاملة. ويظهر مدى انتشارها في الدوائر الكنسية، من العدد الكبير من المخطوطات التي تضمها. والأرجح أنها كتبت أصلًا بالسريانية، ثم ترجمت بعد ذلك لليونانية مع إجراء تعديلات فيها لتناسب وجهة النظر الكاثوليكية.
محتوياتها:
في جدول المخطوطات لنيسيفورس، يذكر أن أعمال توما تحتوي على 1600 سطر (كل سطر حوالي 16 مقطعًا) أي حوالي أربعة أخماس إنجيل مرقس، وإذا كان ذلك صحيحًا، تكون الأعمال التي بين أيدينا قد تضخمت كثيرأ، ففي النسخة اليونانية تنقسم هذه الأعمال إلى ثلاثة عشر قسمًا وتنتهي باستشهاد توما. ويمكن إعطاء فكرة عن المحتويات فيما يأتي:
1 – في اجتماع للرسل في أورشليم كان من نصيب توما أن يخدم في الهند، ولم يكن راغبًا في الذهاب، ولكنه رضى بالذهاب عندما باعه الرب لرسول من الملك جوندافورس من الهند. وفي أثناء رحلته إلى الهند وصل توما إلى مدينة أندرابوليس حيث كان يحتفل بعرس ابنة الملك، فاشترك توما في تلك الاحتفالات ورنم ترنيمة عن العرس السماوي، وطلب الملك من توما أن يصلي من أجل ابنته، وبعد أن فعل ذلك، ظهر الرب في هيئة توما للعروسين وربحهما لحياة الامتناع عن الجنس، فغضب الملك لذلك وبحث عن توما ولكن توما كان قد رحل.
2 – لما وصل توما إلى الهند شرع في بناء قصر للملك جوندافورس، فأعطاه أموالًا لهذا الغرض ولكنه وزع المال على الفقراء، ولما اكتشف الملك ذلك وضع توما في السجن ثم عاد وأطلق سراحه عندما علم من أخيه – الذي قام من الأموات – بأن توما قد بنى له قصرًا في السماء، وأصبح جوندافورس وأخو مسيحيين.
3 – وإذ ارتحل شرقًا وجد شابًا كان قد قتله تنين بسبب امرأة رغب فيها كلاهما، ولكن بناء على أمر توما امتص التنين السم من جسم الشاب فمات التنين، وعاد الشاب إلى الحياة واعتنق مبدأ الامتناع عن الجنس، ونصحه الرسول بأن يتجه بعواطفه إلى المسيح.
4 – قصة مهر يتكلم.
5 – إنقاذ توما لامرأة من قوة شيطان نجس. ووصف إقامة فريضة العشاء الرباني (بالخبز فقط) مع صلاة غنوسية.
6 – كيف تبكت شاب عند تناوله من فريضة العشاء، فاعترف بقتله لفتاة رفضت أن تعيش معه في علاقة دنسة، فأقيمت الفتاة من الموت ووصفت حياتها في الجحيم.
7 – توسل قائد اسمه سيفور إلى توما لينقذ زوجته وابنته من شيطان النجاسة.
8 – بينما هو في طريقهم إلى بيت القائد، سقطت البهيمة التي كانت تجر العربة. فتطوعت أربعة حمير وحشية لجرها، وأمر توما أحد الحمير الوحشية أن يطرد الشياطين من المرأتين.
9 – أصغت امرأة اسمها ميجدونيا – زوجة تشاريس أحد أقرباء الملك مسداي – إلى حديث الرسول مما أدى بها إلى رفض مجتمع زوجها، فشكا تشاريس للملك ضد الساحر الذي رقا زوجته، فطرح توما في السجن. وبناء على طلب رفقائه من السجناء صلى توما لأجلهم ورنم ترنيمة , تعرف باسم “ترنيمة النفس”، وهي ترنيمة غنوسية تمامًا.
10 – نالت ميجدونيا ختم يسوع المسيح بعد أن دهنت بالزيت واعتمدت ثم تناولت العشاء الرباني من خبز وماء. وأطلق سراح توما من السجن، ونال سيفور وزوجته وابنته الختم.
11 – أرسل الملك مسداي الملكة ترتيا إلى ميجدونيا لاقناعها، وكانت النتيجة أن ترتيا نفسها اهتدت للحياة الجديدة فجاءوا بتوما للمحاكمة.
12 – وهناك تحدث فازان ابن الملك مع الرسول، فتجدد. فأمر الملك بأن يعذب توما بألواح حديدية محماة، ولكن عندما أحضروها انفجرت المياه من الأرض وغمرت الألواح. ويعقب ذلك خطاب وصلاة لتوما في السجن.
13 – زارت النساء وفازان الرسول في السجن، وبعد ذلك اعتمد فازان والآخرون، وتناولوا من العشاء الرباني، وقد جاء توما من السجن إلى بيت فازان لهذا الغرض.
14 – أمر الملك فقتل توما وخزًا بالرماح، ولكنه بعد ذلك أظهر نفسه حيًا لأتباعه. ثم بعد ذلك شفي ابن لمسداي من روح نجس بواسطة تراب أخذ من قبر الرسول، وهكذا أصبح، مسداي نفسه مسيحيًا.
طبيعة هذه الأعمال واتجاهها:
أعمال توما هي في حقيقتها مبحث في شكل أدب الرحلات، كان الهدف الرئيسي منها إظهار أن الامتناع عن العلاقات الجنسية شرط حتمى للخلاص، وإن كان توما في خطاباته قد شدد على الفضائل المسيحية الإيجابية وبخاصة واجب الرحمة ومجازاتها في قصة بناء القصر السماوي. وواضح أن هذه الأعمال نبتت في الدوائر الغنوسية، واحتضنتها دوائر الهراطقة. وقد نقحت الأعمال الأصلية لتكون أقرب إلى الأرثوذكسية، مع الاحتفاظ بالترانيم وصلوات التكريس التي تحمل ملامح غنوسية، وذلك في الغالب لعدم فهمها، كما يقول ليبسيوس فيما يتعلق “بترنيمة النفس”: “إننا ندين ببقاء هذه القطعة الثمينة من الشعر الغنوسي لجهل المنقح الكاثوليكي الذي لم يفطن لوجود حية الهرطقة الرقطاء رابضة تحت الأزهار الجميلة لهذا الشعر” وهذه الترنيمة – التي كتبها على الأرجح باردسانس مؤسس أحد المذاهب الهرطوقية – تروي في صورة مجازية نزول النفس إلى عالم الحس، ونسيانها لأصلها السماوي. ونجاتها بالإعلان السماوي الذي أيقظها لتعي حقيقة سموها، وعودتها إلى الوطن السماوي الذي منه جاءت ويرى البعض أنه من الخطأ تسميتها “ترنيمة النفس” فيقول “بروخن” إنها بالحري تصف نزول المخلص إلى الأرض، وإنقاذه للنفس التي تعاني من عبودية الشر، ثم عودته إلى ملكوت النور السماوي. ويمكن أن نقول عنها جميعها إنها صورة موسعة مزخرفة لما جاء في الرسالة لفيلبي (2: 5 – 11). ومهما يكن تفسير هذه الترنيمة، فهي قصيدة رائعة الجمال، غنية بالخيال الشرقي. فالتسبيح للمسيح في أحاديث الرسول كثيرًا ما يكون مصوغًا في عبارات سامية، يغمرها دفء المشاعر. وكل أجزاء هذه الأعمال تزخر بالمعجزات والخوارق. فكثيرًا ما يظهر المسيح في شكل توما الذي تمثله هذه الأعمال أخًا توأمًا للمسيح، واسمه الكامل هو يهوذا توما أو يهوذا التوأم. وفي الفصل 55 يوجد وصف لعذابات الدينونة مما يذكرنا برؤيا بطرس.
قيمتها التاريخية:
لسنا في حاجة إلى القول بأن أعمال توما – وهي رواية خيالية هادفة – ليست مصدرًا تاريخيًا لأي معلومات عن توما، وإن كان المؤلف قد استخدم أسماء أشخاص تاريخيين. فالملك جوندا فورس (فندافرا) معروف من مصادر أخرى أنه كان حاكمًا بارثيانيا هنديًا في القرن الأول الميلادي. ومن المشكوك فيه كثيرًا ما تحتفظ به هذه الأعمال من أن توما قد عمل في الهند، فأقدم التقاليد التي نعرفها تقول إن دائرة عمله كانت بارثيا، والتقاليد السريانية تقرر أنه مات في إدسا حيث كرست كنيسة على اسمه في القرن الرابع. كما أن أسطورة أبجر تربط بين توما وإدسا حيث تقول إن تاديوس الذي أسس كنيسة إدسا كان مرسلًا من قبل توما. وفي أعمال توما الموجودة بين أيدينا نجد مجموعة من التقاليد عن الهند وإدسا، فنقرأ (170) أنه بعد موت الرسول بمدة حملت عظامه “إلى مناطق الغرب”. وتقاليد العصور الأولى لا تذكر شيئًا عن استشهاد توما، فبناء على قول لهراكليون الفالنتيني (حوالي 170 م) الذي يقتبسه أكليمندس الكسندري، مات الرسول بهدوء في فراشه. ويسمى الرسول في هذه الأعمال باسم يهوذا توما، كما نجد ذلك أيضًا في تعليم عداي وفي غيرها. ولا شك في أن ما تقوله هذه الأعمال من أن توما كان أخا توأما للمسيح، مبني على معنى اسم توما ( = التوأم) والرغبة في السمو بمكانة الرسول. وفي الفصل 110 (في ترنيمة النفس) إشارة إلى أن مملكة بارثيا مازالت قائمة، وحيث أن مملكة بارثيا انتهت في 227 م، فلا بد أن هذه القصيدة كتبت قبل ذلك التاريخ. ولكن يبدو أن هذه القصيدة لم تكن في الأعمال الأصلية التي لعلها ظهرت في نهاية القرن الثاني.
الأبوكريفا: الرسائل:
ينسب عدد قليل من الرسائل للعذراء مريم، ولكنها من تاريخ متأخر ولا قيمة لها، والرسائل الآتية هي الرسائل الأبوكريفية:
1 – رسالة منسوبة للرب:
يذكر هذه الرسالة يوسابيوس، الذي يقول إنه في أيامه كانت توجد نسخة من الرسالة في سجلات إدسا.
يرسل أبجروس ملك أسروين التي كانت إقليمًا صغيرًا في بلاد بين النهرين، إلى ربنا يطلب منه أن يشفيه فيبسط عليه حمايته. فيرسل الرب رسالة قصيرة يقول له فيها إنه لا يستطيع مغادرة فلسطين، ولكن بعد صعوده سيأتي رسول منه ويشفي أبجروس. وواضح أنها مزيفة، وقد تحولت أسروين فعلًا إلى المسيحية في بداية القرن الثاني، وقد كتبت الأسطورة ونالت الموافقة الرسمية لإثبات أن البلاد قد قبلت الإنجيل منذ الأيام الأولى.
2 – رسالة منسوبة لبطرس:
مواعظ كليمنت هي مؤلف خيالي ينسب إلى أكليمندس الروماني، فقد كتبت حوالي نهاية القرن الثاني أو بداية الثالث، وفي بدايتها توجد رسالة من بطرس إلى يعقوب، وفيها يشير بطرس على يعقوب ألا يظهر الكتاب المحتوي على كرازة بطرس إلا لدائرة محدودة، ويهاجم الرسول بولس هجومًا عنيفًا. وهي على ما هي عليه، إبيونية النزعة، وهي مزورة مثل المواعظ التي ألحقت بها.
3 – رسائل منسوبة لبولس:
(1) الرسالة إلى لاودكية. إن ذكر تلك الرسالة في (كو 4: 16) دفع أحدهم لتزييف رسالة. وهي مكتوبة باللاتينية وتتكون من عشرين عددًا، وهي مجموعة متناثرة من عبارات بولسية سلكت في خيط واحد. وقد ذكرت في المخطوطة الموراتورية (170 م) وكانت واسعة الانتشار في نهاية القرن الرابع. أما الآن فالكل يجمعون على أنها زائفة.
(2) رسالة مفقودة إلى الكورنثيين: ففي (1كو 5: 9) يذكر الرسول رسالة إلى الكورنثيين يبدو أنها قد فقدت. وفي القرن الخامس أدمجت بعد الرسالة الثانية لكورنثوس رسالة قصيرة من الكورنثيين إلى بولس وأخرى من بولس إلى الكورنثيين، وهما موجودتان في السريانية، ويبدو أنهما كانتا مقبولتين في دوائر كثيرة في نهاية القرن الرابع، وهما تكونان جزءأ من أعمال بولس الأبوكريفية، ويرجع تاريخ كتابتهما إلى حوالي 200 م.
4 – رسالة إلى أهل إسكندرية:
لا تذكر إلا في المخطوطة الموراتورية، ولم تصل إلينا مطلقًا.
5 – رسائل بولس لسنيكا:
وهي رسائل بالاتينية، ست منها من بولس، وثمان من سنيكا. ويقول ليتفوت عن هذه الرسائل: الأرجح أن هذه الرسائل قد زيفت في القرن الرابع، إما لتزكية سنيكا عند القراء المسيحيين، أو لتزكية المسيحية عند تلاميذ سنيكا. وكانت واسعة الانتشار في العصور الوسطى.
الأوبكريفا: الأناجيل:
تكون الأناجيل الأبوكريفية جزءًا من المؤلفات الأبوكريفية التي عاصرت تجميع أسفار العهد الجديد القانونية، فكلمة أبوكريفا تعني أنها غير قانونية وهي تشمل، بجانب الأناجيل، الرسائل والرؤى.
مقدمة:
يذكر لوقا في مقدمته أنه في أيامه عندما كان تلاميذ الرب مازالوا أحياء، كان من الشائع أن تكتب وتنشر قصص عن أعمال يسوع وأقواله. بل يقول البعض إنه في نهاية القرن الأول كان لكل كنيسة إنجيلها الخاص بها. ومن المحتمل أن هذه الأناجيل كلها كانت مأخوذة عن الأقوال الشفوية للذين رأوا وسمعوا بل ولعلهم تحادثوا مع الرب. وعدم الرضا عن هذه المؤلفات هو الذي دفع لوقا لكتابة إنجيله. ولكن من المشكوك فيه جدًا الآن أن تكون هذه المؤلفات التي كانت قبل لوقا، هي بعض الموجود بين أيدينا الآن. وقد كان بعض العلماء المشهورين أمثال جروتيوس وجراب ومل يميلون في وقت مضى إلى اعتبار إنجيل العبرانيين وإنجيل الأبيونيين وإنجيل المصريين بين تلك المؤلفات التي أشار إليها لوقا. بل أن بعضهم كان يرى أنه من المحتمل أن إنجيل العبرانيين كتب بعد منتصف القرن الأول بقليل. ولكن الدراسات الحديثة لا تعود بهذه الأناجيل إلى مثل هذا التاريخ المبكر، وإن كان من المحتمل أن إنجيل العبرانيين له تاريخ أسبق من غيره من هذه المؤلفات.
الأناجيل القانونية:
ومهما يكن الأمر، فمما لا شك فيه أنه في ختام القرن الأول وفي بكور القرن الثاني كان الرأي مجمعًا على الاعتراف بالأناجيل الأربعة القانونية.
فايريناوس أسقف ليون (180 م) يعترف بالأربعة الأناجيل، وليس غير الأربعة، بأنها “أعمدة الكنيسة”. وثاوفيلس أسقف أنطاكية (168 – 180 م.)، وتاتيان، والشهيد جستين في دفاعه، يعودون بهذا التقليد إلى تاريخ مبكر جدًا في ذلك القرن، وكما يُثبت “ليدون” بالتفصيل: “لا شطط في القول بأن كل عقد من عقود القرن الثاني يقدم لنا أدلة جديدة على أن الأناجيل الأربعة، وبشكل خاص إنجيل يوحنا، كان لها عند الكنيسة في ذلك العصر نفس المكانة التي لها في الكنيسة الآن” أما محاولة البروفسور بيكون من بيل للغض من قيمة شهادة إيريناوس (الإنجيل الرابع في الميزان – نيويورك 1910) فهي محاولة فاشلة. فهو يؤكد أمورًا ليس عليها دليل، وينكر الحقائق الواضحة الدليل.
وفي القرن الماضي تعرضت الأناجيل فيما يختص بتكوينها وتاريخيتها وصحتها لأدق وأقسى أنواع النقد – وإن كان مثل هذا النقد لم ينقطع من قبل – ويمكن أن يقال انه قد بدأه ستراوس الذي – كما يقول ليدون – هز ضمير كل مسيحي في أوربا عندما نشر أول مؤلفاته “حياة يسوع”. وكانت الأساليب المستخدمة في ذلك الكتاب تتكون في معظمها من تطبيق مباديء النقد – التي استخدمت منذ أربعين سنة قبل ذلك، في تقييم المؤلفات القديمة – على الأسفار المقدسة والأناجيل بخاصة. والجدل الذي أثاره هذا النقد لا يمكن أن يقال إنه قد هدأ. وليس هنا مجال لتفصيل هذا الجدل، بل قد يكفي هنا أن نقول إن مواقف الكنيسة المعهودة أمكن الدفاع عنها بقوة وكفاءة وبخاصة فيما يختص بالأناجيل الأربعة القانونية.
الأبوكريفا: الأناجيل:
مهما كان مصير المؤلفات التي سبقت كتابة إنجيل لوقا، وغيرها مما ظهر في القرن الأول، فإن الأناجيل الأبوكريفية – والتي مازالت موجودة – بدأت تظهر في القرن الثاني عندما تحددت الأسفار القانونية. وفي أيام كتابة هذه المخطوطات، ومع طرق المواصلات المحدودة بين مختلف المواقع، وعندما كانت الكنيسة في طريق التكوين واستكمال تنظيمها، لابد أن تأليف هذه الأناجيل ونشرها كانا أيسر مما عليه الحال الآن. ويبلغ عدد هذه الأناجيل نحو خمسين، ولكن الكثير منها لا توجد منه سوى أجزاء صغيرة أو شذرات متفرقة، ويوجد البعض منها مكتملًا أو ما يشبه ذلك – كما سنرى فيما بعد – ولعل عددها قد تضخم نتيجة إطلاق أسماء مختلفة على المؤلف الواحد. ويذكر هوفمان ثلاثين منها مع بعض الإيضاحات، ويعطي فابريكوس قائمة كاملة بها. وكانت الدوائر الأبيونية والغنوسية شديدة الخصوبة في إنتاج مثل هذه الأناجيل. ويقول سلمون: “من السهل إعطاء قائمة طويلة بأسماء الأناجيل التي يقال إنها كانت مستخدمة عند المذاهب الغنوسية المختلفة، ولكن لا يعلم غير القليل عن محتوياتها، وهذا القليل لا يسمح لنا بأن ننسب لها أي قيمة تاريخية”، فالكثير منها لا نعرف عنه سوى عناوينها مثل إنجيل الباسليديين، وإنجيل كيرنثوس وإنجيل أبلس، وإنجيل متياس، وإنجيل برنابا (غير الإنجيل الموجود حاليًا)، وإنجيل برثلماوس، وإنجيل حواء، وإنجيل فليمون، وكثير غيرها. وكان علماء الكنيسة الأولى والمسئولون فيها يعلمون بوجود هذه الأناجيل وبالهدف من كتابتها. ومما يسترعي النظر أنهم لم يترددوا في نعتها بما تستحقه، فكما يقول إيريناوس، إن الماركونيين أصدروا “عددًا لا يحصى من الكتابات الأبوكريفية المزورة التي زيفوها بأنفسهم لتضليل عقول الحمقى”. كما أن يوسابيوس يقدم لنا بيانًا بالكتب المزيفة التي يدور الجدل حولها: “إنه في مقدورنا أن نميز بين هذه الكتب القانونية وتلك التي يصدرها الهراطقة بأسماء الرسل مثل: إنجيل بطرس، وإنجيل متى، وغيرها، أو مثل أعمال أندراوس ويوحنا وغيرهما من الرسل، التي لم يذكر أحد من كتّاب الكنيسة شيئًا عنها، وفي الحقيقة أن أسلوبها يختلف اختلافًا بيّنًا عن أسلوب الرسل، كما أن أفكارها ومفاهيمها بعيدة جدًا عن أفكارنا ومفاهيمنا القويمة الصحيحة، وهذا دليل على أنها من صنع خيال رجال هراطقة، ومن ثم وجب ألا تحسب بين الكتابات المزيفة فحسب، بل يجب أن ترفض كلية باعتبارها سخيفة ونجسة”. وفي مقدمة وستكوت لدراسة الأناجيل، نجد جدولًا كاملًا – باستثناء ما اكتشف في مصر مؤخرًا – بالأقوال والأفعال التي لم تدون في الأسفار القانونية، والمنسوبة لربنا في كتابات العصور الأولى، وكذلك بيانًا بالاقتباسات من الأناجيل غير القانونية والتي لا نعلم عنها شيئًا سوى هذه الاقتباسات. ويمكن أن نقول إن الهدف من هذه الأناجيل الأبوكريفية، هو أنها إما كتبت لتأييد هرطقة من الهرطقات، أو لتفصيل الأناجيل القانونية بإضافات أسطورية في غالبيتها. ولنبدأ بالنظر في إنجيل العبرانيين.
إنجيل العبرانيين:
إن التاريخ القديم المتفق عليه لهذا الإنجيل، وأغلب الاقتباسات القليلة منه، والاحترام الذي يذكره به الكتّاب الأوائل، والتقدير الذي يلقاه من العلماء عمومًا في العصر الحاضر، كل هذه تجعل له اعتبارًا خاصًا، فرغم ما جاء به من أن الرب قد أمر تلاميذه بالبقاء اثني عشر عاما ً في أورشليم – وهو أمر قليل الأهمية – فإنه يبدو من المعقول أن يحتاج المسيحيون المقيمون في أورشليم وفلسطين إلى إنجيل مكتوب بلغتهم (الأرامية الغربية)، ومن الطبيعي أن يستخدم المسيحيون من شتات اليهود هذا الإنجيل. فالمسيحيون من اليهود – المقيمون مثلًا في الإسكندرية – لابد أنهم استخدموا هذا الإنجيل، بينما الأرجح أن المسيحيين المصريين استخدموا إنجيل المصريين، إلى أن حلت محلهما الأناجيل الأربعة التي قبلتها الكنيسة كلها.
وليس ثمة دليل على أن هذا الإنجيل كان سابقًا للأناجيل الثلاثة الأولى، وبالأولى لم يكن من المؤلفات التي سبقت إنجيل لوقا والتي أشار إليها في مقدمة إنجيله. ويرجع به هارناك – بالاعتماد على وثائق لا سند حقيقيًا لها – إلى المدة من 65 – 100 م. وكان جيروم (400 م) يعلم بوجود هذا الإنجيل ويقول إنه ترجمه إلى اليونانية واللاتينية، وتوجد اقتباسات منه في مؤلفاته وفي مؤلفات أكليمندس السكندري. وعلاقته بإنجيل متى الذي يكاد الإجماع ينعقد على أنه كتب أصلًا بالعبرية (الأرامية) أثارت جدلًا كثيرًا، والرأي السائد بين العلماء أنه لم يكن الأصل الذي ترجم عنه إنجيل متى لليونانية، رغم أنه مؤلف قديم نوعًا. ويميل البعض مثل هارناك وسلمون إلى الاعتقاد بأن إنجيل العبرانيين الذي ذكره جيروم كان إنجيلًا خامسًا كتب أصلًا للمسيحيين الفلسطينيين، ولكن قلت أهميته عندما امتدت المسيحية إلى كل العالم. وعلاوة على إشارتين إلى معمودية يسوع والقليل من أقواله مثل: “لا تفرح أبدًا إلا متى نظرت نظرة الحب إلى أخيك”، “الآن يا أماه أخذني الروح بشعرة من شعري وحملني إلى جبل تابور العظيم”، فأنه يسجل لنا ظهور الرب ليعقوب بعد القيامة، الذي يذكره الرسول بولس (1كو 15: 7) كأحد الأدلة على القيامة. ولكن من الطبيعي أن بولس كان في إمكانه معرفة ذلك من يعقوب شخصيًا كما من الأخبار المتواترة، وليس من الضروري أن يكون قد استقى ذلك من هذا الإنجيل. وهذا هو الخبر الرئيسي الوحيد الذي له أهميته، والذي يضيفه هذا الإنجيل إلى ما نعلمه من الأناجيل القانونية. وبمقارنة ما جاء به عن مقابلة المسيح للحاكم الغني، بما تذكره الأناجيل الثلاثة الأولى، نجد – كما يرى وستكوت – أن الأناجيل الثلاثة تقدم لنا أبسط الصور، ومن ثم فهي أقدم الصور لهذه الحادثة. ويرى بعض العلماء أنه لا بأس من الاستعانة ببعض المقتطفات الموجودة حاليًا من هذا الإنجيل، للإحاطة ببعض جوانب حياة المسيح.
وقد أطلق الأبيونيون اسم “إنجيل العبرانيين” على نسخة مشوهة من إنجيل متى. وهذا يأتي بنا إلى أناجيل الهراطقة:
الأبوكريفا: أناجيل الهراطقة:
(1) إنجيل الأبيونيين:
يمكننا وصف الأبيونيين عمومًا بأنهم المسيحيون من اليهود الذين عملوا على الاحتفاظ – بقدر الإمكان – بتعاليم وممارسات العهد القديم. وهو أصلًا جماعة المتطرفين في مجمع أورشليم المذكورين في (أع 15: 1 – 29). وكثيرًا ما يرد ذكرهم في كتابات الآباء فيما بين القرن الثاني والقرن الرابع. ومن المحتمل أن المجادلات الغنوسية قد فرقتهم شيعًا وأحزابًا، فيقول جيروم – من القرن الرابع – إنه وجد في فلسطين مسيحيين من اليهود يعرفون باسم “ناصرين وأبيونيين”. ولا نستطيع الجزم هل كانا مذهبين منفصلين، أو أنهما كانا جناحين لمذهب واحد من ذوي الآراء المتحررة أو الضيقة. فالبعض مثل هارناك يعتقد أن الاسمين هما لقب مميز للمسيحيين من اليهود، بينما يعتقد البعض الآخر أن الأبيونيين هم جماعة الرجعيين والمذهب الأضيق من المسيحيين اليهود، بينما كان الناصريون أكثر تسامحًا مع من يختلفون معهم في العقيدة والممارسات. فإنجيل الأبيونيين أو إنجيل الاثني عشر رسولًا – كما كان يسمى أيضًا – يمثل مع إنجيل العبرانيين – المذكور سابقًا – الروح المسيحية اليهودية. ويحتفظ لنا أبيفانيوس (376 م) ببعض أجزاء من إنجيل الأبيونيين. ويقول إن الناصريين “لديهم إنجيل متى في صورة أكمل في العبرية” (أي الأرامية)، ولكنه يردف ذلك بالقول: “إنه لا يعلم ما إذا كانوا قد حذفوا سلسلة نسب المسيح من إبراهيم” أي لا يعلم ما إذا كانوا قد قبلوا ولادة المسيح من عذراء أو لم يقبلوها. ولكنه يذكر أيضًا في موضع آخر ما يناقض ذلك، فيقول: “إن الأبيونيين لديهم إنجيل” يسمى الإنجيل بحسب متى “غير كامل وغير صحيح تمامًا بل هو مزور ومشوه، ويسمونه الإنجيل العبري”.
ويذكر وستكوت الأجزاء التي مازالت موجودة من هذا الإنجيل، “وهي تبين أن قيمته ثانوية، وأن المؤلف قد استقى معلوماته من الأناجيل القانونية وبخاصة الأناجيل الثلاثة الأولى، بعد أن جعلها تتفق مع آراء وممارسات الأبيونية والغنوسية”.
(9) إنجيل المصريين:
وكل ما تبقى منه ثلاثة أعداد قصيرة وغامضة إلى حد ما. وهي مذكورة في أحد مؤلفات أكليمندس الإسكندري الذي خصصه لدحض أحد المذاهب الهرطوقية “المنضبطين” الذي كان يرفض الزواج وتناول اللحوم والخمر رفضًا باتًا. ونحن نقابل في رسائل بولس جماعات كانت تقول: “لاتمس ولا تذق ولا تجس” (كو 2: 21) “مانعين عن الزواج وآمرين أن يمتنع عن أطعمة قد خلقها الله للتناول بالشكر” (1 تي 4: 3). فما ذكره أكليمندس: (إنه عندما سألته سالومي: “إلى متى يسود الموت؟” قال لها الرب: “إلى أن تكفوا أنتن النساء عن ولادة أطفال، لأني قد جئت لأقضى على وظيفة المرأة” فقالت سالومي: “ألم أفعل حسنًا بعدم ولادة أطفال؟” فأجابها الرب قائلًا: “كلوا من كل عشب، ولكن لا تأكلوا ما هو مر”. وعندما سألته سالومي: “متى تعلن الأمور التي سألت عنها؟” قال لها الرب: “عندما تدوسين ثياب الخجل، عندما يصبح الاثنان واحدًا ويكون الذكر مع الأنثى لا ذكرًا ولا أنثى).
وهذه الأقوال تختلف بكل تأكيد عن طبيعة أقوال الرب. ويختلف العلماء في العصر الحاضر على مدى مايذهب إليه هذا الإنجيل في هذه الهرطقة، وإلى أي مدى أطاعوه، فمع القليل الذي لدينا عنه، من الصعب أن نصل إلى نتيجة. ولا بد أنه كان يحتوي على أجزاء أخرى جعلت أوريجانوس يحكم عليه بالهرطقة، وقد استخدمه النحشتانيون (نسبة إلى الحية نحشتان) والسابليون. ويرجع تاريخ هذا الإنجيل إلى ما بين 130 – 150 م.
(2) إنجيل ماركيون:
واضح أن الهدف من هذا الإنجيل كان معارضة الأناجيل الأرامية. كان ماركيون من مواطني بنطس وابنا لأحد الأساقفة، استوطن روما في النصف الأول من القرن الثاني، وأسس مذهبًا معارضًا لليهود، ولم يعترف إلا برسائل بولس. وهذا الكتاب مثال ناطق بمدى الحرية التي أباحها الكتّاب لأنفسهم في الأيام السابقة لتحديد الأسفار القانونية، وكيف امتدت هذه الحرية الطائشة إلى أقدس أمور الإيمان، كما يرينا مدى ما ثار من نزاع وصراع حتى تحددت الأسفار القانونية.
رفض ماركيون العهد القديم بأجمعه، ولم يستبق من العهد الجديد سوى إنجيل لوقا، على أساس أنه من مصدر بولسي، بعد حذف الأجزاء التي تستند إلى العهد القديم، كما استبقى عشر رسائل من رسائل بولس بعد حذف الرسائل الرعوية. وكل آباء الكنيسة الأوائل المشهورين يتفقون في حكمهم على ما فعله ماركيون من تشويه في إنجيل لوقا. وترجع أهمية إنجيل ماركيون إلى أن البعض كانوا يزعمون أنه هو الإنجيل الأصلي الذي يعتبر إنجيل لوقا تفصيلًا له، ولكن أبحاث العلماء في ألمانيا ثم في انجلترا قضت على هذه النظرية نهائيًا.
(3) إنجيل بطرس:
حتى أوائل هذا القرن لم نكن نعرف عن هذا الإنجيل أكثر مما نعرف عن كثير من أناجيل الهراطقة السابق الكلام عنها، فقد ذكر يوسابيوس أن إنجيلًا يسمى “إنجيل بطرس” كان مستخدمًا في كنيسة مدينة روسوس في ولاية أنطاكية في نهاية القرن الثاني، وقد ثار الجدل حوله، وبعد الفحص الدقيق، حكم عليه سرابيون أسقف أنطاكية (190 – 203) بالهرطقة الدوسيتية (التي تنكر أن جسد المسيح كان جسدًا حقيقيًا). وينسب أوريجانوس في تعليقه على (مت 10: 17) إلى هذا الإنجيل أنه قال: “يوجد البعض من إخوة يسوع، أبناء يوسف من زوجة سابقة عاشت معه قبل مريم”. ويذكر يوسابيوس إنجيل بطرس بين الأناجيل الهرطوقية المزيفة. ويقول ثيودوريت أحد مؤرخي الكنيسة اليونانيين (390 – 459 م) إن الناصريين استخدموا إنجيلًا اسمه “بحسب بطرس”. كما يشير إليه جيروم أيضًا. وقد حكم بزيف هذا الإنجيل في المرسوم الجلاسياني (496 م). ويقول سلمون (1885 م): “إنه لا توجد أجزاء كثيرة من هذا الإنجيل، وواضح أنه لم يكن واسع الانتشار”، ولكن في السنة التالية عثرت البعثة الفرنسية الأركيولوجية في صعيد مصر – في قبر يظن أنه قبر أحد الرهبان، في أخميم (بانوبوليس) – على رقوق مكتوب عليها أجزاء من ثلاثة مؤلفات مسيحية مفقودة هي: سفر أخنوخ وإنجيل بطرس، ورؤيا بطرس، فنشرت في 1892 وأثارت جدلًا كثيرًا. ونشر علماء مبرزون صورًا طبق الأصل من الإنجيل، وقدروا أن هذه الرقوق تحتوي على حوالي نصف الإنجيل الأصلي، فهي تبدأ من منتصف قصة الآلام بعد أن غسل بيلاطس يديه من كل مسئولية، وتنتهي في منتصف جملة، عندما كان التلاميذ في نهاية عيد الفطير ينصرفون إلى بيوتهم: “لكن أنا (سمعان بطرس الكاتب المزعوم) واندراوس أخي أخذنا شباكنا وذهبنا إلى البحر، وكان معنا لاوي بن حلفى الذي كان الرب..”. ويذكر هارناك حوالي ثلاثين إضافة في إنجيل بطرس لقصة الآلام والدفن (وهي موجودة بالتفصيل في مجلد عن الكتابات “ما قبل نيقية” باسم المخطوطات المكتشفة حديثًا – ادنبرة 1897). لكن دكتور سويت (إنجيل بطرس – لندن – 1893) يقول: “إنه حتى التفاصيل التي تبدو جديدة تمامًا أو التي تتعارض مباشرة مع الأناجيل القانونية، يمكن أن تكون مأخوذة عنها”، ثم يختم بالقول: “إنه بالرغم من كثرة الجديد فيه فليس هناك ما يضطرنا لافتراض استخدام مصادر خارجة عن الأناجيل القانونية”. أما بروفسور أور فيقول إن الأصل الغنوسي لهذا الإنجيل يبدو واضحًا في قصة القيامة والمعالم الدوسيتية فيها – أي أنها صادرة عن الذين يعتقدون أن المسيح لم يكن له إلا شبه جسد – من القول بأن يسوع على الصليب كان صامتًا كمن لا يشعر بألم، ومن صرخة الاحتضار على الصليب: “قوتي، قوتي، لقد فارقتني” بما يعني أن المسيح السماوي قد انطلق قبل الصلب. والبعض يرجع بالإنجيل إلى الربع الأول من القرن الثاني والبعض الآخر إلى الربع الثالث من نفس القرن.
كما يذكر أوريجانوس إنجيلًا يسميه “إنجيل الاثني عشر” توجد شذرات قليلة منه محفوظة في كتابات أبيفانيوس، وهو يبدأ من المعمودية، وقد استخدمه الأبيونيون. ويظن “زاهن” أنه كتب حوالي 170 م. كما جاء بالحرم الذي أصدره البابا جلاسيوس اسمًا إنجيل برنابا وإنجيل برثلماوس، كما أن جيروم ذكر الإنجيل الأخير.
الأبوكريفا: الأناجيل الأسطورية:
في كل هذا النوع من الأناجيل، نلاحظ أن رغبة كتاب الأناجيل غير القانونية في مضاعفة المعجزات، جعلتهم لا يعيرون أي اعتبار للمدة التي مضت من حياة المسيح بين الاثنتي عشرة والثلاثين من العمر، ولعل السبب الرئيسي في ذلك هو أن أخبار هذه الفترة من حياة المخلص، لا تصل بهم إلى هدف عقائدي معين. وحيث لا يمكن الرجوع إلى هذه الوثائق في لغاتها الأصلية، فقد يكون من المفيد أن نشير إلى وجود ترجمة جيدة وكاملة لها في المجلد السادس عشر من كتابات ما قبل نيقية، لكلارك (أدنبرة 1870):
1 – أناجيل الميلاد:
أ – الإنجيل الأوَّلي ليعقوب:
ويظن أنه يعقوب أخو الرب. وكلمة الإنجيل الأوَّلي – وهو عنوان رائع يفترض الكثير ويوحى بالكثير – أطلقه على هذه الوثيقة بوستلوس، وهو رجل فرنسي كان أول من نشره في اللاتينية 1552. وله أسماء مختلفة في المخطوطات اليونانية والسريانية، مثل: “تاريخ يعقوب عن مولد كلية القداسة ودائمة البتولية والدة الله وابنها يسوع المسيح” أما في مرسوم البابا جلاسيوس الذي يستبعده من دائرة الأسفار القانونية، فيسمى “إنجيل يعقوب الصغير الأبوكريفي”. وجاء في هذا الانجيل أن ملاكًا أنبأ والدي مريم، يواقيم وحنة بمولدها، كما أنبأ بعد ذلك مريم بمولد المسيح. وتغطي أصحاحاته الخمسة والعشرون الفترة من ذلك الإعلان إلى مذبحة الأطفال الأبرياء، بما في ذلك فترة تربية مريم في الهيكل، وما جاء في لوقا عن ميلاد المسيح مع بعض الإضافات الأسطورية، ومقتل زكريا بأمر هيرودس لرفضه الإدلاء بمعلومات عن مخبأ أليصابات والطفل يوحنا اللذين نجيا بأعجوبة عند هروبهما من المذبحة بالتجائهما إلى فتحة في الجبل. وفي الأصحاح الثامن عشر يتغير الكلام من ضمير الغائب إلى ضمير المتكلم الذي يستنتج منه بروفيسور أور أن أصل الوثيقة مصدر أسيني أبيوني، وأنها من جمع جملة كتَّاب مما يعلل الاختلاف الكبير في تحديد تاريخ كتابته، فالبعض يرجع به إلى القرن الأول، وزاهن وكروجر يرجعان به إلى العقد الأول من القرن الثاني، ويرجع به آخرون إلى النصف الثاني من القرن الثاني. بينما يرجع به آخرون (مثل هارناك) – في صورته الحالية – إلى منتصف القرن الرابع.
ويقول علماء مبرزون (مثل ساندي في كتابه “الأناجيل في القرن الثاني”) بأن جستين الشهيد قد أشار إليه، مما قد يدل على أنه كان معروفًا في صورة أقدم، في النصف الأول من القرن الثاني، وفي صورته الأخيرة يتضح أن هدف الكاتب كان تأكيد القداسة والاحترام للعذراء، وفيه عدد من الأقوال غير التاريخية. وقد حرمة في الكنيسة الغربية البابوات ديدمسوس (382 م.) وانوسنت الأول (405 م.) والبابا جلاسيوس (496 م.).
ب – إنجيل متى المزيف:
وهو رسائل مزورة بين جيروم وأسقفين طليانيين، مع الادعاء زورًا بأن جيروم قد ترجمها إلى اللاتينية من الأصل العبري. ولا يوجد هذا الإنجيل إلا في اللاتينية ويبدو أنه لم يكن له وجود قبل القرن الخامس. ويستخدم هذا الإنجيل إنجيل يعقوب كثيرًا مع إضافات من مصدر غير معروف (الأرجح غنوسي)، مع معجزات أخرى مأخوذة من إنجيل الطفولة لتوما تتعلق بالرحلة إلى مصر، مع التنويه في بعض هذه المعجزات بأنها كانت إتمامًا لنبوات العهد القديم، فمثلًا في (أصحاح 18) كان سجود التنانين للطفل يسوع إتمامًا لما قاله داود: “سبحي الرب من الأرض أيتها التنانين وكل اللجج” (مز 148: 7)، وفي (أصحاح 19) عندما سجدت له الأسود والنمور ودلتهم على الطريق في البرية، وذلك “بانحناء رؤوسها وهز ذيولها والسجود له باحترام عظيم” على أنه إتمام للنبوة: “يسكن الذئب مع الخروف ويربض النمر مع الجدي.. والأسد كالبقر يأكل تبنًا” (إش 11: 6 و7). وفي هذا الإنجيل يذكر لأول مرة كيف أن الثور والحمار سجدا للطفل يسوع في المزود، وقد استغل الفن المسيحي ذلك كثيرًا. كما أن به الكثير من المعجزات المذكورة في إنجيل الطفولة.
ج – إنجيل مولد مريم:
إنجيل ميلاد مريم كتب في الطليانية، وهو يكاد يسير على نفس الخطوط الموجودة في الجزء الأول من إنجيل متى المزيف، ولكنه أيضًا يختلف عنه بما يدل على أنه كتب بعده وبقلم مؤلف آخر، فهو يحتوي على معجزات أكثر، وزيارة الملائكة يوميًا لمريم في أثناء إقامتها في الهيكل. ويقول هذا الإنجيل إن مريم غادرت الهيكل وهي في الرابعة عشرة من عمرها، بينما في الإنجيل الآخر، يذكر الكاتب – الذي يدعى أنه ابن مريم – إنها غادرت الهيكل في الثانية عشرة من عمرها بعد أن عاشت فيه تسع سنين. وكان يظن لمدة طويلة أنه من تأليف جيروم ومنه صيغت “الأسطورة الذهبية” التي حلت محل الأسفار المقدسة في القرن الثالث عشر في أوربا قبل اختراع الطباعة. وكان من بين الكتب التي طبعت في بعض البلاد (مثل انجلترا) حيث لم يكن طبع الأسفار المقدسة مأمونًا. وما أداه هذا الإنجيل من خدمات للآداب والفن يجب إلا يعمينا عن تلك الحقيقة وهي أنه مزور عن قصد، وبدأ استخدامه في الكنيسة في حوالي القرن السادس عندما أصبحت عبادة مريم أمرًا هامًا في الكنيسة.
د – إنجيل يوسف النجار:
وهو من نفس هذا الصنف من المؤلفات. وقد كتب أصلًا بالقبطية ثم ترجم إلى العربية التي نشر بها مع اللاتينية في 1722 م. وهو مخصص لتمجيد يوسف، وكانت هذه عقيدة أثيرة عند المتوحدين من الأقباط. وهو يرجع إلى القرن الرابع، ويحتوي على 22 أصحاحًا بها كل تاريخ يوسف والأحداث الأخيرة لوفاته في المائة والحادية عشرة من عمره. وله أهميته في تاريخ العقيدة.
ه – إنجيل انتقال مريم:
وهو ليس إنجيلًا بالمعنى الدقيق، وقد كتب أصلًا باليونانية، ولكنه ظهر أيضًا باللاتينية وفي لغات أخرى عديدة. ويقول هذا الإنجيل إنه بعد صعود المسيح بسنتين كانت مريم تواظب على زيارة “القبر المقدس لربنا” لتحرق البخور وتصلي، فتعرضت لاضطهاد شديد من اليهود، فصلت لابنها ليأخذها من الأرض، فيأتي رئيس الملائكة جبرائيل استجابة لصلاتها، ويخبرها أنه بعد ثلاثة أيام ستذهب لابنها في المنازل السماوية حيث الحياة الحقيقية الأبدية.
فيدعى الرسل من قبورهم أو من مراكز خدمتهم للالتفاف حول فراشها في بيت لحم ويقصون عليها ما كانوا يعملون عندما وصلهم الاستدعاء. وحدثت معجزات شفاء حول فراش الموت. وبعد انتقال مريم، أخذت – يحف بموكبها الرسل – إلى أورشليم في يوم الرب، وبين مناظر الملائكة، يظهر المسيح نفسه ويستقبل نفسها إليه. ودفن جسدها في جثسيماني، ثم بعد ذلك نقل إلى الفردوس.
وبناء على مشتملاته التي تدل على مرحلة متقدمة من عبادة العذراء، وكذلك الطقوس الكنسية، لا يمكن أن يكون تأليف الكتاب قد حدث قبل نهاية القرن الرابع أو بداية الخامس، فقد ورد اسمه في الكتب الأبوكريفية التي حرمها مرسوم البابا جلاسيوس، فيبدو واضحًا أنه في ذلك العصر أطلق الكتَّاب لأنفسهم عنان الخيال في زخرفة الحقائق والمواقف فيما يختص بقصة الأناجيل.
2 – أناجيل الطفولة:
أ – إنجيل توما:
ويعد أكثر الأناجيل انتشارًا وأقدمها بعد إنجيل يعقوب. فقد ذكره أوريجانوس وإيريناوس ويبدو أنه كان مستخدمًا عند مذهب غنوسي من النحشتانيين (عبدة الحية) في منتصف القرن الثاني. وهو دوسيتي فيما يختص بالمعجزات المسجلة فيه، وعلى هذا الأساس كان مقبولًا عند المانيين. ومؤلفه أحد الماركونيين، كما يقول إيريناوس. وتوجد اختلافات كثيرة في مخطوطاته التي يوجد منها اثنتان في اليونانية، وواحدة في اللاتينية وواحدة في السريانية. وإحدى المخطوطتين اليونانيتين أطول من الأخرى كثيرًا، بينما اللاتينية أطول منهما بعض الشيء. وأهم ما به هو تسجيل معجزات يسوع قبل بلوغه 12 سنة. وهو يصور المسيح طفلًا خارقًا للعادة، ولكنه غير محبوب بالمرة. وعلى النقيض من المعجزات المسجلة في الأناجيل القانونية، نجد المعجزات المسجلة فيه تميل إلى طبيعة التدمير، وصبيانية وشاذة. إن الإنسان ليصدم إذ يقرأ مثل هذا عن الرب يسوع المسيح، فهي تمزج قدرة الله بنزوات الطفل المشاكس المتقلب، فبدلًا من الخضوع لوالديه، يسبب لهم متاعب خطيرة، وبلًا من النمو في الحكمة، نراه في هذا الإنجيل مندفعًا يريد أن يعلم معلميه، وأن يبدو عالمًا بكل شيء منذ البداية. ويطلب والد – مات ابنه بسببه – من يوسف: “خذ يسوعك هذا من هذا المكان لأنه لا يمكن أن يقيم معنا في هذه المدينة، أو على الأقل علمه أن يبارك لا أن يلعن”. وعندما كان يسوع في مصر في الثالثة من عمره، نقرأ في الأصحاح الأول: “وإذ رأى الأولاد يلعبون، بدأ يلعب معهم، وأخذ سمكة مجففة ووضعها في حوض وأمرها أن تتحرك، فبدأت تتحرك، فقال للسمكة:” اخرجي الملح الذي فيك وسيري في الماء “ففعلت ذلك وعندما رأى الجيران ما حدث، أخبروا به الأرملة التي كانت مريم أمه تقيم عندها، وحالما سمعت ذلك طردتهم من بيتها فورًا. وكما يقول وستكوت:” في المعجزات الأبوكريفية لا نجد مفهومًا سليمًا لقوانين تدخلات العناية، فهي تجرى لسد أعواز طارئة، أو لإرضاء عواطف وقتية، وكثيرًا ما تنافي الأخلاق، فهي استعراض للقوة بدون داع من جانب الرب أو من جانب من عملت معه المعجزة “. ولعل مؤلفي هذه القصص المذكورة، في القرن الأول، رأوا أنه من اللائق أن يجعلوا من المعجزات جزءًا ضروريًا – بل وبارزًا – في قصتهم، ولعل هذا هو السبب في أن يوحنا في بداية إنجيله الرابع ذكر أن كل ما ذكر عن معجزات الطفولة لا أساس له، بالقول بأن أول معجزة هي ما أجراه في بداية خدمته في عرس قانا الجليل:” هذه بداية الآيات فعلها يسوع في قانا الجليل وأظهر مجده فآمن به تلاميذه “(يو 2: 11).
ب – إنجيل الطفولة العربي:
وهو إنجيل عربي بقلم جملة مؤلفين. ومع أنه نشر أولًا بالعربية مع ترجمة لاتينية في 1697 م.، إلا أن أصله السرياني يمكن أن يستدل عليه من ذكر عصر الإسكندر الأكبر في الأصحاح الثاني، ومن معرفة الكاتب بالعلوم الشرقية، ومن معرفة الصبي يسوع وهو في مصر بالفلك والطبيعيات. ولعل انتشار استخدام هذا الإنجيل عند العرب والأقباط يرجع إلى أن أهم المعجزات المذكورة فيه حدثت في أثناء وجوده في مصر. ومما يلفت النظر أنه جاء بهذا الإنجيل (أصحاح 7) أنه بناء على نبوة لزرادشت عن ولادة المسيا، قام المجوس برحلتهم إلى بيت لحم، كما أن به عددًا من القصص التي يذكرها أحد الكتب الدينية الشرقية. والأصحاحات من (1 – 9) مبنية على إنجيلي متى ولوقا القانونيين، وعلى إنجيل يعقوب الأبوكريفي، بينما من أصحاح 26 إلى الآخر مأخوذ عن إنجيل توما.
والجزء الأوسط من هذا المؤلف شرقي في أسلوبه، ويبدو كأنه مقتطفات من ألف ليلة وليلة.
وليس هناك أي وجه لمقارنة مثل هذه المؤلفات بالأسفار القانونية. كما أن هذا الإنجيل له علاقة كبيرة بتزايد تكريم العذراء.
3 – أناجيل الآلام والقيامة: وأهم هذه الأناجيل إنجيل نيقوديموس، وإلى حد ما إنجيل بطرس الذي سبق الكلام عنه.
أ – إنجيل نيقوديموس:
أطلق اسم نيقوديموس في القرن الثالث عشر على مؤلف مزدوج من: (1) أعمال بيلاطس، (2) نزول المسيح إلى العالم السفلي. والكتاب نفسه يذكر أنه ترجم من العبرية إلى اليونانية، وأنه كتب في السنة السابعة عشرة للإمبراطور ثيودسيوس والسنة السادسة لفالنتنيان. وتوجد ست صور منه: اثنتان في اليونانية، وواحدة في اللاتينية لأعمال بيلاطس، واثنتان في اللاتينية وواحدة في اليونانية لنزول المسيح إلى العالم السفلي.
ويكاد العلماء يجمعون على أنه مؤلف من القرن الخامس، ولو أن تشندورف – اعتمادًا على إشارات في جستين وترتليان – يرجع به إلى القرن الثاني وهو زمن يكفي لانتشار الأسطورة. والأرجح أن هناك خلطًا بين التقرير عن الإجراءات التي اتخذت في محاكمة يسوع وصلبه التي كان يجب – حسب القانون الروماني – رفعها إلى الإمبراطور، والتقرير المطول عن هذه الإجراءات الوارد في إنجيل نيقوديموس. وواضح أن الكاتب كان مسيحيًا يهوديًا وكتب لهذه الفئة من الناس، وكان متلهفًا على إثبات ما سجله بشهادات من أفواه أعداء يسوع، وبخاصة رجال الدولة الذين كان لهم دور في الأحداث السابقة واللاحقة لموت المسيح. فبيلاطس بشكل خاص كان في جانب يسوع – وهو ما لا بد أن يدهش له قراء الأناجيل القانونية – كما جاء كثيرون ممن صنع معهم معجزات الشفاء، ليشهدوا في جانب يسوع – وهذه خطوة طبيعية يذهب إليها أي كاتب متأخر متصورًا ما يمكن أن يجرى في محاكمة رسمية. ورغم إلمام الكاتب بالعوائد اليهودية، فإنه أخطأ كثيرًا في معلوماته الطبوغرافية عن فلسطين. فمثلًا يقول إن يسوع صلب في نفس البستان الذي ألقي عليه القبض فيه (أصحاح 9)، ويذكر أن جبل مملك أو ملك في الجليل (بينما هو في جنوبي أورشليم) ويخلط بينه وبين جبل الصعود.
والجزء الثاني من الإنجيل – وهو نزول المسيح إلى العالم السفلي – هو رواية لتقليد قديم لم يذكر في الأناجيل القانونية، ولكنهم يبنونه على ما جاء في (1 بط 3: 19): “ذهب فكرز للأرواح التي في السجن”، ويروي قديسان ممن قاموا في قيامته، كيف كانا محبوسين في الهادس (مكان الأرواح) عندما ظهر الغالب (المسيح) عند مدخله، فتكسرت الأبواب النحاسية، وأطلق سراح المسجونين، وأخذ يسوع معه إلى الفردوس نفوس آدم وإشعياء ويوحنا المعمدان وغيرهم من الرجال الذين ماتوا قبله.
والكتاب كله مجرد خيال، وكل أهميته تنحصر في أنه يبين إلى أي مدى كانت هذه العقيدة منتشرة في القرن الرابع.
وأقل من ذلك أهمية ما ظهر من إضافات ملفقة في العصور المتأخرة، وألحقت بإنجيل نيقوديموس، مثل خطاب بيلاطس للإمبراطور طيباريوس، وتقرير بيلاطس الرسمي (الذي سبقت الإشارة إليه)، وموت بيلاطس – الذي حكم على يسوع – أشنع ميتة، إذ قتل نفسه بيديه. ويطلق الكاتب لخياله العنان في حديثه عن يوسف الرامي.
ودراسة كل هذه الوثائق التي ذكرت آنفًا، تبرر ما يقوله مؤلفو “موسوعة ما قبل نيقيه” من أنها بينما تقدم لنا “لمحات غريبة عن حالة الضمير المسيحي وأساليب التفكير في القرون الأولى من العصر المسيحي، فإن الانطباع الدائم الذي تتركه في أذهاننا هو الإدراك الصادق لسمو وبساطة وجلال الأسفار القانونية بدرجة لا تدانى”.
الأبوكريفا الحديثة:
وهي مجموعة من الكتب الدينية – نحو اثني عشر كتابًا – ظهرت في المائة السنة الأخيرة، ويزعم كاتبوها أنها مبنية على وثائق مسيحية قديمة، ولكن أثبت العلماء بهتان ذلك، فلم توجد قط هذه الوثائق القديمة التي يزعمون أنهم يبنون عليها، ورغم ذلك مازال ينخدع بها الكثيرون من السذج. ومعظمها يتناول حياة المسيح وبخاصة في سنوات الصمت. البعض منها كتب لتأييد انحراف تعليمي أو إيغالًا في الخداع. وبالنسبة للدعايات الكاذبة التي تحيط بها، يجب على الشعب المسيحي أن يعرف شيئًا عنها حتى لا يخدع بها، وسنعطي فكرة موجزة عن طبيعة هذه المؤلفات المزيفة:
1 – حياة المسيح المجهولة:
نشر في 1894 بقلم كاتب روسي اسمه نقولا نوتفتش بناء على معلومات يقول إنه استقاها من اللاما في أحد أديرة التبت. ويزعم أن المسيح صرف ما بين ثلاث عشرة إلى تسع وعشرين سنة في الهند والتبت وفارس، ثم عاد إلى فلسطين حيث قتل بأمر بيلاطس. وقد أنكر جميع رهبان التبت رؤيتهم لنوتفتش إطلاقًا، أو معرفتهم بأي شيء عن المخطوطات القديمة عن المسيح، التي يقول إنهم أطلعوه عليها.
2 – إنجيل برج الدلو:
نشر لأول مرة في لوس أنجيلوس سنة 1911. كتبه دكتور “لاوي دولنج” عن استنارة داخلية، يقول إنها جاءته فيما بين الثانية والسادسة صباحًا. وعنوان الكتاب مأخوذ من النظرية الغربية التي تقول بأنه في حياة المسيح دخلت الشمس برج الحوت، وهي الآن تعبر برج الدلو. ويقول إن يسوع درس مع هليل ومع حكماء الهند والتبت، وزار المجوس في فارس وكرز للأثينيين، وعينه في عمله مجمع من حكماء العالم السبعة انعقد في الإسكندرية.
3 – صلب يسوع بقلم شاهد عيان:
وهو في صورة رسالة كتبت بعد حادثة الصلب بسبع سنوات بمعرفة شيخ – لا يعرف اسمه – من الأسينيين في أورشليم إلى شيخ أسيني آخر في الإسكندرية. وقد ظهر لأول مرة في السويد سنة 1851. ويقول إن يوسف ويوحنا المعمدان ونيقوديموس ويسوع والملاك الذي ظهر عند القبر، جميعهم كانوا أسينيين، ولم تحدث قيامة، ولكن الأسينيين أفاقوا يسوع من إغمائه بعد صلبه، ثم عاش ستة شهور أخرى قبل أن يموت.
4 – تقرير بيلاطس:
تأليف القس و. د. ماهان قسيس الكنيسة المشيخية في كامبرلاند. وظهر لأول مرة سنة 1879، ولكن في 1884 تضخم الكتاب ليشمل تقارير ومقابلات مع الرعاة، ومقابلة غمالائيل ليوسف ومريم، وقصة عالي عن المجوس، ودفاع هيرودس أمام مجلس شيوخ روما عن مذبحة الأطفال الأبرياء، وغيرها من اللقطات الصحفية. وأطلق على المؤلف المتضخم اسم جديد هو: “الكتابات الأثرية والتاريخية للسنهدريم وتلمود اليهود”. وعندما أخذ العلماء في فحص الكتاب، تبين لهم أن قصة عالي عن المجوس مأخوذة حرفًا بحرف عن رواية “ابن حور” لليوولاس، حتى الأخطاء الطبوغرافية التي في الرواية هي هي نفسها.
5 – اعتراف بيلاطس البنطي:
كتب أولًا على أنه رواية خيالية بواسطة أسقف لبناني سنة 1889، وظهر في الانجليزية بعد ذلك بأربع سنوات ولكن بدون مقدمة الأسقف التي يذكر فيها أنها رواية خيالية. وهي تحكي قصة وصول بيلاطس إلى منفاه في فينا، والمحادثات التي جرت بينه وبين صديق قديم عن علاقته بيسوع، وندم بيلاطس وانتحاره.
6 – خطاب بيهان:
نشر في برلين سنة 1910، وبيهان هذا كاهن يكتب عن يسوع لصديقه ستراتو، الذي كان في وقت من الأوقات سكرتيرًا للإمبراطور طيباريوس، يحكي له عن تعلم يسوع العقائد اليهودية وهو صبي في مصر، ثم عودته إلى فلسطين.
وبيهان نفسه تجول في كل العالم الروماني وشهد كل شيء له أهمية من أحداث ذلك العصر، مثل حرق روما سنة 64، وسقوط أورشليم سنة 70، وثوران بركان فيزوف سنة 79.
7 – الأصحاح التاسع والعشرون من سفر الأعمال:
نشر في لندن سنة 1871 ويحتوي على وصف رحلة بولس لأسبانيا وبريطانيا حيث تباحث مع الدرويد (كهنة قدماء الانجليز) الذين أخبروه بأنهم سلالة اليهود الذين نجوا من الأسر الأشوري في سنة 722 ق. م، كما أنه بشر على جبل لود (الموقع الذي بنيت عليه كاتدرائية سان بول). وقد كتب هذا الكتاب لتأييد الحركة التي نشرته.
8 – الخطاب من السماء:
وهو وثيقة من صفحة واحدة يزعمون أن يسوع قدكتبها، وأنها وجدت تحت حجر كبير عند أقدام الصليب. ظهرت في اللاتينية في القرن السادس وانتشرت في لغات عديدة منذ ذلك الحين، وأحيانًا كان يضاف إليها وعد بالبركة لمن يملكونها. وأهم ما جاء بها هو حفظ السبت ووصايا يسوع.
9 – إنجيل يوسيفوس:
ويفترضون أن يوسيفوس قد كتبه قبيل وفاته، وأنه قصد منه أن يكون هو المصدر الذي استقت منه كل الأناجيل القانونية. وقد زعم اكتشاف هذه المخطوطة سنيور لويجي موكيا الطلياني، الذي اعترف أخيرًا بأنها كذبة كبرى، ولكن رغم اعترافه، ظل الكثيرون يعتقدون بصحتها.
10 – سفر ياشر:
وهو ملخص للسبعة الأسفار الأولى من العهد القديم، وكتبه رجل من لندن اسمه يعقوب أليف في سنة 1751، وعلى الفور ظهر زيفه الواضح. ولم تكن هذه سوى محاولة من المحاولات الكثيرة لإظهار سفر ياشر المشار إليه في سفر يشوع.
11 – وصف المسيح:
وهي وثيقة واسعة الانتشار، يحتمل أنها ترجع إلى القرن الثالث عشر. ولعلها بنيت على كتاب تعليمات لرسامي المنمنمات التي كانوا يزينون بها مخطوطات القرون الوسطى. وهي في أقل من صفحة، وتعطي صورة نموذجية ليهودي من القرن الأول. وهي في صورة خطاب كتبه حاكم اليهودية بوبليوس لنتوليوس إلى مجلس الشيوخ الروماني. ولا يوجد هذا الاسم بين حكام روما في فلسطين.
12 – حيثيات الحكم بالموت على يسوع المسيح:
وهي عبارة عن وريقة انتشرت في الولايات المتحدة عن الحيثيات التي كتبها بيلاطس للحكم على يسوع بالموت، وفيها تعداد للتهم الموجهة ضده. ويدعون أنها ترجمت من العبرية عن لوح من النحاس وجد في مملكة نابلي سنة 1810. ولسنا في حاجة إلى القول بأن هذا اللوح لا وجود له مطلقًا.
13 – سفر الأعمال الثاني المفقود:
وقد كتبه دكتور كينيث. س. جوتري، وهو كاهن أسقفي وطبيب، نشره في سنة 1904. والغرض من كتابته هو تأييد دعوى أن العذراء مريم ويسوع أيدا تعليم تناسخ الأرواح. فيصور مريم وهي على فراش الموت في بيت الرسول يوحنا تتحدث عن تناسخاتها العديدة، ثم يأخذ يسوع مريم المحتضرة بين ذراعيه متحدثًا عن تناسخاته السبعة.
14 – أوسب (Oahspe):
وهو كتاب ضخم في 890 صفحة كتبه دكتور جون ب. نيوبراو سنة 1882. ويقول المؤلف إنه كتبه آليًا بيديه من إملاء روح غير روحه، بينما يؤكد الناشرون أنه يشتمل على. “النشوء والتطور، الثورة، والإعلان”. ويدعو إنه “الكتاب المقدس الجديد لأمريكا”.
15 – أسفار الكتاب المقدس المفقودة:
وقد نشر سنة 1926. ويدعى الناشرون أنه يشتمل على الكتب الدينية التي استبعدها اختياريًا من العهد الجديد أساقفة الكنيسة في العصور الأولى، الذين قرروا الكتب التي يجب أن يحتويها العهد الجديد. وهو في الحقيقية ليس إلا إعادة طبع نسخة من العهد الجديد الأبوكريفي الذي سبق أن نشر في سنة 1820، ونسخة من كتاب “الآباء الرسوليين” الذي نشر سنة 1737.
وبفحص أسانيد هذه الكتب، يتضح لنا أنها جميعها مزيفة، والمعلومات – المقصود بها الخاصة – الواردة بها، واضحة البهتان والتزوير، وتناقض في مجموعها تعاليم الكتاب المقدس، وللأسف مازال الكثيرون ينخدعون ويضللون بأكاذيبها المثيرة.
أبُو لُونِيَّة
اسم يوناني نسبة إلى أبولو. وهي بلدة في مكدونية وكانت واقعة على طريق أغناطية أحدى الطرق الرومانية الحربية والتجارية. ويظن أنها أسست في وقت سابق للقرن الرابع قبل الميلاد. وقد اجتاز فيها بولس وسيلا في طريقهما من فيلبي إلى تسالونيكي (أعمال 17: 1).
أبيئيل جد شاول
ومعنى الاسم العبري “أيل أبي” أو “الله أبي”.
وقد ورد اسمًا لرجل بنياميني كان أب قيس ونير وجد شاول الملك وأبنير (1 صم 9: 1 و14: 51).
أبيئيل أبو علبون أحد أبطال داود
ومعنى الاسم العبري “أيل أبي” أو “الله أبي”.
Abiel the Arbathite اسم أحد أبطال داود (1 أخبار11: 32) ويدعى أبو علبون في (2 صم 23: 31).
أبيجايل امرأة نابال، زوجة داود
← اللغة الإنجليزية: Abigail – اللغة العبرية: אֲבִיגַיִל / אֲבִיגָיִל – اللغة اليونانية: Αβιγαία.
اسم عبري ومعناه “أبي فرح” أو “فرح أبيها” وهو اسم:
هي امرأة نابال وكانت امرأة ذكية الفهم جميلة المنظر. ولما مات نابال الكرملي زوجها أخذها داود امرأة له (1 صم 25: 3 و14 – 44) ولما أخذ العمالقة صقلغ، أخذوها أسيرة. ولكن داود أنقذها بعد أن هزم العمالقة (1 صم 30: 5 و18) وولدت له ابنًا يدعى كيلآب (2صم 3: 3) أو دانيئيل (1 أخبار 3: 1).
أبيجايل أخت داود، بنت ناحاش
← اللغة الإنجليزية: Abigail – اللغة العبرية: אֲבִיגַיִל / אֲבִיגָיִל – اللغة اليونانية: Αβιγαία.
اسم عبري ومعناه “أبي فرح” أو “فرح أبيها” وهو اسم:
هي أخت داود ويظن أنها أخته من أمه وليست من أبيه، لأنها تُدْعَى في (2 صم 17: 25) بنت ناحاش. وكانت أم عماسا (1 أخبار 2: 17).
فتيات أبيجايل الخمسة
Abigail’s Five Damsels بعدما انتهت مدة الحداد من أبيجايل على نابال زوجها، جمعت كل متعلقاتها و “وَرَكِبَتِ الْحِمَارَ مَعَ خَمْسِ فَتَيَاتٍ لَهَا ذَاهِبَاتٍ وَرَاءَهَا، وَسَارَتْ وَرَاءَ رُسُلِ دَاوُدَ وَصَارَتْ لَهُ امْرَأَةً” (1 صم 25: 42). وفي الأغلب كنَّ وصيفات مخلصات أو خادِمات لها، وربما استمررن في خدمتها هي وابنها كيلآب لاحقًا.
أبيحايل اللاوي
اسم عبري ومعناه “أبو القوة” أو “الأب قوة” وهو:
اسم لأحد اللاويين في عشيرة مراري (سفر العدد 3: 35).
أبيحايل زوجة أبيشور
اسم عبري ومعناه “أبو القوة” أو “الأب قوة” وهو:
اسم امرأة أبيشور (سفر أخبار الأيام الأول 2: 29).
أبيحايل الرئيس الجادي
اسم عبري ومعناه “أبو القوة” أو “الأب قوة” وهو:
اسم أحد رؤساء سبط جاد (سفر أخبار الأيام الأول 5: 14).
أبيحايل امرأة رحبعام الملك
اسم عبري ومعناه “أبو القوة” أو “الأب قوة” وهو:
اسم امرأة الملك رحبعام ومن نسل الياب أخي داود (سفر أخبار الأيام الثاني 11: 18).
أبيحائل والد أستير
اسم عبري ومعناه “أبو القوة” أو “الأب قوة” وهو:
اسم أبي أستير الملكة (سفر أستير 2: 15؛ 9: 29).
أبيرام أخو داثان ابن أليآب
اسم عبري ومعناه “الأب الرفيع” أو “أبي رفيع” وقد ورد:
اسم ابن الياب من نسل رأوبين (عدد 26: 5 – 9) وقد اشترك مع أخيه داثان وقورح وغيرهم في مخاصمة موسى وهرون (عدد ص16).
أبيرام بكر حيئيل، أعاد بناء أريحا
اسم عبري ومعناه “الأب الرفيع” أو “أبي رفيع” وقد ورد:
اسم لبكر حيئيل البتئيلي الذي أعاد بناء أريحا في أيام أخاب، فبأبيرام بكره وضع أساسها وبسجوب صغيرة نصب أبوابها (1ملوك 16: 34).
أبِيشَاي | أبْشَاي
Abishai ahi Joab ben Zeruiah اسم عبري وربما معناه “ابي يسى”. وكان ابن صروية أخت داود وكان هو وأخوله يوآب وعسائيل من ضمن أبطال داود البارزين (2 صم 2: 18).
ولما كان مع داود وهو هارب من وجه شاول ووجد شاول نائمًا ليلًا أشار على داود بقتله فأبى داود قائلًا “لا تهلكه فمن الذي يمد يده إلى مسيح الرب ويتبرَّأ؟” (1صم 26: 9). وكلن يعمل مع يوآب في جيش داود (2 صم 2: 18) ولما هرب ابنير بعد معركة جبعون تبعه عسائيل ولم يشأ أن يتحول عنه، وضربه أبنير فمات، فتبع يوآب وأبيشاي ابنير ولكنهما لم يستطيعا اللحاق به (2 صم 2: 18 – 24). ولكن أبيشاي ساعد أخاه يوىب فقتلا أبينير غيلة فيما بعد (2صم 3: 30).
وفي حرب داود مع العمونيين والأراميين وضع أبيشاي على رأس الجيش الذي حارب العمونيين ويوآب أخاه على رأس الجيش الذي حارب الأراميين وانتصر إسرائيل في تلك المعركة (2 صم 10: 10 – 14).
وكان أبيشاي دائمًا أمينًا مخلصًا لدمينًا مخلصًا لداود ورافقه عند هروبه من وجه أبشالوم. ولما سب شمعي بن جيرا، من عشيرة بيت شاول، داود، أراد أبيشاي أن يقتله في الحال ولكن داود منعه من ذلك (2صم 16: 5 – 14).
ولما عاد الملك منتصرًا نصح أبيشاي داود بأن يرفض ندامة شمعي وتوبته ويقتله فلم يسمع له داود في ذلك (2صم 19: 21 – 23).
وفي الحرب ضد جيش أبشالوم كان أبيشاي على رأس إحدى فرق جيش داود (2صم 18: 12). (). وقد ساعد داود عندما ثار عليه شبع ابن بكري البنياميني (2صم 20: 6 و7) ولما تقدمت السن بداود وكان في حرب ضد الفلسطينيين أراد يشبى بنوب ان يقتله فأنجده أبيشاي فضرب الفلسطيني وقتله (2صم 21: 15 – 17).
وكان أبيشاي شجاعًا شديد الاندفاع إلا أنه كان اقل مكرًا من أخيه يوآب ومع ذلك فقد كان مثله في قسوته وعناده نحو أعدائه. وقد أدرك داود هذه القسوة وهذا العناد وكان يخشاهما. ولكنه كان يقدر إخلاص أبيشاي له وأمانته في خدمته.
أبيشوع البنياميني
اسم عبري ومعناه “أبو الخلاص” وقد ورد:
اسمًا لرجل بنياميني من بيت بالع (1 أخبار 8: 4).
أبيشوع ابن فينحاس الكاهن
اسم عبري ومعناه “أبو الخلاص” وقد ورد:
اسم ابن فينحاس الكاهن (1 أخبار 6: 4 و5 و50).
أبيعزر الجلعادي
Abiezer اسم عبري ومعناه “أبو المساعدة أو أبي معونة” أو “الأب عون”. وهو اسم:
رجل جلعادي ابنًا لجلعاد بن ماكير بن منسى (ابن هَمُّولَكَة)، من نسل يوسف بن يعقوب، وأحد رؤساء عشائر سبط منسى الذين استقروا في غربي الأردن، غربي شكيم. وكانت عفرة المدينة الرئيسية لهم (عدد 26: 30 ويش 17: 1 – 6). وهو نفسه أيعزر (عدد 26: 30) [مع حذف الباء]، وكان جدعون القاضي من نسله (قض 6: 11).
وعندما شكى الإفرايميون أن جدعون ذهب لمحاربة المديانيين والثلاثمائة رجل جُلُّهم (معظمهم) من بيت أبيعزر دون أن يستعين بالافرايميين، تلطَّف جدعون في القول معهم وقال لهم أن ما فعله هو والرجال الذين معه لا يُحْسَب شيئًا في مقابل ما فعله الإفرايميون عندما اسروا أميريّ المديانيين غرابًا وذئبًا، ثم قال لهم “أليس خصاصة أفرايم خيرًا من قطاف أبيعزر؟” فرضوا عن قوله (قض 8: 1 – 3).
وكانت المنطقة التي استقر فيها الأبيعزريون هي موطن جدعون بن يوآش الأبيعزري (قض 6: 11). وقد ظهر ملاك الرب لجدعون في عفرة الأبيعزريين (6: 24). ومن عفرة بدأ جدعون زحفه لمحاربة المديانيين (6: 34).
أبيعزر العناثوثي
اسم عبري ومعناه “أبو المساعدة أو أبي معونة أو الأب عون”. وهو اسم:
Abiezer of Anathoth أحد رجال داود الذين كان يقيمهم على جيشه أحيانًا وكان يدعى العناثوثي (2صم 23: 27).
أبيفانس
اسم يوناني معناه “مقاوم” وكان اسم:
Antiochus IV Epiphanes أنطيوخس الرابع أو “أبيفانيس” ملك سوريا من 175 – 163 ق. م. وقد أراد أن يحق الديانة اليهودية فثار المكابيون ضده (1 مكا 1: 41 – 53). ويظن كثير من المفسرين أنه هو القرن الصغير المذكور في (دانيال 7: 8 و8: 9 – 14) وأن الإشارة الواردة في (دانيال 11: 7 – 45) والتي تذكر المحتقر الذي ينجس الهيكل في أورشليم إنما تعني أنطيوخس أبيفانيس هذا.
الأَبيكُوريُّون | أبيقور
← اللغة الإنجليزية: Epicurus – اللغة العبرية: אפיקורוס – اللغة اليونانية: Επίκουρος.
أسَّس أبيقور الفيلسوف اليوناني (341 – 270 ق. م.) مدرسة ذات تأثير ضخم تُدعى الآن “الأبيقورية” Epicureanism. وقد وُلِدَ في جزيرة ساموس Samos من أبوين أثينيين. وتأثر بالفلاسفة ديموقريطوس Democritus وأرسطو وربما فلسفة الكلبيون Cynics كذلك، وقد أدار ظهره للفلسفة الأفلاطونية Platonism في عصره، وأسَّس مدرسته الخاصة به “الحديقة” the Garden في أثينا. وقد عُرِفَ مع أتباعه أنهم يأكلون الطعام البسيط، ويناقشون العديد من الموضوعات الفلسفية، كما أنه أتاح للنساء بحضور المدرسة. وقد قيل أنه كتب أكثر من 300 عمل، ضاع معظمها للأسف.
وكان هدف فلسفته هو الوصول إلى حياة سعيدة وهادئة ataraxia، مليئة بالسلام وخالية من الخوف والألم، في حياة مكتفية ذاتيًّا مُحاطة بالأصدقاء. وأوضح أن أصل الاضطراب العصبي neurosis هو نكران فِكرة الموت، والذي يجعل – حسب قوله – إلى أن يظن البشر أن الموت أمرًا مرعبًا ومخيفًا، مما يؤدي إلى الكثير من القلق والتصرفات الأنانية لحماية الذات والرياء.. وقال أن الموت هو نهاية للروح والجسد معًا، ولذا لا داعي للقلق. وفي حين آمَن بوجود آلهة قال أنهم لا يتدخلوا في أمور البشر سواء بالثواب أو العقاب. ولكن ينبغي على البشر السلوك سلوكًا أخلاقيًّا، لأن السلوك اللاأخلاقي سيؤدي إلى تثقيل ضميرهم بالإحساس بالذنب ويمنعهم من الوصول إلى حالة الطمأنينة “الأتاراكسيا”.
فقد حوى مذهبه الفلسفي في الأخلاق إن اللذة غاية ما يريده الإنسان، فعليه أن يبحث عنها ويتجنب الألم. وقد أُسيء فهم قصده، فإنه لم يعنِ إشباع اللذة الشهوانية كما ظن معارضوه، ولكنه أراد باللذة امتناع الألم الجسماني وانتزاع القلق العقلي والروحي في الإنسان. ولقد عاش هو في طُهْر حتى ظن البغض أنه خلوًا من كل ميل شهواني. أما أتباعه فمنهم مَنْ اتخذ من مبادئه سبيلًا إلى الإباحية وإطلاق العنان للشهوات. ومع أن أبيكورس لم يذكر فكرة وجود إله، إلا انه رأى أن الآلهة يعيشون في عالم بعيد كل البُعد، غريب كل الغرابة عن عالم البشر، ولا توجد ثمة علاقة بين هؤلاء وأولئك ولا يتأثرون بمجريات الأمور في عالم البشر.
ومثله مثل أرسطو Aristotle، آمن بالفلسفة التجريبية Empiricism، والتي تعني أن معرفة العالم تأتي فقط من خلال الحواس. وبالرغم من شهرة فلسفته، إلا أنا أثارت الجدل منذ بدايتها، ووصلت لذروة تلك الشهرة في نهاية الجمهورية الرومانية Roman Republic، والتي انتهت سنة 27 ق. م.، وحلَّت على حِسابها الفلسفة الرواقية Stoicism، إلى أن تلاشت تمامًا مع بداية العصر المسيحي.
لقد تقابل الرسول بولس مع الأبيكوريين والرواقيين في أثينا (أع 17: 18)،. وكان طبيعيًا أن تتناقض تعاليم الرسول مع تعاليمهم، وظنّوه مُتَخَلِّفًا عن رَكْب الفِكر، يريد أن يعود إلى الخرافات والشعوذات القديمة؛ فَيُعَلِّم عن إله صار إنسانًا لخلاص البشر وفدائهم.
وكان الأبيكوريون أتباع أبيكورس الفيلسوف – الذي علَّم أولًا في آسيا الصغرى، وبعد ذلك في أثينا إلى أن مات – وقد حافظ على أسلوب واحد في تعليمه من بدء حياته إلى نهايتها، على عكس غيره من الفلاسفة. ويمكننا معرفة آراء معارضي بولس من تعليم أبيكورس (أبيقور):
تعاليم أبيقور:
1 – الأسباب الاجتماعية والسياسية:
إن الظروف التي قامت فيها الفلسفتان الأبيكورية والرواقية كانت ظروفًا اجتماعية وسياسية أكثر منها ثقافية. فقد بلغت الأبحاث الفكرية ذروتها في الأسلوب الاستنتاجي لأفلاطون، والأسلوب الموسوعي لأرسطو، وكان لابد أن يؤدي نقد هذين الأسلوبين إلى التعمق في معنى الاختبار، كما فعل “كانت” في عصور متأخرة، ولكن الأحوال وقتئذ لم تكن مواتية للتأمل المجرد، فقد أدى انحلال ولايات المدن اليونانية وانتهاء استقلال اليونان إلى أن تمتلئ أفكار الناس بالإحساس بعدم الأمان. فكل قيم وقوانين وعادات المجتمع التي كانت تظلل الفرد حتى ذلك الوقت، قد انهارت وسعي الناس أن يجدوا في الفلسفة ميناء للراحة لنفوسهم الشريدة المتعبة، وبذلك أصبحت الفلسفة نظرية للسلوك وفقًا للحياة.
قد استنكر أبيكورس السعي للمعرفة من أجل المعرفة سواء كانت فلسفة أو علمًا، ووجه أبحاثه إلى السؤالين العمليين: ما هو هدف الحياة؟ وكيف نبلغه؟ وعرف الفلسفة بأنها “الانشغال يوميًا بالحديث والفكر لضمان حياة سعيدة”.
2 – مذهب اللذة الأنانية:
لذلك كان تعليم أبيقور الأخلاقي هو العامل المركزي الحاكم في فلسفته، وهو نوع من المتعة الأنانية، وقد سبق أن علم بنفس هذه المبادئ العامة أرستيبوس ومدرسته والقيروانيون قبل ذلك بقرن من الزمان، وقد انتعشت فلسفتهم في القرن السابع عشر في إنجلترا على يد توماس هوبس Thomas Hobbes.
إن هدف الحياة وغايتها بالنسبة لكل إنسان هما سعادته الشخصية، والسعادة هي اللذة، لذلك نحن نسمى اللذة ألف وياء الحياة السعيدة، فاللذة هي الخير الأول لنا، هي نقطة البداية لكل اختيار ولكل كراهية، وإليها نرجع باعتبارها القاعدة التي نحكم بها كل شيء صالح. وإلى هنا يبدو أن أبيقور إنما يكرر أراء القيروانيين، ولكن هناك اختلافات هامة، فأرستيبوس كان يعتقد أن لذة اللحظة هي نهاية الأمر، بينما علم أبيقور أننا يجب أن نحيا الحياة بحيث نضمن أكبر قدر من اللذة في كل مسيرة الحياة، وبهذه النظرة الواسعة أصبحت اللذة العقلية تشغل مكانًا أعظم من لذات الجسد، فالسعادة لا تكمن في إشباع الشهوات، بقدر ما تكمن في قمع هذه الرغبات والوصول إلى حالة من الاستقلال في كل الظروف، مما يضمن سلام العقل، فلا يمكن لأعواز الحياة وتقلباتها أن تعكر صفوه، فرغبات الإنسان متنوعة: “بعضها طبيعي وبعضها لا أساس له. والرغبات الطبيعية، منها ما هو ضروري كما هو طبيعي، ومنها ما هو طبيعي فقط. ومن الرغبات الضرورية ما هو لازم لسعادتنا، وما هو لازم لإراحة أجسادنا، وما هو لازم لمجرد الحياة. ويجب أن يكون هدف الإنسان أن يقمع كل الرغبات غير الضرورية وبخاصة الرغبات المصطنعة. فالعلم والثقافة والحضارة وارتباكات الحياة الاجتماعية والسياسية أمور محرمة، مثلما كانت عند مدرسة الفلاسفة الكلبيين لأنها تعكر سلام العقل. وقد قُرن هذا التعليم بتعليم روسو بل وبتعليم بوذا”.
3 – العودة للطبيعة:
فأبيقور – مثله مثل روسو – يحبذ ابتعاد الحياة عن تعقيدات وارتباكات المدنية، إلى ضرورات الطبيعة المجردة، ولكنه لا يصل إلى المدى الذي ينادي به تعليم النرفانا، لأنه يعتبر الحياة والرغبة في الحياة أمرين صالحين. بل إنه يرتفع فوق المذهب الطبيعي إلى رؤى شبيهة بالروحانية الحديثة بتأكيده سيادة العقل على الظروف المضادة، “فالرجل الحكيم يظل سعيدًا حتى وهو يعذب على آلة التعذيب”.
4 – راحة البال:
وتعريف أبيقور لغاية الحياة والسبيل إليها، يحمل شبهًا سطحيًا لفكر معارضيه الرواقيين. فالغاية عند الاثنين هي راحة البال أو رباطة الجأش، أو سلام العقل الذي يسمو على كل الظروف، والسبيل إلى ذلك هو الحياة حسب الطبيعة، ولكن الطبيعة، عند أبيقور – هي جسدية ومادية، وأقصى سعادة يمكن بلوغها هي انعدام الألم تمامًا.
5 – اللذة هي انعدام الألم:
وهو يحتج على اعتبار تعليمه لا أخلاقيًا فاسدًا: “عندما نقول – إذا – إن اللذة هي الغاية والهدف، فنحن لانعني لذات المسرفين أو اللذات الحسية، كما يظن البعض عن جهل وتحامل وسوء فهم مقصود. إننا نعني باللذة انعدام الألم في الجسد وانعدام القلق في الفكر”. ولقد تميزت حياته بالبساطة والزهد، ومراعاة الأصدقاء بكل رفق، ولكن نظريته كانت كفيلة بخدمة أغراض الناس الأردياء لتبرير الإباحية والأنانية.
6 – العقد الاجتماعي:
كانت العدالة والأخلاقيات المألوفة تعتبر عنده نتيجة لمنطلق اجتماعي أصيل – كما اعتقد هوبس وروسو – ويقوم على اهتمام الأفراد بذواتهم وسعادتهم، فالاخلاقيات المألوفة، ليس من دافع لها أقوى من رغبة الفرد في ضمان سعادته. وفي مقابل الانتهاك العام للقانون الأخلاقي، فإن الدافع يجد سنده في النظام الاجتماعي وما يوقعه من جزاء. والمانع الوحيد من المفاسد السرية إنما هو الخوف من أن تكتشف، وما ينتج حتمًا عن هذا الخوف نفسه من اضطراب في الشخصية. والصداقة – وهي الفضيلة العظمى عند الأبيكوريين – إنما تقوم على نفس الاعتبار من الأنانية، ويجب أن تغرس، من أجل ما تثمره من سعادة لأصحابها. والعيب الأساسي في هذه النظرية هو فرديتها المتطرفة التي تؤدي إلى الأنانية المدروسة والتي تنكر أي قيمة ذاتية للفضائل الاجتماعية في أنشطة الحياة.
7 – النظرية الذرية:
لم يهتم أبيقور بالمعرفة لذاتها، سواء للعالم الخارجي أو للحقيقة الأسمى، ولكنه وجد عقول الناس مشحونة بأفكار عن العالم وخلود الآلهة، مما عكر سلامهم وملأهم بشهوات ومخاوف باطلة. فكان من اللازم للغايات العلمية لفلسفته أن يجد نظرية للأشياء التي خارج الإنسان والتي يمكن أن تمنحه هدوء البال وصفاء الذهن.
ولهذا الغرض رجع أبيقور إلى نظرية ديموقريطس الذرية عن العالم، فمكونات الكون الأصلية – التي لا يمكن تعليلها – كانت ذرات وفضاء وحركة، وبناء على قانون ثابت من قوانين القضاء والقدر تحركت الذرات في الفضاء لتشكل العالم الذي نعرفه. ونفس الضرورة الثابتة هي التي تحفظ وتحدد النظام القائم لكل ما هو كائن. وقد طور أبيقور هذا النظام لكي يسمح بحرية أولية للذرات مما مكنها أن تنحرف قليلًا عن مسارها، فتساقطت كالمطر في الفضاء وتصادمت واتحدت واكتسبت حركات دائرية، بها تكونت العوالم وكل ما فيها، ولكنه لم يذهب بفكره عن الحرية في الطبيعة وفي الإنسان إلى ما وراء ضرورات نظريته.
8 – المذهب المادي:
والطبيعة المادية الكاملة لطبيعة الكون عنده، منعته من استنتاج عالم أدبي. وبهذه النظرية، تخلص من دواعي الخوف والقلق التي تعكر صفو الذهن البشري. فالغائية والعناية والنظام الأدبي للكون، وتصرفات الآلهة الاستبدادية، والقدر الأعمى، والفجور، والجحيم، والجزاء والعقاب بعد الموت، هذه جميعها لا وجود لها في كون تتحرك فيه الذرات كما تشاء. والنفس مثلها مثل الجسد مكونة من ذرات، ولكنها ذرات من نسيج أدق وأرق، وبالموت ينحل كلاهما وينتهيان.
9 – نظرية الأفكار:
ومن نفس هذه المقدمات، لابد أن نتوقع الإنكار الكامل لوجود أي كائنات سماوية، ولكن من غرابة هذا النظام أن نظرية مادية بهذه الصورة للمعرفة تطلب تأكيد وجود الآلهة. وأفكار الناس ناتجة عن أغشية مادية رقيقة تنتقل من الأشياء المحيطة إلى مادة العقل الملائمة لها، ومن ثم فإن كل فكر لابد أن ينتج عن شيء مقابل.
10 – آلهة أبيكورس:
فالناس عمومًا لديهم أفكار عن آلهة، فلا بد أن يكون الآلهة موجودين لكي تتولد هذه الأفكار التي تأتي للإنسان في النوم والأحلام، ولكنها ليست مثل الآلهة التي يؤمن الناس بوجودها، بل هي آلهة مكونة من نفس المادة الذرية مثل الإنسان. ولكن من نسيج أرق، وهو يسكنون في الفضاء خارج العوالم، حيث لا تستطيع هموم الأرض وانحلال الموت أن تصل إليهم، ولذلك فهم لا يعرفون شيئًا عن العالم بكل آلامه ومتاعبه، ولا يمكن إطلاقًا أن يهتموا به، هذه هي آلهة الحكيم الأبيكوري، وهي بعيدة كل البعد عن صخب العالم، في راحة تامة ومكتفية بما تمنحه لها الطبيعة بسخاء “لأن طبيعة الآلهة يجب بالضرورة أن تتمتع بالخلود في راحة مطلقة بعيدًا جدًا عن اهتماماتنا، وحيث أنها غير معرضة للألم وبعيدة عن كل خطر، وقوية في مواردها، لا يعوزها شيء منا، فهي لا تسترضي بإحسان ولا تتعرض للغضب” فهو يحظر كل دين ولكنه يحتفظ بالآلهة. ففشل أبيقور في متابعة منطق نظريته في إنكار الآلهة، أعمق من نظريته عن الأفكار، فقد تأثر بالحقيقة: إن “إجماعًا ثابتًا يسود جميع الناس بلا استثناء” على وجود الآلهة “فالوعي بوجود آلهة لا يسمح له بنكران وجود الله كلية، ومن هنا جاءت محاولته لتفسير الحقيقة بما لا يتعارض مع نظريته” (ولاس: الأبيكورية ص 209).
11 – أسباب النجاح:
ولقد جذب أبيقور خلال حياته أعدادًا كبيرة إلى عقيدته، التي ظلت مزدهرة إلى العصر المسيحي. وقد قدمها للعالم الروماني الشاعر لوكرتيوس “عالم الطبيعة” الذي مازال المصدر الرئيسي للعلم بها. ولقد عملت جاذبيته وأخلاقه الشخصية على جذب أعداد من الناس إليه، ورفعته إلى منزلة الحكيم المثالي الذي تتجسد فيه مدرسة الفلسفة. فقد كانت نظريته واضحة وسهلة الفهم على الرجل العادي، كما قدمت تفسيرًا معقولًا للحياة لمن لم يستطيعوا أن يهضموا أفكار غيرها من المدارس الفلسفية. ولقد لقي تعليمها الأدبي استجابة سريعة – في كل ماهو دنيوي ومألوف ومرغوب – عند الناس الذين فقدوا مثلهم العليا وحماستهم القوية. وفوق كل شيء لقد أنقذت الناس من رعب الخرافات المظلمة التي حلت محل الدين. إنه لدليل قوي على عدم كفاية الديانة اليونانية، أن يبعد أبيقور الآلهة عن العالم المنظور بدون إحساس بأي خسارة، بل بالحري مع الإحساس بالارتياح والتحرر.
12 – التعارض التام مع تعليم الرسول بولس:
كان من المحتم أن يثير الرسول بولس هذه المدرسة لتقوم في وجهه. فقد جاء إلى أثينا يعلم عن إله صار إنسانًا وتألم ومات في أسمى درجات البذل للنفس، وقام من الأموات ليعيش بين الناس مرشدًا ومشكلًا لحياتهم، وفي النهاية سيدين جميع الناس حسب أعمالهم ثوابًا أو عقابًا، في عالم المستقبل. وكان هذا عند الأبيكوريين إحياء لكل الخرافات القديمة البغيضة، ولم يكن هذا عندهم مجرد حماقة، بل هو الجحود نفسه، فقد قال أبيقور “ليس الإنسان الذي ينكر الآلهة التي يعبدها الكثيرون هو الجاحد، بل الجاحد هو الذي يؤكد ما يعتقده الكثيرون عن الآلهة”.
أعمال أبيقور: -.
كما قلنا أنه كتب مئات المؤلفات ضاع أغلبها، ولكن ذكر مصنف السير اليوناني ديوجانس اللايرتي (180 – 240 م.) Diogenes Laërtius قائمة بأهمها:
On Nature – عن الطبيعة: 37 كتاب.
On Atoms and the Void – عن الخلاء.
On Love – عن الحب.
Abridgment of the Arguments employed against the Natural Philosophers -.
Against the Megarians – مختصر المدرسة الميجارية.
Problems – المشاكل.
Fundamental Propositions (Kyriai Doxai) – مقترحات أساسية.
On Choice and Avoidance – عن الاختيار والاجتناب.
On the Chief Good – عن الخير الأساسي.
On the Criterion (the Canon) – عن المعيار: القانون.
Chaeridemus – شاريديمو.
On the Gods – عن الآلهة.
On Piety – عن التقوى.
Hegesianax – هيجيسياناكس.
Four essays on Lives – أربعة مقالات عن الحيوات.
Essay on Just Dealing – مقالات في المعاملات العادلة.
Neocles – نيوكليس.
Essay addressed to Themista – مقالات موجهة لثيميستا.
The Banquet (Symposium) – الوليمة: ندوة.
Eurylochus – يوريلوكوس.
Essay addressed to Metrodorus – مقال موجه مترودوروس.
Essay on Seeing – مقال عن الرؤية.
Essay on the Angle in an Atom – مقال عن الزاوية في الذرة.
Essay on Touch – مقال عن حاسة اللمس.
Essay on Fate – مقال عن المصير.
Opinions on the Passions – آراء في العواطف.
Treatise addressed to Timocrates – بحث موجه إلى تيموكراتيس.
Prognostics – التكهنات.
Exhortations – نصائح.
On Images – عن الصور.
On Perceptions – عن المدركات.
Aristobulus – أرسطوبولس.
Essay on Music (i. e. , on music, poetry, and dance) – مقال عن الموسيقى والشعر والرقص.
On Justice and the other Virtues – عن العدالة وفضائل أخرى.
On Gifts and Gratitude – عن الهدايا والعِرفان.
Polymedes – بوليميدز.
Timocrates (three books) – تيموقراطس: ثلاثة كتب.
Metrodorus (five books) – مترودوروس: خمسة كتب.
Antidorus (two books) – أنتيدورس: كِتابان.
Opinions about Diseases and Death, addressed to Mithras – آراء حول الأمراض والموت، موجهة إلى ميثراس.
Callistolas – كاليستولاس.
Essay on Kingly Power – مقال عن القوة الملكية.
Anaximenes – أنكسيمانس.
Letters – رسائل.
أبيمالك الملك، في عصر إبراهيم
← اللغة الإنجليزية: Abimelech – اللغة العبرية: אֲבִימֶלֶךְ / אֲבִימָלֶךְ – اللغة اليونانية: Αβιμέλεχ.
اسم عبري ومعناه “ابو ملك” أو “الأب ملك” وقد ورد:
اسمًا لملك في فلسطين عاش في عصر إبراهيم. وقد جاء إبراهيم إلى بلاده ومعه سارة زوجته ولكنه قال عنها أنها أخته (تك ص 20). وفيما بعد ذلك دخل إبراهيم مع ابيمالك في عهد بشأن آبار المياه التي تخاصم عليها رجالهما مع بعضهم البعض، وبناء على هذا العهد سمي ذلك المكان بئر سبع (تك ص 21).
وهو ملك جرار.
أبيمالك، ملك في عصر اسحق
← اللغة الإنجليزية: Abimelech – اللغة العبرية: אֲבִימֶלֶךְ / אֲבִימָלֶךְ – اللغة اليونانية: Αβιμέλεχ.
اسم عبري ومعناه “ابو ملك” أو “الأب ملك” وقد ورد:
اسمًا لملك آخر في فلسطين عاش في عصر إسحاق وتكرر معه أمر مشابه لما حدث لأبيه إبراهيم وأمه سارة فادعى إسحاق أن رفقة زوجته هي أخته ولما كشفت حقيقة الأمر أنبه ابيمالك لذلك، ولكن كان كريمًا لطيفًا في معاملته إسحاق. وكذلك حدث له مع ابيمالك مثلما حدث لإبراهيم مع ابيمالك الأول في شأن الآبار فدخلا معًا في عهد عند بئر سبع (تك ص 26).
أبيمالك القاضي، ابن جدعون
← اللغة الإنجليزية: Abimelech – اللغة العبرية: אֲבִימֶלֶךְ / אֲבִימָלֶךְ – اللغة اليونانية: Αβιμέλεχ.
اسم عبري ومعناه “أبو ملك” أو “الأب ملك” وقد ورد:
اسمًا لابن جدعون أحد القضاة. وكانت أمه سرية جدعون من شكيم وكان لعشيرتها شيء كثير من النفوذ هناك. وقد استطاع أبيمالك بتأييد هذه العشيرة، أن يكتسب رضا الشعب عند ملكه. ومن النتائج الطبيعية من تعدد الزوجات أن يتشاجر ويتشاحن أبناء الزوجة الواحدة مع أبناء الأخرى، وهذا ما عمله أبيمالك فإنه قتل جميع أبناء أبيه. وكان عددهم سبعين ولم ينج إلا الابن الأصغر واسمه يوثام لأنه اختبأ. (). وبالرغم عن تأييد أهل شكيم له إلا أنه بعد ثلاث سنوات من ملكه قامت ضده فتنة في شكيم فقام أبيمالك لمحاربتها وأخمد الفتنة. ونجح في أخذ المدينة ولكنه وهو يطارد الثائرين الذين هزموا احتموا في برج قوي في وسط مدينة تاباص. وإذ كان يهاجم البرج طرحت امرأة قطعة رحى على رأسه فشجت جمجمته. ولما رأى أنه قد جرح جرحًا مميتًا، فلئلا يُقال أن امرأة قتلته، أمر حامل سلاحه أن يقتله بسيفه فطعنه الغلام فمات (قضاة ص 9).
أبيمالك الكاهن، ابن أبياثار
← اللغة الإنجليزية: Abimelech – اللغة العبرية: אֲבִימֶלֶךְ / אֲבִימָלֶךְ – اللغة اليونانية: Αβιμέλεχ.
اسم عبري ومعناه “أبو ملك” أو “الأب ملك” وقد ورد:
اسمًا لكاهن في أيام داود وهو ابن أبياثار من نسل عالي (1 أخبار 18: 16) وأبيمالك هذا هو نفس أخيمالك المذكور في (1 أخبار 24: 6).
أبيناداب ابن يسى، أخو داود
اسم عبري معناه “الأب كريم” أو “منتدب” وقد جاء هذا:
اسمًا للابن الثاني بين أبناء يسى الثمانية وأحد أخوة داود الثلاثة الذين كانوا يعملون في جيش شاول عندما عبر جليات الفلسطيني صفوف إسرائيل (1صم 16: 8 و17: 13).
أبيناداب زوج طافة بنت سليمان
اسم عبري معناه “الأب كريم” أو “منتدب” وقد جاء هذا:
اسمًا لرجل تزوج ابنة طافة بنت سليمان. وكان ابن ابيناداب هذا أحد وكلاء سليمان الاثني عشر لتموين قصره الملكي. (1 ملوك 4: 7 و11).
أبيونية
وهي مشتقة من كلمة معناها “المساكين”. وكان الأبيونيون مذهبًا هرطوقيًا كما جاء في أقوال الآباء الأولين. أما من جهة آرائهم – كما من جهة آراء أغلب المذاهب الهرطوقية في العصور الأولى – فكل ما نعلمه عنهم هو ما جاء بأقوال معارضيهم. ولم يكن هؤلاء المعارضون يعنون عناية كافية بالدراسة الدقيقة لآراء من هاجموهم. وتزداد الصعوبة بالنسبة للأبيونيين لوجود شك فيمن هم المقصودون بهذا الاسم، فقد كان الاسم يطلق على جميع المسيحيين من اليهود بدون النظر إلى آرائهم، وفي بعض الأحيان كان يطلق على طائفة قريبة من الغنوسيين الذين لم يعترفوا إلا بأصل بشري للرب يسوع المسيح.
ونوجد بعض الكتابات – مثل كتابات أكليمندس السكندري – جاء بها بعض أقوال الآباء عن آراء هذه الطائفة، ولكن لوجود بعض الاختلافات في هذه الأقوال، أصبح من العسير تحديد هذه الآراء على وجه الدقة. كما توجد بعض الكتب الأبوكريفية التي بها ما يشبه الأبيونية. وما وصلنا من إنجيل العبرانيين – وهو الإنجيل الوحيد الذي قبله الأبيونيون – يعطينا صورة عن آرائهم. ولم يصلنا من هذا الإنجيل إلا بعض المقتطفات المتفرقة التي لا نعلم مدى دقتها. كما يجب أن نذكر أنه لايمكن أن يستمر مذهب قرونًا عديدة في ظروف متغيرة دون أن يتعرض لتطورات.
أولًا – أصل الاسم:
يظن ترتليان وأبيفانيوس وغيرهم من الآباء أن هذا الاسم مشتق من اسم شخص اسمه أبيون أو أهبيون، ولكن المرجح الآن أن هذا ليس صحيحًا، فلا يوجد أي أثر أو ذكر لشخص بهذا الاسم، ويبدو أن اسم الأبيونيين ومعناه “المساكين” مأخوذ عن أول التطويبات (مت 5: 3) على أساس أنهم امتداد – في العهد الجديد – “للمساكين والفقراء” الوارد ذكرهم في المزامير (مثل مز 69: 33، 70: 5، 74: 2)، وشبيه بهذا اطلاق الجماعات البروتستنتية – قبل حركة الإصلاح، في القرنين الثاني عشر والثالث عشر في فرنسا – على أنفسهم اسم “الفقراء” (أو “فقراء ليون”). كما أن ما جاء برسالة يعقوب (2: 5) “أما اختار الله فقراء هذا العالم أغنياء في الإيمان …” قد يبرر المسيحيين من اليهود في إطلاق هذا الاسم على أنفسهم.
وقد مال البعض إلى اعتبار أن الاسم قد أطلقه عليهم معارضوهم للدلالة على “فقر آرائهم”.
ثانيًا – مصادر المعرفة بآراء الأبيونيين:
إن المراجع الرئيسية – كما سبق القول – هي ماجاء بكتابات إيريناوس وترتليان وهيبوليتس:
1 – إيريناوس وترتليان وهيبوليتس: كان أهم ما يميز الأبيونيين، في نظرهم:
(أ) وهو جانب سلبي – أنهم لم يفرقوا – مثلما كان يفعل غيرهم من الغنوسيين – بين الله الأسمى وبين خالق العالم – الديمرج – الذي كان يقول عنه الغنوسيون إنه إله اليهود، بل كانوا يعتقدون أن “يهوه” هو الله الأسمى، إله اليهود وخالق السموات والأرض.
(ب) وهو سلبي أيضًا، أنهم أنكروا ولادة المسيح المعجزية، وقالوا إنه كان ابن يوسف ومريم بالمفهوم العادي.
(ج) إنهم – مثل الكيرنثيين والكربوكراتيين – نادوا بأن قوة إلهية حلت على المسيح عند معموديته جزاء له على قداسته الكاملة. وتزعم إحدى هذه النظريات أن الروح القدس هو ابن الله الأزلي، بينما تقول نظرية أخرى إن القوة التي حلت عليه هي الحكمة السماوية أي “الكلمة” (اللوجوس)، وبفعل هذه القوة الإلهية صنع المعجزات وتكلم بحكمة تفوق حكمة البشر، ولكن هذه القوة الإلهية فارقت يسوع على الصليب، ولذلك صرخ: “إلهي إلهي لماذا تركتني؟” (مت 27: 46)، ومع ذلك فإن هذه القوة الإلهية هي التي أقامته من الأموات وأصعدته إلى الأعالي.
2 – أوريجانوس وجيروم: وكلاهما يقول إن الأبيونيين ترجموا كلمة “علمة” (إش 7: 14 المترجمة عذراء) “” بسيدة صغيرة “. وهناك نقطة أخرى يذكرانها، فيقول أوريجانوس إنه يوجد فريقان من الأبيونيين: أولهما ينكر ولادة الرب يسوع المعجزية، وثانيهما يؤمن بها. أما جيروم في خطابه لأغسطينوس، فلا يؤكد ذلك فحسب، بل يفصل بينهما، ويسمى الذين يؤمنون بالميلاد المعجزي بالناصريين، ويسمى منكريها بالأبيونيين. ويتكلم أوريجانوس في كتابه الثاني ضد” سلوس “عن الأبيونيين، وكأن الفرق الوحيد بينهم وبين سائر المسيحيين، هو خضوعهم لناموس موسى، وبذلك يدحضون الرأي القائل بأن اليهود باعتناقهم المسيحية قد تخلوا عن ناموس آبائهم. ويقول جيروم إن الأبيونيين كانوا يعتقدون أن المسيح سيملك ألف سنة باعتباره مسيا اليهود.
3 – أبيفانيوس: وهو الكاتب الذي يعطينا أكبر قدر من المعلومات عن الأبيونيين. وهو يعتبرهم – من أول وهلة – هراطقة مع الناصريين، ويجمع بينهم وبين الأسينيين. ويقول إنهم يستخدمون إنجيل متى بدون سلسلة نسب المسيح. ويفترض أن الأبيونيين ينتسبون لرجل اسمه “أبيون” له علاقة بالسامريين والأسينيين والكيرنثيين والكربوكراتيين، ومع ذلك كانوا يدعون بأنهم مسيحيون. ويقول إنهم كانوا ينكرون ميلاد المسيح العذراوي، ولكنهم يقرون بأن قوة سماوية حلت عليه عند المعمودية، وهي نفس الحكمة السماوية التي أوحت للآباء، وبمعنى ماسكنت فيهم، وأن جسد المسيح – على نحو ما – كان جسد آدم، وأن هذا الجسد صلب وقام ثانية. ولم يقبلوا إلا إنجيل متى في الصورة التي قبله بها الكيرنثيوس (أي إنجيل العبرانيين)، مع كثير من الخرافات. ويقول أبيفانيوس إنهم كانوا يسمحون بالزواج مرتين وثلاث مرات إلى سبع مرات، ومع أنهم سمحوا بالزواج، إلا أنهم كانوا يحتقرون المرأة ويتهمون حواء بخلق الوثنية , وفي هذا يتفقون مع الأسينيين في رأيهم في الجنس. وبالإجمال من الصعب تكوين فكرة متكاملة عن الأبيونيين مما كتبه أبيفانيوس، وإن كانت ثمة نقاط هامة فيما كتب.
4 – الشهيد جستين: وإن كان الشهيد جستين لا يذكر الأبيونيين بالاسم في حواره مع تريفو اليهودي، إلا أنه يذكر فريقين من المسيحيين اليهود:
(أ) الذين لا يحفظون الناموس فحسب، بل يريدون أيضًا إلزام المؤمنين من الأمم بأن يتهودوا.
(ب) الذين هم أنفسهم يحفظون الناموس، ولكن لهم شركة مع المؤمنين من الأمم غير المختونين.
ويبدو أن الفريق الأول كانوا صورة مبكرة لأبيونيين، ولا ينسب لهم جستين أي انحرافات تعليمية.
ثالثًا – كتابات الأبيونيين:
وأهم مصدر لمعرفتنا بها، هو أبيفانيوس – كما سبق القول – وأهم هذه الكتابات: إنجيل العبرانيين والكتابات الكليمنتية (المواعظ، والإقرارات) وصعود إشعياء وأناشيد سليمان. ويجب ملاحظة أن هذه الكتابات تمثل أراء الطوائف المختلفة من الأبيونيين، وسننظر فيها بإيجاز:
1 – إنجيل العبرانيين (انظر الأبوكريفا: الأناجيل).
2 – الكتابات الكليمنتية: وينسبها أبيفانيوس للأبيونيين، وهي مصدر هام لمعرفة آرائهم. وقد وصلتنا كاملة في ثلاثة أو أربعة أشكال، وهي: المواعظ والإقرارات مع صورتين مختصرتين لهما. ويبدو أنها جميعها تنقيح لمؤلف سابق اختفى. وأساسها جميعًا رواية دينية، طعمت فيها مواعظ لبطرس ومحاوراته مع سيمون الساحر. وجاء فيها أن كليمنت كان شابًا رومانيًا يتيمًا ذا مكانة، وكان يبحث عن ديانة، فتقابل مع برنابا الذي بشره بالمسيح معلنًا له أنه “ابن الله” وأنه ظهر في اليهودية. وإذ أراد كليمنت أن يعرف أكثر عن يسوع، سافر إلى قيصرية حيث تقابل مع بطرس، ومن هناك رافق بطرس إلى مختلف الأماكن التي ذهب إليها متعقبًا سيمون الساحر وفي أثناء رحلاته يتقابل مع أبيه وأخيه وأمه، ومن هنا جاءت “الإقرارات”. وتظهر الأبيونية في أحاديث بطرس، فالأفكار اللاهوتية فيها هي أساسًا يهودية وأسينية، ويبدو ذلك في المعاداة الشديدة للرسول بولس. وهي تحوي عناصر لا تتفق مع اليهودية القويمة، فالمسيا يكاد يكون معادلًا للشيطان. وإذا استثنينا حديث برنابا، فالرب يسوع يسمى باستمرار “النبي” في المواعظ، “والمعلم” في الإقرارات. ولا يذكر شيء عن ميلاده المعجزي أو أنه شخص سماوي، ومع ذلك ففي “الإقرارات” لا يعتبر مجرد إنسان، إذ يقال إنه “أخذ صورة جسد يهودي”، وهو ما يتفق مع ماذكره عنهم أبيفانيوس من أنهم كانوا يعتقدون أن المسيح ظهر في جسد آدم. والرسول بطرس – الذي يصورونه مسيحيًا مثاليًا – لا يأكل إلا الأعشاب، ويمارس الاغتسال كثيرًا مثلما يفعل الأسينيون، ويعلن بطرس في أحاديثه أن النبي الحقيقي: “يطفيء نيران المذابح ويبطل الحرب”، وهي سمات أسينية، ولكنه يقر الزواج، على النقيض من الأسينيين كما يصفهم فيلو ويوسيفوس.
3 – كتابات الرؤى: وأول هذه الكتابات – التي اكتشفت حديثًا – “صعود إشعياء”، ويشير الكاتب إلى استشهاد بطرس في روما، ولكنه لا يذكر بولس. ويبدو أن ماجاء به من وصف شيوخ ورعاة “يكره بعضهم بعضًا ويخربون القطيع” هو نظرة أحد المتهودين للكنيسة عندما سادت فيها تعاليم بولس. ومع ذلك نلاحظ حفاظهم على جلال الله وتعليم الثالوث أيضًا، فقد جاء به: “فجميعهم يمجدون آب الكل وابنه الحبيب والروح القدس”. أما فيما يتعلق بشخص المسيح، فإنه نزل في طبقات السموات المتتابعة إلى الأرض ليولد. كما يؤكد عذراوية مريم وأن الطفل ولد بدون ألم بطريقة معجزية. ونفس الفكرة عن ميلاد المسيح نجدها في أناشيد سليمان.
رابعًا – تاريخ الأبيونية:
1 – الأبيونيون والأسينيون:
تؤكد كل المراجع، الرابطة الوثيقة بين الأبيونيين والأسينيين، رغم وجود اختلافات واضحة، فالأبيونيون يقرون الزواج، بينما يرفضه الأسينيون إذا أخذنا بآراء فيلو ويوسيفوس. ويبدو أن هذا الرفض لا يصدق إلا على فئة منهم كانت في عين جدي. كما أن بعض المتهودين – أي الأبيونيين – كانوا يمتنعون عن الزواج (1 تي 4: 3). ويبدو أن الأسينيين بمختلف مذاهبهم تحولوا إلى المسيحية عقب سقوط أورشليم وهروب الكنيسة إلى “بلا”، وعندما انضموا إلى المسيحيين في المنفى، بدأت خميرة البارسيين (من أتباع زرادشت) تعمل في الكنيسة هناك، فأثمرت الأبيونية، ولعل هذا هو المقصود من القول بأن “أبيون بدأ تعليمه في بلا”. وبناء على الأقوال الكتابية وبعض الرؤى القديمة غير القانونية، يبدو أن الأبيونيين لم يكونوا هراطقة منذ البداية، فيما يتعلق بالتعليم عن المسيح، ولكنهم أقروا الالتزام بالناموس الطقسي، ونادوا بأن المؤمنين من أصل أممي لا بد أن يختتنوا قبل أن يقبلوا في الكنيسة. ولكن إبطال الناموس كان يرتبط – في أقوال بولس – أشد الارتباط بلاهوت ربنا يسوع المسيح، ولربما شعر البعض منهم أنه لكي يحتفظوا بآرائهم، عليهم أن ينكروا لاهوته وحقيقة تجسده، ولكن ظواهر حياته جعلت من المستحيل اعتباره مجرد إنسان، ومن هنا جاء هذا الخلط من أن قوة إلهية – أيون – قد حلت عليه، كما أنه إذا كان قد ولد ولادة معجزية، ففي ذلك غض من عظمة موسى، فلابد لهم إذًا من أن ينكروا الميلاد العذراوي. لم يظهر القول بأن المسيح لم يكن سوى إنسان إلا على يد ثيودوتس، ولم يذهب كل المسيحيين من اليهود مذهب الأبيونيين، بل احتفظ الناصريون بالتعليم القويم، وفي نفس الوقت خضعوا لمطالب الناموس. والثنائية الموجودة في التعاليم الكليمنتية هي محاولة لتعليل قوة الشر في العالم وعمل الشيطان. والكتابات الكليمنتية تؤكد ما قاله الآباء من أن الأبيونيين لم يستخدموا سوى إنجيل متى بعد استبعاد الأصحاحات الثلاثة الأولى، فهم يقتبسون منه أكثر من أي إنجيل آخر، وإن كانوا قد اقتبسوا اقتباسات واضحة من الإنجيل الرابع. وتتجنب هذه الكتابات نسبة الألوهية للمسيح، فهو المعلم والنبي، ولا يدعي “ابن الله” إلا في الحديث المنسوب لبرنابا.
2 – منظمة الأبيونيين:
يبدو أن المسيحيين اليهود قد كونوا منظمة خاصة بهم منفصلة عن الكنيسة الجامعة، وكانوا يسمون الأماكن التي يجتمعون فيها “مجامع” لا كنائس، وإذا صحت روايات المواعظ الكليمنتية، فإنهم قد كونوا لأنفسهم نظامًا أسقفيًا كاملًا، فالطقوس اليهودية الصارمة كانت تمنع اليهودي من الأكل مع غير اليهودي. وولائم المحبة في الكنيسة الأولى كانت تستوجب هذه الشركة، وحيث وجد مسيحيون من الأمم، كان الأبيونيون يمتنعون عن مشاركتهم، ومن ثم لزم أن تكون لهم كنيسة منفصلة ليكون من الممكن أن يشترك كل المسيحيين من اليهود معًا في ولائم المحبة.
خامسًا – تعاليم الكنيسة الأولى كما تبدو من خلال الأبيونية:
1 – عقيدة الكنيسة الأولى في المسيح: يجب علينا في تناول هذا الموضوع أن ندرك أن الذين كتبوا في الأيام الأولى ضد الهراطقة، كانوا يميلون إلى المغالاة في بيان وجوه الاختلاف بين الهراطقة والتعليم القويم. وفي نفس الوقت علينا أن ندرك الصعوبة النفسية في اعتبار شخص – تقابله يوميًا وتراه يأكل وينام كباقي الناس – بأنه أكثر من إنسان، إله. كانت هذه صعوبة أمام الجميع وبالأخص أمام اليهود. ورغم كل ذلك لم يستطع الأبيونيون – أمام كل الظواهر في حياة المسيح – أن يقولوا إنه كان مجرد إنسان، فكان عليهم أن يزعموا أن قوة إلهية حلت عليه عند المعمودية ميزته عن سائر الناس. لقد كان الأبيونيون الأوائل يعتقدون أن المسيح شخص واحد كما كان يعتقد سائر المسيحيين، ولكنهم شيئًا فشيئًا تحولوا إلى الاعتقاد بأنه كان فيه عنصر سماوي منفصل عن يسوع. وعلى العموم كان الأبيونيون يتمسكون – بصور ودرجات مختلفة – بعقيدة الثالوث، وفي هذا دليل قوي على أنها كانت عقيدة الكنيسة على اتساعها.
2 – تعليم بولس في الكنيسة الأولى: مما يستلفت النظر أن كاتب “المواعظ” وكذلك كاتب “الإقرارات” يتجاهلان الرسول بولس، بل لم يحاولا التشهير به – ولو تحت ستار سيمون الساحر، كما يزعم البعض – بل لم يجسرا على إلصاق أي تهمة باسمه، فلا بد أنه كان لبولس وتعاليمه مكانة رفيعة في أوائل القرن الثاني. حتى إنه لم يكن في استطاعة أحد أن ينال منه أو يهاجمه هجومًا مباشرًا. وهذا الاحترام الكبير لبولس يدل على مدى ماكان له ولتعاليمه من قبول، فلا بد أن كل تعاليمه عن الخطية الأصلية، والفداء بموت المسيح الكفاري وسائر تعليمه، لابد أن كل هذه التعاليم قد تمسكت بها الكنيسة الأولى تمسكًا شديدًا، وإلا لما تحَّرج الأبيونيون عن مهاجمة بولس مباشرة في الكتابات الكليمنتية. ويزعم شويجلر أن الشهيد جستين كان أبيونيا لأنه لم يذكر بولس بالاسم ولم يستشهد به. ويمكن الرد على ذلك بأن جستين وجه كتاباته إلى أباطرة وثنيين لا قيمة لبولس عندهم، وكذلك الحال في محاوراته مع تريفو اليهودي، ولهذا فهو أيضًا لم يذكر بطرس أو يعقوب أو يوحنا، وهو إن كان لم يذكر بولس بالاسم، إلا أن صدى أقوال بولس يتردد كثيرًا في عباراته وأفكاره.
وفي ضوء الاكتشافات الأثرية الحديثة في مصر، لا ينقطع الأمل في اكتشاف مخطوطات تلقي ضوءًا أكبر على هذه الهرطقة. فلو عثرنا مثلًا على إنجيل العبرانيين أو مخطوطة هيجسيبوس Hegesippus، لأمكننا الوصول إلى الإجابة على كثير من الأسئلة التي تواجهنا.
أبيا ابن باكر البنياميني
اسم عبري ومعناه “أبي يهوه” أو “يهوه أب” وقد ورد هذا الاسم لمن يلي:
رجل من نسل بنيامين، وهو ابن باكر (1 أخبار 7: 8).
أبيا القاضي الفاسد، ابن صموئيل
اسم عبري ومعناه “أبي يهوه” أو “يهوه أب” وقد ورد هذا الاسم لمن يلي:
الابن الأصغر لصموئيل. وقد عينه أبوه قاضيًا في بئر سبع ولكنه افسد الحكم وعَوَّجَ القضاء (1صم 8: 2 و3 و1 أخبار 6: 28).
أبيا رئيس فرقة الكهنوت
اسم عبري ومعناه “أبي يهوه” أو “يهوه أب” وقد ورد هذا الاسم لمن يلي:
رجل من نسل هرون عينه داود رئيس فرقة من فرق الكهنوت (1 أخبار 24: 10) انظر فرقة ابيا.
أبيا الكاهن، في عصر نحميا
اسم عبري ومعناه “أبي يهوه” أو “يهوه أب” وقد ورد هذا الاسم لمن يلي:
أحد الكهنة في عصر نحميا ومن ضمن الذين ختموا العهد (نحميا 10: 7) ويحتمل أن يكون نفس الكاهن المذكور في 12: 4 و17 والذي رجع من السبي مع زربابل.
أتالس
ملك برغامس، ذكر في (1 مك 15: 22) بين الملوك الذين أرسل إليهم لوكيوس وزير الرومانيين مرسومًا بمنع اضطهاد اليهود.
أتان
← اللغة القبطية: eou`e`w.
وهي الحمارة والجمع أتن. والكلمة العبرية وهي “آتون” يظن أنها مشتقة من الكلمة العبريـة “أتى” (وهي نفس الكلمة العربية لفظًا ومعنى) “والأتن الصحر” (قض 5: 10) هي التي فيها بياض وحمرة، والمقصود أنها أتن جيدة.
والأتان أفضل من الحمار لأنها سَلِسَة القياد في الركوب، ولجودة لبنها للطعام وللأطفال وللمرضى.
أتاي ابن ريباي، من أبطال داود
اسم عبري وربما معناه “الرب معي” وهو:
إِتَّايُ بْنُ رِيبَايَ مِنْ جِبْعَةِ بَنِي بَنْيَامِينَ اسم ابن ريباي من جبعة بني بنيامين وكان واحدًا من أبطال داود (2 صموئيل 23: 29 و1 أخبار 11: 31).
أتاي الرئيس من جت
اسم عبري وربما معناه “الرب معي” وهو:
اسم واحد من رجال جتّ كان رئيسًا لستمئة رجل من الذين تبعوا داود من تلك المدينة الفلسطينية. وكان أمينًا لداود وفيًا له في كل الظروف. وكان يقود ثلث جيش داود في المعركة التي قتل فيها أبشالوم (2 صموئيل 15: 18 – 22 و18: 2 و5).
أترجتيس
Atargatis وهي آلهة الخصب عند السوريين، كانت تعبد في قرنيم في جلعاد (2 مك 12: 26) وهي عشتاروت قرنايم المذكورة في العهد القديم (تك 14: 5، تث 1: 4). ووجد الاسم منقوشًا على بعض النقود الأثرية باسم “أتراتا” في هيرابوليس في شمالي سوريا، وفي أشقلون حيث كانت تصور بجسم امرأة وذيل سمكة، وكان السمك يقدم قرابين لها. ويقول هيرودوت إنها أفروديت الإغريق، ولعلها كانت أصلًا حثية ثم عرفت فيما بعد بعشتورت الأشورية. وكان كهنتها الذين عرفوا باسم “جالي” يجرحون أنفسهم في طقوس عبادتهم الجنونية. وتتضح فكرة الخصب في الربط بين أترجتيس والماء والحبوب والثمار والأوراق.
أتون
وهي ترجمة لجملة كلمات:
1 – “كبشان” العبرية في (تك 19: 28) “إذا دخان الأرض يصعد كدخان الأتون” وكذلك في (خر 9: 8) ثم قال الرب لموسى وهرون خذا ملء أيديكما من رماد الأتون “. وهي تدل على قمائن الجير أو الفخار التي كانت تقام على شكل قباب بها فتحات من أسفل للتغذية بالوقود وفتحات من أعلى لتصاعد الدخان على شكل عمود أسود. وكان رماد الأتون ناعمًا (خر 9: 8 و10) وعندما نزل الرب على جبل سيناء” صعد دخانه كدخان الأتون “(خر 19: 18).
2 – “أتون” العبرية ولعلها مستعارة من الكلمة الأكادية “أتونو” بمعنى “فرن” لحرق الطوب أو لصهر المعادن، وقد وردت الكلمة في دانيال (3: 6 و11 و15 و17 و19 و20 – 22 و26) في الإشارة إلى الأتون الذي ألقي فيه شدرخ وميشخ وعبدنغو (الثلاثة فتية القديسين).
3 – “كامينوس” اليونيانية (مت 13: 42). هي تستخدم لترجمة الكلمات العبرية “كبشان وأتون وكور”. وكثيرًا ما تستخدم مرادفًا لجهنم مصير العصاة غير التائبين (مت 13: 5). وفي رؤيا (1: 13) نقرأ عن شبه ابن إنسان “،” ورجلاه شبه النحاس النقي كأنهما محميتان في أتون “. والنحاس النقي رمز للقوة الساحقة التي سيتعامل بها المسيح مع أعدائه.
ومن هذا نرى أن كلمة “أتون” تستعمل في أغلب الحالات مجازيًا للدلالة على دينونة الله.
كان الأتون يستخدم لاستخلاص الحديد من خاماته، ولصهر وتنقية الذهب والفضة والنحاس والقصدير والرصاص، ولصنع الخزف والفخار، ولحرق الطوب والجير.
وقد ازدهرت الصناعات المعدنية منذ 2000 ق. م. وقد اكتشف الكثير من المناجم ومصاهر المعادن على امتداد حافة وادي عربة، وقد وجد أكبرها في “المنية” على بعد حوالي 21 ميلًا شمالي خليج العقبة، كما وجد آخر في خربة النحاس على بعد اثنين وخمسين ميلًا إلى الشمال من ذلك.
وأكبر مصهر للنحاس في كل الشرق الأوسط وجد في تل الخليفة (عصيون جابر) في الطرف الجنوبي لوادي عربة، ويرجع تاريخه إلى القرن العاشر قبل الميلاد، والأرجح أن الذي أقامه هو الملك سليمان الذي بنى أسطولًا من السفن لنقل تجارته. (). وقد بُني المصهر بحيث تكون فتحاته السفلية في مهب الرياح الشمالية السائدة حتى لا تحتاج النيران إلى منافيخ، وكان الفحم الحجري يستخدم كوقود وقد ظل هذا المصهر مستخدمًا حتى القرن الخامس قبل الميلاد.
وقد اكتشف عدد من أفران الصهر في أرض فلسطين ذاتها، البعض منها كان يستخدم لصهر النحاس والبعض الآخر لصهر الحديد. وقد وجد أربعة منها في تل جمنة، واثنان في عين شمس، والبعض الآخر في عاي وفي تل قاصر قرب تل أبيب.
أتينوبيوس
Athenobius وهو صديق لأنطيوكس السابع (سيديتوس) ملك سوريا، الذي أرسله إلى أورشليم ليحتج على احتلال سمعان المكابي ليافا وجزارا وقلعة أورشليم، فطلب منه إرجاع كل الأماكن التي استولي عليها أو أن يدفع ألف وزنة من الفضة ولكن سمعان رفض أن يدفع أكثر من مائة وزنة، فعاد أتينوبيوس إلى أنطوكس بعد أن أخفق في مهمته (1 مك 15: 28 – 36).
أثر
الأثر هو بقية الشيء، والجمع آثار وأثور. وخرجت في إثره أو في أثره أي بعده (تك 30: 30، 33: 14، خر 11: 8، 2 صم 15: 17 إلخ.).
أثْلٌ | أثلة
نوع من الشجر كانت تنمو أنواع عديدة منه بكثرة في فلسطين. وقد غرس إبراهيم أثلًا في بئر سبع (تك 21: 33) وكان شاول يقيم تحت الأثلة في الرامة (1 صموئيل 22: 6) وقد دفنت عظام شاول وعظام بنيه تحت الأثلة في يابيش (1 صموئيل 31: 13). ويقال أن في سيناء نوعًا من الأثل يخرج شيئًا يعرف بين الأهلين بالمن.
وهي بالعبِرية “أثل”. ويوجد منها ثمانية أنواع في فلسطين وبخاصة في السهل الساحلي، وفي وادي الأردن. وتتميز شجرة الأثل بأغصانها الهشة المكسوة بالزغب، وبأوراقها الدقيقة الشبيهة بالحراشف. وهي تناسب الأجواء الجافة، ولعل هذا ما جعل إبراهيم يغرس أثلا في بئر سبع (تك 21: 33). وهي تنمو جيدًا في الأرض الرملية. وفي ظل هذه الأشجار طرحت هاجر ابنها إسماعيل (تك 21: 15). “وكان شاول مقيمًا في جبعة تحت الأثلة في الرامة ورمحه بيده..” (1 صم 22: 6). كما دُفِنَت عِظام شاول وأبنائه – قتلى معركة جلبوع – تحت الأثلة في يابيش (1 صم 31: 13).
