تساعية الشكر
(عند نيل النعمة المطلوبة يجب أن تقام تساعية الشكر، إقرارًا بجميل العذراء، وهي التالية)
– أللهمّ أصغِ إلى معونتي: – يا ربّ أسرع إلى إغاثتي.
المجد …
(1)
هاءنذا أمام قدميك، يا أمّ يسوع المنـزّهة عن كلّ وصمة. يا من يسرُّها أن تُدعى سلطانة الورديّة في وادي بمباي، أقبلتُ إليك مفعم القلب سرورًا ووفاءً وشكرًا لفضلك العميم، أيتها المحسنة الكريمة والسيّدة اللطيفة ملكة قلبي الجليلة. لقد أعلنت أنّك أمي، وأعربتِ عن محبّتك العظيمة لي، لأنّي كنت أتلهّف كمدًا وغمًّا، فبادرت إلى إغاثتي.
كنت حزينًا فعزَّيتني، كنت في ضيق واضطراب، فأوليتني السلام والهناء. كانت أوجاعُ الموت وأهواله محيطة بي، فتنازلت وأنت على عرش بمباي، أيّتها الأم الرؤوف، أن تنظري إليّ نظرة الحنوّ والشفقة، ففرّجت عنّي وسكّنت روحي.
من ذا يلتجئ إلى حماك ويثق بك ويرجع خاسرًا خائبًا؟ فلو أدرك الناس جودتك الفائقة، وأحاطوا علمًا بشفقتك على من هو بين أنياب الشدّة، فما أعظم ما يكون تهافتهم على الالتجاء إليك والاعتصام بحبل الاعتماد عليك.
فلا زلتِ مباركةً على ممرّ الدهور، يا ملكة بمباي العذراء! ولا برح الشكر يؤدّى لك مني، ومن البشر والملائكة أجمعين في الأرض والسماء. آمين.
– المجد للآب… السلام عليك أيّتها الملكة أم الرحمة والرأفة…
(2)
إلى الله عزّ وجلّ، أرفع الشكر، وإليك يا أمَّ المكارم الغراء الجديرة على ما جُدت به عليّ من دلائل الرحمة والحنو فيا ويلي! ما كان يحلّ بي، لو أعرضت عن تنهّداتي وابتذلت عبراتي، ليقم بشكرك عنّي، ملائكة السماء، بمعاينة جمالك البديع.
ليت جميع الخلائق يشاركوني الغرام. أيتها الملكة الغنيّة بالمكارم والمحاسن؟ إنّي أخصّص ما بقي لي من العمر، بك وبإذاعة تكريمك، يا عذراء ورديّة بمباي، يا من بشفاعتها تدارَكتني نعمة الربّ. وأنشر تكريم ورديّتك، وأتلو على جميع الناس أخبار فضلك، وأُعلن صنائع إحسانك، ليلتجئ إليك غير المستحقّين مثلي والخطأة أجمعون، وهم وثيقو التوكّل عليك. آمين.
– المجد للآب… السلام عليك أيّتها الملكة أم الرحمة والرأفة…
(3)
بأيّ الأسماء أدعوك، يا حمامة السلم الوديعة، وبأي الأوصاف أستعين بك يا من يدعوها الآباء الملافنة، سيّدة الخلائق، وباب الحياة، وهيكل الله، وشعاع النور، ومجد السماوات، والقدّيسة الفائقة القدّيسين، وأعجوبة الأعاجيب، وفردوس العلي. أنت خازنة النعم، والشفيعة المشفعة، ورحمة الله الشاملة للبائسين. على أنّي أعلم أنّه يعجبك أن تُدعي ملكة الورديّة في وادي بمباي. وإذ أدعوك هكذا أشعر بحلاوة اسمك السريّ الشائق، يا وردة الفردوس التي نقلت فغُرست في وادي الدموع، لتخفّف بعطرها أحزاننا، نحن المنفيّين أولاد حواء، يا وردة المحبّة التي فاقت أزهار لبنان كافّة، فأضحت تجتذب بعبيرها الطيّب في واديها، قلوب الخطأة إلى قلب الله عزّ وجلّ.
