ساعة سجود وتأمّل أمام القربان المقدس
شوك وورد عند الصليب
الشوك والورد هو كلام وأفعال الذين كانوا عند الصليب.
السؤال: هل نحن بكلامنا وأفعالنا شوك وورد عند الصليب، وبالتالي للرّب ومن خلاله للآخرين؟
في حياتنا يوجد شوك وورد هل ترى الشوك فقط، أم ترى الورد أيضا فنعيش الفرح
والسلام والحب.
نشيد الدخول:
أنت الذي يعرف أقصى درجات صغري، وأنت لا تخاف أن تنزل علي وتنحني. تعال إلى قلبي، يا قربانا ألهَبُ بحُبكَ، تعال إلى قلبي، فها قلبي يتوق إليك. كم أرجو طيبتك أن تهبني الموتَ مِنَ الحُب يسوع إسمع صرختي، واستمع صراخ حنان قلبي. تعال إلى قلبي، يا قربانا الهَبُ بحُبكَ، تعال إلى قلبي، فها قلبي يتوق إليك.
باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد، آمين.
صلاة البدء :
يا ربنا والهنا، جئناك اليوم، في ليلة إعطائك لنا جسدك ودمك (لو ۱۹/۲۲-۲۰)، غذاء روحيا وحضورا دائما لك معنا وبيننا وفينا، وفي ليلة سهرك وصلاتك وعرقك في بستان الزيتون (لو ٤١/٢٢-٤٤) وفي ليلة تسليمك (لو ٤٧/٢٢) ، ومحاكمتك الصورية والاستهزاء بك، وتحقيرك وضربك (متى ٥٧/٢٦-٦٨) وآلامك وصلبك وموتك(متى ۲۷/۲۷-۵۰)، حاملين معنا أشواكنا لنلقيها عند صليبك، مع الأشواك التي أُلقيت ووُضعت عليك، من كلام مُستهزي وأفعال، ونقطف بدلها وردا من ورود محبتك، التي نثرتها من على الصليب، فنحملها لنا زاد رجاء وإيمان وننثر عطرها، عطر المحبة، إلى كل من حولنا والعالم، مع الذين حملوا إليك الورود ونثروها عليك باعترافهم بك، وتعاطفهم معك، وطاعتهم لك. آمين.
التأمل الأول: الخمر والمر!
ولما وصلوا إلى المكان الذي يُقال له الجلجثة أي موضع الجمجمة، أعطوه خمرًا ممزوجة بالمر، فلما ذاقها رفض أن يشربها” (متى ٣٣/٢٧-٣٤) يا ربنا، ذقت الخمرة التي أعطوك ولم تشربها، لأنهم مزجوها بالمر، بالبخور ، لتخديرك، كي لا ترى أو تتحسس ما سيفعلوه معك أيضًا ،وأيضا أنتَ المُعلّق على الصليب في رفضك، وكأنك تقول لهم: لا، دعوني أعيش آلامي بملئها، أوجاعي بأقصاها، حتى أكون استحقيت تتميم مشيئة أبي، واستحقيت فداءكم. ذقت ما أعطوك ظاناً أنهم أعطوك الخمرة التي أنت أعطيتها في قانا (يو ١/٢-١٠)، والتي حولتها إلى دمك في عشائك الأخير على هذه الأرض (لو ۲۰/۲۲). لعلك قلت، إنهم ندموا لما رأوني معلقا، أو أن من أعطاني هذا الشراب، لم يرض ما أصابني فكان أن زاد ألمك ووجعك. يا ربنا، ونحن، بماذا نبلل شفتيك المقرحتين من الألم والعطش، أنعطيك شرابًا مخدرا كي لا ترى أفعالنا وأعمالنا، ولا تسمع أقوالنا ، فنكون شوكا مُضافا عليك، أم نسقيك كأس خمرة الحب والفرح والابتهاج بأننا نحن أيضا نتمم معك مشيئة أبيك السماوي؟!
الجماعة: يا ربنا وإلهنا، أعطنا في كل وقت أن نكون نحن خمرة بهجتك وفرحك، بأننا نحن بحق إخوة لك وأولاد أبيك السماوي، وتعمل بحسب كلمتك. آمين.
(صمت وتأمل)
فوق الصليب
ربي يسوع أنت الفادي الحبيب
أنت المرفوع فوق عود الصليب
قَدْ سُقيت خـــــلاً ومُـــــــرا
ورَضِــيتُ بالصلــــــب حُرا
ضُمَّنَا بِيَدَيك واجتذبنا إليـــك
التأمل الثاني: استهزاء الشعب!