إثم
توجد جملة كلمات عبرية تترجمها كلمة “إثم” ومشتقاتها. وأهم هذه الكلمات العبرية هي كلمة “آون” (التي ترد 215 مرة في العهد القديم) ومعناها “إعوجاج أو انحراف”، أي أنها تعني الشر باعتباره عدم استقامة وتشويه وانحراف أدبي، فهي مشتقة من كلمة “أوه” العبرية التي تعني “يثني أو يعوج”. ويعتقد درايفر (تابعًا في ذلك لا جارد) أن “أصلين” عربيين مختلفين، قد اختلطا في العبرية، الأصل الأول يعني “يثني أو يعوج” كما سبق، والأصل الثاني يعني “يخطيء أو يضل” وإن كلمة “آون” مشتقة من الأصل الثاني، ومن ثم فهي تحمل معنى الخطأ والانحراف عن جادة الصواب، أكثر مما تعنى الإعوجاج. ومهما يكن اشتقاق الكلمة، فإنها تفيد معنى: (1) الإثم، (2) ذنب الإثم، (3) عقوبة الإثم. فهي أصلًا لا تعني “الفعل” ذاته بل “طبيعة الفعل”، وبذلك فهي تختلف عن كلمة “خطية”. ولهذا نقرأ مثلا: “أثام خطيتي” (مز 32: 5). وهكذا تدرج استعمالها لتعني “الذنب” الذي كثيرًا ما يعبر عن الإثم (تك 15: 16)، ومن معنى “الذنب” لتعني “عقوبة الذنب”، وهذه نقلة سهلة في اللغة العبرية للارتباط الوثيق – في المفهوم العبري بين الخطية والألم كما في تكوين (4: 13) حيث نقرأ: “ذنبي أعظم من أن يحتمل” أو بالحري “عقابي أعظم من أن أحتمله”، لآن قايين – في الواقع – لا يعبر عن حزنه على خطيته بل بالحري يشكو من قسوة العقاب (انظر 2 مل 7: 9) – “يصادفنا شر” أو بالحري “عقاب الشر”، وكما في (إش 5: 18) حيث أن كلمة “إثم” تعني بالحري العقاب، (كما في لا 26: 41 و43). كثيرًا ما نقرأ عبارة “يحمل ذنبه” أو “يحمل إثمه” (لا 17: 16 و20: 17 و19، عد 14: 34، خر 44: 10 إلخ.) أي يحمل عواقب إثمه. وأحيانًا تستعمل للتعبير عن شخص يحمل ذنب آخر نيابة عنه (حز 4: 4، 20: 17 و19) ونجد هذا المعنى بصفة خاصة في آلام عبد الرب الذي يحمل آثام شعبه (إش 53: 11 مع 6).
أمافي العهد الجديد فكلمة “إثم” هي ترجمة للكلمة اليونانية “أنوميا” أي “من هو بلا ناموس” أو “من يتعدى الناموس” (1 يو 3: 4). وهذه الكلمة تستخدم كثيرًا في الترجمة السبعينية للعهد القديم ترجمة لكلمة “أون” العبرية.
كما تستخدم في العبرية كلمة “أشام” (وهي “إثم” العربية) لتعني تخطي الحدود أو اغتصاب حق الآخرين أو انتهاك ناموس الله (لا 6: 5).
أثمد
حجر أسود له بريق معدني يُتَّخَذ منه الكُّحل، ويعرف كيمائيًّا باسم الأنتيمون. وكانت إيزابل الملكة الشريرة هي أول من ذكر أنها “كحلت بالأثمد عينيها وزيَّنَت رأسها” استعدادًا لاستقبال ياهو، ولكنها لاقت صرعها إتمامًا لوعيد الرب (2 مل 9: 30 33).
إثيوبيا
كوش:
1 – إثيوبيا هي “كوش” في العبرية. وقد تدل كلمة كوش أو إثيوبيا على بلاد وادي النيل فيما وراء الشلال الأول، ولكنها كانت قديمًا – كما هي الآن – تطلق لا على ما يسمى الآن بلاد النوبة والسودان فحسب، ولكن على كل البلاد التي تكتنف أعالي وادي النيل، وهي مساحة شاسعة من الأراضي، ولكن الجزء الرئيسي الذي كانت تعتمد عليه في مواردها، هو الجزء الضيق المحيط بنهر النيل بين الشلالين الأول والخامس، وهو جزء صغير نسبيًّا متى استبعدنا المناطق الصحراوية. وكان السكان قليلين نسبيًا حيث كانت مصر منطقة جذب للشباب القوي للعمل في مجال الخدمات والشرطة والجيش. والأرجح أن سكان شمالي النوبة – فيما قبل التاريخ – كانوا مصريين أصلًا، لكن حلت محلهم أجناس سوداء في أوائل العصور التاريخية، ويتميزون في الرسوم المصرية القديمة بالشفاه الغليظة والشعر الكث , ويظهر إلى جانب مواطني كوش، أجناس أخرى برونزية اللون، إذ منذ فجر التاريخ اختلط الجنس الزنجي بالفلاحين المصريين، وبالساميين من سكان السواحل العربية.
وكان حكام إثيوبيا من أصل أجنبي، فالزنوج رغم شجاعتهم وقناعتهم كانوا بطيء التفكير، ورغم أنهم خضعوا على مدى أجيال طويلة لحكم جيرانهم المتحضرين، وقد وصلوا في بعض الأوقات إلى المراكز العليا في الدولة، إلا أن الشعب في مجموعه لم يتأثر بتلك الحضارة.
وقد استوطن الحبشة منذ فجر التاريخ شعب قوقازي جاء عبر البحر الأحمر من شبه الجزيرة العربية. فالأحباش الحقيقيون – كما يقول بروفسور ليتمان – “ليس بهم دماء زنجية ولا صفات زنجية، فهم عمومًا ذو بنيان قوي ووجه وسم وملامح مستقيمة، وتقاطيع منتظمة، وعيون حادة البصر، وشعور طويلة مسترسلة أو مجعدة قليلًا، ولونهم زيتوني قاتم يقرب من الأسمر”.
والاكتشافات الحديثة تثبت صلتهم الوثيقة، عرقًا ولغة، بسكان جنوبي شبه الجزيرة العربية وبخاصة مملكة سبأ (السبئيين الذين اشتهروا بالقوة) التي اكتشف مؤخرًا الكثير من مخلفاتها المعمارية والثقافية. وترجع أقدم النقوش السبئية في الحبشة إلى ما قبل 2600 سنة، وهي عظيمة القيمة فيما يتعلق بما جاء عنها في التوراة، وبخاصة فيما يقوله يوسيفوس من أن ملكة سبأ كانت ملكة على الحبشة.
والفالاش هم جماعة من اليهود يعيشون بالقرب من بحيرة تسانا (بحيرة تانا)، وهم يشبهون الأحباش في مظهرهم، ولعلهم من جنس واحد. وديانتهم هي الديانة الموسوية حسب الترجمة الحبشية للتوراة لأنهم يجهلون العبرية. ولا نعلم على وجه اليقين متى صاروا يهودًا، فقد كان العلماء قديمًا يرجعون بذلك إلى عصر سليمان أو على الأقل إلى السبي البابلي، ولكن يرجع به البعض إلى العصر المسيحي، لجهلهم بأحكام التلمود. ولكن ما اكتشف حديثًا من أنه كان يوجد مجتمع يهودي زاهر في منطقة أسوان في القرن السادس قبل الميلاد، يجعل من الواضح أن التأثير اليهودي قد وصل إلى مصر قبل ذلك التاريخ. ومع أنه من المعروف تمسك الأحباش بالعادات القديمة، إلا أن الخصائص اليهودية واضحة في كل البلاد. وكان الشعار المكتوب على الرسائل الرسمية هو “أسد سبط يهوذا قد غلب”. وهو واحد من العبارات الكثيرة الشائعة. ومع أن بعض الطقوس، مثل الختان وحفظ السبت، يمكن أن تكون قد تسربت من قدماء المصريين أو الأقباط المسيحيين، إلا أن الأثر اليهودي أقوى من أن يُنكر. وجميع الرحالة يتحدثون عن نشاط الفالاش ورقتهم وكرمهم الشديد. وإلى جانب هؤلاء توجد مجتمعات كثيرة من أجناس مختلطة في إثيوبيا، ولكن أصولها جميعها ترجع إلى الجنس الزنجي أو السامي أو المصري.
2 – تاريخ إثيوبيا:
يروي مؤرخو اليونان القدماء الكثير من الروايات الخيالية والأساطير عن إثيوبيا، وأحيانًا يخلطون في معلوماتهم الجغرافية فيذكرون أن إثيوبيا تمتد إلى الهند، كما أن أقوالهم عن حيواناتها ونباتاتها العجيبة خيالية أيضًا. ويمتدح هوميروس الإثيوبيين بأنهم “الجنس الخالي من العيوب” كما يضعهم غيره من الكتّاب في أول الأجناس لمعرفتهم الدينية، ولعل ذلك جاء من احترام الأحباش للكهنة الذين بيدهم سلطان الحياة والموت فوق الملوك – حسب التقاليد القديمة – أو أنه جاء من اعتقاد المصريين بأن “أرض الآلهة” تقع في جنوبي الحبشة.
ومن المثير حقًا أن أنبياء الكتاب المقدس لا يقعون في مثل هذه الأخطاء الشائعة بل “يقدمون فكرة صحيحة عن الظروف الجغرافية والسياسية للحبشة” (كما يقول ماكس مولر).
وأقدم معلومات تاريخية عن الحبشة ترجع إلى الأسرة الرابعة الفرعونية عندما غزا سنفرو البلاد وسبي سبعة آلاف من العبيد، ومائة ألف من الماشية. وفي زمن الأسرة السادسة وصل المصريون جنوبًا إلى الشلال الثاني، وأتوا معهم ببعض الأقزام، ولكنهم لم يستقروا طويلًا في حكم تلك البلاد. وبدأ احتلال مصر لتلك المناطق في الأسرة الثانية عشرة. ويسجل أسرتسن الثالث متهكمًا: “إن الزنوج يبدون الطاعة حالما تفتح شفتيك، وهم ليسوا شجعانًا بل بالحري بائسين من كل وجه”. ولكن رغم هذه السخرية، أجبر هؤلاء الأحباش – العراة الذين يرتدون جلود الحيوانات المتوحشة بأذيالها – فرعون على محاربتهم جملة مرات قبل أن يستطيع إقامة حد عند الشلال الثاني، ولم يكن في استطاعة أي زنجي أن يتجاوزه دون إذن. ويمكن إدراك أنهم لم يكونوا جبناء، من الأغاني التي ألفها المصريون ابتهاجًا بإخضاعهم، ومن أن الفراعنة الذين جاءوا بعد ذلك شجعوهم على الانخراط في جيوشهم حتى أصبحت كلمة “نوبي” في الهيروغليفية تدل على “رامي السهام”. ونقلت الأسرة الثامنة عشرة هذا الحد إلى ما وراء الشلال الثالث في منطقة دنقلة الغنية، وكان المصريون يفخرون بالجزية الكبيرة التي كانوا يجبونها من الأحباش، فقد بلغت في إحدى المرات 2. 667 “حمولة رجل” من العاج والأبنوس والأطياب والذهب وريش النعام، علاوة على قطعان الماشية والحيوانات البرية والعبيد. وتبدو كراسي العاج والحلي أحيانًا بربرية في طرازها ولكنها دقيقة في صناعتها، كما أن مصانع النحاس والبرونز ومسابك الحديد الضخمة في إثيوبيا ترجع إلى عصر مبكر. وكان مئات المجرمين يعملون في مناجم الذهب في إثيوبيا، ويبدون في صورهم مقطوعي الأذان ومجدوعي الأنوف. وقد أمدت هذه المناجم مصر بالذهب في القرن الخامس عشر قبل الميلاد حتى صار “كالتراب”. وكان ابن فرعون وولي عهده، يفخر بلقبه “كأميركوش”. وقد بني أمنحوتب الرابع (أخناتون، المصلح الديني الشهير – 1370 ق. م) ثاني معابده ضخامة (وهو الوحيد الباقي من آثاره) في بلاد النوبة. وحاولت الأسرة التاسعة عشرة أن تستعمر إثيوبيا. ويمكن رؤية أعظم ما شيد الإنسان من معابد، في الجنوب حتى الشلال الرابع. وظلت مصر تحكم بلاد كوش طيلة خمسة قرون حتى سنة 1000 ق. م، وحين قامت حرب الاستقلال، فاز فيها الكوشيون حتى إن الملوك الكوشيين المنتصرين قادوا جيوشهم شمالًا إلى طيبة وإلى منف وحكموا كل مصر لمدة قرن (763 – 663 ق. م) من نباتا عاصمة النوبة والتي أصبحت في عمائرها “طيبة الجنوب”، كما حكموا مصر العليا مدة قرن آخر (بل وفي بعض عهود البطالمة). ومع أن قادة تلك الثورة كانوا بلا شك سلالة الكهنة الذين نفوا من طيبة، إلا أنه من الواضح أنهم امتزجوا بالدم الأثيوبي، مع تحليهم بالأخلاق البيوريتانية وروح الرفق التي تميزوا بها عن الفراعنة الصارمين.
كان شاباكا ( = سوا، 715 – 707 ق. م.) وتهراقة أو ترهاقة (693 – 667 ق. م.) المذكورين في الكتاب المقدس، هما آخر ملوك إثيوبيا العظام. وعندما أجبر أشور بانيبال تانوثمان بن شاباكا وابن أخت ترهاقة على أن يتخلى عن حكم مصر ويتراجع إلى الجنوب، قضى بذلك على نفوذ الإثيوبيين. وقد أخضع قمبيز (525 – 521 ق. م) النوبة حتى الشلال الثالث وجعلها تحت الجزية (انظر حز 30: 4) ولكن الملك جمينس – قرب ختام القرن الثالث قبل الميلاد – شق عصا الطاعة على الكهنوت المصري. ومع أن إثيوبيا ظلت محمية رومانية، لكن يبدو أنها كانت قليلة الأهمية لهم حتى أنها قلما تذكر في ذلك العهد. وبعد أن طرد الكوشيون من مصر، ظلوا يعبدون آلهة طيبة، ولكن بزوال النفوذ المصري تحولت طقوس العبادة شيئًا فشيئًا إلى الطقوس الأفريقية والبربرية. وحتى بعد أن سادت المسيحية في كل مكان آخر ظل النوبيون حتى القرن الخامس الميلادي يحجون إلى معبد فيلة لتقديم السجود لتمثال إيزيس. وفي القرن السادس الميلادي أسس ملك إثيوبي اسمه “سلكو” مملكة مسيحية في شمالي السودان متخذًا من دنقلة عاصمة له، وقد رفع من ثقافة البلاد. وفي القرن التالي أخضع العرب البلاد للجزية، وقد اقتضاهم ذلك إرسال جيش جرار. وطل العرب يأخذون كل سنة 360 من العبيد كجزية مع بعض الأموال، ولو أن ذلك كان يستلزم إرسال حملات بلا عدد لتحصيل الجزية. وقد رفض ملوك النوبة التحول عن عقيدتهم، وتضاعف عدد الكنائس على ضفتي النيل. وفي القرن الثامن غزا مائة ألف من النوبيين مصر للرد على إهانة الحكام العرب للبطريرك القبطي، والازدراء بالصور الموجودة في الكنائس. وفي القرن الثالث عشر، رفض داود ملك النوبة دفع الجزية بل وشرع في غزو مصر، ولكن العرب أوقعوا به عقابًا صارمًا، ونهبوا الكنائس وعذبوا المسيحيين، حتى الشلال الرابع، وكانت في ذلك بداية النهاية، ففي ختام القرن الخامس عشر، هدمت كل الكنائس ودمرت كل المذابح.
3 – الإشارات الكتابية إلى إثيوبيا:
مع أن ونكلر أثبت منذ زمن طويل أن الأشوريين كانوا يطلقون اسم “كوش” نفسه، على منطقة أخرى في شمالي جزيرة العرب، ويظن سكنر أن العبرانيين تبعوهم في ذلك، فكانوا على صواب عندما ذكروا أن نمرود كان ابنًا لـ “كوش”، حيث أن أول أسرة بابلية مالكة كانت من أصل سامي، ولكن لا يوجد أدنى شك في أن المقصود بـ “كوش” في الكتاب المقدس هي كوش الأفريقية. وتذكر كوش (الحبشة) مرة واحدة في العهد الجديد وأكثر من أربعين مرة في العهد القديم وتدل الآثار الكثيرة على أن المرأة كانت لها مكانة رفيعة في إثيوبيا، كما يبدو أن لقب “كنداكة” (أع 8: 27) كان اللقب الرسمي لعدد من ملكات الحبشة. كما ينسب أحد أهرامات مروي إلى كنداكة، ومازالت صورتها موجودة في كاجا، كما أن كنوز حليها هي التي اكتشفها فرليني سنة 1834، وهي موجودة الآن في متحف برلين. وقد غزا بترونيوس (24 ق. م.) إثيوبيا لحساب روما، ودمر العاصمة، ولكن كنداكة أرسلت سفراء إلى روما وعقدت معاهدة صلح معها , ويغلب أن “الخصي” – ولعله كان وزيرًا لخزانة هذه الملكة ذاتها – لم يكن دخيلًا زنجيًا، بل كان يهوديًا وضع مهاراته اليهودية في إدارة شئون المال، في خدمة الملكة النوبية (كما يقول ماكس مولر).
وتذكر إثيوبيا في العهد القديم بكل تقدير، كما تذكر أسماء عدد من الشخصيات الإثيوبية مثل: كوشي (2 صم 18: 21، إرميا 36: 14، صفنيا 1: 1)، وموسى نفسه تزوج امرأة كوشية (عدد 12: 1)، وأنقذ عبد ملك الكوشي إرميا من الجب (إرميا 38: 7). وكانت بلادًا غنية (أيوب 28: 19، إش 43: 3) لها تجارة واسعة مع شبه الجزيرة العربية (إش 45: 14)، ومواطنوها يفخرون بالانتساب إليها (مز 87: 4). ويتكرر ذكر العلاقة بين كوش وسبأ (تك 10: 7 و8، إش 43: 3، إلخ.) وهي حقيقة أيدتها – بشكل عجيب – الاكتشافات الحديثة والكتابات والنقوش السبئية في كل بلاد الحبشة.
والكوشيون الأصليون لهم لون ثابت لا يتغير مثل رقط النمر (إرميا 13: 23)، وهم قوم مطمئنون لا مبالون (حز 30: 9). ولكنهم محاربون أشداء (حز 38: 5، إرميا 46: 9) وكانوا قوة كبيرة في جانب نينوى (ناحوم 3: 9) ولكن إسرائيل استطاعت أن تهزمهم بمعونة الرب (2 أخ 16: 8، إش 20: 5، 36: 6). والرب يهتم بتاريخ كوش ومصر أيضًا (إش 20: 3)، ويحب أبناء كوش مثلما يحب بني إسرائيل (عاموس 9: 7)، وسيأتي الوقت الذي فيه تبسط كوش يديها للرب (مز 68: 31). وتذكر كوش ومصر كوحدة واحدة (إش 20: 4). كما يذكر الكتاب عددًا من أسماء ملوك كوش مثل زارح (2 أخ 14: 9)، وسوا (2 مل 17: 4)، وترهاقة (2 مل 19: 9، إش 37: 9).
4 – الكنيسة في إثيوبيا:
دخل النفوذ السامي إلى الحبشة في القرن السابع أو الثامن قبل الميلاد، كما سبق القول. ويدعي ملوك أكسيوم أنهم سلالة منليك Menelik بن سليمان. ولكن أول معلومات أكيدة عن مملكة أكسيوم، ترجع إلى منتصف القرن الأول الميلادي، حين كانت أكسيوم عاصمة غنية، واحتفظت بقداستها القديمة حتى إن ملوك الحبشة منذ ذلك الوقت حتى القرن التاسع عشر كانوا يذهبون إليها ليتوجوا فيها. وليس هناك ما يدعو إلى الشك في أن فرومنتيوس (حوالي 330) كان أول من أدخل إليها المسيحية. فحسب الروايات القديمة، حدث عندما كان ميروب الصوري راجعًا من الهند مع ابني أخته، أن وقع في الأسر وقتل، وأخذ الولدان إلى ملك الحبشة، وقد هلك أحدهما، أما فرومنتيوس فقد نجح في هداية الشعب إلى المسيحية، فرسمه القديس أثناسيوس بطريرك الإسكندرية، أول مطران لإثيوبيا باسم “أبي سلامة” (أي أبو السلام). ومنذ ذلك الوقت حتى منتصف القرن العشرين – بدون انقطاع تقريبًا – ظل “أبونا” يعين بواسطة بطريرك الإسكندرية. ومنذ القرن الثالث عشر كان يلزم أن يكون قبطيًا.
بعد أن دمغ مجمع خلقيدون (سنة 450 م.) بالهرطقة كل من لا يؤمن “بالطبيعتين” في المسيح، انفصلت الكنيستان المصرية والإثيوبية عن روما، لتمسكهما بإيمانهما بشدة بلاهوت المسيح مما لا يسمح لهما باعتبار “ناسوته” طبيعة فيه. وفي القرن الخامس دخل عدد كبير من الرهبان إلى الحبشة، ومنذ ذلك الوقت تزايد الميل لحياة الرهبنة.
وحوالي سنة 525 م. هاجم الملك كالب ملك أكسيوم الحميريين عبر البحر الأحمر – إما لاضطهادهم المسيحيين أو لتعرضهم لتجارته الواسعة في ذلك القرن – وظل يحكم جزءًا كبيرًا من شبه الجزيرة العربية لمدة نحو نصف قرن. وكان النفوذ اليوناني ملموسًا، فكانت كاتدرائية أكسيوم قطعة رائعة من الفن المعماري. وكانت تحيط بالكنائس أسوار متينة وأبراج قوية. وعندما غزا العرب أفريقيا ظلت إثيوبيا طيلة 300 عام تدافع عن جريتها وإيمانها المسيحي، وكانت الدولة الوحيدة التي نجحت في ذلك، رغم تعرضها للدمار، وظلت بعيدة عن أعين العالم المسيحي في أوربا طيلة ألف سنة. وقد حاول البرتغاليون في القرن السادس عشر – الذين عاونوا إثيوبيا على الاحتفاظ باستقلالها – أن يحولوها إلى الإيمان الكاثوليكي والتخلي عن عقيدة الطبيعة الواحدة، ولكنهم لم ينجحوا في ذلك، إلا أنه في القرن السابع عشر استطاع الأب بدروبيزا – بحنكته – أن يكسب الملك نيجوسنيوس إلى عقيدته، فبنى عددًا كبيرًا من الكنائس وتمت إصلاحات كثيرة في الدولة، لكن خليفته منديز لم يكن في مثل براعة بدرو، فاشتدت المعارضة وامتدت إلى كل البلاد حتى اضطر الملك نيجوس إلى التخلي عن العرش لابنه فاسيليداس الذي طرد كل الجيزويت Jesuit من البلاد في سنة 1633، وأعاد العلاقات مع الكنيسة المصرية، ومنذ ذلك الوقت لم تستطع روما توطيد نفوذها في إثيوبيا رغم المحاولات المتكررة.
ثم اختفت إثيوبيا عن الأنظار مرة أخرى لمدة قرن من الزمان إلى أن زار المستكشف بروس البلاد (1770 – 1772) وكتب عنها تقريرًا أيقظ اهتمام العالم المسيحي بها. وقد ترجم مرشده الحبشي الكتاب المقدس إلى الحبشية ونشرته جمعية التوراة البريطانية والأجنبية. وفي سنة 1829 أرسلت جمعية المرسلين البروتستنتية جوبات وكوجلر إلى الحبشة، وذهب بعدهما عدد من المرسلين الكاثوليك. ونتيجة لمقاومة الكهنة الأحباش، طرد المرسلون البروتستنت في سنة 1838, ثم طرد المرسلون الكاثوليك في سنة 1854. ولكن في سنة 1858 أصبح أحد الأشخاص – الذي تعلم في شبابه في مدرسة بروتستنتية – “أبانا”، فسمح للإرساليات البروتستنتية بالعودة ولكنها لم تنجح إلا قليلًا في تأسيس عمل دائم بالنسبة للاضطرابات السياسية، بينما كان الملك كيسا (ثيودور) – نابليون أفريقيا – يحاول حشد كل الموارد الوطنية وتأسيس إمبراطورية أفريقية. وفي ذلك الوقت بدأ النفوذ البريطاني يتسلل إلى إثيوبيا بعد انتحار ثيودور في سنة (1868)، وبخاصة بعد أن نجح منليك الثاني Menelik II في تنصيب نفسه إمبراطورًا (1899). وفي القرن العشرين استطاعت الإرساليات العمل دون التعرض للخطر.
5 – العقائد والممارسات في إثيوبيا:
تتفق الكنيستان الحبشية والقبطية عمومًا في العقيدة والطقوس والممارسات، ففيها الأسرار السبعة، والصلوات لأجل الموتى، وتكريم العذراء والقديسين وكذلك الأصوام والحج إلى الأماكن المقدسة، ويعمد البالغون بالتغطيس أما الأطفال فبالسكب، ويوضع شريط أزرق حول رقبة المعتمد، كما يلبس حول الرقبة قطعة من الإنجيل وخاتمًا فضيًا وحلقًا وصليبًا صغيرًا كثيرًا ما يكون قطعة فنية، ولكن لا تلبس تعاويذ أو خرز أو صلبان كبيرة (أو أي صور محفورة)، و. كما يحفظون يوم السبت اليهودي ويوم الأحد المسيحي، بل إنهم عمومًا يعتبرون كل أيام السنة أعيادًا دينية، وتسود بينهم الخرافات والجهل، ولكنهم يسترعون النظر بلطفهم وشغفهم أحيانًا بالمعرفة. ويمكن للكاهن أن يتزوج قبل التعيين، لكن ليس بعده. ويجب على الكاهن أن يعرف القراءة ويحفظ عن ظهر قلب قانون الإيمان النيقاوي، رغم عدم معرفته باللغة المكتوب بها. ويقوم الكهنة بخدمات كثيرة وطويلة ويهتمون بالطهارة الطقسية. ويجب على الشمامسة أن يعرفوا القراءة وعليهم إعداد الخبز للسر المقدس، ومعاونة الكهنة في خدمتهم. وعلى كهنة الأديرة أن يتعهدوا الصغار بالتعليم، وهو أساسًا تعليم قراءة الكتب المقدسة، ورئيسهم يلي “أبانا” في المقام.
وكانت الكنائس القديمة تبنى على الطراز البازليكي، ولكن الكنائس الحديثة تبنى مربعة أو مستديرة. ويشغل قدس الأقداس مكان المركز، والمفروض أن يوضع به التابوت: وهناك تقليد قديم يقول إن التابوت في كاتدرائية أكسيوم هو التابوت الأصلي من هيكل سليمان. وهناك فناء خارجي يحيط بالكنيسة يباح للعلمانيين استخدامه واستقبال المسافرين فيه. وهناك صور غير فنية كثيرة يظهر فيها أثر الفنين المصري والأوربي. ولعل هذه الصور لم تكن لمجرد الزخرفة، بل لها علاقة بالنمو الروحي في هذه الحياة والحياة الأخرى، حسب العقيدة المصرية القديمة. وتتكون الخدمة من ترنيم المزامير وقراءات كتابية وترديد القداسات والألحان.
6 – الأدب الحبشي:
يتكون الكتاب المقدس الحبشي من 46 سفرًا في العهد القديم، 35 سفرًا في العهد الجديد؛ فعلاوة على الأسفار القانونية (المعترف بها)، فإنهم يقبلون راعي هرماس وقوانين المجامع ورسائل أكليمندس وباقي المكابيين وأسفار أسدراس الأربعة، وصعود إشعياء وسفر آدم ويوسف بن جوريون وأخنوخ واليوبيل. والنص الحبشي في السفرين الأخيرين يمثل أقدم نصوصهما، وقد أثار اكتشافهما الكثير من الحوار البناء. ومن القرن الخامس إلى القرن السابع كاد الأدب الحبشي أن ينحصر في الترجمة من الكتابات اليونانية، فالكثير منها منقول عن باسيليوس وغريغوريوس وأغناطيوس وأثناسيوس وأبيفانوس وكيرلس وديسقورس إلخ.. وتبدأ المرحلة الأدبية من سنة 1268 عندما استعادت الأسرة السليمانية مكانتها، وتستمر هذه المرحلة إلى الوقت الحاضر، وأغلب آدابها مترجم عن العربية. وموضوعات الأدب في الفترتين قليلة، فهي أساسًا قداسات وترانيم ومواعظ وأعمال القديسين البطولية وتمسكهم بالعقيدة القويمة، فكان “كل قديس يستخدم الأناجيل الأربعة كما استخدم داود حجارته، لقتل كل جليات، من الهراطقة” وبهذه المؤلفات الكثير من الخوارق والصلوات السحرية والأسماء السرية. وكثير من الأساطير أو التواريخ مكتوبة بعناية، مثل “ماجدة ملكة سبأ”، ولكنها في أغلبها ركيكة لغة وفكرًا. وقد وصلت إلينا عينات من “الآداب الشعبية” وكثير من الأمثال.
7 – الأدب النوبي:
إن “نوبي” العصر الحاضر لا يكتب، كما أن أسلافه لم يكتبوا إلا القليل. حتى في عهود الفراعنة، كانت الهيروغليفية المنقوشة على المعابد النوبية هيروغليفية ركيكة حتى ليصعب فهمها. وفيما قبل المسيحية تركت المباني التي أقامها حكام النوبة، خالية من الكتابة أو بنقوش قليلة باللغة النوبية مكتوبة بحروف هيروغليفية. وفي بداية العهد المسيحي بدأت الكتابة بحروف متصلة شبيهة بالديموطيقية المصرية التي أخذت عنها أبجديتها. وبعد أن أصبحت النوبة بلادًا مسيحية (في القرن السادس) بدأ نظام جديد من الكتابة بالحروف اليونانية والقبطية. وقد وجد لبسيوس لوحين – من هذا النوع – على النيل الأزرق، كما اكتشف عدد آخر منها بعد ذلك، لكن لم يمكن قراءة هذه الكتابة النوبية حتى 1916، ففي تلك السنة وجد دكتور كارل شميدت في القاهرة، قصاصتين من الرقوق التي كانت ملكًا لأحد المسيحيين النوبيين من القرن الثامن أو التاسع. تشتمل إحدى القصاصتين على مقتطفات من العهد الجديد، وذلك بمقارنتها بالنصوص اليونانية والقبطية. وبالمقابلة بين “الخرطوشات” (أسماء الأعلام داخل أطر محددة) المكتوبة بلغتين، أمكن فك طلاسم اللغة النوبية. وقد توالت الاكتشافات بعد ذلك، ولا شك في أنه ستتم ترجمة هذه المخطوطات الهامة التي تضم “تاريخ لهجة أفريقية زنجية طيلة ألفي عام”، كما ستكشف عن التاريخ المفقود للكنيسة المسيحية في السودان. أما القصاصة الأخرى التي وجدها شميدث، فتحتوي على ترنيمة الصليب (وتمثل أقدم الترانيم الإثيوبية):
الصليب هو رجاء المسيحيين،.
الصليب هو قيامة الأموات،.
الصليب هو طبيب المرضى،.
الصليب هو محرر العبيد.. إلخ.
وقد بدأ بوركهاردت (1813) ثم كاليورد ووادنجتون (1821) الأبحاث العلمية في آثار النوبة، ثم لبسيوس (1840). ولكن أهم الاكتشافات بدأتها جامعة شيكاغو (1905 – 1907)، ثم واصلتها (1907 – 1910) بعثة الأكاديمية الملكية ببرلين وجامعة بنسلفانيا وجامعة ليفربول.
أجاج ملك العماليق، عصر بلعام
اسم عماليقي وربما معناه “متأجج أو عنيف” ويظن البعض أن اسم “أجاج” كان لقبًا لملوك العماليق كما كان يطلق اسم فرعون على كل ملك في مصر، ويشير الكتاب إلى شخصين بهذا الاسم وهما:
أجاج ملك العماليق ذكره بلعام في بركته لإسرائيل (سفر العدد 24: 7).
أجاج ملك عماليق، عصر صموئيل وشاول
اسم عماليقي وربما معناه “متأجج” أو “عنيف” ويظن البعض أن اسم “أجاج” كان لقبًا لملوك العماليق كما كان يطلق اسم فرعون على كل ملك في مصر، ويشير الكتاب إلى شخصين بهذا الاسم وهما:
أجاج ملك العماليق الذي قتله صموئيل بعد أن عفى عنه شاول (1 صموئيل 15: 8 – 33).
أجرافا
← اللغة الإنجليزية: Agrapha – اللغة اليونانية: αγραφον.
ومعناها “غير مدون” أو “غير مسجل” وتستخدم بهذا المعنى في كتابات بلوتارك وغيره.
1 – الكلمة وتاريخها:
في الكتابات المسيحية في العصور الأولى وبخاصة في كتابات أكليمندس الإسكندري، أطلقت على التعليم الشفهي. وقد أحيا كورنر هذا المعنى تحت عنوان: “مواعظ المسيح الأجرافية”. وظل استخدامها – بعض الوقت – قاصرًا على أقوال المسيح غير المدونة في الأناجيل، والتي كان يُعْتَقَد أنها وصلت عن طريق التقليد الشفهي، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع في أقسام أخرى. ولكن بتحليل الكلمة اليونانية “أجرافا” نجد أنها لا تعني فقط التقليد الشفهي، ولكن أيضًا الأقوال “غير الموجودة في الأسفار القانونية” وقد استخدمها بهذا المعنى رسك في الطبعة الأولى من مؤلفه العظيم عن هذا الموضوع والذي نشره في ألمانيا في سنة 1889 تحت عنوان “الأجرافا – شذرات من إنجيل إضافي”. وقد اتسع الآن استخدام الكلمة لتعني لا الأقوال فحسب، بل التاريخ أيضًا. وفي الطبعة الثانية (نشرت في ألمانيا أيضًا) اتسع المعنى أكثر ليشمل الأقوال والنصوص الإضافية، فكان العنوان: “الأجرافا: شذرات إضافية للإسفار القانونية”. وضم المجلد الأول مجموعة من أجرافا العهد القديم ولكن ما زالت تطلق – في الغالب – على الأقوال غير المدونة في الكتاب المقدس، والمنسوبة ليسوع، وهذا هو الموضوع الرئيسي لهذا البحث.
2 – كميتها:
من بين أقوال الأجرافا والأبوكريفا التي دونها رسك، وهي 361، يُنْسَب 160 منها إلى المسيح، كما يمكن إضافة ثلاثين أخرى نقلًا عن مصادر مسيحية ويهودية وغيرها، مثل الأناجيل الأبوكريفية والقداسات وكتابات الآباء وكتابات العصور الوسطى والتلمود.
3 – الأقوال التي يجب استبعادها:
فالكثير من هذه الأقوال لا يمكن اعتباره أجرافا مستقلة، وهذا الكثير ينطوي تحت خمسة أنواع على الأقل:
أ – البعض منها مجرد ترديد أو تحريف لأقوال كتابية مثل “صلوا ولا تملوا” (لو 18: 1)، ومثل “لم آت لأحذف من ناموس موسى بل جئت لأضيف لناموس موسى” وهو تحريف لما جاء في (مت 5: 17).
ب – بعض الأقوال عبارة عن جمع بين عبارتين كتابيتين أو أكثر مثل: “اثبتوا في محبتي فأعطيكم حياة أبدية” فهي جمع بين (يوحنا 8: 31، 10: 38). أو مثل “لقد اخترتكم قبل أن يوجد العالم” فهي جمع بين (يوحنا 15: 19، أف 1: 4).
ج – الاقتباس الخاطئ أو المستهتر، لأقوال كتابية، مثل “إن سدوم تُبَرر أكثر منكم” فهي مأخوذة عن (حز 16: 52). ومثل: “لا تغرب الشمس على غضبكم” فهي منقولة عن الرسائل وليست في الأناجيل (أف 4: 26)، و “الغضب يدمر الحكيم” فهي مأخوذة عن الترجمة السبعينية (للأمثال 15: 1).
د – بعض الأقوال يجب رفضها مطلقًا إذ ليس لها مصدر قديم، مثل: “كن شجاعًا في الحرب، وقاتل الحية القديمة، فتكون لك الحياة الأبدية”، والتي نجدها – أول ما نجدها – في مؤلف من القرن الثاني عشر.
ه – بعض الأقوال المشبوهة بسبب مصدرها أو مرماها، مثل عبارة: “أمي الروح القدس” فهي لا أساس لها في تعليم المسيح، وهي مأخوذة عن مصدر مريب، هو إنجيل العبرانيين. وكذلك الأقوال التي تدل على وحدة الوجود: مثل “أنا أنت وأنت أنا، وأينما تكون أنت، أكون أنا”. وكذلك القول المشهور: “ارفعوا الحجر فتجدونني، شقوا الخشب فأوجد”، وغيرها من الأقوال التي ينقلها أبيفانيوس عن إنجيل الأبيونيين، والتي تختلف في مضمونها عن الأناجيل الكتابية.
4 – الأقوال الواردة في العهد الجديد:
بعد استبعاد الأقوال المذكورة آنفًا وأمثالها، يبقى لدينا حوالي خمس وثلاثين عبارة، تستحق أن نشير إليها، وبعضها يستحق أن ندرسه بعناية. وأهم هذه الأقوال هو ما جاء منها في العهد الجديد – خارج الأناجيل – وهي:
(1) القول العظيم الذي ذكره الرسول بولس في ميليتس: “مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ” (أع 20: 35).
(2) الأقوال التي يذكرها الرسول عن العشاء الرباني (1 كو 11: 24 و25).
(3) الموعد بمعمودية الروح القدس (أع 1: 5، 11: 16).
(4) الإجابة على السؤال: “هل في هذا الوقت ترد الملك إلى إسرائيل”؟ (أع 1: 6).
(5) وربما أيضًا ما جاء عن مجيء الرب الثاني: “بكلمة الرب” (1 تس 4: 15).
(6) الوعد بإكليل الحياة لمن يحبون الله (يع 1: 12).
5 – الأقوال الواردة في بعض المخطوطات والترجمات:
توجد بعض الإضافات في بعض مخطوطات الأناجيل وترجماتها، ومن أهمها:
(1) تعليق المسيح على العمل يوم السبت (الوارد بعد لو 6: 4) في مخطوطة بيزا ومخطوطة فرير التي اكتشفت في مصر حديثًا: “إذا علمت أيها الإنسان ماذا تفعل فطوباك، أما إذا كنت لا تعلم فأنت ملعون معتد على الناموس”.
(2) وقول آخر جاء في مخطوطة بيزا أيضًا (بعد مت 20: 28) ولكنكم تطلبون القليل لتزدادوا، والأعظم لتنقصوا “. وفي الترجمة السريانية الكيرتونية جاءت الجملة الأخيرة هكذا:” وليس من الأعظم لتنقصوا “.
(3) وجزء آخر – ربما كان أقل أهمية – هو الجزء الوارد في مخطوطة فرير – السابق ذكرها – في نهاية إنجيل مرقس (فيما بين عددي 14، 15) والذي ذكر جيروم وجوده في بعض المخطوطات في عصره، فعندما شكا التلاميذ من مقاومة الشيطان، وطلبوا منه قائلين “لذلك أعلن برك الآن”، فأجابهم يسوع: “لقد بلغت سنو الشيطان حدها، ولكن أمورًا أخرى رهيبة تقترب، ومن أجل الذين أخطأوا قد أسلمت للموت لكيما يرجعوا إلى الحق، ولا يخطئوا فيما بعد، حتى يرثوا مجد البر الروحي، عديم الفساد، في السماء”.
6 – أقوال من الآباء:
تمدنا الأسفار الأبوكريفية وكتابات الآباء ببعض الأقوال الهامة، وأول ما يجب أن نذكره منها:
(1) عبارة ترد في أقصر صورها هكذا: “كونوا (برهنوا على أنكم) صرافين مزكين”. ويذكر رسك 69 موضعًا لها، يرجع 19 منها – على الأقل – إلى القرنين الثاني والثالث، ولو أنها في مراجع قليلة، جميعها من مصادر مصرية. ويبدو أن هذا القول انتشر انتشارًا واسعًا في عصور الكنيسة الأولي، وقد يكون قولًا صحيحًا. ومن الأقوال القديمة الهامة – من نفس المصادر – نذكر الآتي بدون تعليق:
(2) “الآب السماوي يريد توبة الخاطيء أكثر مما يريد عقابه” (الشهيد جستين).
(3) “من هو ضعيف سيخلص بمن هو قوي” (يرجع إلى حوالي سنة 300 م).
(4) “اخرجوا من القيود يا مَنْ تريدون” (أكليمندس الإسكندري).
(5) “اخلص أنت ونفسك” (ثيودوتس في أكليمندس).
(6) “طوبى لمن ينوحون على هلاك غير المؤمنين” (الدسقولية).
(7) “القريب مني قريب من النار، والبعيد عني بعيد عن الملكوت” (أوريجانوس).
(8) “من لا يجرب لا يزكى” (الدسقولية وغيرها).
(9) “من يحزن روح أخ هو واحد من كبار المجرمين” (إنجيل العبرانيين).
(10) “لا تفرح إلا إذا نظرت إلى أخيك بمحبة” (نفس المرجع السابق).
(11) “لا يكف من يطلب … حتى يجد، ومتى وجد فإنه يندهش، وإذ يندهش يصل إلى الملكوت، وعندما يصل إلى الملكوت يستريح” (أكليمندس الإسكندري ومخطوطات البهنسا).
(21) في قصاصة من إنجيل، وجودها جزنفيل وهنت في البهنسا، وجد نص غير كتابي: “هو نفسه يعطيكم ثيابًا”، فيقول له تلاميذه: “متى تظهر نفسك لنا ومتى سنراك؟” فيقول: “عندما تتجردون ولا تخجلون” وهو شبيه بما يرويه أكليمندس الإسكندري من إنجيل المصريين، ولكن الفارق كبير مما يرجح أنهما ليسا من مصدر واحد. وقد وجد هذان الاثنان أيضًا قصاصة أخرى من نفس الموقع، تحتفظ لنا بقولين – وإن كانا قليلي الأهمية إلا أنهما غريبان – وأولهما.
(12) هو نهاية عبارة عن عقاب فعلة الشر: “قبل أن يرتكب الإنسان الشر، يحاول أن يجد كل المبررات. ولكن احترس من أن تفعل نفس هذه الأشياء مثلهم، لأن فعلة الشر بين الناس لا ينالون جزاءهم في هذه الحياة فحسب، بل ينتظرون دينونة وعذابًا شديدًا”.
والثانية (13) جواب طويل على شكوى فريسي متمسك بالطهارة الخارجية، وأهم جزء فيه كما يرويه بروفسور سويت هو: “ويل لكم أيها العميان الذين لا تبصرون … ولكن أنا وتلاميذي الذين تقولون عنهم إنهم لم يغطسوا، قد غطسوا في مياه الحياة الأبدية التي تأتي من الله من السماء”. وكل هذه النصوص التي وجدت في البهنسا، ترجع على الأرجح إلى القرن الثاني، كما أن مصادر مصرية أخرى تحتوي على العديد من الأقوال التي لها أهميتها لأنها نبتت في نفس البيئة المتدينة. وأهم هذه الأقوال هي الثلاثة الآتية:
(14) “توبوا لأنه خير للإنسان أن يجد كأس ماء في العالم الآتي، عن كل عنى هذا العالم”.
(15) “إن خطوة واحدة في بيت أبي لأفضل من كل ثروة هذا العالم”.
(16) “والآن آمنوا بمحبة أبي، لأن الإيمان هو نهاية كل الأشياء”. وهي ترد – مثل غيرها من الأقوال – وسط أقوال كتابية.
7 – النتيجة:
وإن كان عدد الأقوال التي تنسب للمسيح – التي جمعها العلماء – يبدو رهيبًا، إلا أن ما يمكن أن يقبل منها – على أساس مصدره القديم الذي يمكن الاعتماد عليه، أو للدلائل الداخلية فيه – قليل جدًا. فمن كل ما ذكرناه نجد أن الأقوال 1 – 4، 7، 8، 10 والتي لها سند قديم، لها الأفضلية عن سائر الأقوال. أما الأقوال من 11 – 20 فهي قديمة أيضًا ومقبولة وجديرة بالاعتبار. ومع ذلك فالأقوال الصحيحة قليلة جدًا. ولعل ما يقوله روبز لا يبعد عن الحق كثيرًا: “إن كتبة الأناجيل القانونية قاموا بعملهم على خير الوجوه فلم يتركوا إلا فضلات قليلة شاردة وقليلة الأهمية ليجمعها الملتقطون”.
ومن الجانب الآخر، لا يلزمنا اتباع ولهاوزن في رفض كل الأجرافا جملة وتفصيلًا، فالاكتشافات الحديثة دلت على أنها بقايا مجموعة ضخمة من الأقوال الإضافة التي تداولتها الدوائر المسيحية – بدرجات مختلفة – وبخاصة في مصر في القرون الأولى، وإن احتمال وجود عبارة أو عبارتين قالهما المسيح حقًا، لمبرر كاف للبحث والدراسة.
مآجل
ومعناها “أماكن تَجَمُّع المياه” (أي 38: 28).
أَجَام
جمع “أجمة” وقد أطلقت الكلمة على مجتمعات المياه المتخلفة من فيضان النيل وبنوع خاص في الدلتا حيث ينمو فيها الأعشاب وعيدان البردي (انظر خروج 7: 19 و8: 5) وكذلك تطلق على الأماكن التي توجد فيها بالمقارنة مع الصحراء (انظر أشعياء 14: 23 و35: 7).
أحشويروش أبو داريوس المادي
اسم فارسي قديم ربما معناه “رئيس الحكام”. وقد ورد هذا الاسم في الكتاب المقدس:
اسم أبي داريوس المادي (دانيال 9: 1). وقد يكون شخص غير أحشويروش الفارسي، أو كونه ابنه أي من نسله، وليس ابنًا مباشرًا له.
أحشويروش الملك الفارسي زوج أستير
← اللغة الإنجليزية: Ahasuerus، Xerxes I – اللغة العبرية: אֲחַשְׁוֵרוֹשׁ – اللغة اليونانية: Ξέρξης – اللغة الهيروغليفية: ii.
اسم فارسي قديم ربما معناه “رئيس الحكام”. وقد ورد هذا الاسم في الكتاب المقدس:
(خطأ: أحشويرش) اسم ملك فارسي تزوج أستير (انظر أستير1: 2 و19 و2: 16 و17) وهو المعروف في اللغة اليونانية باسم “زركسيس”. ويمكننا أن نعرف شيئًا عن أخلاقه وطباعه من سفر أستير فقد كان صاحب نزوات متقلقلًا، قصير النظر طاغية، قاسيًا. وهذه هي الصورة التي نراها لزركسيس في التاريخ اليوناني. وهو ابن داريوس هستاسيس (الملك داريوس الأول) وقد خلف أباه على عرش الفرس حوالي سنة 486 ق. م. وكانت أمه ابنة كورش. وبعد استعداد وتجهز لمدة أربع سنوات قام على رأس جيش جرار لغزو بلاد اليونان. وربما نجد إشارة إلى هذا الاستعداد في الإصحاح الأول من سفر أستير. ولكنه لما رأى انهزام الأبطال في سلاميس في سنة 480 ق. م. عاد ثانية إلى بلاد الفرس. وفي السنة التالية (479 ق. م.) انهزم جيشه الذي كان يقوده ماردونيوس أمام اليونان في معركة بلاتيا. وفي سنة 465 قتل “زركسيس” إذ اغتاله أحد رجال حاشيته وخلفه على العرش ابنه أرتزكسيس لونجمانوس Artaxerxes Longimanus (انظر سفر أستير).
وكانت زوجته السابقة هي وشتي الملك.
خصيان الملك أحشويروش الفارسي
ذُكِر سبعة من خصيان الملك أحشويروش في (سفر أستير 1: 10)، وهم:
مَهُومَانَ Mehuman.
بِزْثَا Biztha.
حَرْبُونَا Harbona.
بِغْثَا Bigtha.
أَبَغْثَا Abagtha.
زِيثَارَ Zethar.
كَرْكَسَ Carcas.
كما ذّكِرَ أسماء خصيان آخرين في السفر من خدم أحشويروش الملك:
هَيْجَايَ Hegai خَصِيِّ الْمَلِكِ حَارِسِ النِّسَاء (سفر أستير 2: 3، 15).
شَعَشْغَازَ Shaashgaz خَصِيِّ الْمَلِكِ حَارِسِ السَّرَارِي (سفر أستير 2: 14).
بِغْثَانُ / بِغْثَانَا Bigthan / Bigthana خَصِيِّ الْمَلِكِ حَارِس الْبَاب (سفر أستير 2: 21؛ 6: 2).
تَرَشُ Teresh خَصِيِّ الْمَلِكِ حَارِس الْبَاب (سفر أستير 2: 21؛ 6: 2).
هَتَاخَ Hathach (سفر أستير 4: 5).
كما ذُكِرَ آخرين منهم بدون اسم في (سفر أستير 6: 14). وقد عيَّن أحشويروش الملك بعض خصيانه لخدمة أستير الملكة.
خصيان الملك أحشويروش الفارسي السبعة
في حين لم يذكر الكتاب المقدس أسماء الكثير من الخصيان والخدم، ذكر (سفر أستير 1: 10) أسماء خصيان أحشويروش الملك السبعة كالتالي:
مَهُومَانَ Mehuman.
بِزْثَا Biztha.
حَرْبُونَا Harbona.
بِغْثَا Bigtha.
أَبَغْثَا Abagtha.
زِيثَارَ Zethar.
كَرْكَسَ Carcas.
حيث أمرهم بإحضار الملكة وشتي زوجته لوليمة الملك، “لِيُرِيَ الشُّعُوبَ وَالرُّؤَسَاءَ جَمَالَهَا، لأَنَّهَا كَانَتْ حَسَنَةَ الْمَنْظَرِ” (سفر أستير 1: 11)، فرفضت الملكة طلب الملك من خلالهم (سفر أستير 1: 12، 15) بسبب كونه في سكيرًا بالخمر.
وقد ذُكِرَ أحدهم (حَرْبُونَا) مرة أخرى في (سفر أستير 7: 9) حينما ذكَّر الملك بالخشبة “الَّتِي عَمِلَهَا هَامَانُ لِمُرْدَخَايَ الَّذِي تَكَلَّمَ بِالْخَيْرِ نَحْوَ الْمَلِكِ قَائِمَةٌ فِي بَيْتِ هَامَانَ، ارْتِفَاعُهَا خَمْسُونَ ذِرَاعًا”، فأمر الملك بصلب هامان عليها.
وقد ذكر السفر أسماء خصيان آخرين للملك أحشويروش كذلك غير هؤلاء السبعة.
أحلاي من نسل شيشان
أسم عبري وربما كان معناه “أخوالاهي” أو “آه ياليت” وقد ورد:
اسم شخص من نسل شيشان (انظر أخبار2: 31 و34).
أحلاي أبو زاباد، من قواد جيش داود
أسم عبري وربما كان معناه “أخوالاهي” أو “آه ياليت” وقد ورد:
اسم أبي زاباد أحد قواد جيش داود (1 أخبار 11: 41).
أحيطوب
هو أحد أجداد يهوديت بنت مرارى، من سبط رأوبين (يهوديت 8: 1).
أحيور
قائد بني عمون الذي تكلم دفاعًا عن إسرائيل أمام إليفانا رئيس جيش الأشوريين (يهوديت 5: 5) فأمر أليفانا عبيده أن يقبضوا عليه ويأخذوه إلى بيت فلوى ويسلموه إلى أيدي بني إسرائيل (يهوديت 6)، فاستقبلوه بترحاب وأكرموه، وقد تحول إلى اليهودية فأصبح يهوديًا دخيلًا واختتن وانضم إلى بني إسرائيل (يهويت 14).
أخاب ملك إسرائيل، ابن عمري
اسم عبري معناه “أخو الأب” وقد ورد اسمًا لشخصين:
ملك إسرائيل وهو ابن عمري الذي خلفه على العرش. وقد بدأ حكمه حوالي 875 ق. م. في السنة الثامنة والثلاثين من ملك آسا مَلِك يهوذا (1 ملوك 16: 29). وقد تزوج من إيزابل ابنة أثبعل ملك صيدون وكانت امرأة وثنية تعبد الإله بعل. وكان زوجها ضعيف الإرادة قليل العزيمة، فأثرت عليه وانقاد وراءها في عبادة بعل (16: 33 – 30). وقد أرسل الرب إيليا إلى آخاب فتنبأ بمجيء جفاف وقحط عقابًا لخطية آَخآب (1 مل17: 1) وقد دام القحط ثلاث سنين تقريبًا (1 مل 18: 1، ولو 4: 25، يع 5: 17). وقد تقدم إيليا إلى عوبديا وكيل بيت أخآب، وكان رجلًا يعبد الرب بإخلاص، لكي يمهد له مقابلة مع أخآب. وعند التقاء إيليا بأخآب طلب منه أن يجمع كل إسرائيل وأنبياء الأوثان إلى جبل الكرمل حيث أيد الرب رسالة إيليا بإرسال نار التهمت الذبيحة. فاختار الشعب عبادة الرب وقتلوا أنبياء الأوثان. ومن بعد هذا تنبأ إيليا لأخآب بمجيء المطر، وفعلًا نزل المطر بغزارة وانتهى الجفاف. وإذ كان إيليا على جبل حوريب أمره الرب أن يذهب ويمسح ياهو بن نمشي ملكًا على إسرائيل عوضًا عن أَخآب وليعاقب بيت أخآب على خطيئته (1 مل 19: 16).
وقد حاصر بنهدد ملك أرام السامرة عاصمة إسرائيل فانتصر أخآب عليه، ولكنه عمل مع بنهدد عهدًا وأطلقه ولم يكن هذا وفقًا لإرادة الرب فجاء إنذار الرب له على فم أحد الأنبياء بأنه ما دام قد أطلق هذا العدو من يده فإن الشر سيأتي عليه وعلى مملكته على يد شعب هذا الرجل الذي أطلقه (1 ملوك 20: 42).
وقد استولى أخآب وايزابل على كرم نابوت اليزرعيلي بعد أن دبرا له مكيدة لقتله فقتل ظلمًا بناء على شهادة شهود زور. فأرسل الرب إيليا فتنبأ بموت أخآب وايزابل، وبأن الكلاب التي لحست دم نابوت سوف تلحس دم أخآب أيضًا في نفس المكان (1مل 21: 19). (). وقد ندم أَخآب وتاب واتضع أمام الرب فجاءت كلمة الرب إلى إيليا بأن الشر الذي سيأتي على بيت أخآب لا يأتي في أيامه بل في أيام ابنه (1 مل 21: 29). وقد ورد في النقوش الأشورية أن أخآب أرسل ألفي مركبة وعشرة آلاف من المشاة ليشتركوا مع جيش أرام في حربهم ضد أشور. ويقول شلمناسر الثالث ملك أشور الثالث ملك أشور أنه انتصر عليهم في معركة “قرقر” بالقرب من حماة وكان هذا حوالي سنة 853 ق. م.
وقد أراد أخآب أن يسترد راموت جلعاد من الأراميين فطلب معونة يهوشافاط في حربه ضدهم. ومع أن بعض الأنبياء شجعوه على الدخول في هذه الحرب إلا أن ميخا النبي تنبأ بانهزامه وموته في راموت جلعاد وذهب يهوشافاط مع أخآب ولم يلبس أخآب ثيابه الملكية حتى لا يعرف، ولكن أصابه سهم غير مقصود بجرح مميت. فسال دمه في مركبته ومات وحمل إلى السامرة ولحست الكلاب الدم من مركبته وفقًا لقول الرب (1 مل 22: 38).
وقد اكتشف المنقبون ألواحًا من العاج في السامرة وربما كانت بعض هذه الألواح من بقايا قصر العاج الذي بناه أخآب (انظر 1 مل 12: 39).
أخاب النبي الكذاب، ابن قولايا
اسم عبري معناه “أخو الأب” وقد ورد اسمًا لشخصين:
اسم لنبي كذّاب وهو ابن قولايا وكان يتنبأ بالكذب لبني إسرائيل وقت أن كانوا في سبي بابل وقد تنبأ أرميا بأن نبوخذنصر ملك بابل سيقليه في النار (أر 29: 21 – 23).
أخَائِيكُوس
Achaicus اسم يوناني (نسبة إلى أخائية) وهو اسم أحد القادة في كنيسة كورنثوس وقد جاء إلى أفسس لزيارة الرسول بولس (1 كو 16: 17).
أَخَائِيَة
إقليم كان في الأصل جزءًا من بلاد اليونان في الجنوب في شبه جزيرة البلبونيس. وفي زمن العهد الجديد كانت أخائية ولاية رومانية تشمل بلاد اليونان الواقعة جنوبي مقدونية وكانت عاصمتها كورنثوس. وكان بيت استفانوس أول باكورة المسيحيين في أخائية أي في عاصمتها كورنثوس (1 كو 16: 15). وقد هاجم اليهود في كورنثوس بولس وعارضوا مناداته بالإنجيل وأحضر بولس إلى غاليون حاكم تلك الولاية في ذلك الحين (أي في سنة 51أو52ميلادية) وقد أذن غاليون لبولس أن يستمر في مناداته. (أع 18: 17 – 12). وقد أرسل المسيحيون في أخائية عطايا لفقراء القديسين في أورشليم على يد بولس الرسول (رومية 15: 26). وقد زار بولس أخائية مرارًا.
أخت
تستخدم هذه الكلمة كثيرًا في العهد القديم وهي في العبرية “أبوت” للإشارة إلى:
1 – أخت شقيقة من نفس الأبوين.
2 – أخت من أحد الأبوين (تك 20: 12، لا 18: 9).
3 – امرأة من نفس العائلة أو العشيرة (تك 24: 60، أي 42: 11).
4 – امرأة من نفس البلد أو الناحية (عدد 25: 28).
5 – يُقال مجازيًا عن مملكتي إسرائيل ويهوذا إنهما أختان (حز 23: 4).
6 – تعتبر المدن المتحالفة أخوات (حز 16: 45).
7 – تستخدم نفس الكلمة العبرية، لوصف أشياء ذات شقين أو أشياء مزدوجة، مثل الستائر أو الشقق التي يقال عنها “بعضها موصول ببعض” (وفي العبرية “موصول بأخته” – خر 26: 3 و6)، كما تطلق أيضًا على أزواج الأجنحة (حز 1: 9، 3: 13).
8 – لوصف بعض الفضائل المرتبطة بالشخص مثل: “قل للحكمة أنت أختي” (أم 7: 4، أي 17: 14).
9 – لوصف العلاقة بين محب وعروسه كتعبير عن الإعزاز (نش 4: 9، 5: 1، 8: 8).
وفي العهد الجديد تستخدم الكلمة اليونانية “أيلف” (أخت) في المعاني الآتية:
(1) لوصف القرابة بالجسد أو بالدم (مت 12: 5، 13: 56، 19: 29، لو 10: 39، لو 14: 26، يو 11: 1، 19: 25، أع 23: 16).
(2) أخت في المسيح: “أختنا فيبي” (رو 16: 1، انظ_ر أيضًا 1 كو 7: 15، 1 تي 5: 1، يع 2: 15).
(3) قد تشير إلى كنيسة: “أختك المختارة” (2 يو 13).
ابن الأخت
والكلمة تعني ابن الأخت حقيقة كما في التكوين (29: 13) وكذلك في الأعمال (23: 16)، أما في كولوسي (4: 10)، “مرقس ابن أخت برنابا” فهي كلمة أخرى معناها الحقيقي ابن العم أو الخال أو العمة أو الخالة.
أَخَرْحيل
اسم عبري وربما معناه “أخو راحيل” أو “آخر القوة” وهو بن هارم وكان رئيس عشيرة في يهوذا (1 أخبار 4: 8).
أخْرَخ
اسم عبري وربما معناه “تابع الأخ”. وهو الابن الثالث لبنيامين (1 أخبار 8: 1). وفي الأغلب هو نفسه إيحي المذكور في (عدد 26: 38) (وكذلك أحيرام، أحير.
آخرة | أخرويات | إسخاتولوجي
أ – الأخرويات في العهد القديم:
(وكذلك في الكتابات الأبوكريفية والرؤى): الأخرويات Eschatology أو العقيدة عن الأمور الأخيرة، يعني بها الأفكار السائدة في أي حقبة عن الحياة الآتية أي نهاية العالم (القيامة، الدينونة. وفي العهد الجديد: مجيء الثاني) والمصير الأبدي للبشر. وسنحاول في هذا البحث استعراض المعتقدات في هذه الأمور كما هي في العهد القديم مع الموجود في الأسفار الأبوكريفية وكتابات الرؤى اليهودية التي تملأ الفجوة بين العهد القديم والعهد الجديد.
ب – مؤلف دكتور تشارلز:
هذا الموضوع الذي نطرقه الآن، سبق أن درسه كتّاب كثيرون ولكن لم يبحثه أحد بحثًا علميًا بمقدرة مثل الدكتور تشارلز في مؤلفه عن الأخرويات عند العبرانيين واليهود والمسيحيين (التاريخ النقدي لعقيدة الحياة الآتية في إسرائيل، في اليهودية، وفي المسيحية). ولكننا لا نستطيع مجاراة د. تشارلز في الكثير من مواقفه النقدية التي تؤثر بقوة في الفكر المبني على الدلائل الأدبية، وعلى تطور الديانة اليهودية، كما لانستطيع أن نحذو حذوه في تفسيره للديانة نفسها، ولذلك فإننا سنتناول الموضوع من وجهة نظر مختلفة.
ج – الديانة الشخصية في إسرائيل:
توجد نقطة خاصة يرى الكاتب نفسه غير قادر على مجاراة د. تشارلز في معالجتها والتي يمكن ادراكها منذ البداية، وهي الفكرة – المقبولة عند الكثيرين الآن – بأنه حتى قرب زمن السبي، لم تكن الديانة فردية، إذ يظنون أن الله كان يهتم بخير الشعب ككل، وليس بكل فرد على حدته، “لم يكن الفرد هو الوحدة الدينية، بل العائلة أو السبط”.
كيف يستطيع إنسان أن يقبل هذا الفكر في مواجهة الإشارات الجلية في العهد القديم نفسه، التي تثبت عكس ذلك؟ إن هذا الأمر يبدو لغزًا أمام كاتب هذا البحث. يوجد – حقًا – في العهد القديم التكافل بين الفرد والأسرة والسبط، ولكن لم يكن معنى هذا في أي فترة من الفترات، إلغاء للعلاقة الفردية مع الله أو للمسئوليات الأدبية والدينية للفرد. إن صور التقوى في سفر التكوين هي كلها – تقريبًا – صور لأفراد، والقصص بشأنهم – حتى من وجهة نظر النقاد – أقدم من القرن التاسع قبل الميلاد، فآدم ونوح وإبراهيم ويعقوب ويوسف، كل هؤلاء أفراد عند كتّاب التاريخ، كذلك موسى ويشوع وكالب كلهم أفراد، وأعمال هؤلاء الأفراد حُسبت لهم برًا، بينما قتلت الخطايا آخرين، ولو وجد عشرة أبرار في سدوم لنجت من الدمار (تك 18: 32). إن خطية داود كانت على مستوى الفرد، كما أنه كفرد تاب فغفر له الله. وقد دين الملوك بمقتضى سلوكهم الشخصي. ومن الضروري أن نؤكد على هذا من البداية، وإلا فكل مفاهيم العهد القديم تتعرض للتشويه.
أولًا – أراء أساسية:
إن الأخرويات في العهد القديم، كما يراها د. تشارلز تعتمد على أراء أساسية من نحو الله والإنسان والنفس، والحالة بعد الموت، وهي الأمور التي تشكل خواص الديانة اليهودية، إلا أن هذه الأفكار تختلف في مفهومها، كما سنعرضه هنا، عما ورد في بحث د. تشارلز.
1 – الفكر عن الله:
ففي رأى د. تشارلز ظل “يهوه” – الذي أصبح إله إسرائيل في أيام موسى – حتى عصر الأنبياء مجرد إله قومي، مرتبط بتلك الأرض وذلك الشعب فقط، لذلك “لا يملك مسرة ولا مضرة للفرد فيما وراء القبر … لأنه حيث لم يكن لعبادة يهوه أخرويات خاصة بها، أصبح اليهودي متروكًا لأفكاره الوثنية المتوارثة. ونجد أن هذه المعتقدات كانت نوعًا من عبادة السلف”. وهذه نظرة معكوسة، فلم تكن هناك فترة معروفة في العهد القديم، كان فيها “يهوه” – ولا حاجة للبحث عما إذا كان هذا الاسم سابقًا لعصر موسى أم لم يكن – لا يعتبر إلهًا لكل الأرض، خالق العالم والبشر، وديان كل الأمم. ففي الأصحاحين الأولين من التكوين، نراه الخالق لآدم وحواء، اللذين منهما جاء كل الجنس البشري، كما دان كل العالم بالطوفان، واختار إبراهيم ليكون بركة لكل قبائل الأرض (تك 12: 3) وسلطانه الشامل أمر معترف به (تك 18: 25)، وفي نعمته غير المحدودة أظهر قوته على مصر، واختار إسرائيل شعبًا خاصًا لنفسه (خر 19: 3 – 6). وهكذا ينهار أساس انكار سلطانه على عالم الموتي. وكلمات الرب يسوع المسيح للصدوقيين تناسب هذا المقام: “أفما قرأتم … أنا إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب؟ ليس الله إله أموات بل إله أحياء” (مت 22: 31 و32). كما أن حوادث قيامة الموتى في العهد القديم استجابة للصلاة، تؤيد ذلك (1 مل 17: 21، 2 مل 4: 34 مع مز 16: 10، 49: 15 … الخ).
2 – الفكر عن الإنسان:
أ – يعتقد دكتور تشارلز أنه يوجد في العهد القديم تصوران متناقضان عن تكوين الإنسان وتأثيرات الموت. فالتصور السابق للفكر النبوي، يميز بين النفس والجسد في الإنسان، ويعتقد أن النفس تظل حية بعد الموت (وهذا لا يتفق مع افتراضه الآخر، القائل بأن النفس – “نفش” في العبرية – هي الدم) وتحتفظ ببعض الوعي الذاتي والقدرة على الكلام والحركة في الهاوية. وهذا الفكر من نواح كثيرة يتفق مع عبادة السلف التي يعتقد أنها كانت الديانة البدائية لإسرائيل. والفكر الآخر والذي يظنه يتفق منطقيًا مع ما ورد في التكوين (2: 7)، يفترض هلاك النفس عند الموت، حيث نقرأ: “وجبل الرب الإله آدم ترابًا من الأرض، ونفخ في أنفه نسمة حياة، فصار آدم نفسًا حية”. “ونسمة الحياة” هي نفسها “روح الحياة” (تك 6: 17) والتي فهم منها أن النفس ليس لها كيان ذاتي بل إنها في الواقع وظيفة من وظائف الجسد المادي عندما أصبح حيًا بالروح المجردة. “وبناء على هذا الرأي يصبح فناء النفس أمرًا حتميًا عند الموت، أي عند خروج الروح”. ويقول إن هذا الرأي هو أصل الصدوقية، بل ويدعي أنه كان فكر بولس الرسول، الذي دحض الصدوقية في هذا الأمر بصورة خاصة (أع 23: 6).
ب – الجسد، النفس، الروح: إننا نرفض فكر دكتور تشارلز عن طبيعة الإنسان، ونؤكد هنا متانة تعليم العهد القديم، فالرأي الكتابي لاعلاقة له اطلاقًا بعبادة السلف، ففي التكوين (1: 26 و27)، خلق الله الإنسان على صورته، وفي التفصيل الوارد في التكوين (2: 7) صار آدم “نفسًا حية” بعمل فريد هو “نسمة الله”، فالنفس في الإنسان تنبع من نسمة الله (أي 32: 8، 33: 4، إش 42: 5) ومن ثم فهي العامل الحيوي في الجسد (والدم مطيتها – لا 17: 11) بكل شهواته وميوله، كما أنها مركز الادراك ومصدر القوى الذهنية والروحية.
هذه الأنشطة السامية للنفس، الواردة في العهد القديم، تسمى بنوع خاص “روحًا”. ويوضح د. تشارلز هذا بطريقة صائبة فيما يقوله عن الرأي القديم (من أن الروح قد أصبحت مركز الوظائف الروحية العليا في الإنسان)، فلا أساس مطلقًا لاستنتاج الفناء من التكوين (2: 7) ففي كل مكان من سفر التكوين، نجد الإنسان مخلوقًا لشركة حية مع الله، ومؤهلًا لمعرفة الله وعبادته وخدمته.
3 – الخطية والموت:
ينتج مما سبق أن الإنسان يعتبر في العهد القديم، مخلوقًا مركبًا مكونًا من اتحاد الجسد والنفس (محتضنة الروح)، وكلاهما عنصران في شخص واحد، لم يكن مصيره الموت بل الحياة، ليست الحياة بانفصال النفس عن الجسد (وجود بلا جسد)، بل باستمرار الحياة الجسدية التي ربما كانت نهايتها تغييرًا وانتقالًا إلى وجود أسمى (مثل أخنوخ وإيليا، والقديسين في المجيء الثاني) هذا هو الرأي الأصيل الصادق عن خلود الإنسان.
وعلى ذلك، يبدو أن الموت – كما يقول د. تشارلز – ليس حادثًا طبيعيًا، لكنه حادث غير طبيعي – إنه تشويه وفصل جانبين من كيان الإنسان، لم يكن القصد أبدًا أن ينفصلا – وذلك بسبب دخول الخطية كما توضح لنا الكتب المقدسة (تك 2: 17، 3: 19 و22، رو 5: 12، 1 كو 15: 21 و22). ويعترض البعض على أن العهد القديم لم يقل شيئًا أكثر عن “السقوط” وخضوع الإنسان للموت نتيجة الخطية.
والحقيقة هي أن الصورة الكاملة للجنس البشري في العهدين القديم والجديد هي أن العالم قد تحول عن الله، وفقد رضاه، ويجب النظر إلى الموت وجميع الشرور الطبيعية، في ضوء هذه الحقيقة، فهذه وحدها تفسر لنا رؤية أناس الله القديسين للموت، وتشوقهم للنجاة منه، ورجاء القيامة وموضوع القيامة “فداء الأجساد” (رو 8: 23) على مثال قيامة المسيح (في 3: 21) التي لها أهميتها في المفهوم المسيحي للخلود.
ثانيا – مفاهيم الحياة الآتية – الهاوية (شئول):
هل لم يكن لإسرائيل أي اعتقاد في الحياة الآتية؟
يعتقد الكثيرون بأن الإسرائيليين – بالمقابلة مع الشعوب الأخرى – لم يكن لديهم مفهوم واضح عن الحياة الآتية إلى ما قرب زمن السبي، وعندئذ عن طريق تعاليم الأنبياء، ومن واقع الاختبار، نبتت أفكار شخصية عن الخلود والدينونة. وفي هذه العبارات الكثير من الغموض إن لم نقل التشويش الفكري. حقًا يوجد تقدم في التعليم عن الحياة الآتية، ومن الحق أيضًا أن كلمات “الحياة” “والخلود” في العهد القديم، هي كلمات لها معان أعمق من مجرد بقاء النفس والوجود الغامض في الجحيم.
لكن عبارة “الحياة الآتية” بمعناها العام، لم يكن الإسرائيليون أقل دراية بها عن غيرهم من الشعوب حولهم والأجناس التي تنسب إليهم مثل هذه الآراء.
1 – الاعتراض بأن الآمال والعهود كانت في أغلبها وقتية: بالتأكيد لم يكن لإسرائيل أساطير متطورة عن الحياة الآتية مثلما كان عند المصريين، حيث كانت الحياة في العالم الآخر تلقي ظلالها على الحياة الحاضرة، وبالمقابلة مع هذا – وربما بسبب هذا – كان الإسرائيليون أكثر حرصًا في الحديث عن المستقبل. والآمال والمواعيد للأمة، وجزاء الأبرار وقصاص الآثام، كانت كلها وقتية، وكان الاحساس بالمسئولية الشخصية – كما ذكرنا آنفًا – علاقة شخصية مع الله. ولكن الشعور بالوجود المشترك، وبالعلاقة بين الفرد ونسله كان قويًا. والآمال الموضوعة أمام الأمناء كانت ترتبط بكثرة النسل، والنجاح الظاهر والسعادة في الحياة بعد الموت. وسوف نوضح الأسباب والدواعي لهذه العبارة فيما بعد، ولكن هذه الحقائق العريضة المدونة في العهد القديم يمكن أن يكتشفها كل قارىء بنفسه.
لقد كان الوعد لإبراهيم أن نسله سيكون كنجوم السماء وأن ارض كنعان ستعطي وطنًا لهم، (تك 12: 1 – 3)، وقد تشجع إسرائيل بوعود كثيرة ببركات زمنية (تث 11: 8، 28: 1 – 14) كما أنذر بأقسى اللعنات الزمنية (28: 15 الخ). كما حصل داود على الوعد بأن نسله سيرث عرشه جزاء الطاعة (2 صم 7: 11 الخ). وفي سفر أيوب نجد أن أمانته كوفئت بأن عادت له عظمته (ص 42). وهناك وعود زمنية كثيرة في الأنبياء (هو 2: 14، إش 1: 19 و26). وسفر الأمثال ملئ بمثل هذه المواعيد (3: 13 وغيرها). وكل هذا لا يعني مطلقًا أن إسرائيل لم يكن لديه مفهوم أو اعتقادات عن الحالة بعد الموت أو أنه اعتقد بأن موت الجسد هو نهاية الوجود، فهذا بعيد عن الحقيقة كل البعد، ولكن من العسير أن نسمي ذلك “رجاء الحياة الآتية”، فليس ثمة شيء يوحي بالرجاء أو الفرح أو الحياة بمعناها الطيب، في مفهومهم عن الموت أو ما بعد الموت.
2 – الحياة الآتية لم تنكر:
لقد شابه الإسرائيليون أغلب الشعوب في أفكارهم البدائية، ولكن لم يكن من عادتهم انكار الاعتقاد بالحياة الآتية، ومازالوا كما كانوا – مع بعض الفوارق التي سنوضحها فيما بعد – على المستوى العام للجنس السامي في مفاهيمهم عن الحياة الآتية. هذه أيضًا هي وجهة نظر د. تشارلز، حيث يقول بأن الفكر الإسرائيلي كان ينسب نوعًا من الحياة والحركة والمعرفة والقوة للراحلين في الهاوية (شئول)، وشعب يفعل هذا، من الصعب أن يكون جاهلًا بكل شئ عن الحياة الآتية. أما موضوع الهاوية فسنتناوله بأكثر تفصيل، وسيظهر فيه اختلافنا مع د. تشارلز.
لم يكن إيمانًا أسطوريًا: لكم كان يكون مدهشًا لو أن إسرائيل – الذي سكن في مصر طويلًا، حيث كان كل شيء يذكر بالحياة الآتية – ظل خالي الفكر تمامًا عن هذا الموضوع. ولكن من الواضح – كما سبق القول – أنهم لم يتبنوا شيئًا من الأفكار المصرية، في ديانتهم، فبساطة إيمانهم في إلههم، إله آبائهم، حفظتهم ومازالت تحفظهم من ادخال عناصر أسطورية في إيمانهم. ربمايقال إن “أمنتي” عند المصريين هي أصل الهاوية (شئول) عند العبرانيين، ولكن لا يوجد في الفكر الإسرائيلي شيء مثل أوزوريس ومعاونيه، أو المحاكمة في قاعة الدينونة، والمخاطر والمغامرات التي تتعرض لها النفس بعد ذلك. إذًا ماهو الفكر اليهودي عن الهاوية (شئول) وما علاقته بالمعتقدات الأخرى؟
3 – بقاء النفس أو الجزء الواعي:
هناك اعتقاد، – ليس فقط بين من يطلق عليهم الشعوب الطبيعية، بل في كل الديانات القديمة المتقدمة – بأن النفس أو جزءًا واعيًا من الإنسان لايهلك بالموت بل يمضي إلى حالة أخرى من الوجود، يعتبرونها حالة غامضة أو خامدة. والعقيدة المصرية في “أمنتي” (مسكن الموتي) تحت سيطرة أوزوريس، – التي أشرنا إليها آنفًا – “والأرالو” البابلية (ويرى البعض أن منها اشتقت كلمة شئول) – أرض الموت التي لا عودة منها – ، والهادز اليونانية، المسكن الغامض لأشباح الراحلين، كل هذه شهادة قوية على وجود هذا المفهوم. والمفهوم العبري عن شئول (الهاوية) لا يختلف عن هذا كثيرًا في جوهره، فيقول د. سالموند إن التشابه بين “شئول” العبرية، “الهادز” عند هوميروس، “والأرالو” البابلية واضح. ويقول د. تشارلز إنها ترجع إلى عقيدة عبادة السلف، ويفترض أن الأرجح هو أن الأصل في “شئول” اعتبارها مجموعة من قبور القبيلة أو الأمة، وبذلك تعتبر المقر النهائي لها. ويصعب اثبات أن عبادة السلف لعبت هذا الدور، الذي يشير إليه، في الديانة البدائية. وعلى أي حال، إنه يخلط بين السبب والنتيجة، فعقيدة بقاء الروح أو الشبح سابقة لعبادة الأسلاف، والأيسر من ذلك جدًا هو أن الإنسان أدرك منذ البداية، وجود التفكير، وجود عامل نشيط في داخله، يتلاشى عند الموت، ومن الطبيعي أن يرى أنه حي في مكان آخر ولو كشبح، أو في حالة ضعيفة. ومهما يكن الأمر فإنه بالغريزة يفكر الناس على مختلف مستوياتهم الثقافية بأن الجزء الواعي في موتاهم حي، وهذا مافعله العبرانيون، على ذات القاعدة، ولكن أمام وجهة النظر الكتابية، يعتبر هذا النوع من البقاء أضعف من أن يوصف بالخلود.
4 – شئول عند العبرانيين:
ليس من الضرورى أن نفعل أكثر من رسم الملامح الرئيسية للهاوية (شئول) عند العبرانيين. وأصل الكلمة مشكوك فيه، فقد تكون من أصل بمعنى “يسأل” أو بمعنى “أجوف”. وكثيرًا ماتترجم خطأ “بقبر” أو “هاوية”. إنها تدل – كما سبق القول – على مكان إقامة الموتى، ويظنونها في أعماق الأرض (مز 63: 9، 86: 13، حز 26: 20، 31: 14، 32: 18 و24، عد 16: 30، تث 32: 22)، حيث يجمع الموتى في مجموعات، ومن هنا جاء التعبير “انضم إلى قومه” (تك 25: 8، 35: 29، 49: 33، عد 20: 24). هذا التعبير يدل – كما توضحه القرينة – على شيء يختلف تمامًا عن الدفن، فيعقوب مثلًا “انضم إلى قومه” وبعد ذلك حنطوا جسده، وبعد أيام كثيرة “دفن” (تك 50: 2). أما الأوصاف الشعرية عن “شئول” فيجب إلا نأخذها حرفيًا. وفي هذا أخطأ د. تشارلز باستناده على هذه التفاصيل مثل “مغاليق” و “أبواب” (أي 17: 16، 38: 17، مز 9: 13، إش 38: 10). وفي المفهوم العام، الهاوية هي مكان الظلمة (أي 10: 21 و22، مز 143: 3)، والسكوت (مز 94: 17، 15: 17)، والنسيان (مز 88: 12، جا 9: 5 و6 و10)، لا يذكر فيها الله ولا يحمد (مز 6: 5)، ولا معرفة بما يجري على الأرض (أي 14: 21). هذه اللغة لا ينبغي أن تؤخذ حرفيًا، فالبعض منها تعبيرات بائسين أو مكتئبين (إش 38: 10)، أو من داخله الشك وقتيًا (جا 12: 7 و13 و14). إنها تعبيرات نسبية بالمقارنة مع لمعان وفرح ونشاط الحياة الدنيا (أي 10: 22) حيث “إشراقها كالدجى” (أي 10: 22). وفي مكان آخر نجد أن الوعي موجود (إش 14: 9) “فالأخيلة – لملوك كانوا عتاة يومًا ما – اهتزت لتقابل ملك بابل النازل إلى هناك (انظر أيضًا حز 32: 21). وإذا كانت” شئول “توصف أحيانًا” بالهلاك “(أي 26: 6، 28: 22، أم 15: 11)،” وبالحفرة “أو” الجب “(مز 30: 9، 55: 23) ,فإنها في بعض الأحيان توصف – بالمقابلة مع ضيقات وأتعاب الحياة – بأنها مكان الراحة والرقاد (أي 3: 17، 14: 12 و13). وكما هو الحال مع الشعوب الأخرى، نجد الوجود في” شئول “يوصف بالضعف والخمول والغموض والخلو من مسرات الحياة وأهدافها، فهذه حالة الموتي. وما يقوله د. تشارلز – كما سبق – من أن” شئول “خارجة عن سلطان الله القضائ، تنقضه أقوال كثيرة من كلمة الله (تث 32: 22، أي 26: 6، أمثال 15: 11، مز 139: 8، عا 9: 2 … الخ).
ثالثًا – الرجاء والحياة والقيامة:
1 – الطبيعة والنعمة – فوارق أدبية:
“فشئول” شيء مختلف تمامًا من وجهة النظر الطبيعية، عنها من وجهة نظر النعمة. فلم يكن هناك أثر للتمييز بين الخاطئ والبار في “شئول”، فعنصر الجزاء يبدو غائبًا، فالجزاء والعقاب هنا في هذه الحياة، وليس فيما وراءها، ومع ذلك يجب على المرء أن يحترس لئلا ينزلق إلى نتائج خاطئة. حقًا إن حالة الوعي الهزيل والخمول في الهاوية، لا تدل على وجود فارق كبير، وقد يكون التفكير في مبادلة مسرات الحياة بذلك الوجود الموحش في العالم السفلي، مزعجًا لأقسى القلوب ومثيرًا للحزن والمرارة، بل إن المسيحي يمكن أن يندب حياة تنتهي نهاية مفاجئة وفي غير أوانها.
ولكن حتى على أسس طبيعية، من الصعب أن نصدق أن الإسرائيلي التقي كان يظن أن حالة انضمام رجال الله بسلام إلى قومهم، مثل حالة أولئك الذين هلكوا تحت لعنة غضب الله، ونزلوا إلى “شئول” حاملين أوزارهم – هناك ثمة معنى يجب إلا يغفل في القول: “الأشرار يرجعون إلى الهاوية” (مز 9: 17). “الهاوية السفلى” التي فيها يتقد غضب الله (تث 32: 22) “أسافل الجب” (إش 14: 15، حز 32: 23) التي يذهب إليها كل متكبر ومستعل.
ويذهب د. تشارلز إلى وجود صفة قضائية للهاوية في المزمورين 49، 73، ونستروح نسمات التعزية في مثل العبارات “” لاحظ الكامل وانظر المستقيم، فإن العقب لإنسان السلامة “(مز 37: 37)، أو في الاشارة إلى انضمام الصديق من وجه الشر القادم” يدخل السلام، يستريحون في مضاجعهم، السالك بالاستقامة “بالمقارنة مع القول:” ليس سلام قال إلهي للأشرار “(إش 57: 2 و21). حتى بلعام في رغبته الملحة:” لتمت نفسي موت الأبرار ولتكن آخرتي كآخرتهم “(عد 23: 10)، يبدو قوله هزيلًا إذا اقتصر تفسيره على مجرد الرغبة في شيخوخة يانعة مباركة.
2 – رجاء الخلود:
لكي نصل إلى المصدر الحقيقي لرجاء الخلود في العهد القديم وطبيعة هذا الرجاء، يبدو من الضروري أن نذهب إلى أبعد من مجرد الفكر عن حالة أسعد في الهاوية، فذلك المكان الموحش لا يرتبط أبدًا بفكرة “الحياة” أو “الخلود” بأي شكل. إن الكتَّاب الذين يفترضون أن الأماني الواردة في المزامير والأنبياء لها أي علاقة بالوجود في الهاوية، يشقون لأنفسهم مسارًا خاطئًا. فموضوع هذه الأماني لم يكن توقع حالة أسعد في الهاوية، ولكنه كان رجاء من الهاوية، واسترداد الحياة والشركة مع الله. وهذا المضمون يستحق دراسة دقيقة:
أ – الهاوية – مثل الموت – مرتبطة بالخطية:
لقد رأينا في العهد القديم أن الهاوية والموت ليسا النهاية الطبيعية للإنسان، ونجد ضمنًا أن ثمة علاقة بين الخطية والدينونة. وكيفما كانت الهاوية عند عامة الشعب، وذوي الأفكار السطحية، أو عند النفس المتألمة التي أدركت الأفكار الأساسية لعبادة الله، فإنها حالة على النقيض تمامًا من المصير الصحيح للإنسان، فكما رأينا كان الإنسان يتميز عن الحيوان، بأنه لم يخلق تحت قانون الموت، فالوجود بلا جسد، الذي هو بالضرورة وجود جزئي غير كامل، لم يكن جزءأً من القصد الإلهي للإنسان الذي كان يجب أن يكون خلوده في الجسد وليس منفصلًا عن الجسد، وانفصال الروح عن الجسد – وهي حالة وجود الروح في الهاوية – راجع إلى عقاب الخطية. ولقد أدرك د. سالموند هذا تمامًا في بحثه في هذا الموضوع: “إن الاحساس بعقاب الموت، يلّون كل ما يقوله العهد القديم عن نهاية الإنسان، فكرًا وإن لم يكن قولًا”، والمثال الحقيقي للخلود يظهر في حالات مثل أخنوخ (تك 5: 24، عب 11: 5) وإيليا (2 مل 2: 11)، ولا يذكر الكتاب شيئًا عن “خلود النفس” مجردة.
ب – الأصل الديني لرجاء الخلود:
في جميع الحالات، يرتبط فكر الخلود، بمعناه الكامل الحقيقي كما ورد في العهد القديم، ارتباطًا وثيقًا بالإيمان والرجاء، وهو ليس له أصل طبيعي بل ديني، إنه ينبع من ثقة المؤمن ويقينه في الله الحي، من اقتناعه بأن الله – إلهه – الذي ربطه بنفسه بعهد أبدي والذي “أذرعه الأبدية من تحت” (تث 33: 27، مز 90: 1)، لن يتركه في الهاوية، بل سيكون معه هناك سيمنحه النصرة على أهوالها.
ليست الحياة مجرد وجود، بل هي تتوقف على رضى الله والشركة معه (مز 16: 11، 30: 5، 63: 3). وهناك أجزاء أخرى لها علاقة بهذا الموضوع في المزامير والأنبياء سنعود إليها فيما بعد.
والمدرسة الحديثة مقتنعة بأن رجاء الخلود يرجع إلى مرحلة متأخرة في الديانة اليهودية، إلى الحقبة التي تطور فيها الفكر التوحيدي، فنما الاحساس بالشخصية الفردية، والوعي الواضح بمفارقات الحياة، فأصبحت – لأول مرة – هذه المغامرة العظيمة للإيمان ممكنة. وهنا نسأل: هل كان الأمر هكذا؟ هل كان هذا الرجاء مجرد “مغامرات حدسية وارهاصات نفوس مكرسة، في لحظات من الاختبارات العميقة أو الصراعات الحادة” كما يقولون؟
ليس بالضرورة متأخرًا: إنه لأمر بديهي، أن الرجاء في الخلود لا يوجد إلا عند الإيمان القوي، فهل الإيمان القوي لم يوجد إلا في عصر الأنبياء والسبي؟
لقد سبق الاعتراض على القول بأن عقيدة التوحيد كانت طورًا متأخرًا، وأن إيمان الفرد بالله لم يكن موجودًا في العصور الأولى. فلا يمكن التسليم مطلقًا بما يزعمونه الآن من أن سفر المزامير وسفر أيوب – اللذين يوضحان هذا الرجاء – قد كتبا بعد السبي. وإذا كان الإيمان بالله، حافظ العهد، موجودًا منذ عصور الآباء وموسى، فالسؤال إذًا هو: ليس لماذا لا يبعث على آمال مماثلة، بل بالحرى كيف يمنع من أن يكون الأمر هكذا؟ إذا كان أب مثل إبراهيم سار حقًا مع الله ونال وعوده، فهل يمكن أن يكون – وبالحري أي قديس ممن جاءوا بعده – عديم الثقة في قدرة الله أن يحفظه وينجيه في الهاوية ومنها؟
إنه لمن العسير جدًا التسليم بهذا. يقولون إنه لا يوجد دليل على هذا الرجاء، وبالتأكيد لم يكتب هؤلاء القديسون القدماء مزامير، ولم يتحدثوا بألسنة الأنبياء، ولكن ألا يوجد شيء في سيرهم الواثق الهادئ، في موتهم المطمئن، في انتظارهم لاتمام المواعيد التي لم تتم في أيامهم، في ثقتهم الوطيدة في الله في وسط تقلبات الحياة، ألا يوجد في كل ذلك ما يدل على أنهم كانوا قادرين على أن يستودعوا أنفسهم عند الموت في أيدي الله وأن يثقوا فيه بأن كل شيء لا بد أن يكون حسنًا لهم في المستقبل؟ أليس هذا ما ذكره السيد المسيح (على الأقل في مت 22: 32)؟ أليس هذا ما آمن به كتَّاب العهد الجديد (عب 11: 13 و14)؟ ربما يتعثر الإيمان، ولكن لا بد أن هذا الرجاء كان مرتبطًا بالإيمان منذ البداية.
ج – رجاء القيامة:
وهنا يعرض لنا سؤال ملح: ماهو الشكل الذي اتخذه رجاء الخلود؟ إنه – كما رأينا – لم يكن خلودًا يستمتع به في الهاوية، فلا بد إذا أن يكون رجاء مرتبطًا بالنجاة من سلطان الهاوية، أي أنه كان رجاء القيامة. ونعتقد أنه بسبب اغفال هذه الحقيقة، تاه الكتَّاب في بحثهم عن الخلود في العهد القديم. لقد فكروا في حياة مباركة للنفس في المستقبل (تشارلز ص 76 و77)، بينما الفداء الذي يتكلم الكتاب المقدس عنه، يشمل – على الدوام – كل كيان الإنسان نفسًا وجسدًا معًا. يجب أن نذكر أن المسيح فسر: “أنا إله إبراهيم …” (مت 22: 32) كضمان أكيد، ليس لمجرد استمرار الوجود، بل للقيامة. وهذا يتمشى مع ما سبق أن رأيناه في ارتباط الموت بالخطية، وأنه أمر غير طبيعي في حالة الإنسان. إن الخلود الذي كان سيتمتع به الإنسان، لو لم يخطئ، كان – ولا بد – خلودًا لكيانه كله. إن هذا هو ما يمكن أن نراه في كل الأجزاء التي تكلمت عن رجاء القيامة في العهد القديم، فهي لا تعني مجرد خلود النفس بل إن رؤياها تتضمن القيامة.
1 – ليست عقيدة متأخرة أو غريبة: إذا كان ما سبق صحيحًا، يكون من الخطأ أن نرجع بعقيدة القيامة إلى وقت متأخر جدًا – كما يزعمون – أو إنها أخذت عن الزرادشتية (كما يقول كين في “أصل المزامير” – محاضرة 8) أو عن بعض المصادر الأجنبية.
إنها نتيجة طبيعية نابعة من العقائد اليهودية الأساسية عن الله والإنسان والنفس والخطية والموت والفداء.
ويؤكد البروفسور جنكل “الأهمية القصوى” لهذه العقيدة، ويتحدث عنها بأنها “من أهم الأمور التي وجدت في تاريخ الدين في كل مكان” ولكنه يظن “أنها لا يمكن أن تأتي من داخل اليهودية ذاتها، ولكنها – ولا بد – جاءت من الرؤى السائدة في الشرق، وفي العصور المتأخرة”. ولكي يثبت نظريته كان عليه أن يسقط من حسابه كل الأدلة على هذه العقيدة التي تسجلها: أسفار العهد القديم الأولي وهو مالم ينجح فيه، فقد سبقت الاشارة إلى بعض حالات القيامة التي وردت في الكتب التاريخية (1 مل 17: 21 و22، 2 مل 4: 34 – 36).
إنه ليس من المستحيل أن تكون تلك العناية التي أبداها الاباء من نحو موتاهم – مثلما كان الأمر مع المصريين – قد نبعت من مثل هذا الرجاء (تك 23، 50: 5 و25، خر 13: 19، عب 11: 22). وعلى أي حال، إن الدراسة غير المتحيزة تثبت أن فكرة القيامة تصبغ كل تعبيراتهم عن رجاء الخلود.
2 – المزامير: الأجزاء الواردة في المزامير والتي يرتفع فيها الإيمان إلى رجاء الخلود هي: مز 16: 8 – 11، 17: 15، 49: 14 و15، 73: 24. وتوجد شواهد أخرى كثيرة ولكن هذه هي الأجزاء الرئيسية التي تعبر عن رجاء الخلود في صيغة تعني القيامة. وسبق أن اعتقد الدكتور كين بأن هذه الأجزاء تأثرت بفكر زرادشت، ولكنه الآن يقرر نقيض ذلك، إذ لا يوجد سبب معقول يجعلنا نضع هذه المزامير في زمن لاحق لزمن السبي، وهكذا إذا أخذناها بمعناها الواضح، فإن شهادتها تبدو قوية، فمزمور 16: 8 – 11 (اقتبسه الرسول في أع 2: 24 – 31 نبوة عن قيامة المسيح): “جسدي أيضًا يسكن مطمئنًا (أو في يقين) لأنك لن تترك نفسي في الهاوية، لن تدع تقيك يرى فسادًا. تعرفني سبيل الحياة …”. وفي المزمور 17: 15، بعد أن شرح المرنم النجاح الظاهر للشرير، يقول “أما أنا فبالبر أنظر وجهك. أشبع إذا استيقظت بشبهك”. ويعترف كين بأن هذا يشير إلى القيامة (كما يشاركه القول ديلتز وبيراون)، بل إن الأمر يبدو أكثر وضوحًا في مز 49: 14 و15 “مثل الغنم إلى الهاوية يساقون (الأشرار) … ويسودهم المستقيمون غداة … إنما الله يفدي نفسي من يد الهاوية لأنه يأخذني” والعبارة الأخيرة: “لأنه يأخذني” لها علاقة – كما يقول بيراون وديلتز وكين، بل، ودوهم أيضًا – بحالات مثل حالات أخنوخ وإيليا، ومع ذلك فإنها لا يمكن أن تعني انتقال الجسد فعليًا، بل لا بد أنها تشير إلى القيامة. وشبيه بذلك مزمور 73: 24 “برأيك تهديني وبعد إلى مجد تأخذني”. ويسلم دكتور تشارلز بأن مزموري 49، 73 يوضحان أن الله يأخذ الأبرار إليه في السماء، ولكنه يفشل في ربط هذا بالقيامة.
3 – سفر أيوب: ينبغي أن نلقي نظرة على سفر أيوب – قبل النظر في أسفار الأنبياء – دون اعتبار لتاريخ كل منها (ولا يمكن اعتبار سفر أيوب لاحقًا للسبي). فسفر أيوب يعكس الأحوال في عصر الآباء. ففي الأصحاح الرابع عشر والعدد الرابع عشر يسأل: “إن مات رجل أفيحيا؟” وما يجب ملاحظته هو أن صيغة السؤال تعني قيامة الجسد. والمظاهر المنافية لعودة الإنسان إلى الحياة متعددة (7: 12): “ليتك تواريني في الهاوية وتخفيني إلى أن ينصرف غضبك، وتعين لي أجلًا فتذكرني … تدعو فأنا أجيبك تشتاق إلى عمل يديك” (13 – 15). والقول “تدعو” – كما يقول د. أ. ب. ديفيدز – يدل على “أنه كان في ذهنه عودة كاملة للحياة، للإنسان ككل” ومع هذا ينبغي أن نضع في الاعتبار ما جاء في أيوب (19: 25 – 27): “أما أنا فقد علمت أن ولييّ حيّ” التي مهما حامت الشكوك حول ماتعنيه بعض العبارات، فإن هذا القول – بلا شك – يوضح رجاء لا يقل قوة عما جاء في العدد السابق اقتباسه.
4 – الأنبياء: لا يوجد أدنى شك في وجود فكر القيامة عند الأنبياء، ولكنهم يزعمون أن هذه النصوص تعود إلى زمن السبي أو إلى ما قبيل السبي، ويفسرونها على أنها ليست على مستوى الفرد (تشارلز 128 – 129). ويبدو واضحًا – على أي حال – أنه قبل أن تكون القيامة منطبقة على الأمة، كان فكر القيامة موجودًا من قبل. ولا نستطيع مطلقًا أن نقول بأن قيامة الأفراد ليست واردة. ولقد سلم كين بذلك عما ورد في إشعياء (25: 6 – 8، 26: 19)، فقال: “هذا الانتظار لا يختص بجماعة المؤمنين كأمة فحسب، بل بكل الأفراد المؤمنين، سواء كانوا يهودًا أو غير يهود، كل الذين يخضعون للرب الملك الحقيقي”. ولا داعي على الاطلاق لأن نضع ماورد في هوشع: “يحيينا بعد يومين. في اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه” (6: 2)، “من يد الهاوية أفديهم من الموت أخلصهم. أين أوباؤك ياموت، أين شوكتك ياهاوية. تختفي الندامة عن عيني” (13: 14)، في تاريخ لاحق لعصر ذلك النبي.
وفي كل هذه المواضع نجد فكر القيامة موجودًا ومطابقًا تمامًا للصورة الواردة في حزقيال (37: 1 – 10) عن البقعة المملؤة عظامًا يابسة. ونصل إلى الذروة في إشعياء (25: 6 – 8، 26: 19) كما أشرنا سابقًا، إذ لا يمكن أن نستبعد منها قيامة الفرد. وكما يقول سالموند: “إن موضوع هذا النص (إش 26: 19) قيامة شخصية، لا قيامة عامة”.
5 – دانيال – قيامة الأشرار. وأخيرًا نجد في العهد القديم عبارة بالغة الأهمية في دانيال (12: 2) “وكثيرون من الراقدين في تراب الأرض يستيقظون، هؤلاء إلى الحياة الأبدية، وهؤلاء إلى العار للإزدراء الأبدي. والفاهمون يضيئون كضياء الجلد..” وأهمية هذا النص، في أنه لأول مرة يعلن عن قيامة الأشرار كما يعلن عن قيامة الأبرار (انظر يو 5: 28 و29، أع 24: 15، رؤ 20: 12).
والكلمة “كثيرون” يجب إلا تفهم على أنها على النقيض من كلمة “كل”، وإن كان الأرجح أنها تعني إسرائيل فقط. والحادثة مرتبطة بزمن ضيق (12: 1) بعد القضاء على أنطيوكس الذي يمثل “ضد المسيح”. والمشكلة الحقيقية هي كيف وردت فكرة قيامة الأشرار؟ إن فكرة قيامة الأبرار – كما رأينا – نتيجة طبيعية لأمانة عهد الله، لكن هذا لا ينطبق على الأشرار. إذا من أين أتت هذه الفكرة؟ إنه الوحي! ولكن الوحي يرتبط بالأفكار والاختبارات الموجودة، وبالتأكيد لا يمكن أن تجيئ قيامة الأشرار، مثل قيامة الأبرار، من إدراك الاتحاد الذي لا ينفصم عن الله، ولكن قد تأتي عن اقتناع على نقيض هذا الاقتناع، ألا وهو دينونة الله. وإذ ازداد الشعور بالشخصية الفردية – ولا شك في أن الأنبياء قد فعلوا الكثير في تقوية هذا الشعور، كما ازداد اليقين بالجزاء الأدبي – كان لا بد أن يؤثر ذلك في مفهومهم عن المستقبل، في تأكيد أن الأشرار – لا بد – سيعاقبون، كما أن الأبرار – لا بد – سيجازون في الدهر الآتي. ومن الطبيعي – في مقابل الفكر الآخر – أن يتشكل ذلك في صورة قيامة الدينونة. وهكذا نأتي كمرحلة أخيرة، إلى دراسة فكر الدينونة وتأثيراته كما هو في تعاليم الأنبياء.
رابعًا – فكر الدينونة – يوم الرب:
الدينونة حقيقة واقعة: رأينا أنه في ظل النظام الموسوي كانت الوعود والتهديدات من الله تقتصر أساسًا على هذه الحياة الحاضرة. والاحساس بالفوارق في الهاوية – مع أنه لم يكن غائبًا تمامًا – كان مهتزًا وغير واضح. وبمرور الأيام تعلم الإنسان أن يؤمن بحقيقة الجزاء الأدبي.
وفي عصر الأنبياء، بينما كانت دينونات الله على الأمم والأفراد، ينظر إليها أساسًا على أنها قاصرة على هذه الحياة، كونت لنفسها – شيئًا فشيئًا – مفهومًا آخر هو اقتراب اكتمال التاريخ، أو يوم الرب، عندما يقضي على أعدائه بالتمام، ويثبت بره بالتمام، ويؤسس ملكوته الظافر على كل الأرض. ويمكن استعراض تطورات هذا الفكر باختصار. ويلزمنا القول بأننا لا نقر ما يقوم به بعض النقاد من تشويه شديد للنصوص النبوية والتي يوافق عليها د. تشارلز مع بعض التحفظات.
1 – يوم الرب:
في الكتابات النبوية، يفهم يوم الرب – أحيانًا – على أنه الإعلان العظيم لقوة الله في الدينونة أو الخلاص (مثلًا الجراد في يوئيل 2)، وأحيانًا أخرى يفهم بصورة أخروية، أي أنه الأزمة النهائية في تاريخ ملكوت الله، وهي تشمل القضاء على كل مقاومة والنصرة الأبدية للبر (انظر مثلًا: إش 2: 2 – 5، يؤ 3، عا 9: 11، زك 14 …). ويوجد ارتباط بين المفهومين، فالأول مقدمة أو مرحلة توقع للآخر. وهذا الوجه من الرؤية النبوية – الذي يقولون عنه أحيانًا إنه فقدان للمنظور الصحيح – يبدو جليًا في تجاهل الترتيب الزمني للأحداث، فيبدو “يوم الرب” وكأنه الخلفية المباشرة لكل أزمة خطيرة تتعرض لها الأمة في وقت من الأوقات (الغزوات الأشورية – الأسر البابلي – اضطهاد المكابيين) والأمر الوحيد المؤكد – في فكر النبي – هو أن “اليوم” آت بالتحقيق، إنه الأمر الوحيد المخوف العظيم، إلا أنه لشعب الله، هو حدث المستقبل السعيد، ولكن الخطوات التي بها يبلغ الهدف، تعلن تدريجيًا في مسار عناية الله.
أ – العلاقة بإسرائيل: “اليوم” في مفهومه الأصلي هو يوم دينونة (إش 2: 12)، ولا ينظر إليه بأنه يوم نقمة على أعداء إسرائيل فحسب (عا 5: 18)، بل إن إسرائيل نفسه سيكون أول من تقع عليه ضربات تأديب الرب: “إياكم فقط عرفت من جميع قبائل الأرض، لذلك أعاقبكم على جميع ذنوبكم” (عا 3: 2). وبينما دينونة الله على إسرائيل هي للعقاب، إلا أنها أيضًا للتطهير والتنقية، فسوف تبقى “بقية” تكون زرعًا مقدسًا (إش 6: 13، عا 9: 9، صفنيا 3: 13 و20)، ويعرض لنا سفر هوشع هذه الخاصية لمعاملات الله عرضًا رائعًا.
ب – علاقته بالأمم: وعلاقة “اليوم” بالإمم علاقة أوسع. يستخدم الله الأمم أدوات لقضاء الله على إسرائيل (الأشوريون – الكلدانيون – الفرس) ولكن هم أيضًا لابد أن يأتي عليهم الدور لقضاء الله (انظر النبوات على الأمم في إشعياء وإرميا، وحزقيال، وناحوم، وحبقوق …)، فسوف تكون النهاية (مع أن ذلك غير واضح تمامًا في كل النبوات) بأن ترجع بقية من الأمم إلى الرب فتنجو من الدينونة (زك 14: 16) بل إن ملكوت الله سيمتد حتى تمتلئ الأرض من مجد الله (انظر إش 2: 2 – 5، ميخا 4: 1 – 5، إش 42: 4، 60، 66: 3 – 6، إرميا 12: 14 – 16، 11: 19 – 21 حز 16: 53 و55 و61) حيث سيرد الرب سبي سدوم وبناتها (عا 9: 11، حب 2: 14، مز 22: 27 – 31، 65: 2 و5، 86: 9، مز 87)، فهذه الحوادث في لغة النبوة تختص “بالأيام الأخيرة” (إش 2: 2، إرميا 48: 47، حز 38: 16، هو 3: 5، ميخا 4: 1).
في نبوة دانيال العظيمة عن الممالك الأربع، نراها تتحطم إلى أجزاء بواسطة ملكوت السموات المشبه بحجر قطع من جبل بغير يدين، (دانيال 2: 44 و45 مع 7: 27) وأعطى قديم الأيام المملكة إلى شبه “ابن الإنسان” (7: 13). كما يشارك حجى وزكريا النبيان – بعد السبي – في هذه الآمال اللامعة (حجي 2: 6 و7، زك 2: 10، 8: 20 – 23، 14: 16). وفي سفر ملاخي نجد واحدًا من أقوى الأقوال النبوية: “من مشرق الشمس إلى مغربها اسمى عظيم بين الأمم” (1: 11) ويختتم النبوة بالإعلان عن المسيح مرسلًا من الله، فهو الذي سيأتي باليوم “العظيم والمخوف” (ملاخي 4).
2 – الدينونة بعد الموت:
إن ما قيل عن “يوم الرب” يرتبط بالأرض، ولكن الإشارات إلى القيامة، والفصول الختامية في سفر إشعياء (65: 17 و66: 22) عن “السموات الجديدة والأرض الجديدة” تتضمن رؤية أوسع، فقد سبق أن تكلمنا عن رجاء الخلود – حياة القيامة – في حالة الأبرار، ولكن ماذا عن دينونة الأشرار بعد الموت؟ توجد بعض تحذيرات غامضة عن المجازاة كما نراها في العقيدة القديمة عن الهاوية، وتوجد إشارات عديدة إلى الدينونة في سفر المزامير، أحيانًا دينونة على العالم (96: 13، 98: 9، 50) وأحيانًا أخرى على الأفراد (1: 5)، ولكن من المشكوك فيه أن أيًا منها يشير إلى مابعد هذه الأرض، ولكن هناك أشياء كثيرة تجعلنا نضع هذه المسألة تحت نظرنا:
أ – عدم كمال النظام الأدبي: اشتد الاحساس بالمسئولية الفردية في العصر النبوي (إر 31: 29 و30، حز 18: 2)، وبعدم كمال النظام الأدبي في هذه الحياة من ناحية الفرد. ومن السهل ملاحظة أثر النواميس الأدبية، ولكنها كانت قاصرة جدًا فيما يختص بالجزاء الفردي، فالحياة مليئة بالشذوذ الأدبي والألغاز (انظر سفر أيوب).
ب – نجاح الأشرار: وهناك مشكلة في أن الشرير لا يلقي جزاءه دائمًا في هذه الحياة عن أفعاله الرديئة، بل على النقيض يبدو أن الأشرار دائمًا نامون وناجحون في مشروعاتهم، بل ومنتصرون على أولاد الله الذين هم دائمًا مضطهدون ومذلون.
هذا هو اللغز المحير الذي شغل أفكار كتبة المزامير (مز 10، 17، 37، 49، 73).
والحل الذي وصلوا إليه هو أن نجاح الأشرار غير دائم وينتهي نهاية مفاجئة (مز 37: 35 و36، 73: 18 – 20) بينما للصديق جزاء مؤكد في المستقبل (مز 17: 15، 49: 15، 73: 24 …). وأحيانا لا يقع القضاء على الأشرار، بينما النهاية المفاجئة لا تبدو عقابًا كافيًا لحياة مملوءة بالإثم. وإذا كان البار سيجازى فيما بعد، فالفكر الذي يتبادر إلى الذهن هو أن الشرير أيضًا سيجازى في المستقبل، بل يجب أن يجازى.
ج – معاناة البار مع الشرير: توجد حقيقة قريبة من السابقة، وهي أن المصائب التي تفاجئ الشرير، يكون للبار دائمًا نصيب فيها، فلا يعاني الشرير بمفرده، بل يتعرض الأبرار أيضًا لزوبعة القضاء (حرب – أسر – أوبئة) التي تجتاحهم، بينما كان يجب أن يكون هناك نوع من الإنصاف من إله البر.
3 – الثواب والعقاب في الآخرة:
لهذه الأسباب صار من الضروري أن يبرز الفكر عن إمتداد عقاب الأشرار إلى ماوراء القبر. ومن هنا – كما رأينا – أصبحت الهاوية – في العصور المتأخرة – تعني نوعًا من القصاص للشرير، فهناك غضب الله الذي يتقد إلى الهاوية السفلي (تث 32: 22). ولكن مسكن الأخيلة لم يكن للشرير – كما لم يكن للبار – المكان المناسب للجزاء الأدبي، فإذا كانت المكافأة الكاملة للأبرار تحتم حالة القيامة، أفلا ينطبق هذا على الأشرار أيضا؟ وثمة تساؤل عما إذا كانت الدينونة الفردية المذكورة في سفر الجامعة (11: 9 و12) تشير إلى الحالة بعد الموت. والأرجح أنها تشير إلى ذلك (سالمنود). وأول إعلان واضح عن قيامة الأشرار ورد في دانيال (12: 2) وهو في نفس الوقت يتضمن الدينونة. ولعل هناك تلميحًا لنفس الفكر في إشعياء (66: 24): ويخرجون (والنبي يتحدث هنا عن السماء الجديدة والأرض الجديدة – عد 22) ويرون جثث الناس الذين عصوا على. لأن دودهم لا يموت ونارهم لا تطفأ ويكونون رذالة لكل ذي جسد “.
ويربط د. تشارلز هذا الفكر بفكرة جهنم “كمكان للقصاص على كل مقاوم ومرتد من اليهود” ويظن أن هذا ينطبق أيضًا على ما جاء في إشعياء (50: 11). وكلمة “رذالة” هي نفسها كلمة “ازدراء” في دانيال (12: 2). ويقول دكتور تشارلز أن الكلمتين تشيران إلى “جهنم”، والعقاب الذي يتحمله الأشرار هو عقاب أبدي. ومن الصعب أن نستزيد من الكلام في هذا الموضوع في حدود العهد القديم، ولكن ثمة تطورات أخرى حدثت في العصور اليهودية المتأخرة.
خامسًا – مفاهيم يهودية في عصور متأخرة:
أسفار الأبوكريفا – الرؤى – كتابات علماء اليهود – الأسفار القانونية الثانية:
أ – المصادر: مصادر معرفتنا بالمفاهيم الأخروية عند اليهود في العصر السابق للمسيحية هي:
1 – الأبوكريفا: وهي كتب الأبوكريفا في العهد القديم (انظر الأبوكريفا) وهي مأخوذة عن الترجمة السبعينية باستثناء إسدراس الثاني، والذي يشتهر باسم إسدارس الرابع، وهو من أسفار الرؤى، والسفر الأصلي يحتوي على الأصحاحات من 3 – 14 فقط، مع جزء في الأصحاح السابع لا يوجد في النسخة المألوفة وهو يرجع إلى العصور المسيحية (من 80 – 96).
2 – أسفار الرؤى: وتشمل بقايا هذه الكتابات: الأقوال السبلينية من القرن الثاني قبل الميلاد. وسفر أخنوخ ومزامير سليمان (70 – 40 ق. م) مع باروخ (من 50 – 100 م) وسفر اليوبيل وسفر الآباء الاثني عشر وصعود موسى (من القرن الأول الميلادي) وصعود إشعياء (قبل 50 م). ويتوقف الشيء الكثير على معرفة تاريخ كتابة هذه الأسفار، فالكثير منها كتب بعد بداية العصر المسيحي (باروخ – صعود موسى – صعود إشعياء – إسدراس الرابع – وكتاب اليوبيل وكتاب الآباء الاثني عشر).
3 – الكتابات الحبرية (علماء اليهود): ونعتمد في معرفة هذه الكتابات على كتب التلمود والترجوم، وهي بالنسبة لزمنها المتأخر، تعتبر مشكوكًا فيها.
ب – وجهات النظر المختلفة: لا يسعنا إلا أن نلخص بإيجاز، المفاهيم المتباينة والمتعارضة عن الأخرويات، التي يمكن التقاطها من بين هذه الكتابات الكثيرة، فهي تتناول هذه المواضيع بالكثير من الخيال، فهي ليست مبنية على أفكار العهد القديم، وكل قيمتها هي في أنها قد تلقي بعض الضوء على تعاليم العهد الجديد، وباستثناء أمر أو أمرين، فإننا لا نحصل من كتب الأبوكريفا إلا على القليل جدًا، ويستحسن أن ندرس هذا الموضوع تحت العناوين الآتية:
1 – مفاهيم أقل تحديدًا: نجد في سفر يشوع بن سيراخ، نفس الفكر القديم عن الهاوية بأنها ليس فيها ذكر أو شكر أو مجازاة (17: 27 و28، 41: 3 و4). ولكن توجد ملاحظة مختلفة في (21: 10)، وشبيه بذلك ما جاء في باروخ (2: 17) وطوبيا (3: 6). ولا نجد في المكابين الأول إلا العبارات المذكورة في أسفار العهد القديم “انضم إلى آبائه” (2: 69) “انضم إلى قومه” (14: 30).
ونرى في كتاب الحكمة تأثير الفكر اليوناني في عقيدة الخلود للنفس فقط (2: 23، 3: 1 – 4، 4: 13 و14، 15: 4، ولا شيء عن القيامة)، والأشرار يعانون القصاص في الهاوية (3: 1 – 10، 5: 1 – 14).
2 – أفكار عن الهاوية: وعلى العموم يظهر تغيير جذري في الفكر عن الهاوية في أسفار الرؤى، فهي مازالت مقر الأموات، ولكن باعتبارها حالة متوسطة بين الموت والقيامة – لمن سيقامون – والأبرار فيها منفصلون عن الأشرار الذين يقاسون قصاصهم هناك. فسفر أخنوخ يفرق بين أربعة مساكن للراحلين، منها اثنان للأبرار واثنان للأشرار (21: 1 – 13). ففريق من الأشرار (الذين نالوا العقاب في هذه الحياة) يبقون في الهاوية إلى الأبد، بينما يقوم الآخرون ويمضون إلى عذاب جهنم (17: 2)، أما الأبرار ففي الفرودس، “جنة الحياة” (61: 12) “جنة البر” (67: 3). وهذه الخاصية للهاوية كمكان للعقاب (سواء كانت وقتية أو دائمة) تذكر كثيرًا في كتاب اليوبيل (7: 29، 22: 22) وفي المكابيين الثاني (6: 23) وفي مزامير سليمان (14: 6، 15: 11، 16: 2 ….). ويقول د. تشارلز إنه في بعض المواضع: “صارت الهاوية مسكن النار، وبذلك فهي وجهنم يعنيان شيئًا واحدًا … وفي العديد من المواضع، في أخنوخ (91: 104) نجد الهاوية وجهنم مترادفتين. وتوجد أفكار مشابهة في النسخة السلافية من سفر أخنوخ.
3 – الملائكة الساقطون: نرى في سفر أخنوخ اهتمامًا خاصًا بالملائكة الساقطين (الذين زنوا مع النساء، تك 6: 2)، فهم مفرزون في الدينونة للنار الأبدية المتقدة (أخنوخ 21: 1 – 6، 90: 20 – 25).
4 – القيامة: تختلف الأفكار عن القيامة، ففي (أخنوخ 22)، سيقام الأبرار وفريق من الأشرار، بينما نجد في مكان آخر أن كل الأبرار سيقامون، ولكن لا يقوم أحد قط من الأشرار (أخنوخ 61: 5، 90: 23، مزامير سليمان 3: 16). وأحيانًا تذكر القيامة للكل من أبرار وأشرار (أخنوخ 51: 1 و2). ويتكلم سفر المكابيين الثاني كثيرًا عن القيامة التي تشمل كل إسرائيل (3: 16، 13: 9 و14 و23) لأن الأمم ليس لهم قيامة (7: 14 و36). ونجد في أخنوخ (90: 38) أن أجساد الأبرار ستتغير في القيامة. ويذكر التعليم عن القيامة العامة في سفر باروخ (30: 2 – 5، 50: 51، وإسدراس الرابع 7: 32 – 37). ويقول يوسيفوس إن الفريسيين كانوا يعتقدون في قيامة الأبرار فقط، ولكن هذا يتعارض مع أقوال الرسول بولس في سفر الأعمال (24: 5).
5 – الدينونة:
نجد في أغلب أسفار الرؤى تأكيدًا قويًا على أن الدينونة الأخيرة تالية للعقاب في الهاوية. فيتحدث سفر أخنوخ كثيرًا عن الدينونة الأخيرة، ويصفها بأنها “اليوم العظيم”، “والدينونة العادلة”، “يوم الدينونة العظيم”، “الدينونة الأخيرة”، “دينونة كل الأبدية (10: 6 و12، 16: 1، 19: 1، 22: 4 و11، 25: 4، 90: 26، 27.. الخ) فسيدان الملائكة الأشرار والناس الأشرار، ويلقي بهم في جهنم في دينونة لا نهاية لها.
المسيا: وهناك نقطة هامة هي علاقة المسيا بهذه الدينونة وكل الأسفار الأبوكريفية صمتت عن المسيا ما عدا سفر إسدراس الرابع. ويظهر المسيا في أسفار الرؤى، ولكن ليس بنفس الوضوح دائمًا. ففي الأقوال السبلينية (3) ومزامير سليمان (17، 18) وسفر باروخ (39، 40) وإسدراس الرابع (13: 32) يرتبط ظهور المسيا بهزيمة ودينونة القوى العالمية المعادية. وفي الأجزاء القديمة من أخنوخ (90: 16 – 25) يجري الله بنفسه هذه الدينونة، ويرأس جلسة المحاكمة، ولا يظهر المسيا إلا بعد ذلك. وفي الأصحاحات 37 – 70 من سفر أخنوخ – من الناحية الأخرى – يظهر المسيا بجلاء بأنه ديان العالم، وتطلق عليه ألقاب شبيهة بما جاء في العهد الجديد: “البار” (38: 2، 53: 6)، “المختار” (40: 5، 45: 3 و4 … الخ)، وفوق الكل “ابن الإنسان” (46: 2 – 4 و48: 2.. الخ). وهذه الأجزاء هي التي يظهر فيها التأثير المسيحي، فلا ذكر لهذا المفهوم في الكتابات الرؤوية قبل العصر المسيحي. وفي سفر اليوبيل – الذي يستند على سفر أخنوخ – لا تذكر هذه الأجزاء أبدًا. ولكن تظهر فكرة أخرى في كتب الرؤى المتأخرة، مثل حكم المسيا لفترة محدودة، تحدث بعدها القيامة والدينونة. وفي سفر إسدراس الرابع نجد تلك العبارة الغريبة، بأنه بعد حكم يدوم 400 سنة يموت المسيا (7: 28 و29)، وهكذا يكون الله هو الديَّان.
6 – العصر المسياني والأمم: عندما يفهم العصر المسياني على أنه تال للدينونة (الفكر القديم)، فهو غير محدود المدة، ومركزه أورشليم ويضم في دائرة بركته الأمم المخلصين (الأقوال السبلينية 3: 698 – 726، أخنوخ 90: 30، 37 مع 48: 5، 53: 1، مزامير سليمان 17: 32 – 35) فالموتى الأبرار من اليهود يقومون ليشاركوا في الملكوت. وفي سفر أخنوخ (90: 28، 29) يرد هذا الفكر: أن أورشليم الجديدة ليست هي المدينة الأرضية بل المدينة النازلة من السماء، فحيث أن العصر المسياني محدود – كما يذكر إسدراس الرابع – فالحياة السعيدة ستنتقل بعد القيامة إلى السماء.
أفكار حبرية: يمكن إضافة القليل من المفاهيم الحبرية إلى ذلك، فمن الصعب الإلمام بها كلها، وهي في الواقع مشوشة ومتعارضة، وأغلب الأفكار التي سبق ذكرها تظهر في كتابات علماء اليهود، حيث نجد أن القضاءعلى جميع القوى العالمية مرتبط بظهور “أرميلوس” أو ضد المسيح، وأن حكم المسيا محدد بوجه عام بمدة 400 سنة (كما في إسدراس الرابع) ولمدة 1000 سنة (كما جاء في كتاب تاريخ الشعب اليهودي – لشورر)، وفي نهايته تجديد العالم، القيامة (لليهود فقط مع استثناء بعض الطبقات) والدينونة، والسعادة الأبدية للأبرار. وتعتبر دينونة الأشرار – غالبًا – أبدية، ولكننا نجد فكرًا آخر بأن الدينونة محدودة المدة.
آخرة – الأخرويات في العهد الجديد:
أولا – الأهمية العقائدية والدينية:
يلعب موضوع الأخرويات دورًا هامًا في تعاليم العهد الجديد، فالمسيحية في أساسها تحمل طبيعة أخروية. إنها تعني ظهور المسيا وتوليه الأمر، وهذه من وجهة نظر العهد القديم جزء من الأخرويات. وفي الحقيقة، لا تعتبر أيام المسيا – في اللاهوت اليهودي، دائمًا – جزءًا من العصر الأخروي نفسه، ولكنها تعتبر دائمًا – مقدمة له. ومازال هذا الرأي – إلى حد ما – قائمًا في العهد الجديد، وبخاصة بالنسبة لظهور المسيا والإتمام الجزئي للنبوات في الوقت الحاضر، التي يصفها العهد القديم كحركة واحدة متزامنة، ولكنها الآن تنقسم إلى مرحلتين، أي العصر المسياني الحاضر والحالة الختامية في المستقبل. ومع كل هذا، فإن العهد الجديد يجعل العصر المسياني أقرب إلى الحالة الأخروية، منه في اليهودية. ويرتكز التمييز بينهما في اليهودية، على إدراك الفرق في النوعية بين المرحلتين، فمحتوى العصر المسياني أقل روحانية من الحالة النهائية، بل يبدو وكأنه مقدمة لها.
والعهد الجديد، إذ يعطي كل مفاهيم العصر المسياني معني روحيًا، يبدو أكثر قوة في الربط بينه وبين الرجاء الأبدي الأسمى، وبالتالي يميل إلى جعلهما متطابقين، وأن العصر الآتي هو ما يتوقعه العصر الحاضر. وفي بعض الحالات يأخذ هذا شكلًا محددًا في الاعتقاد بأن التغييرات الأخروية بدأت تأخذ مجراها، وأن المؤمنين قد حصلوا على الاستمتاع – ولو جزئيًا – بالامتيازات الأخروية، فالملكوت الحالي – في تعليم الرب – هو واحد في جوهره مع الملكوت النهائي. فبناء على ما جاء في إنجيل يوحنا، تتحقق الحياة الأبدية – كمبدأ – هنا. وفي فكر بولس، كان موت المسيح وقيامته مقدمة للقيامة والدينونة النهائية، والحياة في الروح هي باكورة الحياة السماوية الآتيه.
وهذا المعني القوي يمكن أن نراه في الأقوال – التي تبدو متعارضة ظاهريًا – بأن الحالة الأخروية قد أتت، وأن الحدث القاطع في التاريخ قد حدث (عب 2: 3 , و5، 9: 11، 10: 1، 12: 22 – 24). وحتى هذا الرأي المتطرف لا يمكن أن ينسخ الفكر المألوف الذي يقول بأن الحالة الحاضرة ستظل على هذا الجانب من الأحداث الأخروية، ورغم أنها ستؤدي إليها، إلا أنها ستظل جزءًا من العصر القديم ونظام هذا العالم. فالمؤمنون يعيشون في “الأيام الأخيرة” “وإليهم قد انتهت أواخر الدهور” “ولكن اليوم الأخير” أو “انقضاء الدهر” مازال في طي المستقبل (مت 13: 39 و40 و49، 24: 3، 28: 30، يو 6: 39 و44 و54، 12: 48، 1 كو 10: 11، 2 تي 3: 1، عب 1: 2، 9: 26، يع 5: 3، 1 بط 1: 5 و20، 2 بط 3: 3، 1 يو 2: 18، يهوذا 18).
ولم يكن الاهتمام بالأخرويات أمرًا ثانويًا بالنسبة للمؤمنين الأوائل، بل كان من أقوى الدوافع في اختبارهم الديني. فقد أوضح وجسَّد الصفة المعجزية القوية والعقيدة الخلاصية للإيمان في العهد الجديد. إن العالم الآتي لا يمكن أن يكون وليد التطور الطبيعي، ولكنه نتيجة التدخل الإلهي للتحكم في مجرى التاريخ. ولقد كان أقوى محرك للأشواق لذلك العالم، هو الاعتقاد بالطبيعة الشاذة لهذا العالم الحاضر والاحساس القوى بالخطية والشر. ويفسر لنا هذا سبب نمو عقيدة العهد الجديد في الخلاص وتقدمها إلى حد بعيد، وذلك بفضل التداخل الوثيق مع التعليم الأخروي، فالاختبار الحالي وجد تفسيره في نور المستقبل. ويلزم أن نذكر هذا جيدًا حتى نستطيع أن نقدر تقديرًا صحيحًا ذلك الرجاء القوى في احتمال عودة الرب في القريب العاجل، وكان لحسابات الرؤى في هذا أثر أضعف مما للاختبار العملي بأن الكنيسة قد حصلت على عربون الحقائق السامية للحياة الآتية، ومن ثم لا يجب أن تتأخر الثمار الكاملة طويلًا. ولعل تقلص هذا المفهوم الأخروي القوي – بعد ذلك – يرجع إلى الاختفاء التدريجي لظواهر العصر الرسولي المعجزية.
ثانيا ً – الهيكل العام:
ترتبط الأخرويات في العهد الجديد، بالأخرويات في العهد القديم والعقيدة اليهودية المبنية على أساس الوحي القديم. إنها – في الجملة – لا تقدم نظامًا جديدًا أو تعبيرات جديدة، ولكنها تحتوي على ماكان موجودًا، ولكن بصورة تعلن – باختيار النقاط التي تركز عليها – الجدة الجوهرية لمضمونها. كان في اليهودية في ذلك الوقت رأيان متباينان في النظرة إلى الأخرويات: كان هناك الرجاء القومي القديم الذي يدور حول مستقبل إسرائيل، وفي نفس الوقت كانت هناك الصورة المتسامية لرجاء شامل لكل الكون ولكل الجنس البشري. والرأي الأول يمثل الشكل الأصلي للأخرويات في العهد القديم. ولذلك فهو يحتل مكانًا صحيحًا في بداءة العهد الجديد، وبخاصة في الإعلانات المصاحبة لميلاد المسيح، وفي كرازة يوحنا المعمدان. ولقد دخل إليها عند اليهود، عنصر فلسفة السعادة الفردية والجماعية، فتطابقت مع التفسير الحرفي للنبوة، الذي لم يضع في الاعتبار – بصورة كافية – المفهوم الرمزي والأسلوب الشعري للنبوة.