أنت هي الوردة الدائمة القراءة والبهاء، المرتوية بجداول المياه السماويّة. وقد امتدّت أصولك في الأرض الماحلة المضطرمة بالسعير المحرق. أيتها الوردة الفاتنة الجمال التي غُرسَتْ في مقرّ الشقاء، روضَ ملذّات الرب الطاهرة. تبارك الله الذي جعل اسمك عجيبًا! باركوا، أيها الشعوب اسم عذراء بمباي، لأنّ الأرض جمعاء مملؤة من رحمتها. آمين.
– المجد للآب… السلام عليك أيّتها الملكة أم الرحمة والرأفة…
(4)
في ليل البلايا وهياج عواصف المحن، رفعتُ عينيّ إليك، يا نجمة الرجاء الجديدة المتلألئة هذه الأيام في وادي الخراب، فنادَيتك من أعماق أحزاني، يا ملكة ورديّة بمباي. فعلمت قوة الاسم الكريم لديك.
وعلى ذلك، لن أزال أحيّيك هاتفًا: السلام عليك يا أمّ الرأفة يا بحر النعم غير الممسوح، يا أوقيانوس الجودة والشفقة، يا من يعجز القلم واللسان عن وصف معالي ورديّتك الحديثة، وما حازته سبحتك من آيات النصر الباهرة. إنّك عدت الخلاص للعالم إذ هرب من ذراعي يسوع ليخضع لإبليس الرجيم في وادٍ كان يفترس فيه النفوس.
فهدمت أيّتها الظافرة، أركان هياكل الأوثان، وعلى ردمها وضعت سدّة مُلكك، وحوّلت نواحي الموت إلى وادي القيامة والحياة، في أرض مُلك عدوّك، أقمت حصن ملجأ حصين يقصده الشعوب للفوز بالأمان والنجاة. وها إنّ أولادك في نواحي العالم ينصبون لك عرشًا سنيًا، شهادة لسلطتك ودليلاً على رحمتك.
ومن ذلك العرش، دعوتني أنا، أحد أبنائك الأخصّاء، ورمقتني برفقٍ وأُنس، أنا البائس المسكين، لا برحَتْ أعمالك محمودة، مباركةً إلى الأبد، أيتها السيّدة السامية المقام! ولا زالت مباركة المعجزات العديدة التي صنعتها في وادي البلاء والشقاء. آمين.
– المجد للآب… السلام عليك أيّتها الملكة أم الرحمة والرأفة…
(5)
ليرنّم بالثناء عليكِ كلّ لسان، وليُردَّد مديحنا لك صباحًا ومساءً، وليدعك مغبوطة القبائل والأجيال، بل كلّ أصقاع المعمورة وأرجاء السماوات. وأنا أدعوك مثلثة الغبطة مع الملائكة، ورؤساء الملائكة، والأرباب والرئاسات، والقوات، والسلاطين. مثلثة الغبطة مع العروش، والكاروبيم، والسارافيم.
ألا يا سيّدتي ومنقذتي، لا تحوّلي نظرك الرؤوف عن هذه العائلة، وهذه الأمّة، وهذه الكنيسة جمعاء. وعلى الخصوص، لا تنكري عليّ فضل إحسانك، ولا تأذني أن أنفصل عنك، أنا الضعيف العاجز.
بل تكرّمي عليّ أن أموت، وفيّ الإيمان والحبّ المتوقّدان فيّ الآن. وساعدي كلّ من اعتنوا بتشييد كنيستك في بمباي، أن يكونوا في طغمة المختارين. يا سبحة الورديّة أمّي، أنّكِ الطريق الموصل إلى كلّ فضيلة، وذخيرة الاستحقاق للنعيم، وعربون خلاصي الأبديّ، والسلسلة التي تقيّد العدو وتضبطه. أنت مورد السلام، لمن يكرّمك في هذه الدنيا، وآية النجاة لمن يلثمك في نزاع الموت. واهًا لك، يا أمّي الكريمة، إنّي أنتظرك تلك الساعة الهائلة، فإنّ ظهورك يكون آية خلاصي، إذ تفتح لي ورديتك أبواب السماء. آمين.
– المجد للآب… السلام عليك أيّتها الملكة أم الرحمة والرأفة…
من كتاب :
الورديّـــة نشأتها وتاريخها
دورُها وأهميّتها في الحياةِ الرّوحيّة
جمعيّة “جنود مريم”
No Result
View All Result
Discussion about this post