كان المارة يهزّون رؤوسهم ويشتمونه ويقولون: يا هادم الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام، إن كنتَ إبن الله فخلص نفسك وانزل عن الصليب” (متى ٤٠/٢٧).
يا ربنا، أيكون هذا الشعب نفسه الذي سار وراءك في شوارع أورشليم، وبسط أرديته أمامك، وصرخ بأعلى صوته: هوشعنا مبارك الآتي باسم الربّ، ملك إسرائيل”(يو ١٣/١٢)؟!
ألا يكون هذا الشعب ذاته الذي أطعمته من الأرغفة الخمسة والسمكتين، وكان عددهم يتجاوز الخمسة آلاف، وتشفق عليهم وتشفي مرضاهم (متى ١٣/١٤-٢١)؟!
ألا يكون هذا الشعب الذي شهد على كل معجزاتك وآياتك، وسمع تعاليمك؟!
أيكون لهؤلاء الناس أذان ولا يسمعون ولهم أعين ولا يرون هم مبصرون ولا يبصرون، وسامعون ولا هم صموا آذانهم وأغمضوا أعينهم، كي لا يعوا في قلوبهم، ويؤمنوا أو هؤلاء من الذين إن رؤوا ميتا قائما من الموت لا يؤمنون (لو ٣١/١٦)؟! ولكن، ألم ير هؤلاء قيامة ابنة رئيس المجمع يائيرس (متى ٢٥/٩-٢٦) ، وابن الأرملة (لو ۱۱/۷-۱۷) ولعازر (بو ٤٣/١١-٤٥)؟!
ولكن، بعد إقامتك لعازر من الموت، ذهب بعض الناس إلى الفريسيين، وأخبروهم، وهؤلاء عقدوا مجلسًا ليروا كيف يجب التخلص منك (يو٤٦/١١-٥٣)! يا ربنا، ونحن، أنكون بعد أن آمنا بك ربا وإلها وقعدت على عملك في حياة كل منا، وسمعنا كلمتك، كلمة الحياة، أنكون من الناكرين لك، والساخرين من قدرتك وعظمتك، والمسخّفين لعملك، فنكون شوكا يُغرز في جسدك المصلوب؟!
الجماعة: يا ربنا وإلهنا، أعطنا أن لا نكون مختبئين وراء مصالح وغايات، ولا نشهد لعملك وكلمتك، أعطنا أن نكون شهودك في كل وقت وظرف ومكان، شهود الحق. آمين.
التأمل الثالث: الرؤساء يطلبون آية!
وكان رؤساء الكهنة ومعلمو الشريعة والشيوخ يستهزؤون به، فيقولون: خلص غيره، ولا يقدر أن يخلص نفسه هو ملك إسرائيل فلينزل الآن عن الصليب لنؤمن به توكل على الله وقال أنا ابن الله فلينقذه الله الآن إن كان راضيا عنه” (متى ٤٣٤١/٢٧) يا ربنا، هؤلاء الرؤساء والشيوخ ما زالوا يطلبون منك آية لامتحانك (متى ۱/۱٦)، وأنتَ رديت عليهم بآية يونان آية الموت والقيامة (منى ٣٨/١٢-٤٠) هؤلاء سألوك بأي سلطان تعمل أعاجيبك، وتصنع آياتك، وتفعل ما تفعل( لو ٢/٢٠)! هم سألوك بأي سلطة هدأت الريح والعاصفة (مر ٣٥/٤-٤١) وبأي سلطة أقمت المخلع (مر (۱/۲-۱۲)، وأعدت النظر للأعمى (مر ٤٦/١٠-٥٣) بأي سلطة أعدت الإنسان الممتلئ شراً، شياطين، إلى إنسانيته، أعدته من أقصى الوحشية ليصبح رسولاً (لو ٣٦/٨-٣٩)!
هم ينتظرونك، ينتظرون من وعدهم به موسى والأنبياء (يو ٤٥/١)، ولكنهم يرفضونك !
هم يرفضونك، لأنك نور والنور تفضح أعمال الظلمة (يو ٢٠/٣)
موسى سأل الله عن اسمه فأجابه: أنا هو” (خر ١٤/٣)، وآمن.