أما الرأي الآخر، فمع أنه كان – إلى حد ما – نتاج تطور لاهوتي لاحق، إلا أننا نجده في بعض النبوات المتأخرة، وبخاصة في سفر دانيال ( وهي بمنجاة من أن تكون مأخوذة عن مصادر بابلية أو فارسية – كما يؤكد البعض في الوقت الحاضر)، فهو يمثل التطور الصحيح للمبادئ العميقة للإعلان النبوي في العهد القديم والتي تبدو بها صورة الأخرويات في العهد الجديد، التي تستبعد الدوافع والعناصر غير الطاهرة التي تلوثت بها أسمى صور الفكر الأخروي اليهودي.
ولقد جرت، في بعض كتابات الرؤى، محاولة التوفيق بين الفكرين، وذلك باعتبار أن اتمام أحدهما يتبعه اتمام الآخر، فيتحقق الرجاء القومي أولًا بقيام مملكة المسيا لمدة (400 سنة أو 1000 سنة)، ثم تليها – في النهاية – الحالة الأبدية. ولا يسير العهد الجديد مع اللاهوت اليهودي في هذا الطريق، فمع أن العهد الجديد يعتبر عمل المسيح الآن هو بمثابة مقدمة لنهاية كل شيء، إلا أنه لا يفصل بين الاثنين، لا في الجوهر ولا في النوعية، انه لا يستبعد المسيح من مكانه السامي في الدهر الآتي، ولا يتوقع مملكة مسيانية مؤقتة في المستقبل، منفصلة عن ملك المسيح الروحي الحاضر، والسابق للحالة الأبدية. وفي الحقيقة فإن شخص المسيح يشغل المركز في كل الأحداث الأخروية، أكثر جدًا مما يبدو في الفكر اليهودي.
كل مراحل هذه العملية، من القيامة والدينونة والحياة الأبدية، بل والحالة الوسيطة، جميعها تحظي ببالغ الأهمية في الإيمان المسيحي (الذي يؤمن أن يسوع هو المسيح). ومن خلال هذا المفهوم الذي يتركز في المسيح، فإن الأخرويات في العهد الجديد تتميز بوحدة أقوى وبساطة أعمق من كل ما وسعته الأراء اليهودية. فقد انحصر كل شيء تقريبًا في الأفكار العظيمة عن القيامة والدينونة كنتيجة لمجيئ المسيح مرة ثانية، وبهذا يختفي الكثير من الزخرفة الرؤوية التي ليست لها أهمية روحية، فبينما الخيال الجامح يميل إلى التزيد والتطرف، فإن الاهتمام الروحي يتجه إلى التركيز والتبسيط.
ثالثًا – مسار التطور:
يمكننا أن نرى في تعليم الأخرويات في العهد الجديد تطورًا عامًا في اتجاه محدد بدقة. ونقطة الانطلاق هي مفهوم الدراما التاريخيه للعصرين المتعاقبين، وهما: “هذا الدهر”، “هذا العالم” أي “العصر الحاضر” (مت 12: 32، 13: 22، لو 16: 8، رو 12: 2، 1 كو 1: 20، 2: 6 و8، 3: 18، 2 كو 4: 4، غل 1: 4، أف 1: 21، 2: 2، 6: 12، 1 تي 6: 17، 2 تي 4: 10، تي 2: 12)، “وذلك الدهر” أو “الدهر الآتي” أو “العالم الآتي” (مت 12: 32، لو 18: 30، 20: 35، أف 2: 7، عب 6: 5).
ولا توجد في الكتابات اليهودية – قبل العهد الجديد – شواهد على هذه الاختلافات المتطورة بين الدهرين أو العالمين، لكن من طريقة ورودها في تعاليم المسيح والرسول بولس، يبدو أنها كانت موجودة في ذلك الوقت ( وأقدم ذكر لها مسلم بصحته، هو قول ليوحانان بن زكاى حوالي 80 م). والتناقض بين الدهرين ( وبخاصة في أقوال الرسول بولس) هو بين دهر الشر الوقتي، وبين الكامل والدائم، فلكل دهر خواصه وترتيب الأشياء فيه، وبهذا فإن الفارق يجعل منهما “عالمين” متميزين، بمعني نظامين متباينين (في العبري والأرامي، تستخدم كلمة “عولام” للاثنين، أما في اليوناني فكلمة “أيون” تترجم إلى “جيل” وأحيانا “عالم”، (عب 1: 2، 11: 3)، وكلمة “كوزموس” تعني “العالم” وهي لا تستعمل مطلقًا عن العالم الآتي.
وبوجه عام، ينحصر تطور الأخرويات في العهد الجديد في اعتبار أن العصرين يشيران إلى مجالين للوجود كائنين منذ القديم، وبهذا يكون مجيئ العصر الجديد بمثابة إعلان وامتداد للنظام السماوي للأشيئاء، أكثر من أن يكون بروزًا لأول مرة إلى الوجود، ويقدر ما يمثل العالم الآتي الكمال والدوام، وفي دائرة السماء، هذا الكمال والنظام الأبدي موجودان فعلًا، فالانطباع الحتمي هو أنهما بمعني ما متطبقان. ولكن الأهمية الجديدة التي يفترضها التعارض، لا تبطل الصيغة التاريخية الدرامية، فتداخل العالم الأعلي في مجال الأدني، يأتي بالصراع إلى منتهاه. والانتقال من وجه إلى آخر لا يدل – كما كانوا يؤكدون – على انحسار موجة الأخرويات، وكأن الاتجاه قد تحول من المستقبل إلى الحياة الحاضرة، وبخاصة في الإنجيل الرابع، حيث يزعمون – بلا مبرر حقيقي – وجود تقليل من شأن الأخرويات. والأساس الواضح لمثل هذه الخلاصة هو أن حقائق الحياة الآتية، نحس بها حية وقوية في السماء، ومن هناك تعمل في حياة المؤمن، حتى إن التفرقة بين ما هو الآن وما سوف يتم التمتع به في المستقبل، أصبحت أقل حدة، فعوضًا عن احتجاب الأخرويات، حدث النقيض، فازداد التوقع الشديد لها.
ويجدر بنا ملاحظة أن هذا التطور يرتبط أشد الارتباط، ويتمشى تمامًا مع الكشف عن وجود المسيح منذ الأزل، لأن هذه الحقيقة ونزول المسيح من السماء، تقدمان أجلى شهادة عن حقيقة نظام الأشياء السماوي، لذلك فهي واضحة بشكل خاص – ليس في رسائل بولس الأولي حيث هيكل الفكر الأخروي ما زال في الخط الدرامي التاريخي – ولكن في رسائل السجن الأول (أف 1: 3 و20 – 22، 2: 6، 3: 9 و10، 4: 9 و10، 6: 12، في 2: 5 – 11، 3: 20، كو 1: 15 و17، 3: 2، عب 1: 2 و3، 2: 5، 3: 4، 6: 5 و11، 7: 13 و16، 9: 14، 11: 10 و16، 12: 22 و23).
ويوضح الإنجيل الرابع ذروة هذا الاتجاه في التعليم، وليس من اللازم بيان كيف أن التناقض هنا بين السماء والأرض، بناء على التعليم المختص بلاهوت المسيح، هو الذي يحدد تركيب ذلك الفكر. ولكن يبدو هنا أيضًا، كيف أن المحصلة النهائية لتطور التعليم في العهد الجديد، كانت النتيجة المنتظرة لتعاليم المسيح السامية. ويمكن تعليل هذا، بأنه كان من المناسب جدًا، أن لا تأتي الإعلانات السامية المختصة بحياة المسيح الشخصية، من خلال أي شخص ثالث، بل من فم المسيح رأسًا.
رابعًا – الأخرويات العامة والفردية:
في العهد القديم، يطغي مصير الأمة الإسرائيلية على مصيرمذهب الفردية، عند الأنبياء الأواخر – مثل إرميا وحزقيال – مذهب الانفرادية، عند الأنبياء الأواخر – مثل إرميا وحزقيال – أثره في الفكر في الفترة المتوسطة. ونرى في الكتابات الرؤوية اهتمامًا ملحوظًا بالمصير النهائي للفرد. ولم يكن الجمع بين هذه الوجهين، إلا بعد أن أعطى العهد الجديد مفاهيم روحية للأمور الأخيرة.
وبتركيز رجاء الأخرويات في المسيا، وربط مصير الفرد بعلاقته الشخصية بالمسيا، أصبح لهذه الأحداث النهائية أهميتها للفرد، وفي ذلك أيضًا اتجاه لإعطاء أهمية أعظم للحالة الوسيطة. ولقد حدد الفكر الرؤوي الطريق لذلك. ومع هذا فإن وجهة نظر العهد القديم مازالت تثبت وجودها، فالأهمية الأساسية في العهدالجديد، ترتبط بالتطور التاريخي للأحداث ككل، ولا يكاد يكون هناك شيء عن الفترة الوسيطة، فقد ربطت نبوات العهد القديم بين أزمات الحاضر والهدف النهائي، وهو ما نراه في “أخرويات” العهد الجديد على مستوى الفرد، حيث نجد أن حياة الفرد مرتبطة لا بحالته بعد الموت، بل بالحري بحالته بعد الدينونة النهائية، فالحياة الحاضرة في الجسد والحياة المستقبلة هما القمتان البارزتان، أما ما بينهما – أي حالة الوجود خارج الجسد – فيلفها الغموض. ولكن نفس هذا الربط بين الحاضر والآخرة، ينتقل من العهد القديم إلى العهد الجديد، في رسم الأخرويات العامة، فأسلوب الهد الجديد في رسم المستقبل، لا يتبع تسلسلًا تاريخيًا، حيث نراه يجمع بين أمور تفصل بينها أزمنة طويلة حسب التسلسل التاريخي، والتزام هذه القاعدة – بلا شك – ليس من مجرد محدودية المعرفة الإنسانية الذاتية، بل من السير على نفس المنهج العام للإعلان النبوي في العهدين القديم والجديد.
خامسًا – المجيء الثاني (الباروزيا):
1 – الباروزيا: وكلمة “باروزيا” تعني “المجيء” أو “الوصول”، ولا تستخدم مطلقًا للدلالة على تجسد المسيح، بل للدلالة على مجيئه الثاني فقط، فقد أصبحت تعبيرًا ثابتًا مختصًا بالمسيا. ومن ناحية أخرى كانت هناك وجهة نظر ترى أن ظهور المسيح مستقبلا هو التعبير الوحيد المناسب عن عظمته ومجده. والتمييز الحاد بين “المجيء الأول” “والمجئ الثاني” غير موجود في العهد الجديد، ولكنه موجود في سفر عهود الآباء الاثنى عشر الأبوكريفي (92: 16)، ويكاد يظهر في العبرانيين (9: 28) باستخدام كلمة “الظهور” للدلالة على ظهور المسيح في الماضي وظهوره في المستقبل (2 تس 2: 8، 1 تي 6: 14، 2 تي 1: 10، 4: 1، تي 2: 11 و13).
واستخدام عبارة “المجيء الثاني” في المسيحية، يتلون – لحد ما – بالاحساس بغياب المسيح جسديًا الآن عن خاصته، ومن ثم يتحول الفكر إلى حضوره الدائم مستقبلًا (1 تس 4: 17). وعبارة “المجيء الثاني” وردت كثيرًا في العهد الجديد (مت 24: 3 و37 و39، 1 كو 15: 23، 1 تس 2: 19، 3: 13، 4: 15، 5: 23، 2 تس 2: 1 و8، يع 5: 7 و8، 2 بط 1: 16، 3: 4 و12، 1 يو 2: 28). والكلمة المرادفة لها هي كلمة “أبو كاليبسس” أو “استعلان” أو “ظهور”، وهي تستخدم – على الأرجح – من قبل العصر المسيحي، وتفترض وجود المسيا في صورة خفية قبل ظهوره، إمَّا في السماء أو على الأرض (باروخ الأبوكريفي 29: 3، 10: 1، إسدراس الرابع (أو الثاني) 7: 28، عهود الآباء الاثني عشر، يو 7: 27، 1 بط 1: 20).. وأمكن للمسيحيين استخدام هذه الكلمة لأن المسيح كان قد صعد إلى السماء، وسيستعلن للجميع بأنه المسيح حقًا عند رجوعه، ولذلك فإنها تستخدم، بشكل خاص، في الإشارة إلى الأعداء وغير المؤمنين (لو 17: 30، أع 3: 21، 1 كو 1: 7، 2 تس 1: 7 و8، 1 بط 1: 13 و20، 5: 4).
ويوجد أيضًا تعبير مرادف هو “يوم الرب”، “اليوم”، “ذلك اليوم”، “يوم يسوع المسيح”، وهو ترجمة للتعبير المعروف في العهد القديم. ومع أنه لا يوجد أي سبب – في أي موضع من هذه المواضع – لماذا لا تكون كلمة “الرب” هي “المسيح”، فالاحتمال قائم بأنها في بعض الحالات تشير إلى الله (فهي “يوم الله” في 2 بط 3: 12). ومن الناحية الأخرى، فان ما يذكره العهد القديم منسوبًا إلى “الله”، يتحول أحيانًا – عن قصد – إلى “المسيح”. وكلمة “يوم” بينما تُسْتَخْدَم عادة للتعبير عن المجيء الثاني، فهي – كما في العهد القديم – تكون غالبًا مرتبطة بالدينونة، حتى لتصبح مرادفة للدينونة (انظر أع 19: 38، 1 كو 4: 3). وترد نفس العبارة في (مت 7: 22، 24: 36، مر 13: 32، لو 10: 12، 17: 24، 21: 34، أع 2: 20، رو 13: 12، 1 كو 1: 8، 3: 13، 5: 5، 2 كو 1: 14، في 1: 6، 2: 16، 1 تس 5: 2 و4 (مع 5 و8)، 2 تس 2: 2، 2 تي 1: 12 و18، 4: 8، عب 10: 25، 2 بط 3: 10).
2 – علامات سابقة للمجيء الثاني: تسبق مجيء المسيح ثانية، بعض العلامات لإعلان اقتراب مجيئه. لقد صاغت اليهودية – على أساس العهد القديم – عقيدة “ويلات المسيا” أي المصائب والضيقات المصاحبة لختام الدهر الحاضر وبداءة الدهر الآتي، باعتبارها أوجاع مخاض الدهر الآتي. وقد تحولت هذه إلى المجيء الثاني للمسيح. ولا ترد هذه العبارة إلا في (مت 24: 8، مرقس 13: 8). وتأتي الفكرة نفسها في (رو 8: 22)، والإشارة إليها في (1 كو 7: 26، 1 تس 3: 3، 5: 3). وعلاوة على هذه الويلات العامة، وبالتوافق أيضًا مع العقيدة اليهودية، يسبق ظهور “ضد المسيح” هذه الأزمة النهائية. والعهد الجديد يربط المجيء الثاني وكمقدمة له، بانسكاب الروح وخراب أورشليم والهيكل، وتجديد إسرائيل، والكرازة بالإنجيل لكل الأمم – وهو ما لم يرد في العهد القديم. ومشكلة التتابع والتداخل لهذه النذر المتعددة المتعلقة بالنهاية، لمن أصعب وأعقد المشاكل، ويبدو أنه لا يوجد لها حل كاف حتى الآن. فالويلات التي ذكرها الرب في حديثه عن الأيام الأخيرة (مت 24، مر 13، لو 21) تتفق – لحد ما – مع التعاليم اليهودية في الأمور الآتية:
أ – حروب زلازل وعجائب “مبتدأ الأوجاع”.
ب – الضيقة العظيمة.
ج – نجوم السموات تتساقط (انظر رؤ 6: 2 – 17).
ولوجود هذا العنصر المشترك بين حديث المسيح، والرؤى اليهودية، افترض كولاني ويفنباخ وفزاكر وفندت وغيرهم بأن هناك مصدرين قد خلطا معا: نبوة حقيقة للمسيح ورؤيا يهودية مسيحية من أيام الحرب اليهودية (68 – 70 م)، فيعتقدون أن هذه الرؤيا الصغيرة – كما يسمونها – موجودة في الأصحاح الثالث عشر من إنجيل مرقس (الأعداد 7 و8 و14 – 20 و24 – 27 و30 و31).
لكن هذه النظريات تنبع غالبًا من عدم الميل إلى إسناد توقعات أخروية واقعية للمسيح. والإقتراض – الذي لا أساس له مطلقًا – بأن المسيح – لا بد – قد تحدث عن النهاية بعبارات روحية خالصة. وكون الويلات اليهودية المحضة، لا تمت بصلة إلى التلاميذ وإيمانهم، لا يعتبر سببًا كافيًا لاعتبار التنبؤ عنها غير جدير بالمسيح. ويقولون إنه يوجد تناقض واضح بين القولين: “إن المجيء الثاني سيحدث فجأة وبدون توقع، والقول بأنه سيأتي مسبوقًا بهذه العلامات (وبخاصة في مر 13: 30 و32). ويمكن الرد على هذا بأنه حتى بعد استبعاد هذه الرؤيا المزعومة، فإن القولين موجودان في الأجزاء المسلم بصحة نسبتها للمسيح (مر 13: 28 و29 بالمقارنة مع 32 و33 – 37، وبعض التحذيرات المشابهة عن وجوب السهر) فليس ثمة تناقض حقيقي بين عددي 30، 32، فالمسيح كان يؤكد الأمرين على الدوام:” لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله “” وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد “. وبكل تأكيد لا يمكن أن يكون الحل بأن نفهم” هذا الجيل “على أنه يعني جيل الجنس اليهودي أو جيل الجنس البشرى بل ينبغي أن يفهم – حسب المفهوم العادي – بأنه الجيل الكائن في ذلك الوقت. ومما يساعد على فهم الأمر، التمييز بين النبوة بالمجئ الثاني في إطار حدود معينة متسعة، وانكار معرفة اليوم والساعة، ففي الحقيقة لا تشير العبارتان إلى نفس الشئ مطلقًا، فعبارة” ذلك اليوم وتلك الساعة “في عدد 32 لا تعود إلى” هذه الأشياء “في عد 30، فاسم الإشارة” هذه وذلك “في كلتيهما مع” وأما “تجعل الأمر واضحًا، فهو يعني – كما في أي مكان آخر – أن يوم الرب هو يوم الدينونة. أما” هذه الأشياء “فيجب معرفة المقصود منها مما سبقها، فيقول المسيح بأن” هذه الأشياء “ستأتي في هذا الجيل، أما المجيء الثاني” ذلك اليوم العظيم “فيؤكد أن أحدًا غير الله لا يعلم موعد حدوثه.
والمثل السابق يثبت صحة هذا الرأي (مر 13: 28 و29) حيث نجد – بنفس الأسلوب – تمييزًا بين “هذه الأشياء” والمجئ الثاني. ويبقى السؤال: إلى أي مدى “هذه الأشياء” (مر 13: 29، لو 21: 21) “وهذا كله” (مت 24: 33 و34، مر 13: 30). “والكل” (لو 21: 32)، يقصد بها تغطية ما جاء في الحديث السابق؟ ويتوقف الجواب على معرفة ما يتصل بالتحذيرات عن النهاية، وما يعتبر جزءًا من النهاية نفسها، وعلى مسألة أخرى، هي ما إذا كان المسيح يتنبأ عن نهاية واحدة بعلاماتها المنذرة بها، أو أنه يشير إلى حادثتين كل منهما ستعلن بعلاماتها الخاصة المتلاحقة. وثمة وجهتا نظر تستحقان الاعتبار: فالرأي الذي يؤيده زاهن (في تفسيره لإنجيل متى، 652 – 66) يعتبر أن العلامات تذكر في متى (24: 4 – 14) فقط، أما ما بعد ذلك، أي “رجسة الخراب” و “الضيقة العظيمة” والأنبياء والمسحاء الكذبة، وتزعزع قوات السموات، وعلامة ابن الإنسان، كل هذه تتعلق “بالنهاية” ذاتها، بمعناها المطلق، ولذلك فهي داخلة في المجيء الثاني. ويفهم من النبوة أنها ستحدث في ذلك الجيل، بينهما تدخل أيضًا في دائرة القول: إن الله وحده هو الذي يعلم ميعاد حدوثها. ومع أن خراب الهيكل والمدينة المقدسة، لا يذكر بالتحديد في الأعداد 4 – 14، فإنه يدخل فيما ذكر عن الحروب والضيقة. وبهذا التفسير تكون النبوة قد تمت حرفيا. وهناك بعض الاعتراضات على ذلك:
أ – إنه ليس من الطبيعي أن نضع ما جاء في متى (24: 15 – 29) تحت “النهاية” وذلك لأنه من الوجهة الشكلية لا تختلف عن الظواهر المذكورة في الأعداد 4 – 14 “كعلامات”.
ب – إنها تخلق مشكلة افتراض وجود الهيكل وعبادة الهيكل في أورشليم في الأيام الأخيرة قبل المجيء الثاني مباشرة. “فرجسة الخراب” المأخوذة عن دانيال _ 8: 13، 9: 27، 11: 31، 12: 11، وسيراخ 49: 2) – وهي عند البعض، تعني خراب الهيكل والمدينة، أو بالحري تنجيس موقع الهيكل بإقامة شيء وثني فيه، وبذلك يصبح خرابًا – والهروب من اليهودية، ويذكران بين الأحداث التي تشكل – مع المجيء الثاني – نهاية العالم، وبذلك فهي تتضمن – بصورة قوية – الملك الألفي. وتبرز الصعوبة مرة أخرى في التفسير الأخروي لما جاء في (2 تس 2: 3 و4)، حيث نقرأ أن “إنسان الخطية” يجلس في “هيكل الله” وكذلك في (رؤ 11: 1 و2) حيث “هيكل الله” “والمذبح” “والدار خارج الهيكل” “والمدينة المقدسة” تشكل حادثًا عارضًا بين صوت بوق الملاك السادس، وصوت بوق الملاك السابع.
ومن الناحية الأخرى، يجب أن نذكر أن النبوات الأخروية تستخدم الأساليب التقليدية القديمة من الصور المجازية والقوالب الثابته، التي – لجمودها وانطباقها على جميع الأحوال – لا يمكن أن تفهم دائمًا بالمعنى الحرفي، بل يجب أن تكون قابلة – إلى حد ما – للتفسير الرمزي والروحي، فتدنيس الهيكل – في هذه الحالة – على يد أنطيوكس أبيفانوس، من المحتمل أن يكون قد هيأ الصورة المجازية التي استخدمها المسيح وبولس ويوحنا في وصف التطورات ضد المسيحية، والتي لا علاقة لها بإسرائيل وأورشليم والهيكل، بالمفهوم الحرفي.
3 – الكرازة بالإنجيل قبل النهاية: ليس من السهل تصور أن تتم الكرازة بالإنجيل في كل الأمم في زمن ذلك الجيل. ولا شك أنه يمكن الاستناد إلى (رو 1: 13، 10: 18، 15: 19 – 24، كو 1: 6، 1 تي 3: 16، 2 تي 4: 17)، لتأييد هذا الرأي. ولكن في قول المسيح، نرى – على وجه التحديد – أن الكرازة بالإنجيل لكل الأمم، لا بد أن تحدث قبل النهاية، بل إنها تسبق النهاية مباشرة “ثم يأتي المنتهي” (مت 24: 14). والتمييز بين الكرازة بالإنجيل لكل العالم واتمام الإرسالية للإمم – كم يفترض زاهن – هو عمل مصطنع.
وللرد على هذه الاعتراضات، يجب التسليم بأن وضع كل هذه الظواهر الأخيرة قبل النهاية الحقيقية، يجعلنا نتغلب على المشكلة الناتجة عن كلمة “للوقت” متى (24: 29)، وعن “في تلك الأيام” (رو 13: 24).
ولقد شرح “برجز” بوضوح وجهة النظر الأخرى (في “مسيح الأناجيل” 132 – 165) فهو يجعل حديث المسيح منطويًا على أمرين: (1) خراب أورشليم والهيكل، (2) نهاية العالم. ويفترض أنه قد حدث التلاميذ عن نقطتين: (1) الوقت، (2) العلامات.
فبالنسبة للوقت، فإنه لا يفصل بين الأمرين فصلًا جازمًا، فهما متحدان كموضوع نبوي واحد، وإن كان المجيء الثاني أكثر بروزًا. وتحديد الوقت في هذه الصيغة المعقدة، نجدة: (1) سلبيًا (مرقس 13: 5 – 8)، (2) إيجابيًا (مرقس 13: 9 – 13). ومن الناحية الأخرى يميز المسيح بين: (1) علامات خراب أورشليم والهيكل (مرقس 13: 14 – 20)، (2) علامات المجيء الثاني (مرقس 13: 24: 27).
ويؤيد هذا الرأى أن خراب الهيكل والمدينة الوارد في سؤال التلاميذ، الذي يبرز كحادثة أخروية، يعتبر هكذا في جواب المسيح، فلا يشار إليه – بصورة عارضة – كعلامة من العلامات. وما جاء في إنجيل لوقا (21: 20 – 24) يثبت أنها “حادثة” وليست علامة. وهذا الرأى يجعل من السهل فهم القصد (الوارد في مر 13: 30) على الحادثة الأولى وعلاماتها، فهو يضع “رجسة الخراب” في زمن سابق “للكارثة القومية”. ومما يؤيد وجهة النظر بأن الحادثتين قد ذكرتا بالتتابع، هو اتجاه الفكر في العدد 32 وما بعده. وهنا بعد أن قارب الجزء الرؤوى نهايته، تحول الموضوع إلى التلاميذ بنفس النظام الذي لاحظناه في النبوة. فنجد أولًا، تحديد الموقف الحقيقي من جهة الكارثة القومية في مثل شجرة التين، والتأكيد الجازم بأنها ستحدث في “هذا الجيل” (الأعداد 28 – 31)، ثم نجد تحديد الموقف الحقيقي من جهة المجيء الثاني (الأعداد 32 – 37).
والاعتراض الجدى الوحيد على هذا الرأي، يصدر عن الترابط الوثيق لهذا الجزء المتعلق بالكارثة الوطنية، مع الجزاء المتصل بالمجيئ الثاني (مت 24: 29)، “وأما تلك الأيام بعد ذلك الضيق” (مر 13: 24).
والسؤال هو ما إذا كان هذا الأسلوب من الكلام، يمكن أن يفسر على مبدأ تقصير أبعاد منظور النبوة. ولا يمكن أن ننكر تمامًا أن خاصية الرؤيا النبوية، ربما شكلت أيضًا نظرة المسيح للمستقبل، التي (كما يظهر في عدد 32) كانت النظرة النبوية كإنسان، منفصلة عن علمه الكامل كإله. ويحول دون إمكانية إساءة تفسير هذه الظاهرة، وخلط تتابع المنظور مع التتابع الزمني في هذه الحالة، القول بأنه ينبغي أن يكرز أولًا بالإنجيل لكل الأمم (أع 3: 19 و25 و26، رو 11: 25، رؤ 6: 2) قبل مجيئ النهاية، وأن لا أحد يعرف ميعاد المجيء الثاني إلا الله، وأن هناك فترة خراب بعد تدمير المدينة، وأن مجيئ المسيح النهائي لشعب إسرائيل ليس للدينونة، بل سيكون مجيئًا يرحبون به فيه قائلين: “مبارك الآتي” (مت 23: 38 و39، لو 13: 34 و35) وهو يفترض وجود فترة تكفي لتعليل هذا الموقف المتغير (لو 21: 24) “حتى تكمل أزمنة الأمم”. وليس من الضروري الفصل بين هاتين الحادثتين اللتين يضمهما السؤال كما قدمه التلاميذ في (متى 24: 3)، كما لو أن السؤال “متى يكون هذا” يتعلق بخراب الهيكل فقط، لأن النصف الآخر من السؤال يتعلق بمجيئ المسيح وانقضاء الدهر. وما يبرز هنا ليس هو الحادثتين، بل الحوادث (في مجموعها) متميزة عن العلامات، “فهذه الأشياء” لها ارتباط، لا بما جاء في العدد الثاني فقط، بل بالحري بما جاء في متى (23: 38 و39)، فلم يرغب التلاميذ في معرفة متى تحدث تلك الكارثة القومية المروعة فحسب، بل بالحرى متى يحدث مجيئ المسيح الذي سيتلو، الكارثة والذي سيضع حدًا للنتائج المحزنة لتلك الكارثة، والذي سينتج عنه اقتبال إسرائيل مرة اخرى. وهذا يفسر لنا لماذا لم يبدأ المسيح حديثة بالكارثة القومية، بل بدأ أولًا بموضوع المجيء الثاني ليحدد – سلبًا وإيجابًا – ميعاد ذلك المجيء، وذلك لتحذير التلاميذ الذين – في شوقهم الشديد لمجيئ النهاية – كانوا يميلون لتقصير زمن التطورات المروعة السابقة للمجيئ. وواضح أن المسيح جمع بين الكارثتين القومية والكونية، وذلك من مواضع أخرى كما في متى (10: 23)، حيث يتحدث عن تدخله لإنقاذ التلاميذ المشردين: “مجيئ ابن الإنسان” (مت 16: 28، مر 9: 1، لو 9: 27، حيث أن مجيئ ابن الإنسان في ملكوته (متى) أو مجيئ ملكوت الله بقوة (مرقس) أو ظهور ملكوت الله (لوقا) موعود به لقوم من “ذلك الجيل”. وفي الحقيقة غالبًا ما تشير هذه الأجزاء إلى المجيء الثاني، لأنه موضوع الحديث في الأجزاء السابقة لها مباشرة، ومع ذلك لا يعني هذا أن المجيء الثاني وهذا المجيء الموعود مترادفان، فالمجيئ القريب جدًا، يشار إليه كمشجع على الأمانة والتضحية مثلما تذكر المجازاة في المجيء الثاني، لنفس الغرض. ومفهوم المجيء القريب يظهر في اعتراف المسيح عند المحاكمة (مت 26: 64) حيث أن “من الآن” تشير أيضًا إلى المجيء على سحاب السماء والجلوس عن يمين الله (انظر مرقس 14: 62، لو 22: 69). ومرمى هذا القول هو أن من يقف الآن أمام الناس ليحاكم سيظهر في المستقبل القريب في مجد ليدين قضاته الذين يمثل الآن أمامهم لمحاكمته.
وأقوال يوحنا الختامية لها هذا المفهوم، إن مجيئ المسيح لتلاميذه في المستقبل القريب هو ليبقي معهم على الدوام، ولو أن هذا المجيء يقترن بحلول الروح القدس (يو 14: 18 و19 و21 و23، 16: 16، 19: 22 و23). ويجيئ نفس الفكر في سفر الرؤيا حيث يتضح أيضًا أن ثمة مجيئ مبدئي للمسيح بخلاف المجيء الثاني للدينونة (2: 5 و16، 3: 3 و20، وأيضًا “يومًا من أيام ابن الإنسان” – لو 17: 22).
4 – حوادث تسبق المجيء الثاني: والحوادث التي تسبق المجيء الثاني حسب التعليم المطرد للسيد المسيح وبطرس وبولس، هي تجديد إسرائيل (مت 23: 39، لو 13: 35، أع 1: 6 و7، 3: 19 و21 حيث نجد أن بلوغ “أوقات الفرج” وأزمنة رد كل شيء “يتوقف على إرسال السيد المسيح لإسرائيل في نهاية الأيام)، وهذا بالتالي يتوقف على توبة إسرائيل وتجديدهم ومحو خطاياهم،. ونجد في (رومية 11)، أن مشكلة عدم إيمان إسرائيل تحل على أساس افتراضين:
أ – إنه يوجد – حتى الآن – اختيار بحس النعمة بين اليهود.
ب – وإنه سيحدث تجديد شامل لإسرائيل في المستقبل (الأعداد 5 و25 – 32).
وبين الانذارات بالمجيئ الثاني، ظهور “ضد المسيح” (1 يو 2: 18، 22، 4: 3، 2 يو 7)، كما أن المفهوم نفسه يرد في الاناجيل الثلاثة الأولى، وفي رسائل بولس وفي سفر الرؤيا، ولا توجد أي إشارات عنه في الكتابات اليهودية.
وكلمة “ضد” قد تعني “بدلًا من أو ضد”، والمعني الأول يتضمن الثاني. وليس من الواضح في إنجيل يوحنا أن الميول الهرطوقية أو السلطات المقاومة المرتبطة بالحركة العدائية للمسيحية، ستدعى باطلًا شغل مركز المسيا، لكننا نجد في الأناجيل الثلاثة الأولى نبوات عن مجيئ أنبياء كذبة ومسحاء كذبة وأن هذا ليس من العلامات القريبة فحسب (مر 13: 6) بل أيضًا في نهاية الزمن الأخروي (عدد 22). أما بولس فلايستخدم الكلمة نفسها. ولكن المفهوم واضح بأنه يعني “ضد المسيح” ويقول عنه أنه “سيستعلن” وهي نفس الكلمة التي يستخدمها فيما يتعلق بالمسيح (2 تس 2: 6 و8).
اسلوب عمله ونتائجه الضارة تناقض تمامًا أسلوب عمل إنجيل المسيح (الأعداد 9 – 12). ولا يتناول بولس هذا الفكر على أنه شيء جديد، فلا بد أنه جاء من العهد القديم والأخرويات اليهودية، وبلغ غايته في نبوات العهد الجديد (انظر دانيال 7: 8 و20، 8: 10 و11)، فهو صورة مكبرة للعدو العتيد، ويزعم جنكل وبوست أن مصدر الاعتقاد بالصراع النهائي بين الله والعدو الأعظم، موجود في الأسطورة القديمة عن هزيمة “كاوس” على يد “مردوخ”، وان ماحدث في بداية العالم تحول إلى النهاية، فتجسم هذا أولًا في صورة مسيًا كاذب، وبعد ذلك في صورة جبار سياسي مضطهد ومقاوم.
ولكن لا حاجة – على الاطلاق – إلى افتراض أي مصدر آخر لفكرة العدو الأخير، غير نبوات العهد القديم الأخروية (حزقيال ودانيال وزكريا). كما أنه ليس ثمة دليل على أن فكر بولس عن ضد المسيح جاء من مصدر سابق للمسيحية، بل من المعقول أن نقول – بما لدينا من دلائل – إن الجمع بين الفكرين عن العدو الأخروي وضد المسيح هو من نتائج النبوة المسيحية، ففي الواقع لم يرد مفهوم وجود عدو واحد أخير في الكتابات اليهودية السابقة للمسيحية، فقد جاء لأول مرة في سفر رؤيا باروخ الأبوكريفي (40: 1 و2) الذي يغير المفهوم العام لسفر إسدراس الرابع، إلى هذا الاتجاه، بل أنه في حديث المسيح عن الأيام الأخيرة، لا تتركز الفكرة في شخص واحد، لأنه يتحدث عن “المسحاء الكذبة والأنبياء الكذبة” (بصيغة الجمع)، بينما يظل الشخص المحرض على “رجسة الخراب” في خلفية الصورة. كما أن الرسول يوحنا يتكلم أيضًا بصيغة الجمع (1 يو 2: 18 و22، 2 يو 7) ومع أن فكرة مجيئ شخصية “ضد المسيح” لم تكن معروفة لدى الكاتب والقاريء فحسب (1 يو 2: 18) “كما سمعتم أن ضد المسيح يأتي” بل كان الكاتب يؤمن بها (4: 3) “هذا هو روح ضد المسيح الذي سمعتم أنه يأتي إلى العالم، والآن هو في العالم” (اقرأ 2 تس 2: 7 – “سر الإثم الآن يعمل”).
ولقد طرحت آراء كثيرة لشرح الملامح المحددة فيما ذكره الرسول بولس في (2 تس 2)، وأيضًا ما جاء في سفر الرؤيا (13، 17) ويقول شكنبرجر وويس إنه كان في فكر بولس الشخص الذي سينادي به اليهود مسيًا لهم، وأن هذا الفكر قد ترسب لدى بولس مما عاناه من اضطهاد من جانب اليهود، فتوقع أن هذا المسيا اليهودي المزعوم – مزودًا بقوة شيطانية – سيهزم السلطة الرومانية، وأن استمرار السلطة الرومانية، كان هو “ما يحجز” أو ممثلًا في الامبراطور “الذي يحجز الآن” (2 تس 2: 6 و7 – ويعكس وارفيلد الأدوار التي ستلعبها كل من القوتين).
والاعتراض على هذا، هو أن “إنسان الخطية … المقاوم”، – ليس في فكر بولس أو من وجهة نظر مسيحية فحسب، بل من نيته المعلنة – سيقاوم ويرفع نفسه فوق “كل ما يدعي إلهًا أو معبودًا، وهذا ما لا يمكن أن يفعله أي يهودي يدعي أنه المسيا، فوضعه كمسيا يحول دون ذلك. ومفهوم” ضد المسيح “لا يستلزم أن يكون من بيئة يهودية، لأن فكرة المسيانية قد اتسعت في فكر الرسول بولس عن مستواها القومي الأصلي، واتخذت صيغة العالمية (انظر زاهن)، كما أن ما جاء في العدد الرابع:” المقاوم “الذي يجلس في الهيكل، لا يؤيد هذا الرأي، فقد يكون تنجيس الهيكل على يد أنطيوكس أبيفانوس وغيره فيما بعد، قد أضاف إلى صورة العدو الكبير، صورته كمنجس للهيكل. وليس من الضروري افتراض أن بولس قد قصد ذلك حرفيًا، فهي لا تعني أكثر من أن المقاوم سيحاول أن يغتصب لنفسه مجدًا سماويًا ويجعل من نفسه معبودًا.
وقد أعطي آباء الكنيسة ومن جاء بعدهم من الكتَّاب، تفسيرًا ألفيًا لهذا المشهد، مشيرين إلى إعادة بناء الهيكل في المستقبل. كما أن التفسير الرمزي – الذي يرى في الهيكل رمزًا للكنيسة – وجد من يدافع عنه.
ولكن التعبيرات التي يوصف بها “المقاوم” تنفي مطابقته المزعومة للكنيسة المسيحية. ويقول رأي آخر بأنه ليس شخصًا يهوديًا بل وثنيًا. ويزعم كرن وبور وهجلنفلد أن الرسالة الثانية إلى أهل تسالونيكي كتبت بعد عصر بولس، ويربطون هذه النبوة بما كان شائعًا في ذلك الوقت من أن نيرون المضطهد الكبير، سيعود من الشرق أو من الموت، وبمعونة الشيطان سيقيم مملكة معادية للمسيحية. ويزعمون وجود نفس الفكرة وراء ما جاء في سفر الرؤيا (13: 3 و12 و14) “ورأيت واحدًا من رؤوسه كأنه مذبوح للموت وجرحه المميت قد شفي” وكذلك في (17: 8 و10 و11) “الوحش الذي كان وليس الآن وهو عتيد أن يصعد من الهاوية” وهو (ملك) ثامن وهو من السبعة. وليس في وصف بولس ما يجعلنا نظن أن نيرون سيعود أو يبعث حيًا، كما أن النبوة عن مجئ “المقاوم” لا تتضمن ذلك، لأن “المجيء” تعبير أخروي لا يعني “العودة” بل “الظهور”، كما لم يوصف المقاوم بأنه “مضطهد” بينما كان نيرون مضطهدًا عنيفًا. كما أن ما ذكر عن “الحجز أو الذي يحجز” لا ينطبق على نيرون، لأنه لا يمكن أن يقال إن من جاءوا بعد نيرون، يمنعون عودته. أما ما جاء في سفر الرؤيا عن الدور الذي سيلعبه الوحش، فنرى أنه يتفق تمامًا مع شخصية نيرون.
ولكن – كما يقول زاهن في تفسيره – هذا التفسير يتعارض مع تاريخ كتابة سفر الرؤيا، فلا بد أن السفر قد كتب في زمن كان ينتشر فيه توقع عودة نيرون للظهور، بمعني أن يعود من الشرق الذي هرب إليه، ولكن عندما طال اختفاؤه ولم يعد الزمن يسمح باستمرار الاعتقاد بأنه مازال حيًا، تغير هذا المعتقد إلى خرافة أنه سيعود من الموت، ولكن هذا التغير في صورة الاعتقاد لم يحدث إلا بعد كتابة سفر الرؤيا، وبالتالي لو كان المقصود في سفر الرؤيا هو نيورن، فلا بد أن يكون في شكل واحد عائد من المشرق، ولكن الحقيقة هي أن الوحش أو الملك – الذي يرون فيه نيرون – المذكور عنه في سفر الرؤيا (13: 1، 17: 8) بأنه مذبوح للموت وشفي من جرحه المميت، وأنه يصعد من بئر الهاوية، يتناسب مع الصورة الأخيرة من التوقع، أي العودة من الموت. لذلك أصبح من اللازم الفصل بين وصف الوحش ورؤوسه وقرونه فصلًا كاملًا عن تفاصيل خلافة الامبراطورية الرومانية. إن النبوه واضحة المراحل، فوصف الوحش مكونًا من حيوانات متعددة في الرؤيا (13: 2)، يشير إلى سفر دانيال، وهنا – كما في دانيال – ينبغي أن نفهم أنها القوة العالمية الواحدة في صورها القومية المتتابعة، وهو ما يستبعد إمكانية التفكير في تتابع ملوك من نفس الامبراطورية. فأحد الرؤوس المذبوح حتي الموت والضربة المميتة التي شفي منها، يشيران حتما إلى القوة العالمية التي ستصبح بلا قوة في أحد أدوارها، ولكنها بعد ذلك تنتعش في دور جديد.
وحيث أن النبوة تدل على أن الضربة المميتة قد شفيت، لا في رأس من الرؤوس فحسب، بل في الوحش نفسه (قارن 13: 3 مع 13: 12). فيبدو أن نفس هذا التفسير، تستلزمه العبارات الغامضة في الأصحاح السابع عشر، حيث المرأة الجالسة على الوحش وهي عاصمة القوة العالمية، تغير عرشها مع الآخر، ولكنها تحتفظ – مثله – في كل تغيراتها بنفس الصفات، حيث أنها تحمل نفس الاسم “بابل” (عدد 5). وهنا كما في الأصحاح الثالث عشر، نجد للوحش سبعة رؤوس، بمعني أنه سيمر بسبعة أدوار، وهذا هو نفس ما يعنيه بالقول بأن هذه السبعة الرؤوس هي سبعة ملوك (عدد 10). وكما في الأصحاح السابع من دانيال، لا يمثل الملوك مجرد حكام، بل يشيرون إلى ممالك في مراحل القوة العالمية. وهذا يوضح لماذا يوصف الوحش في العدد الحادي عشر، بأنه واحد من الملوك، بينما التفصيلات في الأصحاح السابع عشر تتجاوز ما جاء بالأصحاح الثالث عشر، بإضافة أن الوحش الذي كان وليس الآن وهو عتيد أن يصعد من الهاوية (عدد 8) وفي عددي 10، 11 “خمسة (من الملوك السبعة) سقطوا وواحد موجود والآخر لم يأت بعد، ومتي أتى ينبغي أن يبقي قليلًا” ويتبعه الثامن الذي ينطبق وصفه على الوحش الذي وليس الآن، “وهو من السبعة”. وفك الاشتباك في هذه العبارات يكمن في الافتراض بأن “الوحش”، بينما هو – بمعني ما – رمز للقوة العالمية في كل أدوارها، يمكن أيضًا – يبعني آخر – أن يمثل تجسيد القوة العالمية الخارقة في صورتها النموذجية في الماضي، وبالنسبة لهذا الدور الخطير، فإن الوحش كان وليس الآن وسوف يظهر ثانية، فهذا الدور الخطير كان واحدًا من الأشكال السبعة المتعاقبة لهذه القوة العالمية، وعندما تعود للظهور، فستضيف الدور الثامن، ومع أن ذلك يعطينا معني مزدوجًا لاستخدام هذه الأشكال، فهو ليس بأصعب من الرأي الآخر الذي يعتبر أن نيرون هو الوحش، وأيضًا أحد رؤوس الوحش. أما تحديد الممالك في هذه الأدوار السبعة فأمر قليل الأهمية، وهي في رأي زاهن: (1) مصر، (2) أشور، (3) بابل، (4) مادى وفارس، (5) اليونان ممثلة في الإسكندر ودولته، (6) روما (7) امبراطورية – قصيرة الأمد – تخلف روما، (8) أما الثامن والأخير فسيعيد الدور الخامس في خطورته، ويعد المشهد لظهور ضد المسيح الذي تتجسد فيه صورة أنطيوكس أبيفانوس.
ومن الواضح أن الرائي كان أمامه دور القوة الرومانية للوحش، وهذا ما جعل من الممكن له أن يعطي صورة أخرى للسبعةالرؤوس، مفسرًا إياها “بسبعة جبال عليها المرأة جالسة”، لكن هذا الوصف الرؤوي – الذي يبدو غير مترابط – لا يشكل اعتراضًا – على الرأي السابق بيانه، حيث أن التفسيرين المختلفين للسبعة الرؤوس كسبعة جبال وكسبعة ملوك، يظهران جنبًا إلى جنب في عددي 9 و10، كما أن الرقم الغامض 666 الوارد في (13: 18)، لا يجب أن نستخدمه للتدليل على أن نيرون هو الوحش، لأن – من ناحية – هناك الكثير من الحلول المعقولة وغير المعقولة قد اقترحت لحل هذا اللغز، ومن ناحية أخرى فإن تفسيره على أنه نيرون كان مثارًا لاعتراضات كثيرة، فلكي يطابق العدد حروف اسم نيرون، يجب أن يكتب اسم نيرون بالعبرية باسم “نيرون قيصر” مع حذف أحد حروف كلمة قيصر، فتصبح في صورة لم تستخدم في الكتاب في أي مكان آخر. ولهذا فإن تفسير صورة الوحش ورؤوسه، يجب أن يأخذ طريقًا مستقلًا عن سر الرقم 666 الذي يبدو أنه لا يمكن الوصول فيه إلى نتيجة قاطعة.
سيوضح ما يلي، درجة التحديد – حسب رأي الكاتب – التي يمكننا بلوغها في تفسير النبوة، فالعبارات التي ذكرها بولس، تذكرنا بوصف دانيال “للقرن الصغير”، وكذلك يرتبط سفر الرؤيا بما جاء عن صورة الوحش في دانيال، فيبدو أن بولس والرؤيا يشيران إلى تأليه الحكام لذواتهم في العصرين الإغريقي والروماني، ولذلك يبدو أنه كان في ذهن كل منهما قوة عالمية سياسية منظمة تحت سيادة رأس عظيم. وفي كلتا الحالتين، لا ينظر إلى هذه القوة كذروة العداوة لله، كنظام سياسي، ولكن – بشكل خاص – بسبب تحقيق ذاتها في المجال الديني، لذلك يرقي المفهوم كله إلى مستوى أعلى، حيث أن مبادئ روحية صرفة جرى تطبيقها في الدينونة المذكورة. ولذلك يطبق الرسول بولس هذا المبدأ بالكامل في رسم صورته، فجانب الإغراء والتضليل – لتلك الحركة – في مجال التعاليم الكاذبة، يرتبط مباشرة بشخص “الأثيم” نفسه (2 تس 2: 9 – 12) وليس بعضو منفصل بنبوة كاذبة كما في الرؤيا (13: 11 – 17 – الوحش الثاني). وفي سفر الرؤيا – كما ذكر سابقًا – نجد الدور النهائي والخطير للعداء للمسيحية متميزًا بوضوح عن تجسيده في الامبراطورية الرومانية، ومنفصلًا عنها بمرحلة وسيطة، ولا يظهر هذا بوضوح في كتابات بولس، حيث يبدو – إلى حد ما – أن نبوات العهد الجديد كانت في أولى مراحلها، فيذكر بولس أن “سر الإثم الآن يعمل” (في أيامه)، وليس معني هذا بالضرورة أن شخصية “الأثيم” – الذي سوف يظهر فيما بعد – ترتبط بنفس الدور الكائن في ذلك الوقت للقوة العالمية، الذي يربطه بولس بهذا السر الذي يعمل الآن، حيث أن الأدوار مستمرة ومتتابعة، وهذا أيضًا يؤكد الاستمرارية بين القوة العامة وممثلها الشخصي، حتى ولو كان الأخير سيظهر في مرحلة لاحقة. وإنه لمن المستحيل أن نقرر إلى أي مدى كان بولس يرى – فيما وراء القوة الرومانية – نظامًا لاحقًا كأداة للمحاولات الأخيرة ضد المسيحية، ومن الناحية الأخرى لا يمكن اثبات أن بولس اعتقد أن “الأثيم” كان موجودًا فعلًا في ذلك الوقت، فلا يمكن استنتاج هذا من التشابه بين “استعلانه” ومجيئ المسيح الثاني، لأن “استعلانه” له ارتباط بوجود خفي سابق في وقت ما وفي مكان ما، وليس من الضروري أن يمتد هذا الوجود إلى زمن بولس أو إلى زمن الامبراطورية الرومانية، وهو وجود لا يسمو إلى وجود المسيح في العالم الأسمي. كما أن هذا الوجود لا ينضوي تحت ما يقوله بولس عن “الذي يحجز الآن”، فهو لا بد أن يؤكد ذاته في ذلك الوقت، وهذا الحجز لا يمارس على “الأثيم” مباشرة بل على السلطة التي سيكون هو ممثلها الأخير عندما تتحرك هذه القوة بحرية – بعد “أن يرفع من الوسط الذي يحجز” – وعندئذ “يستعلن” الأثيم. وبناء على ما جاء في العدد التاسع، سيكون “مجيئه بعمل الشيطان”، ولا يمكن الجزم بالمقصود من ذلك، وهل يشير إلى جانب خارق للطبيعة في ظهوره لأول مرة، أو أنه يشير إلى وجوده اللاحق ونشاطه في العالم الذي سيكون مصحوبًا بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة، فعنصر المعجزة موجود بكل تأكيد وإن كان من الخطأ الواضح أن نفهم أن “الأثيم” سيكون هو الشيطان متجسدًا، فالعبارة “بعمل الشيطان” تستبعد هذا، “فالأثيم” سيكون شخصية بشرية حقيقية، فهو “إنسان الخطية” (عدد 3 – انظر التمييز بين الشيطان “والوحش” في رؤ 20: 10). (والقوة والآيات والعجائب “ليست مجرد مظاهر خادعة، فوصفها بالكاذبة لا يقصد منه أنها تخرج عن دائرة المعجزات، ولكن يعني ببساطة إنها تجرى لتأييد أكاذيب، مثل إظهار” الأثيم “لنفسه كإله. وأصعب شيء هو تحديد ما يعنيه بولس بقوله في العدد السابع:” الذي يحجز الآن “، والرأي الشائع هو أن الإشارة هنا إلى السلطة الرومانية كمصدر للنظام المدني وحمايته، ولكن ثمة اعتراضات قوية على هذا، فإذا كان بولس قد ربط بين” ضد المسيح “- بأي صورة – وبين السلطة الرومانية، فإنه لا يمكن أن يعمد إلى الفكر المضاد في نفس الوقت. وليس القوة الحاجزة فحسب، بل أيضًا الشخص الحاجز، إذ يبدو أنهما شيء واحد، وهو ما لا ينطبق على الامبراطورية الرومانية التي تعاقبت عليها سلسلة من الحكام. وما زال من الصعب التخلي عن الفكر بأن” الذي يحجز “سواء كان سلطة أو شخصًا، سيكون خارقًا للطبيعة، حيث أن العامل المعجزي واضح في عمل” الأثيم “، ولهذا السبب، فإن هناك ما يستلفت النظر في الفكر القديم لهوفمان، الذي يفترض أن بولس استعار من دانيال – علاوة على بعض الملامح الأخرى – هذه الظاهره أيضًا، وهي أن الصراع التاريخي على الأرض له خلفية خارقة للطبيعة في عالم الأرواح (انظر دانيال 10)، وليس ثمة تعبير آخر أكثر دقة من هذا.
وما تجدر ملاحظته – أخيرًا – هو أنه كما في حديث المسيح عن الأيام الأخيرة، ترتبط “رجسة الخراب” بالارتداد داخل الكنيسة عن طريق التعاليم المضلة (مر 13: 22 و23)، وهكذا يربط بولس ظهور “الأثيم” بالتأثير المدمر للخطأ بين الهالكين الكثيرين (2 تس 2: 9 – 12).
وفكرة “الأثيم” بوجه عام، وفكرة “الارتداد” بوجه خاص، تذكراننا بأن لا نتوقع تقدمًا مضطردًا في تحول العالم للمسيحية إلى وقت المجيء الثاني. فكما أن سلطان الحق سيمتد، فإن قوات الشر أيضًا ستستجمع قوتها، وبخاصة قرب النهاية، فالسيطرة الشاملة لملكوت الله، لا نتوقعها من العمل المرسلي وحده، إنها تحتاج إلى تداخل أخروي من الله.
5 – كيفية المجيء الثاني: أما عن كيفية المجيء الثاني والظروف المصاحبة له، فإننا نعلم أنه سيكون منظورًا في دائرة واسعة، مثل البرق (مت 24: 27، لو 17: 24 – ووجه المقارنة لا يقتصر على المفاجأة)، فهو سيأتي بغتة لغير المؤمنين (مت 24: 37 – 42، لو 17: 26 – 32، 1 تس 5: 2 و3) وسيكون مسبوقًا، “بعلامة ابن الإنسان” التي لا يمكننا معرفة طبيعتها. سوف يأتي المسيح “على السحاب”، “في سحاب” “في سحابة” “بقوة ومجد عظيم” (مت 24: 30، مر 13: 26، لو 21: 27) مع ملائكته (مت 24: 31، 13: 41، 16: 27، مرقس 8: 38، لو 9: 26، مرقس 13: 27، 2 تس 1: 7).
سادسًا – القيامة:
تتزامن القيامة مع المجيء الثاني والوصول إلى الدهر الآتي (لو 20: 35، يو 6: 40، 1 تس 4: 16)، ويستدل من تسالونيكي الأولى (3: 13، 4: 16) على أن الأموات سيقومون قبل اتمام نزول المسيح من السماء. والأصوات الموصوفة في الجزء اللاحق تفسر على هذا الأساس، على أنها مصاحبة للنزول (انظر خر 19: 16، إس 27: 13، مت 24: 31، 1 كو 15: 52، عب 12: 19، رؤ 10: 7، 11: 15. “بوق الله” أي (البوق الأخير العظيم). والكلمتان اليونانيتان المعبرتان عن القيامة هما “أنجريان” أي “يستيقظ”، “وأنستانيا” أي “يقيم” أو “يقوم”، والكلمة الثانية تستخدم كفعل لازم أكثر منها كفعل متعد.
1 – شموليتها: يعلم العهد الجديد في بعض أجزائه وبوضوح كاف، بأن كل الأموات سيقومون، ولكن التأكيد ينصب إلى حد كبير، على الصيغة الخلاصية للقيامة وبخاصة عند الرسول بولس، حيث ترتبط القيامة ارتباطًا وثيقًا بالتعليم عن الروح القدس، حتى إنه قلما يشير فيها إلى غير المؤمنين. وكان الأمر كذلك – إلى حد ما – في العهد القديم (إش 26: 19، دانيال 12: 2). وهناك اختلافات كثيرة حول هذا التعليم في الكتابات اليهودية فيما بين العهدين، فأحيانًا نجد قيامة الشهداء فقط (أخنوخ 90) وأحيانًا قيامة كل الأبرار في إسرائيل (مزامير سليمان 3: 10، أخنوخ 91 – 94)، وأحيانًا قيامة كل الأبرار وبعض الأشرار من إسرائيل (أخنوخ 1 – 36)، وأحيانًا كل الأبرار وكل الأشرار (إسدراس الثاني 5: 45، 7: 32، رؤيا باروخ 42: 8، 50: 2). ويقول يوسيفوس إن الفريسيين كانوا يعتقدون بأن الأبرار فقط هم الذين سيكون لهم نصيب في القيامة. ومما تجدر ملاحظته هو أن كل الكتابات الرؤوية التي تثبت شمولية القيامة، تقدم لنا نفس الظاهرة الموجودة في العهد الجديد، أي أنها تحتوي على فصول تتحدث عن القيامة فيما يتصل بمصير الأبرار، مما يخلق الظن بأنه لا توجد قيامة أخرى. وكانت توجد أفكار متضاربة بين الفريسيين بخصوص هذا الموضوع، طمس يوسيفوس معالمها. وفي حوار الرب مع الصدوقيين، أثبت قيامة الأبرار، لكنه لم ينف قيامة الآخرين (مرقس 12: 26 و27)، “وقيامة الأبرار” في لوقا (14: 14) قد تدل على قيامة مزدوجة. ويرى البعض أن عبارة “القيامة من الأموات” (لو 20: 35، أع 4: 2) تشير دائمًا إلى قيامة عدد محدودمن بين الأموات، أما عبارة “قيامة الأموات” فتشير إلى قيامة عامة (بالمر – تفسير لوقا 20: 35)، ولكن مثل هذا التمييز ينهار عند دراسة النصوص.
ولا يصح الاستدلال على القيامة العامة من وجود الدينونة العامة، حيث أن فكرة الدينونةللأرواح (بلا أجساد) أمر يمكن فهمه، وهو يجرى فعلًا، ومن الناحية الأخرى فإن عقاب الأشرار – بالتأكيد القاطع – يشمل الجسد (مت 10: 28). ولا يمكن اثبات أن كلمة “قيامة” تستخدم في العهد الجديد – فيما يتعلق بالآخرة – بمعني إحياء الروح فقط، دون الإشارة إلى الجسد. وحوار الرب مع الصدوقيين لا يعني أن الآباء في زمن موسى، قد حصلوا على القيامة، بل يعني أنهم كانوا يتمتعون بحياة العهد فقط، التي لا بد، في الوقت المعين، أن تؤول إلى قيامة أجسادهم. أما تشبيههم “بالملائكة” (مر 12: 25) فلا يعني وجودهم بلا أجساد، بل المعنى المقصود هو حالة عدم الزواج والتكاثر. ويقال بأنه لا يوجد في العبرانين دلالة مباشرة على قيامة الأجساد، (ولكن انظر عب 11: 22 و35، 12: 2، 13: 20)، فالمفهوم الروحي للرسالة بالارتباط مع تعليم الرسول بولس، يشير إلى أجساد سماوية روحانية، لا إلى الوجود بدون أجساد.
2 – العصر الألفي: يحصر العهد الجديد حادثة القيامة في دور واحد، فهو لا يعلم جليًا بقيامة على مرحلتين – كما يزعم الألفيون – إحداهما عند المجيء وهذه للقديسين أو الشهداء، والثانية عند نهاية الملك الألفي. ومع أن عقيدة ملك المسيا الذي يسبق نهاية العالم، هي من أصل يهودي سابق للمسيحية، إلا انها لم تتطور في اليهودية لتصل إلى افتراض قيامة متكررة، فالقيامة العامة تقع دائمًا في النهاية. والفصول التي تبنى عليها عقيدة القيامة المزدوجة، هي (أع 3: 19 – 21، 1 كو 15: 23 – 28، في 3: 9 – 11، 1 تس 4: 13 – 18، 2 تس 1: 5 – 12، رؤ 20: 1 – 6) ففي أول شاهد، يعد بطرس “بأوقات الفرج” عندما يتوب إسرائيل ويرجع إلى الله، ويتزامن هذا مع إرسال المسيح إلى اليهود أي مع المجيء الثاني. ويقولون إن بطرس يذكر في عدد 21: “الذي ينبغي أن السماء تقبله إلى أزمنة رد كل شيء” (والفعل ينبغي أن تقبله، في صيغة المضارع)، بعد مجيئ المسيح لخاصته، عودة الرب مرة أخرى للسماء، ثم يعقب ذلك – بعد فترة معينة – أزمنة رد كل شيء. وعليه فإن “أزمنة رد كل شيء” تعني العصر الألفي حيث يكون المسيح حاضرًا بين شعبه. وبينما لا يوجد ما يمنع هذا التفسير لغويًا، إلا أنه لا مجال له في السياق العام لتعاليم بطرس عن الآخرة، لأنه يقول – في مكان آخر – إن مجيئ المسيح لا يعقبه وجود مؤقت للمسيح، بل مجيئ يوم الرب، يوم الدينونة (أع 2: 17 – 21). والرأي الصحيح هو أن “أوقات الفرج” “وأزمنة رد كل شيء” هما شيء واحد، فالعبارة الثانية تشير إلى انتظار إسرائيل مثل العبارة الأولى تمامًا، ولا ينبغي أن تفهم بالمعني الحرفي. ان الفعل المضارع في عدد 21: “ينبغي أن تقبله” لا يعني أن قبول السماء للمسيح ما زال رهن المستقبل، بل يحدد مبدأ أخرويًا ثابتًا، أي أنه بعد ظهوره الأول ينبغي أن يعود المسيح إلى السماء إلى أن تأتي ساعة المجيء الثاني.
ونجد في 1 كو 15: 23 – 28 “رتبتين” للقيامة، ويقولون إن ذلك يعني أن هناك قيامة “للمؤمنين” وقيامة “لغير المؤمنين”، ولكن لا توجد هنا أي إشارة إلى غير المؤمنين، فالمذكوران هنا هما المسيح والذين هم للمسيح. “والنهاية” في عدد 24 ليست هي المرحلة الأخيرة من القيامة، أي قيامة غير المؤمنين، بل هي نهاية سلسلة الأحداث الأخروية، وملكوت المسيح الذي سيصل إلى ختامه مع النهاية، ليس ملكوتًا يبدأ بالمجيئ الثاني، بل يبدأ منذ تمجيد المسيح، وهو بالنسبة لبولس ليس ملكوتًا في المستقبل بل هو ملكوت قائم فعلًا.
ولا يفترض في (1 تس 4: 13 – 18)، أن الذين كتب لهم، قد انزعجوا لإمكان استبعاد موتاهم من ملك المسيح المؤقت ومن القيامة الأولي، ولكن لأنهم حزنوا مثل باقي الأمم الذين لا رجاء لهم على الاطلاق، أي أنهم شكوا في حقيقة القيامة، وبناء عليه، يقدم لهم بولس في عدد 14 التأكيد الشامل بأنه بقيامة المسيح، أصبحت قيامة المؤمنين مضمونة. وكلمة “نسبق” في عدد 15، لا تعني أنه توجد أسبقية زمنية في التمتع بالمجد، ولكنها مجرد صيغة تؤكد أن الموتي لن يتأخروا لحظة واحدة في أن يتمتعوا مع الأحياء بسعادة المجيء الثاني. وفي عدد 17: “وهكذا نكون كل حين مع الرب” فإن عبارة “كل حين” تنفي فكرة الملك المؤقت. أما (2 تس 1: 5 – 12) فتتضمن الفكر العام عن ارتباط الآلام بالمجد، والاضطهاد بالميراث، ولا يوجد ما يدل على أن هذا المجد أو الملكوت شيء آخر غير الحالة النهائية، أي ملكوت الله (عدد 5).
ويقولون إنه في فيلبي (3: 9 – 11) يجعل الرسول بولس بلوغ القيامة معتمدًا على جهد خاص من جانبه، فكأنها بذلك ليست لجميع المؤمنين، وحيث أن القيامة العامة هي للكل، فلا بد أن المقصود هنا هي نعمة خاصة للقيامة، أي أن يكون في عداد الذين سيقومون في المجيء الثاني عند بدء الملك الألفي. والجواب على ذلك هو أنه كان من الممكن لبولس أن يجعل القيامة هكذا تعتمد على تقدم المؤمن في النعمة والمشابهة للمسيح، باعتبار أنها ليست حادثة لا علاقة لها بحالته الروحية، بل باعتبارها ذروة العملية الحيوية للتغيير الذي بدأ في حياته. وفي العدد العشرين، ترتبط قيامة الكل بالمجيئ الثاني.
وقد يبدو – لأول وهلة – أن (رؤ 20: 1 – 6) يؤيد بقوة ملك المسيح الألفي مشاركًا فيه الشهداء الذين سيعودون للحياة في القيامة الأولي، كما يتميز هذا الملك بتعطيل أعمال الشيطان. ويقولون إن تتابع الرؤي يضع هذا العصر الألفي بعد المجيء الثاني المذكور في الأصحاح التاسع عشر.
ولكن من الصعب تحديد مسألة التتابع الزمني في سفر الرؤيا، ففي أجزاء أخرى من سفر الرؤيا، يبدو أن مبدأ “التلخيص والإستعادة” أي معاصرة الأشياء التي ذكرت بالتتابع لبعضها، يشكّل أساس هذه الرؤى. والأعداد في أماكن أخرى من السفر لها معانيها الرمزية. هذه الحقائق تفتح المجال أمام امكانية اعتبار أن الألف السنة متزامنة مع التطورات السابقة المدونة، وانها تصف رمزيًا حالة الحياة الممجدة التي يستمتع بها مع المسيح في السماء الشهداء في أثناء الفترة الوسيطة السابقة للمجيئ الثاني. واللغة المستخدمة لا توحي بتوقع قيامة الأجساد، فالرائي يتحدث عن “النفوس” التي عاشت “وملكت”، ويرى في هذا القيامة الأولي. ومكان هذه الحياة والملك هو في السماء حيث رأى هناك أيضًا نفوس الشهداء (6: 9). وعبارة هذه هي القيامة “الأولي” قد تكون انكارًا واضحًا للتفسير الألفي، للعبارة. ورمزية الألف السنة تتلخص في أنها تقارن بين حالة الشهداء وبين زمن الضيقة القصير الذي قضوه هنا على الأرض من ناحية، وبالحياة الأبدية من الناحية الأخرى. أما تقييد الشيطان طيلة هذه المدة فهو بدء نصرة المسيح النهائيةعلى قوات الشر متميزة عن نشاط الشيطان الذي سيحدث قرب النهاية، بإثارة قوات أخرى ضد الكنيسة، لم تكن قد دخلت من قبل في هذا الصراع. وبالنسبة لسفر غامض كسفر الرؤيا، فإنه من الخطأ الجزم بشيئ، ولكن عدم وجود فكرة العصر الألفي في التعاليم الأخروية في سائر العهد الجديد، يقتضي الحذر قبل تأكيد وجودها.
3 – قيامة المؤمنين: ولقيامة المؤمنين جانبان: فمن الناحية الأولي، ترتبط القيامة بالجانب القضائي للخلاص، ومن الناحية الأخرى ترتبط بالتغيير الروحي في عملية الخلاص،. والناحية الأولي توجد بعض آثارها فقط في تعاليم المسيح (مت 5: 9، 22: 29 – 32، لو 20: 35 و36)، ويضفي بولس على قيامة المؤمنين معني قضائيًا مشابهًا لذلك (رو 8: 10 و23، 1 كو 15: 30 – 32 و55 – 58). والخاصية الثانية أي التفسير الروحي، أكثر وضوحًا عند بولس. وأصل حياة القيامة، والاستمرار في حالة القيامة، يعتمدان على الروح (رو 8: 10 و11، 1 كو 15: 45 – 49، غل 6: 8) والقيامة هي ذروة تغيير المؤمنين (رو 8: 11، غل 6: 8)، وهذا الجانب من القيامة الذي ينسب إلى الروح، لا يجب أن يفسر بما جاء في العهد القديم عن الروح كمصدر للحياة الطبيعية، فالعهد الجديد لا يكاد يشير إلى ذلك، بل بالحري يجب أن يفسر في ارتباطه بالمبدأ العام لبولس من أن الروح هو العامل الحاسم في الحالة السماوية في الدهر الآتي. وهذه الصفة الروحية للقيامة تربط أيضًا قيامة المسيح بقيامة المؤمن، ولا يوجد هذا الفكر في الأناجيل الثلاثة الأولي، ولكنه يوجد في (يو 5: 22 – 29، 11: 25، 14: 6 و19). وفي تعليم الرسل قد نجد أثرًا لذلك في (أع 4: 2)، بينما يبدو ذلك مبدأ راسخًا عند بولس منذ البداية. واستمرار عمل الروح هنا وفي القيامة، لا يكمن في الجسد، فالقيامة ليست ختام التغيير الروحي الذي يحدث في الجسد في هذه الحياة، فالجسد الروجي لا يتكون هنا على الأرض، فما جاء في (رو 8: 10 و11، 1 كو 15: 49، 2 كو 5: 12، في 3: 12)، ينفي ذلك تمامًا، كما أن ما جاء في يوحنا (3: 18، 4: 7 – 18) لا سيتلزمه. والمجد الذي يتغير إليه المؤمنون عن طريق النظر إلى مجد المسيح أو انعكاس مجده كما في مرآة، ليس مجدًا جسديًا، لكنه مجد داخلي ناتج عن اشراق الإنجيل. وظهور حياة المسيح في الجسد أو الجسم الفاني، يشير إلى حفظ الحياة الجسدية في وسط الأخطار القاتلة. وكذلك لا سند للقول بأن بولس قد ذكر أن لبس الجسد الجديد يتم فورًا بعد الموت، فقد زعموا أن هذا – مع الرأي الذي فندناه – يحدد المرحلة الأخيرة في التطورات المتواصلة لعقيدة بولس في الأخرويات. فالمرحلة الأولي لهذا التطور توجد في الرسالة الأولي إلى أهل تسالونيكي حيث القيامة هنا هي قيامة الجسد. والمرحلة الثانية توجد في الرسالة الأولي إلى أهل كورنثوس حيث نجد أن جسد المستقبل له طبيعة روحية، ولو أن ذلك لا يحدث إلا عند المجيء الثاني. والمرحلة الثالثة تزيل التناقض فيما سبق، بين طبيعة جسد المستقبل ووقت الحصول عليه، وذلك بتحديد ذلك الوقت بلحظة الموت (2 كو 5، رو 8، كو 3)، ثم – في قفزة خاطفة من الإيمان – يقترب الرأي إلى أن جسد القيامة هو في عملية تطور الآن (تخمان، تشارلز). ولكن هذا الزعم لا أساس له اطلاقًا، وتسالونيكي الأولي لا تتحدث عن أخرويات غير روحية (انظر 4: 14 و16). والمرحلة الثانية وحدها، هي ما يعلم به بولس، ولا يمكن اثبات أن الرسول قد تخلي عنها أبدًا، ولا يوجد سند لزعمهم عن المرحلة الثالثة في (2 كو 5: 1 – 10، رو 8: 19، كو 3: 4). وتفسير (2 كو 5: 1 – 10) عسير ولا يمكن مناقشته هنا بالتفصيل. ان ما نفهمه من السياق العام لهذا الجزء الذي يمكن أن نضعه في عبارة أخرى هي: إننا متيقنون من ثقل المجد الأبدي (4: 17) لاننا نعلم أنه بعد فناء خيمة جسدنا الأرضي، سنحصل على جسد جديد، بيت فوق الطبيعي لأرواحنا، وسيكون لنا إلى الأبد في السموات. وأكبر دليل على هذا يكمن في شوقنا الشديد لهذه الحالة الأبدية. إنه ليس مجرد شوق للحصول على جسد جديد، بل – بالتحديد – الحصول عليه في أقرب وقت ممكن، بدون فترة متوسطة من العري، أي وجود الروح بلا جسد، وهذا ممكن إذا كنا سنعيش حتى المجيء الثاني، وفي هذه الحالة نلبس فوقها مسكننا الذي من السماء (أي الجسد فوق الطبيعي). وليس من الضروري أن نخلع الجسد القديم أولًا قبل أن نلبس الجديد، ولكن يوضع الجديد فوق القديم، وهكذا لا يكون هناك مجال لحالة العري أولًا، أي أن الجسد المائت يبتلع من الحياة (5: 2 و4). ولنا عذرنا في التطلع إلى هذا الأمل العظيم، حيث أن الهدف الأسمى الموضوع أمامنا في كل حال، حتى إن متنا أولا، وصرنا عراة، ثم لبسنا الجسد الجديد فوق الروح العارية، حيث أن الهدف الأسمى – كما ذكرت – يستبعد في كل الأحوال – حالة العرى عند المجيء الثاني (عدد 3). وبما أن هذه الحالة الجديدة، هي محط آمالنا – على أي حال – فإننا نتوق إلى الوصول إليها في أقرب وقت وبأقل ألم، مع تجنب فترة العري المتوسطة. ويستقر فهم هذا الجزء على التمييز الواضح بين “نلبس فوقها” أي التغيير عند المجيء الثاني بلا موت (العددان 2 و4)، ونوجد “عراة” أي فقدان الجسد عند الموت الذي ينتج عنه العري (عدد 4)، “وإن كنا لابسين” أي لبسنا الإنسان الجديد بعد حالة العري (عدد 3). وبهذا التفسير يكون هذا الفصل معبرًا بجلاء عن رجاء الحصول فورًا على الجسد الروحاني حالًا بعد هذه الحياة، على أساس افتراض أن نهاية الحياة ستكون عند المجيء الثاني وليس في حالة حدوث الموت قبل ذلك. وفي رومية (8: 19)، يسمي ما سيحدث للمؤمنين في النهاية “استعلان أبناء الله”، ليس لأن جسدهم الممجد كان موجودًا من قبل، ولكن لان مقامهم كأبناء الله هو الذي كان موجودًا من قبل، وسيستعلن هذا المقام عند حصولهم على الجسد الممجد. ونقرأ في (كو 3: 3 و4) عن “حياة … مستترة مع المسيح في الله”، وعن “ظهور” المؤمنين مع المسيح في المجد عند المجيء الثاني، ولكن الحياة هنا لا تعني الوجود الجسدي. وبينما “الظهور” عند المجيء الثاني، يفترض وجود الجسد، لكنه لا يعني أن هذا الجسد قد سبق الحصول عليه من قبل، كما هو الحال في جسد المسيح.
وختامًا يجب ملاحظة أن هناك دليلًا قويًا في الرسائل المتأخرة على أن بولس ظل ينتظر قيامة الجسد عن المجيء الثاني (2 كو 5: 10، في 3: 20 و21).
4 – جسد القيامة: والفصل الرئيسي الذي يحدثنا عن طبيعة جسد القيامة هو (1 كو 15: 53 – 58). والمشكلة التي يريد الرسول بولس معالجتها هنا، لا تتعلق بمادة جسد المستقبل، بل بنوعه (عدد 35) “بأي جسم يأتون؟”، ولا يتناول المشكلة الأعمق والخاصة بالاختلاف في المادة، إلا في العدد الخمسين. ووجه التشبيه بـ “الزرع”، لا تعني تحديد المادة، بل بالحري، إن صعوبة صياغة مفهوم محدد لقيامة الجسد، ليس برهانًا على استحالتها، لأن في كل نمو نباتي، يظهر جسم يختلف تمامًا عما زرع، تتحدد طبيعته ومظهره حسب ارادة الله. وليس من حقنا أن نذهب بهذا التشبيه في اتجاهات أخرى، لنلتمس الإجابة على أسئلة أخرى. ووجود علاقة حقيقية بين الجسد الحالي وجسد المستقبل، يفهم ضمنًا لا تصريحًا. ويوضح العدد السادس والثلاثون أن التمييز بين الجسد الترابي وبذرة الحياة فيه والتي تصاحبه إلى القبر، ثم تحيا في اليوم الأخير، غير موجود في فكر الرسول لأن ما يزرع هو الجسد، فهو يموت ثم يحيا بكامله، وبخاصة أن التحول بالتشبيه، في العدد السابع والثلاثين إلى “حبة مجردة” تلبس النبات كثوب لها، يثبت أن المقصود منه ليس هو إعطاء معلومات عن درجة التطابق أو ربط الاستمرارية بين الجسدين، فالحبة المجردة هي الجسد وليست الروح كما يظن البعض (تيخمان) لأنه قيل عن الحبة إنها تموت، وهو ما لا ينطبق على الروح (انظر أيضًا عدد 44)، والحقيقية هي أنه في كل هذا البحث، لا تدخل الروح الذاتية للمؤمن في دائرة الاعتبار هنا، فالموضوع كله يدور حول الجسد، ومتى ذكرت الروح فإنما هي روح المسيح.
أما بالنسبة لزمن الزرع، فإن بعض الكتاب يعتبرونه الحياة الأرضية بجملتها وليس لحظة الدفن فقط (كالفن، تيخمان، تشارلز). وفي العددين 42 و43 توجد بعض نقط تتعلق بذلك، وبخاصة في العبارات الثلاث الأخيرة: “في هوان”، “في ضعف”، “جسمًا حيوانيًا”، فهي تبدو أكثر إنطباقًا على الجسد الحي منها على الجسد الميت. على أي حال، إذا اتسعت دائرة المفهوم بهذه الصورة، فإن عملية الذفن تدخل بالتأكيد في عملية “الزرع”. ونقابل مرة أخرى الاعتراض الناتج عن صعوبة ادراك جسد القيامة، في الأعداد 39 – 41، حيث يستند الرسول بولس في ذلك على الأشكال الجسدية التي لا حصر لها والتي صنعها الله حسب مشيئته. ويوضح ذلك من عالم الحيوان (عدد 39)، ومن الاختلاف بين الأجسام السماوية والأجسام الأرضية (عدد 40)، ومن الاختلاف بين الإجسام السماوية نفسها (عدد 41). وتتضح قوة الحوار من استخدام كلمتين يونانيتين للتعبير عن معني “آخر”. والكلمة الأولى وهي “ألوس” (allos) تعني اختلاف الأنواع في الجنس الواحد. والكلمة الثانية وهي “هيتروس” heteros)) تعني اختلاف الجنس (وهذا غير واضح في الترجمه). وفي كل هذا، لا يدور الحوار حول مادة الأجساد، بل حول النوع، الصفة، المظهر. والخلاصة هي أن جسد القيامة يختلف في النوع عن الجسد الحالي، فسيكون جسدًا آخر مختلفًا (جنسًا لا نوعًا فقط). والفروق مذكورة في العددين 42 و43 حيث توجد أربع مقابلات، ويبدو أن الثلاث الأولي – في كل حالة – هي نتيجة للرابعة. فالتناقض الرئيسي هو بين الجسم الحيواني والجسم الروحاني. ولا نظن أن الرسول بولس يريد أن يعلّم بأن “الفساد” و “الهوان” و “الضعف” هي نتائج طبيعية حتمية ملازمة لطبيعة الجسد الترابي، كما أن الصفات المقابلة ضرورية وطبيعية وملازمة للطبيعة الروحية لجسد القيامة. والنتيجة هي أن الجسد الطبيعي قد أعطي للإنسان عند الخلق. وبناء على العدد الثالث والخمسين، يسير الفساد والموت معًا، بينما الموت ليس نتيجة الخلق، بل نتيجة دخول الخطية، حسب تعليم بولس الثابت في كل ماكتب. ولا توجد كلمة “جسم” في العددين 46 و47 حيث الاشارة فيهما إلى الخليقة، لأن هذه الكلمة ترتبط – دائمًا في فكر بولس – بالخطية. فالعلاقة إذًا بين الجسد الطبيعي والصفات الشاذة المنسوبة إليه، ينبغي فهمها على أساس أنه بناء على الطبيعة الأولى، فإن الجسد – وليس من الضروري من ذاته – سيسقط فريسة لهذه الصفات بدخول الخطية. في هذا يكمن أيضًا فهم معنى الجسد “الحيواني أو الطبيعي”، فهو يعني الجسد الذي فيه النفس الطبيعية هي العامل في الحياة، فهي التي تحفظ هذا الجسد حيًا، ولكنها لا تستطيع ذلك على مستوى السماء، حيث أنها معرضة دائمًا للموت والفساد. والسؤال الذي لا بد من مواجهته، هو: لماذا يرجع بولس إلى الحالة الأصلية لجسد الإنسان، ولا يكتفي بالمقابلة بين الجسد في حالة الخطية والجسد في الحياة الأبدية؟ ونجد الجواب في ختام الحوار، فقد أراد بولس أن يضيف إلى الحوار إمكانية وجود جسم مختلف، نتيجة لهذا التشبيه بناء على طبيعة جسد الخليقة الأصلي، فجسد الخليقة – على مبدأ الإنباء بالأمر قبل حدوثه – يشير فعلًا إلى جسد أسمى سوف نحصل عليه في المرحلة الثانية للعالم، فإذا كان يوجد “جسم حيواني” فلا بد أيضًا أن يوجد “جسم روحاني” (عدد 44)، والدليل في التكوين (2: 7).
ويظن البعض أن بولس هنا يتبني العقيدة الفيلونية في خليقة رجلين، وأن الفقرة الثانية من العدد الخامس والأربعين، مقتبسة من التكوين (1: 27)، ولكن القرينة تدل على غير ذلك لأن الإنسان الروحي يأتي في كتابات بولس أخيرًا وليس أولا كما في فكر فيلو. كما لايمكن أن تكون العبارة تصحيحًا لفكر فيلو، لأنه لا يمكن أن يغفل بولس ذلك لو كانت هناك خليقة مزدوجة في (تك 1 و2)، وبذلك يكون رأي فيلو هو الوحيد الذي يمكن أن يصححه، مما يعني تصحيح الكتاب المقدس. وإذا كان بولس هنا يصحح فيلو، فيكون معنى ذلك أنه يرفض التفسير الفيلوني الذي يرى خليقة مزدوجة في سفر التكوين (انظر 1 كو 11: 7).
ومن الواضح أن بولس وجد في التكوين (2: 7) نفسه، اثباتًا لرأيه بوجود جسد مادي وجسد روحي. وقد رأى بولس خليقة آدم الأول في ضوء كامل، فالخليقة الأولي أعطت – فقط – الشكل الوظيفي الذي فيه تجسد قصد الله بالنسبة للإنسان، ومن ذلك تطلع إلى تجسيد آخر لهذه الفكرة على مستوى روحي أسمى (انظر رومية 5: 14)، “الإنسان الأول من الأرض ترابي، والإنسان الثاني الرب من السماء” (1 كو 15: 47). وعبارة “من السماء” لا تعني مادة سماوية، لأنه – حتى هنا – بعدم ذكره المقابل لكلمة “ترابي”، تجنب بولس موضوع المادية. “والجسد الروحاني” ليس – كما يفترض البعض – جسدًا مصنوعًا من الروح كمادة أسمي، لأنه في هذه الحالة كان على بولس أن يستخدم كلمة “روحاني” مقابل “ترابي”.
أما موضوع المادة فقد لمسه بولس سلبيًا في العدد الخمسين: “لحمًا ودمًا لا يقدران أن يرثا ملكوت الله”. ولكن لم يذكر الرسول ما سيحل محلهما. ولفهم المعنى غير المادي لكلمة “روحاني” انظر (رو 15: 27، 1 كو 9: 11، 10: 3 و4، أف 1: 3، 5: 19، 6: 12، كو 1: 9)، والشيء الإيجابي الذي نتعلمه من ذلك هو أن جسد قيامة المؤمن سيكون على صورة جسد المسيح (عدد 49).
سابعًا – تغير الأحياء عند المجيء الثاني:
وهذا قاصر على المؤمنين، فالعهد الجديد لا يذكر شيئًا عن تغيير يحدث في أجساد غير المؤمنين الأحياء الذين سيقامون عند المجيء الثاني. والفصول التي تشير إلى ذلك هي: (1كو 15: 51 – 53، 2 كو 5: 1 – 5، في 3: 20 و21)، والشاهد الثاني منها سبق شرحه: إنه يتحدث عن التغيير مجازيًا بتشبيهه بلبس الجسد السماوي فوق الجسد الترابي، ونتيجة لذلك يبتلع من الحياة فيختفي. وهذا التشبيه يبدأ بالجسد الجديد الذي يبتلع القديم. أما في (1 كو 15، في 3) – من الناحية الأخرى – فنقطة الانطلاق هي من الجسد القديم الذي يتغير إلى الجديد. والفرق بين القيامة وتغيير الأحياء يظهر في التشبيهين “نلبس”، “ونلبس فوقها”. (2 كو 5: 1 – 5).
ويجد بعض المفسرين في (1 كو 15: 51 – 53) وصفًا للعملية، صيغ في عبارات عامة يمكن تطبيقها على الذين سيقامون والأحياء الذين سيتغيرون. وإذا أخذنا بهذا الرأي، فإنه يقوم دليلًا جديدًا على الاستمرارية بين الجسد الحالي وجسد القيامة.
ويرى البعض الآخر هنا أن بولس وقراءه كانوا جميعًا، “كلنا”، يتوقعون أنهم سيحيون إلى المجيء الثاني ويتغيرون أحياء، وهو، في هذه الحالة، لا يلقي ضوءًا على عملية القيامة. والتفسير الأكثر قبولًا هو الذي يربط كلمة “لا” “بكلنا” بدلًا من الفعل “نرقد”، وبذلك يكون بولس قد أراد أن يؤكد أن ليس “الكل” سيموتون، ولكن الكل سواء كانوا أحياء أم أموات سيتغيرون عند المجيء الثاني. ولكن الصعوبة في هذا التفسير، تكمن في محاولة تغيير صياغة الجملة.
أما في فيلبي (3: 20 و21) فلا يوجد ما يسمح بالجزم بما إذا كان الرسول يحسب نفسه وقراءه أحياء في لحظة المجيء الثاني، أو أنه يتحدث بصفة عامة لتغطية كلا الاحتمالين.
ثامنًا – الدينونة:
ستحدث الدينونة في “يوم” (مت 7: 22، 10: 15، 24: 36، لو 10: 12، 21: 34، 1 كو 1: 8، 3: 13، 2تي 4: 8، رؤ 6: 17)، ولكن هذا يستند على مفهوم العهد القديم “ليوم الرب”، ويجب إلا يؤخذ حرفيًا حيث تستخدم كلمة “ساعة” بدلًا من “يوم” (مر 13: 23، رؤ 14: 7). ومع أن الدينونة لا تنحصر في يوم فلكي، فإنها بكل يقين فترة محدودة، وليست عملية غير محدودة. إنها تتزامن مع المجيء الثاني، ولا يتحدث العهد الجديد – في أي مكان منه – عن دينونة فورية بعد الموت، حتى في العبرانيين (9: 27 و28).
ومكان الدينونة هو الأرض كما يبدو من ارتباطها بالمجيئ الثاني (مت 13: 41 و42، مر 13: 26 و27) مع أن البعض يستنتج من (1 تس 4: 17)، فيما يختص بالمؤمنين، إنها ستكون في الهواء. ولكن هذا الفصل لا يتحدث عن الدينونة بل يتحدث فقط عن المجيء الثاني، واجتماع المؤمنين مع المسيح.
والديان هو الله (مت 6: 4 و6 و14 و18، 10: 28 و32، لو 12: 8، 21: 36، أع 10: 42، 17: 30 و31، رو 2: 2 و3 و5 و16، 14: 10، 1 كو 4: 3 – 5، 5: 13، عب 12: 25، 13: 4، 1 بط 1: 17، 2: 23، رؤ 6: 10، 14: 7)، ولكن أيضًا المسيح، ليس في المشهد العظيم الموصوف في متى (25: 31 – 46) فحسب، بل أيضًا في (مرقس 8: 38، 13: 26، مت 7: 22، لو 13: 25 – 27، أع 17: 31، 2 كو 5: 10، رؤ 19: 11)، ومن هنا يتغير مفهوم العهد القديم عن “يوم يهوه” إلى “يوم الرب” (1 كو 5: 5، 2 كو 1: 14، 1 تس 5: 2، 2 بط 3: 10). وفي جلسة المحاكمة النهائية، لا نجد أن الدينونة – في الأخرويات اليهودية المبكرة – من اختصاصات المسيا إلا في أخنوخ (51: 3، 55: 4، 61: 10 و63). أما في الرؤى المتأخرة فيظهر المسيا كديان} عزرا الرابع (أو إسدراس الثاني) 13، رؤيا باروخ 72: 2 – انظر الأقوال السبليانية 3: 286 {. أما من جهة تنفيذ القضاء، فإن الدينونة – من البداءة – تشكل جزءًا من عمل المسيا، وهذا ما قال به يوحنا المعمدان، وذكره بولس كثيرًا _ مت 3: 10 و11 و12، لو 3: 16 و17، 2 تس 2: 8 و10 و12). والمسيح ينسب الدينونة لنفسه بمعناها القضائي وهو يمارس هذا الحق فعلًا الآن، في مغفرة الخطايا (مر 2: 5 و10). وفي الإنجيل الرابع ينفي أن عمله الحالي يشمل إجراء الدينونة (يو 8: 15، 12: 47) ولكن واضح (من 5: 22 و27) أن هذا لا ينفي سلطانه القضائي الأخروي، (لاحظ القول: “كل الدينونة” في عدد 22، مما يثبت أنه يتكلم عن “اليوم الأخير”)، ولكن حتى في الحاضر، بطريقة غير مباشرة، حسب ما جاء في إنجيل يوحنا، للمسيح – بظهوره ورسالته – حق إدانة الناس (8: 16، 9: 39)، وقد بلغ ذلك ذروته عند آلامه وموته: “الآن دينونة هذا العالم، الآن يطرح رئيس هذا العالم خارجًا” (12: 31، 14: 30، 16: 11).
وهناك نصيب في الدينونة للملائكة والقديسين (مت 13: 39 و41 و49، 16: 27، 24: 31، 25: 31، 1 تس 3: 13، 2 تس 1: 7، يهوذا 14 وما بعده). أما بالنسبة للملائكة فهي خدمة خالصة، أما أن القديسين لهم نصيب فيها، فيؤكده ما جاء في (1 كو 6: 1 – 3)، فلهم دور، عليهم القيام به، في الدينونة نفسها، أما الإشارة إلى الدينونة في فصول مثل (مت 19: 28، 20: 23، لو 22: 30، رؤ 3: 21)، فليست هي إشارة إلى الدينونة بمعناها الصحيح، بل إلى الدينونة بمعني “الحكم”، فهو يعد بعض القديسين بمراكز مرموقة في ملكوت المجد.
وتشمل الدينونة جميع الناس: صور وصيدون وسدوم، وكذلك مدن الجليل (مت 11: 22 و24) وكل الأمم (25: 32، يو 5: 29، أع 17: 30 و31، رو 2: 6 و16، 2 كو 5: 10)، كما تشمل أيضًا الأرواح الشريرة (1 كو 6: 3، 2 بط 2: 4، يهوذا 6). إنها دينونة بحسب الأعمال، وليس ذلك في حالة غير المؤمنين فحسب، بل إن أعمال المؤمنين سيكون لها أيضًا اعتبارها (مت 25: 34 وما بعده، 1 كو 4: 5، 2 كو 5: 10، رؤ 22: 12). وإلى جانب هذا فإننا نعلم من الأناجيل الثلاثة الأولي أن العامل الحاسم سيكون اعتراف الأفراد بيسوع، وذلك يتوقف بدوره على موقفهم من المسيح هنا، بصفة مباشرة أو غير مباشرة (مت 7: 23، 19: 28، 25: 35 – 45، مر 8: 38). ويؤيد بولس مبدأ الدينونة بحسب الأعمال، ولكن ليس كمجرد افتراض ذلك كمبدأ يسبق ويشكل أساس عمل الله لخلاص الإنسان (رو 2)، ولذلك فهو ينطبق على غير المؤمنين الذين لا يوجد أساس آخر لدينونتهم، ويسرى أيضًا على المؤمنين الذين حصلوا فعلًا – تحت التدبير الخلاصي للنعمة – على تبرئة أبدية بالتبرير، وهذا يثير مشكلة مزدوجة:
أ – لماذا لا يجعل التبرير الدينونة النهائية أمرًا لا لزوم له؟.
ب – لماذا تكون الدينونة النهائية للمسيحيين المخلصين بالنعمة على أساس الأعمال؟.
أما عن (أ) فيجب أن نتذكر أن الدينونة النهائية تختلف عن التبرير، في أنها ليست عملًا سريًا، ولكنها عمل علني عام، حيث يؤكد الرسول بولس عنصر العلانية (رو 2: 16، 1 كو 3: 13، 2 كو 5: 10)، وبالاتفاق مع هذا، فإن الله الآب هو دائمًا منشيء التبرير، بينما يظهر المسيح – كقاعدة عامة – رئيسًا للمحكمة في اليوم الأخير.
أما عن (ب) فلأن الدينونة الأخيرة ليست سرية بل علنية، لذلك يجب أن يؤخذ في الاعتبار أمر أبعد مما يدور عليه المصير الأبدي للفرد، فيمكن أن يكون هنا عدم الرضا عن الأعمال، مع ذلك يخلص (1 كو 3: 15)، ولكن امتحان الأعمال ضروري لإثبات عدالة الله، ولأجل هذا يجب أن تجرى الدينونة علنًا لإعلان القضاء على الخطية تمامًا في الإنسان واتمام عمل البر فيه. ويشمل ذلك ليس مجرد تبرئته من الإثم، بل أيضًا خلاصه من قوة الخطية، ليس بره المحسوب له فحسب، بل بر الحياة نفسها. ولكي نوضح ذلك بالتفصيل، يجب أن تشمل الدينونة ثلاثة أشياء: الإيمان (غل 5: 5)، والأعمال التي تتم في حياة المؤمن، والتقديس. علاوة على ذلك تظهر أعمال المسيحي كمقياس للمكافأة أو الأجر العظيم (مت 5: 12 و46، 6: 1، 10: 41 و42، 19: 28، 20: 1 – 16، 25: 14 – 45، مر 9: 41، لو 6: 23 و35، 1كو 3: 8 و14، 9: 17 و18، لو 2: 18، 3: 24، عب 10: 35). وهذه الأعمال لا تقَّيم – كما في اليهودية – على مستوى آلي أو تجاري، لأن بولس يتكلم – بالحري – عن “العمل” بصيغة المفرد (رو 2: 7 و15، 1 كو 3: 13، 9: 1، غل 6: 4، أف 4: 12، في 1: 6 و22، 1 تس 1: 3، 2 تس 1: 11). وهذا الناتج العضوي الواحد “للعمل” مرجعه إلى ًاصل الإيمان (1 تس 1: 3، 2 تس 1: 11)، ويتحدث عنه الرسول كممارسة وعمل كل ما هو حسن بصورة منتظمة.
وتحدد الدينونة لكل واحد مصيره الأبدي، المطلق في طبيعته، سواء السعادة أو العذاب، وإن كان من المسلم به أن هناك تفاوت في الحالتين. ولا توجد سوى جماعتين متميزتين، هما المدانون والمخلصون (مت 25: 33 و34، يو 5: 29) ولا يوجد بينهما مطلقًا فريق وسط، غير محدد المصير. ودرجة المذنوبية تتوقف على مدى معرفة إرادة الله في الحياة (مت 10: 15، 11: 20 – 24، لو 10: 12 – 15، 12: 47 و48، يو 15: 22 و24، رو 2: 12، 2 بط 2: 20 – 22). ونجد دائمًا أن الدينونة تجري على أساس ما فعله الإنسان وهو في الجسد، في هذه الحياة، ولا نجد في أي مكان أي إشارة إلى أن السلوك في الحياة المتوسطة له أي أثر في الدينونة (2 كو 5: 10). والحكم الصادر هو حكم نهائي دائم حيث يوصف بأنه “أبدي”. وبينما كلمة “أبدي” لغويًا لا تعني أكثر ما يمتد إلى “زمن معين أو مدة معينة”، إلا أن معناها الأخروي يربطها دائمًا “بالدهر الآتي”، وحيث أن هذا “الدهر” أبدي لا نهاية له، فكل حالة أو مصير يرتبط به، لا بد أن تكون له نفس الصفة. لذلك من المستحيل – من الناحية التفسيرية – أن نعطي معني نسبيًا لمثل هذه العبارات: “نار أبدية” (مت 18: 8، 25: 41، يهوذا 7)، “وعذاب أبدي” (مت 25: 46)، “وهلاك أبدي” (2 تس 1: 9)، “ودينونة أبدية” (مر 3: 29، عب 6: 2). ويظهر هذا أيضًا في الأوصاف المجازية التي توضح المعنى المقصود بكلمة “أبدي”: “نار لا تطفأ” (مت 3: 12)، “دود لا يموت” (مر 9: 23 – 48)، “يصعد دخان عذابهم إلى أبد الآبدين” (رؤ 14: 11)، “وسيعذبون نهارًا وليلًا إلى أبد الأبدين” (رؤ 20: 10) ودوام حالة العذاب إلى ما لا نهاية، تتطلبه أيضًا أبدية “الحياة الأبدية” (مت 25: 46).
ولتدعيم عقيدة الخلود المشروط، يقولون إن بعض التعبيرات الوصفية لمصير المدانين مثل: “هلاك”، “فساد”، “عطب”، “موت” تشير بالأحرى إلى توقف الوجود. ولكن هذا يستند على تفسير غير كتابي لهذه المصطلحات التي تدل – في كل مكان توجد فيه، في العهدين القديم والجديد – على الوجود في حالة غير مرغوب فيها، ولا تعني مطلقًا النفي القاطع للوجود، كما أن كلمة “الحياة” في الكتاب المقدس تدل على شكل إيجابي للوجود. والكلمات: “هلاك، فساد، عطب، وموت” تستخدم في كل هذه الحالات بالإشارة إلى سعادة الإنسان أو حالته الروحية الأخلاقية بدون التلميح إلى إفناء وجوده الجسدي.
ولا يوجد في العهد الجديد ما يؤيد القول بأن “رد كل شيء” يشير إلى “الخلاص النهائي لكل الناس”. وهذا التعبير: “رد كل شيء” لا يرد إلا في (أع 3: 21) حيث لا توجد له دلالة كونية شاملة، بل يتصل باتمام الوعود لإسرائيل. ويستخدمها يوسيفوس للتعبير عن رد اليهود إلى أرضهم بعد السبي، ويستخدمها فيلو للتعبير عن رد الميراث في سنة اليوبيل (ملاخي 4: 6، مت 17: 11، مر 9: 12، أع 1: 6). ويرى البعض “الخلاص الشامل المطلق” في (رو 5: 18، 1 كو 15: 22 و28، أف 1: 10، كو 1: 20)، ولكن كل هذه الأجزاء إنما تشير إلى أن الخلاص مقدم للجميع وليس فيها ما يشير إلى عقيدة خلاص كل فرد، فهذه العقيدة تتعارض تعارضًا مباشرًا مع كل أقوال بولس الواضحة في كل مكان عن مبدأ تعيين الله السابق وأبدية مصير الأشرار.
تاسعًا – حالة الكمال:
بجانب التعبير “الدهر الآتي”، نجد التعبير “ملكوت الله” الذي يصف حالة الكمال التي سيكون عليها المؤمنون بعد الدينونة. وبينما يتكلم يسوع عن الملكوت كحقيقة واقعة، إلا أنه يستمر في الحديث عنه بمعناه الأخروي، عن “الملكوت” الذي سيكون في المستقبل (مت 13: 43، 25: 34، 26: 29، مر 9: 47، لو 12: 32، 13: 28 و29، 21: 31). كما يحمل هذا التعبير لدي بولس – في أكثر الأحيان – معنى أخرويا، مع أنه في أحيان أخرى يستخدمه للتعبير عن حالة المؤمنين الآن (رو 14: 17، 1 كو 4: 20، 6: 9 و10، 15: 24 و50، غل 5: 21، أف 5: 5، كو 1: 13، 4: 11، 1 تس 2: 12، 2 تس 1: 5، 2تي 4: 1 و18). كما يرد المعني الأخروي في (عب 12: 28، يع 2: 5، 2 بط 1: 11، رؤ 11: 15). والفكرة هنا عامة ولاتنفي أن بعض الامتيازات تشير بصفة خاصة إلى إسرائيل. ومع أن الملكوت الأخروي يختلف عن الملكوت الحالي، وبخاصة في حقيقة أنه سيكون له تجسد منظور واضح، إلا أن هذا لا يمنع من أنه – في اللب – مكون من حقائق وعلاقات روحية، هي نفسها التي تشكل الملكوت الحالي، بل وسيكون له مظهره الخارجي كما يتضح من تعليم القيامة والأرض الجديدة. لذلك فإن التشبيهات التي يذكرها الرب يسوع مثل الأكل والشرب والإتكاء في الوليمة – والتي لا يجب أن تفهم حسيًا – لا يجب أيضًا أن تفسر مجازيًا وكأنها تشير فقط إلى عمليات روحية باطنية تماما، فهي تشير بوضوح إلى، أو على الأقل تشتمل على، حالات وأنشطة خارجية، – تحمل حياتنا الحسية بعض وجوه الشبه منها ولكنها ستكون على مستوى أعلي يصعب علينا في الوقت الحاضر تكوين أي مفهوم محدد له أو التحدث عنه بغير لغة التشبيه والمجاز. ومرادف “الملكوت” هو “الحياة” ولكن “الحياة” تختلف عن الملكوت في أن لها _ على الدوام – في الاناجيل الثلاثة الأولى، مفهومًا أخرويًا، ويجب أن يكون هذا المفهوم موضوعيًا، فهي حالة السعادة التي سيوجد فيها القديسون، وليس مفهومًا ذاتيًا كأنها طاقة ذاتية في الإنسان أو عملية تطور (مت 7: 14، 18: 8 و9، 19: 16 و29، 25: 46، مر 10: 30). وفي إنجيل يوحنا نجد “الحياة” حالة واقعة، وبذلك يصبح لها مفهوم ذاتي، وتصبح عملية نمو وامتداد. ونجد نقط الالتقاء مع هذا الفكر في الأناجيل الثلاثة الأولي في (مت 8: 22، لو 9: 60، 15: 24، 10: 38). وعندما توصف الحياة الأخرى بأنها “أبدية”، فالإشارة هنا ليست دائمًا إلى استمرارها إلى الأبد فحسب، إذ أن الكلمة تتضمن – بالإضافة إلى هذا – معنى يدل على النوعية، فهي تصف نوع الحياة التي ستكون في حالة الكمال (فهذه الصفة تستخدم بهذا المعنى مع بعض الأسماء الأخرى في: 2 كو 5: 1 و2، 2 تي 2: 10، عب 5: 9، 9: 12 و15، 2 بط 1: 11، ونجد توضيحًا لهذا المفهوم في 1 بط 1: 4).
والحياة عند بولس، لها أحيانًا معني أخروي (رو 2: 7، 5: 17، تي 1: 2، 3: 7)، ولكن يفهم منها – في أغلب الأحيان – أنها قد أعطيت فعلًا في الحالة الحاضرة، بالنسبة للارتباط الوثيق بالروح (رو 6: 11، 7: 4 و8 و11، 8: 2 و6، غل 2: 19، 6: 8، أف 4: 18). وفي التحليل الشامل لمفهوم بولس “للحياة” – وهو مماثل لأقوال المسيح – نجد أنها تعتمد على الشركة مع الله (مت 22: 32، مر 12: 27، لو 20: 38، رو 8: 6 و7، أف 4: 18).
والكلمة الثانية الملازمة لفكر بولس عن حالة الكمال، هي كلمة “المجد” وهذا المجد هو دائمًا انعكاس لمجد الله، وهذا ما يجعل له – في فكر بولس – قيمة روحية، وليس مجرد التألق الخارجي الذي قد يبدو به، ومن هنا جاء عنصر “الكرامة” الملازم له (رو 1: 23، 2: 7، 18: 21، 9: 23، 1 كو 15: 43)، وهو لا يقتصر على الدائرة الطبيعية (2 كو 3: 18، 4: 16 و17)، والمظهر الخارجي هو أداة للاستعلان ودلالة على الحالة الداخلية للقبول لدى الله. وعلى العموم، فإن مفهوم بولس للحالة النهائية مفهوم يرتفع إلى هذا المستوى الإلهي العظيم (1 كو 15: 28)، إنه حالة الرؤيا المباشرة والشركة الكاملة مع الله والمسيح، فالحياة المستقبلة وحدها، هي التي ستحقق البنوية الكاملة (رؤ 6: 10، 8: 23 و29 – انظر لو 20: 36، 2 كو 4: 4، 5: 6 و7 و8، 13: 4، في 1: 23، كو 2: 13، 3: 3 و4، 1 تس 4: 17).
ومكان الحالة الكاملة هو السماء الجديدة والأرض الجديدة وقد خرجتا إلى الوجود بولادة ثانية أخروية، أي “التجديد” (مت 5: 18، 19: 28، 24: 35، 1 كو 7: 31، عب 1: 12، 12: 26 و27، 2 بط 3: 10، 1 يو 2: 17، رؤ 21: 1 – وإن كان بعض المفسرين يرون في الشاهد الأخير أن المدينة ترمز إلى الكنيسة أي شعب الله). ولا يعلمنا الكتاب أن مادة العالم الحاضر ستفني (انظر مقارنة احتراق العالم مستقبلًا بالطوفان في 2 بط 3: 6). وسيكون مركز إقامة المفديين في السماء، ولو أن الأرض الجديدة ستظل في متناولهم وجزءًا من الميراث (مت 5: 5، يو 14: 2 و3، رو 8: 18 – 22 – وكذلك المشاهد الأخيرة في سفر الرؤيا).
عاشرًا – الحالة الوسيطة:
أي حالة الموتي قبل المجيء الثاني، والعهد الجديد في معالجته لهذا الموضوع، أقل وضوحًا مما يختص بالأخرويات العامة. ويمكن هنا ملاحظة النقاط التالية:
1 – تشَّبه حالة الموت – في أغلب الأحوال – “بالرقاد” أو “النوم” (مت 9: 24، يو 11: 11، 1 كو 11: 30، 15: 6 و18 و20 و51، 1 تس 4: 13 و15، 2 بط 3: 4). وهذا الاستعمال المجازي، مع أنه تعبير يوناني محض، إلا أنه يستند على العهد القديم، مع هذا الفارق: إنه في العهد الجديد (كما في كتب الأبوكريفا والكتب المزيفة) يستخدم غالبًا في الإشارة إلى الموتى الأبرار، وتقترن به فكرة استيقاظهم المبارك في القيامة، بينما في العهد القديم يستخدم لكل الأموات بلا تفرقة، أما بولس فلا يستخدمه إلا للمؤمنين فقط. وهذا التعبير لا ينطبق على “النفس” أو “الروح”، بما يعني أنها في حالة من عدم الوعي إلى يوم القيامة، بل هو وصف للشخص، ونقطة المقارنة هي: كما أن النائم ليس حيًا بالنسبة لما يحيط به، هكذا الميت لم يعد في انسجام مع هذه الحياة الأرضية. ومهما كان استعمال الكلمة أصلًا، فمن الواضح أنها أصبحت – قبل العهد الجديد بمدة طويلة – تستخدم بصورة مجازية – مثل كلمة “يستيقظ”، التي تستخدم أيضًا مجازيًا – للدلالة على عملية القيامة. ولأن الموتي نائمون بالنسبة لحياتنا الأرضية التي نحياها في الجسد، فإن ذلك لا يعني أنهم نائمون بالنسبة لأي علاقات أخرى، أو أنهم نيام بالنسبة لحياة العالم الآخر، بمعني أن أرواحهم لا تعي ولا تدرك. ونجد ما يناقض عدم إدراك الموتي في (لو 16: 23، 23: 43، يو 11: 25 و26، أع 7: 59، 1 كو 15: 8، في 1: 23، رؤ 6: 9 – 11، 7: 9). ويظن البعض أن بولس استخدم كلمة “رقاد” لكي يتجنب بلباقة استخدام كلمة “موت” أو “يموت” التي اقتصر استخدامها على المسيح، ولكن (1 تس 4: 16) يثبت أن هذا زعم لا أساس له.
2 – يتحدث العهد الجديد عن المنتقلين، بأوصاف مجسدة، وكأن مازالت لهم أعضاء جسدية (لو 16: 23 و24، رؤ 6: 11، 7: 9). ولايمكن الاستدلال بهذا على نظرية وجود جسد في الحالة الوسيطة، حيث أنه يقال نفس الشيء عن الله والملائكة، وكذلك بناء على الفصول التي تشير بالتحديد إلى الموتي على أنهم “نفوس”، “أرواح” (لو 23: 46، أع 7: 59، عب 12: 23، 1 بط 3: 19، رؤ 6: 9، 20: 4).
3 – لا يوجد في العهد الجديد ما يشجع الأحياء على محاولة الحديث مع الموتي، فالكلام عن “الموتي” بأنهم “نائمون” بالنسبة للحياة الأرضية، يدل بوضوح على أن مثل هذا الحديث أمر غير طبيعي، وبذلك فإنه يرفضه ويشجبه، بدون التأكيد بجلاء على استحالته تمامًا، كما لا يثبت في أي مكان، إمكانية اطلاع الموتى على حياتنا على الأرض. والعبرانيين (12: 1)، ليس من اللازم – وهو يتكلم عن قديسي العهد القديم “كشهود” لنا في جهاد الإيمان – إنه يعني شهودًا بالمعنى الحسي، بل لعله يقصد المعنى المجازي، بمعنى أنه يجب علينا أن نذكر مثالهم، وكأن الدهور الماضية وشخصياتها التاريخية، تتطلع إلينا من الأعالي (لو 16: 29، أع 8: 9، 13: 6 وما بعده، 19: 13، وما بعده).
4 – أما بالنسبة للقديسين الراحلين أنفسهم، فإننا نعلم يقينا أنهم يعرفون بعضهم بعضًا في الحالة الوسيطة، ويذكرون حقائق وظروف الحياة الأرضية (لو 16: 9 و19 – 31) ولا يوجد – في أي مكان من الكتاب – ما يدل على أن اهتمام القديسين بأمورنا الزمنية، يعني قيامهم بعمل الشفاعة، أو القيام بالشفاعة تلقائيًا من جانبهم.
5 – لا يعلمنا العهد الجديد بوجود أي إمكانية لتغيير أساسي في الأخلاق أو الصفات الروحية، في الحالة الوسيطة. أما ما يسمى بعقيدة “الفرصة الثانية للاختبار” فلا نجد لها أي سند حقيقي في العهد الجديد، والفصلان الوحيدان اللذان يمكن الاستناد إليهما في وجود شبهة في هذا الصدد، هما (1 بط 3: 19 – 21، 4: 6). وما نستطيع أن نذكره هنا، بكل بساطة، هو أن القرينة لا تدل على امتداد فرصة التجديد إلى ما بعد الموت (وسنتكلم بالتفصيل عن ذلك عند الكلام عن الأرواح التي في السجن). وخلاصة القول إن الفصل كله يتجه إلى عكس ذلك، حيث أنه ينبر على خلاص هذا العدد القليل، “ثماني أنفس” في جيل نوح (3: 20). وعلاوة على ذلك، فإنه من الصعب فهم لماذا تمنح هذه الفرصة الاستثنائية لهذه المجموعة من الموتي بالذات، حيث أن معاصري نوح مثال للشر الفظيع، حيثما يذكرون في الكتاب المقدس. حتى إذا افترضنا وجود فكرة التبشير بالإنجيل لغرض الخلاص، في هذا الجزء، فإن هذا لا يقدم أساسًا كافيًا لبناء الاعتقاد بوجود فرصة ثانية للاختبار أمام جميع الموتي بوجه عام، أو أمام الذين لم يسمعوا الإنجيل في حياتهم. فهذا الرأي الأخير بالذات لا يجد له أي سند في الآية، لأن جيل نوح قد كرز لهم بالإنجيل قبل موتهم، كما لا يوجد ما يدل على أن هذا الإجراء المشار إليه، قد تكرر أو استمر على وجه التحديد.
أما بخصوص الشاهد الثاني (1 بط 4: 6) فيجب النظر فيه على حدة وحسب القرينة الخاصة به، فافتراض أن عبارة: “لأجل هذا بشر (بالإنجيل) الموتي” لها معناها الذي حدده ما جاء في (3: 19 – 21)، كان له تأثيره السيء في التفسير. والأرجح أنه لم يكن في فكر الكاتب أي ارتباط بين هذين الجزءين، لأن شرح الإشارة إلى “الموتي” بالارتباط مع العدد السابق مباشرة، يكفي تمامًا حيث نقرأ أن المسيح “على استعداد أن يدين الأحياء والأموات” أي الأحياء والأموات الذين سيكونون أحياء أو أموات عند المجيء الثاني، فكلا الفريقين قد بشر بالإنجيل، ولذلك فالمسيح سيكون ديانًا لكليهما، ولكن ليس ثمة ما يشير إلى أن الإنجيل بشر به للموتي وهم في حالة الموت، بل على النقيض، نجد أن الجملة الإضافية الهادفة: “لكي يدانوا حسب الناس بالجسد” تدل على أنهم قد استمعوا إلى الإنجيل في حياتهم، لأن دينونتهم حسب الناس في الجسد، التي وقعت عليهم هي دينونة الموت الجسدي. وإذاكانت ثمة علاقة وثيقة بين الأصحاح الثالث ومافي الأصحاح الرابع، فإنما لتثبت صدق التفسير الذي يرى في الأصحاح الثالث أن الكرازة بالإنجيل تمت لمعاصري نوح إبان حياتهم على الأرض، وبذلك يصبح من الطبيعي والمنطقي أن الدينونة حسب الناس بالجسد كانت هي الطوفان.
6 – بينما يعلن العهد الجديد أن حالة الموتي قبل المجيء الثاني هي حالة ثابتة، إلا أنه لا يطابق بينها – لا في درجة السعادة ولا في درجة العقاب – وبين الحالة التي سوف تكون بعد القيامة، ومع أنه لا يوجد أي أساس للظن بأن حالة الموت تعتبر بالنسبة للمؤمنين حالة مؤلمة كما يستدل خطأ من (1 كو 11: 30، 1 تس 4: 13)، إلا أن بولس ينفر منه كما من حالة غير مرغوب فيها نسبيًا، حيث أنها تعني “عري” النفس، وهي حالة لا يستبعد معها وجود درجة كبيرة نسبيًا من السعادة في شركة مع المسيح (2 كو 5: 2 – 4 و6 و8 في 1: 23).
وعلى هذا المنوال، نجد فرقًا واضحًا في درجة أو كيفية الدينونة في الحالة الوسيطة، عنها في “الدهر الآتي”، لأنه – من ناحية – ترتبط الدينونة بأشخاص في الجسد (مت 10: 28)، ومن ناحية أخرى نجدها محددة بمكان معين هو “جهنم” التي لا تذكر مطلقًا مرتبطة بالعذاب في الحالة الوسيطة، وتذكر كلمة “جهنم” في (مت 5: 22 و29 و30، 10: 28، 18: 9، 23: 15 و33، مز 9: 43 و45 و47، لو 12: 5، يع 3: 6، 2 بط 2: 4)، ويقابلها في الطرف الآخر “ملكوت الله” الأخروي (مر 9: 47).
أما “أبوسوس” أي الهاوية، فتختلف عن “جهنم” في أن لها علاقة بعذاب الأرواح الشريرة (لو 8: 31، رو 10: 7، رؤ 9: 21، 11: 7، 20: 1)، وبالنسبة لها، لا يوجد تمييز واضح بين الدينونة المبدئية والدينونة النهائية (انظر أيضًا: وفي سلاسل الظلام طرحهم في جهنم وسلمهم محروسين للقضاء “- على الأرواح الشريرة – 2 بط 2: 4). ونفهم أن الحالة الوسيطة لها مكان معين، من كلمة” هادس “hades المرادفة لكلمة” شئول “في العهد القديم، كما نرى ذلك في (مت 11: 23، 16: 18، لو 16: 23، أع 2: 27 و31، 1 كو 15: 55 حيث تذكر في بعض النسخ على أنها” موت “، رؤ 1: 18، 6: 8، 20: 13 و14) ويجب إلا تفسر هذه الفصول بحسب اليونانية الكلاسيكية، بل في ضوء تعليم العهد القديم عن” شئول “(الهاوية).
وفي بعض هذه المواضع لا تستخدم الكلمة للدلالة على مكان لحالة الموت (مت 16: 18 – وربما أع 2: 27، 31 – ، 1 كو 15: 55، رؤ 1: 18، 6: 8، 20: 13)، والموضع الوحيد الذي لها فيه دلالة مكانية هو (لو 16: 23)، وذلك في المثل الذي لا يهدف إلى إعطاء معلومات طبوغرافية عن عالم ما بعد الموت، ولكنه يعطي صورة لما كان شائعًا. ولكن حتى لو وجدنا هنا ما يشير إلى أن الهاوية مكان منفصل عن جهنم، فإن العبارات التي تذكر أنها مكان عذاب للغني، تثبت أن المراد منها ليس أنها مكان محايد لا سعادة فيه ولا عذاب وأن الموتي كجماعة واحدة ينتظرون الدينونة الأخيرة. إن المثل يعلمنا بوضوح – سواء كانت الهاوية مكانًا منفصلًا عن جهنم أو لم تكن – أن التمييز بين السعادة والعذاب في طبيعته الجوهرية (عدد 26) قد بدأ فيها وأنه لن يبدأ عند الدينونة.
أَخُزَّام
اسم عبري معناه “الملك” أو “المالك” رجل من سبط يهوذا وهو ابن أشحور من عشيرة حصرون (1 أخبار 4: 6 وانظر أيضًا 1 أخبار 2: 24).
أخْزَاي
اختصار أخزيا. وهو كاهن كان يقيم في أورشليم. وكان ابن مشليموث بن أمير (نحميا 11: 13). ويرجح أنه نفس “يحزيرة” المذكور في 1 أخبار 9: 12.
أخزيا ملك إسرائيل، ابن آخاب وإيزابل
اسم عبري معناه “الرب يمسك” أو “الرب يسند” وقد ورد:
اسم ملك من ملوك إسرائيل وهو ابن آخاب وإيزابل. خلف أباه على العرش فكان ثامن ملوك إسرائيل. وقد حكم سنتين فقط من 850 – 852ق. م. (1 ملوك 22: 40 و51). وقد اتحد أخزيا مع يهوشافاط في عمل سفن ترشيش لتذهب إلى أوفير لأجل الذهب ولكن السفن تحطمت في عصيون جابر فاقترح أخزيا على يهوشافاط أن يحاولا القيام بهذا العمل مرة أخرى ولكن يهوشافاط رفض ذلك بناء على تحذير واحد من الأنبياء (1 ملوك 22: 48 و49 و2 أخبار 20: 37 – 35).
وقد ثار شعب موآب على إسرائيل بعد موت أخآب ولكن أخزيا لم يتخذ أية خطوة لإخضاعه (2 مل 1: 1 و3: 5) يرجع حجر موآب الشهير إلى ذلك الحين. (). وسقط أخزيا من نافذة عليته التي في السامرة ومرض فأرسل رسلًا إلى بعل زبوب إله عقرون ليسأل هل يبرأ من مرضه، فقابل إيليا الرسل واخبرهم بأن مرض أخزيا هذا للموت وقد مات ولم يعقب ابنًا فأخذ العرش من بأخذ العرش من بعده أخوه يهورام (2 مل 1: 17 – 2).
أخزيا ملك يهوذا، ابن يهورام وعثليا
اسم عبري معناه “الرب يمسك” أو “الرب يسند” وقد ورد:
اسم الملك السادس من ملوك يهوذا. وهو ابن يورام أو يهورام وكانت أمه عثليا ابنة أخآب ملك إسرائيل ويرجح أنه بدا حكمه أثناء مرض أبيه (2 أخبار 21: 18 و19). (). وبعد سنة مات أبوه فخلفه على العرش (2 مل 8: 25) وكان ذلك حوالي عام 843 ق. م. وقد سلك في طريق أخآب لأن أمه كانت تشير عليه بفعل الشر (2 أخبار 22: 3). وقد ذهب مع يورام ملك إسرائيل ليحارب الأراميين في راموث جلعاد فَجُرحَ يورام وذهب إلى يزرعيل ليبرأ فذهب أخزيا لزيارته (2 مل 8: 28 و29). وفي تلك الأثناء ثار ياهو على يورام وقتله، وكذلك أمر رجاله بقتل أخزيا فقتلوه (2مل 9: 16 – 28). ويسمى أخزيا في 2 أخبار 21: 17 يهوآحاز وكذلك يدعى عزريا في 2 أخبار 22: 6 ولكن بعض المخطوطات العبرية تذكره باسم أخزيا في هذا الموضع عينه.
أَخَشْتَارِيّ
ربما من الفارسية ومعناه “تابع للملكة” وهو ابن أشحور من عشيرة حصرون في سبط يهوذا (1 أخبار 4: 6).
أخْنُوخ
← اللغة الإنجليزية: Enoch – اللغة العبرية: חֲנוֹךְ – اللغة الأمهرية: ሄኖክ (هينوك) – اللغة القبطية: `Enw,.
اسم عبري ومعناه “مُكَرَّس” أو “محنك” ولفظ الاسم في الأصل العبري هو نفس الاسم حنوك في الترجمة العربية. وهو ابن يارد وأبو متوشالح Methuselah (تك 5: 18 و21) وهو السابع من آدم (يهوذا عدد 14) من نسل شيث. ويخبرنا الكتاب المقدس أن أخنوخ سار مع الله أي أنه عاش في طاعة الله وشركة معه (تك 5: 22 و24). وعاش ثلاثمائة وخمسًا وستين سنة (تك 5: 23) ويخبرنا الكتاب المقدس أنه لم يوجد بعد ذلك لأن الله أخذه (تك 5: 24) وقد فسر كاتب الرسالة إلى العبرانيين هذا القول بأن الله نقله لكي لا يرى الموت (عب 11: 5) ويذكر يهوذا في (رسالته عدد 14 و15) أن أخنوخ تنبأ عن القضاء الذي يحل بالأشرار. ويمكن أن نرى هذه النبوة في سفر أخنوخ (ص 91) – وهو من الأسفار غير القانونية.
بنات أخنوخ
Enoch’s Daughters في حين ذكر الكتاب المقدس اسم ابن أخنوخ “متوشالح” صاحب أطول عمر في الكتاب المقدس (969 سنة)، لم نعرف اسم أي من بناته (تك 5: 21 – 24). ويُتوقَّع أن كل الأسرة كانت بارة وتقية كرب الأسرة.
أَخٌ
(1) لفظ أطلق على الابن في علاقته بأبناء أو بنات نفس الوالدين (تك 27: 6) أو نفس الأب فقط (تك 28: 2) أو نفس الأم فقط (قض 8: 19).
(2) كذلك أطلق على قريب من الأسرة الواحدة، ابن الأخ مثلًا، (تك 14: 16) أو من نفس الجنس (نح 5: 7) أو من أمّة قريبة (تث 23: 7) أو من أمة حليفة (عا 1: 9).
(3) وأطلق أيضًا على إنسان من نفس الدين الواحد (أعمال 9: 17) وكثيرًا ما دعى المسيحيون أخوة (مت 23: 8).
(4) كما أطلق أيضًا على الصديق المحبوب فقد دعى داود يوناثان أخًا (2صم 1: 26) وكذلك أطلق على إنسان غريب كنوع من حسن الخطاب فقد دعى أخآب بنهدد أخًا (1 ملو 20: 32).
(5) وكذلك أطلق على أي إنسان من الجنس البشري مراعاة لأخوة البشر (تك9: 5).
إِخْوَةُ الرَّب | أخوة المسيح
ذكر العهد الجديد أسماء أربعة وهم: يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا. وقد ذكر أنهم أخوة الرب (مت 13: 55) وقد ذكر أيضًا انتقالهم إلى كفر ناحوم مع مريم ويسوع في بدء كرازته (يوحنا 2: 12). ومرة فيما كان يسوع يكلم الجمع جاءت أمه وإخوته طالبين أن يكلموه (مت 12: 47). وحتى نهاية خدمته لم يكونوا قد آمنوا به بعد (يوحنا 7: 3 و5). ولكن بعد القيامة نقرأ أنهم كانوا يجتمعون مع التلاميذ (أع 1: 14).
ويذكرهم الرسول بولس كقادة في الكنيسة المسيحية (1 كو 9: 5) وقد أصبح أحدهم وهو يعقوب قائدًا ممتازًا في كنيسة أورشليم (أع 15: 13 وغلا 1: 19) وهو كاتب الرسالة التي تحمل اسمه (يعقوب 1: 1).
ولكنهم ليسوا أخوة للمسيح بالجسد كما تظن طائفة البروتستانت، فلو أنه كان لمريم أولاد لما عهد المسيح بها إلى يوحنا تلميذه كما نجد هذا في (يوحنا 19: 26 و27).
وفي المصطلح الكنسي العام، مصطلح “أخوة الرب” يعني الفقراء والمحتاجين.
أخوة يوسف | أبناء يعقوب
أولاد يعقوب من ليئة، راحيل، بلهة، زلفة:
أنجب يعقوب أب الآباء اثنا عشر ابنًا، كان يوسف الصديق واحدًا منهم.. ومن نسل كلٍ منهم نشأت أسباط إسرائيل الإثنى عشر.. وقد تزوج يعقوب من امرأتان: ليئة (وكانت مكروهة لديه)، وراحيل (التي كان يحبها بالأكثر) (سفر التكوين 29: 31). وكان راحيل عاقرًا عكس ليئة، فطلبت من زوجها أن يأخذ جاريتها لينجب منها أولاد باسمها.. ثم فعلت ليئة المثل وأعطته زلفة جاريتها.
ومن الجدير بالذكر في قصة بيع يوسف البار للإسماعيليين بواسطة أخوته أن نوضح مواقف أخوته من بيعه:
مواقف أخوة يوسف من بيعه:
بنيامين: وهو الأخ الأصغر، لم يكن حاضرًا وقت بيع أخوة يوسف له.. وهو شقيق يوسف من راحيل.. ومن علاقة يوسف به التي نراها في سفر التكوين، فبالتأكيد لم يكن ليوافق على بيع أخيه.
رأوبين: عرض على أخوته عندما أرادوا قتله أن يلقوا يوسف في بئر، لكي ينقذه من أيديهم ويرده إلى يعقوب (سفر التكوين 37: 21، 22). ونعرف من (سفر التكوين 37: 29، 30) أن رأوبين لم يكن حاضرًا وقت بيع أخوة يوسف له، حيث حضر بعد فترة لكي ينقذه من البئر ولم يجده..
يهوذا: وهو غير عالِم بنية أخيه رأوبين، عرض على أخوته ألا يتركوا يوسف ليموت في البئر، بل ليبيعونه إلى الإسماعيليين لئلا يكون دمه عليهم (سفر التكوين 37: 26، 27).
باقي الأخوة الثمانية لم نسمع باعتراضهم على موضوع بيع يوسف أو قتله بأية صورة للأسف (سفر التكوين 37: 18، 20)..
أما دينة أخته فلم يكن لهذا ذِكْر في القصة، ونفهم من الأمر أنها ربما كانت بالبيت ولا تعمل مع الأخوة في الرعي، أو على الأقل لم تكن معهم في نفس المكان..
