رسالة البابا بندكتوس السادس عشر لمناسبة يوم وسائل الإعلام 2006
بقلم: البابا بندكتوس السادس عشر
وجّه قداسة البابا بندكتوس السادس عشر
رسالة لمناسبة اليوم العالمي 40 لوسائل الإعلام الإجتماعية
(28 أيار مايو 2006)
وسائل الإعلام:
شبكات اتصال وشركة وتعاون
احتفالاً بعيد القديس فرانسوا دو سال شفيع الصحافيين الكاثوليك، الموافق تاريخ اليوم الرابع والعشرين من شهر كانون الثاني يناير، وجَّه قداسة البابا رسالته الأولى لمناسبة اليوم العالمي 40 لوسائل الإتصالات الإجتماعيّة، المرتقب الإحتفال به يوم الثامن والعشرين من شهر أيار مايو المقبل، حول موضوع: “وسائل الإعلام: شبكات اتصال وشركة وتعاون”.
استهلَّ الأب الأقدس رسالته متحدِّثًا عن الإحتفال بالذكرى السنوية الأربعين لإختتام أعمال المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، ومذكِّرًا بالقرار المجمعي في وسائل الإعلام الإجتماعية، وقدرتها في التأثير على المجتمع البشري. كما وذكَّر البابا بكلمات القديس بولس في رسالته إلى أهل أفسس:”فلستم بعد اليوم غرباءَ أو ضيوفًا، بل أنتم من أبناء وطن القديسين ومن أهل بيت الله”، حول دعوتنا البشرية بأن نصبح مشاركين في الطبيعة الإلهية.
وأشار قداسة البابا في رسالته إلى أنَّ التقدم التكنولوجي في وسائل الإعلام احتلَّ بمعنى ما الزمان والمكان، متيحًا إمكانية الإتصال الآني والمباشر بين البشر، حتى وإنْ فصلت بينهم مسافات كبيرة. ويشكِّل هذا النمو قوَّة هائلة لخدمة الخير المشترك، ويمثِّل إرثًا ينبغي حمايته. ولكنَّنا نعلم بأنَّ عالمنا بعيد عن الكمال، كما ويذكِّرنا اختبارنا اليومي بأنَّ العلاقة المباشرة للإتصال لا تبني بالضرورة التعاون والشركة في المجتمع.
والإتصال الحقيقي يتطلَّب شجاعة مستوحاة من المبادئ وقرارًا حاسمًا، وكل ذلك يتطلَّب أيضًا من العاملين في وسائل الإعلام عدم إرهاق أنفسهم تحت ثقل معلومات كبيرة، وعدم الرضى بالحقائق الجزئية أو المؤقتة. فبدل هذا، من الأهمية بمكان البحث ونقْل معنى الحياة البشرية، الشخصية والإجتماعية، وأساسها الأخير. وهكذا، تتمكَّن وسائل الإعلام من الإسهام بطريقة بنَّاءة في نشْر كلِّ ما هو صالح وحقيقي.
وأكَّد قداسة البابا في رسالته أنَّ نداءه اليوم إلى وسائل الإعلام هو أن تكون مسؤولة ورائدة الحقيقة وباعثة السلام. وفي وقت تسهِّل فيه وسائل الإعلام الإجتماعية تبادل المعلومات والأفكار والتفاهم المتبادل بين الجماعات، فهي في الآن معًا مصابة بالغموض. فمن منظار تقديم “طاولة كبيرة مستديرة” للحوار، تولِّد بعض الميول في وسائل الإعلام نوعًا من ثقافة واحدة تقلِّص العبرقية الخلاَّقة وتقلِّل من اعتبار خاصيَّة الممارسات الثقافية وخصوصية المعتقدات الدينية. وهي أمور تنتج حين يتمُّ اللجوء إلى المنفعة فقط، لدرجة فقدان حس المسؤولية من أجل الخير المشترك.
وشدَّد البابا بندكتس السادس عشر في رسالته على ضرورة دعم قيمة الحياة الزوجية والعائلية، وقال:لتشجيع حضور بنَّاء وإدراك إيجابي لوسائل الإعلام في المجتمع، أرغب في تكرار ثلاث مراحل تحدَّث عنها السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني، وهي ضرورية لخدمة الخير العام: التنشئة، المشاركة والحوار. فالتنشئة للإستخدام المسؤول لوسائل الإعلام تساعد الأشخاص على استعمالها بفهم وطريقة ملائمة… وكخدمة عامة، تتطلب وسائل الإعلام الإجتماعية روح تعاون ومسؤولية مشتركة. كما أنَّ تعزيز الحوار عبر عبارات التضامن وإنشاء السلام يشكِّل فرصة كبيرة لوسائل الإعلام، ينبغي الإستفادة منها. وبهذه الطريقة، تصبح وسائل لبناء حضارة المحبَّة التي يطمح إليها جميع الشعوب.
وأشار البابا إلى أنَّ الجهود المبذولة لتعزيز هذه المراحل الـ 3 ستساعد وسائل الإعلام على النمو بطريقة سليمة، كشبكة اتصال وشركة وتعاون، مساعدةً الرجال والنساء والأطفال على إدراك كرامة الكائن البشري بشكل أكبر، وليكونوا منفتحين على الآخرين سيَّما الأكثر حاجة في المجتمع. وفي ختام رسالته لمناسبة الإحتفال باليوم العالمي لوسائل الإعلام الإجتماعية، ذكَّر الأب الأقدس بكلمات القديس بولس في رسالته إلى أهل أفسس:”المسيح سلامنا”، كما ودعا إلى هدم جدران الإنقسام والعداوة وبناء شركة المحبة.
Discussion about this post