وسألك رئيس الكهنة أأنت هو أجبته: أنا هو (مر ٦٢/١٤) ولم يريدوا أن يصدقوا، فهم كذبوا أيضا موسی!
وما زال المسؤولون والحكام إلى اليوم، يخافون نورك الذي يفضحهم (يو ٥/٣)، فيهربون منك، ولا يقفون أمامك، وأمام ضميرهم، أمام الروح القدس الذي يبكتهم على خطيئتهم (يو٨/١٦)، فيفضلون الظلمة (يو ١٩/٣). يا ربنا، ونحن، أنهرب من وجهك في طلبنا منك الآيات والأعاجيب لنلا تنكشف أعمالنا وأهدافنا التي لا تتطابق مع وصاياك وأفكارك، فنكون شوكا في خاصرتك المذبوحة؟!
الجماعة: يا ربنا وإلهنا، أعطنا أن نراك أنت الآية آية في تجسدك بيننا، وآية في موتك وقيامتك، وآية في إعطائك لنا الروح القدس. آمين. (صمت وتأمل)
فوق الصليب
سر النــجاة كيف لمْ يعرفوك
رب الحــياة كيف لَمْ يَعبُدوك
أنتَ الحــق فامــلأ قلبنا نور
الحــــــــق نور دربنــــــــا
في الحــياة والممــــــــات
هَبْنَـــــــــا حُسْنَ الثَّبَـــات
الرابع: اقتسام ثياب يسوع!
اقتسموا بالقرعة ثيابه (متى ٣٥/٢٧) يا ربنا عراك الجند من ثيابك وجعلوك مشهدًا للازدراء والسخرية أرادت الخطيئة والشر أن يعرياك، كما عريا آدم وحواء، وعرفا أنهما عريانان، فاختباا من وجهك. ولكنك يا إلهنا ، رضيت أنت هذا التعري، لأنك ستلبس ثوبك الجديد، ثوب القيامة والمجد، ولتعود تلبس آدم وحواء معك من ثوبك فلبسنا معهما. ولكن، وفي كل مرة نتقاسم ثوبك،نكون نعريك من جديد ونعرضك للسخرية والشماتة في كل مرة نتشرذم كجسد واحد ، لنصبح أجسامًا، نكون نحن من يعريك!
في كل مرة نتقاتل كبشر، كإخوة في الإنسانية، نكون نحن من يعريك!
في كل مرة يعمل كل أحد منا من أجل مصلحته الذاتية، ومن أجل رفاهيته الخاصة، دون إشراك الآخرين نكون نحن من يعريك!
في كل مرة، يستأثر كل منا بالسلطة لذاته وكأنها ملك له وميراثه، ولا يتخلى عنها، أينما كانت هذه
السلطة، نكون نحن من يُعريك. وفي كل مرة نعريك، نكون نحن من يغرز فيك الشوك أكثر وأكثر، حتى النخاع.
الجماعة: يا ربنا والهنا، أعطنا أن نحافظ على ثوبك واحدًا، نحافظ على كنيستك واحدة، نحافظ على وطننا واحدا، نحافظ على عائلاتنا ومجتمعاتنا واحدة. أعطنا أن لا نكون سببًا في تمزيقك، فنعرف التخلي من أجل الآخرين، ولا نطلب لنا قطعة مقطوعة من ثوبك. آمين. (صمت وتأمل)
التأمل الخامس: وسقوني في عطشي خَلا (من ٢٢/٦٩)!
يا إلهنا، سمعك الجند تقول: أنا عطشان (يو ۲۸/۱۹)
وسمعوك تنادي أباك إلهي إلهي لماذا تركتني؟” (متى ٤٦/٢٧).