فإن كان ثمانية أخوة موافقين على القتل، واثنان (رأوبين ويهوذا) معترضين على مبدأ قتل يوسف (ثلاثة بالإضافة إلى يوسف نفسه)، إن كانوا ثلاثة مقابل ثمانية غير موافقون، فإن كان قد تكلم رأوبين البكر صراحة في الأمر، ربما كان يهوذا تشجع معه في الاعتراض بالإضافة إلى يوسف، وإن أقنعوا اثنان آخران مثلًا ربما الأمر متوازن وكان قد تم إنقاذ يوسف.. نتحدث عن ذلك من وجهة النظر العامة، وليس من وجهة نظر السماح والتدبير الإلهي.. أي عن نقطة العلاقة الأسرية بينهم (1)..
قائمة أسماء أبناء يعقوب حسب السن | أسباط إسرائيل (ترتيب تاريخي حسب المولد):
م |
الاسم |
الأم |
آية الميلاد |
السبط |
ما قالته أمه عند ولادته |
---|---|---|---|---|---|
1 |
رأوبين |
ليئة |
(تك 29: 32) |
سبط رأوبين |
إِنَّ الرَّبَّ قَدْ نَظَرَ إِلَى مَذَلَّتِي. إِنَّهُ الآنَ يُحِبُّنِي رَجُلِي |
2 |
شمعون |
ليئة |
(تك 29: 33) |
سبط شمعون |
إِنَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ أَنِّي مَكْرُوهَةٌ فَأَعْطَانِي هذَا أَيْضًا |
3 |
لاوي |
ليئة |
(تك 29: 34) |
سبط لاوي |
الآنَ هذِهِ الْمَرَّةَ يَقْتَرِنُ بِي رَجُلِي، لأَنِّي وَلَدْتُ لَهُ ثَلاَثَةَ بَنِينَ |
4 |
يهوذا |
ليئة |
(تك 29: 35) |
سبط يهوذا |
هذِهِ الْمَرَّةَ أَحْمَدُ الرَّبَّ |
5 |
دان |
بلهة جارية راحيل |
تك 30: 6) |
سبط دان |
قَدْ قَضَى لِيَ اللهُ وَسَمِعَ أَيْضًا لِصَوْتِي وَأَعْطَانِيَ ابْنًا |
6 |
نفتالي |
بلهة جارية راحيل |
(تك 30: 8) |
سبط نفتالي |
مُصَارَعَاتِ اللهِ قَدْ صَارَعْتُ أُخْتِي وَغَلَبْتُ |
7 |
جاد |
زلفة جارية ليئة |
(تك 30: 11) |
سبط جاد |
بِسَعْدٍ |
8 |
أشير |
زلفة جارية ليئة |
(تك 30: 13) |
سبط أشير |
بِغِبْطَتِي، لأَنَّهُ تُغَبِّطُنِي بَنَاتٌ |
9 |
يساكر |
ليئة |
(تك 30: 18) |
سبط يساكر |
قَدْ أَعْطَانِي اللهُ أُجْرَتِي، لأَنِّي أَعْطَيْتُ جَارِيَتِي لِرَجُلِي |
10 |
زبولون |
ليئة |
(تك 30: 20) |
سبط زبولون |
قَدْ وَهَبَنِي اللهُ هِبَةً حَسَنَةً. الآنَ يُسَاكِنُنِي رَجُلِي، لأَنِّي وَلَدْتُ لَهُ سِتَّةَ بَنِينَ |
* |
دينة |
ليئة |
(تك 30: 21) |
– |
– |
* إلى هنا أنجبت ليئة سبعة، من 6 ذكور وأنثى بالإضافة إلى ولداها من خلال جاريتها زلفة.* وكانت راحيل عاقرًا حتى ذلك الحين، ولها ولدان من خلال جاريتها بلهة. ثم فتح الرب رحمها. |
|||||
11 |
يوسف |
راحيل |
(تك 30: 24) |
سبط افرايم |
قَدْ نَزَعَ اللهُ عَارِي – يَزِيدُنِي الرَّبُّ ابْنًا آخَرَ |
سبط منسى |
|||||
12 |
بنيامين |
راحيل |
(تك 35: 18) |
سبط بنيامين |
بَنْ أُونِي |
* المجموع: 9 أبناء يعقوب وليئة + 4 أبناء يعقوب وراحيل = 13* جميع الأسباط كانت بحسب الذكور عدا دينة، وتم تقسيم سبط يوسف حسب ابناه، وسبط لاوي لا يُحتسب لأنه قدسٌ “مخصص” للرب.. |
_____
امرأة الأخ
(انظر تث 25: 7 و9، تك 38: 8 و9، لا 18: 16، 20: 21، مرقس 6: 18). تشغل امرأة الأخ مكانًا ملحوظًا في الناموس والعادات العبرية، فلم يكن للأرملة حقوق في تركة زوجها، بل كانت هي نفسها تعتبر جزءًا من التركه، وكان الأخ الحي هو الوريث الطبيعي، وقد تحول هذا الحق في وراثة الأرملة إلى واجب الزواج منها إن كان الأخ المتوفي لم يعقب نسلًا. وفي حالة عدم وجود أخ للزوج المتوفي، ينتقل هذا الواجب إلى والد الزوج أو إلى القريب الذي له حق الميراث. وكان البكر الذي تلده تلك المرأة، يدعى باسم أخيه الميت، ومثل هذا النظام موجود عند الشعوب التي تؤمن بعبادة الأسلاف (كما في الهند وفارس وأفغانستان وغيرها). ويزعم “بنزنجر” أنه قد انتقل من أولئك الشعوب إلى إسرائيل. ولا شك في أن هذه العادة كانت متبعة عند الإسرائيليين قبل استقرارهم في كنعان (تك 38: 8)، ولكن بعد استقرارهم في كنعان أصبح لها أهمية خاصة لوراثة ممتلكات الأخ المتوفي، عن طريق الزواج بامرأة أخيه – فلم يكن الأخ وارثًا أصيلًا , كمن يرث عن الأب – لمنع تفتت الملكية وانتقالها إلى الغرباء، كما كانت للحفاظ على استمرار العائلة التي ينتمي إليها. ومع أن الناموس حصر هذا الواجب في الأخ، لكن كان في إمكانه أن يرفض الزواج من أرملة أخيه، وفي هذه الحالة كان يتعرض للخزي والعار (تث 25: 7 – 10).
وفي سفر العدد (27: 8) نجد أنه كان للابنة الحق في أن ترث أبيها للاحتفاظ للعائلة بما تملك، وبذلك كانت شريعة زواج أرملة الأخ قاصرة على حالة موت الأخ دون أن يخلف ولدًا أو بنتًا.
إخاء
وقد جاءت هذه الكلمة في العهد القديم: “لأَنْقُضَ الإِخَاءَ بَيْنَ يَهُوذَا وَإِسْرَائِيلَ” (زكريا 11: 14). أما في العهد الجديد فإن “الأخوَّة” في المسيح علاقة أعمق وامتن إذ صار المؤمنون أعضاء جسد واحد فيه.
أَخُوخ
اسم عبري وربما معناه “أخوي” وهو اسم لابن بالع من سبط بنيامين (1 أخبار 8: 4) ويحتمل أنه هو نفس الشخص المذكور باسم أخيا في (1 أخ 8: 7) من نفس الاصحاح.
أَخُوخِي
نسبة إلى “أخوخ”، وأطلقت على بعض القادة في جيش داود وسليمان (2صم 23: 9 و28 و1 أخبار 11: 12 و29). منهم مثلًا:
ألعازار بن دودو أحد أبطال داود (1 أخ 11: 12).
دودو بن أخوخي (2 صم 23: 9، 1 أخ 11: 12).
صلمون الأخوخي (2 صم 23: 28) أو الأخوخي (1 أخ 11: 29).
ويبدو أن العائلة كانت مولَعَة بالفنون الحربية.
أَخُومَاي
اسم عبري وربما معناه “أخو ماء” وهو اسم رجل من رؤساء عشائر يهوذا (1 أخبار4: 2).
أخي من رؤساء سبط جاد
اسم عبري وربما معناه “أخي” أو ربما تكون اختصار “أخيا” وقد ورد:
اسم واحد من رؤساء سبط جاد الذين كانوا يسكنون جلعاد في باشان (1 أخبار 5: 15).
آخيآم
Ahiam ben Sharar the Hararite – Ahiam ben Sakar the Hararite (وليس أخيام) اسم عبري ومعناه “أخو الأم” وهو ابن ساكار، وأحد قادة جيش داود (2 صم 23: 33. و1 أخبار 11: 35).
أَخِيحُود
اسم عبري ومعناه “أخو الاتحاد”. وكان من نسل أهود من سبط بنيامين من بلدة جبعة (1 أخبار 8: 7) وقد ورد ذكر هذا الرجل في بعض المخطوطات باسم أخيهود.
أَخِيرَع
اسم عبري ومعناه “أخو الاثم” أو “أخورع” وهو ابن عينن ورئيس سبط نفتالي في زمن ارتحال اسرائيل في البرية (عدد1: 15، 2: 29، 7: 78، 10: 27).
أَخِيسَامَاك
اسم عبري ومعناه “أخو السند” أو “أخو العضد” وهو رجل من سبط دان وأبو أهوليآب (خر 31: 6).
أَخِيش
Achish يغلب على الظن أن هذا اسم فلسطيني ولذلك فمعناه غير معروف. وهو ملك جت وابن معوك ملكها قبله (سفر صموئيل الأول 27: 2) وقد هرب إليه داود مرتين ففي المرة الأولى تظاهر داود بالجنون لخوفه على نفسه منه (1 صم21: 10 – 15).
أما في المرة الثانية فقد لجأ داود إلى أخيش فرحب به وذلك بسبب العداوة بينه وبين شاول, وأعطاه مدينة صقلغ ليقيم فيها هو ورجاله (1صم 27: 6).
ولما اجتمع الفلسطينيون لمحاربة إسرائيل أراد أخيش أن يأخذ داود معه للحرب ولكن رؤساء الفلسطينيين عارضوا في ذهاب داود معهم فأذن له أخيش أن يعود إلى صقلغ (1صم 28: 1 و2 وص29) ويرجح أن هذا هو نفس أخيش ملك جت الذي نقرأ عنه في بدء ملك سليمان. كما نقرأ في (مل 2: 39 و40) عن هروب عبدين من عبيد شمعي إليه وذهاب شمعي إليه لاستعادتهما. ويُذْكَر أن أخيش في عنوان مز 34 باسم أبيمالك وربما كان هذا هو لقب ملوك الفلسطينيين.
عبيد أخيش
أي خدم أخيش ملك جت (سفر صموئيل الأول 21: 11).
أَخِيشَار
اسم عبري ومعناه “أخو الرجل المستقيم أو أخو المرنم” وكان موظفًا موكلًا بشؤون بيت سليمان (1 ملوك 4: 6).
أخيطوب ابن فينحاس بن عالي
اسم عبري ومعناه “أخو الطيبة” وقد جاء هذا اسمًا لثلاثة أشخاص في الكتاب المقدس:
ابن فينحاس بن عالي (1 صم 14: 3) وهو أبو أخيمالك الكاهن (1 صم 22: 9).
أخيطوب ابن أمريا، أبو صادوق الكاهن
اسم عبري ومعناه “أخو الطيبة” وقد جاء هذا اسمًا لثلاثة أشخاص في الكتاب المقدس:
ابن أمريا وأبو صادوق الكاهن (1 أخبار 6: 7 و8).
أخيطوب جد صادوق
اسم عبري ومعناه “أخو الطيبة” وقد جاء هذا اسمًا لثلاثة أشخاص في الكتاب المقدس:
ورد هذا اسمًا لأخيطوب آخر ولكن من نفس العشيرة واسم أبيه امريا أيضًا واسم حفيده صادوق (انظر 1 أخبار 6: 11 و12 وقارنه مع نحميا 11: 11).
أخيعزر البنياميني رفيق داود
اسم عبري ومعناه “أخو المعونة” أو “الأخ عون” وقد ورد هذا اسمًا لشخصين:
رجل بنياميني رافق داود لما كان في صقلغ (1أخبار 12: 3).
أَخِيقَام
اسم عبري ومعناه “أخي قام” وهو ابن شافان أحد رؤساء يهوذا وقد أرسله يوشيا الملك مع آخرين إلى خلدة النبية ليسأل عن سفر الشريعة (2 ملوك 22: 12 و14) وقد استخدم نفوذه فيما بعد لحماية أرميا ضد هجمات الكهنة والأنبياء الكذبة أثناء حكم يهوياقيم. (أرميا 26: 24) وهو أبو جدليا (2 ملوك 25: 22).
أَخِيلُود
اسم عبري ومعناه “اخو الولد” وهو ابو يهوشافاط المسجل في عصر داود وسليمان (2صم 8: 16 و1 ملوك 4: 3). ويرجح أنه هو أيضًا أبو بعنى أحد وكلاء سليمان (1 ملوك 4: 12).
أَخِيم
هذه هي الصيغة اليونانية للاسم العبراني “ياكين” أو “ياقيم” الذي هو اختصار يهوياقيم أي “الرب يقيم” وقد ورد اسمه في مت 1: 14 في سلسلة نسب المسيح.
أخيمالك رئيس كهنة نوب، ابن أخيطوب
← اللغة الإنجليزية: Ahimelech – اللغة العبرية: אחימלך – اللغة اليونانية: Αχιμέλεχ.
اسم عبري ومعناه “أخو الملك”:
ابن أخيطوب ورئيس كهنة نوب، فلما كان داود هاربًا من وجه شاول وكان في حاجة شديدة إلى الطعام أعطاه أخيمالك خبز الوجوه الذي لا يَحِل أكله إلا للكهنة، وأعطاه أيضًا سيف جليات (1صم 21: 1 – 9 وقارنه مع مر 2: 26). وقد نقل دواغ إلى شاول خبر هذا الأمر. وقد فسّره شاول بأنه خيانة من أخيمالك وفرية من كهنة نوب فأمر بقتلهم. ولكن أبياثار ابن أخيمالك نجا بنفسه (1صم 21: 7، 22: 7 – 23 وانظر عنوان مز 52).
وربما يكون هو كذلك ظهر باسم “أخيا” (1صم 14: 3 و18).
أخيمالك من أتباع داود
← اللغة الإنجليزية: Ahimelech – اللغة العبرية: אחימלך – اللغة اليونانية: Αχιμέλεχ.
اسم عبري ومعناه “أخو الملك”:
اسم رجل من أتباع داود (1صم 26: 6).
أخيمان ابن عناق الحبروني
اسم عبري معناه “أخو منَّة أو هبة” وهو اسم:
أحد أولاد عناق الحبروني الثلاثة (عدد 13: 22) وكانوا يدعون “النفيليم” أو “الجبابرة” (عدد 13: 33) وقد طردهم كالب من حبرون (يش 15: 14 وقض 1: 10).
أخيمان اللاوي، من حراس أبوب الهيكل
اسم عبري معناه “أخو منَّة أو هبة” وهو اسم:
أحد اللاويين حراس أبواب الهيكل وكان في عهدته حراسة الباب الشرقي الذي كان يدخل منه الملك (1 أخبار 9: 17).
أخيمعص أبو أخينوعم، حما شاول الملك
اسم عبري ومعناه “أخو الامتعاض” أو “أخو الغضب”:
اسم أبي أخينوعم امرأة الملك شاول (1 صم 14: 50).
أخيمعص ابن صادوق الكاهن
اسم عبري ومعناه “أخو الامتعاض” أو “أخو الغضب”:
اسم ابن صادوق رئيس الكهنة في أيام داود. وقد بقي أخيمعص ويوناثان بن أبياثار في أورشليم أثناء عصيان أبشالوم على أبيه، وكانا يعملان على إبلاغ داود بخطط أبشالوم (2 صم 15: 27 و36 و17: 15 – 21) وكان أخيمعص أول من أخبر داود بانهزام أبشالوم (2صم 18: 19 – 30).
أخيمعص وكيل سليمان، زوج باسمة ابنته
اسم عبري ومعناه “أخو الامتعاض” أو “أخو الغضب”:
اسم وكيل سليمان في نفتالي وأخذ باسمة بنت سليمان امرأة (1 ملوك 4: 15). وقد ظن بعض الباحثين أن هذا هو نفس أخيمعص المذكور في عصر داود.
أَخِيمُوت
اسم عبري معناه “أخو الموت” وهو لاوي ابن القانة من عشيرة قورح (1 أخبار 9: 17).
أَخِينَادَاب
اسم عبري معناه “أخي نبيل أو كريم” وهو ابن عِدُّو وكان وكيلًا لسليمان في محنايم (1 ملوك 4: 14).
أخينوعم ابنة أخيمعص، زوجة شاول
← اللغة الإنجليزية: Ahinoam – اللغة العبرية: אחינועם – اللغة اليونانية: αχινοομ.
اسم عبري معناه “أخي نعيم أو بهجة” وهو اسم:
ابنة أخيمعص وزوجة شاول (1 صم 14: 50).
أخينوعم زوجة داود، من يزرعيل
← اللغة الإنجليزية: Ahinoam – اللغة العبرية: אחינועם – اللغة اليونانية: αχινοομ.
اسم عبري معناه “أخي نعيم أو بهجة” وهو اسم:
امرأة من يزرعيل تزوجها داود بعد أخذت منه ميكال (1 صم 25: 43 و27: 3) وكانت أم أمنون بكر داود (2 صم 3: 2) وقد أخذها العمالقة في الأسر من صقلغ مع أبيجايل امرأته الأخرى ولكن داود أنقذها. (1 صم 30: 5 و18).
أَخِيهُود
اسم عبري ومعناه “أخو العظمة” وهو ابن شلومي ورئيس في سبط أشير وقد مثل هذا السبط في تقسيم أرض كنعان (عدد 34: 27).
أخيو البنياميني
اسم عبري ومعناه “أخوي أو أخو يهوه” وكان هذا اسم:
رجل آخر من بنيامين وهو ابن يعوئيل (يعيئيل) من امرأته معكة (1 أخبار 8: 29 و9: 35 و37).
أخيا البنياميني
اسم عبري معناه “أخو يهوه” وهو اسم:
رجل من بنيامين من الذين نقلوا من جبع إلى مناحة (1 أخبار 8: 6 و7) وربما هو نفس أخوخ المذكور في (1 أخ 8: 4) من نفس الأصحاح.
أخيا ابن أخيطوب، رئيس كهنة جبعة
اسم عبري معناه “أخو يهوه” وهو اسم:
ابن أخيطوب، وكان رئيس كهنة في جبعة. وربما هو نفس أخيمالك أو أخوه (1صم 14: 3 و18).
أخيا الفلوني، من أبطال جيش داود
اسم عبري معناه “أخو يهوه” وهو اسم:
Ahijah the Pelonite أحد أبطال جيش داود المذكور باسم أخيا الفلونيّ (1 أخبار 11: 36).
أخيا الكاتب ابن شيشا
اسم عبري معناه “أخو يهوه” وهو اسم:
ابن شيشا وكان كاتبًا في عصر سليمان (1 ملوك 4: 3).
أخيا اللاوي
اسم عبري معناه “أخو يهوه” وهو اسم:
أحد اللاويين الذين عاشوا في عصر داود وكان على خزائن بيت الله وخزائن الأقداس (1 أخبار 26: 20).
أخيا الشيلوني النبي
اسم عبري معناه “أخو يهوه” وهو اسم:
نبي ويلقب بالشيلوني نسبة إلى شيلوه. وفي عصر سليمان التقى أخيا بيربعام وكان أخيا لابسًا رداء جديدًا فمزّق رداءه إلى اثنتي عشرة قطعة وأعطى يربعام عشر قطع دلالة على أنه سيملك على عشرة أسباط وقد تنبأ على مملكة سليمان بالانقسام بسبب عبادة سليمان الوثنية (1 ملوك 11: 29 – 39). وبعد أن ملك يربعام مرض ابنه فأرسل امرأته متخفية لتسأل أخيا فيخبرها بأمر الغلام. وفعلًا قامت امرأة يربعام وذهبت إلى أخيا متخفية، ولكنه عرفها وأخبرها بأن الغلام سيموت عقابًا لعبادة يربعام الوثنية (سفر الملوك الأول 14: 1 – 18) ونعلم من (2 أخبار 9: 29) أن نبوات أخيا سُجِّلَت في كتاب.
أخيا أبو بعشا ملك إسرائيل
اسم عبري معناه “أخو يهوه” وهو اسم:
أبو بعشا ملك إسرائيل (1 ملوك 15: 27 و33).
أخيا من رؤساء الشعب عصر نحميا
اسم عبري معناه “أخو يهوه” وهو اسم:
أحد رؤساء الشعب الذين ختموا الميثاق في أيام نحميا (نحميا 10: 26).
أَدَامي النَاقِب (الموضع الأحمر في المعبر)
بلدة على حدود نفتالي (يش 19: 33) ويحتمل أن مكانها اليوم هو خربة الداميّة التي تقع على مسافة خمسة أميال جنوبي غرب مدينة طبرية وهي في ممر طريق القوافل من جلعاد إلى عكا. وربما يحسن اعتبارها مع الكلمة التي تليها اسمًا واحدًا “أدامي الناقب” أي أدامي العبر.
أدب | تأديب
والكلمة العبرية التي تترجم بهذا المعنى في العهد القديم هي “موسار” أما الكلمة اليونانية المستخدمة في العهد الجديد فهي “بيديا”. والمعنى الذي تؤديه كلمة “بيديا” يتسع مع اتساع الإعلانات، فنجد معناها الكامل واضحًا في العهد الجديد بعد أن تمت المصالحة مع الله في المسيح، وتجلت أبوة الله (عب 22: 5 و10).
والمعني الأساسي لها في العهد القديم هو التهذيب أو التدريب كما في (تث 8: 5) “كما يؤدب الإنسان ابنه، قد أدبك الرب إلهك”، ولكن في عهد كانت أهم ملامحه المميزة هي العدالة الصارمة، فإن القصاص اللازم لم تكن له أهميته فحسب، ولكنه كان أيضًا عاملًا حاسمًا في التأديب “أؤدبكم سبعة أضعاف حسب خطاياكم” (تث 26: 28). كما تستخدم بهذا المعنى في التأديب الذي يوقعه الإنسان ولو ظلمًا: “أبي أدبكم بالسياط وأنا أؤدبكم بالعقارب” (1 مل 12: 11). وحيث أن الفكرة الغالبة هي إنزال الألم أو تحقيق الغاية المقصودة من العقاب، استطاع المرنم أن يقول: “لا تؤدبني بغيظك” (مز 6: 1) كما يجد سلواه في هذه الكلمات: “طوبى للرجل الذي تؤدبه يا رب” (مز 94: 12).
كما تستخدم كلمة “بيديا” في العهد الجديد بنفس المعاني التي تستخدم فيها كلمة “موسار” العبرية في العهد القديم، فهي مثلاُ تستخدم بمعني التهذيب: “فتهذب موسى بكل حكمة المصريين” (أع 7: 22 – انظر أيضًا أع 22: 3 عن بولس). وكذلك نقرأ في (2 تي 3: 16)، عن الكتاب المقدس أنه: “نافع … للتأديب” (انظر أيضاُ 1 تي 1: 2، 2 تي 2: 25، تي 2: 2 وتترجم “مهذب ومعلم” (رو 2: 20) “مهذب”). كما يوجد فكر مشابه لذلك – وإن لم يكن مطابقًا له تمامًا – في (أف 6: 4) “ربوهم بتأديب الرب وإنذاره”، ولكن عندما يقصد بكلمة “بيديا” إيقاع الألم، فإن سر الألم الموجود في العهد القديم بصورة كاملة في سفر أيوب، يجد تفسيره الكامل في العهد الجديد، فكل ابن لله ييقن تمامًا أنه لا يمكن أن يكون تحت غضب الله، ولذلك فإن ما يقع عليه من تأديب لا يمكن أن يكون تأديبًا للتدمير بل للتقويم (1 كو 10: 13، 11: 32، 2 كو 6: 9، رؤ 3: 19). وفي (عب 12: 5 – 11) نجد نفس العزاء، ليس بإشارات عابرة كما في المواضع المشار إليها سابقًا، بل بمناقشة الموضوع مناقشة شاملة على أساس سفر الأمثال (3: 11)، وهو قول من العهد القديم له من العمق والثراء ما لا يمكن أن يدركه أو يقبله إلا الذين تعلموا في المسيح أن يروا في إله السماء والأرض القدير، أباهم المحب الحكيم. وبناء على هذا الجزء، يجب التمييز بين العقاب والتأديب، فالأول عمل من أعمال العدالة وإعلان الغضب، أما الثاني فهو عمل من أعمال الرحمة والمحبة. وحيث أنه “لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع” (رو 8: 1) فلا يمكن أن يوقع عليهم قصاص، بل تأديب فقط. أما حيث يوجد الذنب فلا بد من القصاص، ولكن حيث قد رفع الذنب، فلا يمكن أن يكون ثمة قصاص، فلا توجد درجات في التبرير. لا يمكن أن يغفر لأحد جزئيًا مع بقاء جزء من الذنب عليه، يجب أن يقدم عنه حسابًا سواء في هذا الدهر أو في الدهر الآتي، ومتى كان له بر المسيح، فلا تبقي عليه أي خطية تحتاج إلى غفران، سواء كليًا أو جزئيًا، فكل آلام الحياة هي وسائل علاجية ضد الخطر، وللإعداد لملكوت الله.
مدينة أدار | حصد أدار
كلمة عبرية وربما معناها “الرحب أو العظمة” وقد وردت:
اسم مدينة أو مكان على التخم الجنوبي ليهوذا إلى الجنوب من قادش برنيع “(حدود يهوذا الجنوبية) (عد 4: 34). ويُحْتَمَل أن هذا المكان هو نفسه” حصرون “(يش 3: 15) وبذلك لا يكون مرتبطًا بأدار. ويرى البعض أنه مكان” خربة القديرات “حاليًا.
أدار البنياميني، ابن بالع
كلمة عبرية وربما معناها “الرحب أو العظمة” وقد وردت:
اسم رجل بنياميني هو ابن بالع (1 أخبار 8: 3) وقد ورد هذا الاسم في بعض المخطوطات العبرية واليونانية باسم “أرد” ويرجح أن هذا هو الصواب. انظر “أرد”.
أدْرَامِيتِنِيّة
ميناء قديمة في ميسيا في شمال غربي آسيا الصغرى (في المقاطعة الرومانية من آسيا). وتوجد قرية تدعى بالتركية “أدرمية” في موقع بالقرب من مكان هذا الميناء. ولما كان الرسول بولس ذاهبًا إلى رومة أقلع من قيصرية في سفينة أدراميتينية (أعمال 27: 2).
ولا تُذْكَر هذه المدينة إلا في سفر الأعمال (27: 2) حيث يذكر أن بولس الرسول قد أُخِذَ وهو أسير مع آخرين، من قيصرية إلى روما، على ظهر سفينة أدراميتينية.
وللمدينة ميناء ممتاز يقع على رأس الخليج الأدراميتيني في مواجهة جزيرة ليسبوس عند أسفل جبل “إدا”. ويكاد تاريخها القديم أن يكون مجهولًا، بينما يظن بعض المؤلفين أنها مدينة بيداسيوس التي ذكرها هوميروس. ويفترض آخرون أن الذي أسسها هو أدراميس شقيق كروسيوس (قارون) المشهور بغناه. ولعله كانت توجد هناك مستعمرة أثينية صغيرة من قبل زمن أدراميس. ولما صارت برغامس عاصمة لأسيا، تزايدت أهمية المدينة كثيرًا وأصبحت عاصمة للجزء الشمالي الغربي للاقليم، وكانت تعقد فيها جلسات المحاكم.
والعملات (التي التقطها الفلاحون، والتي تساعد عادة على تحديد مواقع وتاريخ المدن في أسيا الصغرى) كانت تُضرب في هذه المدينة منذ القرن الثالث الميلادي، وكان لها علاقة بأفسس في بعض الأحيان، وكانت تظهر صورتا الإلهين كاستور وبولكس على هذه العملات مما يدل على أن أدراميس كانت مركزًا لعبادة هذين الإلهين.
وقد اختفت المدينة القديمة وميناؤها تمامًا، ولكن توجد على تل مرتفع في داخل البلاد قرية يبلغ عدد منازلها حوالي الألف وتحمل اسم “أدرميد”، ولعله اسم محرف من “أدراميس”. والأكواخ الخشبية الحقيرة التي يقطنها الصيادون من يونانيين وأتراك، تحيط بها الكروم وأشجار الزيتون، لذلك كانت التجارة الأساسية لهم هي تجارة زيت الزيتون والزبيب والخشب. واشتهرت أدراميس في الأزمان الغابرة بنوع خاص من العطور كان يصنع فيها.
أدرملك إله سفروايم
اسم اكدي معناه “ملك مقتدر” أو “الإله ملك مقتدر” وقد ورد اسمًا:
اسم لإله سفراويم. فبعد أن أخذ الآشوريون إسرائيل في السبي أسكنوا بعض أهل سفراويم في السامرة مكانهم. وكان هؤلاء الناس من أهل سفروايم يقدمون أولاد هم محرقات لأدرَملَك (2 ملوك 17: 31). وقد ظن بعضهم أن هذا الإله هو نفس “أددملك” الذي كان يعبد في بابل.
أداة | أدوات
تذكر الأدوات في الكتاب المقدس ذكرًا عارضًا في الحديث عن مختلف الفنون والحرف، فلم يكن العبرانيون موهوبين في استخدام الأدوات، كما يظهر ذلك في اختيار بصلئيل وأهولياب اللذين أعطاهما الله مواهب ومهارات خاصة لبناء خيمة الشهادة (خر 31: 1 – 11، 35: 3، 36: 1، وفي استحضار عمال مهرة من فينيقية في أيام سليمان لبناء الهيكل (1 مل 7: 13).
استخدم النجارون مناشير معدنية، يغلب أنهم نقلوها عن مصر، فكانت على شكل رأس الثور مع اتجاه أسنان المنشار إلى جهة المقبض، كما استخدموا هذه المناشير في قطع الأحجار (انظر 1 مل 7: 9، إش 10: 15) ويقول التقليد اليهودي إن إشعياء النبي قد نشر بمنشار إلى قسمين (عب 11: 37). ولربما كان النجار يستخدم الميتدة (مطرقة رأسها من الخشب) بدلًا من المطارق المعدنية (قض 4: 21، 5: 26).
وتوجد تسع كلمات عبرية مختلفة تترجم بكلمتيّ “فأس” و “قدوم” وهي تدل على أنواع مختلفة من هاتين الأداتين النافعتين. وكان النصل يثبت على استقامة المقبض أو عموديًا عليه، كما كان يختلف في الطول بين القصير والطويل، وكانت تستخدم في صنعها الأحجار أو البرونز أو الحديد. أما المقابض فكانت تختلف فيما بينها اختلافًا كبيرًا (انظر تث 20: 19، 19: 5، مع 2 مل 6: 5، إرميا 10: 3). كما كانت الفؤوس تستخدم كأسلحة (قض 9: 48، إرميا 46: 22).
وكان النجار يستخدم أيضًا المكاشط والمساحج (المسحج هو فارة النجار). والأزاميل للقطع (إش 44: 13) مع المثقب والمخرز في عمل الثقوب (خر 21: 6، تث 15: 17). وكانت تستخدم في كل مكان ولقطع أي شيء. أما في التخطيط والقياس فكان يستخدم الخيط والمطمار والدوارة (الفرجار) وأنواع من المربعات والمساطر، والإشارات إلى هذه الأدوات كثيرة في الكتاب المقدس.
أما البناء بالحجارة فكان يستخدم الكثير من هذه الأدوات وأمثالها بالإضافة إلى أنواع عديدة من المطارق (1 مل 6: 7، إرميا 23: 29)، كما كانت تستخدم الأزاميل والأسافين (الأوتاد) وحجارة التنعيم والروافع، والعجلات “والأوناش” البدائية، وكذلك قوالب مختلفة لصنع الطوب، وأشكال مختلفة من المحارة والمحفار (كما جاء في نقوش سلوام). أما الصائغ والحداد فكانا يستخدمان – بجانب بعض أنواع المطارق – بعض الأدوات الأخرى المذكورة في (إش 41: 7)، فكان يجب أن يكون لديهما سندان وفرن ومنفاخ وقوالب ومناشل ومبارد ومثاقب، كما أنه لا بد كانت هناك أنواع من الملاقط والكلابات.
أما أدوات الزراعة فكانت تشمل المحاريث والسكك والمناجل والمناسيس والمعاول والمثلثات والأسنان والفؤوس والرفوش والمجاريف والمعاصر (انظر 1 صم 13: 21، 1 مل 7: 40 و45، يوئيل 3: 13). أما ترويس الأسلحة أو سنها فكان يتم غالبًا باستخدام حجر المسن أو المبارد (1 صم 13: 21) وكان الحداد يسن الكثير من أدواته بتسخين المعدن ثم طرق حوافه.
وكان للفخاري أدواته أيضًا، منها العجلة والدولاب والمكاشط والمصاقل والقمينة. كما كان للنسَّاج والصبَّاغ والخيَّام والنقَّاش وصانع الحلي والنحَّات وغيرهم، كان لكل منهم أدواته وأجهزته ().
أدورا
اسم مدينة في أدومية ورد ذكرها في تاريخ اليهود القديم ليوسيفوس، استولي عليها هيركانوس كما جاء ذكرها أيضًا في (1 مك 13: 20). وربما تكون هي أدورايم أيضًا.
أدورين
اسم أحد رؤساء القبائل البدوية، الذين هزمهم يوناثان المكابي في حربه ضد بكيديس ملك سوريا في سنة 156 ق. م. (سفر المكابيين الأول 9: 66)، ولا يُعْلَم على وجه اليقين هل كان أدورين زعيمًا بدويًا مستقلًا أم كان حليفًا للسوريين أم كان ضابطًا في جيش بكيديس.
أدوم لقب عيسو
← اللغة الإنجليزية: Edom – اللغة العبرية: אֱדוֹם – اللغة اليونانية: Ἰδουμαία – اللغة السريانية: ܐܕܘܡ.
معنى الاسم “أحمر”. وقد ورد هذا الاسم فيما يأتي:
لقب عيسو ابن إسحاق لأنه كان أحمر عند ولادته (تك 25: 25) ولأنه باع بكوريته لأجل طعام أحمر اللون (تك 25: 30).
إقليم أدوم
← اللغة الإنجليزية: Edom – اللغة العبرية: אֱדוֹם – اللغة اليونانية: Ἰδουμαία – اللغة السريانية: ܐܕܘܡ.
معنى الاسم “أحمر”. وقد ورد هذا الاسم فيما يأتي:
الإقليم الذي كان يسكنه أبناء عيسو أو أدوم. وكان يطلق على هذا الإقليم اسم أرض سعير (تك 32: 3) وهو إقليم جبلي وعر. وجبل هارون الذي يقع في تلك البقعة يرتفع إلى 4780 قدمًا فوق سطح البحر. ويمتد الإقليم مسافة مائة ميل بين البحر الميت وخليج العقبة، على جانبي غور العربة (تك 14: 6) والجزء السفلي من سلسلة الجبال مكوَّن من صخور حمراء رملية ممتزجة ببعض حجر الجرانيت الأحمر مع بعض الأحجار الرخامية الحمراء. ولذا فلون الصخور في البتراء (بيترا Petra) جميل للغاية. وليست أرض أدوم خصبة كأرض فلسطين. ولكن وجد فيها في عصر موسى حقول وكروم وآبار وطريق رئيسي يسير شمالًا وجنوبًا (عدد 20: 17 و19) وقد و0: 17 و19) وقد وجد المنقبون مناجم للنحاس والحديد هناك. وكانت سالع عاصمة أدوم قديمًا ثم تغير اسمها فيما بعد إلى البتراء. ومن ضمن المدن المهمة في أدوم: بصرة من الشمال وتيمان بالقرب من البتراء، وعصيون جابر في الجنوب. واسم البلاد في اليونانية، أدوميا. وبرية أدوم هي العربة الواقعة جنوبي البحر الميت (2 ملوك 3: 8 و11). والجزء الشرقي من أدوم يقع الآن في المملكة الأردنية الهاشمية.
أدوناي
لقب من ألقاب الله يترجم عادة “السيد” فهو يحمل معنى السيادة. وتستخدم حروف الحركة في هذه الكلمة في المخطوطات العبرية للعهد القديم بديلًا عن كلمة “يهوه” التي لم يكن يسمح لليهودي أن ينطقها، فعندما كان يصل القارئ العبراني إلى كلمة “يهوه” كان ينطقها بلفظ “أدوناي”، وتظهر الكلمة لأول مرة في (تك 15: 2 و8).
أدونيس
والاسم مشتق من كلمة “أدوني” أي سيد، وهو اسم للإله البابلي “تموز” (في العبرية) أو “دوزي” (في الأكادية)، ولكنه كان يشتهر في أرام وفينيقية باسم “أدوني” ومنه جاء الاسم اليوناني “أدونيس”، وكان له احترامه في كل الشرق الأوسط وفي مصر واليونان. وهو إله “الزرع” وكان يُحْتَفَل بعيده في شهري يونيو ويوليو، وعندما كان الزرع ينضج ويذوي تحت حرارة الشمس اللافحة، كان أدونيس ينحدر إلى العالم السفلي، وكانت زوجته الآلهة أشتار تنزل وراءه لكي تعيده للحياة في الربيع التالي، وكان هو وزوجته يعتبران إلهين للخصب يمثلان الموت والعودة للحياة في الطبيعة. ونقرأ في حزقيال (8: 14) أن النسوة الإسرائيليات كن يجلسن يبكين على أحد أبواب الهيكل، على موت تموز. ويحتمل أن يكون هناك إشارة إلى عبادته في إشعياء (17: 10) حيث يظن أن “أغراسًا نزهة” تشير إلى “فراديس أدونيس” كما كان يطلق على الزروع التي كانت تزرع تكريما ً له.
أدونيا ابن داود وحجيث
← اللغة الإنجليزية: Adonijah – اللغة العبرية: אדוניה – اللغة اليونانية: Αδωνίας.
اسم عبري معناه “يهوه هو السيد” أو “الرب هو السيد”. وقد ورد هذا اسمًا لهؤلاء:
أحد أبناء داود واسم أمه حجّيث، إحدى نساء داود. وكان الرابع بين أبناء الملك الذين ولدوا في حبرون (2 صم 3: 2 و4) وكان محبوبًا مدللًا لدى أبيه، وربما كان أحب أبناء داود إليه بعد أبشالوم. ويظهر أن محبة أبيه له أعمته عن أخطائه فلم يؤنبه على إساءة البتة. ولما تقدمت بداود السن حاول أدونيا أن يغتصب العرش لنفسه. ومن المحقق أنه كان قد علم بما اعتزمه أبوه من أن سليمان هو الذي يخلفه على العرش (1 ملوك 1: 13، 1 أخبار 23: 1، 28: 5)، ولكن بما أن الأول والثالث من أبناء داود قد ماتا، ويرجح أن الابن الثاني كان قد مات أيضًا، فقد رأى أدونيا أن من حقه، بما أنه أكبر أبناء داود الأحياء أن يخلف أباه على العرش من دون أن يستند في ذلك على قانون أو عرفٍ يحصران وراثة العرش في أكبر الأبناء. وقد تمكن من أن يضم يوآب قائد الجيش إلى صفه، وكذلك أيده أبياثار الكاهن، وكان يرجو أن ينحاز إليه الكهنة واللاويون. ولكنه فشل في استمالة صادوق الكاهن وبنايا رئيس حرس الملك، وناثان النبي إلى صفه.. وقد دعا أتباعه إلى وليمة عظيمة في عين روجل، ونودي به ملكًا في تلك الوليمة. ولكن داود، وهو في أورشليم، أعلن أن سليمان ابن بثشبع هو الذي يخلفه على العرش، فخاف أدونيا وذهب وأمسك بقرون الذبح وطلب وعدًا من سليمان أن لا يقتله، فوعده سليمان بذلك على شرط أن لا يوجد فيه شر أو خيانة (1 ملوك 1: 5 – 53). ولكن بعد موت داود طلب أدونيا أن تعطى له أبيشج، آخر زوجة أخذها داود. فظن سليمان أنه بطلبه هذا يطلب الملك فغضب وأمر بقتله فقتل (1 ملوك 2: 13 – 25).
أدونيا اللاوي
← اللغة الإنجليزية: Adonijah – اللغة العبرية: אדוניה – اللغة اليونانية: Αδωνίας.
اسم عبري معناه “يهوه هو السيد” أو “الرب هو السيد”. وقد ورد هذا اسمًا لهؤلاء:
أحد اللاويين الذين أرسلهم الملك يهوشافاط لتعليم شعب يهوذا (2 أخبار 17: 8).
أدونيا من رؤساء الشعب عصر نحميا
← اللغة الإنجليزية: Adonijah – اللغة العبرية: אדוניה – اللغة اليونانية: Αδωνίας.
اسم عبري معناه “يهوه هو السيد” أو “الرب هو السيد”. وقد ورد هذا اسمًا لهؤلاء:
أحد رؤوس الشعب الذين ختموا العهد في عصر نحميا (نحم 10: 16) وربما هو نفس “أدونيقام”.
أديابين
اسم ولاية في شرقي نهر دجلة على نهر الزاب، ضمن تخوم أشور القديمة. وقبل خراب أورشليم على يد تيطس الروماني، لمدة نصف قرن كان لأديابين أهمية خاصة بسبب ملكها ايزاتوس وأمه هيلانة اللذين اعتنقا اليهودية، وقد لعبا دورًا هامًا في الحرب اليهودية الرومانية. وبعد ذلك ابتلعت الإمبراطورية الرومانية أديابين، فأصبحت إحدى الولايات الست التي كانت تكون مقاطعة أشور، وكانت أكبر تلك الولايات، رغم أن بليني وأميانوس يسميان المقاطعة الكبرى نفسها باسم أديابين.
إذرعي عاصمة باشان
اسم عبري وربما معناه “ذراع” أو “قوة” وهي:
عاصمة باشان (تثنية 3: 10، يش 12: 4 و13: 12 و31) وقد هزم إسرائيل عوج ملك باشان وقتلوه في هذا المكان (عدد 21: 33 – 35، تثنية 1: 4، 3: 1 و10). واسمها الحالي “درعة”، وتقع في وادي زيدة على مسافة تسعة وعشرين ميلًا شرقي الطرف الجنوبي لبحر طبرية. وعلى الحدود بين الأردن وسوريا ويوجد، تحت البلدة الحالية، كهوف منقورة في الصخر ترجع إلى العصور القديمة.
مدينة إذرعي في نفتالي
اسم عبري وربما معناه “ذراع” أو “قوة” وهي:
إحدى مدن نفتالي المحصنة (يش 19: 37) وربما كان مكانها اليوم “تل خربيبة” الذي يقع جنوبي قادش.
أذن | آذان
1 – عضو السمع الطبيعي، الذي له أهمية خاصة، حيث عن طريق الأذن يتلقي الإنسان المعلومات والأخبار والوصايا، ولهذا السبب كان يجب أن تقدس أذن الكاهن، فكانت تمسح شحمة أذنه اليمني بدم الذبيحة عند تكريسه للخدمة (لا 8: 23). كما كانت تمسح أذن الأبرص المتطهر لإعادة تكريسها لخدمة الله بالزيت والدم (لا 14: 14 و17 و25 و28). وكانت شحمة أذن العبد – الذي كان يفضل البقاء في بيت سيده بدلًا من أن يصبح حرًا في السنة السابعة، سنة اليوبيل – كانت تثقب أذنه علنًا بمثقب علامة العبودية الدائمة (خر 21: 6) وقد رأى البعض أن مز 40: 6 يجب أن يفسر على هذا المفهوم، ولكن قد لا يكون هذا هو المقصود.
وكان قطع أذان وأنوف الأسرى، عادة بغيضة في الحرب (حز 23: 25). وعبارة “يكشف الأذن” أو “يفتح الأذن” – التي تعني في الأصل رفع الغطاء عن الأذن بإزاحة العمامة قليلًا للسماح باستماع أوضح – تستخدم بمعنى الكشف عن سر أو الإدلاء بخبر هام (1 صم 9: 15، 20: 2 و12 و13 و2 صم 7: 27، 1 أخ 17: 25، مز 40: 6).
ونقرأ في العهد الجديد أن “ما لم تر عين ولم تسمع به أذن.. قد أعده الله للذين يحبونه وأعلنه الله لنا بروحه” (1 كو 2: 9).
2 – الأذن الداخلية: أي عضو الإدراك الروحي، تصغي الأذن فيخضع القلب. ولكن أحيانًا كثيرة تتقسَّى الأذن الروحية أو تثقل (إش 6: 10، زك 7: 11، مت 13: 15، أع 28: 27، تث 29: 4) إما بسبب عناد الذات، أو بقضاء من الله بناء على إهانته. مثل هؤلاء السامعين غير الراغبين، يشبهون “الصل الأصم.. الذي لا يستمع إلى صوت الحواة” (مز 58: 4 و5 انظر أمثال 21: 13، 28: 9، أع 7: 57).
وعبارة “مَنْ له أذنان للسمع فليسمع” وردت في الأناجيل الثلاثة الأولى ثماني مرات (مت 11: 15، 13: 9 و43، مر 4: 9 و23، 7: 16، لو 8: 8، 14: 35)، ولكنها لا تُذْكَر في إنجيل يوحنا. وتُذْكَر سبع مرات في (رؤ 2 و3).
“والآذان المستحكة” هي التي ملت سماع الحق المتكرر، والتي تتوق إلى سماع الجديد ولو كان تعليمًا خادعًا (2 تي 4: 3). وقد تطن الأذن عند سماع أخبار مفزعة أو محزنة (1 صم 3: 11، 2 مل 21: 12، إرميا 19: 3).
3 – تذكر “آذان الله” في الكتاب للدلالة على قدرة الله على سماع توسلات شعبه لأن “الغارس الأذن ألا يسمع؟!” (مز 94: 9، مز 10: 17، 34: 15، 130: 2، إش 59: 1، 1 بط 3: 12) ولكن الله يسمع أيضًا تذمرات الأشرار نحوه (عد 11: 1، 2 مل 19: 28، سفر الحكمة 1: 10، يع 5: 4)، كما أن في سلطان الله أن يرفض السمع (حز 8: 18، مراثي 3: 8 و56).
أرادس
الاسم اليوناني لمدينة أرواد على ساحل فينيقية (1 مك 15: 23).
أراري
ومعناها “الجبلي”، وهي لقب آخيآم بن شارار أحد أبطال داود الملك، ويذكر في سفر الأخبار “أخيآم بن ساكار الهراري” (1 أخ 11: 35).
أَرَاسْتُس | أَرَسْطُوس
Erastus اسم يوناني معناه “محبوب” وهاتان الصورتان المختلفتان هما لاسم واحد في الأصل اليوناني. وكان أرسطوس واحدًا من رفاق بولس الذين كانوا يخدمونه، وقد أرسله بولس في رفقة تيموثاوس من أفسس إلى مكدونية (أعمال 19: 22) ويغلب على الظن أنه هو نفس أراستس الذي بقي في كورنثوس بعد أن تركها بولس للمرة الأخيرة (2 تيموثاوس 4: 20) ويظن البعض أنه نفس أراستس خازن المدينة في كورنثوس. وكان مسيحيًا وقد أرسل سلامه إلى بولس في رومية (رومية 16: 23). وقد وجد في خرائب كورنثوس نقش على البلاط يذكر أن أراستس هو الذي رصف المدينة على نفقته. ويظن أنه هو نفس الشخص المذكور آنفًا.
هو أحد الـ 70 رسول.
أرض أرام
ولفظه في الآكادية “أرامو” وربما كان معناه “الأرض المرتفعة” وقد ورد اللفظ فيما يلي:
أرض أرام وقد سكنها الأراميون وكانت تمتد من جبال لبنان في الغرب إلى ما وراء الفرات في الشرق، ومن جبال طوروس في الشمال إلى دمشق وما وراءها في الجنوب. وقد أطلق على هذا الإقليم اسم “سوريا” في الترجمة اليونانية للكتاب المقدس (السبعينية). وقد وصل تارح وأسرته من أور الكلدانيين إلى حاران وهي إحدى مدن أرام (تك 11: 31) وقد دعي إبراهيم “أراميًا تائهًا” لأنه خرج من حاران إلى كنعان (تثنية 26: 5) وقد ظهرت عدة ولايات أرامية في نفس الوقت الذي نشأت فيه مملكة في أرض إسرائيل. وهذه الدويلات الأرامية التي ظهرت في ذلك الحين:
أرام النهرين.
أرام دمشق.
أرام صوبة | أرام صوبا.
أرام معكة.
أرام جشور.
أرام بيت رحوب.
أرام النهرين
ولفظه في الآكادية “أرامو” وربما كان معناه “الأرض المرتفعة” وقد ورد اللفظ فيما يلي: وهي دويلة من أرض أرام: -.
الإنجليزية: Mesopotamia (ميزوبوتاميا – بلاد الرافدين)، القبطية: Mecopotamia.
أرام النهرين (تك 24: 10) والنهران هما الدجلة والفرات. ويظن البعض أنهما نهرا خابور والفرات. وكان فدَّان أرام يقع في هذا الإقليم (تك 28: 2 و5) وقد سكن ناحور بن تارح ونسله في مدينة حاران في فدَّان أرام (تك 29: 4 و5) وقد دعا العبرانيون هذه البقعة “أرام التي في عبر النهر” (2صم 10: 16) وفي هذا الإقليم كانت تقع مدينتا “نصيبين” و “الرها” اللتين اشتهرتا كمركزين للثقافة والآداب السريانية.
أرام ابن شامر، من نسل أشير
ولفظه في الآكادية “أرامو” وربما كان معناه “الأرض المرتفعة” وقد ورد اللفظ فيما يلي:
رجل من نسل أشير وكان اسم أبيه شامر (1 أخبار 7: 34).
أرام | رام | ابن حصرون، أبو عميناداب
ولفظه في الآكادية “أرامو” وربما كان معناه “الأرض المرتفعة” وقد ورد اللفظ فيما يلي:
وردت أرام كالصيغة اليونانية لاسم “رام” في العبرية (مت 1: 3 و4 ولو 3: 33) وهو ابن حصرون وأبو عميناداب.
أرئيلي
ولعل معناه “أسد الله” أو “موقد الله” وهو اسم أحد أبناء جاد بن يعقوب (تك 46: 16، عد 16: 17).
إربًا اربا
يقطعه إربًا إربًا، أي يقطعه عضوًا فعضوًا أو قطعًا صغيرة (دانيال 2: 5، 3: 29).
أربيل | أربئيل
ويذكر هذا المكان في سفر المكابيين الأول (9: 1 و2)، كما يذكره يوسيفوس في وصفه لمسيرة جيش بكيديس، بأنه المكان الذي عسكروا فيه. ويذكر سفر المكابيين أن ديمتريوس أرسل إلى أرض يهوذا بكيديس وألكيمس، فانطلقا في طريق جلجالا، نزلا عند مشآلوت بأربيل فاستوليا عليها وأهلكا نفوسًا كثيرة. ويقول يوسيفوس إن بكيديس زحف من أنطاكية إلى يهوذا، ونصب خيامه في أربيل مدينة في الجليل، وحاصرها وأسر من كانوا في الكهوف (لأن شعبًا كثيرًا هرب إلى هذه الكهوف)، ثم توجه مسرعًا ليصل إلى أورشليم. ومن هذه الكهوف القريبة من قرية أربيل في الجليل طرد هيرودس اللصوص وقطاع الطرق. ويقول يوسيفوس إن هيرودس حصن هذه الكهوف المجاورة لأربيل في الجليل الأسفل بالقرب من بحيرة جنيسارت.
وما قاله يوسيفوس يشير بوضوح إلى الكهوف التي في المنحدر والتي تشكل الحائط الجنوبي للغور العظيم في “وادي الحمام” الذي يتصل بسهل جنيسارت غربي قرية المجدل، ومازالت هذه الكهوف المعدة بعناية لاستخدامها مخبأ يمكن الدفاع عنه، تسمي “بقلعة ابن معان”، وعلى قمتها تقع أطلال أربيل أو أربد (فكلا الاسمين يستخدمان حتى اليوم). وهي بلا شك نفس أربلا التي ذكرها يوسيفوس. وليس من المستبعد أن يكون جيش أنطاكية قد مر بهذا الطريق. على أي حال لم يكتشف إلى الآن في تلك المنطقة مكان له اسم شبيه “بمشآلوت”، ويظن روبنسون أن كلمة “مشآلوت” قد تكون هي الكلمة العبرية التي تعني “دركات السلم أو طوابق أو شرفات” مما يحتمل معه أنها تشير إلى الحصن الموجود في الصخور.
ولنذكر أن كاتب سفر المكابيين يرجع إلى تاريخ أسبق من يوسيفوس، وبناءً على ما جاء فيه، لا بد أن بكيديس قد عبر سهل ازدرالون وسار في الطريق جنوبًا إلى السامرة، وتكون جلجالا هي “جلجيليا” على بعد ثمانية أميال شمالي بيت لحم، وتكون مشآلوت هي “مسلة” التي تبعد ثلاثة أميال إلى الجنوب الشرقي من دوثان. ويذكر يوسابيوس “أربلًا” في السهل العظيم على بعد تسعة أميال من “لجون”، ولكن لا يعلم مكانها الآن. وعبارة “بأربيل” قد تعنى أن ما شآلوت كانت موجودة في إقليم أربيل، ولكن لا يوجد أي أثر لهذا الاسم في جميع الجهات المجاورة. ولا بد أن الجيش أخذ أحد هذين الطريقين. ومع أنه لا يمكن الجزم بشيء، إلا أنه لا يمكن رفض ما ذكره يوسيفوس بسبب معرفته الجيدة بتلك الأماكن وبالتاريخ أيضًا.
وبيت أربئيل أو “بيت الله” اسم مدينة أخربها شلمان في يوم الحرب، وهي أربد الحالية شرقي بحيرة طبرية (هو 10: 14).
أرتاس الملك العربي
وهو اسم شائع بين أمراء العرب، ومعناه “الفاضل” أو “المَرْضِي عنهُ”، وَيَرِد كثيرًا في المؤلفات الكتابية وفي يوسيفوس:
يُطْلَق هذا الاسم في سفر المكابيين الثاني (5: 8) على ملك عربي كان معاصرًا لأنطيوكس أبيفانوس (حوالي 170 ق. م.) وقد هرب من وجهه ياسون رئيس الكهنة الدموي حتى مات في أرض مصر.
أرتاس أوبوداس
وهو اسم شائع بين أمراء العرب، ومعناه “الفاضل” أو “المَرْضِي عنهُ”، وَيَرِد كثيرًا في المؤلفات الكتابية وفي يوسيفوس:
هناك ملك عربي آخر بنفس الاسم، ويلقب “اوبوداس” هزم انطيوكس ديونسيوس، واستولي على سوريا الداخلية ودمشق، واشترك مع هركانوس في حربه ضد أخيه ارستوبولس والاستيلاء على العرش اليهودي، ولكن ارستوبولس وسكورس القائد الروماني هزماهما هزيمة منكرة، وواصل سكورس الزحف على البلاد العربية حتى اضطر أرتاس إلى عقد صلح مجحف به، ودفع له ثلاثمائة وزنة من الفضة. وهناك دينار تذكاري منقوش على جانب منه عجلة حربية رومانية كاملة العدة، وعلى الجانب الآخر جمل يركع بجانبه أعرابي يحمل عودًا من البخور.
أرتاس أنياس
وهو اسم شائع بين أمراء العرب، ومعناه “الفاضل” أو “المَرْضِي عنهُ”، وَيَرِد كثيرًا في المؤلفات الكتابية وفي يوسيفوس:
خلف “أوبوداس” شخص اسمه “أنياس” وهو المُشار إليه باسم “الحارث” في العهد الجديد (2 كو 11: 32، أع 9: 24) وقد كان حما هيرودس أنتيباس الذي طلق زوجته ليتزوج هيروديا امرأة أخيه فيلبس (مت 14: 3، مرقس 6: 17، لو 3: 19). ويروى لنا يوسيفوس بالتفصيل الأحداث التي أدت إلى تصرف هيرودس على هذا المنوال وما نتج عنها. فقد حدث نزاع على الحدود بينهما وقامت حرب ضروس بينهما انهزم فيها أنتيباس هزيمة نكراء حتى اضطر للاستنجاد بالرومان، فأمر طيباريوس قيصر فيتليوس واليه على سوريا، أن يحارب أرتاس وان يسلمه حيًا أو ميتًا ليد الامبراطور، وبينما كان فيتليوس في طريقه إلى أورشليم، نما إليه خبر وفاة طيباريوس في 16 مارس 37 م، فأوقف زحفه. وبناء على ما جاء في رسالة بولس الرسول الثانية إلى الكنيسة في كورنثوس (11: 32) كان أرتاس (الحارث) قد استعاد دمشق عندما هرب بولس منها، ليس عقب تجديده مباشرة، ولكن في زيارة تالية لدمشق بعد اقامته في العربية (غل 1: 16 و17). ومن غير المحتمل أن يكون أرتاس قد استولي على دمشق عنوة، مع القوة القاهرة التي كانت لروما. والصورة التي يرسمها يوسيفوس للأحداث تبين أن موقف أرتاس كان سلبيًا أكثر منه إيجابيًا، فالأرجح أن كاجوس كاليجولا، الإمبراطور الجديد، أراد أن يستتب الهدوء في سوريا فمنح دمشق لأرتاس حيث أنها كانت تابعة له من قبل. وحيث أن طيباريوس مات 37 م، وقد انتهت المشكلة العربية نهائيًا في سنة 39 م، فلا بد أن بولس قد تجدد فيما بين 34، 36 م، ويؤيد ذلك وجود قطعة من عملات دمشق عليها اسم الملك أرتاس ومؤرخه 101، فإذا كان هذا التاريخ يرجع إلى عصر بومبي، فإنه يدل على عام 37 م، مما يدل على أن بولس قد تجدد في سنة 34 م.
الأرتاج | رتج
رتج الباب رُتجانا أغلقه، والرتاج هو المغلاق أو ما يغلق به الباب، وجمعه “أرتاج”. ويقول المرنم: “ارفعن أيتها الأرتاج رؤوسكن، وارتفعن أيتها الأبواب الدهريات فيدخل ملك المجد” (مز 24: 7 و9). ويرى البعض أن هذا المزمور ربما كتب بمناسبة الآتيان بتابوت العهد إلى مدينة صهيون (أخ 15: 28)، ويرى البعض فيه نبوة على قيامة المسيح من الأموات وصعوده إلى المجد (أع 1: 9 – 11).
أَرْتَحْشَشْتَا | أَرْتَحْشَسْتَا
Ἀρταξέρξης – Artaxerxes.
“أرتحششتا” و “أرتحشستا” هما صورتان لاسم واحد في الأصل العِبري، ولفظه في الفارسية القديمة “أرتكسشثرا” Artaxerxes I of Persia ومعناه “الذي يعطي القانون المقدس السيادة” أو “ملك عظيم”.
وقد ورد اسمًا لملكين (أو ثلاثة من ملوك فارس): أولهما هو الابن الثالث للملك زركسيس (أحشويرش – عزرا 4: 7 – 23) وقد خلف أباه على عرش الفرس وحكم من عام 465 إلى عام 424 ق. م. ويدعى μακρόχειρ “لونجمانوس” Longimanus أي “طويل الباع”. وقد أمر في أول عهده بمنع الاستمرار في بناء الهيكل في أورشليم (عزرا 4: 7) ولكنه عاد فيما بعد وأذن بالاستمرار في البناء (عزرا 6: 14). وفي السنة السابعة من ملكه أذن لعزرا أن يعود ومعه عدد كبير من المسبيين إلى أورشليم (عزرا 7: 1 و11 و12 و21 و8: 1). وقد يظن بعض العلماء أن عزرا قام بنشاطه في زمن حكم أرتحشستا الثاني (404 – 358 ق. م.) ولكن هذا الأمر يعوزه الدليل ولا يستقيم مع النصوص الكتابية.
وفي السنة العشرين من ملكه (445 ق. م) أذن لنحميا، الذي كان يعمل ساقيًا له، أن يذهب إلى أورشليم، وأن يبني سور المدينة (نح 2: 1) وفي السنة الثانية والثلاثين من ملكه أيضًا (433 ق. م.) أذن لنحميا أن يذهب إلى أورشليم مرة ثانية. وعينه حاكمًا على المدينة (نح 13: 6).
ويتفق الجميع على أن أرتحشستا الذي كان عزرا ونحميا من رجال حاشيته هو أرتحشستا الأول ابن أحشويرش (المذكور في عزرا 4: 7 – 23، وهو أحشويرش أستير). وقد ولَّاه على العرش أرتاباتوس الذي اغتال أحشويرش، وبعد توليه العرش بقليل قتل أخاه الكبير داريوس، ثم بعدها بقليل قتل أرتاباتوس الذي لعله كان يهدف إلي أن يجعل من نفسه ملكًا – فثار هستاسبس – الأخ الثاني، الذي لعله كان واليًا على “باكتريا” عند موت أبيه – ولكنه بعد دخوله في معركتين فقد مركزه ولعله فقد حياته أيضًا.
وقد ذكر المؤرخون اليونان أن أرتحشستا أخمد ثورة قامت في مصر عام 460 ق. م. وأخرى في سوريا عام 448 ق. م.، حيث تعرض مُلك أرتحشستا مرة أخرى للتهديد، بقيام ثورة في مصر في سنة 460 ق. م، ثم في سوريا في سنة 448 ق. م. وقد ساعد الأثينيون المصريين، الذين ثاروا بقيادة أناريوس وأميرتايوس، ولكن أرتحشستا أخمد ثورتهم بعد كفاح شديد استمر خمس سنوات بقيادة القائد الفارسي الكبير ميجابيزوس. وبعد أن استعاد أرتحشستا حكم مصر، خاف أن يستولي الأثينيون على قبرص نهائيًا، فعقد معهم صلح كالياس، وبه استعاد جزيرة قبرص، ولكنه وعد أن يمنح الحرية للمدن اليونانية في أسيا الصغرى. وبعد ذلك بقليل قام ميجابيزوس بثورة في سوريا، وأجبر ملكه على عقد صلح معه بناء على شروطه، وعاش بعد ذلك ومات وهو مرضي عنه من مليكه المهزوم. ثم ثار زوبيروس بن ميحابيزوس، عندما كان واليًا على ليكيا وكاريا، وقد عاونه في ذلك اليونانيون. ويظن البعض أن خراب أورشليم المذكور في نحميا، حدث في أثناء ثورة ميجابيزوس. ومات أرتحشستا الأول في 424 ق. م، وخلفه ابنه أحشوريرش الثاني، ثم ابنان آخران هما سوجديانوس وأوكوس الذي تسمي باسم داريوس الذي يلقبه اليونانيون باسم “نوثوس”.
ومما يؤيد أن أرتحشستا المذكور في نحميا هو أرتحشستا الأول، ما جاء في برديات جزيرة الفيلة (عند أسوان) من أنه في 408 ق. م. كان سنبلط رجلًا متقدمًا في الأيام وقد أوكل مهامه كحاكم للسامرة إلى ابنته، وحيث أن سنبلط كان في شرخ الشباب في وقت نحميا، فليس من الجائز أن نخلط بين أرتحشستا الأول الذي كان في أيامه، مع أرتحشستا الثاني أو الثالث. وقد جاء عزرا إلى أورشليم في سنة 458 ق. م أي في السنة السابعة للملك أرتحشستا الأول (عز 7: 7) وجاء نحميا في سنة 445 ق. م أي في السنة الثانية عشرة لنفس الملك (نح 1: 1). وقد عامل أرتحشستا اليهود معاملة كريمة وأصدر أمره سنة 445 ق. م لنحميا لإعادة بناء أورشليم، وأقامه واليًا عليها. ومن تلك السنة تبدأ السبعون أسبوعًا المذكورة في دانيال (9: 24 – 27).
الملكة امرأة أرتحشستا الملك
Artaxerxes’ Queen لم نعرف اسم هذه الملكة، وقرأنا عنها حينما كان نحميا يعمل ساقيًا للملك أَرْتَحْشَسْتَا، حيث كانت “الْمَلِكَةُ جَالِسَةٌ بِجَانِبِهِ” (سفر نحميا 2: 6).
إقليم أرجوب في باشان
اسم عبراني معناه “كتلة من الطين” وهو اسم:
إقليم في باشان يقع على حدود جشور ومعكة وكان كذلك ضمن ممتلكات عوج أثناء دخول إسرائيل أرض كنعان، وكان هذا الإقليم يشمل ستين مدينة حصينة في ذلك الحين. وقد استولى عليه يائير الذي من سبط منسى ولذا فقد دعي المكان “حؤوث يائير” (تثنية 3: 4 و13 و14 ويش 13: 30 و1 ملوك 4: 13).
أرجوب الذي قتله فقح مع فقحيا الملك
اسم عبراني معناه “كتلة من الطين” وهو اسم:
اسم رجل قتله فقح ابن رمليا، لما قتل فقحيا ملك إسرائيل في السامرة لِيَحِل محله (2 ملوك 15: 25).
أَرْخِبسُّ
Archippus معناه في اليونانية “المتسلط على الفَرَس” وهو مسيحي كان في كولوسي وربما كان ابن فليمون. وكان خادم الكنيسة في تلك المدينة. وقد أرسل بولس تحياته إليه (كولوسي 4: 17؛ فل 2).
نهر الأردن
1 – خصائص وادي الأردن الطبيعية:
يحتل وادي الأردن في جزئه الأدنى منخفضًا واضحًا في سطح الأرض، يصل إلى أقصى عمقه في البحر الميت الذي يبلغ عمق سطحه نحو 1300 قدم وعمق قاعه نحو 2600 قدم تحت مستوى سطح البحر أما جزء الحوض الذي يقع تحت مستوى سطح البحر فيبلغ نحو 100 ميل طولًا وبين 10 – 15 ميلًا عرضًا عند القاع، ويصل إلى ضعفي أو ثلاثة أضعاف هذه المسافة بين قمم الجبال والهضاب المحيطة به على كلا الجانبين. ولقد كان هذا المنخفض في عصور ما قبل التاريخ، في العصر الجليدي، مليئًا بالمياه لارتفاع يصل إلى 1400 قدم، ولكنها اختفت تدريجيًا نتيجة للبخر بعد أن سادت الظروف المناخية الحالية. وعلى ارتفاع نحو 650 من الأقدام، فوق سطح البحر الميت، تكونت طبقة ممتدة جدًا من المواد الرسوبية التي وإن بدت متقطعة على امتداد شواطئ البحر الميت، إلا أنها تمتد متصلة فوق قاع الوادي الذي يُدعي “الغور” بامتداد الشمال.
ويبلغ سمك هذه الرواسب من 100 – 200 قدم، وهي تتكون من مواد جاءت بها إلى الوادي، الروافد الجبلية المنحدرة من كل جانب حيث تقف المياه عند هذا المستوى المرتفع. ومن الطبيعي أن تنحدر هذه الرواسب تدريجيًا من جوانب النهر نحو الوسط فتترك المواد الغليظة بالقرب من الجوانب، بينما تتزايد المواد الراسبة مقابل مصبات الروافد الكبرى. وبعد أن كان الترسيب مستمرًا في البداية فوق كل الغور أو الوادي إلا أنه خف بعدئذ بسبب نهر الأردن وروافده، أما الأردن نفسه فقد شق له مجرى في وسط الرواسب الرخوة بعمق يبلغ حوالي 100 قدم، من بحيرة الجليل حتى البحر الميت لمسافة تبلغ – في خط مستقيم – نحو 70 ميلًا وقد كان هذا المجرى في البداية ضيقًا، ولكنه أخذ في الاتساع المستمر بسبب جريان المياه التي تتعرج من جانب إلى جانب وهي تحفر في ضفافه التي تتداعى في النهر وتندفع إلى البحر الميت. ويدعى هذا الوادي الضيق “بالزور” ويبلغ اتساع “الزور” في الوقت الحاضر نحو نصف الميل في المتوسط، ويشغل معظمه السهل الرسوبي الذي يمتد من ضفتي النهر إلى سفوح الجروف الرسوبية على كلا الجانبين. وتغطي هذا السهل الشجيرات والحلفاء حتى ليتعذر عمليًا اختراقه إلا للوحوش المفترسة التي استوطنته من أقدم العصور، مثل الأسود والنمور والخنازير البرية، كما تدل على ذلك الشواهد الكتابية. وعند حلول أشهر الربيع عندما تذوب الثلوج فوق جبل حرمون، وتنفجر السحب فتسكب فجأة سيولًا من المياه تغمر مجاري النهر، من هضبة جلعاد وجبال السامرة، فيفيض الأردن إلى شطوطه، أي أنه يغمر بمياهه هذا السهل الرسوبي فيطرد الوحوش لتجتاح الأماكن المجاورة لفترة وجيزة.
لقد تعرض قاع هذه البحيرة القديمة للتفتت بسبب جريان مياه الروافد التي تأتي من كلا الجانبين، وقد شقت لها مجاري عبر الغور بعمق يصل إلى نفس عمق الزور، ونتيجة لذلك فإن الطرق المؤدية للوادي تسير بمحاذاة سفوح الجبال على كلا الجانبين حتى تتفادى الهبوط المفاجئ في مجاري الروافد التي تبلغ أقصى عمقها بالقرب من مصباتها. كما أن هناك نتيجة طبيعية أخرى لهذه الخصائص الطبيعية، وهي أنه لا يمكن القيام بالزراعة ما لم تنقل المياه من المستويات العليا لمجاري الأنهار، لري المسطحات المستوية للغور. وهناك الكثير من بقايا هذه القنوات التي استخدمت للري في العصور السالفة، وأصبحت الآن أطلالًا غير مستخدمة. ويقدر “مريل” أن هناك نحو 200 ميل مربع من وادي الأردن، والتي يشبه سطحها المستوي سطح الفيافي التي يغطيها الكلا، خالية من الأحجار ويمكن زراعتها في الوقت الحاضر حتى تصبح مثمرة كوادي النيل.
ولكن منذ أقدم العصور كانت الزراعة في وادي الغور غير مستقرة بسبب غزوات قبائل البدو الذين كانوا يغيرون عليها من وقت لآخر من المناطق الصحراوية في الشرق.
2 – وصف وادي الأردن:
بفضل العمل المضني المتواصل من العلماء بيترى وفنسنت وألبرايت في دراسة الأواني الفخارية بفلسطين، أمكن الآن فهم الحضارة القديمة لوادي الأردن فهمًا جيدًا. ويقدم لنا الوصف التالي – بناء على المشاهدة من مكان قريب من “مدن السهل” (مدن الدائرة) – صورة واضحة للتحركات الأولى لسكان هذا الوادي، “فأول حضارة – لها اعتبارها – لهذه البلاد – ولا نقول أول من سكن فيها – كانت في وادي الأردن، فمعظم الأماكن القديمة في هذا الإقليم كانت آهلة بالسكان منذ العصر البرونزي، ولكن هجر معظمها منذ ذلك الحين. وفي الحقيقة – كما سنرى – كان سكان وادي الأردن في الألف السنة الثالثة قبل الميلاد، أكثر منهم في أي وقت آخر. وقد نزح السكان الأوائل إلى هذا الوادي، قبل أن يأتوا إلى سفوح حرمون بوقت طويل، وهناك بنوا أول مدينة لهم حيث عاشوا وكافحوا.
ويمكن تتبع مسار تاريخ هذا الوادي بسهولة، وسواء أكان تاريخًا جيدًا أو رديئًا، فلم يكن هناك مفر من استمراره لأنه منذ دخول الإنسان إلى هذا الوادي كان لا بد أن يستمر حتى النهاية.
وتكشف لنا الأواني الفخارية، أن شعب العصر البرونزي الأول، ومنذ بداية ذلك العصر، بل ولربما منذ الجزء الأخير من الألف الرابعة قبل الميلاد، تدفقوا في هذا الوادي حتى نهايته، ولهذا نجد على امتداد النهر صفًا من التلال مثل “تل النعامة” (وكما يبدو لي ليست هي التي ذكرت في اللوحة الإسرائيلية لمرنبتاح)، كذلك “تل آبل” (آبل بيت معكة – 1 مل 15: 20) “وتل الأوريمة” (كينيروت).
في طرف البحيرة، بيت شان (بيسان الحديثة) على نهر الجلود، حيث تعلو مرتفعاتها لتحمي الجانب الجنوبي لمفارق الطرق. لقد كانت في البداية أقل أهمية من “بيت يرة” عند أسفل البحيرة، ولكنها سرعان ما سادت على المنطقة وظلت تسيطر على طرق التجارة وعلى سهل يزرعيل ووادي الأردن الأدنى بعد أن طوى النسيان “بيت يره” تمامًا. أما الآن فلم تعد بيت يره وبيت شان سوى أكوام.
انتشر السكان من بيت شان وبامتداد الوادي في تجمعات صغيرة متشبثين بسفوح الجبال يحرسون المواقع الهامة ويستخدمون مياه وادي الأردن الوفيرة، حتى نصل إلى “كيكار” (أرض الدائرة العظيمة)، ذلك السهل الفسيح للأردن، الذي يبدأ بالقرب من أريحا ويحتوي في دائرته البحر الميت والسهل جنوبه. وبالإضافة إلى نهر الأردن، كانت “أرض الدائرة العظيمة” تروى من مجار وينابيع غزيرة مثل “عين السلطان” عند أريحا، “ووادي القلت” (ويقول التقليد إنه نهر كريث الذي اختبأ عنده إيليا). وأسفل ذلك بقليل “عين جدي” غربي البحر الميت، ووادي أرنون في الشرق. كذلك تتدفق المياه الغزيرة للأنهار الثلاثة المنحدرة من جبال موآب ذات الأحجار الرملية الحمراء، من الطرف الأدنى للوادي عند مدن الدائرة.
3 – أقسام وادي الأردن الثمانية:
يمكن تقسيم الوادي – كما يقول كوندر – إلى ثمانية أقسام:
أولًا – الجزء الواقع بين بانياس والحولة حيث يبلغ اتساعه نحو خمسة أميال تحف به صخور شديدة الانحدار يبلغ ارتفاعها نحو ألفي قدم على كلا الجانبين، تتخللها المستنقعات الواسعة.
ثانيًا – من الحولة إلى بحر الجليل حيث يسير المجرى بمحاذاة التلال الشرقية، وعلى بعد نحو أربعة أميال من سفوح التلال الغربية التي ترتفع نحو جبال “صفد” العالية، والتي يصل ارتفاعها إلى 3500 قدم فوق سطح البحيرة.
ثالثًا – الجزء الممتد نحو 13 ميلًا من الطرف الجنوبي لبحر الجليل إلى المناطق المتاخمة لبيسان، ويبلغ عرض الوادي في هذا الجزء نحو الميل ونصف الميل غربي النهر، ونحو ثلاثة أميال شرقًا. وترتفع الصخور المنحدرة لهضبة “كوكب الهوا” في الغرب إلى نحو 1800 قدم فوق سطح النهر.
رابعًا – تقع المنطقة الرابعة جنوبي بيسان، وتتكون من سهل غربي الأردن ويبلغ نحو 12 ميلًا طولًا وستة أميال عرضًا، حيث تمتد سلسلة التلال الشرقية مستقيمة. وتبعد سفوح الجبال عن النهر بنحو ميلين.
خامسًا – في الأماكن المتاخمة لبيسان، يبين المقطع المستعرض للسهل ثلاثة مستويات: الأول هو المستوى الذي تقع فيه بيسان على عمق نحو 300 قدم تحت مستوى سطح البحر، ثم مستوى الغور نفسه على عمق نحو 400 قدم من المستوى الأول بانحدار شديد، ثم يليه مستوى الزور أو الخندق الضيق وعرضه نحو نصف إلى ربع الميل، وينخفض عن المستوى الثاني بنحو 150 من الأقدام. ويمتد المستوى الأعلى غربًا حتى سفوح جلبوع حيث ينتهي تمامًا في الجنوب. أما في الشمال فإنه يرتفع تدريجيًا نحو هضبة “كوكب” ونحو النجود الغربية فوق بحر الجليل بنحو 1800 قدم فوق الأردن.
وبعد أن يترك النهر سهل بيسان يخترق واديًا ضيقًا يبلغ 12 ميلًا طولًا وميلين أو ثلاثة عرضًا حيث ترتفع الأرض نحو الغرب، إلى حوالي 500 قدم فوق سطح البحر. ويمتلئ سهل بيسان بينابيع المياه العذبة، وبعضها ينابيع حارة، ولكن تيارًا كبيرًا من المياه الملحة الدافئة يصب في وادي الملح في أقصى الشمال من هذا القسم الخامس.
سادسًا – في القسم السادس، وهو اقليم “دامية”، يتسع الوادي إلى ثلاثة أميال غربًا، وخمسة أميال شرقي الأردن، وهنا تبرز من ناحية الغرب صخرة “قرن سرطوبة” العظيمة كالبرج الشامخ على ارتفاع 2400 قدم فوق النهر.
سابعًا – بعبور جبل “قرن سرطوبة” نصل إلى القسم السابع، وهو واد متسع يمتد بالقرب من فزئيل “إلى عش الغراب” شمالي أريحا، ويصل اتساع الغور نفسه في هذه المنطقة إلى خمسة أميال غربي النهر، وإلى أكثر من ذلك في الشرق، وأما الخندق الأدني أو “الزور” فهو أكثر اتساعًا هنا أيضًا، كما أنه ينفصل عن الغور. ولقد اكتشف فريق المساحين ظاهرة جغرافية غريبة لهذا الإقليم، فإن فرعي “الفرا” و “العوجة” الوفيري المياه، لا يصبان مباشرة في الأردن بل ينحرفان جنوبًا نحو الميل إلى الغرب منه، ثم يجرى كل منهما نحو ستة أميال في موازاة النهر تقريبًا، وهكذا نجد أن مصب “الفرا” في الحقيقة يقع حيث يقع الوادي التالي كما في معظم الخرائط.
ثامنًا – أما القسم الثامن والأخير فهو سهل أريحا الذي يبلغ مع حوضه المقابل (غور السسبان) شرقي الأردن، أكثر من ثمانية أميال شمالًا وجنوبًا، وأكثر من 14 ميلًا عرضًا، والأردن في الوسط تقريبًا، أما الزور فيبلغ هنا نحو الميل عرضًا على عمق نحو 200 قدم أسفل سهل الغور المتسع.
4 – مناخ – حيوانات – نباتات وادي الأردن:
يعتبر مناخ وادي الأردن الأدنى أكثر من مداري، وذلك بسبب انخفاضه عن مستوى البحر ففي شهور الصيف قلما تقل درجة الحرارة عن 100 فهرنهيت، حتى بالليل. ولكن في شهور الشتاء، يكون النهار حارًا ولكن تنخفض درجة الحرارة ليلًا لتصل إلى 40 فهرنهيت.
أما حيوانات هذا الجزء من وادي الأردن وحول البحر الميت – فكما يقول الأستاذ ترسترام – هي نفسها التي تعيش الآن في إثيوبيا. فمن الحيوانات الثديية في هذا الإقليم، يوجد 34 نوعًا منها إثيوبية، 16 نوعًا هندية، رغم أنه لا يوجد الآن أي ارتباط بينه وبين إثيوبيا أو الهند. كما أن الأسماك في الأردن تبدو متجانسة جدًا مع كثير من الأنواع التي تعيش في النيل وفي بحيرات وأنهار أفريقيا المدارية. كذلك هناك أنواع كثيرة من الطيور التي تعيش في الحوض الأدنى وحول البحر الميت تشابه تلك التي تعيش في إثيوبيا والهند.
وكذلك فإن النبات لا يقل عن ذلك أهمية، فمن بين 162 نوعًا من النبات الموجودة في الركن الجنوبي الغربي للبحر الميت نجد 135 نوعًا تشابه الأنواع الأفريقية. ويغطي نبات البردي الذي تميزت به مصر زمنًا طويلًا، عدة أفدنة من مستنقعات بحيرة الحولة، وهو لا يوجد الآن في أفريقيا إلا في أعالي النيل، فيما وراء خط عرض 7 شمالًا. وأكثر الأشجار والنباتات المعروفة في وادي الأردن هي نبات زيت الخروع والدفل السام الذي ينمو بصفة خاصة حول أريحا، وأنواع عديدة من أشجار السنط، ونبات الكبر، وتفاح البحر الميت وأشجار الغاب العربية، والبلوط، وأنواع من البامبو المزهر، والريحان المصري (ويظن أنه هو بلسان جلعاد) ونبات “بوبيولس افراتيكا” (وهو نبات ينتشر في كل جهات أسيا الوسطى، ولكنه لا يوجد غربي الأردن) وغير ذلك من النباتات المدارية.
وادي الأردن
1 – خصائص وادي الأردن الطبيعية:
يحتل وادي الأردن في جزئه الأدنى منخفضًا واضحًا في سطح الأرض، يصل إلى أقصى عمقه في البحر الميت الذي يبلغ عمق سطحه نحو 1300 قدم وعمق قاعه نحو 2600 قدم تحت مستوى سطح البحر أما جزء الحوض الذي يقع تحت مستوى سطح البحر فيبلغ نحو 100 ميل طولًا وبين 10 – 15 ميلًا عرضًا عند القاع، ويصل إلى ضعفي أو ثلاثة أضعاف هذه المسافة بين قمم الجبال والهضاب المحيطة به على كلا الجانبين. ولقد كان هذا المنخفض في عصور ما قبل التاريخ، في العصر الجليدي، مليئًا بالمياه لارتفاع يصل إلى 1400 قدم، ولكنها اختفت تدريجيًا نتيجة للبخر بعد أن سادت الظروف المناخية الحالية. وعلى ارتفاع نحو 650 من الأقدام، فوق سطح البحر الميت، تكونت طبقة ممتدة جدًا من المواد الرسوبية التي وإن بدت متقطعة على امتداد شواطئ البحر الميت، إلا أنها تمتد متصلة فوق قاع الوادي الذي يُدعي “الغور” بامتداد الشمال.
ويبلغ سمك هذه الرواسب من 100 – 200 قدم، وهي تتكون من مواد جاءت بها إلى الوادي، الروافد الجبلية المنحدرة من كل جانب حيث تقف المياه عند هذا المستوى المرتفع. ومن الطبيعي أن تنحدر هذه الرواسب تدريجيًا من جوانب النهر نحو الوسط فتترك المواد الغليظة بالقرب من الجوانب، بينما تتزايد المواد الراسبة مقابل مصبات الروافد الكبرى. وبعد أن كان الترسيب مستمرًا في البداية فوق كل الغور أو الوادي إلا أنه خف بعدئذ بسبب نهر الأردن وروافده، أما الأردن نفسه فقد شق له مجرى في وسط الرواسب الرخوة بعمق يبلغ حوالي 100 قدم، من بحيرة الجليل حتى البحر الميت لمسافة تبلغ – في خط مستقيم – نحو 70 ميلًا وقد كان هذا المجرى في البداية ضيقًا، ولكنه أخذ في الاتساع المستمر بسبب جريان المياه التي تتعرج من جانب إلى جانب وهي تحفر في ضفافه التي تتداعى في النهر وتندفع إلى البحر الميت. ويدعى هذا الوادي الضيق “بالزور” ويبلغ اتساع “الزور” في الوقت الحاضر نحو نصف الميل في المتوسط، ويشغل معظمه السهل الرسوبي الذي يمتد من ضفتي النهر إلى سفوح الجروف الرسوبية على كلا الجانبين. وتغطي هذا السهل الشجيرات والحلفاء حتى ليتعذر عمليًا اختراقه إلا للوحوش المفترسة التي استوطنته من أقدم العصور، مثل الأسود والنمور والخنازير البرية، كما تدل على ذلك الشواهد الكتابية. وعند حلول أشهر الربيع عندما تذوب الثلوج فوق جبل حرمون، وتنفجر السحب فتسكب فجأة سيولًا من المياه تغمر مجاري النهر، من هضبة جلعاد وجبال السامرة، فيفيض الأردن إلى شطوطه، أي أنه يغمر بمياهه هذا السهل الرسوبي فيطرد الوحوش لتجتاح الأماكن المجاورة لفترة وجيزة.
لقد تعرض قاع هذه البحيرة القديمة للتفتت بسبب جريان مياه الروافد التي تأتي من كلا الجانبين، وقد شقت لها مجاري عبر الغور بعمق يصل إلى نفس عمق الزور، ونتيجة لذلك فإن الطرق المؤدية للوادي تسير بمحاذاة سفوح الجبال على كلا الجانبين حتى تتفادى الهبوط المفاجئ في مجاري الروافد التي تبلغ أقصى عمقها بالقرب من مصباتها. كما أن هناك نتيجة طبيعية أخرى لهذه الخصائص الطبيعية، وهي أنه لا يمكن القيام بالزراعة ما لم تنقل المياه من المستويات العليا لمجاري الأنهار، لري المسطحات المستوية للغور. وهناك الكثير من بقايا هذه القنوات التي استخدمت للري في العصور السالفة، وأصبحت الآن أطلالًا غير مستخدمة. ويقدر “مريل” أن هناك نحو 200 ميل مربع من وادي الأردن، والتي يشبه سطحها المستوي سطح الفيافي التي يغطيها الكلا، خالية من الأحجار ويمكن زراعتها في الوقت الحاضر حتى تصبح مثمرة كوادي النيل.
ولكن منذ أقدم العصور كانت الزراعة في وادي الغور غير مستقرة بسبب غزوات قبائل البدو الذين كانوا يغيرون عليها من وقت لآخر من المناطق الصحراوية في الشرق.
2 – وصف وادي الأردن:
بفضل العمل المضني المتواصل من العلماء بيترى وفنسنت وألبرايت في دراسة الأواني الفخارية بفلسطين، أمكن الآن فهم الحضارة القديمة لوادي الأردن فهمًا جيدًا. ويقدم لنا الوصف التالي – بناء على المشاهدة من مكان قريب من “مدن السهل” (مدن الدائرة) – صورة واضحة للتحركات الأولى لسكان هذا الوادي، “فأول حضارة – لها اعتبارها – لهذه البلاد – ولا نقول أول من سكن فيها – كانت في وادي الأردن، فمعظم الأماكن القديمة في هذا الإقليم كانت آهلة بالسكان منذ العصر البرونزي، ولكن هجر معظمها منذ ذلك الحين. وفي الحقيقة – كما سنرى – كان سكان وادي الأردن في الألف السنة الثالثة قبل الميلاد، أكثر منهم في أي وقت آخر. وقد نزح السكان الأوائل إلى هذا الوادي، قبل أن يأتوا إلى سفوح حرمون بوقت طويل، وهناك بنوا أول مدينة لهم حيث عاشوا وكافحوا.
ويمكن تتبع مسار تاريخ هذا الوادي بسهولة، وسواء أكان تاريخًا جيدًا أو رديئًا، فلم يكن هناك مفر من استمراره لأنه منذ دخول الإنسان إلى هذا الوادي كان لا بد أن يستمر حتى النهاية.
وتكشف لنا الأواني الفخارية، أن شعب العصر البرونزي الأول، ومنذ بداية ذلك العصر، بل ولربما منذ الجزء الأخير من الألف الرابعة قبل الميلاد، تدفقوا في هذا الوادي حتى نهايته، ولهذا نجد على امتداد النهر صفًا من التلال مثل “تل النعامة” (وكما يبدو لي ليست هي التي ذكرت في اللوحة الإسرائيلية لمرنبتاح)، كذلك “تل آبل” (آبل بيت معكة – 1 مل 15: 20) “وتل الأوريمة” (كينيروت).
في طرف البحيرة، بيت شان (بيسان الحديثة) على نهر الجلود، حيث تعلو مرتفعاتها لتحمي الجانب الجنوبي لمفارق الطرق. لقد كانت في البداية أقل أهمية من “بيت يرة” عند أسفل البحيرة، ولكنها سرعان ما سادت على المنطقة وظلت تسيطر على طرق التجارة وعلى سهل يزرعيل ووادي الأردن الأدنى بعد أن طوى النسيان “بيت يره” تمامًا. أما الآن فلم تعد بيت يره وبيت شان سوى أكوام.
انتشر السكان من بيت شان وبامتداد الوادي في تجمعات صغيرة متشبثين بسفوح الجبال يحرسون المواقع الهامة ويستخدمون مياه وادي الأردن الوفيرة، حتى نصل إلى “كيكار” (أرض الدائرة العظيمة)، ذلك السهل الفسيح للأردن، الذي يبدأ بالقرب من أريحا ويحتوي في دائرته البحر الميت والسهل جنوبه. وبالإضافة إلى نهر الأردن، كانت “أرض الدائرة العظيمة” تروى من مجار وينابيع غزيرة مثل “عين السلطان” عند أريحا، “ووادي القلت” (ويقول التقليد إنه نهر كريث الذي اختبأ عنده إيليا). وأسفل ذلك بقليل “عين جدي” غربي البحر الميت، ووادي أرنون في الشرق. كذلك تتدفق المياه الغزيرة للأنهار الثلاثة المنحدرة من جبال موآب ذات الأحجار الرملية الحمراء، من الطرف الأدنى للوادي عند مدن الدائرة.
3 – أقسام وادي الأردن الثمانية:
يمكن تقسيم الوادي – كما يقول كوندر – إلى ثمانية أقسام:
أولًا – الجزء الواقع بين بانياس والحولة حيث يبلغ اتساعه نحو خمسة أميال تحف به صخور شديدة الانحدار يبلغ ارتفاعها نحو ألفي قدم على كلا الجانبين، تتخللها المستنقعات الواسعة.
ثانيًا – من الحولة إلى بحر الجليل حيث يسير المجرى بمحاذاة التلال الشرقية، وعلى بعد نحو أربعة أميال من سفوح التلال الغربية التي ترتفع نحو جبال “صفد” العالية، والتي يصل ارتفاعها إلى 3500 قدم فوق سطح البحيرة.
ثالثًا – الجزء الممتد نحو 13 ميلًا من الطرف الجنوبي لبحر الجليل إلى المناطق المتاخمة لبيسان، ويبلغ عرض الوادي في هذا الجزء نحو الميل ونصف الميل غربي النهر، ونحو ثلاثة أميال شرقًا. وترتفع الصخور المنحدرة لهضبة “كوكب الهوا” في الغرب إلى نحو 1800 قدم فوق سطح النهر.
رابعًا – تقع المنطقة الرابعة جنوبي بيسان، وتتكون من سهل غربي الأردن ويبلغ نحو 12 ميلًا طولًا وستة أميال عرضًا، حيث تمتد سلسلة التلال الشرقية مستقيمة. وتبعد سفوح الجبال عن النهر بنحو ميلين.
خامسًا – في الأماكن المتاخمة لبيسان، يبين المقطع المستعرض للسهل ثلاثة مستويات: الأول هو المستوى الذي تقع فيه بيسان على عمق نحو 300 قدم تحت مستوى سطح البحر، ثم مستوى الغور نفسه على عمق نحو 400 قدم من المستوى الأول بانحدار شديد، ثم يليه مستوى الزور أو الخندق الضيق وعرضه نحو نصف إلى ربع الميل، وينخفض عن المستوى الثاني بنحو 150 من الأقدام. ويمتد المستوى الأعلى غربًا حتى سفوح جلبوع حيث ينتهي تمامًا في الجنوب. أما في الشمال فإنه يرتفع تدريجيًا نحو هضبة “كوكب” ونحو النجود الغربية فوق بحر الجليل بنحو 1800 قدم فوق الأردن.
وبعد أن يترك النهر سهل بيسان يخترق واديًا ضيقًا يبلغ 12 ميلًا طولًا وميلين أو ثلاثة عرضًا حيث ترتفع الأرض نحو الغرب، إلى حوالي 500 قدم فوق سطح البحر. ويمتلئ سهل بيسان بينابيع المياه العذبة، وبعضها ينابيع حارة، ولكن تيارًا كبيرًا من المياه الملحة الدافئة يصب في وادي الملح في أقصى الشمال من هذا القسم الخامس.
سادسًا – في القسم السادس، وهو اقليم “دامية”، يتسع الوادي إلى ثلاثة أميال غربًا، وخمسة أميال شرقي الأردن، وهنا تبرز من ناحية الغرب صخرة “قرن سرطوبة” العظيمة كالبرج الشامخ على ارتفاع 2400 قدم فوق النهر.
سابعًا – بعبور جبل “قرن سرطوبة” نصل إلى القسم السابع، وهو واد متسع يمتد بالقرب من فزئيل “إلى عش الغراب” شمالي أريحا، ويصل اتساع الغور نفسه في هذه المنطقة إلى خمسة أميال غربي النهر، وإلى أكثر من ذلك في الشرق، وأما الخندق الأدني أو “الزور” فهو أكثر اتساعًا هنا أيضًا، كما أنه ينفصل عن الغور. ولقد اكتشف فريق المساحين ظاهرة جغرافية غريبة لهذا الإقليم، فإن فرعي “الفرا” و “العوجة” الوفيري المياه، لا يصبان مباشرة في الأردن بل ينحرفان جنوبًا نحو الميل إلى الغرب منه، ثم يجرى كل منهما نحو ستة أميال في موازاة النهر تقريبًا، وهكذا نجد أن مصب “الفرا” في الحقيقة يقع حيث يقع الوادي التالي كما في معظم الخرائط.
ثامنًا – أما القسم الثامن والأخير فهو سهل أريحا الذي يبلغ مع حوضه المقابل (غور السسبان) شرقي الأردن، أكثر من ثمانية أميال شمالًا وجنوبًا، وأكثر من 14 ميلًا عرضًا، والأردن في الوسط تقريبًا، أما الزور فيبلغ هنا نحو الميل عرضًا على عمق نحو 200 قدم أسفل سهل الغور المتسع.
4 – مناخ – حيوانات – نباتات وادي الأردن:
يعتبر مناخ وادي الأردن الأدنى أكثر من مداري، وذلك بسبب انخفاضه عن مستوى البحر ففي شهور الصيف قلما تقل درجة الحرارة عن 100 فهرنهيت، حتى بالليل. ولكن في شهور الشتاء، يكون النهار حارًا ولكن تنخفض درجة الحرارة ليلًا لتصل إلى 40 فهرنهيت.
أما حيوانات هذا الجزء من وادي الأردن وحول البحر الميت – فكما يقول الأستاذ ترسترام – هي نفسها التي تعيش الآن في إثيوبيا. فمن الحيوانات الثديية في هذا الإقليم، يوجد 34 نوعًا منها إثيوبية، 16 نوعًا هندية، رغم أنه لا يوجد الآن أي ارتباط بينه وبين إثيوبيا أو الهند. كما أن الأسماك في الأردن تبدو متجانسة جدًا مع كثير من الأنواع التي تعيش في النيل وفي بحيرات وأنهار أفريقيا المدارية. كذلك هناك أنواع كثيرة من الطيور التي تعيش في الحوض الأدنى وحول البحر الميت تشابه تلك التي تعيش في إثيوبيا والهند.
وكذلك فإن النبات لا يقل عن ذلك أهمية، فمن بين 162 نوعًا من النبات الموجودة في الركن الجنوبي الغربي للبحر الميت نجد 135 نوعًا تشابه الأنواع الأفريقية. ويغطي نبات البردي الذي تميزت به مصر زمنًا طويلًا، عدة أفدنة من مستنقعات بحيرة الحولة، وهو لا يوجد الآن في أفريقيا إلا في أعالي النيل، فيما وراء خط عرض 7 شمالًا. وأكثر الأشجار والنباتات المعروفة في وادي الأردن هي نبات زيت الخروع والدفل السام الذي ينمو بصفة خاصة حول أريحا، وأنواع عديدة من أشجار السنط، ونبات الكبر، وتفاح البحر الميت وأشجار الغاب العربية، والبلوط، وأنواع من البامبو المزهر، والريحان المصري (ويظن أنه هو بلسان جلعاد) ونبات “بوبيولس افراتيكا” (وهو نبات ينتشر في كل جهات أسيا الوسطى، ولكنه لا يوجد غربي الأردن) وغير ذلك من النباتات المدارية.
عبر الأردن
تستخدم عبارة “عبر الأردن” للدلالة على المنطقة الواقعة شرقي نهر الأردن، وتقطعها جملة أغوار، البعض منها تجري فيه المياه على الدوام، وهي غنية بمحاصيلها من الحبوب، ولو بدون ري. وفلسطين عمومًا هضبة يتراوح ارتفاعها بين 2,000 – 3,000 قدم وترتفع بعض القمم إلى حوالي 5,000 قدم.
وقد يطلق اسم جلعاد على كل فلسطين الشرقية (تث 34: 1؛ يش 22: 9). وفي العصر اليوناني، كان يطلق عليها “كولي سوريا” أي سوريا الداخلية. وعلى وجه العموم فإن “عبرالأردن” يشمل المنطقة من دان في أقصى الشمال إلى حدود مصر والسعودية في الجنوب والجنوب الشرقي. أما في الشرق فإنها تتاخم العراق والسعودية. وكان “عبر الأردن” في العهد القديم يشمل أدوم (جنوبي البحر الميت) وموآب وعمون وجلعاد وباشان.
وترد أقدم الإشارات إلى تلك المنطقة في سفر التكوين (13: 10؛ 14: 12؛ 32: 10). وقد تم اكتشاف “طريق الملك”، طريق ملوك المشرق، الذي رفض ملك أدوم عبور بني إسرائيل فيه. ومن مناجمها كان يستخرج الحديد والنحاس (تث 8: 9). وقد استخرج الملك سليمان النحاس من مناجم عصيون جابر.
وتقع موآب في شمالي أدوم، وفيها يوجد جبل نبو (قرب الطرف الشمالي للبحر الميت)، هناك رأى موسى كل أرض الموعد. وفي موآب وقعت أحداث الجزء الأول من قصة راعوث، وإلى تلك البقعة هرب داود من وجه شاول (1 صم 22: 3 وما بعده). وفي تلك المنطقة حاول يهورام ملك إسرائيل بمعاونة يهوشافاط ملك يهوذا، أن يخضع ميشا ملك موآب صاحب حجر موآب الشهير (2 مل 3).
وتقع جلعاد بين أرنون واليرموك، ومملكة سيحون (عد 21: 21، تث 2: 26) الذي رفض عبور بني إسرائيل في أرضه، وهي المنطقة التي وقعت نصيبًا لرأوبين وجاد (تث 3، يش 13)، وإليها هرب داود مرة ثانية من وجه ابنه أبشالوم (2 صم 17).
وإلى الغرب من جلعاد وشمالي أرنون، كان بنو عمون، وكانت باشان في أقصى الشمال، وكانت تشتهر بمواشيها السمينة (عاموس 4: 1)، واشتهر ملكها عوج بسريره من الحديد (عد 21: 33، تث 3: 1 – 11، يش 12: 4)، وفيها استوطن نصف سبط منسى (تث 3: 13 يش 13) من اليبوق إلى كل باشان.
وفي أيام العهد الجديد، كانت “بيرية” تطلق على منطقة في شرقي الأردن، وكانت هي الطريق الذي يشقه اليهودي المتزمت في ذهابه من الجليل في الشمال إلى اليهودية في الجنوب، لكي لا يتنجس بمرورة في السامرة (انظر يوحنا 4). وفي الشمال كانت تقع “ديكابوليس” (العشر المدن)، وكانت تكؤّن اتحادًا تجاريًا من عشر مدن في القرن الأول، تسعة منها في شرقي الأردن، والعاشرة (بيت شان) في الغرب، وقد تكّون الاتحاد لحماية التجارة من الناهبين وقطاع الطرق. وكان هناك عداء شديد بين العشر المدن وبين النبطيين واليهود. وفي العصر المكابي استطاع اليهود في القرن الثاني قبل الميلاد أن يسيطروا على منطقة كبيرة من شرقي الأردن من “جدرا” في الشمال إلى “مكاروس” في الجنوب، وحصنوها جيدًا ضد النبطيين. وفي سنة 106 م. جعلت روما بلاد النبطيين جزءًا من الإقليم العربي.
أرساكيس
ومعناها بالفارسية القديمة “بطل” وهو لقب ملوك أسرة فارسية. ورد ذكره في (سفر المكابين الأول 14: 1 – 3؛ 15: 22) في علاقته بديمتريوس أحد ملوك سوريا من السلوقيين، وكان خليفة لأنطيوكس أبيفانوس مضطهد اليهود، والذي أثار عصيان اليهود بزعامة المكابيين. وكان أرساكيس هذا هو سادس ملوك تلك الأسرة التي أسسها أرساكيس الأول في 250 ق. م، الذي ثار على أنطيوكس ثيوس وقتل الوالي السوري وأسس هو وخليفته تيريداتس الأول مملكة فارسية مستقلة. وحوالي 243 ق. م أضاف تيريداتس هيركانيا إلى حكمة، ولكن لم تهدد مملكة فارس كيان المملكة السلوقية إلا في حكم أرساكيس السادس، الذي كان اسمه قبل أن يعتلي الملك، ميثريداتس، وقد غزا باكتيريا وميديا وأرمينية وعيلام وبابل، وأصبح منافسًا خطيرًا لروما نفسها. وقد هاجمه ديمتريوس نيكاتور ملك سوريا في 141 ق. م. وبناء على ما جاء بالمكابيين الأول (14: 1 – 3) أرسل أرساكيس أحد قواده فضرب جيوش ديمتريوس، وقبض عليه حَّيا وأتى به إلى ارساكيس الذي وضعه في السجن، وقد عومل الملك الأسير في البداية معاملة قاسية، فكان يساق في مواكب النصر من مدينة إلى مدينة ليستعرضه أمام أعدائه، ولكنه أخيرًا أعطاه أرساكيس ابنته زوجة ومنحه حق الإقامة في هيركانيا. وبعد موت أرساكيس بمدة وجيزة أعاد فراتس بن ميثريداتس ديمتريوس إلى سوريا فحكمها من 128 – 125 ق. م. ويذكر أرساكيس في (المكابيين الأول 15: 22) بين الملوك الذين نهاهم الرومان عن محاربة اليهود حلفائهم.
أَرِسْتَرْخُس
Aristarchus ومعناه في الينونانية “خير حاكم” وكان رجلًا مكدونيًا من تسالونيكي, وأحد رفاق بولس الرسول. وقد خطفه الغوغاء إلى المسرح أثناء اضطراب أحدثوه من أجل الإِلاهة أرطاميس (أعمال 19: 29) وقد رافق بولس من اليونان إلى مكدونية. وتقدم الرسول إلى ترواس (أعمال20: 4 و6) وقد سافر مع بولس إلى رومية (أعمال27: 2) وسجن مع الرسول فإنّه يذكره بولس في (كو 4: 10) وفي (رسالة فليمون 24).
هو أحد السبعين رسولًا.
الأرض الجديدة
والمقصود بها: السماء – الملكوت.
وقد ذُكِرَ هذا اللفظ في أماكن متفرقة من الكتاب المقدس، مثل: سفر إشعياء 65: 17؛ 66: 22؛ رسالة بطرس الرسول الثانية 3: 13؛ سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 21: 1.
أطراف الأرض
وأطراف الأرض أو نهايات الأرض هي في العبرية “أجنحتها” أو تخومها، لأن الطائر يستخدم جناحيه لتغطية صغاره، ومن هنا اكتسبت الكلمة معنى نهاية امتداد أي شيء، وتستخدم بهذا المعنى في سفر التثنية (22: 12) “اعمل لنفسك جدائل على أربعة أطراف (أجنحة) ثوبك الذي تتغطى به” وهي تعني حدود أو تخوم الأرض كما في “أربعة أطراف الأرض” (إش 11: 12). (). “وأكناف الأرض” (أي 37: 3، 38: 13) “وزوايا الأرض الأربع” (حز 7: 2) أي نهايات الأرض في الجهات الأربع.
قبة الأرض
“الذي بني في السماء علاليه وأسس على الأرض قبته” (عاموس 9: 6) ولا يتضح على وجه اليقين هل هذه القبة تشير إلى الأرض نفسها أو إلى السموات التي تشبه القبة فوق الأرض، وان كان المعنى الأخير هو الأرجح. وفي كلتا الحالتين، نرى أن المقصود هو قوة البناء اكثر منه شكله، فالكلمة تتضمن معنى الثبات والرسوخ والترابط، فالقبة تمتاز بهذه الصفات.
أرضي
وهي ترجمة للكلمة اليونانية “أبيجوس” بمعنى “موجود على الأرض” أي ما يختص بالأرض أو بالحالة الحاضرة للوجود. وكلمة “أبيجوس” لا توجد في الترجمة السبعينية للعهد القديم، ولكنها توجد في اليونانية الكلاسيكية منذ زمن أفلاطون. كما توجد في بلوتارك (566 م.) في العبارة المشهورة: “ما هو أرضي فمن النفس”. وهي تدل أصلًا على المكانية أي في الأرض أو على الأرض. وكلمة “جي” (أي أرض) لا تمت بأي صلة للناحية الأخلاقية، فهي لا تحمل أي شبهة أخلاقية مثلما لكلمة “كوزموس” (أي عالم) وبخاصة في كتابات الرسول يوحنا، وكلمة σαρξ “ساركس” (أي جسد) في كتابات الرسول بولس، ولكنها تشير إلى نوع من المحدودية والضعف. وتدل – في بعض المواضع، كما تدل القرينة – على صبغة أخلاقية، وإن كان في العهد الجديد لا تختفي الدلالة المكانية:
1 – نقرأ في إنجيل يوحنا (3: 12): “إن كنت قلت لكم الأرضيات أي الأشياء التي تتحقق على الأرض، الأشياء التي تقع تحت بصر الإنسان، الحقائق التي يختبرها الإنسان ذاتيًا (مثل الميلاد الثاني) وذلك في مقابل” السماويات “أي الحقائق الموضوعية التي لا تدرك بالاختبار البشري، بل يلزم إعلانها من فوق (مثل أسرار مقاصد الله وخططه). فكلمة” الأرضيات “هنا لا تتضمن مقابلة أدبية مع ما هو سماوي أو روحي.
2 – “بيت خيمتنا الأرضي” (2 كو 5: 1) بمعنى الجسد الذي نلبسه على الأرض، بالمقابلة مع جسد القيامة الروحي “الذي من السماء” (2 كو 5: 2)، فالكلمة هنا أيضًا تدل على المكانية، لا على معنى أخلاقي.
3 – “مجدهم في خزيهم الذين يفتكرون في الأرضيات” أي أن أفكارهم تتركز في الأرض، على مسرات الحياة الأرضية هنا.
4 – “ليست هذه الحكمة نازلة من فوق، بل هي أرضية” (يع 3: 9) بمعنى أنها على مستوى الحياة على الأرض، مجرد حكمة بشرية ليس لها القدرة على السمو إلى مستوى الحكمة السماوية.
وفي الشاهدين الأخيرين، نجد المعنى المكاني مازال واضحًا، ولكن الكلمة تتجه نحو الأخلاقيات وتستعرض ما هو مضاد للروحيات.
وترد نفس الكلمة “أرضية” في كورنثوس الأولى (15: 4)، “ومن على الأرض” (في 2: 10). “والذي من الأرض” (يو 3: 31) بالإشارة إلى يوحنا المعمدان بمحدوديته البشرية بالمقابلة مع “الذي يأتي من السماء”. فأرضي، إذًا، لها معنى مختلف عن “ترابي” أي مصنوع من الطين أو التراب (1 كو 15: 47).
أرطوسياس | أرتوزيا
اسم المدينة التي لجأ إليها تريفون عند هروبه من مدينة دورا التي حاصره فيها أنطيوكس سيديتس (1 مك 15: 37). ويقول بليني إنها كانت تقع جنوبي نهر أليتيروس، وشمالي مدينة طرابلس. أما ألواح بتنجر فتضعها على بعد 12 ميلًا شمالي طرابلس، وعلى بعد 30 ميلًا جنوبي “أنتارادوس” على الساحل الفينيقي. أما بورتر فيضعها على الشاطيء الجنوبي لنهر البارد.
أَرَكيّ | أركيون
وكان الأركيون قبيلة كنعانية تملك مدينة عطاروت بالقرب من بيت أيل على الحدود بين أفرايم وبنيامين (يش 16: 2) وقد ظن بعضهم أن هذا الاسم نسبة إلى بلدة غير معروفة كانت تدعى أرك. وكان حوشاي، مشير داود الأمين، أركيًا (2 صم 15: 32).
أَرْموني
الكلمة العبرية معناها “متعلق بالقصر” وكان اسم أحد أبناء شاول من سريته رصفة، وقد سلمه داود مع ستة آخرين من ابناء شاول إلى الجبعونيين فصلبوهم انتقامًا للهجوم الذي قام به شاول على جبعون (2 صم 21: 8).
إرميا النبي الباكي
← اللغة الإنجليزية: Jeremiah – اللغة العبرية: יִרְמְיָה – اللغة اليونانية: Ἰερεμίας – اللغة السريانية: ܐܪܡܝܐ – اللغة القبطية: Iermiac.
ومعناه “الرب يؤسس” أو “الرب يثبّت” وقد ورد في الكتاب المقدس في المواضع الآتية:
اسم رجل بنياميني من الذين انضموا إلى داود (1 أخبار 12: 4).
إرميا البنياميني
← اللغة الإنجليزية: Jeremiah – اللغة العبرية: יִרְמְיָה – اللغة اليونانية: Ἰερεμίας – اللغة السريانية: ܐܪܡܝܐ – اللغة القبطية: Iermiac.
ومعناه “الرب يؤسس” أو “الرب يثبّت” وقد ورد في الكتاب المقدس في المواضع الآتية:
اسم رجل بنياميني من الذين انضموا إلى داود (1 أخبار 12: 4).
إرميا سبط جاد 1
← اللغة الإنجليزية: Jeremiah – اللغة العبرية: יִרְמְיָה – اللغة اليونانية: Ἰερεμίας – اللغة السريانية: ܐܪܡܝܐ – اللغة القبطية: Iermiac.
ومعناه “الرب يؤسس” أو “الرب يثبّت” وقد ورد في الكتاب المقدس في المواضع الآتية:
اسم رجل من سبط جاد من الذين انضموا إلى داود (1 أخبار 12: 10).
إرميا من سبط جاد 2
← اللغة الإنجليزية: Jeremiah – اللغة العبرية: יִרְמְיָה – اللغة اليونانية: Ἰερεμίας – اللغة السريانية: ܐܪܡܝܐ – اللغة القبطية: Iermiac.
ومعناه “الرب يؤسس” أو “الرب يثبّت” وقد ورد في الكتاب المقدس في المواضع الآتية:
اسم رجل آخر من سبط جاد انضم أيضًا إلى داود (1 أخبار 12: 13).
إرميا رئيس بيت في سبط منسى
← اللغة الإنجليزية: Jeremiah – اللغة العبرية: יִרְמְיָה – اللغة اليونانية: Ἰερεμίας – اللغة السريانية: ܐܪܡܝܐ – اللغة القبطية: Iermiac.
ومعناه “الرب يؤسس” أو “الرب يثبّت” وقد ورد في الكتاب المقدس في المواضع الآتية:
اسم رجل كان رئيس بيت في سبط منسى من الذين سكنوا شرقي الأردن (2 أخبار 5: 24). وقد ورد اسم هؤلاء الأربعة بصيغة “يرميا”.
إرميا أبو حموطل زوجة يوشيا الملك
← اللغة الإنجليزية: Jeremiah – اللغة العبرية: יִרְמְיָה – اللغة اليونانية: Ἰερεμίας – اللغة السريانية: ܐܪܡܝܐ – اللغة القبطية: Iermiac.
ومعناه “الرب يؤسس” أو “الرب يثبّت” وقد ورد في الكتاب المقدس في المواضع الآتية:
اسم رجل من سكان لبنة، وكان أبا حمّوطل زوجة يوشيا الملك وأم يهواحاز (2 ملو 23: 30 و31).
إرميا الركابي ابن حبصينيا
← اللغة الإنجليزية: Jeremiah – اللغة العبرية: יִרְמְיָה – اللغة اليونانية: Ἰερεμίας – اللغة السريانية: ܐܪܡܝܐ – اللغة القبطية: Iermiac.
ومعناه “الرب يؤسس” أو “الرب يثبّت” وقد ورد في الكتاب المقدس في المواضع الآتية:
أرميا بن حبصينيا وكان من الركابيين (أرميا 35: 3).
إرميا رئيس الكهنة | يرميا
← اللغة الإنجليزية: Jeremiah – اللغة العبرية: יִרְמְיָה – اللغة اليونانية: Ἰερεμίας – اللغة السريانية: ܐܪܡܝܐ – اللغة القبطية: Iermiac.
ومعناه “الرب يؤسس” أو “الرب يثبّت” وقد ورد في الكتاب المقدس في المواضع الآتية:
رئيس كهنة رجع من بابل مع زربابل (نح 12: 1 و7) وكان رئيس بيت سمي باسمه في الجيل الذي أعقبه (نح 12: 12) وقد ورد اسمه بصيغة “يرميا”.
إرميا الكاهن | يرميا
← اللغة الإنجليزية: Jeremiah – اللغة العبرية: יִרְמְיָה – اللغة اليونانية: Ἰερεμίας – اللغة السريانية: ܐܪܡܝܐ – اللغة القبطية: Iermiac.
ومعناه “الرب يؤسس” أو “الرب يثبّت” وقد ورد في الكتاب المقدس في المواضع الآتية:
كاهن كان رئيس بيت من الذين وضعوا الختم على العهد ليبقوا في معزل عن الغرباء ويحفظوا شريعة الله (نح10: 2) وقد ورد اسمه أيضًا بصيغة “يرميا”.
أرمينية
1 – جغرافيتها: هي أرض أراراط ومعناها بالسومرية “منطقة الجبال العالية” وتسمي في الأشورية “أورطو” أو “أورارطو” و “أوراستو”، وتُسَمَّى في الهيروغليفية أرمينيين (أو أرض منى)، وفي اليونانية “أرمينية”. وقد أطلق “هبكاتوس الميليتي” (حوالي 250 ق. م.) على شعبها اسم “الأرمينيين”. وتسمي في الكتاب المقدس “أرض أراراط” (تك 8: 4، 2 مل 19: 37، إش 37: 38، إرميا 51: 27). وكانت أرمينية الكبرى يحدها من الشمال نهر “كور” (كورش) وجبال إبريا وكولكيس وموسكيسي، ويحدها من الغرب أسيا الصغرى ونهر الفرات، ومن الجنوب بلاد النهرين وأشور، ومن الشرق بحر قزوين وميديا (أما أرمينية الصغرى فتقع بين نهري الفرات والهالز). وكان اسم أراراط يطلق أصلًا على المنطقة الوسطى.
ومعظم أرمينية هضبة يتراوح ارتفاعها ما بين 8,000، 3,000 قدم فوق سطح البحر، وتنحدر نحو الفرات وكورش وبحر قزوين. ويبلغ ارتفاع جبل ماسيز (ويطلق عليه غالبًا اسم أراراط الأعظم) 16,969 قدمًا، أما أراراط الأصغر فيبلغ ارتفاعه 12,840 قدمًا، وكلاهما من أصل بركاني، وكذلك جبل أراجدس (الأجوز) الذي يبلغ ارتفاعه 13. 436 قدمًا، كما أن الينابيع الكبريتية والزلازل خير شاهد على ذلك النشاط البركاني. أما أكبر الأنهار فهي الفرات والدجلة وأراس (أو أراكس)، ويشتهر النهر الأخير بشدة انحداره وفيضاناته الجامحة، ويتصل أخيرًا بنهر كورش ليصبا في بحر قزوين. وبحيرات فان وأورمية وسيفان هي في حقيقتها بحار داخلية. ويخترق الكثير من سلاسل الجبال والسيول الجارفة والنهيرات المتسعة هذا الإقليم مما يجعل الانتقال بين أطرافه أصعب من الوصول إليها من البلاد المجاورة. ومن هنا كان من العسير توحيد أجزائها، ومن السهل غزوها. وكان لهذا تأثيره المؤلم على تاريخ أرمينية. وقد ذكر زينوفون أن شعبها يعيش في بيوت تكاد تختفي تحت سطح الأرض، ومازال بعض ذلك موجودًا حتى اليوم. وكان يحكم كل قرية زعيمها حسب العادات القديمة. كما أن زينوفون يجيد وصف قسوة الشتاء القارص، أما في الصيف فالجو في بعض الأجزاء شبيه بجو إيطاليا أو أسبانيا. وجزء كبير من أرمينية شديد الخصوبة، وتربي فيها قطعان كبيرة من الماشية والخيل، كما تنمو الحبوب والزيتون والفاكهة بوفرة، كما أنها غنية بمعادنها ويغلب أنها موطن الورود والكروم.
2 – تاريخها القديم:
1 – الأرمينيون التورانيون: تذكر هذه البلاد لأول مرة في الكتاب المقدس في سفر التكوين (8: 4) فعلي أحد جبالها “أراراط” استقر فلك نوح، وثم ذكرها سرجون الأول ملك “أكد” حوالي 3800 ق. م. بين البلاد التي فتحها. وفي الأساطير البابلية القديمة تبدو أرمينية كبلاد بعيدة مجهولة في الشمال، تغطيها الجبال العالية والغابات الكثيفة، وفيها المدخل إلى العالم السفلي (كانت تسمى البلاد التي لا عودة منها)، وعلى حدودها يرتفع جبل “نيزير” الذي تقطنه الآلهة والذي عليه استقرت سفينة “ست – نابستيم”، “وجبل العالم” هذا هو جبل “جودي” جنوبي بحيرة “فان”. ثم جاء العصر الفرعوني، وبعد أن انتصر تحتمس الثالث في السنة الثالثة والعشرين من ملكه (حوالي 1458 ق. م.) على بلاد النهرين وليديا، قدم له رؤساء أرمينيون وغيرهم فروض الطاعة.
ومما يستلفت النظر أن يذكر منذ هذا التاريخ المبكر، اسمها الذي مازالت تعرف به. ويذكر تحتمس الثالث أن شعب “أرمنين” دفع له الجزية عندما كان يقيم في نينوى، ويقول إنه في بلادهم “تستقر السماء على أعمدتها الأربعة”. وفي بهو سيتي الأول في معبد الكرنك، نرى رجالًا أرمينيين يقطعون الأشجار ليفتحوا طريقًا وسط غاباتهم أمام جيوش ذلك الملك، و. والأرجح أن رمسيس الثاني في حربه ضد “خيتاشيرى” ملك الحثيين، قد غزا أرمينية. ويذكر رمسيس الثالث عددًا كبيرًا من البلاد التي فتحها والمنقوشة أسماؤها على جدران مدينة هابو، والمعتقد أنها كانت في أرمينية. كما غزا الملك الأشورى “يورسبال – أشور” (حوالي 1190 – 1170 ق. م.) أرمينية ويضف المنطقة الوسطى (أورارطو الأصلية بالقرب من بحيرة فان) بأنها بلاد “ألمانا” (مني المذكورة في إرميا 51: 27) “ونهري” (أي الأنهار) وأشكوزا (أشكناز)، إلخ.. ثم غزاها أيضًا “تغلث فلاسر الأول” (حوالي 1110 – 1090 ق. م.). وفي 883 ق. م. زحف “أشور ناصر بال” إلى أورارطو، ثم يذكر أن الأرمينيين كانوا يقدمون له في الجزية المركبات والخيل والبغال والفضة والذهب والأطباق النحاسية والثيران والغنم والخمر والثياب المبرقشة والأنسجة الكتانية. وكم من مرة ذهب إليها بالنار والسيف، ولكنها كانت تعود كل مرة إلى العصيان. واستمرت الحرب سجالًا في أيام شلمناصر الثاني (860 – 825 ق. م) وعلى امتداد قرون بعده، فقد اتحد الأرمينيون وأسسوا مملكة قوية (بزعامة “البيناش” حول بحيرة فان) فاستطاعوا المقاومة. وفي سنة 606 ق. م. كان لهم دور في تدمير نينوى، ثم في تدمير بابل فيما بعد. ويصف شلمناصر الثاني القوارب المجدولة من الأغصان الطرية والتي تمخر عباب بحيرة فان. والصفائح البرونزية التي اكتشفت في “بالاوات” تصور الأرمينيين في ثياب شبيهة بثياب الحثيين (الذين خضعوا لهم في بعض الأحيان) في أردية قصيرة مشدودة عند الخصر، وأحذية للجليد محددة ومرفوعة في مقدمتها، كما يلبسون خوذات وسيوفا وحرابًا وتروسًا مستديرة صغيرة. ويقول سايك إن وجوههم شبيهة بالوجوه الزنجية، ومن المحتمل أنهم كانوا منغوليين.
ومؤسس مملكة البيناش هو “ساردوريش الأول” حوالي 840 ق. م. وشيد عاصمته توشباش (وهي فان حاليًا)، وقد حكم معظم أرمينية ودافع عنها ضد الأشوريين، ويبدو أنه سدد ضربة قوية لشلمناصر الثاني في سنة 833 ق. م. وأدخل الحروف المسمارية Cuneiform، واستخدم اللغة الأشورية في كتاباته الأثرية. وقد أدخل ابنه “ايشبوينش” الأبجدية المقطعية الأشورية، وهي تشبه الجورجانية من بعض الوجوه. وجاء بعده الملك منواش وترك كتابات أثريه في كل نواحي أرمينية تقريبًا، ذكر فيها انتصاراته على الحثيين وغيرهم.
وقد بلغت مملكة البيناش أوج مجدها في عهد الملك “ارجشتيش الأول” الذي نجح في صد هجمات شلمناصر الثالث (783 – 772 ق. م) على بلاده، ولكن في عهد ابنه سحق تغلث فلاسر الرابع (748 – 727 ق. م.) الأرمينيين في معركة فاصلة بالقرب من “كوما جين” في 743 ق. م. وقد فشل “فول” في الاستيلاء على فان في 737 ق. م.، ولكنه خرب البلاد طولًا وعرضًا. وبدأ “روساشن الأول” على رأس الاتحاد الأرميني صراعًا عنيفًا في 716 ق. م مع سرجون (722 – 705 ق. م.) الذي استطاع في 716 ق. م. أن يستولي على فان ويأسر عائلة روساشن الذي ظل هاربًا شريدًا خمسة أشهر، انتحر في نهايتها، ولكن أخاه ارجشتيش الثاني استطاع – إلى حد ما – أن يستعيد استقلال بلاده. وقد آوى خليفته أريميناش أدرملك وشرآصر ابني سنحاريب عندما هربا إليه بعد أن قتلا أباهما سنحاريب (680 ق. م. – 2 مل 19: 37، إش 37: 38)، وعندما حاولا غزو أشور في نفس السنة، هزمهم آسرحدون الأول هزيمة نكراء. وقد خرب الكيمرانيون (679 – 677 ق. م.) أرمينية من نهر كورش إلى جنوبي بحيرة فان، وقد خضع روساشن الثاني (حوالي 660 – 645 ق. م.) وابنه اندوريش الثالث (حوالي 640 ق. م.). أو بعدها بقليل) لأشور بانيبال (668 – 626 ق. م.). وافتخر نبوخذنصر (604 – 561 ق. م.) بأنه قد وصل إلى فان في فتوحاته، مع أنه يبدو أن الأرمينيين كان لهم يد في تخريب نينوى في 606 ق. م. ويذكر النبي إرميا (51: 27) ممالك أراراط ومني وأشكناز (حوالي 595 ق. م.) وأنها ستعاون في القضاء على بابل (في 528 ق. م.) إذ يبدو أن كورش كان قد أخضعهم أو ضمهم إلى جانبه بعد استيلائه على إكبتانا (أحمثا، في 549 ق. م.). ثم حل الأرمينيون الآريون شيئًا فشيئًا محل التورانيين.
ديانتهم: كان الإله الأعلى للأرمينيين التورانيين هو “هالدش” الذي كان أبًا لسائر الآلهة، وكانوا يطلقون على أنفسهم: “أبناء هالدش العظيم” فقد كان هو “وتشباش” إله الجو، “وأردينيش” إله الشمس، يكونون “مجمع الآلهة العظام” كما تذكر أسماء “أيوش” إله الماء و “أياش” إله الأرض، و “شلاردش” إله القمر، “ساردش” إله السنة، واثنين وأربعين إلهًا آخرين. وكانت “سارى” هي الآلهة الانثي (بالمقابلة مع إشتار) كما كانت العبادة تقدم لأرواح الموتى.
