شخصيات من الكتاب المقدس
يشوع
يشوع
اسم عبري معناه (( يهوه خلاص )). واسمه في الأصل هوشع ( عد 13: 8 ). يهو شوع ( 1 أي 7: 27 ). ثم دعاه موسى يشوع ( عد 13: 16 ). وهو خليفة موسى، وابن نون من سبط افرايم ولد في مصر. وكان أولاً خادماً لموسى ( خر 24: 13 ). ذكر أولاً عند معركة رفيديم، لأن موسى كان وقتئذ قد عينه لقيادة بني إسرائيل ( خر 17: 9 ). وكان عمره آنئذ 44 سنة. وبعد ذلك تعين جاسوساً لسبطه وقد قدم هو وكالب رفيقه تقريراً صحيحاً عن البلاد التي تحسسوها. ثم أقامه موسى أمام اليعازار الكاهن وكل الشعب وعينه خليفة له ( عد 27: 18- 23 وتث 1: 38 ). ودعى المشترع العظيم يشوع قبيل وفاته وسلمه العمل الذي كان عليه أن يقوم به وفقاً لإرادة الله ( تث 31: 14 و 23 ). وبعد موت موسى مباشرة أخذ يشوع في الاستعداد السريع لعبور الأردن. ومنح الشعب ثلاثة أيام لإعداد الزاد ( يش 1: 10 و 11 ). وذكر الرؤوبينيين والجاديين ونصف سبط منسى بضرورة إمداد أخوتهم وتقديم المساعدة المسلحة لهم في أثناء المعركة ( يش 1: 12- 18 ). وفي الحال أرسل جاسوسين إلى أريحا ليستقصوا الأمور العسكرية فيها ( ص 2: 1 ). ثم تحرك بمعسكره نحو النهر وأعطى المحاربين تعليمات دقيقة للزحف 0 ص 3: 1- 6 ). وقد أظهر بخشوع مهارته وحنكته العسكرية في الخطة الاستراتيجية التي اتبعها الاحتلال أرض كنعان، إذ أقام معسكراً مركزياً في الجلجال في السهل شرقي أريحا ( يش 4: 19 و 5: 10 ). وبفي المركز في الجلجال، لأن يشوع لم يكن يخشى عدواً في تلك البقعة يهاجمه من الوراء، ولأن الماء كان متوفراً فيها، ولأنها كانت مكاناً أميناً لإخفاء الذخيرة والغنائم. واتصفت المحلة بوجود خيمة الاجتماع فيه ( يش 6: 24 قابل 9: 23 و 18: 1 و 22: 19 ). فترك فيها فرقة منظمة بكامل معداتها. وبعدما أحتل أريحا، المركز الأمامي للكنعانيين، زحفاً غرباً عبر الجبال واحتل عاي التي كانت قائمة على رابية مقابل الجلجال وبعد ذلك أتم وصية موسى فأقام مذبحاً في عيبال ( يش 8: 30- 35 و تث ص 27 ). وفي غضون ذلك أتاه وفد من جبعون يطلبون منه عقد صلح مع بلدتهم، ففعل ذلك دون أن يطلب ارشاداً من الله. وهذه الخطوة الخاطئة جرت عليه كثيراً من المتاعب والمشقات فيما بعد. وبعد أن رسخت قدماه في البلاد التي احتلها قام بغزوتين لاحتلال أرض كنعان كلها. حلف الملوك الخمسة: ملك أورشليم، وحبرون، ولخيش، وعجلون، ويرموث ضد أهل جبعون، لنهم عقدوا صلحاً مع يشوع، قرر مصير معركة الجنوب، لنه حمل يشوع على نجدة الذين عقد معهم صلحاً، والإجهاز على الملوك الخمسة المتحالفين. ثم زحف نحو الغرب واحتل مقيدة على الساحل واقام فيها محلة مؤقتة. ثم احتل لبنة، ولخيش، وعجلون، وحبرون. ثم عاد من حبرون وضرب دبير في الجبال. وبعدما احتل القطاع بين جبعون وغزة وقادش برنيع رجع إلى الجلجال. وفي أثناء هذه الحملة أمر يشوع الشمس بالوقوف ( يش 10: 13- 14 ). ويقول الكتاب المقدس أن الله الذي خلق الكون يستطيع أن يحفظ الكون حتى ولو وقفت الشمس، أو بمعنى ادق لو وقف الأرض على محورها، فبدت الشمس كأنها واقفة لا تتحرك. ويقولون أيضاً أن المدقق في النص العبري يتضح له أنه لم يقل عن الشمس أنها وقفت لا تتحرك. فلأمر الذي وجهه يشوع ( يش 10: 12 )، هو (( ياشمس دومي )) ومعنى ذلك، اسكتي. وقوله: وقفت الشمس ( ع 13 )، يعني حرفياً: سكتت. ويتضح أن الشمس والقمر تأخر غروبهما، أي أنهما لم يقفا بغير حركة، بل تأخر أفولهما عن المعتاد. ويحدثنا التاريخ عن سفر يشوع، أن ذلك كما جاء في سفر ياشر. ومما نجدر ملاحظته أن التاريخ أيضاً يشهد بحوادث مماثلة. ويقول هيروديت ان كهنة من المصريين أطلعه على وثائق تتحدث عن يوم أطول من المعتاد. وتفيد الكتابات الصينية أنه كان هناك يوم مماثل لهذا في عهد إمبراطورهم يو، وهو معاصر ليشوع وفي المكسيك وثائق تثبت أن يوماً طويلاً حدث في إحدى السنين، وهي نفس السنة التي كان يشوع فيها يوالي حروبه. وهناك بعض المفسرين ممن يعتقدون أن المعركة كانت حامية الوطيس لدرجة أنه خيل لبني إسرائيل أن النهار كان أطول من المعتاد. وسواء أكان هذا أم ذاك فنحن نؤمن بإله لا يعسر عليه شيء. وقد قاد يشوع معارك الغزو في شمالي كنعان وأخذ حاصور وغيرها من المدن ( يشوع 11: 1- 15 ). وقد قام بتقسيم الأرض في كنعان بين الأسباط ( يش ص 13 إلى ص 22 )، وطلب أن يأخذ لنفسه بلدة ثمنة فأعطيت له ( يش 19: 5 ). وفي آخر حياته دعا كل بني إسرائيل وألقى عليهما كل خطابه الوداعي ( يش ص 23 و 24 ). وكان إيمانه بالله مفتاح نجاحه. وكان كل قصيده أن يرضي الرب، ويمهد سبل الراحة لشعبه. ولكن بني إسرائيل كانوا متقلبين وسريعي الانفعال. وكان يشوع يعرف تقلبهم وضعفهم. وما أجمل القول الذي اختتم به حياته: (( أما أنا وبيتي فنعبد الرب )) ( يش 24: 15 ).
No Result
View All Result
Discussion about this post