فقالوا: “ها هو ينادي إيليا” (متى ٤٧/٢٧) فأسرع أحدهم إلى إسفنجة فبلّلها بالخل ووضعها على عود من زوفى ورفعها إليك لتشرب (متى ٤٨/٢٧). فقال الآخرون له انتظر هل يجيء إيليا ليُخلصه (متى ٤٨/٢٧). فلما أدنيت الإسفنجة من فمك امتصيت الخل، وقلت لقد تم”. وأسلمت الروح (يو ٣٠/١٩). يا ربنا ما زالوا يسخرون منك، ويتفننون في تعذيبك، ويتجاهلون أنك تنادي الله أباك، وأنك ابن الله. ويسقونك “الخل”، ليزيدوا من عذابك وأنت تشرب تشرب لتقول لنا: لقد شربت كل مرارتكم واحتملت كل آلامكم، وتممت عمل خلاصكم، وها أنا أعطيكم روحي، الروح القدس لأبقى من خلاله معكم وبينكم وفيكم! يا ربنا، ونحن ماذا نسقيك في عطشك، أنسقيك خلا، لنزيد من الشوك عليك، أم نسقيك ماء المحبة في سقينا العطشان وإطعام الجائع والباس العاري واستقبال الغريب والشريد وتعزية الحزين ومساعدة المريض وزيارته، والتخفيف عن السجين، لنكون فعلنا معك ما فعلناه مع إخوتك هؤلاء الصغار (متى ٤٠/٢٥)
الجماعة: يا ربنا وإلهنا، أعطنا أن نعرف ماذا نعطيك في عطشك وجوعك وعريك، فنكون أرويناك وأهديناك
وردة حب. آمين. (صمت وتأمل)
التأمل السادس: إيمان اللص!
يا إلهنا ،سمعك اللص المصلوب معك كيف غفرت لصالبيك (لو ٣٤/٢٣) ، حتى عرف أنك أنت الإله المصلوب معه!
انتهر اللص الآخر الذي كان كما الآخرين الذين يستهزئون بك، ويقول لك: إن كنت أنت المسيح خلص نفسك وخلصنا!” (لو ٣٧/٢٣).اراد حياة أرضية تفنى. أما الأول الذي اعترف بأنه مستحق هذا العقاب، وأنك أنت لم تعمل أي سوء، أراد الحياة الخالدة الجديدة، فطلب منك مصليا متضرعًا: أذكرني يا يسوع إذا ما جئت في ملكوتك”، فأدخلته معك الفردوس في اليوم نفسه، وفي اللحظة نفسها (لو٤٠/٢٣-٤٣). وقائد المئة والجنود الوثنيون، صالبوك، لما سمعوك تطلب الغفران لهم وتعطيهم الأسباب المخففة لما فعلوه بك بأنهم لم يدروا ما فعلوا (لو ٣٤/۲۳)، ورأوا كيف أسلمت الروح (مر ٣٩/١٥) ، وهالهم كل الهول ما رأوا من زلزلة وأحداث اعترفوا بإيمان أنك أنت ابن الله حقا (متى٥٤/١٧) هم رأوك ملكا وليس لصا، هم رأوا صليبك عرشا، وإكليل الشوك الذي وضعوه هم على رأسك تاجا.
يا ربنا، ونحن ماذا نرى فيك وأنت مصلوب، اتكون عثاراً لنا أم حماقة (۱قور ۲۳/۱)؟!
أم افتخارا، فنكون نثرنا مع اللص التائب والجنود وقائد المئة وردا حول صليبك، ورد حب وإيمان؟!
الجماعة: يا ربنا والهنا، أعطنا أن نراك من على الصليب المسيح، قدرة الله وحكمته فنبشر بك مصلوبا
(۱قور ۲۳/۱) ، فنكون سالكين سبيل الخلاص (۱قور ۱۸/۱). آمين (صمت وتأمل)
التأمل السابع: طاعة المصلوب!
يا ربنا،نراك من على الصليب توصي أمك بيوحنا أن يكون ابنها، وتوصي يوحنا بأن تكون أمك مريم أمه. ومن تلك الساعة أخذها إلى بيته (يو ٢٦/١٩-٢٧). ما أجملها أمك مريم ويوحنا الرسول، الشخصان اللذان تحبّهما، وهما يبادلانك الحب. هما رأيا “الحبيب” مصلوبا، رأيا الذي بذل حياته من أجل احبائه ( يو ١٣/١٥). فأطاعاك وأنت على الصليب وكأنك على عرش أو منبر معلم. أطاعا طاعة الحب. وأية طاعة أمك ترضى بأن تتخلى عن أمومتها لك وتكون لغيرك. ويوحنا يحمل هذه المسؤولية، مسؤولية أم معلمه وربه
( يو ۲۸/۲۰) لكن أمك، فهمت أن الحب ليس احتكارًا، وليس تقوقعا، وليس موتا في حزن أو كابة أو باس، هي بقيت أمك وتبقى ورضيت أن تشارك حبها الأمومي وحبّ إبنها كل إخوته البشر (عب ١١/٢). ويوحنا عرف أنه لم يعد تلميذاً عادياً، فهو أصبح عليه مسؤولية استقبال أم الله في حياته وبيته وقلبه، ومن خلالها الله.