2 – الأرمينيون الأريون: إن أسلاف الأرمينيين الحاليين (الذين يسمون أنفسهم “الهايك” أو “السادة”) لعلهم استقروا في تلك البلاد في القرن الثامن قبل الميلاد، إذيذكر سرجون ملكًا على جزء من أرمينية كان له اسم آري: “بجاداتي” (ثيودور) وقد جاءوا من فريجية (كما يقول هيرودوت)، وكانوا يرتدون الملابس والأسلحة الفريجية، ويتحدثون باللغة الفريجية. ويطلق عليهم في الكتاب المقدس اسم: “بيت توجرمة” (تك 10: 3، 1 أخ 1: 6، حز 27: 14، 38: 6) وأشكناز (تك 10: 3، 1 أخ 1: 6، إرميا 51: 27 – وهم الأشكوزا في الأشورية) وهكذا يسميهم أيضًا مؤرخوهم في العصور المتأخرة. ويذكر زينوفون أن الميديين قد فتحوا أرمينية. كما يذكر استرابو أنهم يرتدون الثياب الميدية، ومع ذلك فإن فتيات أرمينية لم يستطيعوا فهم مترجم زينوفون الفارسي. وثلاثة من الأربعة الأرمينيين الذين ذكرهم داريوس لهم أسماء آرية. وقد انضم الأرمينيون إلى القائد الميدي “فرافارتش” في عصيانه ضد داريوس الأول (519 ق. م.). وقد استمرت الحرب في أرمينية حتى سلمت في النهاية (517 ق. م.) وأصبحت تكوّن الولاية الثالثة عشرة في مملكة داريوس. ثم انقسمت بعد ذلك إلى ولايتين (هما أرمينية الكبرى وأرمينية الصغرى). وكان الحكم في أرمينية وراثيًا في أسرة “ويدارنا” (أو هيدارنس) لمعاونتهم في القضاء على فرافارتش. وقد وصف زينوفون البلاد وسكانها وقسوة الشتاء فيها. ويروي هيرودوت أن الأرمينيين كانوا ينقلون الخمر وغيره في زقاق من الجلد على قوارب مصنوعة من الأغصان المجدولة، إلى بابل. ويقول زينوفون إنهم والكلدانيين كانوا يتجرون مع الهند. كما يذكر استرابو قوافلهم التي كانت تخترق أواسط أسيا، وكان على والي فان (مرزبان أرمينية) أن يقدم سنويًا 20. 000 من الخيول الصغيرة لملك فارس في العيد الكبير للإله ميثرا. كما خدم عدد كبير من الجنود الأرمينيين في جيش جزركسيس عند غزوه لبلاد اليونان، واشترك منهم 40,000 من المشاة، و7,000 من الفرسان في معركة “أربلا” (331 ق. م.)، وقد أصبحت أرمينية جزءًا من إمبراطورية الإسكندر الأكبر، ثم جزءًا من دولة السلوقيين (301 ق. م.) تحت حكم مرزبان أرميني اسمه “أرتواسدس”، ثم ثارت أرمينية بعد انهزام أنطيوكس في مغنيسيا (190 ق. م.) وشجع الرومان الواليين على إعلان نفسيهما ملكين، وقد استخدم “أرتكسياس” ملك أرمينية الكبرى، ما قدمه له هانيبال من معونة في تحصين عاصمته أرتكستا (189 ق. م.). ولكن انطيوكس أبيفانس خلع ارتكسياس في 165 ق. م.، ولكنه أعاده للملك بعد أن أقسم يمين الولاء له، وقد أعقب ذلك اضطرابات مدنية، فقد استدعى النبلاء البارثيين في عهد الملك “ميثريديتس الأول” (150 ق. م.) الذي صار سيدًا لكل الإمبراطورية الفارسية، فعين أخاه “فالارسيس” ملكًا على أرمينية، وبذلك بدأ حكم الأسرة الأرساسية، الذي استمر حتى سقوط الامبراطورية البارثية (226 بعد الميلاد). وكان ملوك أرمينية يعتبرون الملوك البارثيين سادتهم. وأعظم ملوك أرمينية كان الملك “تجرانس الأول” (96 – 55 ق. م.) فقد كان جنديًا بارعًا استطاع أن يستعيد لأرمينية مكانتها السابقة في أسيا، وقد أذل البارثيين، وانضم إلى ميثريديتس السادس في حربه ضد الرومان، وحكم سوريا لأكثر من أربع عشرة سنة، وبنى عاصمة له “تجرانوكرتا” بالقرب من ماردين، واتخذ له اللقب الأشوري الفارسي “ملك الملوك”، وقد هزم “لوكولوس” “تجرانس” في 69 ق. م. ودمر عاصمته “تجرانوكرتا”، وقد خضع تجرانس لبومبي بالقرب من أرتاكستا “66 ق. م.) ودفع 6. 000 وزنة ليحتفظ بأرمينية فقط. وفي أيامه ازدهرت الفنون والآداب اليونانية في أرمينية، وأصبحت أرمينية – الخاضعة لروما – دويلة حاجزة بين الأمبراطوريتين الرومانية والبارثية. وقد انضم ابن تجرانس وخليفته” أرتواسدس “إلى البارثيين في غزوهم لسوريا بعد هزيمة كراسوس في سيناكا (53 ق. م.)، وسبب بخيانته خسارة كبيرة لجيش أنطونيوس في 36 ق. م.، فأخذه أنطونيوس مكبلًا بالأغلال إلى مصر حيث أمرت كليوبترا بقتله في 32 ق. م. وقد ظلت أرمينية طويلًا بعد ذلك خاضعة لروما، عندما لم تستطع أن تنضم إلى البارثيين. وقد عانت كثيرًا من الشد والجذب والمكايد بين القوتين. ولا يوجد دليل على القصة الأرمينية المتأخرة من أنها كانت خاضعة لأبجاروس ملك إدسا (الرها) في حياة الرب يسوع المسيح على الأرض، وأن تداوس الرسول قد كرز بالإنجيل هناك، وإن كان ليس ثمة ما يمنع من صحة الجزء الثاني من القصة. وفي 66 بعد الميلاد، هزم تريداتس الأخ الأكبر لملك بارثيا وولوجيزس الجيوش الرومانية بقيادة بوتوس، وذهب برًا إلى روما حيث خلع عليه نيرون حلة ملكية، وهكذا حل السلام بين روما وبارثيا، وظلت أرمينية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا ببارثيا إلى أن جاءت حملة تراجان في 116 بعد الميلاد.
الديانة الأرمينية الآرية:
وهي تشبه الديانة الفارسية إلى حد بعيد، وإن كانت لم تعترف بزرادشت وديانته الثنائية، ومن هنا نستطيع أن ندرك مدى ارتباط “الأفستا” (كتاب الزرادشتيين المقدس) بإصلاح زرادشت. كان “أرامازد” (أهو رامازدا) خالق السماء والأرض هو أبو جميع الآلهة العظام، وكانت زوجته سباندارامت “(سبنتا أراميتي) آلهة الأرض، التي اعتقدوا – بعد ذلك – أنها تسود على العالم السفلي، وكان بين معاونيها الجنيان هاروت وماروت الإلهين الحارسين لجبل ماسيز (الذي يطلق عليه حاليًا” أراراط “)، ويبدو أن عبادة أرامازد قد تضاءلت لتحل محلها عبادة آلهة أدني، وكانت من أهمهم ابنته” أباهيت “التي بنيت لها معابد في أماكن كثيرة، وكانت كثيرًا ما تصنع تماثيلها من المعادن النفيسة، وكان يطلق عليها الكثير من الألقاب مثل” الأم الذهبية “،” آلهة التمثال الذهبي “، وكانت تقدم لها أبقار بيضاء وأغصان خضراء باعتبارها” آلهة الخصب والإثمار “، كما لم تخل عبادتها من الدعارة الدينية. وكانت تليها في الأهمية أختها” أستغيك “(أي النجمة الصغيرة) أو كوكب الزهرة آلهة الجمال، زوجة البطل المتأله” واهان “الذي قفز من السماء والأرض والبحر، وقضى على التنانين وغيرها من الكائنات الشريرة. وكانت” نانا “أختا أخرى لهما، وقد أصبح اسمها فيما بعد مرادفًا لاسم” أثينا “وكان رمز أخيها” مهر “أو (مثرا) الشمس في السماء، والنار المقدسة على الأرض، وكان كلاهما موضوعين للعبادة، وكانت النار توقد في معابده مرة كل سنة. وكان رسول أرمازد وكاتبه هو” تير “الذي يسجل أفعال الناس في كتاب الحياة، ويقود الناس بعد الموت إلى أرمازد للدينونة، كما أنه يكتب” قدر “الناس على جباههم من قبل مولدهم. وموضع العقاب هو” دوزاخ “. وكانت الذبائح تقدم للشمس والقمر على قمم الجبال، كما كانت تقدس الأنهار والينابيع والكثير من الأشياء الطبيعية، وكانوا يصلون ووجوههم إلى الشرق. كما كانوا يستطلعون الغيب من حركات الأوراق في غابة” سونا “المقدسة. وكانت” أرماوير “هي العاصمة الدينية.
ومن بين الكائنات الروحية الأدنى، كان “أرلزخ” الذي كان يلحس جراح المقتولين في المعركة ليعيد لهم الحياة. وتتحدث الأساطير الأرمينية عن تنانين ضخمة تظهر أحيانًا في شكل الناس، وأحيانا في شكل ديدان أو زحافات خرافية، وعفاريت وثيران بحرية، وأسود ضخمة.. إلخ. وكانوا يعتقدون – كما كان الأمر نفسه في فارس – أن الشياطين تصنع سهامًا من قلامات أظافر الإنسان لتؤذيه بها، لذلك كان يجب تخبئة هذه القلامات مع الأسنان وقصاصات الشعر في مكان مقدس.
أرنان الداودي
اسم معناه “مبتهج” وهو شخص من نسل داود عن طريق زربابل، وهو من بني رفايا وأبو عوبديا (1 أخ 3: 21).
أُرْنان اليبوسي
(1 أخبار 21: 15).
أَرُود | أَرُودي
الفظ العبري معناه “أحدب”. وكان أرود ابنًا لجاد وأبًا للأروديين (عدد 26: 17) وقد ورد ذكر هذا الرجل نفسه في (تك 46: 16) باسم “أرودي”.
أرُومة | رومة
واللفظ العبري ربما كان معناه “ارتفاع”. وهي بلدة أقام فيها أبيمالك وهو يتأهب لغزو شكيم المدينة المجاورة لها (قض 9: 41) وقد ظن بعضهم أن موضعها هو “الأُرمة” الحديثة وهي على بعد ستة أميال شمالي شرقي شكيم.
أرُوَنة | أُرْنَان
Araunah the Jebusite.
ولا يُعْرَف معنى اللفظ العِبري على وجه التحقيق، ولعل معناه في اللغة الحورانية “سيد”. وقد ورد الاسم بصيغة “أرونة” في صموئيل: (صموئيل الثاني 24)، وبصيغة “أرنان” في (أخبار الأيام 21)، وهما من أصل واحد. ويدل الاسم – بلا أي شك – على أصله الحوراني.
وهو اسم لرجل يبوسي اشترى داود بيدره على جبل الموريا. وعلى أرض البيدر بنى داود مذبحًا للرب. وقد عمل ذبيحة حتى يقف الوباء الذي اجتاح الشعب عندما أحصى داود الشعب (2 صم 24: 18 – 25) (1 أخبار 21: 15 – 28).
وقد اشترى داود الموقع بناءً على أمر الرب على فم النبي جاد، ومع أن أرونه اليبوسي – مع أولاده الأربعة – عرض على داود أن يعطيه له بلا ثمن، إلا أن داود أصّر على دفع الثمن بالكامل. وفي صموئيل الثاني (24: 24) نقرأ: “فاشترى داود البيدر والبقر بخمسين شاقلًا من الفضة”، بينما نقرأ في سفر الأخبار الأول (21: 25): “ودفع داود لأرنان عن المكان ذهبًا وزنه ست مائة شاقل” ونجد الحل لذلك، إما في: (1) أن الخمسين شاقلًا كانت ثمنًا للبقر فقط، أو (2) أن الخمسين شاقلًا كانت ثمنًا للبيدر والبقر، ثم أكمل الثمن إلى ستمائة شاقل لشراء كل المكان الذي كان يملكه أرونه على جبل المريا.
وكانت خطية داود التي بسببها حدث الوباء، أنه تجاهل وعد الرب الذي قال إنه يكثر إسرائيل كنجوم السماء (1 أخ 27: 23 و24).
وفي نفس هذا الموقع بنى سليمان الهيكل (2 أخبار 3: 1)، ويُحتمل أن هذا البيدر كان على الصخرة التي تقوم عليها قبة الصخرة Dome of the Rock.
أرياراطيس
أحد ملوك كبدوكية (163 – 130 ق. م)، تعلم في روما وتشبَّع بأفكارها وأصبح حليفًا وفيًا لها، وبناء على رغبتها رفض الزواج من أخت ديمتريوس سوتر ملك سوريا، فأعلن ديمتريوس عليه الحرب وطرد أرياراطيس من مملكته وأقام مكانه “ألفانا”، فهرب أرياراطيس إلى روما 158 ق. م. وبمعاونة روما استطاع أن يكون له نصيب في حكم كبدوكية، ثم أصبح بعد ذلك ملكها الوحيد. وفي 139 ق. م. بناء على سفارة من سمعان المكابي، كتب الرومان إلى أرياراطيس وغيره من ملوك الشرق ليوصوهم باليهود (1 مك 15: 22).
أريئيل اليهودي الراجع من سبي بابل مع عزرا
وقد اختلفت الآراء في معنى اللفظ العبري لهذه الكلمة فمن قائل أنها تعني “موقد مذبح الله” أو “موقد مذبح” أو “أسد الله” أو “جبل الله” وقد ورد هذا الاسم في الكتاب المقدس:
اسم رجل من اليهود الذين رجعوا من سبي بابل مع عزرا. وقد أرسله عزرا مع آخرين إلى كسيفا ليأتوا بخدام للهيكل في أورشليم (عزرا 8: 15 – 17).
أريئيل كاسم لآورشليم
وقد اختلفت الآراء في معنى اللفظ العبري لهذه الكلمة فمن قائل أنها تعني “موقد مذبح الله” أو “موقد مذبح” أو “أسد الله” أو “جبل الله” وقد ورد هذا الاسم في الكتاب المقدس:
اسم أطلق على أورشليم (أش 29: 1 و2 و7).
سهول أريحا | عربات أريحا
وقد أطلق هذا الاسم على الأراضي الواقعة بين أريحا ونهر الأردن (يش 4: 13) وكانت مدينة الجلجال، حيث حلّ الإسرائيليون في دخولهم أرض كنعان، في هذه البقعة (يش 5: 10).
ازار
الأزار هو الملفحة أو السترة وجمعها مآزر وأزر (تك 3: 7، نش 2: 7، إش 3: 23). وائتزر أي ليس الأزار. وائتزر بشيء أي لبسه كأزار (مز 93: 1، إش 15: 3، يؤ 1: 8، يو 13: 4، 21: 7).
أزموداوس
← اللغة الإنجليزية: Asmodeus – اللغة العبرية: אַשְמְדּאָי – اللغة اليونانية: Ασμοδαίος.
اسم روح شرير أو شيطان وُرِدَ ذِكره في سفر طوبيا (طو 3: 8) وكان علماء اللغات القدماء يظنونه مشتقًا من الكلمة العبرية “شاماد” بمعنى “يدمر” أو “يهلك”، ولكن المُرجَّح الآن أنه مشتق من الزرادشتية التي اتصل بها اليهود في أثناء السبي، والتي تأثر بها – إلى حد بعيد – الفكر اليهودي المتأخر، فيما يختص بعالم الأرواح، كما يُعتقد الآن أنه هو الاسم الفارسي “أشما – ديفا” أو “روح الشهوة الجامحة”، وأحيانًا يُعتبر معادلًا في القوة لـ “أبدون” [الهلاك] (أيوب 31: 12) و “أبوليون” (رؤ 9: 11). ونرى في سفر طوبيا كيف أنه قتل سبعة أزواج لسارة ابنة رعوئيل في أثر دخولهم عليها، ولكن طوبيا الصغير استطاع أن يكسر شوكته باتباعه مشورة الملاك رافائيل، الذي أمره بحرق قلب وكبد الحوت الذي اصطاده من نهر دجلة (طوبيا 6: 1 – 19). وعندما اشتم الشيطان الرائحة، قبض عليه الملاك رافائيل وأوثقه في برية مصر العُليا.
وقد أشار ملتون Milton إلى هذه القصة في قصيدته المشهورة “الفردوس المفقود” Paradise Lost بناءً على بعض المفاهيم اليهودية لما جاء في (سفر التكوين 6: 2).
أزنيون | أزنيين
الأزنيون هم عشيرة “أزني” (عدد 26: 16).
إسبرطة
الإنجليزية: Sparta.
وتسمى أيضًا “لكديمون” (1 مك 14: 16، 2 مك 5: 9) وكانت في العصور الإغريقية والرومانية إحدى المدن البلوبونية الهامة، وكانت من قبل دولة قوية والخصم الرئيسي لأثينا.
ويوجد عدد من الإشارات إلى إسبرطة في المؤلفات اليهودية خارج الكتاب المقدس، بعضها محل تساؤل. ويبدو أنه كانت ثمة مستعمرة يهودية فيها في القرن الثاني قبل الميلاد، ونشأت علاقات قوية بين الإسبرطيين واليهود. وقد وجد باسون رئيس الكهنة ملجأ له فيها في 168 ق. م (2 مك 5: 9) وبعد ذلك حاول يوناثان المكابي أن يدعم حكومته بمحالفة دولة أجنبية، فكتب لإسبرطة لتجديد الصداقة التي كانت قد بدأت بين الملك أريوس الأول ملك إسبرطة وأونياس الأول رئيس الكهنة على أساس انحدارهم جميعًا من إبراهيم (1 مك 12: 5 – 23). ولعل هذه العلاقة نشأت عن خطأ في الأنساب، فقد اعتبر اليهود أن الفالسجيين أجداد الإسبرطيين، هم من نسل فالج بن عابر (تك 11: 16 – 19). وبعد موت يوناثان، كتب الإسبرطيون إلى سمعان لتجديد الصداقة والتحالف (1 مك 14: 16 – 23). وأخيرًا كانت إسبرطة من بين المدن التي أرسل إليها كتاب إعلان الصداقة بين مجلس شيوخ روما (السناتو) واليهود، الذي كتبه القنصل لوكيوس لملك مصر في 139 ق. م (1 مك 15: 16 – 23).
عيد الأسابيع
ورد ذكره في خروج 34: 22 ولاويين 23: 15 وتثنية 16: 16.
إِسْتَاخِيْس
Stachys اسم يوناني معناه “سنبلة قمح” وهو اسم لمسيحي في روما أرسل بولس إليه تحياته وكان من أحباء بولس (رومية 16: 9).
إستار – عملة
والكلمة في اليونانية هي “إستاتر”، واستخدمت مرة واحدة في إنجيل متى (17: 27) “إستارًا” لتحديد قطعة النقود التي وجدها بطرس في فم السمكة التي اصطادها بناء على أمر الرب، وهي أصلًا وحدة وزن يوناني كانت تعادل دراخمتين، ولكنها أًصبحت أربع دراخمات، ولعل هذا ما كانت تساويه العملة المذكورة في متى (17: 27).
أستياجس
وهو ابن “سيجزارس الأول” ملك الميديين وجد “كورش” وعندما هزم أبوه ملك ليديا، عقد صلحًا مع ملكها المهزوم “ألياتس” على أن يعطي ألياتس ابنته “أريانيس” زوجة لابنه “أستياجس”. وقد تزوجت “ماندين” ابنة أستياجس (من أريانيس) من رجل فارسي اسمه قمبيز، فولدت له ولدًا – وهو الذي صار فيما بعد كورش العظيم – فأصدر “أستياجس” أمره بقتل الولد (نتيجة حلم مزعج رآه) ولكن “هارباجوس” وكيل القصر الملكي، والذي أوكل إليه “أستياجس” أمر قتل الولد، سلم الولد لأحد الرعاة ليقتله، ولكن ذلك الراعي أبقى على الولد ورباه كابن له، وعندما بلغ الولد الثانية عشرة من عمره، اكتشف أستياجس أن ذلك الولد هو ابن ابنته “ماندين” فاستشاط غضبًا وأمر بقتل ابن “هرباجوس” وتقديمه طعاما لأبيه “هارباجوس” فلما علم هارباجوس بذلك، كتم غيظه إلى أن تحين الفرصة المناسبة للانتقام. وعندما بلغ “كورش” مبلغ الرجال، دفعه “هارباجوس” إلى الثورة ضد جده “أستياجس”، فلما زحف أستياجس على الفرس، خذله الميديون الذين كانوا بقيادة “هارباجوس” وانضموا إلى الفرس، وتوجوا “كورش” ملكًا (وقد تأيدت رواية هيرودوت هذه، بما جاء بحوليات كورش المسجلة على ألواحه) وقد عامل الملك المهزوم معاملة كريمة وأسكنه منزلًا في هيركانيا.
كان أستياجس (585 – 550 ق. م) آخر ملوك أسرة ماندا في ميديا، التي أسسها رجل داهية اسمه “ديوسيس” قبل ذلك بمائة وخمسين سنة (699 – 646 ق. م)، وخلفه “فراورتس” (646 – 624 ق. م)، ثم “سيجزارس” (624 – 585 ق. م).
تتمة سفر أستير
← اللغة الإنجليزية: Additions to Esther.
يحوى وصفًا لبعض النواحي القومية والدينية عند اليهود، وبعض الرسائل للملك أرتزركسيس. ولا تعتبرها المذاهب الإنجيلية التي انشقت عن الكاثوليكية في القرن السادس عشر ضمن الأسفار القانونية، ولكن الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية يؤمنون بقانونية هذه التتمة. وهي بقية سفر أستير من الإصحاح 11 حتى 16.
جواري أستير الملكة
هم بعض الخدم من النساء لخدمة أستير الملكة. وقرأنا عنهم بعدما علم مردخاي بمشورة هامان الشرير للملك أحشويروش لإبادة اليهود، انزعج جدًا ولبس المسوح، “فَدَخَلَتْ جَوَارِي أَسْتِيرَ وَخُصْيَانُهَا وَأَخْبَرُوهَا، فَاغْتَمَّتِ الْمَلِكَةُ جِدًّا” (سفر أستير 4: 4).
خصيان أستير الملكة
هم بعض الخصيان والخدم لأستير الملكة. وقد جاء ذِكرهم بعدما علم مردخاي بمشورة هامان الشرير للملك أحشويروش لإبادة اليهود، انزعج جدًا ولبس المسوح، “فَدَخَلَتْ جَوَارِي أَسْتِيرَ وَخُصْيَانُهَا وَأَخْبَرُوهَا، فَاغْتَمَّتِ الْمَلِكَةُ جِدًّا” (سفر أستير 4: 4).
وقد يكون هؤلاء الخصيان من الخَدَم الجُدد في المملكة أو على الأقل في قصر الملك، أو يكونوا من خصيان أحشويروش نفسه عيَّنهم لخدمة الملكة الجديدة، مثل هتاخ (سفر أستير 4: 5).
قتلى حرب اليهود ضد أعداءهم في شوشن القصر زمن أستير ومردخاي
بدأ مردخاي وأستير في التجهيز للحرب ضد مَنْ يريدون إبادتهم بزعامة هَامَانَ بْنِ هَمَدَاثَا الأَجَاجِي، حيث أعطى أحشويروش الملك الحرية الكاملة لهما بكِتابة ما يريدون للنصرة على أعدائهم.. وتم إرسال تلك الرسائل العديدة “بِأَيْدِي بَرِيدِ الْخَيْلِ رُكَّابِ الْجِيَادِ وَالْبِغَالِ بَنِي الرَّمَكِ” (سفر أستير 8: 10)، “فَخَرَجَ البَرِيدُ رُكَّابُ الْجِيَادِ وَالْبِغَالِ” (سفر أستير 8: 10) وأوصلوا الخبر لجميع اليهود في كل المدن، “فَضَرَبَ الْيَهُودُ جَمِيعَ أَعْدَائِهِمْ ضَرْبَةَ سَيْفٍ وَقَتْل وَهَلاَكٍ، وَعَمِلُوا بِمُبْغِضِيهِمْ مَا أَرَادُوا” (سفر أستير 9: 5).
وقد هلك الكثير من الأعداء:
510 رجل: “قَتَلَ الْيَهُودُ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ وَأَهْلَكُوا خَمْسَ مِئَةِ رَجُل، وَفَرْشَنْدَاثَا وَدَلْفُونَ وَأَسْفَاثَا، وَفُورَاثَا وَأَدَلْيَا وَأَرِيدَاثَا، وَفَرْمَشْتَا وَأَرِيسَايَ وَأَرِيدَايَ وَيِزَاثَا، عَشَرَةَ، بَنِي هَامَانَ بْنِ هَمَدَاثَا عَدُوِّ الْيَهُودِ” (سفر أستير 9: 6 – 10، 12).
300 رجل: “وَقَتَلُوا فِي شُوشَنَ ثَلاَثَ مِئَةِ رَجُل” (سفر أستير 9: 15).
75000: “وَقَتَلُوا مِنْ مُبْغِضِيهِمْ خَمْسَةً وَسَبْعِينَ أَلْفًا” (سفر أستير 9: 16).
الخمسمائة رجل المقتولين بواسطة اليهود في زمن أستير ومردخاي
بدأ مردخاي وأستير في التجهيز للحرب ضد مَنْ يريدون إبادتهم بزعامة هَامَانَ بْنِ هَمَدَاثَا الأَجَاجِي، حيث أعطى أحشويروش الملك الحرية الكاملة لهما بكِتابة ما يريدون للنصرة على أعدائهم.. وتم إرسال تلك الرسائل العديدة “بِأَيْدِي بَرِيدِ الْخَيْلِ رُكَّابِ الْجِيَادِ وَالْبِغَالِ بَنِي الرَّمَكِ” (سفر أستير 8: 10)، “فَخَرَجَ البَرِيدُ رُكَّابُ الْجِيَادِ وَالْبِغَالِ” (سفر أستير 8: 10) وأوصلوا الخبر لجميع اليهود في كل المدن، “فَضَرَبَ الْيَهُودُ جَمِيعَ أَعْدَائِهِمْ ضَرْبَةَ سَيْفٍ وَقَتْل وَهَلاَكٍ، وَعَمِلُوا بِمُبْغِضِيهِمْ مَا أَرَادُوا” (سفر أستير 9: 5).
وكان من ضمن آلاف الهالكين 500 رجلًا، حيث “قَتَلَ الْيَهُودُ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ وَأَهْلَكُوا خَمْسَ مِئَةِ رَجُل، وَفَرْشَنْدَاثَا وَدَلْفُونَ وَأَسْفَاثَا، وَفُورَاثَا وَأَدَلْيَا وَأَرِيدَاثَا، وَفَرْمَشْتَا وَأَرِيسَايَ وَأَرِيدَايَ وَيِزَاثَا، عَشَرَةَ، بَنِي هَامَانَ بْنِ هَمَدَاثَا عَدُوِّ الْيَهُودِ” (سفر أستير 9: 6 – 10، 12).
وربما كان أبناء هامان العشرة من ضمن الخمسمائة، أو بالإضافة إليهم.
الثلاثمائة رجل المقتولين بواسطة اليهود في زمن أستير ومردخاي
بدأ مردخاي وأستير في التجهيز للحرب ضد مَنْ يريدون إبادتهم بزعامة هَامَانَ بْنِ هَمَدَاثَا الأَجَاجِي، حيث أعطى أحشويروش الملك الحرية الكاملة لهما بكِتابة ما يريدون للنصرة على أعدائهم.. وتم إرسال تلك الرسائل العديدة “بِأَيْدِي بَرِيدِ الْخَيْلِ رُكَّابِ الْجِيَادِ وَالْبِغَالِ بَنِي الرَّمَكِ” (سفر أستير 8: 10)، “فَخَرَجَ البَرِيدُ رُكَّابُ الْجِيَادِ وَالْبِغَالِ” (سفر أستير 8: 10) وأوصلوا الخبر لجميع اليهود في كل المدن، “فَضَرَبَ الْيَهُودُ جَمِيعَ أَعْدَائِهِمْ ضَرْبَةَ سَيْفٍ وَقَتْل وَهَلاَكٍ، وَعَمِلُوا بِمُبْغِضِيهِمْ مَا أَرَادُوا” (سفر أستير 9: 5).
وكان من ضمن الهالكين 300 رجلًا: “وَقَتَلُوا فِي شُوشَنَ ثَلاَثَ مِئَةِ رَجُل” (سفر أستير 9: 15)، بخلاف آلاف القتلى الآخرين من أعداء اليهود.
الخمسة والسبعين ألفًا من القتلى بواسطة اليهود في زمن أستير ومردخاي
بدأ مردخاي وأستير في التجهيز للحرب ضد مَنْ يريدون إبادتهم بزعامة هَامَانَ بْنِ هَمَدَاثَا الأَجَاجِي، حيث أعطى أحشويروش الملك الحرية الكاملة لهما بكِتابة ما يريدون للنصرة على أعدائهم.. وتم إرسال تلك الرسائل العديدة “بِأَيْدِي بَرِيدِ الْخَيْلِ رُكَّابِ الْجِيَادِ وَالْبِغَالِ بَنِي الرَّمَكِ” (سفر أستير 8: 10)، “فَخَرَجَ البَرِيدُ رُكَّابُ الْجِيَادِ وَالْبِغَالِ” (سفر أستير 8: 10) وأوصلوا الخبر لجميع اليهود في كل المدن، “فَضَرَبَ الْيَهُودُ جَمِيعَ أَعْدَائِهِمْ ضَرْبَةَ سَيْفٍ وَقَتْل وَهَلاَكٍ، وَعَمِلُوا بِمُبْغِضِيهِمْ مَا أَرَادُوا” (سفر أستير 9: 5).
وكان أكبر عدد للهالكين في تلك الفترة هم الـ75000 شخص (وغير واضح هل جميعهم من الرجال فقط كسابقيهم، أم حتى من “الأَطْفَالَ وَالنِّسَاء” (سفر أستير 8: 11)، حيث قرأنا الآية كالتالي: “وَقَتَلُوا مِنْ مُبْغِضِيهِمْ خَمْسَةً وَسَبْعِينَ أَلْفًا” (سفر أستير 9: 16).
يهوذا الإِسْخَرْيُوطِي
يذكر ايريناوس وأبيفانيوس وثيودور وغيرهم أنه كان هناك إنجيل باسم يهوذا الإسخريوطي، متداولًا عند شيعة الغنوسيين القينيين الذين يعتبرون يهوذا بطلًا. ولعل هذا الإنجيل كان موجودًا في القرن الثاني الميلادي، ولكنهم لم يقتبسوا منه شيئًا. وإنجيل يهوذا هو إنجيل أبوكريفي هرطوقي.
إسدراس الأول
1 – الأسم: ويسمى في بعض المخطوطات اليونانية من الترجمة السبعينية بإسدراس “أ” كما في نسخ فرتيز وتشندورف ونيتل وسويته، ولكنه لا يوجد في النسخة السينائية. ويسمى في النسخة الإسكندرانية “هيروس” أي الكاهن والمقصود به عزرا الكاهن. ويسمى “إسدراس الأول” في النسخة اللاتينية القديمة والنسخ السريانية كما في الترجمات الانجليزية وغيرها. وفي الكتب المقدسة الانجليزية التي تلحق بها كتب الأبوكريفا، يأتي إسدراس الأول في مقدمتها، وذلك على أساس أهمية اسمه وكذلك أهمية مادته باعتبارها حلفة وصل مناسبة تربط بين الأسفار القانونية والكتابات الأبوكريفية. أما “إسدراس الثاني” فيطلق على رؤيا إسدراس، ويأتي بعد “إسدراس الأول” مباشرة في النسخ الانجليزية واليونانية. وقد أطلقت “الفولجاتا” – تمشيًا مع جيروم – أسماء إسدراس الأول والثاني والثالث على أسفار عزرا ونحميا وإسدراس الأول علىالترتيب. وظلت تظهر هكذا في نسخ الفولجاتا حتى عهد البابا سكستوس (توفي 1590 م). ومن هنا جاء اطلاق اسم “إسدراس الثالث” على هذا السفر في كثير من النسخ، كما اطلق عليه اسم “إسدراس الثاني” على اعتبار سفري عزرا ونحميا سفرًا واحدًا.
2 – محتويات السفر: باستثناء 3: 1 – 5: 6 عن الوليمة الملكية ومكافأة الفتية الثلاثة، تتفق الكتب الموجودة الآن في كل الأمور الجوهرية، بل في التفاصيل الدقيقة مع سفر عزرا وبعض الأجزاء من أخبار الأيام الثاني وسفر نحميا. وقبل دراسة العلاقة بين هذا الكتاب والأسفار القانونية، يستحسن أن نعطي موجزًا لهذا الكتاب مع الإشارة إلى الأجزاء المقابلة في الأسفار القانونية وسنرى الارتباط الشديد بينه وبين سفر عزرا:
أ – الأصحاح الأول = 2 أخ 35: 1 – 36: 21، ويمكن تحليله كالآتي:
1: 1 – 20 = 2 أخ 35: 1 – 19، الفصح العظيم الذي عمله يوشيا.
1: 21 و22 لا يوجد ما يقابله.
1: 23 – 31 = 2 أخ 35: 20 – 27، موت يوشيا الذي حدث في موقعة مجدو كما جاء في الملوك الثاني (23: 29). ويذكر إسدراس الأول (1: 31)، وأخبار الثاني (35: 24) أنه نقل جريحا ليموت في أورشليم.
1: 32 – 58 = 2 أخ 36: 1 – 21، الأيام الأخيرة للمملكة التي أعقبها السبي البابلي.
ب – 2: 1 – 15 = عزرا 1: 1 – 11، العودة من بابل بناء على مرسوم كورش.
ج – 2: 16 – 26 = عزرا 4: 7 – 24، إغراء بعض الولاة الفارسيين للملك أرتحشستا (توفي 424 ق. م) لإيقاف العمل في إعادة بناء الهيكل الذي كان قد أستؤنف في السنة الثانية من ملك داريوس هستاسبس (519 ق. م).
د – 3: 1 – 5: 6 لا يوجد ما يقابله في أسفار العهد القديم. يقيم الملك داريوس (هستاسبس) وليمة عظيمة، يعود بعدها إلى فراشه، ولكن النوم يجافيه، ويعزم ثلاثة شبان من حرسه على أن يكتب كل منهم جملة ويضعها تحت وسادة الملك، حتى يمكنه أن يستمع إلى قراءتها حالمًا يستيقظ من نومه. وكان السؤال المطلوب الإجابة عليه هو: “ما هو أقوى شيء في العالم؟” فيقول الأول هي “الخمر”، ويقول الثاني إنه “الملك” ويقول الثالث إنها “المرأة” وإن كان أقوى الكل هو “الحق”. وقد حكم الملك بأن الثالث هو الأفضل، وعرض الملك أن يكافئه بما يطلب. وكان هذا الشاب هو “زربابل”، وكان ما طلبه من الملك هو أن ينفذ الملك ما وعد به عند اعتلائه العرش من أن يعيد بناء أورشليم والهيكل، وأن يعيد إليه الأواني المقدسة التي نقلت منه إلى بابل. فأجابه الملك إلى طلبه. ويعقب ذلك قصة عودة اليهود من بابل إلى وطنهم، وما بسطته عليهم الحكومة الفارسية من حماية في عهد كورش، كما هو مبين في الأصحاح الأول. ولكن هناك أشياء كثيرة في هذه القصة غريبة وملفتة للنظر، فيقال عن زربابل إنه شاب، كما لا يذكر زربابل بين المذكورين في 5: 5، بينما يذكر ابنه يواقيم، ثم في العدد التالي (5: 6) يقال إن هذا الابن يواقيم هو الذي فاز بمكافأة الملك لتقديمه أفضل الإجابات. ولعل المقصود في العدد السادس هو زربابل، وإن كان البعض يدللون على أنه يواقيم، وفي الجملة يبدو هذا الجزء غير مرتبط بباقي أجزاء إسدراس الأول، ويمكن حذفه دون أن ينقطع حبل الحديث. وعلاوة على ذلك فإن قصة العودة من بابل – في هذا الجزء – تناقض ما جاء في الأصحاح الأول والجزء المقابل له من سفر عزرا، ويجب أن نعتبر الجزء من 3: 1 – 5: 6 أسطورة يهودية كتبت في البداية في الحاشية للايضاح، ثم نقلت إلى صلب النص، وان كان من الناحية الأدبية يعتبر هذا الجزء البذرة لباقي الأجزاء.
ه – 5: 7 – 73 = عزرا 2 – 4: 1 – 5، به أسماء الذين رجعوا وعدد الحيوانات (الخيول مثلًا 5: 7 – 24)، وإقامة مذبح المحرقة (عدد 48)، وتقديم الذبائح عليه (عدد 50)، ووضع أساسات الهيكل (56 و57)، ثم رفض اليهود لاشتراك السامريين معهم في إعادة بناء الهيكل مما نتج عنه إيقاف البناء (أما 2: 30 فهو نفسه 5: 73).
و – 6: 1 – 7: 15 = عزرا 5: 1 – 6: 22 استئناف بناء الهيكل استجابة لكلام حجي وزكريا (6: 1 و2)، المحاولة الفاشلة من الولاة الفارسيين لإيقاف العمل (2 – 34) الذي سرعان ما تم إنجازه، ثم تدشين الهيكل (7: 1 – 11)، والاحتفال بالفصح (12: 15).
وهناك فسحة من الزمن بين الأصحاحين السابع والثامن تبلغ حوالي الستين عامًا، لأن الأصحاح الثامن يبدأ بوصول عزرا (458 ق. م).
ز – 8: 1 – 67 = عزرا 7: 1 – 8: 36، رحلة عزرا وجماعته من بابل إلى أورشليم حاملين معهم رسائل توصية من الملك أرتحشستا (توفي 424 ق. م) (8: 1 – 27)، ثم بيان بأسماء الراجعين (28 – 40) الذين اجتمعوا معًا على نهر “أهوا” واحداث الرحلة ثم الوصول (عدد 41).
ح – 8: 68 – 90 = عزرا 9، حزن عزرا عند سماعه بزواج بعض اليهود من نساء أجنبيات (68 – 73)، واعترافه وصلاته (74 – 90).
ط – 8: 91 – 9: 36 = عزرا 10، إلغاء هذا الزواج المختلط، وأسماء الرجال (من كهنة وغيرهم) الذين تزوجوا بنساء أجنبيات.
ي – 9: 37 – 55 = نحميا 7: 73 ب – 8: 12، اصلاحات عزرا، ففي السفر القانوني يروي نحميا (7: 73 ب حتى الأصحاح العاشر) تاريخ عزرا وليس تاريخ نحميا. وفي إسدراس الأول لا يذكر اسم نحميا في هذا الجزء. وفي 9: 49 ( = نحميا 8: 9) يذكر لفظ “الترشاثا” كاسم علم (انظر إسدراس الأول 5: 40 حيث يذكر “نحميا والترشاثا”)، لذلك يميل أغلب العلماء في العصر الحاضر – إسناد هذا الجزء لغزرا وإلحاقه بعد الأصحاح العاشر من عزرا أو إدماجه في سفر عزرا (كما يرى إيوالد وولهاوزن وشرادر وكولسترمان وبوديسن وبودا ورسل) وفي هذه الحالة فإن إسدراس الأول يأخذ عن سفري الأخبار وعزرا وليس عن نحميا، ولكن يجب أن نذكر أن عزرا ونحميا كانا أصلًا سفرًا واحدًا. وينتهي العدد الأخير من إسدراس الأول – في كل المخطوطات – في منتصف جملة: “اجتمعوا …” مما يدل على ضياع الجزء الختامي من الكتاب، ويعتقد البعض أن هذا الجزء هو نحميا 8: 13 حتى الأصحاح العاشر منه، الذي يبدأ بالعبارة: “وفي اليوم الثاني اجتمع رؤوس آباء جميع الشعب …”.
3 – العلاقة بين إسدراس الأول والأخبار وعزرا ونحميا: حيث أن نحميا 7: 73 ب – الأصحاح العاشر، يروي أعمال عزرا وليس أعمال نحميا (كما سبقت الإشارة) فإن محتويات إسدراس الأول تقابل محتويات عزرا فقط باستثناء الأصحاح الأول الذي يتفق مع الأخبار الثاني 35: 1 – 36: 21. وهناك تفسيرات عديدة لهذا التوافق، أهمها ما يأتي: (1) إن إسدراس الأول هو تجميع النصوص من الترجمة السبعينية لأسفار الأخبار وعزرا ونحميا (هكذا يقول كيل وبيل وغيرهم). (2) إن إسدراس الأول هو ترجمة يونانية مستقلة لكتاب عبري (أو أرامي) مفقود (هكذا يقول هوستن وبوهلمان وهرزفيلد وفرتز وجنسبرج وكين وثاكري ونيتل وغيرهم) ويظن معظم هؤلاء الكتَّاب أن أصل إسدراس الأول كان يحوي كل أسفار الأخبار وعزرا ونحميا. (3) يقول أصحاب الرأي الثاني ان إسدراس الأول كان هو الأصل الذي ترجمت عنه السبعينية الأصلية، أسفار الأخبار وعزرا ونحميا وان الموجود الآن في السبعينية هو ترجمة يونانية أخرى يحتمل أنها من عمل ثيودوتيون (اشتهر في حوالي 150 م) فنحن الآن نعلم أن ما كان حتى 1772 م (تاريخ نشر النسخة الشيزيانية في روما) يعتبر الترجمة السبعينية لدانيآل، هو في الحقيقة من ترجمة ثيودوتيون. ويدافع هاروث وتوري دفاعًا قويًا عن هذا الرأي وأسانيدهم في ذلك من نوعين: خارجية وداخلية.
أ – الأسانيد الخارجية: (1) يستخدم يوسيفوس هذه الترجمة مصدرًا لتاريخه لهذه الفترة مع أنه في باقي أسفار الكتاب يتبع الترجمة السبعينية (2) في مقدمة الترجمة السريانية لإسدراس الأول في نسخة والتن المتعددة اللغات، يقال إنها تتبع السبعينية، وهو ما يبدو صحيحًا حيث أن نسخ السبعينية المعروفة لنا تشتمل على إسدراس الأول مع الترجمة اليونانية التي كانت تعتبر، حتى زمن قريب، أنها الترجمة السبعينية الأصلية. (3) يعتقد هاورث – دون دليل – أنه في سداسية أوريجانوس كان إسدراس الأول يحل محل السبعينية التي بين أيدينا.
ب – الأسانيد الداخلية: (1) يقول جوين وثاكري وهاورث إن يونانية السبعينية الأصلية لدانيآل ويونانية إسدراس الأول شديدتا الشبه، مما يدل على أنهما من ترجمة شخص واحد.
(2) يعتقد هاورث أن يونانية دانيآل وعزرا في السبعينية الأصلية يونانية حرفية مثل كل ترجمات ثيودوتيون. ولكن مثل هذه الأقوال يجب قبولها بحذر شديد، حيث أنه في موضوع الحكم على الأسلوب، يتوقف الشيء الكثير على المزاج الشخصي، فآخرون لا يرون ما يراه هاورث، ولم يتم القطع برأي حاسم في هذا الأمر. ولكن يجب الإقرار بأن إسدراس الأول ويوسيفوس يحتفظان لنا بالتتابع الصحيح للأحداث المسجلة في نحميا 7: 73 ب – الأصحاح العاشر. والذين يرون أن إسدراس الأول هو الترجمة السبعينية الأصلية، يكاد جميعهم يتفقون على أن إسدراس الأول 3: 1 – 5: 6 هو إضافة متأخرة لم يكن لها وجود في أي أصل عبري، ولعل في هذا، التعليل الكافي ليونانيته الرفيعة.
4 – الترجمات: يوجد إسدراس الأول في الترجمات القديمة الآتية (علاوة على اليونانية التي قد تكون ترجمة أو أصلًا – كما أشرنا أعلاه):
1 – في اللاتينية: أ – جيروم، ب – الفولجاتا.
1 – في السريانية أ – البشيطة الموجودة في نسخة والتن المتعددة اللغات وينص منقح بمعرفة لاجارد، ب – الترجمة السريانية السداسية.
5 – تاريخه وكاتبه: لا يعرف شيء عن كاتب إسدراس الأول أو مترجمه، ولا يمكن الجزم بشيء عن تاريخ كتابته، فإذا كان هو النص الأصلي للترجمة السبعينية، فإن ذلك يجعله أقدم تاريخًا مما لو كان مبينًا على أساس السبعينية كما يظن البعض. وحيث أن يوسيفوس قد استخدم هذا الكتاب، فلا بد أنه كتب قبل كتابة يوسيفوس لتاريخه (67 م)، ببضع سنوات، أي أنه كان موجودًا قبل بداية العصر المسيحي. ويرجع “ايوالد” بهذا الكتاب إلى 190 ق. م. وذلك بناء على بعض المشابهات بينه وبين الكتابات السبليانية، ولكن من العسير أن نقول أيهما أخذ عن الآخر.
إسدراس الثاني (أو الرابع) أو رؤيا إسدراس
لم يقبل مجمع ترنت هذا الكتاب بين الكتب القانونية، كما لم تعترف به الكنائس الانجيليكانية مطلقًا كسفر قانوني.
1 – الاسم: لا يوجد هذا الكتاب في السبعينية، كما لا توجد منه نسخة كاملة في اليونانية، ولو أنها كانت موجودة – ولا بد – في وقت ما. وأول اسم لهذا الكتاب هو “النبي عزرا” (كما يذكره أكليمندس الإسكندري)، وكثيرًا ما كان يطلق عليه “إسدراس اللاتيني” لأن أكثر وجوده كان بهذه اللغة، وهذا شبيه باطلاق اسم “إسدراس اليوناني” على إسدراس الأول.
وفي النسخ القديمة من الفولجاتا، كان يطلق عليه “إسدراس الثالث” على اعتبار عزرا ونحميا هما “إسدراس الأول”، كما كان يطلق اسم إسدراس الثاني على ما يعرف الآن باسم “إسدراس الأول”. ولكن في نسخ الفولجاتا التي صدرت بعد مجمع ترنت وكذلك في نسخة والتن المتعددة اللغات، اطلق اسم إسدراس الأول على سفر عزرا، إسدراس الثاني على سفر نحميا، وإسدراس الثالث على المعروف حاليًا باسم إسدراس الأول. أما هذا الكتاب، إسدراس اللاتيني فكان يطلق عليه “إسدراس الرابع”.
ولا يوجد هذا السفر في الطبعات الرسمية للفوجاتا، وبالنسبة لمحتواه، فقد حذا وستكوت حذو انستاسيوس سيناتا (أسقف أنطاكية من 559 م) فأطلق عليه اسم “رؤيا إسدراس” ويعتبر أفضل كتب الرؤي اليهودية.
2 – محتوياته: يتكون الكتاب أصلًا من الأصحاحات الثالث حتى الرابع عشر، أما الأصحاحات الأول والثاني والخامس عشر وما بعده، فإضافات متأخرة ولا يوجد الكتاب بأصحاحاته الكاملة إلا في اللاتينية، أما في باقي اللغات فلا توجد سوى الأصحاحات من 3 – 14. ويتكون الكتاب الأصلي (الأصحاحات 3 – 14) من رؤى رآها عزرا في السبي بعد ثلاثين سنة من تدمير البابليين لأورشليم. وموضوع هذه الرؤى هو كيف يمكن لإله عادل ومحب أن يسمح بأن يعاني شعبه هذه المعاناة؟ وتعالج الرؤى هذه المسألة بطريقة كاملة رائعة.
والأصحاحان الأولان عبارة عن نبوة على نمط نبوات إشعياء، ويظهر أثر العهد الجديد في عدد غير قليل من الآيات (انظر مثلًا 1: 30 مع مت 23: 27، 2: 45 مع رؤ 7: 3).
ويعتبر الأصحاح الثالث هو البداية الحقيقية للكتاب، ويبدأ بصلاة تشغل كل الأصحاح واستجابة لهذه الصلاة، يرسل الله أورئيل الملاك الذي يعلن لعزرا – برموز مختلفة – خطة الله بالنسبة لإسرائيل، وذلك حتى منتصف الأصحاح الخامس، ويشكل هذا الجزء الرؤيا الأولى. وبعد صوم سبعة أيام يظهر أورئيل مرة أخرى لعزرا ويبدأ ذلك بالصلاة أيضًا كما في الرؤيا الأولى، ثم تعقب ذلك سلسلة من الأسئلة، الغرض منها إظهار محدودية فهم الإنسان، وعندما تنتهي هذه الأسئلة، يروي أورئيل لعزرا تاريخ العالم منذ الخليقة وتنتهي هذه الرؤيا في 6: 35 وللرؤيا الثالثة أهمية خاصة , فقد كان سبعون عددًا منها مفقودة ولم تكتشف إلا مؤخرًا. وتروي هذه الرؤيا قصة الخليقة كما هي في سفر التكوين مع إضافات بلاغية ووصف كامل للوياثان وبهيموث، كما يرى عزرا في الرؤيا صهيون السماوية كمكان يصعب بلوغه. والجزء الذي اكتشف حديثًا، يتحدث عن مكان العقاب، كما يرد فيه ذكر الفردوس، وينتهي هذا الجزء بصلاة واضح أنها من إنشاء كاتب آخر (8: 20). وتبدأ الرؤيا الرابعة من 9: 26، وفيها يرى عزرا امرأة تبكي، تعبيرًا عن صهيون. ثم تتحول المرأة إلى مدينة (10: 27). والرؤيا الخامسة وهي أهمها، تبدأ بظهور نسر له ثلاث رؤوس واثنا عشر جناحًا، ويفسر ذلك بالامبراطورية الرومانية، كما تذكر ثمانية أجنحة أخرى، ثم يظهر أسد يوبخ النسر ذا الاثنى عشر جناحًا، ثم يُقتل النسر. والأسد إشارة إلى المسيا وملكوته. وتبدأ الرؤيا السادسة بالأصحاح الثالث عشر، وتتحدث عن مجيء المسيح. ونجد في الرؤيا السابعة إعادة كتابة الأسفار بإملاء عزرا والاحتفاظ بالسبعين سفرًا السرية المقدسة. والأصحاحات الأخيرة من نفس القلم الذي كتب الأصحاحين الأولين، وقد ضمها فريتز ودعاها إسدراس الخامس.
3 – اللغة الأصلية: ومع أنه لا يوجد نص كامل للكتاب (حتى في الأصحاحات 3 – 14)، إلا أن الفحص الدقيق للنسخة اللاتينية يثبت أنها مترجمة عن اليونانية، ولكن هناك بعض الأدلة التي تبين أن النسخة اليونانية نفسها أخذت عن أصل عبري، فتوجد في النسخة اليونانية مصطلحات عبرية، وكان إيوالد هو أول من دافع عن الأصل العبري ثم تبعه تلميذه ولهاوزن.
4 – الترجمات:
أ – اللاتينية، وهي أهمها وعنها أخذت الترجمات الانجليزية. وجميع الترجمات اللاتينية مأخوذة عن مخطوطة واحدة اسمها المخطوطة السانجرمانية (822 م) وينقصها جزء كبير فيما بين 7: 36، 7: 37 مما لا يفوت القارئ ملاحظته. وقد نشر بنسلي في 1875 الجزء الناقص مع ملاحظات نقدية، وفي 1895 نشر بنسلي وجيمس طبعة نقدية “لعزرا الرابع” باللاتينية مع ادماج الجزء الناقص وبعض التنقيحات بالاستعانة بأفضل المخطوطات المعروفة.
ب – توجد أيضًا ترجمة سريانية (البشيطة) وترجمات أخرى حبشية وعربية وأرمينية وغيرها، ولكنها جميعها – باستثناء مخطوطة أو اثنتين من المخطوطات العربية – أخذت عن الترجمة اليونانية المفقودة. وهذه الترجمات العديدة إنما تدل على أن إسدراس الثاني كان واسع الانتشار، وقد اقتبس منه الاباء اليونانيون واللاتينيون باعتباره كتابا نبويا صحيحًا. وتبدو أهميته في الكنيسة الرومانية في العصور الوسطى، بوضوح من وجود كل هذه المخطوطات التي وصلت إلينا، كما من إلحاقه بالفولجاتا.
5 – أصل الكتاب: هناك رأيان يمكن أن نوجزهما في الآتي:
أ – رأي كابش (1889) الذي يعتقد أن الكاتب قد استعان بجملة مصادر، استخرج منها وأضاف إليها وغير فيها: حسبما أراد، ويذكر كابش جملة مصادر محتملة.
ب – يعتقد جنكل أن الكتاب من تأليف شخص واحد، ويحاول إثبات رأيه، ولكنه يعترف أن بالكتاب عددًا كبيرًا من المتنافضات، يبررها بأن الكاتب أباح لنفسه حرية واسعة في استخدام التقاليد الشفهية والمكتوبة.
والشقة بين الرأيين ليست واسعة لأن كليهما يقران بأن الكتاب أخذ عن مصادر عديدة.
والأرجح أن ولهاوزن على صواب في قوله إن كاتب إسدراس الثاني، كانت أمامه رؤيا باروخ، التي كتبت تحت تأثير الجو الذي نتج عن تدمير أورشليم في 71 م.
6 – تاريخه: يرى أكثر العلماء أن الكتاب قد كتب في الشرق في العقد الأخير من القرن الأول الميلادي، ويستند هذا الرأي على التفسير الأرجح لرؤيا النسر والأسد (11: 1 – 12: 51)، كما على اقتباس أكليمندس الإسكندري (توفي 217 م) باليونانية للعدد 5: 35.
إسدراس الخامس والسادس
اطلق هذان الاسمان على الأصحاحين الأولين من إسدراس الثاني، والثلاثة أصحاحات الأخيرة منه على الترتيب، في التوراة اللاتينية في 1462 م. وتتفق هذه الأصحاحات – وهي من أصل مسيحي – في مادتها مع الأجزاء الأخرى من إسدراس الثاني.
إسدرين
أو إسدريس، وهو اسم قائد جاء ذكره في (المكابيين الثاني 12: 36) في زمن يهوذا المكابي، ودوره غير واضح.
أسير اللاوي ابن قورح
كلمة عبرانية معناها “أسير” وقد ورد هذا الاسم في الكتاب المقدس لما يأتي:
لرجل لاوي ولد لقورح في مصر (حز 6: 24 و1 أخبار 6: 22).
أسر | أسير | أسرى الحرب
استعملت هذه الكلمة في الكتاب المقدس للدلالة على الإنسان الذي يؤخذ أسيرًا في الحرب (أش 14: 17) أو يوضع في السجن ليلقى عقابه (حز 12: 29).
وكثيرًا ما كان أسرى الحرب يبعدون عن أوطانهم (تك 14: 14) وقد دأب الآشوريون على ترحيل الأسرى جملة كما فعلوا ببني إسرائيل (2 ملو 17: 6). وقد سار البابليون على منوالهم فرحلوا بني يهوذا بجملتهم (أرميا 52: 28 – 30).
وأحيانًا ما كان يباع الأسرى كعبيد (يوئيل 3: 3) ويشير (2 صم 12: 31) قارنه مع (1 أخبار 20: 30) لا إلى العذاب الذي يلاقيه الأسرى فحسب بل إلى أعمال السخرة وغيرها كالتي تطلبها داود من العمونيين. وأحيانًا كان يضع الفاتح قدمه على رقاب الأسرى كعلامة لإذلالهم وإخضاعهم (يشوع 10: 24). وكثيرًا ما كانت تشوه أعضاء أجسام الأسرى أو تقطع كما قطع الإسرائيليون أباهم يدي وقدمي ادوني بازق كما فعل بسبعين ملكًا (قض 1: 6 و7). ولم تكن مثل هذه القسوة شائعة بين بني إسرائيل في العهد القديم كما كانت سائدة عند الآشوريين مثلًا. فقد كان هؤلاء يتفاخرون بقسوتهم وبشدة الرعب الذي يوجدونه في قلوب الشعوب المغلوبة على أمرها أمامهم كما نقرأ هذا في سجلاتهم. (). وكان أسرى الحرب يقتلون في بعض الأحيان (2 صم 8: 2) وكانوا أحيانًا يقتلون بجملتهم (2 أخبار 25: 12) وكانت هذه المذابح تشمل النساء والأطفال في بعض الأحيان (2 ملو 8: 12) وقد تطلبت الشريعة الموسوية معاملة الأسرى من النساء معاملة إنسانية (تثنية 21: 10 – 14).
وقد استعملت كلمة “ماسورين” (في لو 4: 18) مجازيًا كناية عن أسرى الخطية أو الشيطان الذين يحررهم المسيح. ويذكر في (مز 110: 1 وعب 1: 13) أن المسيح يضع قدميه فوق أعدائه دلالة على أنهم أسراه. وتوجد صورة الأسرى مقيدين عند موطئ قدمي توت عنخ آمون فرعون مصر.
وقد تنوعت معاملة هؤلاء الأسرى بسبب جرائمهم الحقيقية أو الافتراضية الدعاة عليهم بغير وجه حق. وقد سجن أرميا النبي في جب مليء بالوحل (أرميا38: 6) وطرح دانيال في جب الأسود (دانيال 6: 16) وألقي رفاقه في أتون النيران المتقدة (دا 3: 21). وقد لقي يوسف في سجنه في مصر (تك 39: 22) وبولس في سجنه الأول في رومية (أع 28: 30) قدرًا كبيرًا من الحرية. ويفتخر الرسول بولس بأنه أسير يسوع المسيح (فليمون عدد 9).
أسريئيليين
هم عشيرة أسريئيل ابن منسى (عد 26: 31؛ يش 17: 2).
أساس
تشتق معظم الكلمات الدالة على كلمة “أساس” في اللغة العبرية من الفعل “ياساد” ومعناه “يؤسس”. أما في اليونانية فهناك كلمتان للتعبير عن هذا المعنى: الأول هي “كتابول” كما في عبارة “تأسيس العالم” أو “إنشاء العالم” وهى الكلمة الموجودة في متى (13: 35، 25: 34) وفى لوقا (11: 50) وفي يوحنا (17: 24) وغيرها. أما الكلمة اليونانية الثانية فهى “ثيمليوس” وهي تشير إلى الأساس الذي يوضع للبناء، وهي المكلمة المستخدمة في إنجيل لوقا (6: 48 و49، 14: 29) وأعمال الرسل (6: 26) وغيرها.
وقد استخدمت هذه الكلمة الأخيرة بصورة مجازية للتعبير عن حقائق أخرى، منها أن المسيح هو أساس الكنيسة (1كو 3: 11)، في مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية “(أفسس 2: 20)، وكذلك أساس التوبة (عب 6: 1).
ونلاحظ في المزمور الحادي عشر وفى العدد الثالث منه أن الكلمة العبرية المستخدمة هي “شاث” إذ يقول: “إذا انقلبت الأعمدة” (أى الأساسات).
أساطين
وهى في اللغة العبرية “أتوك” أو “أتك” ولا توجد إلا في سفر حزقيال (حز 41: 15 و16، 42: 3 – 5) ومع أن معناها غير معروف بصورة قاطعة، إلا أنه من الأرجح أنها تشير إلى المعاني الآتية: عمود – صف – بهو الأعمدة – رواق – قاعة للعرض – منصة – مقصورة – شرفة.
والأرجح أنها شرفة طويلة ضيقة تتكون من مجموعة من الأعمدة، أو بارتداد الطبقات العليا من المبنى مما يتخلف عنه وجود شرفه. ونجد في الرؤيا التي شاهدها حزقيال الهيكل الذي سيعاد بناؤه، وصفا لهذين النوعين من الأساطين (الشرفات) التي أحاطت بالطبقات الثلاث للمخادع الجانبية حول الهيكل الأساسي، وأيضًا بالمبنى ذي الطبقات الثلاث الحاوي بصفوف من الغرفات في الدار الخارجية مقابل المخادع الجانبية للهيكل. ويتضح لنا بكل جلاء أن تلك الشرفات المحيطة بالهيكل الأساسي، كانت مدعمة بالأعمدة ومقامة عليها، لهذا فهي لم تقتطع أو تنقص شيئا من اتساع غرفات الطابقين الثاني والثالث (انظر حز 41: 7)، بل كانت على النقيض من ذلك، فلم تكن شرفات المباني الخارجية مقامة على أعمدة، ومن ثم فلم ترتكز فوق بعضها البعض، إنما تراصت في نفس السطح، ولذلك اقتطعت من الطبقات العليا أكثر مما فعلت بالطبقتين الوسطى والسفلى، وهكذا صارت المخادع العليا أقصر حيث كانت “تضيق من الأسافِل ومن الأواسط من الأرض” (حز 42: 6).
هذا ولقد كان هناك حائط منخفض يحجب أروقة الدار الثالثة حيث كانت هناك اسطوانة تجاه اسطوانة عبر العشرين ذراعا التي للدار الداخلية والمخدع الذي لدار الخارجية. وليست تلك الأساطين (أو الأتكيم) سوى واحدة من تلك الملامح القليلة التي تميز الهيكل الذي شاهده حزقيال في رؤياه. كما يبدو أن تلك الفكرة وكذلك تلك الكلمة قد استوحيتا من فن العمارة المتقن الذي برع فيه أهل بلاد السبي، مما ترك انطباعا بالغ الأثر على اليهود في عصر حزقيال. فالبناء ذو الأسطح والشرفات الذي شاهده حزقيال في الدار الخارجية، شبيه تماما بتلك الهياكل البابلية ذات الأبراج والمعروفة باسم “زيجورات” والموجودة أطلالها في بابل.
أسفار
بركة في برية تقوع، نزل حولها يوناثان وسمعان أخوه عندما هربا من وجه بكيديس (1مك 9: 33)، وعل موقعها الآن هو خرائب “الزفرانة” حيث يوجد حوض قديم إلى الجنوب من تقوع وشرقى هلهول. ولكن يرجح البعض أن موقعها هو “بيرسلهوب” على بعد ستة أميال إلى الجنوب الغربي من عين جدي، وتعرف الجبال المحيطة بها باسم “سفرا” التي لعلها تحتفظ بشيء من الاسم القديم.
أسلة | أَسَل
الأسل نبات مائي. كحشائش المستنقعات ويرجح أنه هو نفس النبات المعروف باللاتينية باسم Arundo donax. وكان يستعمل الأسل في صنع الحبال (أيوب 41: 2) أو في الوقود (أيوب 41: 20) في هامش الترجمة العربية للكتاب المقدس. وقد ورد الأسل في أش 9: 14 و19: 15 رمزًا للشعب الوضيع. ويشبه إحناء الرأس في العبادة بانحناء الأسلة أمام الريح أو تيار المياه (أش 58: 5).
هى نوع من الحلفاء التي تنمو في الفيضان والمستنقعات، وهى ترجمة للكلمة اليونانية “أجمون” المشتقه من “أجمة” (وهى نفس الكلمة العربية لفظا ومعنى). وكان الأسل يستخدم في صنع الحبال: “أتضع اسلة في خطمه، أم تثقب فكه بخزامة”؟ (أيوب 41: 2) كما كان يستخدم وقودا (أيوب 41: 20) حيث يترجم أحد مشتقات الكلمة “بمرجل” وهو شبيه باستخدامها في العربية، فيقال “تأجمت النار” إذا ذكت واشتدت). ويستخدم الأسل في الكتاب مجازا للدلالة على الشعب الذليل الوضيع بالمقابلة مع النخل رمز الرفعة والعظمة (إش 9: 14، 19: 6 و15). كما يشبه به إحناء الرأس تذللا لأن الأسلة تنحنى أمام تيار المياه أو أمام الريح (إش 58: 5). وتطلق كلمة “الأسل” على أنواع عديدة من النباتات البردية التي تنمو بكثرة في فلسطين.
أَسْمَانْجُونِي – حجر كريم
الأسمانجوني حجر كريم يشبه الياقوت، لونه أزرق ضارب إلى الحُمْرة. وهو الحجر الحادي عشر في أساسات أورشليم الجديدة (رؤ 21: 20).
اللون الإسمانجوني
وهو لون أزرق شديد الزرقة يشبه لون الياقوت الأزرق. وقد أمرت الشريعة الموسوية الإسرائيليين باستعمال أهداب اسمانجونية في أذيال ثيابهم (عدد 15: 38) وكانت الحلل الملكية تصنع من اللون الاسمانجوني والأرجواني (اس 8: 15) وكذلك حلل أصحاب المناصب الرفيعة (حز23: 6). وكانت الثياب الزرقاء والأرجوانية ضمن البضائع التي كانت تبيعها صور وتتجر فيها (حز 27: 24). وبعض الدروع التي يلبسها الفرسان المذكورين في رؤيا 9: 17 اسمانجونية تتناسب مع لون الكبريت المذكور في العدد نفسه.
إسماعيل ابن إبراهيم
← اللغة الإنجليزية: Ishmael – اللغة العبرية: יִשְׁמָעֵאל – اللغة اليونانية: Ισμαήλ.
اسم عبري ومعناه “يسمع الله” وقد ورد اسمًا لعدة أشخاص:
إسماعيل بن إبراهيم Abraham من هاجر المصرية Hagar أمه سارة. وقد حثت سارة إبراهيم أن يأخذ أمتها زوجة لكي يعقب منها نسلًا لأن سارة كانت عاقرًا (تك 16: 1 – 4) وكان هذا النظام في الزواج معمولًا به في تلك الأزمنة. وقد دلت الاكتشافات على أنه كان موجودًا في “نوزي” بالقرب من كركوك في العراق. أما هذا العمل من ناحية سارة فمعناه ضعف الإيمان بمواعيد الرب لإبراهيم وسارة بأن يكون لهما ابنٌ. وبعد أن حملت سارة نظرت إلى سيدتها باحتقار لأنها كانت عاقرًا فطردتها سيدتها، ولاقاها ملاك الرب في الطريق وأمرها أن ترجع إلى سيدتها وإلى بيت إبراهيم، ووعدها بأنها ستلد ابنًا تسميه إسماعيل وأنه يكون أبًا لجمهور من الناس، وأنه سيسكن البرية كحمار وحشي (تك 16: 5 – 14) وبعد أن رجعت هاجر ولدت إسماعيل لما كان إبراهيم ابن ست وثمانين سنة، وبعد أن كان له في أرض كنعان عشر سنين (تك 16: 3 – 16).
وقد ختن إسماعيل في الثالثة عشرة من عمره (تك 17: 25) وهي السن التي يختن فيها الأولاد العرب في الوقت الحاضر. وفي الوليمة التي أقيمت بمناسبة فطام اسحاق سخر إسماعيل من أخيه الصغير وكان إسماعيل حينئذ قد بلغ السادسة عشرة من عمره. فألحت سارة على إبراهيم أن يطرد هاجر وابنها فطردهما (تك 21: 8 – 14). فتاهت الأم وابنها في برية بئر سبع في جنوب فلسطين وكانا على وشك الهلاك من الظمأ. فأَرى الله هاجر بئر ماء ووعدها ثانية بأن ابنها إسماعيل سيصير مصدر أمة عظيمة. ومنذ ذلك الحين سكن إسماعيل في برية فاران في جنوب فلسطين على حدود شبه جزيرة سيناء وأصبح ماهرًا في استعمال القوس. وأخذت له أمه زوجة من بلادها، من مصر (تك 21: 15 – 21) وولد له اثنا عشر ابنًا الذين أصبحوا آباء القبائل العربية (انظر “إسماعيليين”) وولد له أيضًا ابنة اسمها محلة (تك 28: 9) أو بسمة (تك 36: 3) وقد تزوجها عيسو. وقد اشترك إسماعيل مع اسحاق في دفن أبيهما إبراهيم في ممر بالقرب من حبرون (تك 25: 9). وقد مات إسماعيل بعد أن بلغ من العمر 137 سنة (تك 25: 17).
ويستخدم الرسول بولس إسماعيل في العهد الجديد رمزًا لأولاد إبراهيم حسب الجسد وليس حسب الروح، وهم تحت عبودية الناموس وكانوا يضطهدون أبناء الموعد أي المسيحيين (غلا 4: 22 – 31).
ويقول العرب أنهم من نسل إسماعيل. والتقاليد العربية تقول أن الابن الذي أراد إبراهيم أن يقدمه ذبيحة هو إسماعيل لا اسحاق حسبما نعرف من الكتاب المقدس. وتنتقل هذه التقاليد بمشاهد حياة إبراهيم وإسماعيل من جنوب فلسطين إلى مكة التي يقولون أن هذه الحوادث جرت فيها.
إسماعيل ابن نثنيا
← اللغة الإنجليزية: Ishmael – اللغة العبرية: יִשְׁמָעֵאל – اللغة اليونانية: Ισμαήλ.
اسم عبري ومعناه “يسمع الله” وقد ورد اسمًا لعدة أشخاص:
إسماعيل بن نثنيا من الأسرة المالكة في يهوذا. فبعد خراب أورشليم في سنة 587 ق. م. جاء إسماعيل وبعض من ضباط جيش يهوذا المشتت وأعلنوا خضوعهم لجدليا، الحاكم اليهودي الذي عينه نبوخذنصر ملك بابل حاكمًا على أرض يهوذا. (). ولكن بعليس ملك عمون شجّع إسماعيل فقصد سرًا أن يخرج الكلدانيين من بلاده، وربما كان يقصد أيضًا أن ينتزع العرش لنفسه. وكان إسماعيل وعشرة من رجاله في ضيافة جدليا في المصفاة فقتلوا جدليا وقتلوا جنوده من اليهود والكلدانيين. وحتى يبقى جرمهم سرًا قتلوا سبعين حاجًا يهوديًا كانوا مارين بالمصفاة في طريقهم إلى أورشليم وأسروا جميع سكان المصفاة ومن ضمنهم بنات الأسرة اليهودية المالكة، وكن من أقرباء إسماعيل. وانطلقوا في طريقهم إلى عمون فأدركهم يوحانان بن قاريح ورجاله وأنقذوا جميع من سباهم إسماعيل من المصفاة وهرب إسماعيل مع ثمانية من رجاله إلى عمون (2 ملو 25: 25 وأرميا 40: 7 و41: 18).
وكان من نتيجة اغتيال جدليا الحاكم الذي عَيَّنَهُ البابليون على يد إسماعيل، أن اضطر جماعة من اليهود إلى الهرب إلى مصر خوفًا من انتقام البابليين (أرميا 42: 1 – 43: 7) وقد تركت جريمة إسماعيل أثرًا لا يمحى في أذهان اليهود حتى أنهم أصبحوا بعد رجوعهم من السبي يصومون اليوم السابع من شهر تشرين كذكرى لذلك الحادث.
إسماعيل ابن أصيل
← اللغة الإنجليزية: Ishmael – اللغة العبرية: יִשְׁמָעֵאל – اللغة اليونانية: Ισμαήλ.
اسم عبري ومعناه “يسمع الله” وقد ورد اسمًا لعدة أشخاص:
رجل بنياميني يدعى اسماعيل بن أصيل (1 أخبار 8: 38 و9: 44).
إسماعيل أبو زيديا، من قادة جيش يهوشافاط
← اللغة الإنجليزية: Ishmael – اللغة العبرية: יִשְׁמָעֵאל – اللغة اليونانية: Ισμαήλ.
اسم عبري ومعناه “يسمع الله” وقد ورد اسمًا لعدة أشخاص:
أبو زيديا كان أحد قواد جيش يهوشافاط ملك يهوذا وقد جاء ذكره باسم “يشمعيل” وهو اللفظ العبري الذي يقابله في العربية لفظ “اسماعيل”.
إسماعيل ابن يهوحانان، قائد مئة
← اللغة الإنجليزية: Ishmael – اللغة العبرية: יִשְׁמָעֵאל – اللغة اليونانية: Ισμαήλ.
اسم عبري ومعناه “يسمع الله” وقد ورد اسمًا لعدة أشخاص:
إسماعيل بن يهوحانان وكان قائد مئة في جيش يهوذا (2 أخبار 23: 1) وقد ساعد يهوياداع الكاهن على التخلص من عثليا وتنصيب يوآش ملكًا على يهوذا.
إسماعيل الكاهن ابن فحشور
← اللغة الإنجليزية: Ishmael – اللغة العبرية: יִשְׁמָעֵאל – اللغة اليونانية: Ισμαήλ.
اسم عبري ومعناه “يسمع الله” وقد ورد اسمًا لعدة أشخاص:
إسماعيل مِنْ بَنِي فَشْحُور، كان كاهنًا وكان أحد الذين أقنعهم عزرا أن يتركوا زوجاتهم الأجنبيات (عزرا 10: 22).
أسمونيين
وهذا رجل آشوري يلقب في (عزرا 4: 10) بالعظيم الشريف. وقد أسكن قبائل أجنبية متنوعة في السامرة. ويقول العلماء الآن أنه هو نفس آشور بانيبال ( “آشور خالق ابن”) ملك آشور من سنة 669 إلى سنة 626 ق. م. وكان ابن أسرحدون وخليفته، وقد أخمد جيشه ثورة قامت في مصر، ونهب مدينة “طيبة” أو “نوآمون” كما جاء ذكرها في ناحوم 3: 8 – 10. وقد عفا آشور بانيبال فيما بعد عن واحد من الثوار واسمه نخو وأعاده إلى ملكه في “صان الحجر” في الدلتا. وقد عفا عن ثائر آخر وهو منسى ملك يهوذا وأذن له أن يرجع إلى عرشه في أورشليم (2 أخبار 33: 13) وقد أخمد ثورة أخرى في عيلام وأخذ كثيرين أسرى من عاصمة بلادهم سوسا أو شوشن (قارن هذا مع عزرا 4: 9). وكذلك أخمد ثورة ثالثة قام بها أخوة شماش – شم – اكن. وكان نائبًا للملك في بابل. وكان آشور بانيبال من أعظم من تعهدوا الفن والأدب برعايتهم في العالم القديم. وقد جمعديم. وقد جمع الكتَّاب في عصره آلافًا عديدة من الكتب ونسخوها في الخط المسماري على اللوحات الفخارية وأضحت هذه اللوحات في العصور الحديثة المرجع الرئيسي لما نعرفه من تاريخ البابليين والآشوريين وآدابهم.
أَسْنَفَّر | أُسنَفَّر
وهذا رجل آشوري يلقب في (عزرا 4: 10) بالعظيم الشريف. وقد أسكن قبائل أجنبية متنوعة في السامرة. ويقول العلماء الآن أنه هو نفس آشور بانيبال ( “آشور خالق ابن”) ملك آشور من سنة 669 إلى سنة 626 ق. م. وكان ابن أسرحدون وخليفته، وقد أخمد جيشه ثورة قامت في مصر، ونهب مدينة “طيبة” أو “نوآمون” كما جاء ذكرها في ناحوم 3: 8 – 10. وقد عفا آشور بانيبال فيما بعد عن واحد من الثوار واسمه نخو وأعاده إلى ملكه في “صان الحجر” في الدلتا. وقد عفا عن ثائر آخر وهو منسى ملك يهوذا وأذن له أن يرجع إلى عرشه في أورشليم (2 أخبار 33: 13) وقد أخمد ثورة أخرى في عيلام وأخذ كثيرين أسرى من عاصمة بلادهم سوسا أو شوشن (قارن هذا مع عزرا 4: 9). وكذلك أخمد ثورة ثالثة قام بها أخوة شماش – شم – اكن. وكان نائبًا للملك في بابل. وكان آشور بانيبال من أعظم من تعهدوا الفن والأدب برعايتهم في العالم القديم. وقد جمعديم. وقد جمع الكتَّاب في عصره آلافًا عديدة من الكتب ونسخوها في الخط المسماري على اللوحات الفخارية وأضحت هذه اللوحات في العصور الحديثة المرجع الرئيسي لما نعرفه من تاريخ البابليين والآشوريين وآدابهم.
أسينيون
وهم جماعة من الجماعات اليهودية التي ازدهرت في القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول بعد الميلاد. وكانت هذه الجماعة تكون إحدى المدارس الثلاث الرئيسية للفكر اليهودي في زمن المسيح (مع الفريسيين والصدوقيين).
1 – الاسم:
يدور حول الاسم جدل كثير، فيري البعض أن الاسم مأخوذ عن الكلمة الأرامية “هاسياس” أي “الأتقياء” بينما يرى البعض الآخر أنه مشتق من الكلمة اليونانية “أجيوس” بمعنى “قدوس” أو “مقدس” أو “أجوس” بمعنى “معادل” أو كلمات عبرية مختلفة بمعنى الأتقياء كما سبق أو بمعنى “يعمل” (أي أنهم منفذون للناموس) أو “شريف” أو “قوى” أو “الآسي” (أي الطبيب المعالج) أو غير ذلك. وهذا التخبط في معرفة أصل الاسم، له ما يبرره حيث أن الأسينيين Essenes أنفسهم لم يستخدموا هذا الاسم وصفا لهم. ومازال الاسم غامضا منذ عهد فيلو.
2 – مصادر المعلومات عنهم:
وصف يوسيفوس الأسينيين بأنهم الفريق الثالث من الفلاسفة أو مدارس الفكر الديني لليهودية المعاصرة له. وعلاوة على وصف يوسيفوس، هناك روايات أخرى عن عقائد الأسينيين وعاداتهم في كتابات معاصرة اليهودي فيلو الإسكندري، وكذلك في كتابات الكاتب الروماني بلينى الكبير، ثم بعد ذلك في أقوال هيبوليتس المبنية على مؤلفات يوسيفوس وأن كان قد استقى البعض منها مصادر أخرى.
أ – يوسيفوس:
مع أن المعروف عن هذا الكاتب الذي عاش في حوالي 37 – 98 م أنه كان يهدف أحيانًا إلى تحوير الحقائق التاريخية لخدمة أغراضه الدفاعية وغيرها، إلا أن وصفه للأسينيين يحمل في طياته الدليل على أنه وصف صادق من شاهد عيان. وأول ما جاء عنهم في كتاباته (الحرب – الجزء الثاني – الفصل الثامن) هو ما ذكره في مؤلفه الذي كتبه عقب سقوط أورشليم (70م) كما توجد إشارات كثيرة إلى الأسينيين في أجزاء مختلفة من مؤلفاته الأخرى، بالإضافة إلى ما جاء عنهم في كتابه “تاريخ اليهود” الذي كتبه في حوالي 60 م.
كتب يوسيفوس في سيرته الذاتية، أنه كجزء من دراسته للثقافة اليهودية – انضم إلى جماعة من البرية يتزعمها رجل اسمه بانوس، مكث معه ثلاث سنوات قبل أن يعود إلى أورشليم وينضم إلى الفريسيين وسيظل موضوع تتلمذ يوسيفوس على يد الأسينيين موضع شك، وبخاصة في ضوء شروط الأسينيين التي وضعوها لمن ينضم إليهم. وأكمل رواية ليوسيفوس عن الأسينيين هي ما جاء في كتابه “حروب اليهود” الذي يذكر فيه أن هذا الفريق الثالث من الفلاسفة كان يعتنق نظاما أضيق من الفريسيين والصدوقيين، كما كان لهم مشاعر أقوى من نحو رفقائهم. وقد رفضوا المسرات الدنيوية باعتبارها شرًا، كما اعتبروا كبح جماح النفس وضبط الانفعالات من الفضائل ورفضوا الزواج مفضلين تربية أبناء الآخرين ليشكلوهم حسب أنماط حياتهم. وبينما لم ينكروا على الآخرين الزواج، فإنهم اعتبروا أن موقفهم من الزواج هو الموقف الشرعي الوحيد أمام انحلال النساء وعدم أمانتهن بوجه عام.
ويستمر يوسيفوس في وصف حياة الشركة عند الأسينيين التى قامت على أساس أن امتلاك الثروة أمر مكروه، وكانوا يطلبون ممن ينضمون إليهم أن يأتوا بكل ما يمتلكون ليصبح جزءا من ممتلكات الجماعة كلها، حتى تختفي مظاهر الفقر أو الغنى بين الجماعة. وكان يقوم على تدبير شئونهم وكلاء يعينون لهذا الغرض بهدف خير الجماعة كلها. وواضح أن الأسينيين لم يكونوا مجتمعا منفصلا، بل كانوا يفضلون الاندماج في المجتمع بكل مستوياته، فكانوا يوجدون في كل مدينة كبيرة، وكانوا يلقون قبولا حسنا عند جموع الشعب اليهودي.
وكان لتقوى الأسينيين أثر قوى في يوسيفوس، فيتحدث بشيء من الإضاب عن عاداتهم في العبادة والخدمة. وكانوا يبدأون يومهم قبل الفجر بالصلاة، ثم يتفرقون ليقوم كل عضو منهم بمختلف الأعمال الدنيوية المؤهل لها، وكانوا مشهورين بأمانتهم ودقتهم وضميرهم الحي في القيام بواجباتهم. وفى منتصف النهار يستحمون بالماء البارد ثم يجتمعون في قاعة الطعام ليتناولوا جميعا طعاما بسيطا بعد الصلاة، ثم يستأنفون أعمالهم. وفي المساء يكررون ما فعلوه في الظهيرة من الاستحمام وتناول الطعام.
ومما يدل على دقة نظام الجماعة، عدم وجود صراع أو شغب. وكان الشيء الوحيد المتروك للحرية الفردية هو تقديم المعونة للمحتاجين والقيام بأعمال الرحمة. ومع أنه لم يكن مسموحا بأن تغتصب الرحمة مكان العدالة، فقد كان الأسينيون مشهورين بالأمانة والاستقامة والإنسانية، وقلما كانت الظروف تستدعى إجراءات العدالة الصارمة، مع كل هذه المميزات التي اشتهروا بها. وكان الانضمام لهذه الجماعة يستلزم أن يقضي المبتدئ سنة تحت الاختبار، يلزم أن تظهر خلالها كل السجايا التي تهدف إليها الجماعة، وعندما يثبت أنه تتوفر فيه المؤهلات اللازمة، يقبل بعدها رسميا في جماعة الأسنيين، وعند ذلك يجب أن يتعهد بقسم أن يكون أمينا وتقيا نحو الله، وعادلا نحو الناس، وبعد ذلك يسمح له بالاشتراك في طعام الجماعة كعضو معترف به تماما في الجماعة.
وتتضح صرامة النظام عند الأسينيين، في العقوبات الموضوعة للتعديات الكبيرة، فكان المذنبون يعزلون من بين الجماعة، لأنهم كانوا مقيدين بعهود موثقة بأقسام، بعدم تناول الأطعمة العادية، فإنهم كانوا يتضورون جوعا قبل أن يستعيدوا أماكنهم بين الجماعة، وكثيرا ما كان يتم هذا بدافع الشفقة لا غير. وكانت حياتهم المشتركة تسير تحت أشراف عدد من الشيوخ الذين كانوا يفرضون الوقار الدقيق في الاجتماعات العامة.
ويقول يوسيفوس إن الأسينيين كانوا يعتقدون أن الجسد فان، أما النفس فخالدة، وهو ما يضفي صبغة أفلاطونية على تعاليمهم، إذ كانوا يرون أن الجسد ليس إلا سجنا للنفس، تنطلق منه حرة عند الموت لتطير إلى السموات. وكان المجتمع الأسيني يراعي بكل دقة الكف عن العمل في أيام السبت والانقطاع للعبادة. وكان احترامهم الكبير لموسي – مشرعهم – يقتضيهم أن يعكفوا على دراسة التوراة وتنفيذ ما فيها. واشتهر بعض الأسينيين بعمق بصيرتهم في نبوات العهد القديم، وبمقدرتهم على التنبؤ بأحداث مازالت في طي المستقبل. ويقول يوسيفوس أن حزبا من الأسينيين انشق عن العقيدة العامة في موضوع الزواج. وقد جعل هذا الحزب من الزواج وسيلة لإنجاب النسل أكثر منه لاشباع اللذة الجنسية، معتقدين أن باقي الأسينيين – بامتناعهم عن الزواج – يحرمون أنفسهم من “الجانب الأساسي في الحياة البشرية”، أي استمرارية تعاقب النسل، مدعمين موقفهم بالحجة القاطعة، بأنه إذا اعتنق كل فرد ما يعتنقه سائر الأسينيين من الامتناع عن الزواج، لانتهى الجنس البشري.
ويقدم لنا يوسيفوس في تاريخه، صورة موجزة لتعاليم الأسينيين وعاداتهم، فيصفهم بأنهم يعتقدون بخلود النفس، وحتمية ارجاع كل الأمور إلى الله. وكانوا مستقلين عن عبادات الهيكل إلى حد بعيد، ولأنهم كانوا يعتبرون أن بعض شعائرهم الدينية أطهر من شعائر كهنة الهيكل، فلم يكن لهم الحق في ارتياد فناء الهيكل، ورغم ذلك كان الأسينيون يشتهرون بأنهم يزيدون في فضائلهم وبرهم عن الكتبة والفريسيين. وفى الوقت الذي كان يوسيفوس يكتب فيه، كانوا على العهد بهم، وكان سبب هذه الحالة الروحية العالية – في نظر يوسيفوس – هو حياتهم المشتركة.
ب – بليني الكبير:
وهو مؤرخ آخر من مؤرخي القرن الأول الميلادي، وقد تحدث عن حياة الأسينيين وسلوكهم. وكان بلينى رفيقا لفسباسيان في الجيش، ولعله سار مع الفرقة العاشرة في وادي سنة 68 م. وفى تاريخه الطبيعي – الذي أكمله في سنه 77م – كتب وصفا طبوغرافيا للجانب الغربي من البحر الميت مبتدئا من أريحا ومنتهيا بقلعة ماسادا التي كانت تحمى التخم الجنوبي لليهودية. وفي هذا الحديث يذكر جماعة دينية كانت تعيش بالقرب من واحة بها أشجار نخيل، ولعل هذه الجماعة هي جماعة قمران التي كانت تزرع بعض المحصولات في واحة “عين فشقة”. ويذكر بليني موقعها – في عبارة عابرة – بأنها تقع على “الجانب الغربي للبحر الميت – ولكن شمالي عين جدي”. ويقول عن هذه الجماعة: أنها “الجماعة المنعزلة من الأسينيين” التي اشتهرت بالزهد في النساء والأشياء العالمية. وقد تأثر بليني كثيرا بوفود أعداد ضخمة من المتعبين في الحياة إلى هذه الجماعة التماسا للسير حسب القواعد الصارمة للحياة التي يطلبها الأسينيون من أتباعهم. ومع أن عبارة بليني تبدو من قبيل البلاغة، إلا أنه من الواضح أنه اعتبر جماعة قمران نوعا من الأسينيين.
ج – فيلو:
نجد فى كتابات فيلو – وهو يهودي أسكندري (حوالي 20 ق. م، 50 م.) معلومات أكثر عن الأسينيين عموما، في مؤلفين من مؤلفاته. وواضح أنه يستند على مرجع معين. وقد كتبها في مصر قبل 50 م والوصف الواقعي الذي سجله لنا فيلو، يمكن اعتباره مرجعًا هامًا عن الأسينية الفلسطينية في العقود الأولى من العصر المسيحي، ولكن أقواله قابلة للمناقشة، حيث أنه كان يدافع عن فكر معين عند كتابته عن الأسينيين، فكان موقفه محكوما باعتبارات أدبية، فقد كان يستخدم قومه مثالا لإثبات افتراضه بأن الفضيلة لم تمنح كلية من العالم اليوناني المعاصر.
وقدر عدد الأسينيين في فلسطين بما يزيد على 4. 000 كما فعل يوسيفوس بعد ذلك، وزعم أن اسمهم مشتق من الكلمة اليونانية “هوزيوتس” أي “القداسة”، وهو ينسب هذا اللقب لا إلى إتباعهم فرائض مذهبية، بل إلى تعميم الأسينيين أنفسهم على خدمة الله خدمة مكرسة وكذلك تقديس أفكارهم. ويذكر فيلو تفضيل الأسينيين للحياة في القرى عنها في المدن، حيث أن المدن أقوى أثرا في إفساد الشخص الذي يسعى أن يحيا حياة روحية صادقة. كما لاحظ مثابرتهم على العمل اليدوي، وتعجب من الطريقة التي جردوا بها أنفسهم من كل ثروة أو ممتلكات شخصية معتبرين القصد في الأنفاق والقناعة هما أعظم الغنى. كما استلفت نظر فيلو، موقف الأسينيين المسالم فلم يقوموا بصناعة الأسلحة أو الاتجار فيها، والانسجام مع هذا الرفض لكل الصناعات الحربية، كان تحريمهم لكل أنواع الرق والعبودية حيث كانوا يؤمنون بالتبادل الحر للخدمات، وأن من يقتنون عبيدا، يكسرون ناموس المساواة بين الناس.
كان الأسينيين شديدي التمسك بقوانين الأسلاف التي وصلتهم بإعلان سماوي، فهي بالغة الأهمية للإيمان والسلوك. وبناء على ما يقوله فيلو، كان الأسينيون يتمسكون بحفظ الأحكام الأخلاقية للتوراة حفظا دقيقا، مظهرين محبتهم لله بطرق مختلفة مثل الطهارة الدينية والامتناع عن الحلف، ومحبة الفضيلة والتحرر من الاستعباد للممتلكات المادية، وضبط النفس، والقصد في الإنفاق والتواضع والقناعة. وكان احترامهم لرفقائهم يبدو في أعمال المحبة والرحمة، وفى إحساسهم القوى بالمساواة بين الأفراد، وروح المشاركة الواضحة. وكانت حياتهم المشتركة بالغة الأهمية إذ لم يكن لها نظير في أي مجتمع آخر. فكانت ثيابهم وطعامهم ملكا مشتركا للجميع، وكان كل أجر يحصل عليه أي واحد منهم، يوضع في صندوق الجماعة حتى ينتفع به الجميع كل حسب الحاجة. وكان الأصحاء يرعون المرضي وكانت تكاليف العلاج تدفع من مدخرات الجماعة، وكان الشيوخ بينهم موضع الاحترام والتكريم بالنسبة لسنهم، فكانوا يجدون كل تقدير ومعاونة في سنوات ضعفهم.
ويؤكد فيلو – مثلما يؤكد يوسيفوس – المكانة الكبيرة التي كانت لدراسة الأسفار الإلهية في دوائر الأسينيين، وكيف كانوا يراعون أيام السبوت، فقد كانوا يتخلون عن كل عمل في ذلك الوقت ويذهبون إلى أماكن مقدسة يسمونها “مجامع” حيث يصطفون فى صفوف حسب أعمارهم، فكان الصغار يجلسون فى أماكن خلف شيوخهم. وفى خلال العبادة، كان أحدهم يقرأ جزءا من الأسفار الإلهية، ثم يقوم بعده شخص مقتدر ليفسر بطريقة مجازية أي شيء عسر الفهم في الجزء الذي قرئ. ويذكر فيلو أن الأسينيين كانوا يتدربون على القداسة والتقوى والعدالة والسلوك العائلي والاجتماعي. ولخص معتقداتهم وممارساتهم في عبارات ثلاث، هي: محبة الله، محبة الفضيلة، ومحبة الناس.
وفى المؤلف الثاني لفيلو، “الغرض” يعلق على اجتهاد الأسينيين وانكبابهم على العمل، كما ذكر ملكيتهم المشتركة لكل شيء من أمتعة وأموال، كما يعلق على إصرارهم على حياة البتولية على أساس أن النساء والأولاد يعملون على تحويل الجماعة عن الهدف المعلن وهو الوصول إلى الصلاح والحق. وكانوا يعتقدون أن النساء اللواتي لهن أبناء، هن خطر شديد، حيث أنهن يملن – بدون أي وازع من ضمير – إلى استخدام أبنائهن وسيلة لتنفيذ إرادتهن على الآخرين بصورة تعكر صفو الوحدة الروحية للجماعة.
وفى كتاب آخر عنوانه “عن الحياة التأمل”، يوجه فيلو اهتمامًا خاصًا إلى نشاطات جماعة دينية أخرى تحمل بعض وجوه الشبه الضعيفة للأسينيين. كانت هذه الجماعة تعرف باسم “الأساة أو المداوين”. وقد ازدهرت هذه الجماعة في مصر على مدى قرنين من الزمان، قبل بداية العصر المسيحي وكان جماعة الأساة ينتظمون على أسس رهبنة الأديرة، ولكنهم فى الواقع كانوا نساكا متوحدين شغلوا كل وقتهم بالصلاة والتأمل ودراسة كتبهم المقدسة، ولا يجتمعون إلا للعبادة كجماعة في أيام السبوت والمواسم المقدسة. ويقول فيلو إن “الأساة” يصلون مرتين يوميا، فى الفجر وفى الغسق، ويصرفون باقى اليوم فى التأمل وقراءة العهد القديم وتفسيره تفسيرا مجازيا. وعلاوة على هذه الدراسة كانوا يؤلفون الترانيم والمزامير في خلوة صوامعهم.
وفى يوم العبادة من كل أسبوع كان “الأساة” يجتمعون بترتيب أعمارهم، ويستمعون إلى حديث يقدمه لهم أحد شيوخ الجماعة، ثم يعودون إلى صوامعهم للتأمل والدراسة. وكانت النساء تشكلن جزءا من هذه الجماعة، وكنا يخضعن لنفس نظام الحياة، مثل الرجال. وكان ضبط النفس هو أساس فلسفتهم في الحياة، ولكنه – من بعض الوجوه – لم يكن في صرامة ضبط النفس عند الأسينيين فى فلسطين لعوامل مناخية وغيرها. ومع أن “الأساة” قد يمثلون مرحلة متأخرة من جماعة يهودية من قبل العصر المسيحي، ولعلها كانت هي أصل الأسينيين، إلا أنهم قد يكونون من أصل آخر. وعلى أي حال فإن وجوه الشبه بين الأسينيين “الأساة” تجعل للأساة اعتبارا كبيرا في دراسة الأسينيين الفلسطينيين.
د – هيبوليتس:
يمكن إيراد شهادة كاتب مسيحي هو هيبوليتس (170 – 230 م) كإضافة هامة لشهادة يوسيفوس وفيلو عن الأسينيين، ففى مؤلفه “تفنيد كل الهرطقات” علق على المحبة المشتركة التي يتميز بها الأسينيون، وقد ذكر هيبوليتس، في ملحوظاته عن الذين استنكروا الزواج، أنهم لايسمحون – بأى حال من الأحوال – بدخول المرأة في زمرتهم، حتى عندما تتقدم لتصير راهبة وتبدى كل الدلائل على عزمها على الاندماج في الحياة الجماعية على نفس الأسس الملزمة للرجال. ولكنهم كانوا يتبنون أولادا صغارا ويربونهم على المبادئ الأسينية، ولكنهم لم يكونوا يمنعونهم من الزواج متى أرادوا ذلك فيما بعد.
أما المبادئ التي كانت تحكم الشئون المالية فواضحة في ملحوظات هيبوليتس، فبينما كان الأسينيون يحتقرون الثراء، إلا أنهم لم يعترضوا إطلاقا على اقتسام ممتلكاتهم مع المحرومين الذين كانوا يقصدونهم التماسا للعون. فعند الانضمام لجماعتهم، كان يطلب من الراهب المبتدئ أن يبيع كل ما يملك، وأن يقدم الثمن لرئيس الجماعة الذي كان مسئولا عن توزيعه حسب حاجة كل فرد ولاحظ هيبوليتس امتناع الجماعة عن استخدام الزيت على أساس أنه ينجس المدهون به.
وكان سلوك الجماعة محكوما بقواعد صارمة استلفتت نظر هيبوليتس كما استلفتت أنظار الكتاب الأوائل. كان الأسينيون يعيشون ويعملون تحت إشراف الشيوخ أو المراقبين، وكان عليهم أن يحيوا حياة ضبط النفس الصارم، فلم يكن يسمح مطلقا بأي إخلال بالنظام، وكان الحلف أمرا خطيرا بصورة خاصة، حيث كان كل ما يقوله الواحد منهم ملزما أكثر مما لو أقسم عليه، فكان القسم – على الدوام – يقلل من قدر المقسم في نظر الجماعة، كما يقلل من الثقة فيه أو الاعتماد عليه.
وشروط الانضمام لهم – كما يرويها هيبوليتس – هي بعينها التي يذكرها غيره من الكتاب، وإن كانت توجد بعض الاختلافات في التفاصيل، مثلما في ملحوظته عن المبتدئين، وكيف كان يعيش الذين يريدون الانضمام للجماعة، فى أثناء السنة الأولى، في بيت منفصل عن مكان التقاء الجماعة، ولو أنهم كانوا يأكلون من نفس الطعام ويراعون نفس القواعد للحياة. ويبدو أن هيبوليتس اعتقد بأن فترة الإعداد كانت سنتين وليست ثلاث سنوات كما ذكر يوسيفوس وقد كان يوسيفوس المصدر الذي استقى منه هيبوليتس الكثير من معلومات عن العهود التي كان على المبتدئ أن يقطعها على نفسه للإنضمام للجماعة، والطوائف المختلفة التي كان ينقسم إليها الأسينيون، والعقائد اللاهوتية التي كانوا يعتنقونها. ومن المحتمل جدًا أن هيبوليتس استخدم مصدرًا آخر لمعلوماته، حيث توجد بعض الاختلافات الهامة بين وصفه للأسينيين ووصف يوسيفوس لهم. فقد اعتبر هيبوليتس “الغيوريين” أو “السيكاريين” (أى أصحاب الخناجر أو المغتالين) فرعا من جماعة الأسينيين. وفى وصفه لممارسات الأسينيين الدينية، أغفل الإشارة إلى ما يزعمه الآخرون من التعبد للشمس في الفجر كجزء من عباداتهم الصباحية. والأكثر من هذا، أنه بينما ينسب يوسيفوس للأسينيين – ككل – العقيدة الهيلينية من أن الجسد يشكل سجنا للنفس لاتنطلق منه إلا بالموت، فإن هيبوليتس يذكر أن الأسينيين كانوا يعتقدون بقيامة الجسد كما يعتقدون بالطبيعة غير المادية والخالدة للنفس، وأنهما كليهما سيتحدان مرة أخرى في يوم الدينونة. وفى ضوء هذه الاختلافات، يبدو أن هيبوليتس كان يستقى معلوماته من مصدر أقرب لحقائق الموقف من ذلك الذي استقى منه يوسيفوس.
3 – تاريخ الأسينيين:
لا نستطيع أن نرسم صورة دقيقة لتاريخ الأسينيين، وذلك لقلة المعلومات المتاحة لنا، كما أنه للصعوبات التي تكتنف تفسير بعض المراجع، لا يمكن الاجماع على رأى علمي قاطع عنهم. على أي حال هناك أسباب وجيهة لافتراض أن الأسينيين نشأوا أصلا بين “الحسيديين” أي “الأمناء” (1مك 2: 42، 7: 13)، فقد كانوا غيورين للناموس اليهودي في عصر كانت الأفكار الهيلينية والأنماط الهيلينية للحياة، تجتاح أرض فلسطين في بكور القرن الثاني قبل الميلاد، وقد تحول هذا الموقف تحولا خطيرا في عهد حكم سلوقس الرابع (187 – 175 ق. م) ابن أنطيوكس الكبير وخليفته، عندما حدث نزاع بين رئيس الكهنة أونياس الثالث وسمعان رئيس حرس الهيكل مما جعل سلوقس ينهب خزائن الهيكل لأنه كان يريد أن يسدد شيئا من الديون التي استدانها أنطيوكس في أثناء حربه ضد الامبراطورية الرومانية، وقد أدى كل ذلك إلى ازدياد التوتر فى اليهودية بين اليهود الأرثوذكس وأولئك الذين استسلموا لخداع الهيلينية، فقد كان أولئك – بزعامة سمعان وأخيه منلاوس – يؤيدون السلوقيين، بينما كان اليهود الأرثوذكس موالين لأونياس الثالث ويتطلعون إلى مصر لمساندتهم، فقاوموا زحف الهيلينية بقوة، واثقين أن معتقداتهم الدينية التقليدية، لا علاقة لها بالثقافة الهيلينية المملوءة بالشكوك والإلحاد والانحلال الخلقي.
وعندما أصبح يشوع – أخو أونياس الثالث الأصغر – قائدا للحزب المؤيد للهيلينية في أورشليم، واتخذ لنفسه الاسم اليونانى “ياسون”، أقنع أنطيوكس الرابع “أبيفانس” الذي خلف سلوقس الرابع في سنة 175ق. م بخلع أونياس وتعيين ياسون رئيسا للكهنة. وتم الاتفاق على ذلك بشرط أن ينجح ياسون فى تحويل أورشليم للهيلينية في أسرع وقت ممكن، وهو ما بذل فيه ياسون غاية الجهد، فقام الحسيديون بثورات عنيفة احتجاجا على ذلك الأمر، وكان بعضها موجها إلى كهنة الهيكل.
واشتعلت نيران العداء مرة أخرى في سنة 168ق. م عندما عزم أنطيوكس أبيفانس على محو الديانة اليهودية، وجعل اليهودية موطنا للمؤيدين للهيلينيين، فأصدر مرسوما ملكيا بإزالة كل ما يمت لليهودية بصلة، فدنس الهيكل وأحرق كتب الناموس المقدسة، ومنع تقديم الذبائح اليهودية، واستبدلها بالطقوس اليونانية الوثنية، وأجبر الشعب على الأشتراك فيها وإلا تعرضوا للقتل، ففضل الكثيرون من الحسيديين الفرار إلى الصحراء، عن التصدى للسلطات السورية، ولكن العداء المستحكم من جانب الحزب الهيلينى، لم يترك لهم خيارًا، فهلك عدد كبير من الحسيديين في مذبحة سنة 167ق. م وعندما تبلورت المقاومة النشطة في مودين بقيادة متياس، انضم الباقون من الحسيديين إلى العصابات المسلحة، وحاربوا إلى جانب يهوذا المكابي بن متياس، وعقب نجاح الثورة المكابية وعقد معاهدة مع ليسياس، استعادوا بمقتضاها حريتهم اليهودية (1مك 6: 59) دخلت الأمة إلى مرحلة جديدة، حيث بدأ الصراع على السلطة بين حلفاء الثورة. وبينما كان مازال في اليهودية حزب هيليني قوي، فإن السواد الأعظم من الشعب كان يؤيد المكابيين الذين أصبحوا يعرفون باسم عائلتهم “الأسمونيين” والذين برزوا في النهاية كالحزب السياسي الغالب الذي له أهداف قومية معلنة.
وفى خلال هذا الصراع على السلطة، ظهرت الطوائف الدينية الكبرى الثلاث: الصدوقيون والفريسيون والأسينيون، وكانت تراودهم جميعا الطموحات الروحية التي اشعلت الثورة المكابية، أي أن يكون لليهود وجود قومي كوحدة قائمة بذاتها بين عالم الأمم، وأن يحفظوا ناموس موسى بالتدقيق وكان الصدوقين هم جماعة الكهنة ولهم تمثيل قوي في الدوائر الدينية ذات النفوذ، وحظوا بتأييد الحكام الأسمونيين حتى عهد ألكسندر سالومي (76 – 67 ق. م) الذي فضل عليهم الفريسيين ثاني أكبر الأحزاب في اليهودية.
وقد حظي الفريسيون بالتأييد الشعبي في عهد يوحنا هركانوس الأول (134 – 104ق. م)، ولكن ظل وضعهم السياسي غير مستقر إلى أن بدأ حكم ألكسندر سالومي، فحصلوا على مركز السيادة في السنهدريم. ويبدوا أن الفريسيين والأسينيين قد نشأوا من الجماعات المتنافسة من الحسيديين الثوريين الأوائل، ولعل الانقسام الحقيقي حدث بينهما في سنة 141ق. م عندما صدر مرسوم فى اليهودية باعتبار سمعان هو الوارث لمركز رئيس الكهنة وحاكم الشعب اليهودي (1مك 14: 41)، ومن هنا يمكن تعليل وجوه الشبه الكثير بين الفريسيين والأسينيين، بناء على أصلهم المشترك. وكان الفريسيون – بلا شك – يشكلون الأغلبية، وسعيهم الدائب نحو أهداف سياسية في اليهودية، حرر الأسينيين من كل وهم، فقد يئسوا من الناس ورأوا أن الطريق الوحيد للخلاص هو التدخل الإلهي الإسخاتولوجى. ويذكر التقليد اليهودى أن الأسينيين ظلوا نشطين في أورشليم إلى زمن أرستوبولس الأول (104 – 103ق. م) كما يذكر يوسيفوس. ولكن عندما مات ألكسندر بانياس في سنة 76ق. م اختلف الأسينيون اختلافا حادا مع الأسمونيين، وأصبحوا شديدي النقد للأهداف السياسية التي تسعى وراءها سائر الأحزاب في اليهودية، فانسحبوا – إلى مدى بعيد – من الحياة العامة، وقد حدث ذلك في نفس الوقت الذي بدأ فيه نجم الأسمونيين فى الأفول عندما اعتلى أرستوبولس الثاني العرش في سنة 67 ق. م.
ولعل سلسلة المحاولات الفاشلة التي قام بها الأسمونيون لخلع أسرة هيرودس، قد أنعشت الآمال التقوية عند الأسينيين وبخاصة فى زمن هيرودس الكبير (37ق. م – 4م)، وكانت أكبر المشاكل السياسية التي واجهها هذا الحاكم هو مقاومة الشعب لدعواه في أنه الحاكم الشرعي لليهودية، وقد فعل ذلك استنادا إلى قوة روما العسكرية من جانب، ومن الجانب الآخر مصالحة العناصر المعارضة للأسمونيين، مثل الأسينيين ففي حركة سياسية بارعة أعفي الأسينيين وبعض الفريسيين من أن يقسموا يمين الولاء التي فرضت على اليهود في الفترة الأولى من حكمه، وهكذا منح الأسينيين نوعا من الحرية الدينية التي لم يسبق منحها لأحد. ومن المحتمل جدا أنهم عادوا إلى أورشليم إذ حصلوا من هيرودس على الأمان، وأن مفاهيمهم الناموسية الخاصة لن تتعرض للسخرية من جانب كهنة الهيكل والأرجح أنه في ذلك الوقت قام الأسينيون بتنفيذ برنامجهم في نشر تعاليمهم، وهكذا تأسست المجتمعات الأسينية في كل القري والمدن الصغيرة في اليهودية، والإشارة الوحيدة لوجودهم في أورشليم هي العبارة التي أطلقت على أحد مداخل المدينة في السور الجنوبي: “بوابة الأسينيين” (يوسيفوس – الحروب اليهودية – الجزء الخامس 4: 2).
ولابد أن العلاقات الطبية التي كانت بين هيرودس والأسينيين كانت معروفة جيدا في زمن يوسيفوس، ولو أنه لا شك أيضا في أن الأسينيين كانوا ينظرون – بوجه عام – نظرة عدم الرضي إلى أعمال هيرودس الكبير. ومهما كان الأمر فقد شغل أحد الأسينيين مركزا في البلاط الملكي في الفترة التي أعقبت موت هيرودس (تاريخ يوسيفوس –الجزء السابع – 13: 3) وفى سنة 66م عندما نشبت الحرب مع روما، كان أحد قادة اليهود من الأسينيين واسمه يوحنا. وسجل يوسيفوس أن الكثيرين من الأسينيين استشهدوا بناء على أوامر آسريهم الرومان، أما الباقون فلعلهم ظلوا يقاومون روما مقاومة متقطعة إلى أن قضي على ثورة باركوكبا في سنة 135م. ولكننا لا ندري – على وجه اليقين – شيئا عن دورهم في تلك الثورة ولو أن من المحتمل أن باركوكبا نفسه كان أسينيا. وفى النهاية لابد أن الأسينيين قد امتصتهم الجماعات اليهودية المسيحية أو الجماعات اليهودية الأخرى التي نجت من الثورة اليهودية الثانية.
وهناك جماعة أخرى ازدهرت في نفس عصر الأسينيين، وكانت بينهم وبين الأسينيين وجوه شبه كثيرة، وهى الجماعة المعروفة باسم “متعاهدي دمشق” وقد اكتشف وجود هذه الجماعة من التنقيب في خزانة أحد المجامع بالقاهرة فى سنة 1896م. وقد نشرت بعض المخطوطات التي وجدت بها تحت عنوان: “شذرات من مؤلف صدوقي”. وهى وثيقة تروى مصير جماعة من الكهنة فى أورشليم يبدو أنهم كانوا جزءا من حركة إصلاح، وكانوا يسمون أنفسهم “أبناء صادوق”، وبقيادة شخص اسمه “الكوكب” انتقلوا إلى مكان أسموه “دمشق – وقد يكون هو مدينة دمشق التاريخية أولا يكون – وهناك انتظموا في حزب أو جماعة تعرف باسم” جماعة العهد الجديد “، وقد اندمجوا في حياة رهبانية تحت قيادة قائد مشهور أطلقوا عليه اسم” المعلم البار “وازدهرت الجماعة لنقدها لطموحات الفريسيين الدنيوية والسياسية، وبدرجة أقل لنقدها للصدوقيين أيضا ورغم ذلك احتفظت هذه الجماعة بصلتها الوثيقة بالهيكل فى أورشليم كما تدل” الشذرة الصدوقية “، فقد ظلوا يعتبرون أورشليم مدينتهم المقدسة وأن الهيكل هو مقدسهم الصحيح. وتظهر مشابهتهم للأسينيين بوضوح في إصرارهم على الولاء لناموس موسي، ولزوم التوبة كشرط للدخول إلى جماعة العهد، والتأكيد على السلوك المستقيم والاهتمامات الإنسانية وسائر الأمور التي يعتز بها الفكر الأسيني.
وعندما كان الأثريون ينقبون في كهوف قمران، كشفوا عن بعض القطع من المخطوطات في الكهف السادس، وجدت مطابقة لجزء من “الشذرة الصدوقية” وقد تأيد هذا الكشف أيضا بالكشف فى الكهف الرابع عن سبع قطع من المخطوطات تحتوى على أجزاء من “الشذرة الصدوقية” وإذا جمعنا بين كل هذه المصادر، فإننا نجدها تدل على وجود صلة وثيقة بين الجماعة الدينية التي كتبت مخطوطات قمران، والجماعة التي خلفت لنا “الشذرة الصدوقية” وبناء على الشبه الشديد بين القيم الدينية، اعتبر الكثيرون من العلماء أن النظامين متطابقان في طبيعتهما، وقالوا إنه من المحتمل أن جماعة دمشق قد عاشت فى قمران على مدى خمسة وسبعين عاما قبل ختام فترة الاحتلال الأولى، ثم انتقلوا بعدها إلى دمشق.
ويعتقد كثيرون ممن يعتبرون جماعة دمشق جزءا من الأسينيين، أنه من المحتمل أنهم رجعوا إلى أورشليم بناء على نوع من الاتفاق، في عهد هيرودس الكبير، ومن ثم عادوا إلى قمران بعد موته، ولكن لايوجد دليل قاطع على ذلك كما يحوم بعض الشك حول اعتبار أصحاب “الشذرة الصدوقية” من الأسينيين حقيقة، وذلك لتأكيدهم على الذبائح الحيوانية، ولكنهم كانوا ينتمون – بلا شك – لحركة الحسيديين، ومن الواضح أنهم اعتبروا أنفسهم أبناء صادوق الحقيقيين. وتوجد بعض العناصر المشتركة في عقيدتهم وعقيدة الصدوقيين، وإن كانوا يختلفون عنهم فى إيمانهم بالخلود (الشذرة الصدوقية 13: 27، 14: 1، 5: 6)، وبظهور المسيا (الشذرة 2: 10)، واعترافهم بالنبوات والكتابات المقدسة (هاجيو جرافا). وكانوا – مثل الفريسيين – يعترفون بوجود كائنات سماوية (الشذرة 6: 9، 9: 12)، وبالتعيين الإلهى السابق (الشذرة 2: 6، 10)، والإرادة الحرة (الشذرة 3: 1 و2، 4: 2 و10) ومن الناحية الأخرى كانوا يحرمون الطلاق (الشذرة 7: 1 و3)، واعتقدوا أن الفريسيين دنسوا الهيكل بما كانوا هم يعتبرونه شذوذا جنسيا (انظر الشذرة 7: 8 و9).
وقد أدى التنقيب في خرائب أحد مقارهم فى قمران، وما اكتشف من مخطوطات في الكهوف المجاورة، إلى دراسة طبيعة الجماعة الدينية، التي عاشت في تلك البقعة. وقد أمدتنا إحدى لفائف البحر الميت “قانون الجماعة أو كتاب النظام” (مخطوطة من الكهف الأول) بأغلب المعلومات عن تكوين وتنظيم جماعة قمران، وواضح أنها نشأت كجزء من حركة الحسيديين، وتبلورت بعد زمن أنطيوكس الرابع (أبيفانس) عندما أصبحت رياسة الكهنوت والسلطتان المدنية والعسكرية في يد الأسمونيين، فانسحبت جماعة قمران، تحت قيادة “المعلم البار” إلى برية اليهودية احتجاجا على “زمن الشر”، ونظموا أنفسهم “كجماعة عهد” لإعداد الطريق للمجئ الإلهى في العصر الجديد. وكان من أهم ما يميز موقفهم هو رفضهم العلنى للاعتراف بكهنوت أورشليم، وقد جاء في تفسيرهم لحبقوق، حديث عن “الكاهن الشرير”، والأرجح أنه كان أسمونيا أظهر عداء خطيرا لتلك الجماعة وقائدها. وواضح أن هذه الجماعة احتفظت بجماعة من الكهنة واللاويين والصدوقيين لتأدية العبادة والذبائح الناموسية فى أورشليم عندما يطرد أولئك الكهنة غير الجديرين بخدمتهم.
والخلفية التاريخية العامة لهذه الحركة هي نفسها خلفية الحركة المكابية والفترات اللاحقة بما فيها مدة حكم هيرودس الكبير. ويظن بعض العلماء أن جماعة قمران – ويعتبرون من الأسينيين في حقيقتهم – نقلوا دائرة عملهم إلى أورشليم، حتى عادوا إلى قمران بعد موت هيرودس.
ويبدو من “كتاب النظام” أن جماعة قمران عاشت حياة مشتركة في تكريس صارم وطاعة كاملة لله، وبينما كان يسمح للإعضاء من الجنسين بالانضمام للجماعة، كان يلزم قضاء سنة تحت الاختبار، وإذا توفرت شروط الجماعة في المرشح للانضمام، كان يسجل اسمه عضوا في الجماعة في نهاية السنة الثانية (كتاب النظام 6: 22 و23)، بعد إجراء طقوس مطولة (النظام 1: 18 وما بعده). وكان يطلب من الإعضاء في كل سنة بعد ذلك، تجديد عهود الولاء لمبادئ الجماعة (النظام 2: 19 وما بعده)، والعضو المهمل كانوا يذكرونه بالتزاماته (النظام 5: 20 وما بعده). وكانوا في قمران يعطون أهمية كبيرة للتطهيرات الطقسية والولائم شبه التعبدية. ويبدو أن أتباعهم كانوا يتجنبون كل اختلاط – لا لزوم له – مع العالم الخارجى، مفضلين العيش والعمل كجماعة معتمدة على ذاتها على النقيض من الأسينيين الذين كانوا كثيرى الاختلاط بالمجتمع وكان أتباع جماعة قمران يكرسون بعض ساعات النهار والليل للتأمل والدراسة في الناموس. وكانوا في تفسيرهم للناموس أكثر تدقيقا من أشد الفريسيين تزمتا، وكانوا يفسرون الأسفار الإلهية بعبارات غامضة مثل عبارات الرؤي، والتى كان عليهم أن يقوموا بدور هام لتحقيق مجئ العصر الجديد. وقد أعطى الله إرشادا معينا للمعلم البار بخصوص هذا العصر الجديد، فنقل هذه المعرفة الخاصة إلى تلاميذه، وعلى أي حال لم تتم توقعاتهم بالصورة التي كانوا يرجونها، حيث دمر مقرهم في الحرب سنة 66 – سنة 73 م بعد تأسيس الكنيسة المسيحية بأكثر من عشرين عاما.
والعلماء عمومًا يجمعون بين جماعة “الشذرة الصدوقية” وجماعة قمران على اعتبار أن كليهما من الأسينيين، ولكن توجد بعض الفوارق الهامة بين ممارسات الأسينيين وممارسات جماعة قمران. وهذه الفوارق تسترعى النظر فواضح أن أتباع جماعة قمران لم يعتبروا أنفسهم أسينيين في حقيقتهم، حيث أن كلمة “الأسينيين” لاتذكر مطلقا في لفائف البحر الميت، وبينما كان للأسينيين جماعات في كل قرية ومدينة فى اليهودية، كما كانوا يختلطون كثيرا بالمجتمع حولهم، فإن أتباع جماعة قمران نهجوا سبيل الاعتزال ولم يكن لهم أي تعامل مع الذين هم من خارج جماعتهم. والدمشقيون وكذلك أصحاب عهد قمران لم يكونوا يثقون فى المرأة – على عكس معظم الأسينيين – ولكنهم كانوا يتفقون مع الأقلية من الأسينيين الذين كانوا يوافقون على الزواج ويبدو أن فترة الاختبار عند الأسينيين كانت تمتد إلى ثلاث سنوات، بينما لم تكن – على الأرجح – تزيد عن سنتين في قمران. وبينما كان الأسينيون مسالمين تماما بطبيعتهم، فإن أتباع قمران لم يكونوا كذلك إذ كانت مخطوطاتهم العسكرية دليلا على موقفهم كما أن جماعة قمران لم تكن تتوجه إلى الشمس عند الفجر، كما كان يفعل الأسينيون حسب رواية يوسيفوس، الذي لعله كان يشير إلى جماعة شبه أسينية هم “الساموسيون” (نسبة إلى مدينة ساموس – 1مك 15: 23) الذين كانت عندهم هذه العادة.
هذه الفوارق تكفى للدلالة على أنه بالرغم من أن كلمة “أسينيين” كانت فى مصر ما قبل المسيحية، كلمة مطاطة، فإن جماعة قمران يمكن اعتبارها منهم بالمعنى العام، ولعلها كانت في الواقع أقرب إلى بعض جماعات الكهوف التي ازدهرت في القرن الأول قبل الميلاد، وبناء عليه يصعب علينا فى الوقت الراهن أن نضع جماعة قمران – على وجه اليقين – في مجرى تاريخ الأسينيين.
4. حياة الأسينيين:
والآن لنحاول أن نعطى موجزا لأسلوب حياة الاسينيين من المصادر المعروفة لنا. كان السواد الأعظم من الأسينيين ينتشرون في كل قرى اليهودية متجنبين الإقامة في المدن الكبيرة لتلوثها بعناصر أممية، وكان من الأمور المميزة للأسينيين مراعاتهم الشديدة لقواعد الطهارة المذكورة في التوراة. وكذلك تمسكهم الشديد بطهارة الحياة، وكانوا يشتهرون بملكيتهم المشتركة لكل شيء نتيجة لمقتهم الشديد للثراء العالمي، وكذلك لمحبتهم الشديدة لأعضاء جماعتهم، كما كانوا يمتازون بالإحساس القوي بالمسئولية المتبادلة، حيث كان المحتاجون يجدون كل الرعاية. وكانت حياتهم “فاشستية” (يخضع فيها الفرد خضوعا كاملا لمصلحة المجموع) في طبيعتها، فيما عدا أعمال الرحمة والإحسان، فكان كل شيء خاضعا لإشراف المسئولين عن الجماعة. وكان الانضمام لجماعة الأسينيين كما سبق القول – يستلزم وضع المرشح لذلك، تحت الاختبار لمدة ثلاث سنوات، وعندما تثبت صلاحيته، كان عليه أن يتعهد بقسم بالطاعة والتقوي، وأى إخلال بهذه العهود كان يؤدى – كما حدث كثيرا – إلى الفرز من الجماعة. وكانت العبادة اليومية جزءا هاما في حياة الجماعة، فتبدأ عند الفجر بالصلاة، كما كانوا يؤدون طقوسا خاصة في المواسم المقدسة والأعياد. وكانت الذبائح التي يقدمونها في مثل تلك المناسبات، تتم داخل الجماعات الأسينية المختلفة لتشددهم في مراعاة شروط الطهارة، مما كان يمنعهم من الاشتراك في العبادة مع الطوائف المختلفة في هيكل أورشليم، ولكن كان من عادتهم أن يرسلوا إلى الهيكل بعض الأشياء التي كرسوها لله. وكان من المتبع في عبادتهم اليومية دراسة أسفارهم المقدسة، وكان ذلك يأخذ صورة خاصة في يوم السبت، فكانت دراسة الأسفار في مثل هذه المناسبات عملا مشتركا، مثله مثل أشياء كثيرة في حياة الأسينيين، حيث كانت الجماعة تجتمع فى قاعة الاجتماعات “المجمع” بحسب ترتيب أعمارهم. وكانت دراسة الكتاب تشمل القراءة، ثم يقوم أحد المسئولين المتعلمين بتفسير الجزء الذي قرئ، ويقول فيلو إن الأسينيين كانوا يدرسون كتبهم المقدسة لاستخراج المعانى الرمزية، معتقدين أن المواعيد الإلهية لأنبياء إسرائيل ستتم في عصرهم. وبعض التفاسير في مخطوطات البحر الميت، تلقي ضوءا على ذلك، وبخاصة إذا كانت جماعة قمران تنتمى بأى شكل للأسينيين، حيث أن مؤلفي هذه الكتابات علقوا على نبوات معينة، ثم أخذوا في تفسيرها في شكل أحداث معاصرة أو كان حدوثها متوقعا في المستقبل القريب.
ويبدو أن موضوع الزواج قد قسم الأسينيين إلى قسمين أحدهما كبير، والآخر صغير. وكان القسم الكبير يشدد على البتولية كأحد الخصائص المميزة لحياة الجماعة، بينما كان القسم الآخر يسمح بالزواج كوسيلة للمحافظة على استمرار الجماعة، ومع أن الأغلبية لم تكن تدين الزواج كمبدأ، إلا أنها كانت تتحاشاه لتأثيراته الضارة على الحياة المشتركة. وحيث أن الأسينيين كانوا يعتبرون أنفسهم جنودا إسرائيليين يحاربون حربا مقدسة كما كان في أيام موسي ويشوع، كان الزواج غير مناسب لمن يتطوعون للحرب زمنا طويلا (انظر تث23: 9 – 14). وبالرغم من سلوكهم المتزمت، فلا شك فى أنه كان لهم تأثير روحى كبير على الحياة اليهودية في بداية العصر المسيحي (وسيأتى الكلام في موضعه عن مخطوطات البحر الميت).
آسيا الصغرى
بالجهد تجد أسيا الصغرى لها مجالًا في دوائر المعارف الكتابية، لأن الإقليم المعروف الآن بهذا الاسم لا يذكر بهذا الاسم في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، وأول من أطلق عليها هذا الاسم هو الكاتب أورسيوس في القرن الخامس الميلادي، وهكذا أصبح الاسم يطلق الآن في كل اللغات على شبه الجزيرة التي تكون الجزء الغربي لتركيا الآسيوية.
والسبب الذي يجعلنا نهتم بآسيا الصغرى من كل النواحي الجغرافية والتاريخية وأحوال شعوبها اجتماعيًا وسياسيًا في أيام العهد الجديد، هو ما قاله “جيبون” من أن الإقليم الواسع الغنى الذي يمتد من نهر الفرات إلى بحر إيجه، كان هو المسرح الرئيسي الذي ظهر عليه الرسول بولس، رسول الأمم بكل غيرته وتقواه، ولا توجد منطقة أخرى – خارج مدينة روما – قد احتفظت بكل هذه السجلات عن نمو وطبيعة المسيحية الأولي.
أولا – إقليم آسيا الصغرى:
1 – موقع وحدود إقليم آسيا الصغرى:
أسيا الصغرى (تمييزًا لها عن سائر أقاليم قارة أسيا) أو الأناضول، هو الاسم الذي يطلق على شبه الجزيرة التي تمتد بين البحر الأسود (بحر بطنس) في الشمال، والبحر المتوسط في الجنوب، مكونة معبرًا مرتفعًا بين أسيا الوسطى وأوربا، حيث يفصل الركن الشمالي الغربي من شبه جزيرة أسيا الصغرى عن أوربا، مضيق البسفور وبحر مرمرة ومضيق الدردنيل، ويتاخمها من الغرب بحر إيجه بجزائره العديدة المنتشرة فيه بين أسيا الصغرى وبلاد اليونان. والساحل الغربي تتخلله وديان الأنهار التي تشق طريقها وسط الجبال، وهو كثير التعاريج فيبلغ طوله أربعة أمثال المسافة المستقيمة بين أقصى نقطة في الشمال وأقصى نقطة في الجنوب، لذلك كثرت فيه المواني الصالحة للملاحة، فازدهرت تجارتها في كل العصور. أما في الشرق فقد جرت العادة على تحديد أسيا الصغرى بخط يمتد من الإسكندرية إلى سمسون على البحر الأسود، ولكن بالنسبة لتاريخ العهد الجديد، يجب أن نذكر أن جزءا من كيليكية وكبدوكية وبنطس (غلاطية) تقع شرقيّ ذلك الخط (بين خطى طول26 إلى 36 شرقا، وبين خطى عرض 36 إلى 42 شمالًا).
2 – الوصف العام لآسيا الصغرى:
هناك إقليمان متميزان في شبه جزيرة الأناضول، من ثم لهما تاريخان منفصلان، هما الإقليم الساحلي وإقليم الهضبة الوسطى التي تحدها سلاسل الجبال من الغرب والشرق والشمال. وتنحدر الهضبة الوسطى المرتفعة نحو الشمال والغرب حيث أن سلاسل الجبال في هذين الجانبين ليست من الارتفاع مثل جبال طوروس في الجنوب والجنوب الشرقي، فجبال طوروس – فيما عدا في طرفها الجنوبي الشرقي – ترتفع ارتفاعًا حادًا مباشرًا من الساحل الجنوبي حتى إنها هي التي تشكل تعاريجه. أما في الشمال فإن جبال بنطس – التي هي امتداد لسلسلة جبال أرمينية – تعطي للساحل الشمالي شكله أيضًا. ولا توجد ميناء صالحة على هذا الساحل الشمالي سوي ميناء سينوب، حيث لا يوجد سهل ساحلي بالمرة. أما الساحل الجنوبي، فتوجد السهول الخصبة في بمفيلية وكيليكية، كما توجد ميناء مكري وميناء مارياريكي وجليجا أداليا والإسكندرونة. أما في الغرب فإن الهضبة ترتفع تدريجيا من الساحل، وتوجد مسافة أكثر من مائة ميل تفصل ما بين جبال فريجية التي تبدأ منها الهضبة الشرقية وبين الساحل الغربي بخلجانه الصغيرة ومدنه التجارية، وتتكون هذه المائة من الأميال من وديان الأنهار التي تفصل بينها سلاسل الجبال.
وهذه الوديان هي قنوات الاتصال ما بين الداخل وساحل البحر ومع أن هاتين المنطقتين هما جزءان من إقليم واحد، إلا أنه من الواضح – فيما يتعلق بمميزات كل إقليم من نبات وحيوان ومناخ وظروف الحياة والتاريخ – أن المنطقتين مختلفتان تماما، فالهضبة ترتبط طبيعيًا بالشرق، فنباتاتها ومناخها وتغيرات درجات الحرارة فيها، وتربتها الجافة وهواؤها الجاف، مشابهة تماما للمنطقة الممتدة شرقا حتى أسيا الوسطى.. أما المنطقة الساحلية فشبيهة في مناظرها وطبيعتها العامة ببلاد اليونان وجزرها، فهي تطل على بحر إيجه، وقد أثرت وتأثرت بسكان الشاطئ المقابل من بحر إيجه، ففي سميرنا كان يمكن للسائح أن يرى صورة للحياة النشطة المتألقة لجنوبي أوربا، كما يرى في أيقونية هدوء الحياة الشرقية الجامدة. ولقد كانت أسيا الصغرى في تركيبها الجغرافي وفي سكانها – على مدى التاريخ – ملتقى حضارات الشرق والغرب مع اختلافها الكبير، سواء عن طريق الاختلاط السلمي أو الالتحام في الحروب.
3 – جبال آسيا الصغرى:
تمتد سلسلة الجبال الأرمنية غربا حتى تصل إلى الخط الوهمي الذي قلنا إنه يحدد أسيا الصغرى من الشرق، وهناك تتفرع إلى سلسلتين: جبال طوروس في الجنوب، وجبال بنطس في الشمال. ويقع جبل أرجيوس (ويزيد ارتفاعه على 12,000 قدم) عند زاوية تفرع هاتين السلسلتين، ولكنه أقرب إلى جبال طوروس منه إلى الجبال الشمالية. ويشق جبال طوروس في الجانب الشمالي من سهل كيليكية ممر يسهل اختراقه وفى نفس الوقت يسهل الدفاع عنه، ويعرف باسم “بوابات كيليكية”. كما يوجد طريق آخر طبيعي يصل من وسط كبدوكية إلى أميزوس على البحر الأسود. وهاتان السلسلتان من الجبال (ومتوسط ارتفاع جبال طوروس من 7,000 – 10,000 قدم، أما السلسلة الشمالية فأقل من ذلك كثيرا في الارتفاع) تضمان فيما بينهما غلاطية وسهول ليكأونية التي يحدها من الغرب “داغ السلطان” وجبال فريجية التي تمتد منها إلى الساحل الغربي، ثلاث سلاسل من الجبال تكتنف وديان كايوكس وهرمس ومياندر (مندرس) التي تمتد من الشرق إلى الغرب كطرق طبيعية للمواصلات والتجارة.
4 – الأنهار والبحيرات والسهول في آسيا الصغرى:
تقع السهول الكبرى في الداخل وتشتمل على أجزاء من غلاطية وليكأونية وكبدوكية على ارتفاع بين 3,000، 4,000 قدم وتصل إليها الأنهار من الجبال المحيطة بها لكي تنتهي في بحيرات مالحة ومستنقعات. وفي العصور القديمة كان الكثير من هذه المياه يستخدم في الري، فقد كانت المناطق – التي لا تضم الآن سوى عدد قليل من القرى الفقيرة – يغطيها في العصر الروماني عدد كبير من المدن الكبيرة، تحيط بها زراعة متقدمة جدا، في تربة شديدة الخصوبة بطبيعتها. أما باقي الأنهار فتشق طريقها في ممرات صخرية ضيقة في أطراف الجبال المحيطة بالهضبة وفي الجانب الغربي من شبه الجزيرة، تنحدر هذه الأنهار إلى وديان متسعة منها وديان كايكوس وهرمس ومياندر (مندرس) وهى من أخصب الوديان في العالم. وفي هذه الوديان الغربية، وفي وادي سنقاريا (سنجاريوس) في الشمال الغربي، تجرى الطرق العامة العظيمة من الداخل إلى ساحل البحر وفي هذه الوديان قامت أعظم المدن التي ازدهرت في العصور الهيلينية والأغريقية الرومانية، ومنها انتشرت الثقافة الإغريقية والديانة المسيحية إلى كل البلاد وأعظم أنهار أسيا الصغرى هو نهر الهالز (قيزل) الذي ينبع من جبال بنطس وبعد أن ينحني في دائرة كبيرة نحو الجنوب الغربي، يتجه شمالا ليصب في البحر الأسود. والهالز والايريس، شرقي أميزوس، هما النهران الوحيدان اللذان لهما أهمية في الساحل الشمالي. أما الأنهار في الساحل الجنوبي – باستثناء ساروس وبيراموس اللذين يجريان من كبدوكية ويرويان سهول كيليكية – فهي لا تعدو أن تكون سيولا جبلية تنحدر إلى البحر. ومن أهم معالم أسيا الصغرى أنهارها التي تختفي تحت الأرض في الصخور الجيرية، ثم تظهر مرة أخرى بعد أميال كثيرة كينابيع أو رؤوس أنهار. كما تنتشر الينابيع المعدنية والحارة في كل الإقليم، وتكثر بصورة خاصة في وادي مياندر (مندرس). كما توجد بحيرات مالحة كثيرة، كبراها هي بحيرة “أتا” في ليكأونية. كما تنتشر بحيرات المياه العذبة مثل كراليس وليمو في الجبال في الجنوب الغربي.
5 – الطرق في آسيا الصغرى:
تحدد طبيعة أسيا الصغرى نظام الطرق فيها، وقد نشطت الحركة في تلك الطرق منذ فجر التاريخ، فالقادم من الفرات أو من سوريا يدخل أسيا الصغرى عن طريق مليتيني وقيصرية أو عن طريق بوابات كيليكية. فمن قيصرية يستطيع أن يصل إلى البحر الأسود عن طريق زيلا وأميزوس، وإذا واصل سيره غربًا فإنه يصل إلى منطقة بحر إيجه، بإحدى الطرق التي حددتها الطبيعة كما ذكرنا آنفا، عن طريق وديان مياندر أو هرمس أو كايكوس. وإذا كانت وجهته البسفور فإنه يسير في وادي سنقاريا. كما توجد طرق أخرى تمتد من خليج أداليا إلى إنطاكية بيسيدية أو إلى أباميا أو إلى لاودكية على نهر ليكوس ومنها إلى مياندر فأفسس. وقد حدد موقع العاصمة الحثية في “بتريا” الطريق الشمالي من السهل الأوسط للقادمين من الشرق إلى الغرب. وقد تبع ذلك المسار أيضا الطريق الملكي الفارسي. وبعد ذلك كانت الطريق من الشرق تسير بمحاذاة الجانب الجنوبي من أكسيلون شمالي أيقونية وأنطاقية بيسيدية إلى سهل ليكوس ومياندر وأفسس، وهو ينطبق على نفس الطريق من بوابات كيليكية في نقطة إلى الشمال الشرقي من أيقونية. ولكي يمكن السيطرة على قبائل بيسيدية في عهد أوغسطس قيصر، تم إنشاء سلسلة من الطرق في بيسيدية تخرج من أنطاكية، وكانت إحداها تمتد من أنطاكية إلى لسترة وفيها سار الرسول بولس في رحلته من أنطاكية إلى أيقونية (أع 13: 51).
6 – المناخ والحاصلات في آسيا الصغرى:
الشتاء فوق الهضبة طويل وقارس البرد، أما الصيف فحار وقصير، ولكن النسيم البارد القادم من الشمال يخفف من درجة الحرارة في الأصيل (العصر) والساحل الجنوبي حار صيفا وتنتشر فيه الملاريا، أما في الشتاء فمعتدل الجو. ويسقط الثلج كثيرا في المناطق المجاورة للبحر الأسود. أما مناخ الساحل الغربي فشبيه بمناخ جنوبي أوربا. وبالإقليم ثروات معدنية كبيرة، وقد استغل القدماء الكثير من المناجم. كما توجد غابات من الصنوبر والبلوط وغيرها في الجبال في الشمال والجنوب. أما الهضبة الوسطى فقد اشتهرت على الدوام بقطعان الأغنام. وكان الملك أمينتاس ملك غلاطية يمتلك قطعانًا ضخمة كانت ترعى في سهل ليكأونية. كما اشتهرت أسيا الصغرى بصناعة السجاد والمنسوجات، فقد اعتمدت المدن في ثرائها – إلى حد بعيد – على المنسوجات والصباغة.
ثانيًا – تاريخ آسيا الصغرى:
مما سبق يتضح أن تاريخ أسيا الصغرى، يتوقف – إلى حد أبعد من أي إقليم آخر – على جغرافيتها، فباعتبارها “معبرًا بين أسيا وأوربا” كانت على مدى التاريخ البشرى، ملتقى الشعوب من الشرق ومن الغرب، وساحة للمعارك. فمن أقدم العصور – التي يصل إليها علمنا – سكانها خليط من الأجناس والديانات والنظم الاجتماعية التي مازالت آثارها باقية. وعلى مدى التاريخ زحفت إلى شبه الجزيرة أجناس جديدة وديانات جديدة ونظم اجتماعية جديدة، لتجد لها مستقرا فيها.
1 – الحثيون:
في فجر التاريخ حكم أسيا الصغرى شعب آري، هم الحثيون الذين مازالت تتجمع المعلومات عنهم بسرعة حتى لا يمكن الجزم بالقول الأخير عنهم. وأسيا الصغرى تعتبر الآن أنها كانت مركز حضارتهم، وهو ما يختلف عن النظرة القديمة إليهم باعتبار أصلهم من بين النهرين. فقد اكتشفت قبورهم وكتاباتهم الهيروغليفية في كل مناطق أسيا الصغرى من سميرنا إلى الفرات. ويرجع الآن أن عاصمتهم كانت في “بوغازكيوي” (على نهر الهالز مقابل أنقرة). وقد أمكن تأكيد أن موقعها هو موقع “بتريا” التي ذكرها هيرودوت Herodotus والتي فتحها كيروسيوس (قارون) عند زحفة ضد الفرس، مما يستنتج منه أن الأرض الحثية التي كانت تقع شرقي نهر الهالز كانت في ذلك الوقت ولاية فارسية وقد قام بالتنقيب في المدينة القديمة “بوغازكيوى” ونكلر وبوخشتين اللذان اكتشفا بقايا المكتبة الملكية، وهى سجلات مكتوبة على ألواح خزفية بالخط المسماري بعضها باللغة البابلية وبعضها باللغة الوطنية (كما يظن) والتي لم تفك رموزها للآن. وتدل الوثائق التي باللغة البابلية على أنه كانت هناك علاقات سياسية وثيقة بين الحثيين والممالك الشرقية. وقى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، يبدو أن الحثيين غزوا جزءًا كبيرًا من سوريا ورسخوا أقدامهم في كركميش، وبذلك أصبحوا على اتصال ببلاد بين النهرين. ومنذ بداية القرن العاشر قبل الميلاد، كان الحثيون على اتصال دائم – سواء كأعداء أو كمحايدين – بأهل نينوى، ولذلك فإن فنهم تبدو فيه المميزات الأشورية الملحوظة حتى أنه لا يعتبر فنا مستقبلا.
2 – الهجرات الفرجية والبيثينية:
لا يمكن تحديد تاريخ هجرات الفريجيين والبيثنيين من جنوب شرقي أوربا على وجه اليقين، ولكن هذه الهجرات حدثت في بداية القرن العاشر قبل الميلاد عندما بدأت قوة الحثيين في الضعف. فبعد تجوال كثير وجد الفريجييون موطنا لهم في الجانب الغربي من الهضبة، ولم يكن لشعب من الشعوب من الأثر في تطور أسيا الصغرى قديمًا مثلما كان للفريجيين، وبخاصة في مجال الدين. فملوك فريجية “أثروا في الفكر اليوناني، أكثر مما فعلت أي دولة أخرى فكانت لغتهم هي اللغة الأصلية للآلهة نفسها، وكانت بلادهم هي بلاد المدن الحصينة، وكان ملوكهم رفقاء الآلهة أنفسهم”. ومن أهم آثار “إقليم فريجية”: “قبر ميداس والحصن فوقه، وغيره من القبور الصخرية المحيطة به، كما توجد بعض النقوش الشبيهة بالنقوش الأيونية (اليونان) الأولى، على بعض القبور. كما ثبت – من حوالي سبعين نقشًا – إن اللغة الفريجية – وهي لغة هندية جرمانية فيها شبه باليونانية والطليانية – ظلت تستخدم في العصر المسيحي. ويدل نقشان – قد اكتشفا حديثًا – على أنها كانت مستخدمة في أيقونية نفسها” أقصى مدن فريجية “على الجانب الليكأوني، حتى القرن الثالث الميلادي. وجاء في هذه النقوش اسمًا” ما (سيبل) وأتيس “اللتين كان لهما أثر بالغ في ديانات اليونان وروما.
3 – الليديون واليونان والفرس:
والدولة التي قامت بعد ذلك في أسيا الصغرى هي دولة ليديا – التي مازال أصلها غامضًا – لقد سقطت الإمبراطورية الفريجية أمام غزوات الكيميريين في القرينين التاسع والثامن قبل الميلاد. وفي 617 ق. م. صد ألياتس ملك ليديا هجوما ثانيا للكيميريين، كما أن كروسيوس ملك ليديا (وقد اشتهر كلاهما بثرائهما) كان سيدا لكل إقليم الهالز ولكل المستعمرات الإغريقية على الساحل، وقد بلغت هذه المستعمرات – التي أسسها هلاس – قمة مجدها في القرن الثامن قبل الميلاد، وانتشرت على سواحل أسيا الصغرى الثلاثة. ولفشلها في الاتحاد معا، أصبحت تحت رحمة كروسيوس، ثم تحت رحمة الفرس الذين هزموه (في 546 ق. م.) وقد قسم الفرس أسيا الصغرى إلى ولايات، ولكن المدن الإغريقية وضعت تحت سيطرة أمراء يونانيين يعترفون بسيادة الفرس. كما ظلت أجناس كثيرة في الداخل تحت حكم أمرائهم الوطنين وهزيمة أحزركسيس (أحشويرش) أمام اليونانيين، حررت المدن اليونانية في أسيا الصغرى، وظلت حرة في عصور ازدهار أثينا. وفي 386 ق. م. استعادها الملك الفارسي نتيجة دبلوماسية سبرطة الأنانية.
4 – الإسكندر الأكبر خلفاؤه:
عندما عبر الإسكندر الأكبر مضيق الدردنيل في 334 ق. م. بدأ عصر جديد لليونانيين الأسيويين، فإلى ذلك العهد كانت المدن اليونانية في أسيا الصغرى مجرد مجتمعات تجارية، ورغم الجهود المتقطعة للاتحاد، ظلت كل منها مستقلة عن الأخرى بل وفي تنافس فيما بينها. تحاول كل منها تدمير الأخرى سعيا وراء المنفعة الأنانية وظلت هذه المستعمرات محصورة في المناطق الساحلية وفي وديان الأنهار المفتوحة للغرب. وكان الإسكندر الأكبر هو أول من فكر في إنشاء إمبراطورية يونانية في أسيا الصغرى ونفذ ذلك فعلًا، ومع ذلك استمر التنافس بين المدن رغم أنها جميعها أصبحت أعضاء في إمبراطورية واحدة لها رسالة واحدة، وهو ما أثار فيما بعد سخرية الرومان. وفي تلك الفترة بدأ نشر الحضارة الهيلينية في المناطق الداخلية في أسيا الصغرى، فقد كان هم خلفاء الإسكندر من الأتاليديين والسلوقيين أن يوطدوا دعائم الحكم اليوناني على كل الأجناس والقوميات، وأهم كل شيء أن يرتفعوا بهم إلى مستوى الحضارة والثقافة اليونانيتين، وقد نجحت هذه الجهود جزئيا ولفترة محدودة، ولكن هذا النجاح وما تلاه من جهود الرومان أيضا، كان له أثر بالغ في انتشار المسيحية في القرن الأول.
5 – الغلاطيون:
جاء الغلاطيون – وهم قبيلة كلتية – من أوربا في 278 / 277 ق. م. ليستقروا نهائيا في شرقي فريجية القديمة وعلى جانبي نهر الهالز (قيزل) وطريقة دخولهم إلى أسيا الصغرى واستقرارهم بها وطبعها بطابع شخصيتهم القوية، إنما تذكرنا بالملامح الأساسية لهجرة الفريجيين إليها قبل ذلك بألف عام. “إن منطقة غلاطية التي كانت في عصور سحيقة المركز الرئيسي لحكم الشرقيين للمناطق الداخلية في أسيا الصغرى – والتي مازالت تحتفظ (في تماثيلها الصخرية الشهيرة الموجودة في” بوغازكيوي “التي هي مدينة بتريا الملكية القديمة) بالمجد القديم الذي كاد ينسى – صارت على مر القرون جزيرة كلتية – لغة وحضارة – وسط أمواج من الشعوب الشرقية، وظلت هكذا في نظامها الداخلى حتى في أيام الإمبراطورية الرومانية”. ولكن هؤلاء الغاليين وقعوا تحت تأثير شرقي قوي، فطوروا – إلى حد ما – الديانة المحلية واعتنقوها تماما حتى أنه لم يظهر في كل نقوشهم وآثارهم سوي اسم واحد لإله كلتي، كما أنه لم تكتشف فيها مطلقا أي كتابة باللغة الغلاطية، مع أننا نعلم أنها ظلت لغة الطبقات الدنيا حتى القرن الرابع الميلادي. ويبدو أن الغلاطيين قد قضوا على اللغة الفريجية في الجزء من غلاطية الذي كان قبلا فريجيا، فلم تكتشف إطلاقًا أي كتابة أو نقوش فريجية في غلاطية، ورغم وجودها بكثرة في المناطق المتاخمة لها من الجنوب والغرب ولكن اللغة الغلاطية لم تستطع منافسة اليونانية كلغة للطبقة المثقفة، بل حتى الطبقات الأدنى التي كانت تعرف الكتابة، كانت تكتب باليونانية. كما حل نظام المدن الإغريقو روماني محل النظام الكلتي القبلي في وقت مبكر وبصورة أكمل مما حدث في بلاد الغال نفسها، ورغم ذلك ظل الغلاطيون بمعزل عن اليونانيين والشرقيين، وقد أدركت الدبلوماسية الرومانية ذلك، حتى إنه في صراع روما ضد الشرقيين واليونانيين في عهد ميثرادتس، وجدت لها في الغلاطيين حليفا قويا. وكان الغلاطيون يعتبرون أفضل الجنود في عصر الإمبراطورية.
6 – الرومان في أسيا الصغرى:
أصبح للرومان نفوذ قوى في شئون أسيا الصغرى بعد هزيمتهم لأنطيوكس الكبير في 189 ق. م. ولكن لم يبدأ احتلال الرومان لها إلا بعد أن أوصى أتالس ملك برغامس بمملكته “آسيا” للدولة الرومانية، فكانت هذه المملكة هي ولاية أسيا، ثم أضافت إليها ولاية بيثينية عند موت نيكوميدس الثالث في 74 ق. م.، وإليها أضيفت بنطس فيما بعد، كما ألحقت بها في عام 100 ق. م. كيليكية التي أهدت للإمبراطورية وللكنيسة الرسول بولس، وأعيد تنظيمها في عهد بومبي في 66 ق. م. وكان الحكم الروماني قد أستقر في هذه الولايات عند تأسيس الإمبراطورية، وبناء على مبدأ أن كل منطقة يستتب فيها السلام تخضع لإدارة مجلس الشيوخ، بينما يحكم الإمبراطور بصورة مباشرة المناطق التي كانت في حاجة لوجود جيوش رومانية فيها، بناء على ذلك خضعت كل هذه الولايات الأسيوية باستثناء كيليكية – لمجلس الشيوخ، بينما بقيت كل منطقة في أسيا الصغرى – أضيفت بعد ذلك – في يد الإمبراطور، ونظمت كل هذه المناطق التي خضعت لروما في ولايات تحت حكم الإمبراطور، ومن بينها كانت غلاطية التي أضيف إليها، في أيام ملكها الأخير أمينتاس، جزء من فريجية وليكأونية وبيسيدية وبمفيلية، وأصبحت ولاية رومانية عند موته في 25 ق. م. (واستيلاء غلاطية في عهد أمينتاس على أنطاكية وإيقونية ولسترة ودربة، وإدماج هذه المناطق في ولاية غلاطية، وهو الأساس التاريخي لنظرية “غلاطية الجنوبية”)، كما ضمت إليها بافلاجونيا في 7 ق. م. وكبدوكية في 17 م. وليكأونية في 43 م.، وفي 63 م. أضيف من بنطس الجزء المحصور بين أريس وأرمينية. وكانت أسيا الصغرى الرومانية في عهد الرسول بولس تشمل كل هذه المناطق.
ثالثاُ – أسيا الصغرى في القرن الأول:
1 – سكان آسيا الصغرى:
إن تقسيم أسيا الصغرى إلى ولايات رومانية لم يتبع التقسيمات العرقية، بل إن هذه الأقسام نفسها لم تكن واضحة على الدوام وكما هو واضح من الموجز التاريخي السابق، كان سكان أسيا الصغرى من أجناس مختلفة جاءت جنسا بعد جنس، وتخلوا – إلى حد ما – عن شخصياتهم، وتطبعوا بالطابع الأناضولي. وتجاوبا مع ما ذكرناه سابقا عن انقسام أسيا الصغرى إلى إقليمين متميزين، واعتبارها ملتقى الشرق والغرب، نستطيع أن نستنتج من هذا الخليط من الأجناس والثقافات، وجود نظامين اجتماعيين متزامتنين هما النظام القومي والنظام الهيليني. وقد امتزج هذان النظامان واختلط أحدهما بالآخر (وبخاصة كنتيجة للحكم الروماني)، ولكنهما يتجاوبان – بصورة عامة – مع التمييز بين نظام المدن، والحياة بمقتضى الأسلوب القروي (كما لاحظ سترابو) فقد كانت هناك هوة عميقة تفصل بين هاتين الصورتين للمجتمع.
2 – النظام الاجتماعي القومي في آسيا الصغرى:
كان الاتجاه العام في أيام الحكم الروماني، هو امتصاص الأناضوليين الأصليين في المدن اليونانية والمواطنة الرومانية، ولكن في العصر الرسولي، لم تكن هذه العمليات قد تعمقت في داخل الإقليم، وكان النظام الاجتماعي القومي ما زال قائمًا يعيش في ظله قطاع كبير من السكان، وكان يجمع بين الشكل الثيوقراطي (حكم رجال الدين) للحكومة وأنماط مشتقة من مجتمعات منقرضة كانت السيادة فيها للأم. وكان مركز المجتمع القومي هو معبد الإله بمجموعته الكبيرة من الكهنة الذين يعيشون من موارد المعبد، وسائر الشعب الذين كانوا خداما أو عبيدا للإله يعملون في مزارع المعبد، وكانت القرى التي يعيش فيها هؤلاء العمال ملاصقة للمعبد. وكان للكهنة (أو الكاهن) السلطة المطلقة على الشعب. وكانت هناك طبقة “مقدسة” تقوم بخدمات خاصة (ربما لفترة محددة) في المعبد، وكانت هذه تتضمن أحيانا – في حالة النساء – ممارسة الدعارة الدينية. ففي أحد النقوش تفخر امرأة من ليديا (من طبقة رفيعة كما يبدو من أسمها الروماني) بأنها من سلالة خدمت الآلهة بهذه الطريقة وأنها هي نفسها قد مارستها، وكانت أولئك النسوة يتزوجن فيما بعد من طبقتهن دون أن يكون في عملهن هذا أي عار. وكثير من النقوش تدل على أن الإله (عن طريق كهنته) كان له الإشراف الدقيق على كل الحياة الأدبية واليومية لشعبه، لقد كان حاكمهم وقاضيهم ومعينهم وشافيهم.
3 – عبادة الإمبراطور في آسيا الصغرى:
لقد حدث تطور في مفهوم الحكومة الدينية (الثيوقراطية) بدخول عبادة الإمبراطور، لقد أصبح الولاء للإله مرادفا للولاء للإمبراطور، فملوك السلوقيين ومن بعدهم أباطرة الرومان – على أرجح الآراء – أصبحوا ورثة ممتلكات الكهنة الذين جردوا منها، فقد ظهر إلى جانب الإله الأناضولي إله آخر هو الإمبراطور الإله، وهكذا شارك الإمبراطور الإله أو حل محل الإله القديم مثل زيوس وأبولو، إلخ.. وهناك نقوش تسجل تكريس المعابد للإله القديم وللإمبراطور معًا. وأقيمت في كل مكان وبخاصة في المدن، معابد جديدة لعبادة الإمبراطور، وأصبحت أسيا الصغرى موطنا لعبادة الإمبراطور، فقد وافقت النظام الديني الذي كان موجودا فيها عنه في أي مكان آخر. وقد كشفت النقوش حديثا عن وجود جماعة “الرفقاء الضيوف من ذوى العلامة السرية” كانوا يعيشون في إحدى مزارع المعابد بالقرب من أنطاكية بيسيدية، وأصبحت في يد الإمبراطور الروماني. وكان يدير المزرعة وال (لعله رئيس كهنة المعبد المحلى) نيابة عن الإمبراطور. وهذه الجماعة صورة لجماعات مماثلة كثيرة في داخل أسيا الصغرى لم تكتشف إلا حديثا. كانت هذه الجماعات هي التي أيدت عبادة الإمبراطور في مجتمعاتها، كما أنها كانت هي التي أثارت رجال الحكومة الرومانية ضد المسيحيين في أوقات الاضطهاد. وبمرور الوقت أصبح الناس في المزارع الإمبراطورية مستعدين للبقاء رقيقا للإمبراطور ولكنه كثيرًا ما رفع الإمبراطور بعضها أو جزءا منها إلى مرتبة المدينة.
4 – النظام الهيليني في آسيا الصغرى:
لقد كانت تحكم أغلب المناطق الداخلية في أسيا الصغرى حكومات ثيوقراطية، أما المدن اليونانية فقد تعدت شيئا فشيئًا على ممتلكات وامتيازات المعبد القديم. وقد أسس السلوقيون والأتاليديون الكثير من هذه المدن، وكان معنى ذلك – أحيانًا – إقامة نظام جديد، أي إقامة حكومة مدنية يونانية في المدينة القديمة مع إضافة سكان جدد، وفي أغلب الأحيان كان هؤلاء السكان الجدد من اليهود الذين كان السلوقيون يعتبرونهم أهلا للثقة، والأرجح أن اليهود في أنطاكية بيسيدية (أع 13: 14) كانوا من هذه الطبقة وكان الغرض من هذه المدن صبغ البلاد بالصبغة الهيلينية وأن ينتقل تأثيرها إلى المدن المجاورة. وكان التناقض واضحا بين نظام الحكم الشرقي المطلق ونظام المدن الإغريقية والرومانية. وفي القرون الأولى من تاريخ الإمبراطورية الرومانية، كانت هذه المدن تتمتع بنوع من الحكم الذاتي، وكان القضاة ينتخبون، وكان الأغنياء في نفس المدينة ينافسون بعضهم بعضًا، كما كانت كل مدينة تنافس الأخرى، في إقامة المباني العامة الفخمة وإنشاء المدارس ونشر التعليم وكل ما تعنيه الأمم الغربية بالحضارة. ودخل – عن طريق المدن الإغريقية – البانثيون (مجمع معابد الآلهة) اليوناني، واقتصر دور آلهة هلاس على مجرد إضافة أسمائهم إلى أسماء آلهة البلاد، فحيثما نجد تفصيلات عن عبادة في داخل الأناضول نرى على الفور الملامح الأساسية للإله الأناضولي القديم تحت ستار الإله اليوناني أو الروماني.
لقد احتقر الإغريق على الدوام تطرف الديانات الأسيوية، كما أن ثقافة اليونانيين من أهل الأناضول، الأكثر تقدما، لم تستطع أن تقبل هذه الديانات المنحطة التي سعت للحفاظ على الأوضاع الاجتماعية التي قامت في ظلها، في أقبح صورها وأحطها. “لكن المجتمع في الريف كان أفضل من ذلك بينما ظل النظام الاجتماعي البدائي سائدًا في المعابد العظيمة كواجب ديني ملزم للطبقة المقدسة في فترات خدمتهم في المعبد.. وكانت الفجوة التي تفصل الحياة الدينية عن حياة الثقافة تزداد باستمرار اتساعًا وعمقًا. كانت هذه هي الأحوال السائدة عندما دخل الرسول بولس إلى هذه البلاد، فحيثما كان التعليم قد أنتشر فعلًا، فإن الرسول كان يجد أناسا مستعدين وتواقين لقبول رسالته” ويفسر لنا هذا “التأثير العجيب السريع لكرازة الرسول في غلاطية، كما جاء في سفر الأعمال” (سير وليم رمزي: مدن وأسقفيات فريجية – ص 96).
5 – المستعمرات الرومانية في آسيا الصغرى:
نستطيع أن نلحظ تطورا تدريجيا في تنظيم المدن على النمط الروماني للبلديات، وكان من العوامل الرئيسية في ذلك إنشاء مستعمرات رومانية في جميع الجهات الداخلية في أسيا الصغرى، التي كانت “قطعا من روما” في تلك الولايات، فقد أنشئت هذه المستعمرات على المثال الروماني تمامًا، وكانت أشبه بمعسكرات من المحاربين للمحافظة على استتباب الأمن في بعض المناطق المتمردة. وعلى هذا المثال كانت أنطاكية ولسترة (وأيقونية التي كانت تعتبر مستعمرة أقامها كلوديوس، ولكن المعروف الآن أن الذي رفعها إلى هذه الدرجة هو هارديان). وفي القرن الأول كانت اللاتينية هي اللغة الرسمية في المستعمرات ولكنها لم تتغلب مطلقًا على اليونانية في الاستخدام العام، وسرعان ما حلت محلها اليونانية في المستندات الرسمية. وقد بلغ التعليم أعلى المستويات في المدن اليونانية والمستعمرات الرومانية، وهى التي توجه إليها الرسول بولس للكرازة بالإنجيل.
رابعًا – المسيحية في أسيا الصغرى:
لقد رسخت أقدام المسيحية – في حياة الرسول بولس – في الكثير من المراكز الكبرى للثقافة اليونانية الرومانية في أسيا وغلاطية. وقد كان التبشير بالإنجيل في أفسس – عاصمة أسيا، وإليها كانت تنتهي إحدى الطرق العظيمة التي كانت تخترق شبه الجزيرة – عاملًا كبيرًا في نشر المسيحية في المناطق الداخلية من أسيا وبخاصة في فريجيه، وبناء على خطة الرسول بولس، رسخت المسيحية أولا في المدن ومنها انتشرت إلى كل مناطق الإقليم.
النقوش المسيحية:
وأول مقر لها كان في فريجية حيث نجد الكثير من الوثائق التي ترجع إلى نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث الميلادي. وأهم ما يميز هذه النقوش القديمة هو خلوها – بعامة – من أي شيء يدل بوضوح على مسيحيتها، وهي ظاهرة تجعل من الصعب تمييزها، وكان الهدف من ذلك تجنب استلفات أنظار أشخاص قد يثيرون السلطات الرومانية لاتخاذ إجراءات ضدهم وترجع النقوش الليكأونية إلى نحو قرن بعد ذلك، ولم يحدث هذا لأن المسيحية لم تنتشر من إيقونية ولسترة وغيرها بنفس السرعة التي انتشرت بها من المدن الأسيوية، ولكن لأن الثقافة اليونانية استغرقت وقتًا أطول في الوصول إلى السهول قليلة السكان في الهضبة الداخلية عنها في المناطق الغنية بمدنها. ويتضح من رسائل بليني إلى الإمبراطور تراجان (111 – 113 م.) أن الديانة الجديدة كانت قد رسخت في بيثينية في أوائل القرن الثاني، ولكن كان تقدم المسيحية أبطأ في الجهات الشرقية حيث كانت المعابد العظيمة مازال لها تأثيرها الكبير. ولكن في القرن الرابع أنتجت كبدوكية رجالًا عظامًا من أمثال باسيليوس والجريجوريين. وقد اشتعلت الاضطهادات بعنف – كما تثبت الكتابات والنقوش الكثيرة – في أسيا الصغرى. ويبدو تأثير الكنيسة في أسيا الصغرى في القرون الأولى من الإمبراطورية من تلك الحقيقة: أنه لا يكاد يوجد أثر لديانة مثرا – المنافس الرئيسي للمسيحية – في كل الإقليم.
ومنذ مجمع نيقية (325 م.) أصبح تاريخ آسيا الصغرى هو تاريخ الإمبراطورية البيزنطية، فتوجد أطلال الكنائس من العصر البيزنطي في كل نواحي شبه الجزيرة، وتكثر بصورة خاصة في المناطق الوسطى والشرقية، وقد نشر سير وليم رمزي ومس ج. بل كتابًا مفصلًا عن مدينة ليكأونية التي كان بها عدد كبير جدا من الكنائس، بعنوان “ألف كنيسة وكنيسة”. وظلت القرى المتحدثة باليونانية في أجزاء كثيرة من أسيا الصغرى على اتصال دائم بالإمبراطورية الرومانية.
أسيا الصغرى – أركيولوجيتها:
إنه لمن الصعوبة بمكان أن نوفى هذا الموضوع حقه حيث أن المنقبين مازالوا يكتشفون كل يوم جديدًا، ويبذلون جهودًا جبارة لفك رموز النقوش البالية. ويجمعون الوثائق، وأصبح من الواضح الآن أنه قد انفتح في أسيا الصغرى مجال واسع للاكتشافات الأثرية لا يقل إغراء عما في وادي الفرات ووادي النيل.
1 – التأثير المبكر من بلاد بين النهرين:
كتب بروفسور سايك في 1907 ليذكر قراءه بأن علماء الجغرافيا الإغريق كانوا يقولون إن كبدوكس هو ابن نينياس، أي أنهم رجعوا بأصل الثقافة الكبدوكية إلى نينوى، كما أنهم رجعوا بأصل أسرة المرمناديين ملوك ليديا إلى نينوس بن بيلو أي من بابل عن طريق أشور. والأرجح أن هذه الأساطير تحمل شيئا من التاريخ الحقيقي، فجدول الأمم (تك 10: 22) يؤيد ذلك حيث نجد أن لود (ليديا) كان ابنا لسام وأخا لأشور، ولكن ليس معنى هذا أن أعدادا كبيرة من نسل سام قد استوطنوا أسيا الصغرى، وإن كان بروفسور ونكلر وآخرون يرون أن اللغة والكتابة والأفكار والقوانين المتميزة للحضارة البابلية كانت واسعة الانتشار بين شعوب أسيا الغربية، وأنه منذ العصور القديمة تأثرت أسيا الصغرى بها. ويسجل سترابو تقاليدا يقول إن “زيل وتيانا” قد شيدتا “فوق ركام سميراميس” وبذلك ربط بين هذين الموقعين القديمين وثقافة بلاد بين النهريين. كما يرجح دكتور دافيد روبنسون أن أساسات سينوب القديمة هي أساسات أشورية، ولو أن التاريخ لا يقول لنا بالتفاصيل كيف استقر الميليزيون في هذا المكان الواقع في أقصى شمالي شبه الجزيرة وأفضل ميناء فيها. كما لم يستطع سترابو أن يعود بتأسيس سمسون – (أميزوس القديمة) والميناء التجارية الهامة شرقي سينوب – إلى الميليزيين، ولكن الصورة رقم 1 على هذه الصفحة تبين بوضوح التأثير الأشوري وهى تمثال خزفي اكتشف حديثا في سمسون القديمة. وهكذا يبدو أن التأثير الديني والثقافي لبلاد بين النهرين قد صبغ بلونه أسيا الصغرى – على الأقل في بعض النقاط – حتى شواطئ البحر الأسود، وفى الحقيقة أن أسيا الصغرى تبدو في شكلها كأنها يد صديقة تمتد من قارة أسيا نحو قارة أوربا.
2 – الألف الثالثة قبل الميلاد:
لقد بنى بروفسور سايك آراءه المذكورة سابقا على الألواح المسمارية Cuneiform التي اكتشفت في “كارا إيوك” أو “الركام الأسود”، وهو موقع قديم داخل منحنى نهر الهالز (قيزل) بالقرب من قيصرية مازاكا. وقد فك رموز هذه الألواح بروفسور سايك نفسه ومعه بروفسور بنشر، وثبت أنها من عهد إبراهيم – أو حمورابي (حوالي 2250 ق. م.). وقد كتب بلهجة أشورية، فقد كان المستوطنون في المكان جنودا من القسم الأشوري من الإمبراطورية البابلية، يعملون في المناجم والتجارة، وكانت أهم المعادن التي يستخرجونها الفضة والنحاس وربما الحديد أيضا “وكان الزمن يحسب كما في أشور بواسطة موظفين يطلق عليهم أسم” ليمي “ومنهم أخذت السنة اسمها. وكان لهؤلاء المستعمرين معبد له كهنته، وكان التبادل المالي يتم تحت الأشراف الديني. وكانت هناك طرق وعربات بريد تمتلئ بالرسائل المكتوبة بالخط المسماري على ألواح من الطوب، وبالتجار المتجولين بالثياب الفاخرة، مما يجعل من الطبيعي أن يجد عخان رداء شنعاريا فاخرًا بين غنائم مدينة عاي (يش 7: 21). كما كان الرق أمرا معترفا به، كما نرى صبيا يرسل للحلاق لختانه، وبيتًا وزوجة وأطفالًا يرهنون ضمانًا لدين، وشخصًا” يقسم على رأس عصاه “مما يلقى ضوءًا على الأعداد التي تصف يعقوب وهو على فراش الموت يبارك أولاده (تك 47: 31، عب 11: 21). وهكذا نرى أن أسيا الصغرى منذ العصور قد استضاءت – في نواح كثيرة – بحضارة ما بين النهرين كما بعثت ببعض الأشعة المتفرقة إلى العالم اليوناني.
3 – الألف الثانية قبل الميلاد:
أول القبائل الهامة التي استوطنت أسيا الصغرى هم الحثيون. فمنذ عام 1872 عندما رجح دكتور رايت أن الكتابة الهيروغليفية الغريبة على الأربعة الألواح البازلتية التي اكتشفها في حماة، هي من الفن الحثي، أخذت تتجمع كميات هائلة من هذه الاكتشافات أمام الباحثين. فهناك تماثيل من نفس الطراز لصور رجال الباحثين. فهناك تماثيل من نفس الطراز لصور رجال ونساء وآلهة وأسود وغيرها من الحيوانات، والنسور برؤوس مزدوجة، وتماثيل أبي الهول، وآلات موسيقية، وعجلات مجنحة والكثير من الأشكال الأخرى التي لا يمكن معرفتها تمامًا، ومعها جميعها كتابات هيروغليفية لم تفك رموزها حتى الآن، والنقوش تقرأ من اليمين إلى الشمال ومن الشمال لليمين. كما اكتشفت قلاع بأسوار ومتاريس وبوابات وانفاق وخنادق وقصور ومعابد وغيرها من المباني، وأكثر من هذا وجدت بعض الألواح المسمارية على وجه الأرض مما أدى إلى الاعتقاد بأنه لابد أن هناك وثائق مكتوبة ذات قيمة مدفونة في الأرض. فهناك آثار حثية في مالاتيا وماراش وقرة بل وسكجي جيزي وجوران وبوغازكيوى وإيوك وسنقاريا والعديد من المواقع. وكانت كركميش وقادش على نهر الأورنت مدنا كبرى في شمالي سوريا. وكان الحثيون في الأراضي المقدسة – سواء في أيام إبراهيم أو في أيام داود وسليمان – فروعًا من نفس الأمة التي كان موطنها الأصلى في أسيا الصغرى. وقد أصبحت بوغازكيوى في السنين الأخيرة أشهر مدن الحثيين في أسيا الصغرى، فهي مدينة نموذجية تقع في شمالى كبدوكية إلى الجنوب من سينوب. وتوجد في يازيلي – إحدى ضواحيها – صخور مكتوبة أو منحوتة على شكل تماثيل. كما أن إيوك بمعبدها الذي تحرسه تماثيل أبي الهول تقع على بعد 15 ميلًا إلى شمالها. لقد كان من حسن حظ بروفسور هيجو ونكلر من جامعة برلين الحصول على التمويل اللازم، وكذلك إذن الحكومة التركية، فاستطاع في صيف 1906 أن يكشف عن حوالي 3,000 لوح أو أجزاء من ألواح مكتوبة بالخط المسماري باللغة الحثية. وكان هذا أول اكتشاف لمخزن من الكتابات الحثية التي لم تفك رموزها، وقدمت للعلماء عملًا عظيمًا ليقوموا به. وهذه الألواح من الطين مكتوبة من الجهتين ثم حرقت حتى أحمرت. والكتابة في الغالب في أعمدة منتظمة وكانت الحروف المسمارية – مثلها مثل الأبجدية اللاتينية في العصور الحديثة – مستعملة في جهات كثيرة بعيدة عن موطنها الأصلي، وعلى مدى آلاف السنين. والقليل من ألواح بوغازكيوي باللغة البابلية، وعلى الأخص نسخة من المعاهدة التي عقدت بين رمسيس الثاني ملك مصر وخيتاسار ملك الحثيين في وسط أسيا الصغرى، ولم يستخدم الكتبة الحروف البابلية فحسب، بل استخدموا أيضًا بعض الصور الرمزية، وهي التي قدمت المفتاح لمفردات مئات الكلمات التي نشرها بنشر وسايك. وعندما ينشر ونكلر ومعاونوه من الألمان الألواح التي أودعوها متحف القسطنطينية، فيمكن أن نستمع إلى نغمات شاعر حثي (وكأنه هوميروس) يتحدث إلينا من خلال هذه الألواح الخزفية التي كتبت في زمن معاصر لموسى. وتبدو أبراج طروادة أمام بوغازكيوي وكأنها قرية صغيرة محصنة.
والتماثيل الحثية تمثل نوعًا محددًا من الناس بوجوه عريضة وعيون مائلة وأنوف بارزة وملامح منغولية، مما يجعلنا نفترض أنهم من دم طوراني أو منغولي، فهم قطعا ليسوا ساميين، والأرجح أنهم لم يكونوا آريين. وحيث أنهم احتلوا كثيرا من المراكز الداخلية في أسيا الصغرى قبل وفي أثناء الألف الثانية قبل الميلاد، فالأرجح أنهم قد احتلوا كل أو معظم المناطق التي تتخللها، فعاصمة عظيمة مثل بوغازكيوى بتحصيناتها الضخمة كانت تحتاج إلى ولايات شاسعة لتموينها وكان لابد أن تبسط سلطانها على كل المناطق المحيطة بها حتى لا تترك عدوا لها على مسافة يستطيع أن يضربها منها، والمعتقد الآن عموما أن “الأمازونيات” كن الكاهنات الحثيات لإحدى الإلاهات اللواتي انتشرت عبادتهن في كل أسيا الصغرى. وتمتد “جبال الأمازون” – التي مازالت تحتفظ هناك باسمها القديم – موازية لساحل البحر الأسود بالقرب من نهر إيريس. والرأي الشائع هناك هو أن النساء أقوى من الرجال وأكثر جلدا منهم على العمل، وأطول منهم عمرا وأصلب منهم في القتال والدراسة المقارنة للأواني الخزفية المزخرفة – التي توجد بكثرة في المواقع القديمة من البلاد – تجعل من الأرجح أن تكون الروابي الصناعية – وهي إحدى معالم الأناضول – والمقابر الصخرية المنحوتة – والتي لعل أشهرها تلك التي في أمازيا من صنع الأيدي الحثية.
والتماثيل الحثية توحي بقوة بأنها كانت لأغراض دينية أكثر منها سياسية أو حربية، فقد كان الشعب شعبا وثنيا له آلهة كثيرون والإهات كثيرات، كان يعتبر واحد منها أو زوجين على رأس البانثيون، فألقاب مثل سوتخ كركميش وسوتخ قادش، وسوتخ بلاد الحثيين دليل على أن الإله الرئيسي كان إلها محليا في مختلف الأماكن، ولعله كان يختلف أيضا في الأوصاف. وكانت إحدى الإلاهات الرئيسية تسمى “أنتاراتا”، فكانت هي الإلاهة الأم لأسيا الصغرى التي بزت قرينها وتصور في التماثيل مع وجه شاب ذكر، كرفيق لها، لعله كان تصويرا لأسطورة “تموز” الذي كانت النسوة العبرانيات المخطئات يبكين عليه (خر 8: 14) وقد سمي “أتيس” فيما بعد ذلك، وهو يشير إلى الحياة بعد الموت، والربيع بعد الشتاء، وجيل بعد جيل. وكان الإله الرئيسي المعبود في بوغازكيوي هو “تيشوب”، وإله آخر اسمه “خيبا”، ويظهر هذا الاسم نفسه في ألواح تل العمارنة المرسلة من أورشليم، مما يفسر قول النبي لأورشليم: “أمكن حثية” (خر 16: 45).
ومازالت عبادة الحثيين – في زمن معاصر للخروج – مصورة على صخور “يازيلي كايا” فقد كانت هذه البقعة هي مقدس العاصمة، كما يوجد بها بهوان صخريان مكشوفان، أكبرهما به على الجانبين حوالي ثمانين صورة محفورة على الحائط الصخري الطبيعي الذي صقل لهذا الغرض حتى صار أملس، ويجتمع الجانبان في الطرف الداخلي من البهو. والصور بالقرب من المدخل في نحو نصف الحجم الطبيعي وكلما اتجهنا إلى الداخل كلما زاد ارتفاع الصور حتى تصبح الصورتان عند رأس البهو أكبر من الحجم الطبيعي، وهما يمثلان الكاهن الرئيسي والكاهنة الرئيسية أو الملك والملكة، وكل منهما تقف خلفه حاشية من جنسه، ويرتفع الملك الكاهن فوق رأسي اثنين من رعاياه أو أسراه والملكة الكاهنة فوق فهد ويقف خلفها ابنها.
وأطلال أيوك متراكمة وتتكون من معبد صغير، يحرس بابه تمثال لأبي الهول، مع صفين بهما حوالي أربعين من العابدين، والحجرة الرئيسية للمعبد 7 × 8 ياردة مربعة، وهى شبيهة بالقدس في خيمة الاجتماع الإسرائيلية التي كانت تعاصرها تقريبا فكلتاهما لم تكن تتسع لجماعة العابدين، بل تتسع فقط للكهنة الذين عليهم الخدمة. وتماثيل أبي الهول عند المدخل تذكرنا بالكروبيم في الهيكل الإسرائيلي. كما كانت هناك نسور مجنحة برؤوس مزدوجة تزين الحوائط الداخلية للمداخل. وبين هذه الصفوف من التماثيل على الصخور البازلتيه من ناحية المقدس، مذبح ينتصب أمامه ثور على قاعدة، ويقف خلفه كاهن يلبس قرطًا كبيرًا، وخلف الكاهن مباشرة تقف ثلاثة خراف وعنزة بالقرب من المذبح (قارن ذلك بما جاء في خروج 32). وصنعه عجلًا “بنى مذبحًا أمامه” “وأصعدوا محرقات وقدموا ذبائح سلامة. وجلس الشعب للأكل والشرب ثم قاموا للعب”. كانت عبادة الإسرائيليين في بعض الطقوس شبيهة بعبادة الحثيين، ولكنها كانت تختلف عنها في محتواها الروحي اختلافا كليا. أما الآلات الموسيقية، فنرى في صور إيوك بوقا (فضيا؟) وما يشبه الجيتار. ويمثل المملكة الحيوانية ثور آخر على ظهره صندوق أو تابوت، وأسد جيد النحت، وأرنبان بين مخلبي نسر، وهناك نبع قريب كمورد للماء اللازم للعابدين لطقوس العبادة.
ويقول بروفسور جارستانج في كتابه “أرض الحثيين” أن القوة التي كانت قد بدأت تضعف بعد سنة 1200 ق. م.، نهضت مرة أخرى في القرنين العاشر والتاسع قبل الميلاد، وينسب لهذه الفترة آثار سكجي غيزي التي اكتشفها مع آثار حثية أخرى في أسيا الصغرى. كما قامت في الشمال الشرقى دولة “فان” المعروفة باسم “أورارتو”، “أراراط” وهم من أقرباء الحثيين، ولكنهم كانوا منفصليين عنهم، كما بدأ الفريجيون يسودون في الغرب، وزحف الأشوريون على الجنوب الشرقي، ثم أجهزت جحافل الكمرانيين المخربين على الحثيين، وبعد أن استولى الأشوريون على كركميس في 717 ق. م. لا نجد أثرًا للحثيين في الاكتشافات الأركيولوجية.
4 – الألف الأولى قبل الميلاد:
قبل اختفاء الحثيين من أواسط أسيا الصغرى، استقرت أشتات من شعوب آرية، قريبة الصلة – إلى حد ما – باليونانيين، في نقاط مختلفة على الساحل. وكان “شلمان” رائد الاكتشافات الأركيولوجية في هذا الميدان، فبحماسته المتقدة وسعة حيلته ومثابرته، أماط اللثام عن كنوز مدينة “بريام” واسترجع ذكريات الأيام الغابرة حين كان العالم في صباه ومن أثمن المجموعات في متحف القسطنطينية، مجموعة طروادة التي تشتمل على فؤوس من البرونز ورؤوس رماح وأدوات من النحاس ووزنات من الفضة وأكاليل وأقراط وأسورة من الذهب وخناجر وإبر من العظام، ورؤوس مغازل من الطين المحروق، وأعداد من الأصنام والتقدمات وغيرها من الأشياء التي وجدت في طروادة.
وقد جاء المهاجرون من الفريجيين والتراقيين ثم من الغلاطيين من الشمال الغربي عبر الدردنيل واستقروا بين السكان القدامى. وهناك بعض الأشياء المشتركة بين الحضارتين الكريتية والإيجية وحضارة أسيا الصغرى، وإن كان بروفسور هوجارت يقول إنها قليلة. ويذكر هيرودوت أسماء اثنتي عشرة مدينة عولسية واثنتي عشر مدينة إيونية (قدماء اليونان) وست مدن دورانية على الساحل الغربي أسسها مستعمرون جاءوا عبر بحر إيجه واختلطوا بالسكان الأصليين. وكانت ميليتس – إحدى هذه المستعمرات اليونانية – عامرة بالسكان حتى أنها أرسلت – من ستين إلى ثمانين مستعمرة تتبعها – حشودًا متتابعة من المغامرين إلى الشمال والشرق على سواحل بحر إيجه وعبر البسفور وعلى امتداد الشاطئ الجنوبي للبحر الأسود. وقد نشر زينوفون والعشرة الآلاف معه، ثم الإسكندر ورجاله من المقدونيين إلى مدى بعيد بذور الثقافة الهيلينية في تربة كانت مهيأة لاستقبالها. فالنقوش والتماثيل والمعابد والقبور والقصور والقلاع والمسارح والحلي والدمي الصغيرة من البرونز أو الخزف، والعملات الفضية أو النحاسية وغيرها من مخلفات ذلك العصر، يظهر فيها الفن والحضارة والديانة التي يحسن أن نسميها الأناضولية، ولكنها قريبة جدا لليونانية الأصلية. والتنقيب الأركيولوجي في أفسس وبرغامس وساردس وغيرها من المواقع الهامة، قد أثبتت تطعيم الحضارة المحلية بالحضارة اليونانية.
وأحد الملامح البارزة التي بقيت من تراث الحثيين هو عبارة “الإلاهة الأم”، فسواء تحت اسم “ما” أو “سيبل” أو “أنيتيس” أو “ديانا” أو أي اسم آخر، لقد كان زعيم البانثيون (مجمع الالهة) أنثى لاذكرا. ومع الثقافة اليونانية جاء نظام أو حكومة دولة المدينة، وكانت المجتمعات البدائية الأولى منظمة على أساس القرية، فكان لكل قرية معبدها في حراسة الكهنة أو بالحرى الكاهنات، فكانت الأرض ملكا للإله وللالاهه، فكانت العشور تدفع للمعبد، كما كانت تقدم الذبائح والقرابين في المكان المقدس الذي كان يوجد عادة على تل مرتفع تحت شجرة مقدسة وبجوار نبع مقدس، وكان التعليم قليلا، ولم يكن هناك قانون أو حكومة سوى الأقوال الصادرة من المعبد.
وفي الجزء الأول من ذلك العصر (الألف السنة الأولي قبل الميلاد) أصبح للفريجيين الأمر والنهى في الجزء الغربي من شبه الجزيرة. ويقول بروفسور هوجارت عن منطقة قبر الملك ميداس: “لا توجد منطقة أخرى للآثار القديمة أكثر استحقاقا للتنقيب” من المنقبين والباحثين.
ثم جاء دور ليديا – التي كانت عاصمتها ساردس – ويقوم بروفسور بتلر ومعاونوه الأمريكيون بالتنقيب فيها. وقد سقطت ساردس في أيدي الفرس وخلعوا ملكها كروسيوس (قارون) في حوالي 546 ق. م. وظل الفرس يبسطون نفوذهم على أسيا الصغرى لمدة قرنين حتى جاء الإسكندر الأكبر.
5 – الرومان بعد الميلاد:
في حوالى 200 ق. م. بدأ الرومان في التدخل في سياسات الممالك الأربع الرئيسية في أسيا الصغرى في ذلك الوقت، وهى: بيثينية وبرغامس وبنطس وكبدوكية. وبالتدريج اتسع نفوذهم واشتدت سواعدهم بزعامة قادة مدنيين وعسكريين من أمثال سولا ولوكالوس وبومبى وشيشرون ويوليوس قيصر. وقد سلم أتالوس ملك برغامس وبروسياس ملك بيثينية ولايتهما لتلك القوة الصاعدة في الغرب. وفي 133 ق. م. شرع الرومان في تنظيم ولاية أسيا مشتقين الاسم من اسم مقاطعة ليدية ضمتها الولاية. وشيئا فشيئًا أخذت الحدود الرومانية تزحف نحو الشرق. وكان يقال عن ميثرايداتس السادس ملك بنطس: “أقوى الأعداء الذين واجهتهم الجمهورية”، ولكنه ركع أمام ذراع روما المنتصرة. وقد أدب يوليوس قيصر الفارنكيين في “زيل” في أواسط أسيا الصغرى وأعلن نجاحه بعبارته المشهورة: “جئت ورأيت وغلبت” وأخيرًا وقعت شبه الجزيرة الجميلة في اليد الحديدية، واستمر الحكم الروماني لها أكثر من خمسمائة سنة إلى 395 م. حين قسم ثيودسيوس الإمبراطورية بين ولديه فأعطى الشرق لأركاديوس، والغرب لهونوريوس، وهكذا انقسمت الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين:
وكالعادة شق الرومان الطرق المرصوفة جيدا بالأحجار، بين المدن الرئيسية في ولاياتهم الشرقية، وكثيرًا ما يسير علماء الآثار أو المسافرون فوق أجزاء من هذه الطرق – بين الغابات الكثيفة أحيانًا – ما زالت تحتفظ بصورتها التي كانت عليها وقتئذ. وكانت هناك علامات تبين مراحل الطريق والمسافات بين المدن مكتوبة عادة باللغتين اللاتينية واليونانية. وحل رموز هذه العلامات يساعد على معرفة ذلك التاريخ المفقود. كما شيدت الجسور (الكباري) فوق مجارى المياه الهامة وكانت ترمم على توالى الأجيال. لقد كان الرومان مغرمين بالبناء، فالكثير من المباني الحكومية وقنوات المياه، والحمامات والمسارح والمعابد وغيرها من العمائر تبدو ظاهرة للعيان، والكثير منها أيضا يحتاج إلى التنقيب عنه. ودراسات النقوش – مثل التي قام بها بروفسور ستريت – تدل على أن هناك كنوزا من النقوش باللاتينية واليونانية في انتظار من يكشف النقاب عنها.
في أثناء ذلك العصر الروماني، أشرقت المسيحية على أسيا الصغرى، وقد استخدم التلاميذ المسيحيون، وكذلك حكام روما وجيوشها هذه الطرق والجسور والمباني. فهناك الكثير من المباني الكنسية القديمة والمؤسسات الدينية التي تستعرض أمامنا مشاهد التاريخ. فما أروع أن تقرأ في اللغة اليونانية على أحجار المقابر التي ترجع إلى القرنين الأول والثاني مثل هذه الأقوال: “هنا يرقد خادم الله دانيال”، “هنا ترقد جارية الله مارية”. وأهم مرجع لتاريخ هذه الفترة هو سير وليم رمزي، فمؤلفاته عن الجغرافية التاريخية لأسيا الصغرى وغيرها يجب أن يقرأها كل فرد يريد أن يعرف شيئا عن هذا الحقل الواسع الثراء.
6 – العصر البيزنطي:
وشيئًا فشيئًا ارتدى العصر الروماني الزيّ البيزنطي، وهنا ننتقل من دائرة علم الأركيولوجي إلى التاريخ الأكيد، مما يدعونا للإيجاز. ظلت الإمبراطورية الشرقية قائمة على مدى ألف سنة بعد سقوط روما، حيث انتشرت جماعات يونانية مع الاحتفاظ بالنفوذ الروماني، وكانت القسطنطينية هي قلبها النابض، وكان طابع العصر دينيًا خالصًا، ومع ذلك كانت المسيحية السائدة هي مسيحية توفيقية تتضمن الكثير من عبادة الطبيعة التي كانت شائعة في الأناضول في الأيام الغابرة. وقد انعقدت المجامع الكنسية الكبرى الأولى فوق تربة أسيا الصغرى.
7 – عصر الأتراك السلاجقة:
ومرة أخرى تغيرت حكومة البلاد، وتغير الجنس الحاكم وتغيرت الديانة واللغة والثقافة، وعندما غزاها الأتراك السلاجقة أسلاف الأتراك العثمانيين. جاء هؤلاء السلاجقة إلى أسيا الصغرى قادمين من أسيا الوسطى في حوالي نفس الوقت الذي استقر فيه النورمان على سواحل أوربا الغربية، ولهم في التاريخ مكان واضح، ولكننا نذكرهم هنا ونحن نتحدث عن الأركيولوجي للعمائر الضخمة التي خلفوها في أسيا الصغرى، من مساجد ومدارس ومبان حكومية وخانات وحصون ونافورات وغيرها، مازالت قائمة بإعداد كبيرة والبعض منها في حالة جيدة، وهى تتميز بضخامتها ونقوشها الدقيقة المنمقة.
والأتراك العثمانيون – هم أبناء عمومة السلاجقة – خرجوا من أسيا الوسطى بعد ذلك واستولوا على القسطنطينية بطريقة بارعة في 1453 م. ويمكن أن نقول إنه بهذه الحادثة يتنحى علم الأركيولوجي ليأخذ التاريخ مكانه.
وجوه أسيا
وهى ترجمة للكلمة اليونانية “أسيارخس” ومعناها “رؤساء ومعناها” رؤساء أسيا “وهو اللقب الذي أطلق على عدد من الرجال ذوي المكانة الشرفية الرفيعة في ولاية أسيا الرومانية. ولا نعلم على وجه الدقة ماذا كانوا يعملون. وقد أثبت برانديس أنهم لم يكونوا” رؤساء كهنة أسيا “كما كان يظن، ولكنهم كانوا مندوبين من مختلف المدن إلى مجلس الولاية الذي عليه تنظيم عبادة روما وعبادة الإمبراطور، والأرجح أنهم كانوا مجتمعيين في أفسس – كما كانوا يجتمعون في غيرها من الأماكن – للاشراف على الألعاب العامة وإقامة الطقوس الدينية والأعياد تكريما الآلهة والإمبراطور، عندما أرسلوا إلى بولس تلك النصيحة الودية” أن لا يسلم نفسه للمشهد “(أع 19: 31). ويمكن أن يطلق هذا اللقب على أي مركز مدني، كما على رئيس الكهنة في أى مدينة. وكانوا يشغلون مراكزهم لمدة سنة، ولكن كان يمكن إعادة انتخابهم (ويقول سير وليم رمزي إن المدة كانت أربع سنوات). ولابد أنهم كانوا يحظون بالتكريم، إذ توجد أسماء الكثيرين منهم على النقود والنقوش، فلا يمكن أن يشغل مثل هذا المركز إلا أناس من ذوي الثراء حيث أنهم كانوا يقومون بدفع الجزء الأكبر من مصاريف إقامة الألعاب.
أشبيليون
أبناء أشبيل مؤسس هذه الأسرة (تك 46: 21 وعدد 26: 38 و1 أخبار 8: 1).
أشتأولي
وهو منسوب لأشتأول، وقد ورد ذكر الأشتأولي بين نسل شوبال بن كالب (1 أخ 2: 35).
مدينة أشتموع في أرض يهوذا
اسم عبري ومعناه “الطاعة” وقد جاء ذكره في الكتاب المقدس:
اسم لمدينة في أرض يهوذا الجبلية وكانت قد أعطيت للكهنة (1 أخبار 6: 57) وتدعى هذه المدينة في يشوع 15: 50 “اشتموه”. وقد أرسل داود غلى هذه المدينة جزءًا من الغنيمة الت يأخذها من العمالقة (1 صم 30: 28) ويرجّح أن مكانها اليوم بلدة “السموعة أو سموع” على بعد تسعة أميال جنوبي حبرون.
أشتموع المعكي ابن يشبح
اسم عبري ومعناه “الطاعة” وقد جاء ذكره في الكتاب المقدس:
أشتموع رجل معكي ابن يشبح من سبط يهوذا (1 أخبار 4: 17 و19).
أشدوديون
هم سكان أشدود (يش 13: 3، نح 4: 17).
بلاد أشور | شعب أشور
ومعناه “أشور يخلق ابنا”، وهو ابن آسرحدون ملك أشور، وقبل أن يشرع آسرحدون في الزحف علي مصر للمرة الأخيرة – وقد أحس بأن أيامه قد أصبحت معدودة – نادي بابنه اشور بانيبال وليا للعهد علي عرش أشور (668 ق. م) كما نادي بابنه “شماش – سوم – يوكين” وليا للعهد علي بابل. ولكن عند موت آسرحدون لم يسمح لشماش إلا بمركز نائب الملك علي بابل.
والاعتقاد العام هو أن أشور بانيبال هو “أسنفر العظيم” (عزرا 4: 10) فإذا لم يكن ذلك صحيحا، يكون معني ذلك أن أشور بانيبال لم يذكر بالاسم في العهد القديم. وفي حوليات الملك أشور بانيبال، يذكر قائمة بأسماء عشرين ملكا من الخاضعين له، من بينهم منسي ملك يهوذا. وتكاد هذه القائمة تطابق القائمة التي سجلها آسرحدون أبوه. ونعلم من أخبار الأيام الثاني أن رؤساء الجند الذين لملك أشور أخذوا منسي بخزامة وقيدوه بسلاسل نحاس وذهبوا به إلي بابل (2 أخ 33: 11) وملك أشور المشار إليه هنا هو إما آسرحدون أو ابنه أشور بانيبال. فإذا كان هو أشور بانيبال، يكون رده لمنسي إلي عرشه، شبيه بما فعله مع نخو ملك مصر الذي ثار أيضا ضد الأشوريين، فهزموه وأسروه ولكن أشور بانيبال أعاده مرة اخري إلي عرش مصر.
وهناك إشارة أخري – علي الأقل – في العهد القديم لهذا الملك وذلك في نبوة ناحوم الذي تنبأ بسقوط نينوي: “هل أنت (يا نينوي) أفضل من” نو آمون؟ “وقد سجل أشور بانيبال ذلك في حولياته ووصف تدمير المدينة. وكلمة” نو آمون “معناها” مدينة آمون “أكبر آلهة مصر.
وقد مات آسرحدون وهو في طريقه إلي مصر، التي كان قد غزاها من قبل، ولكن قام فيها عصيان مسلح، فإن ترهاقة الذي هزمه آسرحدون ففر إلي أثيوبيا، عاد وزحف علي الولاة الذين أقامهم ملك أشور، وعقد حلفا مع نخو وآخرين وبعد جلوس أشور بانيبال علي العرش بقليل، زحف علي مصر وهزم القوات المتمردة، وأخذ قادة التمرد إلي نينوي مكبلين بالأغلال، ولكنه أعاد نخو (كما فعل مع منسي) إلي عرشه في سايس عاصمة مصر في ذلك الوقت. وقد مات ترهاقة بعد قليل، فتولي القيادة بعده ابن اخته تانوت آمون (تندامي). وبعد رحيل الأشوريين زحف تانوت آمون علي الحاكم الذي ولاه الأشوريون، ولكن الجيش الأشوري عاد وفك الحصار فرجع تانوت إلي طيبة فطارده الأشوريون إليها وفتحوها ونهبوها في 663 ق. م، وهذا هو ما أشار إليه النبي ناحوم (3: 8). وبعد ذلك ببضع سنوات قام بسماتيك بن نخو (الذي حافظ علي ولائه للأشوريين بعد أن أعادوه إلي عرشه)، وأعلن استقلال مصر، ولانشغال جيش أشور في أماكن اخري، استطاع بسماتيك أن يحرر مصر من نير الأشوريين.
كما سلم لأشور بانيبال بعل ملك صور بعد حصار طويل، كما قدم له فروض الولاء ودفع له الجزية “ياكنلو” ملك أرواد. ولما رأي المتمردون الآخرون ما حل بترهاقة، استسلموا صاغرين. ولكن عيلام العدو القديم والتي ظلت مسالمة لأشور مدة طويلة، بدأت بقيادة “أورلاكي” في القيام بغزوات ضد بابل، ولكن أشور بانيبال عبر جبال زاجروس وظهر بغتة أمام سوسه مما جعل “تيومان” – الذي خلف أورلاكي – يعود إلي بلاده، وهكذا ذلت عيلام أمامه.
وفي 652 ق. م تمرد عليه أخوه “شماش سوم يوكين” الذي جعله نائبا للملك علي بابل، وأراد أن يستقل عن أشور، ولكن أشور بانيبال انتصر علية واستولي علي بابل، فلجأ شماش إلي أحد القصور وأشعل فيه النار، فمات محترقا بها.
ولكن السنوات الأخيرة من حكم أشور بانيبال يلفها الغموض، إذ يبدو أن الملك العجوز قد اعتكف في حاران، وترك ابنه “أشور – إتل – إيلاني” حاكما علي أشور، وابنه “سن شوم ليشير” لمقاومة الأسرة الكلدانية بقيادة نبوبولاسار في 626 ق. م لقد بدأ في ذلك نجم أشور في الأفول، فلم تفقد سيطرتها علي البلاد المجاورة فحسب، بل اندثرت تماما قبل نهاية ذلك القرن، فقد قامت جحافل “أومان ماندا” بتدمير نينوى وسوتها بالأرض، ولم تقم لها قائمة بعد ذلك، وما زالت أطلالا خرابا (ناحوم 3: 4 – 7).
كما يشتهر أشور بانيبال بالمباني التي شيدها والتي تدل علي براعة معمارية، ففي كل مدن أشور جدد ووسع وزخرف الكثير من المعابد والهياكل، وشيد في نينوى قصرا جميلا فاق كل ما بناه الأشوريون، فخامة وروعة.
وقد شجع في عهده الفنون بشدة، فبعض التماثيل والنقوش التي خلفها لا تمثل قمة الفن الأشوري فحسب، بل تعتبر من أثمن كنوز العالم القديم وروائعه. وكان الكثير منها يمثل مناظر الصيد الذي كان الملك مغرما به.
وأعظم ما يشتهر به أشور بانيبال هو المكتبة التي أنشأها والتي من أجلها يعتبر أعظم مشجعي الأدب في العصور القديمة.
أشور بانيبال
ومعناه “أشور يخلق ابنا”، وهو ابن آسرحدون ملك أشور، وقبل أن يشرع آسرحدون في الزحف علي مصر للمرة الأخيرة – وقد أحس بأن أيامه قد أصبحت معدودة – نادي بابنه اشور بانيبال وليا للعهد علي عرش أشور (668 ق. م) كما نادي بابنه “شماش – سوم – يوكين” وليا للعهد علي بابل. ولكن عند موت آسرحدون لم يسمح لشماش إلا بمركز نائب الملك علي بابل.
والاعتقاد العام هو أن أشور بانيبال هو “أسنفر العظيم” (عزرا 4: 10) فإذا لم يكن ذلك صحيحا، يكون معني ذلك أن أشور بانيبال لم يذكر بالاسم في العهد القديم. وفي حوليات الملك أشور بانيبال، يذكر قائمة بأسماء عشرين ملكا من الخاضعين له، من بينهم منسي ملك يهوذا. وتكاد هذه القائمة تطابق القائمة التي سجلها آسرحدون أبوه. ونعلم من أخبار الأيام الثاني أن رؤساء الجند الذين لملك أشور أخذوا منسي بخزامة وقيدوه بسلاسل نحاس وذهبوا به إلي بابل (2 أخ 33: 11) وملك أشور المشار إليه هنا هو إما آسرحدون أو ابنه أشور بانيبال. فإذا كان هو أشور بانيبال، يكون رده لمنسي إلي عرشه، شبيه بما فعله مع نخو ملك مصر الذي ثار أيضا ضد الأشوريين، فهزموه وأسروه ولكن أشور بانيبال أعاده مرة اخري إلي عرش مصر.
وهناك إشارة أخري – علي الأقل – في العهد القديم لهذا الملك وذلك في نبوة ناحوم الذي تنبأ بسقوط نينوي: “هل أنت (يا نينوي) أفضل من” نو آمون؟ “وقد سجل أشور بانيبال ذلك في حولياته ووصف تدمير المدينة. وكلمة” نو آمون “معناها” مدينة آمون “أكبر آلهة مصر.
وقد مات آسرحدون وهو في طريقه إلي مصر، التي كان قد غزاها من قبل، ولكن قام فيها عصيان مسلح، فإن ترهاقة الذي هزمه آسرحدون ففر إلي أثيوبيا، عاد وزحف علي الولاة الذين أقامهم ملك أشور، وعقد حلفا مع نخو وآخرين وبعد جلوس أشور بانيبال علي العرش بقليل، زحف علي مصر وهزم القوات المتمردة، وأخذ قادة التمرد إلي نينوي مكبلين بالأغلال، ولكنه أعاد نخو (كما فعل مع منسي) إلي عرشه في سايس عاصمة مصر في ذلك الوقت. وقد مات ترهاقة بعد قليل، فتولي القيادة بعده ابن اخته تانوت آمون (تندامي). وبعد رحيل الأشوريين زحف تانوت آمون علي الحاكم الذي ولاه الأشوريون، ولكن الجيش الأشوري عاد وفك الحصار فرجع تانوت إلي طيبة فطارده الأشوريون إليها وفتحوها ونهبوها في 663 ق. م، وهذا هو ما أشار إليه النبي ناحوم (3: 8). وبعد ذلك ببضع سنوات قام بسماتيك بن نخو (الذي حافظ علي ولائه للأشوريين بعد أن أعادوه إلي عرشه)، وأعلن استقلال مصر، ولانشغال جيش أشور في أماكن اخري، استطاع بسماتيك أن يحرر مصر من نير الأشوريين.
كما سلم لأشور بانيبال بعل ملك صور بعد حصار طويل، كما قدم له فروض الولاء ودفع له الجزية “ياكنلو” ملك أرواد. ولما رأي المتمردون الآخرون ما حل بترهاقة، استسلموا صاغرين. ولكن عيلام العدو القديم والتي ظلت مسالمة لأشور مدة طويلة، بدأت بقيادة “أورلاكي” في القيام بغزوات ضد بابل، ولكن أشور بانيبال عبر جبال زاجروس وظهر بغتة أمام سوسه مما جعل “تيومان” – الذي خلف أورلاكي – يعود إلي بلاده، وهكذا ذلت عيلام أمامه.
وفي 652 ق. م تمرد عليه أخوه “شماش سوم يوكين” الذي جعله نائبا للملك علي بابل، وأراد أن يستقل عن أشور، ولكن أشور بانيبال انتصر علية واستولي علي بابل، فلجأ شماش إلي أحد القصور وأشعل فيه النار، فمات محترقا بها.
ولكن السنوات الأخيرة من حكم أشور بانيبال يلفها الغموض، إذ يبدو أن الملك العجوز قد اعتكف في حاران، وترك ابنه “أشور – إتل – إيلاني” حاكما علي أشور، وابنه “سن شوم ليشير” لمقاومة الأسرة الكلدانية بقيادة نبوبولاسار في 626 ق. م لقد بدأ في ذلك نجم أشور في الأفول، فلم تفقد سيطرتها علي البلاد المجاورة فحسب، بل اندثرت تماما قبل نهاية ذلك القرن، فقد قامت جحافل “أومان ماندا” بتدمير نينوى وسوتها بالأرض، ولم تقم لها قائمة بعد ذلك، وما زالت أطلالا خرابا (ناحوم 3: 4 – 7).
كما يشتهر أشور بانيبال بالمباني التي شيدها والتي تدل علي براعة معمارية، ففي كل مدن أشور جدد ووسع وزخرف الكثير من المعابد والهياكل، وشيد في نينوى قصرا جميلا فاق كل ما بناه الأشوريون، فخامة وروعة.
وقد شجع في عهده الفنون بشدة، فبعض التماثيل والنقوش التي خلفها لا تمثل قمة الفن الأشوري فحسب، بل تعتبر من أثمن كنوز العالم القديم وروائعه. وكان الكثير منها يمثل مناظر الصيد الذي كان الملك مغرما به.
وأعظم ما يشتهر به أشور بانيبال هو المكتبة التي أنشأها والتي من أجلها يعتبر أعظم مشجعي الأدب في العصور القديمة.
أشور ناصربال
ومعناه في اللغة الأكادية “أشور قد حرس أو نصر الوارث” وهو ملك أشور (من 884 – 859 ق. م) “ابن توكولتي نينورتي الأول” وابو شلمنأصر الثالث. ويذكر اسمه في العهد القديم.
ومع أنه استمر في غزو القبائل في شمالي وشرق أشور لتظل طرق التجارة مفتوحة، كان هدفه الرئيسي هو إحياء النفوذ الإشوري في الغرب، فغزا “بيت عدن” الولاية الأرامية بين نهري البلخ والفرات والتي ذكرت في (2 مل 19: 12) “بني عدن”، وفي حزقيال (27: 23) “عدن”، وفي عاموس (1: 5) “بيت عدن”. وفي غزوة كبري زحف عن طريق كركميش والأورينت حتي بلغ ساحل البحر المتوسط وأخذ الجزية من صور وصيدون وبيبلوس وأمورو، مما مهد الطريق لزحف حلفائه غربا وغزو إسرائيل.
وقد بني أشور ناصربال أسوارًا ضخمة ومعابد وقصورا في كالح (تك 10: 11 و12) وكان القصر مزدانا بنقوش بارزة ورسومات تصور حروبه وصيده. واكتشف حجر من أحجار الأساس مسجل عليه قصة تأسيس المدينة (في 879 ق. م) حيث كان يسكنها 69. 579 نسمة، وقد احتفلوا بهذه المناسبة لمدة عشرة أيام، وكان أغلبهم من أسري الحروب الذين استخدمهم في أعمال البناء وكانوا هم نواة سكان المدينة. وهذا العدد يؤيد ما جاء عن سكان نينوى في يونان (4: 11).
شعب الأشوريون من مملكة إيشبوشت ابن شاول
وقد أطلق هذا الاسم على:
أحد الشعوب التي كانت من ضمن مملكة إيشبوشت بن شاول (2 صم 2: 9) وكانوا يحسبون بين جلعاد ويزرعيل وقد جاء ذكرهم في الترجوم الأرامي باسم “أشيرين” ويعتقد البعض أن هذا هو اسمهم الحقيقي.
النبية امرأة إشعياء النبي
Isaiah’s Wife كانت هذه المرأة نبية (سفر إشعياء 8: 3)، وقد أنجبت لإشعياء النبي “مَهَيْرَ شَلاَلَ حَاشَ بَزَ”، والذي تم تسميتهُ بأمر إلهي (سفر إشعياء 8: 3)، وجاء معه نبوءة تقول: “لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ أَنْ يَدْعُوَ: يَا أَبِي وَيَا أُمِّي، تُحْمَلُ ثَرْوَةُ دِمَشْقَ وَغَنِيمَةُ السَّامِرَةِ قُدَّامَ مَلِكِ أَشُّورَ” (سفر إشعياء 8: 4). والابن الأول لهما هو شآر يشوب (أش 7: 3).
وقد قال أشعياء عن أسرته: “هأَنَذَا وَالأَوْلاَدُ الَّذِينَ أَعْطَانِيهِمُ الرَّبُّ آيَاتٍ، وَعَجَائِبَ فِي إِسْرَائِيلَ” (سفر إشعياء 8: 18). ولم يُذْكَر أي شيء عن تلك المرأة النبية، إلا أنه يتضِح أنها كانت في توافق مع زوجها النبي، وأنجبا أبناء مباركين.
وقد يكون مصطلح “نبية” هذا لكونها زوجة نبي، وليست نبية فعلية.. ولكن هذا غير أكيد، حيث لم نقرأ عن أي من زوجات الأنبياء مثل هذا.
أشكناز ابن جومر، حفيد يافث
← اللغة الإنجليزية: Ashkenaz – اللغة الأمهرية: አስከናዝ.
وكان هذا:
اسم ابن جومر وحفيد يافت (تك 10: 3).
شعب أشكناز
← اللغة الإنجليزية: Ashkenaz – اللغة الأمهرية: አስከናዝ.
وكان هذا:
اسم شعب، يرجَّح جدًا أنهم من نسل أشكناز بن جومر ويذكر أرميا أن أشكناز وأراراط ومِنّي ممالك (أرميا 51: 27) وهي في أرمينيا. ويتنبأ أنه سيكون لهذه الممالك نصيب في سقوط بابل. وقد ورد في بعض النقوش الآشورية ذكر لشعب له اسم يشبه هذا الاسم ويقطن إقليم أرمينيا. وكان اليهود في القرون الوسطى يعتقدون أن أشكناز هي ألمانيا ولذا فكانوا يدعون يهود شرقي أوربا أشكنازيم.
أشكول الأموري أخو عانر وممرا
اسم عبري ومعناه “عنقود من العنب” وقد ورد أنه:
اسم واد بالقرب من حبرون. ومنه أحضر الجواسيس الذين أرسلهم موسى، عنقود عنب كبير الحجم ثقيل الوزن بحيث لزم رجلان لحمله (عدد 13: 23 و24 و32: 9 وتث 1: 24) والمنطقة الواقعة شمالي حبرون لا زالت إلى اليوم مشهورة بكرومها.
وادي أشكول
مدينة في سهل يهوذا بالقرب من أشتاؤل وصرعة، ولعل موقعها في “أسلين” والتي تقع أطلالها بين هاتين المدينتين، والتي تحتفظ بصدي الاسم القديم (يش 15: 33).
مدينة أشنة في سهل يهوذا
مدينة تقع إلي الجنوب من أشنة الأولي ولا يُعْرَف موقعها بالضبط (يش 15: 43).
مدينة أشنة جنوب أشنة
مدينة تقع إلي الجنوب من أشنة الأولي ولا يُعْرَف موقعها بالضبط (يش 15: 43).
أشير ابن يعقوب وزلفة
اسم عبري ومعناه “سعيد” أو “مغبوط” وقد ورد أنه:
اسم الثامن من بين أبناء يعقوب والثاني من بين أبناء زلفة أمة ليئة (عبدتها، جاريتها)، وعند ولادته قالت ليئة “بِغِبْطَتِي، لأَنَّهُ تُغَبِّطُنِي بَنَاتٌ” ودعت اسمه أشير (سفر التكوين 30: 13) وعندما ذهب أشير مع يعقوب إلى مصر كان معه أربعة أولاد وابنة واحدة (تك 46: 17) وقد تنبأ يعقوب بالنجاح لأشير (تك 49: 20).
أشيريون | أشيريين
هم نسل أشير الابن الثامن ليعقوب (قض 1: 32).
أصحاح
هو الفصل chapter من السفر.. فكل سفر من أسفار الكتاب المقدس مُقَسَّم إلى أصحاحات، وكل أصحاح مقسم إلى آيات.
أصل
وهي كلمة “شوريش” العبرية، وترد كثيرًا في العهدين القديم والجديد، لكن دائما بمعني مجازي مثل “أصل الصديقين” (أم 12: 3 و12) “أصل يثمر علقما” (29: 18)، “تكون أصلهم كالعفونة” (إش 5: 24)، “وأصل مرارة” (عب 12: 15).
كما تستخدم في الإشارة إلي الشعوب: “مقرهم (أي أصلهم) بن عماليق” (قض 5: 14) وعن أشور “أصلة كان علي مياه كثيرة” (حز 31: 7) أفرايم مضروب. أصلهم قد جف “(هو 9: 16).” ويعود الناجون من بيت يهوذا الباقون يتأصلون إلي أسفل “(2 مل 19: 13 مع إش 27: 6، 37: 31)،” أصل بسي “و” أصل داود “(رؤ 5: 5، 22: 16).
أصل يسى
الكلمة العبرية هي “شورش يسى” (إش 11: 10) والكلمة اليونانية هي “ريزا” (رو 15: 12)، لهما نفس المعني “أصل” كما تعني أيضًا ذرية أو فرع من أسرة، فالمسيا الملك كان يجب أن يكون من بيت يسى أبي داود، الرسول بولس في رومية (15: 12) يقتبس ما جاء في إشعياء (11: 10).
أصل | متأصل
أصلت الشجرة جذورها، أي تعمقت جذورها ورسخت (انظر مز 80: 9، إرميا 12: 2) ومتأصل معناها راسخ الجذور (انظر أف 3: 18، كو 2: 7).
استأصل
أخذة من أصله، أي أقتلعه من جذوره فلم يبق منه شيئًا (تث 29: 28، 2 مل 10: 28، أيوب 31: 8 و12، مز 44: 2، 52: 5، حز 31: 12).
أطر
اسم كنعاني معناه “شوك” وهو اسم بيدر يقع شرقي الأردن حيث ناح يوسف وأخوته على أبيهم يعقوب سبعة أيام، قبل ذهابهم إلى مغارة المكفيلة لدفنه هناك. ولما رأى الكنعانيون مناحة هذه الجماعة من مصر أطلقوا على المكان اسم آبل مصرايم ومعناها “مرج مصر أو نوح مصر” ولا يعرف الآن موقعها على وجه التحقيق (تك 50: 10 و11).
أفْتِيخُوس
بالإنجليزية: Eutychus.
كلمة يونانية Εὔτυχος معناها “السعيد الطالع” وقد ورد هذا الاسم في الترجمة العربية اليسوعية بصيغة “أونتيخوس” وهو شاب من تراوس غلبه النوم بينما كان بولس يعظ في الليل فسقط من النافذة من الطابق الثالث وحملوه ميتًا. وقد رد إليه الرسول الحياة (أعمال 20: 9 – 12).
افثا
← اللغة الإنجليزية: Ephphatha – اللغة اليونانية: Ἐφφαθά.
كلمة أرامية استخدمها المسيح (مر 7: 34) وهى صيغة الأمر من كلمة الأرامية “فثا” “فتح” في العبرية وهى نفس الكلمة العربية لفظا ومعنى – [أنظر (إشعياء 35: 5)] وكانت الأرامية هي اللغة الشائعة في فلسطين. واستخدامها هنا يعطينا صورة نابضة بالحياة لشاهد عيان، كان لهذه الكلمة الشعبية وقع عميق عنده. وهى إحدى المرات القليلة التي تذكر فيها الكلمة الأرامية التي نطق بها المسيح، وتذكر ترجمتها بعدها مباشرة.
وتقال هذه الكلمة عند اللمس بإصبع مندى بالماء في طقس معمودية الأطفال في الكنيسة الكاثوليكية.
بيت لحم أفراتة
← اللغة الإنجليزية: Bethlehem – اللغة القبطية: Bhqleem.
كلمة عبرية معناها “مثمر”.
وهو الاسم الأصلي لبيت لحم في اليهودية (تك 35: 19؛ 48: 7؛ راعوث 4: 11) وتدعى في بعض الأحيان “بيت لحم افراتة” (ميخا 5: 2).
أفرات زوجة كالب
كلمة عبرية معناها “مثمر”.
اسم امرأة كالب وكانت أم حور (1 أخبار 2: 19 و50 و4: 4).
أفرايم ابن يوسف وأسنات
كلمة عبرية معناها “الأثمار المضاعفة” وهو:
ابن يوسف وأسنات، وقد ولد في مصر وأعطاه يوسف هذا الاسم “الأثمار المضاعفة” لأنه كان الابن الثاني (تك 41: 52) وعندما بارك يعقوب ابني يوسف وتبناهما، وضع يده اليمنى التي تدل على عظمة الكرامة على رأس أفرايم مشيرًا بذلك إلى أن السبط الذي يأتي من نسل أفرايم سيكون أعظم من السبط الذي سيأتي من نسل أخيه الأكبر منسى. (تك 48: 8 – 20). وقد قتل ابنان لأفرايم هما عزر وألعاد بينما كانا يقومان بإغارة على ماشية جت (1 أخبار 7: 20 – 22).
مدينة أفرايم | أفيرمة
كلمة عبرية معناها “الأثمار المضاعفة” وهو:
مدينة بجوار بعل حاصور (2 صم 13: 23) ويرجَّح أنها نفس نفس أفيرمة المذكورة في (1 مكا 11: 34) وأفرايم التي زارها يسوع المسيح في الجزء الأخير من خدمته (يو 11: 54) وقد ظنوا أنها نفس عفرون، ويرجحون أن مكانها اليوم بلدة الطيبة التي تبعد مسافة أربعة أميال شمال شرق بيت إيل.
أفرايمي
لقب كل فرد من سبط أفرايم (يش 16: 10 إلخ).
أَفَرَسْتِكيّون | أَفَرْسَكِيُّون
أسماء فارسية معناها ((موظفون)) وقد استخدمت هذه الكلمات الفارسية فيما وراء النهر (سوريا وفلسطين) للذين اشتركوا في الكتابة لأرتزكسيس وداريوس ضد اليهود الذين كانوا يبنون أورشليم (عز 4: 9 و5: 6 و6: 6). وقد كان الاعتقاد السائد قبلًا أن هذه الكلمات أسماء لقبائل، وهذا هو المعنى الذي تقصده الترجمة العربية الحالية للكتاب المقدس (ترجمة فانديك).
أي أنهم إحدى القبائل التي استوطنت السامرة والتي احتجت علي إعادة بناء الهيكل في أورشليم، وأرسلوا بشكواهم إلي داريوس (عز 4: 9، 5: 6، 6: 6). ولم يعثر حتى الآن على اسم هذه القبيلة في المخطوطات القديمة. ويزعم “رولنسون” أنها قبيلة من الفرس، وآخرون يتفقون مع “ماركواردت” في أن هذا اللقب ليس اسما لقبيلة بل لقبا لبعض الموظفين في أيام داريوس. ويظن “فردريك ديرلتز” أنهم سكان المدينتين الميديتين المشهورتين “بارتاكا” أو “بارتوكا” المذكورتين في وثائق “آسرحدون” كما يظن البعض أنها كلمة أرامية قديمة معناها “الحاكم الأصغر” ويقول البعض إنها مشتقة من إحدى كلمتين فارسيتين، إما من “فراسكا” بمعنى “باحث” “أو من” فرستاك “بمعنى” رسول “.
إفريقية
← الأمهرية: አፍሪቃ.
1 – أفريقية كما عرفها الأقدمون:
لم يرد هذا الاسم في الكتاب المقدس فلم تعرف القارة بهذا الاسم إلا مؤخرًا باعتبارها أحد أركان العالم الأربعة فقد كانت تعرف قديما باسم ليبيا الذي كان يطلق على الجزء المقابل لليونان والموجود غربي مصر. ومن الطبيعي أن تكون مصر هي أهم الأقاليم المعروفة عند العبرانيين. ولكن ذكرت ليبيا تحت أسماء لهابيم ولوديم (تك 10: 13) لوبيين (2 أخ 12: 3)، وهذه الكلمات كالعادة في اللغات السامية – تطلق على سكان البلاد وليس على البلاد نفسها.
وقد عرف العبرانيون أجزاء أخرى من أفريقية مثل كوش أو الحبشة وفوط وقد اعتبروهم حاميين. أما كنعان وهو من نسل حام فلم يكن ينتمي لقارة أفريقية، مما يدل على أن تقسيم العالم وقتئذ إلى أقسامه المعروفة الآن (أوربا، أسيا، افريقية) لم يكن قد حدث عند كتابة قائمة الأسماء الواردة في الصحاح العاشر من سفر التكوين، فهذا التقسيم لم يبدأ التفكير فيه إلا بعد ذلك بقرون طويلة. ولعل نفتوحيم وكسلوحيم كانوا من شعوب أفريقية (تك 10: 13 و14) رغم أن موقعهم عمومًا غير مؤكد للآن. وقد بدأ للعبرانيين أن أقصى الجنوب في أفريقية هو كوش أو إثيوبيا التي دعاها الأشوريون والبابليون “كوسو” و “ملوحا” (مروى) وكانت تشمل ما يعرف الآن بالسودان أو بلاد السود. وأبناء كوش وأبناء بكره سبا جميعهم قبائل عربية كانوا عادة تحت حكم مصرايم أو مصر، وعلى هذا القياس كانوا يحسبون من ذرية حام.
2 – الكوشيون والزنوج:
وهكذا نرى أن أقاليم الزنوج لم تكن معروفة عند العبرانيين القدماء رغم أنهم لابد قد عرفوا رجالا ونساء من الزنوج. ومن المحتمل أنه لم ترد في الكتاب المقدس إشارة إلى هذا الجنس سواء كجماعة أو كأفراد، فكلمة “كوشي” تشير إلى الأحباش، لا إلى الزنوج. وقد دعيت زوجة موسى الأولى بـ “الكوشية” (عدد 12: 1)، ومن غير المحتمل أن يكون مشروع الناموس قد تزوج بزنجية ولابد أن التجارة جعلت العبرانيين يتصلون ببلاد كثيرة وشعوب متعددة في أفريقية، كما أنهم – لا بُد – قد عرفوا مصر جيدًا في أثناء إقامتهم فيها، كما أنهم – ولا بُد – قد التقوا، في أثناء وجودهم بمصر، بضيوف وزائرين من الجنوب، لم يرد ذكرهم في العهد القديم، لأنه لم يكن هناك اتصال مباشر بين هذه الشعوب وبين إسرائيل بعد خروجهم من مصر، وفيما عدا مصر، كان تاريخ الجزء المعروف للعبرانيين من أفريقية، تاريخا ملونا بألوان الحضارات المصرية والفينيقية واليونانية والرومانية التي تأثر بها على التوالي، إذ لم تجتاحه جحافل برابرة الجنوب، ولم يتأثر بهم، فالصحراء الكبرى تعزل الجزء المتاخم للبحر المتوسط عن وسط القارة وجنوبها.
3 – أفريقية في العهد الجديد:
وفى أثناء الشتات استوطن الكثيرون من اليهود شمالي أفريقية، وقد هربت مريم ويوسف بالصبي يسوع إلى مصر (مت 2: 13 – 21)، كما أن الرجل الذي سخروه لحمل صليب المسيح كان قيروانيا أي من شمالي أفريقية (مر 15: 21)، كما كان هناك كثيرون من اليهود من مصر والقيروان في أورشليم في يوم الخمسين (أع 2: 10 كما اشترك المؤمنون القيروانيون في الكرازة بالإنجيل في أنطاكية (أع 11: 20)، و. وكان أبلوس الفصيح من الإسكندرية (أع 18: 24). والخصي الحبشي الذي تجدد على يد فيلبس المبشر (أع 8: 26 إلخ.) كان وزيرا في مملكة “مروى” وكان رجلًا متعلمًا لأنه استطاع أن يقرأ العهد القديم في الترجمة اليونانية (السبعينية) وقد حمل الإنجيل إلى بلاد الحبشة. ويذكر “يوسابيوس” أن مرقس هو الذي بشر أفريقيا وقد قامت كنائس قوية في مصر وشمالي أفريقيا في أواخر القرن الثاني.
أفسسيون
يُطْلَق هذا الاسم على المواطنين في مدينة أفسس (أع 19: 28 و34 و35، 21: 19) والذين كانوا متمسكين بعبادة الآلهة ديانا. ولعله لم يكن يطلق على اليهودي أو المسيحي المقيم في أفسس لأن كليهما كان يفضل أن يدعي بصفته كيهودي أو كمسيحي.
رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس
كتب هذه الرسالة بولس لما كان سجينًا (أفسس 3: 1 و4: 1 و6: 20) وفي الغالب كتبها في رومية حوالي عام 62 ب. م. على أن البعض يظن أنها كتبت أثناء سجنه في قيصرية (أعمال 24: 27) وقد أرسلها “إلى القديسين في افسس والمؤمنين في المسيح يسوع” وقد دلت الأبحاث على أن العبارة “في أفسس” موجودة في بعض المخطوطات دون البعض الآخر حتى نشأ اختلاف في الرأي من جهة قراء الرسالة، من هم؟ وأين كانوا؟ على أن الرأي الراجح أن الرسالة كانت دورية قصد بها كل الكنائس في مقاطعة آسيا، وبما أن أفسس كانت الكنيسة الرئيسية في هذه المقاطعة، فقد جرى التقليد المسيحي المبكر على اعتبارها مرسلة إلى أهل أفسس. (). وربما كان اسم المرسل إليهم متروكًا دون أن يملأ. وتظهر صفتها الدورية هذه من أنه لا توجد في الرسالة إشارات أو مناقشات خاصة بمكان ما بذاته. وهي عبارة عن رسالة تعليمية خلقية في شكل خطاب. وقد أرسلت على يد تخيكس كما أرسلت على يده الرسالة إلى أهل كولوسي (أفسس 6: 21) والتشابه في اللغة والأفكار بين الرسالتين يظهر أنهما كتبا في نفس الوقت، قارن مثلًا (أفسس 1: 1 و2 مع كو 1: 1 و2 وأفسس 1: 3 و20 و2: 6 و3: 10 و6: 12 مع كو 1: 5 و3: 1 – 3 وأفسس 1: 6 و7 مع كو 1: 13 و14 وأفسس 1: 9 و3: 9 و6: 19 مع كو 1: 26 و2: 2 و4: 3 وأفسس 1: 10 مع كو 1: 20 و25 وأفسس 1: 11 مع كو 1: 12 وأفسس 1: 17 مع كو 1: 10 وأفسس 1: 19 و20 مع كو 2: 12 وأفسس 1: 20 مع كو 3: 1 وأفسس 1: 22 مع كو 1: 18 أفسس 1: 23 مع كو 2: 9 وأفسس 4: 22 – 24 مع كو 3: 8 – 10 وأفسس 4: 32 مع كو 3: 13). هذه أمثلة قليلة من كثيرة مما يدل على مقدار التشابه بين الرسالتين. ومن الواضح أن الرسالتين هما من قلم الرسول الواحد في ظروف واحدة. ويظهر أن الرسالة إلى أهل أفسس كتبت بعد الرسالة إلى أهل كولوسي بوقت قصير إذ أننا نجد توسعًا في الفكر في الرسالة إلى أهل أفسس على ما هو عليه في الرسالة إلى أهل كولوسي. وموضوع الرسالة إلى أهل كولوسي هو “تقدم شخص المسيح وعمله” فهو الأول في كل شيء وعمله أول الأعمال.
أما موضوع الرسالة إلى أهل أفسس فهو تأسيس الكنيسة التي هي مجموع المفديين. ويمكن أن يقال أن الرسالة إلى أهل أفسس توجز كل تعاليم الرسول السابقة ليبين أن قصد الله في إرسال ابنه هو فداء شعب مختار لله، الفداء الذي يُظهر للعالم غنى نعمة الله. لذا فتفترض الرسالة أن الخلاص هو بالإيمان، كما وتظهر عمل يسوع في الفداء الذي أكمله وفتح الباب على مصراعيه لإقبال الأمم إلى النعمة التي في المسيح يسوع.
كذلك نسمع في سفر الرؤيا عن السبع الكنائس التي في آسيا التي في أفسس، سميرنا، برغامس، ثياتيرا، ساردس، فيلادلفيا، لاوديكية “(رؤ 1: 11).
محتويات الرسالة إلى أهل أفسس:
(1) الجانب الإلهي في تاريخ الكنيسة ص 1. فقد بدات الكنيسة في قصد الله الأزلي (عدد 3 – 6) ونفذت بواسطة عمل المسيح (عدد 7 – 12) وتثبت بواسطة ختم الروح (عدد 13 و14) ويصلي الرسول بولس كي يدركوا رجاء دعوة المسيح التي أول ثمارها هو المخلص المقام في المجد والذي هو أيضًا عربون هذا الرجاء وضمانه (عدد 15 – 23). (.
2) الجانب البشري في تاريخ الكنيسة ص 2 وهو يعلمنا أن المختارين قد أنقذوا من الخطية والدينونة بالنعمة المجانية التي لا يستحقونها (عدد 1 – 10) أنهم مرتبطون ومتحدون معًا سواء أكانوا يهودًا أم أممًا في المسيح الواحد، ومتحدون ليكونوا هيكلًا واحدًا مقدسًا للرب (عدد 11 – 22).
(3) مركز الرسول كخادم هذا السر الإلهي في الكنيسة (ص 3 عدد 1 – 13) وهو يصلي لأجلهم كي يقدروا ما أعده الله لهم ويتمتعوا به (ص 3 عدد 14 – 21).
(4) حث على السلوك كما يليق بهذه الدعوة العليا في كل علاقتهم في الحياة الحاضرة ص 4 – 6.
وقبلما كتب الرسول الرسالة إلى أهل أفسس كان قد شاهد قيام الجماعة الروحية الجديدة في العالم، وهي مكونة من أشخاص من من أجناس مختلفة. لقد كان يعلم أن هذه الجماعة، أي الكنيسة، هي جسد المسيح وكثيرًا ما حثَّ على التناسب والتناسق والتوافق بين أعضاء هذا الجسد الواحد (رومية 12: 4 – 8 و1 كو 12: 12 – 30 وكو1: 18 و2: 19) وهو إذ يكتب الآن إلى كنائس مقاطعة آسيا، وكان أعضاؤها من أجناس ونِحَل متباينة مختلفة، وكانت تسود بينهم نظريات وآراء ترمي إلى الحطّ من مكانة المسيح، ولذا فقد كان من الطبيعي أن يبرز الرسول بولس مكانة المسيح كرأس هذا الجسد الذي هو الكنيسة (أفسس 1: 22 و23) “الذي منه كل الجسد منسق ومرتبط معًا بتأييد كل مفصل، على حسب العمل المناسب لكل جزء، يتم نموه لبنيانه في المحبة” (4: 16 قارنه مع 2: 11 – 22).
والرسالة إلى رومية التي أرسلت من الشرق إلى الغرب تشمل تعاليم الرسول الكاملة عن طريق الخلاص. أما الرسالة إلى أهل أفسس، وقد أرسلت من الغرب إلى الشرق، فتشمل أيضًا تعليم الرسول الكامل عن كل قصد الله في التاريخ البشري ويمكن أن يقال عنها أنها بلغت الذروة بين تعاليم الرسول اللاهوتية.
أفْسَنْتِين | البعيتران
وهو نبات من الفصيلة التي تعرف باسم Artemesia ويوجد منه خمسة أنواع في فلسطين، وأكثر الأنواع وجودًا هو الذي يعرف باسم Artemesia absinthium. وعصيره مر للغاية وسام أيضًا (رؤيا 8: 11) ولذا فقد استخدم كرمز للعصيان على الله (تثنية 29: 18) وللويلات التي تجلبها المرأة الزانية (أمثال 5: 4) ولقضاء الله على إسرائيل (أرميا 9: 15) وللآلام التي يعانيها إسرائيل (مراثي 3: 15 و19) ولظلم الإنسان وجوره (عا 5: 7 و6: 12) واسم الكوكب الذي يجعل ثلث مياه الأرض مرًا وسامًا هو الأفسنتين (رؤيا 8: 10 و11).
والكلمة في العبرية هي “لا آناه” (تث 29: 18، أم 5: 4، إرميا 9: 15، 23: 15، مراثي 3: 15 و19، عا 5: 7، 6: 12) أما في اليونانية فالكلمة هي “ابسنتوس” (رؤ 8: 11) ومعناها “ما لا يشرب” ويعرف باللاتينية باسم “أرتميزنا أبسنتيوم” والكلمة العبرية تعني مادة مرة وللافسنتين خمسة أنواع من الأعشاب والشجيرات الموجودة في فلسطين، ولكل منها مذاق مر. والاسم مشتق عن خاصية أنواع كثيرة تعمل كطاردة للديدان، أو لحفظ الصوف من العث، بينما تستخدم أنواع أخرى في “صنيع” الابسنت “المسكر القوى. وتستخدم الكلمة مجازيا لوصف الحزن والمصائب المرة.
كوكب الأفسنتين
(رؤيا 8: 11) اسم مجازى يطلق على نجم عظيم، فعند سماع صوت البوق من الملاك الثالث سقط من السماء على الجزء الثالث من الأنهار وينابيع المياه مُحَوِّلًا إياها إلى مرارة مات منها الكثيرون.
يُسْتَخْدَم الأفسنتين للتعبير عن النكبات المُرة (مراثي 3: 15)، ولعله يعني هنا نوعًا من الدينونة من قائد شهير، للتأثير أساسًا على المصادر الداخلية لرخاء البلاد. قال المفسرون القدامي إن البوقين يشيران إلى سقوط المملكة الرومانية. ورأوا في الكوكب رمزًا للغزو البربري “لأتيلا” “أو جنسريك”.
أف | تأفف
تضجر وأكثر من قول “أف” وقد وردت في نبوة ملاخي تعبيرًا عن تذمر الشعب على الرب: “وتأففتم عليه قال رب الجنود” (ملاخي 1: 13).
أفاق
جمع أفق أي الناحية أو ما ظهر من نواحي الفلك أو مهب الريح “وتمتليء منك الأفاق” (حز 32: 6).
أفْعى | أفاعي
في العهد القديم فإن الكلمة العربية أفعى هي ترجمة لكلمة عبرية قريبة منها منطوقها “أفعه” ومعناها حية سامة من الصنف المسمى باللاتينية Vipera. وهذه الأفعى رمز للقضاء الذي يحل بالأشرار (أيوب 20: 16) ولتدبيرات الشر التي يريدها الأشرار (أش 59: 5). أما العهد الجديد فكلمة أفعى ترجمة الكلمة اليونانية التي منطوقها “أخيدنا” ويقصد بها أيضًا الصنف السام من الأفاعي وفي مت 3: 7 والنص الذي يقابله في لو 3: 7 وفي مت 12: 34 و23: 33 نجد أن المسيح يسوع يشبِّه الكتبة والفريسين بالأفاعي. وفي جزيرة مالطة لدغت أفعى بولس الرسول وانتظر أهالي الجزيرة أن يروا الرسول بولس يسقط ميتًا ولكنه لم يصبه ضرر (أعمال 28: 3 – 6).
أفود وترافيم
الأفود: هي ثوب يشبه الصدرة كان يلبسه رئيس الكهنة العبراني في أثناء خدمته الكهنوت.
الترافيم: هي نوع من الأصنام الصغيرة الحجم.
أفوس
وهو اللقب الذي أطلق على يوناثان بن متتيا (1 مك 2: 5) فكل أبناء متتيا الخمسة أطلقت عليهم ألقاب، ولعلهم هي الأسماء الأولي التي أطلقها عليهم أبوهم، بينما الأسماء الأخرى هي التي اتخذوها لأنفسهم بعد أن صاروا قادة للشعب، ويظن البعض أن الاسم مشتق من الكلمة السريانية “هبوس” ومعناها “الخداع” ويحتمل أنها أطلقت على يوناثان لخديعته لبني يمري الذين قتلوا أخاه يوحنا (1 مك 9: 37 – 41). ولكن لا يعلم علي وجه اليقين معني هذا الاسم أو عن أي مصدر جاء.
أفيرمة
إقليم من الأقاليم الثلاثة التي أخذت من السامرة وأضيفت لليهودية في أيام الملك ديمتريوس (1 مك 11: 34).
مدينة أفيق في سهل شارون
كلمة عبرانية معناها “قوة” أو “حصن” وهي:
اسم مدينة في سهل شارون. وكانت مدينة للكنعانيين قتل الإسرائيليون بقيادة يشوع، ملكها (يش 12: 18). وقد اجتمع الفلسطينيون في هذا المكان ليحاربوا إسرائيل في زمن عالي الكاهن (1 صم 4: 1) ويرجَّح أيضًا أنهم اجتمعوا كذلك هنا لمحاربة إسرائيل في زمن شاول الملك (1 صم 29: 1). ومكانها اليوم بلدة رأس العين الحديثة وهي عند منبع نهر العوجة بالقرب من انتيباتريس (أعمال 23: 31).
مدينة أفيق الفينيقية، شمال صيدون
كلمة عبرانية معناها “قوة” أو “حصن” وهي:
مدينة فينيقية لم يتمكن الإسرائيليون من أخذها (يش 13: 4) وبما أنها في شمال صيدون فقد ورد ذكرها مع أرض الجبليين ويرجَّح أنها أفقة الحديثة عند نبع نهر إبراهيم شرقي بيبلس، أي جبيل الحديثة.
مدينة أفيق في نصيب أشير
كلمة عبرانية معناها “قوة” أو “حصن” وهي:
مدينة في نصيب أشير (يش 19: 30) ولكن لم يتمكن الأشيريون من طرد الكنعانيين منها (قض 1: 31) ويُرَجَّح أنها تل الكردانة الحديثة.
أقربتين
مدينة على حدود اليهودية وأدومية فيها أحرز يهوذا المكابي نصرة حربية على الأدوميين (1 مك 5: 3) ويذكر يوسيفوس مدينة بهذا الاسم جنوبي شرقي شكيم ولعلها هي نفسها المذكورة في (المكابيين الأول 5: 3).
مدينة أكزيب غرب يهوذا | كزيب
كلمة عبرية معناها “خادع” وكانت أسم:
مدينة في غربي يهوذا وجنوبي فلسطين (يش 15: 44) وتسمى في (تك 38: 5) “كزيب” حيث كان يهوذا لما ولد ابنه شيلة. وربما تسمى نفس المدينة في سجل للرجال والبلدان في سبط يهوذا “كزيبا” (1 أخبار 4: 22) وفي (ميخا 1: 14) توجد تورية لفظية بين الاسم ومعناه “خادع” أو “كاذب”. وربما أخذت البلدة اسمها من نبع متقطِعّ الفيضان. وقد ظن بعضهم أنها نفس “عين كزيبة” الحديثة الواقعة في وادي إِله شمالي عدلام. وظن آخرون أنها “تل البيضا” (تل البيضاء) جنوبي غربي عدلام (عين الماء) إلى تل الجديدة. ويذكر أحد خطابات لخيش التي ترجع إلى عصر ارميا أنها كانت إحدى مدن يهوذا الحصينة.
وكزيب المذكورة في (تك 38: 5) هي بالقرب من عدلام ويظن أنها عين كذبة.
ميدنة أكزيب شمال عكا
كلمة عبرية معناها “خادع” وكانت أسم:
مدينة عينت من نصيب الاشيرين (يش 19: 29) ولكنهم لم يتمكنوا من طرد الكنعانيين منها (قص 1: 31) وتقوم مكانها اليوم بلدة الزيب الحديثة، التي تبعد مسافة ثمانية أميال ونصف شمالي عكا.
اكتتاب
كان الرومان مولعين بالتنظيم، وكان في روما سجل قومي بالأشخاص الصالحين للتجنيد، منذ الأيام الباكرة للموك شبه الأسطوريين. وقد ورث القناصل هذه العادة عند قيام الجمهورية وثمة سجلات بذلك ترجع إلى 443 ق. م. ولكن يبدو أن ذلك لم يكن يتم بصورة منتظمة، ولكنها انتظمت في عهد أوغسطس قيصر حيث كان يجري الاكتتاب في كل أجزاء الامبراطورية، باستثناء الإيطاليين الذين كانوا يعفون من التجنيد والضرائب، ولذلك لم يكن التعداد يمتد إلى ايطاليا.
آكلة
استخدم الأطباء اليونانيون القدماء هذه الكلمة لوصف قرحة (غنغرينا Gangrene) زاحفة تأكل وتلتهم كل ما حولها من أنسجة رخوة وسرعان ما ينتهي الأمر بالفساد والتحلل ثم الموت. والرسول بولس في (تيموثاوس الثانية 2: 17) يقارن ذلك التأثير الفاسد للأقوال الباطلة الدنسة أو كلمات اللغو والثرثرة بذلك المرض اللعين، وهو بهذا يؤكد أن هناك أمورًا يجب معاملاتها بكل حرص وعناية.
رسالة أكليمندس الأولى
هي ليست سفرًا من أسفار الكتاب المقدس، ولكنها من أقدم ما كُتِب بعد أسفار العهد الجديد.
1 – الكاتب:
لا يظهر اسم كاتب هذه الرسالة الهامة في سطور الرسالة مطلقا، ولكن ليس ثمة ما يدعو إلي رفض نسبتها إلي أكليمندس أحد شيوخ الكنيسة في روما. ويقول ايريناوس إنه كان الأسقف الثالث لروما بعد الرسولين بطرس وبولس، ولكن واضح من الرسالة نفسها أن مثل هذه الخلافة الأسقفية لم تكن معروفة في ذلك الوقت، فالكاتب لا يذكر شيئًا من ذلك، وكان رجلا ذا علم ومقدرة، ولكنه لم يكن فيلسوفا ولا لاهوتيا مبرزا. ومعرفته بالعهد القديم تدل على أنه لم يكن من أصل يهودي. ويظن أنه كان عبدا رقيقا عند تيطس فيلافيوس كليمنس، ثم صار حرًا، وقد استشهد في 95 م. في عهد دوميتان بتهمة معارضته للمذهب الإمبراطوري. لقد عاش في الجيل الذي أعقب جيل الرسل مباشرة واعتبر نفسه مسئولا عن مواصلة رسالتهم.
2 – التاريخ:
كُتِبَت الرسالة بعد زمن نيرون، ولكن يبدو أن الأساقفة الذين أقامهم الرسل كانوا ما زالوا قائمين بعملهم (44: 3)، ومن المحتمل – وإن لم يكن من المؤكد – أن المتاعب التي أشار إليها في العدد الأول من الإصحاح الأول، هي التي حدثت في عهد دوميتان (81: 96م) والتي ازدادت اشتعالا في أواخر عهده، ولذلك فالأرجح أن تاريخ كتابة الرسالة يرجع إلي 95م.
3 – الغرض والمحتويات:
كتبت الرسالة من “كنيسة الله المتغربة في روما إلي كنيسة الله المتغربة في كورونثوس”. ويذكر الأصحاحان الأولان فضائل كنيسة كورنثوس، وثباتها وتواضعها وكرمها، ثم يذكر بإيجاز بعض الانقسامات التي حدثت، واستعاد تاريخ المحاسدات المذكورة في الكتاب ثم الغرض للتوبة، وكيف أن ناموس المسيح يصنع السلام، وأن المسيح في اتضاعه قد حمل خطايانا، فالتواضع والسلام هما أعظم الفضائل. ثم يتحدث عن قيامة في المستقبل، مع ذكر قصة العنقاء (الطائر الخرافي الذي يحرق نفسه ثم ينبعث ثانية من رماده وهو علي أتم ما يكون شبابا وجمالا). ثم تحريضات مباشرة على القداسة والإيمان والأعمال الصالحة، وكيف أن المؤمنين مثل جيش عليهم إطاعة أوامر قادتهم، وأن الظروف تقتضي التعاون المشترك والنظام، والقادة يقيمهم الله ويجب الاعتراف بهم، ويجب أن يتوقف كل انقسام وكل عصيان للشيوخ، والمحبة هي الحل لكل المتاعب والصعاب وهي تستلزم نكران الذات، والرب هو الذي سيأتي بالسلام. ويختم الرسالة بالتضرع للرب طلبا للمعونة والتطهير والسلام، ثم البركة.
وهذه الرسالة هي أقدم ما كُتِب بعد أسفار العهد الجديد. ويمكن الجزم – إلى حد بعيد – بتاريخ كتابتها ومكان كتباتها وكاتبها أيضا، لذلك فهى ذات أهمية خاصة. وكما قال أدولف فون هارناك، إنه بهذه الرسالة بدأ تاريخ الكنيسة القديم، فهو يبدأ بالنظر في اطمئنان إلى الكنيسة فيما بعد عهد الرسل، ويشير إلى بطرس وبولس كشهيدين للإيمان بعد أن وصل بولس إلى “حدود الغرب” (7: 5)، وإن الحق الذي تعلم به الكنيسة إنما جاء من الرسل.
يذكر دم المسيح “الذي سفك لخلاصنا”، ويكرر نفس هذه العبارة ثلاث مرات (4: 7، 6: 21، 6: 49)، ويذكره بعبارة إشعياء 53 مرة أخرى (5: 16). والقيامة هي الموضوع البارز في الأصحاحات 24 – 26.
ومما تجدر ملاحظته أنه في هذه الرسالة، التي كان الباعث إلى كتابتها هو أهمية النظام، لا يذكر وجود سلطة أسقفية في أي من الكنيستين، كما أن الكاتب لا يتكلم باسمه كفرد أو كخادم في الكنيسة، بل يتكلم باسم الكنيسة، ويتكلم عن جماعة القيادة في الكنيسة كأساقفة، وفي العدد التالي مباشرة “يسميهم شيوخا” (49: 4 و5). إن الرسالة لا تشير مطلقا إلى وجود سلطة أسقفية في روما في ذلك الوقت، بل بالحري تدل على العكس من ذلك.
4 – النصوص:
تحتوي المخطوطة الإسكندرانية علي النص اليوناني للرسالة (ماعدا الجزء من 57: 6 – 64: 1) وموضعها في المخطوطة بعد سفر الرؤيا مباشرة. أما المخطوطة التي نشرها برينيوا في 1895 م فتحتوي علي كل النص باليوناني مأخوذا عن “الديداك” (تعليم الرسل) وتوجد مخطوطتان سريانية ولاتينية ومخطوطتان قبطيتان. وقد حدث تعديل في المخطوطة اللاتينية في العصور الوسطي لتدعيم سلطة روما، كما جري نفس الشيء في احدي المخطوطات السريانية. ويونانية الرسالة سهلة ومتوازنة بالقياس إلي الكتابات المسيحية الأخرى من ذلك العهد ويستشهد أكليمندس برسائل كورنثوس الآولي (كما في 42: 1 –4) ورومية (كما في 35: 5 و6)، والعبرانيين (كما في 9: 3، 17: 1، 9: 2)، وتيطس (3: 1 في 2: 7)، وبطرس الأولى (8: 4 وفي5: 49). كما يبدو بوضوح أن قصة الأناجيل كانت معروفة عنده جيدا.
رسالة أكليمندس الثانية
مع أن خاتمة الرسالة تنسبها إلى أكليمندس (الروماني)، إلا أنه من الواضح أنها ليست من كتابته. وهى عظة أكثر منها رسالة كما يظهر ذلك من النص (1: 19، 3: 17). والأرجح أنها أقدم موعظة مسيحية كاملة وصلتنا. وموضوع العظة هو “أن تفتكروا في يسوع المسيح كالله” (1: 1)، وان تطيعوا وصياه، فالناس في العالم لزمن وجيز، فاحفظوا ختم المعمودية (6: 7 و6: 8)، وأن الجسد سيقوم وسنواجه الدينونة، وأن القداسة هي الطريق للخلاص، وأن “المحبة تستر كثرة من الخطايا” “أما” الصلاة فتنجى من الموت، والصوم أفضل من الصلاة، “والصدقة خير من الاثنين” (4: 16).
ولعل هذه الموعظة ألقيت أصلا في كورنثوس في جو الألعاب الكورنثية (انظر 1: 7 –4) كما يقول ليتفوت، أو لعلها أرسلت من روما إلى كورنثوس. ويظن هارناك أنها خطاب من سوتر من روما (166 – 174 م) الذي أشار إليه يوسابيوس (المجلد الرابع 11: 23).
ولكنها ليست رسالة وأسلوبها خطابي وعظي، ولكنها تخلو من البلاغة. والأرجح أنها تعود إلى منتصف القرن الثاني.
ويوجد النص اليوناني في المخطوطة الإسكندرانية وفي المخطوطة التي اكتشفها برينيوا في 1873 م، كما توجد في ترجمة سريانية.
أكمَة | الآكام
وبالعبرية “ها عوفل” ومعناها “الأكمة” (2 أخ 3: 27، 14: 33، نح 26: 3، 21: 11، إش 14: 32، ميخا 8: 4، 2 مل 24: 5).
أ – معنى الاسم: لقد اختلف الرأي كثيرًا حول معنى هذا الاسم، فتذكر في بعض الترجمات على أنهار “البرج” أو “الحصن” أو “القلعة” أو “التل” أو “المكان الخفي”. وقد تُرْجِمَت هذه الكلمة في صموئيل الأول (9: 5 و12، 5: 6) “بواسير” وفي نبوة حبقوق (4: 2) تأتي بصيغة فعلية وتترجم “منتفخة”. ويبدو أن أحد معاني الأصل المشتقة منه هو “الانتفاخ” أو “التورُّم”.
ب – ثلاث أكمات: توجد ثلاثة أماكن أطلق عليها هذا الاسم:
1 – مكان ما على التل الشرقي لأورشليم جنوبي الهيكل وهو المشار إليه في كل الآيات المذكورة بعالية ماعدا الشاهد الأخير.
2 – الأكمة التي في السامرة (2مل 24: 5) حيث أخذ جيحزي الهدايا من غلامي نعمان الأرامي، ومن المحتمل أنها كانت مرتفعا في سور السامرة أو هي القلعة ذاتها.
3 – جاء على حجر موآب، وهو نقش لميشا ملك موآب، الذي كان معاصرا لعمري “أنا بنيت كرهاه” وسور يعاريم وسور عوفل (الأكمة) “وبنيت أبوابها وأبراجها”.
وبمقارنة 1 و3 يتضح أنه لو أن “عوفل” تعني مجرد تل، فهو بالتأكيد تل محصن، وقد تعني نتوءًا صناعيًا في حصن، أو بروزًا فيه، أو حصنًا مُسَوَّرًا، ونقرأ في إشعياء (14: 32) “لأن القصر قد هدم. جمهور الأمم قد ترك. الأكمة والبرج صارا مغاير إلي الأبد”، وهنا نجد قصرًا ومدينةً وبرجًا، وكلها من أعمال البناء، أفليس من الأرجح أن تكون “الأكمة” أيضا شيئا من هذا النوع؟
ج – أكمة أورشليم: وموقعها محدد بوضوح، فمن الإشارات إليها في الكتاب (نح 26: 3 و27، 2 أخ 3: 27، 14: 33) نعلم أنها كانت علي التل الشرقي إلي الجنوب من الهيكل. ويذكر يوسيفوس أن سور المدينة الشرقي كان يمتد من سلوام حتى يصل إلي مكان اسمه “عوفلاس” حيث يتصل برواق الهيكل الشرقي، و. ولا يوجد أساس للقول بأن “الأكمة” كانت تشمل التل الجنوبي الشرقي كله. وفي أيام يوسيفوس كانت جزءًا من التل الواقع جنوبي أسوار الهيكل مباشرة، ولكن الإشارات إليها في العهد القديم تدل علي أنها كانت في مكان أقرب إلي منتصف التل الشرقي. ويبدو من نبوة ميخا (8: 4) أنها تشير إلي صهيون: “وأنت يا برج القطيع، أكمة بنت صهيون” حيث أن “برج القطيع” يشير إلي قلعة داود الراعي، ويبدو أن برج القطيع هنا مرادف “للأكمة بنت صهيون”.
فمن المحتمل إذًا أن الأكمة كانت موقعًا حصينًا، عرف في الأيام القديمة باسم “صهيون” أو مدينة داود، وقد بني الملك يوثام كثيرًا علي سور “الأكمة” (2أخ 3: 27)، كما بني الملك منسي “سورا خارج مدينة داود غربا إلي جحيون في الوادي وإلي مدخل باب السمك، وحوط الأكمة بسور وعلاه جدا” (2أخ 14: 33)، فمن الواضح أنها كانت مكانا محصنا بالغ الأهمية، ولابد أن موقعها كان قريبا جدا من “صهيون” القديمة.
أكوس
هو اسم جد أوبولمس الذي أرسله يهوذا المكابي إلى روما للتفاوض في عقد محالفة “للموالاة والمناصرة” (1 مك 8: 17) وقد ورد الاسم بصيغة “هقوص” لكاهن في أيام الملك داود (1 أخ 24: 10). كما ذُكِر من بني الكهنة “بنو هقوص بن برزلاي، الذي أخذ امرأة من بنات برزلاي الجلعادي وتسمي باسمهم” (عزرا 61: 2).
ألاي
أحد أجداد يهوديت (يهوديت 1: 8) وهو من سبط شمعون، ويرد في بعض الترجمات باسم “أليهو”.
الإسكندر الأكبر
اسم يوناني معناه “حامي البشر” وقد ورد هذا:
إسكندر رجل يهودي من أفسس حاول أن يدافع عن اليهود أمام الشعب في المسرح (أعمال 19: 33).
إسكندر اليهودي
اسم يوناني معناه “حامي البشر” وقد ورد هذا:
إسكندر رجل يهودي من أفسس حاول أن يدافع عن اليهود أمام الشعب في المسرح (أعمال 19: 33).
إسكندر النحاس
اسم يوناني معناه “حامي البشر” وقد ورد هذا:
اسكندر رجل نحاس في أفسس قاوم تعاليم الرسول بولس ورفاقه (2تيمو 4: 14 و15) ويُحْتَمَل أن اسكندر هذا والمذكور في (1 تيمو 1: 20) هما شخص واحد.
إِلْتَقَى | إِلْتَقَيْه
كلمتان عبرانيتان بمعنى “الله خوفها” وهما اسم مدينة في دان تعينت لللاويين (يش 19: 40 و44 و21: 20 و23) وفي سنة 701 ق. م هزم سنحاريب ملك آشور المصريين بالقرب من التقى وأخرب البلدة. ويرجّح أنها نفس “خربة المقنع” الحديثة التي تقع على بعد 6 أميال جنوبي عقير (عقرون) و7 أميال شمالي تبنة (تمنة).
ألحانان ابن ياعير
اسم عبري معناه “اللَّه الحنان” وهو اسم:
ابن ياعير وهو الذي قتل أخا جليات الجتي (1 أخبار 20: 5) وقد ورد في 2 صم 21: 19 أن أباه بيتلحمي، وأن الحانان نفسه نفسه هو الذي قتل جليات ولكن من الواضح أنه يقصد “قتل أخا جليات”.
ألحانان البيتلحمي ابن دودو
اسم عبري معناه “اللَّه الحنان” وهو اسم:
Elhanan ben Dodo of Bethlehem رجل بيت لحمي هو أبن دودو وأحد أبطال داود الثلاثين (2 صم 23: 24 و1 أخبار 11: 26).
ألداد وميداد وسفرهما
لما لم تُسَجَّل طبيعة نبوتهما، تُرِكَ هذا المجال فسيحًا أمام الخيال، فكان ذلك أساسًا لكتاب مفقود اقتبس منه راعي هرماس (3: 2) حيث يقول: “الرب قريب لمن يرجعون إليه كما هو مذكور في ألداد وموداد اللذين تنبآ للشعب في البرية”. كما أن الترجوم الفلسطيني ملأ هذا الفراغ فذكر نبوتهما، وهي تتعلق بمجيء جوج علي إسرائيل في آخر الأيام. وجاء في ترجوم منها: “الرب قريب لِمَنْ هم في ضيق” والأرجح أن كتبة الترجوم استقوا من ذلك الكتاب المفقود.
ألزاباد الجادي المحارب
اسم عبراني معناه “قد أنعم اللَّه” وهو:
رجل جادي محارب آتى إلى داود (1 أخبار 12: 8 و12).
ألزاباد اللاوي من أسرة عوبيد أدوم
اسم عبراني معناه “قد أنعم اللَّه” وهو:
لاوي من أسرة عوبيد ادوم وكان من حراس الأبواب في بيت الرب في أورشليم (1 أخبار 26: 7).
ألقانة زوج حنة وفننة
← اللغة الإنجليزية: Elkanah – اللغة العبرية: אֱלְקָנָה – اللغة اليونانية: Ελκανά.
اسم عبري معناه “الله قد خلق” أو “اقتنى”. وقد ورد:
ابن يروحام، رجل من جبل أفرايم (1 صم 1: 1 – 28، 2: 11 – 20)، وكانت حنة العاقر أحب زوجتيه إليه (زوجته الأخرى هي فننة)، فذهبت إلى خيمة الرب في شيلوه وسكبت نفسها أمام الرب، فطمأنها عالي الكاهن بالقول: “اذهبي بسلام وإله إسرائيل يعطيك سؤلك الذي سألته من لدنه”. “وكان في مدار السنة أن حنة حبلت وولدت ابنًا ودعت اسمه صموئيل قائلة لأني من الرب سألته”. وأخذ ألقانة وحنة الصبي صموئيل – بعد فطامه – إلي شيلوه وتركاه مع عالي الكاهن تقدمة للرب. وقد باركهما الرب وأعطاهما ثلاثة بنين – غير صموئيل – وبنتين.
كما أنجبت فننة له بنين وبنات لم نعرف عددهم (1 صم 1: 4).
ألقانة الملك في عصر آحاز
← اللغة الإنجليزية: Elkanah – اللغة العبرية: אֱלְקָנָה – اللغة اليونانية: Ελκανά.
اسم عبري معناه “الله قد خلق” أو “اقتنى”. وقد ورد:
ثاني الملوك في أورشليم في أيام آحاز، وقد قتله زكرى جبار أفرايم في الحرب التي انتصر فيها فقح بن رمليا ملك إسرائيل على آحاز ملك يهوذا (2 أخ 28: 7).
ألقانة القورحي من أبطال جيش داود
← اللغة الإنجليزية: Elkanah – اللغة العبرية: אֱלְקָנָה – اللغة اليونانية: Ελκανά.
اسم عبري معناه “الله قد خلق” أو “اقتنى”. وقد ورد:
أحد القورحيين من أبطال داود الذين جاءوا إليه إلي صقلغ (1 أخ 12: 1 و6).
ألقانة اللاوي من أجداد صموئيل 1
← اللغة الإنجليزية: Elkanah – اللغة العبرية: אֱלְקָנָה – اللغة اليونانية: Ελκανά.
اسم عبري معناه “الله قد خلق” أو “اقتنى”. وقد ورد:
لاوي يحتمل أنه ألقانة ابن قورح وهو من أجداد صموئيل (1 أخ 6: 23 و26).
ألقانة اللاوي من أجداد صموئيل 2
← اللغة الإنجليزية: Elkanah – اللغة العبرية: אֱלְקָנָה – اللغة اليونانية: Ελκανά.
اسم عبري معناه “الله قد خلق” أو “اقتنى”. وقد ورد:
لاوي آخر من أجداد صموئيل أيضا (1 أخ 6: 26 و35).
ألقانة اللاوي جد برخيا
← اللغة الإنجليزية: Elkanah – اللغة العبرية: אֱלְקָנָה – اللغة اليونانية: Ελκανά.
اسم عبري معناه “الله قد خلق” أو “اقتنى”. وقد ورد:
لاوي آخر جد برخيا (1 أخ 9: 16).
ألقانة اللاوي أحد حراس أبواب مكان التابوت
← اللغة الإنجليزية: Elkanah – اللغة العبرية: אֱלְקָנָה – اللغة اليونانية: Ελκανά.
اسم عبري معناه “الله قد خلق” أو “اقتنى”. وقد ورد:
لاوي آخر – يحتمل أن يكون هو ألقانة القورحي من أبطال جيش داود – وكان أحد حراس الأبواب حيث كان التابوت (1 أخ 15: 23).
أولاد ألقانة وفننة
Sons of Elkanah and Peninnah أنجبت فننة زوجة ألقانة له بنين وبنات لم نعرف عددهم (1 صم 1: 4)، وقرأنا عنهم حينما أعطاهم والدهم أنصبة من الذبح الذي قام به.
بنات ألقانة وفننة
Daughters of Elkanah and Peninnah لم يخبرنا الكتاب المقدس بعدد الأولاد والبنات الذين ولدتهم فننة لألقانة (1 صم 1: 4؛ 2: 21)، في حين نعرف أنه أنجب ستة أطفال من حنة زوجته الأخرى، كان منهم صموئيل.