يا ربنا، ونحن أنطيعك وأنت مصلوب أم نقول هذا الكلام كلام متألم ومنازع يهزي؟! أنقبل كلمتك في كل ظروفنا أم ننتقيها بحسب الرغبة والحاجة والمزاج؟!
الجماعة: يا ربنا والهنا، أعطنا أن نعرف طاعة أمك مريم ورسولك الحبيب يوحنا، ونقبل كلمتك في كل حال وفي كل مكان وزمان، فتكون أمك لنا أنا ومعها ننشر ورود الحب حول صليبك.. آمين. (صمت وتأمل)
فـــوق الصلـيب مــــــــات رَبُّ الأكوان
سر رهيــــــــب سِرُ فادي الإنســـــــان
حبُّـــــهُ دَم يُهرق قَلْبُهُ مَاءً يَدفــــــــــق
يا للحب الغريب حب الفادي العــجيب
مناجاة
وكذلك الجماهير التي احتشدت، لترى ذلك المشهد فعاينت ما حدث، رجعت جميعا وهي تقرع الصدور” (لو ٤٨/٢٣).
يا ربنا، نحن الذين آمنا بكل عملك الخلاصي لنا وفدائك وموتك على الصليب، لا نريد أن يبقى ايماننا متوقفا عند قرع الصدور. ولا نريد أن نقف من بعيد ننظرك كأصدقائك والنسوة اللواتي تبعنك من الجليل.
يا ربنا، نحن الذين أعدت لنا البصر، لا نريد أن نهرب كبعض رسلك (مر ٥٠/١٤)، نريد أن نتبعك كبرطيما (مر ٥٢/١٠). نحن الذين أخرجت منا كل شر، وأعدتنا إلى إنسانيتنا، نريد أن نجول العالم ننادي بكل ما عملته لنا (لو ٣٩/٨). يا ربنا، نحن لا نريد أن نكون شوكا يزاد على الشوك المغروز في جبينك ورأسك، أو الشوك المنشور حول صليبك الذي يمنع الناس من الاقتراب منك ورؤيتك ويؤمنون ويحيون. يا ربنا، نحن نريد أن نكون وردا ينثر عليك ينشر على ملكنا، ينثر على طريق صليبك وحوله من أجل الراغبين أن يأتوا إليك ويقطفوا من عودك، من شجرتك، ثمرة الحياة.
يا مريم أمنا أنت التي كنت وردة مزروعة عند الصليب، وفاح عطرك طيبا طيبا، اطلبي لنا أن نكون عطر الرب، عطر قداسة، عطر إيمان ورجاء ومحبة، فننثر هذا العطر من حولنا وإلى العالم. يا مار يوسف، أنت الذي زرعت في كل حياتك وردا في حياة ربك والهك، أطلب لنا أن نكون وردا لكل الناس، ورد حب ورحمة وخدمة كما أنت كنت. يا ربنا، نحن نعلم أنه لا وجود للورد دون الشوك! لا تجعل آلام الشوك في حياتنا، وتجرح أيدينا، تمنعنا من أن نرى رأس العنق الذي هو “الوردة”، ومن أن نتمتع بجمالها ونتنسم عبيرها الطيب. أعطنا أن نرى القسم الملآن من الكأس، نرى القيامة بعد الآلام والموت. يا ربنا، أراد الجندي التأكد من موتك، فطعنك بالشوكة الأخيرة، بالحربة. لكنك وأنت ميت، أعطيتنا وردا، أعطيتنا دمك قربانا، وأعطيتنا ماءً من جنبك المطعون لتغسلنا وتعمدنا أولادا لله أبيك. يا إلهنا، أعطنا أن نكون اصطبغنا الصبغة الجديدة بدمك ومائك، صبغة روحك القدوس أعطنا أن نكون قد متنا معك لنقوم معك لحياة جديدة
(روم ٤/٦). آمين.
قدوس قدوس قدوس، أنت هو الرب إله الصباؤوت السماء والأرض مملوءتان من مجدك العظيم. هوشعنا في العلى مبارك الآتي باسم الرب، هوشعنا في العلى ارحمنا أيها الرب الإله الضابط الكل ارحمنا. لك نسبح لك نمجد لك نبارك لك نسجد بك نعترف غفران الخطايا والذنوب منك نطلب. ،فاشفق، اللهم علينا راحماً، واستجب لنا.
نقلاً عن موقع sa3at-soujoud.com
Discussion about this post