وقرأنا عن تلك البنات حينما أعطاهم والدهم أنصبة من الذبح الذي قام به مع أخواتهم البنين.
أولاد ألقانة وحنة
Sons of Elkanah and Hannah بعد أن كانت حنة زوجة ألقانة عاقرًا، سمع الرب لصلاتها وأنجبت صموئيل (1 صم 1)، ثم أنجبت بعد ذلك ثلاثة بنين، وبنتين (1 صم 2: 21)، أي أن عددهم كان أربعة من الذكور.
بنات ألقانة وحنة
Daughters of Elkanah and Hannah بعد أن كانت حنة زوجة ألقانة عاقرًا، سمع الرب لصلاتها وأنجبت صموئيل (1 صم 1)، ثم أنجبت بعد ذلك ثلاثة بنين، وبنتين (1 صم 2: 21).
ألعازار الكاهن ابن هرون
اسم عبري معناه “الله عون” أو “الله قد أعان” وقد ورد اسمًا لعدة أشخاص وهو:
اسم ابن هارون الثالث (خر 6: 23) وقد كرس كاهنًا مع أبيه وأخوته (خر 28: 1) وقد منع موسى ألعازار من النوح والظهور بمظهر الحزن عند موت أخويه ناداب وأبيهو فقد قتلا عندما قربًا نارًا غريبة (لا 10: 1 – 7) وقد أصبح حينئذ العازار رئيس اللاويين، وثانيًا لهارون في السلطة الكهنوتية (عدد 3: 32) وقبل موت هارون مباشرة نقل موسى ثياب الكهنوت ووظيفته (عدد 20: 25 – 28 وتثنية 10: 6) وظلّ في هذه الوظيفة بقية حياة موسى ومدة قيادة يشوع. وقد كان له نصيب كبير في توزيع أرض كنعان بالقرعة على أسباط إسرائيل (يش 14: 1) وقد خلفه في رئاسة الكهنوت ابنه فينحاس من ابنة فوطيئيل (قض 20: 28).
ألعازار اللاوي من عشيرة مراري
اسم عبري معناه “اللَّه قد أعان” وقد ورد:
اسم لاوي من عشيرة مراري من بيت محلي. وقد مات دون أن يعقب ابنًا وقد تزوجت بناته أبناء عمهن (1 أخبار 23: 21 و22 و24: 28 قارنه مع عدد 36: 6 – 9).
ألعازار ابن أبيناداب
اسم عبري معناه “اللَّه قد أعان” وقد ورد:
اسم ابن ابيناداب. وقد كرس رجال قرية كرس رجال قرية يعاريم العازار حراسة التابوت عندما ارسل إليهم من بيتشمس (1 صم 7: 1).
ألعازار ابن أخوخي، أحد أبطال جيش داود
اسم عبري معناه “اللَّه قد أعان” وقد ورد:
Eleazar ben Dodai the Ahohite اسم أحد أبطال داود بن دودو الأخوخي (2 صم 23: و1 أخبار 11: 12).
ألعازار الكاهن ابن فينحاس
اسم عبري معناه “اللَّه قد أعان” وقد ورد:
اسم كاهن وهو ابن فينحاس وقد ساعد رئيس الكهنة في عصر عزرا (عزرا 8: 33).
ألعازار الكاهن في عصر نحميا
اسم عبري معناه “اللَّه قد أعان” وقد ورد:
اسم كاهن كان أحد الذين خدموا كعازفين على الآلات الموسيقية عند تدشين سور أورشليم في عصر نحميا (نحم 12: 27 و42). (). ويظن بعضهم أنه نفس الرجل المذكور في (عزرا 8: 33) (ألعازار الكاهن ابن فينحاس).
ألعازار ابن متتيا الكاهن
اسم عبري معناه “اللَّه قد أعان” وقد ورد:
اسم ابن متتيا الكاهن وأخي يهوذا المكابي (1 مكا 2: 5) وفي المعركة التي حدثت بين يهوذا والسوريين في بيت زكريا ذهب إلى أحد فيلة السوريين ظانًا أن الملك على هذا الفيل ونزل تحته وقتله فسقط عليه الفيل ومات في مكانه (1 مك 6: 43 – 46).
ألعازار ابن إليهو، أحد أسلاف المسيح
اسم عبري معناه “اللَّه قد أعان” وقد ورد:
ألعازار (وليس ألعازر) اسم ابن اليهود وأحد أسلاف يسوع المسيح (مت 1: 15) وقد ورد بصورة اليعازار وورد في الترجمة اليسوعية للكتاب المقدس بصورة العازار.
إلعاسة من نسل يهوذا ويرحمئيل
اسم عبراني معناه “قد صنع اللَّه” وهو:
اسم رجل من نسل يهوذا ومن نسل يرحمئيل (1 أخبار 2: 39).
إلعاسة | العسة من نسل شاول ويوناثان
اسم عبراني معناه “قد صنع اللَّه” وهو:
اسم رجل من نسل شاول ويوناثان ابنه (1 أخبار 8: 33 – 37 و9: 43) وقد ورد ذكره في هذا النص الأخير بصورة “العسة”.
ألكيمس
ومعناه “الرب يقوم” أو “الشجاع الباسل”، وهو اسم أحد رؤساء الكهنة الذي شغل هذه الوظيفة لمدة ثلاث سنوات (163 – 161 ق. م) ونجد تاريخه وخدمته في سفري المكابيين (1 مك 7: 4 – 50، 9: 1 – 57؛ 2 مك 14).
وهو من نسل هرون ولكنه لم يكن من عشيرة رؤساء الكهنة (1 مك 7: 14). ولما كان يطمح بهذا المنصب أسرع إلى أنطاكية لينال الحظوة لدي الملك الجديد ديمتريوس الذي انتصر علي أنطيوكس أو باتور، وجعل نفسه ملكا. ولأن ألكيمس كان من الحزب اليوناني، فانه كان مبغوضًا من المكابيين بشدة، ولذلك أرسل ديمتريوس جيشًا قويًا بقيادة بكيديس ليثبت ألكيمس في منصب رئيس الكهنة في أورشليم، وقد استقبله اليهود في البداية بالترحاب لأنه من سبط هرون، ولكن سرعان ما انقلبوا عليه بسبب قسوته وعنفه، وعندما رجع بكيديس بجيشه إلى أنطاكية، قام سمعان المكابي وهجم علي ألكيمس وانتصر عليه وطرده إلى سورية، فأرسل ديمتريوس معه جيشًا آخر بقيادة نكانور الذي فشل في أخذ سمعان المكابي بالخداع والخيانة، فدخل معه في حرب، ولكن سمعان انتصر عليه وقتله، وأخيرا أرسل ديمتريوس جيشا ثالثا أقوي بقيادة بكيديس لإعادة ألكيمس إلي وظيفته، فهزم سمعان المكابي وقتله، وتربع ألكيمس على وظيفة رئيس الكهنة، وبقيت معه قوة كبيرة في أورشليم لحمايته وتأمين مركزه، ولكنه لم يستمتع طويلا بهذا النصر، فقد فاجأه الموت عقب إصابته بالشلل.
قرية ألَّمَّلَك
كلمة عبرانية معناها “بلوطة الملك” وهي اسم قرية في أشير (يش 19: 26) ويحتمل أن يكون في اسم المكان الحديث المسمى “وادي الملك” والذي يفرغ مياه سهل البطّوف في نهر قيشون مقابل جبل الكرمل، بقية في الاسم القديم.
ألم | آلام | تألم
تشير الكلمة تألم كما وردت في أعمال 1: 3 إلى آلام المسيح ابتداء من ألمه في بستان جثسيماني إلى موته على الصليب. ويعلمنا الكتاب المقدس أن آلام المسيح كانت لأجل فداء الجنس البشري (1 بط 3: 18). وفي أعمال 14: 15 ويعقوب 5: 17 تستخدم الكلمة “ألم” عن المشاعر والعواطف الإنسانية.
ألمايس
وهي على الأرجح “عيلام” في العهد القديم، وقد أطلق الاسم على مقاطعة في بلاد فارس تقع في جنوبي ميديا وشمالي سوسيانا، وكانت شوشن تقع في دائرتها، ويذكر في المكابيين الأول (6: 1) أن ألمايس كانت مدينة غنية في بلاد الفرس، ولا توجد إشارة أخرى لهذه المدينة إلا في يوسيفوس الذي يقتبس من المكابيين ويرى العلماء أنه يجب قراءة العبارة هكذا: “إنه في ألمايس في فارس كانت توجد مدينة” ولا يعلم شيء يقيني عن ملوكها أو تاريخها حيث أن المصدر الوحيد لذلك هو النقود التي وجدت في خرائبها، ولكن النقود التي وجدت في “تارنجي سارواك” تدل على أن سكانها كانوا يتكلمون الأرامية.
ألناثان أبو نحوشتا أم الملك يهوياكين
اسم عبري معناه “اللَّه أعطى” وهو اسم:
أبي نحوشتا أم الملك يهوياكين (2 ملو 24: 8) وقد سكن في أورشليم ويرّجح أنه نفس الأمير ألناثان الذي أرسله الملك يهوياقيم إلى مصر (ارميا 36: 12 و25).
ألناثان اللاوي الرئيس 1
اسم عبري معناه “اللَّه أعطى” وهو اسم:
رئيس لاوي في عصر عزرا (عزرا 8: 15 و16).
ألناثان لاوي رئيس 2
اسم عبري معناه “اللَّه أعطى” وهو اسم:
رئيس لاوي آخر في عصر عزرا (عزرا 8: 15 و16).
ألناثان المعلم عصر عزرا
اسم عبري معناه “اللَّه أعطى” وهو اسم:
معلم دعاه عزرا إلى نهر أهوا في بابل ليعدّوا العدّة للرجوع إلى أورشليم (عزرا 8: 15 و16).
آلهة غريبة
تشير كلمة “غريبة” التي ترد في هذه الخصوص في العهد القديم إلى حقيقة أن هذا الإله الغريب أو الإلهة الغريبة، لا علاقة لها بإسرائيل، ولكنها الآلهة التي عبدتها القبائل أو الأمم الأخري (تك 35: 2 و4، يش 24: 2، تث 32: 12، مز 44: 20، 81: 9).
وفي بعض الترجمات لا ترد العبارة في صيغة “صفة وموصوف” بل في صيغة “مضاف ومضاف اليه” فتعطي معنى أكثر دقة، “وتفجر وراء آلهة الأجنبيين”.
(تث 31: 16) أو تضاف كلمة “آلهة” لشعب من الشعوب كما في آلهة أرام “.
(قض 10: 16)، أو قد تستخدم الصفة وحدها للدلالة على نفس المعنى كما في: أغاروه بالأجانب وأغاظوه بالأرجاس “(تث 32: 16)” وليس بينكم (إله) غريب “(إش 43: 12).
فالآلهة هي تلك التي تعبدها الشعوب الأخرى، إذ كان ذلك محظورا على إسرائيل الذين كانوا تحت التزام أن يعبدوا يهوه وحده.
وفي العهد الجديد ترد العبارة مرة واحدة في قول الفلاسفة عن كرازة بولس في أثينا (أع 17: 18) “إنه يظهر مناديا بآلهة غريبة” وهنا يبدو الأمر واضحا، فقد اعتبروا أنه بتشيره لهم بيسوع، يقدم لهم إلها جديدا، إلها غريبا أو أجنبيا بالنسبة للأثينويين الذين لم يسمعوا عنه من قبل، فالأثينويون – مثل الرومانيين في ذلك العصر – كانوا يهتمون بالديانات الجديدة المتعددة التي كانت تثير انتباههم نتيجة للاتصال المستمر مع الشرق.
إلال
جمع آلة وهي الحربة أو سلاح في رأسه شعبتان لصيد السمك (أي 41: 7).
ألوتارس | الوطارس
وهو اسم نهير يفصل بين سورية وفينيقية، ينبع من جبل لبنان ويصب في البحر المتوسط (1 مك 11: 7، 12: 30).
إلوهيم
אֱלֹהִים.
ألُوي ألُوِى لِمَا شَبقْتَنِي؟
هذه كلمات أرامية نطق بها المسيح وهو على الصليب (مر 15: 34) ومعناها: “إلهي إلهي لماذا تركتني؟” وقد وردت هذه العبارة في (متى 27: 46) على هذه الصورة “إيلي إيلي لما شبقتني؟” وهي في معناها كالعبارة السابقة. وقد وردت هذه العبارة في الترجوم. وهي الترجمة الأرامية لـ (مزمور 22: 1) وتظهر هذه العبارة مقدار الألم الروحي الذي عاناه المسيح على الصليب وقد قال بعضهم بأن المسيح كان في تلك اللحظة يحمل خطية العالم بأسره، ولذا فقد شعر بالانفصال الوقتي عن ألآب السماوي.
أليآب ابن حيلون، رئيس سبط زبولون
اسم عبراني معناه “الله أب” وهو اسم:
ابن حيلون ورئيس سبط زبولون في البرية (عدد 1: 9 و2: 7 و7: 24 و29 و10: 16).
أليآب ابن فالت، الرأؤوبيني
اسم عبراني معناه “الله أب” وهو اسم:
اسم رجل راؤوبيني، وهو ابن فالت وأبي داثان وابيرام (عدد 16: 1 و12).
أليآب اللاوي، من أسلاف صموئيل
اسم عبراني معناه “الله أب” وهو اسم:
اسم رجل لاوي من أسلاف صمؤيل (1 أخبار 6: 27) ويدعى في 1 صم 1: 1 “اليهو” وفي 1 أخبار 6: 34 يدعى “إِيليئيل”.
أليآب ابن يسى، أخو داود الأكبر
اسم عبراني معناه “الله أب” وهو اسم:
اسم أخي داود الأكبر. وكان طويل القامة ولكن لم تكن روحه كروح داود (1 صم 16: 6 و7 و17: 13) وقد استهان بداود قبل مبارزته لجليات (1 صم 17: 28 و29) وقد تزوجت ابنة أيجابيل أحد أبناء داود في صقلغ (1 أخبار 12: 1 و8 و9 و2 أخبار 11: 18). ويُدعى أيضًا: أليهو.
أليآب المحارب الجادي
اسم عبراني معناه “الله أب” وهو اسم:
أحد الرجال المحاربين في جاد وقد جاء إلى داود في صقلغ (1 أخبار 12: 1 و8 و9).
أليآب اللاوي عازف الموسيقى والحارس
اسم عبراني معناه “الله أب” وهو اسم:
لاوي كان عازفًا على الآلات الموسيقية وحارسًا للباب في مقدس الرب في زمان داود (1 أخبار 15: 12 و16 و20).
ألياساف رئيس بني جاد
اسم عبري معناه “من زاده الله”:
وقد كان رئيسًا لبني جاد عند الإحصاء الثاني (عدد 1: 14 و2: 14 و7: 42 و47 و10: 20).
ألياساف اللاوي رئيس بيت الجرشونيين
اسم عبري معناه “من زاده الله”:
اسم لاوي كان رئيسًا لبيت الجرشونيين (عدد 3: 24).
ألياشيب الكاهن، في عصر داود
اسم عبري معناه “من يرده الله” وهو اسم:
كاهن في عصر داود وأحد أسلاف الفرقة الحادية عشرة في الكهنوت (1 أخبار 24: 1 و12).
ألياشيب اللاوي والمرنم
اسم عبري معناه “من يرده الله” وهو اسم:
لاوي ومرنم من ضمن الذين أقنعهم عزرا بترك زوجاتهم الغريبات (عزرا 10: 24).
وكان هناك اثنين بنفس الاسم في قائمة التائبين، هما: أَلْيَاشِيب ابن زتو – أَلْيَاشِيب ابن باني.
ألياقيم ابن مليا، من أسلاف المسيح
اسم عبري معناه “من يثبته الله” وهو اسم:
ابن مليا أحد أسلاف يسوع المسيح (لو 3: 30).
ألياقيم الكاهن، في عصر نحميا
اسم عبري معناه “من يثبته الله” وهو اسم:
واحد من الكهنة الذين اشتركوا في خدمة تدشين سور أورشليم في عصر نحميا (نحم 13: 27 و41).
ألياقيم ابن أبيهود، من أسلاف المسيح
اسم عبري معناه “من يثبته الله” وهو اسم:
ابن ابيهود وأحد أسلاف يسوع المسيح (مت 1: 13).
إليئيل | إيليئيل اللاوي | أليآب | إليهو
وهما اسم واحد في الأصل العبري ومعناه “ايل هو الله” وهو اسم:
لاوي ابن نوح ومن القهاتيين وأحد أسلاف صموئيل النبي، ويدعى أيضًا اليآب واليهو (1 أخبار 6: 1 و34).
إليئيل | إيليئيل من محويم، من أبطال جيش دواد
وهما اسم واحد في الأصل العبري ومعناه “ايل هو الله” وهو اسم:
Eliel the Mahavite رجل من محويم وأحد أبطال جيش داود (1 أخبار 11: 26 و46).
إليئيل | إيليئيل من أبطال جيش دواد
وهما اسم واحد في الأصل العبري ومعناه “ايل هو الله” وهو اسم:
Eliel اسم رجل آخر من أبطال جيش داود (1 أخبار 11: 47)، وربما كان من مصوبايا هو وعوبيد مع يعسيئيل.
إليئيل | إيليئيل الجادي
وهما اسم واحد في الأصل العبري ومعناه “ايل هو الله” وهو اسم:
اسم رجل من جاد وقد جاء إلى داود إلى صقلغ (1 أخبار 12: 11).
إليئيل | إيليئيل ابن حبرون، لاوي
وهما اسم واحد في الأصل العبري ومعناه “ايل هو الله” وهو اسم:
اسم لاوي، وهو ابن حبرون. وقد عاش في زمان داود (1 أخبار 15: 9 و11).
إليئيل | إيليئيل ابن شمعي، بنياميني
وهما اسم واحد في الأصل العبري ومعناه “ايل هو الله” وهو اسم:
اسم رجل بنياميني وهو ابن شمعي (1 أخبار 8: 1 و20 و21).
إليئيل | إيليئيل البنياميني، ابن شاشق
وهما اسم واحد في الأصل العبري ومعناه “ايل هو الله” وهو اسم:
اسم رجل بنياميني وهو ابن شاشق (1 أخبار 8: 22 و25).
إليئيل | إيليئيل رئيس نصف سبط منسى
وهما اسم واحد في الأصل العبري ومعناه “ايل هو الله” وهو اسم:
اسم رئيس في نصف سبط منسى الذي سكن شرقي الأردن (1 أخبار 5: 24).
إليئيل | إيليئيل مشرف العشور والتقدمات، في عصر حزقيا
وهما اسم واحد في الأصل العبري ومعناه “ايل هو الله” وهو اسم:
اسم أحد المشرفين على العشور والتقدمات في زمان حزقيا (2 أخبار 31: 13).
أليَحْبَا
Eliahba the Shaalbonite اسم عبري معناه “من يخبئه الله” وهو شعبلوني وأحد أبطال داود (2صم 23: 32 و1 أخبار 11: 33).
ألِحُورَف
اسم عبري وربما كان معناه “الله يعطي الخريف الثمر” وهو كاتب سليمان (1 ملو 4: 3).
أليداع أبو رزون
اسم عبري معناه “من يعرف الله” وهو:
أبو رزون (1 ملو 11: 23).
أليداع البنياميني الجبار
اسم عبري معناه “من يعرف الله” وهو:
جبار من بنيامين كان مع يهوشافاط (2 أخبار 17: 17).
المرأة ووعاء الزيت في زمن أليشع
Widow and Her Pot of Oil في أحد الأيام حضرت إلى النبي أليشع أرملة “مِنْ نِسَاءِ بَنِي الأَنْبِيَاءِ” أخذ المُرابي ولداها له عبدين بسبب ديونها الكثيرة، وأخذت تشكي لأليشع وتُذَكِّرهُ برجلها الذي مات، وكيف كان رجلًا نقيًّا يخاف الرب (سفر الملوك الثاني 4: 1). فعرض عليها النبي المساعدة وسألها عما تملك، فأخبرته أنه لم يتبقّى في البيت إلا دهنة زيت (سفر الملوك الثاني 4: 2)، فقال لها أن تستعير أوعية فارغة كثيرة من جيرانها، ثم تدخل المنزل هي وبنيها وتبدأ في ملئ الأوعية. وبالرغم من غرابة الطلب، لم نقرأ أن المرأة أعادت الكلام مع أليشع لتستفسر عن شيء في الكلام الغريب، ولكنها على الفور دخلت المنزل وأخذ الأولاد يقدمون لها الأوعية وتملأهم الواحد تلو الآخر، حتى أخبرها أحد أبنائها بعدم وجود أي أوعية أخرى متبقية، وحينها توقَّف الزيت (سفر الملوك الثاني 4: 3 – 6).
وعندما ذهبت للنبي أليشع وقصَّت عليه معجزة ملو الأوعية من دهنة الزيت، أخبرها بأن تقوم ببيع الزيت لتعيش هي وولداها بسلام (سفر الملوك الثاني 4: 7).
زوج المرأة صاحبة وعاء الزيت في زمن أليشع
Husband of the Widow and Her Pot of Oil تزوَّجت امرأة صالحة “مِنْ نِسَاءِ بَنِي الأَنْبِيَاءِ” رجلًا صالحًا مثلها يخاف الله (سفر الملوك الثاني 4: 1)، وكان الرجل معروفًا لدى النبي أليشع، وربما كان أحد تلاميذه. إلا أنه مات وتركها هي وولداها لديونهما، والتي بسببها اتخذ مُرابي من الابنين كعبيد له، إلى أن أنقذها أليشع من خلال معجزة امتلاء الأوعية الفارغة الكثيرة بالزيت القليل (سفر الملوك الثاني 4: 3 – 6).
ابنا الأرملة صاحبة وعاء الزيت في زمن أليشع
ولدت المرأة ابنين من زوجها الرجل الصالح الذي كان يخاف الله (سفر الملوك الثاني 4: 1)، إلا أنه بعد وفاة الرجل زادت ديونها لدرجة أن أحد المدينين المرابين أخذ ولديها عبدين يخدمانه. وعندما استنجدت المرأة بأليشع النبي، تمت بصلاته معجزة ملو العديد من الأوعية الفارغة من زيت قليل كان في منزلها، حيث كان ولداها يساعداها في ملو الأوعية. واستطاعَت بإرشاد النبي أن تقوم بإيفاء دينها وإنقاذ ولدها الأول والثاني والعيش في سلام (سفر الملوك الثاني 4: 2 – 7).
أحد أبناء الأرملة صاحبة معجزة دهنة الزيت في زمن أليشع
هو أحد الشقيقان اللذان وُلِدا من رجل صالح يخاف الله وامرأة “مِنْ نِسَاءِ بَنِي الأَنْبِيَاءِ”، إلا أنه بعد وفاة والدهما كَثُرَت الديون على الأسرة، واتخذ منهما أحد المرابين خدامًا عبيدًا له (سفر الملوك الثاني 4: 1). وعندما استنجدت المرأة بأليشع النبي، تمت بصلاته معجزة ملو العديد من الأوعية الفارغة من زيت قليل كان في منزلها، حيث كان ولداها يساعداها في ملو الأوعية، إلى أن أخبرها ابنها هذا بعدم وجود أوعية بعد حيث امتلأ الكل. واستطاعَت بإرشاد النبي أن تقوم بإيفاء دينها وإنقاذ ولديها والعيش في سلام (سفر الملوك الثاني 4: 2 – 7).
المرابي الذي أخذ ابنا الأرملة صاحبة وعاء الزيت في زمن أليشع
أدان هذا الرجل المرابي أرملة صالحة كانت متزوجة من رجل يخاف الله، فاتخذ من ولديها عبدين يخدمانه (سفر الملوك الثاني 4: 1). إلا أنها عندما طلبت مساعدة النبي أليشع، تمت بصلاته معجزة ملو أوعية فارغة من دهنة زيت قليلة، واستطاعت بذلك دَفْع الديون التي عليها، وأن تعيش مع ولديها في سلام (سفر الملوك الثاني 4: 2 – 7).
جيران الأرملة ذات الابنين الذين أعاروها أوعيتهم الفارعة لملو الزيت
طلب أليشع من الأرملة المديونة ذات الابنين – اللذان مات أبيهما الصالح – أن تحصل على ما استطاعت من الأوعية الفارغة، فقامَت بالاستعارة من جيرانها الكثير من الأوعية، وهي تلك الأوعية التي امتلأت بالزيت من خلال المعجزة الباهرة على يد أليشع النبي (سفر الملوك الثاني 4: 1 – 7). ومن خلال هذا تخلَّصت المرأة من ديونها للمرابي، وعاشت في سلام مع ولديها.
المرأتان اللتان أكلتا ابن إحداهن في المجاعة في زمن أليشع
Mothers Who Ate Their Sons بسبب حِصار الملك بنهدد ملك سوريا للسامرة، حدثت مجاعة كبيرة هناك. وفي أثناء تفقُّد يهورام ملك إسرائيل لأسوار المدينة نادَت عليه امرأة تطلب العدالة من امرأة أخرى. حيث عرضت عليها الثانية أن يأكُلا طفلها الصغير، على أن يأكلا ابن الثانية في اليوم التالي. إلا أنهما بعدما قتلا الأول وسلقاه وأكلاه، خبًّأت الثانية ابنها من يد الأم الأولى. وبسبب هذا توعّد الملك أليشع النبي بقتله (سفر الملوك الثاني 6: 26 – 31)، إلا أن النبي تنبًّأ بعدها بانتهاء الضيق العظيم.
أم الولد الذي أكلته مع امرأة أخرى في زمن أليشع
بسبب حِصار الملك بنهدد ملك سوريا للسامرة، حدثت مجاعة كبيرة هناك. وفي أثناء تفقُّد يهورام ملك إسرائيل لأسوار المدينة نادَت عليه هذه المرأة تطلب العدالة من امرأة أخرى. حيث عرضت عليها الثانية أن يأكُلا طفلها الصغير، على أن يأكلا ابن الثانية في اليوم التالي. ويا لصعوبة الموقف وقساوة القلب التي لتلك الأم، فقد قتلا ابنها وسلقاه! وفي اليوم التالي تراجعت الأم الثانية عن الفكرة وخبًّأت ابنها من يد هذه المرأة.
وبسبب هذا الخبر توعّد الملك أليشع النبي بقتله (سفر الملوك الثاني 6: 26 – 31)، إلا أن النبي تنبًّأ بعدها بانتهاء الضيق العظيم.
المرأة التي أكلت ابن امرأة أخرى معها في زمن أليشع
بسبب حِصار الملك بنهدد ملك سوريا للسامرة، حدثت مجاعة كبيرة هناك. وفي أثناء تفقُّد يهورام ملك إسرائيل لأسوار المدينة نادَت عليه امرأة تطلب العدالة من هذه المرأة. حيث عرضت هذه الأم عليها الأم الأولى أن يأكُلا طفلها الصغير، على أن يأكلا ابنها هي في اليوم التالي. إلا أنهما بعدما قتلا الأول وسلقاه وأكلاه، خبًّأت هذه المرأة ابنها من يد الأم الأولى. ربما بسبب تراجُعها عن الفكرة لصعوبة الأمر وارتباطها بابنها، أو ربما لكونها مجرد خدعت الأم الأولى لتأكل.. لم يتضح السبب..
وبسبب هذا الخبر الصعب توعّد الملك أليشع النبي بقتله (سفر الملوك الثاني 6: 26 – 31)، إلا أن النبي تنبًّأ بعدها بانتهاء الضيق العظيم.
الابن الذي أكلته أمه مع امرأة أخرى في زمن أليشع
بسبب حِصار الملك بنهدد ملك سوريا للسامرة، حدثت مجاعة كبيرة هناك. وفي أثناء تفقُّد يهورام ملك إسرائيل لأسوار المدينة نادَت عليه امرأة تطلب العدالة من امرأة أخرى. حيث عرضت عليها الثانية أن يأكُلا طفلها الصغير هذا، على أن يأكلا ابن الثانية في اليوم التالي. إلا أنهما بعدما قتلا هذا الابن وسلقاه وأكلاه، خبًّأت الثانية ابنها من يد الأم الأولى. ولم نعرف بالضبط سن الطفل الضحية هذا، إلا أنه كان ابنًا ذكرًا، وكان وزنه قليلًا بما يكفي وجبة واحدة أو طعام ليوم واحد فقط، حيث احتاجتا في اليوم الثاني إلى طعامٍ جديد.
وبسبب هذا توعّد الملك أليشع النبي بقتله (سفر الملوك الثاني 6: 26 – 31)، إلا أن النبي تنبًّأ بعدها بانتهاء الضيق العظيم.
الابن الذي نجا من أن يؤكل بواسطة المرأتان في زمن أليشع
بسبب حِصار الملك بنهدد ملك سوريا للسامرة، حدثت مجاعة كبيرة هناك. وفي أثناء تفقُّد يهورام ملك إسرائيل لأسوار المدينة نادَت عليه امرأة تطلب العدالة من امرأة أخرى. حيث عرضت عليها الثانية أن يأكُلا طفلها الصغير، على أن يأكلا ابن الثانية هذا في اليوم التالي. إلا أنهما بعدما قتلا الأول وسلقاه وأكلاه، خبًّأت الثانية هذا الطفل من يد الأم الأولى. ونجا هذا الابن من الموت بصورة بشعة كسابقه، ومن أن يصبح مجرَّد طعامًا لآخرين.
وبسبب هذا الموقف الصعب توعّد الملك أليشع النبي بقتله (سفر الملوك الثاني 6: 26 – 31)، إلا أن النبي تنبًّأ بعدها بانتهاء الضيق العظيم.
أليشاماع | أليشامع | أليشمع ابن عميهود
اسم عبري معناه “قد سمع الله” وهو:
ابن عميهود وأحد رؤساء أفرايم في بدء ارتحالهم في البرية (عدد 1: 10 و2: 18) وهو أحد أسلاف يشوع (1 أخبار 7: 26).
أليشاماع | أليشامع | أليشمع ابن يقمية
اسم عبري معناه “قد سمع الله” وهو:
ابن يقمية من سبط يهوذا (1 أخبار 2: 41).
أليشاماع | أليشامع | أليشمع ابن داود | أليشوع
اسم عبري معناه “قد سمع الله” وهو:
ابن داود. وقد ولد في أورشليم (1 أخبار 3: 1 و5 و6) انظر اليشوع.
أليشاماع | أليشامع | أليشمع ابن داود النبي
اسم عبري معناه “قد سمع الله” وهو:
ابن آخر لداود (2 صم 5: 16 و1 أخبار 3: 8).
أليشاماع | أليشامع | أليشمع الكاهن
اسم عبري معناه “قد سمع الله” وهو:
كاهن وهو أحد أولئك الذين أرسلهم يهوشافاط ليعلموا في مدن يهوذا (2 أخبار 17: 7 و8).
أليشاماع | أليشامع | أليشمع الكاتب والرئيس
اسم عبري معناه “قد سمع الله” وهو:
أحد الرؤساء وكان كاتبًا في حكم يهوياقيم (ارميا 36: و12 و20 و21) ويرَجح أنه نفس جد إسماعيل الذي قتل جدليا (2 ملو 25: 25 وارميا 41: 1).
أليصافان | ألصافان ابن عزيئيل، رئيس القهاتيين اللاويين
اسم عبري معناه “الله اخفي” وقد ورد:
اسم ابن عزيئيل ورئيس القهاتيين اللاويين في البرية (خر 6: 18 و22 وعدد 3: 30) وقد ساعد في رفع جثتي ناداب وأبيهو من قدام القدس إلى خارج المحلة (لا 10: 4) وقد أصبح أبًا لبيت ضمن عشائر إسرائيل (1 أخبار 15: 8 و2 أخبار 29: 13).
أليصافان | ألصافان ابن فرناخ، رئيس سبط زبولون
اسم عبري معناه “الله اخفي” وقد ورد:
اسم ابن فرناخ ورئيس في سبط زبولون وقد مثَّل هذا السبط عند تقسيم الأرض (عدد 34: 25).
أليعازر | أليعزر وكيل بيت إبراهيم | أليعازر الدمشقي
اسم عبري معناه “الله عون” أو “الله قد أعان” وقد ورد اسمًا لعدة أشخاص وهو:
الإنجليزية: Eliezer of Damascus.
أليعازر (وليس لعازر الدمشقي) وكيل بيت إبراهيم وخادمه الأمين (تك 15: 2). وقد أرسله إبراهيم لإحضار زوجة لإسحاق فذهب إلى فدان أرام وأحضر رفقة من هناك (تك 24).
أليعازر | أليعزر ابن موسى وصفورة
اسم عبري معناه “الله عون” أو “الله قد أعان” وقد ورد اسمًا لعدة أشخاص وهو:
الاسم بالإنجليزية: Eliezer، وبالعبرية: אֱלִיעֶזֶר. وهو ثاني أبناء موسى وصفورة (خر 18: 4 و1 أخبار 23: 15 و17 و26: 25). واسم أخيه الأول هو جرشوم (خر 2: 21 و22).
أليعازر | أليعزر ابن هرون
اسم عبري معناه “الله عون” أو “الله قد أعان” وقد ورد اسمًا لعدة أشخاص وهو:
اسم ابن هارون الثالث (خر 6: 23) وقد كرس كاهنًا مع أبيه وأخوته (خر 28: 1) وقد منع موسى ألعازار من النوح والظهور بمظهر الحزن عند موت أخويه ناداب وأبيهو فقد قتلا عندما قربًا نارًا غريبة (لا 10: 1 – 7) وقد أصبح حينئذ العازار رئيس اللاويين، وثانيًا لهارون في السلطة الكهنوتية (عدد 3: 32) وقبل موت هارون مباشرة نقل موسى ثياب الكهنوت ووظيفته (عدد 20: 25 – 28 وتثنية 10: 6) وظلّ في هذه الوظيفة بقية حياة موسى ومدة قيادة يشوع. وقد كان له نصيب كبير في توزيع أرض كنعان بالقرعة على أسباط إسرائيل (يش 14: 1) وقد خلفه في رئاسة الكهنوت ابنه فينحاس من ابنة فوطيئيل (قض 20: 28).
أليعازر | أليعزر البنياميني الرئيس
اسم عبري معناه “الله عون” أو “الله قد أعان” وقد ورد اسمًا لعدة أشخاص وهو:
رئيس من بني بنيامين (1 أخبار 7: 8).
أليعازر | أليعزر الكاهن، في عصر داود
اسم عبري معناه “الله عون” أو “الله قد أعان” وقد ورد اسمًا لعدة أشخاص وهو:
كاهن من الذين يضربون كانوا البوق أمام التابوت أثناء حكم داود (1 أخبار 15: 24).
أليعازر | أليعزر اللاوي، من عشيرة مراري
اسم عبري معناه “الله عون” أو “الله قد أعان” وقد ورد اسمًا لعدة أشخاص وهو:
اسم لاوي من عشيرة مراري من بيت محلي. وقد مات دون أن يعقب ابنًا وقد تزوجت بناته أبناء عمهن (1 أخبار 23: 21 و22 و24: 28 قارنه مع عدد 36: 6 – 9).
أليعازر | أليعزر رئيس الراؤبينيين
اسم عبري معناه “الله عون” أو “الله قد أعان” وقد ورد اسمًا لعدة أشخاص وهو:
أليعزر ابن زكري رئيس للراؤبينيين في أيام داود (1 أخبار 27: 16).
أليعازر | أليعزر النبي ابن دوداواهو
اسم عبري معناه “الله عون” أو “الله قد أعان” وقد ورد اسمًا لعدة أشخاص وهو:
وهو نبي وابن دوداواهو من مريشة. وقد تنبأ بغرق سفينة يهوشافاط لأنه اتحد مع أخزيا من بيت آخاب (2 أخبار 20: 37).
أليعازر | أليعزر ابن أبيناداب
اسم عبري معناه “الله عون” أو “الله قد أعان” وقد ورد اسمًا لعدة أشخاص وهو:
اسم ابن أبيناداب. وقد كرس رجال قرية يعاريم ألعازار حراسة التابوت عندما أرسل إليهم من بيتشمس (1 صم 7: 1).
أليعازر | أليعزر ابن أخوخي
اسم عبري معناه “الله عون” أو “الله قد أعان” وقد ورد اسمًا لعدة أشخاص وهو:
اسم أحد أبطال داود بن اخوخي (2 صم 23: و1 أخبار 11: 12).
أليعازر | أليعزر اليهودي، في عصر عزرا
اسم عبري معناه “الله عون” أو “الله قد أعان” وقد ورد اسمًا لعدة أشخاص وهو:
أحد اليهود البارزين في أيام عزرا، وقد أرسله عزرا مع غيره ليبحثوا عن اللاويين (عز 8: 16).
أليعازر | أليعزر ابن فينحاس، كاهن
اسم عبري معناه “الله عون” أو “الله قد أعان” وقد ورد اسمًا لعدة أشخاص وهو:
اسم كاهن وهو ابن فينحاس وقد ساعد رئيس الكهنة في عصر عزرا (عزرا 8: 33).
أليعازر | أليعزر الكاهن، في عصر عزرا
اسم عبري معناه “الله عون” أو “الله قد أعان” وقد ورد اسمًا لعدة أشخاص وهو:
كاهن من بني يشوع بْنِ يُوصَادَاق (عز 10: 18) أقنعه عزرا بترك زوجته الغريبة الجنس.
أليعازر | أليعزر ابن حاريم
اسم عبري معناه “الله عون” أو “الله قد أعان” وقد ورد اسمًا لعدة أشخاص وهو:
أليعزر مِنْ بَنُو حَارِيم، أقنعه عزرا بترك زوجته الغريبة الجنس (عز 10: 31).
أليعازر | أليعزر ابن فرعوش
اسم عبري معناه “الله عون” أو “الله قد أعان” وقد ورد اسمًا لعدة أشخاص وهو:
أليعازار مِنْ بَنِي فَرْعُوش، أقنعه عزرا أن يخرج امرأته الغريبة (عزرا 10: 25).
أليعازر | أليعزر اللاوي المتخذ زوجة غريبة
اسم عبري معناه “الله عون” أو “الله قد أعان” وقد ورد اسمًا لعدة أشخاص وهو:
أليعزر هو أحد اللاويين الذين تزوجوا بنساء غريبات (عزر 10: 23).
أليعازر | أليعزر الكاهن، في عصر نحميا
اسم عبري معناه “الله عون” أو “الله قد أعان” وقد ورد اسمًا لعدة أشخاص وهو:
اسم كاهن كان أحد الذين خدموا كعازفين على الآلات الموسيقية عند تدشين سور أورشليم في عصر نحميا (نحم 12: 27 و42). ويظن بعضهم أنه نفس الرجل المذكور في (عزرا 8: 33).
أليعازر | أليعزر ابن متتيا الكاهن، أخو يهوذا المكابي
اسم عبري معناه “الله عون” أو “الله قد أعان” وقد ورد اسمًا لعدة أشخاص وهو:
اسم ابن متتيا الكاهن وأخي يهوذا المكابي في الأسفار القانونية الثانية (1 مكا 2: 5) وفي المعركة التي حدثت بين يهوذا والسوريين في بيت زكريا ذهب إلى أحد فيلة السوريين ظانًا أن الملك على هذا الفيل ونزل تحته وقتله فسقط عليه الفيل ومات في مكانه (1مكا 6: 43 – 46).
أليعازر | أليعزر ابن أليود، من أسلاف المسيح
اسم عبري معناه “الله عون” أو “الله قد أعان” وقد ورد اسمًا لعدة أشخاص وهو:
اسم ابن اليود وأحد أسلاف يسوع المسيح (مت 1: 15) وقد ورد بصورة اليعازار وورد في الترجمة اليسوعية للكتاب المقدس بصورة العازار.
أليعازر | أليعزر ابن يوريم، من أسلاف المسيح
اسم عبري معناه “الله عون” أو “الله قد أعان” وقد ورد اسمًا لعدة أشخاص وهو:
ابن يوريم وواحد من أسلاف المسيح (لو 3: 29).
أليعام أبو بثشبع امرأة أوريا التي تزوجها داود
← اللغة الإنجليزية: Eliam – اللغة العبرية: אֱלִיעָם – اللغة اليونانية: ελιαβ.
اسم عبري معناه “الله قريب” وقد تسمى بهذا الاسم:
أبو بثشبع التي كانت امرأة أوريا وأخذها داود (2 صم 11: 3) وقد ورد ذكره في 1 أخبار 3: 5 باسم “عميئيل”.
أليعام ابن أخيتوفل المشير
← اللغة الإنجليزية: Eliam ben Ahithophel the Gilonite – اللغة العبرية: אֱלִיעָם – اللغة اليونانية: ελιαβ.
اسم عبري معناه “الله قريب” وقد تسمى بهذا الاسم:
ابن اخيتوفل وأحد أبطال جيش داود (2 صم 23: 8 و34). وقد ظن بعضهم أمه هو نفس أبو بثشبع.
أليف
وهي في العبرية “ألوف” بمعني “قرين” أو “مرشد” أو “صاحب”، وقد وُرِدَت بهذا المعني في المزامير (55: 13)، وفي الأمثال (2: 17)، وفي إرميا (3: 4).
أليفاز ابن عيسو وعدا
← اللغة الإنجليزية: Eliphaz – اللغة العبرية: אֱלִיפַז / אֱלִיפָז – اللغة اليونانية: ελιφας.
اسم عبري وربما كان معناه “الله ذهب نقي” وقد ورد اسم لشخصين وهما:
ابن عيسو من امرأته عدا، وأبو تيمان (تك 36: 4 و11 و12 و15 و16 و1 أخبار 1: 35 و36).
أليفاز التيماني، صاحب أيوب
← اللغة الإنجليزية: Eliphaz the Temanite – اللغة العبرية: אֱלִיפַז / אֱלִיפָז – اللغة اليونانية: ελιφας – اللغة القبطية: Elivac `pouro `nYemanwn.
اسم عبري وربما كان معناه “الله ذهب نقي” وقد ورد اسم لشخصين وهما:
أحد أصحاب أيوب الثلاثة، وكان من تيمان في أدوم وربما كان من نسل أليفاز (ابن عيسو) (أيوب 2: 11) وكان أليفاز أول من تكلم بين أصحاب أيوب الثلاثة. وقد وردت أقواله في أيوب ص 3 – 8 و15 و22 – 14 وقد ذكر في هذه الأقوال أن كل ألم هو نتيجة الخطية، وأن خطايا أيوب لا بدّ وأن تكون جسيمة لأنه قاسى آلامًا مبرحة. ولكن في النهاية وبخ الله أليفاز ورفيقيه الآخرين لأنهم اتهموا أيوب بما لم يصدر عنه (أيوب 42: 7 – 9).
أليفاز التيماني أول أصحاب أيوب الثلاثة وأشهرهم (اي 2: 11)، وقد جاءوا من بلاد بعيدة ليواسوا أيوب ويعزوه عندما سمعوا بما أصابه.
ويتضح من أقواله في الأصحاحات (4، 5، 15، 22) أنه كان مقدام الثلاثة، وذلك لعمق أقواله واصالتها، فلم تكن أقوال الآخرين سوى صدى وترديد لأفكاره، كما أن الرب خاطبه كممثل لجميع أصحابه (أي 42: 7) عندما تحدث إليهم من العاصفة، موضحا لهم خطأهم في الإساءة إلى أيوب والى الحق.
ويبدو أليفاز في صورة حكيم وقور من حكماء تيمان في أدوم (فتيمان مشهورة بأنها بلد الحكمة – ارميا 49: 7، مع كل بلاد أدوم، كانت هذه الحكمة وليدة أزمنة من الفكر والاختبار (أي 15: 17 – 19)، كما من الدراسة المتأنية الناضجة (أي 5: 27)، وفي حديثة الأول يستخرج النتيجة من المقدمات في بلوى أيوب (أي 4: 7 – 11)، فهو يستند في مقدمته إلى فساد الطبيعة الأصلية (اي 4: 17 – 19)، ويبدي هدوءا جعل أيوب يغلي من الغيظ (أي 5: 2 و3، انظر رد أيوب في 6: 2 و3، 30: 24)، ويعده برد سبيه عند التوبة التوبة والخضوع (أي 5: 17 – 27).
وفي حديثه كان ثائرًا بسبب كلام أيوب الذي يناقض التقوى (15: 4) ويعزو ذلك للإثم (5: 6) ويكرر الحديث عن فساد الإنسان (15: 14 – 16) ويصف المصير المروع للرجل الشرير وقد تبعه أصحابه في ذلك (15: 20 – 35).
وفي حديثه الثالث تحرك من منطلق نظريته، ليلتصق الخداع وارتكاب الجرائم بأيوب، ويعدد آثامه التي انغمس فيها، لأن الله أبعد من أن يرى (22: 5 – 15) ولكن الباب مازال مفتوحا أمامه للتوبة وهجران الإثم، واسترداد الصحة والثروة (22: 21 – 30).
تبدو أقواله حكيمة رصينة، ولكن أيوب رأى أنها نظريات جامدة باردة (16: 4 و5) مليئة بالإرشادات الدينية من وجهة تجريدية، وكان خطأ أصحاب أيوب، هو ظنهم الراسخ في شر أيوب، وتمسكهم بنظرياتهم في مواجهة الحقيقة، دون اعتبار لمشاعر الصداقة الإنسانية.
أَلِيفَال
Eliphal ben Ur اسم عبري معناه “الله قد قضى” وهو أحد أبطال جيش داود وأبن أور (1 أخبار 11: 26 و35) وقد ورد ذكره في (2 صم 23: 34) باسم أليفلط بن أحسباي.
أليفالط | أليفلط ابن أحسباي، من أبطال جيش داود | أليفال
اسم عبري معناه “الله نجاه” وهو اسم:
Eliphelet ben Ahasbai the Maakathite ابن أحسباي، وأحد أبطال جيش داود (2 صم 23: 34) وقد ورد ذكره في (1 أخبار 11: 35) باسم أليفال.
أليفالط | أليفلط ابن داود
اسم عبري معناه “الله نجاه” وهو اسم:
ابن لداود ولد في أورشليم (1 أخبار 3: 5 و6 و14: 5).
أليفالط | أليفلط ابن لداود في أورشليم
اسم عبري معناه “الله نجاه” وهو اسم:
ابن آخر لداود ولد في أورشليم أيضًا، وربما بعد موت الابن المولود في أورشليم (2 صم 5: 16 و1 أخبار 3: 8 و14: 7).
أليفالط | أليفلط ابن عاشق
اسم عبري معناه “الله نجاه” وهو اسم:
ابن عاشق من سبط بنيامين (1 أخبار 8: 39).
أليفالط | أليفلط ابن أدونيقام
اسم عبري معناه “الله نجاه” وهو اسم:
أحد أبناء أدونيقام. وقد رجع من سبي بابل مع عزرا من بابل [عددهم: 61] (عز 8: 13).
أليفالط | أليفلط ابن حشوم
اسم عبري معناه “الله نجاه” وهو اسم:
أليفلط مِنْ بَنِي حَشُوم، وكان من ضمن من أقنعهم عزرا بترك نسائهم الغريبات (عز 10: 23).
أليكرنسس
← اللغة الإنجليزية: Alicarnassus / Halicarnassus – اللغة العبرية: הליקרנסוס – اللغة اليونانية: Ἁλικαρνᾱσσός.
كانت أليكرنسس (1 مك 23: 15) أكبر المدن وأقواها في إقليم كاريه القديم Caria في آسيا الصغرى، وكانت تقع على شاطئ أحد الخلجان وعلى بعد نحو خمسة عشر ميلا من جزيرة كوس، وكانت تتميز بموقعها الجميل ومناخها المعتدل اللطيف، كما تميزت الأراضي المحيطة بالخصب الشديد وبوفرة أشجار التين واللوز والزيتون.
وقد سمح لملوك كاريه بالاستمرار في الحكم بعد أن سقط ذلك الإقليم في أيدي الفرس. ولقد كانت الملكة أرطيميزيا من أشهر حكام ذلك الإقليم وقد اشتركت في معركة سلاميس البحرية، أما أشهر ملوك ذلك الإقليم على الإطلاق، فهو الملك “موسولوس” الذي امتدت فترة حكمه من 373 ق. م. إلى 353 ق. م. وقد دفن عند موته في قبره الشهير الذي ظل طويلا يعتبر من بين عجائب العالم القديم، ويقول بلليني أن القبر كان دائري الشكل ارتفاعه 140 قدمًا، وكان محيطه يبلغ نحو 411 قدمَا، وبالإضافة إلى ذلك، كانت الأعمدة تحيط بهذا القبر، حيث بلغ عددها 36 عمودًا، كما كانت تعلو قبة هرمية، وحين يصف الكاتب القديم فيتروفيوس تلك المدينة يقول ان الساحة كانت تقع على طول الشاطئ، وكان يقوم إلى الخلف منها ذلك الضريح الفخم “الموسوليوم”، ثم يقوم هيكل افله مارس وراء كل ذلك أما هيكل فينوس وعطارد فكانًا إلى يمين الساحة وكان يقوم إلى يسارها قصر الملك موسولوس.
ومما يجدر ذكره، أن الإسكندر الأكبر لم يتمكن من فتح المدينة وتدميرها إلا بعد حصار طويل، كما أنه لم يتمكن من الاستيلاء على الحصن المنيع داخل المدينة، ومع أن أحدًا لم يقم ببناء تلك المدينة مرة أخرى لتعود كما كانت، إلا أنه من المرجح أنها كانت مسقط رأس كل من هيرودوت وديونيسيوس، كما أنه من المؤكد أن عددا من اليهود قد استقروا هناك، إذ نعلم أن مجلس الشيوخ الروماني قد اصدر خطابا في 139 ق. م لصالح اليهود، وذلك كما جاء في سفر المكابيين الأول (15: 23) أما في القرن الأول قبل الميلاد، فقد صدر مرسوم في اليكرنسس يقضي بمنح اليهود فيها حرية العبادة “بحسب الشرائع اليهودية” وأن يقيموا عبادتهم بقرب البحر عادات أجدادهم “(يوسيفوس المجلد 14، الفصل العاشر: 23).
وتقوم الآن مدينة “لودرون” الحديثة في موقع اليكرنسس القديمة وتغطي جزءا كبيرا من موقعها القديم، وهي تقع إلى الجانب الغربي من قلعة القديس بطرس، والتي شيدها فرسان رودس في عام 1404 م بأنقاض الضريح الفخم (الموسوليوم).
وقد قام اللورد “ردكليف” Redcliffe باستكشاف تلك الآثار في عام 1846 م، وأرسل الكثير من الألواح الأثرية المنحوتة – التي وجدها في تلك القلعة – إلى المتحف البريطاني بلندن، حيث تقبع هناك الآن، ثم تلاه السير “نيوتن” والذي قاد الحملات الاستكشافية في عاميّ 1857، 1858، فاستطاع أن يضيف الكثير من قطع النحت الأثرية إلى المجموعة السابقة في المتحف البريطاني، وقد تمكن في أثناء حملته من العثور على أساسات المعبد الهائل لأفروديت، كما استطاع العثور على الأساس الحجري الأخضر للضريح الفخم “الموسوليوم” والذي أقيمت عليه المنازل التركية الحديثة، كما اكتشف العديد من المقابر خارج المدينة القديمة وجدير بالذكر أن أسوار المدينة، التي بناها الملك موسولوس في حوالي 360 ق. م والتي تبين حدود المدينة القديمة، ما زالت قائمة إلى يومنا هذا، أما الميناء القديم وحاجزه الأثري – الذي بني لكسر حدة الأمواج المتلاطمة أمام الميناء – فقد اختفيا عن الأنظار تمامًا، ويمكن للسائح الوصول إلى تلك الآثار باستخدام أحد القوارب التي تقع من جزيرة كوس.
أليهو أخو داود الأكبر
اسم عبري معناه “هو الله” وقد ورد:
اسم أكبر أخوة داود (1 أخبار 27: 18) ويدعى أيضًا أليآب (1 صم 16: 6). وكان رئيسًا على سبط يهوذا وقت مُلك داود.
أليهو رئيس سبط منسى
اسم عبري معناه “هو الله” وقد ورد:
أحد الرؤساء في سبط منسى وقد تبع داود إلى صقلغ (1 أخبار 12: 20).
أليهو اللاوي القورحي
اسم عبري معناه “هو الله” وقد ورد:
لاوي من القورحيين من بني عوبيد أدوم وكان واحدًا من حرّاس أبواب المقدس في عصر داود (1 أخبار 26: 1 و8).
أليهو ابن برخئيل البوزي، صديق أيوب
← اللغة الإنجليزية: Elihu, the son of Barachel the Buzite – اللغة القبطية: Eliouc `ps / ri `mBara,i / l Piboucit / c.
اسم عبري معناه “هو الله” وقد ورد:
ابن برخئيل البوزي وهو واحد من أصحاب أيوب وقد أدلى بحديثه (سفر أيوب 32 – 37) بعد أن فرغ أصحاب أيوب الثلاثة المتقدمون في السن من كلامهم. وقد أنّب أيوب لأنه يبرر نفسه من دون الله، وقد وبّخ أصحاب أيوب الثلاثة لأنهم أوقعوا اللوم على أيوب. وقد أشار أليهو إلى أنه يمكن أن يكون الألم واسطة الله في تأديب الأبرار وتعليمهم. وقد مهدت عباراته التي نطق بها من عظمة الله، لكلمات الله لله، لكلمات الله ذاته.
وقد أصغى صامتًا للحوار الذي دار بين أيوب وأصحابه، وبنظرته العادلة للحق، قاد الفريقين إلى جادة الصواب، كان من عشيرة بوز (تك 22: 21).
أخي عوص من عشيرة رام أرام، ولم يرد ذكره إلا بداية من الأصحاح الثاني والثلاثين، عندما كف أصحاب أيوب عن الكلام، وانتهت أقوال أيوب، انفسح المجال لأليهو وحده حتى تجلى الرب في العاصفة، وأحاديثه الربعة تشغل الأصحاحات 32 – 37 من سفر أيوب (أي 32 – 37).
ويزعم بعض النقاد أن هذا الجزء من أيوب قد أضيف إليه في وقت لاحق بيد كاتب آخر، ويزعمون وجود غوامض وإسهابات واختلافات في الأسلوب، ليثبتوا شخصًا آخر – اقل مقدرة – قد أضاف هذه الأصحاحات، وذلك لأنهم ينظرون إليها كمبحث تعليمي أو كحوار لاهوتي، لكن الأمر يبدو مختلفًا تمامًا عندما نقرأها كقصة درامية، وبمعنى آخر عندما نتحقق من أن أهم ما يعني به السفر ليس الحوار الجدلي بل القصة ذاتها، ومتى نظرنا إليها هذه النظرة، نجد أن أقوال أليهو كانت عاملًا قويًّا في الإعداد لحل عقدة القصة.
لقد دافع أيوب عن كماله، وأبدي استعداده لعرض قضيته أمام الله (الأصحاحات 31، 35 – 37)، أما أصحاب أيوب فقد فرغت جعبتهم، فظلوا صامتين أمام ثلاثة أحاديث لأيوب، لا يحيرون جوابا، عند ذلك ظهر أليهو ليمد حوارهم بدم جديد، دم شباب، ويترافع عن قضيتهم بأفضل مما يستطيعون، لقد اتفق معهم في توجيه اللوم لأيوب (34: 34 – 37)، وكان الخلاف بينه وبينهم، هو أنهم لم يحسنوا تقديم حججهم (32: 3 و5).
وأقواله مليئة بروح الحزم الذي لا يخلو من السخرية، وهو يضيف إلى ما سبق عن قيمة الألم في التقويم، وعن وسائل الله في الإعلان بالأحلام والرؤى وعن المرسل الوسيط (33: 13 – 18) ويتحدث عن قوة الله وحكمته في الطبيعة.
وبهذا نرى انه كان لأليهو دور حقيقي في القصة.
أليهو عيناي ابن مسلميا
اسم عبري معناه “عيناي نحو يهوه” وقد ورد:
اسم لاوي من عشيرة قورح، وهو ابن مسلميا وكان أحد حرّاس أبواب المقدس في أورشليم (1 أخبار 26: 2 و3).
أليوعيناي رئيس بيت في سبط شمعون
اسم عبري معناه “عيناي نحو يهوه” وقد ورد:
اسم رئيس بيت في سبط شمعون (1 أخبار 4: 24 و36).
أليوعيناي الكاهن، في عصر عزرا
اسم عبري معناه “عيناي نحو يهوه” وقد ورد:
اسم كاهن مِنْ بَنِي فَشْحُور، أقنعه عزرا بترك زوجته الغريبة (عزرا 10: 22)، وكان من ضمن الكهنة المبوقين (نحميا 12: 41).
كما يوجد في نفس القائمة شخص من العامة يحمل نفس الاسم، وهو أَلْيُوعِينَاي مِنْ بَنِي زَتُّو (عز 10: 27).
جبل أَمَانَة
كلمة عبرية معناها “الثبات” وهي اسم لجبل لبنان الصغير. وربما يقع نبع نهر ابانة، الذي يسّمى أيضًا أمانة، في هذا الجبل (نشيد 4: 8).
امبراطور
وهو لقب “أباطِرة” الرومان (أع 25: 21 و25)، وتستخدم كلمة “إمبراطور” حاليًا للدلالة على من يحكم مساحات شاسعة تزيد عن مملكة واحدة، وفي القانون الروماني، نجد فكرتين هامتين:
أولًا: أنه مهما بلغ من الدكتاتورية، فإنه كان يمارس هذه السلطة كمفوض عن الدولة، بينما كان الملوك يحكمون بالشرعية الشخصية.
ثانيًا: كان ينادي إمبراطور بناء على موافقة الجيوش الرومانية، ولكن هذا التمايز لا نجده في الكتاب المقدس فكورش ونبوخذنصر وقيصر يشار إليهم جميعًا على أنهم ملوك (عزرا 1: 1، دانيال 3: 29، يوحنا 19: 15 بالترتيب)، والمسيح هو “ملك الملوك” (رؤ 19: 16)، ولا يُقال عنه إمبراطور.
أَمْبِليَاس | أَمْبِلياتِس
Amplias اسم لاتيني معناه “متسع” وهو اسم أحد المسيحيين في رومية الذين أرسلهم إليهم الرسول بولس سلامه (رو 16: 8).
أَمِيْو
تستخدم كلمة أمير في الترجمة العربية للكتاب المقدس للدلالة على رئيس قبيلة أو قائدها، أو رئيس أسرة فمثلًا أطلق على أدوم (تك 36: 5 – 43) ويطلق اللقب أمير على قائد حربي في جيش إسرائيل (1 مل 9: 22) أو رومية (أعمال 21: 32) وقد ورد اسم أمير في زكريا 9: 7 ترجمة لكلمة عبرية يحسن أن تترجم “أسرة” أو “عشيرة”.
أمري أبو زكور
اسم عبري اختصار امريا وقد ورد:
اسم أبي زكور الذي بنى جزءًا من سور أورشليم في زمن نحميا (نحم 3: 2).
أمريا ابن عزريا
اسم عبري معناه “قال يهوه” وقد ورد:
اسم رئيس كهنة هو ابن عزريا (1 أخبار 6: 11 وعز 7: 3).
أمريا رئيس كهنة في عصر نحميا
اسم عبري معناه “قال يهوه” وقد ورد:
اسم رئيس بين الكهنة الذين رجعوا من بابل إلى أورشليم مع زر بابل ورئيس أحد بيوت الآباء (نحم 12: 2 و7 و13).
أمريا الكاهن
اسم عبري معناه “قال يهوه” وقد ورد:
اسم كاهن ختم العهد في زمن نحميا (نحم 10: 3).
أمريا الذي تزوج امرأة غريبة في عصر عزرا
اسم عبري معناه “قال يهوه” وقد ورد:
أمريا مِنْ بَنِي بَانِي، هو اسم واحد ممن أقنعهم عزرا بترك زوجاتهم الغريبات (عز 10: 42).
أمريا ابن شفطيا
اسم عبري معناه “قال يهوه” وقد ورد:
اسم ابن شفطيا من سبط يهوذا (نحم (11: 4).
أمريا الكاهن الرئيس في عصر يهوشافاط
اسم عبري معناه “قال يهوه” وقد ورد:
كاهن رئيس في زمن يهوشافاط (2 أخبار 19: 11) وقد عينه الملك ليعطي رأيًا بشأن شريعة الرب في المنازعات في الأمور القانونية.
أمريا اللاوي
اسم عبري معناه “قال يهوه” وقد ورد:
اسم لاوي عاون في توزيع التقدمات للكهنة في زمن حزقيا (2 أخبار 31: 14 و15).
أمصي ابن زكريا، كاهن
اسم عبري وريما كان اختصار “امصيا” وقد ورد:
اسم ابن زكريا وكان كاهنًا في زمن نحميا (نحم 11: 12).
أمصيا الشمعوني
اسم رجل من سبط شمعون (1 أخبار 4: 34).
أمصيا الكاهن من بيت إيل
اسم كاهن في بيت ايل وقد منع النبي عاموس من التكلم ضد يربعام بن يوآش ملك إسرائيل، وضد المقدس في بيت ايل. وقد تنبأ عاموس بأن امصيا سوف يؤخذ في السبي (عاموس 7: 10 – 17).
فقد أرسل إلى يربعام الثاني ملك إسرائيل، كل أقوال عاموس ضد يربعام، وقال لعاموس: “اذهب اهرب إلى ارض يهوذا وكُل هناك خبزا وهناك تنبأ، أما بيت ايل فلا تعد تتنبأ فيها بعد لأنها مقدس الملك وبيت الملك”، فواجهة النبي بما سيصيبه ويصيب بيته.
فناء الأمم
وهو الجزء الخارجي المتسع من هيكل هيرودس، وكان مَرْصُوفًا بالرخام، وكان يجلس فيه باعة الطيور والحيوانات الطاهرة التي كانت تقدم منها الذبائح في الهيكل، وكذلك كان يجلس الصيارفة لاستبدال النقود للقادمين من مختلف البلدان، والأرجح أنه المكان الذي طرد منه المسيح هؤلاء الناس (مت 21: 12، يو 2: 14 – 17)، ولم يكن هذا الجزء من الهيكل يعتبر مقدسا بل كان مباحا للأمم، وكان الناس يحتمون فيه بظل الحوائط من أشعة الشمس المحرقة، وكان مكانا لاجتماع الناس من مختلف الأجناس والفئات والطبقات، فكان أشبه بالمنتدى.
تل أمَّة
كلمة عبرية معناها “ام” وتلّ امّة تلّ تجاه جيح قرب جبعون. وقد سعى يوآب وراءه ابنير إلى هذا المكان (2 صم 2: 24) انظر “زمام القصبة” (2 صم 8: 1).
أمة | عبدة | جارية
هناك كلمتان عبريتان في العهد القديم تترجمان بهذا المعنى، هما “شفهاه” و “أمة”. وتستخدم الكلمة الأولى مثلًا في (التكوين 16: 1، 25: 12، 29: 24 و29) وفى (سفر الأمثال 30: 23)، و(نبوة إرميا 34: 11 و16)، و(نبوة يوئيل 2: 29). وتستخدم الكلمة الثانية “أمة” في (سفر الخروج 23: 12)، و(سفر القضاة 19: 19)، و(صموئيل الثاني 6: 20). وجمع أمَة إماء.
وتستخدم الكلمة الأولى تعبيرًا عن الاستخفاف بالنفس والتواضع في محضر العظماء والأنبياء والملوك، كما في (راعوث 2: 3)، (صموئيل الأول 1: 18، 28: 21)، و(صموئيل الثاني 14: 6)، و(الملوك الثاني 4: 2 و16).
وتستخدم الكلمة الثانية أيضا بنفس المعنى في (راعوث 3: 9)، (صموئيل الأول 1: 16، 25: 24 و28 و31 و41)، و(صموئيل الثاني 20: 17) و(الملوك الأول 1: 13 و17، 3: 20).
كما تستخدم الكلمة الثانية – دون الأولى – للدلالة على التواضع في محضر الرب، كما في (صموئيل الأول 1: 11)، و(المزامير 86: 16، 116: 16).
أما في العهد الجديد فتوجد أيضا كلمتان يونانيتان تترجمان بهذا المعنى، هما: “باديسكا” παιδίσκη في (متى 26: 69)، و(يوحنا 18: 17)، و(أعمال الرسل 12: 13، 16: 16)، و(غلاطية 4: 22 و23). والكلمة الثانية هي “دولة” δούλη وَتَرِد في (لوقا 1: 38 و48) و(أعمال الرسل 2: 18).
إمير الكاهن
كلمة عبرية معناها “غنم” وقد ورد:
اسم كاهن في عصر داود وقد كانت الفرقة السادسة عشر من الكهنة من نسله (1 أخبار 24: 14) وربما كان هو سلف الكهنة المذكورين في (1 أخبار 9: 12 ونحم 11: 13 وعز 2: 37 و10: 20 ونحم 7: 40)، حيث رجع من السبي البابلي بعض من أسرته مع زربابل [عددهم: 1052]. وقد ذُكِرَ في الشاهد الأول باسم إيمير.
إمير أبو فشحور، كاهن
كلمة عبرية معناها “غنم” وقد ورد:
اسم أب فشحور كاهن في عصر ارميا (إر 20: 1).
إمير أبو صادوق الكاهن
كلمة عبرية معناها “غنم” وقد ورد:
اسم أب صادوق الكاهن الذي ساعد في بناء الهيكل في زمن نحميا (نحم 3: 29).
إمير، مكان في بابل
كلمة عبرية معناها “غنم” وقد ورد:
اسم مكان في بابل رجع منه المسبيون العبرانيون إلى أورشليم مع زر بابل ولكنهم لم يمكنهم أن يثبتوا نسبهم العبراني (1 عز 2: 59 ونحم 7: 61) ويظن بعضهم أنَّ هذا كان اسمًا لشخص عبراني ولم يكن اسم مكان.
صفة الأَمَانَة
صفة من صفات الله تعالى وتدلّ على إقرار كل ما وعد به العدل الإلهي وإظهاره في أوانه (عد 23: 19 ومز 89: 1 و33 و34).
وهي صِفة أو خاصية تُنْسَب في الكتاب المقدس إلى كل من الله والإنسان، وسنقتصر في هذا البحث على تعليم الكتاب عن الأمانة فيما يختص بالله.
تعتبر الأمانة إحدى الصفات المميزة لطبيعة الله الأخلاقية إذ أنها تشير إلى ثبات الله ووفائه في علاقاته بالناس وبخاصة مع شعبه فهي إذا أحد جوانب صدق الله وحقه وعدم تغيره.
أن الله صادق ليس فقط لأنه هو الله حقا بالمقابلة مع كل ما ليس إلهًا، وفيه تتحقق فكرة الألوهية، ولكن لأنه ثابت وأمين في حفظ مواعيده، ولهذا فهو جدير بالثقة. فالله غير متغير في طبيعته الأدبية، وكثيرًا ما يربط الكتاب بين عدم تغير الله وصلاحه ورحمته، وأيضًا بصدقه وثباته من جهة مواعيد عهده، وهذا هو ما يعنيه العهد القديم بأمانة الله.
1 – أمانة الله في العهد القديم: تنسب هذه الصفة إلى الله في العهد القديم في آيات لا تذكر فيها تصريحًا الكلمات العبرية الدالة على الأمانة، فهي متضمنة في اسم العهد “يهوه” كما يعلنه سفر الخروج (3: 13 – 15) فهو لا يعبر فقط عن وجود الله الذاتي وعدم تغيره بل – كما توضح القرينة – يضع عدم تغير الله في علاقة خاصة بمواعيده الكريمة، وهكذا يدل على أمانة الله الثابتة غير المتغيرة، التي يؤكدها العهد القديم لتثبيت الثقة في الله (تث 7: 9، مز 36: 5، إش 11: 5، هو 12: 6 و9).
بالإضافة إلى ذلك فإن أمانة الله وعدم تغيره، تتضمنها الآيات التي تتحدث عن الله بأنه “الصخر” باعتباره الأساس المضمون الأكيد للاتكال عليه (تث 32: 4 و15، مز 18: 2، 42: 9، إش 17: 10.. إلخ.)، وهذه الصفة نفسها يتضمنها إعلان الله نفسه لموسى ولإسرائيل بأنه اله إبراهيم واسحق ويعقوب، إله آبائهم (خر 3: 6 و15 و16)، والحق المعلن هنا فيما يختص بالله، ليس هو – ببساطة – أنه يقف موقفا كريما من الآباء فحسب، لكنه أيضًا أمين لوعوده الكريمة لآبائهم، وكما كان مع آبائهم، فإنه سيظل كذلك لموسى ولإسرائيل.
هذه هي الفكرة الأساسية في العهد القديم فيما يختص بأمانة الله، ويمكن أن نرى هذا أيضًا في الكلمات العبرية المستخدمة للتعبير عن طبيعة الله وعمله، هذه الكلمات هي: “نيامان” اسم المفعول المشتق من “أمان” وتستخدم صفة بمعنى “أمين” كما تستخدم “ايميت” و “ايميوناه” بمعنى “أمان”. ومصدر الكلمة “أمان” يعني أن تكون “آمنا” أو “ثابتا” فهي تدل في هذه الصيغة (اسم الفاعل) على ثبات شيء يدعم شيئا آخر، إذ تستخدم للتعبير عن المربية التي تحمل طفلا (عدد 11: 12، 2 صم 4: 4، إش 49: 23).
وفي اسم المفعول تدل على ثبات الشيء المحمول أو المدعوم، على سبيل المثال: الطفل المحمول (إش 60: 4)، أو البيت الراسخ الأساس (1 صم 2: 35، 25: 28)، والحائط الذي يمسك الوتد بشدة (إش 22: 23 و25)، والمملكة الراسخة (2 صم 7: 16)، القلب الأمين (نح 9: 8)، فالفعل المبني للمجهول يؤدي معنى الصدق، أي أن الكلمات والتأكيدات تتفق مع الحقيقة، على سبيل المثال: للأقوال والإعلانات (تك 42: 20، هو 5: 9)، والأشخاص (إش 8: 2، ارميا 42: 5)، كما أن له معنى أن يكون أمينا عندما يستخدم للناس (عدد 12: 7، مز 101: 6، نح 13: 13.. إلخ.)، وفي هذا المعنى يستخدم في وصف “يهوه” حافظ العهد، للتعبير عن الحقيقة أنه ثابت غير متغير، أي أنه أمين بالنسبة لمواعيد عهده، فهو لابد أن يتممها (تث 7: 9، إش 49: 7، هو 11: 12). ويستخدم الاسمان “ايميت” و “ايميوناه” بنفس الصورة. وعلاوة على الحالات التي تستخدم فيها “ايميت” للدلالة على فكرة الحق أو مطابقة الكلمات والأفكار للحقيقة، والحالات التي تشير إلى اتفاق الأعمال والكلمات مع النوايا، وهذا هو الإخلاص، تستخدم أيضًا للدلالة على فكرة الأمانة كما سبق القول، أما بالنسبة للاسم “ايميوناه”، فمع وجود آيات قليلة، قد يدل فيها على الصدق، فانه عادة يشير إلى فكرة الأمانة، والإخلاص والثبات، وبخاصة في إتمام كل الالتزامات، في هذا المعنى لا تستخدم هذه الكلمات في وصف الناس فحسب، بل لوصف الله أيضًا للتعبير عن أنه دائما صادق وأمين لمواعيد عهده، وهذه هي الصفة التي يتحدث عنها المزمور (40: 10)، والعظمة التي يؤكدها بالقول بأن أمانة الله إلى الغمام (مز 36: 5)، وهي موضوع الحمد (مز 89: 1 و2، 92: 2)، والتي يقول عنها إنها يجب أن تكون موضوع الحمد والثناء من كل الناس (مز 89: 5 و8)، وتوصف هذه الأمانة ذاتها بإثبات لأن المرنم يقول إنها تدوم إلى الأبد (مز 100: 5)، ولأنها صفة مميزة من صفات الله، فهي مميزة أيضًا لخلاصه، وبذلك فهي أساس الثقة في أن الله سيسمع الصلاة (مز 143: 1)، كما أن فيها الأمان للإنسان التقي (مز 91: 4)، ومصدر معونة الله لشعبه (مز 31: 5)، ويتفق مع ذلك، أننا نجد في النبوات أن خلاص شعبه لا يستند على استحقاق أو فضل فيهم، ولكنه يعتمد كلية على رحمته ونعمته وأمانته.
وعندما جلب إسرائيل على نفسه دينونة الله، بدا كما لو أن الوعد، قد خاب، ولكن حاشا لله فهو أمين لكلمة وعده التي تثبت إلى الأبد (إش 40: 8)، ومنذ الأزل تتميز كل مشوراته بالأمانة والصدق (إش 25: 1)، وهذا ليس بسبب أمانة إسرائيل، بل لأجل نفسه قد محا ذنوبهم (إش 43: 22 – 25، ميخا 7: 18 – 20).
وفي سفر الخروج (34: 6) يشار إلى أمانة الله (ايميت) على أنها تعني – بكل جلاء – ثباته من جيل إلى جيل، وفي التثنية (32: 4) نجد أيضًا أمانة الله “ايميوناه” بالمقارنة مع أمانة إسرائيل، وهو ما ينطبق على كلمة “ايميت” المترجمة بكلمة “حق” (مز 31: 5، 91: 4)، كما ينطق على المواضع العديدة حيث ترتبط رحمة الله بحقه (ايميت) وحيث رحمته هي مصدر مواعيده الكريمة (مز 25: 10، 57: 3، 61: 7، 85: 10، 86: 15).
وحيث أن يهوه حافظ العهد أمين، فالأمانة أيضًا من مميزات العهد الجديد الذي هو عهد أبدي (مز 89: 28 – انظر أيضًا نفس الفكرة في إش 54: 8 – 10، إرميا 31: 35 – 37، هو 2: 19 و20، حز 16: 60 – 62).
وفي هذا الصدد ترتبط أمانة الله ارتباطا وثيقا ببره (أو عدله)، ففي النصف الثاني من نبوة إشعياء، وفي كثير من المزامير ينسب البر إلى الله لأنه يسرع إلى معونة وخلاص شعبه، فالبر ينسب إلى الله، تماما كما تنسب إليه النعمة والرحمة والأمانة (إش 41: 10، 41: 6، 45: 13 و19 و20، 63: 1). ويبدو في هذه المواضع، إنها تتسع مع حدودها القضائية أو الشرعية، لتصبح صفة الله كمخلص لشعبه، ويستغيث المرنم في المزامير بهذه الصفة في الله كأساس الرجاء في الخلاص والنجاة (مز 31: 1، 35: 24، 71: 2، 143: 11)، ومن ثم ارتبطت هذه الصفة برحمة الله ونعمته (مز 36: 5، 89: 14)، وأيضًا بأمانته (زك 8: 8، مز 36: 6، 40: 10، 88: 11 و12، 89: 14، 96: 13، 119: 137 و142، 143: 1)، وطبقا لهذا كان مفهوم العهد القديم عن بر الله أو عدله من الناحية العملية، مرادفا لأمانة عهده، أو ما يشبه ذلك، عند كتَّاب مثل كوتزخ وريهم وسينمد وريتشل، حتى أن ريتشل – انسياقًا وراء ديستل – قال أن فكرة العدالة – التي تكافئ وتجازي – لا تنسب إلى الله في العهد القديم، وبالنسبة لهذه النقطة الأخيرة، يجب – في ملحوظة عابرة – أن نقول أن هذا الإنكار لفكرة نسب البر القضائي أو الشرعي إلى الله في العهد القديم، لا أساس له، ليس فقط لأن العهد القديم ينسب هذه الصفة إلى الله بطرق كثيرة، ولكن أيضًا في ضوء الحقيقة، أنه في مواضع كثيرة تنسب فكرة – الجزاء – بصفة خاصة إلى بر الله.
وبالنسبة لهذه العلاقة الوثيقة بين البر والأمانة، يجب مراعاة عدم الذهاب إلى حد اعتبار أن البر والأمانة مترادفان في هذه الآيات من المزامير والنصف الثاني من اشعياء، ويبدو أن الفكرة هي أن إسرائيل قد أخطأ ولم يعد له أي حق عند يهوه، فلا رجاء له في الخلاص، إلا في رحمته وأمانته، ولكن هذه الحقيقة ذاتها، أن يهوه رحيم وأمين، تصبح هي أساس رجاء إسرائيل في النجاة من أعدائه، ومن ثم – على أساس هذه العلاقة بشعبه – يقال أن الله بار في إظهار رحمته وأمانته، هكذا ارتبط البر ارتباطا وثيقا في هذه الحالات بالأمانة، ولكنه ليس مرادفا لها، ولم بفقد أبدًا نغمته القضائية، ويبدو – بوجه عام – أن هذا هو المقصود بالبر أو العدل في المزامير والنصف الثاني من اشعياء، ويمكن أن نقول هذا أيضًا عن ميخا (6: 9) وزكريا (8: 8).
ويتضح تأكيد هذه الصفة من صفات الله، في العهد القديم، في أنه في كل أجزاء العهد القديم، تقوم علاقة عهد يهوه بشعبه على أساس نعمته فحسب، وليس على أساس أي استحقاق فيهم، فلو أن علاقة هذا العهد قد تأسست على أي حق لإسرائيل، لكانت الأمانة من جانب الله أمرًا حتميًا لا جدال فيه، ولكن حيث أن علاقة يهوه بإسرائيل، ومواعيده للخلاص، قد نبعت واعتمدت تماما على نعمة الله، فإن ما أعطي اليقين الأكيد بان الاختبار الماضي لنعمة الله سيستمر في المستقبل، هو أمانة يهوه الثابتة غير المتغيرة، و. ولهذا أصبح لاختبار الآباء قيمة دينية كبيرة عند إسرائيل من جيل إلى جيل، فكما امتدت أمانة الرب من الماضي إلى الحاضر، فإنها ترتبط أيضًا بين الحاضر والمستقبل، وبذلك أصبحت هي الأساس الثابت لرجاء إسرائيل، كما في المزمور التاسع والثمانين الذي يبرز أمانة الله في عظمتها وثباتها كأساس العهد، الذي يقوم عليه الرجاء في معونة يهوه في المستقبل، لأن رجاء عهده يدوم إلى الأبد، وعندما ابتعد شعب الله عنه، أصبح التأكيد على أمانته اشد، حتى أن الرجاء الوحيد لشعبه لا يستند على نعمته ورحمته فقط بل أيضًا على أمانته، بالمقابلة مع عدم أمانة وتقلب شعبه، ولعل هذا هو معنى الآية الصعبة في هوشع (11: 12).
2 – أمانة الله في العهد الجديد: تتأكد في تعاليم العهد الجديد المتعلقة بأمانة الله، نفس فكرة الأمانة لمواعيده الكريمة كأساس الثقة الوطيدة في الله، ويعبر عن هذه الفكرة دائما بالكلمة “بيستوس” وهي صفة، ومرة واحدة بالاسم “بيستيس” الذي تدل – غالبا – على الإيمان أو الثقة.
ويستخدم الرسول بولس في رسائله – كثيرا – الكلمة “اليثيا” للدلالة على الحق (أو الصدق) الذي يعلنه الله للإنسان عن طريق العقل والضمير، ولتدل على محتويات تعليم الإنجيل، ففي رسالته إلى رومية (3: 4 و7، 15: 8) نجد “أليثيس” و “أليثيا” تعبران عن أمانة الله (أو صدقه)، ففي الأصحاح الثالث من رومية، يقابل الرسول بين أمانة الله وعدم أمانة الناس. فالكلمة “أليثيس” في العدد الرابع، “واليثيا” في العدد السابع، تدلان على نفس الصفة الإلهية كالكلمة “بيستيس” المترجمة “أمانة” في العدد الثالث. أما في الأصحاح الخامس عشر (15: 8) فيقول أن إثبات أمانة الله في إتمام مواعيده للآباء، كان هدف خدمة يسوع المسيح لليهود.
ويؤكد الرسول بولس كثيرا أمانة الله لمواعيده مستخدما الاسم “بيستيس” والصفة “بيستوس”. وقد استخدم الاسم “بيستيس” مرة في هذا المعنى (رو 3: 3) حيث يقول بولس أن عدم أمانة اليهود لا يمكن أن تبطل أمانة الله. ولقد قال الرسول أن اليهود والأمم سواء بالنسبة للتبرير، ومع هذا كان لليهود امتياز عظيم واحد، إذ أنهم الشعب الذي استؤمن على إعلانات مواعيد الله الكريمة، وستتحقق هذه المواعيد بالتأكيد رغم حقيقة إن بعض اليهود كانوا غير أمناء، لأن إتمام هذه المواعيد لا يتوقف على السلوك البشري ولكن على أمانة الله التي لا يمكن أن يبطلها عدم أمانة البشر أو عدم إيمانهم، وردا على افتراض أن عدم أمانة الإنسان يمكن أن تبطل أمانة الله، يقول بولس: “ليكن الله صادقا (اليثيس) وكل إنسان كاذبا” (عدد 4)، والرسول يعني بذلك أنه من جهة إتمام مواعيد الله، فبالرغم من الحقيقة أن الناس غير أمناء، فإن أمانة الله تتأكد بشدة حتى وان ثبت أن كل إنسان عديم الأمانة والصدق، ليس هذا فقط بل أن عدم أمانة البشر تعطي الفرصة لإظهار أمانة الله (أليثيا) بقوة لمجده (عدد 7). وأمانة الله هنا هي صدقه غير المتغير ووفاؤه الدائم لمواعيد، وان هذه الأمانة لمواعيده، أو حقيقة أن هبات الله الكريمة واختياره لا يتغير فكر الله من جهتهما، هي ما أعطي الرسول بولس اليقين بأن كل إسرائيل سيخلص في النهاية (رو 11: 25 – 29)، وأكثر من ذلك، إن أمانة الله هذه مؤسسة على ذات طبيعته، لذلك فإن رجاء بولس للحياة الأبدية يستند إلى حقيقة أن الله المنزه عن الكذب قد وعد بها قبل الأزمنة الأزلية (تي 1: 2) ويقينه من أن الله سيبقى أمينًا على الرغم من عدم أمانة البشر، إنما يرتكز على حقيقة أن الله لا يمكن أن ينكر نفسه (2 تي 2: 13)، فلأن الله أمين، فإن مواعيده في المسيح هي النعم والأمين (2 كو 1: 18 و20)، وعلاوة على ذلك فإن هذه الصفة التي يتميز بها الله، هي أساس تأكيد بولس الراسخ بأن الله سيحفظ المؤمن في التجربة (1 كو 10: 13) ويثبته ويحفظه من الشرير (2 تس 3: 3)، وحيث أن الله أمين ومواعيده الكريمة ثابتة راسخة فإن هذه الصفة تنطبق على “الأقوال الصادقة” في الرسائل الرعوية والتي تلخص الإنجيل، مما يجعلها تستحق الثقة والقبول (1 تي 1: 15، 4: 9، تي 3: 8).
كما أن أمانة الله بمعنى الوفاء لمواعيده تظهر بوضوح كموضوع الثقة الأكيدة والرجاء عند كاتب الرسالة إلى العبرانيين، لقد كانت أمانة الله أساس إيمان سارة بأنها ستلد ابنا حتى بعد أن فاتها السن (عب 11: 11)، ولأن الله أمين لوعده في المسيح، نستطيع نحن أن نقترب إليه في يقين الإيمان ممسكين بإقرار الرجاء راسخا (عب 10: 23).
كما ينسب يوحنا أيضًا هذه الصفة لله حيث أن أحد مواعيد الله الثمينة للغاية بيسوع المسيح، هي غفران الخطية “بدم يسوع المسيح” يقول يوحنا إن أمانة الله وعدله يتجليان في غفران الخطية (1 يو 1: 9).
وينظر بطرس إلى أمانة الله من ناحية مختلفة نوعا عندما يقول إن الذين يتألمون كمسيحيين بحسب مشيئة الله، يجب أن يستودعوا أنفسهم كما لخالق أمين في عمل الخير (1 بط 4: 19).
فالأمانة التي ينسبها الكتاب لله كثيرًا في علاقته بالإنسان كالمخلص الكريم وكأساس الرجاء في مواعيده الكريمة، يستخدمها بطرس هنا لله في علاقته بالإنسان كخالقه ويجعلها أساس التعزية في وقت الاضطهاد والآلام، إن حذف أداة التعريف في عبارة “خالق أمين” تجعل من المؤكد أن هذه صفة من صفات الله كخالق، وترتيب الكلمات في الجملة، يجعل التأكيد الكبير على صفة الله هذه كأساس التعزية وقت الآلام، وكأن بطرس يقول للمؤمنين المتألمين: “أنتم تتأملون ليس عن طريق الصدفة، بل بحسب مشيئة الله، فهو الخالق القدير الذي خلقكم، وحيث أن آلامكم بحسب مشيئته، فينبغي أن تستودعوا أنفسكم له حيث أن خالقكم أمين”. ومن الطبيعي أن المؤمنين هم الذين لهم هذه التعزية، ولكن أمانة الله تمتد هنا لتشمل كل علاقاته بشعبه، ولتأكيد انه لهم بكل صفاته.
ويوصف الرب يسوع – في العهد الجديد – بهذه الصفة عينها، حيث يسمى “رئيس الكهنة الأمين” تعبيرا عن وفائه لالتزاماته من نحو الله وعمله الخلاصي (عب 2: 17، 3: 2 و6) ولكن عندما يسمى يسوع في سفر الرؤيا “الشاهد الأمين” أو “الصادق الأمين” بصفة مطلقة، فواضح أن صفة الأمانة بمعناها المطلق الكامل – الذي يتميز به الله، بالمقابلة مع تقلب البشر – يوصف بها يسوع أيضًا (رؤ 1: 5، 3: 14، 19: 11)، ويتضح هذا بشدة في الآية الأخيرة، حيث تنفتح السموات ذاتها لتكشف عن المسيح الممجد وهو يظهر لا كمحارب منتصر يدعى “أمينًا وصادقا” فحسب، بل أيضًا كالشخص الذي تظهر فيه جميع هذه الصفات بأسمى صورها، فهو يتميز بها إلى حد أن تصبح اسما للرب المعظم، وهذا يتضمن – بكل جلاء – ألوهية يسوع.
وهناك ثلاثة أشياء جديرة بالملاحظة فيما يتعلق بتعليم الكتاب عن أمانة الله:
“أولها – أن أمانة الله ترتبط عادة بوعوده الكريمة للخلاص، وهي إحدى الصفات التي تجعل الله الموئل الوطيد للاتكال عليه، وكما هو الحال في كل تعاليم الكتاب المتعلقة بالله، نرى التأكيد على القيمة الروحية لأمانته.
ثانيها – أن الصفات الأدبية – والأمانة إحداها – هي صفات حتمية، ليكون الله موضوع العبادة، مع سائر الصفات التي ينفرد بها مثل القدرة المطلقة والعلم بكل شيء والوجود في كل مكان وعدم التغير. وإسقاط أي صفة من هذه الصفات عن الله يجرده من لاهوته، فلا يعود موضوعًا للتكريم والاتكال عليه أو الثقة فيه.
ثالثها – بينما هذه الصفات الأدبية التي تنتمي إليها الأمانة يمكن أن يوصف بها الناس (بالمقابلة مع الصفات التى ينفرد بها الله) فيجب ألا ننسى أن الله – بحسب الكتاب – أمين بمعنى مطلق بالمقابلة مع الناس الذين يوصفون الأمانة بمعنى نسبى فحسب، فهم يبدون متقلبين وعديمي بالأمانة مع أمانة الله.
مؤمنون
وهي ترجمة للكلمة اليونانية “بستيونتس” ومشتقاهتها ومعناها “الذين يؤمنون” (أع 5: 14)، (1 تي 4: 12)، وقد استخدمت كثيرًا في العهد الجديد وصفًا للذين اعترفوا بإيمانهم بالمسيح وأنفضحوا إلى الكنيسة المسيحية، فقد كان الشرط اللازم للانضمام لجماعة المسيحيين هو أن يؤمن الإنسان بالرب يسوع المسيح (أع 16: 31). وقد اختلفت الخبرات العملية عند هؤلاء المؤمنين، ولكن لا يوجد في العهد الجديد أدنى تمييز بين “المؤمنين” و “العارفين” كما يدعى الغنوسيون الذين يقولون أن “المؤمنين” طبقة أدنى من “العارفين”.
أمنون ابن داود، أخو ثامار
← اللغة الإنجليزية: Amnon – اللغة العبرية: אַמְנוֹן – اللغة اليونانية: αμνων.
اسم عبري معناه “أمين” وقد ورد اسمًا لما يأتي:
لابن داود من أخينوعم اليزرعيلية. وقد ولد في حبرون لما كانت هذه المدينة عاصمة ملك أبيه. وقد أذل ثامار أخته من أبيه فقتله أبشالوم شقيقها (2 صم ص 13 و1 أخبار 3: 1).
إناء
وترد ترجمة للكمة العبرية “كِلى” والأرامية “ماعون” واليونانية “سكيوس”، وجميعها تعنى “إناء” أو “وعاء” من أي نوع لحفظ السوائل أو الطعام أو غير ذلك. وكانت الأواني تصنع من مواد مختلفة مثل الخزف والزجاج والمعادن الثمينة والمرمر والأحجار الجميلة، كما كانت تستخدم السلال والقفف المصنوعة من أغصان الشجر المجدولة، والقِرب المصنوعة من جلود الحيوانات. وكانت تختلف في حجومها من القارورة الصغيرة لحفظ الطيب مثلًا (مرقس 14: 3) إلى الجرار الكبيرة ذات المقابض العديدة لحملها بالحبال (كما نرى في مخازن قصر منيوس في كنوسس في كريت). كما كانت السلال تختلف في الحجم، فمنها ما كان يحمل على الرأس أو الكتف لحمل الخبز (تك 40: 16، خر 29: 3)، أو لنقل الفاكهة (إرميا 24: 1 و2)، أو لنقل الطوب (مز 81: 6). ومنها ما كان من الضخامة بحيث يتسع لحمل إنسان (أع 9: 25، 2كو 11: 33).
وفى (صموئيل الأول 21: 5) نرى أن ترجمة جمع “كِلى” بكلمة “الآنية” ترجمة مبهمة غير واضحة، ولعل المقصود بها آنية لحفظ المؤن، وفكرة “قداسة” مثل هذه الأواني،، نجدها – على نوع ما – في (سفر العدد 19: 15) و(سفر اللاويين 11: 32 – 34) وغيرها. ولكن في (صموئيل الأول 21: 8) نجد كلمة “كِلى” تترجم بكلمة “سلاح”، ويمكن ترجمتها هكذا في العدد الخامس أيضًا، لأن الحرب عند اليهود كانت عملًا مقدسًا يستلزم الطهارة الطقسية إلى أقصى حد (تث 23: 9 – 14).
وترد كلمة “إناء” في (إشعياء 30: 14) ترجمة للكلمة العبرية “نبهل” أي “جرة”. وفي (إنجيل متى 13: 48) تترجم كلمة “أجوس” اليونانية إلى أوعية، وفي متى (25: 4) تترجم كلمة “أجيون” (وهى تصغر كلمة “أجوس”) إلى آنية.
لقد كانت الأواني من كل الأنواع والأشكال شائعة الاستعمال، وكانت تستخدم مجازيًا للدلالة على البشر (هو 8: 8، إش 22: 24، إرميا 22: 28 وغيرها). وتستخدم كلمة “إناء” في (سفر الأعمال 9: 15) كناية عن الإنسان. وتستخدم كلمة “إناء” في (تسالونيكي الأولى 4: 4) مجازيًا للدلالة على جسد الرجل أو امرأته.
أَنَا ثِيمَا | أناثيما
← اللغة الإنجليزية: Anathema – اللغة اللاتينية: Anathema – اللغة العبرية: חֵרֶם / ממתק – اللغة اليونانية: ανάθεμα.
أناثيما كلمة يونانية معناها “مفرز، أو واقع تحت لعنة” وقد وردت هذه الكلمة اليونانية بمعنى، واقع تحت لعنة، كما هي في نطقها اليوناني في ترجمة فانديك العربية للكتاب المقدس للدلالة على من توّقع عليه اللعنة (1 كو 12: 3 و16: 22 وغل 1: 8 و9) let him be accursed وقد ترجمت نفس الكلمة اليونانية في (رو 9: 3) بلفظ “محروم” وقد وردت هذه الكلمة اليونانية في الترجمة السبعينية للكتاب المقدس ترجمة للكلمة العبرية “حَرْم” التي تعني أن شخصًا ما أو شيئًا ما، قد أفرز أو خصص للهلاك (عدد 21: 3 ويش 6: 17) أو هي تعني في بعض الأحيان أنه قد كُرِّس لله (لا 27: 28).
أَنا حَرَة
كلمة عبرية ربما تعني “منخر أو ممر” وهي مدينة قديمة على حدود يساكر (يش 19: 19) وربما حلّ مكانها اليوم بلدة الناعورة على بعد خمسة أميال شمالي شرق يزرعيل.
أنتيباس الشهيد
الإنجليزية: Antipas.
اختصار الاسم اليوناني “أنتيباتير” ومعناه “من يحل عوضًا عن أبيه” وقد ورد:
اسم أحد المسيحيين وقد مات شهيدًا في برغامس في القرن الأول المسيحي (رؤ 2: 12 و13).
وكُتَب عنه: “شهيدي الأمين”.
أنتيدون
مدينة فلسطينية، أُعيد بناؤها مع السامرة وأشدود وغزة بأمر جابنيوس (تاريخ يوسيفوس – المجلد الرابع عشر – 5: 3).
أنتيباتير
ومعناه “الشبية بالأب” وهو ابن ياسون، وأحد الرسولين اللذين أرسلهما رؤساء اليهود إلى الرومان وأهل أسبرطة لتجديد ما كان بينهم قبلًا من الموالاة والمناصرة (1 مك 12: 16، 14: 22).
وهو بالطبع بخلاف أنتيباتر الأدومي Antipater the Idumean والد هيرودس الكبير.
الإنجيليين الأربعة
مصطلح الإنجيليون الأربعة (أو البشيرون الأربعة) يُطلَق على الأربعة كُتَّاب الذين أوُحِيَ إليهم بكتابة الأناجيل المعروفة بأسمائهم.. أي الأناجيل الأربعة.
معلومات عن الكاتب |
النص الكامل |
كل أصحاح في صفحة |
معلومات عن كل سفر |
تفاسير كل كتاب |
---|---|---|---|---|
القديس متى الإنجيلي |
إنجيل متى |
إنجيل متى |
الإنجيل بحسب متى |
تفاسير متى |
القديس مرقس الإنجيلي |
انجيل مرقس |
انجيل مرقس |
الإنجيل بحسب مرقس |
تفاسير مرقس |
القديس لوقا الإنجيلي |
أنجيل لوقا |
أنجيل لوقا |
الإنجيل بحسب لوقا |
تفاسير لوقا |
القديس يوحنا الإنجيلي |
آنجيل يوحنا |
آنجيل يوحنا |
الإنجيل بحسب يوحنا |
تفاسير يوحنا |
أندرونكس وكيل أنطيوكس أبيفانس
اسم يوناني معناه “قاهر الرجال” وهو اسم:
وكيل أنطيوكس أبيفانس، وقد ثار اليهود لاغتياله “أونياس” في أثناء حكمه لأنطاكية، وبناء على شكواهم الرسمية إلى أنطيوكس، أمر الملك بإعدامه (2مك 4: 32 – 38).
أندرونكس الضابط
اسم يوناني معناه “قاهر الرجال” وهو اسم:
ضابط آخر من ضباط أنطيوكس أبيفانس أيضًا، يرجح أنه غير المذكور سابقًا (أندرونكس وكيل أنطيوكس أبيفانس) (2مك 5: 23).
الإنسان الجديد| الإنسان الروحي
وهو الإنسان الذي عملت فيه قوة الروح القدس المغيِّرة بالمقابلة مع الإنسان كما هو بالطبيعة. ولهذه العبارة معناها الكتابي ومعناها اللاهوتي:
أولًا: – المعني الكتابي: يستخدم الرسول بولس أربعة أزواج من المقابلات:
أ – “الإنسان العتيق”، و “الإنسان الجديد”.
ب – “الإنسان الخارج” و “الإنسان الداخل أو الباطن”.
ج – “الإنسان الجسدي” و “الإنسان الروحي”.
د – “الإنسان الطبيعي” و “الإنسان الروحي”.
وهذه جميعها ليست أربعة أصناف مختلفة من الناس، ولكنها أربع حالات للإنسان، وإذا درسنا هذه المقابلات في ترتيبها العكسي، نستطيع أن ندرك ما يقصده الرسول بعبارة “الإنسان الجديد”.
1 – الإنسان الروحي: وهو يقابل “الإنسان الجسدي” كما يقابل أيضًا “الإنسان الطبيعي” (رو8: 1 – 14، 1كو 2: 15، 3: 4 و3 و1، 2: 14، 3: 11، 14: 37، 15: 46، غل6: 1، أف2: 3)، وهذه العبارات الثلاث هي تجسيم للطبيعة البشرية. فالإنسان الجسدي يشير إلى الطبيعة البشرية التي تسيطر عليها الشهوات الحسية والرغبات الجسدية، وتحركه تلك النزوات المنبعثة عن العواطف الجسدانية. و “الإنسان الطبيعي” يشير إلى الطبيعة البشرية التي يسيطر عليها ذهن غير مقدس وتحركها قوى النفس التي لم تتأثر بالنعمة الإلهية. أما “الإنسان الروحي” فيشير إلى نفس هذه الطبيعة البشرية بعد أن أمسك بها الروح القدس وسكن فيها وسيطر عليها. وكثيرًا ما تستخدم كلمة “روحي أو روحاني” بمعناها الشعري المثالي، فنصف الجمال مثلا بأنه “جمال روحاني” وأحيانا تستخدم بمعنى.
ميتافيزيقي، كما في التعبير “روحانية النفس”، ولكنها في استعمالها الكتابي الغالب هي صفة الحياة التي مصدرها والمهيمن عليها هو الروح القدس. و “الإنسان الروحي” هو الإنسان الذي يصنعه الروح القدس ويهيمن عليه ويحفظه ويعلمه ويقدسه ويمجده.
2 – الإنسان الداخل: هو وصف للطبيعة البشرية التي قد تجددت في الداخل بالمقابلة مع “الإنسان الخارج” (2كو 4: 16، رو7: 22، أف3: 16)، وهو تعبير يدل على الطبيعة البشرية وقد عمل فيها روح الله القدوس في الداخل، في السريرة، في الباطن، في الينابيع الحقيقية للنشاط. فهذا التغيير – أو التجديد – ليس سطحيًا، ولكنه تغيير في النفس الداخلية المركزية، وهو ليس إصلاحًا ظاهريًا، ولكنه تغيير داخلي، فالنعمة لا تعمل من الخارج إلى الداخل، بل تعمل من الداخل، من مركز الحياة إلى محيطها، والمحصلة هى إنسان متجدد في داخله، متجدد في أعماق قلبه الذي منه مخارج الحياة.
3 – الإنسان الجديد: ويقابله “الإنسان العتيق” (رو6: 6، أف4: 22، كو 3: 9، أف2: 15، 4: 24، كو3: 10). والإنسان العتيق فاسد يعلن عن ذاته في “الأعمال” الشريرة، أما “الإنسان الجديد” فله “صورة الله” ويتميز “بالمعرفة والبر والقداسة”. والإنسان المتجدد هو “إنسان جديد” بمعنى أنه ولد من جديد فى المسيح، واكتسب طبيعة روحية جديدة.
وتستخدم في العهد الجديد خمسة أفعال مختلفة للتعبير عن تغيير “الإنسان العتيق” إلى “الإنسان الجديد”:
أ – اسم المفعول من يخلق: “مخلوقين” و “المخلوق” (أف2: 10، 4: 24)، ونتيجة لذلك، نحن “خليقة جديدة” بعمل الروح القدس (2كو 5: 17).
ب – “ولدنا ثانية” – و “مولودين ثانية” (1بط 1: 23 و3 وغيرها) وهكذا نحن “أطفال في المسيح” (1كو 3: 1). فالإنسان الجديد “هو الإنسان الذي ولد ثانية” من الروح القدس (يو 3: 5 و3).
ج – “أحيانا” (أف 2: 5 وغيرها)، فالإنسان الجديد هو الذي “أحياه” الله فصار “حيًا من الأموات” (رومية 6: 13)، لأن “الإنسان العتيق” “ميت بالذنوب والخطايا” (أف 2: 1)، والرب أقامه قيامة روحية من قبر خطاياه.
د – “تتجددوا بروح ذهنكم” أي نولد بذهن جديد، ونصبح أبناء لله في بداية الخبرة الروحية. و “الإنسان العتيق” الذي يعود إلى الماضي القديم عند السقوط في جنة عدن، أصبح “إنسانًا جديدًا” في المسيح يسوع.
ه – في الرسالة الثانية إلى كورنثوس (4: 16) وفي الرسالة إلى رومية (12: 2) نجد أن الإنسان العتيق يصير إنسانا جديدًا بتجديد ذهنه، فالروح القدس يتسلم ذهن الإنسان ويصوغه صياغة أدبية جديدة.
ثانيا: المعنى اللاهوتي: الإنسان الجديد هو الإنسان المتجدد المولود ثانية، ولهذا التعبير أهميته للتعليم اللاهوتي عن الولادة الثانية التي تفتح المجال لعمل التقديس. هل الخاطئ ميت؟ التجديد أو الولادة الثانية هي حياة جديدة. هل الخاطئ خال من القداسة؟ الولادة الثانية خليقة جديدة. هل ولد في الخطية؟ التجديد هو ولادة جديدة. هل تسيطر عليه طبيعته الساقطة؟ التجديد هو طبيعة جديدة. هل تحكمه الشهوات الجسدانية؟ التجديد هو طاقة مقدسة. هل ينظر إليه باعتباره الإنسان العتيق الخاطئ؟ بالتجديد يصبح إنسانًا جديدًا. هل الذهن الخاطئ أعمي؟ التجديد هو ذهن جديد. هل القلب حجري؟ التجديد هو قلب لحمي. هل الضمير موسوم؟ التجديد هو ضمير صالح. هل إرادة الخاطئ عاجزة؟ التجديد هو قدرة جديدة. فالإنسان المتجدد هو إنسان منضبط متحكم في تصرفاته، هو “إنسان جديد”، “إنسان باطن”، إنسان روحي “.
1 – الإنسان الجديد – الإنسان المتجدد – ليس تحولًا لاهوتيًا، وليس تغييرًا معجزيًا لمادة الإنسان إلي نوع آخر من المادة.
2 – كما أنه ليس تحولًا علميًا من معدن إلي معدن، أو من نوع من الكائنات إلي نوع آخر.
3 – وليس إعادة تكوين ميتافيزيقي، بل هو كائن باستعداد ذهني جديد.
4 – إنه تجديد إنجيلي، “الإنسان العتيق” صار له تصرف أدبي جديد مهيمن. “الإنسان الخارج” وقد صارت له حياة أدبية داخلية جديدة. “الإنسان الطبيعي” وقد أصبح له قلب روحي متجدد.
إنسان الخطية
أو الأثيم أو الفاجر أو المستبيح:
1 – وصف الرسول بولس لإنسان الخطية:
ورد ذكره في رسالة الرسول بولس الثانية إلي أهل تسالونيكي (2: 3 – 10) في حديثه عن استعلان قوة عالمية ضد المسيح قبل ظهور المسيح ثانية، الذي ظن بعض التسالونيكيين بأنه قد حضر (2: 2)، فيقول لهم الرسول إن “يوم الرب” لا يأتي – كما سبق أن علمهم (2: 5) – “إن لم يأت الارتداد أولًا ويستعلن إنسان الخطية” (الأثيم – الفاجر – 2: 8) ويسميه أيضًا “ابن الهلاك” (2: 3). هذا الأثيم يعظم نفسه ويرتفع “علي كل ما يدعي إلهًا أو معبودا.. و” ويجلس في هيكل الله كإله مظهرًا نفسه أنه إله “(2: 4). وهناك قوة في الوقت الحالي تحجز ظهوره، وعندما ترتفع هذه القوة، فحينئذ يستعلن الأثيم (2: 6 و8)، وعندئذ يبلغ” سر الإثم “- الذي يعمل الآن – أقصي مداه (2: 7 و8). ومجيء” إنسان الخطية “هذا بقوة الشيطان ستصاحبه آيات وعجائب كاذبة بكل خديعة الإثم، فينخدع بها كثيرون للهلاك (9, 10)، ولكن لن يستمر هذا طويلًا (عد 6)” فسيبيده الرب يسوع بنفخة فمه (انظر إش 11: 4) ويبطله بظهور مجيئه “(2 تس 2: 8).
2 – التفسيرات المختلفة عن موضوع إنسان الخطية:
هناك نظريات وتفسيرات تفوق الحصر، عن هذا الجزء من أقوال بولس الرسول، إليك بعضها منها:
أ – هناك رأي يحبذه المحدثون من النقاد – بأن هذا الجزء لا يحتوي علي نبوة (فبولس حسب فكرهم لا يعرف المستقبل) ولكنه مجرد فكر من الرسول مبني علي دانيال (8: 23 وما بعده، 11: 36 وما بعده) وعلي الأفكار الشائعة عن ضد المسيح، وهو رأي لا يمكن أن يرضي أو يقنع من يؤمنون بحقيقة رسولية بولس وأنه قال ذلك بالوحي الإلهي.
ب – يربط البعض بين “إنسان الخطية” وكاليجولا أو نيرون أو غيره من أباطرة الرومان، وفي الواقع لقد أمر كاليجولا أن تُرْفَع إليه التضرعات باعتباره الإله الأعلى، وأراد أن يقام له تمثال في هيكل أورشليم، ولكن كان هذا قبل زيارة بولس لتسالونيكي. كما أن أعمال هذا المجنون لا يمكن أن تكون أساسًا لنبوة بهذه القوة وهذه الأهمية.
ج – التفسير المقبول لدي البروتستنت هو أنها إشارة إلي البابوية التي يرون فيها الكثير من الملامح التجديفية التي تحدث عنها بولس، فهيكل الله مقصود به الكنيسة، والقوة التي تحجز هي الإمبراطورية الرومانية، وأن “إنسان الخطية” لا يشير إلي فرد بل إلي نظام معين، ومن لعسير – علي أي حال – مقاومة الانطباع بأن الرسول بولس يعتبر أن “سر الإثم” سيبلغ الذروة في فرد بعينه، هو ضد المسيح، كما أن وصف الرسول، يستبعد معه الظن بأنه شخص مسيحي ولو بالاسم.
د – يبقي الرأي الذي اعتنقه الآباء والذي يلقي القبول من كثيرين الآن، وهو أن “إنسان الخطية” – في هذا النص – هو فرد فيه ستتجسد الخطية – قبيل مجيء المسيح ثانية – في أشد صورها فجورًا ونكرانًا لله، ويمكننا إهمال كل المحاولات لربط هذه الشخصية بأي من الشخصيات التاريخية، وليس معني ذلك أن الفكرة نفسها غير صحيحة، والصعوبة هي أن الرسول بولس يتحدث وكأن ظهور “إنسان الخطية” قريب – ولكن، قطعًا ليس فورًا، كما أنه ليس بعد زمن بعيد، أي بعد ألفي سنة مثلًا، ويربط بينه وبين مجيء المسيح ثانية ودينونة الأشرار (انظر 2 تس 1: 7 – 9)، بدون أي إشارة واضحة إلي مدة “الألف السنة” سواء قبل ذلك أو بعده.
3 – الفكرة الجوهرية عن موضوع إنسان الخطية:
ويبدو أن الأسلم في ضوء صعوبة هذا النص، أن نتمسك بالفكرة العامة الموجودة به، وان نترك التفاصيل إلي أن تقع الأحداث فعلًا. وفي الكتاب المقدس، بل وفي أقوال المسيح نفسه (انظر مت 13: 30 و37 – 43، 24: 11 – 14، لو 18: 8) ما يؤيد الاعتقاد بأنه قبل انتصار ملكوت المسيح نهائيًا ستأتي فترة من الضيق العظيم. وضعف الإيمان، وانتشار الارتداد، حيث يبلغ الشر والخير مداهمًا ( “دعوهما ينميان كلاهما معًا إلي الحصاد” (مت 13: 30)، ومع الانتصار الظاهري للشر علي الخير سيكون ذلك وقتًا عصيبًا صارمًا رهيبًا، ينتهي بتدخل ابن الإنسان تدخلًا حاسمًا “بظهور مجيئه” دون توضيح كامل لكيفية هذا الظهور. وستكتسح قوة الشر الصاعدة القانون والحكومات – وهي التي تمنع انتشار الفوضى، وكان يمثلها في عهد الرسول بولس، الإمبراطورية الرومانية – فيستشري الإثم، ويتقمص الشر شخصية رئيسية معينة. والمرمي النهائي للنبوة لا يمنع من إتمامها جزئيًا في فترات من التاريخ إرهاصًا بإتمامها النهائي.
الإنسان الطبيعي | الإنسان العتيق
الإنسان الطبيعي هو الإنسان كما هو بالطبيعة المقابلة مع الإنسان كما تجعله النعمة. والإنسان الطبيعي تعبير لم يستخدمه إلا الرسول بولس.
أولًا – المعني الكتابي: يرد هذا التعبير في الرسالة الأولي إلي أهل كورنثوس (2: 14) “ولكن الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة. ولا يقدر أن يعرفه لأنه إنما يحكم فيه روحيًا.
والرسول بولس في حديثه عن الإنسان يستخدم أربعة أزواج من المقابلات:
أ – “الإنسان العتيق” بالمقابلة مع “الإنسان الجديد” (رو 6: 6، أف 4: 22، كو 3: 9، أف 2: 15، 4: 24، كو 3: 10).
ب – “الإنسان الخارج” بالمقابلة مع “الإنسان الداخل أو الباطن” (2 كو 4: 16، رومية 7: 22، أف 3: 16).
ج – “الإنسان الجسدي” بالمقابلة مع “الإنسان الروحي” (رو 8: 1 – 14، 1 كو 3: 1 و3 و4).
د – الإنسان الطبيعي بالمقابلة مع “الإنسان الروحي” أيضًا (1 كو 2: 14، أف 2: 3، 1 كو 2: 15، 3: 1، 14: 37، 15: 46، غل 6: 1).
وبدراسة هذه الأجزاء نجد أن الأوصاف: “العتيق” و “الخارج” و “الجسدي” و “الطبيعي” تصف الإنسان قبل تجديده، من وجهات نظر مختلفة، بينما الأوصاف “الجديد” و “الداخل أو الباطن” و “الروحي” تصفه بعد تجديده من وجهات نظر مختلفة أيضًا. ولفهم المعني يجب الرجوع إلي هذه المقابلات، ودراسة كل كلمة في ضوء ما يقابلها:
1 – الإنسان العتيق: والإنسان العتيق هو “الإنسان الطبيعي” من وجهة النظر الزمنية أي قبل أن يعمل فيه الروح القدس ليجعل منه “إنسانًا جديدًا”.
فالبيت القديم هو البيت قبل إعادة بنائه، وهكذا “الإنسان العتيق” هو الإنسان قبل أن يجدده الروح القدس بالنعمة ويقدسه. “إنساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نستعبد أيضًا للخطية” (رو 6: 6)، فالإنسان العتيق هنا هو نفسه “جسد الخطية” الذي يجب أن “يصلب” ويبطل كي لا يعود الإنسان “يستعبد للخطية”. “أن تخلعوا من جهة التصرف السابق، الإنسان العتيق الفاسد.. وتلبسوا الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله في البر وقداسة الحق” (أف 4: 22 و24). “فالإنسان العتيق” “فاسد” لذلك يجب أن نخلعه مثلما نخلع ثوبًا عتيقًا باليًا نجسًا، ونلبس ثيابا جديدة مغسولة بيضاء كالثلج. ونجد نفس الفكرة بعبارات مشابهة في كولوسي (3: 9 و10).
عندما يقول الرسول بولس إن “الإنسان الطبيعي” هو “الإنسان العتيق” ويصفه بأنه “جسد الخطية” “الفاسد” في طبيعته وأعماله، ويقول إنه يجب أن “يصلب” و “يبطل” و “يخلع” لكي لا نعود “نستعبد للخطية” بل نعيش في “البر” وقداسة الحق “و” المعرفة “، بحسب خالقنا أي حسب” صورة “الله، عندما يقول بولس هذا، فإننا ندرك – ولو بعض الشيء – المعني الذي يقصده من هذه المقابلات (غل 5: 19 – 24)، فهو يشير إلي الطبيعة الخاطئة في الإنسان التي لازمت الجنس البشري منذ السقوط، والتي يلزم أن تتجدد بالنعمة حسب الإنجيل الذي كرز به للكورنثيين والكولوسيين والأفسسين والرومانيين ولكل العالم.
2 – الإنسان الخارج: ويقابل الرسول أيضًا بين “الإنسان الداخل” و “الإنسان الخارج”: “وإن كان إنساننا الخارج يفني، فالداخل يتجدد يومًا فيومًا” (2 كو 4: 16). فما هو هذا “الإنسان الخارج” بالمقابلة مع “الإنسان الداخل” أو “الباطن”؟
المقابلة هنا بين “الإنسان الخارج” و “الإنسان الداخل” ليست هي نفسها المقابلة بين “الإنسان العتيق” “والإنسان الجديد” (أف 4: 22، كو 3: 9)، ولا المقابلة بين “الناموس في الأعضاء” و “الإنسان الباطن” (رومية 7: 22)، فهاتان مقابلتان بين الطبيعة الشهوانية والطبيعة الأدبية، بين “الجسد” “والروح”، أما في كورنثوس الأولي (4: 16) فالمقابلة بين الطبيعة المادية والطبيعة الروحية.
“فالإنسان الخارج” هو الجسم، و “الإنسان الداخل” هو النفس أو الجزء اللامادي في الإنسان، فإن كان الجسم يفني من ضيقات الحياة، فإن النفس تتجدد، فالموت للجسم هو حياة للنفس، فكما أن الضيقات تضعف جسم الإنسان، فإنها تقوي الكيان الروحي للإنسان، أي أن ضيقات الحياة التي تنتهي بالموت للجسد، لها تأثير مُغاير علي النفس، فهي تقتل الجسد وتنعش النفس.
“فالإنسان الداخل” هو الإنسان المتجدد الذي يسكن فيه روح الله ويهيمن عليه، بعد أن عمل فيه روح النعمة، فإن كان “الإنسان الخارج” يفني بمرور الأيام فإن “الداخل” يبني بقوة الروح للقداسة.
3 – الإنسان الجسدي: هناك مقابلة أخري يعقدها الرسول بولس، يستطيع أن نفهم معني “الإنسان الطبيعي”، فهو يقابل بين “الفكر الجسدي” “والفكر الروحي” (رومية 8: 1 – 14) “فالفكر الجسدي” يرادف “ناموس الموت” والفكر الروحي يرادف “ناموس الروح”، وهما ناموسان مختلفان تمامًا، فأولهما يجعل الإنسان في “عداوة لله” ويؤدي إلي “الموت”، بينما الثاني يجعل منه ابنًا لله ويؤدي إلي “الحياة والسلام” “فكلمة” جسدي “تشير إلي كل ما هو ساقط وخاطئ في الإنسان، إنها تشير إلي الطبيعة في صورتها الخاطئة البهيمية المنحطة.
4 – الإنسان الطبيعي: “الإنسان الطبيعي” هو “الإنسان العتيق” أي الإنسان كما هو بالطبيعة، كما ولد بالمقابلة مع الإنسان الذي تغير بالروح، الذي ولد ثانية أي الذي اختبر التجديد. فهناك حياة “عتيقة” حياة “خارجية” حياة “جسدانية” حياة “طبيعية” بالمقابلة مع الحياة “الجديدة”، “الحياة الباطنية”، “الحياة الروحية”، “حياة النعمة”. فالإنسان الطبيعي هو تجسيم للطبيعة الفاسدة التي ورثناها من آدم الساقط، هي منبع ومصدر كل معصية وإثم.
ثانيًا – المعني اللاهوتي: إننا نعلم ما نقصده بالقول: “طبيعة الأسد” “وطبيعة الحمل”، فلا غموض في القول بأن الأسد مفترس بطبيعته، وان الحمل وديع بطبيعته، بناء علي التصرف الغالب في الحيوانين، فهذه محصلة صفاتهما التي تحدد سلوكهما التلقائي. فواضح إذًا ما نعنيه من أن الإنسان خاطئ بطبيعته، فالخطية بالنسبة للإنسان، تطابق طبيعة الافتراس في الأسد. و “الإنسان الطبيعي” تعبير مجازي عن الطبيعة البشرية الخاطئة، وهي تعادل العبارات اللاهوتية “” نزعة الخطية “،” التصرف الشرير “، و” الإدارة العاصية “و” الخطية الأصلية، و “الفساد الأصيل”، وهي تتجلي في “عمي الذهن”، و “قساوة القلب”، و “عصيان الإرادة العنيدة”.
ابنُ إنسان | ابنُ الإنسان
← اللغة الإنجليزية: Son of man.
“ابن الإنسان” عبارة وردت في (عدد 23: 19) وهي ترجمة لعبارة عبرانية ترجم إلى العربية في أماكن أخرى “بابن آدم” فمثلًا في (حز 2: 1) (وقد وردت هذه العبارة “ابن آدم” إشارة إلى النبي حزقيال في سفره سبعًا وثمانين مرة). وتشير هذه العبارة في (دانيال 7: 13) إلى شخص يختلف عن الأربعة الحيوانات التي ورد وصفها في الجزء الأول من الإصحاح في أنه شبيه بالإنسان في المنظر. وهذا الشخص الشبيه بابن إنسان قد أعطي سلطانًا أبديًا وملكوتًا لا ينقرض. وقد وردت هذه العبارة “شبه ابن إنسان” في (رؤيا 1: 13 و14: 14) للدلالة على المسيح القائم من الأموات والممجّد.
وقد اسْتُعْمِلَت عبارة “ابن الإنسان” في السفر غير القانوني المنسوب إلى (أخنوخ 46: 2 و3 و48: 2 و62: 7 و9 و14 و63: 11 و69: 26 و27 و70: 1 و71: 17) للدلالة على المسيا كما يأتي في يوم القضاء والانتصار.
ويوجد في الأناجيل الأربعة ثمانية وسبعون مثلًا يستخدم فيها يسوع المسيح هذه العبارة “ابن الإنسان” عن نفسه. ويستخدم هذا اللقب في (مرقس 2: 28) عن نفسه وصفته كرأس الجنس البشري وممثله. ولذا فإن العبارة تدل على الإنسانية الحقّة، وتدل في مواضع أخرى على أنه المسيا عندما يتنبأ بمجيئه الثاني وبمجده (مت 26: 64 ومر 14: 62) ودينونته لجميع البشر (مت 19: 28) وربما استخدم المسيح هذه العبارة كثيرًا لأن فيها دلالة على أنه المسيا، وهي في نفس الوقت تصلح في الإشارة إلى حياته المتواضعة على الأرض كالإنسان الكامل. (). ومما يستحق الملاحظة هو أن هذا التعبير “ابن الإنسان” لم يستخدم عن المسيح بعد القيامة سوى مرة واحدة (أع 7: 56) ويستخدم الكتاب المقدس ألقابًا أكثر تمجيدًا كالرب وغيرها في الإشارة إلى المخلص بعد الصمود.
مدينة أنطاكية السورية
وكانت مدينة على نهر العاصي على مسافة خمسة عشر ميلًا من البحر الأبيض المتوسط. وقد أسس هذه المدينة سلوقس نيكاتور أحد قواد جيش الأسكندر الأكبر أسسها عام 300 ق. م ودعاها أنطاكية نسبة إلى أبيه أنطيوخس. وقد أسس سلوقس أيضًا سلوقية على مصب نهر العاصي لكي تكون ميناء لأنطاكية، وقد صارت أنطاكية عاصمة السلوقيين وهم نسل سلوقس وأتباعه الذين صاروا حكام سوريا من بعده (1 مك 3: 37). وفي عام 64 ق. م أخذ المدينة بومباي القائد الروماني وأصبحت عاصمة إقليم سوريا الروماني. وكانت أنطاكية مركزًا مهمًا للتجارة والتبادل الثقافي بين الشرق والغرب. وكانت ثالث مدينة في الإمبراطورية الرومانية (بعد روما والإسكندرية) وكانت الآلهة “تيخي” أو “الحظ” هي آلهة أنطاكية الخاصة وكانت تقوم عبادة “أبولو” في “دفني” بالقرب من أنطاكية على كثير من الرجس والنجاسة والممارسات الجنسية الجامحة.
وكان في أنطاكية جماعة كبيرة من اليهود ومن بينهم ظهر المسيحيون الأوّل في المدينة.
وقد أصبحت أنطاكية أهم مركز للمسيحية بعد أورشليم، وانتشرت المسيحية من هذه المدينة إلى الغرب. وقد دعي التلاميذ مسيحيين في أنطاكية أولًا (أع 11: 26) ومن أوائل الشمامسة في المسيحية في أورشليم رجل يدعى نيقولاوس من أنطاكية وقد اهتدى من الوثنية إلى اليهودية ثم صار شماسًا مسيحيًا (أع 6: 5). وبعد موت استفانوس الشهيد هرب المسيحيون من أورشليم إلى أنطاكية وبشروا بالإنجيل لليهود واليونانيين هناك (أع 11: 19 – 21). وقد أرسلت الكنسية في أورشليم برنابا ليقود العمل التبشيري في أنطاكية ودعا بولس معه ليعاونه في الوعظ والتعليم (أع 11: 22 – 25). وقد أرسل المسيحيون في أنطاكية عطايا وتقدمات إلى المسيحيين في أورشليم أثناء المجاعة (أع 11: 29 و30). وأرسلت كنيسة أنطاكية الرسول بولس في ثلاث رحلات تبشيرية (أع 13: 1 – 3 و15: 40 و18: 23) وقد عاد إلى الكنيسة هناك بعد الرحلتين التبشيريتين الأوليين ليقدم لها تقريرًا عن خدمته (أع 14: 26 – 28 و18: 22).
وقد رأت الكنيسة في أنطاكية أن المسيحيين من الأمم غير ملزمين أن يحفظوا الشريعة الطقسية. ولذا فقد أرسلت الكنيسة في أنطاكية بولس وبرنابا إلى مجمع للقادة المسيحيين في أورشليم، وقرر المجمع أن المسيحيين الداخلين إلى المسيحية من الأمم غير مرتبطين بمطالب الشريعة الفرضية والطقسية (أع 15: 1 – 29) وقد وبخ بولس في أنطاكية بطرس لرفضه أن يأكل مع المسيحيين من الأمم (غل 2: 11 و12) وقد جعل مبدأ التحرر من الشريعة الطقسية والفرضية، التبشير بالإنجيل ممكنًا على نطاق واسع بين الأمم.
وقد ظهر في أنطاكية بعد أزمنة العهد الجديد اثنان من أعظم قادة الكنيسة المسيحية شهرة وهما: أغناطيوس أسقف أنطاكية الذي استشهد في روما، ويوحنا كرسستم “فم الذهب” الواعظ المسيحي الشهير الذي ذهب إلى القسطنطينية. وقد أظهرت الكشوف التي أجريت في أنطاكية خرائب كنائس كثيرة أكثرها قديمة يرجع إلى القرن الرابع الميلادي. وقد زينت بعض هذه الكنائس برسوم جميلة كانت أنطاكية قد اشتهرت بها. (). وقد اكتشفت بالقرب من أنطاكية كأس مسيحية فضية ترجع إلى القرن الثالث أو الرابع بعد الميلاد ولا يمكن أن نجزم، كما يدعي البعض، بأن كأسًا فضية أخرى أكثر قدمًا من هذه وجدت داخل هذه الكأس، وهي بذاتها الكأس التي استخدمها يسوع المسيح عندما وضع فريضة العشاء الرباني. وأنطاكية الآن بلدة قليلة الأهمية، وقد أصبحت بعد الحرب العالمية الثانية تحت حكم تركيا.
أنطياكون
جلس أنطيوكس أبيفانوس علي عرش سوريا من 175 – 164 ق. م. وكانت سياسته المقررة هي صبغ كل مملكته بالصبغة اليونانية، ولكن ولاء اليهود لعقيدتهم التاريخية، كان اكبر عائق أمامه. ومع ذلك فإن كثيرين من اليهود كانوا يريدون الارتداد عن عقيدتهم طلبًا للمنفعة المادية، وكان من بين هؤلاء “ياسون” أخو رئيس الكهنة الأمين “أونياس” الثالث. وقد رشا ياسون أنطيوكس بمبلغ كبير من المال ليعينه رئيسًا للكهنةً عوضًا عن أخيه، وكان هذا المنصب منذ عهد عزرا، قد أصبح منصبًا دينيًا وسياسيًا، مما جعل منه رأسًا للأمة، ووعد: إذا إذن له الملك في بناء ملعب رياضي في أورشليم “أن يربي الشباب من بني جنسه علي نمط الوثنيين”، وأن يكتتب الناس المصطبغين بالصبغة اليونانية في رعوية أنطاكية، بمعني أن يمنح كل اليهود الذين يتخذون العادات اليونانية والعقيدة اليونانية، حقوق وامتيازات المواطنين الأنطاكيين، وقد أجابه أنطيوكس إلي طلبه، فصار ياسون رأسًا للحزب اليوناني في أورشليم، وهكذا بلغ التخلق بأخلاق اليونانيين الذروة، مع التمادي في التصرفات الوثنية تحت رياسته المنحرفة، حتي إن الكهنة لم يعودوا يحرصون علي خدمة المذبح واستهانوا بالهيكل وأهملوا الذبائح والقرابين، وبادروا إلي التحالف مع اليونانيين، وعند إقامة حفل “ذبيحة هركليس”، بالارتباط مع الألعاب اليونانية، في “صور”، أرسل ياسون الخبيث رسلًا من اورشليم أنطاكي الرعوية (2 مك 4: 7 – 19) ومعهم مبلغ كبير من المال.
وقد ساند هذه الخطة لنشر الثقافة اليونانية، صدور مرسوم من أنطيوكس، يحتم توحيد العبادة في كل دائرة ملكه، وحرم الاحتفال بالأعياد اليهودية والسبوت والذبائح في الهيكل، كما حرم إجراء الختان. وقد امتد طموحه إلي الاستيلاء علي مصر، ولكن عندما فشلت حملته عليها نتيجة لمعاونة رسل روما لمصر، عاد إلي أورشلييم ليصب جام غضبه علي اليهود الذين رفضوا أن يتنكروا لإيمان آبائهم، وقد تجاوزت اضطهادات أنطيوكس لهولاء اليهود الأمناء، كل حد وفظاعة، فأحرقت كتب الناموس المقدسة التي عثروا عليها، وامتدت المحاولة لتحويل اليهود إلي الثقافة اليونانية، إلي كل بقعة وقرية نائية في فلسطين. ولقد أدي الخطر المشترك بالسامريين – سعيًا وراء الأمان – إلي نبذ كل صلة وارتباط مع اليهود، وأرسلوا سفراء ورسالة يطلبون فيها الاعتراف بانتمائهم للحزب اليوناني، وأن يسموا معبدهم علي جبل جزريم “معبد جوبيتر الإغريقي”، وقد أُجيبوا إلي طلبهم، وكان هذا بالتأكيد الانفصام النهائي للعلاقة بين الجنسين، كما يستدل علي ذلك مما جاء في إنجيل يوحنا (4: 9): “لأن اليهود لا يعاملون السامريين”.
وكان بين أولئك الذين رفضوا أن يعتبروا أنطاكيين، متياس وهو كاهن متقدم في السن من عشيرة يوياريب، فعاد مع أبنائه الخمسة إلي موطن أسلافه بين الجبال الواقعة في الشمال الغربي من أورشليم، حزنًا علي تدنيس المدينة المقدسة والهيكل، ولكن رسل أنطيوكس تعقبوه إلي هناك وأمروه بتقديم ذبائح علي مذبح للأوثان ووعدوه بامتيازات ملكية خاصة إذا هو اطاع. ولكن الكاهن لم يكتف بأنه لم يعر اهتمامًا للإغراءات البغيضة للتحول إلي اليونانية، بل في ذروة غضبه، ذبح الكاهن المرتد الذي تقدم لإطاعة الأمر كما قتل مندوب الملك وحطم المذبح البغيض.
هذا العمل البطولي أصبح فجرًا لعصر جديد، فقد هرع الشعب إلي جانب متياس واتسعت الثورة وازدادت قوة، وبعد عام من القيادة الملهمة، مات متياس الكاهن القائد الوقور بعد أن عهد لأولاده الخمسة بمهمة الدفاع عن “الناموس”، فدعوا، منذ ذلك الوقت، “بالمكابيين” نسبة إلي “يهوذا المكابي” ابنه الذي ائتمنه علي كل العمل. وقد اوقفت انتصاراتهم الحربية، عملية التحول إلي اليونانية، وهزمت الحزب اليوناني الذي كان ينتمي إليه الأنطاكيون.
نساء أنطاكية
The Women of Antioch تحوَّلت تلك النسوة من الوثنية إلى اليهودية، وبالتالي كان عليهنَّ الخضوع لمعلمي اليهود وتوجيهاتهم. وقيل عنهم في الكتاب “النِّسَاءَ الْمُتَعَبِّدَاتِ الشَّرِيفَاتِ” devout and prominent women (أع 13: 50). ولكن عند ظهور بولس وبرنابا بالإيمان الجديد، دفع اليهود تلك النسوة مع وجوه المدينة ضدهما، مما جعلهما يخرجان خارج المدينة (أنطاكية).
وهذا يوضِّح مدى تأثير المرأة في الأحداث، سواء مع أو ضد الحق..
أنطيوخس الكبير | أنطيوخس الثالث
اسم يوناني معناه “مقاوم” وكان اسم:
Antiochus III the Great أنطيوخس الثالث الملقب “أنطيوخس الكبير” ملك سوريا من 223 – 187 ق. م. وبعد أن قام بعدة محاولات لأخذ فلسطين استولى عليها في النهاية وانتزعها من البطالسة في مصر في معركة بانياس عام 198 ق. م. ويشير (1 مكابيين 8: 6 – 8) إلى انهزامه على يد الرومان في عام 190 ق. م. ويظن كثيرون من المفسرين أنه ملك الشمال المذكور في (دانيال 11: 13 – 19).
أنطيوخس الرابع | أبيفانيس
اسم يوناني معناه “مقاوم” وكان اسم:
Antiochus IV Epiphanes أنطيوخس الرابع أو “أبيفانيس” ملك سوريا من 175 – 163 ق. م. وقد أراد أن يحق الديانة اليهودية فثار المكابيون ضده (1 مكا 1: 41 – 53). ويظن كثير من المفسرين أنه هو القرن الصغير المذكور في (دانيال 7: 8 و8: 9 – 14) وأن الإشارة الواردة في (دانيال 11: 7 – 45) والتي تذكر المحتقر الذي ينجس الهيكل في أورشليم إنما تعني أنطيوخس أبيفانيس هذا.
أنطيوخس الخامس | أيوباتور
اسم يوناني معناه “مقاوم” وكان اسم:
بالإنجليزية: Antiochus V Eupator – بالونانية: Αντίοχος Ε’ Ευπάτωρ – أنطيوخس الخامس أو “أيوباتور” ملك سوريا من 163 – 162 ق. م وقد قتله ا ق. م وقد قتله ابن عمّه دمتريوس وخلفه على العرش (1 مكا 6: 17 – 7: 3).
أنطيوخس السادس | ثيوس
اسم يوناني معناه “مقاوم” وكان اسم:
أنطيوخس السادس أو “ثيوس” ملك سوريا من 145 – 142 ق. م. وقد أجلسه على العرش قائد يدعى تريفون ثم قتله من بعد ذلك (1 مكا 11: 39 و40 و54 و13: 31 و32).
أنطيوخس السابع | سيديتس
اسم يوناني معناه “مقاوم” وكان اسم:
إنجليزية: Antiochus VII Sidetes – أنطيوخس السابع أو “سيديتس” ملك سوريا من 138 – 129 ق. م. وقد قبل في بادئ الأمر أن يتنازل عن بعض الامتيازات لسمعان المكابي ولكنه فيما بعد قام بحرب ضد سمعان وضد ابنه هيروكانوس (1 مكا 15: 1 – 16: 10).
أنطيوخس أبو نومينيوس
اسم يوناني معناه “مقاوم” وكان اسم:
اسم أبي رجل يهودي اسمه نومينيوس وكان هذا مشيرًا ليوناثان المكابي ولأخيه سمعان (1 مكا 12: 16 و14: 22).
أنف
الأنف هي عضو التنفس التي استقبلت نسمة روح الحياة التي نفخها الله في أنف آدم “فصار آدم نفسًا حية” (تك 2: 7، 7: 22)، ويقول أيوب: “ما دامت نسمتي فيَّ ونفخة الله في أنفي” (أيوب 27: 3). فالحياة مجرد نسمة بالغة الضعف في ذاتها، “كفوا عن الإنسان الذي في أنفه نسمة لأنه ماذا يحسب” (إش 2: 22).
وفى عبارات شعرية يقال عن الله: بريح أنفك تراكمت المياه “،” صعد دخان من أنفه “،” فظهرت أعماق المياه وانكشفت أسس المسكونة زجرك يا رب من نسمة ريح أنفك “(خر 15: 8، 2صم 22: 9، مز18: 8 و15).
وعبارة: “هؤلاء دخان في أنفى نار متقدة كل النهار (إش 65: 5)، معناها أنهم سبب إزعاج دائم وغضب مستمر. ولقد كان من العادات المتبعة في الحرب أن يقوم المنتصرون بجدع أنوف الأسرى وصلم أذانهم (حز 23: 25). كما أن الحيوان المتوحش يمكن كبح جماحه بثقب أنفه ووضع خزامة فيها (أيوب 40: 24، 41: 2). ويستخدم هذا التعبير الأخير للدلالة على إخضاع وترويض الشخص العنيد (2مل 19: 28، إش 37: 29، حز 29: 4، 38: 4). وكان الرجال، والنساء بخاصة، تثقب أنوفهم للبس الحلي (تك 24: 47، إش 3: 21، حز 16: 12).
ومن العيوب التي كانت تمنع “بنى هرون” من القيام بالوظيفة الكهنوتية (لا 21: 18) أن يكون “أفطس” أي ذا أنف مسطحة، ولكن الكلمة العبرية تطابق الكلمة العربية “خرم” بمعنى فَتْح الأنف أو ثَقْبها، ولعل هذا هو المعنى المقصود هنا.
وهناك آية أخرى عسيرة الفهم: “وها هم يقربون الغصن إلى أنفهم” (حز 8: 17)، والتفسير المألوف – بناء على قرائن النص – هو أن الإشارة هنا إلى طقس مرتبط بعبادة البعل (الشمس)، كما كانت هناك عادة متشابهة عند عبدة الشمس من الفرس، حيث كانوا يقربون عنقودًا من البلح أو الرمان أو الطرفاء إلى أنف المتعبد، لعل ذلك كان محاولة منهم لإبعاد الأنفاس الخاطئة عن “القدوس” حتى لا تلوثه.
وعند اليهود المحدثين، يمسك الأشخاص، الحاضرون في حفلات الختان، باقات من الآس وأعشاب عطرة ويقربونها من أنوفهم بحجة منظر الدم ورائحته مما يمكن احتماله.
ويفسر البعض كلمة “الغصن” على أنها تعنى العضو الذكري إشارة إلى طقس كنعاني شهواني كما يلمح لذلك إشعياء (57: 8)، أو قد يكون المعنى المقصود: “إنهم يقربون نتانتهم من أنفي”.
آنفًا
“اذ يقول آنفا” (عب 10: 8) أي فى العدد السابق لذلك من المزمور الأربعين (مز40: 6 و7).
استئناف
اذا كان الاستئناف – كما هو الواقع – التماس يرفع إلى محكمة عليا لإعادة النظر في قضية صدر فيها حكم من محكمة أدنى، فإننا لا نجد الكلمة تستعمل بهذا المعنى فى الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد.
ففى هيئة القضاة التى شكلها موسى (خر 18: 26) كانت “الدعاوى العسرة يأتون بها إلى موسى وكل الدعاوى الصغيرة يقضون هم فيها” أي أن القضايا كانت بين محكمتين، ولكن ليس ما يدل إطلاقًا على إعادة سماع أي قضية – قد سبق الحكم فيها من محكمة صغرى – أمام محكمة عليا.
وفى التثنية (17: 8 – 13) نجد توجيهًا بأن المحكمة الصغرى – تحت ظروف معينة – يجب أن تطلب توجيهات من المحكمة العليا لتعلم كيف تتصرف، وأن تتبع ما يصدر منها بكل دقة، ومع ذلك فإن القرار نفسه كان من اختصاص المحكمة الصغرى، ومتى أصدرت حكمها فلا استئناف له.
وفى العهد الجديد كان القانون الرومانى ينص صراحة على إمكانية استئناف حكم صدر من محكمة صغرى إلى محكمة عليا، رغم أن ذلك لا ينطبق تمامًا على قضية بولس (فى الأصحاح الخامس والعشرين من سفر الأعمال). لقد أعطى القانون الرومانى المواطن الحق في الاستئناف لمحكمة الشعب، ولكن بعد قيام الامبراطورية، خص الامبراطور نفسه بهذه المهمة، وصار هو المحكمة صاحبة الرأى الأخير. ولكن قضية بولس لم تنظر أمام فستوس، ولم يكن قد صدر فيها أي حكم، عندما نطق بولس بالنص القانوني الصحيح: “إلى قيصر أنا رافع دعواى” (أع 25: 10 و11)، وليس من المؤكد تمامًا أنه كان من حق المواطنين الرومانيين أن يصروا على مثل هذا الإجراء. ولكن واضح أن بولس تصرف بهذه الطريقة بناء على تلميح من الحاكم نفسه (عدد9)، فعلى ما يبدو كان تواقًا إلى تجنب الحكم في قضية تنطوى على مشاكل خارجة عن دائرة اهتمامه. وقد يبدو – لأول وهلة – أن قرار بولس بالاستئناف كان متعجلًا، وأنه أضاع فرصة صدور حكم فستوس ببرائته، وتصرف على أساس أنه قد صدر الحكم بإدانته فعلًا، فيبدو مما جاء في سفر الأعمال (26: 32) أن احتمال الحكم ببرائته كان شبه مؤكد. ويمكن تفسير تصرفه على اعتبار إن استئنافه جاء ضربة رائعة من قائد كبير كان مستعدًا للمغامرة، فقد رأى في اقتراح فستوس فرصة لتحقيق أمل قد راوده طويلًا، فقد ظل سنوات عديدة يتمنى ويصلى من أجل الذهاب إلى روما (أع 19: 21، رو1: 11 و15، 15: 23 و24)، ولقد أكد له الرب منذ القليل: “لأنك كما شهدت بما لى فى أورشليم هكذا ينبغى أن تشهد في رومية أيضًا” (أع 23: 11)، وبهذا الوعد والتوجيه، بادر بالتوجه إلى عاصمة العالم ومركز التأثير فى العالم، فنطق بهذه الكلمات التي تبدو متعجلة: “إلى قيصر أنا رافع دعواى” أى إننى أستأنف دعواى إلى قيصر، دون انتظار لصدور الحكم من فستوس.
أنين
وهي بالعبرية “نعاك” و “عناك”، وباليونانية “استنازو” و “امبريمأميا” وهى أنات للتعبير عن ألم شديد أو حزن عميق جسدى أو عقلى. وتستخدم فى العهد القديم فى:
1 – التعبير عن الآلام الجسدية كما كان الإسرائيليون في مصر يئنون من قساوة مسخريهم بأمر فرعون (خر 2: 24، 6: 5)، أو فى فلسطين وهم يرزحون تحت نير الكنعانيين (قض 2: 18). كما يستخدمها أيوب في وصف آلام المساكين وبؤسهم (أيوب 24: 12)، أيضًا في شكواه من آلامه عندما امتدت إليه يد الرب: “ضربتي أثقل من تنهدي” (أو أنينى – 23: 2). كما يتحدث كاتب المزامير عن الأنين فى حالتى الخوف والندم: “لما سكت بليت عظامي من زفيري (أنيني وتنهدي) اليوم كله” (مز 32: 3، مز 22: 1)، “أمامك كل تأوهي وتنهدي ليس بمستور عنك” (مز 38: 9)، “من صوت تنهدى لصق عظمى بلحمى” (مز 102: 5).
2 – للتعبير عن الألم من جانب الحيوانات الجائعة والظمآنة في الجفاف، “كم تئن البهائم” (يؤ 1: 18).
3 – للتعبير عن الأسى العقلى والروحى “تعبت في تنهدى” (مز 6: 6)، “ليسمع أنين الأسير” (مز102: 20).
4 – يستخدم الأنين مجازيًا تعبيرًا عن آلام مصر في نبوة حزقيال لسقوطها أمام بابل، فيقول عن فرعون: “فيئن قدامه أنين الجريح” (حز 30: 24)، كما يستخدم إرميا نفس الكلمة للتعبير عن بؤس بابل عندما غزاها الفرس: “ويتنهد (يئن) الجرحى في كل أرضها” (إرميا 51: 52)،، وكذلك يستخدمها حزقيال للتعبير عن معاناة صور عند سقوطها أمام البابليين: “عند صراخ (أنين) الجرحى” (حز 26: 15).
والتنهيد علامة على ضيق التنفس بسبب تعب القلب، فالتنهد (أو الأنين) دليل على الضعف الجسمانى أو القلق الذهنى كما في (مز 12: 5، 31: 10، 79: 11، إش 21: 2، 24: 7، 35: 10، إرميا 45: 3).
وتوجد كلمة عبرية أخرى هي “هاجاه” وهى صوت الشكوى مثل هدير الحمام (إش 59: 11، ناحوم 2: 7). كما أن “نهى” العبرية هي صوت الندب أو الرثاء أو النحيب على الميت (إرميا 9: 10، 31: 15، عا 5: 16).
وتستخدم الكلمة في العهد الجديد للتعبير عن المحزن العقلى، وتستخدم في إنجيل يوحنا (11: 33 و35) كلمة مشتقة من الفعل “اميريمأميا” (بكى) تحمل معنى العاطفة العميقة الصادقة. وترد نفس الكلمة في آيتين أخريين مترجمة “انتهر” (مت9: 30، مرقس 1: 43).
وفى غير هذه المواضع تستخدم كلمات مشتقة من الفعل اليوناني “استنازو” بمعنى “أنّ” (رو 8: 23، 2كو5: 2 و4، مرقس 7: 34، 8: 12). ويستخدم استفانوس في وصف أنين إسرائيل في مصر كلمة “استناجموس” (أع 7: 34). ويستخدم الرسول بولس كلمة “سانتنازي” في قوله: “كل الخليقة تئن وتتمحص معا (معا (رو8: 22).
والأنين أو التنهد أو النوح علامة مميزة للويل (إش 21: 2، 24: 7، إرميا 45: 3، مراثى 1: 4 و8 و11 و12، حز 9: 4، 21: 6 و7).
بنات أنوش
Enos’s Daughters تحذف قوائم الأنساب العِبرية الكثير من الأولاد والبنات، وإذا ذُكِرَت كانت أسماء البنين لها الغلبة (تك 5: 9 – 11).. فلم يذكر الكتاب أسماء أي من بنات أنوش.
أناة | طول أناة
وهى في اللغة العبرية “إرك أفايم” وترجمت إلى اليونانية “مكروتوميا”. والمعنى الحرفى للكلمة العبرية هو “طول الأنف” أو “طول النفس”، لأن الغضب يظهر في أنفاس عنيفة سريعة تخرج من الأنف، ومن هنا جاء التعبير “بطئ الغضب” أو “طويل الروح”.
وقد نسب “بطء الغضب” إلى الله فى سفر الخروج (34: 6) عندما نادى الرب لموسى: “الرب إله رحيم ورؤوف بطئ الغضب..”، “الرب طويل الروح”) عدد 14: 18، مز 86: 15، 103: 8، 145: 8، نح 9: 17، يوئيل 2: 13، يونان 4: 2، ناحوم1: 3)، ونجدها في أغلب هذه المواضع مرتبطة بالقول: “رحيم ورؤوف وكثير الإحسان، أو كثير الرحمة”. ونقرأ في إرميا (15: 15): “بطول أناتك لا تأخذني”.
كما استخدمت للإنسان أيضًا بنفس المعنى “بطئ الغضب (أم 15: 18، 16: 32). وفى سفر الجامعة (7: 8)” طول الروح خير من تكبر الروح “وهى فى الأصل العبرى” ارك روح “.
وفى العهد الجديد نجد “طول الأناة” ترجمة للكلمة اليونانية “مكروتوميا” وهى الكلمة التي استخدمت الترجمة السبعينية للكلمة العبرية “إرك أفايم”. والكلمة اليونانية تعنى حرفيًا “طول البال أو النفس” (باعتبار النفس مركز العواطف) بالمقابلة مع ضيق الفكر أو النفس وسرعة الغضب وقصر العقل ونفاد الصبر وعدم القدرة على الاحتمال.
وقد نسبت هذه الصفة الدالة على “الأناة” أو “طول الأناة” إلى الله (رو2: 4، 9: 22) وقد ترجمت في بطرس الثانية (3: 9) إلى “تباطؤ” بالإشارة إلى طول أناة الله وإمهاله للخطاة في تنفيذ دينونته عليهم. وهى من ثمر الروح القدس في المؤمن (غل 5: 22). ويحرض الرسول المؤمنين لكى يسلكوا “بطول أناة” نحو بعضهم بعضًا (أف 4: 2، كو1: 11، 3: 12.. إلخ.).
وطول الأناة يرتبط بالمحبة، حيث يقول الرسول بولس إنه “بدون المحبة” يصبح كل شئ آخر بلا قيمة أو نفع، فالمحبة “تتأنى وترفق” (1كو13: 4).
وتترجم نفس الكلمة اليونانية في بعض المواضع بكلمة “يصبر” أو “يتمهل” كما فى: “تمهل علىَّ” (مت 18: 26 – 29)، ويظهر معناها بوضوح في القول: “أفلا ينصف الله مختاريه.. وهو متمهل عليهم” (لو 18: 7)، وقد جاءت هذه العبارة في بعض الترجمات الانجليزية: “… وهو يتمهل في الانتقام لهم” ولعل هذا أقرب إلى المعنى المقصود.
وتترجم نفس الكلمة إلى “تأنوا” أو “متأنيًا” ثلاث مرات في رسالة يعقوب (5: 7 و8).
ويقول “ترنش” في كتابه “مترادفات العهد الجديد” (ص 189)، إن الفرق بين الكلمة اليونانية “هوبوموني” (التى تترجم بالصبر) وكلمة “مكروتوميا” (الأناة) هو أن الكلمة الأخيرة تعبر عن الصبر بالنسبة للأشخاص، بينما الكلمة الأولى تعبر عن الصبر فيما يتعلق بالأشياء، ومن ثم لا نجد الكلمة “هوبوموني” تنسب إلى الله مطلقًا، وعندما يقال عنه “إله الصبر” (رو15: 5) يكون المقصود أنه هو الذى يعطي الصبر لعبيده وقديسيه.
ولكن في رسالة يعقوب (5: 7) تستخدم كلمة “مكروتوميا” بالإشارة إلى الأشياء أيضًا. وفى كولوسي (1: 11) تقترن الكلمة بالصبر (انظر عب 6: 12 – 15) بالإشارة إلى الصبر في احتمال التجارب والمشقات. كما تقترن في كولوسي (1: 11) بالفرح أيضًا مما يدل على أنها ليست مجرد استسلام، ولكنها قبول إرادة الله – كيفما تكون – بفرح.
آه | هه
حرف نداء ورد كثيرًا في العهد القديم ترجمة لألفاظ عبرية مختلفة وللتعبير عن حالات مختلفة من المشاعر.
1 – “آها” في العبرية تعبيرًا عن الشكوى كما في “آه يا سيد الرب” (إرميا 1: 6، 4: 10، حزقيال 4: 14.. إلخ)، كما تدل على الأسى والرعب كما فى: “آه على اليوم لأن يوم الرب قريب” (يؤئيل 1: 15).
2 – “آه” وهي نفس اللفظ في العبرية للتعبير عن الحزن عند التفكير في هلاك إسرائيل (حزقيال 21: 15).
3 – “هه” أو “هه هه” وتعبر عن فرح خبيث لكارثة حاقت بالعدو، وتسبقها عادة كلمة “قال” أو “قالوا” (مز 35: 21 و25)، حز 25: 3، 26: 2، 36: 2، مز 40: 15، مز70: 3)، وتترجم “بخ” للتعبير عن الرضي في إشعياء (44: 16)، وتمثل صهيل الفرس في أيوب (39: 25).
4 – “هوي” (فى العبرية) وتعبر عن الحزن أو الألم، وتترجم “ويل” في إشيعاء (1: 4)، “وآه” في إرميا (22: 18) وفى الملوك الأول (13: 30) للتعبير عن الحزن. وتستخدم مرارًا للدلالة على وعيد بالقضاء الوشيك، وتترجم إلى العربية “ويل” (إش 10: 5، 29: 1)، كما تترجم أحيانًا بكلمة “أيها” للتنبيه إلى بعض الإعلانات الهامة (إش 55: 1).
5 – الكلمة اليونانية “أواه”. والمترجمة في العربية “آه” (مرقس 15: 29) وقد استخدمها الذين سخروا من يسوع وهو معلق على الصليب.
وواضح أن كل هذه الألفاظ هي تقليد للأصوات الطبيعية والتي تعبر تلقائيًا عن الشكوى أو الحسرة أو الحزن أو الألم أو السرور.. إلخ.
تأهب | متأهب
“لكون إنسان الله كاملًا متأهبًا لكل عمل صالح” (2تى 3: 17) أي أن يكون مستعدًا استعدادًا كاملًا.
أهبة جلاء
وهي بالعبرية “أساه كلى”: “اصنعي لنفسك أهبة جلاء” (إرميا 46: 19)، أي تأهبي وأعدي لنفسك كل ما يلزمك في ذهابك إلى السبي (استعداد للرحيل). وهي لغة مجازية للسبي.
أهَّل | يؤهل | مستأهل
(أع 5: 41، 1كو 6: 2، كو 1: 12، 2تس 1: 11) “أهله” أي جعله مستحقًا أو أهلًا للغرض.
إهود ابن جيرا، القاضي
اسم عبري وربما كان اختصار الاسم أبيهود وكان:
ومعناه “المتحد” أو “القوي”، كان قاضيًا لبني إسرائيل وهو ابن جيرا من سبط بنيامين. وكان أهود أعسرًا. وقد قتل عجلون ملك موآب الذي أذل بني إسرائيل، وقاد شعبه إلى النصر على الموآبيين (قض 3: 15 – 30). فقد أرسل بنو إسرائيل بيده هدية لعجلون ملك موآب، وبعد أن قدم الهدية صرف القوم حاملي الهدية، أما هو فرجع من عند المنحوتات التي لدى الجلجال، ودخل إلى الملك وقال له: “لي كلام سر إليك أيها الملك”، فأخرج الملك من عنده جميع الواقفين لديه، وهكذا اختلى إهود بعجلون وكان سمينًا جدًا، وكان إهود أعسرًا، فمد يده اليسرى واستل سيفه الذي كان قد سبق أن أخفاه على فخذه اليمنى، وأغمده في بطن الملك حتى دخل القائم وراء النصل لأنه لم يجذب السيف من بطن الملك، ثم أغلق أبواب العلية وراءه ونجا إلى سعيرة وضرب بالبوق في جبل أفرايم فنزل معه بنو إسرائيل عن الجبل وهو قدامهم، وأخذوا مخاوض الأردن إلى موآب ولم يدعوا أحدًا يعبر، فقتلوا من موآب نحو عشرة آلاف رجل من ذوى البأس وهكذا خلص إسرائيل من موآب.
أهوليبامة زوجة عيسو | يهوديت
اسم عبري معناه “خيمتي مكان مرتفع” وكان اسم:
زوجة عيسو، وأمها هي عنى الحوية (تك 36: 2) وكانت تدعى أيضًا يهوديت ابنة بيري الحثي (تك 26: 34).
أهوليبامة الرئيس الأدومي
اسم عبري معناه “خيمتي مكان مرتفع” وكان اسم:
رئيس أدومي (تك 36: 41 و1 أخبار 1: 52).
أواران
وهو لقب ألعازار الابن الرابع لمتتيا (1مك 2: 5). ويرى البعض أنه قد اكتسب هذا اللقب من العمل البطولي الذي قام به (1مك 6: 43 – 46) حيث أن الكلمة قد تعنى “الطاعن” إشارة إلى طعنه الفيل. والبعض يظن أن هذا اللقب مشتق من كلمة “هور” بمعنى “أبيض”، ويربطون بين هذا المعنى ولون بشرة ألعازار. ويذكر هذا اللقب في الترجمة السريانية على أنه “شاوارا ن”، وفى الفولجاتا “أبارون” أما الترجمة السبعينية للمكابيين (6: 43) فتذكره “سوأران” وهو ولا شك تحريف للاسم الكامل ألعازار أواران.
أوباطور
ومعناه “من أب نبيل” وهو اللقب الذي أطلق على أنطيوكس الخامس الذي خلف أباه أنطيوكس الرابع (أبيفانس) في 164 ق. م. وهو مازال طفلًا تحت وصاية ليسياس (1مك 3: 32، 6: 17). ففى غياب فيلبس، عين أنطيوكس الرابع وهو على فراش الموت، صديقًا وأخًا له في الرضاعة هو ليسياس ليكون وصيًا على ابنه، وقام ليسياس بواجبه كوصى، فأجلسه على العرش وسماه “أوباطور”.
وبعد جلوسه على العرش بقليل، جمع جيشًا عظيمًا وسار إلى أورشليم ومعه ليسياس لنجدة حامية سورية هاجمها يهوذا المكابى بقسوة (1مك 6: 19) وفى بين زكريا انهزم يهوذا، وبعد معركة عنيفة، استولى أوباطور على بيت صور (1مك6: 31 – 50)، وهوجمت القوة اليهودية في الهيكل حتى لم يبق منها إلا نفر قليل (53). وعندما سمع ليسياس أن منافسه فيلبس قد عاد من بلاد فارس وأقام من نفسه سيدًا على أنطاكية، عقد صلحًا سريعًا، ورجع ليواجه فيلبس فتغلب عليه بسهولة. ولكن في السنة التالية (162ق. م.) قتل ديمتريوس سوتر بن سلوقس، أنطيوكس أوباطور وليسياس انتقامًا لما أصابة على يد أنطيوكس أبيفانس (1مك 7: 2 –4، 2مك14: 1 و2).
أوبولمس
هو ابن يوحنا بن أكوس أو هقوص (نح 3: 4 و21) وكان أحد المندوبين اللذين أرسلهما يهوذا المكابي (1مك8: 17، 2مك 4: 11) إلى روما في حوالي 161 ق. م. ليطلب معونة الرومان ضد دمتريوس، وقد نجح أوبولمس وزميله في سفارتهما، وأرسلت روما معهما كتابًا تؤكد فيه تأييدها ليهوذا المكابي. ويخلط البعض بين أوبولمس هذا وبين مؤرخ بنفس الاسم ذكره يوسابيوس ولكن ليس ثمة دليل على أن ذلك المؤرخ كان من أصل يهودي.
أُربْانَوس
Urbanus / Urban اسم لاتيني معناه “ظريف” أو “مؤدب” وكان اسم رجل مسيحي عاون بولس في عمله التبشيري ثم ذهب إلى روما. ويرسل إليه بولس تحياته وسلامه إلى روما (رو 16: 9).
أورشليم السماوية | أورشليم السمائية
Daughters of Jerusalem في أثناء حَمْل الصليب، كان هناك العديد من المجموعات المحيطة بالمسيح، من ضمنهم النسوة والمريمات عند الصليب، و “كَثِيرٌ مِنَ الشَّعْبِ، وَالنِّسَاءِ اللَّوَاتِي كُنَّ يَلْطِمْنَ أَيْضًا وَيَنُحْنَ عَلَيْهِ” (إنجيل لوقا 23: 27). “فَالْتَفَتَ إِلَيْهِنَّ يَسُوعُ وَقَالَ: «يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ، لاَ تَبْكِينَ عَلَيَّ بَلِ ابْكِينَ عَلَى أَنْفُسِكُنَّ وَعَلَى أَوْلاَدِكُنَّ، لأَنَّهُ هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُونَ فِيهَا: طُوبَى لِلْعَوَاقِرِ وَالْبُطُونِ الَّتِي لَمْ تَلِدْ وَالثُّدِيِّ الَّتِي لَمْ تُرْضِعْ! حِينَئِذٍ يَبْتَدِئُونَ يَقُولُونَ لِلْجِبَالِ: اسْقُطِي عَلَيْنَا! وَلِلآكَامِ: غَطِّينَا! لأَنَّهُ إِنْ كَانُوا بِالْعُودِ الرَّطْبِ يَفْعَلُونَ هذَا، فَمَاذَا يَكُونُ بِالْيَابِسِ؟ »” (إنجيل لوقا 23: 28 – 31).
بنات أورشليم
Daughters of Jerusalem في أثناء حَمْل الصليب، كان هناك العديد من المجموعات المحيطة بالمسيح، من ضمنهم النسوة والمريمات عند الصليب، و “كَثِيرٌ مِنَ الشَّعْبِ، وَالنِّسَاءِ اللَّوَاتِي كُنَّ يَلْطِمْنَ أَيْضًا وَيَنُحْنَ عَلَيْهِ” (إنجيل لوقا 23: 27). “فَالْتَفَتَ إِلَيْهِنَّ يَسُوعُ وَقَالَ: «يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ، لاَ تَبْكِينَ عَلَيَّ بَلِ ابْكِينَ عَلَى أَنْفُسِكُنَّ وَعَلَى أَوْلاَدِكُنَّ، لأَنَّهُ هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُونَ فِيهَا: طُوبَى لِلْعَوَاقِرِ وَالْبُطُونِ الَّتِي لَمْ تَلِدْ وَالثُّدِيِّ الَّتِي لَمْ تُرْضِعْ! حِينَئِذٍ يَبْتَدِئُونَ يَقُولُونَ لِلْجِبَالِ: اسْقُطِي عَلَيْنَا! وَلِلآكَامِ: غَطِّينَا! لأَنَّهُ إِنْ كَانُوا بِالْعُودِ الرَّطْبِ يَفْعَلُونَ هذَا، فَمَاذَا يَكُونُ بِالْيَابِسِ؟ »” (إنجيل لوقا 23: 28 – 31).
يهود أورشليم الذين هاجوا على بولس
قيل لبولس الرسول بأن اليهود يشكون بأنه يطالب بالارتداد عن عوائد موسى، وطلبوا منه التطهُّر في الهيكل مع أربعة رجال عليهم نذر (أع 21: 20 – 27) ليثبت عكس الكلام المُنتشر. إلا أن بعض اليهود عندما علموا بالأمر “أَهَاجُوا كُلَّ الْجَمْعِ وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ الأَيَادِيَ”، لظنهم أنه أدخل تُرُوفِيمُسَ الأَفَسُسِي اليوناني (الأممي) إلى الهيكل فنجَّسهُ، “فَهَاجَتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا، وَتَرَاكَضَ الشَّعْبُ وَأَمْسَكُوا بُولُسَ وَجَرُّوهُ خَارِجَ الْهَيْكَلِ” (أع 21: 28 – 30)، وكانوا يطلبون أن يقتلوه، إلى أن أنقذه الأمير كُلُودِيُوسُ لِيسِيَاس أمير الكتيبة الرومانية من أيديهم. ثم بعدها سمح له الأمير بالحديث مع اليهود من فوق الدرج (أع 21: 37 – 40). إلا أنه بعد حديثه “رَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ قَائِلِينَ: «خُذْ مِثْلَ هذَا مِنَ الأَرْضِ، لأَنَّهُ كَانَ لاَ يَجُوزُ أَنْ يَعِيشَ! »، وكانوا” يَصِيحُونَ وَيَطْرَحُونَ ثِيَابَهُمْ وَيَرْمُونَ غُبَارًا إِلَى الْجَوِّ “(أع 22: 22، 23).
ثم أمر كُلُودِيُوسُ لِيسِيَاس بإحضار رؤساء الكهنة وكل مجمعهم ليجابه الجميع أمام بعضهم البعض. إلا أنه بعد حديث بولس هاج اليهود مرة أخرى، لدرجة أن اتفق بعضهم (أكثر من أربعين متطرِّفًا) أن يقتلوا بولس. فلما سمع ابن أخته بالأمر قام بتحذير بولس، الذي بدوره طلب منه إخبار الأمير (أع 23).
وكان من ضمن هؤلاء اليهود:
الأكثر من أربعين يهوديا من أورشليم الذين اتفقوا على قتل بولس.
رؤساء الكهنة بأورشليم الذين تعاونوا لقتل بولس.
شيوخ أورشليم الذين تعانوا لقتل بولس.
الرجال الواقفين وقت مشادة بولس في أورشليم.
الصدوقيين بأورشليم الذين كانوا ضد بولس.
الفريسيين بأورشليم الذين كانوا ضد بولس ثم دافعوا عنه.
الرجال الأربعة الذين عليهم نذرا في أورشليم وقت بولس
قيل لبولس الرسول بأن اليهود يشكون بأنه يطالب بالارتداد عن عوائد موسى، وطلبوا منه التطهُّر في الهيكل مع أربعة رجال عليهم نذر (أع 21: 20 – 27) ليثبت عكس الكلام المُنتشر.
الأكثر من أربعين يهوديا من أورشليم الذين اتفقوا على قتل بولس
بعد حديث بولس الرسول أمام اليهود والواقفين (منهم صدوقيين وفريسيين)، وأمام رؤساء الكهنة والشيوخ في المجمع (أع 21 – 23)، “صَنَعَ بَعْضُ الْيَهُودِ اتِّفَاقًا، وَحَرَمُوا أَنْفُسَهُمْ قَائِلِينَ: إِنَّهُمْ لاَ يَأْكُلُونَ وَلاَ يَشْرَبُونَ حَتَّى يَقْتُلُوا بُولُسَ. وَكَانَ الَّذِينَ صَنَعُوا هذَا التَّحَالُفَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ. فَتَقَدَّمُوا إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ وَقَالُوا: «قَدْ حَرَمْنَا أَنْفُسَنَا حِرْمًا أَنْ لاَ نَذُوقَ شَيْئًا حَتَّى نَقْتُلَ بُولُسَ. وَالآنَ أَعْلِمُوا الأَمِيرَ أَنْتُمْ مَعَ الْمَجْمَعِ لِكَيْ يُنْزِلَهُ إِلَيْكُمْ غَدًا، كَأَنَّكُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ تَفْحَصُوا بِأَكْثَرِ تَدْقِيق عَمَّا لَهُ. وَنَحْنُ، قَبْلَ أَنْ يَقْتَرِبَ، مُسْتَعِدُّونَ لِقَتْلِهِ» (أع 23: 1 – 15).
فلما سمع ابن أخت بولس بالأمر قام بتحذيره، الذي بدوره طلب منه إخبار الأمير كُلُودِيُوسُ لِيسِيَاس أمير الكتيبة الرومانية (أع 23)، وتم إنقاذ بولس من تلك المكيدة.
رؤساء الكهنة بأورشليم الذين تعاونوا لقتل بولس
أمر الأمير كُلُودِيُوسُ لِيسِيَاس أمير الكتيبة الرومانية بإحضار “رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَكُلُّ مَجْمَعِهِمْ”، من الشيوخ واليهود وغيرهم، وذلك لكي يواجههم ببولس في التُّهَم الموجهة إليه (أع 21، 22). وكان من ضمنهم حَنَانِيَّا رَئِيسُ الْكَهَنَةِ، والذي أمر بضرب بولس على فمه لتطاوله عليه (أع 23: 1 – 5). وبسبب بُغض اليهود الشديد لبولس، قرر جماعة متطرفة منهم (أكثر من أربعين رجلًا) أن يقتلوا بولس، بل واتفقوا مع رؤساء الكهنة هؤلاء والشيوخ على الخطة المناسبة لذلك (أع 23: 12 – 15)!
شيوخ أورشليم الذين تعانوا لقتل بولس
أمر الأمير كُلُودِيُوسُ لِيسِيَاس أمير الكتيبة الرومانية بإحضار “رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَكُلُّ مَجْمَعِهِمْ”، من الشيوخ واليهود وغيرهم، وذلك لكي يواجههم ببولس في التُّهَم الموجهة إليه (أع 21، 22). وبسبب بُغض اليهود الشديد لبولس، قرر جماعة متطرفة منهم (أكثر من أربعين رجلًا) أن يقتلوا بولس، بل واتفقوا مع رؤساء الكهنة هؤلاء والشيوخ على الخطة المناسبة لذلك (أع 23: 12 – 15)!
الرجال الواقفين وقت مشادة بولس في أورشليم
كان من ضمن اليهود الموجودين وقت محاكمة بولس أمام رؤساء الكهنة والشيوخ (أع 21 – 23) بعض الرجال الواقفين، منهم مَنْ أمرهم حَنَانِيَّا رَئِيسُ الْكَهَنَةِ بضرب بولس على فمه حينما تطاوَل عليه (أع 21: 1 – 6). وعلم بولس بأن بعضهم من الصدوقيين والفريسيين، فأخبرهم بأنه فريسي، مما أشعل الحرب الكلامية بين الجماعتين بسبب الخِلافات العقائدية بينهما، وأدى إلى انشقاق الجماعة. لدرجة أن بدأ الفريسيين الموجودين يدافعون عن بولس بعدما كانوا ضده (أع 23: 1 – 9).
الصدوقيين بأورشليم الذين كانوا ضد بولس
كان من ضمن اليهود الموجودين وقت محاكمة بولس أمام رؤساء الكهنة والشيوخ (أع 21 – 23) بعض الرجال الواقفين، وعلم بولس بأن بعضهم من الصدوقيين والفريسيين، فأخبرهم بأنه فريسي، وأنه “عَلَى رَجَاءِ قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ أَنَا أُحَاكَمُ” (أع 23: 6)، مما أشعل الحرب الكلامية بين الجماعتين بسبب الخِلافات العقائدية بينهما، وأدى إلى انشقاق الجماعة. “لأَنَّ الصَّدُّوقِيِّينَ يَقُولُونَ إِنَّهُ لَيْسَ قِيَامَةٌ وَلاَ مَلاَكٌ وَلاَ رُوحٌ، وَأَمَّا الْفَرِّيسِيُّونَ فَيُقِرُّونَ بِكُلِّ ذلِكَ” (أع 23: 8). لدرجة أن بدأ الفريسيين الموجودين يدافعون عن بولس بعدما كانوا ضده (أع 23: 9). ما أشعل الأمر لدرجة أن خشى الأمير كُلُودِيُوسُ لِيسِيَاس أمير الكتيبة الرومانية على بولس من أن “يَفْسَخُوه” (أع 23: 10).
الفريسيين بأورشليم الذين كانوا ضد بولس ثم دافعوا عنه
كان من ضمن اليهود الموجودين وقت محاكمة بولس أمام رؤساء الكهنة والشيوخ (أع 21 – 23) بعض الرجال الواقفين، وعلم بولس بأن بعضهم من الصدوقيين والفريسيين، فأخبرهم بأنه فريسي، وأنه “عَلَى رَجَاءِ قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ أَنَا أُحَاكَمُ” (أع 23: 6)، مما أشعل الحرب الكلامية بين الجماعتين بسبب الخِلافات العقائدية بينهما، وأدى إلى انشقاق الجماعة. “لأَنَّ الصَّدُّوقِيِّينَ يَقُولُونَ إِنَّهُ لَيْسَ قِيَامَةٌ وَلاَ مَلاَكٌ وَلاَ رُوحٌ، وَأَمَّا الْفَرِّيسِيُّونَ فَيُقِرُّونَ بِكُلِّ ذلِكَ” (أع 23: 8). لدرجة أن بدأ الفريسيين الموجودين يدافعون عن بولس بعدما كانوا ضده (أع 23: 9)، حيث “نَهَضَ كَتَبَةُ قِسْمِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَطَفِقُوا يُخَاصِمُونَ قَائِلِينَ: «لَسْنَا نَجِدُ شَيْئًا رَدِيًّا فِي هذَا الإِنْسَانِ! وَإِنْ كَانَ رُوحٌ أَوْ مَلاَكٌ قَدْ كَلَّمَهُ فَلاَ نُحَارِبَنَّ اللهَ»” (أع 23: 9).
كتبة قسم الفريسيين بأورشليم الذين كانوا ضد بولس ثم دافعوا عنه
بعدما قال بولس بأنه فريسي وابن فريسي، وذلك إبان محاكمته أمام رؤساء الكهنة والشيوخ (أع 21 – 23)، “نَهَضَ كَتَبَةُ قِسْمِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَطَفِقُوا يُخَاصِمُونَ قَائِلِينَ: «لَسْنَا نَجِدُ شَيْئًا رَدِيًّا فِي هذَا الإِنْسَانِ! وَإِنْ كَانَ رُوحٌ أَوْ مَلاَكٌ قَدْ كَلَّمَهُ فَلاَ نُحَارِبَنَّ اللهَ»” (أع 23: 9)، وذلك في مواجهة الصدوقيون الذين كانوا موجودين في المجمع.
أُورُو كْلِيدُون
كلمة يونانية معناها “رياح جنوبية شرقية تثير الأمواج” هذا اسم الرياح الجنوبية الشرقية التي هاجت على السفينة التي كان بولس قد أبحر عليها وجذبتها بعيدًا عن طريق سيرها (أع 27: 14) وخير المخطوطات اليونانية تذكر في هذا النص اسم “يورقلون” ومعناها “رياح شمالية شرقية”.
أوري أبو بصلئيل
اسم عبري وهو اختصار أوريا وقد ورد:
اسم رجل من سبط يهوذا وهو أبو بصلئيل الذي كان بين من عملوا في بناء المقدس وترصيعه (خر 31: 2 و35: 30 و38: 22 و1 أخبار 2: 20 و2 أخبار 1: 5).
أوري أبو جابر
اسم عبري وهو اختصار أوريا وقد ورد:
اسم أبي جابر الذي كان وكيلًا لسليمان في جلعاد (1 مل 4: 19).
أوري من حراس أبواب الهيكل
اسم عبري وهو اختصار أوريا وقد ورد:
اسم أحد حرّاس أبواب الهيكل. وكان ممن أقنعهم عزرا بترك نسائهم الغريبات (عز 10: 24).
أوريئيل ابن تحث
اسم عبري ومعناه “الله نوري” وقد ورد اسم:
ابن تحث من عشيرة قهات من سبط لاوي (1 أخبار 6: 24).
أوريئيل رئيس عشيرة قهات
اسم عبري ومعناه “الله نوري” وقد ورد اسم:
رئيس لعشيرة قهات من عشائر اللاويين في عصر داود (1 أخبار 15: 5 و11) ويحتمل أنه نفس أوريئيل ابن تحث.
أوريئيل أبو ميخايا
اسم عبري ومعناه “الله نوري” وقد ورد اسم:
اسم رجل من جبعة وكان أب ميخايا أم ابيّا ملك يهوذا (2 أخبار 13: 2).
الملاك أوريئيل
اسم عبري ومعناه “الله نوري” وقد ورد اسم:
وقد ورد هذا الاسم كاسم ملاك في بعض الأسفار غير القانونية أو الأسفار المنسوبة إلى أسماء مستعارة مثل (سفر اخنوخ 20: 2 وأسدراس الثاني 4: 1).
أُورِيم | تّمِيم
العبرية: האורים והתומים – الإنجليزية: Urim and Thummim – كلمتان عبرانيتان معناهما “أنوار وكمالات” ويوجد هذان الاسمان معًا عادة، مع ان اوريم ذكرت مرتين بمفردها (عدد 27: و21 و1 صم 28: 6) ويرّجح أنهما كانا شيئين صغيرين أو ربما حجرين، وكانا يحفظان في صدرة رئيس الكهنة (خر 28: 30 ولا 8: 8) وكان رئيس الكهنة يستخدم الأوريم والتميم في معرفة إرادة الله في الأمور الكهنوتية أو السياسة القومية (عدد 27: 21 و1 صم 28: 6 وعز 2: 63 ونحم 7: 65) وقد وردت في الترجمتين السبعينية واليونانية، والفلجاتا اللاتينية إشارة إلى الاوريم والتميم في 1 صم 14: 41 وقد أبطل استخدام هذين القرعتين المقدستين في أزمنة ما بين العهدين ويحتمل أن الاسمين يدلان على نور وكمال الإرشاد الذي يأتي من الله.
أوريا الحثي
← اللغة الإنجليزية: Uriah the Hittite – اللغة العبرية: אוריה החתי – اللغة اليونانية: ουριου τοῦ χετταίου.
اسم عبري معناه “يهوه نوري” وكان:
اسم رجل من أصل حثي ولكنه كان من ضمن مَنْ يعبدون الرب إله العبرانيين كما يظهر من اسمه. وكان قائدًا في جيش داود (2 صم 23: 39 و1 أخبار 11: 41) وقد اتصل الملك داود اتصالًا شريرًا ببثشبع زوجة أوريا، ثم أمر داود أن يوضع أوريا في المقدمة في مكان من الجيش يعرّض فيه للموت، عندما كان الجيش يحاصر ربّة عمون فَقُتِلَ أوريّا، وقد وبّخ النبي ناثان الملك داود على هذه الخطايا وأعلنه بحلول دينونة الله عليه بسببها (2صم ص 11 و12).
ويظهر من شخصية أوريا أنه كان رجلًا صالحًا وأمينًا في عبادة الرب، حيث عندما استدعاه داود وأخبره بأن يذهب إلى بيته ليرتاح (ليحاول داود إخفاء خطيته الشنيعة)، رفض أوريا الذهاب قائلًا: “إِنَّ التَّابُوتَ وَإِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا سَاكِنُونَ فِي الْخِيَامِ، وَسَيِّدِي يُوآبُ وَعَبِيدُ سَيِّدِي نَازِلُونَ عَلَى وَجْهِ الصَّحْرَاءِ، وَأَنَا آتِي إِلَى بَيْتِي لآكُلَ وَأَشْرَبَ وَأَضْطَجعَ مَعَ امْرَأَتِي؟! وَحَيَاتِكَ وَحَيَاةِ نَفْسِكَ، لاَ أَفْعَلُ هذَا الأَمْرَ” (2 صم 10: 11).
أوريا رئيس الكهنة
← اللغة الإنجليزية: Uriah – اللغة العبرية: אוריה – اللغة اليونانية: ουριου.
اسم عبري معناه “يهوه نوري” وكان:
اسم رئيس كهنة أطاع أمر الملك آحاز وبنى مذبحًا في الهيكل في أورشليم مثيلًا لمذبح في دمشق (2 مل 16: 10 – 16) ويرّجح أنه هو نفس الكاهن الذي شاهد اللوح الذي كتب عليه أشعياء اسم “مهير شلال حاش بز” (اش 8: 1 و2).
أوريا ابن شمعيا، النبي
← اللغة الإنجليزية: Uriah – اللغة العبرية: אוריה – اللغة اليونانية: ουριου.
اسم عبري معناه “يهوه نوري” وكان:
اسم نبي هو ابن شمعيا من قرية يعاريم. وقد تنبأ ضد يهوذا ثم هرب إلى مصر وقد أرسل الملك يهوياقيم رسلًا إلى مصر وأحضرو إلى مصر وأحضروه فقتله الملك (ارميا 27: 20 – 23).
أوريا أبو مريموث، الكاهن
← اللغة الإنجليزية: Uriah – اللغة العبرية: אוריה – اللغة اليونانية: ουριου.
اسم عبري معناه “يهوه نوري” وكان:
اسم كاهن وكان أب مريموث (عز 8: 33 ونحم 3: 4 و21) ويحتمل أنه نفس الرجل، الذي يرّجح أنه كان كاهنًا، والذي وقف بجانب عزرا وقرأ الشريعة (نحم 8: 4).
أوز
← الإنجليزية: Fowl.
والكلمات العبرية واليونانية الأصلية المُستخدمة تحمل أكثر من معنى.. أكثرها مُستخدم هو “oph”، وهي كلمة مجمعة لكل أنواع الطيور.. والآية في سفر الملوك الأول تقول: “وَكَانَ طَعَامُ سُلَيْمَانَ لِلْيَوْمِ الْوَاحِدِ: ثَلاَثِينَ كُرَّ سَمِيذٍ، وَسِتِّينَ كُرَّ دَقِيق، وَعَشَرَةَ ثِيرَانٍ مُسَمَّنَةٍ، وَعِشْرِينَ ثَوْرًا مِنَ الْمَرَاعِي، وَمِئَةَ خَرُوفٍ، مَا عَدَا الأَيَائِلَ وَالظِّبَاءَ وَالْيَحَامِيرَ وَالإِوَزَّ الْمُسَمَّنَ” (سفر الملوك الأول 4: 22، 23).
والإوز من الطيور المائية ذو لون أبيض، يزن الذكر منه حوالي 12 كغم، وتزن الأنثى أقل من ذلك. تبيض الأنثى بحدود 30 – 40 بيضة سنويًا.. وهناك إوز البري والإوز المدجن الذي يربى تجاريًا للاستفادة من لحومها وكبدها وريشها.
وقد تم استئناس الطيور (2500 سنة قبل الميلاد) وقد تم استئناس الإوز في مصر قبل الميلاد بحوالي 1500 سنة، ولم تستأنس الدواجن في الغرب إلا منذ حوالي 800 سنة من تاريخ كتابة هذا الكلام في العقد الأول من الألفية الثالثة.
أوصم ابن يسى، أخو داود
اسم عبري ويحتمل أن معناه “غضبان” وقد ورد:
اسم ابن يسى وأخي داود من سبط يهوذا (1 أخبار 2: 15).
أوصم ابن يرحمئيل
اسم عبري ويحتمل أن معناه “غضبان” وقد ورد:
اسم ابن يرحميئيل من سبط يهوذا (1 أخبار 2: 25) وقد وردت صيغة هذا الاسم في العبرية الأولى بالتشكيل الموجود في العنوان.
أُضنَّا
يشبه اللفظ العربي في اللفظ اليوناني للكلمة العبرية “هوشعنا” ωσαννά الواردة في مز 118: 25 ومعناها “خلّص”. وقد هتف الجمهور بهذه الكلمة تحية ليسوع المسيح عند دخوله الانتصاري إلى أورشليم يوم أحد الشعانين أو أحد السعف. وقد وردت هذه الكلمة بمفردها مرتين (مز 11: 9 ويو 12: 13) ووردت مرتين وجاء بعدها “لابن داود” (مت21: 9 و15) ووردت مرتين أيضًا وجاء بعدها “في الأعالي” (مت 12: 9 ومر 11: 10). ويقول التلمود أن مز 118: 25الذي يشمل هذه الكلمة كان ينطلق من أفواه الشعب ضمن هتافهم وهم يهزون الأغصان في أيديهم أثناء عيد المظال. وقد ورد بعد هذه الكلمة في الأناجيل اقتباس من مز 118: 26 وكان هذا اللفظ في المبدأ صلاة، وقد أصبح يستعمل فيما بعد كتعبير عن الفرح أو للترحيب بقادم.
* معنى أوصنا في الأعالي.. مبارك الآتي باسم الرب: المعروف بأن المسيح هو من نسل داود، لذلك يُشار إليه ابن داود. وأما معنى كلمة أوصنا في الأعالي فهو: “لتصرخ الملائكة في العلاء منادية لله، خلّصنا الآن”. وهي دعوة شعب متضايق يطلب من ملكه أو إلهه أن يهرع إلى خلاصه. ومعنى كلمة أوصنا بحد ذاتها هو خلصنا الآن، وهي مُقتبسة من المزمور 118: “آه يا رب خلص، آه يا رب أنقذ” (مزمور 118: 25). (). أما معنى بقية التحية، “مبارك الآتي باسم الرب” فهي أيضًا اقتباس من المزمور 118 “مبارك الرب الذي يأتي إلى أورشليم” (مزمور 118: 26).
أُوغُسطُس | أوْغُسطُس قيصر
أوغسطس لقب لاتيني ومعناه “المبجّل” وقيصر اسم أسرة رومانية وهو أول إمبراطور روماني (31 ق. م – 14م.) وكان اسمه أصلًا أوكتافيوس كايبياس, ولكنه أخذ اسم الأسرة قيصر عن يوليوس قيصر الذي كان أخًا لجدته لأمه. وقد أرسى قواعد السلام في كل أنحاء الإمبراطورية وفي الأراضي المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط. وقد حكم هيرودس في فلسطين بسماح من أوغسطس وكن يرسل الجزية إلى روما. وقد جاءت مريم ويوسف إلى بيت لحم في وقت ولادة يسوع بناء على قرار أوغسطس بإجراء إحصاء (لو 2: 1) ولما أثبت أرخيلاوس ابن هيرودس بأنه غير كفء للحكم عزله أوغسطس وأرسل حكامًا رومانيين ليحكموا اليهودية. وقد أطلق هيرودس الكبير اسم قيصرية تكريمًا لأوغسطس وتخليدًا له. (). ولا تزال قيصرية باقية إلى اليوم. وكذلك اسم سبسطي وهي الترجمة اليونانية في المؤنث لاسم أوغسطس, أطلقه على مدينة السامراة القديمة وتدعى الآن سبسطية. وقد أطلق هيرودوس فيليبس اسم قيصرية على مدينة أخرى تكريمًا له وتخليدًا لذكره وهذه المدينة تدعى الآن بانياس, وقد كان في هذه المدينة هيكل للإله أوغسطس. ولذا فقد كانت مناسبة جميلة أن يعلن بطرس في هذا المكان اعترافه المجيد بأن يسوع هو ابن الله الحقيقي (مت 16: 16) وقد سمي الشهر أغسطس كذلك لذكرى هذا الإمبراطور. وقد أصبح اسم أوغسطس واسم قيصر من ألقاب الأباطرة فيما بعد ذلك الحين, فنجد مثلًا في أعمال 25: 21 و26 أن لقب أوغسطس يستعمل لنيرون. كتيبة أوغسطس: هذا لقب شرف أعطي لكتيبة رومانية (1ع 27: 1) ويني كتيبة الإمبراطور وكان الاسم اوغسطس أحد ألقابها ولا يعرف إذا كان هذا اللقب أطلق على هذه الكتيبة في زمن الإمبراطور الأول أو فيما بعد.
أرض أوفير
اسم أرض سميت باسم ابن يقطان الذي ذكر سابقًا في ورجّح أن هذه الأرض كانت في جنوب بلاد العرب, أو اليمن في الوقت الحاضر. وقد اشتهر هذا المكان بذهبه (1 أخبار 29: واي 22: 24 و28: 16 ومز 45: 9 واش 13: 12) وقد أرسل سليمان ملك بني اسرائيل وحيرام ملك صور أسطولًا تجاريًا من عصيون جابر على خليج العقبة إلى أوفير وقد أحضر هذا الأسطول ذهبًا وخشب صندل وحجارة كريمة (1 مل 9: 26 – 28 و10: 11). وقد قال بعضهم أن أوفير تقع على شاطيء أفريقيا الشرقي أو أنها في بلاد الهند ولكن يرجح أن موقعها هو في بلاد اليمن.
آلي | يؤول
بمعنى أدَّى إلى (أم 11: 19، لو 21: 13، في 1: 12 و19).
أولام ابن عاشق
اسم عبري معناه “أول” وهو:
ابن عاشق من سبط بنيامين (1 أخبار 8: 39) وكان بنو أولام أبطال حرب (1 أخبار 8: 40).
أولمبي
لقب لجوبتر أو زيوس كبير الآلهة، نسبة إلى جبل الأولمب في تساليا حيث كان الآلهة يعقدون تحت رياسة زيوس. وقد دنس أنطيوكس أبيفانس مذبح الرب، وأطلق اسم “زوس الأولمبي” على هيكل الرب في أورشليم (2مك 6: 2).
أومينيس
ومعناه في اليونانية “من يأخذ موقفًا وديًا”، وهو ملك برغامس، ابن أتالوس الأول وخليفته (197 ق. م.). وقد ذكر في سفر المكابيين الأول (8: 8) بخصوص الحلف الذي عقده يهوذا المكابي مع الرومان، فقد كان أومينيس حليفًا لهم ضد أنطيوكس الكبير. وتقديرًا لمعاونته البارزة في معركة مغنسيا الفاصلة (190ق. م.)، كوفيء أومينيس بمنحه مساحات شاسعة من البلاد، فبعد أن كان لا أهمية له، أصبح سيدًا على ولاية عظيمة.
وما جاء في المكابيين عن امتداد ملكه، يختلف عما ذكره ليفى ويوليوس وأبيان، مما يجعل الشك يحوم حوله، فقد جاء في الكابيين أن الرومان استولوا على الهند وميديا وليديا.
(ماداى ولود) من أنطيوكس وأعطوها لأومينيس، ولم يكن لأنطيوكس أي ممتلكات في الهند، واضطر أن يسلم البلدان المتاخمة لجبال طوروس من الغرب , ولعل الكاتب ذكر الهند خطأ وهو يقصد “إيوينا” (انظر ليفى 37: 44).
وقد حفظ أومينيس عهده مع الرومان بكل دقة، ولكنه أصبح موضعًا للشك بخصوص موضوع برسيوس آخر ملوك مقدونية، ولكن لم تنقطع علاقته بالرومان مطلقًا. ومات في 159ق. م. بعد أن حكم 39 سنة.
أون ابن فالت
اسم عبري معناه “قوة” وهو ابن فالت من سبط يهوذا وقد اشترك في عصيان قورح على موسى (عدد 16: 1).
أونيا
← اللغة الإنجليزية: Onias – اللغة العبرية: חוֹנִיּוֹ – اللغة اليونانية: Ονιαν.
وفي اليونانية “أونياس” Ονιαν، وقد حمل هذا الاسم ثلاثة من رؤساء الكهنة، كما حمله شخص رابع لم يصبح رئيس كهنة، ولكنه اشتهر ببنائه معبد ليونتوبوليس (تاريخ يوسيفوس – المجلد الثالث عشر – 3: 1 – 3). ولم يذكر في الأسفار القانونية الثانية سوى اثنين فقط بهذا الاسم هما أونيا الأول وأونيا الثالث.
1 – أونيا الأول:
ويقول يوسيفوس إنه ابن يدوع وأبو سمعان البار، ونعلم من (سفر المكابيين الأول 12: 7 و20) أنه كان معاصرًا لآريوس اسبرطة الذي حكم من 309 – 265 ق. م. وقد أرسل إليه آريوس خطابًا وديًا، ولكن يوسيفوس يقول إن هذا الخطاب أُرسل لأونيا الثالث، وهو خطأ لأن المعروف لنا أنه كان هناك ملكان باسم آريوس، وقد ملك آريوس الثاني حوالي عام 255ق. م.، ومات طفلًا في الثامنة من عمره. والخطاب (وتحوم حوله بعض الشكوك) مسجل في المكابيين الأول (12: 20 – 23) وفي تاريخ يوسيفوس أيضًا.
2 – أونيا الثالث:
وهو ابن سمعان الثاني وخليفته، وكان معاصرًا لسلوقس الرابع وأنطيوكس أبيفانس (2 مك 3: 1، 4: 7)، وهو والد أونيا الرابع. وقد عرف بتقواه وغيرته على الناموس، إلا أنه كان على علاقة ودية مع السلوقيين، حتى إن سلوقس الرابع فيلوباتر كان يؤدي من دخله الخاص جميع النفقات “اللازمة لتقديم الذبائح”، وقد تنازع مع سمعان البنياميني الذي كان وصيا على الهيكل، بسبب مباني السوق. ولمَّا لم يستطع سمعان الانتصار على أونيا، وكان متعطشًا للانتقام، وذهب سمعان إلى أبولونيوس حاكم سوريا وفينيقية وأخبره “أن الخزانة التي في أورشليم تتكدس فيها أموال لا يستطاع وصفها”، فأخبر الحاكم الملك، فأرسل سلوقس هليودورس مستشاره لينقل إليه هذه الأموال. فاعترض أونيا بلا جدوى، وتوسل من أجل ودائع الأرامل والأيتام، ولكن هليودورس أصر على اتمام مهمته. وكان رئيس الكهنة والشعب في حزن عظيم، ولكن عندما دخل هليودورس الهيكل، “صنع ملك الأرواح وسلطان كل قدرة آية عظيمة” فقد ظهر فرس عليه راكب مخيف، وبصحبته اثنان من الفتيان القوياء باهري الجمال قاما بجلد هليودورس حتى أثخناه بالضرب والجراح، ولكن أصحاب هليودورس سألوا أونيا أن يبتهل من أجله لأنه كان قد أصبح على آخر رمق، فقدم أونيا ذبيحة من أجل خلاص الرجل، وهكذا نجا بحياته.
و “سأل الملك هليودورس من ترى يكون أهلا لأن نعود فنرسله إلى أورشليم. فقال له: إن كان لك عدو أو صاحب دسيسة في المملكة فأرسله إلى هناك فيرجع إليك مجلودا إن نجا” (2مك 3: 38). ولكن سمعان أخذ يفتري على أونيا، حتى أدى الحقد إلى إراقة الدماء بين أتباعهما، فقرر أونيا أن يذهب بنفسه إلى الملك ليتوسل إليه من أجل بلاده، ولكن قبل تنفيذ ذلك القرار، اغتيل سلوقس وخلفه أبيفانس (175 ق. م.)، لكن ياسون – شقيق أونيا – قدم مبلغًا كبيرًا من المال للملك الجديد، فحصل منه على رئاسة الكهنوت وظل شاغلا لذلك المركز حتى حل محله بنفس الطريقة منلاوس شقيق سمعان (2مك 4: 23 – 25). وقد سرق منلاوس الأواني الذهبية الخاصة بالهيكل ليفي بوعوده للملك، فوبخه أونيا بقسوة، فانتقم منلاوس باقناع أندرونكس مندوب الملك، بإغراء أونيا بوعود كاذبة ليحمله على الخروج من الهيكل، ثم اغتاله غدرًا، فوقع ذلك موقع المقت والاحتقار عند اليهود واليونانيين (1 مك 4: 34). ويقول يوسيفوس إنه “عند موت أونيا رئيس الكهنة، أعطى أنطيوكس رئاسة الكهنوت لأخيه ياسون، ولكن ما جاء في المكابيين الثاني – مما ذكر آنفا– هو الأرجح. ويرى البعض أن هناك إشارة إلى أونيا الثالث في سفر دانيآل (9: 26، 11: 22).
تأوه
مَنْ “آه” وهي تفيد الشكوى والتوجع (2صم 23: 15، أي 11: 17، مز 10: 7، 38: 29).
أَوِيل مَرُدَخ
Amel – Marduk / Evil – Merodach الاسم من البابلي “أومل مردوك” (أميلو مردوك / أميل مردوخ) ومعناه “إنسان الإله مردوخ” أو “رجل مردوخ” أو “عبد مردوك” (مردوك إله بابلي). وهو ابن نبوخذنصر الثاني ملك بابل وخليفته في ملك بابل (562 – 560 ق. م). وقد أخرج يهوياكين الملك الأسير من السجن وكان يعطيه نصيبًا يوميًا من الطعام (2 مل 25: 27 – 30 وار 52: 31 – 34) وقد ذكر هذا النصيب اليومي في بعض السجلات البابلية التي اكتشفت حديثًا.
فلقد اكتشف حوالي ثلاثين لوحًا في بابل ترجع إلى عهده، يتضح منها أنه قد حكم حوالي سنتين وخمسة أشهر (حوالي 562 – 560 ق. م.) ويقول “بروسوس” إن أويل مرودخ أساء إدارة شئون البلاد، وقد اغتاله زوج أخته المدعو “نرجل شراصر” وملك مكانه (ارميا 39: 13). وفي السنة الأولى من ملك أويل مرودخ رفع رأس يهوياكين ملك يهوذا وأخرجه من سجنه في بابل بعد أن ظل سجينا مدة 37 سنة، وألبسه ثيابًا جديدة وجعل كرسيه فوق كراسي كل الملوك الذين معه في بابل، وسمح له أن يأكل على مائدة الملك كل أيام حياته. ومما يستحق الذكر أن أول لوح من هذه الألواح قد كتب في السادس والعشرين من أيلول، ويقول إرميا إن يهوياكين قد تحرر من أسره في الخامس والعشرين من نفس الشهر.
وقد ذُكِرَ اسمه في الكتاب المقدس بصيغة “أَوِيلُ مَرُودَخُ” (سفر الملوك الثاني 25: 27؛ سفر إرميا 52: 31).
شهر أيار
اسم الشهر الثاني من السنة العبرية وهو يقابل شهر مايو، ولا يُذْكَر هذا الشهر في الكتاب المقدس.
إيثيئيل ابن يشعيا
اسم عبري معناه “الله معي” وقد ورد:
اسم ابن يشعيا من سبط بنيامين (نحم 11: 7).
إيثيئيل في عصر آجور
اسم عبري معناه “الله معي” وقد ورد:
اسم واحد من اثنين وجّه إليهما آجور خطابه في أمثاله (أمثال 30: 1).
إِيْحِي
اسم عبري وهو اختصار أحيرام، وأحد أولاد بنيامين (تك 46: 21) ويدعى أحيرام في (عدد 26: 38)، وأحير في (1 أخبار 7: 12) وأخرخ في (1 أخبار 8: 1).
إِيخَابُود
Ichabod اسم عِبري معناه “أين المجد؟” أو “لا مجد”، وهو ابن فينحاس وحفيد عالي الكاهن الأعظم (1 صم 4: 21) وقد وُلِدَ بعد وصول الأخبار السيئة إلى أمّه تحمل إليها بعد موت زوجها وحميها وأخذ تابوت الرب.
أم إيخابود، زوجة فينحاس
Ichabod’s Mother لم نعرف ما هو اسم زوجة فينحاس التي كانت على وشك الولادة، “فَلَمَّا سَمِعَتْ خَبَرَ أَخْذِ تَابُوتِ اللهِ وَمَوْتَ حَمِيهَا وَرَجُلِهَا، رَكَعَتْ وَوَلَدَتْ، لأَنَّ مَخَاضَهَا انْقَلَبَ عَلَيْهَا” (1 صم 4: 19). “فَدَعَتِ الصَّبِيَّ «إِيخَابُودَ» قَائِلَةً: «قَدْ زَالَ الْمَجْدُ مِنْ إِسْرَائِيلَ»..” (1 صم 4: 20 – 22).
ويتضح مقدار إيمانها – بالرغم من فساد زوجها – وذلك لأنه من ضمن آلامها النفسية الشديدة التي أدَّت لوفاتها هو خبر أخذ تابوت العهد، كما أننا لم نسمع أي كلمة تذمُّر ضد زوجها الفاسق ولا ضد الله لموت الرجل..
إيزابل زوجة آخاب الملك
يُحتمل أن معنى الاسم “غير مرتفع” وقد ورد:
الإنجليزية: Jezebel.
اسم ابنة أثبعل ملك الصيدونيين وكاهن عشترتي (1مل 16: 31) وقد تزوجت آخاب ملك إسرائيل عبادة البعل اشيرة (1 مل 16: 32 و33) وكانت تعول كثيرين من كهنة البعل واشيرة (1 مل 18: 19) وقد حاولت أن تقتل أنبياء الرب (1 مل 18: 4) وبعد انتصار إيليا على أنبياء البعل على جبل الكرمل عملت ايزابل نذرًا بأن تقتل إيليا (1 مل 19: 2) وايزابل هي التي دبّرت قتل نابوت لكي تحصل على كرمه ليأخذه آخاب الملك (1 مل 21: 8 – 14) وقد تنبأ إيليا بأن الكلاب ستأكل ايزابل (1مل 21: 23) وأثناء ثورة ياهو على بيت آخاب كَحَّلَت ايزابل عينيها وتطلعت من النافذة إلى ياهو ولكنه أمر فقذف بها رجال إلى أسفل وتمت فيها نبوة إيليا (2 مل 9: 30 – 37).
إيزابل النبية الكاذبة
يُحتمل أن معنى الاسم “غير مرتفع” وقد ورد:
اسم امرأة في ثياتيرا كانت تدعو نفسها نبية، وقد أغوت المسيحيين هناك أن يرتكبوا فاحشة وأن يأكلوا مما ذبح للأوثان. وقد أطلق عليها الاسم إشارة إلى شرّها (رؤ 2: 18 – 23).
أيس
بمعنى قطع الرجاء: “حتى أيسنا من الحياة أيضًا” (2كو 1: 8).
عبيد إيشبوشث
هم خدم إيشبوشث وجنوده (سفر صموئيل الثاني 2: 12، 15)، وقد قُتِل منهم اثني عشر في مصارعتهم مع عبيد داود في حلقث هصوريم عند بركة جبعون.
ايشسيكل
ومعناه “رجل فطن” وقد جاء اسمه مترجمًا إلي “رجل فطن” في الترجمة العربية. فعندما رأي عزرا أنه في حاجة إلى خدام لبيت الله، أرسل إلى إدو الرأس في المكان المسمى “كسيفا” “فأتوا الينا حسب يد الله الصالحة علينا برجل فطن (إيشسيكل) من بني محلي بن لاوي بن إسرائيل” (عز 8: 18). ولا يذكر هذا الاسم في الكتاب المقدس في غير هذا الموضع.
إيطَالِيَا | إِيطَالِيَة
← اللغة الإنجليزية: Italy – اللغة الأمهرية: ጣልያን.
أطلق الاسم إيطاليا في الأصل على الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة الإيطالية ولكن في أزمنة العهد الجديد أصبح الاسم يشمل كل شبه الجزيرة بين البحر الإدرياتيكي والبحر الترياني. وقد عاش أكيلا وبرسكلا في إيطاليا قبل مجيئهما إلى كورنثوس (أع 18: 2) وقد ذكرت إيطاليا أيضًا في الكلام عن رحلة بولس إلى روما ليمثل أمام قيصر لنظر شكواه (أع 27: 1 و6) ويشمل كاتب الرسالة إلى العبرانيين ضمن من يرسل إليه سلامه، أولئك الذين من إيطاليا. ويدل هذا على أنه كان هناك مسيحيون فإنَّ أجزاء متفرقة من شبه الجزيرة الإيطالية. وتشمل البلدان الإيطالية المذكورة في العهد الجديد، روما عاصمة إيطاليا والأقاليم المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط، وريغيون وبوطيولي (أع 28: 13) وفورن أبيوس والثلاثة الحوانيت (أع 28: 15).
وكانت الكتيبة الإيطالية تدعى رسميًا “الكتيبة الإيطالية الثانية للرعية الرومانية”. وكانت تتكون من عبيد محررين من إيطاليا. وقد صار كرنيليوس قائد هذه الكتيبة مسيحيًا.
إيطورية
يرد هذا الاسم مرة واحدة في الكتاب المقدس، للولاية التي كان يحكمها فيلبس أخو هيرودس الذي كان رئيس ربع على الجليل. “وفيلبس رئيس ربع على إيطورية وكورة تراخونيتس” (لو 3: 1). ويعتقد السير وليم رمزى أن هذا الاسم لم يستخدمه أي كاتب كاسم علم قبل زمن يوسبيوس، فهو أصلا صفة تطلق علي المنطقة التي يسكنها الإيطوريون.
(1) الإيطوريون: الأرجح أن الإيطوريين هم نسل يطور بن اسماعيل (تك 25: 15) وكانوا يعدون بين قبائل البدو العربية، وبناء علي ما ذكره يوسبيوس نقلا عن يوبوليمس، كانوا مرتبطين بالنبطين والموآبيين والعمونيين الذين حاربهم داود في شرقي الأردن. وكثيرًا ما يرد ذكرهم في مؤلفات الكتاب اللاتين، وقد جذبت مهارتهم في رمي السهام الرومان، وكانوا لا يخضعون لقانون (كما يقول سترابو) بل كانوا جماعة من النهابين (كما يقول شيشرون). وللجنود من الإيطوريين أسماء سورية في النقوش اللاتينية.
(2) موطنهم: لقد كانوا يشكلون الطرف الشمالي من الحلف الذي حاربه داود، ويجب أن نبحث عن موطنهم في المنطقة المحيطة بجبل حرمون، ولا نعلم شيئًا عن متى انتقلوا من الصحراء إلي تلك المنطقة. وقد شن أرستوبولس حربًا على الإيطوريين وأجبر الكثيرين منهم على الختان، وضم جزءًا كبيرًا من بلادهم إلى اليهودية في 140ق. م. (يوسيفوس).
ويطلق ديوكاسيوس على ليسانيوس لقب “ملك الإيطوريين”. وقد استخلص زنودوروس بعض المناطق، منها أولاتا وبانياس في 25ق. م. وكانت عاصمة ليسانيوس هي خلكيس، وقد حكم علي المنطقة من دمشق حتى البحر.
ويذكر يوسيفوس أن سيموس كان رئيس ربع على لبنان، بينما يقول تاسيتوس إنه كان حاكما علي الإيطوريين. وكانت بلاد زنودوروس تقع بين تراخونيتس والجليل وتضم وأولاتا اللتين وبهما أوغسطس قيصر لهيرودس في 20ق. م. ويذكر يوسيفوس في تحديده للولاية التي كان يحكمها فيلبس، أسماء باتانيا وتراخونيتس والأورنت، ولكنه لا يذكر الإيطوريين، وإن كانت تشمل بانياس وأولاتا، ولعله كان بذلك يحدد منطقة الإيطوريين. وعليه فالأرجح أن الإيطوريين كانوا يقيمون أساسًا في الجبال وفي سهل البقاع، ولكن يحتمل أيضًا أنهم سكنوا في المنطقة الواقعة في الجنوب الشرقي من جبل حرمون أو جدور. وليس من السهل تحديد إيطورية بأكثر من ذلك. بل إنه لمن العسير الجزم بما كان يقصده القديس لوقا بقوله: “إيطورية وكورة تراخونيتس”، وهل كانا منطقتين منفصلتين أو كان اسمين لمنطقة واحدة.
ويرى البعض أن الاسم “جدور” مشتق من الاسم العبري “يطور” وبذلك يصبح مرادفا لإيطورية، ولكنه استنتاج بعيد عن الحقيقة.
إِيل | إله إسرائيل
ومعناه أيل إله إسرائيل وقد أطلق يعقوب هذا الاسم على مذبح بناه بالقرب من شكيم وأطلقه عليه لأن اسمه هو كان قد تغير منذ زمن قصير من يعقوب إلى إسرائيل (تك 32: 28).
جبل بيت إيل
جبل بيت ايل – جبل بقرب بيت ايل (يش 16: 1 و1صم 13: 2).
إيل رئي
وهو الاسم الذي دعت به هاجر جارية سارة امرأة ابراهيم، الرب الذي تكلم معها عند عين الماء التي في طريق شور وهي هاربة من وجه مولاتها، “لأنها قالت: أههنا أيضًا رأيت” بعد رؤية “. فمعنى الاسم:” الله الذي يراني “أو” إله الرؤية “(انظر الله: أسماؤه).
إيل شداي
شداي هو أحد ألقاب الله في قصص الآباء، ومعناه في العبرية “الله القدير” وقد ترجم هكذا في الكثير من المواضع (تك 17: 1، 28: 3، 35: 11، 43: 14، العدد 24: 4 و16، راعوث 1: 20 و21، مز 68: 14، 91: 1، أيوب 5: 17… إلخ. “كما ترجم” القادر “أو” القادر على كل شيء “(إش 13: 6، حز 1: 24، يؤ 1: 5).
ويرى البعض أن معناه “إله الجبال” أي “إله القوة”. وهو لقب وصفي، وقد استخدم مضافًا إليه في بعض الأسماء مثل “صوريشداي” (العدد 1: 6، 7: 36).
بلدة أيلة | ميناء إيلات
اسم عبري معناه “شجرة البلوط” وقد ورد:
اسم بلدة في الطرف الشمالي من خليج العقبة بالقرب من عصيون جابر (تث 2: 8 و1 مل 9: 26) وكانت ميناءً بحريًا مهمًا كما كانت مركزًا للقوافل ذات الأهمية. وقد عبر بنو إسرائيل بايلة في طريق مرورهم في آدوم (تث 2: 8) ويرّجح أن داود الملك أخذ هذه البلدة من الأدوميين (2 صم 8: 14) وقد ذكرت أيله في (2 أخبار 8: 17) مع عصيون جابر كميناء كان قد أعده سليمان لأسطوله التجاري. وقد استعاد الأودمييون المدينة ولكن أخذها منهم عزّيا ملك يهوذا ثانية وأعاد بناءها (2 مل 14: 22) وبعد ما أخذ رصين ملك أرام المدينة رجع إليها الأدوميون (2 مل 16: 6) وكانت المدينة النبطية التي بنيت على هذا الموقع تدعي أيلا.
أيلة الرئيس الأدومي
اسم عبري معناه “شجرة البلوط” وقد ورد:
اسم رئيس أدومي (تك 36: 41 و1 أخبار 1: 52).
أيلا أبو شمعي
اسم عبري معناه “شجرة البلوط” وقد ورد:
اسم أبي شمعي أحد ضباط سليمان (1 مل 4: 18).
أيلة ابن بعشا
اسم عبري معناه “شجرة البلوط” وقد ورد:
اسم ابن بعشا ملك إسرائيل وهو الذي خلفه على العرش. (1 مل 16: 6) ولما كان أيلة في السنة الثانية من حكمه كان يشرب ويسكر في بيت أرصا وكيلة في ترصة وكانت حينئذ عاصمة إسرائيل. فدخل عليه زمري رئيس نصف المركبات وقتله وملك عوضًا عنه (1 مل 16: 8 – 10).
أيلة الملك، أبو هوشع
اسم عبري معناه “شجرة البلوط” وقد ورد:
اسم أبي هوشع آخر ملوك إسرائيل (2 مل 15: 30 و17: 1 و18: 1 و9).
أيلة ابن كالب
اسم عبري معناه “شجرة البلوط” وقد ورد:
اسم ابن كالب من سبط يهوذا (1 أخبار 4: 15).
أيلة ابن عزي
اسم عبري معناه “شجرة البلوط” وقد ورد:
اسم ابن عزّي من سبط بنيامين (1 أخبار 9: 8).
إيلون الحثي، أبو زوجة عيسو
اسم عبري معناه “بلوطة” وهو اسم:
رجل حثي وأبي أحد نساء عيسو، وكان اسمها بسمة (تك 26: 34 و36: 2).
إيلون الزبولوني القاضي
اسم عبري معناه “بلوطة” وهو اسم:
قاضي في إسرائيل ويلقب بالزبولوني وقد قضى مدة عشر سنوات ودفن في أيلون في زبولون (قض 12: 11 و12).
قرية إيلون
اسم عبري معناه “بلوطة” وهو اسم:
قرية في دان (يش 19: 43) ويرجح أن مكانها حاليًا هو قرية عليان أو يحتمل أنها خربة وادي علين الحالية.
إيلونيون
وهم نسل إيلون ابن زبولون (العدد 26: 26).
أيلون مدينة اللاويين
اسم عبري معناه (مكان الأيائل) وقد ورد:
اسم مدينة للاويين في سبط بني دان (يش 19: 42) وقد أعطيت لبني قهات (يش 21: 24) وكان يقطنها الأموريون (قض 1: 35) وقد ورد ذكرها في حروب بني إسرائيل مع الفلسطينيين (1 صم 14: 31 و2 أخبار 28: 18) وقد حصّنها رحبعام (2 أخبار 11: 10) ثم صارت ضمن منطقة بني بنيامين لأن بني دان وسعوا منطقتهم إلى الشمال (قض ص 18) وبما أنها كانت على الحدود الفاصلة بين المملكتين فإنها تذكر أحيانًا في قسم أفرايم (1 أخبار 6: 66 و69) وأحيانًا في مقسم يهوذا وبنيامين (2 أخبار 11: 10 و28: 18) واسمها الحديث “يالو” وهي قرية صغيرة على بعد 14 ميلًا إلى الغرب من أورشليم شمالي طريق يافا.
وادي أيلون
اسم عبري معناه (مكان الأيائل) وقد ورد:
اسم واد بالقرب من البلدة التي سبق ذكرها، وفي هذا الوادي هزم بنو إسرائيل بقيادة يشوع الأموريين (يش 10: 12) والاسم الحديث لهذا الوادي هو “وادي سليمان”.
مكان أيلون في زبولون
اسم عبري معناه (مكان الأيائل) وقد ورد:
اسم مكان في زبولون حيث دفن القاضي أيلون (قض 12: 12) ولا يعرف موضع هذا المكان الآن على وجه التحقيق ويحتمل أنه مكان خربة اللون الحديثة أو يحتمل أن مكان تل البطمة.
إيليا الكاهن، ابن حاريم
← اللغة الإنجليزية: Elijah – اللغة العبرية: אֱלִיָּהוּ – اللغة اليونانية: Ηλίας – اللغة القبطية: Hliac – اللغة السريانية: ܐܸܠܝܼܵܐ.
اسم عبري ومعناه “إلهي يهوه” والصيغة اليونانية لهذا الاسم هي إلياس (أو إليا) وتستعمل أحيانًا في العربية. وهو:
اسم كاهن وهو مِنْ بَنِي حَارِيم، وقد أقنعه عزرا بترك زوجته الغريبة (عز 10: 21).
إيليا ابن عيلام
← اللغة الإنجليزية: Elijah – اللغة العبرية: אֱלִיָּהוּ – اللغة اليونانية: Ηλίας – اللغة القبطية: Hliac – اللغة السريانية: ܐܸܠܝܼܵܐ.
اسم عبري ومعناه “إلهي يهوه” والصيغة اليونانية لهذا الاسم هي إلياس (أو إليا) وتستعمل أحيانًا في العربية. وهو:
اسم رجل من بني إسرائيل وهو مِنْ بَنِي عِيلاَم، وقد أقنعه عزرا بترك زوجته الغريبة (عز 10: 26).
إيلياء
+ أحد أسماء أورشليم.
أيملكوئيل
أمير عربي عهد اليه الملك الإسكندر بالاس بتربية ابنه أنطيوكس، ولكن تريفون الذي كان قبلا من أنصار الاسكندر، أغرى أيملكوئيل بأن يجعل أنطيوكس ملكًا مكان أبيه، ضد ديمتريوس الذي أثار عدواة كل رجال الجيش (1مك 11: 40. 39) وقد أقر أنطيوكس هذا يوناثان رئيسا للكهنة وجعله من أصدقاء الملك المقربين (1مك 11: 57) ويذكره يوسيفوس باسم “ملخس”.
إيمير ← إمير الكاهن
كلمة عبرية معناها “غنم” وقد ورد:
اسم كاهن في عصر داود وقد كانت الفرقة السادسة عشر من الكهنة من نسله (1 أخبار 24: 14) وربما كان هو سلف الكهنة المذكورين في (1 أخبار 9: 12 ونحم 11: 13 وعز 2: 37 و10: 20 ونحم 7: 40)، حيث رجع من السبي البابلي بعض من أسرته مع زربابل [عددهم: 1052]. وقد ذُكِرَ في الشاهد الأول باسم إيمير.
ايوتا
وهو الحرف التاسع في الأبجدية اليونانية وأصغر حروفها وهو يقابل “الياء” فى الأبجدية العربية (انظر مت 5: 18) ولم يكن يزيد عن “شولة” صغيرة أما النقطة فى العبارة: “لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة” فهى أصغر جزء من حرف، وبذلك يكون معنى الآية: “لا يزول أصغر حرف أو جزء من حرف من الناموس حتى يكون الكل”.
أيون
وهى كلمة يونانية كانت تعنى أصلا “مدة” أو “تدبير”، ولكنها في الفلسفة الغنوسية أصبح لها معنى خاص فقد استخدمت لحل مشكلة نظام العالم، ففى الفاصل اللانهائي بين الله والعالم – كما يقولون – لابد من وجود قوى متوسطة، هذه القوى الوسيطة هي الأيونات أو الانبثاقات المتتالية من الله منذ الأزل، وهى قائمة ككيانات روحية مستقلة، وهى تشكل الملء الإلهى أو “البليروما”. وسميت هذه الكائنات بهذا الاسم لسببين: الظن بأنها تشترك في الوجود الأزلي لله، والافتراض بأنها تحكم الدهور المختلفة. وفكرة وجود الأيونات في أشكالها المختلفة توجد تقريبًا في كل الفلسفات الشرقية التي حاولت حل مشكلة نظام العالم، وهى تظهر في كتابات فيلو وفى الشنتوية وفى الديانة الذرادشتية القديمة.
أية الحوري، ابن صبعون
اسم عبري معناه “صقر” وقد ورد:
اسم رجل حوري هو ابن صبعون الحوى، وأخى عنى أبي إحدى نساء عيسو بن إسحق (تك 36: 24 و1 أخبار 1: 40).
أية أبو رصفة سرية شاول
اسم عبري معناه “صقر” وقد ورد:
اسم أبي رصفة سرية شاول الملك التي اتهم إيشبوشث أبنير بن نير، ابن عم شاول الملك، وقائد جيشه بأنه دخل إليها (2صم 3: 7) فكان ذلك سببا في انفصال أبنير عن بيت شاول وتأييده لداود. وقد سلم داود الملك ابنيها للجبعونيين الذين أخطأ إليهم شاول فصلبوهما مع أبناء ميكال ابنة شاول من عدرئيل المحولى (2 صم 3: 7 و21: 8 و10 و11).
أُيَّل | أُيَّلة | أيائل
← اللغة الإنجليزية: Deer أو Stag – اللغة العبرية: אייליים – اللغة اليونانية: Ελάφι.
حيوان يأكل العشب ويدعى باللاتينية Cervus وهو شديد السرعة وكان يحسب بين الحيوانات الطاهرة حسب الشريعة (تث 12: 15 و14: 5) ويشير نش 2: 9 واش 35: 6 إلى خفته. وهو كثير الظمأ أثناء ركضه، وإذا ما جاع هزل وضعفت قوته (ار 14: 5 ومراثي 1: 6) ومن عادات الأيل القفز على الصخور (2 صم 22: 34 ومز 18: 33 وحب 3: 19) ويشير الكتاب المقدس إلى محبة الأيل (نش 2: 7 و3: 5) ويشبه نفتالي بأيلة مسيّبة (تك 49: 21).
أبناء أيوب
كان لأيوب عشرون ابن وابنة (14 ذكر – 6 أنثى)، عشرة ماتوا في بداية التجربة، وعشرة أنجبهم بعد التجربة..
أبناء أيوب قبل التجربة (1).
← سبعة بنين وثلاث بنات، ولم تُذْكَر أسماؤهم.
ونقرأ عن بنوه الأوائل ما يلي: “كَانَ بَنُوهُ يَذْهَبُونَ وَيَعْمَلُونَ وَلِيمَةً فِي بَيْتِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي يَوْمِهِ، وَيُرْسِلُونَ وَيَسْتَدْعُونَ أَخَوَاتِهِمِ الثَّلاَثَ لِيَأْكُلْنَ وَيَشْرَبْنَ مَعَهُمْ. وَكَانَ لَمَّا دَارَتْ أَيَّامُ الْوَلِيمَةِ، أَنَّ أَيُّوبَ أَرْسَلَ فَقَدَّسَهُمْ، وَبَكَّرَ فِي الْغَدِ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ عَلَى عَدَدِهِمْ كُلِّهِمْ، لأَنَّ أَيُّوبَ قَالَ: «رُبَّمَا أَخْطَأَ بَنِيَّ وَجَدَّفُوا عَلَى اللهِ فِي قُلُوبِهِمْ»” (سفر أيوب 1: 4، 5). أي كان كل واحد من الأبناء السبعة يقوم بعمل وليمة في يومه حسب أيام الأسبوع (سبعة أيام)، وكانت الأخوات يأتين معهم.. وكان أيوب البار يُصْعِد عشرة محرقات حسب عدد أبناءه جميعًا، تَحَسّبًا لخطايا السهو.
وبسبب حسد الشيطان، وبسماح من الله، مات أبناء أيوب العشرة بينما كانوا “فِي بَيْتِ أَخِيهِمِ الأَكْبَرِ.. وَإِذَا رِيحٌ شَدِيدَةٌ جَاءَتْ مِنْ عَبْرِ الْقَفْرِ وَصَدَمَتْ زَوَايَا الْبَيْتِ الأَرْبَعَ، فَسَقَطَ عَلَى الْغِلْمَانِ فَمَاتُوا” (سفر أيوب 1: 18، 19).
أبناء أيوب بعد التجربة.
← سبعة بنين وثلاث بنات، ذُكِرَت أسماء الثلاثة بنات فقط.
وبينما “زَادَ الرَّبُّ عَلَى كُلِّ مَا كَانَ لأَيُّوبَ ضِعْفًا” (سفر أيوب 42: 10) بعد انقضاء التجربة، أعطاه نفس عدد الأبناء الذين فقدهم في البداية: “سَبْعَةُ بَنِينَ وَثَلاَثُ بَنَاتٍ”، حيث أن الأبناء لا يُعَوَّضون بالعدد..
وذكر الكتاب المقدس أسماء بنات أيوب الأخيرات بالترتيب: يميمة – قصيعة – قرن هفوك، وتحدث عنهم قائلًا: “وَلَمْ تُوجَدْ نِسَاءٌ جَمِيلاَتٌ كَبَنَاتِ أَيُّوبَ فِي كُلِّ الأَرْضِ، وَأَعْطَاهُنَّ أَبُوهُنَّ مِيرَاثًا بَيْنَ إِخْوَتِهِنَّ” (سفر أيوب 42: 15).
بنات أيوب
كان لأيوب عشرون ابن وابنة، منهم كانوا ثلاثة بنات ماتوا في التجربة، وثلاثة أنجبهم بعد التجربة..
Image: William Blake – Illustrations to the Book of Job, object 20 (Butlin 550. 20) “Job and His Daughters” صورة: من الصور الإيضاحية لسفر أيوب – الفنان ويليام بليك – أيوب وبناته.
Image: William Blake – Illustrations to the Book of Job, object 20 (Butlin 550. 20) “Job and His Daughters”.
صورة: من الصور الإيضاحية لسفر أيوب – الفنان ويليام بليك – أيوب وبناته.
وكانت الثلاثة بنات الأوائل يأتين إلى بيوت أخواتهم السبعة كل يوم في الأسبوع – كلٍ حسب يومه – “لِيَأْكُلْنَ وَيَشْرَبْنَ مَعَهُمْ” (سفر أيوب 1: 4)، وكان أيوب يُصعِد محرقات على عدد جميع أبناءه تَحَسُّبًا لخطايا السهو (سفر أيوب 1: 5).
وبسبب حسد الشيطان، وبسماح من الله، مات أبناء أيوب العشرة بينما كانوا “فِي بَيْتِ أَخِيهِمِ الأَكْبَرِ.. وَإِذَا رِيحٌ شَدِيدَةٌ جَاءَتْ مِنْ عَبْرِ الْقَفْرِ وَصَدَمَتْ زَوَايَا الْبَيْتِ الأَرْبَعَ، فَسَقَطَ عَلَى الْغِلْمَانِ فَمَاتُوا” (سفر أيوب 1: 18، 19).
أما بعد انقضاء التجربة، عَوَّض الرب أيوب عن أبناءه بنفس العدد، وفي هذا ذكر الكتاب المقدس أسماء بنات أيوب الأخيرات بالترتيب:
يميمة.
قصيعة.
قرن هفوك.
وتحدث عنهم قائلًا: “وَلَمْ تُوجَدْ نِسَاءٌ جَمِيلاَتٌ كَبَنَاتِ أَيُّوبَ فِي كُلِّ الأَرْضِ، وَأَعْطَاهُنَّ أَبُوهُنَّ مِيرَاثًا بَيْنَ إِخْوَتِهِنَّ” (سفر أيوب 42: 15). ich.
أصحاب أيوب
أصدقاء أيوب الصديق (1) الذين أتوا إليه لتعزيته في ضيقاته هم أربعة، ثلاثة مذكورين في سفر أيوب 2، والرابع والأصغر ذُكِر في أيوب 32، وهم:
أَلِيفَازُ التَّيْمَانِيُّ Eliphaz the Temanite.
بِلْدَدُ الشُّوحِيُّ Bildad the Shuhite.
صُوفَرُ النَّعْمَاتِيُّ Zophar the Naamathite.
أَلِيهُوَ بْنِ بَرَخْئِيلَ الْبُوزِيِّ Elihu, the son of Barachel the Buzite.
زوجة أيوب
Job’s Wife لم يذكر الكتاب المقدس اسم زوجة أيوب الصديق، وذُكِرَت مرة واحدة سفر أيوب حينما تهكَّمَت على زوجها: “فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: «أَنْتَ مُتَمَسِّكٌ بَعْدُ بِكَمَالِكَ؟ بَارِكِ اللهِ وَمُتْ! ». فَقَالَ لَهَا: «تَتَكَلَّمِينَ كَلاَمًا كَإِحْدَى الْجَاهِلاَتِ! أَالْخَيْرَ نَقْبَلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَالشَّرَّ لاَ نَقْبَلُ؟ »” (سفر أيوب 2: 9، 10) (1). فكان كلام زوجة أيوب له هو تكرار لما قاله الله على أيوب (سفر أيوب 2: 3)، ولكن كان الكلام هذه المرة بصيغة الذم لا المدح. لقد أخرجها الألم عن طورها، فحاولت أن تجر مَنْ تحبه إلى هلاك إيمانها (2). فيجب لنا مع لومها تقدير مشاعِرها كأم فقدت جميع أبنائها.. عشرة مرات حبلت وتحملت آلام الولادة والتربية.. إن كان زوجها رجلًا مُعتبرًا وسط المحيط الموجود به، كَمْ كانت هي كذلك؟ وإن كان مؤمنًا ويصلي ويذبح الذبائح لأبنائه، فليس بعيدًا عنها هذا الإيمان.. بخلاف فقدانها لكل مالها، واضطرارها للاستجداء إذا احتاجت أو جاعت لها ولزوجها.. تخيَّل مرارة قلبها وهي تقول هذا الكلام.. ربما لم يكن كلامها عن عدم إيمان، بل عن يأس وقنوط انعدام وزن. فهل لنا أن نحدد قصة حياتها كلها بناءً على جملة واحدة فقط؟! (4).
في هذا الموقف كان أيوب أحَكْم من جده آدم، في التعامل مع امرأته. آدم خضع لزوجته في كسر وصية الله. وقال في تبرير كسره للوصية, “المرأة التي جعلتها معي، هي أعطتني من الشجرة فأكلت” (تك3: 12). أما أيوب فرفض أن يستمع لامرأته، بل وقف منها موقف المُعَلِّم والمُؤَدِّب (3).
خدم أيوب
عاش أيوب في أرض عوص (أي 1: 1)، وكان له فيها آلاف المواشي: “سَبْعَةَ آلاَفٍ مِنَ الْغَنَمِ، وَثَلاَثَةَ آلاَفِ جَمَل، وَخَمْسَ مِئَةِ فَدَّانِ بَقَرٍ، وَخَمْسَ مِئَةِ أَتَانٍ”، “وَخَدَمُهُ كَثِيرِينَ جِدًّا”، حيث “كَانَ هذَا الرَّجُلُ أَعْظَمَ كُلِّ بَنِي الْمَشْرِقِ” (أي 1: 3).
وفي بداية تجربة أيوب، تعرَّفنا على بعض الخدم والرسل (1) الذين أتوا لأيوب بأخبار المصائب التي حلَّت عليه:
رسالة الرسول الأول: “الْبَقَرُ كَانَتْ تَحْرُثُ، وَالأُتُنُ تَرْعَى بِجَانِبِهَا، فَسَقَطَ عَلَيْهَا السَّبَئِيُّونَ وَأَخَذُوهَا، وَضَرَبُوا الْغِلْمَانَ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَنَجَوْتُ أَنَا وَحْدِي لأُخْبِرَكَ” (أي 1: 14، 15).
رسالة الرسول الثاني: “نَارُ اللهِ سَقَطَتْ مِنَ السَّمَاءِ فَأَحْرَقَتِ الْغَنَمَ وَالْغِلْمَانَ وَأَكَلَتْهُمْ، وَنَجَوْتُ أَنَا وَحْدِي لأُخْبِرَكَ” (أي 1: 16).
رسالة الرسول الثالث: “الْكَلْدَانِيُّونَ عَيَّنُوا ثَلاَثَ فِرَق، فَهَجَمُوا عَلَى الْجِمَالِ وَأَخَذُوهَا، وَضَرَبُوا الْغِلْمَانَ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَنَجَوْتُ أَنَا وَحْدِي لأُخْبِرَكَ” (أي 1: 17).
رسالة الرسول الرابع: “بَنُوكَ وَبَنَاتُكَ كَانُوا يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ خَمْرًا فِي بَيْتِ أَخِيهِمِ الأَكْبَرِ، وَإِذَا رِيحٌ شَدِيدَةٌ جَاءَتْ مِنْ عَبْرِ الْقَفْرِ وَصَدَمَتْ زَوَايَا الْبَيْتِ الأَرْبَعَ، فَسَقَطَ عَلَى الْغِلْمَانِ فَمَاتُوا، وَنَجَوْتُ أَنَا وَحْدِي لأُخْبِرَكَ” (أي 1: 18، 19).
وخلال شكوى أيوب الطويلة، رأينا كيف أن بعض عبيده تجاهلوه أثناء مصيبته: “عَبْدِي دَعَوْتُ فَلَمْ يُجِبْ”، لدرجة أنه كان يترجّاهم: “بِفَمِي تَضَرَّعْتُ إِلَيْهِ” (أي 19: 16). بل وصل الحال لأنهم كرهوه: “كَرِهَنِي كُلُّ رِجَالِي” (أي 19: 19). وفي خلال تذكره أيامه السالفة الجميلة يقول: “يَا لَيْتَنِي كَمَا فِي الشُّهُورِ السَّالِفَةِ وَكَالأَيَّامِ الَّتِي حَفِظَنِي اللهُ فِيهَا، حِينَ أَضَاءَ سِرَاجَهُ عَلَى رَأْسِي، وَبِنُورِهِ سَلَكْتُ الظُّلْمَةَ. كَمَا كُنْتُ فِي أَيَّامِ خَرِيفِي، وَرِضَا اللهِ عَلَى خَيْمَتِي، وَالْقَدِيرُ بَعْدُ مَعِي وَحَوْلِي غِلْمَانِي” (أي 29: 2 – 5)، ويسترجع مشاهد هيبته أمام الجميع: “حِينَ كُنْتُ أَخْرُجُ إِلَى الْبَابِ فِي الْقَرْيَةِ.. رَآنِي الْغِلْمَانُ فَاخْتَبَأُوا” (أي 29: 7، 8).
وفي النهاية “رَدَّ الرَّبُّ سَبْيَ أَيُّوبَ لَمَّا صَلَّى لأَجْلِ أَصْحَابِهِ، وَزَادَ الرَّبُّ عَلَى كُلِّ مَا كَانَ لأَيُّوبَ ضِعْفًا” (أي 42: 10)، “وَكَانَ لَهُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفًا مِنَ الْغَنَمِ، وَسِتَّةُ آلاَفٍ مِنَ الإِبِلِ، وَأَلْفُ فَدَّانٍ مِنَ الْبَقَرِ، وَأَلْفُ أَتَانٍ” (أي 42: 12)، وبالتالي كان لديه العشرات أو المئات من الخدم والمعاونين للاعتناء بكل أملاكه ومواشيه..
المحتويات
-
أب | أبو | أبي
-
أبوينا الأولين
-
آب – شهر
-
آب | يؤوب | آئب
-
المرأة الحكيمة من آبل
-
أبنوس
-
آجر | طوب
-
أختا لعازر: مريم و مرثا
-
آدم وحواء (أسفار)
-
آرح رئيس من أشير
-
آرح أب فريق من الراجعين من سبي بابل
-
آريوس ملك اسبرطة
-
آسا اللاوي بن ألقانة
-
آساف المرنم
-
آساف أبو يوآخ
-
آساف حارس فردوس الملك أرتحشستا
-
آطير من أسرة بوابي الهيكل
-
آمون رئيس السامرة
-
آمون رئيس جماعة بنو عبيد سليمان
-
الإله آمون رع
-
آون | وثن
-
آون | بقعة لبنان
-
بلدة آون في دمشق، سوريا
-
آية
-
الأبجدية
-
أَبَدِيٌّ | الأبَدُ | أبدية
-
أبرام
-
إِبْرَاهِيمُ
-
إبراهيم وإسحق ويعقوب
-
المرأة المنحنية التي بها روح ضعف، ابنة إبراهيم
-
إبرة
-
إبريز
-
أبشالوم أبو متتيا
-
أبشالوم أبو يوناثان
-
الغلام جاسوس أبشالوم في عين روجل
-
عبيد أبشالوم | خدم أبشالوم
-
أَبْشَاي ← أبيشاي
-
أبناء إبصان القاضي الرجال الثلاثون
-
بنات إبصان القاضي
-
زوجات أولاد إبصان القاضي الثلاثون
-
إبط
-
أبق
-
أبلوفانيس
-
أبلونيوس ابن ترساوس
-
أبلونيوس ابن أبلونيوس
-
أبلونيوس ابن منستاوس
-
أبلونيوس حاكم السامرة
-
أبلونيوس ابن جنايوس
-
أبِلِيَّة | أبِيلِينَة
-
أبِنَ | مأبون
-
ابني الرعد
-
أبوة الله
-
أبوبس
-
أَبُو كْرِيفَا | أَبُوكْرِيفَا
-
أبُو لُونِيَّة
-
أبيئيل جد شاول
-
أبيئيل أبو علبون أحد أبطال داود
-
أبيجايل امرأة نابال، زوجة داود
-
أبيجايل أخت داود، بنت ناحاش
-
فتيات أبيجايل الخمسة
-
أبيحايل اللاوي
-
أبيحايل زوجة أبيشور
-
أبيحايل الرئيس الجادي
-
أبيحايل امرأة رحبعام الملك
-
أبيحائل والد أستير
-
أبيرام أخو داثان ابن أليآب
-
أبيرام بكر حيئيل، أعاد بناء أريحا
-
أبِيشَاي | أبْشَاي
-
أبيشوع البنياميني
-
أبيشوع ابن فينحاس الكاهن
-
أبيعزر الجلعادي
-
أبيعزر العناثوثي
-
أبيفانس
-
الأَبيكُوريُّون | أبيقور
-
أبيمالك الملك، في عصر إبراهيم
-
أبيمالك، ملك في عصر اسحق
-
أبيمالك القاضي، ابن جدعون
-
أبيمالك الكاهن، ابن أبياثار
-
أبيناداب ابن يسى، أخو داود
-
أبيناداب زوج طافة بنت سليمان
-
أبيونية
-
أبيا ابن باكر البنياميني
-
أبيا القاضي الفاسد، ابن صموئيل
-
أبيا رئيس فرقة الكهنوت
-
أبيا الكاهن، في عصر نحميا
-
أتالس
-
أتان
-
أتاي ابن ريباي، من أبطال داود
-
أتاي الرئيس من جت
-
أترجتيس
-
أتون
-
أتينوبيوس
-
أثر
-
أثْلٌ | أثلة
-
إثم
-
أثمد
-
إثيوبيا
-
أجاج ملك العماليق، عصر بلعام
-
أجاج ملك عماليق، عصر صموئيل وشاول
-
أجرافا
-
مآجل
-
أَجَام
-
أحشويروش أبو داريوس المادي
-
أحشويروش الملك الفارسي زوج أستير
-
خصيان الملك أحشويروش الفارسي
-
خصيان الملك أحشويروش الفارسي السبعة
-
أحلاي من نسل شيشان
-
أحلاي أبو زاباد، من قواد جيش داود
-
أحيطوب
-
أحيور
-
أخاب ملك إسرائيل، ابن عمري
-
أخاب النبي الكذاب، ابن قولايا
-
أخَائِيكُوس
-
أَخَائِيَة
-
أخت
-
ابن الأخت
-
أَخَرْحيل
-
أخْرَخ
-
آخرة | أخرويات | إسخاتولوجي
-
أَخُزَّام
-
أخْزَاي
-
أخزيا ملك إسرائيل، ابن آخاب وإيزابل
-
أخزيا ملك يهوذا، ابن يهورام وعثليا
-
أَخَشْتَارِيّ
-
أخْنُوخ
-
بنات أخنوخ
-
أَخٌ
-
إِخْوَةُ الرَّب | أخوة المسيح
-
أخوة يوسف | أبناء يعقوب
-
ائمة أسماء أبناء يعقوب حسب السن | أسباط إسرائيل (ترتيب تاريخي حسب المولد):
-
_____ امرأة الأخ
-
إخاء
-
أَخُوخ
-
أَخُوخِي
-
أَخُومَاي
-
أخي من رؤساء سبط جاد
-
آخيآم
-
أَخِيحُود
-
أَخِيرَع
-
أَخِيسَامَاك
-
أَخِيش
-
عبيد أخيش
-
أَخِيشَار
-
أخيطوب ابن فينحاس بن عالي
-
أخيطوب ابن أمريا، أبو صادوق الكاهن
-
أخيطوب جد صادوق
-
أخيعزر البنياميني رفيق داود
-
أَخِيقَام
-
أَخِيلُود
-
أَخِيم
-
أخيمالك رئيس كهنة نوب، ابن أخيطوب
-
أخيمالك من أتباع داود
-
أخيمان ابن عناق الحبروني
-
أخيمان اللاوي، من حراس أبوب الهيكل
-
أخيمعص أبو أخينوعم، حما شاول الملك
-
أخيمعص ابن صادوق الكاهن
-
أخيمعص وكيل سليمان، زوج باسمة ابنته
-
أَخِيمُوت
-
أَخِينَادَاب
-
أخينوعم ابنة أخيمعص، زوجة شاول
-
أخينوعم زوجة داود، من يزرعيل
-
أَخِيهُود
-
أخيو البنياميني
-
أخيا البنياميني
-
أخيا ابن أخيطوب، رئيس كهنة جبعة
-
أخيا الفلوني، من أبطال جيش داود
-
أخيا الكاتب ابن شيشا
-
أخيا اللاوي
-
أخيا الشيلوني النبي
-
أخيا أبو بعشا ملك إسرائيل
-
أخيا من رؤساء الشعب عصر نحميا
-
أَدَامي النَاقِب (الموضع الأحمر في المعبر)
-
أدب | تأديب
-
مدينة أدار | حصد أدار
-
أدار البنياميني، ابن بالع
-
أدْرَامِيتِنِيّة
-
أدرملك إله سفروايم
-
أداة | أدوات
-
أدورا
-
أدورين
-
أدوم لقب عيسو
-
إقليم أدوم
-
أدوناي
-
أدونيس
-
أدونيا ابن داود وحجيث
-
أدونيا اللاوي
-
أدونيا من رؤساء الشعب عصر نحميا
-
أديابين
-
إذرعي عاصمة باشان
-
مدينة إذرعي في نفتالي
-
أذن | آذان
-
أرادس
-
أراري
-
أَرَاسْتُس | أَرَسْطُوس
-
أرض أرام
-
أرام النهرين
-
أرام ابن شامر، من نسل أشير
-
أرام | رام | ابن حصرون، أبو عميناداب
-
أرئيلي
-
إربًا اربا
-
أربيل | أربئيل
-
أرتاس الملك العربي
-
أرتاس أوبوداس
-
أرتاس أنياس
-
الأرتاج | رتج
-
أَرْتَحْشَشْتَا | أَرْتَحْشَسْتَا
-
الملكة امرأة أرتحشستا الملك
-
إقليم أرجوب في باشان
-
أرجوب الذي قتله فقح مع فقحيا الملك
-
أَرْخِبسُّ
-
نهر الأردن
-
وادي الأردن
-
عبر الأردن
-
أرساكيس
-
أَرِسْتَرْخُس
-
الأرض الجديدة
-
أطراف الأرض
-
قبة الأرض
-
أرضي
-
أرطوسياس | أرتوزيا
-
أَرَكيّ | أركيون
-
أَرْموني
-
إرميا النبي الباكي
-
إرميا البنياميني
-
إرميا سبط جاد 1
-
إرميا من سبط جاد 2
-
إرميا رئيس بيت في سبط منسى
-
إرميا أبو حموطل زوجة يوشيا الملك
-
إرميا الركابي ابن حبصينيا
-
إرميا رئيس الكهنة | يرميا
-
إرميا الكاهن | يرميا
-
أرمينية
-
أرنان الداودي
-
أُرْنان اليبوسي
-
أَرُود | أَرُودي
-
أرُومة | رومة
-
أرُوَنة | أُرْنَان
-
أرياراطيس
-
أريئيل اليهودي الراجع من سبي بابل مع عزرا
-
أريئيل كاسم لآورشليم
-
سهول أريحا | عربات أريحا
-
ازار
-
أزموداوس
-
أزنيون | أزنيين
-
إسبرطة
-
عيد الأسابيع
-
إِسْتَاخِيْس
-
إستار – عملة
-
أستياجس
-
تتمة سفر أستير
-
جواري أستير الملكة
-
خصيان أستير الملكة
-
قتلى حرب اليهود ضد أعداءهم في شوشن القصر زمن أستير ومردخاي
-
الخمسمائة رجل المقتولين بواسطة اليهود في زمن أستير ومردخاي
-
الثلاثمائة رجل المقتولين بواسطة اليهود في زمن أستير ومردخاي
-
الخمسة والسبعين ألفًا من القتلى بواسطة اليهود في زمن أستير ومردخاي
-
يهوذا الإِسْخَرْيُوطِي
-
إسدراس الأول
-
إسدراس الثاني (أو الرابع) أو رؤيا إسدراس
-
إسدراس الخامس والسادس
-
إسدرين
-
أسير اللاوي ابن قورح
-
أسر | أسير | أسرى الحرب
-
أسريئيليين
-
أساس
-
أساطين
-
أسفار
-
أسلة | أَسَل
-
أَسْمَانْجُونِي – حجر كريم
-
اللون الإسمانجوني
-
إسماعيل ابن إبراهيم
-
إسماعيل ابن نثنيا
-
إسماعيل ابن أصيل
-
إسماعيل أبو زيديا، من قادة جيش يهوشافاط
-
إسماعيل ابن يهوحانان، قائد مئة
-
إسماعيل الكاهن ابن فحشور
-
أسمونيين
-
أَسْنَفَّر | أُسنَفَّر
-
أسينيون
-
آسيا الصغرى
-
وجوه أسيا
-
أشبيليون
-
أشتأولي
-
مدينة أشتموع في أرض يهوذا
-
أشتموع المعكي ابن يشبح
-
أشدوديون
-
بلاد أشور | شعب أشور
-
أشور بانيبال
-
أشور ناصربال
-
شعب الأشوريون من مملكة إيشبوشت ابن شاول
-
النبية امرأة إشعياء النبي
-
أشكناز ابن جومر، حفيد يافث
-
شعب أشكناز
-
أشكول الأموري أخو عانر وممرا
-
وادي أشكول
-
مدينة أشنة في سهل يهوذا
-
مدينة أشنة جنوب أشنة
-
أشير ابن يعقوب وزلفة
-
أشيريون | أشيريين
-
أصحاح
-
أصل
-
أصل يسى
-
أصل | متأصل
-
استأصل
-
أطر
-
أفْتِيخُوس
-
افثا
-
بيت لحم أفراتة
-
أفرات زوجة كالب
-
أفرايم ابن يوسف وأسنات
-
مدينة أفرايم | أفيرمة
-
أفرايمي
-
أَفَرَسْتِكيّون | أَفَرْسَكِيُّون
-
إفريقية
-
أفسسيون
-
رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس
-
أفْسَنْتِين | البعيتران
-
كوكب الأفسنتين
-
أف | تأفف
-
أفاق
-
أفْعى | أفاعي
-
أفود وترافيم
-
أفوس
-
أفيرمة
-
مدينة أفيق في سهل شارون
-
مدينة أفيق الفينيقية، شمال صيدون
-
مدينة أفيق في نصيب أشير
-
أقربتين
-
مدينة أكزيب غرب يهوذا | كزيب
-
ميدنة أكزيب شمال عكا
-
اكتتاب
-
آكلة
-
رسالة أكليمندس الأولى
-
رسالة أكليمندس الثانية
-
أكمَة | الآكام
-
أكوس
-
ألاي
-
الإسكندر الأكبر
-
إسكندر اليهودي
-
إسكندر النحاس
-
إِلْتَقَى | إِلْتَقَيْه
-
ألحانان ابن ياعير
-
ألحانان البيتلحمي ابن دودو
-
ألداد وميداد وسفرهما
-
ألزاباد الجادي المحارب
-
ألزاباد اللاوي من أسرة عوبيد أدوم
-
ألقانة زوج حنة وفننة
-
ألقانة الملك في عصر آحاز
-
ألقانة القورحي من أبطال جيش داود
-
ألقانة اللاوي من أجداد صموئيل 1
-
ألقانة اللاوي من أجداد صموئيل 2
-
ألقانة اللاوي جد برخيا
-
ألقانة اللاوي أحد حراس أبواب مكان التابوت
-
أولاد ألقانة وفننة
-
بنات ألقانة وفننة
-
أولاد ألقانة وحنة
-
بنات ألقانة وحنة
-
ألعازار الكاهن ابن هرون
-
ألعازار اللاوي من عشيرة مراري
-
ألعازار ابن أبيناداب
-
ألعازار ابن أخوخي، أحد أبطال جيش داود
-
ألعازار الكاهن ابن فينحاس
-
ألعازار الكاهن في عصر نحميا
-
ألعازار ابن متتيا الكاهن
-
ألعازار ابن إليهو، أحد أسلاف المسيح
-
إلعاسة من نسل يهوذا ويرحمئيل
-
إلعاسة | العسة من نسل شاول ويوناثان
-
ألكيمس
-
قرية ألَّمَّلَك
-
ألم | آلام | تألم
-
ألمايس
-
ألناثان أبو نحوشتا أم الملك يهوياكين
-
ألناثان اللاوي الرئيس 1
-
ألناثان لاوي رئيس 2
-
ألناثان المعلم عصر عزرا
-
آلهة غريبة
-
إلال
-
ألوتارس | الوطارس
-
إلوهيم
-
ألُوي ألُوِى لِمَا شَبقْتَنِي؟
-
أليآب ابن حيلون، رئيس سبط زبولون
-
أليآب ابن فالت، الرأؤوبيني
-
أليآب اللاوي، من أسلاف صموئيل
-
أليآب ابن يسى، أخو داود الأكبر
-
أليآب المحارب الجادي
-
أليآب اللاوي عازف الموسيقى والحارس
-
ألياساف رئيس بني جاد
-
ألياساف اللاوي رئيس بيت الجرشونيين
-
ألياشيب الكاهن، في عصر داود
-
ألياشيب اللاوي والمرنم
-
ألياقيم ابن مليا، من أسلاف المسيح
-
ألياقيم الكاهن، في عصر نحميا
-
ألياقيم ابن أبيهود، من أسلاف المسيح
-
إليئيل | إيليئيل اللاوي | أليآب | إليهو
-
إليئيل | إيليئيل من محويم، من أبطال جيش دواد
-
إليئيل | إيليئيل من أبطال جيش دواد
-
إليئيل | إيليئيل الجادي
-
إليئيل | إيليئيل ابن حبرون، لاوي
-
إليئيل | إيليئيل ابن شمعي، بنياميني
-
إليئيل | إيليئيل البنياميني، ابن شاشق
-
إليئيل | إيليئيل رئيس نصف سبط منسى
-
إليئيل | إيليئيل مشرف العشور والتقدمات، في عصر حزقيا
-
أليَحْبَا
-
ألِحُورَف
-
أليداع أبو رزون
-
أليداع البنياميني الجبار
-
المرأة ووعاء الزيت في زمن أليشع
-
زوج المرأة صاحبة وعاء الزيت في زمن أليشع
-
ابنا الأرملة صاحبة وعاء الزيت في زمن أليشع
-
أحد أبناء الأرملة صاحبة معجزة دهنة الزيت في زمن أليشع
-
المرابي الذي أخذ ابنا الأرملة صاحبة وعاء الزيت في زمن أليشع
-
جيران الأرملة ذات الابنين الذين أعاروها أوعيتهم الفارعة لملو الزيت
-
المرأتان اللتان أكلتا ابن إحداهن في المجاعة في زمن أليشع
-
أم الولد الذي أكلته مع امرأة أخرى في زمن أليشع
-
المرأة التي أكلت ابن امرأة أخرى معها في زمن أليشع
-
الابن الذي أكلته أمه مع امرأة أخرى في زمن أليشع
-
الابن الذي نجا من أن يؤكل بواسطة المرأتان في زمن أليشع
-
أليشاماع | أليشامع | أليشمع ابن عميهود
-
أليشاماع | أليشامع | أليشمع ابن يقمية
-
أليشاماع | أليشامع | أليشمع ابن داود | أليشوع
-
أليشاماع | أليشامع | أليشمع ابن داود النبي
-
أليشاماع | أليشامع | أليشمع الكاهن
-
أليشاماع | أليشامع | أليشمع الكاتب والرئيس
-
أليصافان | ألصافان ابن عزيئيل، رئيس القهاتيين اللاويين
-
أليصافان | ألصافان ابن فرناخ، رئيس سبط زبولون
-
أليعازر | أليعزر وكيل بيت إبراهيم | أليعازر الدمشقي
-
أليعازر | أليعزر ابن موسى وصفورة
-
أليعازر | أليعزر ابن هرون
-
أليعازر | أليعزر البنياميني الرئيس
-
أليعازر | أليعزر الكاهن، في عصر داود
-
أليعازر | أليعزر اللاوي، من عشيرة مراري
-
أليعازر | أليعزر رئيس الراؤبينيين
-
أليعازر | أليعزر النبي ابن دوداواهو
-
أليعازر | أليعزر ابن أبيناداب
-
أليعازر | أليعزر ابن أخوخي
-
أليعازر | أليعزر اليهودي، في عصر عزرا
-
أليعازر | أليعزر ابن فينحاس، كاهن
-
أليعازر | أليعزر الكاهن، في عصر عزرا
-
أليعازر | أليعزر ابن حاريم
-
أليعازر | أليعزر ابن فرعوش
-
أليعازر | أليعزر اللاوي المتخذ زوجة غريبة
-
أليعازر | أليعزر الكاهن، في عصر نحميا
-
أليعازر | أليعزر ابن متتيا الكاهن، أخو يهوذا المكابي
-
أليعازر | أليعزر ابن أليود، من أسلاف المسيح
-
أليعازر | أليعزر ابن يوريم، من أسلاف المسيح
-
أليعام أبو بثشبع امرأة أوريا التي تزوجها داود
-
أليعام ابن أخيتوفل المشير
-
أليف
-
أليفاز ابن عيسو وعدا
-
أليفاز التيماني، صاحب أيوب
-
أَلِيفَال
-
أليفالط | أليفلط ابن أحسباي، من أبطال جيش داود | أليفال
-
أليفالط | أليفلط ابن داود
-
أليفالط | أليفلط ابن لداود في أورشليم
-
أليفالط | أليفلط ابن عاشق
-
أليفالط | أليفلط ابن أدونيقام
-
أليفالط | أليفلط ابن حشوم
-
أليكرنسس
-
أليهو أخو داود الأكبر
-
أليهو رئيس سبط منسى
-
أليهو اللاوي القورحي
-
أليهو ابن برخئيل البوزي، صديق أيوب
-
أليهو عيناي ابن مسلميا
-
أليوعيناي رئيس بيت في سبط شمعون
-
أليوعيناي الكاهن، في عصر عزرا
-
جبل أَمَانَة
-
امبراطور
-
أَمْبِليَاس | أَمْبِلياتِس
-
أَمِيْو
-
أمري أبو زكور
-
أمريا ابن عزريا
-
أمريا رئيس كهنة في عصر نحميا
-
أمريا الكاهن
-
أمريا الذي تزوج امرأة غريبة في عصر عزرا
-
أمريا ابن شفطيا
-
أمريا الكاهن الرئيس في عصر يهوشافاط
-
أمريا اللاوي
-
أمصي ابن زكريا، كاهن
-
أمصيا الشمعوني
-
أمصيا الكاهن من بيت إيل
-
فناء الأمم
-
تل أمَّة
-
أمة | عبدة | جارية
-
إمير الكاهن
-
إمير أبو فشحور، كاهن
-
إمير أبو صادوق الكاهن
-
إمير، مكان في بابل
-
صفة الأَمَانَة
-
مؤمنون
-
أمنون ابن داود، أخو ثامار
-
إناء
-
أَنَا ثِيمَا | أناثيما
-
أَنا حَرَة
-
أنتيباس الشهيد
-
أنتيدون
-
أنتيباتير
-
الإنجيليين الأربعة
-
أندرونكس وكيل أنطيوكس أبيفانس
-
أندرونكس الضابط
-
الإنسان الجديد| الإنسان الروحي
-
إنسان الخطية
-
الإنسان الطبيعي | الإنسان العتيق
-
ابنُ إنسان | ابنُ الإنسان
-
مدينة أنطاكية السورية
-
أنطياكون
-
نساء أنطاكية
-
أنطيوخس الكبير | أنطيوخس الثالث
-
أنطيوخس الرابع | أبيفانيس
-
أنطيوخس الخامس | أيوباتور
-
أنطيوخس السادس | ثيوس
-
أنطيوخس السابع | سيديتس
-
أنطيوخس أبو نومينيوس
-
أنف
-
آنفًا
-
استئناف
-
أنين
-
بنات أنوش
-
أناة | طول أناة
-
آه | هه
-
تأهب | متأهب
-
أهبة جلاء
-
أهَّل | يؤهل | مستأهل
-
إهود ابن جيرا، القاضي
-
أهوليبامة زوجة عيسو | يهوديت
-
أهوليبامة الرئيس الأدومي
-
أواران
-
أوباطور
-
أوبولمس
-
أُربْانَوس
-
أورشليم السماوية | أورشليم السمائية
-
بنات أورشليم
-
يهود أورشليم الذين هاجوا على بولس
-
الرجال الأربعة الذين عليهم نذرا في أورشليم وقت بولس
-
الأكثر من أربعين يهوديا من أورشليم الذين اتفقوا على قتل بولس
-
رؤساء الكهنة بأورشليم الذين تعاونوا لقتل بولس
-
شيوخ أورشليم الذين تعانوا لقتل بولس
-
الرجال الواقفين وقت مشادة بولس في أورشليم
-
الصدوقيين بأورشليم الذين كانوا ضد بولس
-
الفريسيين بأورشليم الذين كانوا ضد بولس ثم دافعوا عنه
-
كتبة قسم الفريسيين بأورشليم الذين كانوا ضد بولس ثم دافعوا عنه
-
أُورُو كْلِيدُون
-
أوري أبو بصلئيل
-
أوري أبو جابر
-
أوري من حراس أبواب الهيكل
-
أوريئيل ابن تحث
-
أوريئيل رئيس عشيرة قهات
-
أوريئيل أبو ميخايا
-
الملاك أوريئيل
-
أُورِيم | تّمِيم
-
أوريا الحثي
-
أوريا رئيس الكهنة
-
أوريا ابن شمعيا، النبي
-
أوريا أبو مريموث، الكاهن
-
أوز
-
أوصم ابن يسى، أخو داود
-
أوصم ابن يرحمئيل
-
أُضنَّا
-
أُوغُسطُس | أوْغُسطُس قيصر
-
أرض أوفير
-
آلي | يؤول
-
أولام ابن عاشق
-
أولمبي
-
أومينيس
-
أون ابن فالت
-
أونيا
-
تأوه
-
أَوِيل مَرُدَخ
-
شهر أيار
-
إيثيئيل ابن يشعيا
-
إيثيئيل في عصر آجور
-
إِيْحِي
-
إِيخَابُود
-
أم إيخابود، زوجة فينحاس
-
إيزابل زوجة آخاب الملك
-
إيزابل النبية الكاذبة
-
أيس
-
عبيد إيشبوشث
-
ايشسيكل
-
إيطَالِيَا | إِيطَالِيَة
-
إيطورية
-
إِيل | إله إسرائيل
-
جبل بيت إيل
-
إيل رئي
-
إيل شداي
-
بلدة أيلة | ميناء إيلات
-
أيلة الرئيس الأدومي
-
أيلا أبو شمعي
-
أيلة ابن بعشا
-
أيلة الملك، أبو هوشع
-
أيلة ابن كالب
-
أيلة ابن عزي
-
إيلون الحثي، أبو زوجة عيسو
-
إيلون الزبولوني القاضي
-
قرية إيلون
-
إيلونيون
-
أيلون مدينة اللاويين
-
وادي أيلون
-
مكان أيلون في زبولون
-
إيليا الكاهن، ابن حاريم
-
إيليا ابن عيلام
-
إيلياء
-
أيملكوئيل
-
إيمير ← إمير الكاهن
-
ايوتا
-
أيون
-
أية الحوري، ابن صبعون
-
أية أبو رصفة سرية شاول
-
أُيَّل | أُيَّلة | أيائل
-
أبناء أيوب
-
بنات أيوب
-
أصحاب أيوب
-
زوجة أيوب
-
خدم أيوب
Discussion about this post